المقالات

03 مايو 2024

باكر يوم الجمعة الكبيرة

مت ١:٢٧ - ١٤ + مر ١٥ : ١- ٥ + لو ٢٢ : ٦٦ - ٢٣: ١٢ + يو ١٨ : ٢٨ - ٤٠ ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قيافا إلى دار الولايَةِ، وَكَانَ صُبْحٌ. وَلَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى دَارِ الْوِلايَةِ لِكَيْ لَا يَتَنَجَّسُوا ، فَيَأْكُلُونَ الْفِصْحَ. فَخَرَجَ بيلاطس إِلَيْهِمْ وَقَالَ: «أَيَّة شِكَايَةٍ تُقدِّمُونَ عَلى هذا الإِنْسَان؟» أَجَابُوا وقالوا له: «لَوْ لَمْ يَكُنْ فَاعِلَ شَرِّ لَمَا كُنَّا قَدْ سَلَّمْنَاهُ إِلَيْكَ !» فَقَالَ لَهُمْ بيلاطس: «خُدُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِكُمْ». فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: لا يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَدًا». لِيَتِمَّ قَوْلُ يَسُوعَ الَّذِي قَالَهُ مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِينَةٍ كَانَ مُرْمِعًا أَنْ يَمُوتَ . ٣٣ ثُمَّ دَخلَ بيلاطس أَيْضًا إِلَى دَارِ الوِلايَةِ وَدَعَا يَسُوعَ، وَقَالَ لَهُ: «أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هذا، أمْ آخَرُونَ قالُوا لكَ عَنِّي؟» أَجَابَهُ بيلاطس: «الْعَلِّي أَنَا يَهُودِيُّ؟ أمتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ مَاذَا فَعَلْتَ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذا العالم. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذا العالم، لكَانَ خدامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أَسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلَكِن الآن لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هنا». فقال له بيلاطس : «أَفَأَنْتَ إِذا مَلِكٌ ؟» أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ: إنِّي مَلِكٌ. لهذا قد وُلِدْتُ أنا، ولهذا قد أتَيْتُ إلى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي». ٣٨ قالَ لَهُ بيلاطس: «مَا هُوَ الْحَقُّ؟». ولما قال هذا خَرَجَ أَيْضًا إلى الْيَهُودِ وَقَالَ لَهُمْ: «أنا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَة وَاحِدَةً . وَلَكُمْ عَادَةُ أَنْ أُطلِقَ لَكُمْ وَاحِدًا فِي الْفِصْح. أفتُرِيدُونَ أنْ أطلق لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟». فَصَرَحُوا أَيْضًا جَمِيعُهُمْ قَائِلِينَ: «لَيْسَ هَذا بَلْ بَارَا بَاسِ !». وَكَانَ بَارَابَاسُ لِصًا. مملكتي ليست من هذا العالم الذين قبلوا المسيح رباً وإلهاً، أصبحوا ليسوا من العالم، بل ويبغضهم العالم. لماذا؟ واضح جداً أن العالم وضع في يد الشرير، فالذي يحب العالم يحبه العالم، ويصبح لعبة في يد الشيطان، لأنه يطيعه في كل مشوراته. فالعالم لا يحتمل اسم المسيح لأنه يكته. فمن أجل اسم المسيح يضطهد العالم الذين للمسيح. وقد اضطهد العالم ورئيسه المسيح، اضطهاداً قادهم إلى صلبه، وأصبح الشيطان يعرف كيف يكيل للمسيح الضربات فيمن قبلوا المسيح وآمنوا به. وهكذا اتسم العالم بعداوة المسيحيين واضطهادهم من أجل الاسم. والمسيح هنا يسبق ويوعي الذين له، أن يكونوا عارفين بما يكنه العالم لهم،حتى لا ينساقوا وراء الذين يعيشون في العالم وهم مأسورين تحت جذبه.لهذا كان أول نصيحة يتقبلها الإنسان المسيحي، أن ينتبه وهو في بداية حياته الإيمانية، أن لا ينجرف وراء جذب العالم، ومعاشرة الأشرار الذين يعبدون العالم. هذا هو الجزء السلبي من الإيمان بالمسيح، القادر أن يبتلع الناشئين. ولكن بمجرد أن يبدأ الإنسان المسيحي طريقه الصحيح، ويصلّي ويتعرَّف على محبة المسيح، يبتعد عنه عملاء الشر. وبمجرد أن يحس بانحياز العالم ضده، يرتمي في حضن المسيح ويمسك بالإيمان.وبمجرد أن يمسك الإنسان بالمسيح، يحتضنه المسيح. لأن وعده قائم كل الدهور أن "من يقبل إلي لا أخرجه خارجاً". هكذا جعل المسيح الإيمان به رهن إشارة الإنسان الذي نوى أن يدخل حظيرة المسيح.وإزاء بغضة العالم لمن يقبل المسيح، يفتح المسيح أحضانه لكل من التجأ إليه. والمسيح الذي أحبنا وأسلم ذاته من أجلنا، قد اشترانا من قبضة الشيطان بدمه ولن يستطيع الشيطان ولا العالم أن يخطفنا من يد المسيح ويد الآب، التي هي قوتنا وملاذنا الأبدي. فمهما بغض العالم وكشر العدو بأسنانه، فنحن في حمى من خلق السماوات والأرض، وقد خلقنا جديداً بالروح لنفسه، فنحن أولاد الله وأعضاء بيت الله. وحظنا ونصيبنا محفوظ لنا في السموات، نراه بالإيمان ونحيا له بالعيان. ونسعد به في أحلك ساعات الظلام، لأن أعيننا مثبتة فوق من حيث يأتي عوننا، تحرسنا يمين الرب حتى نعبر إليه ونتهلل لأن نصيبنا قد قرب.وهكذا أصبح اضطهاد العالم لنا جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، وتعودنا عليها كما تعودنا على الصداع والإنفلونزا. أمور لا يصح أن نقف عندها لأنها تحصد الكل، وليس أحد أعز من الآخر أمامها، بل هي التي تختار من تستضيفه عن رضى وصمت.وحينما يرفع الإنسان بصره يرى المسيح قد جاز كل أنواع الاضطهادات ولم يشتك قط. فإن كانوا قد فعلوا ما فعلوا في رب المجد أفكثير عليهم إن جعلوه طعامنا وشرابنا ؟ فنحن نأكل الاضطهاد أكل الخبز ونشربه كالماء، ولكن بالرغم من ذلك فنحن بمسيحيتنا أكثر من منتصرين. ونقول ونسبق الحوادث كلها الآتية علينا من العالم، أننا غلبنا العالم وأعظم من المنتصرين. وعلى قدر ما يذيقنا العالم من مرار، فسوف نذوق حلاوة الرب، وسوف نرى كم هو طيب جداً، ومذاقه مذاق العسل المعقود.واعلموا أن مرار العالم زمني، وكل ما هو زمني هو حتماً زائل، أما الرب فثابت للأبد. لذلك ألا يتحتم علينا أن نستبدل المرار بالعسل، والألم والوجع بالراحة الأبدية؟! فاشربوا يا إخوة من المرار الزمني ولا تتمنعوا، فكل أطايب الملكوت محجوزة لكم، وكما صنعوا بالمسيح ليس بأقل مما يصنعون بنا، فنحن شركاء آلامه حقاً، ومجدنا هو صليبه ومساميره، وقد خار المسيح تحت ثقل الصليب، فإن خار أحدنا تحت الاضطهاد فلا ينسى صليب المسيح الذي وضع علينا أن نحمله رضينا أو لم نرض. المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
02 مايو 2024

باكر يوم الخميس لو ٧:٢٢ - ١٣

وَجَاءَ يَوْمُ القَطِيرِ الَّذِي كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُدْبَحَ فِيهِ الْفِصْحُ فَأَرْسَلَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا قَائِلاً: «اذْهَبَا وَأعِدًا لنا الفِصْحَ لِنَاكُل». فقالاً لَهُ: «أَيْنَ تريد أن نُعِدَّ؟». فقالَ لَهُمَا: «إذا دَخَلْتُمَا المَدِينَة يَسْتَقْبِلُكُمَا إِنْسَانٌ حَامِلٌ جَرَّة مَاءِ اتْبَعَاهُ إِلَى الْبَيْتِ حَيْثُ يَدْخُلُ، وَقُولا لِرَبِّ الْبَيْتِ: يَقُولُ لَكَ المُعَلِّمُ: أَيْنَ المَنْزِلُ حَيْثُ ُأكُلُ الفِصْحَ مَعَ تَلاَمِيذِي ؟ " فذاكَ يُرِيكُمَا عِليَّة كَبِيرَةً مَفْرُوشَة. هُنَاكَ أَعِدًا». فانطلقا وَوَجَدَا كَمَا قَالَ لَهُمَا، فَأَعَدًا الفصح. الافخارستيا ترياق عدم الموت سر الإفخارستيا هو خلاصة الإيمان المسيحي وهو محور الإيمان بالمسيح، والمنطلق العملي للحياة مع المسيح أو بالمسيح لنكون شعباً مبرراً وأمة مقدسة.والرب لم يؤسس هذا السر في بداية خدمته، لا بعد المعمودية مباشرة مثلاً، ولا بعد صوم الأربعيني، ولا كنهاية تعاليمه، ولكنه أخره متعمداً حتى ميعاده المضبوط تماماً في الليلة التي أسلم فيها». فحينما انتهى من كل تعاليمه، وحينما أكمل حبه، وحينما سلم لتلاميذه كل أسرار علاقته بالآب، ثم دخل بالفعل في ساعة الصفر وتقرر البدء في تنفيذ الصلب ودفع للخائن الثمن وتعين زمان ومكان التسليم وأحس المسيح بدنو ساعة الموت حينئذ أخذ خبزاً وباشر تأسيس أعظم أسرار الوجود الإنساني على الأرض؛ بل وأعظم أسرار الحياة قاطبة، هذا الذي صار للإنسان المائت ترياق عدم الموت، وقوة القيامة ومفتاحاً للخلود.في الليلة التي أسلم فيها في هذه المناسبة التاريخية القائمة بين تأسيس السر وليلة التسليم للموت، أصبحت بعد تحول الخبز والخمر مناسبة كرازية فائقة للزمان تستغرق كل الزمان ثم تتخطاه إلى الأبدية اللانهائية: «فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز و شربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء».فهناك سر يجمع بين المسيح الجالس مع تلاميذه والمتحد معهم بسر الحب ساعة ان شاء يوم الخميس، وبيننا نحن في كل الأجيال وعلى مدى كل الزمان والموت يداهمنا يوماً بعد يوم. هنا سر الإفخارستيا هو هو سر المسيا الكائن الذي كان والذي يأتي المتحد بأولاده بجسده السري عبر الزمان كله يحييهم بسر موته الحيي.ونحن نأكل الآن وكل يوم جسد الرب ونشرب دمه كتحقيق على مستوى الكرازة العملية أن المسيح مات وقام وإنه آت حيث يُستعلن يومئذ اتحادنا معه الذي أكملناه في سر الإفخارستيا، وينكشف علانية كيف عشنا وسنعيش إلى الأبد بموته.بشارتنا الآن بموت الرب كلما أكلنا من الخبز وشربنا من الكأس في واقع حال السر الإلهي، فهي لازمة وحتمية إلى أقصى حد لأن اعترافنا بموت الرب الذي نأكله ونشربه يلغي موتنا كل يوم الذي نموته بالخطية، يلغي فرقتنا، يلغي عداوتنا، يلغي كبرياءنا ... حياتنا الأبدية تنبع لنا من حيث نشهد بموت الرب الذي نأكله ونشربه في هذا السر. لذلك كان الجسد المكسور والدم المهرق في الإفخارستيا نبع حياة أبدية لنا منذ عشاء يوم الخميس حتى اليوم وإلى نهاية الدهور كلها. سر عشاء الخميس نواة الكنيسة كلها : تكريم الكنيسة لتأسيس سر الإفخارستيا يوم خميس العهد سنوياً ليس مجرد تذكار تاريخي المسيح وجماعة الرسل المجتمعين في ذلك المساء حاضرون معنا الآن بجملتهم في الكنيسة هنا عندما يُقام هذا السر، وليسوا هم وحدهم، بل وأيضاً كل الذين ضمتهم الكنيسة إلى جسد المسيح. السر في جوهره يضم باستمرار كل الذين يخلصون.فإذا تصورنا سحابة هائلة تمتد حتى عنان السماء ثم فحصنا كل نقطة ونقطة فيها من ذرات الماء الكثيف، واكتشفنا أن كل نقطة عبارة عن وجه قديس أو روح بار مكمل بالمجد، فهذه ربما تعطي صورة تقريبية للكنيسة. ولكن إذا دققنا وجدنا أن قوة تجمع وانجذاب كافة النقط معا بهذه الصورة تنبعث من الوسط، حيث توجد مائدة صغيرة في وسطها الرب وحولها التلاميذ، فتكون هذه هي الصورة التقريبية لسر عشاء الخميس. المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
01 مايو 2024

باكر يوم الأربعاء يو١١ : ٤٦- الخ

وَأَمَّا قَوْمٌ مِنْهُمْ فَمَضَوْا إلى الفريسيِّينَ وَقَالُوا لَهُمْ عَمَّا فَعَلَ يَسُوعُ.فَجَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالفَرِّيسِيُّونَ مَجْمَعًا وَقالُوا: «مَادًا نَصْنَعُ؟ فَإِنَّ هذا الإِنْسَانَ يَعْمَلُ آيَاتٍ كَثِيرَةَ . إنْ تَرَكْنَاهُ هكَذَا يُؤْمِنُ الْجَمِيعُ بِهِ، فَيَأْتِي الرُّومَانِيُّونَ وَيَأْخُدُونَ مَوْضِعَنَا وَأَمَّتَنَا». فقالَ لَهُمْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ، وَهُوَ قيافا، كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ: «أنتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ شَيْئًا، وَلَا تُفَكِّرُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لنا أنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلَا تَهْلِكَ الْأُمَّة كُلَّهَا ». وَلَمْ يَقُلْ هذا مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ إِذْ كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السنة، تَنَبَّا أَنَّ يَسُوعَ مُرْمِعٌ أَنْ يَمُوتَ عَنِ الأُمَّةِ، وَلَيْسَ عَنِ الْأُمَّةِ فقط، بَلْ لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ اللهِ المُتَفَرِّقِينَ إلى وَاحِدٍ. فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا ليَقْتُلُوهُ. فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضًا يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ عَلَانِيَةٌ، بَلْ مَضَى مِنْ هُنَاكَ إِلَى الكُورَةِ القريبَةِ مِنَ البَرِّيَّةِ، إلى مَدِينَةٍ يُقالُ لَهَا أَقْرَايمُ، وَمَكَتْ هُنَاكَ مَعَ تَلَامِيذِهِ. وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قريبًا. فَصَعِدَ كَثِيرُونَ مِنَ الْكُورِ إلى أورُشَلِيمَ قَبْلَ الْفِصْحِ لِيُطَهِّرُوا أَنْفُسَهُمْ. فَكَانُوا يَطْلُبُونَ يَسُوعَ وَيَقُولُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ، وَهُمْ وَاقِفُونَ فِي الْهَيْكَل: «مَاذَا تَظُنُّونَ؟ هَلْ هُوَ لَا يَأْتِي إِلَى الْعِيدِ؟» وَكَانَ أَيْضًا رُؤَسَاءُ الكَهَنَةِ وَالْقَرِّيسِيُّونَ قَدْ أَصْدَرُوا أَمْرًا أَنَّهُ إِنْ عَرَفَ أَحَدٌ أَيْنَ هُوَ فَلْيَدَلَّ عَلَيْهِ، لِكَيْ يُمْسِكُوهُ. ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد الاتحاد أو الوحدة التي يطلبها لنا المسيح فيما بيننا، ثم فيما بيننا وبين الآب هي وحدة تتناسب قبل كل شيء مع تفردنا واختلاف أجناسنا وتباين طبائعنا . فنحن لسنا متساويين في كياننا الداخلي في أي شيء البتة، إلا في الخطية والعجز والقصور الروحيين !! لذلك فالوحدة التي يطلبها لنا المسيح لا تقوم البتة على ماهية أشخاصنا أو ما هو لنا؛ بل على أساس أن نتساوى فيه والآب، وليس تساوينا في ذواتنا. فبقدر ما تنسكب فينا قوة وحدة المسيح في الآب، سواء من جهة الحب بينهما أو من جهة الحق والقداسة بقدر ما نبتدئ نحن نتساوى ونتقارب ونتحد بهذه القوة الخارجة عنا والآتية إلينا من لدن الله. فمحبة الله تحصرنا، فتلغي عداواتنا وتنهي على انقساماتنا؛ وحق المسيح والآب يصهر أفكارنا وقلوبنا فيبدد جهالاتنا ويوقف حماقاتنا ويقدس أرواحنا وأجسادنا.ولاحظ أن وحدة المسيح مع الآب هي طبيعة جوهرية، تقوم على التساوي كلياً وفي كل شيء؛ أما وحدتنا التي لنا في المسيح والآب فهي نعمة ورحمة، هي تفضل وهبة، هي مجرد إشعاع فعال لوحدة المسيح مع الآب.وقد صور المسيح في سفر الرؤيا هذه الوحدة التي يسعى إليها من نحونا بدخوله بابنا ليتعشى معنا. فهو يتعشى من صحن هموم الإنسان وأوجاعه وأنينه، يتعشى متقاسماً معه لقمة الشقاء والتغرب والإنسان يتعشى معه بالنعمة - من صحن أفراحه وبهجة خلاصه، ويتناول من يده خبز حبه وختم استيطانه.هذه هي دعوة وطلبة المسيح التي يطلبها المسيح لنا جميعاً، لكل إنسان، لكل كنيسة، ولكل من يريد أن يكون في مرمى دعاء المسيح هذا، أو تحت طاعة دعوته،أو بالحري مستجيباً لوصيته العظمى هذه.إنها وحدة سرية للغاية، لا يستطيع العقل البشري أن يستنفد كل شروطها، أو يضع بنودها، أو يتصور حدودها.. لذلك علينا أن نتأكد جميعنا جيداً أن أي محاولة من هذا القبيل كفيلة أن تُفوّت علينا سر المسيح، بل سر المسيحية. لأنها على مستوى قيام المسيح في الآب وقيام الآب في المسيح؛ ليس من جهة الكلمة الأزلية وحسب بل من جهة الإنسان يسوع المسيح. هذه الوحدة التي جعلت الله يرتضي بدم المسيح المسفوك على الصليب ثمناً لها .المسيح يضع أبعاد قوة اتحاده بالآب واتحاد الآب به نموذجاً وهوية لوحدة يطلبها لنا فيه ولبعضنا بعض. وهو إذ يراها تفوق قدراتنا وتصوراتنا عاد ويطلبها ويلح في طلبها من الآب نفسه ولا يزال متوسلاً بدمه !! إذن، فاتحادنا ككنائس ليس هو اتحاداً ذا أبعاد زمنية أو جغرافية أو يمكن أن يُبنى على أي أساس بشري أو فكري مهما كان لأنه مطلوب أن يكون اتحاداً بالآب عبر المسيح أولاً، ثم تظهر أفعاله وقوته فينا على مستوى الزمن والعالم بعد ذلك.لن تكتمل وتتم هذه الوحدة دون موت ذات كل كنيسة لتحيا ذات المسيح وحدها،وحينئذ: «يؤمن العالم أنك أرسلتني». المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
30 أبريل 2024

باكر يوم الثلاثاء ( يو ٢١:٨-٢٩)

"قال لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضًا: «أنا أمْضِي وَسَتَطلبُونَنِي، وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لا تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأتُوا» فَقَالَ الْيَهُودُ: «الْعَلَّهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ حَتَّى يَقُولُ: حَيْثُ أَمْضِي أنا لا تَقْدِرُونَ أَنتُمْ أَن تَأتُوا ؟». فقالَ لَهُمْ: «أنتُمْ مِنْ أسفل، أما أنا فمن فوق. أنْتُمْ مِنْ هَذا العَالَمِ، أَمَّا أنا فلست من هذا العالم ، فقلتُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ، لأَنَّكُمْ إنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أنّي أنا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». فقالوا لَهُ: «مَنْ انت؟» فقالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أَكَلِّمُكُمْ أَيْضًا بِهِ إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةَ أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوكُمْ، لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَق وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ، فهذا أقولهُ لِلْعَالم». " وَلَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَن الآب. فقالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أنَا هُوَ، وَلَسْتُ أفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي، وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي، لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ". أنتم من أسفل، أما أنا فمن فوق أنتم من هذا العالم، أما أنا فلست من هذا العالم المسيح هنا يشرح السبب في عدم قدرتهم على أن يتبعوه. ويوضحه على أساس اختلاف الطبيعة واختلاف الوجود بين ما هو أرضي وما هو سماوي.أنتم من أسفل، أي من الطبيعة الترابية من الأرض، من المحدود الزمني المنتهي إلى الموت من تحت الباطل والزيف والأقنعة الزائلة.أما أنا فمن فوق أي من الطبيعة الخالقة من السماء من اللامحدود الأزلي من الخالد الأبدي من الحق القائم بذاته والدائم بكيانه.أنتم من هذا العالم المتغير والزائل والمحكوم بالقوى الطبيعية، والذي أخضع للباطل، ويسوده الشر، ويغطيه الظل ويعبث به الدوران.! أما أنا فلست من هذا العالم، أتيت إليه مرسلاً، وأتركه وأذهب من حيث أتيت.دخلته لأخلصه وأفديه وأحييه وأنيره، ثم أنطلق مفتتحاً الطريق المؤدي إلى السماء لمن استطاعوا أن يغلبوه، كما غلبته أنا.ولاحظ أن طبيعة المسيح هي من فوق ولم تنزل أبداً «إلى أسفل». فتزوله إلينا كان فقط من أجلنا، وأما هو من حيث طبيعته فهو لم يزل من فوق»، وهو لم يَزَلْ موجوداً فوق في السماء حتى أثناء وجوده معنا على الأرض (يو۳: ۱۳)، فتزوله كان فقط من أجل أن يجذبنا معه إلى فوق ويرفعنا معه إلى الآب، كما قال هو عن نفسه:وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلي الجميع»، حيث هذا الجذب السري يعتمد أساساً على كون طبيعته إلهية من فوق وإلى فوق، فإن تم الاتحاد بينه وبيننا نحن الذين من أسفل فلابد أن يجذبنا معه إلى فوق.هنا تظهر أهمية الاتحاد بالمسيح، لأن الخطايا التي عملت هي في الواقع شهوات ورغبات أرضية ارتبطت بها النفس وصارت تشكّل ثقلاً أرضياً شديداً جداً، يستحيل معه أن نرتفع إلى السماء، إن لم تتغلب عليها جاذبية المسيح. فالارتفاع إلى فوق مع المسيح مذخر للذين أحبوا المسيح وعاشوا معه وصادقوه واتحدوا به. فإن لم نكن عائشين معه في شركة حقيقية، وليس مجرد شركة فكرية أو عقائدية؛ يستحيل أن نرتفع معه إلى فوق، لأن طبيعتنا توقعنا من جديد إلى الأرض. وأما هو فطبيعته سماوية من فوق»، ولها القدرة أن ترفعنا لفوق؛ فهي قدرة مطلقة، في حين أن ثقلنا وخطايانا هي محدودة وغير مطلقة.من أجل هذا، فالاتحاد بالمسيح في غاية الأهمية لأنه الوسيلة الوحيدة التي بها ترتفع معه إلى فوق بكل هدوء وسلام، لأنه هو الذي يجذبنا ويرفعنا ولسنا نحن من ذواتنا.الأماكن الفوقانية التي لها الارتفاع المهول تحتاج إلى خفة كبيرة للوصول إليها، ولن نبلغها إلا بعد أن يرفع الرب عنا أثقالنا، ويعلمنا كيف نصعد معه إلى فوق ثم إلى فوق وإلى أبد الآبدين.هذه هي في الحقيقة شهوة المسيح الأزلية التي من أجلها احتمل كل شيء، والتي طلبها من أجلنا بالحاح من الآب: أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني، يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني، لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم». هذا هو نصيبنا المفتخر فوق، ولكنه يصنع هنا في الزمان الحاضر. فإن متنا قبل أن نحصل على هذا الاتحاد وقبل أن تحقق هذه الصلات الحية بالمسيح، فكما قال لليهود: ستطلبونني وتموتون في خطاياكم»، حيث الخطية هي رفض التجاوب مع المسيح.فإن نحن تغاضينا عن الدعوة، فإننا نصير كاليهود الذين رفضوه. المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
29 أبريل 2024

باكر يوم الاثنين مر ۱۱ : ۱۲ - ٢٤

"وَفِي الْعْدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ، فَنَظَرَ شَجَرَة تِينَ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ، وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئًا. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئًا إلَّا وَرَقا، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقتَ التِّين. فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهَا: «لَا يَأْكُلْ أَحَدٌ منْكِ ثَمَرًا بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ!». وَكَانَ تَلَامِيدُهُ يَسْمَعُونَ. وَجَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَلَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ الهَيْكَلَ ابْتَدَأَ يُخْرِجُ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ، وَقَلَبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِي بَاعَةِ الْحَمَامِ. وَلَمْ يَدَعْ أَحَدًا يَجْتَارُ الهَيْكَلَ بِمَتَاعٍ. " وَكَانَ يُعَلِّمُ قَائِلاً لَهُمْ: «أَلَيْسَ مكتوبًا بَيْتِي بَيْتَ صَلَاةِ يُدْعَى لِجَمِيعِ الأُمَمِ؟ وَأَنتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَعْارَةٌ لصوص». وَسَمِعَ الكَتَبَة وَرُؤَسَاءُ الكَهَنَةِ فَطَلَبُوا كَيْفَ يُهْلِكُونَهُ، لأَنَّهُمْ خَافُوهُ، إِذْ بُهْتَ الْجَمْعُ كُلُّهُ مِنْ تَعْلِيمِهِ. وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ، خَرَجَ إِلَى خارج المَدِينَةِ. وَفِي الصَّبَاحِ إِذْ كَانُوا مُجْتَازِينَ رَأَوْا التِّينَةَ قَدْ يَبِسَتْ مِنَ الأصول، فَتَذكَّرَ بُطْرُسُ وَقالَ لَهُ: «يَا سَيِّدِي ، انظر التينة الَّتِي لَعَنْتَهَا قَدْ يَبِسَتْ!» فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ : لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانَ بِاللَّهِ. " لأَنِّي الحقَّ أقولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ قالَ لهذا الجَبَل : انْتَقِلْ وَانْطرح فِي الْبَحْرِ وَلَا يَشُكُ فِي قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ يَكُونُ ، فَمَهْمَا قَالَ يَكُونُ لَهُ لِذَلِكَ أقولُ لَكُمْ: كُلَّ مَا تَطْلَبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ". شجرة التين غير المثمرة تعاليم المسيح تمتاز بالأثر العميق الذي يبقى في النفس إلى الأبد نظراً لما تشمله من تمثيل واقعي، مُدعماً أمثاله بأعمال قوية واضحة حتى يُثبت في ذهن الإنسان القصد الذي يرمي إليه.نظر يسوع شجرة تين مورقة على الطريق فجاء إليها ينشد ثمراً ولكنه لم يجد، فلعنها فجفت في الحال. كان لابد أن يكون مع الورق ثمر لأنهما يبدآن معاً، بل إن الثمر تظهر براعمه مبكرة عن الورق. فلما وجدها اخضرت وأورقت ولم تحمل ثمراً، حكم عليها بالموت، لأنها لم تعد تصلح لشيء إلا للنار حسب القول: «كل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار.»وفي هذا لم يكن يعطف على الفلاح الذي كان يتعب فيها عبثاً، ولا على تعطيل الأرض التي تحملها.ولم يلعنها لتكون وقوداً لتدفئ الأيدي الباردة، ولكنه قصد ما هو أعظم من هذا،فإنه قصد أن يدفئ بها القلوب الجامدة. من هي الشجرة؟ كانت التينة المورقة العقيمة من الثمر رمزاً للأمة اليهودية التي حفظت الشريعة شجرة خضراء وجميلة؛ ولكن ليس فيها ثمر. دخل المسيح الهيكل فرآه كما رأى التينة، رآه مغارة للصوص، ونظر إلى الكهنة والكتبة والفريسيين فلم يشكرهم ولم يتركهم بل أعطاهم الويل المضاعف لأنه وجدهم مرائين، يأكلون بيوت الأرامل ولعلة عن ظهر قلب وتمت الطقوس بدقة فائقة وتمسكت بالشكليات إلى أبعد حد، كانت يطيلون الصلوات، وشبههم بالقبور المبيضة من الخارج وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة. فلعن هيكلهم كما لعن التينة: هوذا بيتكم يترك لكم خراباً»،حتى أنه لم يبق منه حجر على حجر. وظل الهيكل خراباً حتى اليوم، ومجمعهم وكهنوتهم معطل حتى هذه الساعة. ذبل الهيكل كما ذبلت التينة، حتى جاء معول الرومان واقتلع الهيكل والعبادة اليهودية من أصولها، كما وضعت الفأس على أصل هذه التينة الجافة واقتلعتها يوماً.ماتت الشجرة ومات الهيكل، وظل هذا المثل القوي حيًّا، سيفاً مُسلّطاً على كل أمة لا تعمل البر، وكل فرد يتمسك بالمظهر دون الجوهر ويفتخر بعقيدته دون أن يفتح قلبه لرب العقيدة! حسبناه خروفاً فوجدناه ذئباً : انظر يا أخي، لئلا تكون شجرة تين خضراء، ولك مظهر العمل والخدمة واستطعت بمظهرك أن تجذب إليك الناس من بعيد، فتوهموا أنك الغني ومعلم النور وفاتح كنوز المعرفة والماسك بمفاتيح الملكوت؛ وأنت الفقير العريان الجالس في الظلمة ولم يُشرق النور على قلبك بعد المعرفة على لسانك وليست في قلبك. وقفت على الباب فما دخلت أنت ولا جعلت الداخلين يدخلون. إن كنت أنت هو، فاشفق على نفسك وعلى الناس، لأن الفأس قد وضعت على أصل الشجرة.وكيف سيقول الناس عنك حينذاك؟ سيقولون: حسبناه خروفاً فوجدناه ذئباً حسبناه أصلاً فوجدناه فرعاً انظر يا أخي، لئلا تكون شجرة خضراء أخرجت أوراقها قبل أن يتم نموها وتصلح لحمل الثمار، فاغترت بأوراقها وليس لها ثمر . لك غيرة على الحق ولكن ليس حسب المعرفة. لك نشاط وجهاد ولكن ليس كمن يرضي الله، بل لكي يرضي نفسه والناس! لا زلت تستقي اللبن في معرفة الله وتدعي أمام الناس بمنظرك وكلامك وتقواك المصطنعة أنك بالغ القامة في المسيح، وقبل أن تشتعل تريد أن تضيء! إن كنت أنت هو، فاحذر لأن البستاني لن يشفق على جمالك وأوراقك وبمنشاره الحاد سيقطع فروعك الكاذبة ويُعرِّيك من أوراقك الكثيرة، وحينئذ تظهر بين الأشجار صغيراً على حقيقتك. ولكن كيف سيقول الناس عنك حينذاك؟ سيقولون:حسبناه أصلاً فوجدناه فرعاً. له صورة التقوى ولكنه أنكر قوتها : انظر يا أخي، لئلا تكون شجرة خضراء نمت في تربة قليلة العمق، فاخضرت وأورقت، وإذ ليس لها عمق طلعت الشمس فضربتها والجفاف مصيرها. عمق يسا أخي في الأساس لئلا يكون تعبك باطلاً وجهادك كله للحريق. أرسل جذورك قبل أن تخرج أوراقك. انعكف على نفسك أولاً وتطهر من أدناسك وخطاياك وغشك وريائك، تأصل أولاً في معرفة الله، وحينئذ تقوى على شمس التجارب. واعلم أن إبليس أسد زائر، ولن يقف أمامه ضعاف النفوس الغاشون لأنفسهم ولكلمة الحق، غير المتأصلين في معرفة الله، إذ يضربهم ضربة لا يكون لها شفاء، فتكون الظلمة أحب إليهم من النور، والدنس أسهل عليهم من شرب الماء، والغش والمكر والخداع دروعهم التي يتحصنون بها .فتش ودقق ربما أنت واحد منهم، ولكن كيف يقول الناس عنك حينذاك؟ يقولون: كانت له صورة التقوى، ولكنه أنكر قوتها.يا أسفي على هذه الأشجار التي اخضرت للحريق وولدت للعنة. يا ليتها ما أخرجت ورقاً لأنها اكتفت بالأوراق دون الثمر وخدعت الناس للمجيء إليها فأتعبتهم بلا طائل صاروا لعنة لأنفسهم وضلالة للناس. الرب قادم إليك : وأنت أيها الشجرة الخضراء المورقة، اعلم أن المسيح قادم إليك مع شهود ليرى فيك ثمراً! هل وراء أقوالك وأعمالك ثمار الروح إيمان وحب وحق وفرح وسلام فيه ؟ مع تواضع وإنكار للذات وحرارة في الصلاة! الرب قادم إليك لأنه جوعان جوعان إلى ثمارك. أما أوراقك فإنها مُرَّة لا تؤكل ولن ينتفع أحد بها. إنه جوعان لحبك جوعان لطهرك وعفافك وقداستك، جوعان لثقتك فيه، جوعان لصومك وصلاتك. ثمن الدم والجسد : إنه طعمك بدمه، فكيف لم تخرج رائحته منك؟ إنه أطعمك جسده، فكيف لم تشمر بعد؟ إنه سقاك بعرقه المتصبب من جبينه، وسيج حولك بإكليل الشوك ليحميك من أعدائك، فما هو عذرك ؟ الفرصة أمامك اكتشف نفسك بنفسك ولا تخدع ذاتك أو تحاول أن تخدع الله ! أنت نجحت فقط في كيف تخدع الناس، أما عين الله فلن تخدع قط، وهو قادم ليطلب الثمر، ثمن الجسد والدم! حدد موقفك وإلا فلا تلمه إن هو لعن التينة! لم يلعن المسيح شيئاً قط. لم يشأ أن تنزل نار من السماء وتأكل المضادين، كما أشار عليه أحد تلاميذه. ولم يلعن ضاربيه أو صالبيه، بل كان مبدأه دائماً : فتيلة مدخنة لا تطفأ ، وقصبة مرضوضة لا تقصف، ولكنه لم يحتمل التينة الكاذبة غير المثمرة. المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
28 أبريل 2024

أحد الشعانين -الدخول الملوكىِ

أحد الشعانين من الأعياد السيّديّة الكُبرى التى يليق بِها كُل فرحة ، الطقس الشعانينىِ يُعبرّ عن قمة الفرح وبهجة القلب ويُعطىِ للنفس بهجة الخلاص الّلىِ صار لها0هو أتى ليُخلّص مملكة داود الساقطة ، لقد ذهب رب المجد لأورشليم فىِ الأعياد فقط ، دخلها 3 مرات بطريقة عاديّة ، المرّة دى داخلها علشان يعيدّ الفِصح فىِ أورشليم ، وفىِ نفس الوقت عارف إنهُ هيتصلب ، وإنهُ أخر مرّة هيدخُلها ، فدخولهُ دخول خاص مش دخول عادىِ ، عارف إنهُ خلاص هيسلّم نفسهُ عِوضاً عن البشريّة كُلّها وكُل القُرى متجمّعة فىِ أورشليم وفيها حوالىِ ما يقرُب من 3 مليون شخص ، كُل البلد فىِ أورشليم ، وعندما دخلها هو وتلاميذهُ بكى عليها وقالهّا لأنّكِ لا تعلمين ما هو لسلامك ، لأنّهُ قد أخفى عن عينيكِ ، إنتِ مش فاهمة حاجة ، لأنّكِ لا تعلمين زمان إفتقادك هّو داخل يخلّصها لأنّهُ عارف أنّهُ هيشوف فيها مرار ما بعدهُ مرار ، عارف إنّهُم النهاردة هيهتفوا ويقولوا خلّصنا وإرحمنا وبعد كده هيقولوا إصلُبهُ ، فقال للتلاميذ إبن الأنسان هيُصلب فلم يتجاوبوا للكلام لأنّهُ عايز إستنارة إنّ الجحش والأتان هُما الأُمم واليهود ، اليهود هُم الأتان ، الأُمم هُم الجحش لا يعرفون ، جاهلين ، المفروض اليهود يكونوا أُستنيروا أكثر من الأُمم " حلّوهُم " جاء لخلاص البشريّة حتى ولو تلّوثوا لأقصى درجات الشر ، حتى ولو كان بجهل أو عدم فهم وغباوة ، الحمار معروف عنهُ الغباء ، نحنُ لمّا تلّوثنا بالشهوة وعدم التعقُلّ صِرنا أشبه بالحمار فىِ أكثر من إن إنسان لا يُرضىِ خالقهُ ، يسعى للأرضيات ويترُك السماويات ، ما هى دىِ غباوة ، الإنسان الّلىِ يدين أخوه أشبه بالأتان وبالجحش علشان كده المسيح جاء ليفتقد هذهِ البشريّة الّلىِ صارت فىِ غباوة ، إن إنسان فىِ كرامة دون فهم شبيه بالبهائم التى تُباد فلو الإنسان تبع عقلهُ صار أعظم من الملائكة ولو غلب شهواتهُ يُبقى أعظم من الملائكة علشان كده الست العدرا تُكرّم أكثر من الملائكة لو إنسان فىِ شهوة وعدم تعقُلّ ، أنا مُش هسيبك وهحلّك وأقولّك إن الرب محتاج إليك ، ربنا عارف كُل جهل ويقولّك جاء وثبتّ وجههُ نحو أورشليم من أسفل القدم إلى الرأس جرح وعطب ، الخطية وصلت لأعماق أعماق النفس ، لكن مُبارك رب المجد يسوع الّلى إفتقدنا فىِ شهوتنا وجهلنا ، جاء إلينا وعارف إنهُ هنخونهُ فىِ يوم من الأيام إعلان مُلك على كُل نفس حتى وإن كانت خاطية ، جاء يُحّول الإنسان الّلى زى الحيوان إلى أن يكون مركبة شاروبيميّة ، معقول إن أنا أتحّول من إنسان شهوانىِ حيوانىِ إلى إنسان حامل الله ، واُدخلهُ إلى أعماقىِ وأبتهج بهِ فىِ كُل حين النهاردة المسيح جاء وإفتقدنا فىِ ذُلّنا وفقرِنا ، النهاردة بالذات طقس فرايحىِ ، جاء كملك علشان يُعلن مُلكهُ على كُل نفس ، علشان كده الإنسان العبد للشهوات والمُثقلّ بالجهل والذنوب والخطايا جداً رب المجد جاء وإفتقدهُ وقالهُ أنا هشيلها وأكون حامل إبن الله أجىِ وأنا مهموم بخطايا كتير أبونا يحلّنىِ ويقول كمان خُد إبن الله إحملهُ جواك علشان تتحّول من حيوان إلى حامل لإبن الله " إقترب من نفسىِ فُكّها " حلّنا من رباط العُنق ، الخطية بتعمل فينا كده ، زى الحبل الممسوك بالرقبة ويتشدّ ، إنحلّىِ من رُبط عُنقك ، النهاردة إنحلال من رُبط عُنق كتيرة ، مادة وشهوة وذات ، والمسيح بعت رُسل علشان يفُكونا من رُبط العُنق إنت يوصل بك الدرجة إن الأتان مُحتاج لهُ ، هو جاء علشان غباوتىِ ، هو مُذخرّ فيهِ كُل كنوز المعرفة والحكمة ، كُل إنسان جاهل وغبىِ عليهِ أن يتحد بهِ ، عايز أفهم إتحد بهِ لأنّ هو كنزالحكمة ، جاى يفتقد البشريّة فىِ جهلها وقساوتها ، جاء ورغم نجاستها جاى يُعلن إحتياجهُ لها أد إيه ربنا يسوع بيتنازل معانا ويقول إن أنا مُحتاج إليكُم ، ده أشعياء النبىِ رأك فىِ مجٍدٍ عظيم ، جاى تقول أنا مُحتاج إلى الأتان ده ، هو أتى إلينا ليس بتعالٍ أو بكبرياء وليس بأوامر ، يقول " أتحُبنىِ " جاى يتوددّ للنفس كمن هو مُحتاج إليها ، هو بيقول فليكُن الإحتياج مُتبادل أنا مُحتاج إليك ولتكُن أنت مُشتاق إلىّ ، أنا أبادلك حُب بحُب إنتِ تيجىِ تقول بس أدّيك نفسىِ وأنا أركب عليك ، يليق بنا أن نقولهُ حاضر إن كُنت مربوط أقولهُ إقترب إلى نفسىِ وفُكّها ، لأنّىِ أنا مُش عارف أجىِ لك جاى فىِ موكب بسيط مليان بالأفراح ، وليس موكب سبق أن رُتّب لهُ ، هو جاء من هُنا ولقى المدينة كُلّها بتهتف ، إبتدأ بجماعة المفروض أن تكون الجماعة دى متحمّسة جداً لأنّها تحوّلت إلى 3 مليون ، هو موكب غير مُعدّ ، واحد قلع التوب واحد جاب غُصن الزيتون واحد جاب إنفعال قلب وقالوا خلّصنا يا إبن داود كم يليق بهِ النهاردة وهو داخل يخلّصها وجاء علشان يصنع الخلاص ، وعلشان كده عملنا دورة الشعانين علشان نقولهُ الكنيسة كُلّها بتسبّحك 00الأبواب تُسبحّك00الست العدرا بتسبّحك ، فيها فرحة غير عاديّة ظاهرة خلع الثياب معروفة فىِ تولّىِ الرِئاسة ، يعنىِ هو صار رئيساً ، هى حركة إنفعاليّة من القلب ، يعنىِ إن هذا صار رئيس عليها ، البُسطاء خلعوا لهُ ثيابهُم ، والحُكماء حقدوا عليه، الأطفال كانوا فىِ غمرة الفرح ، والشيوخ عمّالين يزدادوا حِقد وغيرة ، رغم إن الكنيسة عارفين هو مين ده ، ولكن الأطفال لا يعرفون ، البُسطاء سبّحوه أكثر من العُلماء ، معرفة الله مُش عايزه العقل بس ولكن عايزه القلب لو فىِ خطية فىِ حياة الإنسان لا يعرف أن يُسبّح الله ، لو إنسان فيه نقاء يكون فيه فرحة قلب لا توصف ، بينما الآخرين فرحانين ، أنا بدّبر الموت مُش عارف أسبّح لإن فىِ موت جوّه حياتىِ ، لأنّ النفس لو خلعت ثيابها ربنا هيلبّسها توب برّ ، هّو فرّحنىِ بهِ 0 لكن الإنسان الّلىِ يحتضن موت فىِ داخلهُ مجىء المسيح يُبقى تُقل ، ليس الأموات يُباركونك يارب ، الخاطىِ لا يعرف أن يُسبّح ، المُر الّلىِ جوّاك مخليك مُش حاسس ببهجة خلاصك ، الأحياء الّلى غالبين موت الخطية جوّاهُم النهارده تقولهُ يارب إنت إفتقدتنا ، إستبدلت مراكب الشاروبيم الّلىِ بيقفوا حولك إلى الأتان ، عِوض أن يُمجدّك الشاروبيم أن يُسبّحك الأتان جاء متواضع يملُك على قلوب أولادهُ ، إن سِكتت هؤلاء فإن الحِجارة تتكلّم ، إِرتجّت المدينة وإرتعبت من قِدوم رب المجد يسوع ، إبن النجّار المتواضع خلّى المدينة ترتجّ ، علشان كده المفروض إن رب المجد لمّا يدخُل المدينة يخلّىِ القلب يرتجّ ويُسبّح بعظائم الإنسان الّلىِ يدخلّ رب المجد ويُملك على لسانهُ تنفكّ عُقده اللسان ، المفروض إنّىِ أتفاعل مع قِدوم خلاصهُ ، وأعماقىِ الداخليّة تتهزّ ، رب المجد لمّا يدخُل علشان يصنع خلاص المفروض نرتجّ ونسبّحهُ ونقولّهُ لك القوة لك المجد ، لو تفاعل قلبنا مع الحدث كانت الكنيسة ترتجّ فإحنا أعلنّا إن هو ملَك حياتنا سنستعيد سلامنا المفقود وصورتنا عِوض الصورة القبيحة ، وأكون كمركبة شاروبيميّة وأُحمل عليه ، علشان كده رب المجد جاى يصنع قوة وفرحة وبهجة ، مهما كان حال الإنسان ومهما كان ضعف الإنسان يليق بنا أن نفرح بهِ جداً نخشى أن يكون فىِ إنسان فىِ الكنيسة ومرّبط ، ومش متفاعل مع الحدث النهاردة ، لها حل لأنّ المسيح جاى يفُكّها ويحلّها وجاى يعلن مُلكهُ عليها ويخلّصها من كُل ظُلم وغِش أد إيه الهيكل مليان قباحات وأد إيه إنت ساكت على أورشليم جوّاها خربانة وجوّاها مغارة لصوص ، العمليّة كُلّها تِجارة ، تحّولت الحكاية من تقديم ذبائح لإرضاء الله إلى مُجرّد تِجارة قبيحة النفس الّلىِ مُمكن تتظاهر بتقوى ، الّلىِ واخدة شكل حلو لكن جوّاها مملوء غِش ورِياء ، علشان كده بنقولّهُ طهرّنا من كُل دنس وغِش وفِعل خبيث ، المسيح جاى يطهرّنا ، صنع سوطاً يبكتّ النفس طهرّت أورشليم قلوبنا الداخليّة من كُل تِجارة مغشوشة وكُل ذبائح ، هّو جاى لأورشليم وعارف كُل حاجة ، لكن هّو جاى وأفتقدنا ، أقولّهُ أنا قابل السوط أنا قابل لإن أنا أستاهل إستجيب لمّا يطهّر نقولّهُ طهرّ طهرّنا من كُل دنس ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
27 أبريل 2024

سبت لعازر (يو١:١١-٥٤)

حلوه ودعوه يذهب سبت لعازر يحمل معاني عميقة لمحبي الطقس والهواة التلذذ بربط المعاني والغوص في بحر لآلى الأرثوذكسية. كل ما عرفناه عن السبت والسبوت أنه رمز الراحة والتوقف عن أعمال الحياة هكذا جعله العهد القديم رمزاً لانتهاء الخلقة الترابية ولكن فجأة، وكختام لعهد قدم وشاخ، يأتي سبت لعازر ليقلب معنى السبوت كلها معلناً عن بداية جديدة للحركة والحياة وفك ختوم السكوت والموت واقتحام الطريق الموصل بين القبر والهاوية هكذا تتلقف الكنيسة سبت لعازر لتجعل منه أحداً صغيراً وقيامة صغرى ترابية لواحد من أولاد آدم الأول، تمهيداً لقيامة عظمى إلهية للمسيح آدم الثاني سبت لعازر هو في الأرثوذكسية مفتاح سر البصخة سر الانتقال من القديم إلى الجديد من عهد السبوت إلى عهد الآحاد من عهد الموت إلى عهد القيامة. وهو أول مرحلة من مراحل العبور التي جازها مخلصنا، إذ بإقامة لعازر من الموت قدم المسيح صورة للنهاية قبل البداية، فأطلق في القلوب سر فرحة النصرة على الموت حتى لا تخور في موكب الصليب ليس جزافاً أن يطلق المسيح في يوم السبت سراح لعازر من بطن الهاوية ويقيمه من بين الأموات، ولكنه أراد أن يُمهّد بسبت لعازر للسبت الكبير، حتى تكون آلامه وصلبه ودفنه على رجاء، وقيامته يقيناً كالفجر هكذا كانت ولا تزال قيامة لعازر حجة رجاء ضد الموت ويقين قيامة ننتظرها على كافة المستويات حتى ولو أنتنت أجسادنا وانحلت وذابت وتلاشت في الماء أو بين ذرات التراب.هل كان لعازر في حاجة إلى أسبوعين يضافان إلى حياته أو شهرين أو عدة سنين أخر ؟ كلا،ولكن كان التلاميذ بل نحن بل العالم كله في أشد الحاجة أن يقوم لعازر من بين الأموات ليؤمن الجميع بالمسيح، ليس فقط أنه قادر أن يقوم، بل ويقيم من بين الأموات أيضاً !! والقصة تبدأ عندما أرسلت مريم ومرثا إلى المعلم بلهفة أن: أسرع، فلعازر الذي تحبه مريض. والإسراع هنا يفيد توقف إيمان الأختين بالرب عند حد شفاء الجسد: يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخي». لهذا كانت اللهفة وكان الإسراع من جانب الأختين لئلا يموت وتضيع الفرصة. وبالرغم من ذلك نرى المسيح يتأخر، لأنه يرى في موت لعازر فرصة لإيمان أعلى: فلما سمع أنه مريض مكث حينئذ في الموضع الذي كان فيه يومين. ثم بعد ذلك قال لتلاميذه: لنذهب وفي الطريق قال لهم: لعازر مات. وأنا أفرح لأجلكم إني لم أكن هناك لتؤمنوا» الرب هنا يفرح عند ازدياد فرصة الإيمان أمام التلاميذ، عندما يسترد نفساً من بين مخالب الموت. ولكن العجيب أنه بعد قليل يواجه المسيح الأختين ويرى بكاءهما، فيبكي هو أيضاً من فرط تحننه : انزعج بالروح واضطرب بكى يسوع». فالذي رأيناه يفرح بازدياد فرص الإيمان للتلاميذ والأختين تجاه الموت نجده يبكي عندما يقف بين الباكين، وكأنما الفرح والبكاء عند المسيح نظير أو رهن ما يسرنا ويبكينا !! ولكن بتأمل صغير نجد أن الفرح والبكاء جاءا مختلفين في ترتيبهما لدى المسيح عن ما كان لدى الأختين والتلاميذ. فعند المسيح الفرح أولاً ثم البكاء، إذ كان يرى القيامة قبل الموت، ولكن بالرغم من ذلك لم تعقه فرحة الرؤيا المسبقة للعازر قائماً من بين الأموات عن أن يذرف الدمع مع الباكين أمام القبر.وهكذا بدا يسوع فائقاً جداً في حنانه وترفقه بالمتألمين إذ أخلى نفسه من فرحته النبوية لما سيكون، فبكى كما يستلزمه الإشفاق وتحتم به المودة. أما الأختان، فإذ اختفت رؤية القيامة عن مستوى إيمانهما بكتا بكاءً مُرَّا خُلواً من فرحة النبوة المسبقة بما سيكون! وأمام القبر وقف رب الحياة وسيد القيامة ونادى لعازر، فقام، وقام معه رجاء الإنسان كله كل بني آدم بالحياة الأخرى. والذي نادى لعازر باسمه فقام من بين الأموات ويداه ورجلاه مربوطات سيأتي وسينادي الإنسان، كل إنسان، لقيامة أبدية ودينونة وحياة. المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
26 أبريل 2024

