العظات

دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 12

الأصْحَاحُ الثَّالِثُ وَالعِشرُونَ :- [ فهذِهِ هِيَ كلِماتُ داوُدَ الأخِيرةُ ]00أخِر كلِمات داوُد00عجِيب فِى داوُد أنَّهُ ينتهِى مِنْ مرحلة وَيبدأ فِى أُخرى ملِيئة بِالآلام00قَدْ يظُن الإِنسان أنَّ الآلام مُؤقَّتة فِى حياته وَسُرعان ما تزُولَ نقُولَ لَهُ هذا خِداع لأِنَّ الحياة الرُّوحِيَّة وَالحياة الجسدِيَّة سِلسِلة مِنْ الآلام وَخاصةً الحياة الرُّوحِيَّة قَدْ نتخيَّل أنَّها حرب وَننتصِر فِيها وَتنتهِى وَنعِيش بعد ذلِكَ فِى نُصرة دائِمة00لاَ00صعب00الجِهاد حَتَّى الدَّم00نقُولَ لِداوُد إِذا تخطَّيت مرحلِة جُليات تكُون شُجاع وَقَدْ إِنتصرت وَيتخطَّى مرحلِة جُليات ثُمَّ تظهر بعدها مرحلِة شاوُلَ00نقُولَ لَهُ إِذا تخطَّيت مرحلِة شاوُلَ تكُونَ أخِر الحرُوب وَتحيا بعدها فِى نُصرة00وَيتخطَّى مرحلِة شاوُلَ لكِنْ الأمر لاَ ينتهِى فتظهر لَهُ مرحلِة الأعداء وَيتخطَّى هذِهِ المرحلة وَيملُكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ نقُولَ لَهُ إِنتهى الأمر الآنَ وَأسترِيح00لكِنْ تبدأ مرحلِة مُحاربته لِنَفْسَه فيسقُطَ فِى الزِنا وَ000وَيتخطَّاها وَ000وَهكذا سِلسِلة مِنْ الأوجاع وَيقُولَ الآباء [ أنَّ الأوجاع تتلقَّفنا ]وَيقُولَ بُولُس الرَّسُولَ [ لَمْ تُقاوِمُوا بعدُ حَتَّى الدَّمِ ] ( عب 12 : 4 ) داوُد يقُولَ كفى آلام وَسأحيا باقِى أيَّامِى فِى سلام لكِنْ ينصِب لَهُ عدو الخِير فخ كى يُضيِّع لَهُ جِهاده السَّابِق وَكَانَ الفخ أنَّهُ أراد أنْ يُسقِط داوُد فِى الكِبرياء00الَّذِى يظُنْ أنَّهُ سيسترِيح فِى جِهاده هُوَ إِنسان مخدُوع وَ لاَ يعلم خِداعات عدو الخِير00هُوَ يخدعنا إِلَى أخِر نَفْسَ [ وَحيُ داوُدَ بنِ يسَّى وَوَحيُ الرَّجُلِ القائِمِ فِي العُلاَ مسِيحِ إِلهِ يعقُوبَ وَمُرَنِّمِ إِسْرَائِيلَ الحُلوِ ]00" بنِ يسَّى " أى لَمْ أنسى مَنْ أنا00أنا الصَّغِير فِى بيت أبِى00أنا مِنْ أُسرة صغِيرة مِنْ بيت لحم00مهما كَانَ مُلكِى فأنا لَنْ أنسى مَنْ أنا00أنا إِبن يسَّى00وَإِنْ كُنت قَدْ وصلت لِلعُلاَ فهذا بِفضلَ إِلهِى لأِنِّى مسِيح إِله يعقُوب داوُد لقَّب نَفْسَه بِلقب عُرِف بِهِ بين الأنبياء وَالأبرار وَقَدْ يكُونَ معرُوف بِهِ فِى السَّماء الآنَ " مُرنِّم إِسْرَائِيلَ الحُلو "00داوُد لَهُ تسابِيح وَترانِيم حَتَّى صار هُوَ مُرنِّم إِسْرَائِيلَ الحُلو00 ما أجمل النَّفْسَ الَّتِى تنطِق بِعظائِم الله00ما أجمل أنْ يكُون لِكُلّ إِنسان ترنِيمة رُوحِيَّة نشِيد خَلاَصَه00الله هُوَ ترنِيمتنا وَتسبِيحنا [ رُوحُ الرَّبِّ تكلَّم بِي وَكلِمتُهُ عَلَى لِسانِي0 قَالَ إِلهُ إِسْرَائِيلَ إِلَيَّ تكلَّمَ صخرةُ إِسْرَائِيلَ0 إِذا تسلَّطَ عَلَى النَّاسِ بار يتسلَّطُ بِخوفِ اللهِ ]00أنا الله عمل فِى حياتِى رُوحُ الرَّبِّ تسلَّط عَلَىَّ وَتكلَّم بِىَّ وَكلِمتهُ عَلَى لِسانِى " قَالَ إِلهُ إِسْرَائِيلَ "00 أى الآب وَ " الصخرة "00هُوَ الإِبن وَ الرُّوح الَّذِى تسلَّط عليهِ هُوَ الرُّوح القُدُس00النَّفْسَ الَّتِى تتحِد بِالله يعملَ فِيها الثَّالُوث مِثْلَ العذراء مريم [ الرُّوح القُدُسُ يحِلُّ عليكِ وَقُوَّةُ العلِيِّ تُظلِّلُكِ فلِذلِكِ أيضاً القُدُّوسُ المولُودُ مِنْكِ يُدعى ابنَ اللهِ ] ( لو 1 : 35 ) لابُد لِلنَّفْسَ أنْ تكُونَ لها شرِكة مَعَْ الثَّالُوث00الله الآب أوجدنِى وَأحبَّنِى وَبذل إِبنهُ لأِجلِى فعرَّفنِى الإِبن بِالآب وَأصبحت مديُون لِلإِبن00وَالرُّوح القُدُس عرَّفنِى عَلَى الإِبن00الرُّوح ينقِلَ لنا كُلّ نِعم الإِبن وَالإِبن ينقِل لنا كُلّ نِعم الآب00فتعِيش النَّفْسَ فِى دائِرة الثَّالُوث00الَّذِى لَهُ شرِكة مَعَْ الثَّالُوث إِذا تسلَّط عَلَى النَّاس تسلَّط عليهُمْ بِخُوف الله [ رأسُ الحِكمةِ مخافةُ الرَّبِّ ] ( مز 111 : 10 )00 هل تُرِيد أنْ تحيا البِر ؟إِبدأ بِخُوف الله00أحياناً نُحِب أنْ نحيا محِبَّة الله مُباشرةً فنبدأ بِإِستهتار وَنقُولَ لأِنَّهُ إِله مُحِب00إِنْ لَمْ تعرِف قِيمة الإِله المُحِب كُنْ مَعَْ الإِله المخُوف00بدلاً مِنْ المواعِيد كُنْ مَعَْ الوعِيد وَعِيد مخافتِهِ أنْ يقُولَ لَكَ إِنِّى لاَ أعرِفكَ00كى تعِيش البِر لابُد أنْ تحيا خُوف الله لأِنَّ بِدايِة كُلّ بِر وَكُلّ فضِيلة مخافة الله [ وَكنُورِ الصَّباحِ إِذا أشرقتِ الشَّمسُ0 كعُشبٍ مِنَ الأرضِ فِي صباحٍ صحوٍ مُضِئٍ غِبَّ المطرِ ]00" غِبَّ المطرِ " إِشارة لِعمل الرُّوح القُدُس فِى النَّفْسَ00يجعلَ الأمطار تنزِلَ أى أعمالَ الرُّوح القُدُس فِى النَّفْسَ تجعلُها فِى عهدٍ أبدىٍ محفُوظة00وَكأنَّ داوُد يتكلَّم عَنْ مُلّخصَ عملَ الله فِى حياته وَيقُولَ أنَّ الله جعلنِى أتمتَّع بِخلاصِهِ وَأعطانِى كُلّ مسرَّة00الله فِى حياتِى كُلّها ثبَّتنِى بِكُلّ مسرَّة وَبِكُلِّ خلاص00داوُد فِى أخِر أيَّامِهِ يقُولَ نشِيد محبَّتِهِ لله وَفِى هذا نبوَّه عَنْ المسِيح00" وضع لِي عهد أبدِى " أى عهد دم المسِيح وَبِإِستحقاق هذا العهد أصبحنا مُقدِّسِينَ لله وَإِنْ كُنَّا غير مُستحقِينَ إِلاَّ أنَّهُ فضلَ مِنْ الله00[ أليس هكذا بيتِي عِند اللهِ لأِنَّهُ وضع لِي عهداً أبدِيّاً مُتقناً فِي كُلِّ شئٍ وَمحفُوظاً0أفَلاَ يُثبِتُ كُلَّ خلاصِي وَكُلَّ مسرَّتِي ] [ وَلكِنَّ بنِي بلِيِّعال جمِيعهُمْ كشوكٍ مطرُوحٍ لأِنَّهُمْ لاَ يُؤخذُونَ بِيَدٍ ]00" بنِى بلِيِّعال " هُمْ عبده أوثانٍ أى أُمم00جيِّد أنْ يعترِف داوُد أنَّ بنِى بلِيِّعال ليسُوا أُمم فقط بَلْ قَدْ يكُونُوا مِنْ بيتِهِ أوْ مِنْ نسلِهِ لكِنَّهُمْ لاَ يتبعُون مخافِة الله00[ وَالرَّجُلُ الَّذِي يمسُّهُمْ يتسلَّحُ بِحدِيدٍ وَعصا رُمحٍ0 فيحترِقُونَ بِالنَّارِ فِي مكانِهِمْ ] داوُد سرد لنا فِى هذا الأصحاح سِلسِلة طوِيلة مِنْ الأسماء المشهُورة الَّتِى لها عمل فِى المملكة مِنهُمْ مَنْ دخل الحرب وَهزَّ رُمحه فقتل ثَلاَثَ مِئة وَأربعُمائة وَ000أى أنَّهُمْ جبابِرة00ليس إِنسان قاتِلَ بَلْ قوِى فِى الرُّوح جبَّار فِى داخِله وَيَدِ الرَّبَّ معهُ00هكذا ذكر جبابِرة المملكة داوُد يُعلَّمنا درس أنَّهُ كَانَ يُوظَّف كُلّ الطَّاقات الَّتِى عِنده أى كَانَ قائِد رُوحِى جيِّد لَمْ يتعصَّب لِسِبطه كما فعل شاوُلَ إِذْ تعصَّب لِسِبطه سِبط بنيامِين وَهذا يُسبِّب إِنقسام00لكِنْ داوُد خرج مِنْ حدُود الجسد حدُود اللَّحم وَالدَّم لأِنَّ الَّذِى يحيا بِالرُّوح لاَ يعرِف التعصُّب أوْ الإِنقسام لِذلِكَ إِستخدم داوُد كُلّ الطَّاقات00فُلاَنَ إِبن فُلاَنَ لَمْ يكُنْ معرُوف لكِنْ داوُد إِكتشفهُ وَوظَّفهُ داوُد نجح فِى توظِيف طاقات شعبِهِ وَأفتخر بِها لِذلِكَ عمل سِجِل لِلجبابِرة داوُد رمز لِلمسِيح00مَنَ هُمْ الجبابِرة ؟ هُمْ الأنبياء وَالرُّسُلَ وَالخُدَّام00كُلّ إِنسان عمل فِى كرم الله سُجِل إِسمهُ فِى سِجِلَ جبابِرة الرَّبِّ00هكذا أنت مِنْ ضِمن جبابِرة الله وَجيش خلاصه وَسِجِلّه الَّذِى يُكتب فِى سِفر الحياة وَتُكتب أعمالَكَ فِى سِفر الحياة00داوُد يعترِف بِجبابِرة جيشِهِ وَداوُد هُوَ المسِيح وَرِجال داوُد هُمْ رِجال الإِيمان السيِّد المسِيح عِندما جاء إِليهِ تلامِيذه فرِحِين أنَّهُمْ يُخرِجُون شياطِين بِإِسمِهِ قَالَ لَهُمْ لاَ تفرحُوا بِذلِكَ بَلْ بِالحرى إِفرحُوا بِأنَّ أسماءكُمْ قَدْ كُتِبت فِى سِفر الحياة ( لو 10 : 20 )00 إِسعى أنْ تُقدِّم أعمالَ تُكتب فِى سِفر الحياة وَتُسَّجِلَ إِسمكَ فِى سِفر الحياة00قدِّم أعمالَ وَقدِّم فضائِلَ00[ يأتِي الشُهداء حامِلِينَ عذاباتِهِمْ وَيأتِي الصِّدِّيقُونَ حامِلِينَ فضائِلهِمْ ]( طِلبة مِنْ الأبصلمُودِيَّة السَّنوِيَّة )مِنْ ضِمن الأسماء المكتُوبة فِى سِجِلَ جبابِرة داوُد أسماء مِنْ كُلّ الأسباط وَالقبائِلَ وَغُرباء لكِنْ داوُد جعلهُمْ فِى سِجِلَ جبابِرة جيشِهِ وَسِجِلَ إِفتخارِهِ سواء رِجالَ أوْ نِساءأوْ أطفالَ00هكذا المسِيح فِى السَّماء يذكُر كُلّ مَنَ عملَ معهُ وَأتَّبع الرَّحمة توجد شخصِيَّة مُهِمة لَمْ يذكُرها داوُد وَهُوَ يُوآب00أكثر إِنسان تعب مَعَْ داوُد وَكَانَ وفِى لَهُ لكِنَّهُ كَانَ يحمِلَ صِفة الغدر لِذلِكَ لَمْ يذكُره داوُد00هكذا أنت مهما تتعب إِنْ كَانَ فِى حياتكَ خطأٍ ما يُحذف إِسمكَ مِنْ سِفر الحياة00يُوآب إِنسان دموِى قتل عماسا وَ000وَهُوَ صاحِب مُؤامرات رغم وفاءه لِداوُد00يا ليتكَ قَدْ إِحتملت عماسا وَأحتملت أنْ لاَ تكُونَ قائِد جيش داوُد لكَانَ يُكتب إِسمكَ فِى سِجل الحياة00يُوآب رفض قائِد أخر معهُ لِذلِكَ تخلَّص مِنْ عماسا بِخُبثٍ وَكَانَ يتخيَّلَ أنَّهُ إِنتصر لكِنْ ماذا يكُونَ كُلّ هذا أمام حذف إِسمه مِنْ سِجِلَ الإِفتخار00ذكر داوُد يُوشيب وَألعازار وَهُما رمز لأنبياء العهد القدِيم00وَذكر أبِيشاى الَّذِى يرمُز لِلرُّسُلَ وَذكر ثلاثُونَ رجُل رمز لِلشَّعْب00أى أنَّ الله لاَ ينسى أحد0 الأصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالعِشرُونَ :- * الإِحصاء وَالوباء * [ وَعاد فحمِيَ غضبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ ]00غضب الرَّبَّ عَلَى إِسْرَائِيلَ لأِنَّ الشَّعْب إِنصرف عنهُ وَأراد داوُد أنْ يفتخِر بِمملكتِهِ لِذلِكَ أراد الله أنْ يُؤدِب داوُد وَالشَّعْب00فماذا فعلَ الله ؟00[ فأهاج عليهِمْ داوُد قائِلاً امضِ وَأحصِ إِسْرَائِيلَ وَيهُوذا ]00ماذا تفعل يارب ؟ يقُولَ أنا لِى أُسلُوب خاص أُرِيد أنْ أُمحِّصهُ وَأُذكِيه وَأُؤدِب الشَّعْب بِضربة واحِدة[ فَقَالَ المَلِكُ لِيُوآبَ رئِيسِ الجيشِ الَّذِي عِندهُ طُف فِي جمِيعِ أسباطِ إِسْرَائِيلَ مِنْ دانَ إِلَى بِئرِ سبعٍ وَعُدُّوا الشَّعْبَ فأعلم عدد الشَّعْبِ ]00" مِنْ دان إِلَى بِئرِ سبعٍ " أى مِنْ أقصى الشِمالَ إِلَى أقصى الجنُوب عِدُّوا الشَّعْب كُلّهُ00شئ عجِيب حَتَّى أنَّ يُوآب الإِنسان القاسِى قَالَ لِداوُد لِماذا وَالله لَمْ يأمُرنا[ فَقَالَ يُوآبُ لِلمَلِكِ لِيزِدِ الرَّبُّ إِلهُكَ الشَّعْبَ أمثالهُمْ مِئة ضِعفٍ وَعينا سيِّدِي المَلِكِ ناظِرتانِ0 وَلكِنْ لِماذا يُسرُّ سيِّدِي المَلِكُ بِهذا الأمرِ ]00يُوآب يقُولَ لِداوُد لِماذا نعِد الشَّعْب ماذا يسُرَّكَ فِى هذا الأمر ؟ يُوآب راجع داوُد وَكَانَ عَلَى حقٍّ فِى ذلِكَ [ فاشتدَّ كلامُ المَلِكِ عَلَى يُوآبَ وَعَلَى رُؤساءِ الجيشِ فخرج يُوآبُ وَرُؤساءُ الجيشِ مِنْ عِندِ المَلِكِ لِيُعدُّوا الشَّعبَ ]00إِشتدَّ داوُد فِى طلبِهِ وَضغط عَلَى يُوآب لِيُنَّفِذ أمرهُ لِماذا يعِد الشَّعْب ؟ أوَّلاً كى يعلم عدد رِجاله وَيفتخِر بِهِمْ00ما مِنْ مرَّة تمَّ فِيها تِعداد الشَّعْب إِلاَّ بِأمر إِلهِى كما فعلَ فِى أيَّام مُوسى النبِى حيثُ أمرهُ الله أنْ يعِد الشَّعْب ثَلاَثَ مرَّات وَلَمْ يعِد مُوسى الشَّعْب كى يفتخِر بِهِ كما فعلَ داوُد بَلْ لأِنَّهُ أمر إِلهِى فنجِد فِى سِفر العدد كُلّ الأسباط معدُوده فرد فرد00لكِنْ الأمر فِى هذِهِ المرَّة خرج مِنْ داوُد نَفْسَه لِذلِكَ لَمْ يستحسِن الله هذا التِعداد لأِنَّ داوُد لَمْ يستشِر الله0 ثانِياً لِكى يعلم داوُد الشَّعْب هُوَ شعب الله وَليس شعبه هُوَ00الله يقُولَ لَهُ أنا الَّذِى أقمتكَ عَلَى شعبِى00حَتَّى أولادنا لابُد أنْ نتعاملَ معهُمْ عَلَى أنَّهُمْ عطِيَّة مِنْ الله وَليسُوا مِلكاً لنا00[ وَالَّذِينَ يستعمِلُونَ هذا العالم كأنَّهُمْ لاَ يستعمِلُونهُ ] ( 1 كو 7 : 31 )00 هكذا قَالَ الله لِداوُد أنت تملُكَ عَلَى شعبِى لكِنَّهُمْ ليسُوا مِلككَ0 ثالِثاً رُبما أراد داوُد أنْ يدخُل حرب جدِيدة أوْ يجمع ضرِيبة مِنْ الشَّعْب أوْ يُسخِّر الشَّعْب لِعملِ مُعيِّن00أوْ لِيُعلِنْ فخره قبل موتِهِ00المُهِمْ أنَّهُ أراد أنْ يعِد الشَّعْب [ فدفع يُوآبُ جُملة عدد الشَّعبِ إِلَى المَلِكِ فكان إِسْرَائِيلُ ثمانَ مِئةِ ألفِ رجُلٍ ذِي بأسٍ مُستلِّ السَّيفِ وَرِجالُ يهُوذا خمسَ مِئةِ ألفِ رجُلٍ ]00عدُّوا الشَّعْب 800000رجُلٍ دائِماً فِى العهد القدِيم كَانَ يُحسب مَعَْ كُلّ رجُلَ عائِلته زوجة وَثَلاَثَ بنِين أى العائِلة خمسة أفراد تقرِيباً إِذاً عدد الشَّعْب كُلّه كَانَ حوالِى أربعة ملايِين فرد00داوُد إِفتخر بِعدد شعب إِسْرَائِيلَ00أمَّا عدد يهُوذا فكان 500000رجُلَ00دائِماً كَانَ سِبط يهُوذا مُميَّزعَنْ باقِى الأسباط إِشارة لِلسيِّد المسِيح داوُد فِيهِ رُوح الله نشِيط لِذلِكَ إِكتشف خطِيَّتهُ سرِيعاً فبِمُجرَّد أنْ عرف عدد الشَّعْب حَتَّى قرع صدرهُ ندماً عَلَى تِعدادِهِ لِلشَّعْب بِدُون أمر الله 00[ وَضَرَبَ داوُد قلبُهُ ] كَانَ يجِب عليهِ أنْ يفرح بِهذا العدد فلِماذا ضرب قلبهُ ؟00[ فَقَالَ داوُدُ لِلرَّبِّ لقد أخطأتُ جِدّاً فِي ما فعلتُ وَالآنَ ياربُّ أزِل إِثم عبدِكَ ]00داوُد شعر بِخطأه وَندم00يوجد فرق بين إِحساس العظمة وَطاعِة الله فِى أمرٍ مُعيَّن00داوُد كَانَ يعِد الشَّعْب لِيشعُر بِالعظمة بينما مُوسى النبِى عدَّ الشَّعْب طاعة لأِمر إِلهِى00داوُد قلبه رقِيق لِذلِكَ إِكتشف خطأه بِسُرعة [ وَالآنَ ياربُّ أزِل إِثم عبدِكَ لأِنِّي انحمقتُ جِدّاً ]00" انحمقتُ جِدّاً " كلِمة مشهُور بِها سِفر صَمُوئِيلَ00جيِّد أنْ يعرِف الإِنسان حماقتِهِ00داوُد عرِف حماقتِهِ لأِنَّهُ عدَّ الشَّعْب ليس لِيرى مجد الله بَلْ لِيُعلِن إِفتخاره الشَّخصِى00داوُد ضَرَبَ قلبهُ وَقَالَ أزِل ياربَّ إِثم عبدكَ داوُد عِندما عرف خطأه لَمْ يتوانى عَنْ التوبة وَالآباء يُعطُونا تدرِيب يُسمَّى" التوبة اللحظِيَّة "00إِنْ أدنت إِنسان وَأنت سائِر فِى الطرِيق قُلَ لله قَدْ إِنحمقتُ جِدّاً نظرت عينيكَ نظرة غِير سلِيمة00تكاسلت عَنْ شئ00قدِّم توبة لحظِيَّة وَ لاَ تُقدِّم مُبرِرات داوُد لَمْ يقُلَ أعدائِى غادِرِين وَلابُد أنْ أعرِف جيشِى وَشعبِى00شاوُلَ المَلِكَ قدَّم قدِيماً عُذراً لِخطأه وَقَالَ لِصَمُوئِيلَ النبِى أنَّكَ تأخَّرت لِذلِكَ قدَّمت أنا الذَّبِيحة00فِى حِين أنَّ داوُد قَالَ لله أنا قَدْ إِنحمقت جِدّاً لِذلِكَ كَانَ داوُد قادِر أنْ يغتصِب مراحِم الله[ لَكَ وحدكَ أخطأت ]00[ لِكي تتبرَّر فِي أقوالَكَ ] ( مز 50 )00أنت وعدت بِمراحِمكَ00كى تتبرَّر فِى أقوالَكَ إِقبلنِى لأِنِّى إِنحمقت جِدّاً00إِغلِب إِنت حَتَّى لاَ يأتِى يوم أقُولُ لَكَ أنا طلبت التوبة وَأنت رفضت [ وَلمَّا قَامَ داوُدُ صباحاً كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى جادٍ النَّبِيِّ رائِي داوُد قائِلاً اِذهب وَقُل لِداوُد هكذا قَالَ الرَّبُّ0 ثلاثةً أنَا عارِض عليكَ فاختر لِنَفْسِكَ واحِداً مِنها فَأفعلهُ بِكَ ]00الله لطِيف وَمُحِب لِلإِنسان الله ذُو الجلال يقُولَ لِداوُد أنت أخطأت لكِنْ بعد إِذنكَ أنا عارِض عليكَ ثلاث عقُوبات إِختر لَكَ واحِده00الله أراد بِذلِكَ أنْ يعرِف فِكر داوُد [ وَقَالَ لَهُ أتأتِي عليكَ سبعُ سِنِي جُوعٍ فِي أرضِكَ أمْ تهرُبُ ثلاثة أشهُرٍ أمام أعدائِكَ وَهُمْ يتبعُونكَ أمْ يكُونُ ثلاثة أيَّامٍ وبأ فِي أرضِكَ0 فَالآنَ اعرِف وَانظُر ماذا أرُدُّ جواباً عَلَى مُرسِلِي ]00إِمَّا سبعُ سِنِى جوعٍ أوْ هرُوب أمام الأعداء ثلاثة أشهُرٍ أوْ ثلاثة أيَّامٍ وبأ ماذا يختار داوُد ؟[ فَقَالَ داوُدُ لِجادٍ قَدْ ضاقَ بِي الأمرُ جِدّاً0 فلنسقُط فِي يَدِ الرَّبِّ لأِنَّ مراحِمهُ كثِيرة وَ لاَ أسقُط فِي يَدِ إِنسانٍ ]00لاَ أُرِيد تأدِيب مِنْ الخارِج لِذلِكَ لاَ أُرِيد الهرُوب أمام الأعداء00أُرِيد مِنْ يَدَ الله مُباشرةً أفضل لأِنَّ مراحِمهُ عظِيمة00الوبأ لاَ يتدخَّل فِيهِ إِنسان بَلْ مِنْ يَدِ الله لكِنْ الأعداء هِى يَدَ إِنسان وَالمجاعة قَدْ يتدخَّل فِيها إِنسان00إِذاً الوبأ هُوَ الوحِيد مِنْ الله فقط فِى مِصْرَ أيَّام يُوسِف العفِيف كانت المجاعة خزَّن طعام وَإِستعانت بِهِ الأرض كُلّها حَتَّى يعقُوب أبِيهِ أى إِستعانُوا بِيَدِ بشرٍ لكِنْ الوبأ ليس لإِنسان يَدَ فِيهِ00الأعداء إِذا طاردُونا مُمكِنْ نستعِينَ بِجيشٍ آخر قوِى لكِنْ الوبأ مِنْ يَدِ الله00جيِّد أنَّ داوُد فِى عِشرِته مَعَْ الله أخذ ثِقة فِى الله وَتدابِيره00مهما كَانَ الله قاسِى نقبل قسوتهُ وَ لاَ نقبل لُطف إِنسان [ فجعل الرَّبُّ وبأً فِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الصَّباحِ إِلَى المِيعادِ فمات مِنَ الشَّعْبِ مِنْ دانٍ إِلَى بِئرِ سبعٍ سبعُونَ ألفَ رجُلٍ ]00هل فرحت يا داوُد لِلحظة وَأفتخرت بِتِعداد الشَّعْب الآنَ فِى لحظة أُبِيدُ لَكَ الكُلّ00الفضل لله وَليس لِحِكمِتكَ وَتقواكَ00الَّذِى جعل الشَّعْب يتزايد الله وَليس أنت00يوجد أمر مُهِمْ فِى مُعاملات الله أنَّهُ مُمكِنْ خطِيَّة إِنسان تُعاقب عليها مجموعة وَأحياناً الخطايا تُصِيب مجموعة وَليس فرد مِثْلَ خطِيَّة يُونان النبِى عُوقِب عليها كُلّ مَنْ كَانَ فِى السَّفِينة [ وَبَسَطَ الملاكُ يَدَهُ عَلَى أُورُشلِيمَ لِيُهلِكها فندم الرَّبُّ عَنِ الشَّرِّ وَقَالَ لِلملاكِ المُهلِكِ الشَّعْبَ كفى ]00داوُد مِنْ قبل واثِق فِى مراحِمْ الله لِذلِكَ قَالَ الله كفى00[ وَكَانَ ملاكُ الرَّبِّ عِند بيدرِ أرُونة اليبُوسِيِّ ]00المكان الَّذِى وقف عِندهُ الوبأ بيدر رجُلَ أُممِى إِسمهُ أرُونة اليبُوسِيِّ00[ فكلَّم داوُد الرَّبَّ عِندما رأى الملاكَ الضَّارِبَ الشَّعب وَقَالَ ها أنَا أخطأتُ وَأنَا أذنبتُ وَأمَّا هؤُلاءِ الخِرافُ فماذا فعلُوا0 فلتكُنْ يدُكَ عَلَيَّ وَعَلَى بيتِ أبِي ]00عِندما عرف داوُد عدد القتلى بِالوبأ قَالَ لله لِتكُنْ يَدُكَ عَلَىَّ أنا00أنا الَّذِى أذنبت وَليس الشَّعْب00جيِّد أنْ يُبذِلَ الرَّاعِى نَفْسَهُ عَنْ الخِراف داوُد مُتعلِّم هذا الفِكر مِنْ الله سيِّده00أنا الَّذِى أخطأت وَليس الشَّعْب لِذلِكَ رُدّ يَدَكَ أنا لدىَّ إِستعداد أنْ أموت عَنْ الآخرِين00فِكر الفِداء مِنْ السيِّد المسِيح قَدْ أخذهُ داوُد00الَّذِى يُحِب الله يكُون عِندهُ مبدأ الفِدأ كما فعل إِبراهِيم أبو الآباء عَنْ شعب سدوُم وَعمُورة [ فجاء جادُ فِي ذلِكَ اليومِ إِلَى داوُد وَقَالَ لَهُ اصعد وَأقِمْ لِلرَّبِّ مذبحاً فِي بيدرأرُونةَ اليبُوسِيِّ ]00إِذهب لِبيدر أرُونة اليبُوسِىِّ فِى وسط أرضِهِ إِعمِلَ لِى مذبح[ فصعِد داوُدُ حسب كَلاَمَ جاد كما أمر الرَّبُّ0 فتطلَّع أرُونةُ وَرأى المَلِكَ وَعبِيدهُ يُقبِلُونَ إِليهِ فخرج أرُونةُ وَسجد لِلمَلِكِ عَلَى وجهِهِ إِلَى الأرضِ ]00أرُونة رأى المَلِكَ جاء إِليهِ فتعجَّب وَسجد لَهُ وَعِندما إِستأذنهُ المَلِكَ لِعملَ مذبح لِلرَّبَّ وسط بيدرِهِ رحَّب أرُونة وَأحضر لَهُ أدوات المذبح [ فَقَالَ داوُدُ لأِشترِي مِنْكَ البيدر لِكي أبنِي مذبحاً لِلرَّبِّ فتكُفَّ الضَّربةُ عَنِ الشَّعْبِ0فَقَالَ أرُونةُ لِداوُد فلِيأخُذهُ سيِّدِي المَلِكُ وَيُصعِدْ ما يحسُنُ فِي عينيهِ ]00إِنْ كَانَ أرُونة أُممِى إِلاَّ أنَّهُ قدَّم نموذج رائِع لِلإِتِضاع وَالمحبَّة وَالبذلَ وَبيدر أرُونة اليبُوسِى هذا مكان بُناء هيكل سُليمان هذا المكان الَّذِى أحبَّ الله أنْ يُقِيم فِيهِ مذبحهُ وَكأنَّهُ يقُولَ رغم أنَّ أرُونة أُممِى إِلاَّ أنَّهُ مُتمتِّع بِالبذلَ وَالحُب وَالإِتِضاع[ البقرُ لِلمُحرِقةِ وَالنَّوارِجُ وَأدواتُ البقرِ حطباً0 الكُلُّ دفعهُ أرُونةُ المالِكُ إِلَى المَلِكِ ] جيِّد أنْ يفرح الإِنسان بِقُدُوم داوُد00جيِّد أنْ تفرح بِالله وَنُقدِّم لَهُ قُلُوبُنا مذبح وَمِنْ حواسِنا حطب وَنُقدِّم لَهُ ذبائِح صلاة وَتسبِيح وَشُكر وَ[ فَاشترى داوُدُ البيدر وَالبقر بِخمسِينَ شاقِلاً مِنَ الفِضَّةِ ]00رقم خمسِين إِشارة لِعملَ النِّعمة00[ وَبنى داوُدُ هُناكَ مذبحاً لِلرَّبِّ وَأصعد مُحرقاتٍ وَذبائِح سلامةٍ وَاستجابَ الرَّبُّ مِنْ أجلِ الأرضِ فكفَّتِ الضَّربةُ عَنْ إِسْرَائِيلَ ]00هذا هُوَ عملَ الله لِذلِكَ ترى أنَّ فخ عدو الخِير الَّذِى نصبهُ لِداوُد لِيُسقِطهُ فِى الكِبرياء فِى أواخِر أيَّامِهِ قَدْ حوَّلهُ داوُد بِحِكمة إِلَى إِكلِيل أُضِيف إِلَى أكالِيل داوُد السَّابِقة لِيكُنْ لنا جِهاد داوُد وَتسبِيحه وَفخره بِالله ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين .

دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 11

الأصْحَاحُ العِشرُونَ :- مُجرَّد أنْ عاد داوُد إِلَى مملكتة حدثت حساسِيَّات بين الإِحدى عَشَرَ سِبط وَسِبط يهُوذا00[ وَاتَّفَقَ هُناكَ رجُل لئِيم اسمُهُ شَبَعُ بنُ بِكرِي رجُل بنيامِينِيٌّ ]00سِبط بنيامِين هُوَ سِبط شاوُلَ المَلِكَ وَهُوَ سِبط لَهُ حساسِيَّة مَعَْ سِبط يهُوذا لِذا قَامَ شَبَعُ بنُ بِكرِى بِمُؤامرة جدِيدة وسط هذِهِ الظُرُوف [ فضرب بِالبُوقِ وَقَالَ ليس لنا قِسم فِي داوُد وَ لاَ لنا نصِيب فِي ابنِ يسَّى0كُلُّ رجُلٍ إِلَى خيمتِهِ يا إِسْرَائِيلُ ]00كَانَ شَبَعُ إِبن بِكرِى مِنْ ضِمن قادِة أبشالُوم لِذلِكَ لَمْ يستطِع أنْ يُنَّصِب داوُد مرَّة أُخرى فأراد ثُورة أُخرى وَهيَّج الشَّعب وَقَالَ : يهُوذا يقُولَ أنَّ لَهُ نصِيب فِى داوُد أكثر مِنْ باقِى الأسباط لِذلِكَ ليس لنا نصِيب فِى داوُد شَبَع هيَّج الشَّعب وَالعجِيب أنَّ الكِتاب يقُولَ [ فصعِد كُلُّ رِجالِ إِسْرَائِيلَ مِنْ وراءِ داوُد إِلَى وراءِ شَبَعَ بنِ بِكرِي ]00بِكلِمة واحِدة ذهب الشَّعْب وراء شَبَعَ إِبن بِكرِى00شعب مُتردِّد مِنْ كلِمة واحِدة يذهب وراء شاوُلَ مرَّة وَبِكلِمة واحِدة يذهب وراء داوُد مرَّة أُخرىوَمرَّة وراء أبشالُوم وَمرَّة أُخرى وراء شَبَعُ إِبن بِكرِى النَّفْسَ البشرِيَّة تمِيل للتمرُّد00النَّفْسَ تعرِف وصايا الله لكِنْ رغم ذلِكَ تمِيل لأُمور زائِلة00هُمْ يعرِفُون أنَّ شَبَعَ زائِل لكِنَّهُمْ مالُوا وراءهُ00عِندما تضعُف النَّفْسَ تهزِّها أى رِيح00[ أقصبةً تُحرِّكُها الرِّيحُ ] ( مت 11 : 7 )00كما قَالَ يسُوعَ النَّفْسَ الضعِيفة أى ضغط يُزعزِعُها مرَّة وراء داوُد وَمرَّة وراء شَبَعَ هكذا نحنُ مرَّة وراء الله وَمرَّة وراء شهواتنا تمرَّد الشَّعْب السَّرِيع التردُّد وَعلِم داوُد فِى قلبِهِ أنْ لاَ يأمن لِلبشر وَإِنْ لَمْ يُثبِّت الله مملكته فإِنَّها تزُول00[ لاَ تتَّكِلَ عَلَى الرُّؤساء وَ لاَ عَلَى بنِي البشر ]00[ تخرُج رُوحهُمْ فيعُودُون إِلَى تُرابِهِمْ فِي ذلِكَ اليوم تُهلَكَ كافة أفكارِهِمْ ] ( مز 145 / مِنْ مزامِير النُّوم ) إِنقلاب أبشالُوم00ثورة شَبَعَ00كُلّ هذا مِنْ تأدِيبات الله00ما فعلهُ أبشالُوم وَأمنُون مِنْ تأدِيبات الله لِداوُد00كُلّ مرارة يعِيشها داوُد هِى ثمرة لِخطِيَّتِهِ00الكِتاب دقِيق يقُولَ لَمْ يبق إِنسان وراء داوُد مِنْ إِسْرَائِيلَ [ وَأمَّا رِجالُ يهُوذا فلازمُوا ملِكهُمْ مِنَ الأُردُنِّ إِلَى أُورُشلِيم ]00عِندما علِم داوُد بِالمُؤامرة كَانَ قَدْ وصلَ إِلَى أُورُشلِيم أى لَمْ يهنأ يوم فِى مملكتِهِ لأِنَّ ثمر الخطِيَّة مُر وَيدُوم وَعِندما يعلم الإِنسان ذلِكَ يقُولَ لَنْ أتوانى لحظة دخل داوُد أُورُشلِيم وَكَانَ قَدْ تركَ السَّرارِى العَشَرَة عِندما خرج مِنْ القصر فِى ثورة أبشالُوم وَكَانَ أخِيتُوفل قَدْ أشار عَلَى أبشالُوم أنْ يدخُلَ إِلَى سرارِى أبِيه وَبِالفِعل عمل بِالمشُورة00وَعِندما عاد داوُد مرَّة أُخرى لِمملكتِهِ هذِهِ المرَّة لَمْ يستطِع أنْ يُعامِلهُنَّ كزوجاتٍ بَلْ حفظهُنَّ فِى القصر باقِى حياتهُنَّ فِى عِيشة العزوبة داوُد أعاد عماسا قائِد لِجيشه إِشارة إِلَى أنَّ الله يرُّد كُلّ إِنسان حَتَّى وَإِنْ كَانَ قائِد فِى جيش الشَّر00وَداعِى الكُلَّ لِلخلاصَ00[ وَقَالَ المَلِكُ لِعماسا اجمع لِي رِجالَ يهُوذا فِي ثلاثةِ أيَّامٍ0 وَاحضر أنتَ هُنا ]00داوُد فِى أزمة لأِنَّ شَبَعَ إِبنُ بِكرِى جمع حوله كُلّ رِجال الإِحدى عَشَرَ سِبط فطلب داوُد مِنْ عماسا أنْ يجمع لَهُ رِجالَ يهُوذا فِى ثلاثة أيَّام لكِنْ عماسا تأخَّر فوجد داوُد أبِيشاى بنُ صروِيَّة فقال لَهُ [ الآنَ يُسِئُ إِلينا شَبَعُ بنُ بِكرِي أكثر مِنْ أبشالُومَ0 فخُذ أنت عبِيد سيِّدِكَ وَاتبعهُ لِئلاَّ يجِد لِنَفْسِهِ مُدُناً حصِينةً وَينفلِتَ مِنْ أمامِ أعيُنِنا ]00حاوِلَ أنْ تلحِق بِشَبَعَ حَتَّى لاَ يفعلَ كما فعل أبشالُوم لأِنَّهُ شخصِيَّة صعبة يُوآب كانت نَفْسَه مُرَّة لأِنَّ داوُد عيَّن عماسا مكانه رئِيس جيش لِذلِكَ إِنطلق بِرِجالِهِ وَذهب وراء عماسا وَقابلهُ عِند صخرة وَكَانَ عماسا قَدْ جمع رِجالَ يهُوذا وَفِى طرِيق عودتِهِ لِداوُد00يُوآب معرُوف بِالغدر وَكَانَ قَدْ وضع السَّيف فِى وضع سهل إِستعماله لِلقتلِ وَبِالفِعل بينما هُوَ يُسلِّم عَلَى عماسا قتلهُ بِالسَّيفِ وَكأنَّهُ لَمْ يفعل شئ [ وَكَانَ يُوآبُ مُتنطِّقاً عَلَى ثوبِهِ الَّذِي كَانَ لاَبِسهُ وَفوقهُ مِنطقةُ سيفٍ فِي غِمدِهِ مشدُودة عَلَى حقويهِ فلمَّا خرج اندلقَ السَّيفُ0 فَقَالَ يُوآبُ لِعماسا أسالِم أنتَ يا أخِي0 وَأمسكت يَدُ يُوآبَ اليُمنى بِلِحيةِ عماسا لِيُقبِّلهُ0 وَأمَّا عماسا فَلَمْ يحترِز مِنَ السَّيفِ الَّذِي بِيَدِ يُوآبَ فضربهُ بِهِ فِي بطنِهِ فدلقَ أمعاءهُ إِلَى الأرضِ وَلَمْ يثنِ عليهِ فماتَ ]00يُوآب شخصِيَّة مُخلِصَة جِدّاً وَغادِرة جِدّاً قتل أبنِير وَأبشالُوم وَعماسا يُوآب رجُلَ قوِى وَدموِى وَكَانَ داوُد دائِماً يقُولَ[ نجِنِي مِنْ الدِّماء يا الله ] ( مز 50 )00لكِنْ يُوآب كانت عِنده الغاية تُبرِّر الوسِيلة00هُوَ يُرِيد أنْ يكُونَ مُخلِصَ لِداوُد وَليس لديهِ أى مانِع أنْ يفعل أى شئ مُقابِلَ إِخلاصه لِداوُد حَتَّى وَإِنْ كَانَ قتل00هذا سلُوكَ يُعبِّر عَنْ شخص ليس بِهِ مخافِة الله عماسا سقط فِى دِمائه وسط النَّاس الَّذِينَ نظرُوا لِيُوآب بِإِستنكار فقالَ لَهُمْ يُوآب[ مَنْ سُرَّ بِيُوآبَ وَمَنْ هُوَ لِداوُدَ فوراءَ يُوآبَ ]00لاَ تنسُوا أنَّ عماسا كَانَ مِنْ رِجالَ أبشالُوم لِذلِكَ الَّذِى يُحِب داوُد يمشِى وراء يُوآب لأِنِّى لَمْ أفعلَ ذلِكَ لأِنِّى مُغتاظ مِنْ عماسا بَلْ لأِنَّهُ سار قبلاً وراء أبشالُوم يُوآب إِستخدم ذكائه بِغِش وَتدلِيس لِيخدع النَّاس وَيُبرِّر عمله00رفع الرِّجال عماسا مِنْ الطرِيق وَسارُوا وراء يُوآب إِلَى المدِينة الَّتِى بِها شَبَعَ إِبن بكرِى الَّذِى لمَّا وجد أنَّ الموقِف خطِير إِختبأ فِى آبلِ بيتِ معكة وَهِى مدِينة حصِينة وَحاصرها رِجالَ يهُوذا فجاءت إِمرأة حكِيمة مِنْ أبلِ بيتِ معكة وَقالت لِيُوآب ليتكَ تستمِع لأِمتكَ فقد قالُوا قدِيماً إِذا تحيَّرت فِى أمرٍ ما أوْ مشُورةٍ ما فتعال لِشعبِى لأِنَّنا مشهُورُونَ بِالحِكمة [ فَقَالت لَهُ اسمع كَلاَمَ أمتِكَ0 فَقَالَ أنَا سامع0 فتكلَّمت قائِلةً كانُوا يتكلَّمُونَ أوَّلاً قائِلِينَ سُؤالاً يسألُونَ فِي آبلَ وَهكذا كانُوا انتهوا0 أنَا مُسالِمة أمِينة فِي إِسْرَائِيلَ0 أنتَ طالِب أنْ تُمِيتَ مدِينةً وَأُمَّا فِي إِسْرَائِيلَ0لِماذا تبلعُ نصِيبَ الرَّبِّ ]00قالت لَهُ أنا سيِّده مُسالِمة وَبسِيطة لكِنْ خُذ مِنِّى مشُورة كيف تقتُلَ مدِينة بِها نِساء وَأطفالَ وَتأخُذ مدِينة أعطاها الله لنا نصِيب ؟ فقالَ لها يُوآب أنا لَمْ آتِى لأُِحارِبكُمْ بَلْ أتيتُ مِنْ أجل شَبَعَ فقط فقالت لَهُ المرأة قِف مكانك بِجيشِكَ وَنحنُ نقتُلَ لَكَ شَبَعَ وَنُنزِلُ لَكَ رأسهُ مِنْ فوق السُّور00[ هُوذا رأسهُ يُلقى إِليكَ عَنِ السُّورِ0فأتتِ المرأةُ إِلَى جمِيعِ الشَّعْبِ بِحُكمتِها فقطعُوا رأس شَبَعَ بنِ بِكرِي وَألقوهُ إِلَى يُوآبَ ]00قتلُوا شَبَعَ " شَبَعَ " معناهُ " غرُور وَكِبرياء "00الغرُور وَالكِبرياء مُمكِنْ يدخُلُوا مدِينة وحدهُمْ وَيخرِبُوها00هذا ما كَانَ سيحدُث عِندما دخل شَبَعَ معكة كَانَ مُمكِنْ تنهار المدِينة كُلَّها بِسببِهِ00إِذاً نُضَّحِى بِشَبَعَ أم بِالمدِينة ؟ بِالطبع بِشَبَعَ00الغرُور الَّذِى يدخُلَ النَّفْسَ لابُد أنْ نقطع رأسه هُناكَ صِراع داخِلَ النَّفْسَ بين المرأة الَّتِى هِى الحِكمة وَبين شَبَعَ الَّذِى هُوَ الغرُورإِذا غلبت الحِكمة الكبرياء وَسحقت رأسهُ تُصبِح النَّفْسَ فِى سلام00هذا الصِراع دائِم فِى النَّفْسَ البشرِيَّة00صِراع إِنسان يُرِيد أنْ يملُكَ مَعَْ الحِكمة داخِله00مُمكِنْ شَبَعَ يكُون غروره قَدْ صّور لَهُ أنَّهُ أصبح حاكِم المدِينة لكِنْ كَانَ لابُد أنْ ينتبِه أنَّ حياته لابُد أنْ يملُكَ عليها الله لِذلِكَ نحنُ نحتاج أنْ تملُكَ الحِكمة علينا لِنغلِب الكِبرياء كما فعلت أبِيجايِلَ زوجة نابالَ مَعَْ داوُد قدِيماً00لِكى تُملأ نِفُوسنا سَلاَمَ لابُد أنْ نهزِم كِبرياءنا مِنْ الدَّاخِلَ00كُنْ قاسِى مَعَْ نَفْسَكَ فِى أمر نَفْسَكَ وَذاتكَ[ مَنْ أراد أنْ يُخلِّصَ نَفْسَهُ يُهلِكُها ] ( مت 16 : 25 )00أبُونا بِيشُوى كامِلَ كَانَ يُعطِى تدرِيب " إِنْ أردت أنْ تُخلِّصَ نَفْسَكَ إِهلِكها "00مُجرَّد أنْ تُهلِكَ ذاتكَ ينفجِر نُور الله داخِلَكَ لكِنْ إِذا مَلَكَ شَبَعَ تخرُب النَّفْسَ0 الأصْحَاحُ الحادِي وَالعِشرُونَ :- قِصَّة عجِيبة ترتِيبها الطبِيعِى ليس بِنَفْسَ الأحداث لكِنْ السِفر ذكرها00بعدما قتلُوا شَبَعَ حدثت مجاعة ثَلاَثَ سنوات فِى مملكِة داوُد00لِماذا المجاعة يا الله ؟ هل أغضبناكَ ؟داوُد تمهَّل ثَلاَثَ سنوات ثُمَّ سأل الله فِى أى شئٍ أحزناكَ يا الله ؟00[ فطلب داوُدُ وجهَ الرَّبِّ0 فَقَالَ الرَّبُّ هُوَ لأِجلِ شاوُلَ وَلأِجلِ بيتِ الدِّماءِ لأِنَّهُ قتل الجِبعُونِيِّينَ ] قدِيماً فِى أيَّام يشُوع بن نُون كَانَ هُناكَ شعب يُسمَّى الجبعُونِيُّونَ هؤلاء عملُوا أمراً مَعَْ يشُوع فقد كَانَ يشُوع قَدْ دخل أرِيحا وَكانت أخبار إِنتصارات شعب الله تُخِيف الأُمم حَتَّى أنَّ راحاب قالت أنَّ العالم كُلّه يقُولَ أنَّ الله أقوى إِله وَهذا كَانَ أُسلُوب إِعلان الله لِقُوَّته وَمجده وسط آلِهه الأُمم وَلمَّا كَانَ رُعب شعب الله قَدْ وصلَ إِلَى كُلِّ الأرض أرادت الشّعُوب أنْ تتملَّقهُمْ لكِن الجبعُونِيُّونَ عملُوا خدِيعة فجاءوا إِلَى يشُوعَ بِأزِقَّة خمرٍ قدِيمة مُشقَّقة وَملابِس بالِية وَخُبز يابِس عَلَى أنَّهُمْ آتِين مِنْ مدِينة بعِيدة جِدّاً فدخل يشُوعَ معهُمْ فِى عهدٍ لكِنْ بعد ذلِكَ عرف أنَّهُمْ قرِيبِين جِدّاً مِنْهُ فجعلهُمْ عبِيد لدى شعب الله ( يش 9 ) وَلِنتخيَّل أنَّ شاوُلَ المَلِكَ عِندما مَلَكَ حارب الجبعُونِيُّونَ وَآذاهُمْ رغم أنَّهُمْ كانُوا مُسالِمِينَ وَالشَّعْب يظلِمهُمْ مُنذُ أيَّام يشُوعَ وَشاوُلَ فأحدث الله مجاعة فِى الشَّعْب كى يُدافِع عَنْ حقَّ الجبعُونِيين00فأتى داوُد بِالجبعُونِيين وَقَالَ لَهُمْ ماذا نفعلُ لَكُمْ كى تسترِيحُوا ؟ فقالُوا لَهُ أنَّ شاوُلَ قتلنا وَليس لنا مال أوْ أى شئ عِند أحد لِذلِكَ لِتأتِى لنا بِسبعة مِنْ أولاد شاوُلَ وَأصلُبهُمْ [ الرَّجُلُ الَّذِي أفنانا وَالَّذِي تآمر علينا لِيُبِيدنا لِكي لاَ نُقِيمَ فِي كُلِّ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ فلنُعطَ سبعةَ رِجالٍ مِنْ بنِيهِ فنصلِبهُمْ لِلرَّبِّ فِي جِبعةِ شاوُلَ مُختارِ الرَّبِّ ]00نَفْسَ المكان الَّذِى أفنانا فِيهِ شاوُلَ نصلُب أولاده وَلكِنْ بعد أنْ صلب لَهُمْ داوُد سبعة مِنْ بنِى شاوُلَ جاءت إِمرأة مِنْ بيتِ شاوُلَ وَجلست تحت السبعة المصلُوبِين لِتمنع الطُيُور عَنْ جُثثِهِمْ وَكانت تبكِى وَأعلمُوا داوُد بِأمر هذِهِ المرأة فجاء داوُد بِعِظام شاوُلَ وَيُوناثان وَأخذ معهُما هؤلاء السبعة المصلُوبِينَ وَدفنهُمْ فِى سِبط بنيامِينَ وَكأنَّهُ يقُولَ لَهُمْ أنا ليس لِى حِقد أوْ كُره مَعَْ أحد حدثت بعد ذلِكَ ثلاثة حرُوب كى نعلم أنَّ النَّفْسَ لَنْ تهدأ مادامت فِى الجسد فِى أحد هذِهِ الحرُوب كَادَ داوُد أنْ يموت لكِنْ الشَّعْب قَالَ لَهُ ألم نقُلَ لَكَ لاَ تخرُج لِلحرب؟00 [ لاَ تخرُجُ أيضاً معنا إِلَى الحربِ وَ لاَ تُطفِئُ سِراجَ إِسْرَائِيلَ ]00الشَّعْب يُمثِّل شعب الكنِيسة وَداوُد يُمثِّل رئِيس الشَّعْب أى البطريرك أوْ الأُسقُف00الشَّعْب يفدِى رئِيسه وَالرَّئِيس يُحارِب عَنْ شعبه وَهكذا نحنُ نُصَلِّى فِى القُدَّاس مِنْ أجل رئِيس كهنتنا كى يظِل سِراج الكنِيسة مُضِئ ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين .

دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 10

الأصْحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ :- * عودِة داوُد المَلِكَ * إِبتدأ داوُد ينُوح عَلَى أبشالُوم00يُوآب علِم ذلِكَ00يُوآب رئِيس الجيش هُوَ الَّذِى قتل أبشالُوم وَكَانَ يتخيَّل أنَّهُ سيُستقبلَ إِستقبالَ الأبطالِ00فقال فِى نَفْسِهِ أليس أرسلنا داوُد لِذلِكَ الغرض فلِماذا ينُوحُ الآنَ ؟ بِنوحِهِ وَحُزنِهِ يجعلُ الشَّعْب لاَ يشعُر بِفرحِة الإِنتصار [ فصارت الغلبةُ فِي ذلِكَ اليومِ مناحةً عِند جمِيعِ الشَّعْبِ لأِنَّ الشَّعْبَ سمِعُوا فِي ذلِكَ اليومِ مَنْ يقُولُ إِنَّ المَلِكَ قَدْ تأسَّفَ عَلَى ابنِهِ ]00الشَّعْب حزِن لِحُزن المَلِكَ وَشعرُوا بِخطأهِمْ فِى حقِّ داوُد وَأصبح الأمر خلط فِى المشاعِر [ وَتسلَّلَ الشَّعْبُ فِي ذلِكَ اليومِ لِلدُّخُولِ إِلَى المدِينةِ كما يتسلَّلُ القومُ الخجِلُونَ عِندما يهرُبُونَ فِي القِتالِ ]00بدل رجوِعِهِمْ بِفرحِة الإِنتصار عادُوا بِخجلٍ00[ وَستر المَلِكُ وجههُ وَصرخ المَلِكُ بِصوتٍ عظِيمٍ يا ابنِي أبشالُومُ يا أبشالُومُ ابنِي يا ابنِي ]00مِنْ علامات الحُزن قدِيماً أنْ كَانَ الشَّخص يُغطِّى وجههُ وَكأنَّهُ لاَ يستطِيع مُواجهة النَّاس00داوُد فِى البِداية كَانَ يُغطِّى وجهةُ وَهُوَ هارِب مِنْ أبشالُوم وَالآنَ يُغطِى وجههُ حُزناً عَلَى موتِ أبشالُوم يُوآب دخل لِداوُد وَعالج الأمر بِطرِيقة صعبة وَيقُول لَهُ أنت خلطت الأمُور وَجعلت فرحِة الإِنتصار حُزن وَكأنَّ يُوآب يعلم ذلِّة داوُد مَعَْ أُورِيَّا الحِثِّىِّ وَهُوَ الَّذِى إِستلم خِطاب أُورِيَّا المكتُوب بِهِ خِطَّة قتل أُورِيَّا00أى أنَّ يُوآب يمسِكَ لِداوُد نُقطة ضعف لِذلِكَ كَانَ يتكلَّم معهُ بِأُسلُوب صعب [ فدخل يُوآبُ إِلَى المَلِكِ إِلَى البيتِ وَقَالَ قَدْ أخزيت اليوم وُجُوه جمِيعِ عبِيدِكَ مُنقِذِي نَفْسِكَ اليومَ وَأنفُسِ بنِيكَ وَبناتِكَ وَأنفُسِ نِسائِكَ وَأنفُسِ سرارِيِّكَ بِمحبَّتِكَ لِمُبغِضِيكَ وَبُغضِكَ لِمُحِبِيِّكَ ]00الَّذِينَ أنقذُوكَ اليوم أنت أخزيتهُمْ00نحنُ أنقذنا كُلّ بيتكَ وَاليوم تُخزِينا00أنت أحببت مُبغِضَكَ وَأخزيت مُحِبِيِّكَ لأِنَّكَ بِهلاَكَ شخص واحِد تُحزِن الَّذِين نجوا [ لأِنَّكَ أظهرت اليوم أنَّهُ ليس لَكَ رُؤساءُ وَ لاَ عبِيدٌ لأِنِّي علِمتُ اليوم أنَّهُ لَوْ كَانَ أبشالُومُ حيّاً وَكُلُّنا اليومَ موتى لحسُنَ حِينئِذٍ الأمرُ فِي عينيكَ ]00أنت أظهرت أنَّهُ ليس لَكَ حبِيب وَنحنُ نرى أنَّهُ لَوْ مُتنا كُلُّنا وَعاش أبشالُوم ما حزِنت هكذا00أبشالُوم الَّذِى أبغضكَ وَطردكَ مِنْ مُلكِكَ وَحرمك مِنْ مُشِيرِيكَ وَكُلّ ما فعلهُ معكَ وَتحزن عليهِ اليوم ؟![ فَالآنَ قُمْ وَاخرُج وَطيِّب قُلُوب عبِيدِكَ0 لأِنِّي قَدْ أقسمتُ بِالرَّبِّ إِنَّهُ إِنْ لَمْ تخرُج لاَ يبِيتُ أحد معكَ هذِهِ اللَّيلةَ وَيكُونُ ذلِكَ أشَّر عليكَ مِنْ كُلِّ شّرٍّ أصابكَ مُنذُ صِباكَ إِلَى الآنَ ]00يُوآب يتكلَّم مَعَْ داوُد بِسُلطان وَيقُول لَهُ قَدْ حلفت أنَّهُ لَوْ لَمْ تقُمْ وَتخرُج لِعبِيدِكَ سنترُككَ كُلُّنا وَسترى شَرّ أكثر مِمَّا رأيت طُول حياتِكَ00يُوآب يتكلَّم بِأُسلُوب جارِح حَتَّى وَإِنْ كَانَ عَلَى حقٍّ الله يعلم كُلّ ذلاَّتنا وَ لاَ يتكلَّم معنا بِأُسلُوب جارِح مِثْلَ يُوآب الَّذِى يعرِف ذلَّة واحِدة عَنْ داوُد00نعم يارب أنت لطِيف معنا غافِر لِخطايانا ساتِر عيُوبنا00يُوآب عنِيف مَعَْ داوُد رغم أنَّهُ تحت يَدِهِ وَتحت سُلطانِهِ00إِذاً مِنْ حقَّ الله أنْ يُكلِّمنا بِأُسلُوب قاسِى لكِنَّهُ لاَ يفعل وَلِنراهُ مَعَْ بُطرُس فنجِدهُ يتودَّد لَهُ [ أتُحِبُّنِي ] ( يو 21 : 17 )00وَمَعَْ المرأة الخاطِئة[ وَ لاَ أنَا أدِينُكِ0 اذهبِي وَ لاَ تُخطِئِي أيضاً ] ( يو 8 : 11 )00الله لطِيف معنا مهما كانت ضعفاتنا يُوآب كَانَ شرِيكَ لِداوُد فِى ضِيقاته لِذلِكَ يُذكِّره بِضِيقاته مُنذُ صِباه00داوُد خجلَ وَلَمْ يفتح فاه00[ فَقَامَ المَلِكُ وَجلس فِي البابِ0 فأخبرُوا جمِيعَ الشَّعْبِ قائِلِينَ هُوذا المَلِكُ جالِس فِي البابِ0 فَأتى جمِيعُ الشَّعْبِ أمامَ المَلِكِ0 وَأمَّا إِسْرَائِيلَ فهربُوا كُلُّ واحِدٍ إِلَى خيمتِهِ ]" إِسْرَائِيلَ " هُنا مقصُود بِهِ سِبط يهُوذا الَّذِى إِتحد مَعَْ أبشالُوم لِذلِكَ خجلُوا أنْ يذهبُوا لِداوُد لِنرى نحنُ حالنا ما هُوَ موقِفنا هل نحنُ مَعَْ مملكِة أبشالُوم الَّتِى إِعتمدت عَلَى الخِداع وَالوعُود الكاذِبة00مملكِة العالم أم مَعَْ مملكِة داوُد ؟ أنا كُلّ حِين مَعَْ مملكة مُختلِفة لِذلِكَ أشعُر بِخجل وَلِذلِكَ يتكلَّم الكِتاب عَنْ الخِزى لِلنِّفُوس الغِير أمِينة لِلمسِيح فِى اليوم الأخِير لأِنَّهُمْ كانُوا يحتقِرُون تابِعِيه وَيُجدِّفُون عليهِ لأِنَّهُمْ إِتحدُوا مَعَْ جمال الشَّكل وَالوعُود البرَّاقة لِذلِكَ يسترُون وُجُوههُمْ مِنْهُ وجدنا أنَّ هذا الأمر يُسبِّب خِصام فِى الشَّعْب وَإِنقسام بين الَّذِينَ كانُوا مَعَْ أبشالُوم وَالَّذِينَ كانُوا مَعَْ داوُد لِذلِكَ إِنفصلَ سِبط يهُوذا ( سِبط داوُد ) فأرسلَ لَهُمْ داوُد رِسالة رقِيقة مَعَْ صادُوق وَإِبِياثار الكاهِنينِ وَقَالَ لَهُمْ كلِّمُوا شُيُوخ يهُوذا وَقُولُوا لَهُمْ [ لِماذا تكُونُونَ آخرِينَ فِي إِرجاعِ المَلِكِ إِلَى بيتِهِ وَقَدْ أتى كَلاَمُ جمِيعِ إِسْرَائِيلَ إِلَى المَلِكِ فِي بيتِه أنتُمْ إِخوتِي أنتُمْ عظمِي وَلحمِي0 فلِماذا تكُونُونَ آخرِينَ فِي إِرجاعِ المَلِكِ ]00لِماذا أنتُمْ أخِر ناس تُرِيدُونَ إِرجاعِى لِلمَلِكَ00أنتُمْ عظمِى وَلحمِى ربَّ المجد فِى أخِر الزَّمان يأتِى وَيضُمِنا لِمُلكِهِ حَتَّى وَإِنْ كُنَّا قَدْ عصيناه00فَلاَ تستمِر فِى عِصيانكَ لأِنِّى سأقبلَكَ رغم إِنِّى أعرِف أنَّكَ كُنت مُناهِض لِى00الله حُضنه واسِع لِكُلّ أحد حَتَّى وَإِنْ كَانَ قَدْ عصاه فِى مرحلة مِنْ مراحِلَ حياته لكِنَّهُ مُنتظِر الكُلَّ عماسا الَّذِى أقامهُ أبشالُوم قائِد لِجيشِهِ تكلَّم عنهُ داوُد وَقَالَ لهُما قُولاَ لِعماسا[ أمَّا أنتَ عظمِي وَلحمِي0 هكذا يفعلُ بِي اللهُ وَهكذا يزِيدُ إِنْ كُنتَ لاَ تصِيرُ رئِيسَ جيشٍ عِندِي كُلَّ الأيَّامِ بدلَ يُوآبَ ]00داوُد يُرِيد عماسا ليس كفرد عادِى فِى الشَّعْب أوْ جُندِىفِى جيشِهِ بَلْ رئِيس جيشِهِ بدل يُوآب00شِئ رائِع00أوَّلاً داوُد يهتم بِالمجمُوعة وَبِالفرد مِثْلَ المسِيح الَّذِى إِهتم بِالمجموعة وَالفرد00[ لكِنِ اذهبنَ وَقُلنَ لِتلامِيذِهِ وِلِبُطرُسَ ]( مر 16 : 7 )00لأِنَّ الفرد لَهُ قِيمة وَغالِى وَالله يعرِفهُ بِإِسمِهِ وَيُرِيدهُ وَكما يهتم بِالمجمُوعة يهتم بِالفردِ كقِيمة داوُد يقُولَ لِعماسا سأجعلُكَ مِنْ قائِد جيش أبشالُوم لِقائِد جيشِى00أحياناً النَّفْسَ تفعل كعماسا وَتنحاز وَتكُون قائِد جيش شرٍّ لكِنْ الله يجذِبُها بِإِهتمامِهِ لِتكُون قائِد جيشِهِ أى خادِمهُ لَهُ00نحنُ أحياناً نُقِيم أنفُسنا قائِد جيش أبشالُوم لكِنْ الله قادِر أنْ يُحوِّل كُلّ شرٍّ إِلَى بِرٍّ وَكُلّ إِنسان خاطِئ إِلَى قدِيس كما فعل بِشاوُلَ الطرسُوسِى الَّذِى جعلهُ بُولُس الَّذِى كَانَ يكرِز وَيجُولَ وَيُبشِّر وَيغِير غِيره مُقدَّسة00[ الدَّاعِى الكُلَّ لِلخلاَصَ ]( مِنْ الطِلبة الَّتِى تُقالَ فِى أخِر كُلّ ساعة ] جيِّد أنْ يكُون الإِنسان حَتَّى وَإِنْ عاش كعماسا أنْ يقُول لله أنا مِلَكَ يَدَكَ وَلدىَّ إِستعداد أنْ أكُون قائِد جيشكَ لأدعُوا النَّاس لَكَ وَأُبشِّرهُمْ بِمحبَّتِكَ[ ذُوقُوا وَانظُرُوا ما أطيب الرَّبَّ ] ( مز 34 : 8 )00وَأقُولَ لَهُمْ تعالُوا كُلُوا وَتلذَّذُوا وَلِتتلذَّذ نِفُوسَكُمْ00تعالُوا إِشترُوا بِلاَ ذهب وَ لاَ فِضَّة00هذا يقُولهُ مَنَ ذاق خِبرِة محبِّة الله00الله جاء لِيُوصلنا لِمحبَّتِهِ وَيجعل كُلّ طاقِتنا لِحِسابِهِ بدلاً أنْ تكُون لِحِساب جيش أبشالُوم أى كلِمة يقولها داوُد هِى وعد يُصَدَّق00أهل يهُوذا قالُوا لِداوُد إِرجع لِلمُلَكَ[ فرجع المَلِكُ وَأتى إِلَى الأُردُنِّ وَأتى يهُوذا إِلَى الجِلجالِ ]00عادُوا لِيُبايِعُوه مرَّة أُخرى00 بينما كَانَ داوُد عائِد لقى فِى الطرِيق شخصان مُهِمان [ فبادر شمعِي بنُ جِيرا البنيامِينِيُّ الَّذِي مِنْ بحُورِيمَ وَنزلَ مَعَْ رِجالِ يهُوذا لِلِقاءِ المَلِكِ داوُدَ ]" شمعِى بنُ جِيرا " كَانَ قَدْ سبَّ داوُد وَهُوَ مطرُود وَمُر النَّفْسَ مِنْ شِدَّة قسوة فِعل إِبنِهِ وَجيِّد مِنْ داوُد أنَّهُ تركَ شمعِى يسِبّ وَقَالَ لِمَنْ معهُ دعوُه يسِب لعلَّ الله يُكافِئُنِى البابا كِيرُلُس السَّادِس كَانَ يحتفِظ بِالخِطابات الَّتِى بِها عِتاب أوْ قسوة وَكَانَ يطلُب مِنْ تلمِيذه أنْ يترُكَ تِلَكَ الخِطابات عَلَى مكتبهِ أمام عينيهِ بِإِستمرار وَيقُولَ لَهُ لعلَّ الله ينظُر إِلَىَّ وَيرحمنِى00لأِنَّهُ إِنسان يُرِيد خَلاَصَ نَفْسَه لأِنَّ الَّذِى يُحِب المدِيح إِنسان مخدُوع00داوُد وجد أنَّ سب شمعِى لَهُ مُفِيد جاء شمعِى لِداوُد عِند إِرجاعِهِ لِلمُلَكَ وَهُوَ مُتأثِّر جِدّاً مِمّا فعلهُ لأِنَّهُ عِندما سبَّ داوُد كَانَ مُتخيِّل أنَّ الأمر خرج مِنْ يَدَ داوُد00هل كَانَ شمعِى يتأسَّف مِنْ قلبِهِ أم ظاهِرِيّاً ؟الله يعلم00لكِنْ المفرُوض أنَّ داوُد اليوم فِى موقِف قُوَّة وَلَهُ حقّ الإِنتقام [ وَسقط شمعِي بنُ جِيرا أمام المَلِكِ عِندما عبر الأُردُنَّ وَقَالَ لِلمَلِكِ0 لاَ يحسِب لِي سيِّدِي إِثماً وَ لاَ تذكُر ما افترى بِهِ عبدُكَ يوم خُرُوجِ سيِّدِي المَلِكِ مِنْ أُورُشلِيمَ حَتَّى يضع المَلِكُ ذلِكَ فِي قلبِهِ0 لأِنَّ عبدكَ يعلمُ أنِّي قَدْ أخطأتُ وَهأنذا قَدْ جِئتُ اليومَ أوَّلَ كُلِّ بيتِ يُوسُف وَنزلتُ لِلِقاءِ سيِّدِي المَلِكِ ]00شمعِى يتأسَّف لِداوُد وَيقُولَ أنا لاَ أعرِف كيف فعلت ذلِكَ كيف يستقبِلَ داوُد ذلِكَ الكَلاَمَ ؟ إِنْ كَانَ إِنسان الله يغفِر لكِنْ إِنْ كَانَ إِنسان يسعى لِكرامتِهِ لَنْ يغفِر أبِيشاى ابنُ صُرُوية وُكُلُّ رُؤساء الجيش ثارُوا وَقَالَ أبِيشاى[ ألاَ يُقتلُ شمعِي لأِجلِ هذا لأِنَّهُ سبَّ مسِيحَ الرَّبِّ0 فَقَالَ داوُدُ ما لِي وَلكُمْ يا بنِي صُرُوية حَتَّى تكُونُوا لِي اليومَ مُقاوِمِينَ0 آليومَ يُقتلُ أحد فِي إِسْرَائِيلَ ]00أبِيشاى يقُولَ عِندما كُنَّا فِى موقِف ضعف تركنا شمعِى لكِنْ الآنَ لابُد أنْ يُقتلَ فقالَ داوُد " ما لِي وَلكُمْ يا بنِي صُرُوية " وَهِى كلِمة كرَّرها كثِيراً وَيُرِيد بِها أنْ يقُولَ لَهُمْ أنَّ فِكرِى ليس كفِكرِكُمْ أنتُمْ تُرِيدُونَ الإِنتِقام00جيِّد أنْ يكُون الإِنسان فِكره كحسب فِكر الله [ أفما علِمتُ أنِّي اليومَ مَلِكٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ0 ثُمَّ قَالَ المَلِكُ لِشمعِي لاَ تمُوتُ وَحلف لَهُ المَلِكُ ]00أعطى داوُد الوعد لِشمعِى أنْ لاَ يمُوت00شمعِى مِنْ سِبط بنيامِينَ أى سِبط شاوُلَ المَلِكَ وَهُوَ أكثر سِبط عداوه لِداوُد لكِنَّهُ غفر لِشمعِى وَبِذلِكَ إِستمالَ السِبط كُلّه لَهُ00نعم كَانَ مظهر داوُد الضَّعف لكِنَّهُ كَانَ مُنتهى القُوَّة لأِنَّ الَّذِى يملُكَ مشاعِره وَيُسامِح هُوَ القوِى أمَّا الَّذِى لاَ يُسامِح هُوَ إِنسان مهزُوم فِى داخِله لِذلِكَ الكنِيسة تُعلِّمنا أنَّ المَلِكَ هُوَ بِالفِعلَ رئِيس لكِنْ الرِّياسة ليست سُلطان بَلْ أُبوَّة وَهذا ما فعلهُ داوُد الَّذِى كانت الرِّياسة فِى نظرِهِ أُبوَّة وَحُب وَمغفِرة لأِنَّهُ لاَ يسعى لِسُلطان أرضِى00الكنِيسة تقُول أنَّ سُلطان الكهنُوت أُبوَّة وَقَالَ الآباء أنَّ الكاهِن سُلطان بِسِيرتِهِ وَحياتِهِ [ لاَ يخلُصَ الكهنُوت بِشرف رُتبتِهِ بَلْ بِأنْ يسلُكَ بِشرف رُتبتِهِ ] فِى أحد المرَّات فِى مجمع رُهبان سألُوا بعضهُمْ بعضاً هل الأنبا أنطونيُوس كَانَ قُمُصَ أم كاهِن أم ليس لَهُ سُلطان كهنُوت ؟ البعض قَالَ قُمُصَ وَالبعض قَالَ كاهِن وَ000وَتحيَّرُوا ثُمَّ سألُوا شيخ كَانَ صامِتاً فقالَ لَهُمْ [ لاَ أعلم إِنْ كَانَ عالِماً أم كاهِناً بَلْ أعلم أنَّهُ كَانَ عامِلاً أمِيناً بِرُتبتِهِ ]00داوُد كَانَ يطلُب السُلطة لِحِساب الله وَحوَّلها لِمجد الله ثانِى شخص قابلهُ فِى طرِيق عودتِهِ هُوَ " مِفيبُوشث " إِبن يُوناثان وَكَانَ داوُد قَدْ عمل معهُ معرُوف وَكَانَ لِمِفيبُوشث خادِم يُدعى صِيبا الَّذِى إِستغلَّ موقِف هرُوب داوُد مِنْ أبشالُوم إِستغلالَ خاطِئ وَعِندما سألهُ داوُد عَنْ سيِّدِهِ قَالَ أنَّهُ وجد أنَّ المُلكَ سيزُولَ مِنْكَ وَهُوَ يُرِيد رد المُلَكَ لَهُ الآنَ لِذلِكَ لَمْ يأتِى معِى لعلَّهُ يستطِيع أنْ يستعِيد المُلَكَ مرَّة أُخرى وَأغتاظ داوُد مِنْ ذلِكَ الكلام لِذلِكَ أعطى صِيبا كُلّ أملاك مِفيبُوشث فِى طرِيق العوده عِندما تقابل داوُد مَعَْ مِفيبُوشث عاتبهُ عَلَى عدم خروجِهِ معهُ مِنْ أُورُشلِيم [ فَقَالَ يا سيِّدِي المَلِكُ إِنَّ عبدِي قَدْ خدعنِي لأِنَّ عبدكَ قَالَ أشُدُّ لِنَفْسِي الحِمارَ فأركبُ عليهِ وَأذهبُ مَعَ المَلِكِ لأِنَّ عبدكَ أعرجُ0 وَوَشى بِعبدِكَ إِلَى سيِّدِي المَلِكِ وَسيِّدِي المَلِكُ كملاكِ اللهِ0 فَافعل ما يحسُنُ فِي عينيكَ0 لأِنَّ كُلَّ بيتِ أبِي لَمْ يكُنْ إِلاَّ أُناساً موتى لِسيِّدِي المَلِكِ وَقَدْ جعلتَ عبدكَ بينَ الآكِلِينَ عَلَى مائِدتكَ فَأيُّ حقٍّ لِي بعدُحَتَّى أصرُخ أيضاً إِلَى المَلِكِ ]00صِيبا أخذ حِمارِى وَذهب بِهِ لَكَ قبل أنْ أذهب أنا إِليكَ وَالآنَ ليس لِى حقَّ أنْ أتكلَّم لأِنَّكَ أنت أحييتنِى مِنْ الموت وَجعلتنِى مِنْ الآكِلِينَ عَلَى مائِدتكَ مِفيبُوشث مِنْ فرحتِهِ بِرُجُوع داوُد نزل إِليهِ دُونَ أنْ يعتنِى بِلحيتِهِ وَقدميهِ00داوُد إِختار حل وسط لِذلِكَ الأمر لأِنَّهُ كَانَ قَدْ وعد صِيبا بِأملاك سيِّدِهِ لِذلِكَ قسَّم داوُد الأملاَكَ بين مِفيبُوشث وَصِيبا لكِنْ مِفيبُوشث قَالَ [ فَليأخُذِ الكُلَّ أيضاً بعد أنْ جاء سيِّدِي المَلِكُ بِسَلاَمٍ إِلَى بيتِهِ ]00كُونَ رُجُوعكَ بِسلامٍ لِبيتِكَ هذا عِندِى أفضلَ مِنْ كُلَّ مِمَّا لَكَ جيِّد أنْ تشعُر أنَّ بركِة وجُود الله فِى حياتكَ وَسلامة أفضلَ مِنْ كُلّ شئ [ مَنْ لِي فِي السَّماءِ0 وَمعكَ لاَ أُرِيدُ شيئاً فِي الأرضِ ] ( مز 73 : 25 )00مادُمت قَدْ أشبعتنِى عَلَى مائِدتكَ فَلَنْ أُرِيد شئ آخر وَلَنْ أترُكَكَ00كما قَالَ أحد الآباء[ فليبحث غيرِى عمَّا يشاء عِوضاً عنكَ أمَّا أنا فما يلِذُّنِى غيرِكَ ] ثُمَّ قابلَ داوُد " برزِلاَّيُ الجِلعادِيُّ "وَقَالَ لَهُ تعال معِى لأرُّد لَكَ جمِيلَكَ الَّذِى فعلتهُ معِى فقال لَهُ برزِلاَّىُ أنا قَدْ شِختُ وَأُرِيد أنْ أحيا لله وَأُدفن مَعَْ آبائِى وَإِنْ أردت أنْ تعمل معِى معرُوف خُذ إِبنِى معكَ وَأترُكنِى أنا هُنا داوُد إِلتقى بِسِبط يهُوذا أى الكنِيسة00ثُمَّ بِعماسا الَّذِى يُمثِّل السَّاقِطِينَ وَالتائِبِينَ أيضاً إِلتقى بِشمعِى الَّذِى يُمثِّل النِّفُوسَ الَّتِى تجحد نِعمتِهِ وَتعِيش فِى سب لَهُ00ثُمَّ إِلتقى بِصِيبا الَّذِى هُوَ النِّفُوسَ المُخادِعة وَمِفيبُوشث الَّذِى يُمثِّل النِّفُوس المظلُومة00وَأخِيراً برزِلاَّىّ الجِلعادِىُّ الَّذِى يُمثِّل النِّفُوسَ المُهتمَّة بِخلاصِها00داوُد كَانَ لِلكُلِّ المسِيح هكذا كَانَ مسِيح الكُلَّ عماسا وَشمعِى وَبرزِلاَّىُ وَصِيبا وَمِفيبُوشث وَ000كُلَّ النِّفُوسَ لها نصِيب مَعَْ يسُوعَ حَتَّى وَإِنْ كانت خاطِئة00وَمِنْ أجمل التأمُلاَتَ أنَّ السيِّد المسِيح وُلِد فِى مزود بِدُونَ باب كى يدخُلَ إِليهِ كُلَّ مَنْ يُرِيد وَقدِيماً كانت خيمة الإِجتماع كانت بِدُون باب وَكأنَّ الله يُعلِن أنَّهُ لَنْ يُغلِق بابه أبداً أمام أحد ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين .

دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 9

الأصْحَاحُ السَّابِعُ عَشَرَ :- إِلتفَّ حول أبشالُوم مجموعة كبِيرة مِنْ الشَّعْب وَأخذ معهُ أخِيتُوفل أحكم الشَّعْب الَّذِى أشار عليهِ أنْ يدخُل إِلَى سرارِى أبِيهِ كى يُزِيد العداء بين أبشالُوم وَداوُد لأِنَّهُ يعلم أنَّ داوُد قلبهُ رقِيق وَمُحِب فيكُون بِذلِكَ قَدْ خسر داوُد وَأبشالُوم لكِنْ إِذا زاد العداء بينهُما لَنْ يخسر أبشالُوم00هُوَ بِذلِكَ كَانَ يُنَّفِذ إِرادة الله دُون أنْ يعلم [ وَقَالَ أخِيتُوفلُ لأِبشالُومَ دعنِي أنتخِبُ اثني عَشَرَ ألفَ رجُلٍ وَأقُومُ وَأسعى وراء داوُد هذِهِ اللَّيلةَ ]00لِنسعى وراء داوُد قبل أنْ ينتبِه وَيُرتِب جيشه وَيُعِد العِدَّه لَكَ لِذلِكَ لِنأخُذ إِثنى عَشَرَ ألفاً وَنُهاجِمهُ وَنقتُلُهُ وَبِذلِكَ يكُون جمِيع بنِى إِسْرَائِيلَ معكَ وَ لاَ يُصبِح ذِكر لِداوُد وَأتباعه فِيما بعد [ فَآتي عليهِ وَهُوَ مُتعب وَمُرتخِي اليدينِ فَأُزعِجُهُ فيهرُب كُلُّ الشَّعْبِ الَّذِي معهُ وَأضربُ المَلِكَ وحدهُ ]00مشُورة مُوَّجهة لِداوُد بِذاته00[ وَأرُدُّ جمِيعَ الشَّعْبِ إِليكَ0 كرُجُوعِ الجمِيعِ هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي تطلُبُهُ فيكُونُ كُلُّ الشَّعْبِ فِي سلامٍ ]00هذِهِ مشُورة أخِيتُوفل أنْ يُسرِع بِالضرب وَيُركِّز عَلَى داوُد فقط وَالآباء القِدِّيسُون يعملُون تطابُق بين مشُورة أخِيتُوفل وَمشُورة قِيافا الَّذِى قَالَ[ خير أنْ يمُوت إِنسان واحِد عَنِ الشَّعْبِ ] ( يو 18 : 14 )00نَفْسَ المشُورة00هُنا سؤال مُهِمْ00إِنسان مِثْلَ قِيافا قَالَ عنهُ الكِتاب أنَّهُ لَمْ يقُلَ ذلِكَ مِنْ نَفْسَه بَلْ كانت نبُّوه فهل يلِيق قِيافا بِنِبُّوه ؟ نعم قَدْ يستخدِم الله الأشَّرار لِيُتمِّم مقصِدهُ كما تكلَّم مِنْ قبل عَلَى لِسان بلعام إِبن بعُور الَّذِى أحبَّ المال وَكَانَ يُرِيد أنْ يلعن الشَّعْب لكِنَّهُ قَالَ [ لَمْ يُبصِر إِثماً فِي يعقُوبَ0 وَ لاَ رأى تعباً فِي إِسْرَائِيلَ ] ( عد 23 : 21 )00كيف قَالَ ذلِكَ ؟الله هُوَ الَّذِى جعلهُ يقُول ذلِكَ لأِنَّهُ لاَ يُرِيد أنْ يلعن الشَّعْب لِذلِكَ أشار عَلَى المَلِكَ أنْ يُلقِى فِى الشَّعْب معثره00لله مقاصِد حَتَّى عَلَى فمِ الأشَّرارأبشالُوم أعجبته مشُورة أخِيتُوفل لأِنَّ قلب أبشالُوم شرِّير00[ فحسُن الأمرُ فِي عيني أبشالُومَ وَأعيُنِ جمِيعِ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ ]00الكُلَّ وافق عَلَى المشُورة00[ فَقَالَ أبشالُومُ ادعُ أيضاً حُوشاي الأركِيَّ فنسمع ما يقُولُ هُوَ أيضاً ]00حُوشاى هُوَ الحكِيم الَّذِى أرسلهُ داوُد مَعَْ أبشالُوم تكلَّم أبشالُوم بِمشُورة أخِيتُوفل لِحُوشاى [ فَقَالَ حُوشايُ لأِبشالُومَ ليست حسنةً المشُورةُ الَّتِي أشار بِها أخِيتُوفلُ هذِهِ المرَّةَ ]00لِماذا ؟ تدبِير الله عجِيب يُرسِل عوناً فِى حِينه00وَيتكلَّم فِى قلبِ أبشالُوم بِما هُوَ صالِح لِداوُد ما أجمل أنْ تُصَلِّى الكنِيسة لِرئِيس البلد [ تكلَّم فِى قلبِهِ بِما هُوَ سَلاَمَ لِشعبِكَ ] حَتَّى وَإِنْ كَانَ إِنسان مُؤذِى لِلكنِيسة لكِنْ الله قادِر أنْ يُقِيم لِنَفْسَه صوت فِى كُلّ زمان وَفِى كُلّ مكان وَمِنْ كُلّ أحد يُقِيم لِفرعُون مُوسى وَيُقِيم لأِبشالُوم وَأخِيتُوفل حُوشاى00قَالَ حُوشاى لأِبشالُوم داوُد رجُلَ مُحترِف حرب وَالَّذِينَ معهُ مُحترِفِى حرب وَقَدْ يهزِمكَ00لاَ تستعجِل بَلْ عِد لَهُ العُدَّه وَأجمع جنُودك كُلّهُمْ مِنْ دان إِلَى بِئر سبعٍ أى مِنْ أقصى الشَّرق إِلَى أقصى الغرب [ أنتَ تعلمُ أباكَ وَرِجالَهُ أنَّهُمْ جبابِرة وَأنَّ أنْفُسَهُمْ مُرَّة كدُبَّةٍ مُثكِلٍ فِي الحقلِ0وَأبُوكَ رجُلُ قِتالٍ وَ لاَ يبِيتُ مَعَ الشَّعْبِ ]00رِجال أبِيكَ جبابِرة وَغاضِبُونَ لِذلِكَ سيكُونُونَ كالوحُوش وَبِالتأكِيد داوُد لاَ يبِيت مَعَْ الشَّعْب بَلْ مُختبِئ وَإِذا ذهبت لِتبحث عنه فَلَنْ تجِده وَيضربكَ جُنُوده وَتُهزم[ ها هُوَ الآنَ مُختبِئ فِي إِحدى الحُفرِ أوْ أحدِ الأماكِنِ وَيكُونُ إِذا سقط بعضُهُمْ فِي الاِبتِداء أنَّ السَّامِعَ يسمعُ فيقُولُ قَدْ صارت كسرة فِي الشَّعْبِ الَّذِي وراء أبشالُومَ0أيضاً ذُو البأسِ الَّذِي قلبُهُ كقلبِ الأسدِ يذُوبُ ذوباناً لأِنَّ جمِيعَ إِسْرَائِيلَ يعلمُونَ أنَّ أباكَ جبَّار وَالَّذِينَ معهُ ذُوو بأسٍ ]00حذَّرهُ مِنْ التسرُّع وّزرع فِى قلبِهِ الخوف وَجعلهُ يتردَّد فِى المشُورة [ لِذلِكَ أُشِيرُ بِأنْ يجتمِعَ إِليكَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ دانَ إِلَى بِئرِ سبعٍ كالرَّملِ الَّذِي عَلَى البحرِ فِي الكثرةِ وَحضرتُكَ سائِر فِي الوسطِ ]00أنت تُحضِر آلاف مِنْ الشَّعب كرملِ البحر فِى العدد00أخِيتُوفل يعلم أنَّ أبشالُوم خوَّاف وَمُحِب لِلمظاهِر فصنع لَهُ قِصَّة خيالِيَّة أعجبت أبشالُوم [ وَنأتِي إِليهِ إِلَى أحدِ الأماكِنِ حيثُ هُوَ وَننزِلَ عليهِ نُزُولَ الطَّلِّ عَلَى الأرضِ وَ لاَ يبقى مِنْهُ وَ لاَ مِنْ جمِيعِ الرِّجالِ الَّذِينَ معهُ واحِد ]00ننزِلُ عليهِ كُلِّنا نزلة واحِدة00كَلاَمَ مُقنِع00تخيَّل أنَّ أخِيتُوفل كَانَ سيهزِم داوُد لكِنْ حُوشاى مشُورتهُ جيِّدة لِداوُد قَالَ حُوشاى لأِبشالُوم لِماذا تستصِغِر قُوَّتكَ بِحبرُون فقط بَلْ إِجمع شعبكَ كُلّهُ لأِنَّكَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ00مشُورة حُوشاى نالت إِستحسان حَتَّى أنَّهُ قَالَ لَهُ أنَّكَ مُمكِن تجُر المدِينة المُختبِئ بِها داوُد إِلَى الوادِى حَتَّى لاَ يبقى فِيها حُصاه [ فَقَالَ أبشالُومُ وَكُلُّ رِجالِ إِسْرَائِيلَ إِنَّ مشُورة حُوشاي الأركِيِّ أحسنُ مِنْ مشُورةِ أخِيتُوفلَ ]00الله قادِر أنْ يُبدِّد مشُورة الظُلم بِطرِيقتِهِ00الله يُقِيم حُوشاى فِى كُلِّ مكان أوْ يتكلَّم بِصوتِهِ إِذا لَمْ يوجد حُوشاى كما رأينا فِى الكِتاب أنَّهُ كَانَ يُرعِد فِى الحرُوب وَيضع رُعب وسط الأعداء [ فَإِنَّ الرَّبَّ أمر بِإِبطالِ مشُورةِ أخِيتُوفل الصَّالِحةِ لِكي يُنزِلَ الرَّبُّ الشَّرَّ بِأبشالُومَ ]00هذِهِ المشُورة لَمْ تكُنْ صالِحة لله لكِنَّها مِنْ ناحِية الفِكر البشرِى هِى بِالفِعل مشُورة صالِحة لأِبشالُوم وَستُحقِّق هدفه [ وَقَالَ حُوشايُ لِصادُوقَ وَأبِياثارَ الكاهِنينِ كذا وَكذا أشار أخِيتُوفلُ عَلَى أبشالُومَ وَعَلَى شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَكذا وَكذا أشرتُ أنَا ]00كانت قدِيماً طرِيقة الإِتصال بِالرُسُلَ يذهبُونَ لِيُخبِرُوا بِالأخبار كما بلَّغ أحد الرِّجال داوُد بِخبر موت شاوُلَ00هذِهِ المرَّة كَانَ الرُّسُلَ هُمْ صادُوق وَأبِياثار الكاهِنان اللَّذانَ لهُما ولدان هُما يُوناثان وَأخِيمعص صادُوق وَأبِياثار أرسلا يُوناثان وَأخِيمعص لِداوُد لِيُخبِراه00كيف ؟ حُوشاى أرسلَ جارِية مِنْ داخِلَ قصر المَلِكَ إِلَى صادُوق وَأبِياثار وَقَالَ لها قُولِى لهُما أنْ يُبلِغا داوُد أنَّهُ رُبما يأتِى أبشالُوم عليكَ الليلة فأختبِئ00أبلغت الجارِية الكاهِنان بِقول حُوشاى وَهُما بدورِهِما أرسلا يُوناثان وَأخِيمعص إِلَى داوُد بِالخبر وَلأِنَّهُما لَمْ يقدِرا أنْ يظهرا فِى المدِينة لكِنْ رآهُما غُلاَمَ وَأخبر أبشالُوم فأختبأ يُوناثان وَأخِيمعص عِند إِمرأة مِنْ بحُورِيم فوضعتهُما فِى بِئرٍ وَغطَّت البِئر بِالعِيدان وَسطَّحت عليهِ سمِيذ00فجاء إِليها رِجال أبشالُوم لِيبحثُوا عنهُما فكذبت المرأة وَقالت أنَّهُما تركا المكان وَليس هُنا الآنَ00وَخرج رَجالُ أبشالُوم لِلبحثِ عنهُما00أمَّا المرأة فأخرجت يُوناثان وَأخِيمعص لِيذهبا لِداوُد الآباء يقُولُون أنَّ هذِهِ القِصَّة تُمثِّل إِتحاد الكنِيسة00حُوشاى حكِيم يُمثِّل الأُسقُف وَالجارِية البسِيطة تُمثِّل الشَّعْب وَالكهنة يُمثِّلهُمْ صادُوق وَأبِياثار وَأولادِهِما يُوناثان وَأخِيمعص هُما يُشِيران إِلَى الجِيل الثَّانِى الشَّباب وَالكنِيسة تسِير بِوِحدة واحِدة كهنة وَشعب وَشباب وَأساقِفة كما يقُول الآباء [ الأُسقُف لاَ يكُون أُسقُف إِلاَّ بِشعبِهِ وَالشَّعب بِأُسقُفِهِ ] لِذلِكَ الكنِيسة لاَ تعرِف إِنفرادِيَّة وَفِى القُدَّاس لابُد مِنْ وجُود شمَّاس وَكهنة وَشعب الثَّلاثة معاً وَالكُلّ مُهِمْ00شرط القُدَّاس ليس أقل مِنْ ثلاثة كاهِن وَشمَّاس وَشعب وَلَوْ كَانَ شخص واحِد00الجارِية مُهِمَّة00لاَ تستقِل دُور إِنسان فِى الكنِيسة الكُلّ فِيها جسد واحِد ليس عضو أفضل مِنْ عضو لِذلِكَ يقُول الآباء [ ليت الغنِى لاَ يستقِل بِالفقِير وَ لاَ القائِد بِالشَّعْب ] " يُوناثان " يعنِى " عطِيَّة الله " وَ " أخِيمعص " يعنِى " أخ الشَّعْب أوْ قُوَّة الشَّعْب "00 إِذا كَانَ عِندكَ شباب قوِى عنِيف وظَّفه00أبُونا بيشُوى كامِل كَانَ يقُول أنَّ مارِجرجِس كَانَ شاب قوِى رأى المنشُور فثار وَمزَّقهُ وَأحتملَ عذاب سبع سنوات00أخِيمعص قوِى وَيُوناثان عطِيَّة الله وظِفَّهُما00وَالجارِية البسِيطة تُساعِد بينما حُوشاى ظلَّ مكانه مَعَْ أبشالُوم فكيف يُقالَ أنَّهُ أبلغ داوُد بِالمشُورة ؟هكذا الكنِيسة00 [ كُلَّ مُغالاه مِنْ أى جانِب تُحطِم الكنِيسة ]00أى لاَ يقُلَ الشَّباب ليس لنا حاجة لِلشيُوخ وَ لاَ الشيُوخ يستغنُون عَنْ الشَّباب لِذلِكَ يقُولَ القُدَّاس[ كما كَانَ هكذا يكُونُ مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ ]00وَبُولُس الرَّسُولَ يقُولَ لِتيمُوثاوُس[ ما سمِعتهُ مِنِّي بِشهُودٍ كثِيرِينَ أودِعهُ أُناساً أُمناء ] ( 2 تى 2 : 2 )00أجيال تتناقل الكلِمة وَهذِهِ هِى قُوَّة الكنِيسة لِذلِكَ لَمْ يكُنْ مُتوَّقِع أنْ يُراقِب أحد يُوناثان وَأخِيمعص لكِنْ عمل الرَّبَّ دائِماً يُقاوم وَعدو الخِير يبِث رُوح كراهِيَّة لَهُ لِيُعطِلهُ لِذلِكَ فتَّش عليهُما رِجالَ أبشالُوم00وَالمكان الَّذِى لُعِنْ فِيهِ داوُد مِنْ شمعِى إِبن جِيرا هُوَ هُوَ نَفْسَ المكان الَّذِى أقام فِيهِ الله المرأة الَّتِى خبَّأت أبناء الكاهِنان وَهذِهِ المرأة كانت أُممِيَّة وَهِى تُشِير لِكنِيسة الأُمم الَّتِى قبلت المسِيح وَخبَّأتهُ فِى بِئر المعمُودِيَّة وَكَانَ هُوَ سِترِنا وَنحنُ سترناه داخِلنا نحنُ نُغطِّيه بِستائِرالحُب بينما شمعِى إِبن جِيرا يُشِير لِليهُود الَّذِينَ رفضُوا المسِيح أبِيشاى كَانَ يُرِيد قتل شمعِى عِندما سبَّ داوُد لكِنْ داوُد قَالَ لَهُ أنَّ الرَّبَّ هُوَ الَّذِى قَالَ لَهُ سِب داوُد لعلَّ الله ينظُر إِلَى مذلَّتِى وَيُكافِئنِى خيرً وَكَانَ الخير مِنْ المرأة الأُممِيَّة00خرج الشَّابان وَأخبرا داوُد00[ قُومُوا وَاعبُرُوا سرِيعاً الماء لأِنَّ هكذا أشار عليكُمْ أخِيتُوفلُ فَقَامَ داوُدُ وَجمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِي معهُ وَعبرُوا الأُردُنَّ وَعِند ضوءِ الصَّباحِ لَمْ يبق أحد لَمْ يعبُر الأُردُنَّ ]00خِلاَلَ اللَّيل كَانَ داوُد وَكُلِّ رِجالهُ قَدْ عبرُوا الأُردُنَّ00أخِيتُوفل حزن لأِنَّ مشُورتهُ لَمْ تُنَّفذ وَشعر أنَّهُ بِدُون فائِده الآنَ وَقَالَ فِى نَفْسِهِ أنَّهُ إِذا لَمْ تُنَّفذ مشُورتهُ سيُهزم أبشالُوم وَيُنقذ داوُد وَقبل أنْ يُمِيتنِى داوُد أقتُل أنا نَفْسِى لأِنَّ حُوشاى مشُورتهُ فِى صالِح داوُد [ وَأمَّا أخِيتُوفلُ فلمَّا رأى أنَّ مشُورتهُ لَمْ يُعمل بِها شدَّ عَلَى الحِمارِ وَقَامَ وَانطلقَ إِلَى بيتِهِ إِلَى مدِينتِهِ وَأوصى لِبيتِهِ وَخنق نَفْسَهُ وَمات وَدُفِنَ فِي قبرِ أبِيهِ ]00بِالخِسارة حِكمِتكَ يا أخِيتُوفل00ما أصعب حِكمة الإِنسان الَّتِى تجُرَّه لِلهلاكَ أوْ الحِكمة البشرِيَّة الَّتِى تتحوَّل إِلَى خُبث بينما مارِيعقُوب الرَّسُولَ يقُولَ عَنْ الحِكمة الإِلهِيَّة أنَّها حِكمة مُترفِقة مُذعِنة أى تُطِيلَ أناتها لكِنْ أخِيتُوفل كانت حِكمتهُ ذكاء عقل داوُد عبر الأُردُنَّ وَصار فِى أمان وَأبشالُوم بدأ يُغيِّر قادة الجيش فوضع عماسا قائِد لِجيشِهِ00داوُد ذهب إِلَى محنايِم فوجد فِيها شعب يُعِد لَهُ وَلِشعبِهِ مائِدة وَولِيمة عظِيمة لأِنَّ داوُد زرع حُب وَخدم بِأمانة كمسِيحُ الله لِذلِكَ أحبَّهُ الشَّعْب لكِنْ البعض أحبَّ المجد الباطِلَ فسار خلف أبشالُوم00داوُد وجد محبَّة مِنْ محنايِم وَكما قَالَ [ هيَّأت قُدَّامِي مائِدةً ]( مز22 / مِنْ مزامِير السَّاعة الثَّالِثة )0 الأصْحَاحُ الثَّامِنُ عَشَرَ :- * حرب جيش داوُد وَأبشالُوم * داوُد جمع أربعة آلاف جُندِى بينما أبشالُوم معهُ جيش وَشعب كرملِ البحرِ فماذا يفعل الأربعة آلاف أمام جيش أبشالُوم ؟ وَحدثت مواجهة بين الجيشيِن00قَالَ داوُد لِجيشِهِ[ ترفَّقُوا لِي بِالفتى أبشالُوم ]00لأِنَّهُ يعلم أنَّ قادة جيشِهِ الثَّلاثة يُوآب وَأبِيشاى وَإِتَّاى الجتِّىِّ شرِسِين لِذلِكَ أوصاهُمْ بِإِبنِهِ أبشالُوم مِنْ وِجهة نظر داوُد يحتاج إِلَى حُب وَليس مُقاومة00جيِّد هُوَ الإِنسان الَّذِى حَتَّى إِنْ كَانَ فِى عداوة يكِنَّ حُب كما رأينا داوُد مَعَْ شاوُلَ ثُمَّ مَعَْ أبشالُوم رغم أنَّ التجارُب وَالزَّمن كَانَ مُمكِن تجعل داوُد كارِه وَشرِس لكِنَّهُ كَانَ مُحِب مُترَّفِق كما يفعل الله مَعَْ أولاده فهُوَ ينظُر دمُوع كُلّ إِنسان عاق لَمْ يُطِيعه أوْ يسِير حسب مشُورة نَفْسِهِ وَيترَّفق بِهِ00أيضاً داوُد تعلَّم هذِهِ المحبَّة مِنْ إِلههُ عِندما بدأ القِتال [ فانكسر هُناكَ شعبُ إِسْرَائِيلَ أمام عبِيدِ داوُد وَكانت هُناكَ مقتلة عظِيمة فِي ذلِكَ اليومِ0 قُتِلَ عِشرُونَ ألفاً ]00قُتِلَ عِشرُون ألفاً فِى يومٍ واحِد هؤلاء هُمْ الَّذِينَ إِستحسنُوا أبشالُوم أكثر مِنْ داوُد يقُول الآباء إِسألَ نَفْسَكَ مِنْ أى جِيش أنت جِيش الأغلبِيَّة الَّذِى مَعَْ أبشالُوم أم مَعَْ جِيش داوُد ؟ لِذلِكَ يقُولُون أنَّ المعركة بين داوُد وَأبشالُوم تُشبِه معركِة الصلِيب الَّتِى فِيها جرَّد ربَّ المجد الرِّياسات وَأشهرهُمْ ظافِراً الَّذِينَ رفضُوا داوُد هُمْ الَّذِينَ قُتِلُوا [ مُبغِضُو الصِّدِّيقِ يُعاقبُون ] ( مز 34 : 21 )[ الرَّبُّ فادِي نُفُوسِ عبِيدِهِ وَكُلُّ مَنِ اتَّكلَ عليهِ لاَ يُعاقبُ ] ( مز 34 : 22 ) [ ملاكُ الرَّبِّ حال حول خائِفِيهِ وَيُنجِّيهِمْ ] ( مز 34 : 7 ) كَلاَمَ لابُد أنْ يُختبر رغم أنَّ الحرب مُرعِبه خاصَّةً لَوْ عرفت أنَّ الَّذِينَ يُحارِبُوكَ كرملِ البحرِ00لكِنْ داوُد واثِق فِى الله00قتل عِشرُون ألفاً بِحدِ السَّيف لكِنْ الظّرُوف البِيئِيَّة وَالجوِيَّة قتلت أكثر مِنْ الَّذِينَ قُتِلُوا بِحدِ السَّيف00[ وَزاد الَّذِينَ أكلهُمُ الوعرُ مِنَ الشَّعْبِ عَلَى الَّذِينَ أكلهُمُ السَّيفُ ]00وَكأنَّ الطبِيعة ساعدت داوُد كما صارت الطبِيعة ظلام عِند الصلِيب بدأ أبشالُوم يهرب وَهُوَ راكِب عَلَى بغلٍ وَرآه عبِيد داوُد فجرُوا خلفهُ وَكانت هُناك شجرِة بُطمة كثِيفة جِدّاً وَأبشالُوم كَانَ شعره طوِيل فتعلَّق أبشالُوم فِى البُطمة مِنْ شعرِهِ لأِنَّهُ كَانَ ممسُوكَ مِنْ قِبِلَ الله00كما حدث عِندما نزل المسِيح عَنْ الصلِيب وَقيَّد عدو الخِير هكذا أبشالُوم كَانَ قيدهُ مِنْ قِبلَ الله لِذلِكَ الَّذِى يسِير فِى الشَّر يُعلَّق بين السَّماء وَالأرض00لاَ تُحِبَّهُ الأرض وَ لاَ السَّماء تقبلهُ لِذلِكَ يقُول الآباء أنَّ الَّذِى عُلِّق عَلَى الصلِيب ليس المسِيح بَلْ الشَّيطان00نعم كَانَ المنظر المرئِى أنَّهُ المسِيح لكِنْ الَّذِى سُمِّر بِحقٍّ هُوَ الشَّيطان يُوآب شرِس فجاء لَهُ أحد الغِلمان وَأخبرهُ عَنْ حال أبشالُوم فقال لَهُ يُوآب ألم تقتُلهٌ فقال لاَ00فقال يُوآب كيف تترُكهُ ؟ فقال الرَّجُلَ مهما تُعطِينِى فِضَّة لاَ أمُد يَدِى لإِبن المَلِكَ لأِنَّ المَلِكَ داوُد أوصى بِأبشالُوم00[ لأِنَّ المَلِكَ أوصاكَ فِي آذانِنا أنت وَأبِيشايَ وَإِتَّايَ قائِلاً احترِزُوا أيّاً كَانَ مِنكُمْ عَلَى الفتى أبشالُومَ0 وَإِلاَّ فكُنتُ فعلتُ بِنَفْسِي زُوراً إِذْ لاَ يخفِى عَنِ المَلِكِ شئ وَأنت كُنت وقفت ضِدِّي0 فَقَالَ يُوآبُ إِنِّي لاَ أصبِرُ هكذا أمامكَ0 فَأخذ ثلاثة سِهامٍ بِيَدِهِ وَنشَّبها فِي قلبِ أبشالُومَ ]00ضرب يُوآب أبشالُوم بِثلاث سِهامٍ وَقتلهُ ثُمَّ ضرب بِالبُوق فرجع الشَّعْب البُوق يرمُز لِصوت الله وَكلِمتهُ الَّتِى تُعطِى إِطمئِنان أنَّ أبشالُوم مات وَأنتصرنا وَهُزِم عدوَّنا00وَوضع رجمة عَلَى أبشالُوم فِى الوعر كما فعل اليهُود مَعَْ صلِيب يسُوع وَكأنَّهُ شخص غير مقبُول00معركة تُشبِه معركِة الصلِيب كانت خارِج المدِينة وَكَانَ الصلب خارِج المدِينة00إِنتصر داوُد وَأتباعه وَهُزِم أبشالُوم وَأتباعه كما إِنتصر ربَّ المجد وَهُزِم إِبلِيس وَجُنُوده لَمْ يستطِع أحد أنْ يُخبِر داوُد بِموت أبشالُوم فأرسلُوا إِليهِ رجُل كُوشِى وَلأِنَّهُ ليس خبِير بِالطُرُق تأخَّر عَنْ داوُد وَسبقهُ أخِيمعص فسألهُ داوُد عَنْ الحرب فقال أخِيمعص خيراً00ثُمَّ دخل فِى ذلِكَ الوقت الرَّجُل الكُوشِى فسألهُ داوُد عَنْ الحرب فقال الكُوشِى [ لِيكُنْ كالفتى أعداءُ سيِّدِي المَلِكِ وَجمِيعُ الَّذِينَ قاموا عليكَ لِلشَّرِّ0 فَانزعج المَلِكُ وَصَعِدَ إِلَى عِلِّيَّة البابِ وَكَانَ يبكِي وَيقُولُ هكذا وَهُوَ يتمشَّى يا ابنِي أبشالُومُ يا ابنِي أبشالُومُ يا ليتنِي مُتُّ عِوضاً عنك يا أبشالُومُ ابنِي يا ابنِي ]00عجِيب داوُد فِى محبَّتِهِ يقُول الآباء لِماذا حزن داوُد عَلَى أبشالُوم ؟ لأِنَّهُ مات دُون أنْ يتوب وَدُون أنْ يُنَّفِذ مشِيئة الله وَهذا بِالفِعل يُحزن عَلَى إِنسان مات بِدُون توبة لكِنْ الكنِيسة لاَ تعرِف الحُزن عَلَى الموتى لأِنَّها تعلم أنَّهُمْ تائِبُون مُعترِفُون وَمُتناوِلُون مِنْ الأسَّرار المُقدَّسة وَمُنتظِرُون الدَّهر الآتِى00أمَّا الإِنسان الخاطِئ فهذا موضِع حُزن أيضاً داوُد كَانَ لأبشالُوم عِندهُ حُب خاص وَشعر داوُد أنَّ موت أبشالُوم هُوَ ثمن خطِيَّتهُ هُوَ لِذلِكَ حزن عليهِ00جمِيلة هِى المحبَّة الباذِلة الَّتِى عِند داوُد وَالَّتِى عبَّر عنها بِأنَّهُ تمنَّى أنْ يموت عِوض إِبنِهِ رغم ما فعلهُ بِهِ أبشالُوم يا ليتنا نكُون مَعَْ داوُد فِى كُلَّ قِتالاتِهِ وَنتعلَّم مِنْهُ المحبَّة وَالرِفق ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين.

دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 8

الأصْحَاحُ الخامِسُ عَشَرَ :- عِبارة عَنْ إِمتداد لِسلسِلة تأدِيبات الله لِداوُد عِندما أخطأ مَعَْ زوجة أُورِيَّا الحِثِىَّ00قَالَ لَهُ الله لأِنَّكَ إِحتقرتنِى لِذلِكَ ستأتِى عليكَ تأدِيبات وَمِنها أنَّ السَّيف وَالزِنى لَنْ يُفارِقا بيتكَ وَأولادكَ يغدُرُون بِكَ وَ يزنُونَ بِزوجاتكَ أمنُونَ إِبنهُ زنا بِأُختِهِ ثامار فقتلهُ أخوها أبشالُوم وَبِذلِكَ يكُون الزِنا وَالسَّيف فِى بيت داوُد00خاف أبشالُوم مِنْ داوُد أبِيهِ وَهرب حَتَّى عفا عنهُ داوُد أبِيهِ فجاء لأِبِيهِ وَسجد لَهُ فقبلهُ داوُد إِنسان كَانَ مطرُود مِنْ المملكة مِثْلَ أبشالُوم عِندما يعُود ماذا يفعلَ ؟ وَماذا تكُون مشاعِرهُ ؟ يقُولَ الكِتاب [ وَكَانَ بعد ذلِكَ أنَّ أبشالُومَ اتخذ مركبةً وَخيلاً وَخمسِينَ رجُلاً يجرُونَ قُدَّامهُ ]00إِنسان جاء مكسُور00قاتِل أخِيه00دخل المملكة بِصعُوبة وَلِنتخيَّل أنَّهُ مُجرَّد دخوله المملكة ركب مركبة وَأمامه خمسُون رجُلَ يجرُون00هذِهِ عاده مِنْ عادات الملُوكَ الوثنيين وَلِنتذكَّر كَلاَمَ الله لِلشَّعْب عَلَى لِسان صَمُوئِيلَ النبِى عِندما رفض الشَّعْب مُلَكَ الله عليِهِمْ وَطلبُوا مَلِكَ أرضِى فَقَالَ لَهُمْ [ هذا يكُونُ قضاءُ المَلِكِ الَّذِي يملِكُ عليكُمْ0 يأخُذُ بنِيكُمْ وَيجعلُهُمْ لِنَفْسِهِ لِمراكِبِهِ وَفُرسانِهِ فيركُضُونَ أمامَ مراكِبِهِ ] ( 1 صم 8 : 11 ) أوِلَ إِنسان فعلَ ذلِكَ هُوَ أبشالُوم وَهُوَ إِبن معكة بِنت تلماى زوجة داوُد وَ تلماى جِدّهُ هُوَ مَلِكَ جشُور وَهُوَ أُممِى وَمِنْهُ تعلَّم أبشالُوم هذا السلُوكَ00كَانَ أبشالُوم جمِيلَ المنظر وَمَعَْ دخولِهِ بِمركبة لِلمملكة جذب لَهُ الشَّعْب [ وَكَانَ أبشالُومُ يُبكِّرُ وَيقِفُ بِجانبِ طرِيقِ البابِ وَكُلُّ صاحِبِ دعوى آتٍ إِلَى المَلِكِ لأِجلِ الحُكمِ كَانَ أبشالُومُ يدعُوهُ إِليهِ وَيقُولُ مِنْ أيَّةِ مدِينةٍ أنتَ ]00كَانَ أبشالُوم كُلّ يومٍ يقِفُ عَلَى باب المدِينة وَكُلّ إِنسان يجِئُ لِلمَلِكَ بِمُشكِلة كَانَ أبشالُوم يستقبِلهُ فيقُولَ صاحِب المُشكِلة هُوَ أيضاً إِبن المَلِكَ قَدْ لاَ أستطِيع أنْ أصِلَ لِلمَلِكَ وَهذا إِبنهُ قَدْ يحِل المُشكِلة لِماذا كَانَ أبشالُوم يفعلُ ذلِكَ ؟ هل كَانَ يُرِيد أنْ يُخفِّف عِبء المُلَكَ عَنْ أبِيه ؟ بِالطبعِ لاَ00بَلْ كَانَ يقُولَ لِصاحِب المُشكِلة [ مِنْ أيَّةِ مدِينةٍ أنت0 فيقُولُ مِنْ أحدِ أسباطِ إِسْرَائِيلَ عبدُكَ0 فيقُولُ أبشالُومُ لَهُ0 انظُر0 أُمُورُكَ صالِحة وَمُستقِيمة وَلكِنْ ليس مَنْ يسمعُ لَكَ مِنْ قِبَلِ المَلِكِ0 ثُمَّ يقُولُ أبشالُومُ مَنْ يجعلُنِي قاضِياً فِي الأرضِ ]00يقُولُ لَهُ أنت لست مُخطِئ لكِنْ مَنْ يسمع لَكَ مِنْ قِبَلِ المَلِكَ ؟!!كَانَ يقُولُ ذلِكَ كى يُهيِّج النَّاس عَلَى داوُد وَكأنَّهُ يقُولَ هذِهِ مدِينة ضاع فِيها الحقَّ وَكَانَ يجلِس عَلَى باب المدِينة حَتَّى يمُر عليهِ الكُلَّ وَيقُولَ مَنْ يجعلنِى قاضِياً وَمَلِكَ لأِنصِف مَنْ هُوَ مظلُوم مِثلُكَ00كَانَ هذا يجعلُ النَّاس تتعلَّق بِهِ وَيشعرُون أنَّهُمْ مظلُومُون مِنْ داوُد أبشالُوم كَانَ لديهِ حُب الظُّهُور وَمُلتهِب بِمحبِّة المجد الباطِل حَتَّى أنَّ أفعاله لها مظهر جيِّد لكِنْ هُناكَ سؤال مُهِم ما هُوَ دافِعكَ يا أبشالُوم ؟ هل لَكَ غرض راحِة النَّاس أم لِكى يلتفُّوا حولَكَ أى شهوِة مجد ذاتِى ؟ كَانَ الدَّافِع مجد الذَّات داوُد عِندما مَلَكَ مَلَكَ كحسب إِرادِة الله وَمِنْ قِبَلَ التجارُب الَّتِى خاضها مَعَْ شاوُلَ00لكِنْ أبشالُوم حاول أنْ يملُكَ بِخُبث أرضِى بشرِى00أحياناً الله يُعطِى جمالَ وَجاه وَسُلطان وَ000كى نُتاجِر بِهذِهِ العطايا لِحِساب مجده لكِنَّنا نُتاجِر بِعطاياه لِحِساب مجد الذَّات00كُون أنَّ أبشالُوم جمِيل وَإِبن مَلِكَ فهذِهِ عطايا الله وَلِنرى أستِير كانت جمِيلة وَذكِيَّة وَلها حضُور وَجاه وَمُلَكَ ماذا فعلت بِكُلِّ هذِهِ العطايا ؟ مجَّدت الله وَوضعت كُلّ هذا عِند قدمى الله وَضَّحت بِالمملكة لأِجل الله00أيضاً يُوسِف العفِيف كَانَ جمِيل وَأستغلَّ جماله لِمجد الله وَأنقذ بلده وَشعبه00مُوسى النبِى كَانَ جمِيل حَتَّى أنَّ إِبنة فرعُون تعلَّق قلبها بِهِ لِجماله وَقَالَت صعب أنْ يموت ذلِكَ الجمال وَعِندما جذب جماله قلب إِبنة فرعُون تربَّى داخِل قصر فرعُون وَالله دبَّر ذلِكَ كى يُخلِّصَ شعبه وَلِيتدرَّب عَلَى فنُون القِيادة وَالحِكمة00أيضاً داوُد كَانَ جمِيل أشقر مَعَْ حلاوة العينين وَأستغلَّ ذلِكَ لِمجد الله00لكِنْ أبشالُوم إِستغلَّ جماله لِحِساب ذاته أمَّا نحنُ فما مِنْ واحِد فِينا إِلاَّ وَأعطاه الله عطايا فَلِمَنْ أستغِل عطايا الله ؟ الله أعطانِى أولاد00جمال00ذكاء00مركز00كُلّ هذا لابُد أنْ أضعه تحت أقدام الله0أبشالُوم أستغلَّ جماله بِخدِيعة وَبُولُسَ الرَّسُولَ يقُول [ وَبِالكلامِ الطَّيِّبِ وَالأقوالِ الحسنةِ يخدعُونَ قُلُوبَ السُّلماءِ ] ( رو 16 : 18 )00فهل معنى ذلِكَ أنْ لاَ نتكلَّم بِكلام طيِّب؟ 00لاَ00تكلَّم بِكلام طيِّب لكِنْ لِحِساب الله00بُولُسَ الرَّسُولَ وبَّخ بِلاد وَشُعُوب نقُولَ لَهُ إِحذر أنْ يكرهُوكَ00يقُول لاَ فنجِده يقُول لأِهلِ غلاطية [ أيُّها الغلاطِيُّونَ الأغبياءُ ] ( غل 3 : 1 )00وَفِى كُورنثُوسَ يُوبِّخهُمْ عَلَى ما ذُبِح لِلأوثان00يقُول أنا لَنْ أفعل كما يفعل غيرِى00لاَ00لابُد أنْ أُوبِّخ عَلَى الأخطاء لإُِصلِحُها أبشالُوم قَالَ لِكُلّ صاحِب دعوى أنت رجُلَ مُستقِيم00[ وَكَانَ إِذا تقدَّم أحد لِيسجُد لَهُ يُمدُّ يَدَهُ وَيُمسِكُهُ وَيُقبِّلُهُ0 وَكَانَ أبشالُومُ يفعلُ مِثْلَ هذا الأمرِ لِجمِيعِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كانُوا يأتُونَ لأِجلِ الحُكمِ إِلَى المَلِكِ فَاسترق أبشالُومُ قُلُوبَ رِجالِ إِسْرَائِيلَ ]00كَانَ أبشالُوم يُمثِّلَ الإِتضاع لكِنْ كَانَ هذا يُزِيد مِنْ كبريائه وَيُتاجِر بِالمظاهِر لِحِساب ذاته00لِذلِكَ سار خلفه مُعظم الشَّعْب أصعب شئ أنْ يجرِى الإِنسان وراء مجده الشَّخصِى00لِذلِكَ ما فعلهُ أبشالُوم كَانَ سبب هلاكه جسدِيّاً وَرُوحِيّاً لأِنَّهُ ترك نَفْسَه لِلغواية وَأستدرجهُ الشَّيطان خطوة خطوة حَتَّى هَلَكَ00يقُولُ الآباء [ حيثُ ينبُت الإِتضاع فهُناك ينفجِر مجدُ الله ] نقُولَ لأِبشالُوم كَانَ عليكَ أنْ تسعى لِمجد أبُوكَ وَإِنْ طلبُوا أنْ يُملِكُّوكَ إِهرب مِنهُمْ لأِنَّ الَّذِى يسعى لِلكرامة داخِلهُ مرض إِسمه محبِّة الكرامة وَهذا مرض خطِير موجُود داخِل كُلّ واحِد مِنّا سواء فِى بِيته أم عمله أم000وَيقُول مارِإِسحق [ لاَ تشتهِى أنْ تكُون رأساً لأِنَّ الرَّأس كثِيرة الأوجاع ]00إِحذر أنْ تفعل مِثْلَ أبشالُوم الَّذِى يُذكِّرنا بِهاجِر عِندما ولدت إِبنها إِسماعِيل إِحتقرت سيِّدتها أبشالُوم إِحتقر أبوه داوُد وَأكمل خِطتهُ00قَالَ لِداوُد أبِيه أنَّ عليهِ نذر فِى حبرُون قَدْ نذرهُ لله إِذا عاد لِلمملكة وَيُرِيد أنْ يُوفِيه ففرِح بِهِ داوُد لأِنَّهُ قَالَ أنَّ أبشالُوم رجُل لَهُ عِشرة مَعَْ الله وَينذِرُ لَهُ نذُور00[ لأِنَّ عبدكَ نذر نذراً عِند سُكناى فِى جشُور فِى أرام قائِلاً إِنْ أرجعنِى الرَّبُّ إِلَى أُورُشلِيم فَإِنِّي أعبُدُ الرَّبَّ0 فَقَالَ لَهُ المَلِكُ اذهب بِسلاَمٍ فَقَامَ وَذهب إِلَى حبرُونَ ]00لكِنْ فِى الحقِيقة لَمْ يكُنْ أبشالُوم نذر أى نذُور لكِنَّها كانت خِطة وَمكِيدة يُدبِّرها لِينال المُلَكَ مِنْ أبِيه داوُد أخذ أبشالُوم معهُ جواسِيس وَأرسلهُمْ لِكُلّ مدِينة فِى بنِى إِسْرَائِيلَ لِيعرِف رصِيده فِى قُلُوب الشَّعْب وَقَالَ لِلرِّجالَ الَّذِينَ أرسلهُمْ عِندما تسمعُون صوت البُوق تهتِفُون لِى إِنِّى قَدْ ملكتُ فِى حبرُون00وَبِذلِكَ يكُونُ الهُتاف فِى كُلّ مُدُن بنِى إِسْرَائِيلَ فِى ذات الوقت فيُفاجأ داوُد أبشالُوم إِنسان مخدُوع بِالمجد الباطِل وَالآباء القِدِّيسِين يقُولُون[ إِنْ كَانَ لَكَ إِتضاع فِى قلبِكَ سيُظهِر الله مجدهُ فِى قلبِكَ ]00[ لاَ تطلُب أنْ تكُون مُكرَّماً وَأنت داخِلَكَ مملؤ جِراحات ]00وَيقُولُون أيضاً أنَّ إِحتمال الكرامة أصعب مِنْ إِحتمال الإِهانات لأِنَّ الإِهانة تُعطِى إِتضاع وَتجعل الإِنسان يُراجِع نَفْسَه أمَّا الكرامة فَهِى تُعطِى إِنتفاخ وَكبرياء وَغرُور وَهذا بِدايِة السُقُوط [ وَانطلق مَعَْ أبشالُوم مِئتا رجُلٍ مِنْ أُورُشلِيمَ قَدْ دُعُوا وَذهبُوا بِبساطةٍ وَلَمْ يكُونُوا يعلمُونَ شيئاً ]00لَمْ يكُنْ هؤلاء الرِّجال يعلمُون أنَّ أبشالُوم يُدّبِر خِطة وَمكِيدة لِلمَلِكَ داوُد00أيضاً أخذ أبشالُوم معهُ رجُل مُهِم مشهُور بِالحِكمة وَهُوَ صدِيق حمِيم لِداوُد00هُوَ أخِيتُوفل كَانَ رجُل شِيخ حكِيم وَبِذلِكَ يكُون أبشالُوم قَدْ أصاب داوُد بِضربتين وَهُما أنْ يترُكهُ بِدُون حُكماء وَالثَّانِية خِيانة صدِيقة لَهُ[ وَكانت الفِتنةُ شدِيدةً وَكَانَ الشَّعْبُ لاَ يزالُ يتزايدُ مَعَْ أبشالُومَ0 فَأتى مُخبِّر إِلَى داوُد قائِلاً إِنَّ قُلُوب رِجالِ إِسْرَائِيلَ صارت وراء أبشالُومَ0 فَقَالَ داوُدُ لِجمِيعِ عبِيدِهِ الَّذِينَ معهُ فِي أُورُشلِيمَ قوموا بِنا نهرُبُ لأِنَّهُ ليس لنا نجاة مِنْ وجهِ أبشالُومَ ]00داوُد لَمْ يُقاوِم لأِنَّهُ كَانَ يعلم أنَّ هذا مِنْ قِبَل إِرادة الله وَتأدِيباته لَهُ [ هأنذا أُقِيمُ عليك الشَّرَّ مِنْ بيتِكَ ] ( 2 صم 12 : 11 )00 كلِمات تصرُخ فِى قلب داوُد دائِماً لِذلِكَ لَمْ يُعاتِب إِبنهُ أمنُونَ عَلَى زِناه لأِنَّهُ علِم أنَّ كُلّ هذا تأدِيبات مِنْ الله00إِستبقى داوُد فِى بيتِهِ عشرة سرارِى وَأخذ معهُ الحُكماء وَالأصدقاء00وَكَانَ هُناكَ رجُل أُممِى يُدعى إِتَّاى الجتِّيِّ مِنْ " جت " وَكَانَ مَلِكَ جت تعلَّق بِداوُد عِندما كَانَ هارِب فِى جت فلسطِين فأتى معهُ لأِورُشلِيم لكِنْ داوُد رفض إِتَّاى أنْ يهرب معهُ مِنْ وجه أبشالُوم حَتَّى لاَ يجعل فلسطِينِى ضِد إِبنهُ أبشالُوم [ فَقَالَ المَلِكُ لإِتَّايَ الجتِّيِّ لِماذا تذهبُ أنتَ أيضاً معنا0 اِرجع وَأقِم مَعَ المَلِكِ لأِنَّكَ غرِيب وَمنفِيّ أيضاً مِنْ وطنِكَ0 أمساً جِئتَ وَاليومَ أُتِيهُكَ بِالذَّهابِ معنا وَأنَا أنطلِقُ إِلَى حيثُ أنطلِقُ0 اِرجع وَرجَّع إِخوتكَ0 الرَّحمةُ وَالحقُّ معكَ ]00هُنا الأمر بدأ يرسِم لنا صورة لِلسيِّد المسِيح لَهُ المجد00كيف ؟ إِذا تأمَّلنا الأمر نجِد أنَّ أبشالُوم مِنْ بيت داوُد وَأخِيتُوفل مِنْ أعزّ أصدقائِهِ وَهُما يُشِيران إِلَى يهُوذا ( أبشالُوم ) وَالأُمَّة اليهُودِيَّة ( أخِيتُوفل وَبنِى إِسْرَائِيلَ ) أمَّا إِتَّاى الجتِّىِّ فَهُوَ يُشِير لِلأُمم الَّذِينَ قبلوه بينما شعبه رفضهُ00المُدقِّق فِى أحداث الكِتاب المُقدَّس يجِد المسِيح واضِح فِيهِ مُنذُ القدِيم0رغم كُلّ ما فعلهُ أبشالُوم إِلاَّ أنَّ داوُد يُكمِن لَهُ محبَّة حَتَّى أنَّهُ عِندما سمع فِيما بعد بِموت أبشالُوم وَكَانَ قَدْ قَالَ لَهُمْ ترَّفقُوا بِالفتى أبشالُوم قَالَ [ يا ليتنِي مُتُّ عِوضاً عنكَ ]( 2 صم 18 : 33 )00مَنَ هذا ؟ هُوَ المسِيح الغافِر لِصالِيبه وَالَّذِى قَالَ[ يا أبتاهُ اغفِر لَهُمْ لأِنَّهُمْ لاَ يعلمُونَ ماذا يفعلُونَ ] ( لو 23 : 34 )00هذِهِ هِى الرُّوح الَّتِى أراد الله أنْ يُسلِّمها لنا مِنْ خِلاَلَ عبده داوُد فِى الصُورة خِيانة مِنْ المُحِبِين وَرفض مِنْ اليهُود وَقبُولَ مِنْ الأُمم وَتدبِيرات مِنْ داخِلَ وَمِنْ خارِج حَتَّى أنَّ داوُد قَالَ فِى المزمُور [ ياربُّ لِماذا كثُر الَّذِينَ يُحزِنُوننِى ] ( مز 3 / مِنْ مزامِير صلاة باكِر )00نقُولَ لَهُ أنت تُمثِّل السيِّد المسِيح رجع إِتَّاى الجِتِّىِّ [ وَكانت جمِيعُ الأرضِ تبكِي بِصوتٍ عظِيمٍ وَجمِيعُ الشَّعْبِ يعبُرُونَ وَعبر المَلِكُ فِي وادِي قدرُونَ ]00" وادِى قدرُون " هُوَ وادِى بين أُورُشلِيم وَجبل الزَّيتُون لِماذا هذا الوادِى ؟ فِى إِنجِيلَ يُوحنا 18 : 1 نجِد نَفْسَ الموقِف مَعَْ السيِّد المسِيح[ قَالَ يسُوعُ هذا وَخرج مَعَْ تلامِيذِهِ إِلَى عبرِ وادِي قِدرُونَ حيثُ كَانَ بُستان دخلهُ هُوَ وَتلامِيذُهُ ]00هذا حدث بعد الخِيانة مِنْ يهُوذا أبشالُوم كَانَ يعرِف الموضِع00وَيهُوذا كَانَ يعرِف الموضِع00تطابُق عجِيب بين السيِّد المسِيح وَداوُد النبِى00 كُلّ إِنسان يُرِيد أنْ يرى الله وَيبحث عنهُ يجِدهُ وَما أجمل أنْ نجِدهُ مُختفِى وَمُدبِّر كُلّ حقِيقة خلاصِيَّة بِمُنتهى الدِقَّة00نبُّوات تُعزِّى النَّفْسَ00فِى الوادِى إِتحدوا مَعَْ سيِّدهُمْ داوُد رغم أنَّ غالِبِيَّة المملكة كانت مَعَْ أبشالُوم00أمَّا هؤلاء القِلَّة فَهُمْ يُمثِّلُون تلامِيذ المسِيح عِندما وجد داوُد الكهنة يُرِيدُون أخذ التابُوت معهُمْ رفض وَقَالَ أنا أُحِب أنْ يُرجِعنِى الله إِلَى التابُوت هُنا مرَّة أُخرى00[ فَإِنْ وجدتُ نِعمةً فِي عينيِ الرَّبِّ فَإِنَّهُ يُرجِعُنِي وَيُرِينِي إِيَّاهُ وَمسكنهُ0وَإِنْ قَالَ هكذا إِنِّي لَمْ أُسرَّ بِكَ فهأنذا فليفعل بِي حسبما يحسُنُ فِي عينيهِ ] قَالَ داوُد إِجعلُوا التابُوت موجُود فِى مكانِهِ وَإِنْ أراد الله يُرجِعُنِى وَأراهُ فِى مسكنهُ مرَّة أُخرى00تسلِيم00أحياناً نُرِيد مِنْ الله أنْ ينصُرنا دُون جِدال وَنأخُذ معنا الكهنة ( التابُوت ) لِكى نضمن أنَّهُ لَنْ يترُكنا00لكِنْ داوُد قَالَ لاَ00إِنْ وجدت نِعمةً فِى عينىَّ الله يُرجِعُنِى وَأراهُ فِى مكانِهِ أخِيتُوفل مَعَْ أبشالُوم وَعِندما علِم داوُد ذلِكَ حزِن وَقَالَ [ حمِّق ياربُّ مشُورة أخِيتُوفل] 00وَهذِهِ صلاة نقُولها فِى القُدَّاس00" حمِّق " أى " إِنسِب لها حماقة "00[ وَلمَّا وصل داوُدُ إِلَى القِمَّةِ حيثُ سجد للهِ إِذا بِحُوشاي الأركِيِّ قَدْ لقِيهُ مُمزَّقَ الثَّوبِ وَالتُّرابُ عَلَى رأسِهِ ] جيِّد مِنْ داوُد أنَّهُ فِى ضِيقة نَفْسِهِ يسجُد لله وَيشكُرهُ00جيِّد أنْ نقتدِى بِهِ00هُوَ كَانَ يشعُر أنَّ الكُلّ تركهُ حَتَّى الله لكِنَّهُ رغم ذلِكَ يسجُد لَهُ [ فَقَالَ لَهُ داوُدُ إِذا عبرتَ معِي تكُونُ عَلَيَّ حِملاً0 وَلكِنْ إِذا رجعتَ إِلَى المدِينةِ وَقُلتَ لأِبشالُومَ أنَا أكُونُ عبدكَ أيُّها المَلِكُ0 أنَا عبدُ أبِيكَ مُنذُ زمانٍ وَالآنَ أنَا عبدُكَ0 فَإِنَّكَ تُبطِلُ لِي مشُورة أخِيتُوفَلَ ]00حُوشاى الأركِى رجُلَ حكِيم قرِيب لِداوُد وَلأِبشالُوم معاً وَلمَّا علِم ما حدث سار خلف داوُد رغم أنَّهُ كَانَ رجُل مُسِن وَكانت ثِيابه مُمزَّقة فَقَالَ لَهُ داوُد إِذهب خلف أبشالُوم لأِنَّكَ بِذلِكَ تُفِيدنِى أكثر فإِنَّكَ قادِر أنْ تُبطِلَ مشُورة أخِيتُوفل ضِدَّها وَتُخبِرنِى بِمشُورة أخِيتُوفل وَما يحدُث فخُذ معك صادُوق وَأِبياثار0 الأصْحَاحُ السَّادِسُ عَشَرَ :- * داوُد الهارِب * عِندما كَانَ داوُد يهرب مِنْ وجه شاوُلَ كَانَ أمر مقبُولَ لكِنْ أنْ يهرب مِنْ وجه أبشالُوم إِبنهُ وَهُوَ المَلِكَ فهذا أمر صعب وَمُر جِدّاً00الله يُرِيد أنْ يقُول لَهُ مِنْ خِلاَلَ تجرُبتكَ هذِهِ أُعِدُّ لَكَ تعزِية أوَّلاً مِفيبُوشث إِبن يُوناثان كَانَ داوُد قَدْ ردَّ لَهُ مِيراثه وَأقام عليهِ صِيبا عبدهُ لِيخدِمهُ00صِيبا هذا بِمكرٍ أخذ معهُ أطعِمه وَحِماران وَقدَّم ذلِكَ لِداوُد وَقَالَ الحِماران لِبيت المَلِكَ لِلرُّكُوب وَالأطعِمة لِلغُلمان فِى البرِّيَّة وَلمَّا سألهُ داوُد عَنْ سيِّدِهِ مِفيبُوشث قَالَ صِيبا أنَّهُ فِى أُورُشلِيم لأِنَّهُ قَالَ لعلَّ الله اليوم يرُّد لِى المُلَكَ00فهل مِنْ اللائِق أنْ ينتظِر مِفيبُوشث رد مُلَكَ أبِيه لَهُ وَأنت يا صِيبا تأتِى داوُد بِطعام ؟؟[ فَقَالَ المَلِكُ لِصِيبا هُوذا لَكَ كُلُّ ما لِمِفيبُوشث0 فَقَالَ صِيبا سجدتُ0 ليتنِي أجِد نِعمةً فِي عينيكَ ياسيِّدِي المَلِكَ ]00وَبِذلِكَ أخذ وعد00داوُد يشرب مِنْ كأس خطِيَّتِهِ وَخيانتِهِ لأِورِيَّا الحِثِىِّ00الخِيانة تُردَّ لَهُ حَتَّى أنَّ الكِتاب يقُول أنَّ إِساءات الَّذِينَ أساءوا إِليهِ أكثر مِنْ الَّذِين أحسنُوا إِليهِ داوُد وَهُوَ هارِب جاء إِليهِ شمعِى إِبن جِيرا00كَانَ داوُد يسِير فِى الوادِى وَشمعِى يسِير عَلَى الجبل وَيرشِق داوُد بِالحِجارة وَيسِبّهُ00[ وَلمَّا جاء المَلِكُ داوُدُ إِلَى بحُورِيم إِذا بِرجُلٍ خارِجٍ مِنْ هُناكَ مِنْ عشِيرةِ بيتِ شاوُلَ اسمُهُ شمعِي بنُ جِيرا0 يسُبُّ وَهُوَ يخرُجُ وَيرشُقُ بِالحِجارةِ داوُد وَجمِيع عبِيدِ المَلِكِ داوُد وَجمِيعُ الشَّعْبِ وَجمِيعُ الجبابِرةِ عَنْ يمِينِهِ وَعَنْ يسارِهِ وَهكذا كَانَ شمعِي يقُولُ فِي سبِّهِ اخرُج اخرُج يارجُلَ الدِّماءِ وَرجُلَ بلِّيعالَ ]00إِهانات خطِيرة " رجُلَ بلِّيعالَ " أى " رجُلَ وثن " [ قَدْ ردَّ الرَّبُّ عليكَ كُلَّ دِماءِ بيتِ شاوُلَ الَّذِي ملكت عِوضاً عنهُ وَقَدْ دفع الرَّبُّ المملكة لِيَدِ أبشالُوم ابنِكَ ]00كلِمات قوِيَّة كالسِهام قاتِلة00[ وَها أنت واقِع بِشرِّكَ لأِنَّكَ رجُلُ دِماءٍ ]00[ فَقَالَ أبِيشايُ ابنُ صرُويةَ لِلمَلِكِ لِماذا يسُبُّ هذا الكلبُ الميتُ سيِّدِي المَلِكَ0 دعنِي أعبُرُ فأقطع رأسهُ ]00قَالَ أبِيشاى مَنْ هذا الكلب الميت الَّذِى يسِب سيِّدِى المَلِكَ إِسمح لِى فأعبُر إِليهِ وَأقطع رأسهُ هُنا نرى جمال داوُد00[ فَقَالَ المَلِكُ ما لِي وَلكُمْ يابنِي صرُوية0دعُوهُ يسُبَّ لأِنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ سُبَّ داوُد وَمَنْ يقُولُ لِماذا تفعلُ هكذا ]00أى رُوح هذِهِ الَّتِى فِى داوُد ؟أى إِنسان يسمع سبِهِ وَيقُولَ أنَّهُ مِنْ الله ؟ هُوَ إِنسان فِى قلبِهِ تدابِير الله وَحساسِيَّة الله وَيعلم حكمتِهِ [ لعلَّ الرَّبَّ ينظُرُ إِلَى مذلَّتِي وَيُكافِئنِي الرَّبُّ خيراً عِوضَ مسبَّتِهِ بِهذا اليومِ ]00جيِّد هُوَ الإِنسان الَّذِى يرى إِرادِة الله حَتَّى فِى الظرُوف المُضَّادة00يقُول الآباء أحياناً يستخدِم الله الأشَّرار لِتقويِم الأبرار وَأحياناً يستخدِم الشَّيطان نَفْسَه00صِيبا تملَّق المَلِكَ وَأخذ مِنهُ حُكم إِفتراء وَشمعِى يسِب المَلِكَ وَأخذ مِنهُ حقِيقة00[ لعلَّ الرَّبَّ ينظُرُ إِلَى مذلَّتِي ]00أى أخذ حُكم أصدق00لِذلِك الكرامة أخطر عَلَى الإِنسان مِنْ الإِهانة جيِّد أنْ يرى الإِنسان نَفْسَه فِى كُلّ موقِف فِى الكِتاب00إِذا ظُلِمت قُل داوُد ظُلِم وَسامِح وَقُل لعلَّ الله أراد ذلِكَ لِيُصلِح فِىَّ أمر مُعيَّن وَيُرِيد أنْ يُرسِل لِى رِسالة وَعَلَىَّ أنْ أخضع00مرَّة تُظلم وَمرَّة تُشتم لِنرى القدِيس أبو مقَّار عِندما ظُلِم وَالقدِيسة مارِينا الَّتِى ظُلِمت00لِنرى السِنكسار الَّذِى يحكِى قِصَّة تقُول أنَّهُ كانت هُناك سيِّدة ذاهِبة لِترى موكِب إِستشهاد إِبنها وَكانت نَفْسَها مُرَّة جِدّاً وَفِيما هِى فِى الطرِيق قابلت سيِّدتان إِحداهُما قالت لها أنَّ إِبنها وحِيدها ظُلِم وَقُطِعت رأسه وَكانت هِى ألِيصابات والِدة يُوحنا المعمدان00وَالأُخرى قالت لها أنَّ إِبنها وحِيدها ظُلِم وَصُلِب وَكانت العذراء مريم00فتعزَّت السيِّدة0 ذهب حُوشاى الأركِى لأِبشالُوم فَقَالَ لَهُ [ أهذا معرُوفُكَ مَعَْ صاحِبِكَ0 لِماذا لَمْ تذهب مَعَْ صاحِبِكَ0 فَقَالَ حُوشايُ لأِبشالُومَ كلاَّ وَلكِنِ الَّذِي اختارهُ الرَّبُّ وَهذا الشَّعْبُ وَكُلُّ رِجالِ إِسْرَائِيلَ فَلَهُ أكُونُ وَمعهُ أُقِيمُ ]00أيضاً حُوشاى تصرَّف بِمكرٍ قَالَ لأِبشالُوم أنا مَعَْ الَّذِى يختاره الله وَالشَّعْب [ وَثانِياً مَنْ أخدُِمُ0 أليس بين يَدَيِ ابنِهِ ]00هذِهِ كانت مُقدِمة كى يثِق بِهِ أبشالُوم 00بدأ أبشالُوم يأخُذ أوِِلَ مشُورة مِنْ أخِيتُوفل [ ادخُلْ إِلَى سرارِيِّ أبِيكَ اللَّواتِي تركهُنَّ لِحِفظِ البيتِ فيسمع كُلُّ إِسْرَائِيلَ أنَّكَ قَدْ صِرت مكرُوهاً مِنْ أبِيكَ فتتشدَّد أيدِي جمِيعِ الَّذِينَ معكَ ]00كى تحكُم الصِراع بينكَ وَبين أبِيكَ وَأنَّ أبِيكَ ينقلِبُ عليكَ فيتشدَّد الشَّعْب معك00أخِيتُوفل ذكِى جِدّاً قَالَ أنَّهُ إِنْ لَمْ يكُنْ المُلَكَ لأِبشالُوم سوف أخسر لِذلِكَ أُشدِّد الصِراع وَأُشدِّد أبشالُوم00حِكمة أرضِيَّة شهوانِيَّة[ فنصبُوا لأِبشالُومَ الخيمة عَلَى السَّطحِ وَدخلَ أبشالُومُ إِلَى سرارِيِّ أبِيهِ أمام جمِيعِ إِسْرَائِيلَ ]00نَفْسَ السَّطح الَّذِى تمشَّى عليهِ داوُد وَأشتهى زوجة أُورِيَّا هُوَ نَفْسَ السَّطح الَّذِى زنا عليهِ أبشالُوم مَعَْ سرارِى أبِيه اللاتِى يُعاملنْ كزوجاتٍ حقِيقيات ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً أمِين.

دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 7

الأصْحَاحُ الثَّالِثُ عَشَرَ :- * خطِيَّة أمنُونَ وَثامار * وَتبدأ عقوبات الله لِداوُد00وَأوَّلَ عقوبة هِى أنْ يُقِيم الشَّرَّ مِنْ بِيتِهِ00خطِيَّة أمنُونَ وَثامار وَالإِثنان أولاد لِداوُد لكِنْ مِنْ زوجتين مُختلِفتين00[ وَجرى بعد ذلِكَ أنَّهُ كَانَ لأِبشالُوم بنِ داوُد أُخت جمِيلة اسمُها ثامارُ فأحبَّها أمنُونُ بنُ داوُد ]00شئ صعب أنْ تحدُث خطِيَّة بِهذِهِ القباحة بين إِثنان مِنْ الأُخوة فِى بيتٍ واحِد سنجِد فِى الأصْحَاحُ الثَّالِثُ لِسِفر صَمُوئِيلَ الثَّانِي00[ وَوُلِد لِداوُد بنُونَ فِي حبرُون0 وَكَانَ بِكرُهُ أمنُونَ ]00وَدائِماً البِكر يحمِلَ بركة وَشرف00وَلكِنْ فِى بيت داوُد أتى الشَّرَّ مِنْ البِكر00[ وَكَانَ بِكرُهُ أمنُونَ مِنْ أخِينُوعم اليزرعِيلِيَّةِ0 وَثانِيهِ كِيلآبَ مِنْ أبِيجايِلَ امرأةِ نابالَ الكُرمُلِيِّ0 وَالثَّالِثُ أبشالُومَ ابن معكة بِنتِ تلماي مَلِكِ جشُورَ ]00وَأبشالُوم الثَّالِث هُوَ شقِيق ثامار00أمنُونَ مِنْ أخِينُوعم اليزرعِيلِيَّة وَثامار وَأبشالُوم مِنْ معكة بِنت تلماى أحبَّ أمنُون ثامار أُختهُ حَتَّى أنَّهُ لَمْ يستطِع مُفارقتِها فدبَّر مكِيدة لِيصنع معها الشَّرَّ دائِماً اللُغة العربِيَّة فقِيرة فِى التعبِيرات المُقدَّسة00هُنا أمنُونَ أحبَّ ثامار حُب جِسدانِى شهوانِى00حُب إِمتلاَكَ حُب مُتدَّنِى يوجد فرق بين الحُب الرُّوحِى وَالحُب الشَّهُوانِى00الحُب الرُّوحانِى حُب عطاء بينما الحُب الشَّهُوانِى حُب أنانِى00وَيشاء الله أنْ يُكتب الكِتاب بِاللُغة العِبرِيَّة وَاليُونانِيَّة لأِنَّ اللُغة اليُونانِيَّة لُغة مُعبِّرة جِدّاً00الحُب فِى اللُغة العربِيَّة ليس لَهُ مُرادفات بينما فِى اللُغة اليُونانِيَّة لَهُ ثَلاَثَ مُرادفات :0 1- حُب الأِيرُوس الحُب الشَّهُوانِى وَالأنانِى0 2- حُب الفِيلُو حُب إِجتماعِى حُب أخذ وَعطاء00حُب الوفاء وَالعِرفان بِالجمِيلَ00وَنراه فِى كُلّ البشر0 3- حُب الأغابِى الحُب الرُّوحانِى حُب العطاء دُون الأخذ00حُب بِالرُّوح وَليس بِالجسد00حُب مُتضِع وَسامِى وَراقِى أمنُونَ أحبَّ ثامار حُب الإِيرُوس حُب شهوانِى00بينما عِندما يقُولَ الكِتاب [ هكذا أحبَّ اللهُ العالم ] ( يو 3 : 16 )00[ أحبَّ خاصَّتهُ ] ( يو 13 : 1 )00فهذا حُب أغابِى حُب رُوحانِى وَعطاء00وَالكنِيسة تُقِيم ولِيمة أغابِى00حُب رُوحانِى00عِندما يقُولَ القُدَّاس [ قبِلُوا بعضُكُمْ بعضاً بِقُبلةٍ مُقدَّسة ]00فهذا حُب أغابِى أحد الغِير مسِيحِيين أراد أنْ يُثبِت أنَّ الكنِيسة مُستبِيحة فقال أنَّهُمْ فِى الصَّلاة يُقبِلُون بعضهُمْ بعض00هذا لأِنَّ فِكره كُلّه إِيرُوس فَلَمْ يفهم معنى حُب الأغابِى00الحُب أرقى مشاعِر الإِنسان00طاقة جبَّارة فَلاَبُد أنْ يُقدَّس وَيُصبِح حُب أغابِى00زوجة فوطِيفار أحبَّت يُوسِف العفِيف حُب إِيرُوس لِذلِكَ عِندما رفض هذا الحُب مِنها سجنِته وَأثبتت التُهمة عليه00هذا ليس حُب الأغابِى أمنُونَ مِنْ شِدَّة حُبِّهِ الجِسدانِى لِثامار مرض ووهنت صِحتهُ00[ وَأُحصِر أمنُونُ لِلسُّقمِ مِنْ أجلِ ثامار أُختِهِ لأِنَّها كانت عذراء وَعسُر فِي عيني أمنُونَ أنْ يفعل لها شيئاً ]00لَمْ يستطِع أنْ يفعل معها شئ[ وَكَانَ لأِمنُونَ صاحِب اسمُهُ يُونادابُ بنُ شِمعِى أخِي داوُد ]00شمعِى إِبن يسَّى وَأخو داوُد أى إِبن عم أمنُون وَكَانَ قرِيب جِدّاً مِنهُ00[ وَكَانَ يُونادابُ رجُلاً حكِيماً جِدّاً] 00كَانَ يُوناداب حكِيم لكِنَّهُ لَمْ يستخدِم حِكمتهُ بِطرِيقة صحِيحة[ فَقَالَ لَهُ لِماذا يا ابن المَلِكِ أنت ضعِيف هكذا مِنْ صباحٍ إِلَى صباحٍ0 أما تُخبِرُنِي0 فَقَالَ لَهُ أمنُونُ إِنِّي أُحِبُّ ثامار أُختَ أبشالُومَ أخِي ]00خجل أمنُونَ أنْ يقُولَ أنَّ ثامار أُختهُ وَهُوَ يُحِبُّها فقال " أُخت أبشالُوم أخِى " حَتَّى وَإِنْ كَانَ هذا الفِكر يُراوِد إِنسان صعب أنْ يُصَّرِح بِهِ [ فَقَالَ يُونادابُ اضطجِع عَلَى سرِيرِكَ وَتمارض0 وَإِذا جاء أبوكَ لِيراكَ فقُلَ لَهُ دع ثامار أُختِي فتأتِي وَتُطعِمنِي خُبزاً وَتعملَ أمامِي الطَّعامَ لأِرى فَآكُلَ مِنْ يَدِها ]00قَالَ يُوناداب تمارض فِى سرِيركَ وَإِذا جاء أباكَ لِيراكَ فقُلَ لَهُ دع ثامار تأتِى وَتصنع لِى كعكة لآِكُلَ مِنْ يَدِها لأِنِّى فاقِد الشَّهِيَّة لِلطَّعام00وَإِذا ما جاءت ثامار إِخرِج النَّاس خارِجاً وَهِى تعملَ لَكَ الطَّعام إِفعلَ الخطِيَّة معها00هل هذِهِ حِكمة ؟ قَدْ يُعطِى الله إِنسان حِكمة لكِنَّهُ يُفسِد عطِيَّة الله مِثْلَ يُوناداب أيضاً أخِيتوفلَ الَّذِى كَانَ حكِيم وَمُشِير لِداوُد لكِنْ فِى وقتٍ ما إِنحاز لأِبشالُومَ وَقَالَ مشُورة لَهُ وَعِندما لَمْ تُقام مشورتهُ مضى وَقتلَ نَفْسَه فهل هذِهِ حِكمة ؟ لِذلِكَ يقُولَ القُدَّاس [ بدِّد مشورتهُمْ يا الله الَّذِى بدَّد مشورة أخِيتوفلَ ]00لأِنَّ هؤلاء إِستخدموا الحِكمة لِحِساب الذَّات هل يلِيق يا يُوناداب أنْ تقُلَ هذِهِ الفِكرة الشَّيطانِيَّة لأِمنُونَ00كَانَ يجِب عليكَ بِحِكمِتكَ أنْ تُرجِع أمنُونَ عَنْ فِكره الشَّرَّير وَتُوبِخه00يُوناداب مُشترِكَ فِى خطِيَّة أمنُونَ00يوجد فرق بين الخُبث وَالحِكمة فِكرِة أُمِنا رِفقة لِيعقُوب لِيأخُذ البركة بدلَ عِيسو كانت خُبث وَمكر وَليس حِكمة00هكذا مشورة يُوناداب00لِنقرأ عَنْ الحِكمة فِى سِفر الحِكمة وَفِى رِسالة يعقُوب الَّذِى يصِفها بِأنَّها حِكمة مُترَّفِقة رُوحانِيَّة00لكِنْ تدبِير المكائِد ليس حِكمة00نحنُ نُعاتِب يُوناداب عَنْ مشورته بِالفِعلَ أتت ثامار لأِمنُونَ لِتصنع لَهُ كعكة فأخرج النَّاس خارِج حُجرتِهِ وَبينما ثامار تصنع لَهُ الطَّعام00[ ثُمَّ قَالَ أمنُونُ لِثامار ايئتِي بِالطَّعامِ إِلَى المخدعِ فَآكُلَ مِنْ يَدِكِ0 فَأخذت ثامارُ الكعك الَّذِي عمِلتهُ وَأتت بِهِ أمنُونُ أخاها إِلَى المخدعِ0 وَقدَّمت لَهُ لِيأكُلَ فَأمسكها وَقَالَ لها تعالِي اضطجِعِي معِي يا أُختِي0 فَقَالَتْ لَهُ لاَ يا أخِي لاَ تُذِلَّنِي لأِنَّهُ لاَ يُفعلُ هكذا فِي إِسْرَائِيلَ0 لاَ تعمل هذِهِ القباحة ]00جمِيلَ كَلاَمَ ثامار00قالت لَهُ لاَ تُذِلَّنِى لاَ تفعلَ هذِهِ القباحة فِى إِسْرَائِيلَ00ثامار تشعُر أنَّها مُختلِفة عَنْ العالم00هذِهِ القباحة لاَ تُفعلَ فِى إِسْرَائِيلَ00هذِهِ القباحة قَدْ تُفعلَ مِنْ أهل العالم لأِنَّهُمْ ليس لَهُمْ وصايا لكِنْ إِسْرَائِيلَ هِى إِمتداد الكنِيسة جِنس مُختار وَشعب مُختار لاَ تُفعلَ هذِهِ الأُمور فِيها لأِنَّهُ لاَ يلِيق بِنا بَلْ يلِيق بِأهلِ العالم00نحنُ يلِيقُ بِنا القداسة [ أمَّا أنَا فأين أذهبُ بِعارِي وَأمَّا أنت فتكُونُ كواحِدٍ مِنَ السُّفهاء فِي إِسْرَائِيلَ ] لَوْ كانت نِيران الشَّهوة مُشتعِلة فِى قلب أمنُون كَانَ يجِب عليهِ أنْ يتيقَّظ مِنْ كَلاَمَ ثامار لأِنَّ كَلاَمَها رائِع00جيِّد أنْ يتجاوُب الإِنسان مَعَْ تحذِيرات الله داوُد كَانَ غضبه مُشتعِلَ عَلَى نابال وَكَانَ ينوِى الشَّرَّ لكِنْ أبِيجايِلَ زوجة نابال قالت لِداوُد أنت رجُلَ حكِيم كيف تفعل هذا الشَّرَّ وَتكُون فِى يَدِكَ دِماء00فرجِع عَنْ غضبِهِ00جيِّد أنْ يرجع الإِنسان عَنْ شرَّه وَيسمع الإِنذارات لكِنْ أمنُونَ لَمْ يسمع لِصوت ثامار00[ فَلَمْ يشأ أنْ يسمع لِصوتِها بَلْ تمكَّنَ مِنها وَقهرها وَاضطجع معها ]00وَلِنتخيَّلَ ما يقولهُ الكِتاب بعد ذلِكَ [ ثُمَّ أبغضها أمنُونُ بِغضة شدِيدةً جِدّاً حَتَّى إِنَّ البِغضة الَّتِي أبغضها إِيَّاها كانت أشدَّ مِنَ المحبَّةِ الَّتِي أحبَّها إِيَّاها0 وَقَالَ لها أمنُونُ قُومِي انطلِقِي ]00الخطِيَّة مُرَّة مُهِينة مُذِلَّة جِدّاً لِذلِكَ إِعترضنا عَنْ كلِمة " أحبَّها " لأِنَّهُ لَمْ يكُنْ حُب بَلْ شهوة وَذات00لَوْ كَانَ أحبَّها ما كَانَ أبغضها بعد الخطِيَّة الَّذِى يفعل الخطِيَّة يجِد عذاب داخِلهُ فيشعُر بِبُغضة لِلخطِيَّة00كَانَ الحُب داخِلَ أمنُونَ مُشتعِلَ حَتَّى أنَّهُ مرض فكيف يُبغِض ثامار بعد ذلِكَ ؟ لأِنَّهُ كَانَ حُب مرِيض00إِسألَ نَفْسَكَ فِى أى تعلُّق فِى حياتكَ هل هُوَ تعلُّق رُوحانِى أم شهوانِى ؟ أهو مِنْ الله أم مِنْ ذاتكَ ؟[ وَقَالَ لها أمنُونُ قُومِي انطلِقِي ]00دائِماً الشَّهوة مُرتبِطة بِالعُنف00داوُد النبِى عِندما أخطأ كَانَ يقتُلَ أعدائه بِعُنف لأِنَّ ضمِيره مُعذَّب فكان يُطلِق طاقِة غضبه عَلَى الآخرِينَ00كذلِكَ زوجة فوطِيفار عِندما لَمْ تتمكَّنْ مِنْ يُوسِف تملَّكها الغضب وَالعُنف وَسجنت يُوسِف دُون أنْ يتألَّم ضمِيرها00هكذا أمنُونَ[ فَقَالَت لَهُ لاَ سبب0 هذا الشَّرُّ بِطردِكَ إِيَّايَ هُوَ أعظمُ مِنَ الآخرِ الَّذِي عمِلتهُ بِي0فَلَمْ يشأ أنْ يسمع لها بَلْ دعا غُلاَمهُ الَّذِي كَانَ يخدُِمهُ وَقَالَ اطرُد هذِهِ عنِّي خارِجاً وَأقفِلِ الباب وراءها ]00لَمْ يُطلِقها بِطرِيقة لائِقة بَلْ طردها00[ وَكَانَ عليها ثوب مُلوَّن لأِنَّ بناتِ المَلِكِ العذارى كُنَّ يلبسن جُبَّاتٍ مِثْلَ هذِهِ ]00كانت غير المُتزوِجة فِى العهد القدِيم تتميَّز عَنْ المُتزوِجة وَخاصةً بنات المُلُوكَ[ فَأخرجها خادِمُهُ إِلَى الخارِج وَأقفلَ الباب وراءها0 فجعلت ثامارُ رماداً عَلَى رأسِها وَمزَّقت الثَّوب المُلوَّنَ الَّذِي عليها ]00عِندما تفعلَ الفتاة هذا الفِعلَ يُعرف أنَّهُ حدث قباحة 00[ وَوَضعت يَدَهَا عَلَى رأسِها وَكانت تذهبُ صارِخةً ]00لَمْ يتحدَّث معها أحد بَلْ أبلغُوا أبشالُوم أخِيها فقال لها [ هل كَانَ أمنُونُ أخُوكِ معكِ ]00الكِتاب فِى أُسلُوبه يقُولَ كلِمات غير جارِحة بَلْ لائِقة[ فَالآنَ يا أُختِي اسكُتِي0 أخُوكِ هُوَ ]00ثامار أجابت أبشالُوم بِالإِيجاب أنَّ أمنُونَ كَانَ معها فقال لها أبشالُوم لاَ تتكلَّمِى أخُوكِ هُوَ00ثامار كانت خارِجة بِثوبٍ مُلوَّنَ بِنت مَلِكَ00ثُمَّ عادت حامِله رماد عَلَى رأسِها وَصارِخة وَثوبِها مُمزَّق الخطِيَّة مُهِينة جِدّاً00وَالآباء يقُولُون أنَّ الثَّوب المُلوَّن هُوَ مواهِب الرُّوح وَعِندما يسقُط الإِنسان فِى الخطِيَّة ينشق عنهُ ثوب المواهِب00عِندما أفعلَ الشَّرَّ تبعُد نَفْسِى عَنْ السَّلاَم00الخطِيَّة تُفسِد الثَّوب وَتُعطِى يأس وَعجز وَالرَّماد عَلَى الرَّأس يُعلِن عَنْ قِمَّة اليأس وَالعجز وَفُقدان الرَّجاء وَالفرح أبشالُوم كَانَ عنِيف قَالَ لأُخته [ لاَ تضعِي قلبكِ عَلَى هذا الأمرِ ]00لَمْ يتكلَّم مَعْ أمنُونَ فِى شئ لكِنْ كَانَ قلبه يُدَّبِر00[ وَلمَّا سمِع المِلِكُ داوُدُ بِجمِيعِ هذِهِ الأُمورِ اغتاظ جِدّاً ]00فضِيحة داخِلَ بيت المَلِكَ فكانت فضِيحة وسط الشَّعْب لكِنْ داوُد تذكَّر خطيَّتهُ وَعقوبتها وَعرف أنَّ هذِهِ الفضِيحة هِى جُزء مِنْ الثَّمن الَّذِى بدأ يدفعهُ فماذا يفعل ؟00صَمَتَ [ وَلَمْ يُكلِّم أبشالُومُ أمنُون بِشرٍّ وَ لاَ بِخيرٍ لأِنَّ أبشالُوم أبغض أمنُون مِنْ أجلِ أنَّهُ أذلَّ ثامار أُختهُ ]00أبشالُوم دبَّر داخِلَ قلبه وَأبغض أمنُونَ أمَّا داوُد فَإِغتاظ لأِنَّهُ وقع تحت نِير نَفْسَ الخطِيَّة لِذلِكَ كَانَ صعب أنَّهُ يُوَّبِخ أمنُونَ عَلَى خطيَّتهُ00لِذلِكَ عِندما نسقُط فِى خطِيَّة صعب أنَّنا نُوَّبخ آخرِينَ عليها إِذا كُنت ساقِط تحت عاده ردِيئة صعب إِنِّى أُقوِّم آخر فِيها أى لَوْ كُنت لاَ أُصَلِّى صعب أقُولَ لإِبنِى صَلِّى أوْ صوم أوْ تناولَ وَأنا لاَ أُمارِس هذِهِ الحياة00الأمر ليس أوامِربَلْ حياة00لِذلِكَ داوُد لَمْ يفعل شئ سِر تهاوُننا فِى توبِيخ كثِير مِنْ الأخطاء أنَّنا ساقِطُونَ فِيها وَالكِتاب يقُولَ [ مَنْ يمنع عصاه يمقُت ابنهُ ] ( أم 13 : 24 )00لِذلِكَ نتذكَّر الخطِيَّة القدِيمة لأولاد عالِى الكاهِن وَأنَّهُ لَمْ يُوبِخهُما عليها بِطرِيقة جِدِيَّة لِذلِكَ عُوقِب عالِى لأِنَّهُ لَمْ يُردِع أولاده00عامِلَ إِبنكَ بِسِيرتكَ وَحياتكَ فِى أحد المرَّات أرادت أُم مِنْ إِبنها أنْ يعترِف فقالت لِلأب الكاهِن أنَّها أحضرت إِبنها بِصعوبة حَتَّى أنَّها أعطتهُ مال لِكى يأتِى وَيعترِف00لَوْ كانت هذِهِ الأُم تُمارِس الإِعتراف وَالحياة الكنسِيَّة ما كانت تحتاج لِهذا المجهُود لِتُعلِّم إِبنها الإِعتراف وَتُقنِعهُ بِهِ00المُشكِلة أنَّنا فِى الكنِيسة بِشخصِيَّة وَفِى العملَ وَالشَّارِع وَالبيت بِأُخرى00لابُد أنْ تتوَّحد شخصِيتنا داوُد لَمْ يُوَّبِخ أمنُونَ لأِنَّهُ سقط فِى نَفْسَ الخطِيَّة وَلأِنَّهُ عالِم أنَّها عقوبة خطيَّتهُ هُوَ00أبشالُوم ظلَّ سنتين صامِت وَأثناء موسم جز الغنم كانُوا يُقِيمُونَ إِحتفالَ فطلب أبشالُوم مِنْ أبِيهِ أنْ يأتِى لِلإِحتفالَ أوْ أنْ يُوَّكِلَ إِبنهُ البِكر أمنُونَ بدلاً عنهُ00وَأوصى أبشالُوم رِجالهُ قائِلاً إِسكِرُوا أمنُونَ وَأضربوهُ وَإِنْ سألكُمْ أحدٍ ما قولُوا هكذا قَالَ لنا أبشالُوم [ فَأوصى أبشالُومُ غِلمانهُ قائِلاً انظُرُوا0 متى طاب قلبُ أمنُون بِالخمرِ وَقُلتُ لكُمُ اضربُوا أمنُون فَاقتُلُوهُ0 لاَ تخافُوا000ففعلَ غِلمانُ أبشالُومَ بِأمنُونَ كما أمر أبشالُومُ ]00وصلَ الخبر لِداوُد أنَّ أولاده كُلَّهُمْ قَدْ ماتُوا00ثُمَّ جاء إِنسان وَصحَّح لَهُ الخبر أنَّ أمنُونَ هُوَ الَّذِى مات00داوُد علِم أنَّهُ باقِى ثمن خطيَّتهُ00بكى الشَّعْب أمنُونَ مَعَْ المَلِكَ أمَّا أبشالُوم فهرب إِلَى أحد أقربائِهِ مِنْ ناحِية أُمِهِ [ وَهرب أبشالُوم وَذهب إِلَى جشُور وَكَانَ هُناكَ ثلاث سِنِينَ ]00هذِهِ القِصَّة عانى مِنها داوُد خمس سنوات عذاب كَانَ المفرُوض أنَّ داوُد يتمتَّع بِالسَّلاَمَ لأِنَّهُ ليس لَهُ مُنافِس00نعم فَهُوَ إِنتهى مِنْ شاوُلَ لكِنَّهُ لَمْ يخلُصَ مِنْ نَفْسِهِ الآباء يقُولُونَ [ تعوَّد أنْ لاَ يكُونَ لَكَ عدو إِلاَّ ذاتِكَ وَ لاَ تُحارِب إِلاَّ خطاياكَ ] نعم كَانَ داوُد مُسترِيح لكِنْ حاله كَانَ أصعب مِنْ حاله أيَّام شاوُلَ لأِنَّ منظره بِلاَ كرامة وَالخطِيَّة داخِلهُ تضرب كُلّ يوم وَيرى أثارها لِذلِكَ هذِهِ الخمس سنوات صنعت داخِلَ داوُد شخصِيَّة رُوحِيَّة جبَّارة00خطِيَّتهُ أمامهُ فِى كُلّ حِينَ فأعطى منهج توبة قوِيَّة وَهِى[ أنَّ القلب المُنكسِر وَالمُتواضِع لاَ يُرذِلهُ الله ] ( مز 50 )0 الأصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ :- كَانَ يُوآب يُحِب أبشالُوم وَأراد أنْ يُعِيده إِلَى أُورُشلِيم00فأتى يُوآب بِإِمرأة وَقَالَ لها إِلبِسِى ثِياب الحُزن وَأندِبِى وَأصرُخِى لدى داوُد وَأحكِى لَهُ هذِهِ القِصَّة00قُولِى لَهُ أنَّ زوجُكِ مات وَتركَ لَكِ ولدان وَهذان الولدان تخاصما وَتقاتلاَ فمات واحِد مِنهُما وَهرب الآخر وَالنَّاس يطلُبُون دم الإِبن المقتُولَ مِنْ الإِبن القاتِلَ فهل لاَ يحيا القاتِلَ بِضمان المَلِكَ[ فَقَالَت إِنِّي امرأة أرملة0 قَدْ مات رجُلِي0وَلِجارِيتِكَ ابنانِ فتخاصما فِي الحقلِ وَليس مَنْ يفصِلُ بينهُما فضرب أحدُهُما الآخر وَقتلهُ0 وَهُوذا العشِيرةُ كُلُّها قَدْ قامت عَلَى جارِيتِكَ وَقالُوا سلِّمِي ضارِب أخِيهِ لِنقتُلهُ بِنَفْسِ أخِيهِ الَّذِي قتلهُ فنٌهلِكَ الوارِث أيضاً0 فيُطفِئُونَ جمرتِي الَّتِي بقِيت وَ لاَ يترُكُونَ لِرَجُلِي اسماً وَ لاَ بقِيَّةً عَلَى وجهِ الأرضِ ]00قِصَّة دِرامِيَّة محبُوكة[ فَقَالَ المَلِكُ لِلمرأةِ اذهبِي إِلَى بيتِكِ وَأنَا أُوصِي فِيكِ ]00قَالَ لها كلِمة عامَّة00فقالت لَهُ كُرسِيِكَ وَبيتِكَ نقِى لكِنْ إِذا جاءنِى إِنسان يطلُب دم الولد فماذا أفعل ؟ فقالَ داوُد هاتِ الولد لِيحتمِى عِندِى فقالت لَهُ سيحتمِى لديكَ لِفِترة مهما طالت سيعُود لِى مرَّة أُخرى وَعِندئِذٍ يُطلبَ دمهُ مرَّة أُخرى فقالَ لها الكلِمة الَّتِى أرادها يُوآب [ فَقَالَ حيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِنَّهُ لاَ تسقُطُ شعرة مِنْ شعرِ ابنِكِ إِلَى الأرضِ ]00بِهذا نالت المرأة حُكم البراءة لِلإِبن00هُنا قالت لَهُ [ لِتتكلَّمْ جارِيتُكَ كلِمةً إِلَى سيِّدِي المَلِكِ0 فَقَالَ تكلَّمِي0 فَقَالت المرأةُ وَلِماذا افتكرت بِمثلِ هذا الأمرِ عَلَى شعبِ اللهِ وَيتكلَّمُ المَلِكُ بِهذا الكلامِ كمُذنِبٍ بِما أنَّ المَلِكَ لاَ يرُدُّ منفِيَّهُ ]00كيف تقُولَ هذا الكلام وَهذا الحُكمْ وَأنت لَمْ ترُدَّ منفِيَّكَ [ لأِنَّهُ لابُدَّ أنْ نمُوتَ وَنكُونَ كالماء المُهراقِ عَلَى الأرضِ الَّذِي لاَ يُجمعُ أيضاً وَ لاَ ينزِعُ اللهُ نَفْساً بَلْ يُفكِّرُ أفكاراً حَتَّى لاَ يُطرد عنهُ منفِيُّهُ ]00نحنُ شعبُكَ مِثْلَ أُم فقدت إِبنها هل ستترُكها تفقِد الآخر00[ فَقَالت جارِيتُكَ لِيكُنْ كلامُ سيِّدِي المَلِكِ عزاءً لأِنَّهُ سيِّدِي المَلِكُ إِنَّما هُوَ كملاكِ اللهِ لِفهمِ الخيرِ وَالشَّرِّ وَالرَّبُّ إِلهُكَ يكُونُ معكَ ]00 إِمرأة حكِيمة تتكلَّم بِإِتضاع00 فهم داوُد أنَّ القِصَّة مِنْ تألِيف يُوآب [ فَأجاب المَلِكُ وَقَالَ لِلمرأةِ لاَ تكتُمِي عنِّي أمراً أسألُكِ عنهُ0 فَقَالَتِ المرأةُ لِيتكلَّم سيِّدِي المَلِكُ0 فَقَالَ المَلِكُ هل يَدُ يُوآب معكِ فِي هذا كُلِّهِ ]00قَالَت نعم00[ حيَّة هِي نَفْسُكَ يا سيِّدِي المَلِكَ لاَ يُحادُ يمِيناً أوْ يساراً عَنْ كُلِّ ما تكلَّم بِهِ سيِّدِي المَلِكُ ]00أُسلُوب مُتضِع لائِق00أُسلُوب الحدِيث وَالتعامُلَ اللائِق يجعلُ الَّذِينَ حولِى يهابُوننِى حَتَّى وَإِنْ كُنت مُخطِئ [ لأِنَّ عبدكَ يُوآب هُوَ أوصانِي وَهُوَ وضع فِي فمِ جارِيتكَ كُلَّ هذا الكلامِ لأِجلِ تحوِيلِ وجهِ الكلامِ فعل عبدُكَ يُوآبُ هذا الأمر وَسيِّدِي حكِيم كحِكمةِ مَلاَكِ اللهِ لِيعلم كُلَّ ما فِي الأرضِ ]00إِتضاع وَحِكمة وَمعرِفة نادى المَلِكَ يُوآب وَقَالَ لَهُ [ فَاذهب رُدَّ الفتى أبشالُوم0 فسقط يُوآبُ عَلَى وجهِهِ إِلَى الأرضِ وَسجد وَباركَ المَلِكَ وَقَالَ يُوآبُ اليوم علِمَ عبدُكَ أنِّي قَدْ وجدتُ نِعمةً فِي عينيكَ يا سيِّدِي المَلِكَ ]00وَبِالفِعل أرسل يُوآب وَردَّ أبشالُوم لكِنْ داوُد رفض مُقابلته ستبدأ الحلقة الثَّالِثة فِى العقُوبة وَهِى قِصَّتهُ مَعَْ أبشالُوم00[ وَلَمْ يكُنْ فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ رجُل جمِيل وَممدُوح جِدّاً كأبشالُوم ]00أبشالُوم كَانَ جمِيل فإِستغلَّ جماله لِصالِح ذاته بينما داوُد كَانَ جمِيل وَأستِير كانت جمِيلة وَمُوسى النبِى كَانَ جمِيل وَيُوسِف وَ000لكِنَّهُمْ إِستخدِمُوا جمالهُمْ لِحساب الله أبشالُوم إِستغلَّ جماله لِحِساب ذاته وَالكِتاب يقُولَ أنَّهُ كَانَ يحلِق شعرهُ كُلّ سنة لأِنَّهُ كَانَ كثِيف وَأيضاً يقُولَ الكِتاب أنَّ جماله تسبَّب فِى قتلِهِ لأِنَّهُ تعلَّق بِشعره فِى شجرة يُوآب رفض الوساطة لِكى يُقابِلَ أبشالُوم داوُد لكِنْ بعد فِترة إِلحاح مِنْ أبشالُوم قبِلَ يُوآب أنْ يتوَّسط لدى داوُد فأتى أبشالُوم وَتقابلَ مَعَْ داوُد وَقبَّلَ داوُد أبشالُوم صعب أنْ ترى نتيِجة الخطِيَّة فِى بيتِكَ وَأولادكَ لكِنْ داوُد قَالَ أنَّ الوقُوعَ فِى يد الله أفضل مِنْ الوقُوع فِى يد بشر00وَقَالَ الآباء [ فلنتأدَّب فِى الزمان الحاضِر ]00داوُد تأدَّب فِى الزمان الحاضِر وَهُوَ الآنَ يجلِسُ فِى حضرة الله ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيَّاً أمِين

دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 6

الأصْحَاحُ الحادِي عَشَرَ :- أمر مؤلِم وَصعب جِدّاً أنَّ داوُد المَلِكَ وَالنبِى يسقُط هذِهِ السقطة العظِيمة [ كيف سقط الجبابِرةُ ] ( 2 صم 1 : 27 )00داوُد الَّذِى قِيلَ عنهُ أنَّ قلبه حسب قلب الله وَلَهُ مشاعِر حسَّاسة إِتجاه الله وَالَّذِى يقُولَ [ أحِبُّكَ ياربُّ يا قُوَّتِي ] ( مز 18 : 1 ) 00يتدنَّى لأقصى درجات الشَّهوة وَالخُبث وَالحِيل البشرِيَّة وَنراه فِى حالة مِنْ تخلِية النِّعمة وَصُورة ردِيئة مِنْ صُور الشَّر !!الآباء يقُولُون أنَّ خطِيَّة داوُد جلبت علينا مكسب عظِيم أعظم مِنْ خِسارِتها لأِنَّهُ أعطانا منهج توبة وَتذكِرة أنْ نعرِف أنَّ الخطِيَّة ليس لها كبِير أوْ عظِيم00ليس لها قامة رُوحِيَّة أوْ عُمر أوْ حالة بَلْ هِى خاطِئة جِدّاً وَكما يقُولَ بُولُس الرَّسُول [ وَكُتِبت لإِنذارِنا نحنُ الَّذِينَ انتهت إِلينا أواخِرُ الدُّهُور ] ( 1 كو 10 : 11 )0يقُولَ أحد الآباء لِكى يجعل الإِنسان يعِيش فِى حذر [ تذكَّر دائِماً أنَّكَ لست أبرَّ مِنْ داوُد وَ لاَ أحكم مِنْ سُليمان ]00إِذا كَانَ داوُد بِكُلّ بِرِّهِ وَسُليمان بِكُلّ حكمتِهِ سقطا00ألستُ أنا تحت نَفْسَ الحُكم الكِتاب يكشِف عَنْ عمل نِعمة الله الغزِيرة وَلُطف الله وَصلاَحه فتُبرِز نِعمتِهِ وَصَلاَحَهَ بِصُورة قوِيَّة وَضعف الإِنسان بِكامِلَ صورتها لأِنَّ الكِتاب ليس لديهِ مُحاباة بَلْ هُوَ أمِين فِى ذِكر بِر الآباء وَضعفِهِمْ وَلِنرى كِذب أبُونا إِبراهِيم وَإِسحق وَخطايا أبُونا يعقُوب عِندما خدع أبوه وَخاله00وَخطِيَّة شمشُون وَداوُد وَإِنكار بُطرُس وَهرُوب التلامِيذ وَ000حالَ الإِنسان فِى مِلء ضعفه لِيُعلِنْ الكِتاب فضل الله وَصَلاَحَهَ فِى خلاص الإِنسان لِكى تكُون النِّعمة هِى المُتفوِقة أثناء قِراءة الشَّماس لِلمزمُور يقُولَ الكاهِن [ بِصلاة داوُد النبِى ياربَّ إِنعِمْ لنا بِمغفِرة خطايانا ]00فكيف بِصلاة داوُد تُغفر لنا خطايانا ؟ لأِنَّ بِنِعمة الله يصِير الإِنسان الخاطِئ شفِيع لِلتائِبِينْ كما كَانَ القدِيس مُوسى الأسود وَمريم المصرِيَّة وَبِيلاجية وَ000رغم ضعفِهِمْ البشرِى إِلاَّ أنَّهُمْ أبرار بِالحقِيقة وَالرَّد عَلَى أنَّ الإِنجِيلَ مُحرَّف00فهل تُتركَ فِيهِ خطايا الأنبياء إِذا كَانَ قَدْ حُرِّف ؟ إِذا كَانَ مُحرَّف كَانَ لابُد أنْ يحذِف مِنْهُ خطايا الأبرار لكِنْ لأِنَّهُ مكتُوب بِرُوح الله فَهُوَ مكتُوب بِأمانة خطِيَّة داوُد بِها درُوس كثِيرة لنا00بعد أنْ كسب كُلّ حروبه وَإِتسعِت مملكتة وَتعوَّد الحرُوب وَكَانَ يثِق بِيُوآب قائِد جيشِهِ فكان يكتفِى بِقيادِة يُوآب دُون أنْ يذهب لِلحرب00وَفِى هذِهِ الأيَّام دخل فِى حرُوب فأرسلَ يُوآب أمَّا هُوَ [ فَأقام فِي أُورُشلِيمَ ] 00هذا كَانَ أثناء حرُوبه مَعَْ بنِى عمُّونَ[ وَكَانَ فِي وقتِ المساء أنَّ داوُد قام عَنْ سرِيرِهِ وَتمشَّى عَلَى سطحِ بيتِ المَلِكِ فرأى مِنْ عَلَى السَّطحِ امرأةً تستحِمُّ ]00وقت المساء يُشِير إِلَى غِياب شمس البِر المسِيح00الَّذِى يقُولَ [ جعلتُ الرَّبَّ أمامِي فِي كُلِّ حِينٍ ] ( مز 16 : 8 )00لَنْ يُخطِئ00عِندما يغِيب الله عَنْ عِين الإِنسان يُخطِئ بِسهُولة وَهذا هُوَ سِر عِفَّة يُوسِف[ كيف أصنعُ هذا الشَّرَّ العظِيم وَأُخطِئ إِلَى الله ] ( تك 39 : 9 ) داوُد كَانَ نائِم عَلَى سرِيره أى كسُولَ بينما جيشِهِ فِى حربٍ00ثُمَّ يقُوم وَيتمشَّى00نوع مِنْ الكسلَ وَالتهاوُن00وَهُوَ يتمشَّى كَانَ يتأمَّل إِتساع مملكته فدخلهُ الغرُور وَنسى إِنكساره وَإِنسحاقه الَّذِى كَانَ وقُود حياته الرُّوحِيَّة لِذلِكَ قَالَ [ تذكَّرتُ أيَّام القِدمِ لهِجتُ بِكُلِّ أعمالِكَ بِصنائِعِ يديكَ أتأمَّلُ ] ( مز 143 : 5 )00الأيَّام الأُولى الَّتِى كَانَ فِيها هارِب مِنْ شاوُلَ وَكَانَ مُنكسِروَهُوَ يتمشَّى عَلَى السَّطح رأى إِمرأة تستحِمَّ وَقدِيماً كانت البُيُوت بِها أماكِن لإِستحمامِ النِّساء وَلكِنْ كانت بيُوت مكشُوفة فكان لاَ يلِيق أنْ يصعد إِنسان عَلَى السَّطح وَيجُول بِعينيهِ لأِنَّهُ قَدْ يرى ذلِكَ المنظر داوُد كَانَ نائِم وَالمسِيح شمس البِر غائِب عنهُ فتهاون وَصعد عَلَى السَّطح وَتركَ حواسه تتدنَّس فرأى [ امرأة جمِيلة المنظرِ ]00وَكانت النتِيجة [ فَأرسلَ داوُدُ وَسألَ عَنِ المرأةِ ]00الشجرة جيِّدة لِلأكل شهِيَّة لِلنَّظر00أكثر شئ يتعِب الإِنسان هُوَ عدم حراسِة حواسه بِعمل نِعمة الله وَإِسم المسِيح وَقُوَّة الصلِيب داوُد تركَ لِعينيهِ العنان وَهُوَ فِى حالة تهاوُن وَالشَّيطان يحكُم الفخ أحد الآباء القِدِّيسِينَ يحكِى أنْ ذهب راهِب لِلأنبا مقَّار يطلُب مِنْهُ الصَّلاة لأِجلِهِ لأِنَّ حرب الشَّهوة تزداد عليه وَهُوَ يُجاهِد وَ لاَ يستطِيع00فكان كُلَّما صَلَّى أبُو مقَّار تزداد الحرب شراسة عَلَى الرَّاهِب فطلب أبُو مقَّار مِنْ الله أنْ يكشِف لَهُ هذا السِّر فسمع صوت يقُولَ [ أنَّهُ يأكُلَ كثِيراً وَينام كثِيراً وَيسترِيح كثِيراً ]00تهاوُن00 التهاوُن خطوة تسبِق الحرب لِذلِكَ فِى أحد المرَّات جاء تلمِيذ الأنبا مقَّار يشتكِى لَهُ أنَّ لَهُ فِى الحرب عَشَرَ سنوات وَيُرِيد أنْ يترُكَ الرهبنة فأجابهُ أبُو مقَّار أُترُكها00وَلمَّا عاتبهُ تلامِيذه قَالَ هُوَ يشتكِى لأِنَّهُ كسُولَ هُوَ لَهُ عَشَرَ سنوات فِى الحرب أمَّا أنا فلِى أربعِينَ سنة لَمْ أتبع هواى أبداً فِى نوم أوْ أكل أوْ راحة00أى هُوَ يفهم الأمر خطأ داوُد نائِم وَالحرب دائِرة ثُمَّ يصعد عَلَى السَّطح وَهُوَ يتوقع أنْ يرى ذلِكَ المنظر لأِنَّها عادة النِّساء00أيضاً تركَ عينيهِ لِتشتهِى لِذلِكَ مُباركَ ربنا يسُوعَ الَّذِى قَالَ فِى العهد الجدِيد أنَّ مُجرَّد النَّظر يُعتبر زِنا وَشهوة وَليس السُقُوط الفِعلِى فقط هُوَ الزِنا ( مت 5 : 28 ) وَقَالَ أمِّن نَفْسَكَ بِالتعب وَالسهر وَالصُوم وَالكنِيسة مُطِيعة لِلمسِيح لِكى تُحصِّن أولادها مِنْ هجمات العدو00[ مَنْ يظُنُّ أنَّهُ قائِم فلينظُر أنْ لاَ يسقُط ] ( 1 كو 10 : 12 )00الخطِيَّة ليس لها كبِير أوْ قوِى عجِيب داوُد الَّذِى يسأل عَنْ المرأة وَلَمْ يخجل مِنْ أنَّهُ نظرها00بدلاً مِنْ أنْ يغسِل عينيهِ الخاطِئة بِدِمُوع التوبة00لكِنَّهُ تفاعل مَعَْ الخطِيَّة وَأرسلَ لِيسأل عَنْ المرأة دُون خجل الخطِيَّة تعمِى وَتجعل الإِنسان يسلُكَ سلُوكَ مُختلَ سيِّدنا البابا شنودة يقُولَ أنَّ لِلخطِيَّة ثلاث مراحِلَ هُمْ إِتصالَ وَإِنفِعالَ ثُمَّ إِشتِعالَ00إِتصالَ داوُد إِتصلَ بِالخطِيَّة وَما أعجب القِدِّيسِينَ عِندما يقُولُونَ [ أنَّ المرأة كانت بعِيدة بينما الخطِيَّة كانت قرِيبة مِنْ داوُد ]00الإِتصالَ يتحوَّلَ لإِنفعالَ ثُمَّ إِشتعالَ00داوُد وصلَ لِدرجِة الإِشتِعالَ فأرسلَ لِيسألَ عَنْ المرأة جيِّد الإِنسان الَّذِى يبدأ بِرفض الخطِيَّة مِنْ بِدايِة مرحلِة الإِتصالَ [ طُوبى لِمَنْ يُمسِكُ أطفالَكِ وَيضرِبُ بِهِمُ الصَّخرة ] ( مز 137 )00أى الخطِيَّة فِى مراحِلها الأُولى00داوُد إِشتعل بِالشَّهوة وَالكسلَ وَالتراخِى وَنسى الحرب فجاء لَهُ عدو الخِير وَوجدهُ تُربة خِصبة فزرع بِذاره بِسُرعة فغُلِب داوُد مِنْ شهوِته بينما الآباء يُعلِّمُونا السهر وَالحذر فيقُولُونَ [ ها أنتُمْ سائِرُونَ فِى طرِيق لصُوصَ ]00[ الَّذِى بِحوزتِهِ كِنز لاَ ينام ] داوُد لَمْ يكُنْ يقِظ فتملَّكت عليهِ الشَّهوة وَأختلَّ فِى سلُوكه وَسألَ عَنْ المرأة [ فَأرسلَ داوُدُ رُسُلاً وَأخذها فدخلت إِليهِ فَاضطجع معها ]00أرسلَ مجموعة وَليس شخص واحِد00الخطِيَّة خاطِئة جِدّاً وَإِذا كانت المرأة جمِيلة جِدّاً فسنرى العقُوبة الَّتِى نالها داوُد وَنُقارِنَ بين جمال المرأة وَالعقُوبة عِندئِذٍ سنقُولَ كم أنتِ قبِيحة أيّتُها المرأة يُحكى عَنْ أحد الآباء الرُّهبان أنَّهُ كَانَ مُحارب بِحرُوب الشَّهوة فَإِشتكى لأبِيهِ الَّذِى أعطاهُ خُبز وَماء يكفِيه 40 يوم وَقَالَ لَهُ أُدخُلَ إِلَى البرِّيَّة وَأشتكِى لله وَبعد فِترة قلِيلة جاء لِلرَّاهِب الشَّيطان فِى صورة قبِيحة جِدّاً وَقَالَ لَهُ أنا شيطان الزِنا أبدو لِلنَّاس فِى صورة جمِيلة لكِنِّى قبِيح جِدّاً00عدو الخِير ماهِر فِى تزيِين الشَّر لاَ يُمكِن أنْ يقُولَ لَكَ إِسرق بَلْ يقُولَ لَكَ أنت مُحتاج وَالمُجتمِع كُلّه يفعل ذلِكَ [ ثُمَّ رجعت إِلَى بيتِها0 وَحبِلت المرأةُ فأرسلت وَأخبرت داوُد وَقالت إِنِّي حُبلى0 فَأرسلَ داوُدُ إِلَى يُوآب يقُولُ ارسِل إِلَيَّ أُورِيَّا الحِثِيَّ ]00علم داوُد أنَّ زوجها أُورِيَّا الحِثِيَّ فِى الجيش فأرسلَ لِيأتِى بِهِ00كُونَ أنَّ زوجِها يُحارِب عَنْ داوُد وَداوُد يفعل تِلَكَ الخطِيَّة فهذا يُزِيد خطِيته يُوآب رجُل حرب بِدُون مبادِئ فهم داوُد وَلكِنَّهُ مُخلِصَ لَهُ لكِنْ خطِيَّة داوُد هذِهِ جعلتهُ يحتقِر داوُد فِيما بعد00[ فَأتى أُورِيَّا إِليهِ فسألَ داوُدُ عَنْ سلامةِ يُوآب وَسلامةِ الشَّعْبِ وَنجاحِ الحربِ ]00داوُد أظهر نَفْسَه كأنَّهُ يطمئِن عَلَى الحرب[ وَقَالَ داوُدُ لأُِورِيَّا انزِل إِلَى بيتِكَ وَاغسِل رِجليكَ0 فخرج أُورِيَّا مِنْ بيتِ المَلِكِ وَخرجت وراءهُ حِصَّة مِنْ عِندِ المَلِكِ ]00جاء أُورِيَّا فِى مُهِمّة لِلمَلِكَ فأرسلهُ المَلِكَ إِلَى بيتِهِ00[ وَنام أُورِيَّا عَلَى بابِ بيتِ المَلِكِ مَعَْ جمِيعِ عبِيدِ سيِّدِهِ وَلَمْ ينزِلْ إِلَى بيتِهِ ]00أُورِيَّا لَمْ يسترِح مِنْ إِنهاكَ الحرب وَجلس مَعَْ عبِيد المَلِكَ وَنام عِند باب بيتِهِ عمل رائِع مِنْ أُورِيَّا00[ فَأخبرُوا داوُد قائِلِينَ لَمْ ينزِل أُورِيَّا إِلَى بيتِهِ ]00عِندما يكُون الإِنسان فِى الخطِيَّة لاَ يفهم وَ لاَ يعِى معنى الإِخلاصَ لأِنَّ الإِنسان وَهُوَ فِى حالِة تهاوُنَ يتخيَّلَ أنَّ كُلَّ النَّاسَ فِى تهاوُنَ مِثْلهُ وَالَّذِى فِى بِر يتخيَّلَ أنَّ الكُلَّ فِى بِرٍ مِثْلهُ هُنا داوُد تعجَّب مِنْ أُورِيَّا00[ فَقَالَ داوُدُ لأِوُرِيَّا أما جِئتَ مِنَ السَّفرِ0 فلِماذا لَمْ تنزِل إِلَى بيتِكَ ]00داوُد كَانَ لَهُ هدف فِى نِزُولَ أُورِيَّا إِلَى بيتِهِ لِذلِكَ تعجَّب مِنْ عدم نِزُولِهِ 00أُورِيَّا وبَّخ داوُد لكِنْ داوُد لَمْ يفهم [ فَقَالَ أُورِيَّا لِداوُد إِنَّ التَّابُوت وَإِسْرَائِيلَ وَيهُوذا ساكِنُونَ فِي الخِيامِ وَسيِّدِي يُوآبُ وَعبِيدُ سيِّدِي نازِلُونَ عَلَى وجهِ الصَّحراء وَأنَا آتِي إِلَى بيتِي لآِكُلَ وَأشرب وَأضطجِع مَعَ امرأتِي ]00لأِنَّ التَّابُوت رمز حضُور الله00وَإِسْرَائِيلَ هُوَ شعب الله وَيهُوذا خاصَّة الله00كُلِّ هؤلاء فِى الحرب وَأنا أتنَّعم00لاَ يلِيق جيِّد أنْ يكُونَ الإِنسان مِثلَ أُورِيَّا مِنْ وسط الآلاف فِى الجيش بِهذا البِر وَهذِهِ المشاعِر00الله هُوَ العالِم الخفايا00كما عاتب إِيليا الله وَقَالَ لَهُ [ نقضُوا مذابِحكَ وَ قتلُوا أنبياءكَ بِالسَّيفِ فبقيتُ أنَا وحدِي ] ( 1 مل 19 : 10 )00يُجِيبهُ الله [ أبقيتُ فِي إِسْرَائِيلَ سبعة آلافٍ كُلَّ الرُّكبِ الَّتِي لَمْ تجثُ لِلبعلِ ] ( 1 مل 19 : 18 )00هُنا يُعلِن الله لِداوُد أنَّهُ ليس البَّار الوحِيد بَلْ هُناكَ مَنَ هُوَ أبرّ مِنْهُ وَالله يعرِفهُمْ0جيِّد أنْ تكُون الكنِيسة فِى حالِة جِهاد00التَّابُوت وَإِسْرَائِيلَ وَيهُوذا فِى حرب وَكما يقُولَ بُولُس الرَّسُولَ [ فَإِنَّ مُصارعتنا ليست مَعَْ دمٍ وَلحمٍ ] ( أف 6 : 12 )00حربِنا حرب شرِسة مَعَْ أجناد وَسلاطِينَ00مَعَْ أجناد الشَّر الرُّوحِيَّة00حرب تُرِيد إِفساد الكنِيسة وَجيِّد أنْ نكُون مِثلَ أُورِيَّا الحِثِيَّ وَ لاَ نتكاسل مِثْلَ داوُد وَالحرب دائِره[ وَحياتِكَ وَحيوة نَفْسِكَ لاَ أفعلُ هذا الأمرَ ]00هكذا قَالَ أُورِيَّا لِداوُد00الوقت وقت جِهاد وَليس تهاوُنَ وقت يُعمل فِيهِ لِلرَّبَّ وَليس لِلتمتُّع00[ فَقَالَ داوُدُ لأُِورِيَّا أقِمْ هُنا اليومَ أيضاً وَغداً أُطلِقُكَ ]00وَظلَّ داوُد يُفكِّر فِى طرِيقة أُخرى لِيُرسِلَ بِها أُورِيَّا لِبيتِهِ[ فَأقام أُورِيَّا فِي أُورُشلِيم ذلِكَ اليوم وَغدهُ0 وَدعاهُ داوُدُ فَأكلَ أمامهُ وَشرِب وَأسكرهُ ]00داوُد أسكر أُورِيَّا00هل أنت يا داوُد مَنَ يفعل ذلِكَ ؟ هُنا نقُولَ نعم لأِنَّ الخطِيَّة ربطت داوُد فجعلتهُ يتخلَّى عَنْ مبادِئِهِ وَأخلاقه00داوُد الَّذِى كَانَ يغفِر لِشاوُلَ وَعِندما مَلَكَ أصبح يظلِمْ وَيزنِى وَيخُونَ ؟!!صعب هُوَ الإِنسان الَّذِى يتحمِّلَ الكرامة00داوُد إِحتمل الإِساءة لكِنَّهُ لَمْ يحتمِلَ الكرامة00وَالآباء يقُولُون أنَّ إِحتمال الإِساءة أسهل مِنْ إِحتمال الكرامة لأِنَّ الكرامة ترفع الإِنسان إِلَى الغرُور صعب أنْ يأخُذ إِنسان سُلطة وَيكُون مُتضِع أوْ فِى حالة مِنْ البِر وَالتقوى كما فعل داوُد00القدِيس إِغرِيغُوريُوسَ وَالقدِيس يُوحنا فم الذَّهب لمَّا تكلَّما عَنْ سُلطانَ الكنِيسة قالاَ [ إِحذر سُلطانَ الكنِيسة لِئلاَّ تنال كرامة فتسقُط فِى الكبرياء ]00[ داوُد قبل أنْ يملُكَ كَانَ يغفِر لِشاوُلَ الَّذِى كَانَ يطلُب نَفْسَهُ أمَّا لمَّا مَلَكَ كَانَ يطلُب أنْ يقتُلَ أُورِيَّا ] حاولَ داوُد إِرسالَ أُورِيَّا إِلَى بيتِهِ فَلَمْ يستطِع أنْ يُدخِلهُ بيتِهِ فأسكرهُ وَأيضاً لَمْ يدخُلَ بيتِهِ بَلْ نزل مَعَْ عبِيد داوُد00يقُولَ الآباء [ داوُد الَّذِى كَانَ يعرِف الحقَّ أصبح يستهِينَ بِالحقَّ ]00لَمْ يستطِع داوُد إِرسالَ أُورِيَّا لِبيتِهِ بِشتَّى الطُرُق فماذا فعل ؟ [ وَفِي الصَّباحِ كتب داوُدُ مكتُوباً إِلَى يُوآب وَأرسلهُ بِيَدِ أُورِيَّا ]00أُورِيَّا أخذ خِطاب مُغلق لاَ يعلم ما بِهِ وَكَانَ فرِح لأِنَّهُ تخيَّلَ أنَّهُ سيُعلِم يُوآب بِسَلاَمَ المَلِكَ لَهُ00[ وَكتب فِي المكتُوب يقُولُ0 اجعلُوا أُورِيَّا فِي وجهِ الحربِ الشَّدِيدةِ وَارجِعُوا مِنْ ورائِهِ فيُضربَ وَيمُوتَ ]00إِجعلُوا أُورِيَّا فِى أوَّلَ صف وَتراجعُوا مِنْ ورائِهِ لِيُضرب وَيموت غِش وَخِداع داوُد يعلم ماذا يفعل00يُوآب مُخلِصَ لِداوُد وَفِى نَفْسَ الوقت يُرِيد أنْ يعرِف أصَلَ القِصََّة00يُقالَ أنَّ داوُد أرسلَ رُسُلاً لِلمرأة إِذاً الأمر أصبح معرُوف لكِنْ عِندما يُخطِئ الإِنسان يخدع وَكأنَّ لاَ يعلم أحد حاله00الإِنسان الخاطِئ فِى حالِة عمى وَيتدنَّى أكثر مِنْ الحيوان داوُد صاحِب أجمل المزامِير عِندما نراه بِدُون مُصاحبة النِّعمة يكُون صعب00داوُد يُنَّفِذ مكِيدة وَيُوآب أمسَكَ هذا الخطأ عَلَى داوُد فكسرهُ أمامه00رائِعة عِبارِة سُليمان الحكِيم[ الذُّبابُ الميتُ يُنتِّنُ وَيُخمِّرُ طِيبَ العطَّارِ ] ( جا 10 : 1 )00تُوضع الأطياب النادِرة فِى أوانِى إِذا دخلت ذُبابه إِناء الطِيب وَماتت فِيهِ فإِنَّها تُخمِّر الطِيب وَتُنتِنهُ00الذُّباب الميِّت يُشِير لِلخطِيَّة الَّتِى تختمِر داخِلَ النَّفْسَ فتُعطِى رائِحة كرِيهة00[ خُذُوا لنا الثَّعالِبَ الثَّعالِبَ الصِّغار المُفسِدة الكُرُومِ ] ( نش 2 : 15 )00طِيب داوُد وَحلاوتهُ تنتَّنَ بِخطِيَّة تهاونِهِ مات أُورِيَّا فِى الحرب وَحدثت خسائِر كبِيرة فِى الحرب وَلَمْ يستطِيعُوا أنْ يُخبِرُوا بِها داوُد فأرسلَ يُوآب لِداوُد وَقَالَ صعدُوا علينا وَضربُونا وَمات فُلاَنَ وَفُلاَنَ وَ000ثُمَّ قَالَ لِلرُّسُلَ الَّذِينَ أرسلهُمْ لِداوُد إِذا إِشتعل غضب داوُد قُولُوا لَهُ أُورِيَّا أيضاً مات [ وَقَالَ الرَّسُولُ لِداوُد قَدْ تجبَّر علينا القوم وَخرجُوا إِلينا إِلَى الحقلِ فكُنَّا عليهِمْ إِلَى مدخلِ البابِ0 فرمى الرُّماةُ عبِيدكَ مِنْ عَلَى السُّورِ فمات البعضُ مِنْ عبِيدِ المَلِكِ وَمات عبدُكَ أُورِيَّا الحِثِيُّ أيضاً ]00عِندما قالُوا لِداوُد الخُسارة غضب لكِنْ عِندما قالُوا لَهُ أُورِيَّا مات قَالَ[ فَقَالَ داوُدُ لِلرَّسُولِ هكذا تقُولُ لِيُوآبَ0 لاَ يسُؤ فِي عينيكَ هذا الأمرُ لأِنَّ السَّيفَ يأكُلُ هذا وَذاكَ ]00يُوآب يعلمُ الدَّاء وَالدواء وَيظِل داوُد سنة فِى هذا الحال وَخطِيته باقِية وَأُورِيَّا مات وَدُفِنْ وَتخيَّلَ داوُد أنَّ خطِيته دُفِنت معهُ00عِندما مات أُورِيَّا أتى داوُد بِزوجتهُ لِبيتِهِ فولدت إِبن00[ وَأمَّا الأمرُ الَّذِي فعلهُ داوُدُ فقبُحَ فِي عينيِ الرَّبِّ ]00النَّاس نسيت لكِنْ الله لَمْ ينسى00وَإِنْ كَانَ ضمِير داوُد صامِت وَالخطِيَّة تملَّكت عليهِ إِلاَّ أنَّهُ لاَ يهُونَ عَلَى الله وَلَمْ يترُكهُ فِى خطِيته لأِنَّهُ يُحِبَّهُ فأرسلَ لِيُوبِخهُ وَالَّذِى يدُلَ عَلَى أنَّ توبة داوُد قُبِلت لِنرى أسفار الكِتاب المُقدَّسَ ملُوكَ أوَّلَ وَثانِي نجِد أنَّ أخبار الأيَّام أوَّلَ وَثانِي إِعاده لهُما لكِنْ سِفرىَّ أخبار الأيَّام يُمثِّلاَنَ الأعمال المجِيدة لِكُلِّ إِنسان فِى المملكة وَكأنَّهُما يُمثِّلاَنَ أفعالنا الحلوه00أمَّا الأسفار صَمُوئِيلَ أوَّلَ وَصَمُوئِيلَ ثانِي وَملُوكَ أوَّلَ وَملُوكَ ثانِي فهُمْ يُمثِّلُونَ حياة الإِنسان بِكُلِّ أعمالِها وَكأنَّ الكِتاب يقُولَ لنا أنَّهُ فِى الأبدِيَّة سينسى الله كُلَّ خطايانا كما فِى سِفرىَّ الأخبار الَّلذانَ يحكِيانَ الأخبار المجِيدة فقط لِملُوكَ يهُوذا وَإِسْرَائِيلَ هذا هُوَ سِفر الحياة الَّذِى بِهِ أعمال تشهد لِحُب الإِنسان لله وَالله ينسى كُلّ خطاياه0ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِياً أمِين.

دراسة فى سفر صموئيل الثانى ج 5

الأصْحَاحُ التَّاسِعُ :0 بعدما غلب داوُد المَلِكَ أُمم غُرباء نجِدهُ هُنا فِى عمل رائِع00[ وَقَالَ داوُدُ هل يُوجدُ بعدُ أحد قَدْ بقي مِنْ بيتِ شاوُلَ فَأصنعَ معهُ معرُوفاً مِنْ أجلِ يُوناثانَ ]00مِنْ أكثر الشخصِيَّات الَّتِى نتعلَّم مِنها الوفاء بِالجمِيل هِى داوُد00داوُد لاَ ينسى أنَّهُ دخل فِى عهدٍ مَعَْ يُوناثان00عهد محبَّة وَمعرُوف فسأل هل يوجد أحد مِنْ بيت شاوُلَ وَيُوناثان لأعمل معهُ معرُوف00بيت شاوُل عدوّه وَيُوناثان حبِيبه00هُنا محبِّة الأعداء داوُد عاش طرِيد وَرأى مذلَّة وَمهانة وَإِختبأ لدى غُرباء بِسبب شاوُلَ وَرغم كُلّ هذا يُرِيد أنْ يعمل معرُوف مَعَْ بيت شاوُلَ00وَمتى فعل ذلِكَ ؟ بعد إِنتصاره عَلَى الغُرباء00قالُوا لَهُ يوجد رجُل إِسمهُ صِيبا مِنْ عبِيد شاوُلَ الأُمناء00مُمكِنْ صِيبا هذا يُفِيدنا عَنْ أقارِب شاوُلَ00وَأتوا لَهُ بِصِيبا فسألهُ [ فَقَالَ المَلِكُ ألاَ يُوجدُ بعدُ أحد لِبيتِ شاوُلَ فَأصنع معهُ إِحسان اللهِ0 فَقَالَ صِيبا لِلمَلِكِ بعدُ ابن لِيُوناثانَ أعرجُ الرِّجلينِ0 فَقَالَ لَهُ المَلِكُ أين هُوَ0 فَقَالَ صِيبا لِلمَلِكِ هُوذا هُوَ فِي بيتِ ماكِير بنِ عمِّيئِيلَ فِي لُودبارَ ]00أحد أولاد يُوناثان أعرجُ ليس لَهُ عائِلة وحِيد إِسمهُ مِفيبُوشثُ هذا الإِبن أثناء حرب شاوُلَ الَّتِى مات فِيها هُوَ وَإِبنه يُوناثان كَانَ صبِى صغِير يُحمل عَلَى الأيدِى وَعِندما جاء خبر موت شاوُل وَيُوناثان وَإِنكسار الشَّعْب كانت هُناك عادة قدِيماً أنَّ المَلِكَ المهزُوم يُدخِل أعدائه إِلَى بيتِهِ وَيفنُوه بِجمِيع مَنَ فِيهِ00وَكانت مُرضِعة مِفيبُوشث تحمِلهُ أثناء وصُول خبر موت شاوُلَ وَيُوناثان وَكانت تعلم أنَّ الأعداء سيأتُون وَيقتِلُوا بيت شاوُلَ فحملتهُ وَجرت بِهِ فسقط مِنها عَلَى الأرضِ وَأُصِيب بِعاهة دائِمة وَعِندما كبر كَانَ يسأل عَنْ سبب عاهتِهِ فكانُوا يقُولُون لَهُ فِى الحرب مات شاوُلَ وَيُوناثان بِسبب داوُد فكان يحمِل فِى قلبِهِ مشاعِر كُره لِداوُد00وَداوُد يُرِيد أنْ يعمل معهُ معرُوف السيِّد المسِيح عِندما أكمل التدبِير وَصُنع الفِداء وَلمَّا هزم الأعداء راح يطلُب أولاده المُختبِئِينَ00طلب نسل شاوُلَ وَخلَّصَ نسل الأعداء أتمَّ الخلاص عَلَى الصلِيب وَأكمل التدبِير بِالجسد وَهزم الأعداء وَطلب الضَّال00طلب بيت شاوُلَ الغِير موجُود الآنَ لِيعمِلَ معهُ معرُوف00المسِيح عمل معنا معرُوف وَنحنُ بعد أعداء مِفيبُوشث إِحساسه كُره وَعداوه وَلكِنْ داوُد يُرِيد أنْ يجذِبهُ00يقُولَ بُولُس الرَّسُولَ [وَنحنُ أعداء قَدْ صُولِحنا مَعَ اللهِ بِموتِ ابنِهِ ] ( رو 5 : 10 )00داوُد فعل ذلِكَ وَمِفيبُوشث كَانَ يكِنُّ لَهُ عداوه وَتخيَّل أنَّهُ تصالح مَعَْ داوُد وَأصبحا أحِبَّاء فكيف تكُون العِلاقة ؟ إِذا كَانَ المسِيح صالحنا وَنحنُ أعداء فكيف نكُون معهُ وَنحنُ مُصالحِين ؟ إِذا كَانَ مات لأِجلِنا وَنحنُ أعداء فكيف نخلُصَ بِحياتِهِ داوُد قَالَ أُرِيد أنْ أصنع مَعَْ مِفيبُوشث معرُوف00ما هُوَ المعرُوف ؟ داوُد يصنع مَعَْ إِبن يُوناثان معرُوف وَهُوَ ليس مُجبر وَ لاَ إِلتزام عليه بَلْ معرُوف مِنْ ذاته وَهذا هُوَ عمل المسِيح معنا00[ لاَ بِأعمالٍ فِي بِرٍّ عمِلناها نحنُ بَلْ بِمُقتضى رحمتِهِ ] ( تى 3 : 5 )00ليس لنا إِستحقاق لِيصلُبنا لأِجله أوْ لِيجذِبنا أوْ يجعلهُ يقِف عَلَى الباب وَيقرع بابنا00لاَ شئ فِينا يلزِمه بِذلِكَ لكِنْ مِنْ قِبلَ المعرُوف00الَّذِى لاَ نتوقعهُ يعمِلهُ لنا00[ يصنع معنا أكثر مِمَّا نسأل ] مِفيبُوشث عاجِز أى لاَ يستطِيع أنْ يذهب لِداوُد فقالَ داوُد لَهُ سآتِى أنا وَآخُذك" لُودبار " معناها " مكان قفر بِلاَ ماء "00وَهُوَ يُمثِّل النَّفْسَ البعِيدة عَنْ الله عاجِزة وَجالِسة فِى مكانٍ قفر بِلاَ ماء00هذا حالنا وَنحنُ فِى الخطِيَّة بِلاَ ماء بِلاَ تعزِيَّات عاجِزِينَ00مِثْلَ المفلُوج00هذا حال مَنَ يعِيش فِى خطِيَّة وَفِى كُورة بعِيدة يكُون فِى عوز وَعجز00المسِيح يطلُب ذلِكَ الإِنسان أجمل شئ فِى المسِيح أنَّهُ يبحث عنَّا حَتَّى وَإِنْ كُنَّا فِى حالة مُرَّة يعصِب الجرِيح وَيرُد الضَّالَ وَيرعى غنمه عِندما طلب داوُد مِفيبُوشث قَالَ مِفيبُوشث لَمْ أتخيَّل أنَّكَ تطلُبنِى وَلكِنِّى كُنتُ أتخيَّل أنَّكَ مُمكِنْ تُدبِّر لِى مكِيده00هكذا السيِّد المسِيح قَدْ أتخيَّل أنَّهُ يُرِيد هلاكِى لأِنِّى خاطِئ وَلكِنَّهُ هُوَ فِى الأصل يُرِيد خلاصِى مِفيبُوشث إِرتعب عِندما عرف أنَّ داوُد يطلُبه لأِنَّهُ كَانَ معرُوف أنَّ كُلّ مَلِكَ يملُكَ يقتُل أتباع المَلِكَ الَّذِى كَانَ قبله فِى سِفر القُضاة جدعُون كَانَ لَهُ زوجات وَأولاد كثِيرِين إِثنان وَسبعُون ولد00عِندما مات جدعُون أحد أولاده وَكَانَ إِبن سرِّية ذهب لِلأُمم وَقَالَ لَهُمْ قِفُوا معِى كى أملُكَ عَلَى الشَّعْب وَقَام بِثورة وَقتل سبعُون مِنْ إِخوتِهِ وَهرب واحِد فقط مِنهُمْ وَهُوَ يُوناثان وَهكذا أصبح الإِثنان وَسبعُونَ أخ إِثنانِ فقط هكذا خاف مِفيبُوشث مِنْ داوُد وَقَالَ قَدْ يتحنَّن عَلَىَّ لأِنِّى عاجِز أنا لاَ أُرِيد مُلَكَ [ فَجاء مِفيبُوشثُ بنُ يُوناثانَ بنِ شاوُلَ إِلَى داوُدَ وَخرَّ عَلَى وجهِهِ وَسجد فَقَالَ داوُدُ يا مِفيبُوشثُ0 فَقَالَ هأنذا عبدُكَ ]00مِفيبُوشث يستعطِف داوُد00[ فَقَالَ لَهُ داوُدُ لاَ تخف0 فَإِنِّي لأعملنَّ معكَ معرُوفاً مِنْ أجلِ يُوناثانَ أبِيكَ وَأرُدُّ لَكَ كُلَّ حُقُولِ شاوُلَ أبِيكَ ]00أنا أتيتُ بِكَ لأرُدَّ لَكَ مِيراثكَ المفقُود وَأرُدَّ لَكَ كُلَّ حُقُوقكَ [ وَأنت تأكُلُ خُبزاً عَلَى مائِدتِي دائِماً0 فسجد وَقَالَ مَنْ هُوَ عبدُكَ حَتَّى تلتفِتَ إِلَى كلبٍ ميِّتٍ مِثْلِي ]00أنا لَمْ أتوقع مِنك يا داوُد كُلّ هذا00هذا عمل الله معِى أنا الخاطِئ الَّذِى أهنت الله بِخطِيتِى وَمِنْ عِظم الخطِيَّة أصبحتُ عاجِز بِلاَ ماء وَبِلاَ مِيراث لكِنْ المسِيح يبحثُ عنِّى وَيطلُبنِى مِنْ وسط القفرِ وَيرُدَّ لِى مِيراثِى وَيدعُونِى بِإِسمِى00[ دعوتُكَ بِاسمِكَ0 أنت لِي ] ( أش 43 : 1 )00[ لاَ تخف لأِنِّي معك ] ( تك 26 :24 )00أنا أُرِيدكَ أنت بِالذَّات00أُرِيد أنْ أعمل معك معرُوف هُوَ دعاكَ لِلخلاصَ وَلِيرُّد لَكَ المِيراث00[ فَإِنْ كُنَّا أولاداً فَإِنَّنا ورثة أيضاً ] ( رو 8 : 17 )00نحنُ وارِثِينَ بِالمسِيح يسُوعَ00هذا حقَّكَ هُوَ يقُولُ لِى00وَأنا أقُولَ لَهُ هذا فضل مِنكَ00يُجِيب لاَ هذا حقَّكَ00ثُمَّ يُعطِينِى رُوح قداسة وَ العِفَّة وَالبُنُّوة وَ000وَإِنتصارات وَأفراح وَغلبة وَيرُدّ لَكَ المِيراث المفقُود فِى سنِين الخطِيَّة الَّتِى تُهت فِيها عَلَى جِبال المعاصِى وَبِلاد الأعداء وَفقدت فِيها عِزَّكَ وَإِنتسابكَ وَفقدت الأمان00هكذا كَانَ مِفيبُوشث لكِنْ عِندما طلبهُ داوُد ردَّ لَهُ مِيراثه لِماذا لَمْ يُفكِّر داوُد مِثْلَ المُلُوكَ الَّذِينَ قبلهُ وَقتل بيت شاوُل ؟ يقُول لأِنِّى لَمْ أسعى لِلمُلَكَ بَلْ أعطاهُ لِى الله لِذلِكَ لَنْ أحرُسه بِطُرُق بشرِيَّة الله حارِسهُ لِى أعطاك مِيراثكَ وَأجلسكَ عَلَى مائِدته أى مِنْ ضِمن أُسرِته00[ فلستُمْ إِذاً بعدُ غُرباء وَنُزُلاً بَلْ رعِيَّة مَعَ القِدِّيسِينَ وَأهلِ بيتِ اللهِ ] ( أف 2 : 19 )00هكذا قَالَ بُولُس يقُول داوُد لِمِفيبُوشث أنت لست غرِيب أنت وارِث مِثْلَ أولادِى الآباء القِدِّيسُونَ يتأملُّون فِى ذلِكَ الموقِف وَيقُولُون أنَّ مِفيبُوشث عاجِز وَهُوَ جالِس عَلَى مائِدة داوُد تكُونُ رِجلاهُ مُخبَّأة تحت المائِدة فَلَنْ يظهر عجزه هكذا نحنُ فِى الأبدِيَّة سينسى الله ضعفِنا وَيُعطِينا الحقَّ أنْ نجلِس عَلَى مائِدته وَنكُون فِى شخصه المُباركَ كأنَّنا بِلاَ عِيب وَلِنرى جمال المنظر وَجمال مشاعِر النَّفْسَ مَعَْ الله00تخيَّلَ مشاعِر مِفيبُوشث يقُولَ لَمْ أتخيَّلَ أنَّ داوُد رائِع هكذا بَلْ كُنتُ مُتخيِّلهُ عدو أنا كُنتُ فارِض عَلَى نَفْسَى الجُوع وَالكراهِيَّة ليتهُ طلبنِى مُنذُ زمانٍ مادُمت لَمْ تتجاوب مَعَْ نِداء المسِيح فأنت تُضيِّع الوقت فِى مكانٍ قفر مُتأمِّل عجزكَ وَتندِب مِيراثكَ المفقُود00إِذا كَانَ دُور داوُد أنْ يطلُب فدُور مِفيبُوشث أنْ يُلبِّى النِداء00هذا هُوَ دُورِى أنْ أُلبِّى نِداء المسِيح وَهُنا سِر عظمِة الحياة مَعَْ المسِيح00كُلّ عطِيَّة هِى مِنْ عِنده نازِلة مِنْ فُوق0عظمِة القِدِّيسِين أنَّهُمْ لبُّوا الدَّعوة00[ فشُكراً لِلهِ أنَّكُمْ كُنتُمْ عبِيداً لِلخطِيَّةِ وَلكِنَّكُمْ أطعتُمْ مِنَ القلبِ ] ( رو 6 : 17 ) 00تقرأ آية وَيهِزَّكَ المسِيح فلبِّى النِداء وَتحرَّكَ00سمعت كلِمة فرَّحِتكَ إِمسِكَ فِيها لأِنَّها وعد00لاَ تُصمِّم عَلَى طرِيقكَ تعال وَأسجُد لَهُ وَستسمع إِسمكَ عَلَى فمه أنت كُنت تظُن أنَّكَ غير معرُوف لديهِ ستنال أُمور لَمْ تكُنْ تشتهِيها تجلِس عَلَى مائِدته – التناوُل – [ خُذوا كُلُوا مِنهُ كُلَّكُمْ ] ( رشُومات الخُبز )00هذِهِ إِستحقاقات المسِيح مَنَ يتخيَّلَ أنَّهُ سيشترِكَ فِى كسر جسد المسِيح ؟ لِذلِكَ داوُد يتميَّز بِالحُب وَالوفاء وَالتضحِيَّة00داوُد يملُكَ المحبَّة الغافِرة وَأنسكبت فِيهِ محبَّة إِلهِيَّة هكذا الله يسأل عَنْ كُلٍّ مِنَّا وَيُرِيد أنْ يعمل معنا معرُوف وَيُجلِسنا عَلَى مائِدته وَيُرِيدنا خاصَّتهُ00تخيَّلَ ذلِكَ !! مِفيبُوشث يسجُد لِداوُد وَيقُولَ لَهُ كيف تلتفِت إِلَى كلبٍ مِثْلِى ما سِر إِتضاع القِدِّيسِين ؟ أنَّهُمْ تلامسُوا مَعَْ عظمِة الله وَعظمِة مغفِرته وَرحمِته وَما سِر كبريائِى ؟ إِنِّى لَمْ أتلامَسَ مَعَْ الله وَعطاياه لِذلِكَ تعظَّمت أنا بُطرُس الرَّسُول لمَّا رأى المسِيح دخل سفِينته قَالَ لَهُ [ اخرُج مِنْ سفِينتِي ياربُّ لأِنِّي رجُل خاطِئ ] ( لو 5 : 8 )00لأِنَّهُ تلامَسَ مَعَْ عظمِة المسِيح00هل تعلم لِماذا لاَ تجِد دافِع لِلسُجُود ؟ لأِنَّكَ لَمْ تتلامَسَ مَعَْ عطاياه00الملائِكة تخُر وَتسجُد مِنْ بهاء عظمته أتى المَلِكَ بِصِيبا وَطلب مِنْهُ أنْ يعمل فِى أرض مِفيبُوشث00[ فسكن مِفيبُوشثُ فِي أُورُشلِيمَ ]00إِنتقالَ النَّفْسَ مِنْ القفر إِلَى مدِينة المَلِكَ أُورُشلِيمَ المدِينة الحصِينة طبِيعِيّاً وَهِى تُمثِّلَ حضرة الله وَحِراسة الله لِشعبه لأِنَّها مدِينة مُحصَّنة جُغرافِيّاً طبِيعِيّاً00[ لأِنَّهُ كَانَ يأكُلُ دائِماً عَلَى مائِدةِ المَلِكِ0 وَكَانَ أعرج مِنْ رِجليهِ كِلتيهِما ]00يُذكِّرنا بِضعفه لكِنَّهُ عَلَى مائِدة المَلِكَ عِيبه مستُور00هكذا نحنُ أمام الله00[ كُلُّكِ جمِيل يا حبِيبتِي ] ( نش 4 : 7 )00رغم أنَّكَ أعرج لكِنَّهُ [ أُحِبُّهُمْ فضلاً ] ( هو 14 : 4 )0 الأصْحَاحُ العاشِرُ :- يحكِى الأصحاح قِصَّة00أنَّهُ كَانَ يوجد مَلِكَ مِنْ بِلاد عمُّونَ مات وَمَلَكَ إِبنه بدلاً مِنّه00وَكَانَ المُلُوكَ يتبادلُونَ الخِير مَعَْ داوُد وَكَانَ هذا المَلِكَ مِمَّنَ لَهُ سَلاَمَ مَعَْ داوُد فأرسل داوُد مُعزِّينَ لأِبن المَلِكَ – المَلِكَ الجدِيد – لِيُعزِّيه فِى موت أبِيهِ فقالُوا لَهُ مُشِيروه هؤلاء ليسُوا مُعزِّيين بَلْ جواسِيس00فسلَكَ معهُمْ المَلِكَ الإِبن سلُوكَ صعب فحلق لَهُمْ أنصاف لُحاهُمْ وَشقَّ لَهُمْ ملابِسهُمْ وَأطلقهُمْ لِداوُد وَكَانَ الأمر صعب عَلَى الرِّجال كيف يكُون حالهُمْ ؟ هذِهِ كانت عقُوبات مَنَ يسقُطُونَ فِى خطايا أبشع مِنْ الزِنا00فأرسلَ لَهُمْ داوُد لأِنَّهُمْ كانُوا خجلى مِنْ مظهرهُمْ00رائِع داوُد لأِنَّهُ يحترِم مَنَ حوله وَلَهُ مشاعِر راقية00قَالَ لَهُمْ كُونُوا فِى بلد ساحِلِيَّة بِالقُرب مِنْ أرِيحا حَتَّى تنبُت لُحاكُمْ ثُمَّ تعالُوا هُنا ظهر يُوآب قائِد جيش داوُد وَهُوَ مُحترِف حرب00عِندما شعر بنِى عمُّونَ أنَّهُمْ وقعُوا فِى مُشكِلة صعبة شعرُوا بِضعفِهِمْ أمام جيش داوُد بِقائِده يُوآب00فإِستأجروا جُنُود مِنْ جُيُوش شُعُوب حولهُمْ00وَأتفق يُوآب مَعَْ أخِيهِ أبِيشاى عَلَى أنْ يعمِلاَ خِطة حربِيَّة لِيسنِدا بعضِهِما وَدخلاَ فِى حرب مَعَْ بنِى عمُّونَ وَلأِنَّ جيش بنِى عمُّونَ مُستأجرِينَ فلَّما رأوا يُوآب وَأبِيشاى بِالجيش هربُوا وَأصبح بنِى عمُّونَ مكشُوفِينَ لِجيش داوُد فهربُوا هُمْ أيضاً أيضاً حدثت حرب أُخرى00[ وَقتل داوُدُ مِنْ أرام سبع مِئةِ مركبةٍ وَأربعِينَ ألف فارِسٍ ]00وَسبب هذِهِ الحرب أنَّ المحبَّة لاَ تظُن السُوء00ناس أتوا لِيُعزِّوكَ فتفتكِر بِهِمْ أنَّهُمْ جواسِيس ؟ هل تسمع لأى مشُورة ؟ يجِب عليكَ أنْ لاَ تسمع لأى مشُورة تحقَّق مِنْ الأمر أوَّلاً00داوُد لديهِ مشاعِر رائِعة فَهُوَ يُشارِكَ النَّاس مشاعِرهُمْ لابُد أنْ أكُونَ حكِيماً وَ لاَ أسمع لأى إِنسان00[ طرِيقُ الجاهِلِ مُستقِيم فِي عينيهِ أمَّا سامِعُ المشُورةِ فَهُوَ حكِيم ] ( أم 12 : 15 )00[ المُسايِرُ الحُكماء يصِيرُ حكِيماً وَرفِيقُ الجُهَّالِ يُضرُّ ] ( أم 13 : 20 )00تخيَّلَ المُشِيرِينَ الَّذِينَ أشارُوا عَلَى مَلِكَ بنِى عمُّونَ هذِهِ المشُورة كيف ينظُر لَهُمْ شعبهُمْ ؟ بِالطبع نظرة الإِتهام لأِنَّهُمْ سبب فِى قتل أربعِينَ ألفاً مِنْ الجُنُود00صعب أنَّكَ تقُولَ مشُورة دُون أنْ تدرِى بِعواقِبها أوْ أسبابها [ وَلمَّا رأى جمِيعُ المُلُوكِ عبِيدُ هدر عزر أنَّهُمُ انكسرُوا أمام إِسْرَائِيلَ صالحُوا إِسْرَائِيلَ وَاستُعبِدُوا لَهُمْ وَخاف أرامُ أنْ يُنجدُوا بنِي عمُّونَ بعدُ ]00الله حوَّلَ العُقُوبة خلاص هؤلاء الرِّجال صارُوا فِدية لِمَنَ حولهُمْ وَأصبح كُلّ الشُّعُوب مُستعبده لِداوُد00هذِهِ حُرّية مجد أولاد الله أنْ يُعطِى نُصره لأولاده00[ هذا هُوَ مِيراثُ عبِيدِ الرَّبِّ ] ( أش 54 : 17 ) ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلَهُ المجد دائِماً أبدياً أمِين.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل