المقالات

20 يوليو 2023

شخصيات الكتاب المقدس أسينكريتس الرسول

أسينكريتس: إسم يونانى معناه لا نظير له (رو16: 14). اسينكرتيس خدم في رومية، تنيح بسلام رو 16: 14 سلموا على اسينكريتس فليغون هرماس بتروباس وهرميس وعلى الاخوة الذين معهم. اسم هذا القديس يونانى ومعناه (لا نظير له) وهو احد المسيحين فى مدينة رومية ومن ضمن الذين ارسل اليهم الرسول بولس تحياته (رو 16: 14) وربما يكون اسم هذا القديس مأخوذ من نبات الاس.وهذا النبات اوراقه خضراء بل دائمة الخضرة ويسمى هذا النبات بالعبرية هدس وهذا ما كان يطلقه عليه عرب اليمن ويسمى هذا النبات ايضاً ريحان.فإذا كان هذا النبات الريحانى الدائم الخضرة فى اوراقة فهذا الرسول العظيم يبدوا من خلال اسمة انه كان دائماً كشجرة مغروسة عند مجارى المياة التى تعطى ثمرها فى حينه وورقها لا يذبل (مز 1: 3).
المزيد
20 أغسطس 2023

لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب الأحد الثانى من مسرى

نقرأ في إنجيل لوقا البشير أصحاح 5 : 27 – 39{ وبعد هذا خرج فنظر عشاراً اسمه لاوي جالساً عند مكان الجباية فقال له اتبعني فترك كل شيءٍ وقام وتبعهُ وصنع له لاوي ضيافةً كبيرةً في بيتهِ والذين كانوا مُتكئين معهم كانوا جمعاً كثيراً من عشارين وآخرين فتذمر كتبتهم والفريسيون على تلاميذه قائلين لماذا تأكلون وتشربون مع عشارين وخطاةٍ فأجاب يسوع وقال لهم لا يحتاج الأصحاء إلى طبيبٍ بل المرضى لم آتِ لأدعو أبراراً بل خُطاةً إلى التوبة وقالوا له لماذا يصوم تلاميذ يوحنا كثيراً ويُقدمون طلباتٍ وكذلك تلاميذ الفريسيين أيضاً وأما تلاميذك فيأكلون ويشربون فقال لهم أتقدرون أن تجعلوا بني العرس يصومون ما دام العريس معهم ولكن ستأتي أيام حين يُرفع العريس عنهم فحينئذٍ يصومون في تلك الأيام وقال لهم أيضاً مثلاً ليس أحد يضع رقعة من ثوبٍ جديدٍ على ثوبٍ عتيقٍ وإلا فالجديد يشقه والعتيق لا تُوافقهُ الرقعة التي من الجديد وليس أحد يجعل خمراً جديدةً في زقاقٍ عتيقةٍ لئلا تشق الخمر الجديدة الزقاق فهي تُهرق والزقاق تتلف بل يجعلون خمراً جديدةً في زقاقٍ جديدةٍ فتُحفظ جميعاً وليس أحد إذا شرب العتيق يُريد للوقت الجديد لأنه يقول العتيق أطيب } هذا الجزء يتحدث عن مقابلة ربنا يسوع المسيح مع متى أو لاوي العشار الذي كان يجلس في مكان الجباية معروف عنه أنه ذو سمعة رديئة في المجتمع قديماً الشعب اليهودي كان مُستعمر من الرومان وهؤلاء الرومان كانوا يأخذون ضرائب باهظة من الشعب اليهودي ولأن تحصيل الضرائب يأتي بتمرد من الشعب عليهم فأمر الرومان بعض اليهود بتحصيل الضرائب من جميع اليهود ثم قسَّم الرومان البلاد إلى أحياء لجمع الضرائب وأسندوا التحصيل إلى أحد اليهود ليُحصِّل كما يريد ويُعطيهم ما يطلبون كان مُحصِّل الضرائب يأخذ ضِعف الضريبة من الشعب لكي يعطي الرومان ثم يأخذ هو الباقي وبسبب ذلك كان هذا الشخص مكروه جداً عند الشعب ومنهم " لاوي " لأنه كان مُحب جداً للمال ومكروه جداً عند الشعب الرب يسوع رأه يجلس عند مكان الجباية يحصَّل من الناس الضرائب فقال له اتبعني عندما شاهد اليهود هذا تذمروا جداً كيف يقول له هذا مع أنه شخص خائن ومُحب للمال { فتذمر كتبتهم والفريسيون على تلاميذه قائلين لماذا تأكلون وتشربون مع عشارين وخطاةٍ فأجاب يسوع وقال لهم لا يحتاج الأصحاء إلى طبيبٍ بل المرضى لم آتِ لأدعو أبراراً بل خُطاةً إلى التوبة } أحياناً الإنسان يظن أن الله يقف مع الأبرار وأن الله يترفق أكثر بالأبرار في حين أن الإنجيل يقول لنا أن الله يترفق أكثر بالخطاة من ألقاب ربنا يسوع المسيح أنه طبيب أنفسنا وأجسادنا وأرواحنا إنه يعرف أن يُداوي كل جراحات النفس كل الأثقال وكل الأمراض والعِلل إنه خبير في معالجة الجنس البشري كلما زاد المرض كلما زاد الإحتياج إلى طبيب يقول الأباء القديسين { كل ما كان المرض أصعب كل ما أُعلِنت قدرة الطبيب في حياتك لأن الطبيب يُمدح بمرضاه } يرى كذلك الرب يسوع أن كل ما زادت الخطية كلما زاد الخاطئ إحتياجه للرب يسوع فإنه يُعلن قدرته فينا مهما كانت الخطايا كلما وقفت أمامه بثقة في شفاؤه ومرضي يأتي إليَّ بانكسار أو مذلة كل ما قدرة سيدي تُعلن في حياتي فالخطية لا تفصل عن المسيح بل تأتي به إلى المسيح فأصعب إختبار أن أقف أمامه وأنا أعرف إني خاطئ وأعترف له بإني غير مستحق لكني أثق في محبته فإن قدرة الطبيب أقوى من قوة المرض الرب يسوع أحب أن يُعلن قدرته في نوعيات من الخطاة ذات خطايا كبيرة وكثيرة مثل لاوي الرجل الذي يُحب العالم ( مال ، سلطة ) ثم يتحول " لاوي " إلى " متى " أحد التلاميذ وأحد المُبشرين الأربعة ويُحدثنا عن الملكوت ويكتب إنجيله فكيف يارب يتحول شخص من جابي ضرائب إلى إنسان يتكلم عن الملكوت ؟ فإن أروع ما كُتب عن أمثال الملكوت كان إنجيل متى خاصةً أصحاح " 13 " عن ملكوت السموات كيف يُقيم الله المسكين من التراب والبائس من المزبلة ؟ فإنها عظمة قُدرته كطبيب الله قادر أن يُعلن مجده فينا قادر أن يغيَّر القلب والإهتمامات قادر أن يصنع بنا مجداً حتى لو كنا في الخطايا كذلك صنع مع زكا العشار الصارم مُحب المال فأنت تعرف أن الشخص اليهودي عنده عِشق للعالم والمال والأرض فيأتي الرب يسوع ويفطم الشخص عن طبعه الأصلي وخطاياه تخيل شخصية زكا عندما يقول { ها أنا يارب أُعطي نصف أموالي للمساكين وإن كنت قد وشيت بأحدٍ أرد أربعة أضعاف } ( لو 19 : 8 ) فإن قصة الأربع أضعاف هذه كانت في الشريعة هذه هي نعمة السيد نعمة وقدرة الطبيب الطبيب الحقيقي يقول لزكا { أسرع وانزِل لأنه ينبغي أن أمكث اليوم في بيتك } ( لو 19 : 5 ) أيضاً السامرية المرأة المُلوثة والخاطئة التي لا تستطيع أن تواجه الناس وخرجت في الظهيرة حتى لا يراها أحد بسبب حرارة الجو فيقول لها أنا أواجهك إذا كان العالم كله رفضِك أنا أقبلِك إنه جذبها بطريقته الشافية لأنه يحب أن يُعلن قدرته في مرضاه يأتي أيضاً بشاول المُضطهد والمُتعب المغرور المُتكل على عصاه وغِناه فيجعله إناء مختار له { لأني سأُريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي } ( أع 9 : 16) يأتي بالإمرأة المُمسكة في ذات الفعل لا يوجد أكثر من هذا إنسان مربوط برباطات ثقيلة ويقول لها " أما دانِك أحد " ( يو 8 : 10 ) هل نحن لدينا الثقة في شخص ربنا يسوع المسيح بهذا المقدار ؟ مهما كانت ضعفاتنا ومهما كانت خطايانا فإن عدو الخير يحاول أن يقنعنا إنه لا رجاء ولا شفاء وأن خطايانا أثقل من أن تشفي وتغفر ما أجمل أن يقول { والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم } ( لو 9 : 11) وكان يضع يديه على كل واحد منهم فيشفيهم وجميع الذين لمسوه نالوا شفاءً الإنجيل يجعلني متمسك بالمواعيد أحد الأباء القديسين وهو يصلي – القصة موجودة في بستان الرهبان – كان يقف هذا الراهب ويقول " هل أنت يارب إله قديسين فقط ؟ هل أنت إله أبرار فقط ؟ إن كنت تقف مع القديسين فما الحاجة وإن كنت تقف مع الأطهار فليس بجديد ولكن إظهِر مجدك فيَّ أنا المحتاج إلى نعمِتك " هذه هي قدرة وتغيير ربنا يسوع المسيح في حياتنا إقرأ في سفر الملوك عن منسى الملك أنه صنع الشر أمام عيني الرب لإغاظتهِ فإنه بنى مرتفعات في داخل الهيكل لعبادة الأصنام وأضل الأمة كلها ( 2مل 21 : 1 – 7 ) هل هذا يمكن أن تكون له رحمة توبة ؟ " 55 " سنة أفسد المملكة تماماً وأضل شعب الله قيلَ عنهُ إنه أُخِذَ في سبي ولمجرد إنه رفع قلبه ربنا قَبَل توبته وبعدها رجع إلى مملكته لكي يُعلن إنه يقبل توبة الخطاة هذه هي قدرة السيد لافتقاده لأولاده عظيمة هي مراحمه في الخطاة ثق في هذه القدرة مهما تثاقلت عليك الأخطاء ومهما ضعُفت نفسك لذلك نحن نصلي لله ونقول { يا من زعزع صخور الأوجاع المضادة وهدَّأت أمواج الشهوات الثقيلة } لذلك يقول لنا الرب أحياناً " أريد أن أُعلن قدرتي فيك قدرة شفائي " فأحد الأباء القديسين يعاتبنا على لسان ربنا ويقول { تدعوني الطبيب الحقيقي ولا تثق في شفائي }هو يريد أن يشفيك وأنت تبتعد وتلتمس الأعذار{ تدعوه سيداً ولا تُطيعوه تدعوه أباً ولا تُكرموه تدعوه ملِكاً ولا تُمجدوه } إظهِر جراحاتك للطبيب وهو يشفيك لاوي وهو يجلس عند مكان الجباية كان مغموس في الشرور أجمل شئ في الرب يسوع إن صلاحه يُدركك في أي مكان حتى لو كنت بعيداً هو يُكلمك مثل ما فعل مع شاول وهو ذاهب لاضطهاد الكنيسة ويكلم السامرية وهي في عمق خطاياها ينادي للممسوكة في ذات الفعل وهي في أعماق الخطية ينادي علينا الله ويقول إنه مازال هناك رجاء في الشفاء فلبِّي دعوة الشفاء ويُعلن قدرة الطبيب في حياته أصعب شئ أن يصل المريض إلى حالة من اليأس وعدم رغبة في الشفاء وأخطر منها المريض الذي لا يعرف مرضه وأن يكون المرض قد تأصل والإنسان في غفلة على المريض أن يعرف أن المرض أفسد أشياء كثيرة منها اتصاله بالله وأفسد رحمة النفس ورِبح الملكوت ويجعل الإشتياق لربنا ضئيل فهناك مرض لأن الخطية تضرب جذورها في الأعماق بالتدريج ولا تكتفي بمرحلة ولكن قدرة الطبيب تجعلني أقول " يارب أنا عرفت إلى أي مدى الموقف خطير ولكن أنت الرب القدير إن كان مرضي صعب فإن قدرتك أعظم من ذلك "الشخص الذي يُعالج عند طبيب يحتاج شروط بسيطة جداً :- 1- أشعر بالمرض . 2- رغبة في الشفاء . 3- ثقة في الطبيب . 4- تسليم وطاعة كاملة . كل يوم إظهِر جراحاتك تقف أمامه وتقول أنت هو الطبيب الحقيقي عندما نرى ما هي أكثر الخطايا التي تضرب الإنسان هم عدة خطايا يترك الإنسان نفسه فيهم :- 1- جمع المال . 2- الإنشغال بالسلطة والكرامة . 3- الشهوات والملذات . الكل مُستعبد للخطية والحل في الطبيب الحقيقي الخطورة أن يكون الإنسان مضروب بكل هذه الضربات ولا يشعر وعندما تُكلمه على الدواء يقول لك إنه غير محتاج للدواء لا تتساهل مع الأمور الصغيرة حتى لا تكبر داخلك كل هذه الأمور إنسان لا يستطيع الصلاة ولا التسامح وغير قادر أن يفكر في الأبدية والإستعداد لها ولا يستطيع أن يمارس أي عمل روحي يُقال على الثعلب الصغير أنه أخطر من الثعلب الكبير لأن الصغير يدخل من أي مكان حتى لو كان صغيراً وهذا الثعلب الصغير يأكل أكثر من الثعلب الكبير فإنه يأكل بغشامة من كل جزء حتى يفسد كل الكرم الخطية البسيطة عندي مثل الرياء والكسل وإلخ هي التي تُفسد الكرم أو حياتي لأنها تأكل في كل شئ التساهُل مع الخطية أو قبول المرض يحتاج الطبيب فلا تؤجل العلاج حتى لا يصير حاله إلى حال أردأ ما أجمل ما نقوله في القداس { هب لنا يا غني بالمراحم إشفي أيها الرؤوف نفوسنا الشقية بمراحم وأسرارك المُحيية } هذا هو عمل ربنا وجميل أن يكون عند الله أدوية لكل أسقامنا عندما تقف أمامه وتقول له على سبيل المثال إنك مُحب للمال فيقول لك أن العلاج في العطاء مثلما قال للشاب الغني { بِع كل مالك } ( مر 10 : 21 ) الدواء عكس المرض لأنه يقتل المرض وإن كان أحد مُحب للسلطة ويعيش من أجل الذات وأهم ما في الدنيا كرامته دواءه هو " من أراد أن يكون أولاً فليكن آخر الكل " ( مر 9 : 35 ) ضع نفسك تحت الكل وأنت تحيا من لديهِ حُب للعالم وملذات العالم دواءه " العالم يمضي وشهواته معهُ " ( 1يو 2 : 17) على الإنسان أن يعرف ضعفه ويعترف أمام المسيح أنه يخضع للوصية فالوصية قادرة أن تعطينا شفاء من كل أمراضنا من أجل هذا عندما يشعر إنسان أن جسده يثور عليه فعليهِ أن يخضع جسده وأن يذلّه بالصوم ويقف للصلاة لأنها علاج للجسد وعندما يكون إنسان أناني يعطي غَيْرُه جميل أن يكتشف الإنسان ضعفه والأجمل أن نثق في الطبيب حتى إن كانت خطايانا ثقيلة وكثيرة الجميل في لاوي أنه ترك كل شئ وتبعه فحاول أن تعرف ما هي إمكانية الحياة والتغيير حاول أن ترفض الماضي كله لأن هذا هو أجمل وأكبر إختبار تعيشه في حياتك أن ترفض كل أثقال الماضي الله القادر كما غيَّر موسى الأسود السامرية لاوي زكا قادر أن يغيَّرنا نحن أيضاً الله هو الذي يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
27 يوليو 2023

شخصيات الكتاب المقدس أغابوس الرسول

أغابوس: إسم يونانى معناه المحبوب (أع11: 27 - 28).أغابوس تنبأ عن جوع شديد واضطهاد، بشر في أنطاكية وكرز هذا الرسول ببشارة الإنجيل مع الرسل، نال إكليل الشهادة وقام واحد منهم اسمه اغابوس واشار بالروح ان جوعا عظيما كان عتيدا ان يصير على جميع المسكونة الذي صار ايضا في ايام كلوديوس قيصر. (أع 11: 28) وهو نبى مسيحى كان فى أورشليم فى عصر الأباء الرسل الأول.وأحد السبعين رسولاً الذين اختارهم الرب ليكرزوا أمامه، وكان مع التلاميذ الاثني عشر في علية صهيون وامتلأ من مواهب الروح القدس المعزي ومُنِح نعمة النبوة كما يخبرنا سفر أعمال الرسل بقوله: "وبينما نحن مقيمون أيامًا كثيرة انحدر من اليهودية نبي اسمه أغابوس، فجاء إلينا وأخذ مِنطقة بولس وربط يديّ نفسه ورجليه وقال هذا يقوله الروح القدس: الذي له هذه المِنطقة هكذا سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الأمم" (أع21: 10-11). وقد تمت هذه النبوة (أع21: 17-36)، وتنبأ أيضًا عن حدوث جوع عظيم بالمسكونة كلها، وقد تم ذلك في أيام كلوديوس قيصر (أع11: 27-28).ثم كرز هذا الرسول ببشارة الإنجيل مع الرسل القديسين وطاف بلادًا كثيرة معلمًا وهاديًا حتى ردَّ كثيرين من اليهود واليونان إلى معرفة السيد المسيح وطهرهم بسر المعمودية، فقبض عليه اليهود بأورشليم وضربوه كثيرًا، ثم وضعوا في عنقه حبلاً وجروه خارج المدينة حيث رجموه بالحجارة إلى أن أسلم روحه الطاهرة. عند ذلك نزل نور من السماء رآه الجمع الحاضر كأنه عمود متصلاً بجسده وبالسماء، وأبصرت ذلك امرأة يهودية فقالت: "حقًا إن هذا الرجل بار"، وصاحت بأعلى صوتها قائلة: "أنا مسيحية مؤمنة بإله هذا القديس"، فرجموها أيضًا. السنكسار، 4 أمشير. استشهاد القديس أغابوس احد السبعين رسولا (4 أمشير) في مثل هذا اليوم استشهد القديس أغابوس أحد السبعين رسولا، الذين اختارهم الرب ليكرزوا أمامه. وكان مع التلاميذ الاثني عشر في علية صهيون، وامتلأ من مواهب الروح القدس المعزي، ونال نعمة النبوة، كما يخبرنا سفر أعمال الرسل بقوله " وبينما نحن مقيمون أياما كثيرة انحدر من اليهودية نبي اسمه أغابوس. فجاء إلينا واخذ منطقة بولس وربط يدي نفسه ورجليه وقال: هذا يقوله الروح القدس " الذي له هذه المنطقة هكذا سيربطه اليهود في أورشليم ويسلمونه إلى أيدي الأمم ". وقد تمت هذه النبوة.و تنبأ أيضا عن حدوث جوع عظيم بالمسكونة كلها. وقد تم ذلك في ايام كلوديوس قيصر , ثم كرز ببشارة الإنجيل مع الرسل القديسين. وطاف بلادا كثيرة معلما وهاديا حتى رد كثيرين من اليهود واليونانيين إلى معرفة السيد المسيح وطهرهم بالمعمودية المحيية، فقبض عليه اليهود بأورشليم وضربوه كثيرا، ثم وضعوا في عنقه حبلا وجروه خارج المدينة حيث رجموه بالحجارة إلى إن اسلم روحه الطاهرة. عند ذلك نزل نور من السماء راه الجمع الحاضر كأنه عمود متصلا بجسده وبالسماء. أبصرت ذلك امرأة يهودية فقالت: حقا إن هذا الرجل بار، وصاحت بأعلى صوتها قائلة: انا مسيحية مؤمنة باله هذا القديس، فرجموها أيضا. وتنيحت ودفنت معه في مقبرة واحدة. صلاتهما تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبديا آمين. تكريس كنيسة القديس أغابوس الرسول (15 برمودة) في هذا اليوم تذكار تكريس كنيسة القديس أغابيوس أحد السبعين رسولا الذي تنبأ بما أصاب القديس بولس الرسول (أعمال 21: 10 و11) صلاته تكون معنا. آمين
المزيد
06 يوليو 2023

شخصيات الكتاب المقدس أستاخيس الرسول

إستاخيس: إسم يونانى معناه سنبلة قمح (رو16: 9). استاخيس خدم في رومية، نال إكليل الشهادة رو 16: 9 سلموا على اوربانوس العامل معنا في المسيح وعلى استاخيس حبيبي. اسم يونانى معناه (سنبلة قمح) كان هذا القديس احد السبعين رسولا وقد خدم فى مدينة رومية وقد ارسل اليه القديس بولس سلامة وقد كان من احباء الرسول بولس: سلموا على اوربانوس العامل معنا فى المسيح وعلى استاخيس حبيبى (رو 16: 9). بشر وكرز هذا الرسول فى مدينة روميه وبعد ان اكمل الرب سعيه المبارك وجهادة الحسن نال اكليل الشهادة.
المزيد
23 يونيو 2023

مائة درس وعظة ( 19 )

شاهد وشهيد ( يوحنا المعمدان ) ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي بهبئ طريقك قدامك ، ( مت ١٠:١١) .يوحنا المعمدان الذي تسمية السابق (لأنه سبق المسيح في مجيئة على الأرض ) والصابغ ( لأنه عمد السيد المسيح ) والشهيد ( لأنه نال إكليل الشهادة ) وتقدم الكنيسة يوحنا المعمدان كنموذج للحياة المسيحية التي يجب أن تحياها أولا : شهادة يوحنا المعمدان: قام يوحنا بأدوار عديدة للشهادة المسيح له المجد منها:- 1- إعداد الشعب لاستقبال السيد المسيح الآتي يوحنا المعمدان مرسل من الله ليهيئ عقول ونفوس الشعب لاستقبال المسيح له المجد « ها أنا أرسل امام وجهك ملاكي الذي يهئ طريقك قدامك ( مت ۱۰ : ۱۱ ) ، وهذه جاءت في سفر ملاخی : « ها أنا أرسل ملاكي فيهئ الطريق امامی » ( ملا ٣ : ١ ) ، وفي بداية إنجيل يوحنا كان إنسان مرسل من الله اسمه يوحنا » ( يوا : ١ ). ٢- الشاهد الأساسي على مجيء السيد المسيح شهد للمسيح له المجد قائلا : « هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم ، ( يو ١ : ٢٩ ) ، فضلا من شهادته في وقت عماد السيد المسيح. ٣- قـدم مـثـالأ قـويا عن التلميذ الأمين الزاهد للسلطة أ- يقول عن نفسه : « أنا صوت صارخ في البرية .. ان هذا ( السيد المسيح ) هو ابن الله ، ( یوا : ۲۳-۳۷ ) ويتضح هذا الفرق بين الصوت وبين الكلمة على في مفهومها البشرى ب- في كل انسان توجد ذات وهذه الذات في تمنعه من أن يعتذر حتى لو كان الخطا واضحا لكن هذا الرجل العظيم يوحنا المعمدان انتصر على ذاته فزهد في السلطة وكأن لسان حاله يقول " ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"( مت٢٦:١٦) . ج- لم يترك السلطة تمسك فيه فربما تسمع ونقرأ في التاريخ عما صنعته السلطة في الإنسان ، ولكن يوحنا المعمدان كان يعرف دوره تماماً. د- الذات يمكن أن تتحكم في الإنسان صغيراً أو كبيرا في منصب أو في غير منصب ، حتى في الحياة الرهبانية عندما يترك الإنسان كل ما له بحسب الوصية الرهبانية ويعيش في الفقر يترك كل ما له ولكنه قد لا يستطيع أن يترك ميوله ، فتتحكم فيه ذاته وتضيع منه اكاليل ونعما كثيرة . ٤- شهد له السيد المسيح أنه أعظم مواليد النساء لقد جاء يوحنا بالصلاة بعد وقت طويل وعندما مارس حياته كان يعرف وظيفته بالتحديد ويقول : « من له العروس فهو العريس ، وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحا من أجل صوت العريس ، إذا فرحي هذا قد كمل ، ( يو٣ : ٢٩ ) كان يعرف دوره ويقبله. ٥- مناداته بالتـوبة كان يرى أن التـوبة هي الأساس لدخول الملكوت وكان ينادي : « توبوا ، لأنه قد اقتراب ملكوت السماوات ، ( مت ٣: ٢ ). ثانيـاً مـصـادر القوة في حـيـاة يوحنا المعمدان نقف أمام أربعة مصادر لهذه القولة : ١- الأسرة تربى على يد أبوين كان كلاهما بارين أمام الله وهما زكريا الكاهن واليصابات زوجته فهذا الآب المصلي والذي يحمل طاقة إيمان في داخله والخائف الرب والذي كان مع زوجته يسلكان بلا لوم ( ضميرهما مستيقظ يستطيع أن يزن نفسه في كل موقف) نشأ في وسطهما يوحنا المعمدان.مـا أجـمل أن نربي أبناءنا من الإنجيل والصلوات والكنيسة وسير القديسين ، إن هذا القديس الذي عاش في البرية كان مصدر قوته الأول هو الأسرة لذلك يمكن أن نقول إن الإسرة ايقونة الكنيسة وهي صانعة القديسين. ٢- النذورية كان يوحنا نذيرا للرب وكما قال الملاك ، يكون عظيماً أمام الرب ، وخمرا ومسكرا لا يشرب ( لو١٥:١) نذیر تعنى مخصصا ومكرساً الله ويوحنا كـرس حـيـاته كلها لله ، وهل كلنا سنكرس ففى سر الميرون يرشم الطفل المعمد في جسده ستة وثلاثين رشمة تشمل الطفل كله وهذه الرشومات هي بمثابة تكريس عـام فـصـار هذا الطفل الصغير مسيحية مكرساً للمسيح كل أيام حياته وهذا ما أخدناه كلنا في المعمودية والميرون . ٣- البرية الذي يعيش في البرية تموت فيه الشهوات . لماذا بدا الأنبا أنطونيوس في البرية لماذا اديرتنا في الصحراء؟ ليس لسبب إلا أن وجودها في البرية يقتل في الإنسان الشهوات ، والتطلعات ، يقول لنا الكتاب : « أما الصبي فكان ينمو ويتقوي بالروح وكان في البراري إلى يوم ظهـورة الإسرائيل ( لوا : ۸۰ ) ، ولذلك عندما نزور البرية ونزور ابائا الرهبان ونتمتع بهم وبالحياة الديرية الجميلة تكون البرية أحد مصادر القوة في حياتنا لأن فيها إنحلال من كل الرباطات الموجودة في العالم الجمال زيارتك للدين أو الأماكن الخوية بصفة عامة زيارة تنال فيها قوة خاصة ، ويمكنك ان تستعيض عن ذلك باقوال الأباء وسيرهم وجهادهم الروحي الذي عـاشـوا به والفكر الروحي لهم يوحنا المعمدان كانت علاقته بالبرية مصدرا من مصادر قوته ، لهذا في جهادك الروحي وحياتك واتجاهك للسماء وانت تفكر في الأبدية اجعل تفكيرك باستمرار مرتبطاً بالبرية. ٥- الامتلاء من الروح القدس كان يوحنا المعمدان وهو في بطن أمه ممتلئا من الروح القدس ، وهو ما أعطاه نعمـة وقـوة خاصة ، وفي التقليد الكنسي أطفالنا في سن صغيرة جداً يعمدون وينالون ولادة جديدة تسميها الولادة من الماء والروح ، وتلبسه ملابس بيضاء تعبيرا عن استلامه من الروح النقي في حياته ، وروح الله يعمل في الكبار والصغار : هذه هي مصادر القوة في حياة يوحنا والتي جعلته في أواخر أيامه وقبل السجن يشهد الشهادة الحية ويقول لا يحل لك ، ويقولها بصوت حق وبقوة وكان يعلم أن هذه تكلفه حياته. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
27 أغسطس 2023

من يعمل مشيئة الله

إنجيل هذا الصباح المبارك يتكلم عن موقف من مواقف حياة ربنا يسوع المسيح المباركة ربنا يسوع جالس وحوله الجموع الغفيرة وجاءوا وقالوا له أن السيدة العذراء وأولاد خالته خارجاً يدعونه – وكان أولاد الخالة وأولاد العم والعمة يُقال عنهم إخوة – إذاً أولاد خالة ربنا يسوع بالنسبة له إخوته جاءت السيدة العذراء وأختها مريم التي لإكلوبا وأولادها وقالوا له هوذا أمك وإخوتك خارجاً يطلبونك بالطبع السيدة العذراء لها كرامة كبيرة والمفروض أن ربنا يسوع يعمل حساب للقرابة﴿ وكان الجمع جالساً حوله فقالوا له هوذا أمك وإخوتك خارجاً يطلبونك فأجابهم قائلاً من أمي وإخوتي ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها أمي وإخوتي ﴾ ( مر 3 : 32 – 34 ) من هي أمي وإخوتي ؟ هل أنا أتيت لأعيش في حيز عائلة ضيق ؟ لا أنا لم آتي لذلك إذاً من هي أمك وإخوتك ؟ فقال ﴿ لأن من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختي وأمي ﴾ ( مر 3 : 35 ) الموقف هنا به وضوح شديد من ربنا يسوع أنه لم يضع إعتبار لنسب الجسد بل أهم شئ عنده هو النسب الروحي فضَّل حِفظ الوصايا عن أمه وإخوته وهنا نتكلم في :- 1- حِفظ الوصايا :- تخيلوا أن السيدة العذراء موجودة خارجاً وهو يقول لا يهمني وجود السيدة العذراء خارجاً لا تعتبر السيدة العذراء أمي العذراء التي نقول عنها خزانة حاوية أسرار اللاهوت والتي حل عليها الروح القدس وظللها التي المولود منها يُدعى إبن الله المباركة في النساء التي قيل عنها﴿ نساء كثيرات نلن بركات أما أنتِ ففقتِ عليهنَّ جميعاً ﴾السيدة العذراء بكل كرامتها عندما أتت لرب المجد يسوع قال من هي أمي وإخوتي ؟ إذاً ربنا يسوع رفع مستوى حِفظ الوصايا فوق مستوى قرابة الجسد رفض أن تُكرم العذراء لأنها أمه بل هو لا يود ولا يحب أن يُكرم العذراء لأنها والدته بل تكريم السيدة العذراء جاء من حفظها للوصايا لأنها صنعت إرادة الله لأنها صنعت إرادة الله فلذلك هي التي تنال الكرامة والمجد هذا هو سر الكرامة الذي يحب رب المجد يسوع أن يكرم به عبيده وأولاده في أحد المرات سمعت إمرأة كلام ربنا يسوع وأُعجبت جداً بحديثه وتعاليمه وبدأت تتأثر وانجذب قلبها لروعة كلامه وله .. فقالت له بانفعال ﴿ طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما ﴾( لو 11 : 27 ) طوباها من حبلت بك لكنه رفض هذا التكريم أيضاً وقال لها ﴿ بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه ﴾( لو 11 : 28 ) حِفظ كلام الله والسمع لوصاياه أفضل من أن تكون العذراء أمه بالجسد كرَّم جداً حافظي وصاياه وحقهُ أكثر جداً من الذين لهم قرابة بالجسد له ﴿ وقال ها أمي وإخوتي ﴾ نحن نستحق أن يكون لنا علاقة برب المجد يسوع وميراث غالي وثمين ينتظرنا لكن بشرط مهم وهو أن نكون حافظين لوصاياه لدرجة أنه لما قالوا له ها أمك وإخوتك خارجاً قال لهم ﴿ من أمي وإخوتي ﴾﴿ ثم نظر حوله إلى الجالسين ﴾ نظر إلى كل من حوله وقال الجالسين حولي هؤلاء هم أمي وإخوتي الذين يسمعون كلامي ﴿ كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم ﴾ ( يع 1 : 22 ) والكنيسة تقول لنا ﴿ أما أنتم فطوبى لأعينكم لأنها تُبصر ولآذانكم لأنها تسمع فلنستحق أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة ﴾عندما نسمع ونعمل بأناجيله أصير أنا أخوه وأخته وأمه وأستحق أن أدخل في رعية أهل الله كما قال معلمنا بولس الرسول ﴿ فلستم إذاً بعد غُرباء ونزلاء بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله ﴾ ( أف 2 : 19) أي من رعوية أهل بيته أي أسرته وعائلته أي أفراد عائلته المقدسة هذا من يصنع مشيئته لذلك عندما نكون من عائلة رب المجد يسوع ونصنع مشيئته نصير كما قال﴿ عظم من عظامي ولحم من لحمي ﴾ ( تك 2 : 23 ) صرنا أعضاء في جسده شرف لا نستحقه أبداً عندما نعمل بوصاياه نصير أعضاء حية في جسده الحي المبارك الكريم هذه هي الكنيسة مجتمعة الآن وتؤمن أننا جسده أعضاء حية ثابتة لسنا أقاربه فقط بل نحن فيه في كيانه لذلك داود يقول ﴿ أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت وشريعتك في وسط أحشائي ﴾ ( مز 40 : 8 ) كون إني أعمل مشيئتك يا إلهي أفرح﴿ شريعتك في وسط أحشائي ﴾ الأحشاء تدل على أعماق الإنسان أي أنت يارب كلمتك داخلي ساكنة كما قال بولس الرسول ﴿ لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنىً ﴾ ( كو 3 : 16) – تسكن بغنى – كما قال أيضاً داود النبي ﴿ أُخبر باسمك إخوتي في وسط الجماعة أُسبحك ﴾ ( مز 22 : 22 ) صرت واحد من العائلة أمجد وأسبح الله وأكرمه حِفظ الوصية ليس حِفظ للتلاوة بل فِعل وأمانة وسلوك وحياة هذا ما يكرم الإنسان ويعطيه شرف الإنتساب لربنا يسوع لذلك في سفر أشعياء يقول ﴿ ليتك أصغيت لوصاياي فكان كنهرٍ سلامك وبرك كلجج البحر ﴾ ( أش 48 : 18) لو سمعت وصاياي واتبعت تعاليمي وعرفت قيمة تعاليمي لكان كنهر سلامك وبرك كلجج البحر – حِفظ الوصايا – من أخي وأختي وأمي ؟ الذي يسمع كلام الله ويحفظه هؤلاء من لهم التطويب هؤلاء الذين لهم شرف الإنتساب لله معلمنا بولس الرسول كان يقول لهم ﴿ شكراً لله أنكم كنتم عبيداً للخطية ولكنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها ﴾ ( رو 6 : 17) الأمين لله يسمع التعليم فيطيع من القلب هذه هي الطاعة التي تعطيني إنتساب لرب المجد لذلك هناك آية جميلة في عرس قانا الجليل أن السيدة العذراء قالت للمدعوين ﴿ مهما قال لكم فافعلوه ﴾ ( يو 2 : 5 ) وكأنه نداء السيدة العذراء للمتكئين في العرس المدعوين كلهم تقول لهم مهما قال لكم إفعلوه وصايا رب المجد يسوع مهما قال لنا نفعل حتى لو لم يكن لي قرابة معه لا إبن خالته أو عمته ولا يربطني جسد لكن أفعل الوصية فأصير قريبه أخوه أخته وأمه هذا ما يعطيني شرف النسب . 2- نسبنا لرب المجد يسوع :- نسبنا مع المسيح ليس نسب دموي جسدي بل روحاني ماذا يفيد إبن لأبيه لكنه كاسر لكلام أبيه ولا يشعر إتجاهه بأي محبة بل قد يجد الأب من إبنه خاصةً كل مقاومة وبغضة ماذا تفيد هذه البنوة ؟ هذه بنوة لا تفيد بل قد تكون مُضرة بالإنسان لذلك ربنا يسوع ينبه أذهاننا لنوع أرقى من بنوة الجسد وهو بنوة الروح وهنا قال ﴿ الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ﴾( رو 8 : 14)عندما أنقاد بروح الله أكون إبنه وهذا أجمل ما في علاقتنا والنسب بيننا وبين الله صدقوني يا أحبائي من كثرة محبتنا لله وكثرة تنفيذنا لوصاياه سنشعر بالفعل أنه محب ألصق من الأخ وتشعر فعلاً أنه أب بل كلمة أب قليلة عليه تشعر فعلاً أنه يسد كل إحتياجاتنا ومُغنينا ومشبعنا هذه هي عظمة نسبنا لربنا يسوع ليس عظمة نسبنا ليسوع مجرد علاقة شكلية أو علاقة جسد ودم لا ﴿ الذين ولدوا ليس من دمٍ ولا من مشيئة جسدٍ ولا من مشيئة رجلٍ بل من الله ﴾( يو 1 : 13) هذه هي العلاقة التي تربطنا بربنا يسوع لأن حقيقةً كان اليهود عندهم النسب الجسدي سبب إفتخار واعتقدوا أن هذا الأمر يكفي عندما نقرأ رسالة رومية التي قد يقول البعض أنها رسالة صعبة غير مفهومة نجد أن الإثنى عشر إصحاح الأوائل منها تدور حول هذا الأمر أن اليهود يفتخرون على الأمم ويقولون لهم أنتم أقل منا بكثير فمن عرفكم بالمسيح وبالأسرار الإلهية ؟ اليهود الذين دخلوا الإيمان وصاروا مسيحيين يحتقرون الأمم الذين دخلوا الإيمان كانوا يتواجدون معاً في كنيسة واحدة ويصلوا معاً لكن اليهودي يشعر أنه أفضل بكثير من الأممي ويقول له أنت جديد في الأمر من أنت ؟ يقولون نحن أبناء إبراهيم الذين أخذنا الوصايا والعهود والإشتراع نحن أبناء الموعد المبارك جاء معلمنا بولس الرسول وقال لهم ما معنى أنكم أولاد إبراهيم ؟ هل عندما بارك الله إبراهيم كان ذلك قبل الختان أم بعده ؟ فصمتوا قال لهم أريد أن أسمع منكم الله بارك أبونا إبراهيم قبل الختان إذاً ما فضل اليهودي وما نفع الختان إن كان الله قد باركه قبل الختان إذاً هو أب للجميع اليهودي والأممي فلا تقل أن أبوك إبراهيم أبوك أنت وحدك فقط وليس أب للأممي إذاً يا معلمنا بولس أنت لغيتنا إغتاظ اليهود وقالوا له سنقول لك أمر آخر لا تستطيع أن تجادل فيه وهو أن المسيح جاء من نسلنا نحن جاء من الأسباط فما رأيك إذاً ؟ فقال لهم معلمنا بولس بحكمة واستنارة روح أعلم أنه أتى منكم بحسب الجسد نعم أنتم إسرائيليون ولكم المجد والتبني والعهود ولكم العبادة والمواعيد ولكم الأباء ومنكم المسيح بحسب الجسد ثم يقول ﴿ لأن ليس جميع الذين من إسرائيل هم إسرائيليون ولا لأنهم من نسل إبراهيم هم جميعاً أولاد بل بإسحق يُدعى لك نسل ﴾ ( رو 9 : 6 – 7 ) إذاً من إسماعيل ؟ هو إبن إبراهيم لكن قال ليس كل من هو من نسل أبونا إبراهيم يكون إبنه ليس كل من هو من نسله هو مبارك .. يوجد إنسان مبارك وإنسان غير مبارك فقال لهم ليس كل من في النسل يدخل الوعد إذاً قد يكون إنسان في النسل وليس في الوعد أي إنتبهوا نعم المسيح جاء من نسلكم لكن قد تكونوا في النسل لكن ليس في الوعد هذه النقطة قد لا تكون كافية لكم﴿ بإسحق يُدعى لك نسل ﴾ ثم قال لهم كلمة أصعب ﴿ بل رفقة أيضاً وهي حُبلى من واحدٍ وهو إسحق أبونا قيل لها إن الكبير يُستعبد للصغير ﴾ ( رو 9 : 10 ؛ 12) لو قلتم أن إسماعيل هو إبن هاجر ولا تدخلنا في مقارنة بين هاجر وسارة لكن رفقة كان في بطنها إثنان يعقوب وعيسو وهي حبلى من رجل واحد هو أبونا إسحق وقال ﴿ أحببت يعقوب وأبغضت عيسو ﴾ ( رو 9 : 13) إذاً أمر نسب الجسد لا تكفي لأنه قد يكون إبن لأبيه بحسب الجسد لكن لا يكون إبن مبارك لأنه غير سالك بحسب الدعوة الأمر خطير جداً لأنه ليس لأني منتسب للمسيح أكون مسيحي الأمر خطير لأنه ينطبق علينا الآن لأنه ليس كل شخص مُعمد هو مسيحي ليس كل شخص مُعمد سيرث الملكوت المفروض أن كل معمد يرث الملكوت لماذا ؟ لأن شرط ميراث الملكوت أن تحفظ الوصايا فماذا يفيد العماد بدون حِفظ الوصايا ؟ ماذا يفيد إني أكون إبن لإسحق لكني شريرهل سيشفع فيَّ إسحق ؟ لا بل بالعكس ستصير بنوتي لإسحق سبب دينونتي لأنها نعمة لم أعمل بها لو أنا غير عامل بالمعمودية ستصير المعمودية دينونة عليَّ لأنها نعمة لم أعمل بها ووزنة وإمكانية وعطية إلهية أعطاني الله إياها ولم أعمل بها إلى هذه الدرجة ؟ نعم لذلك الأمر يحتاج إنتباه منا حتى لا تتخيل أن كل إنسان إسمه مسيحي وأن المسيحية صانعة قديسين وأنه ينتمي لشخص المسيح المبارك المصلوب المقام الممجد يكتفي بذلك فقط ويشعر أنه أفضل إنسان في العالم وينظر للديانات الأخرى بإحتقار لا ليس كوني مسيحي يكفيني لأرث الملكوت بل لابد أن أكون عامل بمسيحيتي لابد أن أكون من ضمن الذين سيرثون ليس بالشكل بل بحفظ الوصايا والعمل بها إذاً كل إنسان يحتاج أن يتشرف بنسبه للمسيح يتشرف بحفظ الوصايا الأب الكاهن له طِلبة على المذبح في القداس الكيرلسي يقول فيها ﴿ نسأل ونطلب من صلاحك يا محب البشر لا تخزنا بخزي الأبدي ولا تطرحنا نحن عبيدك ولا تصرفنا عن وجهك ولا تقل لنا إنني لست أعرفكم ﴾ مشكلة لو كنا معمدين وحوله في الكنيسة ويقول لنا لا أعرفكم كيف يارب وأنا معمد أنا إبنك وكنت دائماً في الكنيسة وكذا و يقول لا أعرفك كيف ؟ يقول لك لأنك لم تحفظ العهد والوصايا حياتنا تحتاج إنتباه منا تحتاج أن تنقاد بروح الله لكي نستحق أن نكون أبناء الله . 3- التطبيق العملي :- عندما أراد ربنا يسوع أن يسلم أمه السيدة العذراء لإنسان يحفظها سلمها ليوحنا الحبيب وقال له﴿ هوذا أُمك ﴾ ( يو 19 : 27 ) رغم أنها ليست أمه بالجسد إذاً قد تكون السيدة العذراء أمي وهي ليست أمي بالجسد بل بالروح – لكن بشرط – فمن تمتع بشرف أن تكون السيدة العذراء في بيته وتكون أمه ؟ الذي تبع رب المجد يسوع إلى الصليب من تبع ربنا يسوع حتى الصليب إستحق أن تكون السيدة العذراء في بيته ضيفة مباركة إتبع ربنا يسوع حتى الصليب تأخذ السيدة العذراء أُماً لك ليس بالكلام بل بالفعل كل التلاميذ أحبوا السيدة العذراء لكن من تبع المسيح حتى الصليب ؟ يوحنا الحبيب لذلك أخذها وقال له * هوذا أمك * ( يو 19 : 27 ) الإنسان يحتاج أن ينتقل من المعرفة إلى الفعل يحتاج أن ينتقل من المسيحية بالإسم إلى المسيحية بالفعل – مسيحية حقيقية – لابد أن أقيس نفسي على عمق وواقع الوصية أين أنا من الوصية ؟ الإنجيل يقول لنا وصايا ونحن حقيقةً بعيدين عنها عندئذٍ يقول لك أنت لم تحفظ وصيتي أنا لا أعرفك من هي أمي وأخي وأختي ؟ من يصنع إرادة الله لا فائدة من أي شفاعة بدون أن أكون عامل بمشيئة الله لا فائدة من أي علاقة أو أي نسب أو أي شرف أكتسبه وأقول كان لي وأنا قرأت وأنا أعرف و أبداً إحفظ عهد وصاياه تأخذ بنوته وتأخذ بركته وشرف إنتسابك له ويقول عنك هم أولادي لذلك من ألقاب ربنا يسوع أنه * أخونا البكر * * بكر الخليقة * ( كو 1 : 15) ربنا يسوع هو أخونا الكبير جعلنا عندما نصلي كلنا نقول له ﴿ يا أبانا الذي في السموات﴾ رفع المستوى الشكلي والنسب وجعله أبونا﴿ الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله ﴾( رو 8 : 16) صار أبي وأصبحت أعرف صوته وأميزه ويعرفني صار أبي السماوي هذه هي العلاقة التي أراد ربنا يسوع أن يكرمنا ويشرفنا بها أين أنا من وصية ﴿ لا تهتموا للغد ﴾ ( مت 6 : 34 ) ؟ حياتي ممتلئة قلق على غداً وبعد غد بل وإلى عشرة أعوام قادمة إذاً أنا لا أعمل بالوصية بل أعرفها فقط أين أنا من وصية ﴿ أحبوا أعداءكم ﴾ ( مت 5 : 44 ) ؟ أين أنا من الباب الضيق ﴿ إجتهدوا أن تدخلوا من الباب الضيق ﴾ ( لو 13 : 24 ) ؟ عندما يعيش البعض أي تجربة يرفضها ويتذمر يريدون الباب الواسع لكن المسيح لم يذكر الباب الواسع بل كلمنا عن الباب الضيق ومدح السالكين فيه وصايا كثيرة تحتاج من الإنسان مراجعةعندما يقول ﴿ اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره وهذه كلها تُزاد لكم ﴾ ( مت 6 : 33 ) وصايا كثيرة نعرفها لكن نكسرها ولا نعيش جوهرها كحقيقة عندئذٍ يقول لك ما فائدة أنك عرفت الوصايا هل عشتها ؟ مثل الشاب الغني الذي قال له ما هو المكتوب ؟ فقال الشاب ﴿ هذه كلها حفظتها منذ حداثتي ﴾ ( لو 18 : 21 ) أين أنا من وصية صلوا كل حين ولا تملوا ( لو 18 : 1) ؟ أين أنا من السلوك بالروح ؟ من ﴿ صلوا بلا انقطاع ﴾( 1تس 5 : 17) ؟ أين أنا من ﴿ إسهروا وصلوا ﴾ ( مت 26 : 41 ) أين أنا من الأمانة ومن تحديد الهدف ؟ أين أنا من وصية ﴿ لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم ﴾ ( 1يو 2 : 15) العالم إبتلعنا ونسينا أنفسنا وفكرنا أننا بهذا نكتفي وأننا نرضي الله أين ومتى نرضيه ؟ هل نرضيه على مستوى الشكل كما نفعل ؟ المفروض أن حياتنا تنتقل نقلة جديدة لحياة جديدة كواقع ملموس من الأمور التي عندما يقرأها الإنسان يحزن على نفسه وعلى ما فعله هؤلاء الموقف الذي نقرأه في سفر الخروج 31 ، 32 الله أخذ موسى النبي على الجبل لكي يعطيه العهد والوصايا ويعلن عن ميثاق حب بينه وبين الإنسان يقول له إفعل هذا ﴿ تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك ﴾ ( مر 12 : 30 ) ولا تشتهي لا تسرق أعطاه وصايا يضمن له بها الحياة والبر والتقوى تخيل الإنسان موضع حب الله وانشغاله !! الله أخذ موسى النبي على الجبل يكتب له الوصايا بأحرف من نور والشعب أسفل الجبل قال أن موسى النبي تأخر ويشتكي لهارون فقال لهم هارون ماذا تريدون أن أفعل لكم ؟ قالوا نصنع عجل مثل آلهة الأمم التي حولنا وجمعوا ذهبهم وعملوا به عجل وصرخوا له قائلين هذه آلهتك التي أخرجتك من أرض مصر( خر 32 : 4 ) وصاروا يسجدون للعجل ويصرخون هذا هو الإله الذي أخرجنا من أرض مصرفي الوقت الذي فيه يصنع الله حب الإنسان يصنع بغضة في الوقت الذي فيه الله مشغول بخلاص الإنسان وحياته الأبدية ويريد أن يربطه معه بعهد حب لا ينفصل نجد الإنسان منصرف تماماً عن الله أحياناً نشعر من قسوة هذه القصة وهذا التناقض إن الأمر ينطبق علينا نحن الآن رب المجد يسوع على المذبح يصرخ ﴿ خذوا كلوا هذا هو جسدي ﴾ والإنسان مُصر على خطاياه﴿ يُعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا ﴾ والإنسان مُصر على خطاياه ويقيم لنفسه إله آخرإله من المادة وإله من الذات والشهوة أقام لنفسه إله آخر يعبده ويقول لنفسه هذا هو إلهك أنا إلهي المادة وذاتي إلهي سلطاني وأولادي وعملي أقمنا آلهة أخرى في الوقت الذي فيه الله مذبوح لأجل خطايانا ولأجل تبريرنا كم نحن محتاجين أن ننتقل نقلة عميقة في حياتنا لنستحق شرف الإنتساب لرب المجد يسوع ربنا يسوع يقبلنا كأولاده وإخوته وأمه ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
10 أغسطس 2023

شخصيات الكتاب المقدس ألكسندروس بن سمعان القيروانى الرسول

ألكسندروس: إسم يونانى معناه حامى البشر (مر15: 21).الكسندروس ابن سمعان القيرواني، رسم اسقف علي افينون بفرنسا. ويظن الكثيرون ان الكسندروس ذكرفى (مر 15: 21) هذه المناسبة لأنه كان مسيحياً بشر هذا الرسول وكرز ببلاد الديلم ومدينة فيلن.وامن اهلها بالسيد المسيح على يدية وقد عمدهم الرسول باسم الثالوث القدس وقد ناله كثير من الشدائد والضيقات من اجل انتشار الكرازة وقد قتل ودفن فى هذه البلاد وفى بعض النسخ يقال انه طرح فى جب ماء فمات.
المزيد
25 أغسطس 2023

مائة درس وعظة ( ٢٨ )

ليكون الجميع واحداً « الوحدانية » « ليكون الجميع واحداً ( يو ١٧ : ٢١) أولاً : مصادر الوحدانية : ١- المسيح القدوس : شهوة قلب المسيح الوحـدانية ، لذلك نجد وصيته الأخيرة في الصلاة الوداعـيـة « ليكون الجميع واحـدا » ( یو ١٧ : ٢١ ) . ۲- الكتاب المقدس : الوحـدانيـة خيط رفيع يربط الكتاب المقدس كله . ٣- الكنيـسـة الـواحـدة : كنـيـسـتنا الأرثوذكسية تعلمنا الوحدانية عندما نتناول من خبزة واحدة وكأس واحد . ثانياً : صورة الوحدانية : « جسد واحد ، وروح واحد ، كما دعيتم أيضاً في رجاء دعوتكم الواحد » ( أف ٤ : ٤ ). ۱- جسد واحـد : الكنيسة جسد المسيح والمسيح رأس الكنيسة . ۲- روح واحـد : روح الله الذي سكن في كل واحد فينا بالمعمودية . ۳- رجـاء واحـد : ننتظر مجيء السيد المسيح له المجد . ثالثاً : الوحدانية والإيمان : « رب واحـد ، إيمان واحـد ، مـعـمـودية واحدة » ( أف ٤ : ٥ ) . من جهة الإيمان لنا : ۱- رب واحـد : لنا التزام واحـد بطاعـة الوصية ، ولنا علاقة يومية بالكتاب المقدس . ٢- إيمان واحـد : بقيت الكنيسة واحـدة إلى مـجـمـع خلقيدونية سنة ٤٥١ م ، ودخل الانقسام الكنيسة عندما اختطلت الكنيسة بأمور سياسية . ۳- مـعـمـوديـة واحـدة : هي باب الأسرار .. كلنا مولودون من المعمودية التي هي « رحم الكنيسة » . رابعاً : الوحدانية والأبوة : « إله وأب واحـد للكل ، الذي على الكل وبالكل وفي كلكم » ( أف ٤ : ٦ ) . من جهة أبوة الله : ۱- على الكل : الرئاسة الأبوية بمفهـوم العناية الإلهية والرعاية . ۲- بالكل : هذا الإله يعـمـل بالكل ، خلق الله كل إنسان فينا فريداً عن الآخر ، وخلقه لرسالة لكي يعمل بها . ٣- في كلكم : الله يسكن في داخلنا لأنه افتدانا كلنا . خامساً معوقات الوحدانية : ۱- ضعف المحبة : « لكن عند عليك : أنك تركت محبتك الأولى » ( رؤ ٢: ٤) المحبة الأولى التي عاشـتـهـا الكنيسة الأولى .اسع أن تجدد محبتك لربنا كل يوم . ۲- عناد الذات : ربمـا هـذا هـو أخـطـر الأسباب . إذا دخل الإنسـان في دائرة العناد ، يعرف أنه ضاع . حضور هذا الإنسان يصنع اضطراباً مثل هيرودس الملك . ۳- سوء الظن : ضـعف قـد يصل إلى المرض النفسي . « لا تظن السوء » ( ۱ کو ١٣ : ٥ ) ، التمس الأعذار للآخرين . « ليس أفـضـل للإنسـان من أن يرجع بالملامـة على نفـسـه في كل شيء » ( أحـد الآباء » . ٤- عـدم فـهـم الأخـر : الله لم يخلق الـبـشـر بـصـورة واحـدة ، ، فالإنسـان عـالـم صغير من يستطيع أن يفهمه . سـادسـا : عـلامـات الوحدانية : ١- حـضـور المسـيح : « حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة بـاسـمـى فـهناك أكـون في وسطهم » ( مت ١٨ : ٢٠). ٢- مناخ الفرح : « فتمموا فرحی حـتى تفتكروا فكراً واحـداً .. » ( في ۲ : ۲ ) . الفرح بنجاح الآخرين . ۳- تنامى المحبة : « من لا يـحـب لـم يـعـرف الـلـه » ( ١ يو ٤ : ٨ ) . ٤- طول الأناة : احـفظ وحدانية الروح بطول الأناة .
المزيد
19 يوليو 2023

جهاد الخادم

الخادم الروحي هو مغناطيس شديد الجاذبية كل من يدخل في مجاله، ينجذب إلى حياة الروح، وتكون له القدرة على جذب غيره أيضًا إلى نفس المجال الروحي إنه يجذب الناس إلى أبوة الله وأمومة الكنيسة، بكل ما تحمل من مشاعر الحنان والعطف وكل أساليب الرعاية والاهتمام.. وهكذا يلتصقون بالله المحب، ويرتوون بلبن التعليم من الكنيسة. الخادم الروحي له كلمة الله الحية الفعالة (عب12:4)هذه التي تترك تأثيرها في السامعين، ولا ترجع فارغة (أش11:55) إنه يشع على الآخرين نورًا وكل من يختلط به يستنير، ويأخذ شيئًا إلهيًا إنه بركة تتدفق على كل أحد، ليس في الكنيسة فقط، وإنما أيضًا في البيت ومكان العمل وفي الطريق هو خادم أينما وُجد الخدمة عنده لا يحدها مكان ولا زمان (2تي 5:4) ولا رسميات إنما روح الخدمة عنده تجعله يخدم كل من يصادفه أو يختلط به ليس هدفه أن يكون مدرسًا ناجحًا، فربما يكون هذا تركيزًا على الذات إنما كل اهتمامه هو خلاص أنفس مخدوميه إنه ينسى ذاته من فرط تفكيره فيهم. ويقول كما قال القديس بولس الرسول "كنت أود لو أكون أنا نفسي مرفوضًا من المسيح، من أجل أخوتي وأنسبائي حسب الجسد" (رو3:9). الخادم الروحي يجاهد باستمرار مع الله من أجل أولاده يسكب نفسه أمام الله في خدمته، لكي يقود الله الخدمة لكي يعطيه الرب الغذاء الروحي اللازم له ولمخدوميه، ويعطيهم القوة للسير في طريق الرب ويظل يبلل قدمي الله بدموعه، إلى أن ينال منه استجابة صلواته لخير هؤلاء وفي كل ذلك هو إنسان فدائي، يفتدي غيره بنفسه وبراحته. الخادم الروحي هو إنسان أمين، يتعب بكل جهده في الخدمة يضع أمامه باستمرار قول الكتاب "ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة" (أر10:48) فهو يتعب لكي يستحق أن يعمل الله معه يتعب لكي ينظر الله إلى ذله وتعبه، فيعمل عنه العمل كله وهكذا يستجيب الرب صلوات الآباء الكهنة، وهم يقولون له متضرعين "اشترك في العمل مع عبيدك " الخادم الروحي لا يعمل بقدارته الخاصة، إنما بمواهب الروح القدس العامل فيه هو مجرد أداة يحركها الروح في خدمة الملكوت. إنه يعيش على الدوام في شركة الروح القدس. الروح القدس يعمل فيه، ويعمل به، ويعمل معه إنه إنسان امتلاء بالروح. إن تكلّم لا يكون هو المتكلم، وإنما روح أبيه يتكلم فيه (مت20:10) هكذا عمل تلاميذ المسيح كخدام للكلمة. فكانت لكلماتهم قوتها وثمارها. الخادم الروحي ينمو باستمرار في محبة ربنا يسوع المسيح. وباستمرار يكون مستواه أعلى من تلاميذه بكثير بل فيما هو ينمو في حياة الروح، ينمو تلاميذه معه في المعرفة وفي المحبة والارتباط بالله إنه ليس إنسانًا يتدرب على حياة التوبة، بل هو يتدرب على حياة الكمال وكلما ينمو يزداد اتضاعًا، شاعرًا أن الطريق طويل قدامه، أطول بكثير من قدرة خطواته لذلك يشعر في كل حين باحتياجه المستمر إلى الله. الخادم الروحي يهدف إلى روحانية أولاده ولذلك فدروسه دسمة وعملية وتقربهم إلى الله وهم يثقون بكلامه، كأنه كلام الله. لأنهم يوقنون أنه يأخذ من الله ويعطيهم. بعكس الخدام الذي فقدوا روحياتهم، وأصبحت لهم مجرد صورة التقوى لا قوتها. الخادم الروحي لا يترك أمور العالم تشغله عن روحياته وإذا استمر في التركيز على ما فيه خلاص نفسه، فقد ينتهي به الأمر إلى التفرغ الكامل لخدمة الرب، أعني حياة التكريس. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل