المقالات
06 ديسمبر 2025
الأعمال الصالِحة
هنقرأ مع بعض أعداد بسيطة مِنَ سِفر أعمال الرُسُل الإِصحاح 9 عدد 36 بركاته على جميعنا آمين[ وَكَانَ فِى يَافَا تِلْمِيذَة اسْمُهَا طَابِيثَا ، الّذى تَرْجَمَتُهُ غَزَالةُ هذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئةً أَعْمَالاً صَالِحَةً وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا وَحَدَثَ فِى تِلْكَ الأْيّامِ أَنّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ فَغَسّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِى عِلّيّةٍ وَإِذْ كَانَتْ لُدّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا وَسَمِعَ التّلاَمِيذُ أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِليْهِ أَنْ لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِليْهِمْ فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا فَلَمّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلى الْعِلّيّةِ فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأْرَامِلِ يَبْكِينَ وَيُرِينَ أَقْمِصَةً وَثيَاباً مِمّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِىَ مَعَهُنَّ فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجاً وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلّى ثُمّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ " يَا طَابِيثَا قُومِى ! " فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا وَلَمّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ ، فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا ثُمّ نَادَى الْقِدّيسِينَ وَالأْرَامِلَ وَ أَحْضَرَهَا حَيَّةً فَصَارَ ذِلكَ مَعْلُوماً فِى يَافَا كُلِّهَا فآمَنَ كَثِيرُونَ بِالرَّبِّ وَمَكَثَ أَيَّاماً كَثِيرَةً فِى يَافَا عِنْدَ سِمْعَانَ رَجُلٍ دَبَّاغٍ ] لمْ تزل كلِمة الرّبّ تزداد فِى هذهِ البيعة وكُلَّ بيعة ياأبائى وإِخوتى آمين
صبيّة صغيرة السِن يصِفها الكِتاب المُقدّس وصفاً رائِعاً إِنّها كانت مُمتلِئة أعمالاً صالِحة وإِحسانات كانت تعملها نحِب نتكلّم شويّة إِنهاردة عن طابيثا دى الّلى الكِتاب لمْ يُعطينا عنها فِكرة قبلها ولا بعدها غير بالكلمتين دول إِنّها كانت مُمتلِئة أعمالاً صالِحة وإِحسانات كانت تعمِلها حصل إِن الفتاة الصغيرة المحبوبة جِداً دى البنت التقيّة دى إِنّها مرضت وماتت الكُلّ حِزن عليها جِداً لِصلاحِها ولِمحبتها ولتقواها ولأعمالها الصالحة الكُلّ حِزن عليها جِداً فكّروا مين يلحقهُم فِى الورطة دى مين يعزّيهُم مين يسندهُم مين يقولهُم كلِمة تعزّى القلب قالوا مافيش غير بُطرُس الرسول بُطرُس الرسول كان فِى بلدة قريبة لهُم بلد إِسمها لِدّة والكلام ده حصل فِى بلد إِسمها يافا فلِدّة قريبة مِنَ يافا فبعتوا لِمُعلّمِنا بُطرُس فِى يافا ففِى لِدّة قالوا لهُ تعالى لنا يافا ، فراح لهُم على طول ، لا يتوانى عن أن يجتاز إِليّهُم طبعاً ده عمل الراعىِ الراعىِ الّلى يعزّىِ ويسنِد أولاده أولاده ولا يتوانى عن أن يُقدّم لهُم الحُب والنعمة [ فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا ] فبعتوا لهُ رجُليْنَ قالوا لهُ تعالى إِلحق ده إِحنا عندِنا طابيثا ماتِت وطابيثا دى كانِت بِنت كُلّها أعمال حلوة وكُلّها إِحسان فلمّا وصلوا صعدوا بِهِ إِلَى العُلْيّة الّلى حصل بقى إِن السيّدات الأرامِل الّلى كانت طابيثا بتخدِمهُم وبتحبّهُم وبتعمِل لهُم حاجات كتير كإِحسانات عمّالين يعيّطوا ويبكوا يبكوا على الّلى كانِت تتعاطف معاهُم وتصنع معهُم أعمال رحمة ومحبّة عمّالين يبكوا الأرامِل دول فلأنّهُم عارفين إِن يمكِن مُعلّمِنا بُطرُس الرسول مش عارِفها كويس فواخدين لهُ الأقمصة والثياب الّلى كانت بتعمِلها لهُم غزالة ويقولوا بُص بُص القميص ده بُص الثوب بُص الفُستان ده بُص الشُغل ده كُلّه الّلى عملاه لنا غزالة [ فوقفت لديهِ جميع الأرامِل يبكين ويُرين أقمصة وثِياباً مِمَنَ كانت تعمل غزالة وهى معهُنّ ] غزالة كانت مُمتلِئة أعمالاً صالِحة وإِحسانات كانت تعملها هى ماتت لكِن أعمالها الصالِحة لم تموت عايزين يعرّفوا مُعلّمِنا بُطرُس على غزالة مش قادرين يحكوا لهُ عنها ومش قادرين يقولوا هى مُمكِن تتكلّم لكِن هى أعمالها تتكلّم فهى ماتت لكِن أعمالها لم تموت هى الآن راقِدة لا تستطيع أن تشهد عن نِفَسها ولكِن أعمالها تستطيع أن تشهد عنها علشان كده يقول [ وأعمالهُم تتبعهُم ] 0
يبقى مُمكِن الإِنسان يفنى ولكِن أعماله لا تفنى مُمكِن يموت ولكِن أعماله الصالِحة لا تموت مُمكِن الإِنسان لا يتكلّم لكِن مُمكِن أعماله تتكلّم كانت مُمتلِئة أعمالاً صالِحة وإِحسانات كانت تعملها كُلّ ما نقرأ الكلمتين دول عن طابيثا دى الواحِد كده قلبه يمتلىء بالغيره يقول يا ترى أعمالىِ الصالِحة بتتكلّم عنّىِ ! يا ترى أنا مملوء أعمال صالِحة !
ده حدث أنّ مُعلّمِنا بُطرُس الرسول وبّخ واحِد قاله إِنت مملوء كِذب ورياء ودى مملوءة إيه ؟ أعمالاً صالِحة مملوءة أعمال صالِحة لأنّها إِنسانة تشعُر أنّها تُريد أن تُرضى الله تُريد أن تخدِم اليتامى والأرامِل والمُتضايقين والمُحتاجين والمُعوزين تُريد أن تعمل إِحسانات إِحسانات كانت تعملها واضِح كانت لم تأخُذ مِنَ هؤلاء الأرامِل أجر واضِح إِن هى كانت بِتعمل الأعمال دى بِحُب فائِق علشان كده أعمالها تشهد لها وأعمالها تتقدّمها وأعمالها تتحدّث عنها وأعمالها تشفع فيها وأعمالها تعرِف الكنيسة بيها وأعمالها كُلّها بتشهد ليها فِى الأبدية بِتاعِتها علشان كده يا أحبائى الإِنسان لابُد أن يهتِم بالأعمال الصالِحة علشان كده لمّا يجى إِنسان يقول أنا أعرف ربنا أنا أؤمِن بالله نقوله حسناً قُلت [ والشياطين يؤمنون أيضاً ويقشعرّون ] طب وإِنت طالب منّىِ إيه ؟ طالِب [ أرنىِ إِيمانك بأعمالك ] أنا عايز أشوف فيك أعمال صالِحة تشهد لِصلاح الله فيك إِن عرِفت أنّ الله صالِح فإِعمل الصلاح إِن عرِفت إِن الله ديّان فإِعمل للدينونة إِن عرِفت وآمنت بوجود الله إِخشى الله فِى حياتك إِن عرِفت إِن هُناك وصايا يجِب أن أحياها فأتبّع الوصايا وهكذا يا أحبائى كانت مملوءة أعمالاً صالِحة كُل ما الإِنسان إِيمانه يكون مِنَ الله يكون إِيمانه عامِل وليس إِيمان أجوف يكون إِيمان عامِل بالمحبّة إِيمان يُترجم بالحُب والخشوع والخضوع لله وللآخرين آدى كانت سيرة طابيثا ، حُبّها لله أعطاها حُب لإِخوتها وحُبّها لله فِى الخفاء جعلها تعمل أعمال صالِحة فِى الخفاء وهكذا كانت طابيثا تعمل للناس الّذين ليس لهُم أحد أن يذكُرهُم اليتامى والأرامِل لا تنتظِر شُكر مِنَ أحد ولا تنتظِر مُقابِل لأعمالها لأن هى بِتعمل لليتامى والأرامِل الّلى ليس لهُم أحد هى عايزة دى تصِل إِلى الله تصِل إِلى الله إِحسانات كانت تعملها فتاة صغيرة رُبّما تكون فقيرة رُبّما تكون قليلة الإِمكانيات ولكِن لها إِمكانيّة واحِدة إِنّها تعرِف أن تغزِل طيب بِمعرفتىِ إِنّىِ أنا مُمكِن أغزِل مُمكِن أقدّم خِدمة مُمكِن أقدّم محبّة مُمكِن بالصِنّارة بتاعة طابيثا دى – العمل البسيط ده – مُمكِن تقدّم به رِبح للملكوت الله يا أحبائى لا ينظُر إِلى العمل الّلى نعمله كم قدره أو كم ثمنه الله لا ينظُر إِلى عِظم العمل ولكِن ينظُر إِلى كيف نفعل ينظُر لا إِلى قيمة الشىء ولكِن الحُب المعمول بهِ الشىء لا ينظُر إِلى القيمة الماديّة ولكِن ينظُر إِلى الحُب والإِتضاع الّلى معمول بهِ العمل يمكِن يكون الأعمال بِتاعِتها أعمال بسيطة لا تُذكر يعنى إيه بلوفر ! يعنى إيه قميص ! ولاّ يعنى إيه توب ! الكلام ده نقول ما يستاهِلش إِن تيجى سيرته فِى الإِنجيل لكِن لأنّه معمول بِحُب كبير علشان كده يستحِق أن يُذكر لأنّ الله لا ينظُر إِلى قيمة العمل يقولِنا كده عن يسوع وهو قاعِد فِى الخزانة أنّهُ كان ينظُر إِلى كُلّ واحِد منهُم كيف يضعون كان ينظُر إِلى إيه ؟ كيف مش كم علشان كده يُهيّأ لى إِن وإِحنا فِى الأبدية ربنا يسوع جايب جانبه شويّة الناس الغلابة والفُقراء وشويّة الناس الّلى كانوا بيقدّموا حُب بالقلب الّلى كانوا بيقدّموا حُب فِى حدود إِمكانيات ضعيفة لكِن كانوا بيقدّموا بِحُب كبير ربِنا حاطِط جنب منّه الأرملة الّلى حطِت الفلسين ولمّا يجى واحِد يقوله أصل أنا ما كانش معايا يقوله ما أهه ولاّ لمّا يجى واحِد يقوله أصل أنا كانت إِمكانياتىِ ضعيفة يقوله طب ما أهه هذهِ الأرملة وهذهِ الفتاة سوف تشهِد علينا فِى الدينونة كان ينظُر إِلى كُلّ واحِد كيف يضعون الله لا ينظُر إِلى قيمة العمل الله لا يهتِم أبداً أن يُعطىِ الإِنسان ذهب أو فِضّة أبداً لكِن ينظُر للإِنسان إِلى الحُب الّذى يُعطيه وإِن كان الإِنسان يُقدّم الحُب فقد قدّم كُلّ شىء وإِن قدّم أشياء كثيرة دون حُب فكأنّهُ لمْ يُقدّم شىء مُعلّمِنا بولس الرسول وجد ناس فِى مدينة كورنثوس وجد ناس بيدّوا لِربنا حاجات كتير وبيساعدوه هو شخصياً فراح قال لهُم أنا مش عايزكُم تدّوا لِمُجرّد العطيّة علشان خاطر إِن إِنتُم كده بتريّحوا ضمائركُم وخلاص قالهم لا إِنّ [ المُعطىِ المسرور يُحبّه الرّبّ ] وبعد كده راح قالهُم إِنّ الله لا يُريد مالك بل إِيّاك يعنى هو مش عايز الّلى فِى إِيديك لأ هو عايز أكتر مِنَ الّلى فِى إِيدك إيه هو أكتر مِنَ الّلى فِى إِيدك ؟ عايز قلبك الله لا يُريد مالك بل إِيّاك عايز كيانك واضِح إِن طابيثا دى كانت بِتعمل عمل بتدّى فيه مش إِمكانيات بس بتدّى فيه حُب وكيان بتدّى فيه جهد ممزوج بِحُب هو ده الّلى ربِنا عايز يشوفه فِى الأعمال الصالِحة مُمكِن إِنسان يقوم بأعمال صالِحة لكِن يعتبرها واجِب يعتبرها واجِب مُمكِن إِنسان يجامِل إِنسان فِى مُناسبة ويقدّم لهُ هدية بس لمْ تكُن بِحُب تكون مِنَ دافِع الواجِب والدليل على كده إِن مُمكِن واحِد يقولّك فُلان ده جاب لى هدية كده يوم ما إِبنىِ نجح أنا كمان أجيب له هدية فِى حدود كذا يوم ما بنته تتخطب ويوم ما بِنت فُلان إِتخطبِت ده جابوا كذا يُبقى إِحنا المفروض نجيب كذا لا أقل ولا أكتر نجيب حاجة فِى نِفَس المُستوى دى إِسمها الواجِب مش الحُب ده إِسمه الواجِب ده واحِد مرّة جه يشتكى إِن فُلان لم يرُدّ لهُ جمِيله رغم إِنّه كاتبها عِنده فِى نوتة إِن فُلان ده كان ودّيت له كذا بس هو لمْ يرُدّها لى ده إِنت كأنّك كده لمْ تعمل عمل حُب أبداً ده إِنت كده بِتعمل فيه شىء مِنَ الفرض ده كأنّك مُكره على أمر لأ طابيثا كانت مملوءة أعمالاً صالِحة كانت بِتعمل لليتامى والأرامِل وعارفه إِن عُمرهُم ما يعرفوا يرُدّوا لها الحاجة الّلى بتعمِلها الدافِع بتاعها دافِع مِنَ الله ليس مِنَ الناس مش مُجرّد مُجاملة مش مُجرّد إِرضاء ضمير وخلاص لأ ده مِنَ أجل الله علشان كانت أعمالها مملوءة بالحُب لِذلك أعمالها شهدِت لها ويجيبوا لِمُعلّمِنا بُطرُس الرسول الأقمِصة والثياب الّلى كانت بتعمِلها تشهد ليها الله ينظُر يا أحبائى إِلى الحُب والإِتضاع الله ينظُر إِلى القليل الّذى فِى أيدينا الّذى نفعله ده الكِتاب المُقدّس يقولك إِن كأس ماء بارِد لا يضيع أجره فِى السماء كأس ماء بارِد يعنى أرخص حاجة وأقل شىء يُذكر أمام الله يا سلام لو كأس الماء ده يتقدّم بِحُب يا سلام لو يتقدّم بتواضُع هنلاقىِ كده إِن كأس الماء ده محفوظ لينا فِى السماويات وهنلاقىِ إِن عمل الحُب ده يشفع فينا أصل كُلّ أعمال الحُب والرحمة دى يا أحبائى دى أعمال ما تجيش غير بإِيمان عالىِ وما تجيش غير بِحُب كبير وما تجيش غير بتقوى شديدة أوعوا تفتكروا إِن العطيّة دى سهلة ولاّ الكلمتين الّلى بقولهُم لكُم ساهلين لو ماكانش قلب متِحد بالله ولو ما كانش كيانه داب فِى كيان حُب الله لا تقدِر أن تعمل كده لأنّ الذات البشرية ذات أنانيّة ولو عملِت حاجة تحِب تعمِل حاجة مِنَ باب الشُهرة أو المجد الباطِل لكِن علشان تعمِل حاجة مِنَ أجل الله ولله فِى الخفاء على الذات البشريّة صعبة جِداً قيل فِى بُستان الرُهبان قصة لطيفة : يقول فِى واحِد مرّة جاءت لهُ مُقابلة للملِك بتاع البلد فخاف وقال يا ترى الملِك عايزنىِ فِى إيه ؟ أنا هقعُد أدوّر على ناس يكونوا حبايب الملِك علشان الّلى يرضى يجى منهُم معايا ويتشفّع لى ويتوسّط لى لحسِن أنا لو وقفت قُدّامه هتلغبِط ومش هعرف أقول إيه ويا ترى عايزنىِ فِى إيه وياترى خير ولاّ مش خير ؟ فراح واحِد قاله أنا مُمكِن أشجّعك وأجىِ معاك بس يعنى معلش أنا مُمكِن أجىِ معاك لغاية القصر وأسيبك لا أُحِب أن أدخُل القصر جوّه حد يخرجنّى حد يسألنىِ سؤال قال طب أنا على العموم كترّ خيرك ولو إِحتجت لك هبقى أجيلك راح لواحِد تانىِ قاله أنا مُمكِن أجىِ معاك وأدخُل معاك وأدخُل معاك القصر بس هسيبك عِند باب الحُجرة بتاعة الملِك يعنى هدخُل معاك القصر بس باب الحُجرة بتاعة الملِك هسيبك عِندها راح لواحِد تالِت قاله أنا لقيت واحِد يوصّلنىِ باب القصر ولقيت واحِد يوصّلنىِ لغاية باب الحُجرة بتاعة الملِك تِقدر تيجىِ معايا ؟ قاله أنا هاجىِ معاك وأدخُل معاك لِغاية حُجرِة الملِك وهتكلّم بدالِك قاله أنا مُتشكِر قوى فشبّهوا الثلاثة بأول حاجة الإِنسان الّلى متمسِك بالطهارة الطهارة توصّلنا لِغاية باب الملِك باب قصر الملِك تانىِ حاجة الّلى متمسِك بجميع الوصايا والتقّوى والبِر والعفاف وجميع الوصايا دى توصّلنا لِغاية باب الملِك قالك أعمال الحُب والرحمة تدُخُل بِنا أمام الملِك وتتكلّم عنّا أعمال البِر والتقّوى دى هى تشهد لنا هى الّلى تتكلّم أجىِ أتسأل سؤال ألاقىِ أعمالىِ هى الّلى أهى هِنا طابيثا نايمة وميّتة ومش قادرة تتكلّم ولا قادرة حد يجى ناحيتها إيه الّلى يتكلّم هُنا دلوقتىِ ؟ أعمالها أدى القميص وأدى التوب وأدى البلوزة وأدى وأدى وأدى وأدى دموع النِساء الأرامِل بِتتكلّم بدلها لو كُنّا ليس لنا الجواب الحسن أمام المِنبر الرهيب ولا نعرِف نتكلّم أعمالنا المفروض تتكلّم أعمالىِ تتكلّم إيه أعمالنا دى ؟ ياللا نعمل أعمِل إيه ؟ أنا لا أعرِف أن أعمِل حاجة أعمِل إيه ! أقولك ما طابيثا دى كانت لمْ تعرِف أن تعمل حاجة لا تعرِف توعِظ ولا تقِف على مِنبر ولا تعرِف كده تُبقى زعيمة ولا قائِدة ولا ولا دى هى تعرِف تِعمِل حاجة بسيطة قوى خدمِت بيها الله لا ينظُر إِلى كم نعمل ولا إيه حجم العمل الّلى إِحنا بنعمل به الله ينظُر إِلى الحُب المُقدّم لهُ هو ده الّلى يشهِد ليه وهو ده الّلى يحبّه قيل عن راهِب أنّهُ كان يُحِب يعمل عمل بسيط على أدّه الراهِب ده كان شايف كده إِخواته الرُهبان شُطّار فِى التسبِحة وشُطّار قوى فِى الكِتاب المُقدّس وحافظين الأجبية هو مش عارِف يعمِل ولا حاجة ولو وقِف فِى الكنيسة لبساطته الشديدة مش عارِف يتجاوب مع إِخوتهُ الرُهبان يقِف كده مِنَ بعيد ويقِف مكسوف فيقولوا إِن الراهِب ده كان مهنته قبل ما يُدخُل الدير كان بيساعِد أبوه فِى تصليح الأحذية فيقولوا إِن الراهِب ده كان يطلع برّه التسبِحة ويطلع برّه القُدّاس ويقعِد كده يبُصّ فِى الشباشِب والأحذية بتاعه الرُهبان ويختار لهُ شبشبين ولاّ حِذائين يكونوا مقطّعين وقُدام قوى قوى ويأخُذهُم الفِترة بتاعة التسبِحة – الرُهبان الّلى عاملين التسبِحة – ويأخُذهُم يقعُد يرّقع فيهُم ويلمّع فيهُم ويصلّحهُم وقبل النهاية يروح حاطِطهُم ويقِف مع باقىِ الرُهبان يطلعوا الرُهبان كُلّ واحِد يأخُذ الحِذاء بتاعه واحِد يقعُد يدّور يدّور ومش عارِف لأنّ شكلها قديم قوى ومبهدِل دلوقتىِ بقيت جديدة يقعُد يبُص فيها لمّا يلاقىِ دى مش بتاعه حد ودى شِبه بتاعته بس متحسّنة يلبسها فِى خفاء وفِى صمت أهو العمل ده تافِه وعمل بسيط لكِن العمل ده هو الّلى يقدِر يقدّمه لا يقدِر أن يعمل غيّره خلاص قدّمه وثِق أنّ العمل ده حتى ولو كان بسيط تافِه إِلاّ إِن الحُب والإِتضاع الّلى إِنت هتعمِل به هيشفِع فيك وهيشهِد ليك هى دى حِكمة ربِنا يا أحبائى عايز القلب يتحرك قال حِب قريبك كنِفَسك قال إِعمِل أعمال صالحة تشهِد لك وتشفِع فيك هى دى الوصيّة وهى دى المُجازاة وهو ده الأجر الّلى مستنينا وهو ده التحفيز الّلى ربِنا عايز يُعطيه لعبيده الحافظين عهده ووصاياه عايز كُلّ إِنسان يقدّم ما عِنده حتى إِن كان عمل بسيط حتى إِن كان لا يُذكر والّلى لا يُذكر عِند الناس يُذكر عِند الله كُلّ عمل يا أحبائى ولو بسيط يُقدّم لله ومِنَ أجل الله يُعطىِ للإِنسان شفاعة ويُعطىِ للإِنسان دالّة عِند الله – دالّة – ده يقولك كده إِن الّلى يحِب طهارة القلب يكون الملِك صديقه ده يقولِنا كده فِى سِفر الأمثال [ إِنّ مَنَ يرحم الفقير يُقرِض الرّبّ وعن معروفُه يُجازيه ] تخيّلوا لمّا ربِنا جعل قيمة الإِنسان الّلى بيعمل عمل صالِح كأنّهُ بيسلّف ربِنا يُقرِض الرّبّ وعن معروفه يُجازيه بقى أنا الفقير الشقىِ المُحتاج أنا أُقرِض الله ! ينبوع النعمة والخيرات وكنز الحِكمة أيوه أنا أُقرِض الرّبّ أعمالىِ الصالِحة تخلّينىِ أُقرِض الرّبّ أهى طابيثا دى مملوءة أعمال صالِحة أكيد رصيدها عِند ربِنا عالىِ وكبير قوىِ أكيد وجدِت دالّة كبيرة عِند ربِنا عن طريق أعمالها علشان كده إِعطوا الأعمال الصالِحة دى كرامة كبيرة جِداً جِداً جِداً قيل عن واحِد راهِب إِنّه كان يعنىِ مش مواظِب قوى مع الرُهبان على التسبِحة وعلى القُدّاس وكان معروف عنّه إِن هو كسلان شويّة ومتوانىِ شويّة وبعدين أتت ساعة نياحته فلّما حضرِت ساعة نياحته الرُهبان إِتجمّعوا حواليه علشان ياخدوا منّه كلِمة منفعة وساعة نياحته دى بتبقى ساعة يعنىِ بتظهر فيها النِفَس وبتحتاج مؤازرة وتعزية وتشديد فلقوا كده عينه عمّاله تلِف فِى الحُجرة وهو فاقِد النُطق فواحِد مِنَ الآباء الرُهبان قال ده أكيد بيدّور على حاجة نِفَسه فِى حاجة فالّلى عينه عمّاله تدور ده راح واحِد جاب له الصليب بتاعه وحطّه فِى إِيده فوجدوه لسّه عينه عمّاله رايحة جاية على الحُجرة فواحِد جاب له الكِتاب المُقدّس وبقى كُلّ واحِد يقعُد يفكّر يا ترى هو إيه الّلى مخلّيه حيران كده لغاية لمّا واحِد مِنَ أصدقائه قوىِ كان عارِف إِن له عِدّة كده علبِة عِدّة فيها شويّة خيط وشويّة إبر وشويّة حِتت قُماش سودا صغيرة بيرّقع بيها الجلاليب بتاعة الرُهبان هو ده كان عمله العجيب فِى الدير إِن هو كان الخيّاط بتاع الدير يدوى كده فجاب له كده العلبة بتاعة الشُغل بتاعه يقولك إِن هى دى العلبة الّلى كان محتاجها وأخذها وإِبتسِم وفارقت نِفَسه روحه كان كُلّ الّلى يقدر يعمله حاجة بسيطة جِداً إِن هو يقدّم عمل حُب للرُهبان فِى حدود إِمكانياته مهما كانت إِمكانيات بسيطة حقيرة إِلاّ إِن هو إِيه يقدّمها صدّقونىِ يا أحبائى الله ينظُر إِلى العمل الصالِح الّذى يُفعل بِحُب ومِنَ القلب أكتر مِنَ أعمال كتيره تُفعل بمظهريّة وتُفعل دون إِستعداد داخلى للنِفَس إِنّها تُقدّم شيئاً لله أذكُر أنّ أرملة فقيرة تعمل كعامِلة عامِلة نظافة فِى أحد الأماكِن ولها راتِب بسيط ضعيف جِداً لا يتعدّى بالإِكراميات والحوافِز حوالىِ 90 جُنية فِى الشهر فالسِت دى عشورها كده 9 جنية فجاءت فِى مرّة كده مِنَ حوالىِ 3 شهور عايزة تقدّم حاجة بـ 9 جنية فقعدِت تفكّر كده فكّرِت فِى فِكرة جميلة قوىِ راحِت جابِت مِنَ أحد الأسواق الّلى بتبيع الحاجة رخيصة شويّة راحِت جابِت بلح مِنَ البلح الأصفر ده وقشّرِته وعملِته مربى وعملِت كمية كبيرة قوىِ بـ 9 جنية دى وإِدّتها لأحد دور الأطفال رقم بسيط لكِن بِحُب كبير بيقدّم عمل كبير مش مُشكِلة إيه العمل الّلى بتعمِله الله قادِر يا أحبائى أن يسِد إِحتياجاتك دون تدخُلّ مِنَ أحد لأنّ هو أب اليتامى وهو قاضىِ الأرامِل وهو الّلى ينصِف الكُلّ وهو الّلى يُعطىِ جميع المتوكلين عليه أشياء تشتهىِ الملائكة أن تراها الّلى يقوت العصافير والغربان وطيور السماء وزنابِق الحقل يرعاها بيرعى الأسماك الّلى فِى قاع المُحيطات بيرعى الكُلّ لكِن يُريد أن يُشرِكنا فِى الأعمال الصالِحة ليس عجزاً منّه ولكِن دى فرصة منّه بيدّيها لعبيده ومُحبيه بيقولِك إِشترِك معايا فِى أعمال صالِحة شوفوا السِت دى بقى رغم إِن العوز الّلى هى عايشه فيه ورغم الإِحتياج الشديد الّلى هى عايشه فيه إِلاّ أنّها تعمل أعمال صالِحة أكيد حُبّها ده يُذكر لها أكيد عملها البسيط ده يشهد ليها يشفع فيها ويتقدّمها إِن كان قال إِن كأس ماء بارِد لا يضيع أجره طب كم يكون ده الّلى جابِت وعملِت وتعبِت حُب كبير بتقدّم بيه وطالما العمل بيتعمل بالحُب أكيد هيسبّب للنِفَس شفاعة عِند ربِنا إِن كان لنا إِيمان يا أحبائى إِنّنا حينما نُقدّم لا نُقدّم لشخص ولكِن نُقدّم لله فسيكون الدافِع فينا أقوى بكتير مِنَ الدافِع بتاع الشكليّات أو الدافِع بتاع الذات أو الدافِع بتاع المُجاملة لا أُجامِل أحد لا أُعطىِ علشان خاطر أبقى كده ضميرىِ ساكِت قُدّام ربِنا أنا بعطىِ لله ومِنَ أجل الله أدى طابيثا الّلى كانِت مملوءة أعمال صالِحة أدى طابيثا الّلى أقمصتها وثيابها شفعِت فيها وشهدِت ليها وقدّمِتها قُدّام مُعلّمِنا بُطرُس الرسول وصارت القُمصان بتتكلّم لأنّ أعمال الحُب إِن عُمِلت بالحُب والإِتضاع تأخُذ صِفة الخلود تأخُذ صِفة الخلود ولا يبقى عمل مؤقّت أبداً ده عمل باقىِ لها إِلى الدهر علشان كده يقولك فِى الأبديّة يأتىِ الشُهداء حاملين عذابتهُم ويأتىِ الصدّيقين حاملين فضائلهُم كُلّ إِنسان يا أحبائى أعماله تشفع له وأعماله تتبعه وأعماله تتقدّمه إيه الّلى إِنت عملته ؟ أنا عملت وعملت وعملت إيه الحُب الّلى كُنت بتعمِل بيه ؟ إيه إِحساسك وإِنت بتقدّم الأمور الّلى كُنت بتقدّمِها هل كُنت بتقدّمِها مِنَ أجل الله ؟ هل كُنت بتقدّمِها بِحُب ؟ هل كُنت بتقدّمِها بِحماس ؟ طيب يبقى خلاص يبقى إِنت كانِت أعمالك دى مِنَ أجل الله تُكافأ تُكافأ عنها فِى الدهر الآتىِ وفِى الأبديّة السعيدة علشان كده ربّ المجد يسوع علاّ قيمة الأعمال الصالِحة جِداً جِداً لِدرجة إِنّه قال [ بِما أنّكُم قد فعلتموه بأحد إِخوتىِ هؤلاء الأصاغِر فبىِ قد فعلتُم ] يا سلام معقولة يارب بيك إِنت ! لِدرجة إِستغربوا قالوا له بيك إِزاى ؟ إِحنا متى رأيناك جوعاناً أو عطشاناً أو محبوساً أو مريضاً ؟ لمْ نشوفِك فِى الحالات دى قالهُم لأ كُلّ مريض هو أنا كُلّ جائِع هو أنا كُلّ محبوس هو أنا كُلّ مُحتاج هو أنا يا سلام على الإِنسان الّلى يتعامِل بالفِكر ده يقدّم أعمال صالِحة مش بس يقدّم أعمال صالِحة ده يكرّس حياته يقدّمِها للأعمال الصالِحة إِذا كان الإِنسان مِمكِن يعجز عن أن يصِل إِلى الله بالأصوام والصلوات يُمكِن أن يصِل إِلى الله بالأعمال الصالِحة يُمكِن أن يصِل إِلى الله بكرامة عظيمة وبِدالّة عظيمة بالأعمال الصالِحة لأن مش مُمكِن إِن الإِنسان يقدّم أعمال صالِحة إِن لم يكُن عِنده رصيد عالىِ مِنَ الحُب والإِيمان حُب وإِيمان علشان كده الأعمال الصالِحة دى بُرهان عن إِيمان الشخص وثِقته فِى الأبديّة وثِقته فِى الله وحُبّه الشديد لإِخوته إِن كان كده طب يبقى العمل الصالِح ده قد حوى جميع الوصايا أنا طبّقت جميع الوصايا فِى عملية الإِحسان ده الّلى مِنَ أجل الله إِذا كان عِندىِ إِيمان فِى عمل الخير فِى الخفاء يبقى عِندىِ إِيمان بالله يبقى عِندىِ إِيمان بالدينونة يبقى عِندىِ إِيمان بأنّ الأعمال الصالِحة هى الّلى تشفِع فِى الشخص كانِت مُمتلِئة أعمالاً صالِحة وإِحسانات كانت تعملها علشان كده يا أحبائى لمّا النِفَس الرؤيّة تتضِح أمامها يبتدىِ ربِنا كده يتعامل معها بقوة وتبتدى تدخُل فِى علاقة قويّة مع الله وكُلّ يوم تبحِث فِى ذاتها ماذا تُقدم للآخر ؟ رُبّما أكون ما عنديش أمور أُقدّمِها لكِن مُمكِن أقدِم كلِمة طيّبة مُمكِن أقدِم مُجاملة بسيطة مُمكِن أقول كلِمة تبنىِ نِفَس مُمكِن أقول كلِمة تعزية مُمكِن أرفع سماّعِة التليفون وأسأل على مريض مُمكِن أقدِم لإِنسان شىء بسيط رُبّما يحتاجه مُمكِن أصنع سلام بين إِثنين كانوا متخاصمين الأعمال الصالِحة مش بس أعمال ماديّة أعمال معنويّة أعمال روحيّة أعمال كثيرة يُمكِن أن يُقدّمِها الإِنسان إِن كان عِنده حُب وإِيمان وإِتضاع وكُلّ ما الإِنسان الإِيمان والحُب والإِتضاع بتوعه يزيدوا كُلّ ما يبحث فِى نِفَسه كيف يصنع ومتى يصنع وأين يصنع ومُمكِن يقدّم لِفُلان ده إيه ولِفُلان ده إيه ولِفُلان ده إيه يكون مملوء أعمال صالِحة كُنت أعرِف رجُل غنىِ جِداً والرجُل ده هاجِر لبلد أُخرى فالرجُل ده مع غِناه إِلاّ إِنّه كان مُحِب جِداً جِداً جِداً فالرجُل ده مهاجِر مِنَ حوالىِ 17 سنة فِى مكوجىِ فِى المنطقة كان تملّىِ يسأل على الرجُل فلّما لقوا إِن سؤاله لا ينقطِع عن الرجُل ده عرِفوا إِن الرجُل الغنىِ قوىِ الّلى فِى أمريكا ده باقىِ على العِشرة بينه وبينه وفِى مُعظم المُناسبات والأعياد يبعت له بس مُجرّد كارت مُعايدة رغم إِن مُمكِن يكون ده مكوجىِ ويعنىِ خلاص وحتى كان زمان يمكِن كان محتاج له لكِن هو هاجِر مش محتاج له ويبعت له ليه كارت المُعايدة ده ورغم إِن مش مِنَ نِفَس ديانته يبعت له ليه كارت المُعايدة ده ده عمل حُب هو عمل بسيط لكِن عمل فيه كرازة عمل فيه حُب عمل بيجعل الإِنسان أعماله تتحدّث عنّه علشان كده يا أحبائى إِن مِنَ الأعمال الصالِحة مؤشِر لأمور كثيرة داخِل النِفَس إِن كانِت النِفَس مملوءة بالصلاح ومملوءة بالإِيمان ومملوءة بالحُب ربِنا هيخلّىِ النِفَس دى تشعُر إِن كُلّ عمل صالِح بتعمِله إِنّما بتعمِله مِنَ أجله وبتعمِله بهِ ولهُ علشان كده يسمح ربِنا للإِنسان الّلى يقدّم أعمال صالحة دى إِن ربِنا يُعطىِ لهُ ويكشِف لهُ إِنّ أعماله دى بتتبعه وأد إيه إِن أعماله دى بتتقدّمه وأد إيه إِن أعماله دى بتكون لها تأثير قوىِ جِداً فِى النِفَس مِنَ أقوى القِصص الّلى فِى الكنيسة قصة قديس إِسمه القديس بُطرُس العابِد مين بُطرُس العابِد ده ؟ يقولِك إِن بُطرُس العابِد ده إِنّه كان رجُل غنىِ جِداً وكان بخيل جِداً وكان لا يرحم الفقير أبداً فأتاه فِى يوم مِنَ الأيام إِنسان فقير يتوسِلّ إِليه أن يُعطيه حتى مِنَ الفُتات بتاع المائِدة بتاعته كان ينتهِره وكان يتعامِل معاه بِقسوة زائِدة وكان يأمُر الخُدّام الّلى عنده والعاملين الّلى عنده إِنّهُم يجوا ويشيلوا الرجُل ده ويرموه برّة فجه فِى مرّة الرجُل الفقير ده إِنّه يطلُب طلب فقعد يشتِمه وينتهِره ويطلُب منّه إِنّه يطلع برّة فالرجُل بقى يتوسِلّ إِليه إِنّه يُعطيه حِتّة خُبزة فيقول إِن الرجُل الغنىِ مِنَ كُتر ما هو منفعِل مِنَ الرجُل ومُتضايق مِنَ وقفته قصاده كان جنبه قُفّة فيها عيش فيقول إِنّه أخذ رغيف وراح ضرب به الرجُل الفقير ده فالرجُل مع فقره وطّى وأخذ الرغيف ده فيقول كده إِنّ الله مِنَ صلاحه ومِنَ محبّتة للبشر الّذى لا يشاء هلاك إِنسان أعطى الله للرجُل الّلى إِسمه بُطرُس ده الرجُل الظالِم القاسىِ أعطاه رؤيّة فِى الليل ورّاها له فِى قوات شر قوات جحيم جاية تأخُذ نِفَسه واخداه لموضِع مُظلِم واخداه لِهلاك واخداه لِمكان مُخيف ومُرعِب وساحبينه كده ناحية اليسار فعمّال يُصرُخ يُصرُخ يُصرُخ فلقى كده ملايكة واقفين بعيد فعمّال يبُصّ لهؤلاء الملايكة يعنى إِزاى إِنتُم سايبينىِ كده لهؤلاء الناس سايبينىِ كده ياخدونىِ ويمشوا بىّ وكُلّ ماده الفجوة عمّالة تتسِع فيقول كده إِنّه لقى ملاك جاى ناحيته علشان ينقذه فبصّ للملاك ده يعنىِ عايز يقول إِيه الّلى جاى لىّ ده ! فلقى الملاك واقِف له وماسِك فِى إِيده حاجة يبُصّ فيها وجدها ده الرغيف الّلى ضرب به الرجُل الفقير قال بس ده أتارىِ الرغيف ده عمل حاجة ومُمكِن يكون مُنقِذ لىّ فِى اليوم الآخير وفاق مِنَ الرؤية بتاعته دى على إِن هو يعمل أعمال صالِحة فِى كُلّ حين وفِى كُلّ أمر وإِبتدأ يبيع مُقتنياته ومُمتلكاته ويقول إِذا كان رغيف جاب لى ملاك أنا أبيع وأبيع وأبيع علشان جيوش ملايكة علشان خاطِر يحاربوا عنّىِ فِى اللحظة الأخيرة علشان كده الكنيسة تقول كده تعّوضهُم عَنَ عطاياهُم بِغُفران خطاياهُم إيه علاقة العطايا بالغُفران ؟ أصل العطايا مش مُمكِن تتعمِل مِنَ غير توبة ومش مُمكِن تتعمِل مِنَ غير إِتضاع ولا حُب ولا إِيمان ولا رجاء فإِن كانت الأعمال دى موجودة يُبقى ربِنا هيعّوضنا عَنَ عطايانا بِغُفران إيه ؟؟ خطايانا يُقال عَنَ القديس بُطرُس العابِد ده إِنّه أخر ما باع كُلّ ما له جال يُبشِّر بالأعمال الصالِحة وقعد يتكلّم عَنَ ربِنا فيقول إنّه فِى مرّة لقى رجُل كده ممسوك مِنَ الشُرطة قالوا له الرجُل ده سارِق وإِحنا واخدينه نسجِنه قالهُم سارِق أد إيه ؟ فقالوا لهُ رقم كبير فقعد يفكّر إزاى ينقِذ الرجُل ده طب ما هو معهوش حاجة ينقِذه بيها قيل عنّه إنّه باع نِفَسه عبداً لِكى ما يفُك بثمن نِفَسه حبس الشخص الآخر علشان كده إِسمه بُطرُس العبد أو بُطرُس العابِد تصِل بالإِنسان إِلى هذهِ الدرجة ؟؟ أيوه تصِل به هذهِ الدرجة علشان كده يا أحبائى ليتنا نكون مملوئين أعمالاً صالِحة ليتنا نبحث فِى داخِلنا عَنَ ماذا يُمكِن أن نُقدّمه لإِخوتنا ليتنا نبحث فِى داخِلنا عَنَ الإِيمان والحُب والإِتضاع الّذى يجعلنا نُقدّم حُب بِلا رياء وعطاء بِلا مُقابِل أرضىِ وإِتضاع مِنَ أجل الله وليس مِنَ أجل الناس ربِنا يدينا ويملأنا مِنَ الأعمال الصالِحة التّى تشهد لينا وتشفع فينا ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمِته ولإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
05 ديسمبر 2025
“خدمة الحب”
«طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَجِدُ الْحِكْمَةَ، وَلِلْرَّجُلِ الَّذِي يَنَالُ الْفَهْمَ، لأَنَّ تِجَارَتَهَا خَيْرٌ مِنْ تِجَارَةِ الْفِضَّةِ، وَرِبْحَهَا خَيْرٌ مِنَ الذَّهَبِ الْخَالِصِ. هِيَ أَثْمَنُ مِنَ اللآلِئِ، وَكُلُّ جَوَاهِرِكَ لَا تُسَاوِيهَا. فِي يَمِينِهَا طُولُ أَيَّامٍ، وَفِي يَسَارِهَا الْغِنَى وَالْمَجْدُ. طُرُقُهَا طُرُقُ نِعَمٍ، وَكُلُّ مَسَالِكِهَا سَلَامٌ. هِيَ شَجَرَةُ حَيَاةٍ لِمُمْسِكِيهَا، وَالْمُتَمَسِّكُ بِهَا مَغْبُوطٌ. الرَّبُّ بِالْحِكْمَةِ أَسَّسَ الأَرْضَ. أَثْبَتَ السَّمَوَاتِ بِالْفَهْمِ. بِعِلْمِهِ انْشَقَّتِ اللُّجَجُ، وَتَقْطُرُ السَّحَابُ نَدًى» (أم 3: 13 – 20).
”القلب عندما يُقدِّم للآخرين خدمة من أجل الرب يسوع، فإن صورة الرب تنطبع عليه، فيستنير بنوره“ (القمص بيشوي كامل)
والآن يا عزيزي خطوتنا هي أن تكون أنت هو الشخص الذي يقود الآخرين في طريقهم نحو الملكوت.
فالإنسان قيمته بقيمة دم المسيح، فحياته غالية ومقدَّسة وأبدية، فجميع البشر لهم قيمة غالية عند الله خالقهم.
تخيَّل معي عزيزي القارئ إن كان يوجد في العالم شخص واحد فقط! كان المسيح سيأتي من أجله ويتجسَّد ويُصلَب ويموت على الصليب، ثم يُدفَن ويقوم من بين الأموات! فالمسيح لم يأتِ لأن العالم به أُناسٌ كثيرون!
دعنا نُعرِّف الخدمة في ثلاث كلمات: وزنة أمانة مسؤولية
وزنة:
فالمسيح يُعطي للإنسان وزنة وهي الخدمة، ولنتذكَّر مَثَل الوزنات (مت 25):«فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (مت 25: 21) يا ليتك تُصلِّي وتشتاق أن تسمع العبارة الجميلة: «اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» وكلمة وزنة تعني فرصة، أمام أي شخص منَّا قد تسمح ظروفه الآن بالخدمة، لكن مَنْ يعلم ماذا سيحدث في المستقبل؟ وهل ظروفه ستسمح بالخدمة أم لا؟! فليستغل الفرصة التي أعطاها له الله ويخدم.
أمانة:
وهذه الأمانة تستمر حتى نهاية عمر الإنسان. وكما يقول الكتاب: «كُنْ أَمِينًا إِلَى الْمَوْتِ فَسَأُعْطِيكَ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» (رؤ 2: 10)، وهذه الآية تبدأ بصيغة إلزامية وشخصية وهي: «كُنْ»، فلا مجال للتراخي في خدمة الآخرين.
مسؤولية:
إن كلمة مسؤولية، مشتقة من كلمة سؤال، بمعنى أن الله سيسألنا عن هذه الخدمة، فلا بد أن يكون لدى الإنسان المسيحي إحساس بالمسؤولية، إذ أنه يعمل مع الله ذاته بماذا سنُجيب الله، إن سألك عن أُسرتك، عن أولادك؟! عن أصدقائك؟ أو عن كل مَنْ تعاملت معهم؟! والكتاب يقول: «الَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ» (رو 2: 6).
ولكن كيف نُطبِّق المفاهيم السابقة عمليًّا؟
أولًا – الصلاة الدائمة:
فأول شيء يجعل الإنسان المسيحي ناجحًا في خدمة الآخرين، أن ينشغل بخدمته، أو على الأدق بالنفوس التي يخدمها وأول علامة تدل على ذلك، أنه دائمًا يذكرهم في صلواته، بل ويصلِّي الخادم من أجل الآخرين أثناء القداس كُلٌّ بحسب احتياجه وهذا يُذكِّرنا بقصة الخروف الضال (لو 15)، وكيف أن الراعي ترك التسعة والتسعين، وذهب يبحث عن هذا الخروف الضال، وهكذا مَنْ يُصلِّي من أجل الآخرين، فهو يهتم بكل فرد منهم.
ثانيًا – وسائط النعمة:
فيشجِّع الإنسان المسيحي الآخرين على الذهاب إلى الكنيسة، وكذلك يُشاركهم صلواتهم وقراءَتهم الروحية، وممارسة الأسرار المقدَّسة بوعي خاصة سر الاعتراف وما فيه من توبة ومخافة، وسر التناول وما فيه من حضور وثبات في المسيح.
ثالثًا – إدراك قيمة الآخرين:
دعني أقُصُّ لك قصَّة: حدث خلاف بين أصابع اليد الخمسة، كل واحد يُريد أن يكون الأعظم، وقف الإبهام ليُعلِن: إن الأمر لا يحتاج إلى بحث، فإني أكاد أن أكون منفصلًا عنكم، وكأنكم جميعًا تمثِّلون كفة، وأنا بمفردي أمثِّل كفة أخرى، إنكم عبيد لا تقدرون أن تقتربوا إليَّ. أنا سيدكم، إني أضخم الأصابع وأعظمها!
في سخرية انبرى السبَّابة يقول: لو أن الرئاسة بالحجم لتسلَّط الفيل على بني آدم وحُسِبَ أعظم منهم. إني أنا السبَّابة، الإصبع الذي يأمر وينهي: عندما يشير الرأس إلى شيء أو يُعلن أمرًا يستخدمني، فأنا أولى بالرئاسة.
ضحك الأصبع الوُسْطَى وهو يقول: كيف تتشاحنان على الرئاسة في حضرتي، وأنا أطول الكل. تقفون بجواري كالأقزام. فإنه لا حاجة لي أن أطلب منكم الخضوع لزعامتي، فإن هذا لا يحتاج إلى جِدال.
تحمَّس البِنْصِر قائلًا: أين مكاني يا إخوة؟ انظروا فإن بريق الخاتم يلمع فيَّ، هل يوضَع خاتم الإكليل في إصبع آخر غيري؟! إني ملك الأصابع وسيدهم بلا منازع!
أخيرًا إذ بدأ الخنصر يتكلَّم، صمت الكل في دهشة، ماذا سيقول هذا الإصبع الصغير، لقد قال: اسمعوني يا إخوتي إني لست ضخمًا مثل الإبهام بل أرفعكم! لست أعطي أمرًا أو نهيًا مثل السبَّابة! ولست طويلًا مثل الإصبع الوسطى بل أقصركم! ولم أنل شرف خاتم الزواج مثل البنصر. أنا أصغركم جميعًا، متى اجتمعتم في خدمة نافعة تستندون عليَّ، فأحملكم جميعًا، أنا خادمكم! انحنى الكل له، وهم يقولون: صدقت، فقد قال كلمة الله: «الأَصْغَرَ فِيكُمْ جَمِيعًا هُوَ يَكُونُ عَظِيمًا» (لو 9: 48).
تذكَّر أن لكل فرد موهبة مميَّزة وقيمة ورسالة.
رابعًا: الارتباط بالسماء:
وهذا هو دور الإنسان المسيحي الأساسي أن يساعد الآخرين للوصول إلى الملكوت، وبولس الرسول يقول: «لِيَ اشْتِهَاءٌ أَنْ أَنْطَلِقَ وَأَكُونَ مَعَ الْمَسِيحِ، ذَاكَ أَفْضَلُ جِدًّا» (في 1: 23). وكلمة ”اشتهاء“ تعني: ”رغبة قويَّة“.
احرص يا عزيزي أن تُرسِّخ فكر السماء في أذهان مَنْ حولك وقلوبهم.
بقي لي أن أحثّك في نهاية رحلتنا عن مهارة هامة وفضيلة أساسية في خدمتك للآخرين، ألا وهي الحكمة … وتنعكس الحكمة في خدمة الآخرين من خلال ثلاثة أوجه:
أولًا: في العلاقات والمعاملات: هناك قواعد عامة مثل:الاحتراس من العثرة، فيكون خوف الإنسان من العثرة، هو خوفه من الحيَّة ألَّا تكون سببًا في عثرة أحد، وخصوصًا أن الآخرين يرصدون كل تصرُّف وكل كلمة تنطق بها.
اجعل هناك حدودًا بينك وبين الآخرين.
احرص دائمًا أن تكون صانع سلام، فالحكمة هي التي تصنع السلام.
تحكي قصص البرية عن راهب ذهب للسكن في منطقة في البرية، كان يوجد بها راهب آخر … وقد أعطى الراهب القديم الراهب الجديد قلاية كانت له. وبعد فترة بدأ هذا الراهب الجديد يتوافد عليه الزوار. وهنا بدأ يحدث نوع من الغيرة عند الراهب القديم، فأرسل تلميذه إلى الراهب الجديد يطالبه بأن يُعيد إليه قلايته.
ولكن هذا التلميذ الحكيم، ذهب إلى الراهب الجديد وقال له: معلِّمي يُرسل لك السلام، ويسأل إن كنت في احتياج إلى شيء! وعندما عاد إلى مُعلِّمه قال له: الأب يقول أمهلني يومين، حتى أتدبَّر أمري!!
وبعد اليومين أرسل الراهب تلميذه مرَّة أخرى إلى الراهب الجديد، وقال له: قُل لهذا الراهب، إنه يجب أن يترك القلاية ويرحل. فذهب التلميذ وقال للراهب: المُعلِّم يسأل عن أحوالك. وإن كنت في احتياج لشيء، أحضره لك! فشكره الراهب. وفي المرة الثالثة قال الراهب لتلميذه: اذهب وقُل لهذا الراهب، إن لم تغادر سوف آتي وأطردك بنفسي. فأسرع التلميذ إلى الراهب، وقال له: إن مُعلِّمي آتٍ إليك لكي ما يسأل عنك. فخجل الراهب الجديد أن يأتي إليه شيخ كبير، فأسرع لاستقباله في الطريق، وضرب له ميطانية. وهنا أسرع التلميذ إلى معلِّمه، وهمس في أُذنه قائلًا: إني لم أقل له كلمة مما قلته لي.
قد يقول شخص: إن هذا التلميذ قد كذب! بالطبع لا يا عزيزي، فالحكمة في المعاملات تحتاج أن نحترس من العثرة، ونعرف فَنّ الحِفَاظ على الحدود. ونصنع سلامًا بمعنى تجنُّب الخصام.
ثانيًا: في المشورة والإرشاد:
بمعنى إن سأل أحد رأيك في أمرٍ ما، احرص أن يكون خلاص نفسه هو الركيزة الأساسية في إجابتك أي أن تضعه على طريق السماء، ويسمِّي هذا الأمر القديس يوحنا ذهبي الفم: ”هواية خلاص النفوس“ احذر أن تُرشد شخصًا من ذاتك؛ لأن الإرشاد يجب أن يكون مبنيًّا على الإنجيل، وسير الآباء وأقوالهم، فلا يجب أن تُرشد أحدًا بناءً على خبرتك الشخصية فقط وكما قال الأنبا أنطونيوس: ”ليكن لكَ شاهدٌ من الكُتب المقدَّسة على كل عمل تقوم به“.
ثالثًا: البشارة المُفرحة:
الخدمة المسيحية يجب أن تُنْصَب على الفرح، النابع من الصليب نصلِّي ونقول: ”نشكرك، لأنكَ ملأتَ الكل فرحًا أيها المُخلِّص، لمَّا أتيتَ لتُعِين العالم، يا رب المجد لكَ“ عندما نتكلَّم عن الصليب نقول: ”آلام المسيح المُحيية“، فبالرغم من أنه ألم، إلَّا أنه يُعطي حياة! فتخيَّل أن كل فرد منَّا، يحمل قلبه في يده، ويذهب تحت الصليب، ويقول للرب املأني فرحًا. وهنا يمسك المسيح بصليبه ويملأ كل فرد منَّا بالفرح أُمُّنا العذراء تقول: ”أمَّا العالم فيفرح لقبوله الخلاص، وأمَّا أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك يا ابني وإلهي“ فالحكمة تقتضي الرسالة المفرحة. حضورك بشكل عام يجب أن يكون مُفرحًا، وليس ثقيلًا.
تدريب الحكمة: هو أن تقرأ سفر الأمثال يوميًّا، ويتم قراءته حسب تاريخ اليوم، بمعنى إذا كان اليوم هو 22 من الشهر فعليكَ قراءة الأصحاح الـ 22 وهكذا، لأن هذا السِّفْر يُسمَّى سِفْر تعليم الحكمة.
قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد
04 ديسمبر 2025
كل عيد نستقبله بصوم
العيد نعمة وبركة من الرب وفرح و نحن نستقبل هذه البركة بالصوم بالصوم نعد أنفسنا روحياً لكيما نستقبل البركة والنعمة يقترب مؤهلة بالصوم نتذلل أمام الله لكى من أجل انسحاق قلوبنا ينعم علينا بما يريده لنا من الخير يرفض الطعام في الصوم ، إنما ترفض الجسد نرفض المادة ونرتقع بهذا فوق مستوى العالميات ونقترب إلى الله الذي يهينا وبركة العيد وفاعليته في حياتنا وفي حياة الكنيسة
و حينما نصوم هكذا قبل العيد فإننا حينها نعيد إنما نعيد بتعفف ولا تستهوينا في العيد أفراح العالم وملاذه وتبقى ثمار الصوم واضحة في فرحا بالصوم نحيا بالروح وبهذا يمكننا أن نشترك مع الروحانيين سواء الملائكة أو أرواح القديسين فيشاركوننا العيد بهذه المشاعر كلها نستقبل عيد الميلاد بهذا الجو الروحي نستقبل كلمة الله متجسداً فى يوم ميلاده وكما صام اليهود وتطهروا وتقدسوا قبل أن يستقبلوا كلمة الله على جبل حوريب كذلك نحن في استقبال الكلمة الأزلى النور الحقيقي تعد أنفسنا بالصوم وليس بالصوم فقط وإنما بالتسابيح التى يمتلئ بها شهر كيهك وسهراته الروحية وكل التذكارات الجميلة الخاصة بالميلاد نعد انفسنا روحاً، كما لو كان الرب سيحل في قلب كل واحد منا وليس في المزود ببيت لحم
ولكن يحلو هنا أن نسأل سؤالا :
هل بالصوم نستقبل العيد أم أن الصوم نفسه هو العيد ليس العید هو التنعم بالطعام فهذا تفکیر جسدانی والعيد الحقيقي هو تنعم الروح والروح تتنعم في الصوم.
مجلة الكرازة العدد الثامن والاربعون عام 1980
المزيد
03 ديسمبر 2025
يهييء له شعباً مستعداً
بمناسبة بدء صوم الميلاد الذي نستقبل فيه عمانوئيل إلهنا نتذكر انه قبل مجيئه أرسل ملاكه ليهيئ الطريق قدامه يهييء له شعباً مستعداً عندما أراد الله أن يكلم الشعب لأول مرة ويعطيهم وصاياه قال لموسى اذهب إلى الشعب وقدسهم اليوم وغداً وليغسلوا ثيابهم ويكونون مستعدين لليوم الثالث لأنه في اليوم الثالث ينزل الرب أمام عيون الشعب على جبل سيناء ( خر ۱۹ : ۱۰ - ١٥ ) وهكذا هيا موسى للرب شعبا مستعدا لسماعه ونفس الوضع نجده بالنسبة الى صموئيل النبي كان ذاهباً إلى بيت لحم لكى يقدم للرب ذبيحة ويختار مسيحاً للرب ولما كان ليس لكل أحد أن يتقدم إلى الذبيحة بدون استعداد لذلك قال صموئيل النبي عبارته المشهورة " تقدسوا وتعالوا معى إلى الذبيحة" ( ١صم ٥:١٦ ) ويقول الكتاب بعدها " وقدس يسى وبنيه ، ودعاهم إلى الذبيحة" كان لا بد أن يهيىء للرب شعباً مستعداً ، بتقديسه وكانت هذه هي رسالة يوحنا المعمدان كاهن الرب قال عنه الملاك فى البشارة بميلاده " يريد كثيرين من بني اسرائيل إلى الرب إلههم ويتقدم أمامه بروح ايليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاة إلى فكر الأبرار لكي يهيى للرب شعباً مستعداً " ( لو ١ : ١٦، ١٧ ) كما هو مكتوب في الأنبياء : ها أنا أرسل أمام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامك صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب ،اصنعوا سبله مستقيمة "( مر ٣،٢:١ ) ويوحنا المعمدان هيأ الشعب للرب بالتوبة والمعمودية ما أعظم هذه الرسالة التي يقوم بها أولئك القديسون الذين يهيئون للرب شعباً مستعداً "أيها الأخوة : إن ضل أحد بينكم عن الحق فرده أحد فليعلم أن من رد خاطئاً عن طريق ضلاله يخلص نفساً من الموت ويستر كثرة من الخطايا "( يع ٥ : ١٩- ٢٠ ) ." تخليص نفس من الموت" ما أعظم هذا العمل !
إنه عمل الرب من يقوم به إنما يعمل الرب فيه أنظروا إلى بولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس "لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك فإنك إن فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضاً "( اتى ٣ : ١٦ ) .بل أن بولس الرسول يقول عن نفسه في عمل الخلاص " صرت للضعفاء كضعيف لأربح الضعفاء صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حال قوماً "( ۱ کو ۹ : ۲۲ ) وبطرس الرسول يقول للأخوة الذين في الشتات "نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس " ( ۱ بط ٩:١ ) . فماذا يقصد بهذا الخلاص؟
عجيب أن الكتاب يستعمل كلمة الخلاص بالنسبة للبشر بينما هو عمل المسيح إنه أيضاً عمل البشر بمعنى أنه يهيىء للرب الشعب الذي يقبل هذا الخلاص ويؤمن به ويعتمد على أساسه يهیی للرب شعباً مستعداً لنوال الخلاص بالطريقة التي رسمها الرب و لعلك تسأل : ولماذا لم يرسل الله روحه القدوس ليخلص الناس مباشرة، ولا داعى لدخول البشر في هذا الموضوع الإلهى ؟ أجيبك بأن الكتاب المقدس يكشف لنا أن هذا ليس هو أسلوب الله لان أسلوب الله هو أن يرسل أمامه " ملاكه " ليهييء الطريق أمامه ليس الله محتاجا الى من يهيى الطريق له . ولكن محبته تشاء أن ان يشرك معه البشر في عمل المحبة نحو اخوتهم الله يستطيع أن يغرس الشجر بنفسه دون زرع بشر كما غرس جنة عدن ولكنه من محبته ومن تواضعه يسمح أن واحداً يغرس ، والثانى يسقى والله هو الذى ينمى وهو ينمى هذا الغرس المستعد الذي هيئه له "شركاء الطبيعة الإلهية "في عمل المحبة نحو البشر إن الرب هو الذي يعمل فى القلوب لخلاصها يعمل بنعمته و بروحه القدوس ويعمل أيضاً بكل "أناء مختار " تحل فيه قوة الله ،وتنطق على فمه لترد العصاة إلى فكر الأبرار هذا هو عمل الأنبياء ، وعمل الرعاة والكهنة وعمل الوعاظ و عمل "صيادى الناس" من كل جهة وظيفتهم جميعاً أن يهيئوا للرب شعباً مستعداً بل هذا هو أيضاً عمل الملائكة الذين قال عنهم الكتاب "أليسوا جميعاً أرواحاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص " (عب ١ : ١٤ ) وهكذا بنفس المعنى فإن المعمدان الذي هيا الطريق أمام الله دعى ملاكاً لأنه يعمل عمل الملائكة وأيضاً رعاة الكنائس السبع دعوا ملائكة لأنهم كذلك يهيئون للرب شعباً مستعداً عن هذا الأمر "تهيئة الشعب للرب " قال بولس الرسول" خطبتكم لرجل واحد لاقدم عذراء عفيفة للمسيح " ويوحنا المعمدان لما هيأ الشعب بالتوبة ،قدمه للمسيح ، كهروس وقال "من له العروس فهو العريس" أما أنا فصديق للعريس أقف وأفرح هذه العروس المهيأة لعريسها بواسطة عمل الآباء والأنبياء والرعاة والكهنة هي التي رأها الرائي في سفر الرؤيا ( رو ۲۱ : ۲ ) هؤلاء يقومون بتهيئة كل نفس لكى تنضم إلى الكنيسة وتصير عضواً في جسد المسيح كما قال الكتاب : وكان الرب كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون الرب يريد أمثال هؤلاء لكى يعمل فيهم ومعهم وبهم ولذلك قال لتلاميذه " الحصاد كثيرة والفعلة قليلون اطلبوا إلى رب الحصاد أن يرسل فعلة لحصاده" هؤلاء الفعلة هم الذين يهيئون للرب شعباً مستعداً ولقد سماهم الرب في بعض الاوقات بالكرامين وبالوكلاء قال إنه سلم الكرم لكرامين صاحب الكرم هو الله أما عمل الكرامين فهو تهيئة الكرم لكى يعطى ثمراً باعطاء الكرم كل ما يحتاجه من ماء الحياة ومن طعام النعمة وهذا ما قاله الرب عن وكلائه "يا ترى من هو الوكيل الامين الحكيم الذي يقيمه سيده على عبيده ليعطيهم طعامهم في حينه طوبي لذلك العبد الذي إن جاء سيده يجده يفعل هكذا" إن وجده يهيى هؤلاء العبيد للقاء ربهم لعلك تقول : انا لست من هؤلاء الخدام الرسميين في الكنيسة الذين ائتمنهم الرب أن يهيئوا له شعبا مستعدا ؟
أقول إن هذا العمل هو أيضاً عمل الأب والأم أن يشتركوا في تهيئة الشعب المستعد بتهيئة أطفالهم للرب في حياة الإيمان كما مدح بولس الرسول لوئيس وافنيكي اللتين سلمتا الإيمان عديم الرياء لتلميذه تيموثاوس ( ٢ تی ٥:١) وظيفة الاشبين الذي يتلقى المعمد من الكنيسة هي هذه :
"أن يهيىء للرب شعباً مستعداً " فيهيىء هذا الطفل الذي لا يدرك شيئاً لحياة الإيمان التي عمد على أساسها يعده ليكون عارفاً بكل قواعد الخلاص ومؤمناً بها من أعماقه وأنت إن كنت لا تستطيع أن تكون خادماً للرب على المستوى العام تهييء له شعباً مستعداً فلتكن هكذا على مستوى الأسرة ولتقل" أما أنا وبيتي فتعبد الرب " وان لم تستطع عن طريق تهيئة أسرتك ، فهيئ نفسك وإن هيأ كل إنسان نفسه فإن الشعب كله سيكون للرب شعباً مستعداً لأن الشعب هو مجموعة أفراد فهل حقاً قد هيأنا أنفسنا للرب ؟ إننا مثلا نقول للرب في كل صلاة "ليأت ملكوتك " فهل نحن قد هيأنا أنفسنا لهذا الملكوت وصرنا مستعدين لملاقاة الرب إذا جاء الآن كما قال "كونوا مستعدين"؟
إن الكنيسة تقدم لنا سر الافخارستيا على المذبح ، ولكل هل هيأنا للرب شعباً مستعداً للتناول ؟ لأن من يتناول بدون استحقاق يتناول دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب ( ۱ کو ۱۱ : ۲۹ ) .
وظيفة الكنيسة أن تهيى أولادها ليكونوا مستعدين
فكما يكونون مستعدين للتناول يكونون مستعدين أيضاً لمقابلة كل فكر غريب ضد الإيمان فاهمين كل حقائق الإيمان والعقيدة كما قال الرسول "كونوا مستعدين كل حين لمجاوبة كل من يسألكم عن سر الرجاء الذي فيكم" بل أكثر من هذا كانت الكنيسة في العصور الأولى تهيى الرب شعبا مستعدا حتى للاستشهاد .كانت تهيئه بمحبة الله وبذل النفس لأجله والفرح بالملكوت والأبدية وعدم الخوف من الموت بل أن هناك كتباً الفها آباء الكنيسة في القرن الثاني للميلاد وفى القرن الثالث عنوانها "حث على الاستشهاد " أن عمل الخدمة كله يتلخص في هذه العبارة وحدها " تهيئ للرب شعباً مستعداً " وليس للخدام عمل آخر ولكن كيف يمكن لخادم الرب أن يهيئ النفوس له ؟
يهيئها كيوحنا المعمدان بالتوبة والمعمودية ويهيئها أيضاً بالتعليم و بكلمة الله القوية الفعالة ويهيئها بالتشجيع وبخاصة للركب المخلعة والنفوس الصغيرة وبالتأني على الضعفاء و يهينها بالمحبة بما يمنحه لها من حب وبما يكشفه لها من محبة الله لها و عمله لأجل خلاصها وإن احتاج الأمر إلى التوبيخ والتأديب اعادة الناس إلى التوبة وتهيئتهم للرب فلا مانع بمحبة وحكمة ان الله نفسه يهيئ شعبه بالتجارب ليكون مستعدا بالتجربة تنحنى الركبة أمام الله وترتفع القلوب بالصلاة وتلتصق النفوس بالكنيسة بالصوم وانسحاق القلب إن الله يتخذ كل الوسائل ليخلص على كل حال قوماً .
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عظة البابا يوم 21/11/1980
المزيد
02 ديسمبر 2025
الصوم والنقاوة
مع بداية صوم الميلاد المقدس نبدأ رحلة روحية نستعد فيها لاستقبال الابن الكلمة متجسدًا. فكما صام موسى النبي على الجبل أربعين يومًا وهو يستقبل كلمة الله وشريعته المقدسة، هكذا نقدم صومًا طاهرًا لنستقبل الابن الكلمة المتجسد رأس البشرية الجديدة التي تطيع الكلمة الإلهية، وتُنفّذ المشيئة الإلهية أيضًا كما في السماء كذلك على الأرض ولعلنا نتساءل ما علاقة الصوم بالنقاوة الداخلية؟ ولابد أن نعترف أن الجسد وطبيعته الفسيولوجية وغرائزه الحياتية وميوله الطبيعية المادية تحتاج إلى تنقية حتى يتقدس ويتنقّى، ولا يستجيب للعثرات والمثيرات التي يحاول عدو الخير أن يثيره بها، مما يؤثر على الفكر والعاطفة ولأن الصوم دليل لحب الإنسان لله، وعلامة حرصه على تقديم دليل قوي لمحبته لله ولوصاياه، لذلك يتحول الصوم إلى وسيلة قوية لتعميق حب الله في قلب الإنسان، مما يقوده للعبادة النقية بالصوم والصلاة والتسبيح والليتورجيات في التسابيح والألحان والتأمل في كلام الله المقدس.ملكية الله للجسد: وهذا هو منهج القداسة الحقيقية، فرغم أن القديسين كانت لهم أجساد مثلنا لها ميول وغرائز وعواطف، ولكن قدسوها جميعًا بالشبع من الله وتمليكه على الجسد وطاقته، فصار الجسد هيكل الله وروح الله ساكن فيه. ومع تفعيل عمل الروح القدس بالصوم والعبادة تكون هناك تقويه للكيان الروحي بقيادة روح الإنسان المقودة بعمل الروح القدس، مما يجعل الجسد خاضعًا كعبد مطيع للروح كما قصد القديس بولس من عبارته «أُقمع جسدي وأستعبده» (1كو9: 27). فالقمع يعني الخضوع لملكية الله وخدمة الأهداف الروحية، فيحيا الإنسان حسب الروح وليس حسب الجسد. وهناك تحذير في كلمات هامة للقديس بولس «إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تُميتون أعمال الجسد فستحيون» وأيضًا، «مَنْ يزرع للجسد فمن الجسد يحصد فسادًا، ومَنْ يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية» (2كو9: 6). ولخطورة الأمر نبّه السيد المسيح لعدم التهاون فقال: «إن أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك، فخير لَكَ أن تدخل الحياة أعور من أن تدخل جهنم ولَكَ عينان» (مت18: 6-9)، أي أن قطع العثرة من العين يوصّل للحياة الأبدية وهذا مهم للجسد كما يوضّح القديس بولس ذلك فيقول: «ولكن الجسد ليس للزنا بل للرب والرب للجسد، ألستم تعلمون أن أجسادكم هي أعضاء المسيح؟ أفآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية؟ حاشا! اهربوا من الزنا.. إنكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اُشتريتم بثمن، فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله» (1كو6: 20)، وهنا تنبيه لخطورة تدنيس الجسد بالخطية أو الشهوات.
الخطية تنبع من الداخل: «كل خطية يفعلها الإنسان هي خارجة عن الجسد، ولكن الذي يزني يخطئ إلى جسده» (1كو6: 18)، ومكتوب أن «الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يُخرج الصالحات، والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يُخرج الشرور» (لو6: 45).وهنا أهمية المقاومة: «لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية» (عب12: 4). والصوم يقوّي الإرادة حتى تقاوم الخطية كما جاء في (مت15: 10-20) «لأن من القلب تخرج الأفكار الشريرة، هذه التي تُنجس الإنسان».
نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين مطران المنوفية وتوابعها
المزيد
01 ديسمبر 2025
النضج الاقتصادي اللازم للزواج
ذكرنا في الأعداد الماضية إن هناك زوايا نُضج هامة يجب أن يتمتع بها كل من الشاب والشابة، قبل التفكير في الزواج وذكرنا منها:
1- النضج الروحي
2- النضج النفسي
3- النضج العاطفي
نستكمل موضوعنا عن
4- النضج الإقتصادي:هذا محور رابع وهام، فللزواج مُتطلَّبات مادية محسومة وأكيدة، ولدينا تقاليد نرجو أن تهدأ شيئًا فشيئًا، لكيلا يجد الطرفان نفسيهما أمام التزامات مادية ضخمة: الشبكة، الهدايا، السكن، الأثاث، الحفلات الكنسية وغير الكنسية ومع أن الشباب في براءة وانطلاق يحاول الإفلات من هذه الفخاخ الخطيرة، إلّا أنه يجد التقاليد الاجتماعية الراسخة كالجبل، عائقًا خطيرًا، في طريق إتمام الزواج. وهنا يصطدم الحب بصخرة مالية، تعقبها مرارة في نفس كلٍّ من الطرفين، بل ومرارة عند كلٍّ منهما من نحو الآخر وقد خذله مضطرًا غالبًا!لهذا فنحن ننصح الشباب "بالواقعية" في الحياة الأسرية، فالحياة ليست في نعمومة الخيال وأحلام اليقظة، ولكنها في خشونة الواقع وآلامه ومعطياته. يجب أن يحسب الطرفان حساب النفقة قبل الإقدام على هذه الخطوة. والأهم من ذلك أن تحسب الفتاة هذا الحساب، لأنها ستعاني -ربما- أكثر من الفتى، حينما تصطدم المحبة والتوافق بصخرة الظروف المادية والاجتماعية فيحدث فسخ للخطوبة، وهذا له تبعاته الكثيرة، التي سنتحدث عنها إن شاء الله.إن الأنسب لنا أن ندخل بالشباب إلى عالم الواقع بدلأ من أن نخدعه وهو يحلق بأجنحة الخيال في عالم الوهم. وأن ندفعه إلى العمل الجاد وتدبير أموره المادية، قبل أن تتعثر خطواته أمام عدم الاستعداد.إن الدراسة المتأنية لظروفنا الاقتصادية، وأقصد الخطيبين، والأسرتين، والأصدقاء تجعلنا نضع أقدامنا على أرض صلبة، أرض الواقع المعاش، وليس الخيال المأمول!! وهكذا تتكون أسرة ناجحة، وقابلة للاستمرار في النجاح، بعمل نعمة الله، والإرشاد الكنسي والشركة التفاعلية.وهكذا من خلال هذا النضج المبارك في الزوايا الأربع، يكون الشاب والشابة في وضع مناسب لاختيار الشريك، والإقدام على الزواج، وتكوين الأسرة المسيحية السعيدة.
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
30 نوفمبر 2025
الأحد الثالث من شهر هاتور لو ١٤ : ٢٥ - ٣٥
وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم إن كان أحد يأتى إلى ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لى تلميذاً و من لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لى تلميذاً ومن منكم وهو يريد أن يبنى برجاً لا يجلس أولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله لئلا يضع الاساس ولا يقدر أن يكمل فيبتدى جميع الناظرين يهز أون به قائلين هذا الإنسان ابتدأ يبنى ولم يقدر أن يكمل وأى ملك إن ذهب لمقابلة ملك آخر في حرب لا يجلس أولا ويتشاور هل يستطيع أن يلاقى بعشرة آلاف الذي يأتى عليه بعشرين ألفاً و إلا في ما دام ذلك بعيدا يرسل سفارة ويسأل ما هو للصلح فكذلك كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لى تلميذاً الملح جيد و لكن إذا فسد الملح فماذا يصلح لا يصلح لأرض ولا لمزبلة فيطرحونه خارجاً من له أذنان للسمع فليسمع .
تبعية يسوع
وكان جموع كثيرة سائرين معه فالتفت وقال لهم إن كان أحد يأتى إلى ولا يبغض أباه وأمه وأمرأته وأولاده وأخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً لا يقدر أن يكون لى تلميذاً ومن لا يحمل صليبه ويأتى ورائي فلا يقدر أن يكون لى تلميذاً عد ٢٥ - ٢٧ .
جموع كثيرة
كثيراً ما نقرأ عن جموع كانت تزحم يسوع ،ولكن قليلون منهم كانوا يتلامسون مع يسوع ويخلصون ،وهذه العينات مثل المرأة نازفة الدم ومثل زكا العشار ومثل المولود أعمى ،وهي التي عرفت كيف تتبع يسوع لا لان ليس كل السائرين معه هم تابعون بالحقيقة فكثيرون يتبعونه رغبة فى الملكوت رغبة في التعزية أو ليشاركوا في أكل الخبزات ينبهرون من الآيات ويحبون السير وراء مسيح المعجزات ومسيح التعزيات ولكن النفوس القليلة تتبعه إلى النهاية وتكمل المسيرة حتى البستان والآلام والصليب.التفت وقال لهم
إن يسوع دائماً يلتفت إلى السائرين وراءه ، وهو حينما يلتفت إلينا يفحص أعماق قلوبنا ينظر إلى نيتنا وهدفنا من السير وراءه ترى لماذا تتبع يسوع في وسط الزحام ؟ ولماذا أنت بين صفوف العابدين في القداسات والعشيات؟ ولماذا أنت بين جموع المتناولين؟ إن الرب يسوع في وسط هذا الزحام يلتفت إليك ، يفحص قلبك ويصحح طريقك
شروط التلمذة
١ - ان كان أحد يأتي إلى ولا يبغض أباه .. الخ .
هذا هو الشرط الأول لتبعية يسوع والتلمذة له إن الرب يسوع لا يريد قلبك الذى تحب به أباك وأمك وزوجتك وأولادك ولكنه يريده قلباً فارغاً تماماً من خبرات المحبة القديمة التي تلوثت بالخطية وانحصرت برباطات اللحم والدم والذات البشرية أليست هذه هي الوصية العظمى ان تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك ومن كل قدرتك إذن ما لم نفرغ قلوبنا من كل محبة بشرية لا تؤهل لحب الله ، فالذي يظل مرتبطاً بعواطف بشرية ويجاهد لكي يمتلىء من محبة الله يكون كعصفور يحاول الطيران بينما هو مربوط بخيط إلى الأرض إسأل القديسة دميانة وهى تعلمك كيف تنفذ الوصية لاتها أحبت المسيح عريسها أكثر من الأب والأم والصديق والعالم كله إن الرب يسوع بهذا الشرط يريد أن يخرجنا خارج حدود الذات الترابية لماذا أحب أبى أنا فقط وأمي أنا فقط ؟ أليس لانهم يخصون ذاتي وينتسبون إلى الرب يسوع يريد أن يعطينا حباً حراً من قيود الذات يملأنا حباً لكل الآباء ولكل الأمهات ولكل الأخوة والأقارب وكل البشرية محبة بلا حدود وبلا قيود محبة خالية من محبة الذات هل تستطيع أن تحب عدوك ؟ هذا مستحيل وهذا فوق إمكانية البشر وفوق حدود الطبيعة ولكن الرب يسوع يعطيك هذا الحب الإلهى حتى للخطاة ولكن ما هو الطريق لهذا الحب ؟ ابتدىء بتفريغ قلبك من المحبة القديمة أبغض أباك وأمك وأخوتك حينئذ تأخذ من الرب يسوع محبة جديدة إلهية وفائقة للطبيعة تحب بها أباك وأمك وجميع الناس حتى الاعداء أيضا الشهداء أبغضوا المحبة الجسدية وداسوا على رباطات الجسد محبة في المسيح فامتلات قلوبهم حباً اإليها حتى للصا لبين والمعذبين إن سبب عجزنا الشديد في تنفيذ وصايا الحب الإلهى هو تمكينا بالمحبة على مستوى الجسد وعدم تفريغ قلبنا كاملا للمسيح.
٢- من لا يحمل صليبه وياتي ورائي فلا يقدر أن يكون لى تلميذا ...
يا حبيبي أن الرب يسوع سبق ( وهو حاملا صليبه ) يوحنا ۱۹ : ۱۷ هذا هو طريق الحياة الأبدية الصليب ليس هو المصائب والآلام والأحزان هذه معانى سلبية مخيفة فالصليب ليس موتاً عن العالم فقط لكنه حياة الله ، حمل الصليب ينتهى حتماً بالقيامة من الأموات من لا يحمل الصليب لا يؤهل لمجد القيامة إن حمل الصليب هو الذي يميز السائرين وراء يسوع والتابعين الحقيقيين فإن لم تحمل صليبك و تتبع خطواته لا تكون تلميذاً له إن حمل الصليب هو عمل يومى كل يوم من أجلك نمات كل النهار الصليب هو إماتة الشهوات والطمع ومحبة العالم ومحبة المال وكل فكر خبيث والممكر والنميمة والكبرياء والصليب هو إطاعة الوصية الإلهية وبذل الذات لو وجد شيء أنفع وأفضل لخلاص البشرية من الصليب لكان الرب قد أرشدنا إليه بلا شك و بالرغم من أن الكثيرون لا يقبلون هذا الكلام لكنه سيظل الشرط للتلمذة ليسوع في الصليب الخلاص والحياة والأمان والعذوبة والقوة الروحية وغلبة العالم وسحق الشيطان وفرح الروح ، فإن لم تحمل صليبك كيف تحصل على كل هذا ؟ ألا تريد أن تصير شكل معلمك الإلهى؟ أم أنك ترفض الصليب وتؤثر السير في الباب الواسع والطريق الرحب ؟
أخيراً قال الرب للسائرين ورائه أن يحسبوا نفقة السير وراءه نبل أن يبرأوا ، وها هي بوضوح : و تفريغ القلب من المحبة القديمة ليمتلىء من الله وحمل الصليب وافكار الذات والموت عن العالم والحياة الله وفي الواقع أن هذه جميعها ليست جهاداً من العالم والحياة الله . الإنسان وحسب، بل هي عمل النعمة وقوة الروح القدس الذى أنسكب فينا ، وهو الذى يكمل نقصنا ويقودنا في موكب النصرة في المسيح إلى التمام .
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات روحية فى قراءات أناجيل آحاد السنة القبطية
المزيد
29 نوفمبر 2025
ترقب المسيح
نبوة عن ملاخي النبي يقول عن يسوع أنه مُشتهى الأمم أي أن عيون الكل كانت تترقبه كل نبوات الكتاب المقدس وكل حديث في الكتاب المقدس تدور حول شخص يسوع المسيح من بداية سقوط آدم رأينا أن الله بيصنع ذبيحة لنفسه يريد أن يقول إن ذبيحته هي التي تستر وتُكفِّر عن خطايانا وأصبح لا يوجد أي علاج بشري يستر حتى أقمصة التين لم تسترهم لأنها تذبُل بمجرد حلول الشمس فيرجعوا إلى عُريهم ثانيةً أراد الرب الإله أن يقول لهم إن حلولهم كلها فاشلة وعاجزة عن سترهم والحل في ذبيحته سيعمل ذبيحة لأنها هي الحل الوحيد إنها ذبيحة آتية ستستر الجميع بعد ذلك تكلم عن نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية وبدأ الكتاب المقدس كله يحدثنا عن نبوات للسيد المسيح ومجيئه لذلك فإن أكثر الأشياء التي شغلت الأنبياء أن يتكلموا عن المسيا والروح تسوقهم حتى لو كانوا لا يُدركون ما يكتبون مثال على ذلك موسى النبي وهو يكتب الآية التي تقول أن نسل المرأة يسحق رأس الحية بالطبع لم يعرف معنى هذه الآية وعندما تحدث عن الذبيحة التي تغفر الخطايا فإنه لم يعرف معنى هذه الآية وما هي الذبيحة وأيضاً وهو يُدوِّن قصة فُلك نوح كان لا يعلم أنها ترمُز إلى شخص المخلص الذي سيُنجي العالم كله من طوفان الخطية لكنه كتب وهو لم يُدرك تتوالى النبوات عن مشتهى الأمم وكلما زاد العالم في شره زاد الترقب لقدوم المخلص ونرى الكتاب المقدس متدرج في روح النبوة ويكشف لنا عن من هو المسيا الذي سيأتي ما من صفة في شخص رب المجد يسوع إلا وتجد لها أكثر من نبوة والعجيب أن اليهود رغم إنهم أتقنوا أسرار الكتاب المقدس إلا إنهم لم يستطيعوا ربط هذا بالمسيا في حين أن كل الصفات مكتوبة كل صفات السيد المسيح وردت في نبوات الكتاب المقدس سيُولد من عذراء إسمه في أي مكان سيُولد ميعاد ميلاده صفاته ( نبي ، قاضي ، ملك ، مُخلص ) أدق تفاصيله لا بداية له ولا نهاية سيُعلِّم بأمثال يصنع معجزات إن تلميذه سيخونه سيُصلب يصير محتقر ومرذول سيُعرى يُسقى خل في عطشه إنه سيقوم من الأموات الصعود إنه سيأتي ثانيةً لهذه الدرجة أرادوا الأنبياء أن يُشيروا إلى ربنا يسوع المسيح ؟! كل هذا ولم يعرفه اليهود كل هذا إلا أنه عذرهم وفتح لهم الباب ثانياً وأراهم نفسه حياً ببراهين كثيرة يوحنا المعمدان عندما أرسل للسيد المسيح تلاميذه ليسألوه هل أنت أم ننتظر آخر ؟ ( مت 11 : 3 ) رغم معرفة ويقين يوحنا المعمدان أنه هو لكنه أراد أن يسمع تلاميذه بآذانهم الكلام فقال الرب يسوع لهم قولوا له العُمي يُبصرون ( مت 11 : 5 ) بدأ كلامه عن العُمي لأن أشعياء النبي تنبأ عنه وقال أنه سيجعل العُمي يُبصرون فمن يُولد من عذراء ووُلِد في بيت لحم وإلخ وأيضاً يجعل العُمي يُبصرون فإنه يكون هو المسيا يأتي الرب يسوع ولكي يؤكد لم يفتح أعين أعمى واحد بل إحدى عشر شخص في أماكن مختلفة مشتهى الأمم الذي عيون الكل تترجاه عندما جاء لم يعرفه أحد رغم محاولته للتأكيد على هذا أشعياء النبي يقول له { ليتكَ تشق السموات وتنزل } ( أش 64 : 1) وأيوب يقول له { ليس بيننا مُصالح يضع يدهُ على كلينا } ( أي 9 : 33 ) الكل يترقب حقق كل النبوات حتى النهاية حتى يقول كل هذه القصة من أجلك إنت حذاري أن تقع في هذا الخطأ لأنه سيُضاعف عشرة مرات إن كان الناس في العهد القديم لم يُصدقوا ما حدث ربما لهم عذر لكن نحن إذا وقعنا في الخطأ أو لم نستفد مما حدث إذاً لمن هو أتى ؟ ماذا فعل ؟ ما دوره ؟ وما دورك ؟
إنه أتى وبارك طبيعتي فيه أتى وأكمل النبوات لم يستريح على الصليب إلا عندما قال " قد أُكمِل " ( يو 19 : 30 ) أي كمُلت كل النبوات أحد الأباء المُفسرين يقول { أن يسوع ظل ينتظر وينتظر حتى تكتمل النبوة ويسقوه خل } .. { في عطشي يسقونني خلاً } ( مز 69 : 21 ){ نكس رأسه وأسلم الروح } ( يو 19 : 30 ) تعطي دلالة على أنه له سلطان على الموت لذلك نكس رأسه أولاً أي استعد ثم أسلم الروح أي أكمل التدبير للنهاية مشتهى الأمم عليه أن يدخل حياتي نحن الذين قيل عنا " نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور "( 1كو 10 : 11 ) حصلنا على كل هذه البركات دون مشقة حتى الأنبياء الذين كتبوا كل هذا لم يعوا ولم يفهموا ما كتبوه لهذا نقول في الصلاة { أن أنبياء وأبرار كثيرين إشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا أما أنتم فطوبى لأعينكم لأنها تُبصر ولآذانكم لأنها تسمع } موسى النبي يرى عُليقة مُشتعلة بالنار ولكن لا يستوعب ولا يعرف أبونا يعقوب يرى سُلم طالع إلى السماء وملائكة صاعدة ونازلة إلا أن هذا المنظر بالنسبة له منظر مُفرح مُعزي ليس أكثر لكن الحقيقة هي أن بالتجسد إنفتحت السماء على الأرض والسُلم هو بطن الست العذراء الذي أعطانا كل البركات أما العُليقة المُشتعلة هي اتحاد اللاهوت بالناسوت فهل فهم ذلك موسى ؟
تخيل أنه قيل عن موسى النبي أنه " أمين في كل بيتي " ( عد 12 : 7 ) أيضاً " فماً إلى فمٍ وعياناً أتكلم معه " ( عد 12 : 8 ) كان يُكلم الله كما يُكلم صاحبه إلا أننا الأن فهمنا أكثر منه الشعب اليهودي وهو يذبح خروف الفصح كانوا يعلمون أنه هو المسيح ؟ بالطبع لم يعرفوا أن المسيح دخل أورشليم وهم يُدخلون الخرفان أيضاً لهذا يقول بولس الرسول { فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبِحَ لأجلنا } ( 1كو 5 : 7 ) هذا هو الفصح الحقيقي الذي أعطى كفارة هو الذي أعطى الفداء من هنا نقول أن هذه هي البركات التي آلت إلينا النِعم التي حصلنا عليها بالتجسد الإلهي الذي جعلنا نرى كل الأسرار كحقائق وجعلنا نتمتع بكل النبوات ليست مجرد نبوة بل بركة من هنا نحن نسعد ونحن نقرأ الكتاب المقدس بكل نبواته التي عرفناها بل عشناها ربنا يعطينا في هذه الأيام المقدسة أن نحيا حياة التجسد الإلهي ونشعر بقيمة العطية ويفتح لنا كنوز أسرار الكتاب لكي نتمتع بوجوده في حياتنا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
28 نوفمبر 2025
“رائحة الحب”
أتدري يا صديقي أنه متى كانت لك حياة روحية حقيقية وقلب ممتلئ بالنعمة لا بد أن ينعكس ذلك على حياتك العملية فتظهر رائحة المسيح في كل تصرفاتك؟ هذا هو ما نود الحديث عنه في موضوعنا هذا في طريقك الروحي وهو ما يعكس نجاحك في الخطوات السابقة «وَلكِنْ شُكْرًا للهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، وَيُظْهِرُ بِنَا رَائِحَةَ مَعْرِفَتِهِ فِي كُلِّ مَكَانٍ. لأَنَّنَا رَائِحَةُ الْمَسِيحِ الذَّكِيَّةُ للهِ، فِي الَّذِينَ يَخْلُصُونَ وَفِي الَّذِينَ يَهْلِكُونَ. لِهؤُلَاءِ رَائِحَةُ مَوْتٍ لِمَوْتٍ، وَلأُولئِكَ رَائِحَةُ حَيَاةٍ لِحَيَاةٍ. وَمَنْ هُوَ كُفْوءٌ لِهذِهِ الأُمُورِ؟ لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلَاصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ» (2كو 2: 14 – 17).
تظهر فينا رائحة المسيح من خلال خمس فضائل:
أولًا: المحبة
الإنسان المسيحي لا يعرف إلَّا المحبة، والعالم اليوم في أشد الحاجة إلى المحبة النقية الحقيقية، تلك المحبة التي يقدِّمها الإنسان المسيحي الحقيقي في معاملاته مع الجميع لذا على الإنسان المسيحي أن يراجع نفسه دائمًا ويسأل نفسه: هل يوجد في قلبه فكر كراهية من جهة أي أحد؟ وما هو مقياس المحبة تجاه كل مَنْ هم حوله؟ والقديس أغسطينوس له هذا القول الجميل: ”أحبَّ الكل فيكون لك الكل ومَنْ يعرف الحب يفهم الحياة“.
ثانيًا: السلام
وتُسمَّى صناعة السلام بالصناعة الصعبة بل إنها أصعب صناعة يحتاجها العالم اليوم، فالعالم أضحى ممتلئًا بالتوتر في كل مكان وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط «وَثَمَرُ الْبِرِّ يُزْرَعُ فِي السَّلَامِ مِنَ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ السَّلَامَ» (يع 3: 18) فهناك شخص بمجرَّد وجوده يكون سببًا في تهيُّج المشكلات بسبب كلامه غير الحكيم، ولكن نجد شخصًا آخر كلامه يريح الجميع بحكمته وتصرفاته التي تزرع السلام تعلَّم يا صديقي فن حل المشكلات بهدوء بل اجعل نفسَكَ دائمًا من صنَّاع السلام كما يقول الكتاب: «طُوبَى لِصَانِعِي السَّلَامِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ» (مت 5: 9).
ثالثًا: اليقظة
بمعنى التوبة في كل يوم فالإنسان المسيحي إنسان يقظ ومنتبه ومستعد واليقظة أيضًا تعني السهر والاستعداد فمتى تسلَّل الكسل إلى حياتك الروحية عليك أن تتدارك نفسك سريعًا واعلم أن هذا الكسل هو حرب من الشيطان يجب الانتباه لها حتى لا تُفسِد الخطية حياتك بسبب هذا الكسل البُعد الداخلي لليقظة القلبية هو وجود مخافة الله في كيان الإنسان لأن في الأزمنة الحاضرة ومع انتشار التكنولوجيا بكل صورها المتسارعة وتعاظم القدرات الإنسانية وتعاظم الإنسان أمام نفسه … توارت مخافة الله في حياة الإنسان وصار يستبيح كلَّ شيء وصار كلُّ شيء رخيصًا وبلا قيمة حتى المقدَّسات وكأن التكنولوجيا واستخدامها يولِّد ويستنسخ ”يهوذا“ جديدًا كل صباح.
رابعًا: الحكمة
«إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلَا يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ» (يع 1: 5).
فالفضيلة لا تكون فضيلةً إلَّا بالحكمة، والحكمة تتجسَّد في حياة الإنسان بشكلٍ عملي … في حُسن التصرُّف أو في عرض موضوعٍ ما. أو في حل مشكلةٍ … إلخ ويُحكَى في التاريخ أن ملكًا في أحد العصور أقام حفلة كبيرة ودعا إليها جميع كبار رجال الدولة وكان من ضمن المدعوين البابا البطريرك، وفي نهاية الحفل كان كل فرد من رجال الدولة يقوم بتقبيل يد الملك اليمنى فيضع الملك فيه كيسًا من الذهب على سبيل الهدية.
فجاء دور البابا البطريرك فقبل صدر الملك فتعجب الملك وقال له: لماذا صنعت ذلك؟ فقال البابا لأنه يوجد لدينا آية في الإنجيل تقول: «قَلْبُ الْمَلِكِ فِي يَدِ الرَّبِّ» (أم 21: 1). وأنا قبَّلت يد الرب التي تحرس قلبك يا جلالة الملك. فارتاح الملك لهذا الكلام وأعطى البابا كيسين من الذهب، وهذه هي الحكمة. فقد كرز بالإنجيل وقدَّم محبة وتصرَّف بدبلوماسية الإنسان المسيحي الحقيقي عادةً ما يكون إنسانًا حكيمًا. لأنه يتعلَّم الحكمة من حياة ربنا يسوع المسيح. فعندما سألوا السيد المسيح عن الجزية وهل يجب دفعها أم لا؟! طلب أن يرى عُملة ونظر إلى وجهيها ثم قال في حكمة: «لِمَنْ هذِهِ الصُّورَةُ وَالْكِتَابَةُ؟ قَالُوا لَهُ: “لِقَيْصَرَ”. فَقَالَ لَهُمْ: أَعْطُوا إِذًا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا للهِ للهِ» (مت 22: 20، 21) وأيضًا في قصة المرأة السامرية (يو 4) تعامل السيد المسيح معها بمنتهى الحكمة وبدأ هو في الحديث معها وكان يشجِّعها في حديثها ببعض الكلمات المشجِّعة. مثل «حَسَنًا قُلْتِ» وبذلك قادها إلى التوبة والإيمان وفي مقابلة زكا تقابل السيد المسيح معه بمنتهى اللطف حتى أن زكا تغيَّر قلبه وتاب. وقال: «هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ» (لو 19: 8) وفي قصة الابن الضال (لو 15) كان من الممكن أن أباه لا يقبل عودته ويطرده. ولكنه تعامل مع ابنه بحكمةٍ وأخذه في حضنه وقبله وهكذا يا عزيزي القارئ الإنسان المسيحي يظهر رائحة المسيح في حكمته في مواجهة المواقف المختلفة.
خامسًا: ينبوع التعزيات
الإنسان المسيحي هو ينبوع التعزيات فحضور المسيح حضور مُفرح، فعندما يأتي الإنسان المسيحي يأتي معه الفرح والبشاشة وهكذا حضور الإنسان المسيحي يعكس حضور الله بالفرح الذي يملأ قلبه.
وبذلك تكتمل هذه المنظومة الخماسية بالفرح الذي يجلبه الإنسان المسيحي في الوسط الذي يعيش فيه سواء بكلامه أو صمته، سواء بمواقفه أو تصرفاته وهذا يفسر لنا تكرار عبارة: ”هللويا“ في صلواتنا وتسابيحنا وألحاننا حيث التهليل لله لكي تنطبع النفس الداخلية بأصول الفرح والبهجة والتعزية وتتحوَّل إلى حياة الرضا والقناعة والشكر.
هذه الفضائل الخمس: المحبة، السلام، اليقظة، الحكمة، وينبوع التعزيات هي مظاهر حضور الله في حياتنا، وإذا أخذنا الحرف الأول في هذه الكلمات الخمس ستظهر كلمة ”مسيحي“.
قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد