المقالات

09 يونيو 2025

كيف نمتلي بالروح القدس

1- أهمية الإيمان والتوبة المستمرة حياة الإيمان والتوبة والأعتراف شرط أساسي لقبول الروح القدس، والأمتلاء منه وكما قال الكتاب { تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى ٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ ٱلْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ} (أع 2: 38). الروح القدس هو روح القداسة والحكمة فهو لا يسكن في النفوس الساعية بالمكر أو مستعبدة للخطية { ان الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر ولا تحل في الجسد المسترق للخطية } (حك1 : 4). فعدم ترك الخطية هو أحد أسباب عدم الامتلاء بالروح القدس. إن المرنم يقول: {إِنْ رَاعَيْتُ إِثْماً فِي قَلْبِي لا يَسْتَمِعُ لِيَ ٱلرَّبُّ} (مزمور 66: 18). الروح القدس هو الذى يبكتنا ويعطينا روح التوبة والصلاة والعلاقة الواثقة بالله ويعزينا فى ضيقاتنا ويعلمنا ويقودنا {واما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم }(يو 14 : 26). علينا أن نصلى بروح التواضع والإيمان ليحل علينا روح الله القدوس ويقودنا من أجل بنيان الكنيسة وخلاص النفوس. ونعمل ونصلي من أجل أن نثمر ثمر الروح ونقراء الكتاب المقدس بتواضع لنتعلم ونقدم ذواتنا كأوانى مقدسة لروح الله ليعمل فينا ويتجدد دأخلنا يوما فيوم { قلبا نقيا اخلق في يا الله وروحا مستقيما جدد في داخلي} (مز 51 : 10). التوبة تجدد عمل الروح القدس فى القلب... وفى حالة الذين يعتمدون كبار لابد من الإيمان الحي بالمسيح وقبوله والاعتراف به وكذلك لابد من توفر التوبة وتغير الفكر وتغير إتجاه الحياه من محبة الخطية ومحبة العالم والرجوع بقلب صادق إلى المسيح المخلص لنوال نعمته وخلاصه ونوال عطية الروح القدس. أما فى حالة كل من اعتمد فى طفولته فإن الروح يدعوه ويناديه أن يتوب ويرجع بكل قلبه إلى المسيح الذى صلب من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرناـ {ومتى جاء المعزى يبكت على خطية} (يو8:16). وهكذا فإن الروح القدس يكشف للنفس محبة المسيح الفادى على الصليب ويوبخ القلب على ابتعاده وعدم إيمانه. والذى يسمع نداء الروح ويقبل فإن الروح القدس يجدد حياته بالتوبة. وبالإيمان يكشف له مجد الرب يسوع فيتعرف على المسيح ويعرفه معرفة شخصية ويصبح المسيح بالنسبة للإنسان التائب شخصًا حي حقيقي يستطيع الإنسان أن يحبه ويثق برعايته ومحبته وقدرته ويستطيع أن يسلّم له كل الحياة لكى { مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي} (غل2 :-20). يقول القديس أنطونيوس (لأن الروح القدس المعزى المأخوذ فى المعمودية يعطينا العمل بالتوبة ليردنا ثانية إلى رئاستنا الأولى ). 2- الصلاة والأمتلاء من الروح ... أن نعمة الروح القدس تعمل مع من يعمل وتعطي لمن يطلب بصدق ولجاجة ويهب الله الروح القدس لنا بقدر لجاجتنا في الصلاة { وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْأَلُ يَأْخُذُ وَمَنْ يَطْلُبُ يَجِدُ وَمَنْ يَقْرَعُ يُفْتَحُ لَهُ. فَمَنْ مِنْكُمْ وَهُوَ أَبٌ يَسْأَلُهُ ابْنُهُ خُبْزاً أَفَيُعْطِيهِ حَجَراً؟ أَوْ سَمَكَةً أَفَيُعْطِيهِ حَيَّة بَدَلَ السَّمَكَةِ؟.أَوْ إِذَا سَأَلَهُ بَيْضَةً أَفَيُعْطِيهِ عَقْرَباً؟. فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَه.} (لو 10:11-13) علينا أن نصلي بإخلاص ونية صادقة ليعلن لنا الله كل طريق باطل في حياتنا وننقى ذواتنا من الخطية ليظهر نور قداسته فينا. ونمو متواصل في حياة الروح. نجوع ونعطش إلى البر (متى5: 6)، نشتاق إلى كل ما يغذى اروحنا ونصلى ليحل المسيح بالإيمان في قلوبنا { اما تعلمون انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم} (1كو 3 : 16) ونطلب أن يقودنا روح الحكمة والفهم والمشورة ومخافة الرب فننال حكمة من الله فى الكلام والعمل ونجد نجاح وبنيان وشبع وارتواء. نحمل ايضا صليبنا بفرح وتسبيح ونتبع مخلصنا الصالح الذى يقودنا فى الطريق حتى ينقلنا الى الفردوس فان الروح القدس هو الذى يقيم أجسادنا المائتة لنقوم باجساد نورانية روحية ممجدة { وان كان روح الذي اقام يسوع من الاموات ساكنا فيكم فالذي اقام المسيح من الاموات سيحيي اجسادكم المائتة ايضا بروحه الساكن فيكم} (رو 8: 11) . الروح القدس إذاً هو مصدر غني وشبع حياتنا الروحية ونموّها المستمر، إلى أن نصل المؤمن الي السماء وننال النصيب الأبدي المعيَّن لأولاد الله. 3- المحبة وسلامه الهدف ..... يجب أن يكون هدفنا من الأمتلاء من الروح القدس هو محبة الله والقداسة التي بدونها لن يري أحد الرب. أن يتمجد الله فينا ويعلن لنا مجد الله وملكوته الأبدي. لقد كان "دهن المسحة" الذي يرمز به للروح القدس مخصَّصاً لمَسْح الهيكل وأوانيه، لتكون «مكرسة لله» كما كان مخصصاً لمَسْح هارون وبنيه لتقديسهم لخدمة الله. ونحن بعد المعمودية ندهن بزيت الميرون المقدس لنصير مقدسين ومخصصين لله وعلينا أن نكرس فكرنا وأعمالنا وحياتنا وسلوكنا لله. الروح القدس يعطي ثمار ومواهب وخِدَم وأعمال متنوِّعة يهبها الروح القدس للمؤمنين. ويعطي الروح القدس لكل مؤمن ما يريد الروح أن يعطيه، فلا يوجد مؤمن يمتلك كل المواهب، كما لا يوجد مؤمن بلا مواهب. ومن هذه المواهب ما هو خاص بالخدمات الاجتماعية والتدبيرية (رو 12: 8 و1كو12: 28) ومنها مواهب تعليمية وتنظيمية (أف 4: 11) ومنها مواهب روحية. بل وأعطى الله للجميع مواهب طبيعية. ويجب أن نستخدم كل هذه بغير كبرياء ولا أنانية. فعندك موهبة يحتاج إليها غيرك، لأنها ليست عنده، وأنت تحتاج إلى خدمة موهبة عند أخيك وليست عندك. وهكذا نخدم بالمواهب بعضنا بعضاً، بلا مصالح أو أهداف مادية أو تسلط أو تكبر بل من أجل مجد الله وخدمة الكنيسة ومؤمنيها. 4- الإنقياد لروح الله ... علينا أن نطيع روح الله وننقاد لعمله فينا حين يحثنا علي الأمتناع عن شئ أو يدفعنا أو يحثنا لعمل ما فلا نحزن روح الله أو نطفأه بعد أستجابتنا لعمله { لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله} (رو14:8). فالذين يعيشوا بروح الله ويسلكوا بالروح هؤلاء هم أبناء الله. فالروح القدس كما وعد المسيح يرشدنا إلى جميع الحق لأنه يأخذ مما للمسيح ويخبرنا (يو13:16،14). أى يرينا ويكشف لنا حتى نسلك ونفكر ونتصرف بحسب إرشاد الروح. والروح القدس يعلّم أولاد الله ويرشدهم لمعرفة أسرار ملكوت الله. ليست معرفة مادية أو نظرية، بل معرفة الاختبار الحي بارشاد الروح القدس وإعلانه هذه هى معرفة الروح القدس الحقيقية. هذه المعرفة التى يقول عنها يوحنا الرسول {وأما أنتم فالمسحة التى أخذتموها منه ثابتة فيكم ولا حاجة بكم أن يعلمكم أحد بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شئ وهى حق وليست كذب ، كما علمتكم تثبتون فيه} (1يو27:2(. فالروح القدس يعلن لنا ربوبية المسيح فى قلوبنا لنعترف به ربًا وإلهًا ومخلصًا، مصلوبًا ومقامًا لأجلنا، وهذا هو أساس الإيمان بالمسيح. وهو الذى يرشدنا إلى جميع الحق أى إلى كل ما يتصل بالخلاص والحياة الأبدية وكل أمور ملكوت الله وعمل الله فى كنيسته وفى الخليقة ويرشد إلى الحق والسلوك فيه. وهذا ما قصده الكتاب {لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله }( رو 12:8) . نسلك حسب الروح ونميت شهوات الجسد بقوة الروح القدس { لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون } (رو13:8). الروح القدس يرشد المؤمن ويحثه لكى يسلك حسب وصايا الله ـ وكون الروح القدس يرشدنا ويعلمنا ويقودنا فى الإيمان والسلوك، فهذا لا يعنى أننا لا نحتاج إلى ارشاد المرشدين وتوجيه الآباء الروحيين لأننا فى أمور كثيرة يمكن ان ننخدع بدوافع جسدية ذاتية ويختلط علينا الأمر، هل الصوت الذى فى قلوبنا هو من ذواتنا أم من الروح القدس. ونحتاج بكل تأكيد إلى المرشد الذى يرشدنا بالروح القدس ويساعدنا فى الطريق الروحى وهنا تظهر أهمية الاعتراف والارشاد الروحى الذى استلمناه فى تقليد الكنيسة ووصية الإنجيل {أطيعوا مرشديكم واخضعوا لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم كأنهم سوف يعطون حسابًا لكى يفعلوا ذلك بفرح لا آنين لأن هذا غير نافع لكم} (عب17:13). القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
08 يونيو 2025

نحن والروح القدس

اليوم يا أحبائي نحتفل بعيد عظيم في الكنيسة، إنه يوم انسكاب الروحالقدس على البشرية، يوم خالد لا تغرب شمسه لحظة. وهو ككل الأعياد والمواسم الكنسية ليس تمثيلية وليس تذكاراً، ولكن توقيع روحي على الزمن فالزمن يستجيب وينفعل ويتغير ويحيا، مثل العظام الميتة التي تحيا. فالروحالقدس محيي، وبمجرد ما يلتحم بالزمن يحوله إلى لا زمن وإلى خلود لذلك فحلول الروح القدس في هذا اليوم وهب للكنيسة هذا السر الفائق، سر الالتحام الذي فيه تلتحم الكنيسة بالأبدية، ويلتحم المنظور بغير المنظور، والزمني بالأبدي منذ اليوم تتنفس الكنيسة الروح القدس وتتنفس القداسة، لذلك نسميها كنيسة مقدسة، وقداستها دائمة طالما يسكن الروح فيها في الحقيقة لو أن الإنسان يحيا بالروح القدس؛ فستصير كل أعماله، حتى المادية منها، أعمالاً مقدسة. لقد غير حلول الروح القدس مضمون عمل الإنسان وعرقه. كان العمل في القديم صورة بالكربون للعنة الأولى: بعرق جبينك تأكل خبزك، فكان كل عمل يعمله الإنسان على الأرض هو صورة مصغرة أو مختومة بختم قديم جداً مكتوب عليه: "هذا عرق اللعنة". ولكن بحلول الروح القدس تغير الحال تماماً، ليس فقط على المستوى الروحي؛ ولكن أيضاً على مستوى العمل المادي اليومي.للأسف لقد غابت الكنيسة اليوم عن العالم، لقد كان من المفروض أنها تعمل تحلي للعالم، وللأرض، ليس فقط في تغيير الناس للإيمان؛ وإنما أيضاً في تغيير مفهومه للعمل والجهد وعرق الجبين تغيير من كونه امتداداً للعنة الأولى إلى مصدر للبركات، قال عنها النبي في القديم: «ويكتب على القدور وأجراس الخيل قدس للرب». فأواني الطبيخ صارت مقدسة، والخيول التي كانت مكروهة عند بني إسرائيل في القديم صار مكتوب عليها أنها مخصصة للرب. بمعنى أن الحياة كلها صارت متجلية، كيف؟ بالروح القدس أولاد الله لم يأخذوا للآن عافيتهم بالروح القدس، فالمطلوب منا ليس فقط أن نعمل العمل الروحي؛ ولكن أن تطور العالم كله، نبث الروح القدس في كل مكان، لتغير وجه الأرض في الحقيقة، نحن هنا في الدير، نحاول أن تحوّل العمل المادي لهذا المضمون، ونحن ملتزمون أن نجعل حياة العمل وحياة الصلاة ملتحمين، كفعل زمني وفعل أبدي مع بعضهما، لدرجة أن الراهب الذي لا يتقن الصلاة في أثناء العمل، يجب أن يُمنع من العمل. فلابد للراهب أن يصلي باستمرار ويرفع قلبه باستمرار أثناء عمله. أما إذا أخفق في هذا فيجب أن يعتكف في قلايته إلى أن يُجدد قواه الروحية، لكي عندما يعود للعمل مرة أخرى، يعمل بإحساس الوجود في حضرة الله، ويعمل كل شيء بدافع الحب الإلهي، الذي يدفعه للبذل والخدمة والعطاء، بل للموت لأجل الآخرين.الكنيسة اليوم محتاجة إليك، محتاجة إلى صلاتك. إن أنت لم تصل الله منك خسرت أنت، وخسرت الكنيسة. عليك أن تحس بما يريده ليصنعه من أجل الآخرين بواسطتك. فإذا أنت تكاسلت وتهاونت تكون النتيجة أن عمل الله يتعطل، وتحمل أنت الحرم. الله يريدك أن تصلي لكي يعمل بالروح القدس في قلوب الآخرين لأجل أمور يحتاجونها، وهو ليس له غيرنا نحن الرهبان، فإذا أطعنا كسبت الكنيسة وكسبنا من ورائها، ونلنا معونة الروح القدس وفرحناه؛ وإذا تقاعسنا تظل الكنيسة تعاني وأنت تعاني معها وتحس في النهاية إنك أضعت عليها الفرصة، وأنت في النهاية المسئول ! اسمع الآية: «صلوا بعضكم لأجل بعض واطلبوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا». الروح القدس ينبه اليوم قلوبنا، يُكلمنا في الإنجيل، يُسمعنا صوته بكل طريقه، يقول لنا صلوا من أجل الآخرين، اطلبوا من أجل شفائهم، ليس هو شفاء جسدي، ولكن من مرض اسمه الانصداد عن الحياة الأبدية للأسف أنت تقول: "أنا قد استغنيت وليست لي حاجة لشيء"، ولكن الروح يقول لك : " أنت شقي وفقير وعريان تعال خذ مني الروح القدس للصلاة". اعلم أن الرب يريد أن يعطيك، ولكن عليك أنت أن تطلب. الرب يديه مملوءة عطايا ومواهب ولكنه لن يعطيها إن لم تخطفها منه، يريدك أن تغتصبها من يده. وأعظم هدية تأخذها من الروح القدس هي الصلاة. الروح القدس هو كملكوت الله يُغصب والغاصبون يختطفونه. فإن هو نبه قلبك لفكرة معينة فلا تتوانى وستجد منه معونة، وسيعطيك القوة على التنفيذ، وستفعل أموراً لأول مرة تصنعها في حياتك وسيعطيك الروح القدس فهماً للإنجيل، آية وراء آية، وأصحاح وراء أصحاح، بعد أن كنت من قبل لا تفهم شيئاً! كما إنك ستجد آيـــات تجدها موجهة لك، فيها كل حياتك، وكأن الرب يخاطبك من خلالها مباشرة. وهناك أمور يشدد عليها الروح، يحثك عليها، يكررها عليك مراراً يريد أن يقول لك شيئاً، فلابد أن تتجاوب معه، إياك أن تهرب وتترك الصلاة، إياك أن تمل، وتقول: زهقت ومليت. بل قف صل أيضاً. كيف أسترضي وجه الروح القدس؟ الروح القدس هو إشبين النفس لأنك ولدت من حضنه في المعمودية هو الذي يُعرفك بالمجد الذي نلته بدخولك في الزيجة السرية بينك وبين الرب ولكن كيف أمسك في خناق الروح القدس؟ الأمر في منتهى البساطة: حَصْرُ القلب والعقل فيه. هذا هو العمل الوحيد الذي عليك أن تعمله، أن تحصر عقلك في الروح القدس، وتحصر قلبك في الروح القدس، وتعيش معه اليوم كله، وتناجيه وتوقف حياتك وساعاتك وأوقاتك في الطلبة المستمرة لكي يحقق لك المسيح وعده بأن يُعرفك بكل الحق، فهو القادر لأن يعلمكم كل شيء». فإذا توسلت إليه بدموع وأنت في محنة، مثلاً من أجل خطية متعبة فيك من جهة عداوة، بغضة أفكار غير طاهرة ... وتقول له : أرني قوتك، كيف يكون المسيح في وأنا أعيش كهائم أكل الخرنوب ؟! } عندئذ ستجده قريباً منك ويُعرفك قوتك ونُصرتك في المسيح، وعندئذ تجد الفكر قد ذهب تماماً، والقوة الشيطانية المسيطرة على العقل ذابت ذوباناً، وإذا بالشخص الذي كنت أتألم بسببه قد صار كملاك أمامي وإذا ضغط عليك فكر نحس مثلاً، بالليل أو بالنهار، قم منتفضاً ساجداً على الأرض، وناد الرب، هنا سيتحول الفكر إلى فكر مقدس وستحس بالرب يسوع كقوة فاعلة فيك للمجد. الروح القدس يأخذ مما للمسيح ويعطينا: عمل الروح القدس أنه يُعرفنا بكل أعمال المسيح وبكل صفاته وعطاياه أطلب أي شيء يعجبك، أطلب من أجل شيء يتعبك، تذكر الروح القدس واطلب منه، تجده يوجهك ويُعرفك بالذي عمله المسيح لك في هذا الأمر، فتأخذ قوة، وتأخذ نُصرة، وتأخذ فرحاً وتعزية المسيح هو نصرتك، هو سلامك هو قوتك هو عزاؤك وفرحك، هو ماؤك الحي، هو حياتك الأبدية، هو وداعتك واتضاعك، هو مسكنتك... هو كل شيء. فإذا انتابك روح كبرياء وعجرفة، يأتيك المسيح كوديع ومتضع ويذيبك ذوباناً، ولكن لابد من توسط الروح القدس. إنه يُقرب لك المسيح، فتراه على قدر ما يمكنك إدراكه قليلاً قليلاً.فالروح القدس هو الواسطة الذي يقدر أن يصل ما بين المسيح وبينك يقدر أن يحضر لك المسيح المتضع فتتضع والمسيح النور فتنير، والمسيحالحلو فتصير حلواً، والمسيح الطاهر فتصير طاهراً، ولا يصعب عليك شيء إطلاقاً. المتنيح القمص متى المسكين
المزيد
07 يونيو 2025

أربعة أعمال للروح القدس داخلنا

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد أمين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن، وكل أوان، وإلى دهر الدهور كلها آمين. تعيد الكنيسة أحبائي في هذا اليوم المبارك، بعيد العنصرة، عيد ال50، عيد حلول الروح القدس، عيد ميلاد الكنيسة، بداية وجود الكنيسة، بداية أعمالها، بداية رسالتها هو في يوم ال50 الروح القدس احبائي هو عطية الآب لنا الروح القدس هو الذي يعوضنا عن عدم وجود المسيح بالجسد في وسطنا عندما وجدنا إن رب المجد يسوع بدأ يشير إلينا أن حياته على الأرض سوف تنتهي،وأنه هينطلق الكنيسة كلها، والآباء الرسل حزنوا فوجدنا يقول لهم عبارة صعبة جدا قال خير لكم أن أنطلق الأفضل لكم، أنني أترككم عبارة صعبة لدينا جدا لأني عندما انطلق، أنا أرسل لكم الروح القدس،وكأنه يريد أن يقول لكم وجودة معكم افضل من وجودى معكم بالجسد خير لكم أن أنطلق عطية الآب لنا مكافأة الكنيسة،سر وجود الكنيسة،سر قوة الكنيسة،سر كرازة الكنيسة،سر توبة الكنيسة،سر تجديد الكنيسة،هو عيد حلول الروح القدس،هو عمل الروح القدس في قلوبنا،وفي نفوسنا أن يأخذ منا لى ويعطيكم يأخذ منا لى ويعطيكم كل الذي تتمنوه أن تأخذوه مني،هو سوف ياخذوا مني،ويعطية لكم سيحيى أجسادكم المائتة بروحه القدوس الساكن فيكم كثيرا احبائى الإنسان،تكون علاقته بالروح القدس علاقة ضعيفة، ممكن أن يكون لدينا جزء من المعرفة عن الآب ،ممكن أن يكون لدينا معرفة كبيرة للإبن وممكن أن تكون معرفتنا ضئيلة بالروح القدس كثيرا ما نشعر اننا لا نشعر بة ونسأل انفسنا ما هو الروح القدس،ما هو الروح القدس؟ ما دوره فيا؟ وما علاقتى بة ومامدى استيعابى له؟ أربع كلمات تقربنا جدا من الروح القدس، أكلمك عن وظيفة الروح القدس، بداخلك أربع كلمات صغيرة، لكن بهم كلام كثير جدا، نأخذ في كل عنوان كلمتين الروح القدس، عملوا بداخلك يعمل أشياء كثيرة جدا. أولا، عمل الروح القدس في داخلنا،هو يقدس. ثانيا، يصلي. ثالثا، يعلم. رابعا، يعزي. الروح القدس شغلته واحد يقدس إنسان يريد أن يعيش في قداسة مسؤولية الروح القدس هو اسمه روح القداسة روح القداسة إذا كانت القداسة لها روح، فالروح جوهرها فجوهر القداسة هو الروح القدس عندما أريد أن أتقدس الشيء الذي يقدسنى،هو عمل روح الله القدوس في داخلي، هو الذي يقدس قلبي وعقلي وإرادتي وكياني، معلمنا، بطرس الرسول يقول إنكم قد اغتسلتم بالمعمودية بل تقدستم بل تبررتم بإسم الرب ، يسوع، وبروح الهنا في رسالة كورنثوس أنتم اغتسلتم،وبعد ذلك تقدستم بل تبررتم بإسم الرب يسوع، وبروح الهنا روح القداسة كان الله ينيح نفسه أبونا بيشوى كامل لة تشبية لطيف يقول الروح القدس، جالس بداخلك الروح القدس، لا يحب أبدا تكون الشيء بالداخل مش نظيف، مدام سكن فيه أصبح هو المسؤول عن نظافة الداخل،عندما تأتي بسيدة تحب النظافة، واجلسها فى مكان تنظف الروح القدس يدخل بداخلنا، وينظف أعطي فرصة للروح القدس، أن لأنها مسؤولة عن قداستك، هو يريد قداستك ويحبك، قداستك الكتاب أحيانا يكلمك عن لا تحزنوا الروح مرة أخرى، لا تطفئ الروح، لا تقاوم الروح، هو يريد أن ينظف، اتركه أن ينظف، أعطيله فرصته،جميل جدا، الإنسان الذي يجد الروح القدس يريد أن ينظف بداخله، وهو يتجاوب ويساعد ويقول له حاضر الإنسان احبائي بيعيش في صراع ما بين الخطية وبين البر الصراع في كل كف فيهم له مراكز قوة الخطية لها مراكز قوة في الإنسان مراكز قوى مثل الذات والشهوة، حب العالم حب المال مراكز قوة داخل حصون الشر، يعمل فيها العدو، ويعمل فيها الإنسان العتيق، هذه هي مراكز القوة، لكن الجزء الآخر توجد قداسة القداسة تأخذ مراكز القوى داخل الإنسان في القلب في إرادة، في العقل الروح القدس. شغلته إنه يغذي القلب اشتياقات مقدسة الفكر، أفكار نقية، الإرادة، إرادة صالحة، الروح القدس، يحرك عندما يحرك الروح، القدس، تجد الصراع مع الخطية، مع الذاد ومع الشهوة، مع حب العالم، تجد الصراع يحسم لأن الروح القدس بيسند بيجاهد بيقدس تجاوب مع عمل الروح القدس ستجد نفسك بدأت ان تنحاز ناحية القداسة، بدأت الخطيئة تغزى من داخلك وتنسحب، وكل مرة تطاوع الروح، كل ما تزيد سلطانة، وكل مرة تطاوع الخطية، كل ما يزيد سلطانها. لماذا الإنسان يشعر أن توبته تكاد أن تكون مستحيلة من كثرة الشرور، فيشعر إنه تم عبوديته، وتم سلب إرادته، ويشعر إنه لا يستطيع شئ لابد ان تعطي فرصة للروح القدس أنه روح قوي أقدر أقول لك إنه يوجد مراحل في عمل الروح القدس، أحيانا، يكون الروح القدس منسحب تماما من الإنسان هذا هو الإنسان الساعي للخطايا، الإنسان المتلذذ بالخطايا، إللي قال عنهم الكتاب يشربون الإثم كالماء هذا الروح القدس حزين مطفى بداخله، لا يقدر أن يشتغل لا يكون متجاوب والإرادة نائمة، هو اسمه روح الحياة الروح القدس أحيانا بيحاول يبس فينا روح الحياة، يحاول أن يحيي أجسادنا الميتة ، يحاول أن ينمي اشتياقنا، يقول أوقف وقفة صلاة يرفع قلبك لا يليق لا يحل عندما تتجاوب معه يقوى سلطانه، لأن بدأت حواسك بسبب البر تكون مجربة والعكس كل ما تطاوع الشر كل ما تجد الشر يقوى وسلطانة يقوى أول مرحلة مرحلة ان الروح تنطفئ مرحلة أخرى الإنسان يبدأ ينشط. شوية، لكن ليس قادر أن يفعل، الإنسان مش راضي عن الخطية التي يفعلها مش راضي عن السلوك وتصرفاته يغضب ومتضايق يكذب ومتضايق وبيحاول لا بد أن تتجاوب مع عمل الروح في إنسان ثالث نقول عليه الروح القدس فيه حى ونشيط يرى الخطية من بعيد وتجدة يهرب معلمنا بولس الرسول يقول أسلكوا بالروح ولا تكملوا شهوة الجسد جاءت من الإنسان، الروح القدس بداخله نشيط ينحاز له، ويعطيه هذا الروح القدس النشيط داخل الإنسان الإنسان عندما يطاوع الروح يبدأ ينال عتق من خطايا كثيرة، ومعلمنا بولس قال لأن ناموس روح الحياة قد أعتقني من ناموس الخطية عتق فك اسر انسان لا تطفئ روح صوت الرب داخلك يوجد نقطة حساسة جدا، هناك فرق بين صوت الضمير وبين صوت الروح، الضمير مستوى أخلاقي، الضمير يقول لك على شيء الغلط غلط، لكن الروح القدس م مش بس يقول لك على الغلط ده يوجهك أيضا للبر يوجهك لإرتضاء يوجهك الى روح اللة وفي الخطأ تجد الضمير عندما يبكت إنسان يبكتة بطريقة مخزية ومحزنة، الروح القدس. يبكتك بطريقة لطيفة بنائة، مفرحة يوجد فرق يوجد فرق بين مدرس يصحح لولد الامتحان ولمجرد ان يرى اخطاء عندة يعلم علامات بالاحمر هذا هو الضمير الضمير عندما يشارو لنا على خطاء فينا يعزى بنابة الروح القدس ليس ذلك، روح لطيف، وديع يوجهك إلى الخطأ، وهو يطبطب عليك، يوجهك للخطأ، وهو يحاول يفكرك بالإجابة الصحيحة، يرفع من إحساسك بأنك ليس إنسان وحش شخص مثل يهوذا ،عندما استلم المسيح هو بعد ذلك ارجع المال وندم وقال أنا اخطئت إذ أسلمت دما بريئا لكنة فى الاخر شنق نفسة لانة كان صوت ضميره وليس صوت روح،صوت الضمير ليس في صالح الإنسان، إنه ينجو الضمير ممكن يجعل الإنسان يشاور له على الخطأ، ويجعله يتعذب الروح القدس، يشاور لك على الخطأ، و يوجهك للصح، ويعزيك ويفرحك ولا يتركك تتعذب أو تتألم مثل معلمنا. بطرس الرسول أنكر، ولكنه خرج خارجا وبكى بكاء مر، الروح القدس عزاة وقال له لك رجاء الروح القدس يقدس. ثانيايصلي ما هي مسؤولية الصلاة فينا ؟ ما الذي يجعلنا نعرف أن نصلي؟ ما الذي يجعلنا نقول كلمات فى الصلاة، ماالذى يجعل الصلاة لذيدة ما الذي يجعلني ألتزم بالصلاة؟ ما الذي يجعلني أشعر أنه يوجد كلمات اقولها ليست مرتبة ما الذى يجعل أن الوقت يفوت عليا،وأنا مش وأخد بالي فى الصلاة اقول لك الروح اصلى بالروح واصلى بالذهن أيضا ما أجمل صلاة الروح تحتاج إلى تدريب والتدريب يستغرق العمر كله،صلاة الروح في درجة من درجات الصلاة يقولوا عليها صلاة الشفتين ودرجة اجمل اسمها صلاة القلب انها اروع ودرجة اجمل واجمل اسمها صلاة الروح اجعل الروح هو الذى يقود صلاتك اجعل التعبير يخرج من روحك التى بداخلك الروح يشفع فينا بأنات لا ينطق بها نحن لا نعلم ماذا نصلى لكننى اصلى بالروح اللة روح والذين يسجدون لة فالروح والحق ينبغى ان نسجد معلمنا بولس يقول نعبد بجدة الروح لا بعتق الحرف كل مرة نصلى نشعر أنة يوجد روح جديدة نشاط جديد اخبائى ان لم نصلى بالروح نشعر أن الأجبية ثقيلة جدا هذة ناس تصلى بالروح والكلام لذيذ بالنسبة لهم يوجد احبائي من يصلى بالروح من يجد صعوبة ليس فى وقفة الصلاة لكن فى كيف ينهى الصلاة بجد صعوبة انسان شعر انة دخل إلى حضرة الملك فاكنة يقول له أن لا امشى طول ماانا جالس معك ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولربنا المجد الدائم الى الابد امين . القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
06 يونيو 2025

فضيلة الاتضاع في الحوار

في أحداث ميلاد السيد المسيح اجتمعت عدة شخصيات سواء قبل أو اثناء أو بعد الميلاد وعاشت هذه الشخصيات إيمانها القلبي في قداسة ونقاوة وعبرت عن الإيمان بفضائل فكان الاتضاع في الحوار عند مريم العذراء والالتصاق بالرب عند حنة النبية والوفاء عند القديسة اليصابات والثقة في وعود الله عند سمعان الشيخ والرجاء عند زكريا الكاهن وهؤلاء كلهم وغيرهم قدموا في إيمانهم فضيلة بحسب الوصية في رسالة بطرس الثانية الأصحاح الأول (٥ - ٧) عن هذه الفضائل تتحدث معك هذه الصفحات (لو ٢٦:١-٣٨) وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف،واسم العذراء مريم فدخل إليها الملاك وقال سلام لك ايتها الممثلثة نعمة. الرب معك مباركة انت في النساء فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها انت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسى داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا، فأجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظلك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله وهوذا اليصابات نسيبك هي ايضا حبلي بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقراً لأنه ليس شيء غیر ممکن لدی الله فقالت مريم هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك فمضي من عندها الملاك والمجد لله دانما نحن جميعا وباستمرار نتكلم ونستخدم ما يسمونه بالتواصل فكيف يكون الحوار وكيف يكون الحوار متضعا وكيف أمتلك فضيلة الاتضاع في كل حوار؟ العذراء مريم امنا العذراء تلك الفتاة الصغيرة التي تعيش في الهيكل خبرتها محدودة حياتها صلاة وتسييح تخدم رعاية الكبار الموجودين في الهيكل جاء إليها الملاك وأنشأ معها حوار ،ترى ما طبيعة هذا الحوار يبدأ معها الملاك بتحية قد تكون غريبة لم يسمعها أحد من قبل، ولا حتى في الكتب المقدسة سلام لك ايتها الممتلئة نعمة الرب معك مباركة انت في النساء (لوا :۲۸) اما امنا العذراء يقول عنها الكتاب إنها اضطربت أي اندهشت . وظهر على وجهها علامات التعجب بدأ الملاك يقول لها : لا تخافی یا مریم حتى يزيل منها علامات الخوف ثم بدأ معها الحوار الهادئ حيث كان يشرح لها، وما هي إلا ان تسمع فقط دون أي اعتراض وهنا يظهر اتضاعها في الحوار.بعد ما انتهى الملاك من كلامه وسمعت مريم كل هذا الكلام بكل اهتمام سالته سؤالاً صغيرا ولكنه محير كيف يكون هذا وانا لست. أعرف رجلا (لو ٢٤:١ ) هذا السؤال تم في هدوء شديد وسلام إذا أول شيء يمكن أن نتعلمه هو الإنصات ثم الاستفهام بهدوء بدأ الملاك يشرح لها ويقول الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله (لو١ :٣٥) ثم يخبرها بحبل اليصابات هوذا اليصابات نسيبتك في أيضا حبلى بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا (لو١ : ٣٦) ثم بدأ يأتي لها بعبارات مطمئنة من العهد القديم، فيقول لها "ليس شيء غير ممكن الذى الله "(لوا :۳۷) ومريم في هدوئها واتضاعها في هذا الحوار الهادي تقول "هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك" (لو١: ۳۸) ليس في الحوار أي مجادلة ولا معاندة.كلنا نتحاور كثيراً سواء في التليفون أو البيت أو العمل فتجد على سبيل المثال الأم تعلم ابنها أو ابنتها ، والرئيس يتحاور مع مرؤوسية في العمل فهناك حوار قائم كيف تكون متضعا في الحوار الذي تصنعه كل يوم ١- ليس فيه غضب ولا صوت مرتفع. ٢- لا يقاطع أحد كلام الآخر. ٣- لا يكون فيه أي نوع من السخرية الجواب اللين يصرف الغضب (ام ١:١٥). ٤- لا تتحدث عن نفسك، فالحوار ليس فيه تمجيد للذات، فالأم عندما كانت في سن المراهقة. تختلف عن ابنتها وهي في نفسي السن، والسبب هو اختلاف الوقت والزمان حيث تغير تماما ولذلك لابد أن تفهم الجو الخاص بالموضوع الذي تتكلم فيه يقولون عن بعض لغات العالم إنها صعبة، قد لا تفهم من هو أمامك ولكن وانت تسمعها من المتحدث أمامك قد تساله هل تفهمني الا ان العذراء مريم في هذا الحوار الذي يتسم بالاتضاع كانت تنظر إلى نفسها على أنها أمة الرب أمنا العذراء تعطينا درسا في سلامة الحوار الناجح، فيكون الإنسان فيه بلا مجادلة فتجد في نهاية الحوارة وببساطة شديدة تقول للملاك هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك (لو ۳۸:۱) وامة الرب تعنى خادمة حقيرة مثلما يقول الأب الكاهن ومن فم حقارتی ای انا خدامك يارب هنا يظهر في الحوار الإيمان الواثق في قلبها ، ونجحت بالفعل في هذا الحوار. رحلة عبر الكتاب المقدس:- هيا بنا نستمتع برحلة عبر الكتاب المقدس مع بعض الحوارات الموجودة فيه العهد القديم حوار بين لوط وإبراهيم هذا الحوار بين اثنين احدهما كبير،والأخر صغير وكل منهما كان لديه رعي في الأرض الواسعة لكن الخدم تنازعوا على عيون الماء فنجد إبراهيم يبدأ يدخل في حوار متضع مع لوط وأرجوك أن تنتبه إلى هذا الحوار يقول إبراهيم لا تكن مخاصمة بيني وبينك وبين رعاتي ورعاتك لأننا نحن اخوان (تك۱۳ :۸).هنا يجب أن تتذوق طبيعة هذا الاتضاع في الحوار، حينما ينزل إبراهيم ويضع نفسه في مستوى ابن أخيه لوط ويقول له إننا أخوة وتصور أيضا لو أن إبراهيم اتخذ موقفا عكسيا سوف يكبر الخلاف لذلك من المهم أنه حينما تظهر رائحة الخلاف داخل الحوار نبدا في تبسيط الحوار وتهدئة الكلام لكن إذا كان هناك عناد بين الطرفين سيخرب الحوار يقول إبراهيم إننا أخوان أنت يا لوط اختر الأول اختر عيون الماء والأرض التي تريدها. ما هذا الاتضاع ؟ وما هذه الكرامة؟ وما هذه ونسمع القصة أن لوط اختار ما يريده ولكن ماذا كانت النهاية وما شكل سدوم وعمورة؟ وإبراهيم كان خير الله في يديه زائدا جدا جدا. ٢- حوار داود و شاول شاول هو أول ملك لبني إسرائيل التي سميت المملكة المتحدة، أي (۱۲سبطا ) ولكنهم انفصلوا بعد ذلك إلى مملكتين: مملكة السامرة وتضم ١٠ أسباط ومملكة يهوذا وتضم سبطين شاول الملك الكبير وداود راع صغير ولكن داود كان أكثر براعة وشجاعة لذا كان شاول يغار می داود. وبدات الغيرة تتحول إلى نوع من النقمة ودخل شاول روح ردي فاراد ان يقتل داود وفي ذلك الوقت اتت لداود فرصة قوية جدا وهي قتل شاول يقول الكتاب ، وكان هناك كهف فدخل شاول لكي يغطى رجليه وداود ورجاله كانوا جلوسا في مغابن الكهف فقال رجال داود له هوذا اليوم الذي قال لك عنه الرب هانذا ادفع عدوك ليدك فتفعل به ما يحسن في عينيك فقام داود وقطع طرف جبة شاول سرا وكان بعد ذلك أن قلب داود ضربه على قطعة طرف جبة شاول فقال لرجاله حاشا لي من قبل الرب أن أعمل هذا الأمر بسيدي بمسيح الرب، فامد يدى إليه لانه مسيح الرب هو (اصم ٣:٢٤-٦) وبكل اتضاع بدأ داود يتكلم مع شاول ويقول له ماذا تسمع كلام الناس القائلين هوذا داود يطلب اذيتك، هوذا قد رأت عيناك اليوم هذا كيف دفعك الرب اليوم ليدي في الكهف وقيل لي أن أقتلك ولكنني أشفقت عليك وقلت لا امد يدى إلى سيدى لانه مسيح الرب هو فانظر يا ابي انظر أيضا طرف جبتك بیدی فمن قطعی طرف جبتك وعدم قتلي اياك أعلم وانظر انه ليس في يدى شر ولا جرم ولم أخطئ إليك وأنت تصيد نفسى لتأخذها، يقضى الرب بینى وبينك وينتقم لي الرب منك، ولكن يدى لا تكون عليك، كما يقول مثل القدماء من الأشرار يخرج شر، ولكن يدى لا تكون عليك وراء من خرج ملك إسرائيل وراء من أنت مطارد وراء كلب ميت وراء برغوت واحد (اصم٩:٢٤-١٤) ما كم هذا الاتضاع يا داود؟ ناجح ومنتصر وظاهر في كل مكان ومحبوب والحق معك ومع ذلك تقول: لا أمد يدى على مسيح الرب. وبهذا الحوار الرائع المتضع نجد رد فعل شاول فيقول عنه الكتاب فلما فرغ داود من التكلم بهذا الكلام إلى شاول قال شاول أهذا صوتك يا ابني داود، ورفع شاول صوته وبكي ثم قال لداود انت أبرمني لأنك جازيتني خيرا وأنا جازيتك شرا وقد أظهرت اليوم أنك عملت بي خيرا لأن الرب قد دفعني بيدك ولم تقتلني ( اصم ١٦:٢٤-١٨) هذا يذكرني بموقف يوحنا المعمدان عندما سالوه عن السيد المسيح ويوحنا كان شخصية ذائعة الصيت ومشهورة وسط المجتمع اليهودی وله تلاميذه و مهابته، لكننا نجده يقول عن نفسه ينبغى أن ذلك يزيد والي اناانقص (يو ۲ :٣٠) من يستطيع أن يتمثل بيوحنا المعمدان ويقول مثلما قال هل ممكن أن يقولها الكاهن لأخيه الكاهن أو يقولها خادم لأخيه أو يقولها زوج لزوجته أو اب لابنه؟ إن حقائق الكتاب وروح الحق الساكن فيه يجب أن تسكن فينا، لذلك علمنا مسيحنا أنه عندما نتكلم تجعل كلامنا مملحا بملح لأن الملح هو الذي يجعل لكلامك قيمة. ٣- حوار داود ونابال وابيجايل نابال زوج ابيجایل و داود كان هاربا من شاول مع بعض من رجاله وكانوا جوعي فارسل داود في نابال يطلب منه بعض الطعام الموجود عنده على اعتبار ان نابال كان الطعام متوفرا لديه بسبب مناسبة ما، لكن كان رد فعل نابال کله کبریاء وكان يفقد حياته بسبب حماقته حتى أن اسمه على مسمى لان نابال معناه احمق، اما زوجته فكانت إنسانة حكيمة جدا، وقت ما جاه طلب داود لزوجها يقول الكتاب "فأجاب عبيد نابال داود " وقال من هو داود و من هو ابن يسي الله قد كثر اليوم العبيد الذين يقحصون كل واحد من أمام سيده أأخد خبزي وماني وذبيحى الذي ذبحت لجاري وأعطيه لقوم لا أعلم من اين هم" فتحول غلمان داود إلى طريقهم ورجعوا وجاءوا وأخبروه حسب كل هذا الكلام (اصم٢٥ : ١٠-١٢) هذا الكلام بالتأكيد موجع بالنسبة لداود، والكلام الموجع يهيج السخط( ام ١:١٥) فبدا داود يجمع الناس الذين معه لكي ينتقموا من نابال هذا التصرف كان بسبب حوار قد تتحاور أنت وجارك ولكن بكلمة من أحدكما تشعل النيران وبكلمة بسيطة ينتهي الموضوع بهدو ، فالنار لا تطفئ النار بل الماء هو الذي يطفئ النار، التواضع والهدوء والكلمة الطيبة سمعت بهذه القصة ابيجايل زوجة نابال، ولأنها كانت حكيمة اخذت تحضر خبزا وطعاما وذبائح وركبت على الدابة لتقابل رجال داود الغاضبين ثم نجدها تنزل وتسجد امام داود وتتوسل إليه أن يسمعها فيسمح لها بالحديث وتبدأ كلامها مع داود بكلمة سيدي تلاحظ أن الكلمة الأولى منك قد تكون المفتاح الذي يفتح الطريق أو يعطله ثم تبدأ تتكلم عن نفسها وتقول أمتك ای خادمتك يا لها من امراة رائعة ويمكن أن تكون أمنا العذراء قد تعلمت من حوار أبيجايل عندما قالت للملاك هوذا أنا أمة الرب، ومن الضروري أن تنتبه أن زوجها نابال قال من هو داود هذا هى قالت سيدي، أنا أمتك، وبدات تقول أصفح عن ذنب أمتك لأن الرب يصنع لسيدي بيتا امينا لأن سيدي يحارب حروب الرب ولم يوجد فيك شر كل آيامك (اصم ٢٨:٢٥) هذا الكلام كالماء الذي يطفي نار داود وينتهي القصة وتنقذ زوجها وبعد عشرة أيام يصاب نابال بأزمة صدرية يقول عنه الكتاب أن جمد قلبه في صدره من خوفه من داود وانتهت حياته وعاشت قصة ابيجايل امام داود تمثل الحوار المتضع. هل حوارك فيه الخشوع والاتضاع؟ رحلة عبر سير القديسين. ١- الأنبا بيمن من أبا البرية المباركين والمشهورين كان يطلق عليه اسم "الآب الرؤوف" الحنين جاء إليه أحد أبنائه في فترة الصوم وكان الرهبان في هذه الفترة ينقطعون من الكلام، وعندما أتى إليه وجد الباب مفتوحاً فدخل وسأله وأجاب عليه فالاخ الصغير أراد أن يعترف بشئ فقال له "اتعرف یا آبی بیمن اني كنت لا أتي إليك اليوم لأني كنت أخشى أن يكون الباب مغلقا في الصوم المقدس" كان من الممكن أن يقول له الأب بيمن فعلاً هذا التوقيت غير مناسب للكلام ونحن في فترة الصوم وياخذ الموضوع بموضوع توبيخ لكن الأب بيمن رد وقال له "إننا لم نتعلم يا ابني أن نغلق الباب المصنوع من الخشب، ولكننا تعلمنا أن نغلق باب افواهنا" لذلك يجب أن نتعلم أنه لا يصح أن يخرج من افواهنا کلام ردئ نحن لم نتعلم أن نغلق الباب في وجه إنسان لقد كان حوارا متضعا بسيطا وفي ذات الوقت حكيما ٢- القديس افراهاط:- هذا القديس من بلاد فارس ایران وقد عاش عمرا طويلا جدا في حياة البرية مثل المتوحدين وفي ذات يوم جاء إليه شخصية مهمة جدا "والى البلاد" وزاره وأتى له بهدية ولكن هذا القديس كان لا يقبل أي هدية وعندما قدم له الهدية ساله ما هذه الهدية فقال له ثوب فقال له القديس أريد أن استشيرك في موضوع ما فقال له إننى منذ ١٧ سنة عزمت أن يكون لي صديقا واحدا اخترته ليرافقني ويعيش معى، وكان هذا الصديق يعزيني ولم يخزلنى أبدا لكن جاء الخبر من بلد بعيد، وأراد أن يحل مكانه فأى الاثنين افضل فأجابة الوالي قائلاً، بالتأكيد تختار الأول الذي عاش معك ١٦ سنة. فقال له فعلاً سوف اختاره فالصديق القديم هو ثوبي الذي لازمني كل هذه السنوات الطوال فكيف استبدله بأخر. وصلت الرسالة إلى الوالي وأخذ هديته وشكر الأب ثم انصرف الخلاصة يا إخوتي انك عندما تدخل في حوار اجعل حوارك متضعا. كيف يكون الحوار متضعا؟ ١- كلمات الاحترام:- ضع دائما في حوارك كلمات الاحترام يا استاذ يا مدام با اخ فلان با دکتور لا تقل الاسم مجردا حتى صوتك اجعل فيه دائما الاحترام والوقار، ولا يكون فيه أي نوع من الاستهزاء. ٢- كلام الحب ضع في الحوار كلام الحب أو الكلمات المترادفة عندما اقول كلمة حبيبى ، فکأنی بفرش ارضية للموضوع بيني وبينه فدائما كلمات الحب تشبع عاطفة الإنسان .ذات مرة حدث خلاف بين زوح وزوجته وكانت الزوجة في عصبية شديدة وأثناء عصبيتها أعطى الله للزوج الحكمة فقال لها في وسط الغضب خدي بالك انا بحبك جدا نراه ترك الموضوع ودخل في دائرة الحب الذي كان سببا في عودة السلام وتهدئة الزوجة .عندما اتحدث مع ابني أو ابنتي اتكلم معهم بلغة الحب وكلماته ضع كلمات الحب في حوارك ولكن كل واحد بحسب الكلام الذي يناسبه. ٣- المشاركة الوجدانية كلمات المشاركة الوجدانية اجعل دائما في كلام مشاركة للآخر في عواطفة فمثلاً اسألك عندك كام طفل؟ تجيب قائلاً ثلاثة فيجب أن يكون ردي على إجابتك ربنا يخليهم وتفرح بيهم دائما هذه تعتبر من كلمات المشاركة الوجدانية. كلمات التشجيع ابنك أو ابنتك أو خادم أو كاهن كبير او صغير يقترح اقتراحا، لا يجب أن تقول له إنه لا يصلح لأن كلمات التشجيع تفجر الطاقات في الإنسان. كلمات المديح السيد المسيح عندما تقابل مع السامرية في حوار طويل قال لها ضمن الحوار "حسنا قلت". كلمات الاعتذار في حواراتنا توجد ثلاث كلمات نکررهم باستمرار "شکر ، من فضلك ، اسف أو اخطات". هناك شخص تتكلم معه إذا قال كلمة أسف ينتهي الحوار بسلام هذه الكلمات نسميها "كلمات الاعتذار" استخدمها دائما في حوارك كي يكون حلوا الاتضاع في الحوار فضيلة نتعلمها من خلال هذا الصوم ضعها في حياتك، وفى نفسك کی تستطيع أن تعيش ويظل كلامك کله مملحا بملح. قداسة البابا تواضروس الثاني عن كتاب قدموا فضيلة في إيمانكم
المزيد
05 يونيو 2025

مشكلة الإخوة الطوال

ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية يذهب للقسطنطينية وفى سنة 403م لم يجد ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية مناصاً إلا ان يسافر إلى القسطنطينية، وأشاع قبل سفره أنه ذاهب إليها ليحرم يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية ويقصيه عن كرسيه ويحرمه من وظيفته من أجل الوقوف ضده فى مشكلة الإخوة الطوال وبعد أن جهزت الأمبراطورة كل شيء دعت إلى عقد مجمع في القسطنطينية. إلا أن ظاهر المجمع كان شيء والخفي شيء أخر، فكان الهدف من المجمع هو أن تتم محاكمة الذهبي الفم. أما الذهبي الفم فكان يعتقد أن المجمع سينعقد ليحاكم ثيوفيلوس، ونتائج هذا المجمع قد أكدت الإشاعة التى سبق واطلقها ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية في ربيع 403 أرسل ثيوفيلوس بطريرك الإسكندرية أحد أساقفته. القديس ابيفانيوس، اختصاصه كشف الهرطقات. ووصل إلى القسطنطينية. وكان تصرفة واضحا منذ بداية فمنذ لحظة وصوله كان يتصرف وكأن الذهبي الفم هو الهرطوقي، لأنه دافع عن الأخوة الطوال وهم هراطقة. وكان ابيفانيوس مخدوعاً، فعمل على تدبير حيلة تنهي قصة الأخوة الطوال وتعطي الفرصة للمجمع أن ينعقد ليحاكم الذهبي الفم. وبعد أن قدم حيلته للأمبراطورة. ذهب لعنده امونيوس أحد الأخوة الطوال (صاحب الأذن الواحدة) وكلمه ثم سيرابيون فعرف أنه وقع في حفرة نصبها له ثيوفيلوس وأفدوكسيا فقرر العودة قبل أن يصل أعضاء المجمع. ورقد وهو في طريق عودته فأبحر ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية إلى القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية على سفية خاصة فى أبهة الملوك والأباطرة والسلاطين وحوله حاشية من أساقفة مصر والحبشة وتحيط به زمرة من الكهنة والقساوسة، وما أن ألقت السفينة مرساها فى مياه البوسفور التى كانت تنعكس اشعة شمس شهر يونيو على مياهها، حتى حياه البحارة المصريين الذين يعملون على المراكب التى كانت تنقل جزية الحنطة (القمح) للقسطنطينية،وأدوا لباباهم واجب التبجيل والإحترام وهم فرحوا برؤية بطريركهم المصى بالقسطنطينية، ولكن لم يذهب لأستقباله كان واحد من كهنة العاصمة فلم يرغب فى الإقامة فى العاصمة فذهب إلى مكدونية، وما أن وصل إلى هناك حتى قام بإستقباله سيرينوس أسقفها المصرى الجنس بكل إحترام وتعظيم وجميع أساقفته وأقام في خلقيدونية أياماً ثم جاء القسطنطينية . ومرّ أمام كنيسة الرسل ولم يدخل إليها. وعلى الرغم من هذا فإن الذهبي الفم ذهب لاستقباله في القصر الذي أعد له ودعاه للإقامة عنده. وكان بيت افغرافية مركز المشاغبة والمؤامرة على الذهبي الفم. قضاة مجمع السنديانة: (البلوطة) ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية يتهم القديس يوحنا ذهبى الفم بتهم تافهة عقدوا اجتماعاتهم في العاصمة لأن الذهبي الفم كان محبوباً موقوراً. فاستحسنوا بلدة خليقيدونية ونزلوا عند أسقفها المصري كيرينوس وعقدوا اجتماعهم في قصر السنديانة. وانضم إليهم أكاكيوس وسفيريانوسو أسقف جبلة وأنطوخيوس أسقف عكة وماروطة أسقف ميافارقين ومكاريوس مغنيسية. وكان هذا في منتصف تموز. وابتدأت المحاكمة. بينما كان يوحنا مع أصدقائه في غرفة الطعام يتحدثون. وكان يكلمهم كما لو أنه يودعهم وأصغى المجتمعون في السنديانة إلى جميع الاتهامات الواردة في الذهبي الفم. فبلغت شكايات الارشدياكون يوحنا تسعاً وعشرين. وادعى الأسقف اسحق على الذهبي الفم أنه قبل في كنفه رهبان قالوا قول اوريجانس. وأنه تدخل في شؤون أبرشيات لا يتبعون إلى أسقفيته. ومن ثم الراهب اسحق قدم ثماني عشر شكوى منها "حنو القديس على الخطأة"! وأعد مجمعاً وأرسل يستدعى يوحنا ذهبى الفم وطلب منه الحضور إلى المجمع ليدافع عن نفسه عن عدة إتهامات طويلة وعريضة طالما إتهموه أعداؤه بها ولم يستطيعوا إثباتها عليه، ولكنها وجدت طريقها بسبب ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية للكيل بكيلين لذهبى الفم بسبب موقفه بجانب الإخوة الطوال فى شكواهم، وكانت أكثر هذه التهم تافهة وعديمة الأهمية، وكان قصد ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية أن يزعج يوحنا ومضايقته ووضعه فى موضع إتهام، وإختار ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية تهمتين من هذه التهم العديدة ورتبها ترتيباً تنازلياً، واعد الأسئلة بحيث يعسر نقضها ودحضها أو إنكارها: التهمة الأولى: إتهام يوحنا ذهبى الفم أنه لقب الإمبراطورة بلقب " إيزابل" (وهى إمرأة آخاب ملك إسرائيل الشريرة: إقرأ 1ملوك 19) التهمة الثانية: انه تكلم ضدها كلام غير لائق ويدل على إحتقاره لها . (ملاحظة: لا يملك مجمع ان يحرم أسقفاً للتهم السابقة لأنها لا تدخل فى موضوع الإيمان الإرثوذكسى) ولم ينكر يوحنا ذهبى الفم بأنه دعى هذه الإمبراطورة بإسم إيزابل فى عظة ألقاها فى شعب الكنيسة واتخذوا قراراً بخلعه وبعثوا به إلى البلاط ونشروه في جميع كنائس العاصمة. ولم يُبنَ الحكم فيه إلا على أن المجمع دعاه أربع مرات فلم يحضر. وقد ضاعت أعمال هذا المجمع إلا ما نقله فوطيوس العظيم عنها وهذه هي التهم التي وجهت للقديس: إن الذهبي الفم رقّى إلى درجة الكهنوت عبداً سابقاً متحرراً هو تيفريوس الذهبي الفم يأخذ حمامه اليومي وحيداً يأكل Bonbon Au Miel يأكل على إنفراد خضاراً مسلوقة في أيام الحر الشديد يضع بعض النقاط من النبيذ في الماء لا يرتب ثيابه الكهنوتية بعد الانتهاء من الخدم الإلهية وأكثر ما يضحك من بين التهم أن القديس الذهبي الفم ينام مع امرأة!!! وهذه التهمة التي حزت بنفسه فكتب إلى صديقه الأسقف سيرياكوس "يزعمون أيضاً أني أنام مع امرأة. ألا فليجردوا جسدي وينظروا الحالة المزرية التي فيها أعضائي". التهمة الثالثة: أن يوحنا ذهبى الفم عمل على التعدى على سلطة الأساقفة وتحريض الآخرين على عصيان رؤسائهم الروحيين (وكان ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية بلا شك يقصد رهبان وادى النطرون ومن معهم الذين نفاهم هو) وكانت هذه المشكلة قد طويت وإنزوت فى زوايا الإهمال لولا أن حرك ساكنها وطلب شهود الإثبات وهو الأسقف ديسقوروس (من الأخوة الطوال) الذى كان قد تنيح ولم يبقى سوى امونيوس أخيه فقد أحضروه غلى خلقيدونية وهو يحتضر فلما رآه ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية فى حالة الموت ذرفت عيناه بالدموع من شدة التأثر وهكذا تم الصلح بين الخصمين اللدودين فى أقل من لمح البصر بدون وساطة ولا شفاعة أحد سوى وقع العين وتأثير النفس النقية بعيدة عن شر الشرير، وقبلا بعضهما بعضاً بقبلة مقسة وهكذا سرت مياة الروح فى أرض نفسيهما الجدباء كما تروى الأرض المشققة بالماء فأرتوت النفوس وهدأت القلوب . خطابا لثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية يامرة بالحكم على يوحنا ذهبى الفم بينما كان الفرعون الإسكندري وأصحابه يفتلون الشر فتلاً ويحكمونه احكاماً قام غيرهم أربعون أسقفاً من القسطنطينية وغيرها ينظرون في ملافاة الخطر. أما الذهبي الفم فإنه طلب منهم أن لا يدع أحد منهم كنيسته لأجله. ثم كتب أعضاء السنديانة إلى الذهبي الفم أن يبرر نفسه أمامهم. فرد الأساقفة المجتمعون في القسطنطينية أن في هذا الطلب خروجاً على القوانين الموضوعة في نيقية. وأن أقلية مثلهم عليها أن تخضع لأكثرية مؤلفة من أربعين أسقفاً برئاسة سبعة مطارنة. ولكن الذهبي الفم وافق شريطة أن يترك المجمع أعدائه. فكان ثيوفيلوس قد قال في ليقية "إني منطلق لعزل الأسقف يوحنا". فأبوا وأبى ويقول الملكيين (الروم): " تعاقد ثاؤفيلس مع إيدوكسيا (11) Eudoxia على مهاجمة الذهبي الفم. وكان جديراً بهذا. فهو خبير في التهديم والتخريب والتدمير وتصفية الإنسان! ولا بد من مناسبة لمباشرة العمل. فكان "الأخوة الطوال" الحجة التي تذرع بها للانقضاض على الذهبي الفم." وقد استغلت الإمبراطورة عداء ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية ليوحنا ليقوم بنفي ذهبي الفم ولم يتذكر البابا المصرى كلمات يوحنا عنها أن إيزابل الشريرة ونسى مكرها فإنصاع لمشورتها الخبيثة، حيث انعقد مجمع السنديان تحت رئاسة البابا ونٌفيّ القديس ذهبي الفم. فصار ذلك يمثل كارثة أفسدت تاريخ البابا ثاوفيلس تمامًا، وفى هذه الأثناء أرسلت الأمبراطورة إيدوكسيا Eudoxia خطاباً صادراً من ديوان الإمبراطور إلى مجمع خلقيدونية فى جلسته الثانية عشر وفيه أمراً للمجمع بإصدار حكمه فى موضوع يوحنا ذهبى الفم بأقصى سرعة وكان الدافع وراء هذا الأمر حقد الأمبراطورة إيدوكسيا على بطريرك القسطنطينية لأنه أهانها وبناء على هذا الأمر أو هذا الخطاب الصادر من الديوان، وحتى ولو طلباً ولم يكن أمراً فقد كان الأمر فى يد ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية الذى رآها فرصة سانحة لكى يبعد يوحنا فهو يعمل على ترسيخ مبدأ المجمع السابق بأن بطريرك القسطنطينية يعلوا فى كرسية بطريرك الإسكندرية فأمر: بخلع يوحنا ذهبى الفم وحرمه ولإقصاؤه عن كرسيه ونفيه حالاً إلى خارج القسطنطينية ولم يكن ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية درجة محبة شعب القسطنطينية ليوحنا ذهبى الفم فقد حدث أنه بعد ثلاثة ايام على صدور الحكم بالنفى كان من الصعب إلقاء القبض عليه لتنفيذ أمر النفى وإبعاده لأن تجع جمهور كبير من أهل القسطنطينية واحاطوا بمنزله وأعدوا العدة لحراسته وحمايته وكانوا يتناوبون الدفاع عنه بطريقة منظمة كأنهم حرس عسكرى حتى لا يتم القبض عليه، وصار الجميع يخافون من حرب أهلية فى داخل العاصمة بل أن الحرب أصبحت وشيكة الإندلاع فعلاً لولا أن القديس يوحنا ذهبى الفم كان يرتقى منابر الكنائس وينصح شعبه بالهدوء والسكينة واستغاث الذهبي الفم بالكنيسة الجامعة وسأل عقد مجمع مسكوني ولم يخضع فوراً لحكم قضاة السنديانة بل ظل يواصل أعماله الرعائية يومين كاملين ولما كان منتصف اليوم الثالث فى وقت الظهيرة وذهب بعض من الحراس فى النوم أن يوحنا ذهبى الفم تسلل من باب خاص دون أن يشعر به أحد، وذهب إلى موظفى الحكومة وسلم نفسه لهم بكل رضى وهدوء فأخذوه حينئذ إلى سفينة وأرسلوه إلى بيت عنيا (8) وخلا الطريق لثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية ودخل إلى المدينة فى اليوم التالى لإبحار القديس يوحنا ذهبى الفم، وتوجه للكنيسة الكبرى وبدأ فى مراسيم سيامة بطريرك خلفاً ليوحنا ذهبى الفم على كرسى القسطنطينية، ولكن لما سار الواعظ الذى كان مكلفاً بالوعظ من ثاؤفيلس إلى المنبر ووقف ليتكلم واخذ يطعن فى يوحنا ذهبى الفم بكلام شديد هاج الشعب هياجاً شديداً ولم يتمكن احد من فرض الهدوء عليهم وصاحوا وهتفوا للقديس يوحنا ذهبى الفم حتى إرتجت الكنيسة وإهتزت من أساساتها وتدخلت قوة عسكرية فطردت الشعب الثائر بالعصى والمعاول، وإمتلأت الشوارع من العامة الثائرين وهم يملأون الدنيا بصياحهم طالبين إرجاع يطريركهم استيقظ الشعب عند الصباح ولم يجد أسقفه فغضب. واكتظت الشوارع بالناس وأحاط بعضهم بالقصر من كل جانب وصرخوا طالبين إرجاع أبيهم المنفي. وظلوا على هذا الحال حتى المساء، وهجموا على ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية وكادوا يفتكون به لتعضيده الإمبراطورة إيدوكسيا Eudoxia، ووفي هذا الوقت كان مؤمني القسطنطينية عازمون على إلقاء ثيوفيلوس إلى البحر، لأنه عدا عن تآمره على قديسهم. كان يريد تنصيب أسقفاً عليهم يكون موالٍ له. وقد حاول أن يقمع أصوات المؤمنين المطالبين بعودة القديس بالقوة وسفك الدماء. فهرب في الليل إلى مصر. مسطحباً اسحق السوري، شريكه في المؤامرة. ومقسماً ألا يعود إلى القسطنطينية . زلزال فى الهزيع الأول من الليل توترت أعصاب الناس وإنتشر الغضب بينهم لاولا رحمة الإله وفي أواسط الليل أرجفت الأرض وتزلزلت أركان القصر الإمبراطوري وهز المدينة هزاً شديداً وحدث زلزالاً شديداً فى الهزيع الأول من الليل رج المدينة حتى أن الإمبراطورة إيدوكسيا Eudoxia قامت مزعورة من نومها وذهبت إلى مخدع زوجها وترجته أن يعيد القديس يوحنا ذهبى الفم مادامنا نرى غضب السماوات لأجله وكادت تصب غضبها على الأرض حزنا عما فعلوه معه، فلم يجيب الإمبراطور أركاديوس لطلبها إلا بعد ان سمع ما فعله الشعب مع ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية بالكنيسة وأنه سيكون مكروها منهم وينقلب ضده فاشتد خوف الإمبراطورة ورأت في ذلك انتقاماً ربانياً. فقالت لاركاديوس إن لم يعد الأسقف فليس لنا تاج ولا سلطات. فوكل اركاديوس إليها أن تفعل ما تشاء، فكتبت بخط يدها تبدي عذرها وأوفدت أحد رجالها ليرجو العودة. فلما عبر البوسفور أبى العودة إلى كرسيه تواً لئلا يخترق حرمة القانون الكنسي فإن خروجه كان بحكم مجمعي فكان لا بد من حكم مجمعي لعودته. فطلب من افدوكسيا دعوة إلى عقد مجمع صالح للنظر في الاتهامات المنسوبة إليه من مجمع اللصوص مجمع السنديانة وفى الحال تقرر إنعقاد مجمع إجتمع فيه 60 أسقفاً وفيه تم إلغاء قرارات المجمع السابق وقرر أن القديس يوحنا ذهبى الفم ما زال بطريركاً على القسطنطينية ولكن الشعب لم يقبل له عذراً فسار بموكب عظيم إلى كنيسة الرسل وأوجز في الكلام فبارك أسم الرب إلى الأبد: "أجل تبارك الله الذي يحيط الكايد ويقضي برجوع الراعي. تبارك الذي يثير العواصف. تبارك الذي يحلّ جليد الشتاء ويقمع هيجان الريح ليقوم مقامها الهدوء والصحو والسلام". والتفت في كنيسة الحكمة الإلهية (أجيا صوفية) إلى كنيسته فتراءت له متوجة بإكليل سموي فهي العروس ساره العفيفة الطاهرة . . موقف أسقف روما بين أسقف القسطنطينية وأسقف الأسكندرية أما ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية فكتب خطاباً إلى بطريرك روما يخبره فيه أنه جرد القديس يوحنا ذهبى الفم من وظيفته فرد عليه البابا يسأله عن اسباب هذا التجريد، وقال له: أنه على تمام الصداقة والشركة والأخاء معه ومع القديس يوحنا ذهبى الفم أيضاً كيف نفى القديس يوحنا ذهبى الفم للمرة الثانية؟ وأعتقدت الإمبراطورة إيدوكسيا Eudoxia أن الرسالة التى أرسلتها إلى يوحنا (أعنى نفيه) قد فهمها وأنه لن يتعرض لها مرة أخرى، وحدث أن الأمبراطورة إيدوكسيا Eudoxia أرادت أن يكون لها تمثالاً أسوة بالأباطرة. ونفذت رغبتها. ووضع التمثال في أكبر ساحة في العاصمة، أمام كنيسة الحكمة الإلهية. وتحاشى القديس يوحنا ذهبى الفم أن يصطدم معها ويوبخها على هذه العادة الوثنية وكان حاكم المدينة كان مانوياً يكره الذهبي الفم. فأقام لمناسبة الاحتفال بالتمثال ملعباً للرقص والشرب والمصارعة في الساحة المقابلة لأبواب الكنيسة. فلم يستطع الذهبي الفم صبراً. فذكّر المؤمنين أن هذه الملذات من شأنها أن تجدد قبائح الديانات الوثنية. ولا يجوز الاشتراك بها. وطلب من الحاكم أن يكف عن هذه الأعمال، المصاحبة لتدشين التمثال. فإستغل الفرصة للوقيعة بينه وبين الأمبراطورة فقال لها: " أن الذهبي الفم غير راضٍ عن مظاهر الاحترام لشخصها " كما أن الذهبي الفم ألقى عظة ذكر فيها الأمبراطورة إيدوكسيا Eudoxia وكانت الأمبراطورة تترصد الذهبي الفم. ورأت في معارضته لهذه الاحتفالات تحقير لها كإمبراطورة ولا شك أن خلافها القديم معه لم يكن قد إنتهى فقد كان كالنار تحت الرماد الذى أحدثه الزلزال توقفت النار ولكنها ما زالت تتأجج وقامت إيدوكسيا Eudoxia بتوجيه رسائل إلى الأساقفة المصريين الذين سبق لهم وحكموا على الذهبي الفم. وكتبت رسالة طويلة إلى، ثيوفيلوس البطريرك الإسكندري. تحثه على القدوم إلى العاصمة. إلا أنه كان عارفاً أن ظهوره في شوارع القسطنطينية يعني موته وجعله طعام لأسماك البحر. فقام بإرسال مندوبين عنه بعد أن لقنهم دروساً في كيفية تجديد الحكم على القديس. وأرسل الإمبراطور اركاديوس دعوة لأساقفة آسيا وأنطاكية. فلبى الدعوة بعضهم وأبى البعض الآخر خشية من اتساع الشقاق في الكنيسة. وحضر جميع أخصام الذهبي الفم والمتآمرين عليه وتقول مسز بتشر: أما البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 فلم يكف عن بث أسباب الخلاف والخصام والتفرقة ولم يهدئ من مناصبة يوحنا ذهبى الفم العداء، فأرسل وفد من الأسكندرية ليقوم بمهمة طرد ونفى وإقصاء ذهبى الفم من أبروشيته، ولم يذهب ثاؤفيلس البطريرك بنفسه معتذراً بكثرة أشغالع والواجبات الضرورية الموكولة إليه فأناب عنه الوفد الذى قام بالخطة التى وضعها له ثاؤفيلس البطريرك ونجحوا فى إصدار أمر من الإمبراطور أركاديوس والإمبراطورة معاً وحضر الأمبراطور إيدوكسيا Eudoxia وإستمع إلى عشرة أساقفة من كلا الطرفين -الأعداء والأصدقاء-. وقبل دعوة الذهبي الفم، وقف أسقف مصري وسأل المجتمعين: ماذا جئنا نفعل؟ وأجاب الأساقفة أعداء الذهبي الفم: نحن مجتمعون لنحاكم الذهبي الفم ونحكم عليه، ثم قال لهم أن الذهبي الفم غير موجود بالنسبة لهم وللقوانين. فكيف يمكن استدعاء شخص غير موجود للمثول أمام القضاة. وتكلم المصري عن مجمع التكريس الأنطاكي سنة 341. وأن بعض قوانين ذلك المجمع تدين الذهبي الفم وتحكم عليه . وقرأ عليهم القانون الرابع من المجمع وينص: "كل أسقف مخلوع من قبل مجمع، بعدل وبغير عدل. يسمح لنفسه بالرجوع إلى منصبه بمجرد سلطان وبدون أن ينال عفواً عن إدانته من المجمع نفسه ومن مجمع آخر. وبدون أن يدعوه القضاة أنفسهم إلى ممارسة حقوقه الكهنوتية - بدون أن يسمح له بالدفاع عن نفسه - هذا الأسقف وكل من يشترك معه يحرمون من شركة الكنيسة". وتابع المصري استناداً إلى هذه المادة فإن المجمع الحالي ليس أمامه شكوى للنظر فيها. فمجمع السنديانة المنعقد برئاسة (الكلي التقوى) ثيوفيلوس قد خلع يوحنا الذهبي الفم فهو إذن محروم ولا يحق له المثول أمام مجمع لأن الذهبي الفم ليس أسقفاً بل محروم. ادعى أنه كان مظلوماً. هذا لا يبرره. فقانون أنطاكية يقول صراحةً أبعدل أم بظلم، لا يحق للمحكوم أن يمارس حقوقه. ولا يحق له أن يستأنف ويدافع عن نفسه!! وطلب المصري ألا ينعقد المجمع. وهنا جاء دور البيذس أسقف لاذقية سورية. وطلب إلى أخصامه أن يوقعوا قانون أنطاكية (مجمع أريوسى) كأنه عمل أرثوذكسي قبل تطبيقه على يوحنا الذهبي الفم. فاحتاروا في أمرهم لأنهم إن قبلوه تلطخوا بالآريوسية وإن أبو سقطت حجتهم. فلاذوا بالكذب ووعدوا بالتوقيع ثم أخلفوا. وبحسب نفس المجمع والقانون الخامس منه: "كل كاهن وأسقف طرد من الكنيسة واستمر في إثارة القلاقل والاضطرابات، فليحاكم من السلطة الخارجية كمشاغب"وأشار المجمع المنعقد على الأمبراطور أركاديوس بأن يحكم على الذهبي الفم فأرسل الأمبراطور اركاديوس يسأل الذهبي الفم في الحكم. فأجاب أن كل أحكام المجمع المصري خاطئة. أولاً: إن قوانين المجمع الأنطاكي هرطوقية آريوسية. لا تعترف بها الكنيسة الأرثوذكسية. ثانياً: إن مجمعاً اكليريكياً - كنسياً لم يحكم عليه مطلقاً. وفي الواقع أن مجمع السنديانة لم يبلغ الذهبي الفم الحكم الصادر بحقه. وإنما ضابطاً امبراطورياً جاءه وقال له أن يتهيأ للرحيل. فبما أن لم يبلغه مجمع السنديانة الحكم الصادر عليه فهذا يعني أن الحكم غير واقع. ثالثاً: الذهبي الفم لا يطلب من المجمع أن يعيد له حقوقه. فحقوق القديس لم يسلبه إياها أحد. بل طلب من المجمع إظهار براءته من الاتهامات، ووضع حد للنميمة. كيف نفذ أمر نفى القديس يوحنا ذهبى الفم؟ وفى عيد الفصح لسنة 404 م أى بعد عشرة أشهر من الحكم كانت القسطنطينية في قلق واضطراب والقديس لا يتزعزع. فحاولت القوة العسكرية بتوجيه من خصوم القديس يوحنا أن يوقفوا الإجتماعات وأماكن الاضطراب والإخلال بالنظام وحاولوا منع انعقادها. ولما لم يستطيعوا طلبوا طرد الذهبي الفم قبل عيد القيامة (17 نيسان) لأنه محروم من المجمع فأمر الإمبراطور القديس يوحنا ذهبى الفم الخروج من كنيسته. فقال الأسقف القديس ذهبى الفم: لقد استلمت الكنيسة من يسوع المسيح ولا أستطيع أن أترك خدمتها. فإن أردت أن أترك هذه الحظيرة المقدسة فاطردني قهراً بينما كان القديس يوحنا ذهبى الفم بطريرك القسطنطينية يؤدى خدمة عيد الفصح فى الكنيسة الكبرى أرسلت كتيبة مدججة بالسلاح وهاجمت الكنيسة فقام الإمبراطور بطرده يوم سبت النور من الكنيسة وحذر عليه الخروج من قلايته. ولم يكتفى بطرده من الكنائس بل طرد أيضاً جميع الكهنة الذين كانوا في شركة الأسقف القديس. وكانت العادة حينئذ تقضي بأن يبقى المسيحيون ساهرين بالصلوات حتى صياح الديك معدين طالبي المعمودية -الموعوظين- إلى قبول هذه النعمة (وقيل أنه بالكنيسة كان يوجد أكثر من ثلاثة ألاف نفس مستعدة للعماد فطرد الجنود كل من فى الكنيسة بما فيهم طالبى العماد بأسنة الرماح)، ثم طردوا الشعب خارج الكنيسة بالقوة فلم بستطع الكهنة ترك الذين جاءوا للمسيح بدون عماد فجمعوا طالبى العماد من الشوارع ولجأوا جميعهم إلى الحمام الكبير الذي شيّده قسطنطين وحولوه إلى كنيسة، وصلوا على الماء الذى فى الحمامات وباركوها وعمدوهم بكل نظام تام وسرعة، وما أن تم العماد حتى سمع الجنود بتجمعهم فهجموا على الكهنة وطردوهم من هناك أيضاً . فسعى المتآمرون في فض هذا الاجتماع. فدخل الجند الحمام والسيوف بأيديهم مصلتة واخترقوا الحشد حتى وصلوا إلى جرن المعمودية فضربوا الكهنة والشيوخ والنساء واختلسوا الآنية المقدسة. وخرج المؤمنون خارج الأسوار واحتفلوا بالتعميد وأقاموا الذبيحة في ميدان قسطنطين. إلا أن الأمبراطور لم يكن صاحب فكرة سفك الدماء وإنما الأسقفان انطوخيوس وأكاكيوس اللذين كان من ضمن الفريق الذي حكم على الذهبي الفم وبعد العنصرة بخمسة أيام أي في التاسع من حزيران سنة 404. سار اكاكيوس وأعوانه إلى الأمبراطور أركاديوس وقالوا: إن اإلإله لم يجعل في الأرض سلطاناً فوق سلطانك. وليس لك أن تتظاهر بأنك أكثر وداعة من الكهنة وأعظم قداسة من الأساقفة. وقد حملنا على رؤوسنا وزر عزل الأسقف يوحنا. فحذار مما ينجم عن إهمال التنفيذ. فأوفد أركاديوس أحد كبراء البلاط إلى الذهبي الفم، يسأله أن يهجر كنيسته ورعيته بلا إزهاق للأرواح. فأصغى القديس وقام إلى المنفى، وصلّى وودع "ملاك الكنيسة" ثم ذهب إلى مصلى المعمودية ليودع الماسات الفاضلات اولمبياذة الأرملة القديسة وبناذية وبروكلة وسلفينة وقال لهن: لا تدعن شيئاً يخمد حرارة محبتكن للكنيسة وخرج القديس خفية. وقبض عليه رجال الشرطة وعبروا به البحر إلى نيقية حيث ألقوه في السجن. واستبطأ الشعب خروج راعيهم فارتفعت جلبتهم في كنيسة الحكمة. وفيما هم على هذه الحال اتقدت نار تحت المنبر وحولته رماداً. ثم امتد لهيبها إلى السقف وسرى خارج الكنيسة. ثم دفعته ريح شمالية إلى الجنوب فبلغ قصر الشيوخ فقوضه. وأمست الكنيسة الكبرى خالية مهدمة ولم يسلم منها إلا آنية الافخارستية! وأقام القديس في نيقية أربعين يوم وأكثر. وعلى الرغم مما كان عليه من مضايق السجن وغلاظة الجنود. فإن نفسه ظلت تتوقد غيرة على خلاص النفوس في سورية وفينيقية وتحطيم الوثنية. وكان صديقه قسطنديوس البار لا يزال يعمل في حقل الرب في تلال فينيقية وسهولها متكبداً أشد المصاعب من الوثنيني ومن "الأخوة الكذبة" فقيض الله الذهب الفم راهباً زاهداً في نيقية فاستقدمه الأسقف القديس إليه واستمال قلبه إلى التبشير في فينيقية وأرسله إلى صديقه قسطنديوس.
المزيد
04 يونيو 2025

صفات الخادم الروحي

الخادم الروحي هو حركة دائبة دائمة متجهة نحو الله:- أو هو حركة داخل قلب الله، بسبب حركة إلهية داخل قلبه إن يتعب دائمًا لأجل راحة الآخرين وراحته الحقيقية في أن يوصل كل إنسان إلى قلب الله هو شمعة تنير لكل من هو في مجال نورها وقد تذوب حرارة وحبًا لكي يستضئ الناس بها، ولكي يتحقق قول الرب "أنتم نور العالم" (مت14:5). الخادم الروحي هو إنسان دائم الصراع مع الله يجاهد مع الثالوث القدوس، من أجل نفسه ومن أجل الناس لكي يأخذ منه وعدًا لأجل المخدومين، حتى تصير أنفسهم ناجحة (3يو2) ومقبولة أمام الله. الخادم الروحي هو روح، وليس مجرد عقل. ليس مجرد مدرس، ولا مجرد حامل معلومات ينقلها إلى الناس بل هو روح كبيرة اتحدت مع الله، واختبرت الحياة معه، وذاقت ما أطيب الرب وتريد أن تنقل هذه الحياة إلى غيرها تنقلها بالمشاعر، بالمثال الحي، بالقدوة الصالحة، بالصلاة والابتهال لأجل المخدومين. إنه لا يلقي دروسًا، بل هو نفسه الدرس: إنه العظة قبل أن يكون واعظًا إنه يدرك أن تحضير الدرس أو العظة ليس مجرد تحضير المعلومات، إنما هو تحضير ذاته، لتكون صالحة لعمل الروح فيه يذكر باستمرار قول الرب "من أجلهم أقدس أنا ذاتي، لكي يكونوا هم أيضًا مقدسين في الحق" (يو19:17) ويضع أمامه العبارة التي قالها القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف "لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك لأنك إن فعلت ذلك تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضا" (1 تي16:4). الخادم الروحي لا يتحاج تلاميذه إلى افتقاد: لأنهم من تلقاء ذاتهم يشتهون درسه اشتهاء. وعندما يرونه في الكنيسة، يكونون كمن وجد غنائم كثيرة أنهم ينتفعون من منظره ومن معاملاته، كما ينتفعون من كلامه وربما أكثر كما أنه يستطيع أن يربطهم بالحب برباط قوي يجذبهم بشدة إلى الله وإلى الكنيسة إن درسه شهوة لنفوسهم ولأرواحهم ولقلوبهم ولعقولهم. الخادم الروحي يحب تلاميذه، ويحب خلاص نفوسهم: محبته لهم هي جزء من محبته لله وملكوته وهو يحبهم كما أحب المسيح تلاميذه وقيل عنه إنه "أحب خاصته الذي في العالم. أحب حتى المنتهى" (يو1:13). الخادم الروحي يحب الله من كل قلبه ويريد أن تلاميذه يحبون الله مثله فإن أحبوا الله تزداد محبته لهم إعجابًا بروحهم وإن سقط بعضهم، تزداد محبته لهم إشفاقًا عليهم وسعيًا لإنقاذهم وبهذا الحب كله، يعطيهم صورة مشرقة عن الدين وعن الله. الخادم الروحي، أولاده روحيون مثله: لأنه يربيهم في حياة الروح، فيكونون على شبه ومثاله. وعلى نفس القياس: الخادم الاجتماعي أولاده اجتماعيين والخادم العقلاني الذي لا يهتم إلا بالعِلم، يكون أولاده مجرد كتب تحمل معلومات ما أصدق قول الكتاب في قصة الخليقة، إن الله خلق "شجرًا ذا ثمر، يعمل ثمرًا كجنسه شجرًا يعلم ثمرًا، بذره فيه كجنسه" (تك11:1، 12) إن كان الأمر هكذا، فلنحترس نحن كيف نكون لأنه على شبهنا ومثالنا سيكون أولادنا. الخادم الروحي يشعر أن أولاده أمانه في عنقه: سيعطي عنهم حسابًا أمام الله في يوم الدين أنهم أولاد الله وقد تركهم في يديه ليقوم بخدمتهم "ويعطيهم طعامهم في حينه" (لو42:12) لذلك هو يعمل على الدوام بخوف الله، شاعرًا بمسئوليته. أريد من كل خادم أن يسأل نفسه عن ثلاثة أمور: روحانية خدمته، وروحانية حياته، وروحانية أولاده روحانية حياته من أجل أبديته وخلاص نفسه، وبسبب تأثير حياته على مخدوميه وروحانية خدمته حتى تكون ذات تأثير مثمر في إيجاد جيل روحاني. أما عن روحانية أولاده فتحتاج منه إلى جهد وصبر وطول أناة. الخادم الروحي يطيل باله جدًا، حتى تنبت بذوره وتنمو: وحتى تخضر وتزهر وتثمر ولا يضيق صدره ولا ييأس إن تأخر إنباتها أو إثمارها إنما يجاهد على قدر ما يستطيع، ويشرك الله معه، ويضع أمامه قول الرسول "يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعفات الضفعاء" (رو1:15) إن بعض النفوس لا تعطي ثمرًا سريعًا وبعضها لا يستطيع أن يتخلص من أخطائه بسرعة وهؤلاء وأولئك يحتاجون إلى من يطيل روحه عليهم حتى يخلصوا كما يطيل الله أناته علينا، ليقتادنا إلى التوبة (رو4:2) قال القديس يوحنا ذهبي الفم إن كان الجنين الجسدي يحتاج إلى شهور طويلة إلى أن يتكامل نموه ويخرج، فلنصبر إذن على الجنين الروحي حتى يكمل نموه. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
03 يونيو 2025

الرّوح القُدس وَعمله داخِلنا

مِنْ رِسالِة مُعلّمِنا بولس الرسول لأهل رومية ( 8 : 9 – 12)[ وَأمّا أنتُم فلستُم فِى الجسد بل فِى الرّوح إِنْ كان روح الله ساكِناً فِيكُم وَلكِنْ إِنْ كان أحد ليس لهُ رُوح المسيح فذلِك ليس لهُ وَإِنْ كان المسيح فِيكُمْ فالجسد ميِّت بِسبب الخطيّة وَأمّا الرّوح فحيوة بِسبب البِرّ وَإِنْ كان رُوح الّذى أقام يسوع مِنَ الأموات ساكِناً فِيكُمْ فالّذى أقام المسيح مِنَ الأموات سيُحيى أجسادكُم المائِتة أيضاً بِرُوحِهِ الساكِن فِيكُمْ فإِذاً أيُّها الإِخوة نحنُ مديونون ليس للجسد لِنعيش حسب الجسد ] يتكلّم مُعلّمِنا بولس الرسول عَنَ صوت روح الله داخِلنا[ إِنْ كان رُوح الّذى أقام يسوع مِنَ الأموات ساكِناً فِيكُمْ ] ، هذا الرّوح أقام يسوع ، لِذلِك فهو عِنده قُدرة على أنْ يُحيى أرواحكُم المائِتة ، إِذاً عمل الرّوح القُدس داخِلنا هُو :- 1- الرّوح القُدس يُقدِّس :- التقديس الّذى نشتاق إِليه أساساً عمل الرّوح القُدس ، دور الرّوح القُدس داخِلنا يُقدِّس ، لِذلِك تُسمّيه الكنيسة ( رُوح القداسة ) ، يقول الآباء أنت الآن ساكِن فِى بيت ، نظِافة هذا البيت أو عدم نظافتةُ مسئولية ساكِن البيت ، هكذا نحنُ البيت وَالرّوح القُدس هُو ساكِنهُ ، لِذلِك نظافِة قلوبنا مسئولية الرّوح القُدس الساكِن فينا ، التقديس مسئولية الرّوح القُدس ، لكِنّه يقول [ إِنْ كان رُوح الّذى أقام يسوع مِنَ الأموات ساكِناً فيكُمْ ] ، فهل يوجد شك فِى سُكناه داخِلنا ؟ لاَ لكِنّهُ قَدْ يكون داخِلنا إِمّا خامِل أو نشيط ، هذا حسب تفاعُلنا معهُ [ إِنْ كان المسيح فيكُم فالجسد ميِّت بِسبب الخطيّة أمّا الرّوح فحيوة بِسبب البِرّ ] ، هُو الّذى يُقدِّس عِندما ينشط وَيعمل داخِل الإِنسان ، يوجد صِراع داخِل الإِنسان بين الخطيّة وَالبِرّ ، تأخُذ الخطيّة فِى أعماق الإِنسان لها مراكِز لِتُحارِب مِنَ خلالها الإِنسان ، كما يأخُذ أيضاً البِرّ لهُ مراكِز فِى أعماق الإِنسان لِكى يُحارِب الخطيّة مراكِز الخطيّة داخِل الإِنسان هى الغريزة وَالشهوة ، بينما مراكِز البِرّ هى العقل وَ القلب ، غريزة وَشهوة يُحارِبان العقل وَالقلب الّذين لو كانت أسلحتهُما أسلِحة الرّوح فإِنّهُما سوف يدُكّان الغريزة وَالشهوة لِذلِك نرى فِى القديسين درجات تُسمّى قطع الهوى أو اللاهوى ، فقد نجِد قديس لاَ يُفرِّق بين رجُل وَإِمرأة ، هذا لأنّهُ غلب الغريزة وَالشهوة ، وَجعلهُما معهُ بدلاً مِنَ أنْ يكونا ضدّهُ ، وَإِستطاع أنْ يجعلهُما طريقُة للسماء بدلاً مِنَ أنْ يجلِبا عليهِ الجحيم ، فأصبحا داخِلهُ طاقِة حُب جبّارة الغريزة وَالشهوة إِذا تقدّسا يصيران طاقِة عطاء هائِلة وَحُب جبّارة ، كما كان مُعلّمِنا بولس الرسول الّذى كان لديهِ غريزة نشيطة جِداً مُقدّمة لله ، لِذلِك قال [ يا أولادِى الّذين أتمخّض بِكُمْ أيضاً إِلَى أنْ يتصّور المسيح فيكُمْ ] ( غلا 4 : 19 )[ مَنْ يضعُف وَأنا لاَ أضعُف ، مَنْ يعثُر وَأنا لاَ ألتهِب ] ( 2 كو 11 : 29 ) ،الرّوح القُدس نَفْسَه إِذا وجد عقل وَقلب خاضعين لهُ سنرى ماذا يصنع بِهُما 0 الخطيّة درجات مِنها :0 إِنسان مُتلذِّذ بالخطيّة [ الّذين يشربون الإِثم كالماء ] ، إِنسان ضميره لاَ يتعِبه إِذا سقط فِى خطيّة ، وَ لاَ يوجد داخِله أىّ تبكيت أو توبيخ ، وَتُسمّى هذِهِ الدرجة غِياب الرّوح الرّوح يعمل قليلاً ، فقد يُرسِل للعقل فِكرة أنّ الإِنجيل يقول[ أنتُم هياكِل الله وَرُوح الله ساكِن فيكُم ] ، لكِن الغريزة تُرسِل بدورها فِكرة مُضادّة ، وَتحدُث حرب بين الفكرتين ، وَلكِن لأنّ سُلطان الغريزة أقوى ، فتغلِب الرّوح للرّوح سُلطان أقوى ، فيكون العقل وَالقلب مُقدّسين ، العقل فِكره مُقدّس بالرّوح ، وَالقلب مشاعِره مُقدّسة بالرّوح ، فيُقاوِموا الغريزة وَالشهوة ، وَالرّوح تتشجّع ، وَعِندما تقوم الخطيّة تهِب الرّوح ، وَيحدُث صِراع قوِى أقوى مِنَ الدرجة السابِقة العقل وَالقلب لهُما قوّة للمُقاومة ، عِندما نشتكِى أنّ ضمائِرنا تلومنا وَتُبكِتنا مِنَ الخطيّة فهذا علامِة نشاط الرّوح [ يُذكّركُم بِكُلّ ما قُلته لكُمْ ] ، دور الرّوح أنْ يجعل العقل وَالقلب ينحازوا للتقديس لِيُحارِبا الشهوة [ فالّذى أقام المسيح مِنَ الأموات سيُحيى أجسادكُمْ المائِتة أيضاً بِروحه الساكِن فِيكُمْ ] ، عِندما يسكُن الرّوح فينا وَيزيد داخِلنا ، فهذِهِ علامة صحيّة ، وَالرّوح لاَ يكِل وَ لاَ يتعب وَ لاَ ييأس ، بل يظِل يُبكِت فينا حتّى النَفْسَ الأخير ، يمكِن نتوب فِى أخِر لحظات لِذلِك يقول مُعلّمِنا بولس الرسول[ نحنُ مديونون ليس للجسد لِنعيش حسب الجسد ] ( رو 8 : 12 ) ، أنتُم مديونون للرّوح لِتوفوا دين الرّوح ، [ لأنّ ناموس رُوح الحيوة فِى المسيح يسوع قَدْ أعتقنِى مِنَ ناموس الخطيّة وَالموت ] ( رو 8 : 2 ) ، حاوِل أنْ تنحاز للرّوح فِى صراعها مَعَ الجسد ، وَ لاَ تُكمِلّ شهوة الجسد ، رُوح القداسة يُقدِّس وَيُنظِّف عِندما تجِد الرّوح داخِلك يُبكِتك ، شجّعه وَأنحاز فِى العقل للرّوح لِكى تنال عِتق ، إِذا إِنحازت النَفْسَ للرّوح مرّة وَمرتين ، وَعِندما تقوم الشهوة وَتُحارِب النَفْسَ ، تُقاوِمها النَفْسَ بِقوّة الرّوح ، فنجِد أنّ الشهوة وَالغريزة يضمُران ، وَهذِهِ هى القداسة هذا ما حدث لأبو مقّار الّذى يُقال عنهُ اللابِس الرّوح ، أىّ مُتوشِح بِروح الله ، وَتقدّس بِهِ ، وَصار هُو وَرُوح الله شىء واحِد ، الرّوح الّذى يُقدِّسنا ، لِذلِك كُلّ تقديس خارِج الرّوح لاَ يُفيد ، التقديس ليس على مُستوى الأخلاق بل لهُ درجة أعمق ، هُو حالِة كيان تقدّس بالكُلّيّة يرفُض كُلّ شرّ وَشِبه شرّ ، لأنّ الرّوح قدّس العقل وَالقلب ، وَعرفت النَفْسَ كيف تُجاهِد ، لِذلِك يقول مُعلّمِنا بولس الرسول عَنَ تقديس الرّوح للطاعة ، أىّ حاوِل أنت بإِستمرار أنْ تُطاوِع الرّوح لِكى تتقدّس ، طاوِع الوسائِط الرّوحيّة وَأستجِب لِنداء الرّوح[ لاَ تُطفِئوا الرّوح ] لِكى تتقدّس 0 2- الرّوح القُدس يُصلّى :- لابُد أنْ تعرِف أنّ الصلاة عمل رُوحانِى وَليس جسدِى ، لاَ أتكلّم بِشِفاه فقط بل بالعقل وَالقلب الّذين قدّسهُما الرّوح ، هذا هُو عمل الرّوح داخِلِى ، صلاة ، لِذلِك فِى حوار المسيح مَعَ السامريّة قال [ أنّ الله رُوح وَالّذين يسجُدون لهُ فبالرّوح وَالحق ينبغِى أنْ يسجُدوا ] ، أىّ إِنِّى لاَ أنحنِى بِجسدِى فقط بل وَ بِرُوحِى أيضاً الصلاة عمل الرّوح ، فصلّى بالرّوح ، لِذلِك قال مُعلّمِنا بولس الرسول[ أُصلّى بالرّوح وَأُصلّى بالذهنِ أيضاً ] ، الرّوح قَبْلَ الذهن ، مسئوليّة الصلاة على الرّوح القُدس ، لِذلِك لابُد أنْ أشعُر أنّ الصلاة عمل رُوحانِى ، وَأتكلّم بالرّوح يقول مُعلّمِنا بولس الرسول [ لِكى نعبُد الله بِجدّة الرّوح لاَ بِعِتق الحرف ] ، وَداوُد النبِى يقول [ تترنّم لك رُوحِى ] ، كُلّ ما الرّوح يكون نشيط كُلّ ما كانت الصلاة روحيّة ، عِندما لاَ يُصلّى الرّوح داخِلنا تكون صلاتنا ضعيفة عِندما يكون أساس الموضوع غير موجود يكون الموضوع ضعيف ، هكذا عِندما نُصلّى بِدون رُوح تكون صلاة ضعيفة ، لِذلِك يقول مُعلّمِنا بولس الرسول [ الرّوح يُعين ضعفِنا ] ، الرّوح يُعين ضعف الجسد ، [ الرّوح يُعين ضعفاتنا 0 لأنّنا لسنا نعلم ما نُصلّى لأجلِهِ كما ينبغِى ، وَ لكِنّ الرّوح نَفْسَهُ يشفع فينا بأنّات لاَ يُنطق بِها ] ( رو 8 : 26 ) ماذا أقول فِى صلاتِى ؟ هل أطلُب جسديات أم أطلُب مِنَ أجل الآخرين ؟ مُعلّمِنا بولس الرسول يقول أنّ الرّوح يُعين ضعفِنا وَيُعلّمِنا كيف نُصلّى ، الرّوح يئِن داخِلنا أنين لاَ يُنطق بِهِ ، أىّ كلام لاَ نعرِف كيف قُلناه ؟ ألّمْ تُجرِّب أنّك تُصلّى صلاة بعدها تفرح بِكلِمات الصلاة التّى لَمْ تعرِف كيف نطقت بِها ، كلِمات ليست بِترتيب العقل ، وَليست مُنمّقة بل كلِمات الرّوح الناطِق فينا ، الله يُريد كلِمات روحيّة ، وَالرّوح يُعين ضعفِنا مسئوليّة الصلاة تقع على الرّوح القُدس ، وَبِقدر نشاط الرّوح بِقدر نشاط الصلاة وَقوّتها ، وَبِقدر خمول الرّوح بِقدر ثِقل الصلاة وَبلادتِها ، لابُد أنْ نُصلّى بِكلام مملوء بالرّوح فنجِد أنفُسنا نُصلّى بِكلام لاَ يُنطق بِهِ ، يصعد مِنَ القلب للشِفاه بِدون تكلُّف لِذلِك قَدْ يُعطِى بعض آباء الإِعتراف تدريب قراءِة قِطع الساعة الثالِثة مَعَ كُلّ صلاة خِلال اليوم كُلّه ، وَ نُكرِّر كلِمة [ هذا لاَ تنزعهُ مِنّا أيُّها الصالِح ، لكِنْ جدِّدهُ فِى أحشائِنا ] ، طِلبِة تجديد الرّوح طِلبة كُلّ وقت ، لأنّ مسئوليّة الصلاة تقع على الرّوح ، وَجمال الصلاة مسئوليّة الرّوح ، لِذلِك لابُد أنْ أشعُر بِتقديس الرّوح وَصلاته داخِلِى 0 3- الرّوح القُدس يُعلِّم وَيُرشِد:- مسئوليّة تعليمنا الكِتاب المُقدّس وَالفضائِل وهى مسئوليّة الرّوح القُدس ، مسئوليّة فهم الآيات التّى لاَ نفهمها بِعقلِنا البشرِى تقع على الرّوح ، آباؤنا لَمْ يقرأوا تفاسير الكِتاب المُقدّس وَصاروا شُهداء ، لَمْ يكُن لهُم معرِفة كبيرة مِثلنا وَصاروا قديسين لأنّ الرّوح داخِلهُم كان نشيط الكِتاب المُقدّس كُتِب بالرّوح ، لِذلِك لابُد أنْ يفهم بالرّوح ، وَبِدون الرّوح القُدس يُصبِح طلاسِم ، لابُد أنْ تُصلّى وَأنت تقرأ الكِتاب المُقدّس ، كما يقول مُعلّمِنا بولس الرسول[ لأنّ الّذين سبق فعرفهُم سبق فعيّنهُم لِيكونوا مُشابِهين صُورة إِبنهِ لِيكون هُو بِكراً بين إِخوةٍ كثيرين ] ( رو 8 : 29 ) ، هل تعِى معنى الآية بِعقلِك البشرِى ؟ قَدْ لاَ تفهمها ، فصلّى للرّوح وَتوسلّ لهُ لِكى تفهم ، حتّى وَإِنْ لَمْ تفهم سِوى تِلك الآية فقط مِنْ الإِصحاح كُلّه 0إِتكِل على الرّوح هُو الّذى يُعلِّم ، ربّ المجد يسوع قال[ يُعلّمِكُم كُلّ شىء وَيُذكّركُم بِكُلّ ما قُلتهُ لكُمْ ]عِندما قال يسوع لِتلاميذه أنّهُ سيصعد ، حزِنوا لأنّهُم قالوا فِى أنفُسهُمْ كيف نعيش بِدون يسوع ؟ فقال لهُم [ لأنّهُ إِنْ لَمْ أنطلِق لاَ يأتيكُم المُعزِّى 0 وَلكِنْ إِنْ ذهبت أُرسِلُهُ إِليكُمْ ] ( يو 16 : 7 ) ، [ 00أوصاهُم أنْ لاَ يبرحوا مِنْ أُورُشليم بل ينتظِروا موعِد الأب الّذى سمعتموهُ مِنِّى ] ( أع 1 : 4 ) ، يقول لهُم ، عِندما كُنت أُكلّمكُمْ بأمثال لَمْ تفهموا إِنْ لَمْ أشرحها لكُمْ ، لكِن بالرّوح القُدس ستعوا كُلّ شىء بِدون شرح أو تفسير إِذا فكّرنا كيف كتب الإِنجيليين الأربعة الأناجيل ، وَكيف تذكّروا الأحداث بِهذِهِ الدِقّة ، لتأكدنا أنّ وراءهُم الرّوح القُدس هُو الّذى ذكّرهُم بِدِقّة الأحداث ، القديس متى الّذى كتب العِظة على الجبل كتبها بِنص ما قالهُ يسوع رغم أنّ التلاميذ لَمْ يكونوا يُدّوِنون ما يقولهُ يسوع أثناء سماعهُم لهُ فِى إِنجيل متى 5 ، 6 ، 7 ، كُتِبت التطويبات بالنص ، كيف ؟ الرّوح القُدس ذكّرهُم بِكُلّ ما قيل [ الرّوح القُدس يُذّكِركُم بِكُلّ ما قُلته لكُم ] ، [ وَمتى جاء المُعزِّى الّذى سأُرسِلُهُ أنا إِليكُمْ مِنَ الآب رُوح الحقّ الّذى مِنَ عِنْدِ الآب ينبثِق فهُو يشهدُ لِى ] ( يو 15 : 26 ) تعاليم الكنيسة وَالرُسُل عُمِلت بالرّوح ، كلِمات التسبِحة بِكُلّ قوّتها وَجمالها كُتِبت بالرّوح ، كذلِك قِطع الأجبية ، كلِمات فِى قمّة الجمال لأنّها مكتوبة بالرّوح ، رُوح الله الّذى يقود وَ يُرشِد وَ يُعلِّم مَنْ الّذى دافع عَنَ إِيمان الكنيسة ؟ أثناسيوس وَكيِرلُس وَديُوسقورُس ، نعم ليس بِشخصهُم بل رُوح الله العامِل فِيهُم جعلهُم يقِفون فِى صلابة ضِد البِدع وَالهرطقات ، كم مِنَ بطارِكة صدّقوا على كلِمات فِى المجامِع ، فِيها مِنْ البِدع ما هُو غير واضِح ، مِثل أنّ المسيح لهُ طبيعة إِنسانيّة وَطبيعة إِلهيّة ، نعم ، إِذاً لهُ طبيعتان ، بالعقل البشرِى نقول نعم ، لكِن كيِرلُس بالرّوح يقول لاَ ، لهُ طبيعة واحِدة العقيدة نفهمها بالرّوح ، القديسين يقولون[ اللاهوتِى الحقيقِى هُو المُصلّى ] ، وَ يقولون أيضاً [ الّذى جعل أثناسيوس هُو أثناسيوس تقواه ] ، لأنّهُ كان إِنسان مملوء بالرّوح ، لِذلِك دافع بِقوّة عَنَ العقيدة ، الأنبا أنطونيوس فِى اللاهوت كان قدير رغم أنّهُ كان راهِب بسيط ، لكِن بالرّوح القُدس النشيط داخِلهُ جعلهُ قوِى فِى اللاهوت بِدون مراجِع أو كُتب يوحنا الحبيب فِى رِسالته الأولى يقول[ أمّا أنتُم فالمسحة التّى أخذتموها مِنهُ ثابِتة فيكُم وَ لاَ حاجة بِكُم إِلَى أنْ يُعلّمكُمْ أحد بل كما تُعلّمكُمْ هذِهِ المسحة عينها عَنَ كُلّ شىءٍ وَهى حقّ وَليست كذِباً ] ( 1 يو 2 : 27 ) 0 4- الرّوح القُدس يُعزِّى :- التعزية أىّ السند وَالمعونة أىّ الفرح البديل عَنَ الحُزن ، الدور الرئيسِى للرّوح داخِلنا تعزية ، لو كانت حياتِى بِها فشل وَأحزان كثيرة ، وَفِى ضغوط مِنْ نَفْسِى وَفشل رُوحِى وَإِحباط ، الرّوح القُدس يُعزِّى وَ يقول لاَ تخف عِندما أشعُر بيأس فِى حياتِى وَكُلّ ما أقترِب مِنْ الكنيسة كُلّ ما تزداد الحروب ، نجِد الرّوح القُدس يُشدِّد وَيُشّجِع وَيسنِد وَيقول كُلّ جِهادك محسوب طالما أنت تُطيع كلامِى ،فَلاَ تخف ألّم تُجرِّب صلاة تخرُج مِنها بِروح مُرتفِعة ، أىّ تنال مِنها تعزية ! تقول الكنيسة [ عزاء صغيرِى القلوب ] ، أىّ الّذين مشاعِرهُم هشّة ، نَفْسِى أخدِم وَأتعزّى ، أصلّى قُدّاس وَأتعزّى ، أصلّى فِى مخدعِى وَأتعزّى ، هذا كُلّه مسئولية الرّوح القُدس الّذى هُو قريب جِداً مِنّا ، لكِنّنا لاَ نتودّد لهُ كثيراً ، رغم أنّ الأُمور الجوهريّة فِى حياتنا هى عمله مِثال لعمل الرّوح القُدس فِى حياتنا ألِيعازر الدمشقِى خادِم أبونا إِبراهيم الّذى أراد أنْ يُزّوِج إِبنه إِسحق فأرسل ألِيعازر الدمشقِى لِيختار عروس لإِسحق ، فكيف يختار عروس مِنْ مكانٍ بعيد وَيخطُبها لإِنسان لاَ تعرِفهُ ؟ ألِيعازر صلّى لله وَقال لهُ سهِلّ المأموريّة وَأعطنِى علامة أنّ التّى أطلُب مِنها لِتسقنِى تقول لِى إِشرب أنت وَأنا أسقِى جِمالك وَعبيدك ، وَوقف عِند البئر وَجاءت رِفقة وَطلب مِنها لِيشرب ، فقالت لهُ إِشرب وَأنا أسقِى جِمالك وَعبيدك ، وَكانت رِفقة تركُض لِتسقِى العبيد وَالجِمال ، وَقالت لهُ لنا دار كبيرة فتعال عِندنا ، وَذهب معها ، وَخِلال الطريق يُكلّمها عَنَ إِسحق وَعَنَ أخلاقه وَعِلاقته بالله هكذا الرّوح القُدس يفعل كما فعل ألِيعازر الدمشقِى ، يخطُب النَفْسَ لله ، وَخِلال رحلِتها فِى العالم يُطمِئن النَفْسَ ، وَ يقول لها لاَ تخف ، وَيصِف لها عريسها السماوِى بِكُلّ جماله وَصلاحه وَمحبّتة ، وَإِذا يأست النَفْسَ مِنْ طول الطريق وَصعوبتهُ يسنِدها وَيُعزّيها وَيوّكِد لها أنّهُ نَفْسَ الطريق الّذى أتى مِنهُ لِيخطُبها للعريس السماوِى ، فلن تضِل فيهِ مادام الرّوح معها الرّوح القُدس يُعزِّى [ وَلكِنْ إِنْ كان أحد ليس لهُ رُوح المسيح فذلِك ليس لهُ ]( رو 8 : 9 ) ، إِنْ كان أحد ليس لهُ ألِيعازر الدمشقِى فليس لهُ إِسحق ، إِنْ كان أحد ليس لهُ الرّوح القُدس فليس لهُ المسيح العريس ، ألِيعازر الدمشقِى هُو الّذى يوصّلنِى لإِسحق ، وَالرّوح القُدس هُو الّذى يُعزِّى وَيرفع النَفْسَ مِنْ همومها ، وَيُعطِى للإِنسان أفراح سماويّة عِوض الأحزان إِسحق سيُنسيك كُلّ تعبك [ إِسمعِى ياإِبنة وَأنظُرِى وَأميلِى أُذُنِك وَأنسِى شعبِك وَبيت أبيِكِ فإِنّ الملِك قَدْ إِشتهى حُسنِك ] ،الرّوح القُدس يخطُبِك للمسيح ، إِذا أراد إِنسان أنْ يتزّوج بإِنسانة فقد يُرسِل وسيط لِيتِم التعارُف بينهُما وَالإِتحاد ، هكذا الرّوح القُدس يُطمِئن وَيسنِد وَيُرشِد حتّى نخلع الجسد وَنلتصِق بالله فِى السماء المسيح قال إِذا كُنت سأظل معكُم على الأرض ، فكم مدينة سأُعلّمِها ؟ واحدة أم إِثنان أم ثلاث ! أنا أُريد أنْ أُعلِّم المسكونة كُلّها ، لِذلِك أُرسل لكُم الرّوح القُدس الّذى يسكُن فيكُم ، وَبِهِ أصبح لنا مسحة مِنْ القُدّوس الّذى يُعلّمِنا وَيُرشِدنا ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
02 يونيو 2025

الأمتلاء من الروح القدس

مفهوم الامتلاء من الروح القدس الأمتلاء من الروح القدس يعني إنقيادنا لروح الله وأعلان الروح ذاته فينا وتأكيد حلوله في داخلنا وبلوغ مقاصده الإلهية في حياتنا. نحيا فى نمو روحي وأنقياد لروح الله. لهذا يوصي الكتاب قائلا { وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ}(اف 5 : 18). الروح القدس يعطينا بقدر أستعدادنا وقبولنا لعمله فينا. أن االخمر تجعل الإنسان ينقاد تحت تاثيرها وهكذا الإنسان الممتلئ بالروح يقوده الروح القدس ويحركه، والخمر تعطي فرح وقتى لشاربها أما الروح القدس فيعطي فرح أبدي لا ينطق به وكما قال السيد المسيح من آمن بى تجرى من بطنه أنهار ماء حي. الامتلاء في الكتاب المقدس لا يعني الكم بل بالأكثر الكيف، كما جاء في العبارات التالية: { امتلأَت أفواهنا فرحا وألسنتنا ترنمًا} (مز 126: 2). { والأرض امتلأَت من تسبيحهِ}(حب 3: 3). { مجده مِلءُ كل الارض }(إش 6: 3). الإمتلاء" بالروح القدس يعني أن نسمح للروح القدس، روح الله، أن يسيطر على كل جزء من حياتنا: الفكرية والعاطفية والعملية ويملك علي قلوبنا ونفوسنا وأرواحنا فنسلك بالروح {ان كنا نعيش بالروح فلنسلك ايضا بحسب الروح }(غل 5 : 25) . إذن، ليس معنى الإمتلاء أن ننال جزءً أكبر من الروح القدس، حيث أن الروح القدس كامل لا يتجزأ لأنه الله نفسه. بل بالحري، الإمتلاء بالروح القدس يعني أن نسلمه أكثر فأكثر كل نواحي حياتنا، ونسمح له بتشكيل خلقنا، وشخصيتنا، وسلوكنا بما يرضي الله القدوس، ولكي يفعل ذلك الروح القدس ينبغي أن نواظب علي الصلاة والأنقياد لارشاد وعمل الروح القدس فينا ويكون لنا شركة دائمة مع الله، نتعلم منه، وننقاد به ونسلك حسب وصاياه. عندما نسمح للروح القدس بملء حياتنا، ينعم علينا بفيض من ثماره ومواهبه ويستخدمها الله فينا لبنيان، وتشجيع، وتعزية المؤمنين وأيضاً للتبشير والكرازة لغير المؤمنين حتى يعرفوا محبة الله الباذلة والتي تسعي لخلاص كل أحد. والهدف هو {الى ان ننتهي جميعنا الى وحدانية الايمان ومعرفة ابن الله الى انسان كامل الى قياس قامة ملء المسيح }(اف 4 :13). يعبر القديس باسليوس الكبير في كتابه عن الروح القدس عن هذا الامتلاء بقوله: إن الروح يعطي للإنسان قدر استعداد الإنسان وكأن الروح لا يكف عن أن يُعطي مادام الإنسان يفتح قلبه لعمله فيه ويتجاوب معه. لقد أمتلاء القديس بولس الرسول بالروح وخاطب باريشوع الساحر بقوة الروح { وأما شاول الذي هو بولس أيضًا فامتلأَ من الروح القدس وشخص إليهِ وقال: أيُّها الممتلئُ كل غشٍّ وكل خبثٍ يا ابن إبليس يا عدَّو كل برٍّ أَلا تزال تفسد سبل الله المستقيمة. فالان هوذا يد الرب عليك فتكون اعمى لا تبصر الشمس الى حين ففي الحال سقط عليه ضباب وظلمة فجعل يدور ملتمسا من يقوده بيده. فالوالي حينئذ لما راى ما جرى امن مندهشا من تعليم الرب. } (أع 13: 9-12)، الامتلاء إذن ليس حلول خارجي نتقبله لكن قبول عمل الروح فينا وتمتع بقوته العاملة داخل النفس. وفي صلاة الصاعة الثالثة نقول: (هلمّ وحلّ فينا وطهرنا من كل دنس). لماذا نطلب حلوله فينا؟ أن الحلول هنا إنما يعني استنارتنا به. في اختصار نقول أن الامتلاء هو نمو في الحياة مع بالله بالروح القدس الذي يثبت فرح المسيح ويكمل فرحنا (يو 15: 11). القديس الأنبا أنطونيوس يقول إحدى رسائله لأولاده موضحًا عمل الروح القدس فيهم أنه يعلن أن ما قد نالوه، يعمل فيهم ليس كغريبٍ عنهم بل ساكن فيهم، إذ يقول: (كل الذين اقتربوا من النعمة وتعلموا من الروح القدس قد عرفوا أنفسهم حسب جوهرهم العقلي، وفي معرفتهم لأنفسهم صرخوا قائلين: "إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضًا للخوف، بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبّا الآب "(رو 8: 15)، فنعرف ما أنعم به الله علينا: "فإن كنا أولادًا فإننا ورثة أيضًا"، وشركاء في الميراث مع القديسين يا إخوتي الأحباء وشركاء الميراث مع القديسين إن كل الفضائل ليست غريبة عنكم، ولكنها هي لكم وفيكم ). القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
01 يونيو 2025

من مصر دعوت إبنى عيد دخول المسيح أرض مصر

فى الحقيقة ونحن فى مُناسبة دخول المسيح لأرض مصر نُحب أن تكون لنا وقفة مع هذا الحدث ، وبنعمة ربنا سنتكلّم فى ثلاث نقاط وهُم :- 1- المعنى الروحى لهذا الأمر :- كُلّنا نعرف أنّ هيرودس الملك عرف بميلاد رب المجد يسوع وكان ينوى قتلهِ فظهر الملاك فى حُلم ليوسف النجار قائلاً " قُم وخُذ الصبىّ وأُمهِ وأهرُب إلى مِصر " ] مت 2 : 13 [ الطفل يسوع كان عُمره تقريباً فى ذلك الوقت سنتين ومكث فى مصر حوالى ثلاث سنين وعشرة شهورففى هذه الفترة إكتسب لُغته وتكّونت شخصيتهُ التى بحسب الجسد ، وقد بدأ تلامُسهُ مع المُجتمع الذى حوله وهو فى مصر ، وذلك لأنّ الطفل يبدأ يتكلّم من سن سنتين سنتين ونصف ، فعندما يكون عنِده خمس سنين فهو بذلك يكون قد تجمّعت عِنده اللُغة وتكلّم بلُغتنا وهى اللُغة القبطيّة وذلك لأنّه نشأ فى أرض مِصر ولا يوجد مكان لمستهُ أرجُل السيد المسيح فى الأرض كُلّها إلاّ اليهودية وأرض مِصر ، بركة خاصة جداً جداً جداً لنا فى هذا العيد لماذا ربنا أمر أن يأتى لأرض مِصر بالأخص ؟ وما هو موضوع مِصر؟! ربنا لهُ تعامُلات كثيرة جداً مع مِصر كمعنى روحى ، ربنا حب أن يُعلن مجدُه لمصِر مرات كثيرة ، فعندما جاء الطفل يسوع لأرض مِصر كانت مِصر كُلّها وثنيّة ومشهورة جداً بِعبادة الأصنام ومشهورة بأنّها رائدة الثقافة والحضارة وكُل مكان كان يدخُلهُ السيد المسيح كانت الأوثان تقع والكتاب يقول " هوذا الرب يأتى على سحابة 0000فترتجف أوثان مِصر " ] أش 19 : 1 ، 2 [ ، وفعلاً إرتجفت الأوثان وسقطت ، ويقول الكتاب أيضاً " ويكون مذبح للرب فى وسط أرض مِصر " وهذا ما ذكره أشعياء النبى ] أش 19 : 19 [ فالمعروف أنّ كُل التقدُمات كانت على المذبح فى أورشليم فقط ، ولكن ما هذا المذبح ؟ يقول هذا المذبح فى كنيسة العهد الجديد ورب المجد يسوع بشخصهِ هو الذى أسس مذبحها أيضاً كان رب المجد يسوع قبل أن يذهب لأى مكان كان يُرسل له رُسل ولكن مع مِصر فعل العكس فهو جاء الأول ثم أرسل لها رسول ولكن لماذا ؟! قال أنا أُريد أن أُعلن مجدى فى هذه البلد ، البلد التى فيها عبادة الأوثان وبها ثقافة عاليّة أنا أُريد أن أُحولّها مكان لمجدى ، فصارت مِصر مذبحاً لهُ ، صارت مِصر بها أجمل الأزهار والمقصود بها الرُهبان وصار تُرابها مُقدّس وهى بريّة شيهيت وصارت تلد قديسين ولكن لماذا يارب مِصر بالذات فكان مُمكن بلاد أُخرى ؟! فلنفرض أنّ رب المجد يسوع كان موجود فى بيت لحم كان مُمكن تطلع لبابل أو للأُردن ، لماذا مِصر بالذات ؟! قال لا أنا أُريد أن أُعلن مجدى لهذه البلد ولذلك مِصر بدلاً من أن تكون مركز لعبادة الأوثان صارت مِصر مركز للعلِم المسيحى ولولاها لصار العالم آريوسياً ، ولا يوجد فرق بين الآريوسيّة والإسلام فلولا مِصر لكانت المسيحيّة قد فقدت جوهرها وجوهر المسيحيّة هو أنّ الله صار جسداً ولذلك يوجد معنى روحى ربنا يُريده من دخوله لأرض مِصر ، ربنا يُريد أن يُحطّم الأوثان ، يُريد أن يُحّولها من بلد مليئة بالمعرفة العالميّة إلى بلد مليئة بالمعرفة الروحيّة ، فمِصر هى التى أعطت لنا قانون الإيمان والكتاب يقول " الشعب الجالس فى الظُلمة أبصرّ نوراً " مِصر مشهورة بعبادات عديدة فكانوا بيعبدوا التماسيح وبيعبدوا القُطط والعِجول ، فنجد هذا المكان يوجد فيه مذابح وفيه مجد وتسابيح ، فمِصر هى التى علّمت العالم كلمة البتوليّة والرهبنة ، فالأنبا أنطونيوس هو الذى أسّس الرهبنة فى العالم أجمع ، ربنا إفتقدنا أُريدك أن تتخيل أنّ ربنا يسوع دخل بلد أُخرى فبأى طريقة كانت ستحتفل هذه البلد ؟ أرى أننّا بنظلمه كحدث لهُ قيمة0 2- تحقيق النبوات :- القصة تبدأ من قديماً جداً من أيام أبونا يعقوب وأولاده يوسف الصدّيق عندما إخوه يوسف باعوه وسُجن وفرِعون حلم حُلم ويوسُف فسّره لهُ وأقامهُ فرِعون على مخازن مِصر ، ويوسف أنقذ إخوتهُ وقدّم لهُم حِنطة وفى كُل هذه الأحداث ربنا يقول لك إنتبه مِصر ستكون مصدر خير للعالم كُلّه وأنا سأحّولها من جوع إلى شبع وستصير مصدر حِنطة ليعقوب ولإولاده يوسُف هو إشارة لربنا يسوع الذى جاء مِصر وعندما جاء مِصر قدّم حِنطة ، هو جاء هربان إلى مِصر ولكن هو الذى حماها ولم تكُن مِصر هى التى حمته ، جاء وقد غيّر عِبادة مِصر من عبادة الأوثان لمعرفة الإله الحقيقى ، وهذه هى قصة مِصر فى الكتاب أيضاً شعب إسرائيل كثُر جداً جداً فقال فرعون لشعبهِ ( المصريين ) أنّ بنو إسرائيل شعب أكثر وأعظم منّا ] خروج 1 : 9 [ ، فجعل عليهُم رؤساء تسخير وأذّلوهُم بأثقالهم وقتل الأطفال الذكور المولودين من شعب الله ، فجاء موسى النبى وترّبى داخل بيت فرِعون وتدرّب بفلسفة المصريين وصار قائداً للشعب فى الخروج من أرض مِصر وربنا فى العهد القديم كان يُريد أن يتعامل مع الناس كُلّها ويُريد أن يُعلن مجدهِ من خلال شعبهِ ولذلك إبتدأ بأبونا إبراهيم وإختاره ثم جاء أبونا إسحق ويعقوب وأبونا يعقوب ذهب لأرض مِصر ، فلماذا جعلت شعبك يارب فى أرض مِصر ؟! يقول أنا أُريد أن أُعلن مجدى فى أرض مِصر ، فالشعوب كانت مُتعدّده الآلهه ، وكان كُل شعب بيفتخر بإلههِ ويُريد أن يُثبت أنّ إلههُ أفضل من الإله الآخر فكان الشعب يُجملّ بلدهُ ويبنى فيها القصور وكُلّما تكون البلد فى أُبهه وجمال فإن شعبها بذلك بيُثبت أنّ إلهه هو الإله الصح لأنّ مجد المكان من مجد الإلهه ولذلك عندما تدخُل معابد القُدماء المصريين تتعجبّ جداً من عظمتها وتتساءل لماذا فعلوا كُل هذا !!!! فربنا قال أنا سأُعلن مجدى فى هذا المكان وسأُثبت أنّ كُل ألهه الأُمم شياطين ، أنا سأُعلن مجدى من خلال عشر ضربات وهذه الألهه سأُميتها وسأُبيدها فمثلاً الذين يعبدون النهر عندما وجدوا أنّ النهر تحّول إلى دم عِرفوا أنّ النهر إله ضعيف وإبتدأ ربنا يُعلن مجدهُ من خلال العشر ضربات وتمجدّ فى وسط كُل هذه الآلهه وعندما خرج شعب الله من أرض مِصر وخرج وراءهُم فرِعون بمركباته وخيولهُ وغرقوا تمجدّ الله وعُرف أنّه هو الإله الحقيقى وأنّه أقوى إله ثُمّ تجلّى الله فى وسط أولاده وأخرجهُم بذراع رفيعة الله أراد أن يتمجدّ فى مِصر بالذات لكى يُعلن قوته و إقتدارهُ ويُعلن ذراعهُ الرفيعة حتى وإن كان شعب الله خبرته الحربيّة ضعيفة ولذلك يقول فى سفر هوشع أنّ إسرائيل كان غُلام وأنا أحببتهُ من مِصر دعوت إبنى مِصر هى التى إحتضنت أخونا البكر وهو شخص ربنا يسوع المسيح ، ربنا يُحب أن يختار الضعف ، ربنا إختار مِصر لأنّها كانت من أكثر شعوب العالم قساوة وحماقة وجهل وربنا إختار مِصر لكى تكون منار للعلِم والمعرفة وتصير " مُبارك شعبى مِصر" ] أش 19 : 25 [ ، وربنا جعل بها مذبح لهُ ويكون لهُ فيها شعب يعبدوه وتصير بلد محبوبة لهُ ويذكُرها الكتاب ويقول مِصر حيث صُلب رب المجد فهو يقصِد بذلك كم أنّ شعبهِ تألّم وكيف حدث فى مِصر كفّارة فى خروف الفصح فلو حصرت شُهداء العالم كُلّه وشُهداء مِصر لوجدت أنّ شُهداء مِصر أكثر من شُهداء العالم فتقرأ فى يوم فى السنكسار وتجده يقول اليوم تذكار 30 ألف شهيد بمدينة الإسكندرية فمُمكن لو ذهبت للقُسطنطينيّة مثلاً أو أى بلد أُخرى وتسأل هُناك عن عدد شُهداءها فتجد عندهُم مثلاً حوالى 15 شهيد فقط أو 20 شهيد ولذلك توجد بلاد كثيرة كان فيها كرازات إنتهت ولكن فى مِصر الكرازة تبقى إلى الأبد لأنّ الله بنفسه وبشخصه هو الذى كرز بها ودشنّ مذبحها بنفسه مِصر هى الكارت الذى يُخيف الكُل فربنا قال بدلاً من أن تكون مِصر ضدى وضد أولادى تصير مِصر حارسة للإيمان ولذلك مِصر موضع نبوات عديدة جداً فى سفر أشعياء وهوشع والتكوين والخروج ورأينا أنّ ربنا بيُعلن مجدهُ وإقتدارهُ فى وسط ناس شُغلها الحرب والتجارة والعظمة0 3- بركة خاصة لنا فى هذا الحدث :- كم أنكّ يارب أحببتنا وكم أننّا فى فكرك قبل أن نوجد كم أنكّ حولّت هذه البلد من بلد بها تعدُّد آلهه ومن جهل وإنصراف عنكِ إلى بلد يُسبّح فيها إسم الله لدرجة أنّه يُقال وأنت تسير فى أرض مِصر تسمع تسابيح لا تنقطع فمِصر كان يوجد بها عدد كبير من الأدُيرة والرُهبان التى تُسبّح0 ما هذا يارب !!! هل يحدُث كُل هذا من ناس لا تعرفك و كانت ضدك وضد أولادك ، هل كُل هذا من البلد التى كان فيها مذلّة بنى إسرائيل والتى فيها جُعل على شعبك رؤساء تسخير لإذلالهم ؟! ربنا قال أنا أُريد أن أتمجدّ فى وسط هذه البلد وسأأسّس هذه الكنيسة ، وسأجعل ظُلمة الضلال التى فيها تُضىء من قبل إتيان إبنك الوحيد ربنا يُدخل حياتى و يُغيّرها ويكسر العبادات الوثنيّة و يُبدلّ عبادات الأوثان إلى مذبح فى وسط قلب كُل واحد فينا الله يجعل هذه المُناسبة لمجد إسمهِ القدوس ويُبارك كُل كنائسنا ولإلهنا المجد دائماً أبدياً أمين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل