هذا الكتاب الذى بين يديك عزيزى القارئ يناقش بهدوء سمو حياة الطهارة ،و كيف أنها تضع الإنسان فى رتبة الملائكة بل وأفضل منها ، لأن الملاك لا جسد له ولا يعانى بالتالى من
حروب الشهوة ،و القلب الطاهر المقدس يليق بأن يسكن الله فيه قائلا ً : " هذا هو موضع راحتى ههنا أسكن لأنى أحببته ".
نحـن نتعامل في الحياة مع أنـاس كثيرين مختلفين عناء أمور كثيرة ، سـواء من جهة الطباع ، أو السلوكيات ، أو المستويين الاجتماعي والاقتصادي ، أو حتى من جهة القامة الروحية . وكثيراً ما نصادف بعضاً منهم بل ربما كثيرين أيضاً ، يوجهون لنا إهانات ، ويسيئون إلينا ، الأمر الذي قد تنتج عنه جروح تصيبنا داخلياً وخارجياً ، وقد تكون هذه الجروح عميقة في بعض الأحيان ، وربما تترك تأثيرها علينا لفترات طويلة . سنتعرض في هذا الكتاب لما يوصينا به الكتاب المقدس للرد علـى هـذه الإهانات والإساءات ، حتى ننـال الشـفاء الداخلي في أعماقنـا من هذه الجراح . والموضوع الرئيسي الذي سيكون محور دراستنا ، هو المصالحة مع النفس والآخر والله
موضوع الروح القدس موضوع هام جداً في الكنيسة فعليه يتوقف كل عملها ، وهو العامل في كل أسرارها والكنيسة تحتفل كل عام بعيد حلول الروح القدس على الرسل القديسين ، ويسمى عيد الخمسين ، أو عيد البندكستى ، ويعتبر بداية لتاريخ الكنيسة المسيحية ، وبدء كرازتها وانتشارها . حيث تحقق فيه وعد السيد الرب لتلاميذه القديسين " ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم . وحينئذ تكونون لي شهوداً في أورشليم وكل اليهودية وفي السامرة وإلى أقصى الأرض " ( أع1 : 8 ) وفي عهد الحاضر ، صارت لعيد العنصرة أهمية خاصة وفيه تمت سيامتة غالبية الآباء الأساقفة وشعر جميع الناس بأهمية هذا العيد السيدى ، وفرحة الايبارشيات فيه . وفي كل عام كانت تجتمع الآف عديدة من الأقباط في الكاتدرائية المرقسية الكبري ، للاشتراك في الاحتفالات بسامة أحبار الكنيسة الأجلاء . وكنا نلقى عظات ومحاضرات عن الروح القدس في تلك المناسبات السعيدة ، وفي اسبوع العنصرة ، من الصعب تجميعها كلها وهناك عمل آخر خاص بالروح القدس ، أنعم به الله علينا ، وهو : تكريس الميرون المقدس مرتين : في سنة 1981 م ، وفي سنة 1986م وذلك لاحتياج الكنائس إليه ، وبخاصة لتأسيس كنائس عديدة جداً في بلاد المهجر ، واحتياجنا للميرون في تدشين الكنائس والمذابح والمعموديات ، وأيضاً ما تحويه الكنائس من الأوانى المقدسة ومن الأوانى المقدسة ومن الايقونات . يضاف إلى هذا احتياج الآباء الكهنة إلى ميرون في سر المسحة المقدسة التى صاروا يتقونها تماماً بسته وثلاثين رشماً للمعمد . وكنا نلقى أيضاً عن الروح القدس في أيام تقديس الميرون إلى جوار اجابة اسئلة عديدة كانت تصلنا عن الروح القدس . وما نشرناه عن الروح القدس في مجلة الكرازة وفي الكرازة وفي جريدة وطنى وقد جمعنا ما بين يديك في هذا الكتاب كدفعة أولي وقصدنا بالدرجة الأولي أن تكون مقالات روحية : أما الجزء العقائدى أو اللاهوتى ، فله كتاب آخر . ولذلك نعدك إن شاء الله بإصدار كتال عن [ إنبثاق الروح القدس ] ضمن مجموعة كتب ستصدر عن [ اللاهوت المقارن ] في مجال الحوار اللاهوتى الذي توم به سعياً وراء الوحدة المسيحية . ونستثني من منهجنا الروحي في هذا الكتاب ، الفصل الأول الذي موضوعه ( من هو الروح القدس ) ، الذي لزم لنا كمدخل إلى الموضوع الروحى ونحن نرجو أن تشعر بأهمية الروح القدس في حياتك وخدمتك ومن أجل هذا خصصت الكنيسة المقدسة ، في السبع صلوات اليومية ، صلاة الساعة الثالثة ، نتذكر فيها عمل الروح القدس منذ حلوله على التلاميذ يوم عيد العنصرة ، مبتهلين إلى روح القدوس أن يحل فينا ويطهرنا من كل دنس . ختاماً هذه المقدمة ، لكي تدخل معنا في موضوع الروح القدس ، وعمله فينا وشركتنا معه ، وصفات عمل الروح ، ومدي استجابتنا أو مقاومتنا له ، مع فصل طويل عن ( إطفاء الروح ) . ليكن الرب معك أيها القارئ العزيز ، بعينك بعمل روحه القدوس فيك ، وفي خدمتك أيضاً .
نُقدّم فىِ هذا الكِتاب العلاج للخطيّة مُمثلّ فىِ شريعة تطهير الأبرص التى ترد تفصيلاتها فىِ سفر اللاويين 13 ، 14 إِذ تحكىِ لنا قصة الخطيّة تلك الكلِمة البشِعة " الخاطئة جداً " مرموزاً
لها بمرض البرصِ الخطير فتُخبرنا عن دخولها وإِنتشارها ونتائجها ومظاهرها وخطورتها