أرض معركة أم جنة ممتعة ؟! ليس من حدث يرمز لقيامة السيد المسيح مثل قذف الحوت ليونان من جوفه حيا . فعندما طلب الكتبة والفريسون من السيد المسيح أن يريهم آية ، أجاب : " جيل شرير وفاسق يطلب آية ، ولا تُعطى له إلا آية يونان النبي ، لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال ، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال ... هوذا أعظم من یونان ههنا " ( مت ۱۲ : ۳۹- ٤١) . هنا أشعر بالدين للقديسين جيروم ومار يعقوب السروجي . فمن خلال كتاباتهما انسحب قلبي ليرتفع قلبي كما بجناحي حمامة ( يونان = حمامة ) ليرتفع مع شخص السيد المسيح القائم من الأموات ليهب مؤمنيه قوة قيامته .
" رأى ( إشعياء ) مجده وتكلم عنه( يو ١٢ : ٤١ ) فتح روح الله عن أعين الأنبياء ، فرأوا ربنا يسوع المسيح قادما ، فماذا رأى إشعياء ؟ شاهد إشعياء النبي الإنجيلي نداء رقيقا مقدما لكل إنسان ، يقدمه مخلص العالم كله لكي يختبر محبة الله الفائقة . تنفتح بصيرته ليرى السماء ترحب بالكل ليدخلوا إلى العرش ، وينعموا بالأمجاد الأبدية .
مع بدء القرن الحادي والعشرين يقف الإنسان في ذهول ، فخبرة عشرات السنوات الأخيرة حطمت إلى حد كبير إمكانية التنبوء عما سيحل بالعالم . مع كل صباح يتوقع الإنسان أن يسمع شيئا جديدا مؤلما لم يكن في الحسبان . إنه في حاجة إلى هذا السفر الذي يرد للنفس كما للجماعة المقدسة الطمأنينة : يكتشف الإنسان في هذا السفر أن الجالس على العرش يحرك العروش والقلوب ، لإقامة هيكله المقدس إن أمكن في كل قلب ! فلا خوف من الأحداث ، ضابطها أب محب وقدير . لا تتوقف يد الله الصالحة عن العمل لحساب ملكوت الله المفرح ، لتحول البشرية إلى موكب متهلل ! فلا اكتئاب ولا إحباط بعد ، بل فرح دائم ! مع كل بناء روحي تثور مقاومة عنيفة للهدم ، لكنها تتحول للبنيان إن أصلحنا داخلنا . يعمل روح الله ليقيم قادة يعتزون بعمل الله معهم وبهم . الله يريدك قائدا ناجحا ! يعمل القادة معا مع تقدير الواحد للآخر ، فلا عجرفة ولا حسد للغير !