العظات

دراسة فى سفرصموئيل الاول ج7

الأصْحَاحُ السَّادِسَُ عَشَرَ :- " مَسَحَ داوُد مَلِكاً " رفض الله شاوُل مِنْ المُلك بِسبب تعدياته الكثِيرة00مرَّة قدَّم ذبِيحة وَعِندما سألهُ صَمُوئِيل النبِى عنها قال لَهُ لأِنَّكَ تأخرت عَنْ المجِئ00وَفِى حرب عمالِيق قَالَ لَهُ الله حرِّم كُلّ شئ لِعمالِيق فوجدناه إِحتفظ بِبعض الذبائِح وَبعض الغنائِم ، وَلَمَّا سألهُ صَمُوئِيل النبِى قَالَ أنّ الشَّعْب هُوَ الَّذِى فعل ذلِك وَإِحتفظ بِبعض المواشِى وَالغنم لِتقدِيم ذبائِح لله فَرأينا صَمُوئِيل النبِى يقُول لَهُ عِبارة جمِيلة [ هَوذا الإِستماعُ أفضلُ مِنَ الذَّبِيحةِ وَالإِصغاءُ أفضلُ مِنْ شحمِ الكِباشِ ] ، الله لاَ يفرح بِذبائِح مِثلما يفرح بِالطاعة لِكلامه00صَمُوئِيل أعلن أمام شاوُل أنّ الرَّب قَدْ رفضهُ وَوجد آخر غيرهُ [ فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ حَتَّى متى تنُوحَ عَلَى شَاوُلَ وَأنَا قَدْ رَفضتهُ عَنْ أنْ يَمْلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ ] ، صَمُوئِيل لازال يبكِى عَلَى شَاوُل رغم أنَّ الله رفضهُ فِى بِدايِة السِفر قُلنا أنَّ هذا السِفر هُوَ سِفر الصلاة00صَمُوئِيل رجُل مُصَلِّى00إِنْ كانت لديهِ مُشكِلة مَعَْ شَاوُل كيف يحِلّها ؟ هل بِالتوبِيخ وَالكلام ؟ بِالصلاة00مُمكِن يوبّخ لكِنْ ليس لِلحظات ثُمَّ يمضِى الأمر وَينتهِى00لاَ00كان يمضِى وقت طوِيل فِى الصلاة مِنْ أجل شَاوُل وَليتنا نتعلَّم ذلِكَ عِندما تُصادِفنا مُشكِلة مَعَْ شخصٍ مَا بدل ما نتكلَّم نُصَلِّى مِنْ أجله00حَتَّى أنَّ الله قَالَ لِصَمُوئِيل هل أنت أحنّ مِنِّى عَلَى شَاوُل00صَمُوئِيل يُمّثِل قلب مُتسِع جِدَّاً00قلب يحمِل صلاح الله00يحمِل قلب بِحسب قلب الله 00ينُوح عَلَى إِنسان رفضه الله إِلاَّ أنَّهُ عِندهُ آراء فِى توبة الكثِيرِين وَهذا يُعرِّفنا مسئوليتنا نحو إِخوتنا ، حَتَّى الَّذِينَ تركُوا الإِيمان وَالجاحِدين وَالغير مُستمِعِين لِصُوت الله هل أنَا أُصَلِّى مِنْ أجل إِخوتِى وَالضُعفاء وَالمُعانِدِين وَالمُتمردِين ؟ 00صَمُوئِيل لاَ يُصَلِّى فقط بَلْ وَينُوح وَالنواح درجة أعلى مِنْ البُكاء 00هُوَ بُكاء بِحُزن مِنْ هُنا يقُول لَهُ حَتَّى متى تنُوح عَلَى شَاوُل وَأنَا قَدْ رفضتهُ ؟ وَلِنرى الدرجة الَّتِى يصِل لها القلب الواسِع بِالإِيمان أنَّهُ ينُوح عَلَى إِخوتِهِ الساقِطين تحت نِير الخطايا قَالَ الله لِصَمُوئِيل إِطوِى صفحة شَاوُل [ إِملأْ قرنكَ دُهنْاً وَتعالَ أُرْسِلْكَ إِلَى يَسَّى الْبيتلحمِيِّ ] 00إِملأ قرنك دُهن وَأنَا أُرسِلك إِلَى يسَّى البيتلحمِى أبو داوُد مُجرّد أنْ تتخلَّص مِنْ شَاوُل أنَا أُرسِلك لِبيت يسَّى [ لأِنِّي قَدْ رأيتُ لِي فِي بنِيهِ مَلِكاً ] 00أنت يا الله تعلم شعبك كُلّه00كُلَّ أولادك بيت بيت وَشخص شخص وَقرية قرية نعم أعرِفهُمْ الله يقُول لِصَمُوئِيل أنَا رأيت لِى فِى أولاد يسَّى أحدهُمْ ينفع مَلِكَ لإِسرائِيلَ وَكما يقُول المزمُور [ عينايَ عَلَى أُمناء الأرضِ ] ( مز 101 : 6 )00أىّ الله يعرِف الكُلّ[ العارِف قلب كُلّ أحد القُدُّوس المُسترِيح فِى قديسيه ]هُوَ يقُول أنَا قَدْ رأيت لِى فِى بيت يسَّى مَلِكَ 00يا الله الَّذِى لاَ يعلمهُ النَّاس أنت تعلمهُ00الصبِى الصغِير داوُد الَّذِى فِى قرية صغِيرة وَلَهُ سبعة إِخوه غيرهُ أنت تعرِفهُ أحياناً يضربنا عدو الخير ضربة صعبة وَهى أنْ نتساءل هل يعرفنا الله وَيشعُر بِنا ؟ماذا أُمَثِل لله ؟ أنَا واحِد وسط ملايِين ؟00لاَ00الله يعرفك وَكما قَالَ لأرميا[ قبلما صَوَّرتُكَ فِي البطنِ عرفتُك وَقبلما خرجتَ مِنْ الرَّحِمِ قدَّستُكَ ] ( أر 1 : 5 )وَكما يقُول لِيعقُوب [ أنت لِي ]00أنت مِلكِى الله يُرِيد أنْ يُقِيم لِنَفْسِهِ أشخاص يختارهُمْ لِيعملُوا لِحِساب ملكوته00نِعمة العهد الجدِيد جعلتنا كُلِّنا ملُوك [ وَجعلنا مُلُوكاً وَكهنةً للهِ ] ( رؤ 1 : 6 )00الله يُرِيد أنْ يُعلِن غايتهُ فِينا وَيُقِيم مِنْ كُلٍّ مِنَّا مَلِكَ لَهُ وَمسِيح لَهُ الله يُحِب ذلِكَ وَيُرِيد أنْ يملُكَ عَلَى كُلّ نَفْسَ لَهُ وَيُعطِيها أنْ تصلُح لِمملكة وَكما يقُول عَنْ النَفْسَ البشريَّة [ فَبسطتُ ذيلِي عليكِ000 فَصِرتِ لِي 000 فَصلُحتِ لِمملكةٍ ] ( حز 16 : 8 – 13 ) قَالَ الله لِصَمُوئِيل قَدْ رأيت لِى مَلِكاً فِى بيت يسَّى [ فَقَالَ صَمُوئِيلُ كيف أذهبُ0إِنْ سَمِعَ شَاوُلُ يقتُلُنِي ] 00صَمُوئِيل حركته محسُوبة هُوَ مِنْ حقَّه يذهب لأىّ مكان لِيُقِيمْ طقُوس دِينيَّة لكِنْ ليس مِنْ حقَّه أنْ يمسح مَلِكَ فِى وجُود مَلِكَ الله حلَّ لَهُ المُشكِلة فَقَالَ لَهُ خُذ لِنَفْسَكَ ذبِيحة وَقدِّمها عَنْ بيت يسَّى البيتلحمِى وَأجمع القرية كُلّها وَبِذلِكَ يكُون لَكَ الحقَّ فِى أنْ تدخُل القرية00ذهب صَمُوئِيل كما قَالَ لَهُ الله وَجمع أهل القرية كُلّهُمْ وَلكِنْ هذا الأمر لَمْ يكُونُوا مُعتادِين عليه قَالَ لَهُ الله [ خُذْ بِيدِكَ عِجلةً مِنَ البقرِ وَقُلْ قَدْ جِئتُ لأِذبح لِلرَّبِّ0 وَأدعُ يَسَّى إِلَى الذبِيحةِ وَأنَا أُعَلِّمُكَ ماذا تصنعُ وَأمسحْ لِيَ الَّذِي أقُولُ لَكَ عَنْهُ ] 00أنَا أعلم مَنَ الَّذِى ستمسحهُ لِى00الَّذِى أقُولُ لَكَ عنهُ00لَوْ عرفنا أنَّ الله إِختارنا ملُوك لتعاملنا مَعَْ أنفُسِنا بِإِحساس مُختلِف00لَوْ عرفنا أنَّنا مُختارِين لعرفنا إِرادة الله أنَّهُ يُعطِينا كرامة عظِيمة كما قَالَ مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى رِسالته لأهل أفسُس [ كَمَا إِختارنا فِيهِ قبل تأسِيسِ العالم ِلِنكُون قدِّيسيِن وَبِلاَ لُومٍ قُدّامهُ فِي المحبَّةِ ] ( أف 1 : 4 )00عِندما أعرِف إِنِّى مُختار مِثْلَ داوُد أعرِف كَمْ أعطانِى الله مَا لاَ أستحِقهُ فَأتعامل مَعَْ نَفْسِى بِطرِيقة مُختلِفة وَقَالَ الله لِصَمُوئِيل [ إِمسح لِيَ الَّذِي أقُولُ لَكَ عَنْهُ0 فَفَعَلَ صَمُوئِيلُ كما تكلَّمَ الرَّبُّ وَجَاءَ إِلَى بيتِ لَحمٍ ] وَمِنْ الآنَ نضع صُورة لِداوُد وَنُطّبِقُها عَلَى المسِيح وَسنجِد أوجه مُقارنة أكثر مِنْ 20 – 30 نُقطة 0 أوَّلاً :- داوُد وَالمسِيح مِنْ بيت لحم00عِندما ذهب صَمُوئِيل لِبيت لحم [ فَإِرتعد شُيُوخُ الْمدِينةِ عِنْدَ إِستقبالِهِ وَقَالُوا أسَلاَمٌ مجِيئُكَ ] 00أجِئت فِى سلام ؟نحنُ بلد صغِيرة لِماذا جِئت ؟ أحياناً النِفُوس الغير مُهيَّئة لِعطايا الخلاص ترتعِد فِى حِين أنَّ النِفُوس المُهيَّئة لِعطايا الخلاص تمتلِئ بِالسلام00هل أنَا نَفْسِى مُهيَّئة لَمَّا تأخُذ عطايا الخلاص ؟هل ترتعِد أم تمتلِئ بِالسلام ؟قَالَ لهُمْ صَمُوئِيل [ سَلاَمٌ0 قَدْ جِئتُ لأِذبحَ لِلرَّبِّ0 تَقَدَّسُوا وَتعالوا معِي إِلَى الذَّبِيحةِ] 00 أنَا أُرِيد أنْ أُقّدِم ذبِيحة وَأشكُر الله00وَكلِمة " تقدَّسُوا وَتعالوا معِى لِلذَّبِيحة "نقولها بِإِستمرار لأِنْفُسِنا وَنحنُ ذاهِبِين لِكُلّ قُدَّاس لأِنَّهُ لابُد أنْ نُقّدِس أنفُسِنا لِلذَّبِيحة إِحذر أنْ تتقدَّم لِلذَّبِيحة بِدُون تقدِيس صادِق لأِنَّ الذَّبِيحة تحتاج تقدِيس فِكر وَقلب وَنَفْسَ بِالتوبة وَالإِستعداد قَالَ صَمُوئِيل النبِى لِيسَّى البيتلحمِى هات أولادك لِى واحِد واحِد00فَأتى بِالبكرِ وَهُوَ أَلِيآبَ وَتوقَّع صَمُوئِيل أنَّ البِكر هُوَ الَّذِى يختاره الله00وَسأل الله هل هُوَ الَّذِى تُرِيده يارب ؟ فَقَالَ الرَّبّ [ لاَ تنظُرْ إِلَى منظرِهِ وَطُولِ قامتِهِ ] 00طُول القامة يُذكِّرنا بِشَاوُل الَّذِى كان أطول إِنسان فِى البلد كُلّها[ لأِنَّهُ ليس كما ينظُر الإِنسان لأِنَّ الإِنسان ينظُر إِلَى العينين وَأمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ ينظُرُ إِلَى القلبِ] 00إِحذر أنْ تنظُر لِلمظهر لاَ تختار الطوِيل أوْ ذُو العينين00الإِنسان ينظُر لِلعينين لكِنْ الله يختار بِحسب القلب[ وجدت داوُد عبدِي حسب قلبِي ]00لِذلِكَ الكِتاب يقُول[ لاَ تحكمُوا حسب الظَّاهِر ] ( يو 7 : 24 )00لاَ تغتر بِالمظهر وَ لاَ تُقيِّم الأمور مِنْ الخارِج 00حاوِل أنْ تكُون لَكَ نظرة عمِيقة لِلأمُور00فَقَالَ لَهُ [ فَدَعَا يَسَّى أبِينادابَ وَعَبَّرَهُ أمَامَ صَمُوئِيلَ0 فَقَالَ وَهذا أيضاً لَمْ يخترهُ الرَّبُّ0 وَعَبَّرَ يَسَّى شَمَّةَ0 فَقَالَ وَهذا أيضاً لَمْ يخترهُ الرَّبُّ0 وَعَبَّرَ يَسَّى بَنِيهِ السَّبْعَةَ أمَامَ صَمُوئِيلَ فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى الرَّبُّ لَمْ يخترْ هؤُلاءِ ] بدأ يَسَّى يدعِى أولاده السَّبعة كُلّهُمْ لكِنْ الله لَمْ يختار مِنهُمْ أحد00وَسأل صَمُوئِيل يَسَّى أليس لديك أولاد أُخرى ؟ يَسَّى عبَّرَ عَلَى صَمُوئِيل كُلَّ أولاده الَّذِينَ كانُوا فِى الذَّبِيحة وَقَدْ تخيَّل أنَّهُمْ هُمْ أولاد يَسَّى فقط وَليس لَهُ آخر لَمْ يحضر الذَّبِيحة 00لكِنْ يَسَّى قَالَ لَهُ يوجد ولد صغِير فِى الحقل حَتَّى لاَ نترُك كُلِّنا عملنا وَ لاَ نتغيَّب عَنْ رعية الغنم فَأخذت أولادِى الكِبار لأِنَّهُمْ أهم وَتركت الصغِير يرعى الغنم [ بَقَي بعدُ الصَّغِيرُ وَهُوذا يرعى الغنمِ0 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى أرسِلْ وَأتِ بِهِ ]داوُد رقم ثمانية بين إِخوتِهِ 00وَرقم ثمانية يُشِير إِلَى الحياة الجدِيدة لأِنَّ الله خلق الخلِيقة فِى سِتَّة أيَّام وَإِستراح فِى اليوم السَّابِع00وَرقم ثمانية يُشِير لِحياة جدِيدة حياة أُخرى وَالمسِيح جاء لِيُعطِينا حياة جدِيدة 00حياة أُخرى00الملكُوت السَّماوِى00هذا هُوَ رقم ثمانية فِى داوُد إِذاً داوُد إِشترك مَعَْ المسِيح مِنْ حيثُ المولِد مدِينة بيت لحم وَفِى رقم ثمانية أيضاً رقم ثمانية يُشِير دائِماً إِلَى ما هُوَ فوق الزمان أىّ الأبدِى وَالمسِيح مَلِكَ سماوِى00وَكُون أنَّ داوُد أخِر إِخوته إِذاً لاَ يُعتبر أنَّ المسِيح جاء رأس الخلِيقة فِى البِداية لأِنَّ رأس الخلِيقة هُوَ آدم لكِنَّهُ جاء فِى مِلء الزمان مولُود مِنْ إِمرأة00إِذاً وجه التشابُه كبِير هُنا أيضاً داوُد يرعى الغنم وَالمسِيح شبَّه نَفْسَه بِالراعِى الصالِح وَسيرعى خِراف الله الناطِقة أىّ شعبه وَكنِيسته00قَالَ صَمُوئِيل لِيَسَّى إِحضِر الصغِير [ فَأرسل وَأتَى بِهِ0 وَكَانَ أشقرَ مَعَْ حَلاَوَةِ العينينِ وَحَسَنَ الْمنظَرِ ] 00جمِيل المنظر جِدَّاً وَهادِئ00أشقر أىّ بِهِ ملامِح الجمال وَمُرِيح لِلنَفْسَ جِدَّاً00إِذاً حَتَّى فِى الملامِح تطابُق بين داوُد وَالمسِيح الَّذِى قِيل عَنْهُ [ حلقةُ حلاوة وَكُلّهُ مُشتهياتٌ ] ( نش 5 : 16 )00[ أبرعُ جمالاً مِنْ بنِي البشر0 إِنْسكبتِ النِّعمةُ عَلَى شفتيك ] ( مز 45 : 2 ) [ فَقَالَ الرَّبُّ قُمِ إِمسحهُ لأِنَّ هذا هُوَ ]00ما أروع تدابِيرك يارب تختار الصغِير الَّذِى بِلاَ قِيمة تختار المنسِى وَالغير محسُوب أهل لِلذَّبِيحة00نعم يارب أحكامك غير أحكام البشر00أىّ لَوْ أخذنا رأى يَسَّى فِى أولاده يقُول أنَّ السَّبعة أبناء الكِبار أهم مِنْ الصغِير( داوُد ) كُلَّ إِبن مِنْ السَّبعة مُهِمْ أمَّا الثامِن فَلاَ00أترُكهُ مَعَْ الغنم00ألاَ يوجد عِندك يا يَسَّى آخر يرعى الغنم لِنأخُذ داوُد وَنمسحهُ مَلِك ؟ يقُول00لاَ00يكفِيهِ الغنم00لكِنْ هذا هُوَ مَنَ إِختارهُ الله فَقَالَ الله لِصَمُوئِيل قُمْ إِمسح لِى داوُد [ فَأخذَ صَمُوئِيلُ قرنَ الدُّهنِ وَمَسَحَهُ فِي وَسطِ إِخوَتِهِ 0 وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى داوُد مِنْ ذلِكَ اليومِ فَصَاعِداً ] 00الله يُحِب أنْ يختار المُذدرِى وَغير الموجُود00يختار الَّذِى قَدْ لاَ يُعطِيه النَّاس أهميَّة أوْ قِيمة كافية00هذِهِ حِكمة الله وَلِنُلاحِظ أنَّ كُلَّ البركات الَّتِى أُعطيت فِى العهد القدِيم لَمْ تُعط لِبكر بَلْ لآخرلِكى يُمّهِد أذهاننا أنَّ الَّذِى سيأتِى إِنْ لَمْ يكُنْ هُوَ رأس الخلِيقة بِحسب الخلِيقة آدم إِلاَّ أنَّهُ سيصِير رأس الخلِيقة آدم الثانِى وَيصِير أخونا البِكر وَمُتقدِمنا فِى كُلَّ شئ وَقائِد موكِب نُصرتنا فَنجِد أنَّهُ مِنْ البِداية مُنذُ هابِيل وَقايِين وَالبركة لهابِيل00إِسماعِيل وَإِسحق أخذ إِسحق الوعد وَالبركة رغم أنَّهُ ليس البِكر بِحسب الجسد00عِيسُو وَيعقُوب أخذ يعقُوب البركة رغم أنَّهُ الأصغر00أولاد يهُوذا فارِص وَتارِح كانت البركة لِتارِح الأصغر00أفرايِم وَمِنسَّى أولاد يوسِف وضع يعقُوب أبِيهِ يديهِ معكُوسة عَلَى رأس أفرايِم وَمِنسَّى رغم أنَّ يوسِف حاول أنْ يُصّحِح وضع يدىّ يعقُوب لكِنَّهُ رفض وَجعلهُما بِشكل علامِة الصلِيب لِيأخُذ الأصغر البركة00وَعِندما كلَّمهُ يوسِف لِيُعطِى البركة لِلبكرِ وَأنَّهُ أخطأ الوضع قَالَ لَهُ يعقُوب أُصمُت هذا أصح ، هُنا الله يُمّهِد أذهاننا لِلمسِيح الَّذِى سيصِير بِكر الخلِيقة وَكلِمة " داوُد " تُعنِى " محبُوب " [ وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِندِ شَاوُل وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيٌّ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ ]00هل أنت يارب تُجرِّب النَّاس بِالشَّرُور ؟ هل مِنْ المُمكِنْ أنْ تضع فِى إِنسان رُوح ردِئ ؟00لِنرى أنَّ الرُّوح يأتِى وَيعمل فِينا كُلِّنا لكِنْ مَعَْ غير مُستحقِيه لاَ يبقى الرُّوح أبداً00لاَ يبقى فِى مَنَ يتهاونُون بِهِ بِسبب عدم ثباتِهِم وَثبات عزمِهِم فِى الحِفاظ عَلَى نِعمة الرُّوح وَعِندما يستهزأ الإِنسان يكُون هُوَ الَّذِى رفض رُوح الله فَيُهيئ بِذلِكَ نَفْسَه لِيكُون مسكن لِلرُّوح الردِئ دُون مُقاومة 00إِذاً مَنْ الَّذِى يسمح لِلرُّوح الردِئ أنْ يأتِى ؟الشخص نَفْسَه00نعم هُوَ بِسماح مِنْ الله لكِنْ الَّذِى فعل ذلِكَ هُوَ الشخص نَفْسَه مَعَْ تهاوُن شَاوُل هذا ما حدث00بغتهُ رُوح ردِئ00فَلاَ تقُل أنَّ الله هُوَ الَّذِى أرسل الرُّوح الردِئ بَلْ شَاوُل هُوَ الَّذِى رفض قبُول رُوح الرَّبّ00بدأ شَاوُل يكتئِب وَيحزن وَيُصبِح ذِهنه غير موزُون فَأتُوا إِليهِ بِحُكماء فَقَالُوا أنَّ بِهِ شيطان وَالعِلاج أنْ يأتُوا إِليهِ بِإِنسان يعزِف لَهُ00مَنَ ؟ قالُوا يوجد إِبن لِيَسَّى البيتلحمِى يُجِيد العزف وَالترنِيم [ فَأجاب وَاحِد مِنَ الغِلمانِ وَقَالَ هُوذا قَدْ رأيتُ إِبناً لِيَسَّى البيتلحمِيِّ يُحسِنُ الضَّربَ وَهُوَ جَبَّارُ بأسٍ وَرجُلُ حربٍ وَفصِيحٌ وَرجُلٌ جَمِيلٌ وَالرَّبُّ مَعَْهُ ] 00سِر قوَّتِهِ أنَّ الرَّبّ معهُ00لِنرى تدابِير الله أنَّهُ سمح أنْ يكُون لِداوُد مواهِب كثِيرة لِيستخدِمها لِمجد إِسمه وَلِيُعِدّه لِلمملكه فَأىّ مكان أفضل لِداوُد لِيتعلَّم سِياسِة المملكة فِيهِ ؟ هُوَ قصر المَلِكَ00كيف يدخُلهُ وَهُوَ راعِى غنم بسِيط ؟ يقُول الله أُرسِل رُوح ردِئ لِشَاوُل فَيحتاج لإِنسان يعزِف لَهُ وَأُرسِل لَهُ داوُد لِيعزِف لَهُ وَبِذلِكَ يدخُل القصر وَيتعلَّم وَيتربّى عَلَى رِعاية المملكة [ ما أبعد أحكامهُ عَنِ الفحصِ وَطُرُقهُ عَنْ الإِستقصاءِ ] ( رو 11 : 33 )أفضل مكان يُعِد فِيهِ مُوسى لِيكُون قائِد لِلشَّعْب هُوَ قصر فرعُون وَتربَّى مُوسى فِى قصر فرعُون لِيقُود الشَّعْب00أيضاً تربَّى داوُد فِى قصر شَاوُل كى يُعِدّهُ الله قائِد وَمَلِك لِلشَّعْب00تدابِير فائِقة يعجز الإِنسان عَنْ وصفها لِذلِكَ طاقِتنا وَمواهِبنا الله يستخدِمها لِمجده00داوُد كان موهِبة صغِيرة جِدَّاً لكِنْ الله إِستخدِمها إِستخدام عجِيب مواهبك بسِيطة ضعها فِى يد الله لِيستخدِمها لِمجده00داوُد يعرِف العزف وَالترنِيم وَيضرب بِالمقلاع00شئ بسِيط قَدْ لاَ يهتم الإِنسان بِهِ لكِنْ الله يُعِد بِها الإِنسان لِخلاصه أُنظُر الله يُرِيد أنْ يستخدِم مواهِبك الضعِيفة لِيتمجّد بِها00فَكَانَ داوُد يذهب لِشَاوُل لِيعزِف لَهُ 00[ وَكَانَ عِندما جاء الرُّوحُ مِنْ قِبَلِ اللهِ عَلَى شَاوُلَ أنَّ داوُدَ أخَذَ العُودَ وَضَرَبَ بِيدِهِ فَكَانَ يرْتاحُ شَاوُلُ وَيَطِيبُ وَيذهبُ عَنْهُ الرُّوحُ الرَّدِيُّ ]00بعض الآباء يُفّسِرُون القِيثارة الَّتِى كان يعزِف بِها داوُد أنَّها كلِمة الله الَّتِى تُعلَّمِنا صُوت الخلاص وَتُعطِى قوَّة عَلَى غلبة الرُّوح الشَّرِير 0 الأصْحَاحُ السَّابِعَُ عَشَرَ :- " جُليات وَ دَاوُدَ " قِصَّة جُليات وَداوُد نركِّز فِيها عَلَى بعض النِقاط00الشعبان مُجتمِعان فوق الجِبال لِلحرب كُلٍّ مِنهُما ينتظِر نزول الآخر كى يُحارِبهُ00وَهُما خائِفان مِنْ بعضِهِما وُكُلٍّ مِنهُما لَهُ تارِيخ طوِيل فِى الحرُوب 00وَكان معرُوف أنَّ الشَّعْب الَّذِى ينزِل أوَّلاً مِنْ فوق الجبل يستطِيع الشَّعْب الآخر أنْ يضربهُ مِنْ فوق بِسهُولة00لِذلِكَ لاَ ينزِل الإِثنان وَ لاَ يترُكان المكان فوق الجِبال وَتمُر الأيَّام وُهُما مُترصِدان لِبعضِهِما بِالأسلحة فَخرج جُليات مِنْ شعب الأعداء مادام الأمر لاَ يسِير جيش ضِدّ جيش فَليكُنْ رجُل ضِدّ رجُل00إِذاً الشخص رمز لِلمجموعة00إِنْ غلبت أنَا تكُونوا لنا عبِيد وَإِنْ غلب هُوَ نكُون لكُمْ عبِيدإِذاً الحرب هى ليست شخص لِشخص بَلْ شعبين ضِدّ بعضِهِما00هذِهِ الحرب تُشِير لِلحرب الرُّوحيَّة00عِندما تُحارِب عدو الخير وَتغلِب أنت تكُون الكنِيسة كُلّها غالبة وَلكِنْ عِندما تُغلب مِنْ عدو الخير تجعل الكنِيسة كُلّها مغلُوبة وَهذا هُوَ سِر التوبة وَالإِعتراف أنَّهُ عِندما غُلِبت الكنِيسة كُلّها أمام عدو الخير إِذاً لابُد أنْ تأتِى وَتعتذِر لِلكنِيسة كُلّها الَّتِى غلبتها مِنْ عدو الخيرلِنرى الصِفات الَّتِى قِيلت عَنْ جُليات [ فَخَرَجَ رَجُلٌ مُبارِزٌ مِنْ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ إِسمُهُ جُلياتُ مِنْ جَتَّ طُولُه سِتُّ أذرُعٍ وَشِبرٌ ]00" جَتَّ " أحد دول فلسطِين الَّتِى ذهب لها تابُوت العهد فَضُرِبت بِالبواسِير00طولهُ سِتَّة أذرُع وَشِبرٌ وَالذِراع حوالِى 45سم أىَّ طُولهُ ثلاثة أمتار[ وَعَلَى رَأسِهِ خُوذَةٌ مِنْ نُحاسٍ وَكَانَ لاَبِساً دِرْعاً حرشفيَّاً وَوزنُ الدِّرعِ خمسةُ آلاَفِ شاقِلِ نُحاسٍ0 وَجُرمُوقَا نُحاسٍ عَلَى رِجليهِ وَمزراقُ نُحاسٍ بينَ كتِفيهِ ]00يحمِل دِرع وزنةُ خمسة آلاف شاقِل فِضَّة وَالشاقِل يُساوِى 12 – 15 جم أىّ حوالِى 75كجم الدِرع فقط00وَيحمِل دِرُوع أُخرى00كُلّ جُزء مِنْ جسدهِ حَتَّى الأذرُع وَالأرجُل مُغطَّاه منظره مهُول بِآلات الحرب الَّتِى يحمِلها [ فَوَقَفَ وَنادى صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمْ لِماذا تخرُجُونَ لِتَصْطَفُّوا لِلحربِ أمَا أنَا الْفِلِسْطِينِيُّ وَأنتُمْ عبِيدٌ لِشَاوُلَ0إِختارُوا لأِنْفُسِكُمْ رَجُلاً وَلِينزِلْ إِلَيَّ0 فَإِنْ قَدَرَ أنْ يُحارِبنِي وَيقتُلنِي نصِيرُ لَكُمْ عبِيداًوَإِنْ قَدَرْتُ أنَا عليهِ وَقتلتهُ تَصِيرُونَ أنْتُمْ لنا عبِيداً وَتخدِمُونَنَا ]00عِندما يُغلب الإِنسان مِنْ شهوتِهِ يُذِل نَفْسَه وَالكنِيسة كُلِّها [ وَقَالَ الْفِلسْطِينِيُّ أنَا عيَّرتُ صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ هذا اليوم0 أعطُونِي رَجُلاً فَنَتَحَاربَ مَعاً0 وَلَمَّا سِمَعَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ كَلاَمَ الْفِلِسْطِينِيّ هذا إِرتاعُوا وَخافُوا جِدَّاً ]00إِرتعب اليهُود لأِنَّ الحرب أصبحت الآن رجُل ضِد رجُل00وَمَنَ الَّذِى سيُضّحِى بِنَفْسِهِ لِيُحارِب هذا الْفِلِسطِينِى00أصبح الشَّعْب كُلّه فِى أزمة صعبة وَرهِيبة00داوُد حَتَّى الآنَ لَمْ يأتِ وَمادام المسِيح غير موجُود إِذاً الغلبة مُستحِيلة00مادام داوُد غير موجُود ستكُون فِى موقِف شَاوُل وَالشَّعْب مُرتعِد00لاَ تدخُل الحرب بِقُدراتك وَذاتك لأِنَّ الحرب لِلرَّبّ00وَكما قَالَ مُعلّمِنا بولس الرسُول [ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ0هَادِمِينَ ظُنُوناً وَكُلَّ عُلْوٍ يرتفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ00] ( 2 كو 10 : 4 – 5 ) 00قادِرِين بِالله وَليس بِذواتنا [ وَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّ يتقدَّمُ وَيقِفُ صباحاً وَمَساءً أربعِينَ يَوْماً ] 00كُلَّ يوم صباحاً وَمساءً يقُول نَفْسَ الكلام لِمُدّة 40يوم00كلام سخِيف00أليس لديكُمْ رجُلاً يأتِى لِيُحارِبنِى رقم أربعِين هُو حاصِل ضرب 4 x 10 00عشرة رقم يُشِير لِلكمال00رقم أربعة يرمُز لِلإِتجاهات الأربعة لِلأرض00أىّ رقم 40 يُشِير إِلَى مِلء أزمِنة العالم 00المُعيِّر يقِف وَيُعيِّر الأرض كُلّها وَكُلّ أولاد الله فِى كُلّ زمان وَكُلّ مكان حَتَّى جاء داوُد لِيُحارِب كمال الأزمِنة أربعِين يوم حَتَّى يأتِى مِلء الزمان [ فَقَالَ يَسَّى لِداوُد إِبنِهِ خُذْ لإِخوتِكَ إِيفَةً مِنْ هذا الفرِيكِ وَهذِهِ العشر الخُبزاتِ وَأركُضْ إِلَى الْمحلَّةِ إِلَى إِخوتِكَ ]00أبناء يَسَّى السَّبعة دخلُوا الحرب أمَّا الثامِنْ داوُد فَهُوَ صغِير وَغير كُفء فِى نظر النَّاس 00فَأرسلهُ أبوه وَمعهُ طعام لِيفتقِد سلامِة إِخوته " الإِيفة " تُساوِى ثلاثة كِيلات00يَسَّى قَالَ لِداوُد خُذ هذِهِ الثلاثة كِيلات فرِيك وَالعشر خُبزات وَأذهب إِطمئِن عَلَى إِخوتك00عِندما نقرأ الكِتاب بِتدقِيق نجِد أنَّ هذِهِ هى نَفْسَ مُكوِّنات ولِيمة أبِينا إِبراهِيم قدَّم فِيها ثلاثة كِيلات دقِيق وَعشر خُبزات إِبراهِيم أدرك بِالسِر الولِيمة الَّتِى تصِله إِلَى العشاء الأخِير وَإِستقبال المسِيح وَالغلبة00الثلاثة هى الثالُوث وَالعشرة هى الوصايا00إِذا تحمَّلت بِسِر الثالُوث القُدُّوس وَتزيَّنت بِالوصايا العشر سيُقّدِم لَكَ المسِيح الغلبة لاَ محالة ( تك 18 ) داوُد أتى بِإِرسالية مِنْ الأب أىّ يَسَّى لِيطمئِن عَلَى إِخوتِهِ [ إِفتقِدْ سَلاَمَةَ إِخوتِكَ وَخُذْ مِنْهُمْ عُرْبُوناً ]00عِندما أتى المسِيح قِيل عنهُ أنَّهُ خُبز الحياة00وَأتى المسِيح أيضاً مِنْ عِند الآب لِيفتقِد سلامتنا وَفِى نَفْسَ الوقت أتى وَمعهُ خُبز وَقوَّة الحياة خُذْ مِنهُمْ عربُون أىّ هات مِنهُمْ علامة تدُل عَلَى سلامِتهُمْ لأِنِّى خائِف عَلَى إِخوتك هات علامِة سلامة رِسالة أوْ مندِيل أوْ00أىّ شئ مِنهُمْ يدُل عَلَى سلامِتهُمْ قدِيماً كَانَ معرُوف أمر العربُون00مِثال لِذلِكَ يوسِف عِندما أراد إِخوته أنْ يثبِتُوا لأبِيهِ يعقُوب أنَّهُ مات جاءوا بِقمِيصه مُلُّوث بِالدم 00أىّ لابُد مِنْ علامة محسُوسة يُخاطِبُون بِها بعضهُمْ [ وَكَانَ شَاوُلُ وَهُمْ وَجَمِيعُ رِجالِ إِسْرَائِيلَ فِي وادِي الْبُطْمِ يُحارِبُونَ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ0 فَبَكَّرَ داوُدُ صباحاً وَترَكَ الغنمَ مَعَْ حَارِسٍ ]00بكَّر داوُد00إِستعداد وَطاعة لأِبيِهِ وَالمسِيح أطاع الآب [ مِنْ أجلِ السُّرُورِ الموضُوعِ أمامهُ00] ( عب 12 : 2 )[ مَعَْ كونِهِ إِبناً تعلَّمَ الطَّاعَةَ00] ( عب 5 : 8 ) داوُد أطاع [ وَذَهَبَ كما أمرُه يَسَّى وَأتَى إِلَى الْمِتراسِ وَالجيشُ خارِجٌ إِلَى الإِصطِفَافِ وَهتفُوا لِلحرْبِ0وَإِصطفَّ إِسْرَائِيلُ وَالْفِلِسْطِينيُّونَ صَفَّاً مُقابِلَ صَفٍّ ]00ذهب داوُد وَرأى الأزمة وَسأل وَعرف الأمر00وَلنرى ماذا قَالَ داوُد [ فَكَلَّمَ داوُدَ الرِّجالَ الواقِفِينَ معهُ قائِلاً ماذا يُفعلُ لِلرَِّجُلِ الَّذِي يقتُلُ ذلِكَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَيُزِيلُ العارَ عَنْ إِسْرَائِيلَ0 لأِنَّهُ مَنْ هُوَ هذا الْفِلِسْطِينِيُّ الأغلفُ حَتَّى يُعَيِّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ] 00هل أنت يا داوُد آخر غير الَّذِى نراهُ نحنُ ؟ هل لَكَ عُيُون غير عيوننا ؟ ألم تخف مِنْ جُليات مِثلنا أم لأِنَّكَ أتيت لِتنظُر تتكلَّم بِهذا الكلام ؟ هل تتكلَّم مِنْ فراغ ؟النَفْسَ الَّتِى بِها قوَّة الله وَمُختبِره عمله تشعُر أنَّها مُحمَّله بِقوَّة تفُوق طاقِة جيش [ إِنْ يُحارِبنِي جيش فَلْن يخافَ قَلبِي ] ( مز 26 مِنْ مزامِير صلاة باكِر ) 00عِندما نقرأ هذا الكلام نقُول أنَّهُ كبِير جِدَّاً عَلَى داوُد الصغِير00لاَ00داوُد مملؤ إِيمان وَثِقة فِى قوَّة وَعمل الله يقُول داوُد مَنْ هذا الفلسطينِى الأغلف حَتَّى يُعيِّر صُفُوف الله الحيِّ [ فَكَلَّمَهُ الشَّعْبُ بِمِثْلِ هذا الكَلاَمِ قائِلِينَ كذا يُفعلُ لِلرِّجُلِ الَّذِي يقتُلُهُ ]00بدأوا يقُولُون لَهُ عَلَى المُكافأة00وَلمحهُ أخوه الأكبر ألِيآبَ وَسألهُ ماذا أتى بِكَ إِلَى هُنا [ فَحَمِيَ غَضَبُ ألِيآبَ عَلَى داوُد وَقَالَ لِماذا نَزَلْتَ وَعَلَى مَنْ تركْتَ تِلْكَ الغُنيماتِ القلِيلةَ فِي الْبَرِّيَّةِ ]00لِماذا تركت الغنم ؟ وَبدأ ألِيآبَ يُوّبِخ داوُد[ أنَا عَلِمْتُ كِبرياءَكَ وَشَرَّ قَلْبِكَ لأِنَّكَ إِنَّمَا نَزَلْتَ لِكَىْ تَرَى الحَرْبَ ]00أنت ولد مغرُور وَمُتكّبِرمُنذُ أنَّ مسحهُ صَمُوئِيل وَإِخوتهُ يغِيرُون مِنهُ00يقُول لَهُ ألِيآبَ أنَا عالِم غرُورك وَشرّ قلبك أنت أتيت لِترى الحرب وَتتطفَّل عَلَى ما يحدُث00داوُد يُجِيب بِمُنتهى الحِكمة[ فَقَالَ داوُد ماذَا عمِلتُ الآنَ ]00إِنِّى أسأل فقط00داوُد فِى قلبِهِ وَنيتِهِ أنْ يدخُل الحرب مَعَْ شَاوُل وَلَمْ يستطِيع أنْ يُخبِر إِخوته فِى المرَّة السابِقة أراد يُوناثان أنْ يدخُل الحرب وَلَمْ يستشِر شَاوُل00عِندما تُحمل النَفْسَ بِقوَّة الله تشعُر أنَّها غير مُحتاجة لِمشُورة أحد 00وَكما قَالَ مُعلّمِنا بولس الرسُول أنَّ الله سُرّ أنْ يختاره مِنْ بطن أُمِّهِ [ لِلوَقتِ لَمْ أستشِرْ لحماً وَدَماً ] ( غل 1 : 16 )0الإِعلان فِى القلب يكُون إِعلان فائِق يفُوق طاقِة البشرعِندما ندرِس الكِتاب المُقدَّس نجِد دائِماً أنَّ الَّذِينَ يعملُون أعمالاً عظِيمة يعملُوها فِى صمت00نحميا ظلَّ 4 – 5 أيَّام فِى أُورُشلِيم يتفقّد السُور دُون أنْ يُخبِر أحد وَلَمْ يتكلَّم00إِبراهِيم عِندما قدَّم إِبنه إِسحق ذبِيحة لَمْ يُخبِر أحد00يُوناثان لَمَّا دخل الحرب لَمْ يتكلَّم مَعَْ أحد00وَداوُد هُنَا لَمْ يتكلَّم مَعَْ أحد إِلاَّ شَاوُل كى يستأذِنهُ [ فَقَالَ داوُد لِشَاوُلَ لاَ يسقُط قلبُ أحدٍ بِسببِهِ0 عبدُك يذهبُ وَيُحارِبُ هذا الْفِلِسْطِينِيَّ] 00لِنرى كيف تكلَّم داوُد مَعَْ شَاوُل لأِنَّ داوُد لَمْ يكُنْ قَدْ ذهب لِشَاوُل لِيعزِف لَهُ مُنذُ فترة فَنْسَى شَاوُل داوُد نظراً لِطُول الفترة وَلِمرض شَاوُل [ فَقَالَ شَاوُلُ لِداوُد لاَ تستطِيع أنْ تذهب إِلَى هذا الْفِلِسْطِينِيِّ لِتُحارِبَهُ لأِنَّكَ غُلاَمٌ وَهُوَ رَجُلُ حَرْبٍ مُنذُ صِباهُ ]00موقِف إِخوة داوُد بِهِ حسد وَرفض وَالمسِيح كَانَ مرفُوض مِنْ إِخوتِهِ [ إِلَى خاصتِهِ جاء وَخاصتهُ لَمْ تقبلهُ ] ( يو 1 : 11 )00 [ أسلموهُ حَسْداً ]( مت 27 : 18 ) قَالَ شَاوُل لِداوُد أنت غُلام صغِير وَهُوَ رجُل حرب مُنذُ صِباه00داوُد يُرِيد أنْ يدخُل الحرب بِأىّ وسِيلة [ فَقَالَ داوُد لِشَاوُل كَانَ عبدُك يرعَى لأِبيِهِ غَنَماً فَجاءَ أسَدٌ مَعَْ دُبٍّ وَأخَذَ شَاةً مِنَ القطِيعِ0 فَخَرجتُ وراءهُ وَقتلتُهُ وَأنقذتُها مِنْ فِيهِ وَلَمَّا قَامَ عَلَىَّ أمسكتُهُ مِنْ ذَقْنِهِ وَضربتُهُ فَقتلتُهُ ]00لاَ تخف فَأنَا قتلت أسد وَدُب مِنْ قبل أرجُوك إِسمح لِى00النَفْسَ المملؤة بِعمل الله تشعُر بِقوَّة خفيَّة لاَ نستطِيع أنْ نصِفها[ وَهذا الْفِلِسْطِينِيُّ الأغلفُ يكُونُ كواحِدٍ مِنهُما لأِنَّهُ قَدْ عَيَّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ ]لاَ تخف هذا الفلسطِينِى سيكُون مِثلهُما00لِنرى الغِيره وَالثِقة فِى عمل الله وَالرجاء00يُوناثان كَانَ واثِق أنَّ الله سيدفع لَهُ الشَّعْب قبل الحرب وَقُلنا مَا أجمل أنْ يثِق الإِنسان فِى عمل الله قبل الشئ وَليس بعده 00هكذا داوُد لَهُ نَفْسَ الثِقة [ وَقَالَ داوُد الرَّبُّ الَّذِي أنقذنِي مِنْ يَدِ الأسدِ وَمِنْ يَدِ الدُّبِّ هُوَ يُنقِذُنِي مِنْ يَدِ هذا الْفِلِسْطِينِيِّ ]00شَاوُل قَالَ لَهُ إِذهب وَألبِسُهُ زى الحرب وَلَمْ يسترح فِيهِ داوُد فخلعهُ00فَقَالَ لَهُ شَاوُل هل ستذهب لَهُ بِدُون عِداد حرب ؟ موقِف مُضحِك الأسلِحة هى قُدرات البشر أسلِحة بشريَّة00داوُد لَمْ يدخُل بِأسلِحة بشريَّة رفضها وَلَمْ يحتمِلها00النَفْسَ الَّتِى تعِيش فِى ثِقة فِى عمل الله لاَ تحتمِل وَ لاَ تثِق فِى قُدرات البشر وَ لاَ أسالِيب البشر بَلْ ترفُضها [ إِذْ قَدْ طرحنا عنَّا ] أىّ طرحها هُنا نجِد داوُد يأخُذ بِيدِهِ عصا وَالعصا هى الصلِيب إِشارة خفيَّة عَنْ الصلِيب فِى الكِتاب [ وَأخَذَ عصاهُ بِيدِهِ وَانتخبَ لَهُ خمسةَ حِجارةٍ مُلْسٍ مِنَ الوادِي وَجعلها فِي كنفِ الرُّعَاةِ الَّذِي لَهُ أيْ فِي الجِرَابِ وَمِقلاَعَهُ بِيدِهِ وَتقدَّمَ نحو الْفِلِسْطِينِيِّ ]00أخذ عصاهُ وَخمسة حِجارة مُلس أى ملساء وَتقدَّم بِالحِجارة وَالمقلاع نحو الفلسطينِى وَعِندما نظرهُ جُليات تعجَّب مَعَْ حلاوة منظرِهِ وَصِغر سِنِّهِ وَمظهرهُ المُدلّل00منظر مُضحِك منظر داوُد مَعَْ جُليات فَقَالَ جُليات [ ألَعَلِّي أنَا كلبٌ حَتَّى أنَّكَ تأتِي إِليَّ بِعِصِيٍّ0 وَلعن الْفِلِسْطِينِيُّ داوُد بِآلِهتِهِ0 وَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ لِداوُد تَعَالَ إِليَّ فَأُعطِي لحمكَ لِطُيُور السَّماءِ وَوُحُوشِ البرِّيَّةِ ]جُليات لعن داوُد وَألِهتهُ وَقَالَ لَهُ إِنْ كُنت قَدْ جِئتُ لِتُحارِبنِى فَتَعَالَ نعلم أنَّ العصا هى الصلِيب وَالحِجارة فِى الكِتاب المُقدَّس دائِماً تُشِيرُ لِلمسِيح وَهُوَ قَالَ عَنْ نَفْسَه [ فَالحجر الَّذِي رفضهُ البنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رأسَ الزَّاوِيَةِ ]( 1 بط 2 : 7 )00وَمُعلّمِنا بولس الرسُول قَالَ عنَّا نحنُ كنِيسة العهد الجدِيد حِجارة الله الحيَّة00وَمِنْ علامات الخلاص فِى نهر الأردُن أنَّهُمْ رفعُوا حِجارة مِنْ النهرِأيضاً فِى سِفر الرؤيا قَالَ الَّذِى يغلِب أُعطيه حصاه بيضاء أى حِجارة00رمز لِلمسِيح داوُد قَالَ لِجُليات [ أنت تأتِي إِلَيَّ بِسيفٍ وَبِرُمحٍ وَبِتُرسٍ0 وَأنَا آتِي إِليكَ بِاسمِ رَبِّ الجُنُودِ إِلهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ ]00أنت معك أسلِحة بشريَّة أمَّا أنَا فَمعِى ربّ الجُنُود00ثُمَّ قَالَ لَهُ كلِمة رائِعة [ هذا اليومَ يحبسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي ]كلِمة فِى مُنتهى القوَّةألم ترى منظرهُ يا داوُد ألم تخفَ مِنْ هيئِة جُليات ؟ يقُول داوُد00لاَ00ثُمَّ يُكمِل كَلاَمَه لِجُليات [ فَأقتُلُكَ وَأقطعُ رأسكَ0 وَأُعطِي جُثثَ جيشِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ هذا اليوم لِطُيُورِ السَّماءِ وَحيواناتِ الأرضِ فَتعلمُ كُلُّ الأرضِ أنَّهُ يوجد إِله لإِسْرَائِيلَ ] 00سبق وَقُلنا أنَّ الشَّعُوب تتعارف عَلَى الآلِهه بِالنُصرة فِى الحرُوب وَالإِله الأقوى هُوَ الَّذِى يغلِب فِى الحرب إِنْ كان شعب يعبُد بقره وَآخر يعبُد الشَّمس وَدخلا فِى حربٍِ معاً فَإِذا غلب الشَّعْب الَّذِى يعبُد الشَّمس إِذاً إِلههُ هُوَ الأقوى وَالكُلّ يعبُد الشَّمس 00لِذلِكَ أحبَّ الله إِستخدام الحرُوب فِى العهد القدِيم لِيُعلِن نَفْسَه كَإِله وَليس لإِنَّهُ يغوِى الحرُوب 00لِذلِكَ يقُول عنهُ المزمُور [ القاهِر فِي الحرُوب هذا هُوَ مَلِكَ المجد ]أنت أتيت لِتُكلّمنا عَنْ السَّلام فَلِماذا الحرُوب ؟ يقُول لأِنَّهُ هُوَ الأسلُوب الَّذِى كانُوا يتعارفُون بِهِ قدِيماً عَلَى الآلِهه 00لاَ يفهمُون مجد الإِله إِلاَّ مِنْ الحرب00دخل داوُد وَأخذ المقلاع [ وَضرب الْفِلِسْطِينِيَّ فِي جبهتِهِ فَارْتَزَّ الحجرُ فِي جبهتِهِ وَسقط عَلَى وَجهِهِ إِلَى الأرضِ] 00داوُد أخذ الخمس حِجارات معهُ إِحتياطِى لكِنَّهُ مِنْ الأُولى أصاب الفلسطِينِى رغم أنَّ كُلَّ ما فِى جُليات كان مُختبئ تحت آلات الحرب إِلاَّ جبهتِهِ00نساهاالله لَهُ تدبِير يعرِف كيف يغلِب 00يقُول الآباء[ لَمْ يُدرِك جُليات أنَّ جبهتهُ مكشُوفة ]00الله يعرِف كيف يجعلنِى أغلِب سيرى لِى أسلُوب لِلغلبة وَإِنْ كان المنظر لاَ يُوحِى بِالغلبة لكِنَّهُ سيجعلنِى أغلِب لَمْ يُدرِك جُليات أنَّ السيف وَالرُمح لاَ يقدِر أنْ يحمِيهِ لكِنْ مِقلاع الكِلاب يستطِيع أنْ يهِزّ كيانه 00كلام قوِى 00داوُد يُرِيد أنْ يُمِيته وَلَمْ يكُن معهُ سيف فَأخذ سيف جُليات وَقطع رأسهُ[ وَأخذ داوُد رأسَ الْفِلِسْطِينِيِّ0 وَأتَى بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ0وَوَضع أدواتِهِ فِي خيمتِهِ] 00المجد لَكَ يارب صُورة رائِعة لِغلبة أولاد الله وَغلبة الله عَلَى الصلِيب إِذْ محى الصك المكتُوب عليناوَعِندما يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول[ إِذْ جرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أشهرهُمْ جِهاراً 00] ( كو 2 : 15 ) 00هذِهِ عادة قدِيمة فِى الحرُوب عِندما يغلِب شعب آخر فِى حربٍ يأتِى بِقاداتِهِ وَيُجرِّدهُمْ مِنْ رُتبهُمْ وَيزِفّهُمْ وسط الشَّعْب الغالِب مُجرّدِين مِنْ رُتبهُمْ 0داوُد لَمْ يزِف جُليات مهزُوم بَلْ زفَّ رأسهُ00المسِيح غلب الشيطان سحقهُ وَأتى بِرأسِهِ وَوضعهُ فِى البُحيرة المُتقِدة بِنارٍ وَكبرِيت00وضعهُ فِى خيمتِهِ00مَا أجمل أنَّنا نُعلِن إِنتصار الله فِى حياتنا وَالإِنسان الَّذِى كَانَ أداه فِى يَدِ الشيطان يُقّدِم أعضاءه أداهَ بِر فِى يَدِ الله وَيُصبِحُ عبد لِلقداسة الشَّعْب كُلَّه تعجَّب وَهتف وَشعب فِلِسطِين هرب00سأل شَاوُل عَنْ داوُد فَقَالَ لَهُ أبنير رئِيس الجيش أنَّهُ لاَ يعلمهُ وَهُوَ ليس مِنْ الجيش لأِنَّهُ لَوْ كَانَ مِنْ الجيش لعرِفهُ أبنير00فَسألهُ شَاوُل [ إِبنُ مَنْ أنتَ يَا غُلاَمُ0 فَقَالَ داوُد إِبنُ عبدِكَ يَسَّى البيتلحِمِيِّ ]00داوُد يقُول " عبدك " بعد أنْ إِنتصر وَجعل الشَّعْب ينتصِرمَا أجمل النَفْسَ الَّتِى تغلِب وَتتضِع00وَسنرى فِى الإِصحاحات القادِمة مزِيد مِنْ إِتضاع داوُد رغم إِنتصاراته ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

الأحتمال فى حياة السيدة العذراء

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين فلتحل علينا نعمته إلى الأبد آمين من سمات جيلنا أنه ليس لنا احتمال لأي شئ أو حتى لبعضنا .. لكننا نجد أن في حياة أُمنا العذراء أنواع احتمال كثيرة : 1- احتمال اليُتم : تنيح أبوها وهي في عُمر ستة سنوات وتنيحت أمها وهي في عُمر ثمانية سنوات .. أي حُرِمت من مشاعر الأبوة والأمومة منذ طفولتها واحتملت .. دائماً يحتاج الإنسان إلى تدليل وتلبية احتياجاته .. أُمنا العذراء حُرِمت من حقها في الإعتناء بها ولا يوجد لها أقارب يُشبعون لها احتياجاتها النفسية والعاطفية .. أيضاً لم تجد من يوجهها في حياتها وسلوكها .. لكن هذا الإحتمال كان سبب بركة في حياتها ولم يُسبب هذا الحرمان تعب لها بل إحلال .الله يريد أن يملأ عواطفنا لكن نحن لا نعطيه الفرصة ونملأها بمعرفتنا .. داخل كل واحد منا مستودع عاطفي نملأه بطريقتنا ويأتي الله ليدخل فلا يجد له مكان .. لا .. أُمنا العذراء حدث لها تفريغ لعاطفتها فملأها الله كما يقول الكتاب ” إن أبي وأُمي قد تركاني وأما الرب فقبلني “ ( مز 27 : 10 ) .. ويقول أحد الآباء ” إخلِ المكان ليسوع “ .. ملأ الله مستودع عاطفتها بمشاعر مقدسة .. قد يرى الإنسان أن الله قاسي وهذه نظرة إنسانية بحتة .. لكن لا .. الله له إرادة أن كل جزء يُفرغ داخلك يملأه هو .. الذي يحيا الرهبنة يترك أهله ليصنع إخلاء للمشاعر ليُشبعه الله ويصير هو الكل بالنسبة لهذه النفس . 2-احتمال الفقر : كانت فقيرة .. كانت في الهيكل ليس لها أي دخل مادي وليس لها أي طلبات تُلبَّى .. قد لا يتحكم الإنسان في طلباته لكن أُمنا العذراء ليس لها أي طلبات حتى عندما جاء ميعاد ولادتها لرب المجد يسوع لم تجد مكان تلد فيه والذي وجدته كان كريه الرائحة مجرد مذود للحيوان وصعب .. لو لم تكن فقيرة مكتفية ما كانت تحتمل ذلك .قديماً لم يكن لديهم أثاث فاخر في منازلهم مجرد أساسيات الحياة البسيطة سرير .. كرسي .. منضدة .. وكان هذا عمل يوسف النجار مجرد تصليح هذه الأمور البسيطة فكان دخله بسيط وعندما هربت العائلة المقدسة إلى مصر معروف أن الشخص الحِرَفي يكون معروف في مكانه فقط لكن إذا انتقل لمكان آخر يصير غير معروف وبالتالي لا يعمل .. فيقول التقليد أن العائلة المقدسة في مصر كانت تبيع من الذهب الذي أهداه لهم المجوس ليُنفقوا منه .. وعندما عادوا إلى الناصرة طُردوا منها بعد أُسبوع فذهبوا إلى الجليل ولم يكن لهم مسكن في الجليل بدليل أن المسيح على الصليب سلَّم أُمنا العذراء ليوحنا الحبيب .. لو كان لها بيت ما عَهَد بها ليوحنا .فتاة هذا الجيل عندما يتقدم لها شخص للإرتباط لو كان غني تغفر له كل أخطاؤه مقابل غناه .. أُمنا العذراء عاشت الفقر في أقصى درجاته .. أُم لها طفل رضيع لا تجد ما تأكله فكانت تأكل عند آخرين والبعض يقبل أن يُطعمها والبعض لا نحن في عصر مادي استهلاكي يجعل الإنسان لا يقنع بما له .. العذراء قبلت الفقر وشكرت .. لم تتمرد ولم تغضب من يوسف إنه فقير لا يُلبي احتياجاتها .. لا يعطي الإنسان قيمة سوى الإنسان نفسه .. البابا كيرلس السادس كان يرتدي ثياب قديمة إن أردنا بيعها في مزاد ستُباع بمليون .. بينما لو إنسان ردئ السمعة ارتدى ملابس بملايين لا تساوي شئ لأنه إنسان ردئ .. أرجوك لا تؤله الشئ ولا تُشيئ الإنسان . 3-احتمال الشك : لم تُعلن أُمنا العذراء ليوسف النجار وللناس كيف صارت حُبلى .. لم تقل إن الملاك بشَّرها بالحَبَل الإلهي .. نسألها لماذا لم تدافِع عن نفسها ؟ تقول بماذا أدافع ؟ هل أقول لهم لقد حل عليَّ الروح القدس ؟ هل أقول إن الملاك بشرني ؟ لن يصدق أحد ذلك .. والشك يا أُمنا يا عذراء ؟ ونظرات الناس ؟ إحتملت كل ذلك .. سيف قاسي جداً .عندما يعيش إنسان في شر وخطية والناس تنظر له نظرات رديئة لا يهمه لكن عندما يُقال إن أُمنا العذراء أُم القدوس يُنظر لها نظرات رديئة ويُشك في قداستها وعفتها .. هذا أمر صعب جداً .. لكنها صمتت واحتملت وفضَّلِت إنه كما بشَّرها الملاك هكذا هو الذي يدافع عنها .هناك عند اليهود شريعة تُسمى " شريعة المياه المرة " تتم مع المرأة التي يشك زوجها في عفتها .. فيأتون بكوب ماء وتُذاب فيها ورقة مكتوب فيها الوصية ثم تشرب المرأة من هذا الماء .. إن كانت زانية تسقط بطنها وتتورم رجليها وإن كانت غير زانية لا تتأثر بشئ .. أُمنا العذراء تمت معها هذه الشريعة واحتملت أن تكون مُستهترة . 4- احتمال التعب : أُمنا العذراء كانت في الهيكل لم تكن مستريحة لأن الهيكل في العهد القديم كله ذبائح ونار وحيوانات صيد لم تُذبح بعد ونفايات حيوانات وروائح كريهة .. وكان عمل العذراء نظافة الهيكل واحتملت التعب منذ طفولتها .ثم خُطِبت ليوسف وكان رجل مُسن واحتملت خدمته .. ثم احتملت تربية وحمل الطفل يسوع ثم الهروب لمصر دون أن تعرِف أحد فيها ولم يستضِفها أحد هناك .. وعادت لليهودية .. تعب .. ليس لها مكان تستقر فيه وبعد رجوعها كانت تنتقل مع يسوع من مكان لمكان لأنه ليس لها أين تسند رأسها فكانت يوم عند مريم ومرثا ويوم عند بطرس و....... احتملت التعب .كثيراً ما نطلب الراحة بشكل كبير ونطلب خدمة أنفسنا وأجسادنا .. معروف إن الإنسان الذي ليس له مكان يكون متوتر .. أُمنا العذراء تعبت في عدم استقرارها رغم إنها السماء الثانية وموضع سُكنى الله . 5- احتمال الإهانات : أكثر الإهانات التي احتملتها أُمنا العذراء هي الشك وما قبلته عن ابنها يسوع عندما كان يُقال له أنه سامري وبه شيطان أو إنه مُختل .. صعب على الأم أن تحتمل إهانة ابنها .. وأيضاً على الصليب نال تعييرات كثيرة وإهانات وضرب ولطم وجلد و..... وبعد صلبه وقيامته وصعوده لم تنتهي الإهانات بل حاول اليهود محاصرة المسيحية وظهر ذلك في استشهاد إستفانوس وكيف كانوا متضايقين من المسيحية .. لكن الرومان أهملوا المسيحية وسمحوا لليهود أن يرجموا إستفانوس رغم أن الرومان كانوا قد حرَّموا على اليهود تنفيذ أحكام الإعدام .. يحاكموا كما يشاءون لكن ليس من حقهم أن يحكموا بإعدام شخص إلا في حالة إعدام إستفانوس سمحوا لهم أن يرجموه .أربعة عشر سنة عاشتها أُمنا العذراء بعد ربنا يسوع احتملت فيها آلام شديدة من قطع رؤوس الرسل وآلامهم وسجنهم و..... هذه آلام صعبة .. حتى أن اليهود اضطهدوا أُمنا العذراء نفسها لأنها أُمه .. وعندما عرفوا بخبر نياحتها أرادوا منع موكب الجناز حتى لا يحدث تجمهر لئلا يثبُت أن للحركة المسيحية أتباع كثيرين .. ولم يستطيعوا حتى أن أحد اليهود المتعصبين مد يده لنعش العذراء ليمنع سير الموكب فشُّلت يده .. ويقول التقليد أنه هو نفسه المُقعد الذي شفاه رب المجد يسوع وقال له ” ها أنت قد برِئت فلا تُخطئ أيضاً لئلا يكون لك أشر “ ( يو 5 : 14) .. وشفاه التلاميذ ليسير موكب الجناز .. وعندما صعد جسدها وفتح التلاميذ قبرها ولم يجدوا الجسد تخيلوا أن اليهود سرقوه لكن توما عرَّفهم أن جسدها صعد فصاموا خمسة عشر يوماً ليروا منظر صعود الجسد .. وكان مع توما دليل صعود جسدها الزنار الذي كان على جسدها في القبر . 6- احتمال المجد : سهل احتمال الإهانة لكن صعب احتمال المجد والكرامة .. وكما قال أحد الآباء أن احتمال الكرامة أصعب من احتمال الإهانة لأنه يؤدي إلى كبرياء .أُمنا العذراء احتملت المجد في صمت .. كل هذا المجد ولم تشعر إنها مُميزة عن غيرها .. خدمت أليصابات .. لو شعرت بمجدها كأم لله ما ذهبت لأليصابات لأنها هي أيضاً حُبلى مثلها .. يقول المديح ” أقدامِك عجلات نار في بيت أليصابات “ أي خدمت بحماس ..لم تشعر أنه يجب على الآخرين أن يمجدوها .. كون إنها تحتمل الإهانة فهذا أمر سهل لكن أن تحتمل المجد هذا صعب .. تقول الأم سارة ” يليق أن يعطي الراهب فضة لشاتميه “ . في أحد الأيام بعد ما أنهى المتنيح أبونا بيشوي كامل العظة صعد له شخص إلى الهيكل وقال له إنها كانت عظة جميلة جداً أفضل ما سمع في حياته وسأله هل قال لك أحد ذلك ؟ أردت أن أكون أول من أبدى إعجابه بالعظة .. لكن أبونا بيشوي قال له نعم هناك آخر قال لي ذلك قبلك .. الشيطان . أُمنا العذراء احتملت المجد إنها أُم الله وقالت ” لأنه نظر إلى اتضاع أمته “ ( لو 1 : 48 ) .. إن كانت أُم الطبيب أو الضابط أو ....... لا يسعها أحد .. دائماً الأم تستمد سلطانها من ابنها بالفطرة .. يقول مارإسحق ” لا تتضايق من الذين يُشاركونك في صُنع إكليلك “ .. أيضاُ يقول ذهبي الفم ” قيلَ عن الرعاة أن الإهانة مكسب لهم والكرامة ثِقَل عليهم “ .. لذلك يقول للخدام ” لا تشتهي دائماً أن تكون رأساً لأن الرأس كثيرة الأوجاع “ .. لأن في الطب آلام للرأس مُحيرة جداً . أُمنا العذراء احتملت المجد وكانت صامتة .. أسرار كثيرة في حياتها لم تكشفها ولم نعرفها لكننا عرفنا بعضها بالصدفة .. ولوقا الطبيب كان أكثر شخص تكلم عن التجسد لأنه كان صديق شخصي لها .. أسرار رحلة هروب العائلة المقدسة لمصر قالتها للبابا ثاؤفيلس الذي كان يحب العذراء جداً وظلَّ يسألها فحكت له تفاصيل أسرار الهروب لمصر وهو الذي دوَّنها .. لم تقُل شئ من قبل .. تعلَّم من أُمنا العذراء الإحتمال .. مشكلة جيلنا التذمر وعدم الرضا .. لا نفكر إلا في مشاكلنا فنرى حياتنا أصعب حياة .. عندما يكتشف الإنسان أن حياته في يد الله يشعر بسرور ورضى .ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

مملكة المسيح -أحد الشعانين

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته رحمته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين تحتفل الكنيسة في هذا اليوم المبارك بعيد دخول ربنا يسوع لمدينة أورشليم هو يوم أحد الشعانين وفيه نجد الكنيسة تضع نغمة خاصة لهذا اليوم تُسمى نغمة شعانيني نغمة بها فرح وبهجة عالية لا توجد نغمة أخرى وضعتها الكنيسة ليوم واحد إلا هذه النغمة الشعانيني فقط لهذا اليوم توجد نغمة سنوي أي تُقال على مدار السنة وتوجد نغمة فرايحي تُقال طوال فترة الخماسين المقدسة ونغمة كيهكي تُقال في شهر كيهك نغمة حزايني تُقال في أسبوع الآلام والجنازات اليوم له نغمة خاصة لأنه يوم غير عادي فيه دخل ربنا يسوع أورشليم ليرد المُلك لنفسه فمنذ سقوط آدم وصار العالم في سلطان عدو الخير اليوم يقول ربنا يسوع لعدو الخير سأكون اليوم أنا الملك ولستَ أنت الملك على العالم سأرد المُلك إلى نفسي إستقبلته اليوم الجموع إستقبال الملوك هتفوا له حتى أن الكتاب قال ” ارتجت المدينة “( مت 21 : 10) واليوم وقت الفصح إقترب حيث يجتمع اليهود من كل الأمم في أورشليم يقترب عددهم إلى ثلاثة ملايين نسمة تقريباً ربنا يسوع دخل المدينة بموكب تلاميذه واستقبله موكب الجموع المجتمعين في المدينة أي دخل المدينة بموكبين وهو في الوسط لذلك قيل ” الذين تقدموا والذين تبعوا “( مت 21 : 9 ) وهذين الموكبين يُشيران لكنيسة العهد القديم وكنيسة العهد الجديد والجميع صرخوا وهتفوا ” أُوصنا لابن داود “ ( مت 21 : 9 ) العجيب أن ربنا يسوع كان دائماً في حياته على الأرض يميل إلى الإختفاء والإتضاع فمثلاً في معجزة إشباع الجموع أرادوا أن يُنصِّبوه ملكاً لكنه اختفى وكثيراً ما قال الكتاب عنه ” أما هو فجاز في وسطهم “ ( لو 4 : 30 ) لكن اليوم ربنا يسوع يرتب للموكب بنفسه فيقول لتلاميذه أحضروا إليَّ أتان وجحش ابن أتان معروف أن الملك المنتصر يدخل مدينته راكب على فرس ربنا يسوع ملك مُتضع دخل أورشليم راكباً على جحش ابن أتان وجاء ليملُك صار صراع بين ربنا يسوع منذ تجسده وميلاده وبين عدو الخير فنجد هيرودس يقتل أطفال بيت لحم عندما قيلَ له أنه اليوم وُلِدَ ملك اليهود إذاً منذ ميلاده قيلَ عنه أنه ملك وصار صراع بينه وبين عدو الخير لأنه وُلِد ليملُك أيضاً عدو الخير دخل في مساومة قائلاً له أُعطيك كل ممالك العالم إن سجدت لي ( مت 4 : 9 ) إذاً كان العالم في سلطان عدو الخير وساوم به ربنا يسوع لأنه شعر أنه وُلِد ليملُك اليوم هو يوم انتخاب المسيح ملك بينما نُصِّب ملك يوم الجمعة على خشبة يوم الجمعة هو يوم إعلان مُلكه رسمي نعم هم قصدوا منه سُخرية ووضعوا عبارة ملك اليهود على الصليب بثلاثة لغات يونانية ورومانية ويهودية لكنه حقق قصده أنه ملك على كل العالم الذي قرأها بكل اللغات ( مت 27 : 37 ) مُلك ربنا يسوع مُلك مختلف ليس للرياسة والقرارات ولكنه قال أنه سيملُك باتضاع وزكريا النبي قال منذ 480 سنة ” ابتهجي جداً يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم هوذا ملكُكِ يأتي إليكِ هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن أتان “ ( زك 9 : 9 ) لذلك نضع نغمة خاصة لليوم في دورة باكر أعلنا مُلكه على العالم طوفنا أركان الكنيسة ونقول أوصنا لابن داود وقلنا أن العذراء والملائكة والرهبان والشهداء ولقان الكنيسة وأبواب الكنيسة الكل يُعلن أنه ملك ونستقبله وفي أيدينا سعف النخل علامة مُلكه ملوك العالم تستقبلهم بلادهم بأعيرة نارية أو سيوف أو لكن مسيحنا ملك سلام فاستقبلوه بسعف النخل وأغصان الزيتون هو قصد ذلك المشهد والكل بروح النبوة هتف له قيل عن عدو الخير أنه رئيس هذا العالم وربنا يسوع قال ” رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء “ ( يو 14 : 30 ) ونجح في استرداد مُلكه من عدو الخير أتى ليُعلن مُلكه عجيب موكب ربنا يسوع من هتف له ؟ أكيد من تلامس معه ومن أحبهُ فهل لعازر كان موجود ؟ بالطبع لأنه أكبر شاهد والمفلوج والمرضى الذين شفاهم و بالطبع سيكون جميع أحبائه ومن تلامس معه وعائلاتهم وبالطبع نحن أيضاً معه في الموكب لو تلامسنا معه نقول لو أقامنا من الموت وشفانا من عجز 38 سنة وأعطانا حياة وشفى نزف دمي سأكون معه في الموكب وأهتف له من قلبي من يعبد الله بحرارة ؟ التائب الذي اختبر صلاح الله ومحبته هو من يعرفه جيداً لذلك تكون صلاته صلاة بالروح وكلامه من القلب وليس كلام شفتين ” وأما أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي أُمَّة مقدسة شعب اقتناءٍ “ ( 1بط 2 : 9 ) مملكة وكهنوت ؟ إذاً أنت يا الله تقصد دخولك أورشليم بهذا الموكب ؟ يُجيب نعم أقصِد ألم يقل ” جعلنا ملوكاً وكهنةً لله أبيه “ ( رؤ 1 : 6 ) ؟ لأننا من مملكته الخاصة وتكلم الكتاب عن المُلك الألفي وأنه يأتي ويملُك ألف سنة إخوتنا البروتُستانت يقولون أنه في المجئ الثاني سيأتي ويملُك ألف سنة للأسف فهموا المُلك الألفي فهم خاطئ نحن الآن في المُلك الألفي منذ دخل أورشليم وملك على قلوبنا ورقم ألف رقم سماوي كمالي ولا يقصد بذلك تفسير حرفي ألف سنة لذلك توجد صلاة في القداس تتكلم عن التناول وتقول إنه وليمة الألف سنة وليمة نتغذى بها وأنها علامة أننا صرنا ملوك أي مملكة مُعرضة للتقلُّب وتغيير ملوك وقوانين وللغزو والحروب إلا المملكة السماوية هو ملك واحد لن يتغير مملكة واحدة ثابتة بوصايا ثابتة ودائمة نحن محظوظون أننا أعضاء في هذه المملكة نحن غير خاضعين للأرض لو قارناها بممالك العالم تجد أننا مختلفين نعم ليس لنا ملابس فاخرة وغِنَى ومال وثراء و لكن لنا علامات أخرى فلنا علامة ضبط النفس وضبط الشهوات وانتظار السماء لأن المُلك السماوي أبدي هذه هي علامات مُلكي لذلك نجد ملوك وأُمراء إحتقروا ممالكهم أمام مملكة السماء مثل القديسين مكسيموس ودوماديوس ودميانة وأناسيمون و صارت المملكة الأرضية أمامهم وقتية لذلك لم يختاروا المُلك الأرضي بل احتقروه واختاروا المُلك الأبدي ملكوت ربنا يسوع ملكوت روحاني جاء يملُك على قلوبنا وأرواحنا ويُصيِّرنا أواني مقدسة له ويجعلنا ملوك فما حقه أن يكون ملك علينا ؟ حقه لأنه اشترانا ” ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأُمَّة “ ( رؤ 5 : 9 ) دفع الثمن لكي يكون ملك إشترانا بدمه فصرنا له نحن أعضاء في مملكته السماوية هذا ليس أمر خيالي أو وهم بل ملكوت حقيقي ” علمه فوقي محبة “( نش 2 : 4 ) أي صليبه صليبه علامة مُلكه وعلامة أنني تابع له مادام دفع فينا الثمن إذاً نحن نتبعه لم يملُكنا بالقوة والغصب بل بحق لذلك صار ملك علينا بدليل أنه صُلِب عنا نحن مملكته الروحية لذلك اليوم له مذاق خاص لأنه فيه يملُك على أولاده وكنيسته وخاصته كما يليق أن يعلن هذا الشعب حب وخضوع عندما يحدث إنقلاب شعب على مَلِكُه يكون الملك ضعيف ويصير بلا مُلك لكن عندما يهتف شعب لملك إذاً هو شعب يُزكي مَلِكُه ويُثبت مُلكُه في كل تناول وكل صلاة نهتف له ونقول ” مبارك الآتي باسم الرب “ ” ليأتِ ملكوتك “ صار ملكوته شهوة قلوبنا ونسلُك بمقتضاه قل له ” أنا يارب أحبك من كل قلبي وأُسبحك وأهتف لك فتعال واملُك على قلبي وكل كياني “ عندما نربط الأمور ببعضها نرى أن مزمور اليوم يقول ” لك ينبغي التسبيح يا الله في صهيون ولك تُوفى النذور في أورشليم إستمع يا الله صلاتي لأنه إليك يأتي كل البشر “ ( مز 65 : 1 – 2 ) اليوم قصد يسوع أن يدخل ظافراً فيرى من وضع ثيابه في الطريق له وهو صامت ومن يمسك له بأغصان الزيتون والسعف وأيضاً صامت لا يعترض ومن يهتف له وهو يُراقب الأمر صامت كان يمكنه أن يختفي كما كان يفعل من قبل أو كان يمكنه أن يُسكتهم لكنه طلب جحش ليدخل به أورشليم وسط هذا الموكب ربنا يسوع قام بثلاثة رحلات إحتاجت فترات طويلة سيراً على الأقدام فكان بها استراحات عمل خلالها كما فعل مع السامرية حيث أنه كان قد سار ستة ساعات وعندما استراح من المسير بشَّر السامرية وتوِّبها عندما يكون في الجليل ويريد النزول لأورشليم يحتاج ذلك مسيرة عشرون ساعة لم يطلب خلالها ركوبة لكنه سار هذه الفترة وعمل خلالها استراحتين إستراحة في أريحا فهو أمس كان في بيت عنيا واليوم في أورشليم وقبل أمس كان في أريحا بدايةً سار ثمانية ساعات حتى وصل أريحا ومنها سار إلى بيت عنيا ثمانية ساعات أخرى ثم ذهب إلى أورشليم وفي طريقه كانت بيت فاجي وطلب جحش ليدخل به أورشليم ولنقل له ليتك تستريح من هذه الرحلة الطويلة يقول لنا لا لقد رتبت أن أدخل أورشليم ملك لذلك إحذر أن تكون اليوم ممن لم يهتفوا ليسوع أو تكون ممن هتف لمن لم يعرف اليوم جاء يسوع ليملُك على مشاعرك وقلبك إحذر أن ترفض مُلكه لئلا تصير مثل الكتبة الذين خافوا على أنفسهم وقالوا ” هوذا العالم قد ذهب وراءهُ “ ( يو 12 : 19) كثيرون اغتاظوا من الموكب لكن لا تكن منهم بل كن من الأمناء الذين هتفوا له معلمنا مار متى البشير كتب بشارته لليهود كان المفروض أن يكتب لهم عن الملكوت لأنهم يحبون المُلك والرياسة لذلك كلمهم عن ملكوت الله خمسة وخمسون مرة وقال عنه ” ملكوت السموات “ لأنه يوجد عندهم محاذير من قراءة كلمة ” الله “ فهم لابد أن يغتسلوا قبل قراءتها و فكانوا يتلاشون هذه الأمور ويقولون عنه ” السيد “ الكتاب يقول لك أنت تابع لملكوته فزِد مشاعرك واشتياقاتك له وتذكر أن هذا المشهد يتكرر في السماء ” بعد هذا نظرت وفي أيديهم سعف النخل “ ( رؤ 7 : 9 ) نحن اليوم نأخذ عربون بدايةً أن يكون في أيدينا سعف نخل ونهتف له أوصنا إهتف له خلصني أنت شهوة قلبي ومَلِكي فأنا لا تملُك فيَّ شهوة إلا شهوة محبتك سأتبعك في كل مكان لذلك مع بداية أحداث الآلام أمس كان مشهد الوليمة وسكب الطِيب واليوم دخوله ملك خزِّن هذان المشهدان لتدخل الآلام واحذر أن تكون مُشاهد لمن أقام لعازر ومُشاهد لموكب دخوله ملك لا لو كنت كذلك ستدخل معه المحاكمة وتقول لا أعرفه ( مت 26 : 72 ) لكن قل له اليوم سأتمسك بقدميك وأسير معك حتى القبر لأرى بهجة وفرح قيامتك ربنا يعطينا أن نعيش هذه الأيام بحب وإخلاص واشتياق ووفاء ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.

سكب الطيب - ليلة الشعانين

بسم الأب والابن والروح القدس إللي واحد أمين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان..والى دهر الدهور كلها امين نحن اليوم قادمين على أقدس أيام السنة أسبوع آلام ربنا يسوع المسيح الذي تعيشه الكنيسة يوم بيوم ولحظة بلحظة وإنجيل معلمنا مار يوحنا البشير يقول اليوم ” ثم قبل الفصح بستة أيامٍ أتى يسوع إلى بيت عنيا حيث كان لعازر الميت الذي أقامه من الأموات فصنعوا له هناك عشاء “ ( يو 12 : 1 – 2 ) بدأوا من قبل الفصح بستة أيام أُدخل معه الأحداث كلها ستة أيام ويحدث الفصح أي الصليب إذاً لابد أن تعيش هذه الأيام بدقة معلمنا مار يوحنا يكتب الميعاد بدقة والكنيسة تضع لنا ذلك الميعاد لنعيش معه الوليمة وحتى الفصح أحداث هذه الفترة لها قيمة أكثر من الحدث فما هي الوليمة ؟ هي نقطة انطلاق لأنها كانت في بيت أُناس يحبهم يسوع أيضاً كان فيها سكب الطِيب وربط ربنا يسوع بينه وبين التكفين أي أن هناك ارتباط بين الوليمة والصليب أي الذي يريد أن يسير معه أحداث الصليب لابد أن يبدأ معه المسير من اليوم هذه الأحداث ليست مجرد أحداث بل هي منهج وطريق وليس مجرد أشخاص في هذه الأحداث بل مشاعر تُعبِّر عن نفوس مجتمعة حول المسيح لذلك التعليم والمشاعر والأحداث السريعة مهمة هذا الأسبوع كلنا متفقين على أن إنجيل مار يوحنا أكثر إنجيل به عمق لأحداث ربنا يسوع الخلاصية في هذا الأسبوع نقرأ الإصحاح الثاني عشر من إنجيل مار يوحنا من بدايته وحتى نهايته أما أناجيل البشيرين الثلاثة فتكلموا عن أحداث الخلاص في أخر إصحاحين فقط من أناجيلهم بينما مار يوحنا جعل لهذا الأسبوع نصف إنجيله لأنه أسبوع مهم لا يمر منه حدث دون فائدة قل لله لقد مر عليَّ أسابيع آلام لم أستوعبها واليوم أريد وأشتاق أن أُشاركك الأحداث وأتمتع بها أخر شئ فعلهُ قبل الوليمة دخل ربنا يسوع بيت زكا لأنه أتى من الشمال إلى أورشليم فاستراح مرتين لأن المسافة ثمانية عشر ساعة مسير وكان ربنا يسوع في استراحاته يعمل فقد عمل مع السامرية بعد مسير ستة ساعات هنا عمل مع زكا واستراح في بيته وخلصه قال له أسرع وانزل فهذه أخر مرة أمر عليك وأراك وتراني وكأن الكنيسة تقول لك تعال اليوم حدث خلاص لهذا البيت تعال بسرعة ثم سار مسافة إلى بيت عنيا وكان باقي له حوالي ساعتين ونصف حتى أورشليم لكن كانت مدينة بيت عنيا بالنسبة له راحة ” عنيا تعني عناء أو مرض أو ألم “ وكأنه يقول لك سآتي إليك وأنت في ألم وضعف إقبل مرضك وألمك وضعفك وسأفتقدك وأحوِّل مرارتك لحلاوة وخلاص عندما دخل بيت عنيا صار بيت فرح وخلاص بيت عنيا كان مكان قريب جداً لقلب يسوع وكان بينه وبين أورشليم مسيرة ساعتين تقريباً فكان يذهب إلى أورشليم في النهار ويبيت في بيت عنيا ثم استراح يوم الأربعاء في بيت عنيا وبعدها ذهب إلى أورشليم للمحاكمة والصليب ولما بات في أورشليم بات في القبر ربنا يسوع يريد موضع راحته بيت مريم ولعازر يا ليت قلبي البسيط بيت راحته هو قلب بسيط متواضع لكنه يحب أن يُكرمك قلب ليس به نفاق ورياء أورشليم لكنه فيه راحتك يا يسوعي لذلك كان يسوع لا يستريح في أورشليم لأن كلها مظاهر ورياء ومكايد جيد أن يكون بيتك وقلبك كبيت عنيا بالنسبة ليسوع يمكن لقلبك أن يكون إشعاع لعمل الله ويصير كارز بالمسيح ويحدث فيه أحداث الخلاص ووليمة تخيل الوليمة بها لعازر الذي مات وأنتن وأقامهُ يسوع أبسط شئ يُعمل ليسوع مقابل ذلك إحتفال ووليمة تُدعى فيها البلدة كلها بل أهل البلدة دعوا أنفسهم للوليمة ليروا يسوع ولعازر المُقام إذاً هي وليمة لها طابع خاص لها طبيعة عمل الخلاص ليست وليمة عادية بل بها المُحبين كل أهل القرية أنت لعازر مجرد أن يعمل فيك المسيح ويُقيمك فتصير جذاب لكل إنسان عرف إنك مُت وقمت لأنه رآك في موتك وخطاياك ثم قيامتك فتصير منارة هذا عمل المسيح يغيَّر قلب الإنسان ويجعله كارز مثل شاول أليس هو من كان مُضطهد للكنيسة ؟ نعم بل قال عن نفسه أنه كان مُضطهد بإفراط ( غل 1 : 13) والآن يأتون ليروا غزارة روح الله في شاول الذي صار بولس الرسول أنت أيضاً يمكنك أن تكون صاحب وليمة كلها مشاعر والجميع يأتي ليرى فيك يسوع يسأل الناس لعازر هل أنت بالحق مُت ؟ أم أنت شخص تُشبه لعازر الميت لك نفس صوته ونفس ملامحه و ؟ وربنا يسوع بجانب لعازر صامت جيد أن تُحدِّث بعمل المسيح بصمت والتغيير الذي يتم في حياتك هو أكبر دليل على خدمتك كلنا نشتاق أن يكون لنا دور في الكرازة بالإنجيل أقول لك سلِّم له قلبك ليُغيِّرك لعازر لما قام صارت حياته كلها لله وصار أسقف على مدينة بقرب قبرص ومازال بها قبره وكُتِب عليه ” قبر لعازر الذي أقامهُ يسوع “ يمكنك بالتغيير الذي تم في حياتك أن تصير كارز الوليمة كلها مشاعر حب دائماً البارعين في التعبير عن المشاعر هم النساء أكثر وكانت مريم أرادت أن تعبر عن مشاعرها المُتأججة تجاه يسوع الذي أقام أخيها من الموت طبيعي أن يعجز الإنسان عن أن يقدم شئ لمن أقام أخيه مريم قدمت أغلى ما عندها قدمت قارورة طِيب الفتاة في العُرف اليهودي تدخر مال طوال حياتها لتشتري قارورة طيب ليوم عرسها وتُقارن قوارير الطِيب بحسب غِنَى الفتاة وكون أن فتاة تسكب هذه القارورة عند قدمي يسوع فهذا شئ جميل ومشاعر عارمة الإنجيل قدَّر قيمة قارورة طِيب مريم بثلثمائة دينار تقريباً والدينار يساوي أجرة عامل في يوم أي أن قيمة قارورة الطيب تساوي أجرة عامل في ثلثمائة يوم بالكامل دونَ أن يُنفق منها شئ أي حوالي راتب سنة تقريباً إذاً قيمتها كبيرة ولنرى بحسب عصرنا هذا متوسط أجر العامل في يوم اليوم يُحسب أجر العامل بالساعة ويوم كامل يكون أُجره تقريباً خمسون أو ستون جنيهاً إذاً قيمة القارورة حوالي 50 × 300 = 15000 جنية رقم كبير ثمن القارورة لذلك أقام الآباء مقارنة بين ثمن قارورة الطِيب وقيمة الفضة التي باع بها يهوذا ربنا يسوع الفضة هي كسر الدينار ما قيمة المسيح عندك ؟ مريم كسرت قارورة الطِيب عند قدمي يسوع ربنا يسوع لا يشغِله ثمن القارورة بقدر ما يشغِله المشاعر المسكوبة مع القارورة ربنا يسوع لا ينظر لعطايانا بل لمقدار الحب الذي نقدمه له في هذه العطايا والعبادة . + عبادة بدون حب تساوي فريضة أو جزية أو ضريبة . + أيضاً اتضاع بدون حب يساوي صِغَر نفس . + تسامُح بدون حب يساوي ضعف . + إستشهاد بدون حب يساوي إنتحار . ما الذي يُحوِّل الموت لاستشهاد ؟ الحب والذي يُحوِّل العطاء لعمل رحمة ؟ الحب والعبادة إلى عبادة مقبولة ؟ الحب هل تريد أن تبدأ أسبوع الآلام بعبادة حق واستفادة ؟ إبدأه بحب تأمل في حبه تُشحن بالحب وكلما أدركت حبه كلما أعطيته حب أكثر أفضل مشهد يزيد حبك الصليب يجعل حبه يملُك عليك إجتر مشهد الصليب داخلك لذلك قد يرى البعض هذه المشاعر أنها إتلاف مثل يهوذا وتحجج بأنه يمكن أن يُباع الطِيب ويُوضع ثمنه للمساكين والعجيب أنه قيلَ عن يهوذا أنه سارق ( يو 12 : 6 ) أي أراد أن يضع ثمنه في الصندوق ليسرقه الإثنان كانا مع المسيح دائماً لكنهما مختلفين هكذا نحن دائماً معه لكن الإختلاف في مقدار الحب داخل القلب يهوذا خائن ومريم مُحبِّة قد يقول البعض أنا وُلدت فوجدت نفسي مسيحياً أو يقول آخر البيت كله صائم لذا فأنا أيضاً صائم معه هذا فِعل بدون حب لا كن مسيحي بحب وصلي بحب صائم بحب إفعل أي فِعل بحب لتتمتع بشركة المسيح وحبه المسيح يعلم أنه سيموت عند الغروب ولن يُكفن لذلك رأى طِيب مريم لأجل تكفينه الكنيسة قصدت أن تجعل هذه الوليمة هي المُحرك والشاحن لمشاعرك في أسبوع الآلام حتى أنك ترفض الطعام والتنعم وسيدك متألم مثل أوريا الحثي عندما أراد داود النبي أن يُخفي خطيته الرديئة حاول أن يُدخله بيته بحجة الراحة لكن أوريا يقول كيف أستريح وأتنعم في بيتي وتابوت الرب في الحرب ( 2صم 11 : 10 – 11) هكذا أنت كلما اقتربت الأحداث قل له سأُصلب معك وأتبعك لأخر لحظة وألتهب معك لذلك من تبعهُ لأخر لحظة وأدركوا القيامة ؟ مُحبيه أسرار لا تُدرك إلا بالحب الذي يعرف أسرار الله بدون حب هو فيلسوف يقول معلمنا مار بولس لو لي إيمان ينقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلستُ شيئاً إن أطعمت كل أموالي وليس لي محبة فلستُ شيئاً ( 1كو 13 : 2 – 3 ) المحبة هي محرك الحياة مع الله ” إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تُحتقر احتقاراً “ ( نش 8 : 7 ) أراد يسوع أن يُبرز مشاعر حب مريم لأنها أكرمته هذا الطِيب سُكِب على قدمي يسوع فصار له إكرام جميل تخيل رائحة البيت بعد سكب الطِيب رائحة عبقة مريحة هكذا الإنسان الروحاني تقترب إليه فتشتم رائحة المسيح الذكية فتستريح وتريد الجلوس بجانبه دائماً بينما الخاطي كلامه ليس به رائحة المسيح وليمة المحبين بها رائحة المسيح الذكية لذلك لابد أن يكون الحب هو الدافع لكل أعمالك الإنسان الذي يحيا في مغارة بدون حب هو إنسان مكتئب بينما لو كان في مغارة بحب يكون ناسك عظيم هكذا الإستشهاد في المسيحية حتى أن التاريخ وصف المسيحيون بالمنتحرين أبداً لم يكن إستشهاد المسيحيين إنتحار بل من أجل عِظَم محبتهم في الملك المسيح بل وسكنوا الجبال والبراري وشقوق الأرض واحتملوا البرد والجوع و طِيب مسكوب على أقدام المخلص هل تريد أن تتعلم الحب ؟ أُنظر سيرة النساك والشهداء والخدام وقِس نفسك على هذه الوليمة لتدخل أسبوع الآلام مُحمَّل بالمشاعر إسأل نفسك هل أنا آتي إليك بقارورة حب ؟ وما قيمتها عندك ؟يقول لك المسيح أريد مشاعرك وقلبك كيف تقول للعالم لا ؟ كيف تغلب وتدوس الشهوات إلا بالحب ؟ رصيد الحب يجعلك تأخذ قرارك بدون نزاع إبحث عن قارورة طِيبَك واكتشف نفسك وعِش أحداث الأسبوع وقل له سآتي إليك كل يوم بقارورة طِيب مشاعري ووقتي وقلبي وصحتي فاسمح واقبل وإن كنت من بيت عنيا القرية الفقيرة لكني محسوب عندك من المدعوين وواثق إنك ستقبل وواثق أن قارورة طِيبي ستكون سر فرحك الله يعطينا أن نُشاركه هذا الأسبوع في تعاليمه وصليبه بحب ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.

الصليب - ليلة عيد الصليب

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين اما انا فحاشا لي ان افتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح افتخر بالصليب في حين ان الصليب اداه موت اداه محتقره جدا في سفر التثنيه تقرأ ملعون كل من علق على خشبه وعندما تركت الذي علق على خشبه مده تانى يوم يدنس الارض الذي هو فيها لحد المساء قال عن ما لا يموت المصلوب فأقتلة اكسر لو عظم رجليه فيصبح لا يعرف ان يتنفس فيموت مختنق كده كده ميت لكن لان الصليب عار وينجس الارض موته لكي لا تنجس الارض الصليب هو آلة موت هل معقول انسان يفتخر بألة موت؟! مع ذلك صارت علامه الصليب فخرنا صارت اجمل علامه في حياتنا كنائسنا تزين بالصليب مناره كنيستنا تزين بالصليب وعندما تنظر لأى مكان من الخارج تجد علية صليب تعرف أنة كنيسه وعندما ترى انسان لابس صليب تعرف انة مسيحي علامه المسيحيه كان زمان المسيحيين لا يعرفوا بعض بسرب الاضطهاد كانوا يعملوا لأنفسهم علامات من ضمنها علامه سمكه شفره يفهمها الطرفين فلو اثنين تقابلوا عايزين يعرفوا بعض كان واحد يرسم للآخر علامه الفلو الاخر عمل نفس العلامة يعرفوا ان هذا مسيحي علامه صليب علامه التعارف التي بيننا هذا العلامه التي تجمعنا احبائي كيف ان اليوم لابد ان يكون في حياتنا فرحة بالصليب وبعمل الصليب وفخر الصليب فينا لانه فعلا نحن مديونين للصليب بكل البركات التي نحن نعيشها الان عندما تتخيل حياتنا بدون صليب بمعنى ان لم يصلب المسيح اصبح المسيح لم يموت المسيح لم يفدينا اصبحنا تحت اللعنه يبقى نحن تحت الحكم فنصبح مطرودين الحكم الالهي لسه قائم من الذي ازال هذا الحكم؟؛الصليب هو الذي ازال اللعنه ازال الحكم فتح لنا الفردوس الكنيسه تحب ان تفتخر بالصليب تضعة لك في اعلى نقطه لكى ترفع عينك باستمرار كل لحظة ترفع عينك تجدة قوتك وخلاصك وبهجتك تؤمن بالصليب؟؛ اؤمن بفعله في العهد القديم اللة اعطى للشعب المن والسلوى كانوا يأكلوا المن كل يوم طعام سماوي للاسف تمردوا على هذا الطعام وقال للرب سئمت انفسنا هذا الطعام السخيف تمردوا على الله وعصوا فاللة احب ان يعطيهم درس بعث لهم حيات تلدعهم الحيه تلدغ السم يمشي في الجسم الشخص يموت كانوا يصطادوا في الحيات والحيات تقرص فيهم فيموتوا كانوا لا يعلمون ماذا يفعلون فجاء موسى تضرع الى الله فقال له اللة احضر قطعة من النحاس وشكلها على شكل حيه وارفعها الى فوق وسمرها واجعل الناس كل الذي تلدغه حية بسرعه قبل السم يشتغل وعندما الشخص المصاب ينظر الى الحيه سوف يشفى موسى كان مطيع جدا رغم ان الكلام الذى كان يأمرة بة الرب كان غير منطقى تماما اضرب البحر اضراب الصخره بالعصايا كلام ليس منطقي لكن كان موسى مطيع تماما اختبر قوة عمل اللة فجاء بقطعة النحاس سخنها وشكلها على شكل حيه وسمرها في مكان مرتفع فكانت التى تلدغه حيه وكان يوجد ناس تصدق هذا الكلام وناس لم تصدق ناس تستخف بهذه القصه كان كل الذي لدغته الحية ونظر الى الحيه النحاسيه شفيا جاء ربنا يسوع المسيح كما رفع موسى الحية فى البرية هكذا يرفع ابن الانسان الصليب عندما فدانا اخذ جسد بشريتنا وحمل عنا خطايانا عندما تنظر الى الصليب تنجو تنظر إلى الحيه تنجو الحية مصنوعة من نحاس بتسهرة بنار وتشكلوا على شكل حيه المسيح اتسهر بنار الالام واجتاز الالام الى نهايتها وسمر وعلق ورفع وصار شكلة شكل لعنه لكن في نفس الوقت هو يحمل الشفاء هذه الحيه التي هي مصدر اللعنه عندما امنت تشفى احبائى انظر الى نفسك وعندما تجلس في الكنيسه وانت ملدوغ من الحيه ماشي بداخلك سم الخطيه بتشتكي من العالم بتشتكي من الشهوه بتشتكي من الضعف بتشتكي من جسدك تشتكي انه يوجد اشياء ماشيه بداخلك كثيره سم مميت قاتل تشتكي من نفسك ومن ضعفك جدا انظر الى الصليب تشفى كل فتره وانت في الكنيسه نظرت الى يسوع وتنهدت تكون صلاتك الحقيقيه هي مجموع هذه التنهدات عندما تتنهد من نفسك من مضايقتك من انت متضايق من حالك ومن نفسك لا يوجد شيء يقدرنا ابدا الا خطايانا غير ذلك لا يوجد شيء الذي يقدرنا فعلا الخطايا الخطيه عندما تكون فعاله امامك انظر الى فوق الايمان بالصليب بمعمل الصليب في حياتنا وبتذكار الصليب الذى لابد نرددة باستمرار انتم الذين قد رسم امام اعينكم يسوع المسيح واياة مصلوبا ارسم في خيالك صوره ليسوع وتأمل فيها كثيرا اجعلها علامه على قلبك وعلى نفسك ايام خروف الفصح ربنا قال لهم سوف افعل الضربه الاخيره الابقار كل بكر في بيت يموت و انتم تاتوا بخروف دم الخروف بتاعه تاخذ منه وتلطخ به من فوق على القائمه وعلى العتبتين على القائمتين والعتبه العلية ولكن العتبه السفليه لا تدهن عليها لكي لا يدوس احد الدم المصريين عايشين مع بني اسرائيل وبني اسرائيل كانوا كثيرين جدا ا تقريبا في 600 الف رجل كانوا يحسبوها حوالي 3 مليون في وسط شعب مصر شايفين كل شويه انسان ماسك خروف فيسالة ماذا تفعل بالخروف فيقول له ربنا هيموت الابقار كمان ثلاث ايام عندما كان يقولة تضعة تحت الحرز ربنا هيقتل كل الابقار ربنا قال لنا نذبح الخروف والدم بتاعه ندهن بة بيتنا فكانوا يستخفون ظلوا يستخفوا ويستخفوا شايفين كل الناس يذبحون الخرفان ودهنوا لحين ان جاءت اللحظه الملاك كان يعبر ان وجد علامه الدم فيعبر كيف ناس قالوا يا ريتنا كنا جبنا خروف وذبحنا لا يوجد لديك هذا الايمان لكي تقدر ان تاخذ قوه الصليب لابد ان يكون لديك قوه الايمان بالصليب فعلين متلازمين جدا ينقلون قوه الصليب الايمان بالصيب الله لم يكتفى بأنه يدهنوا فقط قال لابد ان تدهن وتأكل مش تدهن بس تؤمن وتأكل نحن نؤمن بالصليب ونأخذالافخارستيا الجسد الخروف بناكله امنا بة واكلناه لا ينفع انسان ياكل دون أن يؤمن ولا ينفع انسان يؤمن دون أن يأكله هذا سوف يهلك وهذا يهلك كتير ناس تستخف بالصليب ويحسبوا الصليب جهاله مخترعين قصه ومصدقينها سوف يأتى يوم وانت فى حكم الهلاك تندم وتقول ياليتنى بتوع الحية النحاسية لم يؤمنوا جميعهم. نسبه الذين استخفوا كثيرا جدا خروف الفصح اللذين استهانوا كثير جدا اللي امنوا قليل جدا كلمه الصليب عند الهالكين جهالة اما عندنا نحن المخلصين قوة اللة للخلاص ولليهودي عثرة ولليوناني جهاله يهودي عثرة لانة قالوا لة أنت المسيا المعلق الذى جئت لتنقذنا من حكم الرمان اعثروا وقالوا يا ريتنا ماكنا اضعنا وقتنا معك يريدون ملك يرجع مملكه داوود يريدون ملك يلبس ثياب فاخرة ويكون لديه اكبر الجيوش ويحتل اكبر البلدان ويرد المملكه بأتساع فيشعروا بذهو فقال انا جئت لاملك لكن املك بطريقتي فملك على خشبه الصليب هو مملكه الله الصليب هو مصدر كل بركه في حياتنا ارشم على نفسك علامه الصليب بقوه احيانا احبائي اقدس الامور يحولها عدو الخير الى افعال روتينيه غير نافعة الصوم الصلاة الاسرار رشمت علامه الصليب ابانا الذي نمارس اشياء كثيره جدا بطريقه اليه لا لابد ان تشعر بالصليب وقوته في حياتك مصدر كل بركه الصليب تجد ابونا يمسك الصليب ويقول ايريني باسى ويرشم علامة الصليب يختار الحمل يختار الصليب لو شماس يريد أن يلبس يرشملة علامة صليب شخص يريد ان يتزوج يرشمة بعلامة صليب كل شيء بالصليب هذه مصدر البركه بتاعتنا عندما يوسف الصديق جاء بأولاده الاتنين لابونا يعقوب لكي يباركهم الرجل كبر ونظرة ضعف ولم ينظر الى شيء ولا يشعر بشيء فيوسف يعلم مامعنى بركه الاب وتذوقها في حياته جاء بأولاده الاثنين منسى على اليمين الكبير وجاء بافرايم على الشمال لكي يضع يدة عليهم الاثنين ويصلي لهم ويباركهم ابونا يعقوب نظره ضعيف وحواسة ضعفت تماما وجد ابونا يعقوب يفعل العكس وضع يده على شكل صليب وضع يده اليمين على افرايم الصغير فقال له يوسف انت تضع يدك على الصغير يا ابى فقال له انا اعلم يريد ان يقول له البركه بالصليب ياخذها الاصغر لانه يريد أن يقول ان البركه جاءت لنا من الاصغر الاصغر في الخليقه هو يسوع كان هو اسمه ادم الثاني لكنه هو صار البكري مين آدم الاول ابونا ادم جاء لنا الخطيه واللعنه من الذي جاء بعد منه وجاء لينا بالبركه؟! ادم الثاني ادم الاصغر هذا الذي جاء البركه عشان كده رقم 2 هو الذي يأخذ البركه لانة يريد ان يمهد أنة يوجد اثنين رؤوس للخليقة ادم والمسيح ادم اخذنا بة اللعنه وادم الثاني اخذنا به البركه اقدر اقول لك الصليب مصدر البركه افرح به ارشمه على جسدك بفهم وايمان اجعل عندك احساس بكل رشمه صليب انت تفعلها وتأمل كثير في صليب ربنا يسوع المسيح وفي البركات التي تنحدر علينا منه لانه في الصليب هو خلاصك نجاتك فرحك حريتك جزء من بشاره معلمنا يوحنا تكلمك عن الحريه كل من يعمل خطيه هو عبد الخطيه العبد لا يثبت في البيت الى الابد وانما الابن يثبت الى الابد فان حرركم الابن صرتم في الحقيقه احرارا ما علاقه هذا الفصل بعيد الصليب هو الحريه في الصليب هو سمر على الصليب لكي يعتقنا نحن هو تسمر على الصليب لكى يعينا نحن الحريه الحريه جات لك من عبودية الخطيه ايام ما لم لا يوجد صليب فانت كنت عبد مقبول عليك عليك حكم ومثبت ولا ممكن تنجو من هذا الحكم ابدا الا بالموت جاء المسيح وقال اموت انا وتطلق انت حر من الذي اطلق حريتنا هو الصليب عشان كده الصليب يقول عليه خشبه الحياه هذه خشبه الحياه في القديم كان يوجد الشجره التي يعلق عليها الثمره والشجرة التى علق عليها الثمرة ابونا ادم اغوى واكل منها هو امنا حواء وطردوا من الفردوس ربنا يسوع المسيح خلصنا بنفس الطريقه بشجره وثمره وغواية الشجره هي خشبه الصليب الثمرة هى ربنا يسوع المسيح معلق على الشجره من الذي اغويا هو الشيطان اغوى انه ياكل الثمرة جاء يقبض عليه مثل ما حدق مع ابونا ادم شجره وثمره وغوايه انا اعلقك على شجره كثمرة واغويك ان انت تقبض عليا لكن انا الذي اقبض عليك مثل ما انت اعطيت لاولادي الموت عن طريق شجره انا سوف اعطى لاولادى الحياة عن طريق شجرة السلام لخشبة الصليب المحييه السلام لعلامه الصليب السلام لفخر الهنا السلام لعلامه خلاصنا لانةهو الذى اخذنا بة العتق والحرية كلام كثير في الصليب الصليب نتامل فيه طول حياتنا ونتامل في الابديه لكي ندرك ابعاده ما هو الطول والعرض والعمق والعلو لكي نعلم ماهى محبه الله التي اعطته غلبته لكي يهان هذه الاهانه و يصلب بهذه الطريقه من اجل ان يرجع لنا كرامتنا ويعلن لنا محبته ويعطينا عتق وحريه ربنا يعطينا بركه الصليب في حياتنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولربنا المجد الدائم الى الابد امين.

عطايا الأردن - ليلة عيد الغطاس

عيد الظهور الإلهي عيد مملوء بركات ونحن نشعر في كل أعمال ربنا يسوع المسيح أننا معه وكل البركات التي أتت عليه هي لم تكن له لأنه لا تعوزه بركات لأنه ينبوع البركات بل هي لنا نحن .. لذلك الكنيسة تجعلنا نحيا مع المسيح في نهر الأردن وذلك من خلال صلاة اللقان حيث نعتبر أنفسنا أمام نهر الأردن نأخذ العطايا والبركات .. حتى أنه هناك طِلبة تُقال على الماء تقول [ إمنحه نعمة الأردن ] .. وكأننا مع المسيح في عمق ماء الأردن وفي المعمودية .العطايا التي أخذناها في المسيح في الأردن : 1- أكمل كل بر فينا ونيابةً عنا : ربنا يسوع قال ليوحنا [ يليق بنا أن نُكمل كل برٍ ] ( مت 3 : 15) .. ونحن نقول له في القداس الإلهي [ أكملت ناموسك عني ] .. أنت يارب أتيت لتُكمِّل برنا نحن .. عندما وجد أن الإنسان عاجز عن أن يصنع البر أرسل الله إبنه ليُكمِّل البر عنا .. هذا ما حدث في نهر الأردن أنه جعل نفسه آخر الكل ليُكمِّل البر فينا ونيابةً عنا .. عندما وجد أن الإنسان عاجز عن البر أتى هو ليُكمِّل كل بر ونحن فيه .. كل أعمال ربنا يسوع لا يمكن أن تستوعبها وتفرح بها إلا إذا كنت أنت داخلها .. هو أكمل البر ونحن داخله .. إذاً بالتبعية أكملنا نحن كل بر .. جاء وجعل نفسه آخر الكل ليُعلمنا أن نكون آخر الكل .. أنا الذي طلبت أن أكون أولاً جاء هو آخر الكل ليُعلمني أن أكون آخر الكل .. أنا الذي طلبت أن أكون قوي جاء هو ضعيف ليُعلمني ما هو بالضعف أعظم من القوة . 2- إعتمد بمعمودية التوبة عنا : ربنا يسوع قَبَل أن يعتمد بمعمودية التوبة وهو لا يحتاج توبة لكن قَبَلَهَا من أجلي لكي يُعطي توبتي قبول وليُعلمني منهج التوبة ولا أستثقلها .. القديس يوحنا ذهبي الفم يقول أنه لما نزل الأردن أغرق خطايانا معه .. إذاً ربنا يسوع إعتمد معمودية التوبة لأجلنا .. كل ما فعله فعله لأجلنا ومُضاف لحساب كل واحد فينا فطوبانا لأن بره إنتقل لنا مجاناً وأعطانا في معموديته للتوبة أن توبتنا إستندت على معموديته ليُكمِّل لنا كل بر وليُعلِّمنا كيف نتوب وليعطي توبتنا قوة وقبول ومصداقية .. لذلك أفعاله اليوم هي لنا . 3- إنفتحت السماء لنا : السماء إنفتحت ليس له بل لنا من خلاله .. عطايا الأردن هي لنا وهو واقف في ماء الأردن ليس لنفسه بل لنا ويأخذ عطايا لنا .. عندما انفتحت السماء أمامه إنفتحت أمام الجنس البشري كله .. والإنسان المطرود من السماء وطريقه لها يحرسه كاروب من نار ليمنعه عنها اليوم إنفتحت أمامه مرة أخرى بعد أن كانت هناك خصومة بين السماء والأرض .داود النبي يقول له [ طأطأ السموات ونزل ] ( مز 18 : 9 ) .. وإشعياء النبي يقول [ ليتك تشق السموات وتنزل ] ( إش 64 : 1 ) .. السماء التي تحجبك عنا شُقها وتعال لنعرفك .. لأن السماء جعلتك مُحتجِب عنا .. اليوم السماء إنفتحت .. هي أصلاً مسكنه ولا يحتاج أن تُفتح له وكما يقول الكتاب [ ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء ]( يو 3 : 13) .. اليوم نصلي قداس اللقان لنكون معه في الأردن وعطايا الأردن ليست له بل لنا نحن .. السماء إنفتحت أمامنا فيه واعتمدنا للتوبة فيه وأكملنا كل بر فيه .. إذاً كل ما يفعله يفعله لأجلنا .. صارت لنا علاقة مع السماء فصارت الملائكة تظهر للرعاة وملاك يظهر للعذراء وملاك يظهر ليوسف النجار .. صارت لنا علاقة مع السماء .. تخيل أنك تعرف قديسين وملائكة وتصير صديق سماوي وتشترك معهم في العبادة ويصيرون هم أهلك وكما يقول الكتاب [ رعية مع القديسين وأهل بيت الله ]( أف 2 : 19) .. السماء التي إنفتحت لنأخذ من قُوَّتها وبركتها ونشترك في عطايا الأردن بالسماء المفتوحة . 4- حل علينا الروح القدس فيه في هيئة حمامة : هو غير محتاج لحلول الروح القدس عليه لأنه هو يحل فيه كل ملء اللاهوت وهو جوهر واحد مع الروح القدس وهو واحد مع الآب .. إذاً هذا الحلول يُعلن قبولنا نحن للروح فيه ومن خلاله .. الروح القدس بحسب تعبير القديس أثناسيوس الرسولي [ حل الروح القدس علينا فيه وقبلنا الروح القدس بواسطته ] .. هذه عطية الروح القدس .. والعلامة الإلهية التي نزلت واستقرت عليه هي علامة لنا .. الروح القدس هو الجوهر الإلهي المتحد فيه .. إذاً كل هذه العطايا هي لنا وتُنقل لنا في المعمودية .ربنا يسوع في الأردن أكمل برنا وأخذ لنا الروح القدس واعتمد للتوبة لنا .. كان الآباء قديماً في يوم عيد الغطاس يكونون في ملء الفرح الروحي لأنه يوم العطايا يوم الظهور الإلهي وإكمال كل بر وحلول الروح القدس والسماء المفتوحة .. يوم رائع لذلك يقول معلمنا بولس الرسول [ خلَّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس الذي سكبهُ بغنىً علينا ] ( تي 3 : 5 – 6 ) .. منذ يوم عماده واتفقت الطبيعة البشرية مع الروح القدس .. قبل ذلك كان حلول الروح القدس حلول خارجي على البشرية .. أما اليوم صار حلول الروح داخلي واتفقت معه الطبيعة البشرية .إذاً أنت اليوم لست متفرج بل مُشارك مشاركة روحية تعطي بهجة .. يا للفرحة والبهجة لأنك تشعر أنك داخل الأردن وتقبل العطايا بإسمه .. فما فائدة إنسان غني دون أن يُغني أولاده ؟ اليوم السماء إنفتحت لنا فيه وفيه أخذنا الروح القدس ليُقرب المسافة بيننا وبين الروح القدس .. ليتك تحتفظ بهذه العطايا داخل قلبك لتحفظك من اليأس في جهادك وتحفظك من الخطايا . 5- صرنا موضع سرور الآب فيه : صار صوت الآب من السماء [ هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت ] ( مت 3 : 17) .. جيد أن تفهم أن هذه الآية للمسيح لكن الأجمل أن تفهمها أنها لك .. هو لا يحتاج أن يعلن علاقته مع الآب لكن هذه هي الطبيعة البشرية الجديدة التي صارت لنا فيها محبة ومسرة وكما يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته لأهل أفسس [ كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لومٍ قدامه في المحبة إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب ]( أف 1 : 4 – 6 ) .. اليوم يقول لك الله أنت ابني الحبيب الذي به سُررت لأنك عندما تُكمل كل بر وتأخذ روحه وتتوب وتُفتح لك السماء تكون إبنه الحبيب .. ربنا يسوع المسيح هو موضِع سرور الآب منذ الأزل كما قال للآب [ والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم ] ( يو 17 : 5 ) .. أي هو غير محتاج لإعلان الآب لكنه أعلنه لنا لأنه صار أخونا البكر فصار كل واحد منا يعيش السماء المفتوحة ويُكمل كل بر ويتوب ويصير مسكن للروح القدس هو الذي يصير إبنه الحبيب .نحن نأخذ هذه الأمور والأفعال في حياتنا اليومية بداية من المعمودية وحتى نهاية حياتنا .. في المعمودية نأخذ توبة وسماء مفتوحة ونُكمل كل بر و ...... لذلك يقولون للطفل المُعمد أكسيوس .. لماذا ؟ أن أكسيوس تُقال للأساقفة و فلماذا تُقال للطفل المُعمد ؟ نقول لأنه صار من شعب المسيح أي صار إبنه الحبيب الذي به سُرَّ الآب .. أي كل واحد منا صار موضع سرور الآب .. لو عشنا عطايا الأردن سنسمع هذا الصوت داخل قلوبنا وسنشعر أننا محبوبون فنشتاق إلى تنمية محبته فينا ونقول له أنت جَرَحَت قلوبنا محبتك فنحن نريد أن نُحبك عطايا اليوم أخذناها فلابد أن نعيشها ونسلك بها ونحن داخله .. أكمل كل بر نيابةً عنا واعتمد للتوبة ليسند توبتنا ويقويها ويجعلها مقبولة وفتح السماء أمامنا لنجاهد بدون يأس وأعطانا الروح القدس ليزيد أفراحنا ويُنمي صلواتنا وينطق داخلنا بأنات يا أبا الآب وفي النهاية يُسمعنا صوت ابني الحبيب الذي به سُررت .. اليوم إشتركنا معه في عطايا الأردن الله يعطينا أن نقبل اليوم بقلوب مشتاقة ليُنمي محبته فينا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل