المقالات
15 أبريل 2024
يوم الاثنين من الأسبوع السادس (لو ١٣: ١ - ٥)
[وَكَانَ حَاضِراً فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ قَوْمٌ يُخْبِرُونَهُ عَنِ الْجَلِيلِيِّينَ الَّذِينَ خَلَطَ بِلَاطُسُ دَمَهُمْ بِذَبَائِحِهِمْ، فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: أَتَظُنُّونَ أَنَّ هَؤُلَاءِ الْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ الْجَلِيلِيِّينَ، لأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هَذَا؟ كَلَّا أَقُولُ لَكُمْ. بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ. أَوْ أُولئِكَ الثَّمَانِيَةَ عَشَرَ الَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمُ الْبُرْجُ فِي سِلْوَامَ وَقَتَلَهُمْ، أَتَظُنُّونَ أَنَّ هَؤُلَاءِ كَانُوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ؟ كَلَّا أَقُولُ لَكُمْ ۚ بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذَلِكَ تَهْلِكُونَ].
إن لم تتوبوا
الرب في هذا الإنجيل أعطى مثلين لنوعين من الكوارث التي يُفاجأ بها الناس:
أولاً : الكوارث الاجتماعية: وفيه يتحدث هذا الإنجيل عن الصدام الدموي الذي حدث بين الجليليين وبين الجنود الرومان داخل الهيكل. كانوا يظنون أن الهيكل سيدافع عنهم، ومن أمثلة هذا النوع الكوارث التي يتسبب فيها الإنسان كالحروب والاضطهادات العنصرية والصراعات المسلحة.
ثانياً : الكوارث الطبيعية، والمثال الذي يقدمه الإنجيل هو سقوط برج على الناس مما أدى إلى موتهم. ويندرج تحتها كل ما ينشأ من الطبيعة وليس للإنسان يد فيها، مثل الزلازل والأعاصير والأمراض والحرائق.ولكن ما هي وجهة نظر المسيح في هذين النوعين من الكوارث؟ المسيح يرتفع بهذه الحوادث كلها ولا ينسب سببها إلى خطية محددة، فهو ينفي عن أولئك الذين قتلهم بيلاطس أنهم كانوا أكثر خطية من غيرهم، وهو أيضاً لا ينعت الجماعة التي قتلهم البرج في سقوطه بأنهم أكثر شراً من الآخرين. ولكنه يستطرد ويقول: إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون. وهنا يجب أن نلاحظ بعض الأمور:
١- أن الكارثة سواء كانت طبيعية أو اجتماعية هي عظة تنبيهية، هي إنذار، سواء لك أو لمن معك، أو للجماعة، أو للمدينة أو للشعب، إذن فعليك إذا تواجهت مع كارثة، فلا تبحث عن سببها، بل عليك بالتوبة.
٢- إن أي كارثة سببها خطية، ولكن ليس خطية الذين ماتوا فقط؛ ولكن خطية الكل. إنها خطية الذين ماتوا وخطية الذين نجوا، وهذا ما يوضحه المسيح عندما قال: أتظنون أن هؤلاء أكثر خطية من الآخرين، بمعنى إنهم كانوا خطاة مثلهم تماماً، وهو يجيب بالنفي التام.
٣- إن كل كارثة نسمع بها أو نراها أو ندخل فيها هي إنذار لكارثة أعم أكبر قادمة، ما لم يتبعها توبة.
٤ - التوبة قادرة أن توقف أي كارثة في الحال.
والذي يسترعي انتباهنا في قول المسيح: جميعكم تهلكون»، إن "جميعكم" معناها أن الخطر القادم سيكون أشد ضراوة وسيشمل ويعم الجميع؛ فإذا كان البرج قد قتل فقط ثمانية عشر؛ فتعالوا انظروا ماذا فعل تيطس بمدينتهم أورشليم، حيث ارتكبت فظائع يندى لها الجبين. كان المسيح يرى الحاضر ويرى القادم ويرى وسيلة الخلاص من القضاء المحتم وقوعه. وهنا تظهر التوبة أمامنا بجلاء كقوة عظمى قادرة أن تُغيّر قضاء الله وتغير القانون المحتوم. الله ليس عنده قوانين محتمة القوانين مُحتمة علينا نحن فقط. الله حر في جميع قوانينه. والعجيب المذهل هو أن الله، وهو صاحب القضاء وصاحب القانون ألزم نفسه إن جاز التعبير، وهو جائز بأنه مستعد أن يُغيّر جميع أقضيته، وجميع حتمياته المقدر وقوعها إذا الإنسان تاب. هنا ترتفع التوبة في عيني أي إنسان لكي تبلغ إلى قامة الله في قدرته على تنفيذ الحكم، وفي نفس الوقت على رفع الحكم. الخطية تجعل الله ينفذ الحكم؛ والتوبة تجعله يلغيه.انظروا إلى أي مدى يعتمد الله علينا في قضائه وأحكامه.ولكن الشيء الأعجب من هذا كله هو أن الله لا يريد التوبة من الجميع، يكفيه عشرة فقط تائبين. واقرءوا المحادثة الرائعة التي دارت بين إبراهيم والله، وكيف تشفع فيهم إبراهيم حتى لا يحرق سدوم وعمورة معتمداً على وجود عشرة أشخاص فقط تائبين فيهما. المسيح يريد واحداً من كل بيت أو حتى من كل بيتين.
مطلوب فدائيين للتوبة عن كل العالم مطلوب جماعات فدائية تتوب لأجل لمصر ولكل بلد، تكرّس حياتها الخاصة للصلاة والتقوى والتوبة عن نفسها والآخرين. لكي يرحم الله العالم ويرفع غضبه. أرجوكم انتبهوا،هذه هي مسئوليتكم!
والآن ما هو موقفنا نحن يا مسيحيين، من إنجيل هذا اليوم؟ يجب أن نعلم أولاً أنه ليس هناك أفكار أو فتاو بشرية؛ ولكن المسيحية محكومة وقائمة على قدمين
١- إنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله. لذا فإن كل كارثة تحدث للشخص المسيحي هي أمر داخل في اعتبار الله واعتبار المنهج المسيحي للخلاص وتكميل الرسالة. لذلك يقول: «لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة»، بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل الملكوت»، في العالم سيكون لكم ضيق»، «سيأتي وقت يظن فيه كل من يقتلكم أنه يؤدي خدمة الله». إذا ليس في الأمر جديداً، ونحن لهذا نحيا، ولهذا ولدنا،وإن متنا بها؛ يا مرحبا.
٢- علينا أن نرى مسيحنا ونتعلم منه ففي أوج محنة آلامه وصلبه طلب من الآب أن يغفر خطايا أعدائه، وكأنه يقول: لا تجعل صليبي وموتي سبباً لدينونتهم، اغفر لهم، أنا مصلوب من أجلهم. لذلك لابد من حتمية الصفح والغفران للمسيئين.ما أعظم الصليب ! إذ ليس في كل ما يُعرض على الإنسان من كرامة ومجد يساوي حمل الصليب هذا هو منهجنا.
المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
14 أبريل 2024
الصوم والشفاء من الخطايا
اليَوْم هُوَ الأحَد السَّادِس مِنْ الصُوْم المُقَدَّس وَالكِنِيسَة تُسَمِيه أحَدٌ المِخَلَّع لِذلِك نُحِب أنْ نَأخُذ فِكْرَة سَرِيعَة عَنْ آحَاد الصُوْم وَارْتِبَاطْهَا بِبَعْضَهَا البَعْض هُمْ مِنْ البِدَايَة إِلَى النِهَايَة تِسْعَة آحَاد وَيُمْكِنْ تَقْسِيمَهُمْ إِلَى ثَلاَث مَجْمُوعَات كُلَّ مَجْمُوعَة تَضُمْ ثَلاَث آحَاد :-
الثَّلاَثَة الأُولَى أُسْبُوع الإِسْتِعْدَاد ( الوَصِيَّة ) أُسْبُوع الكُنُوز أُسْبُوع التَجْرُبَة.
الثَّلاَثَة الثَّانِيَة أُسْبُوع الإِبْن الضَّال ( الشَّاطِر ) أُسْبُوع السَّامِرِيَّة أُسْبُوع المِخَلَّع.
الثَّلاَثَة الثَّالِثَة أُسْبُوع المَوْلُود أعْمَى ( الإِسْتِنَارَة) أُسْبُوع الشَّعَانِين ( السَّعَفْ ) أُسْبُوع القِيَامَة.
تَبْدَأ الرِّحْلَة بِهذَا التَّسَلْسُل فِي أُسْبُوع الإِسْتِعْدَاد الكِنِيسَة تَقُول لاَبُد وَأنْ يَكُون لَكَ أسْلِحَة تُحَارِب بِهَا وَتُظْهِر الكِنِيسَة هذِهِ الأسْلِحَة فِي الوَصِيَّة " الصَدَقَة الصُوْم الصَّلاَة " وَنَجِد أنَّ الصَدَقَة تَتَقَدَّم عَنْ الصُوْم وَالصَّلاَة وَهُمْ يُمَثِّلُوا مُثَلَّث أهَمْ ثَلاَث عِلاَقَات لَنَا مَعَ الله :-
لأِنَّ الصَدَقَة هِيَ عِلاَقَتِي بِالآخَر وَأنَّ عِنْدِي حَنَان وَأشْعُر بِمَدَى إِحْتِيَاجَاتُه وَأنَّهَا جُزء مِنِّي .
وَالصُوْم يُمَثِّل عِلاَقَتِي مَعَ الله .
وَالصُوْم تُمَثِّل عِلاَقَتِي مَعَ نَفْسِي .
هَؤُلاَء الثَّلاَثَة مُرْتَبِطِين فِي البُّنَاء الرُّوحِي لأِنَّهُ حِينَمَا تَنْمُو عِلاَقَتِي مَعَ الله يَزْدَاد قَبُولِي لِلآخَروَقَبُولِي لِنَفْسِي لِذلِك نَتَعَجَّب أنَّ الوَصِيَّة تَبْدَأ بِالصَدَقَة لأِنَّهَا نَتِيجَة لِلعِشْرَة مَعَ الله لأِنَّهَا كُلَّمَا زَادِت زَادَ حُنُوَك نَحْوَ الآخَرِين مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يَقُول { لِكَيْ تَكُونَ فِي هذَا الْوَقْتِ فُضَالَتُكُمْ لإِعْوَازِهِمْ كَيْ تَصِيرَ فُضَالَتُهُمْ لإِعْوَازِكُمْ حَتَّى تَحْصُلَ الْمُسَاوَاةُ } ( 2كو 8 : 14) بِمَعْنَى أنْ تَتَسَاوَى الفَضَلاَت مَعَ الإِعْوَاز وَالصَّلاَة هِيَ عِشْرَة خَفِيَّة مَعَ الله دَاخِلِيَّة لِذلِك لاَبُد وَأنْ يَكُون لَكَ جِهَاد بِينَك وَبَيْنَ الله وَالصُوْم عِلاَقِة ضَبْط لِلنَّفْس أسْلُك بِالرُّوح وَلاَ أُكَمِّل شَهْوِة الجَسَد وَلاَ أكُون مُنْصَاع وَرَاء شَهَوَاتِي وَحِينَمَا تَصِل فِي هذَا الأُسْبُوع إِلَى هذِهِ المَرْحَلَة تَتَصَدَّق وَتَصُوم وَتُصَلِّي فَالكِنِيسَة هُنَا تُحَذِّرَك لأِنَّكَ بِهذَا تَضَعْ كِنْز فِي السَّمَاء لَك { اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرِّهِ وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ } ( مت 6 : 33 ) تَدَرَّب فِيك عُيُون مُشْتَاقَة لِلسَّمَائِيَات وَقُلُوب مَرْفُوعَة لله وَغِير نَاظِرِين لِلأرْضِيَات { وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأشْيَاءِ الَّتِي تُرَى بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى } ( 2كو 4 : 18) وَيَكُون قَلْبِي وَفِكْرِي فِي السَّمَاء .
ثُمَّ يَأتِي الأحَد الثَّالِث وَطَالَمَا أصُوم وَأتَصَدَّق وَأُصَلِّي وَقَلْبِي مُكَرَّس وَمَشَاعِرِي مُكَرَّسَة أسْتَعِد لِلتَّجْرُبَة وَاحْذَر لأِنَّ العَدُو لَنْ يَتْرُكَك فَسَيُحَارِبَك بِالطَّعَام وَمَبَاهِج العَالَم وَحُرُوب تَشْكِيك لاَبُد أنْ تَعْرِف أنَّ رِحْلِة الصُوْم بِهَا تَسَلْسُل مُعَيَّن وَاعْلَم أنَّكَ بَدَأت مِنْ الدَّاخِل حِينَمَا يُحَارِبَك العَدُو وَحَتَّى إِنْ كَانَ جِهَادْنَا الدَّاخِلِي غِير مُنْضَبِط وَلكِنْ العَدُو يُحَارِبْنَا لأِنَّ الَّذِي يَعِيش مَعَ رَبِّنَا بِأمَانَة وَصِدْق وَيَسِير فِي الرِّحْلَة بِانْتِظَام يَهِيج عَلِيه العَدُو جِدّاً الصُوْم المُقَدَّس بِالذَّات مَا الَّذِي فِيهِ ؟لأِنَّكُمْ أُنَاس أوْلاَد الله أعْلَنْتُمْ حَرْب عَلَى رَئِيس هذَا العَالَم وَجَهِّزْتُمْ أسْلِحَة وَالعَدُو يِهِيج جِدّاً وَلكِنْ إِحْذَر مِنْ الغَلْبَة مِنْ الخَطَايَا الذَّاتِيَّة وَالَّتِي فِيهَا تَكُون مَغْلُوب مِنْ نَفْسَك وَاحِد مِنْ أوْلاَد القِدِيس مَقَارْيُوس الكِبِير جَاءَ لِيَشْكُو حَالُه لأَبُو مَقَّار وَالعَدُو يُقَاتِلُه بِاسْتِمْرَار فَصَلَّى أبُو مَقَّار لأِجْلُه كَثِيراً وَأخِيراً ظَهَرَ عَدُو الخِير لأَبُو مَقَّار وَقَالُّه إِنْ صَلاَتَك هذِهِ تِحْرَقْنِي وَلكِنْ لَسْتُ أنَا المُخْطِئ بَلْ هُوَ لأِنَّهُ يَنَام كَثِيراً وَيَأكُل كَثِيراً لِذلِك إِنْسَان قَلْبُه فِي السَّمَاء وَيُحَارِب مَعَ العَدُو وَغَلَب وَلكِنْ سَتَظَل الحُرُوب مَوْجُودَة أنْتَ مُعَرَّض لِحُرُوب شَرِسَة مُعَرَّض لِلتَعَبْ وَسَطْ الطَّرِيق فَهُنَا تَبْدَأ الكِنِيسَة تِسْنِدَك لأِنَّهُ فِي أحَدٌ الإِبْن الضَّال هُوَ يُمَثِّل مَدَى شَنَاعِة الخَطِيَّة وَتَأثِيرْهَا عَلَى الإِنْسَان وَالَّتِي تَجْعَلُه لاَ يَسْتَحْسِن البَقَاء فِي بَيْت الله لأِنَّكَ مُمْكِنْ تِكُون مَوْجُود مَعَ الله وَتَتْرُك البِيت وَتَنْسَى العَزِيمَة الأُولَى وَلكِنْ الإِبْن الشَّاطِر رِجِعْ بِسُرْعَة وَلكِنْ هُنَاك أُنَاس تُقَعْ ( تَسْقُط ) وَتَتَكَرَّر الخَطِيَّة وَهيَ الَّتِي تُمَثِّل السَّامِرِيَّة وَلكِنْ هُوَ يَقُول أنَا رَجَاءَك حَتَّى وَلَوْ تَرَكْت بِيت أبُوك وَصَارَ لِلخَطِيَّة سُلْطَان عَلِيك وَلكِنْ أنْتَ لَكَ رَجَاء ثُمَّ نُدْخُل عَلَى أحَدٌ المِخَلَّع وَهُوَ لَيْسَ مُجَرَّد تِكْرَار لِلخَطِيَّة بَلْ حَالَة مِنْ الإِسْتِسْلاَم الكَّامِل وَالشَلَل لِلأعْضَاء فِي الذِّهْن وَالجَسَد وَالنَّفْس وَعَدَم القُدْرَة عَلَى أخَذْ القَرَار وَعَدَم القُدْرَة عَلَى إِعْلاَن الرُجُوع إِلَى الله ثُمَّ نُدْخُل إِلَى الهَدَف مِنْ الصُوْم وَهُوَ " الإِسْتِنَارَة " وَنَوَال فَوَائِد المَسِيرَة الرُّوحِيَّة وَلكِنْ لاَ خَلاَص خَارِج بَيْت الآب المَمْلُوء بِالعِجْل المُسَّمَن وَالحُلَّة الأُولَى لأِنَّ أُسْبُوع السَّامِرِيَّة يُمَثِّل الإِرْتِوَاء مِنْ ثِمَار الرُّوح القُدُس وَأُسْبُوع المِخَلَّع لَيْسَ أنْ تَقُوم فَقَط بَلْ وَخَطَايَاك مَغْفُورَة وَتَحْمِل سَرِيرَك وَفِي الإِسْتِنَارَة تَقُول{ كُنْتُ أَعْمَى وَالآنَ أُبْصِرُ } ( يو 9 : 25 )هُنَاك أُمُور كُنْتُ أُقَيِّمْهَا بِشَكْل خَاطِئ وَلِي مُعَامَلاَت خَاطِئَة مَعَ مَنْ حَوْلِي فَأبْدَأ فِي تَغْيِير كُلَّ هذَا وَذلِك يَتِم بِالمَعْمُودِيَّة فِي أحَدٌ الإِسْتِنَارَة وَبِالسَعَفْ فِي دُخُول الْمَسِيح لأِورُشَلِيم لأِنَّ أُورْشَلِيم هِيَّ نَفْسَك وَقَلْبَك وَدُخُولُه فِيهَا هُوَ إِعْلاَن إِنْتِصَار عَمَل نِعْمِة الله رَغم كُلَّ مَكَائِد الأعْدَاء رَغم الحُرُوب لأِنَّ الله أحَبَّ أُورُشَلِيم { الرَّبُّ أَحَبَّ أَبْوَابَ صِهْيَوْنَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مَسَاكِنِ يَعْقُوبَ } ( مز 87 : 2 ){ هَهُنَا أسْكُنُ لأِنِّي أرَدْتَهُ } ( مز 132 : 14 ) ثُمَّ نُكَلَّل بَعْد كُلُّ هذَا بِالقِيَامَة وَانْتِصَارْهَا وَاليُوْم نَتَكَلَّم عَنْ المِخَلَّع وَآخِر شِئ وَصَلِت إِلِيه الخَطِيَّة هُوَ إِنْسَان مَشْلُول جَالِس عِنْدَ بَيْت حَسْدَا وَهيَ تَعْنِي " بَيْت الرَّحْمَة " وَالَّذِي يَحْدُث هُنَاك أنَّ هذِهِ البِرْكَة يَأتِي إِليْهَا مَلاَك أحْيَاناً وَيُحَرِّك المَاء وَالَّذِي يَنْزِل أوَّلاً يُشْفَى وَلكِنْ كُلَّ وَاحِد مِنْ الَّذِينَ حَوْلَ البِرْكَة مَعَهُ مَجْمُوعَة مِنْ الأصْدِقَاء لِيُسَاعِدُوه حِينَمَا يَأتِي المَلاَك وَيُلْقُوه فِي البِرْكَة لِيُشْفَى وَلكِنْ حِينَمَا يَتْرُكَهُ الكُلَّ يَكْتَئِب لأِنَّهُ مُمْكِنْ لأِعْمَى وَلكِنْ يَسْتَطِيع الحَرَكَة فَحِينَمَا يَسْمَع أنَّ المَلاَك جَاءَ وَحَرَّك المَاء يُلْقِي بِنَفْسُه وَآخَر مَرِيض بَرَص وَأيْضاً يَسْتَطِيع أنْ يُلْقِي بِنَفْسُه وَلكِنْ لِهذَا المِخَلَّع يَا لَهَا مِنْ حَسْرَة لأِنَّهُ كَثِيراً مَا رَأى المَلاَك وَأُنَاس تُشْفَى وَهُوَ لَمْ يَنْزِل وَرَغم كُلَّ هذَا نَجِد فِي هذَا الرَّجُل مِيزَة عَظِيمَة جِدّاً وَهيَ أنَّهُ لَمْ يَخْرُج مِنْ البِرْكَة ظَلَّ بِجَانِبْهَا رَغم كُلَّ هذَا الزَّمَان وَلَمْ يَفْقِد رَجَاءُه وَلَمْ يَتْرُك مَكَانُه لأِنَّهُ قَالَ فِي نَفْسُه يُمْكِنْ أنْ يُشْفِق عَلَيَّ أحَدٌ حِينَمَا يُحَرِّك المَلاَك المَاء فَهُوَ بِذلِك يُعْطِينَا نَمُوذَج لِعَدَم فَقْد الرَّجَاء لأِنَّ عَدُو الخِير لاَ يُهِمُّه إِنْ كُنَّا نُخْطِئ كَثِيراً أوْ قَلِيلاً وَلكِنْ الَّذِي يَهِمُّه هُوَ أنْ نِبْعِد عَنْ الله وَأنْ يَقْطَع رَجَاءَنَا بِهِ وَيَكُون سُور بَيْنَك وَبَيْنَ الله لأِنَّ الإِنْسَان نَرَاه يِحْزَن عَلَى الخَطِيَّة وَلاَ يَحْزَن أنَّهُ بَعِيد عَنْ الله لأِنَّهُ كَيْفَ أخْطَأت ؟ لاَ يَهِمْ وَلكِنْ المُهِمْ أنَّكَ إِبْتَعَدْت عَنْ الله لأِنَّهُ مِنْ المَفْرُوض أنْ تَكُون نَتِيجِة الخَطِيَّة هُوَ أنْ تَقْتَرِب مِنْ الله وَلَيْسَ العَكْس كَلِمَة جَمِيلَة جِدّاً يَقُولَهَا أبُونَا فِي تَحْلِيل صَلاَة نِصْف الَّلِيل { لاَ تَقْطَع رَجَاءَنَا يَا سَيِّدِي مِنْ رَحْمِتَك } لِذلِك مَهْمَا الشَّيْطَان أصَابَنَا بِشَلَل فِي الفِكْر وَالجَسَد إِلاَّ أنَّهُ لَنَا رَجَاء فِي الْمَسِيح يَسُوع الجَمَال فِي عَمَل نِعْمِة رَبِّنَا أنَّهَا مُتَافَضِلَة أي أنَّهَا تَزِيد زِيَادَة غِير مُتَوَقِعَة لأِنَّ هذَا مِنْ طَبْع الله كَثِير التَّحَنُّن وَالإِحْسَان لِكَي أتَمَجَّد فِيهِ وَأعْطَى الإِنْسَان أنْ لاَ يَفْقِد رَجَاءُه أبَداً مَهْمَا مَضَى مِنْ الزَّمَان وَكُلَّمَا صَعَبِت حَالِة الإِنْسَان كُلَّمَا زَادَ عَمَل الله فِيهِ لَكَ رَجَاء فِي الْمَسِيح يَسُوع مَهْمَا كُنْت عَايِش فِي الخَطِيَّة وَلكِنْ اليُوْم أنْتَ لَسْتَ جَالِس عِنْدَ البِرْكَة الَّتِي كَانَ لَهَا خَمْسَة أرْوِقَة وَهيَ الَّتِي تُمَثِّل التَوْرَاة وَلَكَ أنْتَ أنْ تَعْرِف الفَرْق بَيْنَ الضَّأن وَهُوَ الَّذِي كَانَتْ تُقَدَّم عِنْدُه الذَّبَائِح قَدِيماً وَبَيْنَ مَسِيح العَهد الجَدِيد :-
1- فِي العَهد القَدِيم يَذْهَب الإِنْسَان وَيُقَدِّم ذَبِيحَة وفِي العَهد الجَدِيد يَسُوع آتِي إِلِيك { هذَا الَّذِي مِنْ أجْلِنَا نَحْنُ البَشَر وَمِنْ أجْل خَلاَصِنَا نَزَلَ مِنْ السَّمَاء وَتَجَسَّد مِنْ الرُّوح القُدُس وَمِنْ مَرْيَم العَذْرَاء تَأنَّس } ( قَانُون الإِيمَان ) .
2- فِي العَهد القَدِيم لاَبُد أنْ يَذْهَب المَرِيض عِنْدَ البِرْكَة أوْ خِيمِة الإِجْتِمَاع وَيُقَدِّم ذَبِيحَة وفِي العَهد الجَدِيد لكِنْ مِنْ حَنَان رَبِّنَا وَنِعْمِتُه وَمَحَبِّتُه هُوَ يَقْرَع عِنْدَ البَاب وَيَأخُذ المُبَادَرَة وَيَطْلُب الضَّال وَيَسْتَرِد المَطْرُود وَيَعْصِب الجَرِيح( حز 34 : 16) .
3- فِي العَهد القَدِيم المَلاَك هُوَ الَّذِي يَأتِي إِلَى البِرْكَة وفِي العَهد الجَدِيد لكِنْ يَقُول { لاَ مَلاَك وَلاَ رَئِيسُ مَلاَئِكَةٍ وَلاَ رَئِيسُ آبَاءٍ وَلاَ نَبِيّاً إِئتَمَنْتَهُ عَلَى خَلاَصِنَا }( مَا يُقَال فِي صَلاَة صُلْح " أيُّهَا الكَائِن الَّذِي كَانَ " ) بَلْ بِإِبْن الله وَنِعْمَتِهِ وَعَطَايَاه المُقْتَدِرَة لأِنَّهُ إِله .
4- فِي العَهد القَدِيم المَلاَك كَانَ يُحَرِّك المَاء أحْيَاناً وَالكُلَّ مُنْتَظِر وَمُتَوَقِع الشِفَاء وفِي العَهد الجَدِيد اليُوْم لاَ تُوجَدٌ " أحْيَاناً " { هَا أنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ }( مت 28 : 20 ) { عَمَانُوئِيلَ الَّذِي تَفْسِيرُهُ اللهُ مَعَنَا } ( مت 1 : 23 ) لاَ نُرِيد التَوَقُع فَهُوَ يَأتِي لاَ بَلْ هُوَ مَوْجُود بِدَاخِلْنَا فِي كُلَّ وَقْت مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يَقُول { النِّعْمَةِ الَّتِي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ } ( رو 5 : 2 ) هُوَ مَوْجُود يَعْمَل فِينَا وَيَتَمَجَّد بِاسْتِمْرَار .
5- فِي العَهد القَدِيم عِنْدَ البِرْكَة كَانَ المَلاَك يَحْضَر أحْيَاناً وَوَاحِد فَقَطْ هُوَ الَّذِي يَنَال الشِفَاء وَلاَبُد أنْ يَكُون لَهُ أصْدِقَاء لِيَحْمِلُوه وَنَتَوَقَّع عِنْدَ مَجِئ المَلاَك يَحْدُث صِرَاع شِدِيد وفِي العَهد الجَدِيد وَلكِنْ اليُوْم الشِفَاء لِلجَمِيع { يُعْطَى عَنَّا خَلاَصاً وَغُفْرَاناً لِلخَطَايَا وَحَيَاة أبَدِيَّة لِكُلَّ مَنْ يَتَنَاوَل مِنْهُ } ( مَا يَقُولُه الكَاهِنْ فِي الإِعْتِرَاف الأخِير ) الكِنِيسَة كُلَّهَا نَالِت الشِفَاء وَالَّذِي لاَ يَتَمَتَّع يَكُون ذلِك لِسَبَبْ وَاحِد مُرْتَبِط بِهِ هُوَ أنَّهُ لاَ يُرِيد أنْ يَبْرَأ وَلكِنْ إِنْ أرَادَ يَخْرُج مُبَرَّراً .
يَا لِعِظَم مَجْدَك يَارَبَّ الَّذِي وَضَعْتَهُ فِي كِنِيسْتَك اليُوْم كُلَّ وَاحِد مِنَّا عَنْدُه ضَعْف " مَرَض " لِذلِك لاَ تَدِين الآخَر لأِنَّكَ أعْرَج وَآخَر أعْمَى وَيُوجَدٌ مَنْ هُوَ أبْرَص لِكُلَّ وَاحِد مِنَّا الدَاء الَّذِي لَهُ يُوجَدٌ مَنْ هُوَ شَهْوَانِي مُحِب المَال مُحِب السُّلْطَة أنَانِي كُلَّ وَاحِد مِنَّا لَهُ مَرَضُه العَايِش بِهِ وَكُلِّنَا جَالْسِين عِنْدَ البِرْكَة لِلشِفَاء وَالبِرْكَة هَيَّ المَذْبَح وَالمَذْبَح الَّذِي سَيُعْطِينَا الشِفَاء وَنَحْنُ مُنْتَظِرِين رُوح الله لَيْسَ لِكَي يُحَرِّك المَاء وَلكِنْ لِيُحَرِّك عَصِير الكَرْمَة وَالخُبْز وَيُحَوِّلْهُمَا إِلَى جَسَد وَدَم رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِبْن إِلهْنَا وَيَصِير هُوَ الحَمَل الَّذِي بِلاَ عِيب وَبِالتَأكِيد هذَا سَيَحْدُث وَلَيْسَ كَمَا كَانَ قَدِيماً " أحْيَاناً " وَلكِنْ كُلِّنَا سَنَخْرُج مُبَرَّرِين لِذلِك سَألَهُ يَسُوع سُؤال لَمْ يَكُنْ مُتَوَقَّع { أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ }( يو 5 : 6 ) إِنْسَان لَهُ 38 سَنَة جَالِس عِنْدَ البِرْكَة مَاذَا يَنْتَظِر ؟ يَرُد يَسُوع أخْشَى أنْ تَكُون تَصَالَحْت مَعَ الخَطِيَّة وَمَعَ المَرَض وَصَارَ جُزء مِنْكَ لاَ تَرْفُضه أُرْفُضه وَارْفُض المَرَض الَّذِي بِدَاخِلَك وَاجْعَل الخَطِيَّة شِئ عَارِض إِجْعَلْهَا مَوْضِع طِلْبَه وَتَنَهُّد أمَام الله لِكَي نَخْرُج اليُوْم وَنَكْرِز بِعَمَل الله لاَ نَخْرُج فَقَطْ مَغْفُورِي الخَطَايَا بَلْ وَحَامِلِين الأسِرَّة وَهذَا يُعْلِنْ أنَّهُ قَدْ صَارَ لَنَا سُلْطَان عَلَى الخَطِيَّة الَّتِي حَمَلِتْنَا اليُوْم حَمَلْنَاهُ نَحْنُ وَنَحْنُ نَشْهَد لِعِظَم عَمَل الله فِي حَيَاتْنَا الآن هُوَ أبْرَئَنِي وَأعْطَانِي خَلاَص ..أُنْظُر الغِنَى وَاحْذَر أنْ تَتْرُك آحَاد الصُوْم لأِنَّكَ سَتَجِد قِرَاءَات الكِنِيسَة طَوَال الأُسْبُوع حَوْلَ مَوْضُوع يُوْم الأحَد أنْتَ أيْضاً لَكَ رَجَاء مَعَ هذَا الرَّجُل الَّذِي لَمْ يَفْقِد رَجَاؤه { لِكُلِّ الأحْيَاءِ يُوجَدُ رَجَاءٌ } ( جا 9 : 4 ) رَبِّنَا يِسَاعِدْنَا أنْ نَنَال الخَلاَص وَنُنَادِي بِهِ لأِنَّهُ بِمَوْتِكَ يَارَبَّ نُبَشِّر( مَا يَقُولُه الشَّعْب بَعْد رُشُومَات الكَأس ) رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
13 أبريل 2024
إنجيل عشية الأحد الخامس من الصوم الكبير ( لو ۱۸ : ۱ - ۸ )
وقالَ لَهُمْ أيضًا مثلاً في أنَّهُ يَنبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حينٍ ولا يُمَلَّ، قائلاً كان في مدينة قاضٍ لا يَخافُ الله ولا يَهابُ
إنسانًا وكان في تلك المدينة أرملة وكانت تأتي إليه قائلةً أنصفني مِنْ خَصمي! وكانَ لا يَشَاءُ إِلَى زَمان ولكن بعد ذلك قال في نَفْسِهِ وإِنْ كُنتُ لا أخافُ الله ولا أهاب إنسانًا، فإنّي لأجل أنَّ هذهِ الأَرمَلَةَ تُرْعِجُني، أُنصِفُها،لئلا تأتي دائما فتقمعني!"وقال الرَّبُّ "اسمعوا ما يقول قاضي الظلم أفلا يُنصفُ اللَّه مُختاريه،الصارخين إليه نهارًا وليلاً، وهو مُتَمَهِّلْ عَلَيْهِمْ؟ أَقولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يُنصِفُهُمْ سريعًا! ولكن مَتَى جاءَ ابنُ الإنسانِ، أَلَعَلَّهُ يَجِدُ الإيمان على الأرض؟".
إنجيل القداس : شفاء الرجل المريض الراقد ٣٨ سنة
بجوار بركة بيت حسدا.
إنجيل العشية: قاضي الظلم عنصر الزمن بالنسبة للإنسان يساوي الشيء الكثير ولكن في تدبير المسيح لكل شيء تحت السماء وقت وميعاد وموسم فهو ينضج الثمار في حينها ويعطي كل شيء في حينه الحسن. فبعد ٣٨ سنة أشرق المسيح على هذا المريض البائس شبه اليائس وقال له: أتريد أن تبرأ". ولما وجد بصيصًا من إرادة شفاه بعد طول انتظار ... فكثيرا ما يأتي المسيح في الهزيع الرابع ... ولكن مجيئه يكون كإشراق النور بعد طول ظلام وظلمة.
ويهتف الإنسان هل يوجد بعد رجاء ؟ هل ربنا مازال يسمع الصلاة؟ هل، هل؟ وأسئلة كثيرة.
ولكن بمثل قاضي الظلم يلقي الرب ضوءا على أن الله مستعد دائما ومستجيب دائمًا وهو يُعطي أكثر مما نسأل. ولكن قال عن قاضي الظلم لم يكن يشأ إلى زمان، ولكنه عاد فأنصفها وقضى حاجتها لأجل لجاجتها.قال الرب يسوع اسمعوا ما يقول قاضي الظلم أفلا ينصف الله مختاريه الصارخين إليه نهارًا وليلاً وهو متمهل عليهم؟ نعم أقول لكم إنه ينصفهم سريعًا" والحق يقال إن المسيح تكلم عن النقيض ولكن مع هذا النقيض كشف لنا عن مكنونات أسرار الله وقلبه نحونا فالقاضي الظالم لا يخاف الله ولا يهاب إنسانًا، التجأت إليه الأرملة فهل يقارن بالآب السماوي الحنون الذي نطرح أمامه توسلنا وهو كلي الحب والحنان. والقاضي لا يربطه بالأرملة رباط ما أما نحن فنلجأ إلى أبينا السماوي ونسكب توسلنا لديه بدالة البنين وثقة أعطاها لنا المسيح في شخصه والقاضي ظالم لا يعرف العدل أما ربنا فهو الحق والعدل ذاته وعدله رحيم ورحمته عادلة، لا يقرب إليه الظلم وليس عنده تغيير أو شبه ظل يدور ساكن في النور الذي لا يُدنى منه. والقاضي لا يشاء أن يسمع، أما مسرة ربنا ولذته في أن يسمع لنا فهو سامع الصلاة الذي إليه يأتي كل بشر لم يعط القاضي الظالم المرأة الأرملة أذنا صاغية بل كان كأنه لا يسمع ولا يرى إلى أن ضج من لجاجتها، أما ربنا فهو يسمع حتى أنات القلوب ويقول: "من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين الآن أقوم يقول الرب أصنع الخلاص علانية فهو مصغ لتنهد البائسين !!. ولكن الأمر كما شرح المسيح أن الله "متمهل" صراخ المساكين داخل إلى قدام رب الصباؤوت. ومختارو الله الذين يسبحونه النهار والليل ويسألونه يسمع تضرعهم ويخلصهم ولا يتغاضى عن طلبتهم. أما أن يتمهل عليهم فهذه حكمة عالية عن فهم البشر، وإدراكهم. ولكن الثابت عندنا أنه يتمهل لأجل خيرنا ومصلحتنا تمهل على إبراهيم أبي الآباء ولكن بالنهاية أعطاه النسل الموعود به الذي فيه تتبارك جميع قبائل الأرض وكانت صلوات إبراهيم قد بلغت مسامع القدير منذ البدء، وحين قال له إبراهيم: ماذا تعطيني؟" قال له الرب: "لا تخف أنا ترس لك أنا أجرك العظيم جدا" وتمهل على حنة أم صموئيل وحين جاء الوقت أنعم عليها بصموئيل النبي الذي صار نبيا للرب وهو بعد صبي صغير وتمهل على زكريا وأليصابات ولكن في الوقت المعين أرسل له جبرائيل رئيس الملائكة قائلاً:
"طلبتك سمعت" فالطلبة تُسمع حين نرفع قلوبنا إلى فوق وفي حال سؤال الصلاة تدخل طلبتنا إلى القدير. ولكن يوجد ميعاد وميقات للتنفيذ وحين يحل الميعاد تكمل الطلبة هذا ما يتوازى مع الـ ٣٨ سنة التي ظل فيها هذا الإنسان راقدا وليس له إنسان وقد حطم المرض ليس أعضاء جسده فقط بل وحتى نفسه أيضًا ولكن منتظري الرب يجددون قوة ولا يخزى منتظروه لذلك يجب أن نركز رجاءنا في المسيح مع المسيح لا مكان لليأس، ومهما تأخر لكنه حتى في الهزيع الرابع يأتي ومتى جاء ينحسر المرض وتهرب الأوجاع فإن كان الرب يتمهل علينا ولكن لنتمسك بالرجاء كمرساة مؤتمنة للنفس وثابتة كيف نطلب وماذا نطلب ؟ نطلب بإيمان لنطلب أولاً ملكوت الله وبره لنطلب بحسب مشيئة الله وإرادته قال الرسول يعقوب تطلبون ولستم تأخذون لأنكم تطلبون رديا"، وقال الرب "إلى الآن لم تسألوا شيئًا باسمي اطلبوا تأخذوا لكي يكون فرحكم كاملاً"وحين نطلب نطلب بلا ملل "صلوا ولا تملوا" ولتكن طلبتنا برجاء وثقة أنه مهما طلبنا ننال "كل ما تطلبونه في الصلاة آمنوا أنكم تنالونه" ونحن نطلب باسم يسوع متمسكين بوعده كل ما تسألونه من الآب باسمي يعطيكم أياه"ولسنا نطلب بحسب استحقاقنا ولكم من أجل احتياجنا وأمامنا هذه المرأة الأرملة وكيف نالت طلبتها. لذلك نطلب بلجاجة وبالحاح عالمين أنه ليس لنا آخر سواه وأنه لا سبيل للحصول على النعمة التي تنقصنا سوى سؤال الصلاة والطلب والالحاح ونحن لا نكف عن الصلاة حتى نأخذ لأننا نعرف أنه لا يتركنا نجرب فوق ما نحتمل بل يُعطي مع التجربة المنفذ.
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
12 أبريل 2024
حياة صالحة للذين في الزيجة
البولس في صلاة الإكلیل (أف٥ :22-33) استكمالاً ﻟﺘأملاتنا ﻓﻲ الصلوات القصيرة من القداس الغريغورى نصل إﻟﻰ"حياة صاﻟﺤة للذين فى الزيجة".
الصلاح
ھي كلمة كبیرة من الكلمات المشھورة في الحیاة الكنسیة، والصلاح ھو ثمرة من ثمار الروح القدس، (غل ٥ : ۲۲ ،23)
ثلاثة أمور هامة ﻓﻲ تكوين الأﺳﺮة
۱- الزواج ھو قمة العلاقات الإنسانیة الرسمیة في العالم كله، لذلك فإن الأفراح والأكالیل أمور ھامة جدًا بالنسبة للأفراد، وبالنسبة للدول أیضًا،لأن كل زیجة توثق في عقد ككیان وعلاقة رسمیة داخل البلد. وتنتج عن الزیجة مسئولیات.
۲- الزواج ھو رابطة ثلاثیة من خلال سر كنسي مقدس، یعمل فیه روح لله من أجل وحدة ھذا الكیان الجدید أي الأسرة. یدخل الاثنان إلى الكنیسة وتتم صلوات الإكلیل من خلال كاھن شرعي أمام الھیكل، ثم یخرجان كزوج وزوجة ومعھما المسیح، مكونین ما نسمیه رابطة ثلاثیة Triple Bond ھذا ما قال عنه الكتاب: "الْخَیْطُ الْمَثْلُوثُ لاَ یَنْقَطِعُ سَرِیعًا" (جا ٤ : 12)،ھذه ھي الزیجة المسیحیة، فاحترس لأن حولنا أمورًا لیست في معنى الزواج المسیحي، فلا تقلد ما تراه.
۳- كیان الأسرة ھو أیقونة الكنیسة، كما قال القدیس یوحنا ذھبي الفم وكلمة أیقونة ھنا معناھا الجمال المقدس ومجموع الأسر ھو الجمال المقدس في الكنیسة لذلك فإن كیان الأسرة ھو كیان خطیر لذلك
نطلب أن كل أسرة تعیش حیاة صالحة.
كيف تعيش الأﺳﺮة حياة صاﻟﺤة؟
الأسرة یكون فیھا المسیح: المسیح الذي أخذناه من أمام الھیكل ودخلنا به إلى البیت، وظیفته في كل أسرة أن یحفظ لھا دوام المحبة. لأن الزوجة/الزوج ھو ھدیة المسیح التي اختارھا للطرف الآخر، وبما أنھا ھدیة من ید المسیح إذن ھي ثمینة جدًا وتوضع على الرأس. وعلى ھذا الأساس یكون المسیح ھو صاحب ھذا البیت، والشاطر ھو من یشعر بوجوده، بوجود علاقات المحبة وكلمات المحبة إذا اھتممتم بالمسیح داخل البیت، بالصلوات الدائمة والإنجیل الدائم، تزداد المحبة بینكما ویصیر البیت أكثر من رائع. لینظر كل طرف إلى الطرف الآخر على أنھ عطیة المسیح وعطیة المسیح لا تتقادم، لذلك یقول "لِكَيْ یُحْضِرَھَا لِنَفْسِه كَنِیسَةً مَجِیدَةً، لَا دَنَسَ فِیھَا وَلَا غَضْنَ أوَ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذَلكِ، بَلْ تَكُونُ مُقدَّسَةً وَبلِاَ عَیْبٍ" (أف5 :27) وتظل ھكذا. أما إن كان البیت خالیًا من المسیح، یحیا حیاة العالم بكل صورھا،ستكون النتیجة أن المسیح ینزوي ویحزن لا تحزنا مسیحكما وإن حدث أي خلاف -وھو أمر وارد- فلن یحله سوى المسیح، لأن الصلوات والإنجیل یجعلان الطرفین یفھما بعضھما بعضًا جیدًا، أما إھمال وجود المسیح فنتیجته خطیرة. إن المسیح ھو صمام الأمان داخل الأسرة، لذلك نضع صلیب داخل باب المنزل لأنه علامة أمان وأیضًا
علامة حضور المسیح، فیكون أول من تودعه وأنت تغادر وأول من تراه عند دخولك.
۲- الأسرة كنیسة: "كنیسة" تعني ھیكلًا ومذبحًا، أي لابد أن یكون القلب مرفوعًا ﻟﻠﮫ على الدوام من خلال الصلوات. یكون البیت ممتلئًا من روح الصلاة التي تلد قدیسین، لأن كل أسرة ھي مصنع للقدیسین. یقول الكتاب عن زكریا وألیصابات والدي یوحنا المعمدان "وَكَانَا كِلاَھُمَا بَارَّیْنِ أَمَامَ للهِ" (لو1 : 6) وكانت النتیجة یوحنا المعمدان السابق والصابغ والشھید أعظم موالید النساء، الذي نحتفل به إلى الیوم والحقیقة إن الحیاة القاسیة التي نعیشھا في الأزمات الحاضرة من الناحیة الاجتماعیة والاقتصادیة ھذه لا یسندھا
إلا روح الصلاة إن روح الصلاة تعلمك، وتستر على بیتك، وعلى كل أفراده، وتبارك ما فیه، وتعطي روح الرضى الداخلي مھما كانت الأحوال.
۳- الأسرة كتاب مقدس: كل أسرة تتكون ھي إنجیل مفتوح، مقروء من جمیع الناس، لأن الزوجین یأخذان الوصیة ویعیشا بھا ویلقناھا لأولادھما، فیتربى الأولاد بالنعمة بالمعرفة الكتابیة. یجب أن تكون التعاملات داخل الأسرة بالمبادئ الكتابیة وأحد أھم المبادئ ھو مبدأ الاحترام أرجوكم أن تتجنبوا أي موقف بأي
صورة من الصور یكسر أو یجرح ھذا الاحترام،لأن كسر الاحترام للأسف لا ینجبر ولا یُمحى، وھذا یؤثر على سلامة بیوتنا والحیاة الصالحة فیھا.
٤- الأسرة منارة: تتكون داخل الأسرة الجدیدة منارة. والمنارة معناھا الاستقامة، مثلما نقول: "قلبًا
نقیًا اخلق فِيّ یا لله، وروحًا مستقیمًا جدّد في أحشائي" (مز ٥۱ : 10) الأسرة التي ترید أن تعیش في الصلاح لا یصح أن تعیش متقلقلة وبعیدة وتائھة، بل لا بد أن تعیش حیاة الاستقامة وفي اللغة العربیة یقولون عن الاستقامة كان حرف الألف حرفًا مثل كل الحروف، ولكنه عندما استقام جعلوه أول الحروف. المنارة تعبیر عن استقامة ھذا البیت. لذلك قال السید المسیح عن عروس النشید (كل أسرة): "كُلُّكِ جَمِیلٌ یَا حَبِیبَتِي لَیْسَ فِیكِ عَیْبَةٌ" (نش ٤ :7) والاستقامة ھي: الصدق والوضوح والطھارة، وھي عدم اللف والدوران،وعدم الكذب، عدم وجود أمر مخفي، عدم وجود سلوك منحرف، عدم وجود علاقات ردیئة. إن
وجود مثل ھذه الأمور یكسر البیوت. إننا نقول في الصلوات "بیوت صلاة، بیوت طھارة، بیوت بركة"، فالصلاة والسلوك بطھارة یجلبان البركة وحیاة الصلاح في الأسرة ھي الاستقامة في كل شيء والاستقامة تشمل في داخلھا حیاة الطھارة والنقاوة.
٥- الأسرة أسرار: الكنیسة محل الأسرار السبعة، وكل أسرة ھي موضع للأسرار، أي موضع للخصوصیة. كلمة "سر" تعني نعمة غیر منظورة ننالھا من خلال طقس منظور بفعل الروح القدس ومن الدعوات الشعبیة الجمیلة التي تقال للعروسین ربنا یھدي سركم حیاة الصلاح في البیت المسیحي یقصد بھا الخصوصیة في البیت،أي ألا یتكلم الطرفان عن خصوصیاتھما مع أي إنسان مھما كان إیاك أن تجرح ھذه الخصوصیة لأن ھذا سر علیك أن تحفظه الوحید الذي تستطیع أن تكلمه عن ھذه الخصوصیات ھو الله. أتجاسر وأقول إنه أحیانًا تكون ھناك مشكلة صعبة داخل بیت، وربما لو أشركنا أولادنا فیھا یتعبون، لذلك
یجب أن تظل بین الزوجین فقط، یصلیان من أجلھا وأضیف أن أكثر ما یحفظ الخصوصیة ھو حیاة الرضى. یا لسعادة البیت العمران بالرضى الداخلي، فھذا یجعل من یعیش في مكان بسیط أكثر سعادة ممن یعیش في قصر.
اﻟﺨلاصة
عبارة "طھارة للذین في البتولیة" ھي لكل شاب وشابة إلى أن تأتي مرحلة الزواج، ثم نقول: "حیاة
صالحة للذین في الزیجة". والحیاة الصالحة ھي
في خمس نقاط:-
۱- المسیح صمام الأمان ومعطي المحبة في الأسرة،
۲- الكنیسة ھي موضع الصلاة لنحب بعضنا أكثر،
۳- البیت كتاب مقدس وحیاة وصیة نعیش فیھا لنفھم ما یریده المسیح منا،
٤- حیاة الصلاح تشبھ المنارة المستقیمة من حیث الحیاة والسلوك والنقاوة،
٥- حیاة الأسرار ھي خصوصیة الحیاة. كان البابا كیرلس دائمًا یقول: "داري على شمعتك تقید".
ﻟﻴحفظكم الرب ويبارك أسركم ويعطيكم دائماً الحياة الصالحة.
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
11 أبريل 2024
بدعة ميناندر الهرطوقى العراف
كان سامرى وتلميذ لسيمون الساحر، وأنه أتى إلى انطاكيه وخدع كثيرين بسحره فقد علم ميناندر أن من يتبعه لن يموت .. ويذكر أن ميناندر أدعى أنه المخلص المرسل من فوق العالم الايونات المرئيه، حتى ما يخلص البشر . فبواسطة المعموديه التى يمنحها هو، يصير الإنسان أعلى من الملائكه المخلوقين. وقد أتسع نفوذ ميناندر فى انطاكيه بين سنتى 100،70م.
ميناندر العراف
ذكر يوسابيوس القيصرى (1): ميناندر العراف:
1 - لقد برهن ميناندر (2) خلف سيمون الساحر، بتصرفاته على أنه آله أخرى فى يد القوة الشيطانية لا يق عن سلفه، وكان هو أيضاً سامرياً، وأذاع أضاليله إلى مدى لا يقل عن معلمه، وفى نفس الوقت عربد فى طياشات أعجب منه، لأنه قال بأنه هو نفسه المخلص الذى أرسل من الدهور غير المنظور لخلاص البشر(3)
2 - وعلم بانه لا يستطيع أحد أن ينال السيادة على الملائكة نفسها خالقة العالم (أتفق مع سيمون بان الملائكة خلقت العالم)، إلا إذا جاز فى النظام السحرى الذى يمنحه هو وقبل المعمودية منه، أما من يحسبون أهلاً لهذا فإنهم ينالون الخلود الدائم حتى فى الحياة الحاضرة، ولن يموتوا، بل يبقون إلى الأبد، ويصبحون عديمى الفناء دون أن يشيخوا، وهذه الحقائق يمكن أن نجدها بسهولة فى مؤلفات إيريناوس.
3 - أما يوستينوس فإنه فى الفقرة التى تحدث فيها عن سيمون قدم وصفاً عن هذا الرجل أيضاً فى الكلمات التالية: " ونحن نعلم أن شخصاً معيناً أسمه ميناندر، وكان أيضاً سامرياً من قرية كابرانى (مكان هذه القرية غير معروف الآن) وكان تلميذ لسيمون، وهو أيضاً إذ طوحت به الشياطين أتى إلى أنطاكية وأضل الكثيرين بسحره، وأقنع أتباعه بأنهم لم يموتوا، ولا يزال البعض منهم موجود ويؤكد هذا"
4 - وقد كانت مهارة من أبليس حقاً أن يحاول، بإستخدام أمثال هؤلاء العرافين الذين أنتحلوا لأنفسهم أسم مسيحيين، تشويه سر التقوى العظيم بالسحر، وتعريض تعليم الكنيسة عن خلود النفس وقيامة الأموات للسخرية، على أن الذين أختاروا هؤلاء الناس كمخلصين لهم سقطوا من الرجاء الحقيقى.
المزيد
10 أبريل 2024
تدريبات في الصوم الكبير
لكي يكون هذا الصوم المقدس ذا أثر فعال في حياتك الروحية، نضع إمامك بعض التداريب لممارستها، حتى ما إذا حولتها إلى حياة تكون قد انتفعت في صومك:-
1- تدريب لترك خطية معينة من الخطايا التي تسيطر عليك، والتي تتكرر في كثير من اعترافاتك.
2- التدريب على حفظ بعض المزامير من صلوات الأجبية، ويمكن اختيار مزمور واثنين من كل صلاة من الصلوات السبع، وبخاصة من المزامير التي تترك في نفسك أثرًا.
3- التدريب على حفظ أناجيل الساعات، وقطعها، وتحاليلها علما بأنه لكل صلاة 3 و6 قطع.
4- التدريب على الصلاة السرية بكل ما تحفظه، سواء الصلاة أثناء العمل وفي الطريق وأثناء الوجود مع الناس وفى أي وقت.
5- اتخاذ هذه الصلوات والمزامير والأناجيل مجالًا للتأمل حتى يمكنك أن تصليها بفهم وعمق.
6- تداريب القراءات الروحية سواء قراءة الكتاب المقدس بطريقة منتظمة، بكميات أوفر وبفهم وتأمل وقراءة سير القديسين وبعض الكتب الروحية، بحيث تخرج من الصوم بحصيلة نافعة من القراءة العميقة.
7- يمكن في فترة الصوم الكبير، أن تدرب نفسك على استلام الألحان الخاصة بالصوم وبأسبوع الآلام، مع حفظها وتكرارها والتشبع بروحها.
8- يمكن أن تدرب نفسك على درجة معينة من الصوم على أن يكون ذلك تحت إشراف أبيك الروحي.
9- هناك تدريبات روحية كثيرة في مجال المعاملات مثل اللطف وطول الأناة واحتمال ضعفات الآخرين وعدم الغضب واستخدام كلمات المديح والتشجيع وخدمة الآخرين ومساعدتهم والطيبة والوداعة في معاملة الناس.
10- تدريبات أخرى في (نقاوة القلب) مثل التواضع،والسلام الداخلي،والرضى وعدم التذمر،والهدوء وعدم القلق،والفرح الداخلي بالروح،والإيمان،والرجاء.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
09 أبريل 2024
مع الفادى الحبيب (١) لماذا الفداء ؟
عقيدة الفداء من أهم العقائد الجوهرية في المسيحية وهي مرتبطة تماماً بعقيدتين أخريين : ألوهية المسيح ، وتجسد الكلمة ذلك أن الفادى يجب أن يكون إلها متجسداً، ليوفى المطاليب ويرفع الدين، ويحل المشكلة .
ما هي المشكلة :-
المشكلة أن الإنسان سقط في الخطيئة ، وجلب على نفسه أمرين :-
(۱) حكم الموت .
(۲) فساد الطبيعة البشرية .
١ - حكم الموت : فلقد قال الرب لآدم وحواء : « من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً ، وأما شجرة معرفة الخير والشر، فلا تأكل منها ، لأنك يوم تأكل منها ، موتاً تموت » ( تك ٢ : ١٦، ١٧ ) وهذه الوصية ، قبل أن تكون تعليمات وأوامر، هي نصيحة مخلصة ذلك أن الرب أوضح لآدم طريق الحياة، وطريق الموت ، لكي يعطى حريته فرصة الممارسة، ويعطى آدم الحق في الاختيار. فالرب لم يقصد أن يحرم آدم من شجرة ما فالذى أعطاه صورته الإلهية، هل يبخل عليه بشيء ؟ كل ما في الأمر:
١ - أن شجرة معرفة الخير والشر، معناه معرفة الشر، وفساد الطبيعة، وفعل الخطية والسقوط تحت سطوة الشيطان .
٢ - أن الرب شاء أن يخلق آدم حراً ، لا مجرد دمية أو قطعة شطرنج فلكي يمارس آدم حريته، كان لابد من (فرصة اختيار بين أمرين ) وبالفعل رضى الرب أن يكون موضع قبول أو رفض من آدم، وأن يكون الشيطان هو البديل في حالة رفض الله لكى يعطى آدم كمال الحرية في الاختيار.ولعل في هذه الحرية، الرد الحاسم على بعض الوجوديين الملحدين، الذين يتصورون إلهنا المحب،كقوة مسيطرة وقيد رهيب، و يريدون التحرر من الله ، بالسقوط في عبودية الذات والجسد والشيطان إن سارتر مثلاً شبه الله في صورة جوبتر السفاح ، الذي تلطخت يداه بالدماء، من كثرة ضحاياه !! ونسى سارتر أن الله المحب ، الذي أحبه قبل أن يولد فداه على عود الصليب، وفتح له ذراعى الحب لكي يحيا معه إلى الأبد ، نسى سارتر أن الله خلقه حراً حراً حتى في أن يرفضه و ينكر وجوده !!
فكر القديس أثناسيوس :-
يتصور البعض أن فكرة سقوط آدم تحت حكم الموت،فكرة حديثة لكن القديس أثناسيوس الرسولى في كتاب «تجد الكلمة » يؤكد جذور هذه الفكرة وسلامتها . وهذه بعض المقتطفات التي تؤكد ذلك :
+ الكلمة إذ قدم للموت ذلك الجسد الذي أخذه لنفسه، كمحرقة وذبيحة خالية من كل شائبة، فقد رفع حكم الموت فوراً عن جميع من ناب عنهم، إذ قدم عوضاً عنهم جسداً مماثلاً لأجسادهم » ( فصل ۹ فقرة ١ )
+ ولأن كلمة الله عال فوق الكل ، فقد لاق به بطبيعة الحال أن يوفى الدين بموته ، وذلك بتقديم هيكله وآنيته البشرية لأجل حياة الجميع » ( فصل ۹ فقرة ٢ )
+لأنه بذبيحة جسده وضع حداً لحكم الموت ، الذي كان قائماً ضدنا ووضع لنا بداية جديدة للحياة برجاء القيامة من الأموات » ( فصل ۱۰ فقرة ٥ )
+ ولكن لما كان ضرورياً أيضاً وفاء الدين المستحق على الجميع إذ كان الجميع مستحقين الموت أتى المسيح بيننا » ( فصل ۲۰ فقرة ٢ )
من هنا نتأكد ضرورة الموت الكفارى ، وفاء للعدل الإلهى لكن هناك سبباً آخر للفداء ، وهو اعادة تجديد الطبيعة البشرية من الفساد الذي أصابها وهذا حديثنا القادم إن شاء الله .
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
عن مجلة الكرازة العدد السادس عشر من عام ١٩٨٩
المزيد
08 أبريل 2024
يوم الاثنين من الأسبوع الخامس(لو ۹ : ۱۲-۱۷)
"فَابْتَدَأَ النَّهَارُ يَمِيلُ. فَتَقَدَّمَ الاِثْنَا عَشَرَ وَقَالُوا لَهُ: اصْرِفِ الْجَمْعَ لِيَذْهَبُوا إِلَى الْقُرَى وَالصِّيَاعِ حَوَالَيْنَا فَيَبِيتُوا وَيَجِدُوا طَعَاماً،لأَنَّنَا هَهُنَا فِي مَوْضِعِ خَلَاءٍ.فَقَالَ لَهُمْ: أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا فَقَالُوا : لَيْسَ عِنْدَنَا أَكْثَرُ مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ،إِلا أَنْ تَذْهَبَ وَنَبْتَاعَ طَعَاماً لِهَذَا الشَّعْبِ كُلِّهِ. لَأَنَّهُمْ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلَافِ رَجُلِ.فَقَالَ لِتَلَامِيذِهِ: أَتَّكِنُوهُمْ فِرَقًا خَمْسِينَ خَمْسِينَ.فَفَعَلُوا هَكَذَا وَأَنْكَلُوا فَأَخَذَ الْأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ،وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَهُنَّ، ثُمَّ كَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلَامِيذَ لِيُقَدِّمُوا لِلْجَمْعِ فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا جَمِيعًا. ثُمَّ رُفِعَ مَا فَضَلَ الْجَمِيعَ،عَنْهُمْ مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَا عَشْرَةَ قُفَّةً".
معجزة إشباع الجموع
«فَابْتَدَأَ النَّهَارُ يَمِيلُ. فَتَقَدَّمَ الإِثْنَا عَشَرَ وَقَالُوا لَهُ: اصْرِفِ الْجَمْعَ لِيَذْهَبُوا إِلَى الْقُرَى وَالصِّيَاعِ حَوَالَيْنَا فَيَبِيتُوا وَيَجِدُوا طَعَاماً، لأَنَّنَا هَهُنَا فِي مَوْضِعِ خَلَاءٍ» واضح هنا أن الجموع التي تبعت المسيح ليست من سكان المكان،والمكان فعلاً قفر لا يصلح لمبيت ولا يوجد فيه ما يؤكل وربما كان المكان أيضاً ليس أرضاً يهودية بل قفراً تابعاً لأراضي المدن العشر الأممية، حيث يعز الضيافة والمبيت «فَقَالَ لَهُمْ: أَعْطُوهُمْ أَنْتُمْ لِيَأْكُلُوا فَقَالُوا : لَيْسَ عِنْدَنَا أَكْثَرُ مِنْ خَمْسَةِ أَرْغِفَةٍ وَسَمَكَتَيْنِ، إِلَّا أَنْ تَذْهَبَ وَنَبْتَاعَ طَعَامًا لِهَذَا الشَّعْبِ كُلِّهِ».
الدرس الذي يريد ق. لوقا أن يعطيه للكنيسة هو: أن الكنيسة مسئولة عن إطعام الشعب الجائع حتى ولو كانت فقيرة وليس لديها فلسان ولا لحسة زيت ولا شيء في كُوَّار الدقيق فهنا يؤسس الرب مبدأ على استفسار التلاميذ أن الكنيسة مسئولة، وليس لها أن تتجاهل منابع الزيت والدقيق الذي وضعته أرملة صرفة صيدا في خزانة الكنيسة، أو تتجاهل صنارة ق. بطرس فهي سند كبير يمكن أن يُطعم ويملأ الخزانة بالمال، هذا بجوار الاثنتي عشرة قفة التي أمر المسيح أن تُستودع في مخازن الكنيسة لوقت الحاجة. لأننا نحن بالرغم من النعمة التي نحن فيها مقيمون، ولكن نحتاج لبواقي وفضلات القديسين نسند بها قلبنا إن جف نبعه الجديد. كذلك شبكة ق. بطرس التي كانت قد طرحت على يمين السفينة موجودة في خزانة الكنيسة يمكن أن تنفع ساعة القحط وتعب الليل كله ولا يوجد الإدام.«ليس عندنا أكثر من خمسة أرغفة وسمكتين، إلا أن نذهب ونبتاع طعاماً لهذا الشعب كله إن أرقام رئيس مالية كل كنيسة لا تكذب فهي دائماً أقل ودائماً لا تكفي لشيء، هذا كله يسمعه الله ويتعجب ويقول: ألا يوجد في وسطكم صبي تكون أمه قد دست في مخلاته خمسة أرغفة وسمكتين؟ فقبل أن يعلن الرؤساء إفلاسهم ينبغي أولاً أن يصرخوا إلى الرب، فالرب لا يمطر من نفسه ذهباً ولا فضة ولكنه يضعها في مخلاة صبي. فلتبحث الكنيسة عن الإيمان الذي فيها، فرُبَّ صبياً له عند المسيح دالة، فالمسيح سبق وألهم الصبي أن يطالب أمه بالخبزات والسمكات قبل أن يجري مع الرفاق ليلحقوا.بالمسيح، أو تكون أمه وضعتها في مخلاته متوسلة أن يستخدمها وقت الجوع. فالنعمة تتكفل من ذاتها بترتيب كل شيء وليس علينا إلا أن نبحث عن الملهمين الذين أعطتهم النعمة مسئولية الجماعة كلها وهم لا يدرون.
"لأَنَّهُمْ كَانُوا نَحْوَ خَمْسَةِ آلَافِ رَجُلٍ فَقَالَ لِتَلَامِيذِهِ: أَتْكِتُوهُمْ فِرَقاً خَمْسِينَ خَمْسِينَ. فَفَعَلُوا هَكَذَا وَأَتْكَلُوا الْجَمِيعَ".أما الأمر بجلوس الشعب فجيد، أما أن يجعلوهم صفوفاً والعدد خمسين فهذا رفع من اندهاش كل من الناس والتلاميذ، أين الطعام؟. فالشعب يعرف أنه ليس من خبز ولا إدام فمن أين يأتي بالطعام؟ وهنا في الحال استحضر الشعب ذكرى المن السماوي، بل وحتى المن غير منتظر لأن المن كان يسقط والشعب في خيامه، وفي الصباح كل واحد يجمع لنفسه. وهذه أول إشارة لسرية القصة التي ستتعجب عليها البشرية كل الأيام والسنين. لأن وضع هذا الشعب هكذا صفوفاً صفوفاً وكل خمسين معاً يعني أن المن في وسطهم ولن يقوموا ليبحثوا عنه لا في السماء ولا على الأرض، إذ حتماً سيأتيهم وهم جلوس !!
«فَأَخَذَ الْأَرْغِفَةَ الْخَمْسَةَ وَالسَّمَكَتَيْنِ، وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ وَبَارَكَهُنَّ،ثُمَّ كَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلَامِيذَ لِيُقَدِّمُوا لِلْجَمْعِ».
كل عيون الشعب مُسلطة على الرغيف الذي في يد الرب، والكل رآه وهو يرفع عينيه نحو السماء، فابتدأ الشعب يحس بالسر، لأن هنا الآن الخبز أخذ السر، سر البركة، من فوق من الآب ومن يد المسيح وقوة الروح القدس التي بدأت تكسر وتعطي الشعب، وإذ بالرغيف الذي انكسر لا يريد أن ينقص. هنا القوة، والسر في الكسر، هنا فعل سماوي روحي لاهوتي أزلي أبدي معاً، مطلق بمعنى فعل لا ينتهي. لقد ابتدأ سر الإفخارستيا كفعل بركة وشكر من فم المسيح وهو يدعو الآب ليشترك بالروح! ”سر الكسر كفعل خلق مستتر في الكسر وفي اليد التي تكسر ، يملأ كل تلميذ حجره، وبمجرد ما يستدير ويعطي المسيح ظهره ليمشي يعود الرغيف بكماله الذي كان عليه. الخبز حقيقي خبز قمح، ولكن الكسر فعل إلهي لا يتأتى منه نقص، فبمجرد أن ينكسر يعود الرغيف صحيحاً وكأنه لم ينكسر. وهذه سمة الروح لا ينكسر ولا يتغير ولا يزول وفيه القوة غير المنظورة وغير المحسوسة، يأخذها المتناول في فمه لتدخل أحشاءه لتصنع عملها الروحي، وهي بآن واحد خبزة تؤكل وتهضم، ولكن أثرها الروحي باق في الإنسان. اللقمة الصغيرة كالكبيرة لأن الخواص الطبيعية لا تهم، ولكن عمل الروح الذي فيها يعمل عمله في الإنسان الذي يقبلها بالروح والإيمان.
«فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا جَمِيعاً . ثُمَّ رُفِعَ مَا فَضَلَ عَنْهُمْ مِنَ الْكِسَرِ اثْنَتَا عَشْرَةَ قُفَّةً».هناك فعلان: «شبع»، و «فضل»، الامتلاء والفيض. وهذا هو سمة العمل السماوي: الكيل الملبد المهزوز أي الملآن الفائض، لأن كل هزة في الملء تجعله يفيض.أتوا إلى المسيح جائعين فارغين فذهبوا شباعي، والذي فاض عنهم يملأ اثنتي عشرة قفة.إن قصة الخمس خبزات والخمسة آلاف، وهي القصة التي انكسر فيها رقم (٥) ليمتد إلى اللانهائية بلا توقف ولا حدود؛ تمثل سر تحول المادة في يد المسيح إلى روح، والزمن إلى أبدية وخلود، الأمر الذي تجسد ليكمله في نفسه والإنسان معه.
المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
07 أبريل 2024
عيد البشارة
اليوم يا أحبائى تذكار عيد البشارة المجيد وهو من الأعياد السيديّة الكُبرى ويعتبره آباء الكنيسة أنّه بِكر كُل الأعياد ،فبعد البشارة جاء الميلاد ،والميلاد هو أول خطوة للخلاص ،ولأنّ بالميلاد صار التجسُدّ وصار الفِداء البشارة هو بداية الأفراح كُلّها ، ولذلك الكنيسة فى 29 برمهات بتعتبره من أغلى أيام الفرح ، لأنّه يوم بشارة الفرح والخلاص وإذا أتى يوم 29 برمهات فى أى وقت فلابُد أن نُعيدّ بهِ ، فحتى وإن كان فى يوم أحد فلا نقرأ قراءات الأحد بالرغم من أنّه تذكار عيد القيامة ولكن بنقرأ قراءات عيد البشارة اليوم هو أحد السامريّة فلا نقرأ قراءاته ولكن نقرأ قراءات عيد البشارة ،فلا يُمكن للكنيسة أن تتجاهلهُ فكُل يوم 29 من الشهر القبطىِ بتحتفل الكنيسة بتذكار البشارة ، وتُصلّى فيهِ الكنيسة بالطقس الفرايحىِ حتى وإن لم يكُن فى الكنيسة طقس فرايحىِ ، فهو يوم تذكار البشارة بالخلاص فالملاك أتى وقال للست العدرا " الروح القُدس يحلّ عليكِ وقوة العلىّ تُظللك " فبداية البُشرى بالخلاص هى من 29 برمهات حتى 29 كيهك وهى 9 شهور ،وهى فترة حمل الست العدرا برب المجد يسوع ففىِ عيد البشارة الكنيسة دخلت فى الخليقة الجديدة ، ودخلت فىِ الجسد الجديد الذى هو يسوع الذى حمل كُل بر وكُل خلاص فهو عيد البشارة بالخلاص ، وهو مُناسبة خاصة بىّ ، رب المجد يسوع بشارته تُفرّح البشريّة كُلّها ، فاليوم ربنا يُبشرّنا بفرح الخلاص ، وفرح غُفران الخطايا ، فلا نتعامل معها على أنّها أحداث ماضية ، ولكنّها أحداث حيّة بإستمرار لأنّ المسيح إستودع فينا نحن الكنيسة كُل كنوزه وكُل عطاياه ، ولنا أن نتمتّع بها بُشرى الخلاص لابُد أنّ كنيستهُ تتمتّع بها ، ولذلك البشارة هى لكُل نفس ، فإن كُنّا اليوم بنحتفل بأحد السامريّة وربنا يسوع جلس معها عند البئر وبشرّها بالخلاص فاليوم هو بشارة لنا نحنُ الخُطاة مع المرأة السامريّة ، فحتى وإن كُنت عايش فى عُمق نير الخطيّة وبداخلى دنس وكُلّى عايش فى الدنس إلاّ أنّ هذه بشارة حلوة ، وهى بُشرى بغُفران خطايانا0
فالله يُريد أن يُبشرّنى ويُحولّنى إلى كارز مثل المرأة السامريّة التى نادت السامريّة المدينة المشهورة بالدنس والقساوة بنعمة ربنا أرُيد أن أتكلّم معكُم عن :-
1- معنى البشارة:-
فإنتقال إنسان من حالة إلى حالة لابُد أن يترُك فيها ماضيه ويعيش الفرحة الجديدة والتمتُّع الجديد فأقولّك خبر أبُشرّك بهِ وأفرّحك بهِ ، فماضيك المفروض أن ينتهى لأنّ ظُلمة الخطية وثِقل الخطية واليأس الذى يأتىِ من الخطية ، فىِ عيد البشارة المسيح أتى ليقول لى مهما كُنت أنا أبشّرك بغُفران خطاياك تخيلّوا لمّا نقول لفتاة يوجد واحد سيأتى ليتقدّم لكِ فإنّها بُشرى جميلة ، فستسأل ماهى صفاته ؟ فنقول لها صِفات جميلة أنّهُ تقى وأنّهُ غنىِ الله أتى ليطلُب كُل نفس فينا أتى لكى يدخُل معنا فى زيجة فىِ خُطبة وكأنّه يقول أنا آتىِ لكى أأخُذك لى فتصير من خاصتى ومن تلاميذىِ فتنضم لعائلتىِ خطوبة الله طالب مثل هؤلاء الله طالب نفسىِ للإقتران بها الله يقول أنا صرت قريب منكُم ، وأتيت لأبُشرّكُم فكما دخل بيت زكا العشار العائش فىِ الرشوة والظُلم وحُب المال وقال لهُ يا زكا اليوم حصل خلاص لأهل هذا البيت كذلك كُل نفس لابُد أن تتقابل معهُ كفى بُعد حتى نتعرّف على عطاياه وعلى كنوزه المرأة السامريّة تغيّرت زكا العشار تغيّر عِندما صار معهُ ،بالرغم من أنّهُ مُحب للمال ،لا تتخيلّ أنّهُ يوجد واحد عشّار يقول أنا سأعُطى نصف أموالىِ للفقُراء وهو كان إنسان مُستعبد للمال ، ووجدناه ذهب لخزنتهُ وأخذ المال ووزّعهُ على الفُقراء التوبة يا أحبائىِ ليست مُجرد كلام التوبة أفعال ، وتبدو الأفعال ثقيلة ولكن هذه هى بُشرى بالخلاص ولها قوة فى الإنسان ولها مفاعيل ، فالإنسان الذى لهُ بُشرى بالخلاص لهُ قوة ويفرح بالله السامريّة كانت الأول بتفرح بالخطيّة اليوم هى بتفرح بربنا يسوع ، ولذلك فرح الإنسان بالمسيح يُغطىِ على أى ألم ، فالإنسان الغير فرحان بالمسيح آلاماتهُ بتكبر وضيقاتهُ بتتضاعف لأنّهُ لا يرى إلاّ الألم ، ولكن لو يرى يسوع فإنّهُ سيستخف بالألم ، فالحكيم يقول" لأنّ الرب مُلهيهِ بفرح قلبهِ " البشارة بتجعل الإنسان يلهى بفرح القلب فعندما أعرف أنّ ربنا يسوع بيعدّ لىّ الملكوت وعندما أعرف أنّه يقول لىّ لا تخف أيُهّا القطيع الصغير فأجد فىِ داخلى نُصرة وأجد فىِ داخلى مجد لأنّىِ مشغول بفرحة كبيرة فلا أشعُر بأى ضيق المسيح أتى لكُل نفس مُتعبة ، ولكُل نفس تعيش فىِ نير الخطيّة ، ولكُل نفس بائسة ومسبية ليُبشرّها بفرحة جديدة فهذا هو معنى البشارة ،ولذلك الكنيسة بتعتبرّه عيد سيدى كبير ، حتى وإن كُنت فى الصوم بالرغم من أنّ الكنيسة فى الصوم بتتذلّل ولها مردّات خاصة0
فاليوم الكنيسة تقول لك لا تُصلّى بهذه المردّات ، الكنيسة تُريد أن تنقلنا اليوم بفكرنا للسماء وترفعنا ، لأنّ هذا الحدث هو أقوى من الصوم الكبير ، ولابُد أن ينتقل إلينا كسلوك فى حياتنا " الشعب الجالس فىِ الظُلمة أبصر نوراً " فالإنسان المُقيّد بالظُلمة ، واليائس ، والذى يعيش فىِ كُل تعدّى وكُل جحود ، اليوم جاءت لهُ البشارة والخلاص ، كفاية إنقسام كفاية إبتعاد عن الله ، المسيح أتى لكى يتحد بنا ، هذه هى البشارة0
2- ربنا يسوع هو حامل البشارة:-
فهو مكتوب عنّه فى سفر أشعياء " روح السيد الرب علىّ مسحنىِ لأبُشرّ المساكين أرسلنىِ لأعصب مُنكسرى القلب لأنُادىِ للمسبيين بالعِتق " فهو أتى ليعيش معنا بشارة جديدة فهو جاء ليُخرجنا من سبينا وليُخرج النفوس اليائسة والفاشلة من السبى ، فكثيراً ما عدو الخير بيُدخل فينا هذهِ الروح وهى إن أنا لا فائدة منىِ ، وتمُرّ علىّ لحظات يكون فيها قلبىِ مكسور ، فكيف يكون قلبىِ مكسور والمسيح موجود ؟ فبذلك أكون أنا لم أشعُر بفعل مجيئه فىِ حياتىِ فلابُد أنّ المسيح يدخُل فىِ حياتىِ ويُنقلنىِ ، ولذلك نجد رب المجد يسوع فى كُل مُقابلاته كان يحمل إنتقال للإنسان من وضع لوضع ، فعندما دخل بيت زكا العشار اليوم حدث خلاص لأهل هذا البيت عندما تعامل مع المفلوج قال لهُ مغفورة لك خطاياك وعندما تقابل مع المرأة الخاطيّة قال لها مغفورة لك خطاياكِ ،فهو أتى ليحمل البُشرى بالخلاص للنفس ،هو أتى ليُعطى للنفس فرحة و تغيير مُستحيل أن أكون إبنةُ وأنا غير مُتمتّع بفرحته ، فكيف يكون هذا وهو قال أنا أتيت لكى أبُشرّ المساكين وأعصب مُنكسرى القلوب ، وإلاّ لو كُنت أنا مُثقلّ بالأرض فإن كُنت هكذا فلن أستطيع أن أتمتّع بهِ فالمرأة التىِ أمُسكت فى ذات الفِعل كان الجميع مُتحفزين لرجمها ، أمّا هو فقال لها " أما دانك أحد إذهبىِ ولا تُخطىءِ " هذه هى بشارة ربنا يسوع لأنفُسنا نحن المضبوطين بالخطايا ممسوك بها مُتلّبس بها ولكن المسيح يقول ولا أنا أدينك إذهبىِ بسلام ، فهو أتى ليُمتّع النفس بحُريّة مجد أولاد الله هو أتى اليوم ليُعطىِ عطايا جديدة سماويّة وليُعطينىِ الإنسان السماوىِ بعد أن كان تُرابىِ اليوم إبتدأ يُعطينىِ جسدهُ ودمهُ مأكل حق ومشرب حق ، اليوم يقول لك " خُذوا كُلوا منها كُلّكُم وخُذوا إشربوا منها كُلّكُم " يقول لك " تقدّموا تقدّموا على هذا الرسم " تفضلّوا أدُخلوا يقول لك " هذا هو خُبز الحياة النازل من السماء " يُعطى عنّا خلاصاً وغُفراناً للخطايا وحياة لكُل أحد فأنت بتأكُلها وتعيش بها للأبد فهل يوجد أكثر من هذا مجد فماذا تُريد أنت ؟! فما الذى يُساوى غُفران الخطايا والحياة الأبديّة فهل الأكل والشراب والملبس أفضل من ذلك ؟! المسيح يُريدك أن تعيش فى فرحةُ ولذلك الذى يتقابل مع المسيح فإنّ رب المجد يسوع يُفرحه مُستحيل تُقنعنى أنّك تعيش مع ربنا ولا تفرح لذلك يا أحبائىِ بشارة ربنا يسوع هى بشارة مُفرحة وبِسخاء غير مُتوقّع ، فلا اتوقّع إنىِ أحمل سريرىِ وأمشىِ ، أنا كُنت بتمنّى فقط أن أحُرّك يدى ولكن هُنا هو سخاء ربنا يسوع ، مُستحيل أنّ النفس إدراكها يتوقّع عطايا ربناعطايا ربنا هى بِسخاء فالقديس بولس الرسول يقول " أشُكر الله على عطيتهِ التى لا يُعبرّ عنّها " ، فهل بُطرس الرسول عندما أنكر المسيح كان يتوقّع أنّه سيعود ويكون كارز ؟! فالمسيح بيأتىِ لكُل نفس جاحدة ، ربنا يسوع بِشارتهُ بِشارة مُفرحة لكُل نفس ، أى نفس تقابلت معهُ كان يحمل لها رسالة فرح حتى وهو فىِ أشد ألمهُ وفىِ عُمق ألمهُ قال للّص اليمين " اليوم تكون معىِ فىِ الفرِدوس " ، أنا أتيت لأخُلّص العالم ، ولم ينسى أن يُبشّرنا قبل أن يصعد وقال " لا أترُككُم يتامى وسأرُسل لكُم الروح القُدس " لا تحزنوا أنا سأمضىِ وأرُسل لكُم المُعزّى الروح القُدس ويقول لك لا تخف أنا لا أترُكك فتطمئن فهو لا يُريد أن يترُك نفس قلقة لا يُريد أن يترُك نفس حزينة يُريد أن يطمئن الكُل ويُعطىِ لكُل نفس بِشارة وأعطانا وعد بالحياة الأبديّة وقال " ها أنا معكُم كُل الأيام وإلى إنقضاء الدهر " قال أنا سأعُطيك كوكب الصُبح المُنير الذى هو نفسهُ يقول " لأنّ أجركُم عظيم فى السماوات " إفرحوا وتهلّلوا بِشارة مُفرحة يُكلّمك عن المُكافأة التىِ ستأخُذها ولذلك الإنسان المسيحىِ الذى يعيش مفاعيل البِشارة هذهِ فىِ حياتهُ لا يكون إنسان حزين بل بالعكس يصير هو بِشارة مُفرحة ، ولذلك أرُيد أن أكُلّمكُم عن أنّ المسيحىِ هو بِشارة مُفرحة0
3- المسيحى هو بِشارة مُفرحة:-
فالإنسان الذى يعيش فى إنتصار على العالم يقول كما قال القديس أوغسطينوس" جسلت على قمة العالم عِندما أحسست أننّى لا أرُيد شيئاً من العالم ولا أشتهىِ شيئاً "الإنسان المسيحىِ معروف أنّه يحمل بِشارة مُفرحة للكُلّ ، كما يقول السيد المسيح" أراكُم فتفرحون ولا ينزع أحد فرحكُم منكُم " ولذلك الإنسان الذى يكون غير فرحان يكون فى شىء خطأ فى حياتهُ ولذا كان الشُهداء يفرحون وقت الموت فالمسيحىِ يحمل بِشارة مُفرحة لكُل من يتقابل معهُ ، فيوجد إنسان عندما تتقابل معهُ تزداد ألم وحُزن ويوجد إنسان آخر يحمل عنك الأتعاب المسيحىِ عندما يتقابل مع أحد فإنّه يحمل إليهِ فرح ،ويسمع منّه كلمة تعزيّة ،ويوجد إنسان آخر يزيد عليك الكآبة فالمسيحىِ يجعل الإنسان يفرح فىِ الضيق ويعرف انّ أفكارربنا غير أفكارنا ويُعلن أنّ ربنا عنده مُفتاح لكُل باب مُغلق وأنّهُ الذى يفتح ولا أحد يُغلق ويُغلق ولا أحد يفتح والإنسان عندما يسمع سُلطان ربنا هذا يستريح فعندما يكون هُناك إنسان تعبان وأقول لهُ " كُل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يُحبّون الله " فإنّه يستريح و يتعزّى فالمسيح كان يجول يصنع خيراًهو أتى ليرفع الحُزن من على الإنسان لابُد أنّ كُل من يسمعنىِ يستريح يقولوا عن الأنبا أنطونيوس أنّه أتى إليهِ مجموعة ليأخُذوا بركة وكانوا يسألونه ولكن كان يوجد واحد منهُم لا يسأله ، فسأل لماذا لا تسأل أنت أيضاً بالرغم من أنّك أتيت من بعيد ؟ فقال لهُ العبارة المشهورة يكفينىِ النظر إلى وجهك يا أبىِ فالأنبا أنطونيوس حامل قوة حامل مجد والذى يراه يفرح كما يقول بولس الرسول " كحزانى ونحنُ فِرحون " كأننّا حزانى ، فالضيقات التى فىِ داخلنا مُمكن تجعلنا مثل الحزانى ولكن نحنُ فرحين لأنّ ذراعه رفيعة فمُمكن أن تجلس مع إنسان تشعُر أنك مُطمئن ، لأنّ الفرح المسيحى فىِ داخله ،ولذلك الإنسان عندما يعيش بِشارة المسيح فإن يكون فى حالة فرح ويجعل الناس فرحين ، ولذلك لا أنقل للناس الحُزن واليأس ولكن أنقل لهُم الفرح النفس السخيّة الفرحانة تنقل الخير للكُل ، ولذلك علىّ أن أحاول أن أعرف كيف أفرّح الناس الذين حولى وكيف أسندهُم ؟ بولس الرسول يُكلّم أهل رومية الذين يعيشون فىِ عبودية الدنس والمشغولية ويقول لهُم " إنّها الآن ساعة لنستيقظ " هيّا لماذا أنتُم مُتأخرين ؟! " إنّ خلاصنا الآن أقرب ممّا كان " فيجب علىّ أن أنقل فرح لكُل إنسان لدرجة أنّ يوحنا الرسول عندما يكتُب رسالة يقول فيها " أكتُب إليكُم لأنّ خطاياكُم قد غُفرت " وكُل إنسان يُقابله يحس أنّه توجد فرحة إنتقلت إليهِ المسيحىِ بينضح على الآخرين بفكرهُ وبحياته فهذه هى بهجة البِشارة ولذلك البِشارة اليوم بتدركنا كُلّنا وبتُعطينا بهجة ربنا يسوع الذى تقابل مع السامريّة وخلّصها وتقابل مع زكا وتقابل مع المفلوج والمرأة الخاطية ونقلهُم من الحُزن إلى الفرح الحقيقىِ ينقلنا نحنُ أيضاً بنعمتهِ ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد