الكتب

صديق نصف الليل

إن المثـل الذي سنتناوله يتمحور بالأساس حول الصلاة وما تتطلبه من لجاجة . والصلاة لا تقف هنا منفردة كفعل يتوجه به المصلّي الله ، ولكنها تستند بالأساس على شعور وحش صادق بأبوة الله . فالله ( الأب ) هو متلقي الصلاة وهو الذي يهب ـ في المقابل ـ كنزه الثمين ؛ أي الروح القدس . واللجاجة في الصلاة كما يشرحها لنا المثـل ليست تكرارا روتينيا للنداء أو لقرع الباب ، ولكنها شعور صادق بالاحتياج ؛ شعور من القلب يصدر . وقد يكون هذا الشعور صامت بدون كلمات ، وبالرغم من هذا يبقى القلب هو المعبر الأصدق عن الاحتياج البشري . فقد يصرخ القلب طالبا المعونة بينما يصمت الفم ، إلا إن عيني الله ترصدان حركة القلب ، وتستجيب .

نحو الصلاة

إننا لا نستطيع التحدث عن الصلاة ، فالكلمات لا تعبر عن الحقائق اللامادية ، لأن الكلمة هي أداة العالم للتعبير عنه ، بينما الصلاة هي حياة تُعاش ، وخبرة نتذوقها ، بالقلب ، أداة الأبدية ، وهو الذي يستطيع أن يعبر في صمت عن الأمور اللأمنظورة . ولكننا هنا سنحاول أن نتحرك نحو الصلاة ، نقترب منها في خشوع ورهبة يجللنا صمت يليق بمحضر الله ، ندور في أفقها فنتلامس س مع الضياء المنبعث منها كهالة من نور ، نقترب منها فيدفئنا لهبها ويضرم فينا الشوق الله ، موضوع صلاتنا . الصلاة تجعل الذهن جديرا بأن يرى مجد الله في غمامة نور عظمته ، داخل بلد الكائنات الروحانية ، بعجب وصمت أوقفهما الدهش عن كل حركة . وينذهل من جمال أشعة النور الوفيرة الإشراقات التي تطلع عليه ، فترمي العالم في العجب من رؤيتها ، وهي حياة الكائنات الروحانية وتنعمها ، فتسكت حركاتها النارية ، عظمتها . يوحنا الدلياتي ( الشيخ الروحاني ) إن الصلاة ليست صرخة في بطن واد أو نداء في صحراء يتردد صداه في الأفق الممتد ليغيب ويتلاشى مع تلاشي الصوت والكلمة . كما إنها ليست ضرورة أوجدتها الديانة واختلقها الإنسان ليكلم الفراغ متوهما فيه إله النجدة والإنقاذ . إنها ليست ضرورة خيال مريض يثرثر مع ذاته متوهما في ذاته الأخرى إلها ، يخاطبه فيما يسميه صلاة !! كما إنها ليست خمرا تسكر به النفس فتتعامى عن حقائق المعقولات وتبتعد عن واقعية الأرض والجسد والزمن ، لكنها ضرورة حياة ؛ إنها فعل عميق يلمس الجانب الإلهي الخالد في تكوين الإنسان ـ الروح ـ التي هي وديعة الإله لنا وفينا

الأنبا بيشوي شمعة مضيئة في كنيستنا القبطية

يسرني يا أبنائي وأخوتي الأحباء أن اشترك معكم في الإحتفال باليوبيل الفضي لسيامة نيافة الأنبا بيشوي أسقفاً . أن أتحدث بالأكثر عن نيافة الأنبا بيشوي لما تربطني به من عوامل كثيرة من المحبة والثقة . ويسرني كثير هو الحديث ، الذي يمكن أن نقوله عن هذا الأسقف الفاضل . أولاً : هو فرع نافع ويانع من أسرة طيبة عريقة الأصل . كنت أعرف عمه الأستاذ الفونس نيقولا . وكان الأستاذ الفونس نقولا هو كبير أقباط دمياط . وكان أيضاً نائباً في البرلمان فيما قبل الثورة . وكان نقيباً للمحامين في دمياط أيضاً . وكان رجلاً فصيح اللسان قوياً في بلاغته . وكانت تربطني به رابطة محبة عميقة . وحينما كنت أذهب إلي دمياط للوعظ ، وأنا أسقف ، كنت أبيت في بيته في دمياط أو في عشته في رأس البر . أيضاً كان العم الأخر لنيافة الأنبا بيشوي أستاذاًكبيراً في الجامعة ومهندساًكبيراً أيضاً ورجلاً له مكانته . ولعله عن أسرته ورث هذ الذكاء . فمنذ طفولته وهو انسان نابغ . وحينما كان طالباً في كلية الهندسة كان الأول بإستمرار وكان ينجح بدرجة إمتياز . وعين معيداً في الكلية . ونال درجة الماجستير . ولو استمر في نهج هذا التعليم لأصبح استاذاً كبيراً في الهندسة أو عميداً ، لكنه إختار طريق الرهبنة ، وحياة الصلاة والتأمل وتكريس النفس كلية الله . بحيث لا يشغله عن الله شئ من أمور العالم كله . هذا الذكاء الذي اتصف به نيافة الأنبا بيشوي استمر معه في حياته كلها طبعاً . وكان إلي جوار الذكاء ، ولا يزال يتميز بحياة التدقيق . فهو يدقق كثيراً في كل لفظ وفي كل تصرف . ودقته أيضاً صاحبته في التفكير اللاهوتي . فكان له مركز كبير في الحوار اللاهوتي بيننا ، وبين سائر الطوائف المسيحية . ودقته أيضاً صاحبته في تحقيقاته مع الكهنة . وأصبح إنساناً في منتهی الأباء الدقة في التحقيق وفي التدقيق .

مار ديونيسيوس

قصة الكرازة في أثينا ... اقترب الرسـول بولس في رحلته الكرازية الثانية من الانتهاء ، فجاء إلى بلاد اليونان ، حيث دخل مدينة تسالونيكي ومنها انتقل إلى بيريه ، فـأحرز نجاحا باهراً في الخدمـة ، مما زاد كيد اليهود وحنقهم عليه ، فهيجوا الجمع على بولس ... ولما رأى الاخوة أن بقاء الرسول في تلك المنطقة محفوف بالخطر شیعوه في السفينة إلى أثينا ... بولس يبشر الفلاسفة الوثنيين : في صباح اليوم الرابع تطلع بولس إلى عاصمة الفن من بعيد تتلألأ تماثيلـهـا الـبرونزية الضخمة من قمم الأولمبوس فخفق قلبه جدا . فلم يجـد الجو ملائما للكرازة هناك فكان يهيم على وجـهه بين أطلال كـأنـه غـريب .. وشـاهـد كـثـرة الأصنام التي ازدحـمت في كل شـوارع المدينـة فـضـلاً عن أن مركز هذه العبادات الرئيسي كان

سيرة الشهيد مار سيدهم بشاي

بقلم صاحب النيافة الحبر جزيل الاحترام الأنبا بيشـوي سكرتير المجمع المقدس وأسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري أجمل ما في سيرة الشهيد سيدهم بشاي أنها تشبه قصة آلام السيد المسيح في كثير من نواحيها . فقد بدأ الشهيد يواجه مرحلة الاستشهاد وهو ذاهب إلي الكنيسة وقبض عليه بعد الصلاة في الكنيسة بدمياط . هكذا أيضـا السيد المسيح في ذهابه إلي أورشليـم في عيـد الفـصـح صـعـد ، إلى هيكل الرب . وفي طريقه إلـي هناك بدأ حسد اليهود له واصطدامـهم به ، ثم تآمروا عـليه ليقتلوه وقبض عليه وهو يقضي أيام عيد الفصح في أورشليم . وكما حوكم السيد المسيح مرتين ، مرة أمام مجمع اليهود ومرة أيام بيلاطس البنطي وحكم عليه بالموت في نهاية كل منهـما . هكذا حـوكم القديس سيدهم بشـاي مرتين ، مرة أمام قاضي المدينة والأخـري أمام المحافظ . وفي كل مرة حكم عليه بالموت . وبعدما حوكم السيد المسيح المحاكمة الأولي أمـام مجمع السنهدريم وحكم عليه بالموت بدأت العذابات والآلام كما ذكر في الإنجيل : « فالجميع حكموا عليه أنه مستوجب الموت . فابتدأ قـوم يبصقون عليه ويغطـون وجـهـه ويلكـمـونه ويقولون له تنبـأ وكـان الخـدام يـلـطـمـونه » ( مر ٦٤:١٤ - ٦٥).

سيرة الشهيد مارجرجس المزاحم

عيد القديس مارجرجس المزاحم قال أبونا انبا اثناسيوس لمجـد الله أبتدئ أنا الخـاطئ ، وبمعونته وقدرته أقـتدي ، وأقـول مع القديس مـتي الانجيلي أن الصديقين يضيئون مـثل الشمس في ملكوت أبيهم ( متي ٣٣:١٣ ) وداود النبي يقول مـا أعظم أعمالك يارب فإنهـا بحكمة صنعت ، ونور أشرق للصديقين وفرح للمستقيمي القلوب ، وكثيرة هي أحزان الصديقين ومن جميعها ينجيهم الرب ، ويحفظ الرب جميع عظامهم وواحدة منها لاتنكسر ( مز ٥:٩٢ ، ١١:٩٧ ، ١٩:٣٤ ) . بالحقيقة كمل هذا القول علي القديس البار الإناء المكرم المختار والفرع الزاهر سـيـدي مـارجـرجس المزاحم الذي فـاز مـن قـبل الرب بالمراحم والرأفات ، لأنه ظهر في ملئه كالحجر الجوهر الذي يضئ في وسط مكان مظلم ، وصار كالورد الطيب النابت في وسط الشوك والحـسك ، بالحقيقة لقد صـار طيبك وأزدهر أكثر من ورود شـهر برموده ( الذي يظهر في الربيع ) .

ديماس اللص التائب

لمار يعقوب السروجي هلموا أيها التائبون يقول أبينا القديس : « محبوب هـو خبـر اللص من كل الأخبـار وبالأكثـر علي الخطاة تقدمـوا أيها التائبون ، اسمعـوا التشجيع المولد للحياة ، تشبهوا بي أيها الفقراء أصحابي .. هلموا نعزي قلوبنا بالخبر الغني ... هكذا الخاطي يشتهي أن يسمع فقط علي الغفران الذي يفرحه ، لأنه إذا تكلمـنا بالبـر أحني الخـاطئ رأسـه ولكن أن تكـلـم أحـد بالغفران أستيقظ الذليل ... ومن هو مثلي ابتلي بالآثام يفرح بخبر اللص لأنه قول ممتلئ رجاء للأشرار والخطاة ... هو صوت يوقظ النفس الضعيفة للتوبة ، إذ يعطي قوة لحركة الرجل التي أذلتـها الذنوب ، وهو منظـر هادئ يحـيي الأصـول المائتة ويكثـر غـلات الأرض التي عرفت الأثمـار هو ظل شـهي ترطب بها الزراعـات اليابسة ، هو باب مفتوح لم يغلقه إلا الموت . إنه حسن قولي هذا لهؤلاء الذين عملوا ساعة واحـدة وخبري شهي للمحتاجين للغفران . إنه في الوقت الذي هرب فيه الرسل ، قام اللص يعترف بالابـن بغیر انقسام ، هرب توما ، وكفـر سمعان والتلميذ الذي يحبـه قام بالبـعد وسكت كغريب في وقت الآلام ، واللص نطـق بصـوت الاعـتـراف . لـم تـحـركـه ضـجـة الجنـود ولا اضطراب الشـعـب ولاتهـديد الجـاحـدين ، لم تقع في أذنيـه أصـوات اضطراب المجدفين ولا وسـاوس المستهزئين .. إنه فـلاح

القديسة مريم التائبة والأنبا إبراهيمالمتوحد

لا سبيل إلا التوبة .. نكمل حديثنا عن طريق الخلاص الذي رسمـه لنا الإنجيل منذ بدأ بشارة السيد المسيح له المجد " حيث نادي قائلاً : توبوا لأنه قد اقترب منكم ملكوت السموات وقصـدنا أن نوضح ذلك بأمثلة حقيقية من تاريخ كنيستنا " . وقد قدمنا مثال عن قوة التوبة والاعتراف في حياة ( القديسة مريم المصرية ) ومثال آخـر عن قوة التوبة لتجديد الحياة وعمل الرجاء في حياة يعقوب التائب وهنا نتحدث عن التوبة وكيف تعيدنا إلى رتبتا الأولى من حياة مريم التائبة .. التي تحدثنا عن : 1 - لزوم التوبة لكل أحد إلى النهاية فما دمنا في الجسد فنحن نحتاج إلي التوبة وليس أحد بلا خطية ولو كانت حياته يوما واحـداً على الأرض . لذلك نحن نصلى كل يوم قائلين : « توبی یانفسی مادمت في الأرض ساكنة ( صـلاة النوم ) فلو قلنا أننا بلا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا ، وإن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ... ولكن لماذا يحتاج الإنسان بكل إرادته أن يقدم توبة ورجوع وندامة عن خطاياه ؟ الإجابة : أن الله ترك الإنسـان في العالم بعـدمـا سـقط بغـواية الحيـة وأعطى الحرية وخير بين الخير والشـر ( الحيـاة والموت ) وأعتبر له إمتحانا !

القديس يوسف الرامي و كفن السيد المسيح

لقد صار يوسف الرامي رمزا ومثلاً أعلى لمن يهتمون بدفن وتكريم أجساد القديسين فقد استحق أن يأتمنة الرب على جسده المقدس - وأعطاه هذا الشرف العظيم الذي لا يقدر بثمن وصار يوسف موضعا لاتمام نبوة أشعياء النبي عن دفن السيد المسيح في قبر رجل غنى ( أش 53 : 9 ) • لقد حرك روح الرب يوسف لأتيان هذا العمل العظيم ، ان « كان هو أيضا ينتظر ملكوت الله » ( لو ۲۳ : ۵۱ ) • وأستجاب يوسـف لحركة الروح وقدم بسخاء وأكـرام عظيمين ما يلزم لدفن جسد الرب يسوع من قبر وأكفان « لفه بكتان ووضعه في قبر منحوت حيث لم يكن أحـــد وضع قط » ( لو ٢٣ : ٥٣ ) استعار الرب قبراً جديدا من البشرية ليهبها عوضا عن القبر قيامة لحياة جديدة أفضل وهكذا قدم يوسف الرامي قبره الجديد نيابة عن البشرية كلها ،

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل