المقالات

04 أغسطس 2018

العذراء في القداس

أنتِ أرفع من السمائين وأجل من الشاروبيم، وأفضل من السيرافيم، وأعظم من طغمات الملائكة الروحانيين.أنت فخر جنسنا، بك تكرم الطهارة والعفة الحقيقة، اذ تفضلت على الخلائق التى ترى عظمة وكرامة الرب المسجود له الذى اصطفاك وولد منك(من أجل هذا كرامتك جليلة وشفاعتك زائدة فى القوة والإجابة كثيراً)(من ميمر للأبنا بولس البوشى) تقدم كنيستنا القبطية للعذراء مريم تطوبيا وافراً وتمجيداً لائقاً بكرامتها السامية. وإذ نتتبع صلوات التسبحة اليومية ومزامير السواعى والقداس الإلهى نجد تراثاً غنياً من التعبيرات والجمل التى تشرح طوباويتها وتذكر جميع الأوصاف التى خلعتها عليها الكنيسة، وهى مأخوذة عن أصالة لاهوتية، وكلها من وضع آباء قديسين ولاهوتيين، استوحوها من الله، ومن رموز ونبوات العهد القديم، التى تحققت فى شخصية العذراء فى الابصلمودية المقدسة السنوية-: وهو الكتاب الذى يحوى التسبحة اليومية نجد فى الأيام العادية تمجيداً لاسم السيدة العذراء فى بدء صلاة نصف الليل فى القطعة الخاصة بالقيامة نخاطبها قائلين: "كل الأفراح تليق بك يا والدة الإله، لأنه من قِبَلك أرجع آدم إلى الفردوس ونالت الزينة حواء عوض حزنها" ونطلب شفاعتها فى آخر لبشين (أي تفسيرين) للهوس الأول والثانى، وكذا فى أول صلاة المجمع وهناك ثلاثة ذكصولوجيات (أى تماجيد) خاصة بالعذراء تقال فى صلاة عشية ونصف الليل وباكر، تحوى كثيرا من العبادات التى تمجد طوباويتها مثل: "زينة مريم فى السماويات العلوية عن يمين حبيبها تطلب منه عنا" وفى نهاية كل ذوكصولوجية نكمل: "السلام لك أيتها العذراء الملكة الحقيقة الحقانية السلام لفخر جنسنا لأنك ولدت لنا عمانوئيل، نسألك اذكرينا أيتها العفيفة الأمينة لدى ربنا يسوع المسيح ليغفر لنا خطايانا".وحسب النظام الأساسى للتسبحة اليومية تصلى المقدمة والهوسات الثلاثة الأولى ومديح الثلاثة فتية، المجمع، والذكصولوجيات، فالهوس الرابع ثم ابصالية اليوم وتذاكية اليوم (التذاكية هى تمجيد لوالدة الإله العذراء). فى رفع بخور عشية وباكر-: ترتل أرباع الناقوس بعد صلاة الشكر، وفيها تختلف الجمل، نرسل بها السلام للعذراء فى الأيام الواطس أو الآدام ثم نكمل: "السلام لك يا مريم سلام مقدس. السلام لك يا مريم أم القدوس" وتصلى القطع التى تسبق قانون الإيمان وأولها: "السلام لك أيتها القديسة" وبعض الذكصولوجيات وقانون الإيمانترتل أرباع الناقوس بعد صلاة الشكر، وفيها تختلف الجمل، نرسل بها السلام للعذراء فى الأيام الواطس أو الآدام ثم نكمل: "السلام لك يا مريم سلام مقدس. السلام لك يا مريم أم القدوس" وتصلى القطع التى تسبق قانون الإيمان وأولها: "السلام لك أيتها القديسة" وبعض الذكصولوجيات وقانون الإيمان فى مزامير السواعي-: رتبت الكنيسة فى صلاة الأجبية قطعا مختارة بعد إنجيل كل ساعة فى نظام دقيق، تختص القطعة الثالثة دائماً بطلب شفاعات العذراء. وفى بعض هذه القطع تلقب العذراء بأنها الكرمة الحقانية الحاملة عنقود الحياة، والممتلئة نعمة، سور خلاصنا الحصن المنيع غير المنثلم، باب الحياة العقلى. فى القداس الإلهى:- هنا يجرى ذكرى تطويب العذراء فى حوالى عشرة أجزاء مثل: فى لحن البركة: وقبل رفع الحمل يقال النشيد الكنسى للعذراء ومطلعه: "السلام لمريم الملكة الكرمة غير الشائخة...". بعد صلاة الشكر: ترتل فى الصوم المقدس أعداد من (مزمور 87) الذى يشير إلى العذراء باعتبارها مدينة الله المقدسة وهى: "أساساته فى الجبال المقدسة..". عند رفع بخور البولس: يقال فى الأعياد وأيام الفطر لحن: "هذه المجمرة الذهب...". قبل وبعد قراءة الابركسيس: ويتغير المرد الخاص بالعذراء فى خمس مناسبات من السنة القبطية. مردات الإنجيل: وهذه تختلف فى الأحدين الأولين من شهر كيهك عنها فى الأحدين الآخرين، فضلاً عن طلب شفاعتها فى أيام السنة العادية بعد تطويب قديس كل يوم. فى قانون الإيمان: أبرزت الكنيسة أهمية شخصية العذراء مريم كوالدة الإله فى التقليد الكنسى، بعد انعقاد مجمع أفسس مباشرة سنة 431م، وذلك لضبط مفهوم التجسد الإلهى ومقاومة بدعة نسطور؛ وهكذا أضافت مضمون العقيدة التى أقرها هذا المجمع فى مقدمة قانون الإيمان والتى مطلعها: "نعظمك يا أم النور الحقيقى...". اسبسمسات أدام وواطس: هى تقال بعد صلاة الصلح وقبل قداس المؤمنين وأشهرها "اِفرحي يا مريم العبدة والأم...". فى مجمع القديسين وبعده: طبقاً لمركز العذراء فى الطقس الكنسى يطلب الكاهن شفاعتها على رأس قائمة أعضاء الكنيسة المنتصرة فى صلاة المجمع، وكذا فى صلاة البركة والطلبة الختامية، ثم تردد قطعة: "بصلوات وشفاعات ذات كل قداسة الممجدة الطاهرة المباركة...". ما يقال فى التوزيع: يردد لحن "خبز الحياة الذى نزل من السماء واهب الحياة للعالم، وأنت أيضا يا مريم حملت فى بطنك المن العقلى الذى أتى من الآب...". من بعد هذا العرض السريع للترتيب الكنسى الخاص بالسيدة العذراء، نلاحظ مقدار الغنى والوفرة فى الصلوات والتسابيح المخصصة لتطويب وتمجيد العذراء مريم، كما تقضى الكنيسة يوميا عدة ساعات فى تكريم العذراء بالتسابيح الرائعة والألحان الدقيقة والمردات التشفعية المنسكبة. ليتنا نقارن ذلك بكمية علاقتنا الشخصية بالعذراء مريم فى واقعنا اليومى، لتنطلق قلوبنا وألسنتنا على الدوام، لنمجد هذه التى قالت عن نفسها: "هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى". نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
15 يوليو 2019

إلى من نذهب؟

كيف نعيش بدون الكتاب المقدس؟!!! "كل الكتاب هو موحي به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي للبر" (2تي3: 16)العالم اليوم في أشد الحاجة إلى العودة للكتاب المقدس إن تغييب كلمة الله عن حياة الناس هي الخطر الأعظم وهي أيضاً الهم الشاغل للشيطان، لأنه يعرف أن كلمة الله هي خلاص العالم، لذلك ليس عجيباً إن كان الشيطان وهو يريد إهلاك العالم يعمي الناس عن الإنجيل، ويشغلهم عن معرفته، ويشككهم في صحته. فماذا يعني الإنجيل لنا؟ 1- نور لسبيلي:- "لأن الوصية مصباح، والشريعة نور" (أم23:6)، "فتح كلامك ينير، يعقل الجهال" (مز130:119). لذلك قيل "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" (مز105:119)فمن يعيش بعيداً عن كلمة الله يعيش في الظلام "لأنهم عصوا كلام الله، وأهانوا مشورة العلي" (مز11:107) "من ازدرى بالكلمة يخرب نفسه، ومن خشى الوصية يكافأ" (أم13:13)ومن يقتني كلمة الله في قلبه يستنير، ويبعد عن الشر والخطية "فبكلام شفتيك أنا تحفظت من طرق المعتنف" (مز4:17) طوبى لمن يكتنز في داخله كلام الله "بم يزكى الشاب طريقه؟ بحفظه إياه حسب كلامك" (مز9:119) "خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك"(مز11:119)، "أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنيمة وافرة" (مز162:119) لذلك دعونا نهتف معاً: "يا بيت يعقوب، هلم فنسلك في نور الرب" (إش5:2). فلنقتني فينا كلمة الله الحية لتنير لنا الطريق، ونفهم ما هي مشيئة الرب. "وعندنا الكلمة النبوية، وهي أثبت، التي تفعلون حسناً إن انتبهتم إليها، كما إلى سراج منير في موضع مظلم، إلى أن ينفجر النهار، ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم" (2بط19:1) 2- سيف الروح:- إنه السيف الذي نحارب به إبليس "وخذوا خوذة الخلاص، وسيف الروح الذي هو كلمة الله" (أف17:6)، "لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميزة أفكار القلب ونياته" (عب12:4)وهو السيف الخارج من فم المسيح كما رآه يوحنا في سفر الرؤيا "وسيف ماض ذو حدين يخرج من فمه" (رؤ16:1)إنها كلمة الله الحادة التي تقطع الشر، وتحارب الشرير "فتب وإلا فأني آتيك سريعاً وأحاربهم بسيف فمي" (رؤ16:2)، "ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الأمم" (رؤ15:19)، "والباقون قتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه" (رؤ21:19)ولعل هذا السيف هو الذي طلب الرب من تلاميذه أن يقتنوه عند التجربة "من له كيس فليأخذه ومزود كذلك ومن ليس له فليبع ثوبه ويشتر سيفاً" (لو36:22)إنه السيف الذي انتصر به السيد المسيح على الشيطان في التجربة على الجبل حيث غلبه بالـ"مكتوب"وهو السيف الذي ألقاه السيد المسيح على الأرض "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض. ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً" (مت34:10)إنه السيف الذي استخدمه يوحنا المعمدان في وجه هيرودس "لا يحل أن تكون لك امرأة أخيك" (مر18:6)وهو السيف الذي يستخدمه رجال الله ضد الانحرافات "وجعل فمي كسيف حاد. في ظل يده خبأني وجعلني سهماً مبرياً. في كنانته أخفاني" (إش2:49) 3- نار آكلة:- إن النار تطهر من الشوائب والقاذورات.. وهكذا كلمة الله تطهرنا من كل خطية.. "أنتم أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به" (يو3:15)إنها النار التي تكلم عنها إرميا النبي "لذلك هكذا قال الرب إله الجنود: من أجل أنكم تتكلمون بهذه الكلمة، هأنذا جاعل كلامي في فمك ناراً، وهذا الشعب حطباً فتأكلهم" (إر14:5)إنها نار ضد الشر لتطهر "هوذا اسم الرب يأتي من بعيد. غضبه مشتعل والحريق عظيم. شفتاه ممتلئتان سخطاً، ولسانه كنار آكلة" (إش27:30) "أليست هكذا كلمتي كنار، يقول الرب، وكمطرقة تحطم الصخر؟" (إر29:23)لذلك فكلمة الله تقدس إلى التمام "لأنه يقدس بكلمة الله والصلاة" (اتي5:4). أما الخدام الذين يشتعلون بهذه النار المقدسة فلا يستطيعون أن يكتموها في داخلهم "لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا" (أع20:4)، وإذا أراد الخادم أن يصمت يجد قلبه مشتعلاُ بهذه النار "فقلت: لا أذكره ولا أنطق بعد باسمه. فكان في قلبي كنار محرقة محصورة في عظامي، فمللت من الإمساك ولم استطع" (إر9:20)، أما الذين يرفضون كلمة الله فيحترقون بها "لذلك كما يأكل لهيب النار القش، ويهبط الحشيش الملتهب، يكون أصلهم كالعفونة، ويصعد زهرهم كالغبار، لأنهم رذلوا شريعة رب الجنود، واستهانوا بكلام قدوس إسرائيل" (إش24:5) 4- مصدر قوة وثبات وحياة:- إن من يحتمي بكلمة الله يصير قوياً في مواجهة الشيطان والعالم "كتبت إليكم أيها الأحداث، لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم، وقد غلبتم الشرير" (1يو14:2)، فمن يقتني الكلمة في داخله يصير أقوى من العالم وكل البشر "الله افتخر بكلامه. على الله توكلت فلا أخاف، ماذا يصنعه بي البشر" (مز4:56)، لذلك ينبهنا الله بمحبته أن نحتمي في كلامه "يا ابني أصغ إلى كلامي، أمل أذنك إلى أقوالي" (أم20:4) "وكان يريني ويقول لي: ليضبط قلبك كلامي أحفظ وصاياي فتحيا" (أم4:4). "كل كلمة من الله نقية، ترس هو للمحتمين به" (أم5:30)"إنكم إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي" (يو31:8)، "الحق الحق أقول لكم: إن كان أحد يحفظ كلامي فلن يرى الموت إلى الأبد" (يو51:8)، "إن ثبتم فيّ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم" (يو7:15) لذلك فنحن نحب كلمة الله ونتمسك بها لننال الحياة "متمسكين بكلمة الحياة"(في16:2)طوبى لمن يقرأ ويسمع ويعلم بكلمة الله حقاً يصير أقوى من كل العالم. نيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
29 مارس 2019

هل جربت اللجاجة؟

إنجيل الجمعة الرابعة من الصوم المقدس يذكر لنا معجزة شفاء ابنة المرأة الكنعانية (مت15: 21-31)، وهي معجزة وحوار أيضًا. كان اليهود يعتبرون أنفسهم هم الشعب المختار، وكانوا ينظرون لكل شعوب العالم على أنهم الأمم، لا يتكلمون لغاتهم، ولا يعيشون عاداتهم، وكانوا يطلقون عليهم بصوره شعبية تعبير "الكلاب" كنوع من المهانة أو المذلة أو عدم التقدير. كما كان هناك استبعاد للمرأة في العهد القديم، فالمرأة لم يكن لها حقوق، ولم يكن لها كرامة. ويقول لنا في الكتاب المقدس: «إلَى خاصَّتِهِ (اليهود) جاءَ، وخاصَّتُهُ لَمْ تقبَلهُ. وأمّا كُلُّ الّذينَ قَبِلوهُ فأعطاهُمْ سُلطانًا أنْ يَصيروا أولادَ اللهِ» (يو1: 11، 12)، لم يقبله اليهود، وكانت النتيجه أن المسيح جاء إلى العالم كله. معجزة اليوم مت في صور وصيدا، وهما مدينتان ساحليتان على ساحل البحر الأبيض المتوسط، يعيش فيهما جنسيات كثيرة وليس اليهود فقط. سمعت امرأة أمميه كنعانية أن المسيح موجود، أخذت تفتش عنه وهي بالطبع ليست مؤمنة ولا هي تعرف المسيح، مجرد سمعت عنه، لكن سياق القصة والحوار الذي حدث يُظهر أمامنا السؤال الذي تطرحه كلمه الله علينا: هل قررت المحاولة؟ هل جرّبت اللجاجة؟ هل كررت المحاولة أم أنك تصلي مرة لأجل أمر ما وانتهت الحكاية؟ هل جربت قيمه اللجاجة؟ اللجاجة صورة رفيعه من صور الصلاة الحقيقية، لأنها معجونة بالإيمان. هذه المرأة تعطينا هذا الدرس، سؤالها كان من قلبها لأن ابنتها كانت مريضة ومجنونة جدًا، ولكم أن تتخيلوا مقدار العذاب والمر الذي تعيشه هذه الأم وهي ترى ابنتها والشيطان يسكنها ويفقدها العقل وتصير مجنونة! حوار هذه المرأة مع السيد المسيح يكشف معدنها ويمكنك أن تقيس نفسك عليها وتكشف معدنك أمام المسيح. والحقيقة السؤال الذي نجيب عنه اليوم يضع أمامنا أربع محطات رئيسية في حياتنا:المحطة الأولى: البحث عن المسيح فتشت هذه المرأة عن الرب يسوع، عن لقاء شخصي بينها وبين المسيح. الناس نوعان: نوع يلجأ للمسيح لجوءًا عابرًا وقت المشاكل فقط، ونوع آخر يلجأ للمسيح ليله ونهاره، واعتماده على المسيح في الليل والنهار، لا يعتمد على إمكانياته بل أتجاوز وأقول إنه يعتمد على ضعفاته. المرأة الكنعانية كشفت نفسها ولجأت للرب بصراخ ودموع. في الحقيقة الحياة الجادة مع المسيح هي التي تمسك صيدًا، والرخاوة لا تمسك صيدًا.المحطة الثانية: الصراخ بلجاجة حينما صرخت المرأة للرب لم يجبها بكلمة! أحيانًا نصلي والله لا يستجيب، ولأننا نحيا في عصر السرعة حيث كل شيء يتم بضغطات الأزرار وأحيانًا يظن الإنسان أن الحياه الروحية بهذه الصورة ولكنها ليست بهذه الصورة ابدًا. حين لم يجبها الرب بكلمة ظهرت فضيلتها أكثر، ويقول لنا الكتاب المقدس أنه على الرغم من أن التلاميذ طلبوا من السيد المسيح أن يصرفها، ولكن السيد المسيح لم يلتفت لصراخها. أحيانًا لا يستجيب الله ولابد أن هناك غرضًا لهذا.الصفه الثانية لهذه المرأة أنها صرخت وعمّقت الطلبة، وهنا تظهر اللجاجة، كان من الممكن أن تعاتب الرب، ولكن هذا لم يخطر ببالها، يقول الكتاب: «فأتَتْ وسَجَدَتْ لهُ قائلَةً: يا سيِّدُ، أعِنّي!» (مت15: 25)، وربما كرّرت طلبتها وغمستها في دموعها وسجودها وقلبها المنكسر. هنا تظهر لجاجة الإنسان الذي يطلب ويكرّر المحاولة مرة تلو الأخرى، ويظل يلح على الله حتى يستجيب بالصورة التي يجدها مناسبة. وهي هنا تعلمنا الصلاة كل حين، وليس مجرد تكرار لكلمات بلا معنى، وليس الوقوف أمام الله في الأزمات فقط، فالوقوف أمام الله هو تعبير حب ومن هنا تأتي نعمه الله كل حين. كانت هذه المرأة تتكلم بقلبها بمشاعرها وإحساسها، وأتت وسجدت وقالت له: يا سيد أعني، فأجاب دون أن يلتفت لها وقال: «ليس حَسَنًا أنْ يؤخَذَ خُبزُ البَنينَ ويُطرَحَ للكِلابِ». تصوّروا مقدار التجربة التي دخلت فيها المرأة في هذا الحوار، ولكن الله قصد بهذا لكي ما يظهر عظمة هذه الإنسانة.المحطة الثالثة: الإيمان بشخص المسيحظهر هذا الإيمان في إصرارها على الطلبة رغم أنها امرأة والمجتمع اليهودي لم يقدر المرأة، بل أن ابنتها مجنونة وبها شيطان، كما أنها لا تكف عن الصرخا ولا أحد يجاوبها. لقد دخلت في امتحان، وكثيرًا ما يسمح الله لنا أن ندخل في هذه الامتحانات بغرض خيرنا. لقد آمنت بشخص المسيح حتى وإن أهملها. وحينما قال لها السيد المسيح «ليس حَسَنًا أنْ يؤخَذَ خُبزُ البَنينَ ويُطرَحَ للكِلابِ» فهي عبارة معروفة في المجتمع اليهودي وتحمل الاحتقار لمن هو غير يهودي، أمّا هذه المرأة فنجحت وبامتياز في إظهار هذا الإيمان عندما أجابت الرب وقالت: «نَعَمْ، يا سيِّدُ! والكِلابُ أيضًا تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الّذي يَسقُطُ مِنْ مائدَةِ أربابِها!». وأحيانًا أقف أمام هذا الرد وأتعجب! من أين أتت بهذا الكلام؟ من أين أتت بهذه الثقة؟! يُهيَّأ إليّ أن السيد المسيح كان سعيدًا جدًا بهذه الإجابة التي كشفت لنا وللتلاميذ وللمجتمع اليهودي عظمه هذه المرأة. إن إيمانها العميق ولجوءها لشخص المسيح ليس له مثيل.المحطة الرابعة: الاتضاع البالغ وهذا الاتضاع هو الذي يحمي مهارات ومواهب الإنسان. حين قال السيد المسيح لها «ليس حَسَنًا أنْ يؤخَذَ خُبزُ البَنينَ ويُطرَحَ للكِلابِ» كان يقصد الكلاب الضالة في الشارع، وقد أجابته «نَعَمْ، يا سيِّدُ! والكِلابُ أيضًا تأكُلُ مِنَ الفُتاتِ الّذي يَسقُطُ مِنْ مائدَةِ أربابِها!» وتقصد الكلاب تُربّى في البيوت وكأنها تقول للمسيح إن هناك نوعين من الكلاب. لقد ظهر اتضاعها البالغ في هذه الكلمات القليلة التي تقدم لنا صورة عظيمة للإنسان الذي يصلي. جيد أم تصلي بإيمان وثقة، لكن يجا أن تغلّف ثياب الاتضاع صلاتك، وهذه المرأة نجحت في اتضاعها. ولذلك كل نعمة يعطيها الله للإنسان لا يمكن أن تثمر إلّا بالاتضاع. الاتضاع هو حارس كل نعمة. اتضاع هذه المرأة هو الذي جعل سيرتها تُذكَر في الإنجيل، ونعيّد بها في الجمعة الرابعة من كل صوم كبير. اتضاع هذه المرأة هو الذي جعلها تستحق مديح المسيح. لقد أجابها السيد المسيح وأعطاها وسامًا لم تكن تتوقعه ولا التلاميذ توقعوه، قال لها: «يا امرأةُ، عظيمٌ إيمانُكِ!». لقد نالت مديح المسيح وشفاء ابنتها، وبالأكثر صارت نموذجًا لنا في إيمانها المتضع، يقول القديس باخوميوس أب الشركه عبارة جميلة: "اقتنِ لسانًا متضعًا، فيكون الكل صديقك". خلاصه سؤال النهارده أن الاتضاع يعطي قوه في الإيمان، انسحاقك وقلبك المنكسر لا يرذله الله. تمسك بصلواتك مهما تأخّرت استجابة الله، بل كلما تتاخر استجابة الله تكون أمامك فرصه لكي ما تقتني فضائل أكثر، وفي النهاية تنال ما تريده ويعظمّك الله في ملكوته أمام قبائل كل السمائيين.إن هذه الأيام المقدسة تصوِّب مسيرتنا الروحية، والممارسات الروحية تقوّي إيماننا، والممارسة الطقسية تضبط أداءنا ولكن الطقس لابد أن يكون له روح.الأمر الثاني الذي يقوي إيمانك هو الاختبارات الروحية، خصوصًا التي نتبادلها مع الآخرين، فحديثنا نع الآخرين يجب أن يكون حديثًا روحيًا. وأحيانًا لا تكون الخبرة الروحية موجودة في الكتب بل محفوظة في القلوب، فحينما نجلس إلى الشيوخ قد نسمع كلمة واحدة من الممكن أن تغيّر في حياة الإنسان.هذه المرأة الأممية تعلمنا قوة الإيمان، وقوة اتضاع الإنسان. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
25 سبتمبر 2018

الحياة الليتورجية

معنى الكلمة : كلمة الليتورجيا يونانية الأصل وهى تنقسم إلى لفظين .. ليتوس (لاؤس) : وتعنى شعب ارجيا أو ارجون: وتعنى عمل فالليتورجيا تعنى العمل الجماعى واستخدمت فى العصر الاغريقى للممارسة الشعبية فى المحاكم والأسواق واختصت بنوع ما فى العمل العسكرى. وهناك نوعان للعمل الجماعى (الشعبى) : ‌أ. عمل جماعي قطيعي : وهو عمل تقوم به الجماعات ويتغيب فيه الدور الفردي وفيه الوجود للجماعة على حساب الوجود الفردي وهو أشبه بأي قطيع حيواني يعيش في جماعات. ‌ب. عمل جماعي فريقي : وهو عمل تقوم به الحماعات مع تمايز الدور الفردى وفيه يكون الوجود الفردى اساس وجود الجماعة. ومن نماذج هذا العمل الفريق. 1. فريق الكرة : وهو يتكون من أحد عشر لاعباً (شخصاً) وكل منهم له دوره الاساسى وهناك خطة تنسق بين هذه الادوار لتحقيق النصر وتحسب الغلبة للفريق كله وليس للاعب معين. 2. فريق الموسيقى : فى أى فرق موسيقية أو أوركسترا نرى عدداً كبيراً من الموسيقيين وتنوع فى الآلات وتنوع فى النغم ولكن الكل يعمل حسب قيادة مايستروا واحد ليخرج النغم متوافقاً وممتعاً. 3. فريق الأجراس : وهو نوع من فرق الموسيقى , والاجراس هى الآلة الوحيدة حيث يعزف كل عازف بجرسين وكل جرس له نغم يختلف عن الآخر ولكن فى النهاية يعطى الفريق موسيقى رائعة. الكنيسة أخذت كلمة ليتورجيا وأطلقتها على حياتها, فأصبحت الكنيسة تعيش حياة ليتورجيا بمعنى أنها تعيش فى حياة جماعية يتمايز فيها دور ووجود الفرد, وهنا تصبح كلمة (فرد) غير سليمة ولكن يحل مكانها كلمة (عضو). والحياة الليتورجيا تتكون من : 1. المنهج الليتورجى. 2. النظام الليتورجى. 3. المواهب الليتورجية. 1. المنهج الليتورجى: وهو القاعدة الفكرية الأساسية للحياة ويعتبر القوة الدافعة للطاقات الإنسانية (العقل-العاطفة-الإرادة) لتقبل هذا النظام فى الحياة ولذلك يحتاج المنهج إلى فهم وتقبل عقلي وقناعة فكرية. 2. النظام الليتورجى: وهو مجموع الممارسات التى تمارسها الجماعة لتحقيق المنهج وهى تشكل القوة المساعدة للإرادة لتحقيق هذه الحياة. ووجود نظام يرفع عن الفرد (العضو) معاناة الممارسة أو اختلاق أساليب للممارسة قد تخرج بالشخص عن تحقيق الهدف, والنظام يحتاج للطاعة والقبول والاختبار. 3. المواهب الليتورجية: وهى القوى الخارجة التى يهبها الله لتكميل الجماعة التى تعيش هذا المنهج, ومؤازرة الأعضاء التي تحيا في طاعة هذا النظام وهي مواهب الروح القدس وتنقسم إلى نوعين .. - مواهب خدمة لخدمة الجماعة والأعضاء " وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلاً و البعض أنبياء والبعض مبشرين والبعض رعاة ومعلمين ... لعمل الخدمة لبنيان جسد المسيح " (اف4: 11-12) - مواهب كرازية مثل عمل المعجزات والقوات والآيات والألسن. المنهج الليتورجى: رأينا سابقاً قصد الله فى خلقه الانسان أنه خلق البشرية كلها فى وحدانية شخص آدم واستمر هذا القصد إلى أن تحقق في شخص الرب يسوع. هكذا نرى أيضًا اهتمام الرب يسوع بأن نستوعب هذا المنهج فقد وضع لنا الرب أساس هذا المنهج وهو انكار الذات أو (الأنا المتفردة) كما سبق الحديث عنها. فبداية الحياة مع المسيح أن ينكر الإنسان نفسه أولاً (مت16: 24) وبداية الحياة مع الآخر هي أيضًا إنكار الذات " اذا اراد أحد أن يكون أولاً فيكون اخر الكل و خادماً للكل " (مر9: 35) " من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً ومن أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً " (مر10: 43-44) هذه هي القاعدة الكيانية التى بها يتحقق المنهج الليتورجى أن نصير واحداً معاً فى الله. والسيد المسيح له المجد اظهر هذا المنهج الليتورجى في ثلاث مستويات : - المستوى التعليمى وشرح أهمية الحياة معاً من خلال كلماته المباركة. - مستوى الصلاة والطلبة العميقة من أجل ان يكون الجميع واحداً فيه وفى الآب كما يظهر بوضوح الحاحه على الآب فى صلاته (يو 17). - المستوى السرائرى فى كيان الانسان والذى حققه المسيح فى سر تجسده وفدائه. والكنيسة تشرح لنا هذا المنهج فى أروع تسبيحات , وأبلغ كلمات, وأرفع ادب, يمكن للحس الثقافى أن يتذوقه. مع نهار كل يوم تقول لنا فى ذكصولوجية باكر الآدام :  ما هو الحسن وما هو الحلو إلا اتفاق إخوة ساكنين معاً.  ومتوافقين بمحبة حقيقية وإنجيلية كمثل الرسل.  كالطيب الكائن على رأس المسيح النازل على اللحية إلى أسفل القدمين.  يمسح كل يوم الشيوخ والصبيان والفتيان والخدام.  هؤلاء اللذين الٌفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة مسبحين الله كل حين. نلاحظ الآتى : - كلمة ساكنين معاً : تعنى متحدين معاً - كلمة متوافقين (افير سيمفونين) تعنى متوافقين مثل السيمفونية فى أروع نغم. - كلمة طيب على رأس المسيح , فالجماعة المتحدة بمحبة بسرالإنجيل وحياة الرسل (الكنيسة) مثل طيب على رأس المسيح فأى فخر يكون لنا إذن حينما نكون أعضاء فى الكنيسة وأى مجد حينما نكون طيب على رأس المسيح هنا يتحقق كلمات سليمان : المرأة الفاضلة تاج لبعلها والكنيسة طيب على رأس المسيح. غاية ما يتمناه الأنسان أن يسكب طيباً على قدمى المسيح مثلما نصلى فى تسبحة نصف الليل ... " أعطينى يارب ينابيع دموع كثيرة كما أعطيت منذ القديم للمرأة الخاطئة واجعلنى مستحقاً ان ابل قدميك اللتان اعتقتانى ... " هذا ما يرجوه الشخص (العضو) ولكن الكنيسة معاً طيب على رأس المسيح. - كلمة الٌفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة : تبين لنا ان هذه الحياة الليتورجيا يحققها الروح القدس ولكن رهن ان نقتنع بها ونعيها , ونقبلها وفى أروع تشبيه تبين لنا الكنيسة عمل الروح فى تحقيق هذه الحياة مثل القيثارة التى تضم فى وحدتها أوتاراً كثيرة متباينة ومتمايزة فى كل شئ ولكنها متكاملة فى وحدة القيثارة وبهذه الجماعة (الكنيسة) يعزف الروح الحاذق أروع تسبيحات لله تخرج من القيثارة (الكنيسة) بيد الروح. المنهج الليتورجى والجهاد الروحي : يقول القديس يوحنا فم الذهب : " حينما يرانا الشيطان وحدنا ومنفصلين كل واحد عن الآخر يهاجمنا فبهذه الطريقة اغوى المرأة فى البدء اذا اقترب منها وهى وحدها , وبينما كان رجلها غائباً. إذ حينما يرانا وسط الجماعة ومتحدين فهو لا يجرؤ على مهاجمتنا فلهذا السبب نحن نتحد معاً فيصعب عليه مهاجمتنا " القديس يوحنا يكشف لنا الطريق السليم للجهاد والغلبة وهو ان نعيش دائماً وسط الجماعة ونتحد معاً. فالشيطان يبدأ دائماً يفرق الجماعة ثم يضربهم واحد بعد الآخر. فالخطية قوية , وطرحت كثيرين جرحى , وكل قتلاها كانوا أقوياء فخير لنا ان نكون ضعاف داخل الجماعة من ان نكون أقوياء ومنفصلين لذلك يطلب القديس بولس بإلحاح : " فاطلب اليكم أنا الاسير في الرب ان تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها. بكل تواضع ووداعة و بطول اناة محتملين بعضكم بعضاً في المحبة مجتهدين ان تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام. جسد واحد و روح واحد كما دعيتم أيضًا في رجاء دعوتكم الواحد. رب واحد, ايمان واحد, معمودية واحدة, اله واب واحد للكل الذي على الكل و بالكل و في كلكم " (اف4: 1-6) هذه القطعة الرائعة التى تضعها أمامنا الكنيسة كل يوم فى صلاة باكر تكشف لنا : ‌أ. كيف نحيا ليتورجيا : (تواضع - وداعة – طول أناة – احتمال – اجتهاد – سلام). ‌ب. معنى الحياة الليتورجية : (جسد واحد – روح واحد – رجاء واحد – ايمان واحد – معمودية واحدة). ‌ج. لماذا الحياة الليتورجية : (اله واب واحد للكل .. وفى كلكم). صورة رائعة من العهد القديم : في رؤية حزقيال النبى ص : 37 نرى عظام كثيرة جداً يابسة ومتفرقة ولكن اذا سمعت كلمة الله (المسيح المتجسد). 1. تتقارب العظام كل حسب مكانه فى الهيكل العظمى. 2. يكسوها العصب واللحم والجلد. 3. يأتى الروح ويسكن فتصير جيشاً عظيماً جداً جداً. العظام اليابسة هي فرادتنا فنحن كل واحد فينا لا يزيد عن عظمة يابسة ملقاه فى البقعة (العالم). ولكن اذا سمعنا كلمة الله وقبلناها يبدأ عمل الله فى الكيان الإنساني، تتقارب البشرية معاً, ويكسوها العصب, وهو يرمز إلى الإيمان فكما ان العصب يربط بين كل عضو وبين الرأس هكذا الإيمان يربط بيننا كأعضاء وبين الرأس المسيح ولكن استمرار هذه العلاقة بيننا وبين الرأس رهن وجودنا وارتباطنا بالجسد. واللحم أشارة إلى جسد المسيح الذى يكسونا فنصير منه, لحم من لحمه وعظم من عظامه وذلك فى سر المعمودية والافخارستيا ثم يأتى الجلد ويكسو الكيان كله والجلد أشارة إلى بر المسيح, والبر فى الكتاب المقدس دائماً يشبه بالثياب وبر المسيح هو المسيح ذاته " بل البسوا الرب يسوع المسيح " (رو13: 14) " لبست البر فكساني " (أى29: 14) ويقول داود " كهنتك يلبسون البر " (مز132: 9). " تبتهج نفسي بالهي لانه قد البسني ثياب الخلاص كساني رداء البر مثل عريس" (اش61: 10) وفى شخص آدم نرى انه حينما اراد أن يستر نفسه بعد سقوطه صنع لباساً من ورق الشجر وهذا رمز للبر الذاتى ولكن الله البسه لباساً من جلد أشارة إلى بر المسيح بالذبيحة. وأخيراً يأتي الروح ليسكن هذا الهيكل الذى صرنا نحن أعضائه فنحيا معاً وننموا معاً " الذي فيه كل البناء مركباً معاً ينمو هيكلاً مقدساً في الرب الذي فيه أنتم أيضًا مبنيون معاً مسكناً لله في الروح " (اف2: 21-22) نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
20 سبتمبر 2020

عيد الصليب

تعيد الكنيسة بعيد الصليب على مناسبتين يوم 17 توت ويوم 10 برمهات. وإن كان الأخير هو يوم اكتشاف الصليب ولكن لأنه يقع في أيام الصوم الكبير فاتفقت الكنيسة أن يكون العيد الثاني هو ثاني يوم تدشين كنيسة القيامة وهو الموافق 17 توت. وإن كان الصليب يأخذ قوته من عمل الفداء ولكنه أيضاً أداة الحب، وأداة الصلح، وهو العرش الذي صعد إليه الملك ليأخذ ملكوته، وهو المذبح الذي قدم رئيس الكهنة ذاته ذبيحة عليه. ومن هنا جاءت قيمة الصليب في تاريخ البشرية وقد ظل مختفياً مدة كبيرة من الزمن حتى ملك قسطنطين بقوة الصليب الذي ظهر له، وكانت الملكة هيلانة التي لها اشتياقات قوية لبناء الكنائس وانتشار المسيحية في العالم كله، لذلك استخدمها السيد المسيح لاكتشاف خشبة الصليب فقد أرسل لها عن طريق رؤيا يخبرها أن تذهب إلى أورشليم لتبحث عن خشبة الصليب. وفي نفس الوقت كلم أسقف أورشليم الإمبراطور قسطنطين بأن الصليب الذي أعطاه قوة الانتصار مختفي ولا يعرف أحد أين هو. فجاءت الملكة هيلانة وكلمت ابنها في هذا الأمر وقد وجدت عنده نفس الطلب. فذهبت ولم تعرف كيف تعثر عليه فأخذت تسأل عن مكان الجلجثة القديم فوصلت إلى شخص عجوز يهودي يعرف مكان الجلجثة وبعد أن ضيقت عليه بسلطانها حتى تكلم وأخبرها عن مكان الجلجثة. وقد كان الإمبراطور هادريان قد بنى عليه معبد وثني كما قلنا سابقاً. ثم عرفت أن الصليب مدفون في مزبلة بجانب الجلجثة فحفرت حتى وجدت ثلاثة صلبان ولم تعرف كيف تجد صليب المسيح من الثلاثة صلبان لأن واحد منهم للسيد المسيح والاثنين الآخرين للصين. فكانت هناك جنازة وميت محمول فوضعت الميت على الثلاثة خشبات وحين لمس الميت خشبة الصليب الحقيقي قام من الأموات فعرفت أن هذا هو صليب ربنا يسوع المسيح. وقد ذكر الآباء هذه القصة في أكثر من مكان، فذكرها أيضاً القديس أمبروسيوس أسقف ميلان 395 م.، وذكرها أيضاً القديس يوحنا ذهبي الفم وقال: "منذ أن دفنت خشبة الصليب لم يوجد من يعتني بها بسبب الخوف المحيط بالمؤمنين واهتماماتهم بما هو أكثر ضرورة ولكن لم يكن مكانه مجهولاً". ويقول القديس كيرلس الأورشليمي: "بعد مرور خمسة وعشرون عاماً على الصليب صار الصليب في العالم كله افتخار لكل الكنائس". ويقصد هنا قوة الصليب. ويقول أيضاً: "لقد صلب المسيح حقاً ونحن لا يمكننا أن ننكر هذا لأننا مجتمعون الآن أمام خشبة الصليب". وهذا يؤكد على أن أيامه كانت خشبة الصليب قائمة في أورشليم. وقد كان لخشبة الصليب قصة أخرى تاريخية هامة جداً. ففي القرن السابع، أثناء حكم الإمبراطور هرقل اجتاح الفرس بلدان الشرق ومنها أورشليم، وكان هناك أمير فارسي يكره المسيحية فدخل إلى كنيسة القيامة ورأى خشبة الصليب وكانت موضوعة في برواز فضة وعلى قاعدة من ذهب فحاول أن يمسك بخشبة الصليب فاحترقت يداه وكان واقف بالكنيسة شماس فقال له:  "لقد احترقت يداك لأنك غير مسيحي".  فقال له الأمير: "إذن احمله أنت وتعالى معي". وأخذ الشماس والصليب وسافر إلى بلاد الفرس وأخفى الصليب وقتل الشماس. وكان الجيش الفارسي قد سبي من أورشليم كهنة وعائلاتهم ومنها ابنة كاهن كانت عيناها معلقتان على الصليب ورأت ما حدث. وتمر السنوات ويعود هرقل وينتصر على الفرس، وأخذ الإمبراطور يبحث عن خشبة الصليب في كل مكان إلى أن جاءت إليه ابنة الكاهن التي كانت ترى الصليب وما فعله الشماس وقالت: "أن الأمير حفر في حديقة قصره وأخفى الصليب وقتل الشماس". وفعلاً وجد هرقل الصليب وأعاده إلى القسطنطينية بإكرام كبير وعمل احتفالاً له في العاشر من برمهات أيضاً. والذين لا يفهموا معنى الصليب ولا يعرفوا قوته وعمله يقولون لنا أنتم تعبدون أداة تعذيب إلهكم، كيف تكرمون آلات التعذيب؟ ولهؤلاء نقول لقد كان الصليب قبل المسيح أداة للتعذيب والموت والعقوبة ولكنه صار وسيلة خلاص العالم كله من إبليس وبه رفع حكم الموت، وأيضاً به تم عمل المصالحة بين الأرض والسماء، وبيننا وبين إلهنا المحبوب الذي اقتنانا إلهنا بدمه من خلاله وصرنا أحباء وأبناء. وقد كان الصليب أقسي أنواع العقوبة قديماً لهذا قد صار أقوى صور الحب لأن مسيحنا احتمل أقسى أنواع العقوبة على الأرض لأجلنا. وقد اختار السيد المسيح الصليب لثلاثة أشياء أولاً: كان الصليب في فكر العهد القديم هو لعنة "وإذا كان على إنسان خطية حقها الموت، فقتل وعلقته على خشبة، فلا تبت جثته على الخشبة، بل تدفنه في ذلك اليوم، لأن المُعلق ملعون من اللـه" (تث 21: 22، 23) وهو قد جاء ليحمل خطايانا ولعناتنا كما قال معلمنا بولس الرسول: "إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب: "ملعون كل من علق على خشبة" (غلا 3: 13)، فهو قد جاء لكي يحمل خطايانا ويقدم ذاته عوضاً لنا. ثانياً: ذبيحة الصليب هي الذبيحة الوحيدة التي يرى العالم كله من ينفذ هذا الحكم علناً ويرى الجميع أنه قد تم فيه حقاً حكم الموت. فهو حكم بالموت البطيء والذي يصلب يدفع ثمناً غالياً لأنه يموت بألم شديد. وهذا هو علامة الحب لأجلنا. ثالثاً: الصليب معلق بين الأرض والسماء ليكون هو السلم الذي به يصعد الأرضين نحو السماء كما أن المصلوب أيضاً يفتح أحضانه إلى أن يموت. وهذه الصورة هي أقوى صورة للحب ذبيحة تفتح أحضانها وتقدم بين الأرض والسماء. ولكن كان العهد القديم أيضاً يعطي إشارات بأن صورة الصليب هي صورة البركة أيضاً. فالصليب نفسه عقوبة اللعنة ولكن عمل الصليب هو البركة والقوة والمجد. فنرى موسى النبي يقف يصلي ويفتح يديه مثل علامة الصليب في حرب الشعب مع عماليق وينتصر الشعب طالما صورة الصليب قائمة أمام اللـه وينهزم حينما يغيب الصليب. وفي قصة ذبح اسحق نرى إبراهيم يضع حطب المحرقة على كتف ابنه ليحملها وهو صاعد ليقدمه ذبيحة كما حمل المسيح خشبة الصليب ليقدم ذاته ذبيحة. وفي عبور الشعب من مصر إلى أرض الموعد ورمز الملكوت أرسل الرب ضربة موت الأبكار لم ينقذ الشعب إلا دم خروف الفصح ووضع الدم على العتبة العليا والقائمتين لتكون علامة الصليب هي علامة الخلاص والتي تنجي من الموت. وكان خروف الفصح نفسه يقدم على سيخين متعارضين أي على شكل صليب ويقول المزمور: "الرب قد ملك على خشبة" (مز 95) وهي من النبوات العجيبة لأن في الفكر اليهودي عرش اللـه له صورة حسب رؤيا إشعياء وحزقيال بالمجد والكرامة والبهاء ولكنه يقول إنه يملك على خشبة. وقد تحققت هذه النبوة العجيبة بالصليب إذ ملك المسيح الإله المتجسد على خشبة الصليب، وصار ملكاً لكل النفوس التي أمنت واتحدت به. ولعل هناك من يشكك في موت المسيح على الصليب. وكان أول هؤلاء الفلاسفة الغنوسيين الذين صاروا مسيحيين فهم حسب فلسفتهم السابقة للمسيحية كانوا يحتقرون المادة وعلموا بفكرهم أن المعرفة تخلص. فرفضوا التجسد الإلهي ورفضوا الخلاص بالصليب. فقالوا إن سمعان القيرواني حين حمل الصليب بدلاً من السيد المسيح في الطريق وضع اللـه شبه المسيح عليه فقادوه ليصلب بينما المسيح صعد إلى السماوات أي أن المصلوب شبه لهم به والذي وضع الشبه على سمعان القيرواني هو اللـه لينجي المسيح نفسه. ولا أدري كيف لإنسان عنده عقل أن يؤمن بهذا الفكر الساذج وكيف لأحد أن يقتنع بهذه القصة الهزلية للأسباب الآتية: أولاً: الصليب نفسه هو عملية فداء من المسيح للبشرية كلها فكيف يقبل أن يصلب أخر نيابة عنه هو؟ ثانياً: أي شخص أخر يصلب بدلاً عنه تسقط فكرة الفداء والذبيحة الخلاصية وبالتالي سقط معها فكرة عمل اللـه لخلاص البشرية كلها بالتجسد ومعها أيضاً يكون كل التدبير الإلهي للخلاص بلا معنى والمسيحية نفسها بلا معنى. ثالثاً: وماذا عن النبوات التي تقول بأنه هو المخلص وخاصة ما قاله إشعياء النبي: "إن جعل نفسه ذبيحة إثم" (إش 53: 10)، والمزامير التي تتكلم عن الصلب مثل: "ثقبوا يدي ورجلي" (مز 22: 16) رابعاً: ولماذا هذه القصة الغريبة؟ فإذا كان الهدف هو ألا يصلب المسيح فكان يمكن أن يصعد المسيح إلى السماء دون أن يضع شبهه على آخر يصلبه. خامساً: وماذا عن كلمات المسيح عن نفسه أنه سيتألم ويصلب؟ وماذا عن قيامته؟ وماذا عن كلمات الرسل عن الصليب؟ وماذا عن المسيحية نفسها وقوة عمل المسيح فيها بالصليب؟ سادساً: وماذا عن التواتر والذين شهدوا بهذه القصة من اليهود والرومان قبل المسيحيين أنفسهم يقول مؤرخ روماني اسمه "تاسيثوس" عاش من عام (56 – 120 م.) في كتاب اسمه "الحوليات" عن حريق روما: "يقول نيرون أن المسيحيون هم المتسببون في حريق روما، والمسيحيون هؤلاء أخذوا الاسم من واحد حكم عليه بيلاطس بالموت صلباً". ويقول يوسيفوس المؤرخ اليهودي المعاصر لأحداث الخلاص: "المسيح هو شخص حكم عليه بيلاطس البنطي بالصلب". وفيلسوف أخر اسمه "لوسيان" من أشهر فلاسفة الوثنية عام 100 م.: "المسيحيون لا يزالون إلى الآن يعبدون ذلك الرجل العظيم الذي صلب في فلسطين ويؤمنون أنه يدخلهم الجنة". ويقول فيلسوف أبيقوري اسمه "كلسوس" وهو يتهكم على المسيحية عام 170 م. في كتابه "البحث عن الحقيقة": "أولئك صلبوا إلهكم". وكُتب في أحد نصوص التلمود: "في ليلة عيد الفصح علق يسوع الناصري على الصليب". ولدينا الآن الكفن المقدس الذي عكف مئات العلماء بالتقنية الحديثة ببحث دقيق ليخرجوا للعالم أسرار عملية الصليب والقيامة ليكون شاهداً في زماننا أمام هؤلاء المشككين والملحدين. ونعود إلى أحضان كنيستنا ومسيحيتنا لنرى الرسل يخبرونا بقوة وعمل الصليب ويقول معلمنا بولس الرسول: "لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً: لليهود عثرة، ولليونانيين جهالة!" (1 كو 1: 23)، ويقول: "مع المسيح صلبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيّ" (غلا 2: 20)، ويخبرنا المسيح نفسه عن صلبه وقيامته كثيراً حتى بعد قيامته في حديثه مع تلميذي عمواس. وظل الآباء يكتبوا عن عمل الصليب منذ الكرازة الأولى للمسيحية حتى الآن فيقول مار أغناطيوس عام 107 م. في رسالته إلى سميرنا: "لقد تألم المسيح من أجلنا ليخلصنا". وفي رسالته إلى أفسس: "يسوع المسيح هو الذي صلب لأجلنا". ويقول القديس بوليكاربوس عام 155 م. في رسالته إلى فيلبي: "كل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو ضد المسيح. ومن لا يعترف بشهادة الصليب فهو من إبليس، ومن ينكر القيامة هو من الشيطان". والكنيسة في طقسها الرائع في عيد الصليب تعمل دورة الصليب، يدور الكاهن والشمامسة في الكنيسة ليعلنوا ملكوت المسيح بالصليب فيقفوا عند المذبح والأيقونات والأبواب ويتلون الألحان وفصول الكتاب المقدس التي تعلن عن ملكوت اللـه الذي فيه الخلاص والقديسين بالصليب. ولعل هناك أيضاً من يسمون أنفسهم مسيحيون ولكنهم لا يرسمون الصليب لأنه لا توجد آية في الكتاب المقدس تقول إن نرشم الصليب، ولهؤلاء نقول أن الصليب هو حياة القوة عند القديسين فهو قوة اختبار وحياة دائمة لكل من آمن بالمسيح. وكانت علامة الصليب هي قوة عبر العصور. فيقول القديس باسيليوس: "الرسل سلمونا أن نرشم الصليب ونقول باسم الآب والابن والروح القدس". ويقول القديس كيرلس الأورشليمي: "الصليب ختمنا الذي نضعه بشجاعة على جبهتنا بأصابعنا ونرشمه على كل شيء". ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "صارت علامة الصليب ترسم على ملابس الملوك وتيجانهم، وترسم في الصلوات على المائدة المقدسة ليرتفع الصليب بكل قوة في كل مكان". ويقول البابا أثناسيوس: "بالصليب يستطيع الإنسان أن يطرد كل خداعات الشياطين". ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "الشيطان يفزع من الصليب لأنه يرى السلاح الذي به جرح والسيف الذي تلقى به الضربة المميتة". أحبائي اليوم عيد الصليب يقول البابا أثناسيوس: "أنه تذكار الانتصار فوق الموت والفساد". لذلك أفرح يا عزيزي لأن مسيحك الذي أحبك أعطاك اليوم قوة لا يمكن للعالم أن يغلبها. فأنت قوي بالصليب ولابد أن تشعر بوجودك الشخصي اليوم مع المسيح في الصليب. في لوحة شهيرة رسمها الفنان "رمبرانت" عن الصليب رسم فيها السيد المسيح مصلوباً ورسم حوله جموع كثيرة كانت حاضرة منهم من كان مشتركاً في صلبه ومنهم من كان حاضراً ويبكي. ولكن الغريب أن الفنان رسم نفسه أيضاً وسط هذه الجموع. القمص أنجيلوس جرجس كاهن كنيسة أبى سرجة مصر القديمة
المزيد
25 أكتوبر 2019

دستور الخدمة ومبادئها السبع و أجنحة الحياة الروحية

أقرأ اليكم الأصحاح الرابع من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس 1- من اجل ذلك اذ لنا هذه الخدمة كما رحمنا لا نفشل.2- بل قد رفضنا خفايا الخزي غير سالكين في مكر و لا غاشين كلمة الله بل باظهار الحق مادحين انفسنا لدى ضمير كل انسان قدام الله.3- و لكن ان كان انجيلنا مكتوما فانما هو مكتوم في الهالكين.4- الذين فيهم اله هذا الدهر قد اعمى اذهان غير المؤمنين لئلا تضيء لهم انارة انجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله.5- فاننا لسنا نكرز بانفسنا بل بالمسيح يسوع ربا و لكن بانفسنا عبيدا لكم من اجل يسوع. 6- لان الله الذي قال ان يشرق نور من ظلمة هو الذي اشرق في قلوبنا لانارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح. 7- و لكن لنا هذا الكنز في اوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا منا. 8- مكتئبين في كل شيء لكن غير متضايقين متحيرين لكن غير يائسين. 9- مضطهدين لكن غير متروكين مطروحين لكن غير هالكين. 10- حاملين في الجسد كل حين اماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع ايضا في جسدنا. 11- لاننا نحن الاحياء نسلم دائما للموت من اجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع ايضا في جسدنا المائت. 12- اذا الموت يعمل فينا و لكن الحياة فيكم.13- فاذ لنا روح الايمان عينه حسب المكتوب امنت لذلك تكلمت نحن ايضا نؤمن و لذلك نتكلم ايضا. 14- عالمين ان الذي اقام الرب يسوع سيقيمنا نحن ايضا بيسوع و يحضرنا معكم. 15- لان جميع الاشياء هي من اجلكم لكي تكون النعمة و هي قد كثرت بالاكثرين تزيد الشكر لمجد الله. 16- لذلك لا نفشل بل و ان كان انساننا الخارج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما. 17- لان خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فاكثر ثقل مجد ابديا. 18- و نحن غير ناظرين الى الاشياء التي ترى بل الى التي لا ترى لان التي ترى وقتية و اما التي لا ترى فابدية نعمة الله الأب تكون مع جميعًا أمين .هذا الإصحاح نسمية دستور الخدمة هو اللي بيرسم قدامنا صورة الخدمة وهختار عناوين رئيسية اولًا : دستور الخدمة السبع مباديء فى خدمتنا كخدام وثانيًا: أجنحة الحياة الروحية . اولًا : دستور الخدمة المكون من سبع مباديء المبدأ الأول: خدمة لانفشل “مِنْ أَجْلِ ذلِكَ، إِذْ لَنَا هذِهِ الْخِدْمَةُ كَمَا رُحِمْنَا لاَ نَفْشَلُ” الخادم الذي يعيش مع المسيح عمره مايفشل أبدًا ولا يعرف روح الفشل ولا يعرف أن يقول مفيش فائدة بل دائمًا عارف ان فيه فائدة ودى اللى عبر عليه بولس الرسول”آية (في 4: 13): أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي) ،انا لوحدي معرفش أعمل حاجة أول مبدأ أن لا أفشل والخادم ميعرفش روح الفشل مثل ما قرأت فى أيه 16″الِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا”. + المبدأ الثاني :احترس من خطية الإنجيل المكتوم خطية الإنجيل المكتوم انت بتكون بتقرأ الإنجيل لكنه مكتوم بداخلك مش بيطلع من جواك لكنه لا يظهر قدامك ولا قراراتك ولا فى أفعالك مش شغاله لبد أن تكون كلمة الله حية وفعالة واحد بيعرف الإنجيل ،وأنت بتتكلم وبتخدم فى الخدمة لازم تشوف الإنجيل واضح وان ميبقاش فصل خدمة الا لما بيكون فيه الإنجيل موجود لازم نعلم ازاى الإنجيل يبقى حاضر فيك ولازم أكون محضر ودائمًا يضع الإنجيل فى فصل الخدمة مثل وجود الإنجيل الورقى يعني أنا دائمًا بكون محضر ولكن بأخذ معايا الإنجيل الورقي وأتعمد الفراءه منه ” سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 1: 3) طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ ) أحترس من خطية الإنجيل المكتوم إنجيلك لازم يكون حاضروفعال ” 3 وَلكِنْ إِنْ كَانَ إِنْجِيلُنَا مَكْتُومًا، فَإِنَّمَا هُوَ مَكْتُومٌ فِي الْهَالِكِينَ”. + المبدأ الثالث : لسنا نكرز بأنفسنا أيه 5 “فَإِنَّنَا لَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا، وَلكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ” لسنا نكرز بأنفسنا احنا كخدام وخادمات واحنا فى الكرمة وموجودين فى ملكية الله واحنا موجودين فى الكنيسة ونربي أولادنا أكثر خطية بتتعب الكنيسة والزمن اسمة الذات وفى مثل شعبي في مصر بيقول ” يا فيها يا اخفيها ” يعنى كلمتي اللى تمشي يامينفعش هذه الخطية تطيح بكل الجهود احترس أيها الخادم والخادمة لسنا تفضلًا من الله انه خلانى موجود فى الكنيسة لسنا نكرز بأنفسنا والصياغة صياغة جماعية وأحيانًا كنيسة تقول أحنا أحسن من الكنيسة الثانية ونحن لسنا نكرز بأنفسنا احترس من خطية ألانا لأن ده المؤهل الاول المطلوب مؤهلك الاول فى الخدمة هي “إنكار الذات” حقيقة نحن لسنا نكرز بأنفسنا بل بالمسيح يسوع ربنا هو أنا ايه يعني أنا عايز المسيح والسماء فقط . + المبدأ الرابع : لنا هذا الكنز أيه 7″وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ للهِ لاَ مِنَّا” ، أحنا أبسط خبطة تكسرنا لكن فى كنز اللى هو كنز الخدمة وكنز معرفة المسيح لنا ذا الكنز ليكون فضل القوة لله لا منا احكيلكم حكاية كان مرة واحد بيشتغل حاجب فى محكمة 5 وأجره كان 5 جنيه وبنته سألته انت بتقبض كام فى الشهر؟ فالأب أحتار فقالها أنا والقاضي بنقبض 100 جنية ، وهكذا أنا لوحدى بساوي ال5 جنية لكن انا وربنا حاجة كبيرة ليكون فضل القوة لله لا للناس لنا هذا الكنز وزمان كان عندنا فى الخدمة لما نقسم الفصول بيبدأوا من سنة 2 أبتدائي ويخلوا أخر فصل سنة أولى ابتدائى ويدوها للخادم المثالي الشاطر لأن أولي أبتدائي بداية التأسيس فهذه المهمة لا توكل الا للخادم الناجح . + المبدأ الخامس : لنا روح الإيمان اية 13 فَإِذْ لَنَا رُوحُ الإِيمَانِ عَيْنُهُ، حَسَبَ الْمَكْتُوب: “آمَنْتُ لِذلِكَ تَكَلَّمْتُ” نَحْنُ أَيْضًا نُؤْمِنُ وَلِذلِكَ نَتَكَلَّمُ أَيْضًا، هو يعنى أيه إيمان ” يعني الله حاضر أنا اشعر بحضور الله وموجود النهاردة الله عامل بيشتغل كل الوقت ، وفعال معى كل الوقت” وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ. آمِينَ.” لنا روح الإيمان أنا متأكد ان كنيستكم بنيت بالإيمان لدرجة مرة فكرت اعمل كتاب اسمه حكايات الكنائس ولنا روح الإيمان العامل انت بتربى أولادك بأي طريقة انت مش بتتعلم انت لسة بتتشكل يمكن لا نتذكر اللى خدمونا علمونا ايه لكن فاكرين شكلهم وطريقتهم وفى الخدمة لنا روح الايمان مش هي مش كلية هتخرجنا وتعطيني شهادة الإيمان ، يمكن فى الزحمة مش شايف غيرة فى بيتى ودراستى روح الإيمان فقط والقديس يوحنا ذهبي الفم بيقول “الله عندما يعطيك أو لا يعطيك انما يفعل هذا لخيرك “روح الايمان وكنيستنا بالروح اللي فيها والتاريخ قوية وممتدة ومن سنتين نتذكر شهداء ليبا الذين رضعوا روح الإيمان وعندما تعرضوا لموقف ظهرت حلواتهم وايمانهم الشديد الذى لايتزعزع. + المبدأ السادس :الداخل يتجدد بأستمرار اية 16 ” لِذلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا”، اى خادم فيكم لازم يتعب هو أنا مهما تعبت هيجي أيه فى تعب المسيح علشاني أذا كان الخارج يفني فالداخل يتممد الخادم لا يعرف الشيخوخة وبعدين الخادم جواه أقصى سن يوصله هو سن ال33 عمق الشباب سن ربنا يسوع المسيح للجسد على الأرض ميعرفش الشيخوخة تكبر يبقى عندك 60 و100 سنة لكن تفتخر وتقول عمرى 20 سنة اسمع بأستمتاع الأية ” وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا ” فالداخل فى القلب اللى جوه يتجدد يومًا فيوم وده جمال خدمتنا اوعى تعجز و تشيخ أوعي أفكارك تبقى قديمة مسيحك اللى جواك يجددك مثل النسر بيتجدد فترة بفترة بيبقى شباب ع طول والشباب الروحى فى حياة الخادم أوعى تكون شخص قديم فى خدمتك مفيش ابداع ويوجد مرضين يصيبونا الفقر فى الأبداع والمرض الثانى الإصرار فى التكرار وانتم مجتمعكم هنا كل لحظة فى جديد وعندما يكون الداخل متجدد تجد كل شوية فى أفكار وتقابلوا أفكار جديدة مع بعض ، ويجدد داخلك وجدد خدمتك وده المبدأ السادس الداخل يتجدد. المبدأ السابع ناظرين الى الابدية:- ايه 17 ” لأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا الْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا “ ناظرين للأبدية كنسيتنا فيها تقليد حلو أننا دائمًا ناظرين للشرق وأيها الجلوس قفوا وكل هذا علشان تقولنا بأستمرار اننا ننتظر مجيء المسيح وأولادك وهما صغيرين بتبصلهم انهم فى المستقبل سيكون لهم دور ولكن الأهم يكون لهم نصيب فى السماء ناظرين للأبدية ” أنا ذاهب لأعد لكم مكانًا يعطيك الحياة “أحفظ هذا المكان. هذه المباديء السبعة ضعها أمامك كدستور لخدمتك : 1- خدمة لانفشل 2- احترس من خطية لإنجيل المكتوم 3- لسنا نكرز بأنفسنا 4- لنا هذا الكنز 5- لنا روح الايمان 6- الداخل يتجدد باستمرار 7- ناظرين الى الأبدية وعندما تخدموا أولادنا اللى بنخدمهم يجب أن نضع بداخلهم و فى ذهنهم وقلبهم ” أجنحة الحياة الروحية لأنها هى التى بتنشأ أولادنا بها الصلاة الانجيل الاسرار الصلوات لها اشكالها الكثيرة الانجيل العهد القديم والجديد والاعتراف . أولًا: الخطية:- الخطية سلوك سيئ يغضب الله ولكن الخطية تأتى من خلال الفكرة تأخذ حوار والحوار تأخذ نتيجته أنا بقبل الخطية فكرة ثم حوار ثم القبول قبول الفكرة الخاطئة . ثانيًا: المسار الروحي:- علشان الواحد يعيش حياة روحية بيحتاج التغصب بمعنى عندما تكون أرادتى حاضرة وأغصب نفسي على عمل شيئ ثم أتعود ثم التمتع مع الحياة مع ربنا وأحيانًا يشبهها تشبيه لطيف يقولك الحياة مع ربنا تبدأ أن الواحد يأخذ دواء غصب عنه لازم ياخذه والخطوة الثانية يأكل البقوليات و البروتين والثالثة زى لفاكهة الاول دوا فيه أضطرار ثم التعود علشان كدة تلاقى الانسان ممكن يتعود على أي حاجة فى 40 يوم وهذا الرقك ذكر كثيرًا فى أصوامنا 40 يوم يقدر يتعود بقيت عادة وصوم الميلاد 40 يوم وأضيف له الثلاثة أيام بتوع نقل جبل المقطم والصوم الكبير 40 يوم ولكن أضيف له قبله أسبوع الأستعداد وأضيف بعده الالام ولو جيت فى اليوم ال 27 وكسلت أعمل أيه أرجع تأني أبدأ من الأول فتنشأ عادة في الإنسان المسار عبارة عن تغصب وتعود وتمتع مثل الفاكهة . ثالثًا : عمل كل يوم “التوبة اليومية “:- يجب أن تتعلم التوبة اليومية أوالنقاوة يعنى أن تنظف قلبك ثم التلمذة لازم أعلم ولادى أنه يأخذ حاجة ويتعلم حاجة بروح التلمذة الأباء يسموها فن الخضوع وفى الدير يعلموها لنا اكثر وفن الأتضاع وكل اللي بوصله من قاكة روحية يجعلنى أتضع أكثر ودائمًا الاتضاع حارس النعمة . خامسًا : لا يوجد خلاص خارج الكنيسة:- لا يوجد خلاص خارج الكنيسة كل شيئ يمكن أن نجدة خارج الكنيسة الأ الخلاص وكلكم فاكرين الترنيمة الجميلة “كنيستي هى بيتي هي أمي هي سر فرح حياتى ” هي بيتي لأن فيها سر الكهنوت و سر الابوة وسر مسحة المرضي للشفاء وهي أمي أسرتى ولدت فيها فنجد بها سر المعمودية وسرالزيجة ” وسر فرح حياتي “لأن فيها سر التوبة وسر الإعتراف ” لما بتوب وأعترف برتاح والمسيح يفرح ويملئنى فرحًا هى بيتى هى امى حلاوة الترنيمة دى وأرثوذكسيتها الرائعة وهذه الترنيمة بتقولنا ” لا خلاص خارج الكنيسة” سادسًا: العدو:- العدو اللى بيقف قصاد الانسان هم ثلاثة العالم المغري والشيطان اللى بيضحك علينا والذات وهو العدو المقيم معنا أحترس منهم فمغريات العالم كثيرة والشيطان دائمًا يصور لنا أشياء ويبررها لفعل الخطية ثم أحترس من ذاتك لأنها أساس كل الشرور وهذه خطوط عريضة ولكن وأنت بتتكلم وأنت بتحكي خد بالك من هذا العدو . سابعًا: الهدف النهائي “الملكوت”:- آية (مت 16: 26): لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ، وهذه الاساسيات حطوها فى التعليم وانت فى مدارس الاحد ضع كل هذه التعاليم أجنحة الحياة الروحية (الخطية ،المسار الروحي ،عمل كل يوم، لاخلاص خارج الكنيسة ،العدو ،الهدف النهائي). ربنا يحافظ عليكم ويبارك فى خدمتكم وعليكم مسؤولية كبيرة وانتم بتخدموا كل جيل وأزاى كل جيل يكون أمين ويسلم الجيل اللى بعده ربنا يحافظ عليكم ويحافظ على خدمتكة وخدمة الأباء الأحباء الأساقفة والكهنة لألهنا كل المجد من الان والي الأبد امين “ كلمة قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
05 أكتوبر 2018

الحياة الرهبانية

أقرأ بنعمة المسيح وأعيد على مسامعكم الانجيل اللى سمعناه في هذه العشية من انجيل معلمنا متى البشير في الاصحاح السابع " 22 كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23 فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ! 24 «فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. 25 فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِ. وسط الاحداث الواقعة في الكنيسة نتذكر أمنا العذراء انها ام لكل البتوليين وصورتها وسيرتها وشخصيتها هي النهج التي على أساسه قامت الحياة الرهبانية والحياة الديرية ، وولما نتصفح التاريخ المسيحي المصري نتصفح تاريخ امتد لقرون وقرون نجد من ايام القديس مارمرقس الرسول وتأسيسيه لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية التي تزعمت العالم المسيحي في العلم اللاهوتي وفى تفاسير الكتاب المقدس وكانت مدرسة ذائعه الصيت لذلك ظهر في تاريخ كنيستنا ابطال وعمالقة في اللاهوت والكتابيات وفى الابائيات وفى الحياة الكنسية وسلمونا ميراث غنى ولكن تواكب هذا مع عصور الاستشهاد و الكنيسة لم يكن بها فقط قامات إيمان لكن كان فيها قامات شهداء وظهر الاستشهاد في اشده ايضًا في أيام نيرون ولم يستد الامر الا بمجيء قسطنطين الكبير وأصدراه منشور ميلان عام 313 "ان تصير المسيحية ديانة معترف بها في انحاء الإمبراطورية اليونانية " وبدأت الكنيسة ترتاح ولكن غيرة الاقباط وغيرة حياتهم خافوا ان الراحة تفقدهم قوة الايمان فبعد ان كان الاستشهاد بالدم لذلك يسمونه الاستشهاد الأحمر بحثوا عن صورة أخر من صور الاستشهاد فظهرت الرهبنة وصار هذا النموذج في الحياة ناس تتفرغ لكي تعيش حياة مسيحيه حسب أصول الانجيل وظهر أول راهب في العالم في مصر من بنى سويف من قمن العروس وأسمه "القديس أنطونيوس الكبير "وهو اب لجميع الرهبان والقديس أنطونيوس نفتخر كمصريين انه الذى أسس الرهبنة التي انتقلت من مصر لكل العالم عايز اقولك العالم فيه الاف من الاديرة وانتقلت الحياة الرهبانية واصلها مصر وظهرت من القرن الثالث والرابع في جميع بقاع مصر القديس مكاريوس الكبير والقديس باخوميوس اب الشركة والقديس العظيم الأنبا بسنتاؤس، ببرية الأساس بنقادة، والانبا بولا اول السواح وتلاميذ وتلاميذ لهم وانتشار الحياة الرهبانية ، وأريد ان تعلم ان من كثرة الاديرة في التاريخ المصري مش لاقين أسماء يسموها فبقوا يسموها بالأرقام برقم بعدها عن مدينة الإسكندرية فبقى يقولك الدير التاسع يعنى يبعد عن الإسكندرية ب9 كيلو والدير العشرين وهكذا والذى يطالع خرائط قديمة عن صحارى مصر يجد عشرات من أسماء الاديرة المتناثرة في كل مصر يكفى ان تعلموا أيها الأحباء وهذه صفحه من التاريخ المسيحي المصري ان منطقة وادى النطرون وهذه المنطقة تعتبر جامعه الروحيات لذلك سميت الإسقيط تعنى مكان النسك وبيفتخروا بالانتماء لها مثال لذلك لو في طبيب أراد الدراسة او اخذ درجة علمية بيسأل عن اهم كلية بتعلم ويروح هناك ويفتخر بانتسابه لهذه الكلية وهكذا الرهبان يفتخروا بانتمائهم لأديرتهم وصارت منطقة وادى النطرون ومنطقة القلالي ومنطقة كليا مناطق اثرية صارت دار للنسك والحياة الناسكة وظهر عشرات الألوف من القديسين وظهرت الاديرة القبطية المصرية محط لأنظار العالم وصارت للخلوة الروحية وصارت جامعات في الحياة الإنجيلية اللى يقرأ في تاريخ الرهبنة يجد القديس يوحنا ذهبي الفم عندما جاء الى مصر وزار البراري العامرة بالرهبان والقلالي مكنش في أسوار كانت قلالى منشوبة ومتفرقة ووجد كل ناسك وكل راهب يعيش على شمعة وزار البراري والصحراء المغارات وشقوق الأرض ولهذا قال جملته الشهيرة " السماء بكل نجوهما ليست بجمال برية مصر بكل نساكها " فالرهبنة في مصر قديمة وتتسلم من جيل لجيل حتى جيلنا الحاضر . والحياة الرهبانية عامرة وصارت في مصر من القرن الثالث والرابع الميلادي الى مجيء المسيح . صارت الرهبنة قلالى فرداني بدأها الانبا انطونيوس وتجمع حواليه تلاميذ يتعلم منه وهكذا كل راهب يذهب ويبقى له تلاميذ اخرون وهكذا ، ورهبنة فلسطين أساسها مصر ورهبنة سوريا أساسها مصر ورهبنة العراق وايرلندا أساسها مصر أيضًا ويوجد رهبان اقباط مصريين ذهبو لألمانيا ونشروا الرهبنة ونقلت الروح الرهبانة وصار جيل يسلم جيل. ونقرأ في الكتب الرهبانية جملة "فى مرة سئل أخ شيخًا " يعنى راهب صغير سئل راهب شيخًا وصار من هنا مفهوم الرهبنة فيها اباء شيوخ عاشوا واختبروا القداسة وفى تلاميذ تعلموا على أيديهم وهكذا تصبح النسبة متساوية ومتقاربه جيل يسلم جيل وصار لحياة الرهبان لها نظام . أيها الحبيب لا تنظر لضعفات أشخاص واحد يغلط او اثنين ولكن الكيان نفسه كيان نقى والكيان أختبرعبر القرون والراهب ثلث وقته للصلاة وثلث وقته للقرأه والدراسة وثلث وقته للعمل الاعمال اليدوية وبنقول في الدير ساعه صلاة ساعة قرأه ساعة عمل وكل ساعه في الدير معناها 3 سعات لأننا بحسب صلوات الاجبية باكر 6 ص والثالثة الساعة التاسعة يعنى ثلاثة سعات صلاة و3 سعات دراسة و3 سعات عمل، ونسمع قديمًا عن نسخ الانجيل فكان يأخذ 30 سنه ولنسخ المخطوطات سنين ونسمع بعض الإباء يقولك انا خلصت مار اسحق وهكذا . ومازلنا نعمل كدة في اديرتنا ولغاية النهاردة رهبان كتير بتنسخ وتترجم الكتابات ، ولان الاعمال اليدوية كانت قليلة علشان يبيعوا شغل أيديهم علشان يعيشوا وتطورت أيضا الاعمال وتوجد اعمال أخرى يعنى لو راهب طبيب يكون مسؤول عن العيادة وصحة الإباء ولو راهب مهندس يكون مسؤول عن التعمير والانشاءات ولو راهب دارس زارعة يكون مهمته في العمل استصلاح الأرض وقيسوا على هذا أشكال كثيرة وهكذا صار في عمل وصار في مجتمع . وبنيت الحياة الرهبانية على ثلاثة نذور 1-نذر الفقر: +الرهبنة المصرية رهبنة الكفن والراهب بينام ونغطيه بستر وهو الكفن "أرجوكم يا أحباء علشان دلوقتى الدنيا هايجه وكلام كتير مش صح وكل واحد بيقول حكاية ارجوكم انتبهوا واعيد على مسامعكم "في ذلك اليوم يقولون يارب يارب اليس با.... +أقولهم انا لن اعرفكم قط اذهبوا عنى يا فاعلى الاثم " وفى ناس بتغلط الحياة الرهبانية ليست حياة سهلة وأحيانًا يأتى الى شاب أو شابة يقول لى عايز اترهبن أقول له يا حبيبي الرهبنة لا تناسبك وده اختبار مع كل الإباء الرهبنة حياة صعبة ولا يقدر عليها اى احد ولذلك تحتاج نفسية خاصة حياة خاصة انا بدخل الدير علشان أكمل مش علشان ابدأ انا مش بدخل وأسيب كل حاجه وارجع ادور على كل حاجه تانى . وفى نذر الفقر يلبسونا جلبيه ويعطونا ميرت ويقولوا لنا احتياجاتك نقدمها لك كده عيش حياتك والاحتياجات جاية منين من تبرعاتكم اللى بتحطوها جوه الدير انت بتساهم في نقاوة الحياة الرهبانية لذلك يجب ان تحافظ عليها وهذا اول نذر الفقر. 2- نذر الطاعة : نذر الطاعة يعنى التخلي عن المشيئة الشخصية "الهوى الشخصي" مش بمزاجك في قانون ونظام الدنيا مش سايبة واذا كسرت قانون الدير لا تستحق بقائك في الدير الأول الفقر الاختياري ثانيا الطاعة . 3- نذر التبتل: والتبتل القصد منه التفرغ الكامل للحياة الروحية مع الله ونقول في الدير المسيح عريس نفسي ويصير حياة الراهب صباح ومساء يفكر كيف سيقابل المسيح كلمة راهب في اليونانية موناخوس MONAXOS تعني متوحد واحد لوحده لكن في اللغة العربية تعنى انسان يرهب وجه الله انسان حاطط امامه وجه الله "جعلت الرب امامى في كل حين انه على يمينى فلا اتزعزع " الفقر الاختياري والطاعة والتبتل اى كسر لهذا النذور كسر للرهبنة طبعًا أديرتنا فيها مئات من الرهبان وملتزمين وأنا شخصيًا لما بروح الدير واقابل بعض الإباء الشيوخ ابقى حاسس بالسعادة واترقب كل كلمة بيقولها لي واخذ بركتها ، قيمة الاديرة القبطية في حياتنا المصرية وما قيمة الاديرة لمصر الاديرة واحات صلاة تصلى من اجل العالم كلة ومن أجل الأرض +ويمكن ان نشبه اديرتنا بصلواتها المستمرة حارسة لحدود مصر الصحراء فكأن صلوات النقية لهؤلاء الإباء يوم الراهب يبدئ من الساعة الرابعه وتبدأ بصلوات مرفوعه وصولًا لصلوات القداس وصلوات شخصية ومن الحاجات الجميلة لما تلاقى راهب ماشي في الصحراء وفمه بيتكلم يقولك "ابونا بيزمر" يعنى يقول مزامير حافظها وابونا اللى في المطبخ عمال يقول مزامير وحتى لما بنروح دير ونفطر نلاقى الفول طعمه جميل مهما كان الاكل بسيط بيكون مملوء بالبركة، وانا مكنتش احب البصارة وأول مرة أكلها كانت في الدير لما +أطلبت منى روحت الدير ومسكوني مطبخ وقالولى "أعمل بصارة " واللي يعمل حاجه يأكلها هكذا هي حياة الدير البسيطة +وكل اديرتنا بخير اوعى تهتز " فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ" الذى يسمع أقوالى ويعمل بها يبقى عاقلًا واللى ميسمعش ميبقاش عاقل وهذه الايام كل واحد يقول كلام وجرائد عماله تكتب لي مقالات ليس لها اى معنى "وصدمت ذلك البيت فلم يسقط لأن أساسه كان ثابتًا على الصخر على المسيح "، لكن احنا كبشر مازال الانسان تحت الضعف البشري والضعف البشرى مش نروح فيه بعيد نروح لغاية المسيح نقول له يسوع أخترت كام تلميذ يقول 12 بطرس ويعقوب ويوحنا .... ونقوله يعنى يارب اخدتهم كلهم منتقيين ولكن اللي حصل ان ال 12 شافوا معجزات المسيح وشافوا أمثال وتعاليم المسيحة لكن في واحد يشوف ويخزن جوه قلبي ويعمل كل هذا بداخله وفى الصور الرمزية اللى قدمنا بلتلاميذ المسيح يقول كان يتكأ على صدر المسيح في المقابل تلاقى واحد مش عاجبه حاجه ويفكر يبيع سيده يا يهوذا هو انت مشفتش معجزات المسيح بس مدخلتش جوه قلبه لا مقابلاته ولا تعاليمه ولكن دخل فيه شيطان " كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً" في كل مجتمع يظهر يهوذا واتجاسر وأقول في كل 12 يظهر يهوذا وهو يمثل الخيانة بكاملها ، +لا تهتزوا يا أخواتي يوجد الله ضابط الكل ولان ممكن عبر التاريخ في رهبان سقطوا ، أيام يوحنا ذهبى الفم راهب وقع في خطية ومن نفسه ساب الديرووالقديس يوحنا كان عارف انه وقع عن ضعف وصغر نفس في بالوعة اليأس ويوحنا ذهبى الفم كتب له رسالة ترجمت اسمها "ستعود بقوة أعظم "قرا الرسالة وتاب ودخل ديرة مخرجش غير لما مات كتاب موجود وطبعته كنيسة مارجرس سبورتنج "ستعود بقوة أعظم ". القصص في التاريخ الرهباني كثيرة والحروب في التاريخ الرهباني أكثر مرة راح الراهب لمعلمه قال له أنا زهقت من الدير علشان مضايقات الاخوة كثيرة واسمح لى ان اخرج وابنى قلاية خارج الدير فرد عليه المعلم رئيس الدير "اذا لم تحتمل مضايقات الاخوة فكيف تحتمل محاربات الشيطان وانت في وسط اخواتك محمى ومحاربات الشيطان كثيرة " وتوجد كتب لثيوفان الناسك اسمها المحاربات الروحية في 4 أجزاء . +أتكلم واعرف أزاي الشيطان بيضحك على الانسان مرة ظهر لراهب وقال له انا المسيح تعالى اسجد لى والراهب قال لو كنت المسيح لما قلت ذلك ورشم عليه الصليب وقيسواقصص لا تنتهى عدو الخير يحارب ويسقط لذلك مسؤوليتكم جميعًا أن تحافظوا على نقاوة الدير والرهبان والراهبات في كل حاجه كل شيء حتى في مكالمة التليفون الهدية والزيارة ملهاش لزمة . +ولازم الكنيسة تضبط باستمرار الحياة الرهبانية والكلام ده مش في زماننا هذا فقط ولا علشان اصدرنا قرارات منذ أيام بل اجتمعنا لجنة رؤساء الاديرة وكان عددنا 19 رئيس دير وأنا وسكرتارية المجمع المقدس وتناقشنا 3 سعات واصدرنا ال12 قرار +ويطلع واحد يقول لك البابا اللى أصدرها لوحده واباء الكنيسة بيعملو ايه والمطارنة والأساقفة بيعملوا ايه؟؟ اعرف في أيام البابا كيرلس اصدر قرار بعودة كل الرهبان للأديرة وكان في اديرة فقيرة وكان الرهبان يروحوا يشوفوا اكل ودخلت الدير سنة 86 وانا كنت شاب وداخل له وبسأله ابونا اترهبنت امتى قال اترهبنت سنة كذا اللى كنت انا اتولدت فيها معناها انه راجل شيخ فبقوله اوصف لى الدير وقت ما اترهبنت قال لى " كونا حمار واربع رهبان في الدير افتكرت يقصد نفسه قال لا كونا حمار واربع رهبان قال الحمار الأول لأنه هو اللى كان معيشنا قال هو كان ينزل للوادي نجيب اكل ولو الحمار كان حصل له مكروه كان يموتوا الاربعه ،هكذا الاديرة عاشت بالصلوات +عندنا لجنة مجمعية وده عمل قانوني ورسمي ولها مقرر وهى من اختصاصها شؤون الرهبان والاديرة وبتحصل مشكلات كثيرة وبنحلها والمشكلات نحقق فيها وعندنا مجموعة من الخطوات لأصلاح حياة الراهب او الراهبه أحيانا نذره وننصحه وياخذ قانون روحى ويطبقه جوه القلاية وننقله دير تانى سنة ونشوف حاله ايه ونرجعه وراهب دير كذا دى عيلته واحيانا يتنقل خالص حسب النوع للخطأ وأحيانا يصل الامر للتجريد والشلح لو كان كاهن كل دى خطوات لازمة لضبط الحياة الرهبانية. +وايام البابا شنودة اخذ قرار بأنهاء خدمة الرهبان الذين يخدموا في الكنائس بعد كل سبعة سنوات يعنى الراهب يخدم 7 سنين ويرجع ديرة . +عندما وقع الحادث المؤلم يجب ان تنظروا اليه على انه جريمة هذه الجريمة فيها مجني عليه وجانى برة الكنيسة خالص وحتى الان التحقيقات لم تنتهى والتحقيقات التي تقوم بها الشرطة والنيابة هي تحقيقات في جريمة امر عادى الغرابة ان الجريمة حصلت داخل دير ولرئيس دير لكنها جريمة اولا وأخيرا وفيها مجنى عليه وهو المتنيح الأنبا ايبفانيوس وفيها جانى مش عارفينه واى تحقيق يستمر والاتهامات تتفرق على كثيرون ومفيش حاجه للخواطر الجرائم ليس فيها خواطر وليس من صالح أحد التستر على أحد +ولما اصدرنا القرارات اصدرنا من اجل ضبط الحياة الرهبانية ونصدر وانتم كشعب تساعدونا كل واحد يعرف مسؤليته ولما بتقدم شيء ان +ولما بتروح تزور الدير بتاخد بركة الدير والجدران مليئة بالصلوات ومليئة بالبركات ومن النعم ربنا ان اديرتنا مفتوحة للزيارة للجميع ومازالت معظم الاديرة ملتزمة ومنضبطة ولسه في قرارات تانية لضبط الحياة الرهبانية وفى ضعفات و والراهب يعيش في الدير لأنه هو اختار الحياة وقفنا قبول أي اخوة ووقفنا الدرجات الكهنوتية لان الاديرة واحات صلاة بتروح علشان تترك العالم اللى عايش فيه تستنشق عبير الروحانية بمجرد مشاهدة الإباء اللى عايشين في القداسة بمجرد رؤيتهم تملىء النفس فرحًا والكلام اللي بقوله مش يعرفه حد الا اللي اختبره ،لا تنسوا ان الاديرة في تاريخ مصر كانت تحفظ من المجاعات نقرا في تاريخ دير الانبا شنودة رئيس المتوحدين انه كان يفتح الدير للناس أيام المجاعات والانبا باسيليوس الكبير في القسطنطينية كان يتفح الدير من اجل اللاجئين وقوانين الوراثة +دلواقتى العالم كله بيتكلم فيها اول واحد فكر فيها كان راهب وقيسوا على هذا هولندا الارض الساقطة وعلشان يكبروا البلد ردموا البحر وكان صاحب الفكرة رهبان وانشأ جامعات ، التاريخ تاريخ منير ومفرح هذه البذرة بدئت من مصر روسيا فيها 1000 دير وألمانيا 1200 إيطاليا 1500 وفرنسا 1500 ونحن لنا اديرة خارج مصر 20 دير اديرة اعترفنا بيها وجنوب افريقيا وأستراليا ودول اوربا السودان فلسطين اديرة قبطية مصرية +علشان كدة ارجوكم لا تهتزوا ونحتاج الحافظ على الحياة الرهبانية والديرية لا تنسوا نظرية يهوذا كل مجتمع ولما نسمع عن واحدر راح ينتحر عدو الخير يشتغل جواه مش يهوذا راح انتحر بردة في جريمة جواه انه سلم معلمه وخانه وباعه بثلاثون من الفضه ضميره لم يسكت بل اعرفوا أيها الأحباء اننا في الكنيسة بدء من البطرك والأساقفة والمطارنة والكهنة والخدام والشمامسة والرهبان والراهبات لنا ضمير ومسؤلية امام الله ولا نتحرك بفكر العالم +انتبهوا اللى الصفحات الصفراء مطبوعه اوسوشيال ميديا مش كل حاجه تتقرى وتتبعت ونشكر الله ليس لدينا ما يخفيه وايمان الكنيسة محمى بصاحب الكنيسة المسيح لكن الاتهامات لا تنتهى وانا أتذكر من أسبوعين الرئيس السيسى في حفل تخرج طلبة كلية الشرطة ذكر أحصائية مرعبة ان فيه 3 اشهر مصر تعرضت الى 21 إشاعة في 3 شهور ضد البلد ضد الاقتصاد ضد الكنيسة وفى حرب العالم وضع في الشرير انتبه علشان كده المواقع تتقفل للرهبان واى موقع صحبه هيتعرض لإجراءات كنسية وانت من نحيتك تكلم ابونا وامنا وعايز تعرف عيش حياتك نقية احذروا الصفحات الصفراء بكل صورها احذروا الاشاعات احذروا جرعات اليائس وعاملين يفجروها الكنيسة المصرية واحدة من أقوى كنائس العالم والاكليروس فيها بقلب واحد وبايد واحده وقلبهم على الكنيسة +"كونوا حماء هذا لاانسان يحتاج الانسان العاقل الغير مستع=هتر كونوا مصلين نشكر ربنا اانا في صوم العذراء حول كل المشكلات الى صلاة ومن اجل ابونا ومن الكنيسة ومن اجل الدير وطلبة البار ت الله يريد ان يبحث عن ابرار كونوا واثقين في الله ضابط الكل هو الذى يقود كنيسته ولا تلوث ذهنك ولا فكرك ولا عينيك ولا ودانك بكلامك اللى ملوش معنى وأقرأ اليكم مرة أخرى " العشية من انجيل معلمنا متى البشير في الاصحاح السابع " 22 كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟23 فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!24 «فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا، أُشَبِّهُهُ بِرَجُل عَاقِل، بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ25 فَنَزَلَ الْمَطَرُ، وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ، وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ، وَوَقَعَتْ عَلَى ذلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ، لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّسًا عَلَى الصَّخْرِالكنيسة التي تعمل باقوال المسيح كنيسة عاقلة والراهب اللى بيعمل باقوال المسيح راهب عاقل بنى بيته على الصخر مش اشاعات الفيس بوك المسيح يحفظكم جميعًا ويحفظ الكنيسة المصرية أحد دعائم مصر ويحفظ أديرتنا بصلواتنا المرفوعة عن مصر وعن كل العالم لالهنا كل المجد والكرامة من الأن والى ابد الابدين امين قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
12 نوفمبر 2019

المسيح في سفر التكوين - بركة يعقوب لأبنائه

كانت بركة أبينا يعقوب لأبنائه الأسباط الاثنى عشر مليئة بالمعاني المسيانية.. التي تشير إلى السيد المسيح بمنتهى الوضوح.. تعالوا معًا نشبع بكلمة الله، ونتأمل في هذه المعاني"ودعا يعقوب بنيه وقال: اجتمعوا لأُنبئكُم بما يُصيبكُم في آخر الأيام. اجتمعوا واسمعوا يا بني يعقوب، واصغوا إلى إسرائيل أبيكم" (تك49: 1-2)إن آخر الأيام التي يتكلم عنها الأب يعقوب هي أيام مجيء المسيا. (1) رأوبين "رأوبين، أنت بكري، قوتي وأول قدرتي، فضْل الرِّفعة وفضل العزِّ" (تك49: 3)إنه يرمز للبّر الذاتي والكفاية البشرية.. إنه "بكري وقوتي وأول قدرتي".. لذلك ليس له نصيب مقدس مع الرب بسبب هذا البر الزائف، وهذا رمز للفريسيين الذين وبخهم السيد المسيح بقوة لذلك قيل: "لأنه هو البكر، ولأجل تدنيسه فراش أبيه، أُعطيت بكوريته لبني يوسف بن إسرائيل، فلم يُنسب بكرًا" (1أخ5: 1). إن كل مَنْ يعتمد على مهاراته وقدراته البشرية يُحرم من نعمة الله. (2) ،(3) شمعون ولاوي يشيران إلى الكتبة والكهنة إنهما "أخوان، آلات ظُلم سيوفهما" (تك49: 5) لأن الكتبة والكهنة قد ظلموا المسيح، وجمعوا عليه مجمعًا ظالمًا لذلك قيل: "في مجلسهما لا تدخل نفسي. بمجمعهما لا تتحد كرامتي" (تك49: 5)"لأنهما في غضبهما قتلا إنسانًا (ربنا يسوع المسيح)، وفي رضاهما عَرقبا ثورًا (الذبيحة المقدسة)" (تك49: 6) لقد أسلموا المسيح حسدًا، وبغضب شديد أرادوا أن يصلبوه، وإذ هم قد فرحوا وسروا بأنهم تخلّصوا من المسيح كان هذا الرضا بمثابة تقديم الذبيحة المقدسة التي هي ربنا يسوع المسيح على الصليب المقدس فتحقق فيهم هذا القول النبوي "في غضبهما قتلا إنسانًا وفي رضاهما عَرقبا ثورًا". (4) يهوذا هو السبط الذي تجسد منه السيد المسيح، لذلك قيل في النبوات: "لأن يهوذا اعتز على إخوته ومنه الرئيس" (1أخ5: 2)والنبوة الخاصة بيهوذا تشير بكل وضوح إلى ربنا يسوع المسيح فتقول"يهوذا، إياك يحمد إخوتك" (تك49: 8) لأن منه يأتي "المسيح حسب الجسد، الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد. آمين" (رو9: 5)"يدك على قَفَا أعدائك" (تك49: 8)لأن السيد المسيح انتصر على الشيطان "يسجد لك بنو أبيك" (تك49: 8)لأنه هو الله الظاهر في الجسد فيحق له السجود والعبادة "يهوذا جَرو أسد" (تك49: 9)وقيل عن السيد المسيح"الأسد الذي من سبط يهوذا" (رؤ5: 5)"من فريسة صعدت يا ابني" (تك49: 9) هو أسد بسبب قيامته بقوة، وهو فريسة لأنه صُلب عن ضعف، ولكن بالصليب غلب الشيطان، وحطم مملكته، ثم صعد من هذه الفريسة بالقيامة من الأموات "جثا وربض كأسد وكلبوة" (تك49: 9) لأنه مات ودفن في القبر "مَنْ يُنهضه؟" (تك49: 9)مَنْ يستطيع أن يقيمه من الموت إنه سيقوم بقوته الذاتية الإلهية "لا يزول قضيب من يهوذا" (تك49: 10) قضيب الملك لأن السيد المسيح هو "ملك الملوك ورب الأرباب" (رؤ19: 16) "ومُشترع من بين رجليه" (تك49: 10) أي واضع شريعة من نسله والسيد المسيح نسل يهوذا، وهو واضع شريعة الكمال للعهد الجديد "حتى يأتي شيلون" (تك49: 10)شيلون هو اسم نبوي للمسيا ومعناه "الأمان" "وله يكون خضوع شعوب" (تك49: 10)لأن كل الأمم وليسو اليهود فقط قد خضعوا للمسيح، وصار له في كل مكان كنيسة وشعب مجتمع يحبه ويخدمه ويعبده بالحق "رابطًا بالكرمة جحشه، وبالجفنة ابن أتانه" (تك49: 11)الكرمة والجفنة هي سر الإفخارستيا، والجحش ابن الأتان هو الكنيسة التي ركبها المسيح، ودخل بها إلى أورشليم السمائية، وقد ربط هذه الكنيسة المجيدة بسر دمه الطاهر في التناول من الإفخارستيا، فصارت علامة الكنيسة المسيحية الحقيقية هي الارتباط بالقداس والإفخارستيا "مُسوَد العينين من الخمر" (تك49: 12)إشارة إلى وضوح رؤية العين بسبب التناول من جسد الرب ودمه "عرفاه عند كسر الخبز" (لو24: 35) "مُبيض الأسنان من اللبن" (تك49: 12) إشارة إلى قوة الأسنان بسبب الشبع من اللبن الروحي الذي هو كلام الله "سقيتُكم لبنًا لا طعامًا، لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون" (1كو3: 2)والأسنان هنا ترمز إلى الكلام الخارج من فم الإنسان، يكون هذا الكلام قويًا مؤثرًا لأنه شبعان بكلمة الله "الغذاء العقلي". (5) زبولون "زبولون، عند ساحل البحر يسكن، وهو عند ساحل السفن، وجانبه عند صيدون" (تك49: 13) يرمز إلى الكرازة بإنجيل المسيح بين الأمم (ساحل البحر)، ومن خلال الأسفار في البحر عدة مرات (ساحل السفن). (6) يساكر "يساكر، حمار جسيم رابض بين الحظائر. فرأى المحل أنه حسن، والأرض أنها نزهة، فأحنى كتفه للحمل وصار للجزية عبدًا" (تك49: 14-15)إشارة إلى أتعاب الخدمة واحتمال أثقال الآخرين، والأرض النزهة هي الأرض المخصبة التي أنتجب قمحًا وعنبًا لجسد الرب ودمه الأقدسين، وهذان هما أكبر مُشجِّع لأن نحنى أكتافنا لحمل الآخرين. (7) دان "دان، يَدين شعبه كأحد أسباط إسرائيل. يكون دان حيَّة على الطريق، أفعوانًا على السبيل، يلسع عَقبي الفرس فيسقط راكبه إلى الوراء" (تك49: 16-17)إنه السبط الذي سيأتي منه (ضد المسيح) في آخر الأيام، فهو "حيَّة على الطريق" إشارة إلى فعل الشيطان. ولذلك يختم النبوة عنه بكلمة "لخلاصِك انتظرت الرب" (تك49: 18). (8) جاد "جاد، يزحمه جيش، ولكنه يزحم مؤخره" (تك49: 19) يشير إلى الجهاد الروحي. (9) أشير "أشير، خبزه سمين وهو يعطي لذات ملوك" (تك49: 20)يشير إلى ثمار الجهاد الروحي، وفيض النعمة. (10) نفتالي "نفتالي، أيِّلة مُسيَّبة يُعطي أقوالاً حسنة" (تك49 :21)يشير إلى النفوس حديثة العهد بالعبادة الروحية الحقيقية، وهي نفوس رقيقة مرهفة "آيلة مُسيَّبة". (11) يوسف "يوسف، غصن شجرة مثمرة، غصن شجرة مثمرة على عين" (تك49: 22)يوسف كلمة معناها "يزيد"، وهو يشير إلى الثمر المتزايد، كمثل السيد المسيح الذي أثمر بتعبه وصليبه وأنتج شعبًا عظيمًا والعين هي ينبوع الروح القدس الذي يعطي النعمة في الكنيسة "أغصان قد ارتفعت فوق حائط" (تك49: 22): الحائط كان من المفترض أنه يعوق نمو الشجرة، ولكنه صار لها سورًا. فكل ما قابل يوسف من ضيقات كان من شأنه أن يعوق نموه الروحي، ولكنه صار دعامة لهذا النمو وكذلك بالنسبة للسيد المسيح كانت كل الضيقات والآلامات التي قابلته سببًا في خلاص الإنسان "فمررته ورمته واضطهدته أرباب السهام" (تك49: 23) إنهم الشياطين وأعوانهم من الكتبة والفريسيين ورؤساء الشعب الذين مرروا السيد المسيح، ورموه بأفظع الاتهامات، واضطهدوه حتى الصليب "ولكن ثبتت بمتانة قوسه، وتشددت سواعد يديه" (تك49: 24) لأنه قام من الأموات منتصرًا على شوكة الموت والجحيم والخطية والشيطان. (12) بنيامين "بنيامين، ذئب يفترس. في الصباح يأكل غنيمة، وعند المساء يُقسِّم نهبًا" (تك49: 27)إنها نبوة عن بولس الرسول الذي كان في بداية حياته يأكل غنيمة.. حيث كان يضطهد المسيحيين، وفي نهاية حياته كان يُقسِّم نهبًا. أي أنه نهب مملكة الشيطان لحساب مملكة المسيح. لقد كان ذئبًا يفترس، وصار حملاً وديعًا للمسيح إنها نبوة رائعة.. ليست عن أبناء يعقوب بالجسد بل عنا نحن المسيحيين، وإلهنا المحبوب ربنا يسوع المسيح الذي آمنا به لنخلُص ونصير شعبه بالحقيقة. نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
01 مايو 2020

القديس يوحنا الحبيب

في عيد القيامة وفرحة القيامة التي نحتفل بها فى الخمسين المقدسة, عيد القيامة ليس يوماً واحداً لكن نعتبرهم خمسين يوم أحد كأنه يوم أحد كبير ممتد من عيد القيامة إلى عيد العنصرة.من التداريب الروحية القوية فى الخمسين المقدسة أننا نقرأ الأسفار التي كتبها القديس يوحنا (إنجيل يوحنا ـ 3 رسائل ـ سفر الرؤيا).نتقابل فى فترة الخمسين المقدسة مع شخصيات كثيرة تقابلت مع السيد المسيح حيث ظهر المسيح لمدة 40 يوم فى ظهورات فردية كما لتوما وأيضاً جماعية مثل تلميذي عمواس والتلاميذ, فى فترة الخماسين نقترب إلى السيد المسيح لكي ما نتعرَّف عليه أكثر وأكثر.من ضمن الشخصيات الكثيرة التي تقابل معها السيد المسيح هو القديس يوحنا الحبيب. من هو القديس يوحنا الحبيب؟ هو القديس الذي كان يتكئ على صدر السيد المسيح فهو كان قريباً جداً من قلب المسيح. هو الذي اختاره السيد المسيح لكي ما يرعى أمه. هو الذي كتب عن نفسه: “التلميذ الذي كان يسوع يحبه “, هذا يجعلنا نغير منه ونطلب أن نصير مثله. القديس يوحنا هو إنسان عادي, صياد سمك من عائلة ميسورة. معنى اسمه: “اللَّه يتحنَّن”، وأبوه زَبْدِي (هبة اللَّه) وأمه سالومى (تعني: سلام صهيون) وأخيه يعقوب الذي عرف بيعقوب الكبير ضمن تلاميذ المسيح وأول شهيد من الاثني عشر. امتاز يوحنا بأنه يعرف المسيح, ما يُسمِّى بموهبة التَّعرُّف القلبي. من ألقابه: الرسول, الإنجيلي, اللاهوتي, الرائي, الحبيب, رسول المحبة, التلميذ الذي كان يسوع يحبه, التلميذ الذي إتكئ على صدر المسيح. عندما كبر في السن كانوا يحمله تلاميذه ليقول العظة، وكانت عظته من 3 كلمات فقط: “حبوا بعضكم بعضاً”. المعجزة التى قرأنها اليوم هى ” معجزة صيد 153 سمكة ” آخر معجزة في إنجيل يوحنا. المعجزة باختصار: حين ذهب 7 من التلاميذ كي يصطادوا طول الليل ولكن بلا جدوى وفي بداية النهار رأوا شخص على شاطئ بحرية طبرية يسألهم إذا كان معهم إداماً (سمك)؟ فقالوا: لا.. فقال لهم: ألقوا الشباك على جانب السفينة الأيمن فتجدوا سمك. فأطاعوا. وبالفعل اصطادوا سمك، فأخذوا منه السمك الكبير وعددهم 153 سمكة و7 صيادين مختبرين يعرفوا أن الصيد ليلاً ليس فى بداية النهار ولم يعرفوا مَن الذى قال لهم هذا؟ ولكن واحد منهم فقط صرخ وقال: “هو الرب” يوحنا الحبيب, السيد المسيح ممكن أن تقابله في عابر سبيل, في طفل صغير, عند البئر, عند الشجرة, ليلاً مثل نيقوديموس, وسط الزحام الشديد, حتى وهو مصلوب على الصليب مثل اللص اليمين. درِّب قلبك كيف تكتشف حضور المسيح, نعمة عالية نطلبها باستمرار ونقول: أعطنا يارب أن نشوفك ونسمع صوتك.مريم المجدلية عند القبر كانت تبكي فلم ترَى المسيح، ولكن عندما نطق بِاسمها وقال: “يا مريم” صرخت: “رَبّوني” أي يا مُعلِّم، وأمسكت به ولم تُريد أن تتركه فهى رؤيا واحدة وإحساس واحد تصطاد به المسيح.أيضا تلميذى عمواس كانا يتكلَّما مع المسيح ولم يعرفاه إلاَّ عند كسر الخبز، فاختفى عن عيونهم.ما فعله السيد المسيح مع مريم المجدلية وتلميذي عمواس والتلاميذ يستطيع ويحب ويقدر أن يفعله اليوم مع كل شخص مِنَّا, في غرفتك, في قلايتك, في عملك, في خدمتك, في وسيلة مواصلات, فدرِّب نفسك على هذه الموهبة القلبية التي بها تتعرَّف على شخص المسيح, هذه الموهبة تبدأ أولاً: عندما يمتلئ قلبك بالمحبة. لماذا كتب يوحنا أسفاره؟ الإنجيل: لتعرفوا كيف تحبوا المسيح. الرسائل: لتعرفوا كيف تحبوا الكنيسة. الرؤيا: لتعرفوا كيف تحبوا السماء. أعطانا هذه الأسفار لكي ما نعرف طريقنا، فالمحبة هى طريقنا إلى قلب يسوع والكنيسة وهى طريق السماء. أسباب كتابة انجيل يوحنا؟ سبب لاهوتي: لتثبيت الإيمان، فكتبه بطبيعة لاهوتية. سبب دفاعي: للدفاع عن الإيمان وتصحيح الأفكار الخاطئة وبعض الهرطقات التي ظهرت في نهاية القرن الأول. سبب تعليمي: ليُعلِّمنا المحبة الإلهية. سبب كرازي: هو رسالة الأبدية. تقسيم إنجيل يوحنا إلى: 1. المقدمة: هى نشيد الكلمة أو نشيد اللوغوس. 2. الخاتمة: (الأصحاح 21). 3. جزء المعجزات (1 ـ 12): به 8 معجزات. 4. جزء الآلامات (13 – 20): به شرح تفصيلى لآلام السيد المسيح إلى القيامة والأصحاح 17 نُسمِّيه: “قُدس الأقداس” وهو الصلاة الوداعية أو الشفاعية التي فيها شهوة قلب المسيح وهى أن يكون الجميع واحد: (الفرد – البيت – الكنيسة – كنائس العالم كله). نعتبر القديس يوحنا هو فيلسوف المحبة, مُحب للحكمة التى هى المحبة. تدريب: أقرأ إنجيل يوحنا وعيش داخله وابحث فيه عن المحبة من آيات أو مواقف واطلب من اللَّه أن يعطيك موهبة التعرُّف عليه. قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل