العظات

القيامة مجد المسيحية الجمعة الأولى من شهر برمودة

القيامة يا أحبائي هي مجد المسيحية،لذلك الأناجيل الأربعة والكنيسة تركز جداً على حدث القيامة، إنجيل اليوم فصل من بشارة معلمنا مار مرقس،يحدثنا عن المريمات الذاهبين إلى القبر باكر جداً، لكن إيمانهم بالقيامة ضعيف، وتصديقهم للقيامة قليل،ذاهبين يتعاملوا مع جسديسوع المائت،ولأنه جسد مائت آخذين معهن أطياب، آخذين حنوط لأنه جسد مائت،ولأنه جسد مائت فهم في الطريق تذكروا عقبة شديدة جداً وهي من يدحرج لنا الحجر لكي ندخل ونطيب الجسد، من الذي يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟!،لكن لن كمل الطريق ونرى من الممكن أن إلهنا يساعدنا، وقد نستطيع نحن كسيدات أن نحركه، وقد يرسل لنا الله أحد ليساعدنا،هذا هو فكرهن، لكنهم ذهبوا ويقول لك فنظرن ووجدن أن الحجر قد دحرج لأنه كان عظيم جداً،إلى الآن أيضاً هن لايعتبرون أنه هناك قيامة، الحجر دحرج كيف؟! دخلوا القبر،عندما دخلن القبر،داخل القبر نظرن شاباً جالساً عن اليمين لابسا حلة بيضاء فذهلن،وجدوا ملاك، لابس حلة بيضاء، داخل القبر،قال لهم"لا تنذهلن أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب"فمن المؤكد أن الذي آتي إلى داخل هذا القبر تحديداً يريد يسوع،هل أنتم تريدونه؟ قد قام، ليس هو ههنا،هذا هو الموضع الذي وضعه فيه،أنتم تشاهدون المكان الذي وضع فيه وكان هناك حجر كبير لا أحد يستطيع أن يدحرجه،بدأ يعطي لهم البشرى أن يذهبوا إلى التلاميذ، وهنا معلمنا مرقس الرسول يركز على بطرس يقول لك"وقلن لتلاميذه و لبطرس"، لأنه كان يعلم الضعف الذي كان وقع فيه بطرس، أنه يسبقكم إلى الجليل فهناك ترونه كما قال لكم، وبالطبع أخذتهم الرعدة والحيرة إذا تعاملنا مع المسيح يا أحبائي أنه لم يقم،إذا تعاملنا مع المسيح أننا ذاهبين لزيارة قبر فيه جسد لإنسان مائت،إذا كان المسيح أنهى قصة تدبير خلاصنا وهو على الصليب أنزلوه ودفنوه وانتهى الأمر، معلمنا بولس الرسول يصل بالأمر لدرجة صعبة جداً ويقول لك "لو لم يكن المسيح قد قام فباطل إيماننا وباطل كرازتنا ونوجد نحن شهود زور لله"، كل الأمور لا توجد لها فائدة،لكن لماذا يا معلمنا بولس؟!، فربنا يسوع أقام موتى،ربنا يسوع قال تعاليم مقدسة، ربنا يسوع المسيح الإله الذي نزل وصلب، ربنا يسوع هو الذي تجسد، تدابير كثيرة لا تتوقف عند القيامة فقط، يقول لك لا فالمسيح جاء ليخلصني من حكم الموت، فكيف يغلب من الموت؟ إذا كان هو جاء ليخلصني من الموت إذا هو مات ولم يقم إذن الموت أقوى منه وبما أن الموت أقوى منه فبذلك هو لن يستطيع أن يخلصني من الذي أتى لأجله،يكون هو لم يفعل لي شيء، تخيل عندما يدخل طبيب ليجري عملية لشخص ما حالته خطيرة جداً وهذا الطبيب بمهارة شديدة يبدأ عمله في هذه العملية ونفاجئ بشيء عجيب أن هذا الطبيب نفسه مات بجانب المريض،أي أنت أتيت لتحيي هذا الرجل وتشفيه وجدناك أنت تموت بجواره، تخيل ربنا يسوع المسيح جاء ليقيمنا من الأموات ويخلصنا من حكم الموت فهو مات ولم يقم،مثل شخص جاء يخلص آخرمن دين وجدناه هو مديون، شخص جاء يخلص شخص من شخص آخر يضربه وجدناه هو أيضا قد ضرب، كذلك ربنا يسوع المسيح جاء يخلصنا من الموت كان لايمكن أن يمسك من الموت، كان لابد أن يغلب الموت لذلك القيامة هي ركيزة حياتنا المسيحية، انتصار المسيح على الموت الذي نقله لنا، رفع عقوبة الموت الأبدي الذي حكم به على الإنسان، موت أبدي،هلاك أبدي،لذلك إذا تخيلنا قصة ربنا يسوع المسيح قصة كاملة بدون أن ننظر إلى القيامة أقول لك لا فبذلك المسيح يكون قد غلبه الموت وأنتصر عليه، لكن لا فهو أتى ليعلن انتصاره على الموت،جاء يعلن انتصاره على الخطية، على الطبع البشري،على الموت، كل ضعف في الإنسان جاء ليغلبه،وكل ما كان سبب في هلاك جاء يحوله سبب لحياة، ومن هنا نجد أن ربنا يسوع المسيح كان لابد أن يقوم لذلك معلمنا بولس قال لك "أنه إذا لم يكن ممكناً أن يمسك منه"،ليس من الممكن أنه يمسك من الموت، ومنذقديم الزمن في سفر هوشع قال "أين شوكتك ياموت أين غلبتك يا هاوية"، لقد انتهى الموت،القيامة رجاء جديد لحياة جديدة، لانتعامل مع ربنا يسوع المسيح أن هذا جسد مائت موضوع في قبر، قال لك لا أنتم تطلبوا يسوع المصلوب،نعم نريده، نحن نحبه،نحن أحضرنا له أطياب، قال لك لا ليس هو ههنا،هو غير موجود، إذن أين ذهب؟هل نقلتموه إلى قبرآخر؟! قال لك لا إنه قام،قام القيامة يا أحبائي تحقيق أن يسوع الذي شاهدناه على الأرض هو الإله الحقيقي، القيامة تحقيق لعقيدتنا، القيامة تحقيق لإيماننا الأرثوذكسي، إيماننا المسيحي،لذلك الكنيسة تؤكدعلى أنه أهم فعل ربنا يسوع المسيح جاء وخلصنا به لابد أن يكون لنا فيه نصيباً الذي هو فعل الموت والقيامة،لكن كيف ينقل لنا فعل الموت والقيامة؟ قال لك بالمعمودية، معلمنا بولس الرسول يقول لك "مدفونين معه في المعمودية"،ما معنى مدفونين؟ندفن،ندفن أي نموت،لكن هل عندما نحضر طفل لنعمده ندفنه في المعمودية ونتركه مدفون أسفل أم نقيمه منها؟ نقيمه منها، فبذلك هو اجتاز الفعلين الموت والقيامة،لذلك عندمايقول"أنكم قد متم مع المسيح وحياتكم مستترة فيكم"،هل هناك شخص يحدث أناس أحياء يقول لهم أنتم متم!، يقول لهم أنتم قد متم مع المسيح وهم لا زالوا أحياء،قال لك لا بل يقصد متم مع المسيح أي تعمدتم،أي اجتزتم فعل القيامة،والصليب ليس فعل نظري في حياتنا كلنا أخذناه، بماذا أخذناه؟ بالمعمودية،لذلك إذا انتبهتم سوف تجدوا أن الله قصد بالتدبير أنه يقوم في اليوم الثالث، قال لك ولكن لماذا لم يقم في اليوم الثاني؟،أولماذا لم يقم في اليوم الرابع؟ قال لك لأن ربنا يسوع المسيح عندما أوصى على المعمودية قال "عمدوهم بسم الآب والابن والروح القدس"، ثلاثة،إذن كيف نعمد بسم الآب والابن والروح القدس وهم ثلاثة ونجعل المعمد يغطس مرتين، أو نجعل المعمد يغطس أربعة مرات أو خمسة أو ستة أو سبعة!،قال لك هم يكونوا ثلاثة أيام وفي نفس الوقت الآب والابن والروح القدس،لكي يكون هناك اتفاق،فأكون أنا تعمدت بسم الآب والابن والروح القدس وأيضاً دفنت مع المسيح ثلاثة أيام وقمت، لكن إذا كان أثنين أو أربعة لن تكن متطابقة، لذلك ربنا يسوع المسيح قصد أن تكون قيامته في اليوم الثالث، لكي يكون كل أحد فينا في المعمودية ينال نفس النصيب ونفس الفعل الذي ربنا يسوع المسيح فعله لنا،جيد جداً أن نكون بقلب المريمات المحب، الشغوف، المستيقظ باكراً جداً والظلام باقي، ليذهب إلى قبر يسوع، جيد جداً، ولكن ليس حسنا أبدا أننا نذهب إلى قبر يسوع وفي ضميرنا وفي قلوبنا وفي عقولنا أنه مجرد جسد مائت، أقول لك لا فهذا أمر يستحق العتاب،لذلك مريم المجدلية عندما ذهبت مرة ووجدت القبر فارغ،لم تصدق فرجعت مرة أخرى، وعندما ذهبت ثانية إلى القبر وجدته فارغ وهناك ملاك، وجدت يسوع نفسه كلمها وقال لها لا تلمسيني، تذهب تقول لهم يقولوا لها نحن لا نصدق ذلك،تعود ثانية، الآباء يقولوا أن مريم المجدلية التي ذكر عنها في الكتاب المقدس أنها ذهبت إلى القبر خمس مرات في فجر الأحد، خمس مرات هم يقولون أنه بينهم مرات لم تكن تأخذ المشوار كامل،تذهب وترجع وهي في منتصف الطريق أو ربع الطريق تتقابل مع شخص ذاهب تذهب معه مرة أخرى،تعود ثانية تتقابل مع فوج آخر تعود معهم، لكن الكتاب يذكر أنها خمس مرات كانت عند القبر، لكن من المفترض أن يكون لديها إيمان القيامة الكافي،على عكس يوحنا الحبيب الذي ذهب مرة واحدة فقط، مرة واحدة قال لك فرأى وآمن، قلب المريمات قلب ممتلئ عاطفة، قلب ممتلئ اشتياقات، لكن لا تكفي العاطفة بدون إيمان، الإيمان لابد أن يكون ممزوج بعاطفة، لذلك عندما أتعامل مع ربنا يسوع المسيح لا أتعامل معه بعواطفي فقط،هذا منهج منتقص، أخواتنا البروتستانت يتعاملوا بالعاطفة، أقول لك هذا منهج منتقص،قصة المشاعر والعاطفة هذا منهج غير كامل، لابد أن يكون معه إيمان سليم، أنني لن أذهب لقبر فارغ لكن أتأكد أنني ذاهب ليسوع المسيح الحي القائم من الأموات المصلوب المقام،هذا هو الإيمان الذي أذهب به،أذهب بهذا الإيمان مع عواطفي ومشاعري،هذا هو الإيمان الصحيح، جميل جداً أني أمزج عواطفي بإيمان سليم، جميل جداً أن الإيمان السليم يكون معه عاطفة ومشاعر من هنا يا أحبائي القيامة هي سر قوتنا، سر انتصارنا على الخطايا، سر رجاءنا في الحياة الأبدية، سر إيمانا بأن هذا هو المسيح ابن الله بالحقيقة، سر ثبات عقديتنا في المسيح يسوع، لأنه لو لم يكن المسيح قد قام فباطل إيماننا،المريمات ذاهبين معهم أطياب وتأكدوا من القيامة لكن يقول لك هنا أنه أخذتهم رعدة وحيرة، لدرجة أنهم ظلوا فترة غير قادرين أن يقولوا لأحد، قال لك "ولم يقلن لأحد شيئاً لأنهن خفن"، غير قادرين، خائفين، لماذا خائفين؟ يقولون إذا قلنا لأحد يسخر مننا،أوماذا نقول لهم إذا كنا نحن أنفسنا غير قادرين على الاستيعاب كيف نجعل شخص آخر أن يستوعب؟كيف؟، خائفين،غير قادرين أن يقولوا لأحد، لكن من المؤكد أنه كان هناك فعل وصوت في داخل أنفسهم وقلوبهم حركهم وجعلهم يستطيعوا أن يقولوا،قد تكون أحدهن قالت لانحن لابد أن نقول،نحن لابد أن نقول لابد أن نخبرلذلك الكنيسة كلها يا أحبائي تردد مع تسابيح الملائكة أننا بموتك يارب نبشر وبقيامتك المقدسة، نحن من المفترض أننا كلنا نخبر بقيامة ربنا يسوع المسيح،يسوع المسيح الذي غلب الموت لنا، يسوع المسيح الذي نقل لنا رجاء الحياة الأبدية ونصيبها لنا،المسيح الذي يقول لنا إذا كان فكركم أني في قبر فالقبر فارغ، أنا قمت، أنا دحرجت الحجر ربنا يسوع المسيح يجعلنا نؤمن بحقيقة قيامته في حياتنا الشخصية،يجعلنا لا نتعامل مع جسد مائت، ولكن مع جسد حي بل وجسد محيي ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.

أن حرركم الابن فبالحقيقة تصيرون احرارا الجمعة الاولى من شهر بشنس

تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح (٨)،ونلاحظ أن الإصحاحات (٨،٩،١٠)من رسالة معلمنا يوحنا عبارة عن مواجهة شديدة جداً بين ربنا يسوع المسيح وبين جماعات اليهود المتفرقة،يسوع يحاول أنه يجتذبهم إليه، يحاول أن يعطيهم مفاهيم جديدة بخلاف المفاهيم المعتادين عليها، وهم لديهم إصرار على ما في قلوبهم وما في أذهانهم، وهذه يا أحبائي مشكلة كبيرة تواجه الإنسان الذي يريد أن يسلك بأمانة وإخلاص في حياته مع الله، أن يكون الإنسان يعيش بفكره الخاص، بمشورته الشخصية، يعيش مقتنع بفكرة معينة وثابت عليها، وليس لديه استعداد على تغييرها،هذه مشكلة جماعة اليهود، قال لهم أنتم ثبتم في كلامي فبالحقيقة أنتم تلاميذي،أي كون أنكم تحبون سماع كلامي وتريدون أن تتعلموا مني فالأمر لا يقف عند هذا الحد أن تثبتوا في كلامي فإذا ثبتم في كلامي تكونون بالحقيقة أنتم تلاميذي، وتعرفون الحق والحق يحرركم، آباءكم قالوا أنهم ذرية إبراهيم ولم نستعبد لأحد قط، فكيف تقول أنكم تصيرون أحراراً،هل أنت تظن أننا مثل باقي شعوب العالم الذي من السهل علينا أننا نستعبد؟! لا فبذلك أنت من الواضح أنك لم تعرف تاريخنا، نحن نود أن نعرفك على تاريخنا،نحن ذرية إبراهيم لم نستعبد لأحد قط، فكيف تقول أنت أنكم تصيرون أحراراً!، أجابهم يسوع وقال "الحق الحق أقول لكم أن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية"،مفاهيم جديدة ربنا يسوع المسيح يحاول أن يغرسها فيهم وفي قلوبهم، ونفس المفاهيم يا أحبائي ربنا يسوع المسيح يحاول أن يغرسها في قلوبنا ونفوسنا، أي عندما تأتي لشخص اليوم وتقول له الله يريد أن يحررك فيقول لك هل نحن في استعمار؟!، هل نحن في عبودية؟!، من هذا الذي استعبدنا؟!، نحن أحرار لا يوجد عبودية، أقول لك لا هناك مفهوم للعبودية يختلف عن المفهوم الذي في ذهنك، فليس شرط لكي تكون عبد أن يكون هناك قيود حديدية في يدك، ليس شرط لكي تكون عبد أنك تكون شخص مسخر لشخص آخر، ليس شرط لكي تكون عبد أنك تكون مأخوذ من مكان إلى مكان آخر وتكون عبد فيه، ليس شرط، لكن هناك بعد آخر للعبودية، وهي أنك تكون عبد لسلطان ذاتك، أنك تكون عبد لشهواتك، معنى كلمة عبد أنك إنسان تسعى إلى ما لا تريد، ومعنى كلمة عبد أنك إنسان تسعى لأمور أنت مجبر عليها وأنت لا توافق عليها، ومعنى كلمة عبد أنك مسلوب الإرادة، هذا معنى العبودية، أقول لك هل هناك أكثر من عبودية الخطية لكي تشرح لنا ما هي العبودية، عبودية الخطية تسلب الإنسان إرادته، كيانه، حياته، عمره، قراره، عبودية الخطية مرة جداً، إذا كان بالفعل الإنسان يود أن يكون حر لابد أن يكون حر من داخله، لابد أن يكون الإنسان حر من قيود نفسه في الداخل، شخص يسأل نفسه هل أنا حر أم لا؟، أنا كثيراً من الأشياء تربطني،أنا كثيراً من داخلي هناك أمور تسلب إرادتي، كثيراً ما أسعى لأمور وأشعر بالندم عليها وأكون لا أعرف كيف فعلتها، أقول لك هذه هي العبودية،هذه هي العبودية، القديس أوغسطينوس يقول"أن العبودية عند سيد قاسي أهون من عبودية الخطية"، لأن عبودية الخطية تمرر حياة الإنسان أكثر من عبودية سيد قاسي،عندما يتعب سيد قاسي إنسان أو يستعبد إنسان يجعله يحمل أشياء زائدة، يمنع عنه بعض الطعام، حتى وإن كان سوف يجلده، حتى وإن كان سوف يقتله،فحينما يفعل فيه كل هذا الكلام كم يتألم الشخص وكم يتعب؟، لكن العبودية في الخطية تضيع علينا حياتنا الأرضية وتضيع علينا حياتنا الأبدية، هذه هي عبودية الخطية، هذه هي خطورتها،قال لهم تعرفون الحق والحق يحرركم، ما أجمل يا أحبائي الإنسان الذي أقتنى الحق داخله، ما أجمل الإنسان الذي يصرخ فيه روح الله بكل ما هو حق وكل ما هو عادل وكل ما هو جميل وكل ما هو مسر وكل ما هو حسن في داخل قلبه، هذا هو الإنسان الذي حر بالحقيقة، هذا هو الذي نستطيع أن نقول عليه بالحقيقة أنه حر، لذلك كان الآباء القديسين يقيدوا أجسادهم،يقيدوا أيديهم، يقيدوا أرجلهم،ولكن لا نستطيع أن نقول عليهم أنهم في عبودية، كثيراً ما رأينا قديسين وهم في عصر الاستشهاد وهم مكبلين بقيود حديدية كان من انفعال الفرحة الروحية الذين هم فيها كون أنهم مكبلين يسجدون علي الأرض ويقبلون قيدوهم، ما هذا الذي يحدث؟،هل هو سعيد أنه مقيد؟!، أقول لك لأن الروح من الداخل منطلقة، لأنه يعرف الحق والحق يحرره،لأنه من داخله حر وأن كان يبدو شكله من الخارج أنه عبد. لذلك يا أحبائي لابد أن تسأل نفسك ما هي العبودية في حياتي؟، ما الأمور التي تربطني وما الأمور التي تذلني؟،ما الأمور التي ليست لدي مقاومة ضدها، هذه هي العبودية، هذا حقا أن الإنسان يكون مستعبد من داخل نفسه،هذا بالفعل الذي تحتاج يد الله لكي تحررني من هذه العبودية، قال لك أن الحق يحرركم من هو الحق إلا ربنا يسوع المسيح ، المذخر فيه كل كنوز الفكر والمعرفة، هو الحق ذاته، هو الذي يستطيع أنه يأتي ليحررنا، فهو الذي قال لنا كل من يفعل الخطية هو عبد للخطية، عبودية قاسية جداً، شرسة جداً، الخطية لا تشفق، ربما من الممكن أن سيد يشفق على عبده أما الخطية لا تشفق أبدا علي فاعلها، لا تشفق أبدا، تجعلك تخسر كل شيء، تزيد من ربطاتك، تكثر من أحزانك،هذه هي الخطية. لذلك الإنسان لابد أن يسأل نفسه عند من أنا عبد؟، هل أنا عبد عند سيدي ربنا يسوع المسيح؟، هل أنا باستمرار قوته هي التي تقودني وكلمته هي التي تفرحني؟، هل كلامه هو سراج لرجلي؟، هل أنا بالفعل أشعر أني خاضع لكل وصية بكل حب وكل أمانة وكل اخلاص، هذه هي العبودية عند ربنا يسوع المسيح، عبودية الخطية مرة جداً، لذلك الإنسان وهو يعترف أمام الآب الكاهن هو يحاول أن يطرح خطاياه ويحاول أن يتحرر منها، لذلك الأب الكاهن يقرأ لنا صلاة اسمها صلاة التحليل، شخص يقول لأبونا حللني يا أبي أي حلني، لأنني مربوط بالخطية، فالإنسان الخاطئ عندما يعترف يحل، لذلك الأب الكاهن يقول الذي قطع كل ربطات خطايانا من قبل صليبه، تقطيع للقيود تعني حرية، يفكنا من الأسر، الكاهن عندما يأتي ليقرأ التحليل يضع الصليب غلي رأس المعترف لأننا تحررنا بالصليب، هذا هو الذي فكنا من ربطات الظلمة وربطات الخطية، ما أجمل صرخة داود النبي عندما كان يقول "أقترب إلى نفسي فكها" ،كلمتين ولكن يعبروا عن أنين النفس، نحاول أننا نرددها بأمانة، أصرخ إلى الله وقل له من أعماق نفسي وأنا أجلس في عملي، وأنا أسير في الطريق، وأنا نائم علي فراشي، أقول له أقترب إلى نفسي فكها، فكها من ربطات الظلم، فكها من سلطان الشهوة، فكها من رباط محبة العالم،فكها من أسلوب الخداع، فكها من اللسان المنفلت، فكها من كثرة الإدانة، فكها كثيراً ما تجد شخص يسأل نفسه كيف أنا فعلت ذلك؟ يقول لك لا أعلم أنا فقط أتكلم بسيرالناس ولم انتبه، كذبت وأنا لم انتبه، كلمة لم انتبه هذه هي العبودية، العبودية تجعلك مسلوب الإرادة تماماً، وإذا حاولت أن تقاوم لا تستطيع، من هنا ربنا يسوع المسيح يقول لك أنت عبد لأن كل من يفعل الخطية هو عبد للخطية، لكن أن لا أستطيع أبدا أنني أواجه الخطية لأن الخطية هذه هي سيد قاسي، يوجد من يحارب عنك، ويوجد من يحارب هذا السيد القاسي، ويوجد من يضع لك طريق للحرية بصليبه المقدس، أقترب منه، اطرح همك أمامه، أطرح ضعفك أمامه، وجه إليه صراخات، صراخات بأنين،صراخات بأنين من أعماق قلب يعاني، يعاني من شدة الألم من جراء هذا السيد القاسي، اشتاق للحرية،لا تكون عبد وأنت لا تشعر، أخطر شيء،لا تكون عبد وأنت تحب العبودية للخطية، تريد أن تكون عبد حقا كن عبد عند سيدك يسوع المسيح، اسمع وصاياه واطعها بكل أمانة وكل حب،اطعها من كل القلب، مثلما يقول معلمنا بولس الرسول "لأنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها"، أطع من قلبك، اسمع الوصية وقل أمين أسندني فيها يارب، معلمنا داود النبي في مزاميره كان يقول"لك فتحت أذني"،عندما كان يقرأ شخص هذه العبارة كان يقول فتحت أذني بمعنى أنا أعطيتك أذني لكي أسمع كلامك، لكنه في الحقيقة كان هناك عادة عند جماعات اليهود أن الشخص العبد إذا ظل يعمل في بيت عند سيد ووجد أن هذا السيد يروق له أي أنه شخص جيد، وكان هذا العبد مشترى لفترة، وبالتالي يمكن بعدها أن يحل من العبودية ولكن كان من الممكن هذه العبودية تستمر إذا كان العبد يحب هذه العبودية،ولكن ما الذي يجعل هذا السيدفي راحة ضمير، والناس تعرف أنه ليس رجل ظالم، اتفق مع شخص ليعمل معه لفترة معينة ولنفترض مثلاً أن الفترة المحددة للعبد هي ستة سنوات ويحرره في السنة السابعة لأن السنة السابعة تمثل الراحة، إذا كان هذا العبد يود أن يستمر عند هذا السيد يقول لكي لا تلومني الناس أو أنت تلومني نحن نضع طقس معين، ما هو هذا الطقس؟! يأتي هذا الشخص أمام كل الناس وأمام باب بيت سيده ويجعله يفتح له أذنه أي يثقبها، يفعل فيها ثقب ويربطه، إشارة إلى أن هذا الشخص أحب أن يستمر في العبودية عند هذا الرجل بإرادته الشخصية،لاحظ إذن معلمنا داود النبي وهو يقول لله أنا لك فتحت أذني، وهذا يعني أنه يحب العبودية عند الرب، وأشهد على نفسي ويشهد علي الجميع أنني أحب أن أكون من ضمن عبيدك بإرادتي أنا فهل تقبلني؟، لك فتحت أذني لذلك فهم يقولوا لربنا يسوع المسيح نحن ذرية إبراهيم ولم نستعبد لأحد قط، وكأن ربنا يسوع المسيح لا يعرف تاريخهم، في حين أنه يعرف تاريخهم، فقال من في الأمة اليهودية التي لم تستعبد، فهل أنتم لم تستعبدوا؟ كثيراً ما استعبدتم، يكفي ما حدث فيكم وأنتم في أرض العبودية، أرض مصر، فرعون لم يكن بالنسبة لكم سيد قاسي، فهوجعل لكم رؤساء تسخير لإذلالكم، أتيتم تقولوا ليسوع لا يوجد أحد أستعبدنا،ألم تذهبوا للسبي البابلي والسبي الأشوري؟!،نبوخذ نصر الملك الوثني أخذ مقدستكم وكان يشرب فيها الخمر، وحول الآنية المقدسة إلى أواني للهوان، هل أنتم لستم عبيد!، في الحقيقة أنتم عبيد،لكن هو لم يجيبهم على فكرة أنكم كنتم عبيد أم لم تكونوا عبيد بل أجابهم بما هو أعمق من العبودية الظاهرية، قال لهم أن كل من يفعل الخطية هو عبد للخطية لذلك يا أحبائي الإنسان لابد أن يكتشف نفسه بكل أمانة، لمن هو عبد؟، لذلك القديسين يقولون لك أنت عبد لمولاك فلا ترضي غيره، أنت عبدلإلهك ربنا يسوع المسيح لا ترضي غيره، لا تدخل في صراعات أنك تكون عبد عند ربنا يسوع وعبد للخطية،لن تعرف، لأنه لا يستطيع أحد أن يخدم سيدين،لن تعرف، أنا أتمنى أن كل أحد فينا يتخيل نفسه أنه هناك رجل يعمل في نفس الوقت في مكانين وهذا يطلب منه طلب وذاك يطلب منه طلب آخر، ينقسم، لا يعرف ماذا يفعل؟،فيضطر أن يدخل في دائرة صعبة جداً، يأتي عند هذا السيد يقول له أين كنت؟ يقول له أبدا لم أكن، ويكذب، يأتي الآخر يطلب منه طلب لا يعرف أن يفعله يقول له أنني لن أستطيع في الحقيقة يا أحبائي هذه صورة لنفوسنا عندما تعرج بين الفرقتين، لا نعرف هل نطيع الله أو نطيع وصاياه لماذا؟لأننا عبيد لغيره، وفي نفس الوقت غيره لا نستطيع أن نطيعه لأن الخطية نحن نرفضها، فنأتي للخطية ونقول لها لا نعرف، لا نستطيع، نأتي لربنا يسوع المسيح نقول له لا نعرف، لا يستطيع أحد أن يخدم سيدين، "إن حرركم الابن بالحقيقة تكونون أحراراً" ربنا يسوع المسيح يقترب إلى نفوسنا ويفكها، مثلما قال معلمنا بطرس الرسول "لا تعد نفسك بالحرية وأنت في داخل نفسك عبد للفساد"ربنا يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماً أبديا آمين .

لمحة عن شخصية بولس الرسول

الفصل الأول : حياته أولاً : مفتاح شخصيته : هى الآية الواردة فى غلاطية 15:1 – 16 ولكن لما سر الله الذى افرزنى من بطن أمى ودعانى بنعمته أن يعلن أبنه فىَ لابشر به بين الأمم . لثالوث القدوس يشترك فى اعداده للخدمة الآب : افرزه الإبن : اعلن فيه وهو موضوع بشارته الروح القدس : دعاه ثانياً : موضوع خدمته : البشارة للأمم . 1 ـ التحرر من الفريسية كان الفريسى يحفظ عن ظهر قلب 613 قانوناً يلتزم بها فى حياته الخاصة والعامة هذا بخلاف التطهيرات الكثيرة ..... وكأنه عنكبوت نسج خيوطه على عقل ومشاعر الفريسى حتى لم يعد يرى ضوء الله فصارت عبادته حرفية ليس فيه عمق الروح والتوبة 2 ـ التحرر من التهود . ونفذ تعاليم السيد المسيح له المجد بأن حررها من عباءة اليهودية وسلمها لنا كما نعيشها اليوم حسب ما تسلمه من السيد المسيح 3 ـ الكرازة للأمم : بشر بأن السيد المسيح له المجد فتح باب الإيمان للكل ( اليهودى ـ الأممى ) ثالثاً : إعداده للخدمة : 1 ـ اسمه : كان له اسمان شاول = شوقى ـ مشتهى وهذا بالعبرية ليكون معروف به بين اليهود وقيل أن هذا الاسم يفيد أن والديه كانا يشتهيان أن يرزقا ولداً وكان يصليان من أجل ذلك مما يوحى أنه كان الإبن البكر . بولس = الصغير وهو بالرومانية لكى يكون معروف به وسط الأمم ويتواصل معهم فى الفكر ... لأن الاسم يعطى انطباع بالمعرفة والألفة أو الجهل بالشخص . 2 ـ ولادته : ولد فى طرسوس 2م ...... هذه المدينة كانت ملتقى الشعوب والأجناس لموقعها الجغرافى والتجارى ..... مما أعطى لبولس القدرة على التعامل مع كافة الشخصيات ليصير بعد ذلك رسول لهم ( الأمم ) . كان لبولس أخت متزوجة ولها اولاد كبار فى أورشليم ( أع 12:22 – 16 ) ... وقيل أن بولس كان يقيم عند اخته فى أورشليم ولعل أمه قد ماتت وهو طفل فاحس بعوز الأمومة ( رو 13:16 ) . 3 ـ الجنسية الرومانية : يبدو أن والده أو أحد اجداده نال الجنسية الرومانية نظير عمل مجيد قام به اثناء حرب من الحروب لحساب الدولة أو الامبراطور ....... وبالتالى أخذ بولس الجنسية بولادته .... وهذا كان امتيازاً كبير الشأن فى ذلك الوقت ( أع 27:22 – 28 ) وهذه الجنسية انقذت بولس الرسول من الموت والجلد مرات كثيرة واعطته الفرصة ليحاكم أمام قيصر روما فمهدت له الطريق للكرازة بين الأمم . 4 ـ اللغة اليونانية : أ ـ كان اللغة اليونانية هى اللغة العالمية التى يتكلم بها معظم العالم وبهذا اعطته الفرصة ليبشر لكل الرعوية الرومانية فى انحاء البلاد . ب ـ وقد مهدت له التعرف على الفلسفات المعاصرة واعطت له مدخل للتبشير وسط الفلاسفة ونجده فى اريوس باغوس يحاور الفلاسفة بلغتهم ومنطقهم وأمن به فى تلك الجلسة ديونيسيوس الاريوباغى الذى صار أول اسقف على اليونان . 5 ـ تعليمه اليهودى أ ـ كان يهود الشتات قسمين : قسم يتكلم لغة أهل البلاد التى تغربوا فيها كاليونانية مثلاً وذلك فى بيوتهم ومجامعهم ..... وقسم آخر محافظ على تراث أجداده يتكلم ويصلى بالعبرانية ب ـ كان من أسرة عريقة فى يهوديتها لم يدخلها دم أممى محافظة على تراث اجدادها ج ـ كان عبرانياً ( فى 5:3 ) يستطيع التكلم باللغة العبرية ونجده عندما خطب فى الشعب اليهودى المتحفز لرجمه ( أع 40:21 ) حدث سكوت عظيم لأنه تحدث باللغة العبرانية د ـ من عادة اليهود : يبدأوا تعليم الطفل وهو فى سن 5 سنوات قراءة الاسفار ويبدأوا تعليمه على كتب شرح الناموس ( المشنا ) وهى اساس التلمود فى سن العاشرة ويتعاطى الناموس فى سن الثالثة عشر من عمر وحينماً ينتهى منه يعمل له احتفال ويعطى لقب إبن الناموس ويعلن أبوه أن أبنه أصبح كامل السن فى معرفته للناموس وبالتالى يصيرهو المسئول عن خطاياه . هـ بولس بعد ما اخذ لقب ابن الناموس ارسله ابوه إلى اورشليم ليتعلم عند رجلي غمالائيل ( أع 3:22 ) الذى تعلم منه : الصراحة مع الصدق مع أمانة الحكم على الأمور الاستعداد للدراسة باللغة اليونانية واستشهاد بالكتاب اليونانيين اليقظة والغيرة على الناموس اليهودى الاعتدال وعدم التطرف . و ـ تقدم فى الدراسة وتفوق على كل زملائه ( غل 14:1 ) ... مما اتاح له أن يربط العهد القديم بالجديد ويقدم لنا هذه التعاليم الموصى بها من الله . 6 ـ تعليمه صنعه أ ـ كانت عادة الآب أن يعلم ابنه صنعة لتعينه فى الكوارث أو الغربة أو الفقر ورابى يودا يقول ( الذى لا يعلم ولده صنعه يعلمه السرقة ) ب ـ تعلم بولس صنع الخيام ( لاشتهار طرسوس بنسيج شعر الماعز الذى يصنع منه الخيام ) وهذا اعطى بولس أن يقول حاجاتى وحاجات الذين معى خدمتهما هاتان اليدان ... وأن بولس كان يحمل ( أدوات صنع الخيام وهى خفيفة الحمل فى رحلاته التبشيرية ..... رابعاً : قبول الإيمان . حبة الحنطة : ماتت واتت بثمر كثير ... وكانت هذه الحبة هى قتل اسطفانوس .... والدماء تنفجر من كل جسده " صرخ بصوت عظيم يارب لا تقم لهم هذه الخطية ... " ( أع 60:7 ) . فظلت هذه الصورة فى ذهن شاول الذى كان راضياً بقتله ( وواقفاً يحرس ثياب راجمى اسطفانوس ) وهو فى طريقة لدمشق .... احدثت فى داخله صراعاً مريراً ..... ! " أن الكنيسة فى ربحها لبولس مدينة لصلاة اسطفانوس " أغسطينوس خامساً : جدول لأهم تواريخ حياة بولس الرسول : 1 ـ بدأ ظهور بولس الرسول فى أفق الكنيسة سنة 34م بقيامه بأول اضطهاد حتى نهاية سنة 35م . 2 ـ ظهور الرب لبولس واستلام الايمان والرسولية سنة 36م . 3 ـ انطلاقه إلى العربية لمراجعة حياته وإيمانه سنة 36 ـ 38 م . 4 ـ عودة ق. بولس إلى دمشق وتدليه من السور للنجاه من الحصار سنة 38م ، وذهابه إلى أورشليم ( لأول مرة بعد قبول الإيمان ) واخفاقه فى مقابلة الرسل . لأن الكل كان خائفاً منه ، حتى تدخل برنابا وتوسط له وقدمه للكنيسة ، ولكنه ظل غير معروف بالوجه . 5 ـ انطلاق ق. بولس إلى إقليم كيليكية ، وهو موطنه رأسه ، سنة 39م ليبشر بالايمان الذى اضطهده واتلفه 6 ـ دخوله إلى سوريا وتبشيره هناك سنة 40م ، ولكن لم يدخل كنيسة انطاكية حتى سنة 41م . 7 ـ بدء خدمة ق. بولس فى أنطاكية ، وتحمله اضطهاداً شديداً لثلاث سنوات سنة 41 ـ 43 م . 8 ـ بدء اضطهاد هيرودس ( اغريباس ) سنة 43م . 9 ـ القديسان بولس وبرنابا ينحدران إلى أورشليم ( ثانى زيارة لها ) حاملين مساعدات لفقراء أورشليم واليهودية بسبب المجاعة سنة 44 ، 45 م ، وانضمام يوحنا مرقس لهما ، وبدء خدمة الأمم رسمياً . 10 ـ وصول الثلاثة : بولس وبرنابا ومرقس إلى قبرص والتبشير الكبير فيها سنة 45 م ، وهذا بدء أول رحلة تبشيرية ، وبدء تاريخ الكنيسة المسيحية فى قبرص الذى يتوافق مع بدء تاريخ المسيحية فى مصر . 11 ـ بدء الخدمة فى أسيا بمفيلية سنة 45م وامتدادها إلى بيسيدية وليكأونية سنة 46 م . 12 ـ الصدام مع اليهود المسيحيين الراغبين فى تهويد الأمم سنة 48م . 13 ـ النزول إلى اورشليم ( لثالث مرة ) لحل النزاع ، وانعقاد أول مجمع للرسل فى أورشليم سنة 49م . 14 ـ انفصال بولس عن برنابا ومرقس ، وبولس يأخذ سلوانس ( سيلا ) وتيموثاوس سنة 50م ، حيث انطلقوا ثلاثتهم فى كل مدن أسيا تقريباً شمالاً وشرقاً وغرباً . ثم عبروا إلى أوربا . وهذه تعتبر ثان رحلة تبشيرية . 15 ـ ق. بولس فى فيلبى لأول مرة سنة 51م ، ومنها إلى أمفيبوليس ، وأبولونية ثم إلى تسالونيكى وبيرية 16 ـ طرد اليهود من روما سنة 52م على يد كلوديوس ، وزيارة ق. بولس أثينا ، ومنها إلى كورنثوس حيث قابل اكيلا وبريسكلا . ومنذ ذلك الحين بدأت رغبة ق. بولس الملحة لزيارة روما . 17 ـ انحدار ق. بولس إلى أفسس ولم يتأخر فيها سنة 54م . وهناك تعرٌف لأول مرة على أبولس الذى تولى أكيلا وبريسكلا تعديل إيمانه من المعمدانية إلى المسيحية . غير أن ق. بولس لم يتأخر فى أفسس بل غادرها عائداً عن طريق البحر إلى قيصرية ، ومن هناك صعد ليسلُم على الكنيسة فى أورشليم ( لرابع مرة ) ومنها عاد إلى انطاكية . 18 ـ بدء ثالث رحلة تبشيرية وعودة ق. بولس إلى أفسس سنة 55م وبدء خدمته فى مدرسة تيرانُس ( سنة 55 ـ 57م ) . 19 ـ عبر ق. بولس من تروى ( تراوس ) مرة أخرى إلى مكدونية ثم إلى اليونان سنة 57م . 20 ـ ق. بولس فى فيلبى لثانى مرة سنة 58م وبقية الكنائس فى اليونان حتى إلى كورنثوس ، حيث كتب رسالته إلى أهل رومية فى رببع سنة 58م . 21 ـ انحدار ق. بولس صوب أورشليم ( الزيارة الخامسة والأخيرة ) ومعه مساعدات كل الكنائس لفقرائها فى أواخر سنة 58م . 22 ـ ق. بولس فى المحاكمة أمام حنان رئيس الكهنة سنة 58م ، 59م ، ثم أمام فستوس واغريباس ، وبناء على التماسه رفعت قضيته لأوغسطس قيصر روما . وظل فى سجن قيصرية سنتين . 23 ـ الرحلة الأخيرة إلى روما ، حيث انكسرت به السفينة عند مالطة ووصوله إلى روما سنة 61م . 34 ـ بقاؤه فى روما أسيراً مُعُتقلاً فى بيته ، ويخدم المسيح لمدة سنتين حتى سنة 63م . 25 ـ المحاكمة الأولى والإفراج عنه سنة 63م . 26 ـ والمعتقد عند البعض :رحلة إلى أسبانيا سنة 63م . 27 ـ تواجده فى كريت سنة 64م. ومنها إلى اليهودية ثم كولوسى ثم مكدونية . 28ـ ق. بولس فى الشتاء فى مدينة المَشٌتىَّ : نيكوبوليس فى غرب اليونان سنة 65م. 29 ـ ق. بولس في كورنثوس ثم فى ترواس سنة 66م. 30 ـ ق. بولس فى مالطة سنة 67م ومنها أخذ أسيراً إلى روما للسجن الثانى . 31 ـ نال إكليل الشهادة سنة 68م . يمكن تلخيص أهم التواريخ السابقة فى الجدول الثانى : قبول القديس بولس للإيمان المسيحى 36م. أول زيارة للقديس بولس لأورشليم 38م. ثانى زيارة للقديس بولس لأورشليم 44م . بدء أول رحلة تبشيرية 45م. ثالث زيارة للقديس بولس لأورشليم ـ أول مجمع للرسل فى أورشليم 49م. بدء ثانى رحلة تبشيرية 50م. رابع زيارة لأورشليم 54م. بدء ثالث رحلة تبشيرية 54م. خامس زيارة لأورشليم وهى آخر زيارة 58م. السجن فى قيصرية58-60م. الترحيل إلى روماخريف 60-61م. أول سجن للقديس بولس فى روما 61-63م. البراءة ثم إعادة القبض والسجن (؟)63-67م (؟) الاستشهاد 67م أو 68م. سادساً : الأشخاص الذين رافقوا بولس الرسول فى رحلاته 1 ـ سوباتير الذى من بيرية ( أع 4:20 ) . 2 ـ أرسترخس وسِكوندُس اللذان تسالونيكى ( أع 4:20 ) . 3 ـ غايُس الذى من دَربة ( مضيُف ق. بولس فى كونثوس ( أع 4:20 ، رو 23:16 ) . 4 ـ تيخيكس وتروفيسمُس من إقليم آسيا ( أع 4:2-5 ) اللذان رافقاه من كورنثوس إلى أورشليم فى رحلته الأخيرة . 5 ـ مرقس الذى من القيروان والذى فارق بولس أولاً ( أع 13:13 ) ولكنه انضم إليه أخيراً ( كو 10:4 و 2تى 11:4 ) . 6 ـ سيلاس ( سلوانس ) ( أع 40:15 ) وقد كان سيلاس مع لوقا لما رافقا ق. بولس . 7 ـ تيموثاوس : قابله ق. بولس فى رحلته الثانية ( أع 1:16 ) ـ فى لٍسُترة ـ ثم ذهب معه من كورنثوس إلى أورشليم ورافقه حتى روما وعاش معه فى السجن . 8 ـ فى قيصرية تعرًف على فيلبس أحد الشمامسة السبعة ( أع 8:21 ) ويلاحظ أن فيلبس هو الذى أعطى ق. لوقا كل البيانات الواردة فى سفر الأعمال من الإصحاح السادس حتى الثامن كشاهد عيان . سابعاً : الأباطرة الذين عاصرهم بولس الرسول : 1 ـ بدأ ق. بولس حياته أيام حكم طيباريوس قيصر الذى ظل إمبراطوراً 18 سنة قبل موت المسيح ومات سنة 37م ، أى بعد ظهور ق. بولس بثلاث سنوات . 2 ـ خَلٌف طيباريوس فى الحكم الإمبراطور كاليجولا الذى مات سنة 41م . 3 ـ خَلٌف كاليجولا فى الحكم كلوديوس الذى مات مسموماً سنة 54م. 4 ـ خَلٌف كلوديوس الإمبراطور نيرون الذى مات منتحراً سنة 68م. الفصل الثانى : مقدمه فى رسائل بولس الرسول أولاً : تبويبها 1 ـ حسب شخصية المرسل إليها الرسائل التى كتبت إلى أفراد : فيلمون ـ تيطس ـ تيموثاوس . الرسائل التى كتبت إلى كنائس : تسالونيكى ـ غلاطية ـ كورنثوس ـ رومية ـ فيلبى ـ أفسس ـ كولوسى ـ عبرانيين . 2 ـ حسب مضمونها : إيمانية أو كرازية : تعرض أساس الإيمان المسيحى وهى عبرانيين ـ رومية ـ غلاطية . لاهوتية : حياتية بمعنى الاساس اللاهوتى لحياة الفرد والكنيسة وهى أفسس ـ فيلبى ـ كولوسى . رعوية للشعب : تسالونيكى ـ كورنثوس ـ فليمون . رعوية للرعاة : تيطس ـ تيموثاوس . 3 ـ حسب زمان كتابتها : هذه التواريخ تتفاوت عند العلماء ؛ ولكن فى حدود ضيقة للغاية لا تتعدى السنة الواحدةفى غالبية الأحوال الرسالة الأولى : تسالونيكى الأولى سنة 53م. الرسالة الثانية : تسالونيكى الثانية سنة 53م. الرسالة الثالثة : كورنثوس الأولى ربيع سنة 57م. الرسالة الرابعة : كورنثوس الثانية خريف سنة 57م. الرسالة الخامسة : غلاطية شتاء سنة 57م . الرسالة السادسة : إلى أهل رومية ربيع سنة 58م .. الرسالة السابعة : إلى فيلبمون ربيع سنة 62م .. الرسالة الثامنة : إلى كولوسى ربيع سنة 62م . الرسالة التاسعة : إلى أفسس ربيع سنة 62 م . الرسالة العاشرة : إلى فبلبى شتاء 62 سنة م . الرسالة الحادية عشر عشر : إلى العبرانيين سنة حوالى 64 م الرسالة الثانية عشر : تيموثاوس الأولى صيف سنة 67م .. الرسالة الثالثة عشر : إلى تبطس خريف سنة 67م.. الرسالة الرابعة عشر : تيموثاوس الثانية ربيع سنة 68م.. 4 ـ حسب مكان كتابتها : كورنثوس : تسالونيكى الأولى والثانية ـ غلاطية ـ رومية أفسس : كورنثوس الأولى ـ تيطس روما : فيلمون ـ كولوسى ـ أفسس ـ فيلبى ـ تيموثاوس الثانية . مكدونية : تيموثاوس الاولى ـ كورنثوس الثانية مدينة خارج إيطاليا : عبرانيين . ثانياً : العهد القديم فى رسائل مار بولس : كانت التربية الأولى لمار بولس فى " مدراش " اليهود وتحت قدمى غمالائيل الناموسى ( أع 3:22 ) هى السبب الرئيسى وصاحبه الاثر الاكبر فى نقش العهد القديم بكل احداثه وطقوسه على ذاكرة مار بولس . هذه الذاكرة هى التى افاضت فيها عبارات كثيرة من العهد القديم خلال سياق أحاديثه فى الرسائل . 1 ـ فمن سفر التكوين : يتحدث عن طاعة الايمان لابراهيم ( تك 16:15 مع غل 6:3 ، رو 30:4 ) . ويتحدث عن وعد الله لابراهيم بابن ( تك 12:21 مع غل 30: ، رو 7:9 ، عب 8:11 ) . ويتحدث عن مقدار حب إبراهيم لله فى أنه لم يضن على الرب بابنه الوحيد ( تك16:22 مع رو32:8 ، عب17:11) . ويتحدث عن بركة الأمم بواسطة نسل إبراهيم (تك18:22 مع غلا16:3 ، رو16:4-17) . 2 ـ ومن سفر الخروج : يتحدث عن قصة موسى وخروج إسرائي من مصر (خر21:13 ،7:17 مع 1كو1:10-4) . ويتحدث عن التجارب التى حلت بالشعب فى البرية (خر17:6 ، 1:32-6 ، عد5:21-6 ، 1:25-9 مع 1كو5:10-10) . ويتحدث عن ذبيحة الفصح (خر1:12-28 مع 1كو7:5، 8، عب28:11) . 3 ـ ومن سفر التثنية : يتحدث عن إتمام الشريعة (تث17:5-21 مع رو9:13 ، غلا14:5) . ويتحدث عن لعنة الصليب عند اليهود (تث23:21 مع غلا13:3) . ويتحدث عن انتقام الله ومجازاته (تث35:32 مع رو19:12 ، عب30:10) . 4 ـ ومن سفر الملوك الثانى : يتحدث عن المسيح بن داود بن الله (2مل14:7 مع رو2:1-4 ، عب5:1) . ويتحدث عن أبوة الله لنا (2مل14:7 ، 2كو18:6) . 5 ـ ومن سفر المزامير : يتحدث عن الرب يسوع المسيح الذى أخضع كل شئ تحت قدميه (مز7:8 ، 1كو27:15 ، عب8:2) . والذى هو جالس عن يمين الله (مز1:109 مع 1كو15:15 ، كز1:3 ، اف20:1) . والذى هو حجر الزاوية (مز22:117 مع أف20:2) . كما يتحدث عن عار المسيح (مز10:68 مع رو3:15 ، مز23:68 ، 24 مع رو9:11، 10) 6 ـ ومن سفر أشعياء النبى : يتحدث عن المسيح كحجر عثرة لليهود (أش14:8 ، 16:28 مع رو32:9-33 ، 11:10 ، عب13:2) ويتحدث عن المسيح كفرع من أصل يسى يكون رجاء الأمم (أش10:11 مع رو12:15) . ويتحدث عن انتصار المسيح على الموت (أش8:25 ، 1كو55:15) . ويتحدث عن الناسوت فى المسيح (أش13:52 ، 12:53 مع رو25:4 ، فل6:2) ويتحدث عن إنجيل ( بشارة ) السلام (أش7:52 مع رو15:10 ، أف15:6) . وأن السلام صار عطية بسببه للقريب والبعيد (أش19:57 ، اف13:2، 17) . 7 ـ ومن سفر أرميا النبى : يتحدث عن الروح كسمة للعهد الجديد (أر33:31 مع 2كو3:3 ، عب6:8) . 8 ـ ومن سفر حزقيال النبى : يتحدث عن هيكل الله والشعب (حز27:37 مع 2كو16:6) . 9 ـ زمن سفر هوشع النبى : يتحدث عن الرب الذى يقول " من لم يكن شعبى سأدعوه شعبى " (هو1:2 ، 25 مع رو25:9 ، 26) . 10 ـ ومن سفر يوئيل النبى : يتحدث عن " كل من يدعو باسم الرب يخلص " (يؤ5:3 مع رو13:10) . 11 ـ ومن سفر يونان النبى : يتحدث عن من ينزل إلى الهاوية (يون2 مع رو7:10) . 12 ـ ومن سفر حبقوق النبى : يتحدث عن البار بالإيمان يحيا (حب4:2 مع رو17:1 ، غلا11:3 ، عب38:10) . وبعد أن اقتيد مار بولس إلى وادى العربة حيث أمضى هناك ثلاث سنوات فى الخلوة والدراسة والتأمل استطاع خلاله أن يمتص العهد القديم فى نور المسيح المخلص وبوحى العهد الجديد ـ قدم للكنيسة المسيحية أوفى وأعمق وأشمل فهم روحى وتفسيرى وإيمانى لكتابات العهد القديم . 1 ـ إذا اعتبر مار بولس أحداث العهد القديم "سر" (غلا24:4) كشف الآن بالمسيح (أف31:5-32) لنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور (1كو6:10، 11 ، رو4:15) . 2 ـ وإن كان آدم الأول قد مات ، قدم لنا المسيح الثانى وهو الرب المحى (1كو22:15 ، 44-49) الذى أطاع حتى الموت ووهب الحياة للمائتين (فى6:2 ، رو12:5) . 3 ـ ولذلك فالمسيح هو الله الذى قدم للبشرية الإنسان الجديد المتجدد على صورة الله (كو15:1 ، 9:3 ، 10 ، أف15:2 ، 16 ، 22:4-24 ، 1كو49:15 ، 2كو18:3 ، 4:4 ، رو29:8) . فحقق بذلك رجاء الخليقة فى الحرية (رو19:8-22) . 4 ـ وأصبح المسيح ذبيحة حقيقية ، أى فصحنا الجديد (1كو ) القديم المنقوش فى عهد الحرف مثال للعهد الجديد المنقوش فى عهد الروح (1كو1:10 ، 2كو5:3) . 5 ـ أما هيكل القديم فقد نقض ليقيم مكانه هيكل جديد (1كو10:3-17 ، أف14:2-22) . هذا الهيكل هو المسيح (1كو19:6 ،20) وهو حجر الزاوية فيه (أف20:2) . وعوض الأساسات البشرية للهيكل أصبح رسل وخدام العهد الجديد هم أساسات فى الهيكل الجيد (أف20:2) . 6 ـ أما الشريعة اليهودية فقد قدمها مار بولس على أنها وسيلة غايتها المسيح يسوع ربنا (رو4:10) . وقدم فى ذلك شرحاً وافياً إذ أوضح أن المسيح قد خضع للشريعة ليمحو ما كان لها علينا من صك الديون (غلا13:3 ، 4:4 ، أف14:2-16) . وقد أثبتت ذلك الشريعة (رو31:3) لأنها كانت تبغى بر الإيمان (رو5:10 ، 3:8-4) . إلا أنها كانت عاجزة عن تقوية الإنسان للعمل بموجب أحكامها (رو7:7) فى الوقت الذى كانت تلزمه بالعمل بها (غلا11:3 ،12 ، رو5:10) وتحكم على مخالفها (غلا10:3) . لقد فهم مار بولس أن الشريعة اليهودية كانت مؤقتة لأنها كانت تنتظر الوعد بالمسيا (غلا15:3، رو13:4-17 ، 2كو7:3 ،12) وبالأرض التى تفيض لبناً وعسلاً . وبمجئ ربنا يسوع المسيح تحرر الإنسان عن أثقال الشريعة اليهودية (رو1:7-6 ، غلا1:4-10، 1:5-6، أف14:2-16) مثل ختان الغرلة فى الجسد ، وقدم لنا شريعة الكمال فى شخصه الحى (1كو21:9 ، غلا2:6) هذه هى شريعة الروح المحى لا الحرف القاتل (رو1:8، غلا16:5) تقتضى ختان القلب أولاً (رو28:2، 29، كو11:2، 12) . وفى شخص ربنا يسوع المسيح ننال الميراث بالأرض الجديدة التى تفيض لبناً وعسلاً (غلا15:3-18) وهذا ميراث كل الذين بالتبنى صاروا أولاداً لله (2كو18:6 ، غلا4:4-7) . لكن هذه الأرض الجديدة ليست أكلاً وشرباً لأنها ملكوت الله (1كو9:6، 10 ، 50:15 ، غلا21:5، أف5:5) . والذين يحيون بالروح ينالون هنا على أرض الغربة عربون المجد فى ملكوت الله (رو16:8، 17، أف13:1، 14) . 7 ـ أما بقية أحكام الشريعة اليهودية فقد استفاد منها مار بولس كمعلم مادامت لا تتعارض مع أحداث الفداء والخلاص الجديد فى المسيح يسوع . مثال ذلك إكرام الأب والأم (أف2:6، 3) ، واستحقاق العامل أجرته (1كو9:9 ، 2تى18:5) ، ووجوب الأخذ بشهادة اثنين أو ثلاثة فى الحكم على قضايا الناس (2كو1:13 ، 1تى19:5) ، وضرورة فصل العضو الفاسد (1كو13:5) . لقد استطاع مار بولس كخادم للعهد الجديد أن يقدم للكنيسة المسيحية حقيقة هامة هى : أن العهد الجديد كان مخبوئاً فى العهد القديم ، لكننا لا نستطيع أن نفهم العهد القديم إلا بالمسيح وفى المسيح وللمسيح . ثالثاً : الامثال فى رسائل مار بولس 1 ـ مثل الزرع والحصاد : الذى تزرعه لا يحيا إن لم يمت ( 1كو 36:15 ) الجسم الذى تقوم به الحبة بعد موتها غير جسمها الأول الذى وضعت به فى التراب ( 1كو 37:15 ) هكذا نحن بعد الموت نقوم ولكن باجساد روحانية قوية ممجدة غير فاسدة . بمقدار الزرع يكون الحصاد ، فالشح يحصد بخلاً اكثر . والبركة تجنى نعماً اوفر ( 2كو 6:9 – 10 ) ومن يزرع لجسده فمن الجسد يحصد الفساد ، ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة ابدية ، والذى يزرعه الانسان أياه يحصد ( غل 7:6 – 9 ) الزارع له حق الحصاد . فمن يزرع الروحيات مستحق أن يحصد ولو على الاقل الجسديات من الكنيسة ( 1كو 11:9 ) . " يجب أن الحراث الذى يتعب يشترك اولاً فى الاثمار ( 2تى 6:2 ) " من يغرس كرماً ومن ثمره لا يأكل ، أو من يرعى رعية ومن لبن الرعية لا يأكل "( 1 كو 7:9 ) 2 ـ مثل الثمار : كان ماربولس يترجى من خدمته النجاح ، واستعار لفظ ( الثمار ) ليفصح عن رغبته فى رؤية حياة المؤمنين غنية فى علاقاتها بالمسيح ( رو 13:1 ، كو 6:1 ) . ليكون ظاهراً ثم القداسة ( رو 21:6 ، 22 ) وعبر ماربولس عن نوع الثمار مرتين : " ثمر الروح " (غل 22:5 ) محبة ـ فرح ـ سلام ـ طول أناء ـ ـ لطف ـ صلاح ـ إيمان ـ وداعة ـ تعفف . " ثمر الروح " ( أف 9:5 – 11 ) فى كل صلاح وبر حق مختبرين ما هو مرضى عند الرب ، عدم الاشتراك فى أعمال الظلمة بل توبيخها . 3 ـ مثال الزيتونة والغرس : استعار مار بولس عملية " التطعيم " الزراعية لايضاح معنى قبول الامم للايمان المسيحى . إذ شبه الأمم بغصن زيتونه برية ( 1كو 17:11 – 24 ) وشبه اليهود بالاصل الذى طعم فيه الغصن البرى . فأن كان الأصل لم يشفق الله عليه بسبب عدم قبوله للايمان ولعنه قائلاً " هوذا بيتكم يترك لكم خراباً " فكم بالأولى المطعم فيه لا يشفق الله عليه أن لم يؤمن ( راجع 1كو 31:11 – 32 ) 4 ـ مثل البيت والهيكل : اعتبر بولس الرسول تفسه وكل الخدام بنائين ، يبنون على اساس واحد هو يسوع المسيح ( 1كو 10:3 – 15 ) والرسل والانبياء ( أف 14:2 – 22 ) باعتبار الرب يسوع حجر الزاوية فى هذا البيت ( أف 20:2 ) . وكل من يعمل عملاً فى هذا البناء المركب مما الذى ينمو هيكلاً مقدساً للرب يمتحن عمله فى اليوم الاخير بالنار . وذكر ماربولس امثلة انواع اعمال البنائين : ذهباً ، أو فضة ، أو حجارة كريمة ، أو خشباً ، أو عشباً ، أو قشاً ( 1كو 12:3 ) . ومن يبقى من اعمال بعد امتحان النار ( أى الآلام ) " فسيأخذ اجره " ، أما أن احترق عمل أحد بعد هذا الامتحان يكون قد خسر عمله أما هو كخادم فسيخلص " ولكن كما بنار " . 5 ـ مثل البيت السماوى : لقد شبه ماربولس الجسد بهيمة ارضية ، يفض الموت كيانها . لكن المؤمنين لهم فى السموات " بناء من الله غير مصنوع بيد ، ابدى " ( 2كو 1:5 – 4 ) 6 ـ مثل العجين : ( 1كو 16:22 ) . 7 ـ مثل الخميرة : خميرة صغيرة تخمر العجين كله ( 1كو 6:5 - ، غل 9:5 ) استخدم هذا المثل ليوبخ اليهود خلسة ، فالخميرة العتيقة هى خميرة الشر والخبث ، أما الخميرة الجديدة فهى الاخلاص والحق ( 1كو 8:5 ) . " لذا نقوا منكم الخميرة العتيقة لكى تكونوا عجينا جديداً " ( 1كو 7:5 ) . 8 ـ مثل الملح : ذكر مار بولس هذا المثل فى حديثه عن الكلام الصالح الذى للبنيان ، والذى يتناسب كل واحد : " ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحا بملح لتعلموا كيف يجب أن تجاوبوا كل واحد " ( كو 6:4 ) 9 ـ الوكيل الأمين : استخدم مار بولس هذا المثل عن نفسه وأبولس ليوبخ الكورنثيثيون على تطاولهم : " فهذا أيها الأخوة حولته تشبيها إلى نفسى وإلى أبولس من اجلكم لكى تتعلموا فينا أن لا تفتكروا فوق ما هو مكتوب كى لا ينتفخ أحد لاجل الواحد على الآخر " ( 1كو 1:4 – 5 ) . 10 ـ مثل ابن الحرة : الإبن يرث كل شئ ، حتى ولو كان أبنا بالتبنى ، والمسيح أعطانا هذا الميراث بروحه القدوس( غل 1:4 – 7 ) . وأستخدم مار بولس إسماعيل بن هاجر عبده إبراهيم فى المقارنة بين إبن العبد وإبن الحرة . هاجر فى فهم مار بولس هى أورشليم الأرضية المستبعدة مع بنيها ، أما الحرة فهى أورشليم السمائية التى هى " أمنا جميعاً " . " لإنه لا يرث إبن الجارية مع إبن الحرة ، إذا أيها الأخوة لسنا أولاد جارية بل أولاد الحرة " ( غل 22:4 – 31 ) . 11 ـ مثل السارق : استخدمه مار بولس فى الحديث عن يوم الرب للدينونة فى مجيئه الثانى كحقيقة واقعة : " لآنكم أنتم تعلمون بالتحقيق أن يوم الرب كلص فى الليل هكذا يجئ وأما أنتم أيها الأخوة فلستم فى ظلمة حتى يدرككم ذلك اليوم كلص " ( تس 2:5 – 4 ) . 12 ـ المرأة عند المخلص : استعار مار بولس آلامها ليشبه به آلام البشرية المنظورة بالرجاء فداء الجسد : " فأننا نعلم أن كل الخليقة تئن وتتمخض معا إلى الآن ، وليس هكذا فقط بل نحن الذين لنا باكورة الروح نحن أنفسنا أيضاً تئن فى أنفسنا متوقعين التبنى فداء أجسادنا " ( رو 22:8 ، 23 ) . كما استعار مباغتة المخلص للتعبير عن مفاجئة يوم الرب الثانى للدينونة : " لأنه حينما يقولون سلام وأمان فحينئذ يفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون " ( 1تس 3:5 ) . 13 ـ مثل النور : استخدم مار بولس اشراق النور فى تشبيه عمل اشراق المسيح فى قلوبنا ( 2كو 6:4 ) . مكان اشراق النور وسط الظلام . والمؤمنين بالمسيح هم " ابناء نور وابناء نهار " ( 1 تس 5:5 ) . هؤلاء المؤمنين يسلكون فى صحو الحياة وجدها ( 1 تس 8:5 ) . والنور الذى يبزغ فى الظلمة لا يشترك فى فعلها بل يبددها " فهل يمكن للنور أن تكون له شركة فى الظلام " . ولقد استخدم مار بولس هذا التشبيه فى تعليم عدم زواج المؤمن بغير المؤمنين ( 2كو 14:6 ) وأبناء النور يسلكون فى البساطة بلا لوم وبلا عيب فى وسط جيل معوج وملتو يضيئون " بينهم كانوار فى العالم " ( فى 15:2 ) . ولهذا لا ينبغى لهم أن يشتركوا فى أعمال الظلمة غير المثمرة بل يوبخوها ( أف 8:5 – 14 ) . 14 ـ مثل العرس : لقد شبه مار بولس عمله كخادم فى ربح النفوس بعمل من يخطب عذارء عفيفة لرجل واحد : " فانى اغار عليكم غيرة الله لانى خطبتكم ( أو ازوجتكم ) لرجل واحد لاقدم عذراء عفيفة للمسيح " ( 2كو 2:11 ). رابعاً : رسائل مار بولس فى الطقس الكنسى : ولأهمية هذه الرسائل فى التعليم أصبح تلاوة فصل منها يدخل فى الطقس الكنسى لعديد من الأسرار المقدسة والطقوس الأخرى فمثلاً : 1 ـ فى سر المعمودية القدس ( الميلاد الثانى بالماء والروح ) تقرأ فصول من : الرسالة إلى العبرانيين 8:1-12 أو الرسالة الأولى إلى كورنثوس فى صلاة تحليل المرأة 12:7-15 . الرسالة إلى تيطس 11:2 ـ 8:3 فى صلاة تقديم الماء . والرسالة الأولى إلى كورنثوس فى صلاة حل زنار المعمدين 1:10-5 . 2 ـ وفى سر الزواج المقدس : تقرأ فصول من : الرسالة الأولى على كورنثوس فى صلاة عقد الأملاك 1:1-10 والرسالة إلى أفسس 22:5 ـ33 ، 1:6-2 فى صلاة الإكليل المقدس . والرسالة إلى العبرانيين 1:13-6 فى صلاة الزيجة الثانية للأرامل . 3 ـ وفى سر مسحة المرضى ، تقرأ فصول من : الرسالة إلى رومية 1:15-7 فى الصلاة الثانية . الرسالة الأولى كورنثوس 28:12-31 ، 1:13-8 فى الصلاة الثالثة . الرسالة إلى رومية 14:8-21 فى الصلاة الرابعة . الرسالة إلى غلاطية 16:2-21 فى الصلاة الخامسة . الرسالة إلى كولوسى 12:3-17 فى الصلاة السادسة . الرسالة إلى أفسس 10:6-18 فى الصلاة السابعة . 4 ـ وفى سر التناول المقدس ، يقرأ فى قداس الموعوظين فصلا من رسائل مار بولس يسمى " البولس " 5 ـ وفى جميع الصلوات الجنائزية تقرأ فصولاً تعليمية من رسائل مار بولس . ففى تجنيز الرجال ، تقرأ رسالة كورنثوس الأولى 1:15-23. وفى تجنيز النساء ، تقرأ كورنثوس الأولى 39:15-50 . وفى تجنيز الأطفال الذكور ، تقرأ تسالونيكى الأولى 13:4 ـ إلخ . وفى تجنيز البنات تقرأ كورنثوس الأولى 50:15-58 . وفى تجنيز الكهنة تقرأ كورنثوس الثانية 104-1:5 . وفى تجنيز الشمامسة تقرأ كورنثوس الأولى 23:15-39 . ولم تكتفى الكنيسة بمجرد تلاوة فصل من رسائل مار بولس خلال خدماتها السرائرية والتعليمية فقط ، بل تقرن التلاوة فى كافة طقوسها بصلاة خاصة يرفعها الأب الكاهن وهو حامل المجمرة برفع ذبيحة البخور أمام الله من أجل فهم الشعب لتعليم مار بولس ، وكأن روح مار بولس ترف فى كل تلاوة لرسائله لتحمل إلى الشعب معانى الكلمات وقوتها . فى صلاة البولس السرية يقول الأب الكاهن : " يا رب المعرفة ، ورازق الحكمة . الذى يكشف الأعماق من الظلمة . والمعطى كلمة للمبشرين بقوة عظيمة .

قضايا فى فكر بولس الرسول

في رسالة غلاطية ( 3 : 2 – 5 ، 23 – 29 ) .. { أُريد أن أتعلم منكم هذا فقط أبأعمال الناموس أخذتم الروح أم بخبر الإيمان .. أهكذا أنتم أغبياء .. أبعد ما ابتدأتم بالروح تُكمِّلون الآن بالجسد .. أهذا المقدار احتملتم عبثاً إن كان عبثاً فالذي يمنحكم الروح ويعمل قوات فيكم أبأعمال الناموس أم بخبر الإيمان ولكن قبلما جاء الإيمان كنا محروسين تحت الناموس مُغلقاً علينا إلى الإيمان العتيد أن يُعلن .. إذاً قد كان الناموس مُؤدبنا إلى المسيح لكي نتبرر بالإيمان .. ولكن بعد ما جاء الإيمان لسنا بعد تحت مُؤدبٍ لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع .. لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح .. ليس يهودي ولا يوناني .. ليس عبد ولا حر .. ليس ذكر وأنثى لأنكم جميعاً واحد في المسيح يسوع .. فإن كنتم للمسيح فأنتم إذاً نسل إبراهيم وحسب الموعد ورثة } لندخل في دراسة لمعلمنا بولس الرسول .. هذا أمر مُفرح جداً لأننا ممكن أن نفهم حقائق الإيمان المسيحي بعمق شديد جداً من خلال دراستنا لمعلمنا بولس .. سندرس ثلاث قضايا تبدو صعبة ولكنها مُفرحة جداً .. تعرَّض لهم معلمنا بولس :-

دراسة رسالة معلمنا بولس الرسول لآهل فيلبى

مدينة فيلبي مدينة قريبة من اليونان في بداية أوروبا بناها فيليب المقدوني لذلك سُميت فيلبي .. إحتلتها الدولة الرومانية ولأنها بلد ساحلية وجميلة ونشيطة حولتها الدولة الرومانية إلى مستعمرة لأن أي دولة يُعجب بها الرومان كانوا يحولونها إلى مستعمرة أي كأنها جزء من بلادهم .. كأنها روما نفسها فتجد مبانيها تشبه مباني روما وشعبها يرتدي الزي الروماني ويتكلم نفس اللغة وتُسمى كولونية أي مستعمرة .. فيلبي كانت كولونية رومانية .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل