الكتب
سر الوحدة والأسرار الكنسية
صرخات مرة من القلب !
في يوليو ١٩٩٩ روى لي أبونا أنجيلوس سعد بمسيساجا كندا ، الحادث المروع لشابة قبطية صغيرة أطلق عليها أحد الشبان الرصاص وقتلها بلا سبب ودون سابق معرفة . تذكرت كلمات القديس يوحنا الذهبي الفم التي تعبر عن صرخات قلبه المرة . يقول بأننا لا نسمع عن حيوانات مفترسة من جنس واحد متى اجتمعت أكلت بعضها البعض ، إنما بالغريزة الطبيعية تعيش معا في سلام وتعاون . أما الإنسان فإذ يجتمع مع أخيه سرعان ما يثور في أعماقه روح الحسد والغيرة ، وأحيانًا الكراهية المرة ، بل والقتل دون سبب ! تعرف الحيوانات المفترسة بالغريزة الاتحاد الطبيعي ، وأما الإنسان العاقل فلا يعرف الوحدة الصادقة النابعة من القلب ، لماذا ؟ وما هو الحل ؟
الأجبية وروحانية صلوات السواعى
نزول كلمة الله خالق الزمن وموجده إلى حياتنا الزمنية ، أعطانا الإمكانية أن نتحد معه لنحلق في السماويات ( أف ٢ : 6 ) ، ندخل من مجد إلى مجد فوق كل حدود المكان والزمان ، وفي نفس الوقت خضوع الخالق نفسه للزمن قدس حياتنا الأرضية والزمن ! هكذا لا يجد المسيحي ثنائية بين الحياة السماوية ووجوده على الأرض خاضعا للزمن . فباتّحاده بالسيد المسيح صار له حق الدخول في السماويات دون احتقار للزمن . هذا المفهوم يختلف عن بعض الاتجاهات المبالغ فيها . فتارة نرى في اهتمام البعض بالحياة الزمنية بمبالغة ، ينشغلون بالنشاط الاجتماعي في تجاهل مطلق للحياة الروحية السماوية . يتحدثون عن الخلاص بمعنى إنقاذ العالم اجتماعيا وسياسيا وثقافيا واقتصاديا ، حتى يكادوا ينسون عمل الدم المقدس في حياة الإنسان الداخلية . وينادي البعض بالحياة الإنجيلية في روحانية تكاد تجعل منها حياة أفلاطونية خيالية ، يبترون بعض العبارات من الكتاب المقدس ويعزلونها عن روحه . وتحت الكرازة بالروحانية يهاجمون كل نظام تعبدي وتدبير كنسي ، بل ويعلنون أن أولاد الله لا يخطئون قط ولا يقدرون أن يخطئوا ، وهكذا يحسبون أن الإنسان كأنه قد خلع الجسد تماما ، أو ترك الأرض مطلقا ، فلا يخضع المؤمن لزمن ولا لنظام . وهكذا تتحول الحرية إلى مجال من الفوضى تحت ستار الروحانية .
سر المسحة الميرون المقدس والعرس الأبدى
الأسرار الكنسية في جوهرها هي تمتع بعمل نعمة الله القدوس في حياة الكنيسة ، كما في حياة كل عضو فيها ، لكي تتهيأ للعرس الأبدي . ففي سر العماد يتمتع المؤمن بعمل الروح القدس في مياه المعمودية لينال الميلاد الجديد ، ويحمل طبيعة الإنسان الجديد الذي على صورة خالقه . إنه يولد كطفل يحتاج أن يرضع من لبن أمه ، الكنيسة ، غير الغاش ، لكنه يبقى محتاجا إلى النمو والنضوج ليتهيأ بالحق للعرس الأبدي ، فتصير نفسه عروسًا تحمل مع كل يوم إشراقات بهاء عريسها ، ملك الملوك ، وتسمع صوته يناجيها : " جملت جدا جدا ، فصلحت لمملكة ، وخرج لك اسم في الأمم لجمالك لأنه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب " ( حز ١٦ : ١٣- ١٤ ) . هذا ما تود كلمة الله وتعليقات آباء الكنيسة أن نختبره خلال ما يدعى " سرّ المسحة " .
أفخم بيت رأته عيناى
بعد تجوال طال أمده أخيرا أحسست باستقرار حقيقي في أعماقي ، فقد دخلت بيت أبي العجيب . موقعه فرید ، من يقدر أن يصفه ؟ أبوابه مفتوحة على مصراعيها ، تُرحّب بي ! أساساته لن تهتز ، تهب سلاما وأمانا لنفسي ! سقفه ليس فيه تسرب ، يحميني من الحر والبرد ! حوائطه ليس فيها شقوق ! حجرة الطعام مملوءة بما تشتهيه نفسي ! أثاثه مريح للغاية ! حجرة الدراسة ، تقدم لي كل معرفة ! حديقته ، أشجارها دائمة الثمر ! أسواره لن يقدر عدو أن يقتحمها ! إنه بيت أبي السماوي ، حضن الآب الذي فيه " نحيا ونتحرك ونوجد " ( أع ۱۷ : ۲۸ ) . ليس من موضع أجد فيه استقراري وراحتي وسعادتي وشبعي مثل حضن أبي السماوي .
الأسرة وروح القيادة
صراع ظاهر أو خفي :
غالبا ما تعاني العائلات من صراع علني أو خفي ، فيمن هو قائد الأسرة . فالأب وأحيانا الجد يرى في نفسه رب الأسرة صاحب الخبرات ، له حق قيادة الأسرة ، وإن حدث حوار فكلمته هي الفاصل النهائي . والزوجة تشعر أنها هي المسئولة عن تدبير شئون الأسرة ، فهي القائد الحقيقي . والصبيان والشبان يشتكون : " لماذا لا تثقون فينا ؟ نريد أن نتنسم جو الحرية . حتى الطفل الرضيع ، قبل أن يتعلم أن ينطق يحاول بكل وسيلة أن يكون المحرك العملي لكل من هم حوله ليحقق ما في داخله ، مستخدما كل وسيلة ممكنة بالنسبة له ، تارة الابتسامة ، وأخرى بالصراخ ، وثالثة بحركات جسده ! قد يبدو الإنسان هادئا وخاضعا معطيا لمن هم حوله ، لكن قد تغلي أعماقه في داخله ، مشتاقا أن يكون القائد التنفيذي في الأسرة .
المشورة العائلية عند أباء الكنيسة الأولى
نظام عائلي فريد
ينفرد الإنسان دون سائر المخلوقات السماوية والأرضية بانتمائه لنظام عائلي فريد . فيشعر بعضوية للعائلة البشرية الممتدة من أقاصي المسكونة إلى أقاصيها ، ومن آدم إلى آخر الدهور . يعتز بآبائه ويشعر بالدين لهم فيما قدموه له من تقدم عبر الأجيال . كما يشعر بالمسئولية الجادة للعمل لحساب الأجيال القادمة بمسرة ، حتى وإن جاءت ثمار عمله بعد رحيله من العالم بسنوات أو أجيال . هذا ومن جانب آخر ، فإن الله في حبه الفائق للبشرية يقول : " أنا قلت أنكم آلهة وبنو العلي كلكم " ( مز ٨٢ : ٦ ) . يريد من كل إنسان أن يدرك اعتزاز الله به شخصيا كابن الله بالنعمة ، وكعضو في العائلة المنتسبة الله ، أب المؤمنين .
المرشد فى أختيار شريك الحياة
اختيار الطرف الآخر والنضوج
أساسيات خاصة بالإيمان - أساسيات خاصة بأسلوب الحياة أساسيات خاصة بثقافتك ـ سمات شخصيتك وشخصيتها الفحص العميق والدقيق ـ اختبر نفسك ـ كيف تنهي العلاقة ؟
سؤال حول اختيار شريك الحياة
ماذا يقول الكتاب المقدس عن الزواج ؟
ماذا يقول آباء الكنيسة عن الزواج ؟
طفلك!
للأطفال عالمهم الخاص الذي يليق بالوالدين – كما بالقادة – أن يتعرفوا عليه لكي يدخلوه ، لا بروح السلطة وحب الامتلاك ، ولا بروح الاستخفاف والاستهانة ، وإنما بروح الحب والاتزان والوقار ، لكي يعيشوا معهم في " عالم الطفولة " ، ويتدرجوا بهم إلى " عالم المراهقة " ، ثم " عالم | النضوج " ، حيث يتدرب الأطفال جنبا إلى جنب مع مربيهم ، وينمو الجميع معا فيالمعرفة والخبرة . الآن ، ما هو عالم الطفولة اللائق بنا أن نتعرف عليه ، ونعيشه مع أطفالنا ؟ ما أتكلم عنه هو الاهتمام بقلوب الأطفال والتقوى . هذا واجب مقدس ، من ينتهكه يرتكب بصورة ما جريمة قتل للأطفال . ليصر كل شيء في المرتبة التالية بعد اهتمامنا بأولادنا ، فنربيهم في تعليم الرب وإنذاره ( أف ٦ : ٤ ) .القديس يوحنا ذهبى الفم
قيامة السيد المسيح والليل يضئ حولى
ظلمة أم نور باهر !
تعليق القديس يوحنا الذهبي الفم على عبارات داود النبي والملك المذكورة في ( مز ١٣٩ : ۱۲ -۱۱ ) ، سحب قلبي إلى أسبوع البصخة المقدسة أو أسبوع الآلام . ماذا رأى الذهبي الفم ؟ رأى المرتل وهو يئن في مرارة ، لأن الظلمة قد وطأت بقدمها عليه وكادت تسحقه ، لكن سرعان ما رأى الله محب البشر ، قد تدخل لا لينزع الظلمة ، بل يغير طبيعة الظلمة ، فجعلها تشرق بنور عجيب بهي . تحولت المرارة إلى عذوبة . يدعونا الذهبي الفم أن نتطلع إلى الثلاثة فتية القديسين وهم في الأتون : النار ملتهبة والفتية يتمتعون بندي مبهج يرطب الجسد والنفس . لم تتغير النار إلى ندى ، ولا أطفأ الندى لهب النيران ، لكن الله أنعم لهم أن يقتنوا من النار ما هو على غير طبيعتها المهلكة ( دا ٣ ) ! هكذا لا ينزع الله عنا الضيقات ، لكن في وسط الضيقات ننعم بالتعزيات الإلهية ؛ يجعل الليل مثل نور مشرق بالبهاء !