جُمعة خِتام الصوم

" يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المُرسلين إليها كم مرّة أردت أن أجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تُريدوا هوذّا بيتكُم يُترك لكُم خراباً " فصل من الإنجيل يُعبّر عن حُزن الرب يسوع على أورشليم رغم أنّها المدينة المحبوبة من الله مدينة الملك العظيم مدينة المذبح والذبائح مدينة العِبادة المدينة التى أحبّ الله أن يسكُن فيها لأنّهُ أرادها المدينة التى أحبّ أنّ الناس تتجمّع فيهِا " لك توفى النذور يا الله " وقلوب الشعب كُلّها فىِ العهد القديم كانت مُتعلّقة بأورشليم لأنّها تُمثلّ كنز وغِنى فىِ كُل مرّة كان المسيح يدخُل أورشليم كانت تحدُث مُشكلة وكانت مرّات دخولهُ لها قليلة لأنّها كانت ترفُضهُ كان مُمكن يدخُل أى قرية أو بيت ليعظ ويُعلّم رغم أنّهُ المفروض أنّهُ جاء ليعظ فىِ أورشليم ويُعلّم فىِ الهيكل ولكنّهُ لم يرتاح فيها لذلك جاء لهُ قوم يقولون لهُ أنّ هيرودس يُريد أن يقتُلك فأجابهُم المسيح وقال لهُ أنّهُ لا يموت نبىِ خارج أورشليم وقال لأورشليم لعنة " يا أورشليم يا أورشليم هوذّا بيتكُم يُترك لكُم خراباً " المسيح كان دائماً يُعطىِ بركة ولكن هذه المرّة أعطى لعنة وقال يُترك لكُم بيتكُم خراباً لأنّهُ حزن عليها لم يقُل كلمتهُ هذهِ تعسُف أو قسوة بل قالها بقلب حزين على شرّها وهذا هو لُطف الله وصرامتهُ نعم أنّ الله حنون وطويل الأناه إذ كانت مُدّة كرازتةُ ثلاث سنين وستة أشهُر وكان خلالها كُل شاغلهُ ومن بداية الخليقة أيضاً كان شاغلهُ هو شعبهُ وأنّهُ خلق العالم كُلّهُ ليكون هيكل لهُ وخلق الإنسان ليكون هيكل للّه كُل عمل عملهُ الله لكى يتمتّع بالإنسان ويتمتّع بهِ الإنسان " لذّتىِ فىِ بنىِ آدم " بولس الرسول فسّر هذهِ اللعنة على أنّها ليست هيكل أورشليم فقط بل كُل إنسان يحيا كأورشليم يأخُذ من الله لُطف وصرامة ظهر لُطفهُ فىِ الفُرص التى أعطاها لأورشليم " كم مرّة أردت أن أجمع بنيكِ " مرّات ومرّات أراد الله أن يضمنىِ لحُبهُ مرّات ومرّات أراد الله توبتىِ ولكن فىِ النهاية نتيجة غباوة الإنسان وصلافتهُ تجعل الله يقول لهُ " هوذّا بيتكُم يُترك لكُم خراباً "الله حنون جداً ولذيذ جداً ويحتمل ظُلم الأشرار وإهانة المُسيئيين ولكن لهُ كأس غضب إذا إمتلأ ماذا نفعل ؟ الله جاء ليُبارك الإنسان ويُعطيه نعمة وحياة أبديّة لذلك لابُد أن نُفرّغ كأس غضبهُ كثيرون فىِ أورشليم أخذوا بركة ونعمة مثل زكّا العشّار الذى قال لهُ المسيح أسرع وإنزِل أنا اليوم أمُرّ أمامك ولعلّك لا تجد فُرصة أخُرى لتلتقىِ معى زكّا رغم أنّهُ كان عشّار ومُحب للمال لكنّه كان زكىِ إستغلّ الفُرصة المولود أعمى واللص اليمين والمرأة السامريّة والمرأة الخاطيّة كُل هؤلاء إستغلّوا الفُرصة وتابوا بينّما البعض الآخر وجود الله معهُم أعطاهُم دينونة وأخذوا لعنة " هوذّا بيتكُم يُترك لكُم خراباً " هيكلهُ هو نحنُ أى ليس أورشليم فقط بل كُل إنسان يحيا كأورشليم يأخُذ من الله لُطف وصرامة لعنة الله التى خرجت منّه قالها بمرارة بدليل أنّهُ عندما دخل أورشليم بكى عليها الله لا يسمح لنا أن نسمع هذهِ الكلمة هيكلهُ هو الكنيسة هو نحنُ هل تتخيلّ أنّ هيكل أورشليم كان فارغ من العِبادة ؟ لا أورشليم كانت مملوءة بالشعب وصل عددهُم إلى 3 مليون المفروض أنّهُم أتوا ليوفوا النذور ويرضوا الله لكنّهُم كانوا يرضوه بالشكل فقط وليس القلب لذلك قال أنّهُ لا يُسرّ بالمُحرقات بل يُسرّ بالقلب المُنكسر أيضاً قال لهُم " إنّ روؤس شهوركُم وأعيادكُم سئمتها نفسىِ " المفروض أننّا اليوم نقول للّه إقبل منّا صومنا الضعيف صومنا الضعيف ليس لهُ أى إستحقاقات منّك لكن أنت إسندهُ بصومك أنت تعّودت تقبل ضعفنا أنت الذى قبلت فلسىّ الأرملة إقبل صومنا هكذا وإن كُنّا ناقصين وإن كُنّا قد ضعفنا لكن من فضلك إقبلنا لكن إذا كُنّا قد تعّودنا أن نأتىِ الكنيسة بدون قلب صادق ستكون كأورشليم هيكل أورشليم كانت تُقام فيهِ العِبادة بكُل دقة كُل ذبيحة حسب طقسها فلماذا أنت غاضب يا الله ؟ يقول لأنّهُم يكرموننىِ بشفاههُم أمّا قلبهُم فمُبتعد عنّىِ لذلك خرجت منّىِ اللعنة بمرارة لأنّ أورشليم لم تعرف زمان إفتقادها ليتنا ننتبه حتى لا يكون الله يرى الخراب حول كنيستهُ ونحنُ لا نعلم ولا نشعُرلأنّ الموضوع ليس بالشكل ماذا يفيد لو إنسان شكلهُ جيد وملابسهُ قيّمة ولكنّه إنسان قلوق وغضوب هذا يكون بيت خرِب إنسان ليس لهُ حُب عطاء ولا يسعىِ للطهارة وقلبهُ مملوء حِقد وغيره هذا أيضاً بيت خرِب لم يلمس عمل الله ولم يُبنى بعد00لذلك قال الله أنّهُ حزين على حال أورشليم لأنّها ترضيه بالشكل وليس بالقلب لذلك يجب أن ننتبه لأنّ الكنيسة وضعت هذا الفصل من الإنجيل فىِ خِتام الصوم لندخُل إسبوع الآلام بقلب مشحون ماذا فعل الله لأورشليم لكى ترفضهُ !! شفى مرضاها وهو مُستعد يغسل أرجُل الكُل عنده إستعداد يُعطىِ طهارة وينزع القلب الحجر يُريد أن ينقل الإنسان من الظُلمة إلى النور " نقلنا لملكوت إبن محبتهِ " ، تخيلّ أنّ أورشليم بعد كُل هذا ترفُض يسوع وتصلُبه خارجاً " رفضونىِ أنا الحبيب مثل ميت مرذول " ، تخيلّ أنّ المسيح يقول لك إعطنىِ رجلك لأغسلها وأطهرّك من أدناسك وأنت ترفُض يقول لك سأعطيك قلب جديد وأنت ترفض ، تخيلّ الله يتودّد لك وأنت ترفُض إِنتبه تودُّد الله سينتهىِ فىِ يوم من الأيام لُطف الله وصرامتهُ اللُطف للتوبة والصرامة للتعدّى فلا تدّخر غضب الله لابُد أن نستيقظ لأنفُسنا البولس اليوم يتكلّم عن وقتِنا هذا " أعلم أنّهُ ستأتىِ أزمنة شريرة صعبة يكونون فيها الناس مُحبين لأنّفسهُم " إرتباط بين خراب أورشليم وكنيسة العهد الجديد إحذر ستأتىِ أيام صعبة يكون فيها الناس مُحبين لأنّفسهُم واليوم كُل إنسان يسند نفسهُ فقط فىِ أنانيّة شديدة كُل إنسان يُريد حاجتةُ فقط " مُحبين للمال " واليوم عصر إزدياد محبة النفس والمال جيل مادىِ آباءنا كانوا يعيشون بالقليل وبالبركة لكن اليوم جيل مادىِ جيل لهُ إنتماء للمادة فقط وليس عنده شُكر ودائماً يشعُر أنّهُ مُحتاج ومذلول لأنّهُ مُحب للمال " مُفتخرين مُجدّفين " كنيسة العهد الجديد تحيا فىِ أزمنة صعبة " غير طائعين لوالديهُم " وكأنّ بولس الرسول يحيا فىِ بيوتنا كُل إنسان ينظُر لما ليس لهُ غير شاكر على ما عِندهُ خطايا الدنس تكثُر رغم أنّ دعوتنا دعوة طهارة وتقديس هياكل الله ، إذا كان هيكلىِ دنس يقول الهُ لىِ بيتك يُترك لك خراب ، الذى يفسد هيكل الله يفسدهُ الله " بلا حنو ولا عهد " هذهِ كُلّها صِفات هذا الجيل لأنّ محبة المال أصل كُل الشرور وتجعل الإنسان بلا حنو وكأنّ هذا إنذار من الله أرسلهُ لنا ليقول لنا لكى تدخُل معىِ فىِ إستحقاقات إسبوع الالام لابُد أن تغسل قلبك ، إستفد بوجود مسيحك داخل قلبك المسيح جالس ليُعلّم فمن يسمع ؟ أقصى شىء نعملهُ أننّا نُعجب بكلمات العظة أو القُدّاس ولكن سلوكنا كما هو لا يتغيّر وقلبىِ قاسىِ أين نقاوة الهيكل الداخلىِ أين قبول المسيح الحقيقىِ ؟ زكّا كان شاطر أسرع وقبل المسيح قبول فِعلىِ ووضح ذلك فىِ ردّهُ أربع اضعاف لِما أخذ لم يجلس زكّا مع المسيح وقال لهُ قبلتك ولكن قلبهُ لم يتغيّرزكّا كان قوى الإرادة أمام خطيتهُ المحبوبة وأعلن توبتهُ فىِ الحال أمام الله " نحنُ أيضاً فلنصُم عن كُل شر بِطهارة وبرّ " لابُد أن نُفطم عن الخطيّة المُشكلة أنّ تغيّرنُا بطىء الله يُحب الجوهر وليس الشكل المسيح من طول مُعاملتهُ مع أورشليم قال لهُم أنّهُ سئم أعيادهُم لأنّ تقدماتهُم تقدِمات باطلة مرفوضة يا ليتهُم أتوا إليهِ بقلوبهُم وليس بتقدماتهُم كان المفروض أنّ فىِ عيد الفِصح لا يضع اليهودىِ خمير فىِ بيتهِ لأنّ الخمير رمز للشر ولأنّهُم عندما خرجوا من أرض مِصر كان عجينهُم لم يختمر لذلك يُفتشّ اليهودىِ فىِ بيتهِ بسِراج عن أى خمير حتى تحت أعتاب بيتهِ كان يُفتشّ لكن بولس الرسول قال لهُم " لنُعيدّ ليس بخمير الخبُث بل بفطير الرحمة " أنا لا أرُيد خمير خُبث لكنّىِ أريُد فطير رحمة0 الله يُريد قلب نقىِ ، إنسان يعبُد بالروح والحق ، يُريد أن نسجُد لهُ بالقلب فىِ كُل مُناسبة وكُل عمل نُقدّم قلب نقىِ حتى نأخُذ مراحم ولا نأخُذ دينونة هُناك أشخاص إستفادوا فىِ أورشليم من المسيح وكثيرون هلكوا الناس الذين تمتعّوا بعمود الغمام وعمود النور بأكثرهُم لم يُسرّ الله لأنّ قلوبهُم كانت فىِ مِصر فىِ محبة المال والذات كما قال بولس الرسول لتيموثاوس تلميذهُ إذا قست نفسىِ على هؤلاء أجدنىِ واحد منهُم لأنّ الشر ملك علىّ فكيف يملُك الله على قلبىِ ؟ المسيح اليوم يُكلّم أورشليم بِحزن وبُكاء أنا مُمكن أكون ليس فىِ موكب أورشليم لكن فىِ موكب الصليب إحملهُ مع سمعان القيروانىِ وأشترك مع المسيح فىِ آلامهُ لأنال شِركة القيامة الحقيقيّة ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
25 أبريل 2024

مع الفادى الحبيب (٥) لماذا الصليب ؟

مع فرحة القيامة، لا ننسى الصليب المجيد ! فلولا الصليب ما كانت القيامة ! ولولا السرور الموضوع أمام الرب، لما كان الصليب الفادى ولكن .. لماذا الصليب بالذات ؟! ربما يتساءل البعض : لقد اقتنعنا بضرورة تجسد الرب ، ثم موته نيابة عنا التجسد : ليعطينا شركة طبيعته الآلهية ويجدد صورته فينا . الموت : ليرفع عنا حكم الموت الذي أصابنا بسبب السقوط . ولكن يتم موت الرب بالصليب بالذات ؟ أليس هناك أساليب أخرى للموت أكثر لياقة من ذلك ؟ لماذا الصليب بالذات ؟ إن الصليب كان ضرورة حتمية لعدة أسباب : ١- يحمل لعنتنا : منذ سقط أبوانا الأولان، حلت اللعنة على الأرض، كقول الرب لآدم : «لأنك سمعت لقول امرأتك ، وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلاً : لا تأكل منها ، ملعونة الأرض بسببك ،بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك » ( تك ٣ : ١٧ ) .وبدأت الأرض فعلاً تنبت الشوك والحسك، وبدأ آدم يفلحها بعرق وجهه يأكل خبزاً » هذه اللعنة كان لابد من رفعها عن آدم وليس فقط حكم الموت ومن المعروف تاريخياً أن الصليب بالذات كان الطريقة الوحيدة التي تحمل اللعنة في طياتها «ملعون كل من علق على خشبة » ( تث ۲۱ : ۲۳ ) . لذلك ارتأى الرب أن يصلب عوضاً عنا ليغسل الأرض من لعنتها ، وليحمل عنا لعنتنا .... الأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة ، لأنه مكتوب ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس » (غل ۳ : ١٠).. لذلك المسيح «اقتدانا من لعنة الناموس ، إذ صار لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب : معلون كل من علق على خشبة » (غل ۳ : ۱۳ ) .. « المعلق ملعون من الله » (تث ٢١ :٢٣) ٢- يحمل حكم الموت عنا : ذلك لأن حكم الموت الذي كان علينا ، لم يكن مجرد موت الجسد بل كان يشمل : + موتاً جسدياً إذ دخل الفساد إلينا ، وإلى الطبيعة والحيوانات وغيرها. + موتاً روحياً إذ انفصلنا عن الله ولم تعد هناك شركة روحية بيننا وبينه. + موتاً أدبياً إذ نزلنا عن مجد شركة الله في جنة عدن وطردنا إلى أرض الشقاء والمهانة ، وها قد هان الإنسان على الطبيعة الثائرة والحيوانات المفترسة والميكروبات والفيروسات القاتلة الإنسان الذي يحمل في أحشائه صورة الله ، غير المنظور. + موتاً أبدياً بالهلاك الأبدى في جهنم لذلك فالصليب كان أسلوباً مناسباً يبرز لنا ذلك الموت الرباعي الرهيب الذي كان ينتظرنا .. وعلى الصليب مات الرب بالجسد وحمل خطايانا في جسده على الخشبة، فصار خطية لأجلنا، مرذولاً ومرفوضاً من العدالة الإلهية ، لا بسبب في ذاته إذ كان بلا خطية ، ولكن كنائب عنا ، حمل خطايانا بدلاً منا كما استهزأ به اليهود والصالبون بصورة مؤسفة، حيث حمل عنا هزء موتنا الأدبي . ولكن الرب كان مستحيلاً على الموت . لأن لاهوته المتحد بناسوته ، وبره الأبدى والأزلي واللانهائى ، كانا أقوى من الموت . وهكذا قهر الموت لأجلنا، وفتح لنا الفردوس لندخل ونستريح فيه إلى ملكوت خالد ودائم إلى الأبد. ٣- يسفك دمه لأجلنا : " لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة "(عب ٩ : ٢٢ ) ... والصليب يحمل ضمن اجراءاته سفك الدم من مواضع كثيرة ، من جبهة الرب التي علاها اكليل الشوك، ومن جسده الممزق بجلدات السياط، ومن جنبه المطعون بالحربة، وأطرافه المثقوبة بالمسامير ماذا يمكن أن نقدم لك يارب ، عوض قداتك العجيب هذا؟ ليس لنا ما تقدمه، فتحن بكل كياننا ملكك من الأساس ! كل ما نقوله : شكراً يارب لفدائك العجيب وأعطنا أن نخلص بواسطته فهذا أهم شيء في حياة الإنسان .أن يخلص نيافة الانبا موسى أسقف الشباب عن مجلة الكرازة العدد الثانى والعشرون عام ١٩٨٩
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل