صدر الجزء الأول من كتاب بستان الروح فى عام 1960، أى منذ ربع قرن من الزمان والجزء الثانى منه ظهر أوائل عام 1963 أى منذ أكثر من اثنتى وعشرين سنة وكان الترتيب أن يظهر الكتاب فى ثلاثة أجزاء الجزء الأول يتناول حياة التوبة ،و الجزء الثانى يتناول موضوع الوسائط الروحية ، أما الجزء الثالث فقد أبقيناه للحديث عن الدرجات الروحية العليا
الجزء الأول من هذا الكتاب رأى النور حوالى منتصف عام 1960 ،و أشرنا فيه الى جزئين آخرين مكملين له . ومنذ ذلك الوقت والجميع يتساءلون فى الحاح وشغف عن جزئه الثانى
فى الذكرى السنوية العطرة لأحبائنا شهداء كنيستنا وفى بداية العام الجديد رسم لنا معلمنا بولس الرسول طريقا ً عمليا ً نصل به الى الله ( الإيمان .. والرجاء .. والمحبة )
سيرة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس انها سيرة من القرن الرابع الميلادى فهى ليست جديدة ولكنها ستبقى جديدة انها سيرة حية متجددة نشرت بلغات عديدة ولكن لا يفهمها إلا الذى يعرف لغة الحب الإلهى انها سيرة ألهبت القلوب وجذبت للمسيح قلوب شباب وعذارى فخرجوا فى إثره.هذه السيرة قرأها الأغنياء فاحتقروا غناهم قرأها الحكماء فازدادوا حكمة قرأها المنبهرين بمباهج العالم فأحبوا سكنى الجبال والبرارى قرأها الخطاة فامتلأ قلبهم توبة وغيرة على الجهاد ويكفى أن تعرف عزيزى القارئ أن سيرة العظيم الأنبا أنطونيوس كانت سببا ً قويا ً فى توبة وتغيير القديس أوغسطينوس.
هذا الكتاب الذى بين يديك عزيزى القارئ يناقش بهدوء سمو حياة الطهارة ،و كيف أنها تضع الإنسان فى رتبة الملائكة بل وأفضل منها ، لأن الملاك لا جسد له ولا يعانى بالتالى من
حروب الشهوة ،و القلب الطاهر المقدس يليق بأن يسكن الله فيه قائلا ً : " هذا هو موضع راحتى ههنا أسكن لأنى أحببته ".