المقالات

24 أكتوبر 2018

روُحيّاتنا مِنحَة مِن الله

حقًا إن حياتنا الروحية هى منحة من الله. أو هبة أو عطية، بشرط أن نشترك مع الروح القدس في عمله من أجلنا.وهذا ما تعلمنا الكنيسة إيّاه في كثير من صلواتنا اليومية في الأجبية. ونلاحظ عمليًا أن بعض الناس يجاهدون، ولا يأتي جهادهم بنتيجة. ذلك لأنهم لم يدخلوا الله في حياتهم، بل اعتمدوا على ذراعهم البشري ففشلوا. وما أكثر الذين تعهدوا أمام الله أن يسلكوا حسنًا، أو أن يتوبوا، ولم يقدروا، لأنهم ظنوا أنهم بقوتهم سيقدرون! يا ليت الواحد منهم بدلاً من التعهد، كان يقول: أعطني يا رب هذه النعمة، وحقق لي شهوة قلبي في الحياة معك. امنحني أن أعمل كذا وكذا..ألسنا نقول كل يوم في صلواتنا (في صلاة الشكر): "امنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس، وكل أيام حياتنا، بكل سلام مع مخافتك". ونقول أيضًا في صلاة باكر: "هب لنا في هذا اليوم الحاضر أن نرضيك فيه". إذًا هي هبة نطلبها من الله وليست تعهدًا.لقد قال السيد المسيح له المجد لتلاميذه القديسين: «إلى الآن لم تطلبوا شيئًا باسمي. اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً» (يو16: 4). عيبنا إذًا أننا لم نطلب، ظانين أننا نستطيع كل شيء دون أن نأخذه من الله، بينما السيد الرب قد قال: «بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا» (يو15: 5).اُطلب فيستجيب الرب لك. وعندما يستجيب اشكره، لأن أحد القديسين قد قال: "لا توجد عطية بلا زيادة إلا التي بلا شكر". ونحن كم من مرة طلبنا طلبات، واستجاب الرب. واكتنفينا بهذا ولم نشكره. بينما صلاتنا بالأجبية ترينا أهمية الشكر كعنصر أساسي في الصلوات.وليس الأمر مجرد بدء صلواتنا بالشكر، إنما علينا أن نشكر في كل وقت.ففي صلاة باكر نقول: "نشكرك يارب لأنك أجزتنا هذا الليل بسلام، وأتيت بنا إلى مبدأ النهار". وفي صلاة الساعة الثالثة نقول: "نشكرك يارب لأنك أقمتنا للصلاة في هذه الساعة المقدسة التي فيها أفضت نعمة روحك القدوس على تلاميذك وخواصك القديسين". لاحظوا أننا نقول "أقمتنا للصلاة" فهو الذي أقامنا للصلاة، وأعطانا الفرصة أن نقف أمامه مصلين. وفي الساعة السادسة نقول: "نشكرك يا مليكنا ضابط الكل، لأنك جعلت أوقات آلام ابنك الوحيد أوقات عزاء وصلاة". وفي الغروب نقول: "نشكرك لأنك منحتنا أن نعبر هذا اليوم بسلام وأتيت بنا إلى المساء شاكرين". فيا ليتكم تُدخلون عنصر الشكر كعنصر دائم في صلواتكم. وليجلس كل واحد إلى نفسه، ويتذكر كل ما عمله الرب معه ويشكر عليه.إن كلمة (صلاة) في اللغة العربية، تعني أيضًا صلة بينك وبين الله. وليست كما في لغات أخرى مما يعني الطلب أو التوسل. فهل تشعر بهذه الصلة وأنت تتحدث مع الله؟!نلاحظ أيضًا في صلوات الأجبية أننا نصلي لكي يقبل الله صلواتنا.. ذلك لأنه ليست كل صلاة مقبولة أمام الله. ومخيفة جدًا كلمة الرب للشعب في سفر إشعياء النبي، إذ يقول لهم: «حين تبسطون أيديكم، أستر وجهي عنكم. وإن أكثرتم الصلاة لا أسمع. أيديكم ملأنة دمًا» (إش1: 15). لذلك كثيرًا ما يقول المُصَلي: "يارب اسمع صلاتي"، "أمل أذنك واستمعني"، "لتدخل طلبتي إلى حضرتك، ولتدنُ وسيلتي قدامك"، "فلتستقم صلاتي كالبخور قدامك، وليكن رفع يديّ كذبيحة مسائية"، "أقبل يارب تمجيدنا الذي صار الآن".إننا نطلب أن يقبل الله صلواتنا. فنقول له: "اقبل منا في هذه الساعة وكل ساعة طلباتنا". وفي أول مزمور من صلاة النوم نقول: «من الأعماق صرخت إليك يارب، يارب استمع صوتي. لتكن أذناك مصغيتين إلى صوت تضرعي». ومثل هذا الكلام قاله سليمان الحكيم عند تدشين الهيكل، إذ قال: «التفت إلى صلاة عبدك وإلىَ تضرعه أيها الرب إلهي، واسمع الصراخ والصلاة التي يصليها عبدك أمامك اليوم.. واسمع تضرع عبدك وشعبك إسرائيل الذين يصلون في هذا الموضع. واسمع أنت في موضع سكناك في السماء. وإذ سمعت فأغفر» (1مل8: 28-30).اطلب إذًا أن يقبل الله صلاتك. وانظر هل صلاتك بخشوع، وهل هى بإيمان، وبعاطفة وفهم؟ وهل تعني ما تقوله في الصلاة؟ وهل هى من القلب أم من مجرد الشفتين؟ وهل تشعر فيها بصلة مع الله أم لها مجرد اسم الصلاة؟!!حاول أن تكون الصلاة هى أول عمل تعمله في يومك، وآخر ما تختم به ذلك اليوم. وأن يكون الله أول من تكلمه كل يوم.فكثيرًا ما يقوم الإنسان من النوم وينشغل بأشياء كثيرة تنسيه الصلاة، أو يشرد عقله في اهتمامات عديدة، حتى إن حاول أن يصلي بعد ذلك يسرح فكره في تلك الأمور.أما أنت فليكن الله أول من تكلمه، ولو بعبارة بسيطة تخرج من قلبك. وأذكر أن الكنيسة تعلمنا أن نقول: "عندما دخل إلينا وقت الصباح أيها المسيح إلهنا، فلتشرق فينا الحواء المضيئة والأفكار النورانية، ولا تغطينا ظلمة الآلام"، كما نقول: "سبقت عيناى وقت السَحر (أي وقت الفجر) لأتلو في جميع أقوالك". عجيب أن داود كانت روحياته أعمق منا، نحن الذين نعيش في نعمة الروح القدس أكثر مما كانوا في العهد القديم..وإن ذهبت في الليل إلى فراشك، صلِّ – كما تعلمنا الأجبية – قائلاً: "أنعم علينا يارب بليلة سالمة، وبهذا النوم طاهرًا من كل قلق، وأرسل لنا ملاك السلامة ليحرسنا من كل شر ومن كل ضربة ومن كل تجربة العدو". (لاحظ أننا نطلب كل هذا كهبة من الله ينعم بها علينا).نعم، اطلب كل شيء من الله كمنحة. وهكذا نقول في صلاة باكر: "أنر عقولنا وقلوبنا وأفهامنا يا سيد الكل". ونقول: "قوِّم أفكارنا. نقِّ نياتنا". ونقول في صلاة الساعة التاسعة: "انقل عقولنا من الاهتمامات العالمية والشهوات الجسدية إلى تذكار أحكامك السمائية"، فأنت يارب الذي تنقل عقولنا، وأنت الذي تقوِّم أفكارنا، وأنت الذي تطهَر قلوبنا. وهكذا نصلي أيضًا في القداس الإلهي قائلين: "طهِّر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا"، ولا نقول نتعهد أمامك يارب أن نكون طاهرين..!ذلك لأن الطهارة والنقاوة منحة نطلبها من الرب.وبالمثل نقول في المزمور الخمسين: «اِغسلني فأبيض أكثر من الثلج. اِغسلني كثيرًا من إثمي ومن خطيئتي تطهرني. انضح عليّ بزوفاك فأطهر". أنت يارب الذي تطهرنا، وليس هو مجهودنا الشخصي ولا عزيمتنا ولا تداريبنا الروحية.لا تظن أنك ستنال نقاوة القلب بقوتك الشخصية. فالشيطان يتحداك قائلاً إنه انتصر على أقوياء كثيرين قبلك. وكما قال الكتاب عن الخطية إنها «طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء» (أم7: 26).وهكذا في صلاة الساعة الثالثة نقول: "أرسل علينا نعمة روحك القدوس. وطهرنا من دنس الجسد والروح. انقلنا إلى سيرة روحانية، لكي نسعى بالروح ولا نكمل شهوة الجسد". انظر كيف أننا نطلب من الله أن ينقلنا إلى سيرة روحانية.. ويعطينا طهارة النفس والجسد والروح.وفي صلاة الساعة التاسعة نقول: "امنحنا أن نسلك كما يليق بالدعوة التي دُعينا إليها". نعم! إنها منحة منك أن نسلك حسنًا...حتى التوبة نطلبها أيضًا من الله أو عمل منه فينا.ما أجمل ما قيل في سفر إرميا النبي «توِّبني يا رب فأتوب» (إر31: 18). يمكن أن تحثّ نفسك على التوبة فتقول: "توبي يا نفسي مادمتِ في الأرض ساكنة". ولكنك تتدارك الأمر وتقول "توّبني يا رب فأتوب".أقول هذا لأني أخشى أن تكون صلواتنا في تيار، وحياتنا العملية في تيار آخر! في الصلاة نعتمد على الله في كل شيء، حتى في التوبة والطهارة. وعمليًا نعتمد على أنفسنا وقوتنا!! لذلك أدخل الله في كل عمل تعمله.في خدمتك أيضًا وفي الكلام الذي تقوله، أطلبه من الله.أنظر كيف أن القديس بولس الرسول العظيم يقول «صلوا من أجلي لكي أُعطى كلامًا عند افتتاح فمي» (أف6: 19). بولس صانع المواهب والقوى في كرازته وتعليمه، يطلب من الله كلمة عند افتتاح فمه... فكم بالأولى نحن الضعفاء.شيء آخر هام جدًا في صلواتنا، وهو طلب المغفرة.والعجيب أننا في صلاة التقديس نقول: "اغفر لنا خطايانا وآثامنا وزلاتنا"... بأنواعها. ونقول أيضًا: "حل واصفح، واغفر لنا خطايانا التي صنعناها بمعرفة، والتي صنعناها بغير معرفة. التي عملناها بإرادتنا والتي عملناها بغير إرادتنا، الخفية والظاهرة". من فينا يفكر في هذا كله؟ وما يعرفه وما لا يعرفه؟! ربما كلمة قلتها وجرحت شعور البعض وأنت لا تدري! كذلك الخطايا التي تظن أنها كانت بغير إرادتك، كخطايا في الأحلام مثلاً، وفي فهمك أنها بغير إرادتك، بينما يكون سببها إرادة سابقة، أو أشياء مترسّبة في عقلك الباطن نتيجة أخطاء سابقة.. لذلك اطلب المغفرة عن الكل.قل له: أغفر لي يارب خطايا الفكر، وخطايا القلب، وخطايا النية... الخطايا الخاصة بتقصيري في الخدمة، والخطايا التي أتعبت بها الآخرين، والخطايا التي اقترفتها ضد نفسي... ولا تقبل أن تنام دون أن تعترف لله بكل هذا...لا تنسَ شيئًا. لأن الشيطان من عادته أنه – أثناء ارتكاب الخطية ينسيك وصية الله. وأثناء الصلاة لأجل المغفرة ينسيك الخطايا التي اقترفتها... فحاول أن تتذكر كل شيء وتطلب عنه مغفرة، كما تذكر إحسانات الله وتقدّم عنها شكرًا.الكنيسة تعلمنا أيضًا أن نذكر في صلواتنا دينونة الله المخيفة.ففي كل يوم في صلوات الليل، تتذكر أنك ستقف أمام منبر الله العادل، فتقول: أيّة إدانة تكون إدانتي أنا المضبوط في الخطايا. وتضع أمامك اليوم الذي تُفتح فيه الأسفار، وتُكشَف الأعمال، وتُعرَف النيات. وليس في مقدورك إلا عبارة "يارب ارحم". لأجل هذا يقول المصلي في كل ليلة "أنعمَ علىَ يارب بتخشع قبل أن يأتي الانقضاء، وخلصني"...ونحن أيضًا نطلب من الرب المعونة والحراسة بواسطة ملائكته القديسين فنقول في صلاة النوم "أرسل لنا ملاك السلامة ليحرسنا من كل شر ومن كل ضربة ومن كل تجربة العدو". ونقول في نهاية كل صلاة "أحطنا بملائكتك القديسين، لكي نكون بمعسكرهم محفوظين ومرشدين...". مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث
المزيد
23 أكتوبر 2018

الشخصية والمشاكل الأسرية

1- يتصور بعض الآباء والأمهات أن المشاكل التي تحدث بينهم في المنزل، ليست لها أيّة آثار في حياة وشخصيات أولادهم. ولا أنسى يومًا كنت أحاول فيه إقناع زوجة بالصلح مع زوجها، وكان معها بعض أقاربها، وكان طفلها يجيء كل بضع دقائق لكي يستريح في حضنها، ولكنها كانت منفعلة جدًا، فكانت - هي وأقاربها - يحاولون إبعاد الطفل بأساليب كثيرة، ليدخل إلى حجرة أخرى، ولكن دون جدوى، فقد أصر الطفل أن يرتمي في حضن أمه!إن هذه الأمور يستحيل أن تعبِّر على الطفل ببساطة، تلك النفسية الشفّافة البريئة، فلقد أخذ الطفل يصرخ دون توقُّف، متضايقًا من هذا التجاهل وهذه الانفعالات الحادة.2- ولا أنسى أسرة ذهبتُ لزيارتها، وكانت أسرة مسيحية من الطراز الأول، نشأ الأولاد فيها في سلام وقداسة ومحبة، ومُشبَّعين بروح الصلاة وشركة الأسرار المقدسة. جاءت قريبة لهم تشكو زوجها بانفعال شديد. فإذا بالطفلة الصغيرة في الأسرة تختبئ في حجر أمها وتقول لها: "ماما.. اجعلي هذه السيدة تمشي من هنا".. نعم.. فهي لم تتعود على هذا الصياح والهياج والعنف. 3- أما عن "مرحلة الطفولة المبكرة" وما تتسم به من حب لتقليد الوالدين، فهي مرحلة خطيرة جدًا إذ تكمن في هذا الطفل (من 3-5 سنوات) بذور شخصيته كرجل أو امرأة.. فإذا ما نشأ الطفل في جو كنسي، صار ابنًا للرب وللكنيسة.. أمّا إذا نشأ في جوٍّ يسوده التدليل والعاطفة الشديدة، نشأ تابعًا لأبيه أو أمه، دون استقلال لشخصيته، فتراه - وهو رجل كبير فيما بعد - مرتبطًا بأسرته أو بأمه بصورة مريضة.. أو تراها عروسًا مرتبطة بأمها، وأمها مرتبطة بها بصورة تدمر حياتها، وبيتها الجديد. 4- أمّا إذا نشأ الطفل في جو تسوده القسوة، فسوف ينشأ عدوانيًا، يكره كل من حوله.. 5- وإذا نشأ في جو يسوده الانقسام والتناقض، نجد أنه يقتني شخصية مضطربة غير سوية.. فهو يرى الخلافات حوله في كل يوم، فيكره الحياة الأسرية، وأحيانًا يكره الزواج، وتصير شخصيته غير سليمة.من هنا يجب أن يلتزم الوالدان بما يلي:1- الترابط العائلي: وسيادة روح المحبة المسيحية في الأسرة. 2- التربية المتوازنة للأولاد: فلا قسوة ولا تدليل، ولا تناقضات وانقسامات وخلافات، ولا قسوة أب وتدليل أم.. وهكذا.3- الفهم السليم لمراحل الأولاد: فطفل الابتدائي يحتاج إلى الحب، وفتى الإعدادي يحتاج إلى الإيمان، وشاب الثانوي يحتاج إلى التوبة والعشرة مع الله، وفي الجامعة ينبغي أن يكون قد صار خادمًا ناضجًا.. وحينما يختار شريكة حياته أو يتخذ قرارات المستقبل يحتاج إلى الحوار والتفاهم. 4- القدوة الشخصية: إذ يستحيل على الأب المدخن أن يقنع ابنه بعدم التدخين. وأمامنا مشكلة الإدمان وكيف تهوي إليها الشخصيات المتوترة والمضطربة.ليت كل أسرة تقتنع بضرورة سيادة الرب على حياتها، وفكر الله على تصرفاتها، والانتماء الكنسي على سلوكياتها، ولربنا كل المجد.. نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
22 أكتوبر 2018

عصر سبي بابل - الجزء الرابع

+ علامات الاهتمام بخدمة التسبيح بعد السبي (1) في الإحصاء الذي أجراه كل من زربابل وعزرا ونحميا للعائدين من السبي، كان هناك اهتمام خاص بأعداد المُسبِّحين، وقد أسماهم السفران عزرا ونحميا بـ "المغنين" "المُغَنّونَ بَنو آسافَ مِئَةٌ وثَمانيَةٌ وعِشرونَ" (عز41:2)، "ولهُمْ مِنَ المُغَنينَ والمُغَنياتِ مِئَتانِ" (عز65:2)وكان هؤلاء المغنين من ضمن الفرق التي صعدت مع عزرا "وصَعِدَ معهُ مِنْ بَني إسرائيلَ والكهنةِ واللاويينَ والمُغَنينَ والبَوّابينَ والنَّثينيمِ إلَى أورُشَليمَ في السَّنَةِ السّابِعَةِ لأرتَحشَشتا المَلِك" (عز7:7) وكانوا كذلك ضمن العائدين في عهد نحميا "المُغَنّونَ: بَنو آسافَ مِئَةٌ وثَمانيَةٌ وأربَعونَ" (نح44:7)، "ولهُمْ مِنَ المُغَنينَ والمُغَنياتِ مِئَتانِ وخَمسَةٌ وأربَعونَ" (نح67:7)وكانوا أيضًا ضمن الفئات التي تم تسكينها في المدن: "وأقامَ الكهنةُ واللاويّونَ والبَوّابونَ والمُغَنّونَ وبَعضُ الشَّعبِ والنَّثينيمُ وكُلُّ إسرائيلَ في مُدُنِهِمْ" (نح73:7)"فأقامَ الكهنةُ واللاويّونَ وبَعضُ الشَّعبِ والمُغَنّونَ والبَوّابونَ والنَّثينيمُ في مُدُنِهِمْ، وكُلُّ إسرائيلَ في مُدُنِهِمْ" (عز70:2)مجرد ذكر هذه الفئة ضمن تعداد الشعب وضمن فئات الناس، يُوحي بأن لهم كيانًا مستقلاً، واهتمامًا خاصًا، وأن القادة كانوا مُلتفتين إليهم باهتمام باعتبارهم ضروريين لعودة الروح إلى الشعب. (2) كان وجود فرق التسبيح جزءًا أساسيًا في احتفالات تدشين الهيكل والسور:- "ولَمّا أسَّسَ البانونَ هيكلَ الرَّب، أقاموا الكهنةَ بمَلابِسِهِمْ بأبواقٍ، واللاويينَ بَني آسافَ بالصُّنوجِ، لتسبيحِ الرَّب علَى ترتيبِ داوُدَ مَلِكِ إسرائيلَ وغَنَّوْا بالتَّسبيحِ والحَمدِ للرَّب، لأنَّهُ صالِحٌ لأنَّ إلَى الأبدِ رَحمَتَهُ علَى إسرائيلَ وكُلُّ الشَّعبِ هَتَفوا هُتافًا عظيمًا بالتَّسبيحِ للرَّب" (عز10:3-11) "وأقاموا في مَكانِهِمْ وقَرأوا في سِفرِ شَريعَةِ الرَّب إلهِهِمْ رُبعَ النَّهارِ، وفي الرُّبعِ الآخَرِ كانوا يَحمَدونَ ويَسجُدونَ للرَّب إلهِهِمْ" (نح3:9) "وعِندَ تدشينِ سورِ أورُشَليمَ طَلَبوا اللاويينَ مِنْ جميعِ أماكِنِهِمْ ليأتوا بهِمْ إلَى أورُشَليمَ، لكَيْ يُدَشنوا بفَرَحٍ وبحَمدٍ وغِناءٍ بالصُّنوجِ والرَّبابِ والعيدانِ" (نح27:12) "وذَبَحوا في ذلكَ اليومِ ذَبائحَ عظيمَةً وفَرِحوا، لأنَّ اللهَ أفرَحَهُمْ فرَحًا عظيمًا. وفَرِحَ الأولادُ والنساءُ أيضًا، وسُمِعَ فرَحُ أورُشَليمَ عن بُعدٍ" (نح43:12) لقد كانت فرحتهم ببناء الهيكل وبناء السور فرحة روحية مقدسة، لذلك كان يصاحبها التسبيح والترتيل لرب الجنود، ويلاحظ أنه ذُكر هنا أن التسبيح كان على ترتيب (نظام) داود ملك إسرائيل. (3) إعفاء فرق التسبيح من الضرائب ومنحهم مرتبات مجزية كمثل أيام داود وسليمان:- "ونُعلِمُكُمْ أنَّ جميعَ الكهنةِ واللاويينَ والمُغَنينَ والبَوّابينَ والنَّثينيمِ وخُدّامِ بَيتِ اللهِ هذا، لا يؤذَنُ أنْ يُلقَى علَيهِمْ جِزيَةٌ أو خَراجٌ أو خِفارَةٌ" (عز24:7)"لأنَّ وصيَّةَ المَلِكِ مِنْ جِهَتِهِمْ كانَتْ أنَّ للمُرَنمينَ فريضَةً أمرَ كُل يومٍ فيومٍ" (نح23:11)"وقد صَدَرَ مِني أمرٌ بما تعمَلونَ مع شُيوخِ اليَهودِ هؤُلاءِ في بناءِ بَيتِ اللهِ هذا فمِنْ مالِ المَلِكِ، مِنْ جِزيَةِ عَبرِ النَّهرِ، تُعطَ النَّفَقَةُ عاجِلاً لهؤُلاءِ الرجالِ حتَّى لا يَبطُلوا وما يَحتاجونَ إليهِ مِنَ الثيرانِ والكِباشِ والخِرافِ مُحرَقَةً لإلهِ السماءِ، وحِنطَةٍ ومِلحٍ وخمرٍ وزَيتٍ حَسَبَ قَوْلِ الكهنةِ الذينَ في أورُشَليمَ، لتُعطَ لهُمْ يومًا فيومًا حتَّى لا يَهدأوا عن تقريبِ رَوائحِ سُرورٍ لإلهِ السماءِ، والصَّلاةِ لأجلِ حياةِ المَلِكِ وبَنيهِ" (عز8:6-10)"وكانَ كُلُّ إسرائيلَ في أيّامِ زَرُبّابَلَ وأيّامِ نَحَميا يؤَدّونَ أنصِبَةَ المُغَنينَ والبَوّابينَ أمرَ كُل يومٍ في يومِهِ" (نح47:12)هذا الأمر لم يكن موجودًا قبل نحميا، مما جعله يخاصم الولاة، لأنهم لم يقوموا بإعطاء أنصبة اللاويين والمغنين "وعَلِمتُ أنَّ أنصِبَةَ اللاويينَ لم تُعطَ، بل هَرَبَ اللاويّونَ والمُغَنّونَ عامِلو العَمَلِ، كُلُّ واحِدٍ إلَى حَقلِهِ. فخاصَمتُ الوُلاةَ وقُلتُ: لماذا تُرِكَ بَيتُ اللهِ؟" (نح10:13-11)وقد تعهد الشعب ألا يترك خدمة بيت الله مرة أخرى "لأنَّ بَني إسرائيلَ وبَني لاوي يأتونَ برَفيعَةِ القمحِ والخمرِ والزَّيتِ إلَى المَخادِعِ، وهناكَ آنيَةُ القُدسِ والكهنةُ الخادِمونَ والبَوّابونَ والمُغَنّونَ، ولا نَترُكُ بَيتَ إلهِنا" (نح39:10). (4) اشتراك كل الشعب في التسبيح:- "فقالَ كُلُّ الجَماعَةِ: آمينَ وسبَّحوا الرَّبَّ وعَمِلَ الشَّعبُ حَسَبَ هذا الكلامِ" (نح13:5)"وبارَكَ عَزرا الرَّبَّ الإلهَ العظيمَ وأجابَ جميعُ الشَّعبِ: آمينَ، آمينَ! رافِعينَ أيديَهُمْ، وخَرّوا وسجَدوا للرَّب علَى وُجوهِهِمْ إلَى الأرضِ" (نح6:8) لم يكن الأمر مقصورًا على اللاويين والمُسبِّحين فقط، بل قد اشترك كل الشعب في تسبيح الرب الإله وعادت بذلك روح الحمد والتسبيح والفرح إلى كل الشعب، الذي كان سابقًا في أيام السبي يقول: "كيفَ نُرَنمُ ترنيمَةَ الرَّب في أرضٍ غَريبَةٍ؟" (مز4:137). (5) إنشاء تسابيح عظيمة جديدة على غرار مزامير داود، تمتلئ بشرح التاريخ المقدس، وحمد الله على صنيعه مع شعبه:- "وقالَ اللاويّونَ: يَشوعُ و قوموا بارِكوا الرَّبَّ إلهَكُمْ مِنَ الأزَلِ إلَى الأبدِ، وليَتَبارَكِ اسمُ جَلالِكَ المُتَعالي علَى كُل بَرَكَةٍ وتسبيحٍ" (نح5:9)(يمكنكم قراءة باقي هذه التسبحة الجميلة في نح5:9-38) وهكذا تجَدد عطاء الروح القدس على فم الأنبياء والآباء، بسبب عودة التوبة إلى القلوب، وعودة الفرح والإحساس بحضور الله في حياتهم. (6) لم يهملوا وظيفة التسبيح عند توزيع الوظائف على اللاويين كانت كل فرقة من اللاويين لها وظيفة، وكان المسبِّحون لهم أيضًا دور في تنظيم العبادة المقدسة، كمثل أيام داود وسليمان: "ومَتَّنيا بنُ ميخا بنِ زَبدي بنِ آسافَ، رَئيسُ التَّسبيحِ يُحَمدُ في الصَّلاةِ" (نح17:11). "ولَمّا بُنيَ السّورُ، وأقَمتُ المَصاريعَ، وترَتَّبَ البَوّابونَ والمُغَنّونَ واللاويّونَ" (نح1:7). "واللاويّونَ: يَشوعُ و الذي علَى التَّحميدِ هو وإخوَتُهُ" (نح8:12). "ومِنْ بَني الكهنةِ بالأبواقِ: زَكَريّا بنُ يوناثانَ بنِ شَمَعيا بنِ مَتَّنيا بنِ ميخايا بنِ زَكّورَ بنِ آسافَ" (نح35:12)"والكهنةُ: ألياقيمُ و بالأبواقِ وغَنَّى المُغَنّونَ ويِزرَحيا الوَكيلُ" (نح41:12-42)إنها صورة لِمَا حدث أيام داود النبي عندما رتب العبادة في الهيكل، وصارت كل فرقة من اللاويين مسئولة عن جزء من الخدمة، وكان للتسبيح دور بارز، وفِرق كثيرة تتناوب على القيام بهذه الخدمة المقدسة. (7) أدخل نحميا تطويرًا جديدًا على خدمة التسبيح، مازالت كنيستنا القبطية تعمل به، وهو نظام الخورسين اللذين يتبادلان التسبيح (ربع بحري وربع قبلي).. "وأقَمتُ فِرقَتَينِ عظيمَتَينِ مِنَ الحَمّادينَ" (نح31:12). "والفِرقَةُ الثّانيَةُ مِنَ الحَمّادينَ وكبَتْ مُقابِلهُمْ، وأنا وراءَها" (نح38:12). "فوَقَفَ الفِرقَتانِ مِنَ الحَمّادينَ في بَيتِ اللهِ، وأنا ونِصفُ الوُلاةِ معي" (نح40:12). هذا النظام في التسبيح يُسمى (Antiphon) أي نظام المرابعة، مما يعطي جمالاً للّحن، ويعطي فرصة لكل فريق أن يستريح قليلاً ريثما يُسبح الفريق المقابل. (8) التزموا بنظام داود وسليمان في العبادة بالتسبيح:- "علَى ترتيبِ داوُدَ مَلِكِ إسرائيلَ" (عز10:3). "بآلاتِ غِناءِ داوُدَ رَجُلِ اللهِ" (نح36:12). "حَسَبَ وصيَّةِ داوُدَ وسُلَيمانَ ابنِهِ" (نح45:12). "لأنَّهُ في أيّامِ داوُدَ وآسافَ منذُ القَديمِ كانَ رؤوسُ مُغَنينَ وغِناءُ تسبيحٍ وتحميدٍ للهِ" (نح46:12). وقد رأينا سابقًا أن التسبيح بلغ أوّج مجده في عهديْ هذيْن الملكيْن المباركيْن لذلك صار ترتيبهما مرجعًا لكل العصور وقد التزم نحميا بذلك ليُعيد المجد لإسرائيل وتحققت نبوات الأنبياء وعاد التسبيح إلى هيكل الرب: "صوتُ الطَّرَبِ وصوتُ الفَرَحِ، صوتُ العَريسِ وصوتُ العَروسِ، صوتُ القائلينَ: احمَدوا رَبَّ الجُنودِ لأنَّ الرَّبَّ صالِحٌ، لأنَّ إلَى الأبدِ رَحمَتَهُ صوتُ الذينَ يأتونَ بذَبيحَةِ الشُّكرِ إلَى بَيتِ الرَّب، لأني أرُدُّ سبيَ الأرضِ كالأوَّلِ، يقولُ الرَّبُّ" (إر11:33)"وتقولُ في ذلكَ اليومِ: أحمَدُكَ يارَبُّ، لأنَّهُ إذ غَضِبتَ علَيَّ ارتَدَّ غَضَبُكَ فتُعَزيني هوذا اللهُ خَلاصي فأطمَئنُّ ولا أرتَعِبُ، لأنَّ ياهَ يَهوهَ قوَّتي وترنيمَتي وقد صارَ لي خَلاصًا فتَستَقونَ مياهًا بفَرَحٍ مِنْ يَنابيعِ الخَلاصِ وتقولونَ في ذلكَ اليومِ: احمَدوا الرَّبَّ ادعوا باسمِهِ عَرِّفوا بَينَ الشُّعوبِ بأفعالِهِ ذَكِّروا بأنَّ اسمَهُ قد تعالَى رَنِّموا للرَّب لأنَّهُ قد صَنَعَ مُفتَخَرًا ليَكُنْ هذا مَعروفًا في كُل الأرضِ صَوتي واهتِفي يا ساكِنَةَ صِهيَوْنَ، لأنَّ قُدّوسَ إسرائيلَ عظيمٌ في وسطِكِ" (إش1:12-6)"لأجعَلَ لنائحي صِهيَوْنَ، لأُعطيَهُمْ جَمالاً عِوَضًا عن الرَّمادِ، ودُهنَ فرَحٍ عِوَضًا عن النَّوْحِ، ورِداءَ تسبيحٍ عِوَضًا عن الرّوحِ اليائسَةِ، فيُدعَوْنَ أشجارَ البِر، غَرسَ الرَّب للتَّمجيدِ" (إش3:61). والسؤال الآن: هل دام التسبيح في الهيكل؟ أم ماذا حدث له بعد تلك الأيام؟ نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
21 أكتوبر 2018

الخادم وأخطر الأعداء

لا تتوقع خدمة بدون أعداء ولا تنتظر ثمر بغير جهاد وحين نتحدث عن الأعداء ربما يتوجه عقلك إلى الظروف والإمكانيات والمكان ولا تتوقع أبداً أن أكبر عدو لك هو ذاتك هو نفسك أنت كما ذكر أحد الآباء أن ليس لى عدو إلا ذاتى ولا أكره إلا خطاياى ولنتذكر دائماً أن أصحاب الرتب الملائكية سقطوا من شرف مكانتهم بسبب كبرياء قلوبهم فالأنا هى أخطر السلوك والتوجه الإنسانى حيث تصير الذات مركز الحياة تسيطر وتبطش حيث تتحول كل الأمور إلى مجرد وسائل لخدمتها حيث تصبح هى الهدف الأعلى للحياة وغايتها وما أخطر أن تأخذ الأنا الغطاء الروحى وتتظاهر بالشكل الإلهى لتتأله بالأكثر وتتعظم على حساب الله وقد يتربص هذا العدو بالأكثر بالخدام هؤلاء الذين قال عنهم الكتاب سراق الهياكل وأنهم رعوا أنفسهم فتجد فى الخدمة من يرغب فى أن يربط العمل بإسمه ويخشى أن يشاركه خادم غيره ويسعى ليظهر عمله فقط بين الناس ..وكأنه يريد أن يأتوا له ببوق ليتحدث عن إنجازاته الفريده وفى ذات الوقت يقلل من قيمة عمل غيره ويسخر منه ويسعى فى إعلان سلبياته ولا يدرى أنه يخسر بذلك أكثر مما يكسب وحين تسيطر الذات البشرية الكثيرة الخداع على خدمة الخادم تجده يستخدم سمو الكلام لصالح إشباع ذاته ويتعمد إبهار الآخرين بالعلم والمعرفة ولا يدرى أن السامع يدرك ما وراء الكلام فيتعجب كيف لم تنجح الوسيلة ؟؟؟ ويلجأ لوسائل أخرى متعددة ولا يعرف أن الخدمة عمل إلهى وحركة سماء وفعل روحانى وما الخادم إلا حضرة شفافة لصورة الله والذى عرفنا على الله هو إخلاؤه الذى بدونه لظل محتجباً بالنسبة لنا وهذا العدو يدفع إلى الإنفراد بالعمل وتقليل شأن الأجيال الجديدة ولا يؤمن بمواهب الآخرين ولا يشجع على توزيع المهام ولا يرغب فى طاعة الكبار ويستعف أن يسمع أى تعليم ولا يعترف بخطأه ويتعالى على الإجتماعات التى يحضرها كمخدوم وبدل من أن يشارك فى حمل المسؤليات يسرع بالنقد وإعلان السلبيات ويساعده فى ذلك ما حصل عليه من معرفة أو وعى بظروف الخدمة والخدام ما أخطر ذلك العدو الخفى الذى يهزمنا دون أن ندرى أننا إنهزمنا بل يجتهد أن يقنعنا أننا الافضل دائماً وكأنه يهمس فى أذن كل واحد فينا دائماً أنت تعرف أكثر أنت تخدم أكثر أنت موهوب أكثر أنت محبوب أكثرأنت .أنت.أنت .وللأسف نصدق لأننا نميل ان نصدق أحبائى لو نظرنا إلى آبائنا الرسل وخدمتهم الجليلة والعظيمة ندرك لماذا إختار الله الجهال البسطاء ليعمل بهم ويتمجد بهم ليصير ضعفهم أعظم كرازه بمرسلهم أحبائى الخلاص من الذات ليس أمراً هينا ً ولكنه يتطلب جهاد وعناء وصراخ ودموع لأنه عدو شرس ومتحور يظهر أحياناً ويختبىء أحياناً لذا علينا أن ننتبه ونطلب إنصفنى من خصمى إحمينى من نفسي أما يهمك أن أهلك وحين تتراجع الذات يظهر المسيح بنفس المقدار حينئذ يفرح الزارع والحاصد معاً . القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية
المزيد
20 أكتوبر 2018

د. موريس تواضروس

(العالم والفيلسوف اللاهوتي) فارقنا علامة فارقة من علامات هذا الجيل وهذا القرن ، د. موريس تواضروس عبد مريم ؛ المعتبر من المع علماء اللاهوت الاقباط المعاصرين ؛ و الذي صار صوت القبط اللاهوتى العالى وسط المحافل المسكونية الكنسية . تتلمذ للقديس الارشيدياكون حبيب جرجس "مدير المدرسة الاكليريكية" ، وكان من اول دفعاتها ؛ بل والاول علي دفعة القسم النهاري سنة ١٩٤٩.ثم حصل علي درجة الدكتوراة في مبحث ( الشخصية الانسانية عند القديس بولس الرسول ). وقد صار اهم مرجعية لليونانية ورئيس قسم العقيدة واللاهوت الكتابي بالكلية الاكليريكية القبطية ؛ وساهم في اعادة تاسيس كلية السريان - بمعرة صيدنايا بسوريا . دراسته للاهوت لم تكن فقط نتيجة جهد العقل ، لكنها اتت معبرة عن معرفة الهية "روحية وصافية وسماوية وسامية وغير كاذبة" ، معرفة خبرة ووداعة وانسحاق وغيرة ملتهبة وشركة مع الثالوث . في قانون الحق كوديعة متجددة ؛ فكرا وقورا وتقويا لائقا . من عاشره اشتم فيه عبير النساك والزهاد ، وانفاس الاتقياء الهدوئيين الحاذقين فى الخبرة والقناعة العقلية والايمانية ، هادئ الطباع ، خلوقاً بالطبيعة ، يحترم الكهنوت جداً ، ويهاب السلطان الكنسى ، سالكاً بحكمة وسط انواء وتيارات الازمنة . تضمنت كتاباته شروحات وتفسيرات وتعليقات ؛ وتأصيل ابائي . ورسالة تخاطب الروح ، فى اسلوب ادبى" واضح الفكر "؛ " وسهل الفهم " ، وربما تكراره كان من اجل بلوغ المدراك . عاش د. موريس هاضماً للكتاب المقدس ، ساعياً لمقاصده ، ومفسراً شارحاً ، ويحق ان نسميه "فلاحاً يحرث الكتاب المقدس بعهديه" . حيث كان الكتاب هو مرجعه وحجته الاساسية ، متقنا للتوثيق والحجة الابائية التى سلمها وحفظها كى تتخلى من المخابئ والزواياالخفية كل ظلمات البدع والانحرافات الايمانية . يعتبر للدكتور موريس الريادة فى اقتحام مجال الدراسة والبعثات ، فى زمن ضعفت وشحت فيه الامكانيات ، لكنه بلغ مراده كعالم لاهوتى ، له باعه الكافى في الالمام التام بأصول اللغة اليونانية .وله الفته الشديدة مع اساليب التفكير اليونانى الابائى ، مكرساً حياته لتكون وقفاً ابدياً ، من اجل خدمة التعليم الكنسى ؛ وقد أملت عليه الضرورة وموقعه الاكليريكى ، ان يحمل مشعل الدراسة والبحث والتدريس والتصحيح والترجمة والتلمذة المستقيمة عبر هذا القرن . فعلم خوارس الكنيسة القبطية بكل رتبها وطغماتها علوم البيعة ، منشغلاً بالكتابة والتدريس والتأليف والنشر اللاهوتى الابائى ؛ بقدرة ومهارة ومثابرة كثيرة . لقد اخذنا بكتاباته وتعليمه من ذروة الى ذروة ، فى غيرة متقدة موثقة بخطة كان يضعها فى راسه ، ثم يفصح عنها عندما تناقشه عما سيقدمه ، ويشاركك حلمه واشتياقه عندما يكون مؤرقاً من جهة مهمة يريد ان ينجزها . اما اذا وثق بإهتمامك وتعاطفك فى (قضيته العلمية اللاهوتية) . حينئذ سينقلك للمعانى الاكثر واقعية ، ويضعك كمسؤل معه بالتوسل ؛ كى لا يخيب امله فى استكمال ما ينجز . واذكر انه فى اخر اتصال تليفونى تم بيننا ، كان متحمساً ثائراً مؤرقاً من جهة استقامة التعليم ووحدته ، لكننى كنت مشفقاً على شيخوخته ، خاصة انه ذكر لى ان ما يكلمنى بصدده لم يجعله ينام الليل ، فرجوته ان يستريح يسيراً لكنه رفض ما لم اعده ( اوعده ) بالمساهمة فيما يسعى لاستكماله؛ حتي يصل الي اقصى درجة ممكنة لبيان الحقيقة . كم كان مشجعاً ، ومنمياً لصغار النفوس ، وكم قدم من عرقه وعلمه ودمه حتى النفس والفلس الاخير؛ سواء في حقل الاكليريكية او في حقل مدارس الاحد والتربية الكنسية التي كان من خيرة الرواد فيها . فحياته الحقيقية كانت عملاً صحيحاً وفكراً صحيحاً . نيح الله نفسه المباركة التي انطلقت الي المجد الاسني في ٤/ ٨ / ٢٠١٨ ؛ لتسبح الذكصا وترنم لحن اللاهوت في كورة الاحياء الي الابد القمص أثناسيوس جورج كاهن كنيسة مارمينا – فلمنج الأسكندرية
المزيد
19 أكتوبر 2018

كيف تستخدم عيناك

أقرأ بنعمة المسيح جزء من أنجيل معلمنا متى البشير الاصحاح السادس (24: 19) "19لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. 20 بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ، 21 لأَنَّهُ حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا. 22 سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، 23 وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ! 24 لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَخْدِمَ سَيِّدَيْنِ، لأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ الْوَاحِدَ وَيُحِبَّ الآخَرَ، أَوْ يُلاَزِمَ الْوَاحِدَ وَيَحْتَقِرَ الآخَرَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ." +حبيت النهاردة وأحنا بنحتفل بعيد العذراء نأخد صفة نافعة لحياتنا العملية وهى "كيف تستخدم عينيك " في واحد نظرة عينية على الدوام هي نظرة سلبية وأن شئتم كثيرًا ما تكون سوداوية وفى واحد نظرته لأى شيء يكون فيها الطابع الإيجابي أمنا العذراء مريم لما حضرت عرس قانا الجليل وكانت هذه المناسبة أحد أهم المناسبات المجتمعية في المجتمع اليهودي قديمًا وكان المعتاد انهم يقدموا مشروب للضيافة وهو عصير العنب ولما كان بيقدم كان مش بيقدم في أمسية بليل وخلاص ويروحوا ولكن كان يقدم على مدار أسبوع كامل لمدة سبعة أيام يبدأ من يوم الأربعاء والخميس والجمعة والسبت إجازة اليهودية ويكملوا لحد الأربعاء وفترة الأسبوع الناس تيجى اللي هما الضيوف او المعازيم بلغاتنا النهاردة علشان يباركوا للعروسين ويقدموا لهم مشروب الضيافة ومكنش في ثلاجات ولا عصائر محفوظة والعملية كانت تقديرية على أيام الأسبوع واللي حصل ان المشروب خلص وراحت أمنا العذراء بمنتهى الهدوء قالت عبارات قليلة جدًا وفى واحد ممكن يبص للموقف ده على انه من مواقف الضعف انتم فضحتونا مفيش حاجه نقدمها هي قالت بس "ليس لهم خمر" اللي هو عصير العنب الطازج ثلاثة كلمات بسيطة لان الموضوع مش عايز يوسع ولا ينتشر نظرتها كانت بمنتهى البساطة "ليس لهم خمر" أزاي نعالج الموقف بأقل عدد من الكلمات في واحد يرتبك وفى واحد يتخض وفى واحد يرمى اللوم على الأخرين انت لية معملتش حسابك ؟ ويعمل حكاية كبيرة والمسيح رد عليها " مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ؟ لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ" وكان المسيح يقصد ساعة الصليب وردت هي الرد الجميل بتاعها "الذي يحسب أقصر عظة في "مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ" ،وحلت الموقف بمنتهى الهدوء وأخر واحد من الضيوف عبر الأسبوع أتقدم له مشروب الضيافة . عينك بتقول أية في الحدث أظن في مثل مصري بيقول " فلان بيعمل من الحبة قبة " وفى واحد يمسك حاجه صغيرة ويهلل ويكبر فيها يخلى الحبة الصغيرة مثل حبة الأرز تبقى قبة كبيرة ، +وموقف اخر أمنا العذراء مريم في موقف الصليب عندما نظرت لابنها معلقاً على الصليب وقالت " أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص، وأما أحشائي فتلتهب عند نظري إلى صلبوتك الذي أنت صابر عليه من أجل الكل، يا ابني والهي "هي في وسط العالم فرحانه زي ما قالت في التسبحة " تعظم نفسى الرب و تبتهج روحي بالله مخلصي" ، لكن في نفس الوقت هي أم ونظرتها لألأم المسيح نظرة الم أي أم في مكانها . +عايز أقولك الحكاية تبدأ أزاي كلنا عارفين القصة المشهورة اللي كل الناس يعرفوها يقولك " الكوباية مليانه ولا فاضية " لو فيها جزء من المية وتقدمها لواحد نص الناس يقولوا فيها قراطين مية والنص الباقي يقول لك فاضية وعلى هذا الأساس يكون حكم نظرك على الأمور. +حكمك على الأمور بيكون أزاي ؟ تعالى ندخل في الموضوع ونبدأ بالله الذي خلق الأنسان وخلق الانسان على صورتنا وشبهنا وخلق الانسان له عين وأذن وجميع الحواس كلها مقدسة وصارت لما نقول على صورة الله ومثاله وهذا أمر نسبى طبعًا بنتخذ صفات الطهارة والقداسة والبر صورة روحية ، وكنيستنا لما بتعلمنا نقرأ الإنجيل كتير لية؟ علشان نعرف وعلشان أعيننا تتقدس وتصير طاهرة ولما تعلمنا نقول أبانا الذى فى السموات ونرفع أعيننا لفوق علشان نرى السماء ومنظرها ينطبع في عينيك وتصير عينيك عين سماوية وليست ترابية والصلاة متبقاش مجرد واجب . ولما بيقول الشماس أيها الجلوس قفوا والى الشرق انظروا كل هذه الأفعال لكي ما تجعلك تقدس عينيك وجميع حواسك. علشان كدة لما نقرأ ادم وحواء قبل الخطية لم يكونوا يعرفوا أنهم عريانين وبعض الخطية صار فيهم الخجل والخوف وصار اختباء ادم من الله فنادى الرب الإله آدم وقال له: أين أنت ؟؟ + فقال: سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأني عريان فاختبأت. الله خلق الطبيعة الجميلة فيها أشجار لغذاء الانسان والحيوان ولما نبص كدة لشجرة تحمل ثمار فاكهة يكون شكلها جميل لكن هذا المنظر امام حواء وادم كان منظر معطل وبدأت عينهما تنفتح " أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة ؟وبقيت الثمرة اللى ربنا خلقها للطعام كانت مبعث للخطية وتبدأ سلسلة كبيرة من خطايا الأنسان من أدم وحواء وتبدأ العين تكون هي المدخل الأول للخطية علشان كدة من اساسيات الحياة الرهبانية في مصر أنها نشأت في الصحراء ولم تنشأ في الوادي جنب نهر النيل قالوا الاباء وعلمونا ان " المشي في الصحراء والبرية يميت الشهوات " هتشوف شوية رمل مفيش حاجه تثير أي شكل من اشكال الشهوات. + ومثال أخر لذلك نوح وأبنائه "فرأى حام أبو كنعان عورة أبيه، فأخبر أخويه وهما خارجًا، فأخذ سام ويافث ثوبًا، وألقياه على أكتافهما. ومشيا "حام عينه شافت حاجة ميصحش تشوفها وعين سام ويافث منعت نفسها وضبطت نفسها عينيك بتشوف الأمور أزاي؟ وهناك لقطات سريعة من الكتاب المقدس + داود النبي داود النبي يستريح ويسترخى ثم يطلع يمشى على السطح .... وبعدها يطلب أن يكون أوريا الْحِثِّي في المقدمة وتكون النتيجة أن يموت في الحرب وقد كان ويوبخه ناثان النبي ""أنت هو الرجل المخطئ" . بدأت السلسة من نظرة العين حينما لم يحفظ عينية وبدأت هذه السلسلة طريق سقوطه وان كنا بنحتفل بتوبته حينما قال" خطيتي امامي في كل حين " ونصلى مزمور التوبة اللي هو قدمه بدموع ،عينيك بتنظر للأمور أزاي ؟ولذلك أيها الأحباء معظم خطايانا وراجع نفسك معظمها ان لم يكن كلها بدأت بالعين والقليل بالأذن. مثال أخر شمشون وتعتبر قصته من القصص التي سمعناها كثيرًا وقصة القوة التي كان يتمتع بها وعلشان كده الشنط المشهورة في العالم " samsonite bags " شنط سامسونايت متاخد اسمها من اسم شمشون باعتبارها انها قوية شمشون قصته كلها بدأت بالعين رأى امرأة زانية فدخل اليها ثم أحب دليلة وكانت النهاية اللي بسببها ضاع شمشون وضاعت قوته ، ولذلك العين عليها جفن يمكن أن يغطيها ولو حاجه مش عايز تشوفها ممكن بمنتهى الإرادة تغلق عينيك كل دي مشاهد تقولك عينيك شكلها ايه ؟ + سليمان الحكيم " اللي قال عن نفسه في سفر الجامعة " آية (جا 2: 10 ( وَمَهْمَا اشْتَهَتْهُ عَيْنَايَ لَمْ أُمْسِكْهُ عَنْهُمَاياه يا سليمان كل حاجه شافتها عينيك واشتهتها جبتها وفى نفس السفر قال" بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، قَالَ الْجَامِعَةُ: بَاطِلُ الأَبَاطِيلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ. السفر اللى كاتبه في شيخوخته ونسمع عن سليمان في سفر الامثال " الستة يبغضها الرب وسبعة هي مكرهة نفسه “عيون متعالية” (أمثال 6 16 – 17)واول حاجه فيهم عيون متعالية وان كان في خطايا بيقع فيها الأنسان كيف ما يكون مكانه او مايكون وضعه او أسرته في قطاعات التكريس او قطاعات الخدمة او قطاعات العين عينيك كيف تنظر للأمور؟مرة قريت تعبير لواحد من الأدباء بيقول الوردة اللي بيكون العرق في شوك الناس يشوفوها أزاى ؟ ينقسمون الى شايف وردة جميلة فيها شوية شوك وناس تقول ياه كل ده شوك وطالعله وردة وياترى عينيك بتشوف ايه نظرتك إيجابية للحياة للزمن اللى احنا فيه ؟ للخدمة ؟ للكنيسة ؟ للخدام بكل واحد بحسب موقعه ؟ وانا اتجاسر كمان وأقول نظرتك للتربية لأولادك ده أحيانًا تلاقى الاب وهو بيربي أبنه تلاقيه دائم العقاب لأبنه أو بنته على كل غلط يقوم يطلع الانسان شخص مهزوز في حياته وفى أب تلاقيه شايف ابنه كبير في عينيه لأنه نظر اليه نظرة إيجابية ويطلعهم نفوس وأشخاص ذو معرفة وذوى ثقة في النفس وفى واحد دائمًا يكسر المجاديف لما يجيب نمرة وحشة تقوله انت مش نافع او مش نافعه وتخرجه من المدرسة او نشغله ايه كل النظرات السلبية لها انعكاسات في التربية ويا ترى انت بترى الوردة الجميلة اللى فيها شوية اشواك ولا الشوك بس؟في واحد تديله مرتب او بركة يقول لك دول هيعملوا ايه ؟ وواحد تانى يقول ربنا هيبارك فيهم نفس الرقم انا أتذكر قصة وان كان فات عليها وقت يعنى اثنين طلبوا يشتغلوا وبالصدفة صاحب مصنع طلب اثنين للعمل قدمنالهم يشتغلوا لقيت واحد منهم ساب الشغل وقال هيعطونى مرتب بسيط ده 90 جنية وسألته زميلك التانى فين قالى قولتله يلا بينا نمشى قال لا 90 جنيه أحسن ما أقعد في بيتنا من غير شغل المهم أبو 90 اللى رضى واشتغل النهاردة في مكانة عاليا جدًا ومرتبه عالي بالألاف والثانى عمال يطلع من شغلانه لشغلانة ومش واجد بركة في العمل اللي بيشتغله يا ترى رؤيتك أيه ؟ رؤيتك للحياة وأحيانا الواحد بيسمع البلد بتعمل مشروع فيكون نظرة إيجابية وواحد تانى يبدأ يسمع لأى أكاذيب او إشاعات ويبدأ يشكك في هذا العمل مشروع قدامه كأن الشوك ومش شايف الورد وفى واحد شايف الورد وأن كان الشوك يحترس منه وان كان الواحد بيحاول يفرح نفسه بالعمل اللي قدامة . + بعض المشاهد الإيجابية للعين داود النبي وأحنا بنصلي مزامير باستمرار" اليك رفعت عيني يا ساكن السماء" الله عليك يا داود عينيه دائمًا في السماء علشان كدة زى ما قولت لكم عينيه سماوية وعارف انك صاحب القدرة ومش عايز انساك يارب عارف ان يدك قوية وذراعك رفيعة وأيديك يارب تقدر تعمل كل حاجة شوف كدة. + دانيال النبي دانيال لما أترمى في جب الأسود والملك نادى عليه فينك ويرد " إلهي أرسل ملاكة وسد افواه الأسود " هو انت شفت الأيد؟ عينه شافت كدة وفى واحد كده يقف خائف ومرتعد الهى ارسل ملاكه وسد افواه الأسود اليك رفعت عيني ياساكن السماء رفعت عيني للجبال من حيث يأتي عوني" والجبال في الكتاب اللي هما ابطال الايمان لما ابص لقصص الشهداء يقول رفعت عيني للجبال مرة كانت في انسانه مريضة واتعاب في البطن وكانت ماسكة كتاب فيه بعض قصص اللي ذكرت بعض اعمال الله على أيدي القديس البابا كيرلس واخدت الكتاب على بطنها يارب انا واثقه ان واحد من الجبال اللي هو البابا كيرلس يقدر يمد أيده وقد كان "رفعت عيني الى الجبال كيف نتشفع بالقديسين هما الجبال في حياتنا وأبطال السيرة الطاهرة وداود النبي يقول اعوم كل ليلة سريري بدموعي وهو في مخدع الصلا ة دموع التوبة دموع الصلاة ويعوم سريرة اعوم في كل ليلة "السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه " السماء بتتحدث وتعلن عن مجد الله والفلك اللى هو النجوم وغيرها بتعلن عن عمل الله . +بطرس الرسول بطرس الرسول لما كان شايف المسيح قدر يمشى على المية طيب المياه ليها كثافة ومحدش يمشى عليها وكل قوانين الفيزياء اللي عارفنها ترفض ذلك ولأن عينية كانت تستمد هذه القوة من شخص المسيح قدر يمشى ولكن لما عينيه أبتعدت عن شخص المسيح سقط " ناظرين الى رئيس الايمان " وده سبب حامل الايقونات في كنائسنا ويحطولنا وسطه صليب والقديسين شمال ويمين وطول ما أحنا واقفين جهة الشرق عينينا على هؤلاء كأنهم الصف الأول في السماء الصف الأول القديسين اللى سبقونا على السماء اللى ينادونا نبقى معاهم ، المرأة الخاطئة التى بللت قدمي المسيح بدموعها وسمعان الفريسي كان موجود ولكن واحد نقدها والمسيح طوبها ". وقال لها " مغفورة لك خطاياك" (لو7: 48). وتذمر الحاضرون أدى عين المسيح عين إيجابية نسمع عن القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك وان الدموع كانت تصنع مجرى على خدوده واثر على خديه والقديس اسطفانوس عندما كان يرجم كان شايف السماء مفتوحه ولا يرى الناس وهى بترجمة وقال " يارب لا تقم لهم هذه الخطية "الخلاصة زي ما بيقول لنا الجزء اللي قريته " سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًا، فَإِنْ كَانَ النُّورُ الَّذِي فِيكَ ظَلاَمًا فَالظَّلاَمُ كَمْ يَكُونُ!جسدي يعنى حياتك عينيك شكلها ايه واحنا نستعد لنهاية السنة القبطية والنهاردة عيد العذراء وبنأخذ منها النظرة الإيجابية استغل هذه الفرصة وراجع حياتك هل عينيك بتتعبك وعينيك مدخل للخطية وسبب في سقوطك ايه رأيك خذ عهد امام الله قول له يارب أنا هرفع عينيا ناحية السماء وعايز يارب تكون عيني إيجابية وتنظر للحياة ولا اقصد المجال الكنسى أو الخدمة فقط بل كل حياتك وخلى عينيك إيجابية في واحد لو قعد في دير ولم يكن مستعد للحياة الرهبانية يشعر أنه في زنزانة وفى واحد اخر يشعر انه في الفردوس عينيك بتنظر للأخرين أزاي ؟ كلها نظرة سلبية وفى واحد نظرته للناس متوازنة نظرة في مكانها نظرة إيجابية لقطاعات الشباب وقطاعات الأطفال وقطاعات الأسر من فضلك أعرف سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا، وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظْلِمًاإذا كانت عينيك بسيطة نقية إيجابية جسدك كله يكون نيرًا وإذا كانت عينك شريرة يكون جسدك كله مظلمًااوعى تكون عينيك هي مدخل للظلام والسلبيات والخطية والساقطات اجعل عينيك بسيطة ونقية واجعل عينيك دائمًا إيجابية في كل عمل صالح وأذكر دائمًا اختبار داود" رفعت عيني الى الجبال من حيث يأتي عوني "لألهنا كل المجد والكرامة من الأن والى الابد أمين. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
18 أكتوبر 2018

الكتب المسماة بأناجيل الطفولة

1 – الكتب المسماة بأناجيل الطفولة (5): ذكرت الأناجيل القانونية، الأحداث الرئيسية لميلاد المسيح وطفولته، وهي البشارة بالحبل بيوحنا المعمدان وميلاده (لو1: 5-25). وبشارة الملاك للعذراء بالحبل بالمسيح وميلاده (لو1: 26-38). وزيارة العذراء لأليصابات وميلاد يوحنا المعمدان (لو1: 39-64)، وشك يوسف النجار في العذراء وبشارة الملاك له (مت1: 18-25). وميلاد المسيح في بيت لحم (لو2:1-20). والختان ودخول الطفل يسوع الهيكل ونبوات سمعان وحديث حنة النبيَّة عنه مع جميع المنتظرين فداء في إسرائيل (لو2:21-38). وظهور النجم للمجوس ومجيئهم إلى أُورشليم ثم بيت لحم (مت2: 1-12). وقتل أطفال بيت لحم ورحلة هروب العائلة المقدسة إلى مصر وعودتها منها إلى الناصرة (مت2: 13-23). وأخيرًا الطفل يسوع يناقش الشيوخ ويسألهم في الهيكل في سن 12 سنة (لو2:41-52). وكان هدف تدوين هذه الأحداث، بالروح القدس، هو: تعريف المؤمنين بأصل المسيح السماوي كابن الله العلي، وتجسده من الروح القدس ومن مريم العذراء، وكونه الوارث لعرش داود الروحي، من جهة نسبه ليوسف وميلاده من العذراء، وكليهما من نسل داود، والرد على الادعاءات اليهودية الكاذبة التي أنكرت، بعد الكرازة المسيحية، الميلاد العذراوي للمسيح، وفرح السمائيين والأرضيين بتجسده لخلاص البشرية، وتتميم النبوات التي سبقت وأعلنت عن تفاصيل تجسده وميلاه، مجيئه لخلاص كل البشرية، ومواجهته للآلام منذ طفولته. وبرغم كفاية ذلك، إلا أنه لم يشبع فضول العامة والبسطاء وأصحاب الفكر الهرطوقي، الذين رغبوا في معرفة تفصيلات ومعلومات أكثر عن ميلاد المسيح وطفولته وصبوته!! وكانت الأحداث المذكورة في كل من الإنجيل للقديس متى والإنجيل للقديس لوقا تشكل تربة خصبة لإطلاق الخيال الأسطوري لتأليف روايات أسطورية خيالية تنطلق منها. فراح يختلق روايات وأحداث ترجع لما وراء هذه الأحداث الحقيقية وتتقدم للأمام وتنسج القصص الأسطورية التي تختص ليس بالميلاد فقط، بل تتجه نحو العذراء وتهتم بالسيرة الذاتية لها، وترجع لما قبل ميلادها وكيفية نشأتها وتربيتها في الهيكل وعناية الملائكة بها وإطعامها من السماء، إلى بشارة الملاك لها، وتتجه ليوسف البار، الرجل البار الذي أستحق أن يكون خطيب العذراء، وأن ينسب إليه المسيح، وتقدم سيرة لحياته، وتتكلم عن زواجه قبل العذراء وأنه كان أرملًا وقت خطوبته لها، وتعلل وجود أخوة للمسيح بأنهم أولاد يوسف من زوجته السابقة، المتوفاة. وتحاول التأكيد على عقيدة الكنيسة في دوام بتولية العذراء بصورة تفصيلية ولكن بشكل دوسيتي (خيالي) غنوسي غير أرثوذكسي. وقد وصفت هذه الأحداث بمسحة غنوسية دوسيتية، تنكر حقيقة جسد المسيح، ومع ذلك حاولت تأكيد تجسده بميلاده من العذراء، مع التأكيد على دوام بتوليتها. * إنجيل الطفولة ليعقوب، إنجيل يعقوب الأولي * إنجيل الطفولة لتوما * إنجيل الطفولة المنحول باسم متى * حياة يوحنا المعمدان * تاريخ يوسف النجار * إنجيل الطفولة العربي * إنجيل الطفولة ليعقوب، إنجيل يعقوب الأولي: ويرجع للقرن الثاني (6)، ويروى روايات عديدة عن الحبل بالعذراء مريم وميلادها وطفولتها وبشارة الملاك لزكريا والحبل بيوحنا المعمدان، وبشارة الملاك للعذراء وميلاد الرب يسوع المسيح بعد ميلاد المعمدان وقتل أطفال بيت لحم، وينتهي بقتل زكريا الكاهن بين الهيكل والمذبح (7). ويشير كل من القديس يوستينوس وكذلك العلامة أوريجانوس والقديس أكليمندس الإسكندري، إلى وجود هذا الكتاب في نسخته الأولية، قبل أن يتم توسيع محتواه في القرن الرابع. وقد حرمه في الكنيسة الغربية الباباوات ديدمسوس (382م) وانوسنت الأول (405م) والبابا جلاسيوس (496م). * إنجيل الطفولة لتوما: ويرجع للقرن الثاني (8) ويروى عدة روايات عن طفولة المسيح من سن الخامسة إلى الثانية عشر، وينسب له معجزات عديدة كشفاء الأمراض وإحياء الموتى وخلق طيور من طين (9)، ويرجع أقدم اقتباس من هذا العمل للقديس إيريناؤس حوالي سنة 180 م. مما يدل على أن رواياته وقصصه الأولية كان لها وجود قبل هذا التاريخ بقليل، ويتفق جميع من درسوا هذا النص على أنه كتب في النصف الثاني من القرن الثاني، فهناك وثيقتان، هما Epistula Apostolorum (والذي سنتكلم عنها لاحقًا) وضد الهراطقة للقديس إيريناؤس، تشيران إلى ما جاء في هذا الكتاب وهما عن طلب المعلم اليهودي الذي كان من المفروض أن يعلم الطفل يسوع "قل ألفا - A" وإجابة الطفل يسوع له "أخبرني أولا ما هي البيتا – B". كما يتفق العلماء على أنه سبق الكتابة فترة من النقل الشفهي للنص ككل أو لعدة روايات مختلفة قبل أن تنقح وتدون. كما أشار لهذا العمل أيضًا كل من العلامة هيبوليتوس والعلامة أوريجانوس في بداية القرن الثالث، ولكن بصورة غير واضحة تمامًا. * إنجيل الطفولة المنحول باسم متى: وهو عبارة عن رسائل مزورة يزعم كاتبه أنها كانت بين القديس جيروم وأسقفين إيطاليين، مع الادعاء زورًا بأن جيروم قد ترجمها إلى اللاتينية من الأصل العبري. ولا يوجد هذا الكتاب المزيف إلا في اللاتينية ويبدو أنه لم يكن له وجود قبل القرن الخامس. ويعتمد هذا الكتاب المنحول على إنجيل يعقوب التمهيدي المنحول كثيرًا مع إضافات من مصدر غير معروف (الأرجح غنوسي)، كما يأخذ معجزات أخرى من إنجيل الطفولة لتوما الإسرائيلي المنحول والخاصة بالرحلة إلى مصر. ويحكي ميلاد العذراء وطفولتها وميلاد المسيح وطفولته إلى سن الثانية عشرة، ويروي العديد من المعجزات والروايات الخيالية التي، يقول، أنها حدثت أثناء طفولة المسيح وأثناء رحلة الهروب إلى مصر مثل تحطيم أوثان مصر وانحناء النخلة العالية للعذراء لتعطيها من ثمرها لتشبع به جوعها وجعل النخلة تخرج من جذورها ماء عذبًا يروي ظمأ العذراء ويوسف. * حياة يوحنا المعمدان: كتبه سيرابيون أسقف ثمويس Serapion Bishop of Thmuis، سنة 390م، عن تقاليد سابقة عليه، وهو مجرد سيرة مثل سير القديسين التي كتبت عبر تاريخ الكنيسة، تفصل حياة يوحنا المعمدان. * تاريخ يوسف النجار: كتب في القرن الخامس الميلادي ويحاول شرح طفولة المسيح خاصة في سن الثانية عشرة كما جاءت في إنجيل الطفولة ليعقوب، الذي ذكرناه أعلاه. * إنجيل الطفولة العربي: ويرجع إلى القرن الخامس وما قبله وهو مترجم إلى العربية من السريانية وتوجد فصوله الأولى من (1-9) في أناجيل متي ولوقا وإنجيل يعقوب الأول، كما توجد الفصول من (36-55) في إنجيل توما، وبقية الفصول من (10- 35) شرقية في أسلوبها مثل روايات فرسان العرب. وقد جاء فيه عن خلقة المسيح لعصافير وطيور من الطين "وصنع أشكالا من الطيور والعصافير، التي طارت حينما أمرها أن تطير، ووقفت ساكتة عندما أمرها أن تقف وأكلت وشربت عندما أعطاها طعامًا وشرابًا" (10). كاهن كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد من كتاب هل هناك أسفار مفقودة من الكتاب المقدس؟
المزيد
17 أكتوبر 2018

أَحَبَّهُمْ حَتىّ الْمُنْتَهَى (يو13: 1)

عندما يقول خاصته الذين في العالم لأنه له خاصة في السماء وليس في العالم فقط مثل الملائكة وأرواح الأبرار.أحب خاصته الذين في العالم تنطبق على العهدين القديم والجديد.حقًا الله له «الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. الْمَسْكُونَةُ، وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا» (مز24: 1)، الكل خليقته وصنعة يديه لكن مع ذلك له خاصة معينة. الخاصة هذه الناس الذين عاشوا من أجله في العهد القديم مثل إبراهيم أب الآباء، يعقوب الذي قيل عنه الكتاب أحب الله يعقوب، موسى النبي، والأسباط الاثني عشر.كثير من الأنبياء كانوا خاصة ربنا.أحب خاصته الذين في العالم، بمعنى أن الله عندما أحرق سادوم قال: هل أحرق سادوم وأخفي عن عبدي إبراهيم ما أنا فاعله (تك18: 17)، وأخذ يشاور عبده إبراهيم. هذه هي علاقة ربنا بخاصته.وأيضًا عندما بنو إسرائيل عبدوا العجل الذهبي وأراد الله أن يفنيهم، كلم موسى أولًا وقال له «أتركني ليحمي غضبي عليهم فأفنيهم» (خر32: 10). هل يستطيع عبدك موسى يا رب أن يدخل في إرادتك؟ ولكن الرب لم يرد أن يفنيهم إلا إذا كان موسى موافقًا، وموسى لم يكن موافقًا، «فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعله بشعبه» (خر32: 14). ما أعجب محبتك لخاصتك يارب!!أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم حتى المنتهى، وصلت إلى أنه بذل ذاته عنهم. ولكن أيضًا هناك محبة وهم في العالم، مثلما قال الكتاب «يا أولادي لا نحب بالكلام ولا بللسان بل بالعمل والحق» (1يو3: 18)، فهو أحبهم حتى المنتهى بالعمل والحق.خاصته في العهد القديم معروفة مثل الشخصيات الكبيرة، وفي العهد الجديد كانت خاصته الاثنا عشر رسول، ولكن لم يكونوا وحدهم بل بعد ذلك كان السبعين رسولًا، بعد ذلك شخصيات معينة، بلا شك من ضمن خاصته لعازر الذي أحبه وبكى في مكان موته.ولا شك أنه من ضمن خاصته السيدة العذراء مريم والدته.ومن ضمن خاصته بعض شخصيات من النساء اللاتي كن يتبعنه وينفقن عليه من أموالهن (لو8).بل صار من خاصته أيضًا اللص اليمين على الصليب وقال له «اليوم تكون معي في الفردوس» (لو23: 43).أيضًا الأبكار في العهد القديم كانوا من خاصة ربنا. فقال: «قدِّس لي كل بكر، كل فاتح رحم، إنه لي» (خر13: 2). وبعد ذلك استبدل الأبكار باللاويين والكهنة. هؤلاء هم خاصته.ومسحاء الرب أيضًا من خاصته.حتى الاثني عشر الذين أحبهم كان هناك ثلاثة منهم له موضع خاص بالذات، وهم يوحنا ويعقوب وبطرس، وله جلسات خاصة معهم، وفي معجزة التجلي أخذ الثلاثة بالذات، هؤلاء من ضمن خاصته الذي أحبهم حتى المنتهى.فيما بعد شاول الطرسوسي أصبح من خاصته، وظهر له الرب ودعاه وجعله رسولًا للأمم. ثم ظهر له مرة أخرى وقال له أذهب بعيدًا للأمم، ومرة ثالثة قال له أذهب إلى أورشليم، وكان هناك رؤى كثيرة بينه وبين الله.أحب خاصته الذين في العالم حتى المنتهى.أحب خاصته هؤلاء الذين تركوا كل شيء وتبعوه. تركوا الأب والأم والأخوات والبيت وذهبوا وراءه. في العهد القديم إبراهيم ذهب وراءه وهو لا يعلم إلى أين يذهب. وفي العهد الجديد الرسل تركوا الشباك والصيد، ومتّى ترك مكان الجباية، تركوا كل شيء وتبعوه. آمنوا به وصحبوه وقالوا له في إحدى المرات: «إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية هو عندك» (يو8: 68).خاصته هؤلاء سمعوا لتعاليمه وحملوا رسالته... هنا قصة خرافية يُقال إن ربنا عندما صعد إلى السماء قابلته الملائكة فقالوا له: يا رب هل نشرت الإيمان في العالم كله؟ فقال: لا. فقالوا له: هل نشرت الإيمان في اليهودية في أورشليم كلها؟ قال: لا. قالوا: ماذا فعلت؟ قال لهم أعددت 12 وهم الذين سوف ينشرون الإيمان في العالم كله. لأن هؤلاء الذين امتلأوا من كل نعمة وكل بركة وكل قوة من السيد الرب وعهد إليهم بكنيسته، لكى يبنوا ملكوت الله على الأرض. هؤلاء خاصته هم الذين كرزوا باسمه، وتألموا من أجله، ولما حوكموا قالوا: «ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس» (أع5: 29). هؤلاء كانوا أناسًا لهم روحانية خاصة وكانوا أقوياء في الروح.إلى جوارهم اختار السبعين رسولًا.وليت كل واحد منا يسأل نفسه هل أنا من خاصة ربنا؟ هل تنطبق عليّ الشروط التي كانت على التلاميذ ولو في حدود إمكانياتي، أم هل أنا من خاصة العالم، أم متمركز على نفسي بعيدًا عن الله؟أحب خاصته الذين في العالم، ولذلك في مناجاته للآب في (يو17) كرّر عبارة «هؤلاء الذين أعطيتني» اعتبرهم أنهم عطية خاصة.يا ليتنا ينطبق علينا عبارة خاصته.أحبهم حتى المنتهى وهو ذاته هو المحبة، فالله محبة.إن كان السيد المسيح قد أحب أعداءه وصلى من أجلهم وقت الصليب وقال «يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون» (لو23: 34). فكم بالأكثر يحب خاصته تلك المحبة!أحبهم فأول شيء أختارهم وقال «لهم لستم أنت اخترتموني بل أنا اخترتكم» (يو15: 16).أيضًا نسأل أنفسنا هل نحن يا رب من مختاريك؟ هل اخترتنا كما اخترتهم؟ وهل تريد أن تعمل بنا عملًا كما عملت بهم عملًا؟اختارهم على الرغم من ماضيهم، وجعلهم صيادي الناس، وسماهم أصدقاءه، وسماهم وكلاء له، ودرّبهم في بعثة للخدمة أولًا، كما ورد في (مت10). أرسلهم وأعطاهم سلطانًا على جميع الشياطين وأعطاهم بعض النصائح وقال لهم «لا تحملوا ذهبًا ولا فضة ولا نحاسًا في مناطقكم» (مت10: 11)، و«مجانًا أخذتم مجانًا أعطوا» (مت10: 8).والسبعون الذين أرسلهم درّبهم على الخدمة أيضًا، فعندما فرحوا وقالوا «حتى الشياطين تخضع لنا باسمك» (لو10: 17)، فقال لهم «لا تفرحوا بهذا إن الأرواح تخضع لكم، بل أفرحوا بالحرى أن أسماءكم كتبت في ملكوت السماوات» (لو10: 20).درّبهم على الخدمة في معجزة الخمس خبزات والسمكتين. علمهم أن يعطوا الناس «فأعطوهم أنتم ليأكلوا» (مت14: 16). وعلمهم النظام فقال «أتكئوهم صفوفًا صفوفًا، مئة مئة وخمسين خمسين» (مر6: 40). وعلمهم محبة الآخرين ودرّبهم أيضًا حتى على محبة الأطفال وقال لهم «من أعثر أحد هؤلاء الصغار خير له أن يُعلَّق في عنقه حجر الرحى ويُلقى في البحر» (مت18: 6)، وقال لهم «إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال فلم تدخلوا الملكوت» (مت18: 3).علمهم أشياء كثيرة، علمهم العطاء، وعلمهم التواضع والوداعة، علمهم أن لا يستخدموا القوة، فقال لبطرس «رد سيفك إلى غمده، من أخذ بالسيف بالسيف يؤخذ» (مت26: 52).علمهم أشياء كثيرة وكسر الحواجز التي بينهم وبينه. وعاش معهم في بساطة يأكل معهم ويشرب معهم، وقال عنه يوحنا الحبيب «الذي شاهدناه ولمسته أيدينا» (1يو1:1).عاش معهم كصديق أعطاهم فرصة أن يسمعوا جميع تعاليمهن وأعطاهم فرصة أن يروا كل معجزاته وهو يجول يصنع خيرًا، ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب.أعطاهم نفسه كمثال وبخاصة حينما غسل أرجلهم وقال لهم «تركت لكم مثالًا حتى كما صنعت أنا بكم فاصنعوا بعضكم مع بعض».وقال للآب عنهم «هؤلاء الذين أعطيتني حفظتهم ولم يهلك منهم أحد» (يو17: 12). وقال «لا يستطيع أحد أن يخطف من يدي ولا من يد أبي أحد» (يو10: 29).وهؤلاء الذين أحبهم أعطاهم سلطانًا على جميع الشياطين، وأعطاهم مواهب، ومنحهم الروح القدس ليسكن فيهم إلى الأبد، ولكي يعلمهم كل الحق أحبهم حتى المنتهى.ومنحهم الكهنوت ومنحهم أن يقيموا سر الإفخارستيا.ومنحهم مواهب الروح القدس. بل من أعظم الكلمات التي قيلت عن أحبهم حتى المنتهى أنه قال للآب «المجد الذي أعطيتني قد أعطيتهم» (يو17: 22) طبعًا في حدود. وقال «أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي، حيث أكون أنا يكونون هم» (يو17: 24). وقال «أنا ماضٍ وأعد لكم مكانًا، وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتي وأخذكم إليّ حتى حيثما أكون أنا تكونون أنتم أيضًا» (يو14: 2).ليس فقط على الأرض ولكن في السماء أيضًا. قال لهم يكون لكم 12 كرسيًا تجلسون عليه وتدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر.كان معهم يحبهم حتى المنتهى، عزاهم في تعبهم وأزال عنهم شكوكهم حينما أتتهم شكوك. وحكى لهم جميع الرموز التي وردت عنه في موسى والأنبياء كما ورد في إنجيل لوقا 24. وقضى معهم بعد القيامة أربعين يومًا يحدثهم عن أسرار ملكوت الله، ووعدهم بوعود كثيرة من فرط محبته لهم.وكان يدافع عنهم، هذه هي المحبة العظيمة التي أحب بها خاصته، وكل واحد يكون من خاصة الرب سيتمتع بهذه المحبة حسب مقدار النعمة التي تُعطى له، وأيضًا النعمة التي أعطيت لهم كانت نوع من أنواع المحبة حتى أن بولس الرسول قال «لا أنا بل نعمة الله التي معي» (1كو15: 10). مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث
المزيد
16 أكتوبر 2018

أنت هو الحياة

فرق بين أن يكون الرب هو القيامة، وبين أن يكون هو الحياة!! فالقيامة معناها إعطاء أو إعادة الحياة للميت. أما الحياة. فمعناها انه أصل هذا الوجود كله!! فالرب يسوع هو "حياتنا" (كو4:3)، "به نحيا ونتحرك ونوجد" (أع 28:17)، "فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس" (يو4:1)، "أنا هو الطريق والحق والحياة" (يو6:14)، "إنى أنا حىّ ، فأنتم ستحيون" (يو19:14). وهناك ترنيمة تنادى الرب قائلة: "يا يسوع الحياة.." إنه ليس فقط معطى الحياة.. بل هو الحياة ذاتها!! الحياة أنواع : وهناك أربعة أنواع من الحياة، كلها مصدرها الرب يسوع: 1- الحياة الجسدية. 2- الحياة الروحية. 3- الحياة الأدبية. 4- الحياة الأبدية. والرب يسوع هو أساس وجوهر ومصدر كل هذه البركات، وبدونها يسقط الإنسان فى موت الجسد، والروح، ويفقد كرامته الإنسانية، وحياته الأبدية. 1- الرب يسوع.. حياتنا الجسدية: فنحن نأخذ حياتنا من الرب لحظة وراء الأخرى، وكلمة الله واضحة فى هذا الأمر: "به نحيا ونتحرك ونوجد" (أع 28:17)، "فيه كانت الحياة، والحياة كانت نور الناس" (يو 4:1). فالرب يسوع هو الكلمة.. فيه خلق الكل، ما فى السموات وما على الأرض... ما يرى وما لا يرى، سواء كانت عروشاً أم رياسات أم سلاطين.. الكل به وله قد خلق.. الذى هو قبل كل شئ.. وفيه يقوم الكل.. (كو 16:1-17). وفى هذه العبارة المقدسة نجد أن: 1- الرب يسوع هو الذى فيه خلق الكل. 2- وأن الكل به قد خلق (أى بواسطته أو بيده الإلهية). 3- والكل له قد خلق (أى القصد من خلقة الإنسان تمجيد المسيح). 4- فيه يقوم الكل (أى انه الحافظ لكل المخلوقات). من هنا كان لابد أن نتذكر هذه الحقيقة كل يوم وكل لحظة.. فنحن حينما نستيقظ فى الصباح، علينا أن نذكر أن الرب أنعم علينا بأن نرى يوماً جديداً. فالرب هو سر حياتنا الجسدية.. معطيها.. وحافظها.. وعلينا أن نكرسها له، فهو صاحبها الأساسى!. وحينما نسمع أحد رجال الله يدعونا قائلاً: "سلموا حياتكم للرب".. علينا أن نتذكر أن هذا ليس تفضلاَ منا، فحياتنا أساساً هى للرب ومنه، وبه تقوم. واجب إذن أن نشكر الله على هذا العمر، وأن نمجد الله فى أيامنا وأحوالنا، وأن نشهد لله بعمله المتجدد معنا، وبركاته الجديدة فى كل صباح. 2- الرب يسوع.. حياتنا الروحية: وهنا البركة الأهم والأخطر‍ "فماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"(مر36:8). فالحياة على الأرض عطية يتمتع بها الأبرار والأشرار، المهم نوعية هذه الحياة فى الزاوية الروحية.. الجسد يحيا ويتحرك ويوجد.. فهل الروح أيضاً حية ومتحركة وفاعلة؟‍ هذا السؤال الخطير، الذى جعل الرب يعتبر أن الإنسان الخاطئ ميت، حتى لو كان حياً بالجسد، "المتنعمة قد ماتت وهى حية" (1تى 6:5)، "استيقظ أيها النائم، وقم من بين الأموات، فيضئ لك المسيح" (أف 8:5)، "لك أسم انك حى... أنت ميت" (رؤ 1:3). حياة الروح إذن هى المهمة‍، وهى جهادنا اليومى، وهى عطية الرب يسوع أيضاً، لمن يطلبها بأمانة. ذلك عهد الرب مع أولاده، فى العهدين القديم والجديد. جيش عظيم جداً جداً: رأى حزقيال فى رؤياه بقعة ملآنة عظاماً، والعظام كثيرة جداً، وقال الرب لحزقيال النبى: "أتحيا هذه العظام؟" فأجاب حزقيال: "يا سيد الرب.. أنت تعلم"، قال الرب: "تنبأ على هذه العظام وقل لها: أيتها العظام اليابسة... إسمعى كلمة الرب.. هكذا قال السيد الرب لهذه العظام: هاأنذا ادخل فيكم روحى فتحيون... واضع عليكم عصباً، واكسيكم لحماً، وابسط عليكم جلداً... وأجعل فيكم روحاً فتحيون... وتعلمون إنى أنا الرب" (حز 1:37-6). ويقول حزقيال النبى: كان صوت وإذا رعش. طفلة ملقاة على وجه الحقل: ورأى حزقيال رؤيا أخرى: طفلة ملقاة على وجه الحقل... أبوها أمورى وأمها حثية.. لم تقطع سرتها... ولم تغسل بماء.. ولم تملح تمليحاً.. ولم تقمط تقميطاً.. لم تشفق عليها عين.. بل طرحت على وجه الحقل. تنتظر لحظة الموت ولكن ماذا حدث لهذه الطفلة، التى هى أنت وأنا، نفسك ونفسى.. مررت بك، ورأيتك مدوسة بدمك فقلت لك: بدمك عيشى. قلت لك.. بدمك عيشى.. مررت بك ورأيتك.. فإذا زمنك زمن الحب.. بسطت ذيلى عليك.. وسترت عورتك.. ودخلت معك فى عهد.. حممتك بماء (المعمودية).. ومسحتك بزيت (الميرون)... وألبستك مطرزة (التبرير).. وحليتك بحلى (الفضائل).. وأكلت السميذ والعسل (التناول والأغذية الروحية) وجملت جداً جداً فصلحت لمملكة.. وخرج لك اسم فى الأمم لجمالك.. لأنه كان كاملاً ببهائى.. الذى جعلته عليك (حز 6:16-14). هذا ما فعله الرب معنا حينما افتقدنا بخلاصه، وتمتعنا ببركات فدائه، بالإيمان والمعمودية والميرون، بالتنول وشركة جسد الكنيسة، فصرنا أحياء بعد موت. 3- الرب يسوع.. حياتنا الأدبية: قال الرب للطفلة الملقاة على وجه الحقل.. بعد أن أنقذها من الموت، وأطعمها خبز الحياة.. إنها صارت جميلة جداً (بالفضائل)، فأصبحت تصلح لمملكة. نعم.. هو المجد الذى خلعه الرب علينا.. الآن نحن أولاد الله.. ولم يظهر بعد ماذا سنكون.. ولكن نعلم انه إذا اظهر.. نكون مثله.. "لأننا سنراه كما هو" (1يو 2:2). أمجاد كثيرة فى هذه الآية: 1- نحن أولاد الله.. لسنا عبيداً بل أبناء. 2- إننا سنكون مثله.. أى "شركاء طبيعته الإلهية" (1يو 2:3)، وفى نفس الوقت جسدنا فى القيامة سيكون بشبه جسده الممجد (فى 21:3). 3- إننا سنراه كما هو.. أى إننا سندرك أسرار الألوهة فى عمق أكبر جداً، حينما نلتقى به فى المجد، ونكون مع الرب إلى الأبد. وفى سفر الرؤيا نجد وعداً عجيباً: "من يغلب فسيجلس معى فى عرشى.. كما غلبت أنا أيضاً.. وجلست مع أبى فى عرشه" (رؤ 21:3). وفى نفس الوعد قاله الرب لتلاميذه أنهم.. سيجلسون على اثنى عشر كرسياً ويدينون أسباط إسرائيل الأثنى عشر (لو 30:22). ألم يقل الرب انه جعلنا "ملوكاً" وكهنة لله أبيه (رو 10:5) ملوكاً.. كأبناء الملك العظيم.. وكهنة.. بمعنى الكهنوت العام للمؤمنين، والذى من خلاله يقدمون ذبائح الحمد والتسبيح وأعمال المحبة. أى مجد هذا؟ أن نصير أبناء الله، أن نصير واحداً فيه.. (يو 21:17)، أن يصير لنا نفس مجد الابن.. (يو 22:17)، أن نصير شركاء الطبيعة الإلهية.. (2بط 4:1)، أن نجلس فى عرش سماوى مع الرب.. (رو 21:3). هذا كله عطاء إلهى، ونعمة مفاضة، يعطيها لنا الرب من فرط سخاء محبته لبشر ضعفاء.. وأناس خطاة.. لكنها النعمة السخية، فالرب "يعطى بسخاء ولا يعير" (يو 5:1)، فنحن سنظل إلى الأبد.. مجرد بشر.. ننعم بعطايا الإله.. ونمجد صلاحه فى كل حين. فلا تحزن يا آدم على ما فعلته الخطيئة بك... حيث سقطت تحت حكم الموت... وتلوثت طبيعتك بالفساد... وصرت مهاناً من الأرض والشوك... ومن الوحوش والطبيعة... فها قد جاء الرب يسوع... وغسل بدمائه الأرض من لعنتها.. والنفس من خطاياها... وكل من "آمن واعتمد خلص" (مر 16:16). 4- الرب يسوع.. حياتنا الأبدية: "هذه هى الحياة الأبدية، أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك، ويسوع المسيح الذى أرسلته" (يو3:17). نعم..فالرب يسوع هو حياتنا الأبدية.. وكل من تذوق حياة الشركة مع الرب، عاش الأبدية وهو بعد فى الجسد، وعلى هذه الأرض.. إنه العربون الذى يعطيه الرب لأولاده قبل اكتمال السعادة والقداسة والمجد، قال الرب: "ها ملكوت الله داخلكم"، وقال أيضاً: "إنى حىّ، فأنتم ستحيون" إذن، طالما أن الرب حىّ.. فنحن أحياء بحياته، وطالما أنه خالد.. فنحن مخلدون بقوته... وطوبى لمن يحيا للرب على الأرض.. لكى يحيا به فى الملكوت...أما من أهمل حياته الروحية على الأرض فمسكين.. لأنه سيبقى غريباً عن الملكوت.. القارئ الحبيب .. هذا هو الرب الإله الفادى.. قيامتك.. وحياتك.. فأرتبط به.. وأختبر الحياة .. لكى تحيا.. والرب معك.دماء. نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل