الكتب
تدبيرك فاق العقول الجزء الثاني
إن ضغوط الحياة المادية في الآونة الأخيرة قد أثرت على الكثيرين . ومع التقدم العلمي والأجهزة الحديثة ، فقد أصبح العقل هو المحرك الأساسي للإنسان في كل مجالات حياته ، وكذلك أصبحت الأحداث المادية هي التي تشكله . وبالتالي أصبح معرضا للإحباطات والاكتئاب ؛ لعجزه عن مقاومة قوى العالم التي هي أكبر منه . لذا فالإنسان المعاصر أحوج ما يكون لأن يشعر بالله في حياته . ويزداد إيمانه به ؛ حتى يحتفظ بسلامه ولا ينزعج من الأمور المعاكسة . وحتى يثق في نفسه المعتمدة على الله ؛ فيتقدم بنجاح في كل أعماله ومعاملاته . قدمنا في عام 2003 الجزء الأول من سلسلة ( تدبيرك فاق العقول ) ، التي هي قصص واقعية تجسد يمان المسيحى وتظهر من خلال حياة أولاد الله . وفي هذا الكتاب ، الذي هو الجزء الثاني من هذه السلسلة ، نقدم مجموعة جديدة من هذه القصص ؛ لتعينك أيها القارئ في مسيرة حياتك وتعمق علاقتك مع الله وتشددك لتنجح في كل أعمالك . وامتاز هذا الكتاب بتبويب القصص تحت مواضيع روحية أساسية في حياتنا ، فهو يشمل ثلاثة أبواب رئيسية هي :
1- وسائط النعمة .
2- الفضائل .
3- العلاقة مع القديسين . ويشتمل كل باب على مجموعة من الفصول ، مرتبطة بها قصص هذا الكتاب .
تدبيرك فاق العقول الجزء الأول
يتأثر الكثيرون بقصص القديسين المعروفين فـي تـاريخ الكنيسة ولكنهم يشعرون بمسافة بعيدة بينهم وبين هؤلاء القديسين لأجل صعوبة الظروف المعاصرة . يفرحون بأعمال الله الواضحة في الكتاب المقدس وحياة الآباء الأولين ولكن هل يا ترى يمكن أن يظهر الله في جيلنا المعاصر ويعلن صوته لكل واحد منا ؟ هذه هي فكرة الكتاب الذي بين يديك ، إنها مجموعة من القصص الواقعية التي حدثت قريباً في جيلنا المعاصر شاهده بأنفسهم من كتبوها إنها صورة واضحة لمحبة الله الذي يعمل ع الكبيـ والـ صغير مادام له إيمان واهتمام أن يطالبه . إنها صورة للحياة الروحية المعاشة ببساطة واختبار الله يومياً والتعامل معه وخاصة في الضيقات . اهتمت بعض الخادمات بجمع هذه القصص من كهنة الكنيسة وخدامها وتم صياغتها وعرضها في هذا الكتاب لعله
حكايات الكتاب المقدس كنيسة المسيح من جنة عدن إلي الملكوت
الكتاب المقدس كله يتكلم عن موضوع واحد هو خلاص الإنسان ، فيبدأ بخلقة الإنسان وسقوطه ، ثم إعداد طريق الخلاص طوال العهد القديم . وفي ملء الزمان تجسد المسيح وفدي البشرية وأعطى الخلاص في كنيسته لكل من يؤمن به . وفي النهاية يأخذهم للسعادة الأبدية في ملكوت السموات . إن كل قصص الكتاب المقدس هي حلقات في سلسلة واحدة ؛ لتقود القارئ من السقوط في الخطية إلى الحياة الجديدة في المسيح ، وفي النهاية تمتعه بالأمجاد الأبدية . الإنسان في ذهن الله قبل تأسيس العالم ، وإذ يعرف أنه سيسقط دبر خلاصه من خلال الكنيسة . وكل مراحل حياة الإنسان في العهد القديم هي رموز للكنيسة التي أسسها المسيح في ملء الزمان وكرز بها الرسل والكهنة والخدام على مر الأيام حتى الآن وإلى نهاية العالم . وكتابنا هذا يوضح هذه الصور من خلال قصص الكتاب المقدس ، فيقودك أيها القارئ العزيز منذ أن كنت في ذهن الله وخلق العالم لأجلك ؛ حتى يوصلك إلى الملكوت . إذ تقرأ هذا الكتاب ، ترى المسيح واضحاً في كل حلقات تاريخ البشرية ، منذ أن خلق الإنسان ؛ حتى يصل إلى الملكوت وهذا
طريق الأفراح
الفرح هو مطلب جميع الناس في كل جيل وفي كل مكان خاصة في عصرنا الحالي ، حيث زادت الضغوط وانتشر الاكتئاب تبعاً لها ، وسئم الناس من الأفراح المؤقتة ، ويطلبون فرحاً يدوم في داخلهم . لقد استعرضنا في كتابنا الأول صفات الفرح الحقيقي ، وكيف يختلف جذرياً عن الأفراح السطحية التي يعرفها العالم ، ويسمو عنها سمو السماء عن الأرض ، حتى لا نضل طريقنا في بحثنا وسعينا نحو الفرح . وقد صدر هذا الكتاب في يناير 2008 وفي كتابنا الثاني ، الصادر في أبريل 2008 ، رأينا تأثير الفرح في حياتنا وكيف أنه يغير كل شئ في داخلنا ويواجه كل الصعاب ولا يتأثر بها ، بل ويتجدد هذا الفرح في داخلنا ؛ لنتمتع به ويظل معنا حتى في الأبدية . والآن في كتابنا هذا ، بعد أن اقتنعنا بضرورة الفرح وأثره العجيب في حياتنا وحاجتنا الشديدة له ، نواجه سؤالاً هاماً ، هو كيف نفرح ؟ سنستعرض في الكتاب مشجعات الفرح ومعطلاته ووسائل قوية تضمن لنا الوصول إلى الفرح والتمتع به ؛ حتى يصبح هذا الفرح مطلب جميع البشرية والتي تعجز عن الوصول إليه ميسور ومتاح لنا ، فنتمتع به ، بل ونفيض أيضاً على الآخرين . يشمل الكتاب مجموعة وسائل مؤثرة جداً في الإنسان ، وتصلح أن تكون تدريباً يحيا به مدة طويلة ، فيتحقق له الفرح .
فرح عظيم
قدمت المدنية اختراعات كثيرة لراحة الإنسان ، واستطاعت بعلم الدعاية أن تجتذب قلبه إليها ، كل هذا كان الغرض منه إسعاد الإنسان ، ولكن للأسف على قدر جرى الإنسان وراء كل ما هو جديد كان بهذا يبتعد عن السعادة ، وازداد انتشار الاكتئاب وسط الناس . ولا يمكن إيقاف تيار المدنية والتقدم العلمي ، الذي يمنح المخترعين والشركات مكاسباً مادية . وفي نفس الوقت يبهر الإنسان ؛ فيطلبه بشدة ويتمناه ، ولكن مازال السؤال : أين الطريق إلى الفرح ؟ يظهر فجأة رجاء لكل المتضايقين وهو مختلف تماماً وسائل الفرح التي ينادي بها العالم ، ألا وهو شخص ربنا يسوع المسيح ، الذي تجسد ليعطينا الفرح ، وليعطينا حياة أفضل . عن ما هو الفرح الذي يقدمه لنا المسيح ؟ وكيف نناله وسط وسائل كثيرة للفرح في العالم ؟ وكيف نميز وسائل الفرح العالمي لنحترس منه ووسائل الفرح الحقيقي الذي يهبه لنا المسيح ؟ سنناقش على صفحات هذا الكتاب الفرح العظيم الذي يقدمه لنا الله ، وكيف نميزه ونقتنيه ولا نضل في متاهات الأفراح العالمية ، التي تنتهي بنا إلى التعاسة ثم الهلاك .
فرح مجدد ومجيد
الفرح أمر يتمناه كل إنسان في العالم ، ولكن لا يستطيع أن يصل إليه إلا أولاد الله فقط ؛ لأن الفرح يعتمد على المسيح الساكن فينا وعمل الروح القدس ؛ لذا فإن العالم يحاول أن يفرح بطرق كثيرة ، ولكنها أبعد ما تكون عن أن تعطيه الفرح الحقيقي الداخلي ، فهي لها بريق الفرح الخارجي ولكن للأسف تخلف في داخل القلب أحزاناً . ولذا فشتان بين الفرح الحقيقي وأفراح العالم . والفرح الحقيقي له صفات محددة ، هذا ما أوضحناه في الكتاب الأول المسمى فرح عظيم ، الصادر في شهر يناير الماضي . ونحن نعيد لعيد القيامة المجيد ندرك كيف أن القيامة هي المحرك الأساسي للفرح ، فمن يفهم قيامة رب المجد يسوع يدخل بالضرورة في أعماق الفرح كما يوضح هذا الكتاب . ومن جهة أخرى فالفرح له تأثيره العميق على حياة أولاد الله ، فلا يمكن أن نتخيل أولاد الله بدون فرح ، أو بدون الصفات الجميلة التي ينشئها الفرح في داخلنا ، كما يبين هذا الكتاب . ونستطيع حينئذ أن نفهم وصية الكتاب المقدس " إفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا " ( في 4 : 4 ) . إن هذا الكتاب يظهر لك