العظات

المسيح في شخصية ابينا يعقوب الجزء الثانى

بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين سبق ودرسنا سلسله في شخصيات ترمز الى ربنا يسوع المسيح درسنا المسيح في شخصية ابونا ادم والمسيح فى شخصية هابيل والمسيح فى شخصية نوح والمسيح فى شخصية ملكي صادق والمسيح فى شخصية ابونا ابراهيم بجزئين درسنا المسيح فى شخصية ابونا اسحاق ودرسنا المسيح فى شخصية ابونا يعقوب الجزء الاول نستكمل دراستنا المسيح بشخصية ابونا يعقوب وذكرنا ثلاث مراحل فى حياة ابونا يعقوب هما :- المرحلة الاولي : وهو في بيت ابونا اسحاق من ولادته والبركة و البكورية التي نالها . المرحلة الثانية : ذهابه الى الغربه الى خاله لابان حيث اقترن هناك باثنتين هما ليئه وراحيل. المرحلة الثالثة والاخيرة: هي العودة الى بيت ابيه. أول مرحلة رمز للتجسد ثاني مرحلة رمز لتشتت الامة اليهودية . ثالث مرحلة رمز لرجوع الامة اليهودية في نهايه الايام. السيد المسيح في شخصية يعقوب تكوين 29 "ثُمَّ رَفَعَ يَعْقُوبُ رِجْلَيْهِ وَذَهَبَ إِلَى أَرْضِ بَنِي الْمَشْرِقِ. وَنَظَرَ وَإِذَا فِي الْحَقْلِ بِئْرٌ وَهُنَاكَ ثَلاَثَةُ قُطْعَانِ غَنَمٍ رَابِضَةٌ عِنْدَهَا، لأَنَّهُمْ كَانُوا مِنْ تِلْكَ الْبِئْرِ يَسْقُونَ الْقُطْعَانَ، وَ الْحَجَرُ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ كَانَ كَبِيرًا. فَكَانَ يَجْتَمِعُ إِلَى هُنَاكَ جَمِيعُ الْقُطْعَانِ فَيُدَحْرِجُونَ الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ وَيَسْقُونَ الْغَنَمَ، ثُمَّ يَرُدُّونَ الْحَجَرَ عَلَى فَمِ الْبِئْرِ إِلَى مَكَانِهِ. فَقَالَ لَهُمْ يَعْقُوبُ: "يَا إِخْوَتِي، مِنْ أَيْنَ أَنْتُمْ؟" فَقَالُوا: "نَحْنُ مِنْ حَارَانَ". فَقَالَ لَهُمْ: "هَلْ تَعْرِفُونَ لاَبَانَ ابْنَ نَاحُورَ؟" فَقَالُوا "نَعْرِفُهُ". فَقَالَ لَهُمْ: "هَلْ لَهُ سَلاَمَةٌ؟" فَقَالُوا: "لَهُ سَلاَمَةٌ. وَهُوَذَا رَاحِيلُ ابْنَتُهُ آتِيَةٌ مَعَ الْغَنَمِ" فَقَالَ: "هُوَذَا النَّهَارُ بَعْدُ طَوِيلٌ. لَيْسَ وَقْتَ اجْتِمَاعِ الْمَوَاشِي. اِسْقُوا الْغَنَمَ وَاذْهَبُوا ارْعَوْا". فَقَالُوا "لاَ نَقْدِرُ حَتَّى تَجْتَمِعَ جَمِيعُ الْقُطْعَانِ وَيُدَحْرِجُوا الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ، ثُمَّ نَسْقِي الْغَنَمَ". وَإِذْ هُوَ بَعْدُ يَتَكَلَّمُ مَعَهُمْ أَتَتْ رَاحِيلُ مَعَ غَنَمِ أَبِيهَا، لأَنَّهَا كَانَتْ تَرْعَى. فَكَانَ لَمَّا أَبْصَرَ يَعْقُوبُ رَاحِ يلَ بِنْتَ لاَبَانَ خَالِهِ، وَغَنَمَ لاَبَانَ خَالِهِ، أَنَّ يَعْقُوبَ تَقَدَّمَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ وَسَقَى غَنَمَ لاَبَانَ خَالِهِ. وَقَبَّلَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَبَكَى" )تك ٢٩ : ١ - ١١ ) هذا الحديث به كثير من الاسرار يوجد ثلاث قطعان موجودين عند البئر ،والبئر موضوع عليه الختم ومنتظرين حتى تكتمل القطعان !!! - ما قصة الثلاث قطعان؟؟؟ و ما قصة البئر؟؟ جاء ليقتنى له زوجة في الحقيقه قد تبدو قصة عادية ، لكن سنجدها رمز لربنا يسوع المسيح الذي نزل الى العالم و آتى يقتني له زوجة . - ما هي الزوجه ؟؟ هي الكنيسة وأين مكان المقابلة ؟؟؟ عند البئر. - كذلك خطبه ابونا اسحاق تمت عند بئر لما ذهب لعازر الدمشقي وقابل رفقة هنا أيضا خطبه ابونا يعقوب مع راحيل عند بئر ما قصة البئر؟؟؟ هي بئر المعمودية التي تربط المسيح بالنفس البشرية . - يجب نتذكر جيدا أن بدايه علاقتنا بالمسيح وبدايه اتحادنا به وولادتنا له عند البئر،عند المعمودية ، لذلك يجب أن نهتم جدا جدا بطقس المعمودية ونذكر أولادنا باستمرار أنهم يوم ما عمدوا للمسيح صاروا ابناء ودخلوا معه في عهد ابدي، من وقت مقابلته عند البئر هذه بدايه العلاقة المملؤة بركات وعطايا سماوية . ثلاثة قطعان غنم رابضة تك 2:29 - ويذكرالكتاب ثلاث قطعان غنم منتظرين الذي يدحرج لهم الحجر ، الي ماذا يشير الثلاث قطعان ؟؟؟ هم يشيروا للعهد القديم كله المنتظر المسيا والبداية الجديدة ، الحجر قافل على البئر والتلات قطعان منتظرين.ويذكر أن الثلاث قطعان ههم ثلاثة : الآباء (ابونا ابراهيم واسحاق ويعقوب) والناموس والانبياء هم ثلاث مراحل حدثوا في العهد القديم ، كانوا مجتمعين حول البئر أشارة الي اشتياقهم لمطلب واحد ، كلهم يبحثون ومجتمعين حول مركز واحد، ما هو هذا المطلب المشتاقون اليه ؟؟؟ هو الذي ذكر عنه "أَعْيُنُ الْكُ ل إِيَّاكَ تَتَرَجَّاه"( مز ١٤٥ : ١٥ ) ، هو "مُشْتَهَى كُل الأُمَمِ" ( حج ٢ : ٧) مشتهى الجميع ، الذي ذكر عنه "هُوَذَا حَمَلُ اللهِ" ( يو ١ : ٢٩ ) يرمز الثلاث قطعان الى المراحل التي سبقت ربنا يسوع المسيح ( الآباء والناموس والانبياء) ،ونتذكرعندما تقابل الرب يسوع مع تلميذي عمواس فسر لهم الكتب "ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ يُفَسرُ لَهُمَا الأُمُورَ الْمُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الْكُتُبِ" ( لو ٢٤ : ٢٧ ) هؤلاء الثلاث الاباء والناموس والانبياء هم الذين تحدثوا عن المسيا وانتظروه و انتظروا بركات العهد الجديد،انتظروا عندما يرفع الحجر عن البئر. - في الحقيقة هم أمام البئر لكنهم لم يتمتعوا به ، فهو مازال مغلق بالنسبه لهم و لم يأخذوا منه الماء ، فالبئر بالنسية لهم حجر في العهد القديم البئر بالنسبة لهم كالحجر ، الذي لم يري المسيح هو حجر!!! لانهم شاهدوا أمامهم صخرة خرج منها ماء ولم يفهموا !!! وشاهدوا طعام نزل لهم من السماء اسمه المن وأيضا لم يفهموا !!! ذكر الله لهم تفاصيل كتيرة جدا لبناء خيمه الاجتماع ، أن يصنعوا أعمدة و ستائر و مرحضة و مذبح بخور وفي الحقيقه كل هذا حجرلانهم لم يروا الماء كذلك مسكين الانسان الذي يقرأ العهد القديم بدون المسيح ، يجد السفر كأنه سفر مختوم ، كأنه يتعامل مع ظل وليس مع الحقيقة ، ولكننا نشكر الله لان الله اعطانا أن نري وهذا ما نذكره في أوشية الانجيل ( أما أنتم فطوبى لأعينكم لأنها تبصر. أنبياء وأبرارا كثيرين اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا) ، مثلما ذكر عن موسى النبي انه كان يضع برقع ولكن هذا البرقع بطل في المسيح. من الذي رفع الحجر ؟؟؟ يعقوب وهو بالنسبة لهم شخص غريب ليس من الثلاث قطعان لأن الذي رفع الحجر هو ربنا يسوع المسيح ، لا أحد من القطيع الاول ولا الثاني ولا الثالث ، لا الآباء ولا الناموس ولا الانبياء رفعوا الحجر . وعندما رفع الحجر جاءت راحيل ، وراحيل رمز لكنيسة العهد الجديد كان يجب أن ينتظروا مجىء كنيسة العهد الجديد ليرفع الحجر وهذا هو يوم الخمسين يوم ولدت الكنيسة ، كما يذكر عنه اشعياء ( إش ٦٦ : ٨) "هَلْ تَمْخَضُ بِلاَدٌ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، أَوْ تُولَدُ أُمَّةٌ دَفْعَةً وَاحِدَةً؟" نعم ممكن وهذا ثمر رفع الحجر ثمر القيامة والصليب وحلول الروح القدس قطعان كثيرة منتظرة ومترقبة ان يرفع الحجر، وعندما رفع الحجر، دعاهم الرب ليدخلوا و يشربوا و يتمتعوا "وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ" )أع ٢ : ٤٧ ) عندما رأى راحيل قبلها ورفع صوته وبكى عجيب جدا ان يذكر الكتاب المقدس أن يعقوب عندما رآي راحيل انه رفع صوته وبكى وانه قبلها، وقد يقول البعض ما الداعي الي ذكر ذلك ؟؟؟ هذا اقتران المسيح بالكنيسة يقبلها أمام الجميع في أول مرة يقابلها، علامة حب سرية وعلامة قبول وعلامة نبوءة لارتباط زيجي بحب خالص بين المسيح وكنيسته، المسيح الذي أقتنى كنيسته بالحب ، الذي رفع عنها الحجر . - يعقوب قبل راحيل وبكى، وربنا يسوع المسيح أحب الكنيسة رغم انها كلفته الكثير " حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ " (يو ٣ : ١٦ ) ، لذلك نحن نشتاق للرب ولرؤيته جدا . - رفع صوته وبكى هذا أشارة الي الأم الصليب الذي سلكها ربنا يسوع المسيح بحب وأسلم ذاته لاجلها ، والنفس التي تلامست مع المسيح تقبل ان تبذل ذاتها لاجله وتحتضنه بدموع ممتلئة بالفرح. - مشهد عجيب بكى وقبلها!!! هل هذا مشهد بكاء أم قبلات ؟؟ ؟ الصليب فيه الاثنين ، فيه الالم وفيه المجد ، فيه الفداء وفيه الموت. - ذهب يعقوب لخاله لابان فقط بالعصا هذا رمز لاخلاء ربنا يسوع المسيح وانه قد اشترانا بدمه -عندما قابل لابان "وَقَبَّلَهُ وَأَتَى بِهِ إِلَى بَيْتِهِ" ( تك ٢٩ : ١٣ ) أشارة الى قبول كنيسه العهد الجديد. عَيْنَا لَيْئَةَ ضَعِيفَتَيْن ثُمَّ قَالَ لاَبَانُ لِيَعْقُوبَ: "أَلأَنَّكَ أَخِي تَخْدِمُنِي مَجَّانًا؟ أَخْبِرْنِي مَا أُجْرَتُكَ" ( تك ٢٩ : ١٥) فطلب يعقوب منه راحيل وخدم سبع سنين وفي آخرها اعطاه ليئة ويذكر في الكتاب المقدس "وَكَانَتْ عَيْنَا لَيْئَةَ ضَعِيفَتَيْنِ، وَأَمَّا رَاحِيلُ فَكَانَتْ حَسَنَةَ الصُّورَةِ وَحَسَنَةَ الْمَنْظَرِ. ( تك ٢٩ : ١٧ ) هل الكتاب المقدس يقصد ان يذكر لنا تفاصيل صغيرة قد تكون بغير ذات قيمة ؟؟؟ مثال ذكر أن ليئة كانت ضعيفه العينين!!! هل ذكر الكتاب المقدس كل ضعاف النظر؟؟؟ لا ليس شرطا المقصود بأن عَيْنَا لَيْئَةَ ضَعِيفَتَيْنِ اشارة لكنيسة العهد القديم الذي كان المسيح امامها ولم تراه أما راحيل ذكر الكتاب عنها كلمتين انها حَسَنَةَ الصُّورَةِ وَحَسَنَةَ الْمَنْظَرِ بمعني حسنة من داخل و خارج، كنيسة العهد الجديد المحبوبة التي تستحق التعب و الخدمة ، لذلك يذكر ان أبونا يعقوب خدم بها وأحبها و اقتناها بتعب كثير ، اقتناءه لراحيل كان بعلامة حب عجيبه جدا وبتعب كبير جدا وبصعوبة جدا ولكنه حسبها كأيام قليلة بسبب كثرة حبه لها ، كالمثل الذي يقال ( تعبك راحة) تعبه لراحيل صار راحة، كذلك السيد المسيح احبنا وأقتنانا برغم انه بذل ذاته من اجلنا. ليئة ولدت يهوذا ابونا يعقوب اخذ ليئة وأنجب منها اربع اولاد وراحيل لم تنجب فاعطت جاريتها بلهة ليعقوب ودخل عليها وأنجبت ولدين ، وليئة بعدما انجبت أربعة أعطته زلفة جاريتها وانجبت ولدين ، ثم فتح الله رحم ليئة مرة أخري وأنجبت ولدين وأخيرا أنجبت راحيل ولدين ، الي ماذا يشير هذا الآمر ؟؟؟ يريد الله أن يشير أن كنيسته سوف تجمع كل الاعضاء بكل درجات الايمان.عند الابن الرابع اغلق الله رحم ليئة وتوقفت عن الولادة ،الابن الرابع يهوذا لآن الكنيسة صارت في عقم لانها لم تقبل المسيح ، لكن في النهاية ستلد مرة أخري، توقفت ولادتها عند يهوذاوانجبت جارية راحيل ثم جارية ليئة وبعدها ليئه أنجبت مرة أشارة لدخول الامة اليهودية للايمان في النهاية ستجد المسيح وتتبعه. خدم سبع سنين بليئة الضعيفة العينين نجد المسيح في رموز كثيرة جدا ، في تعامل ابونا يعقوب مع زوجاته و مع اولاده ، يوجد الكثير من الاسرار في القصة ، نجد أن ربنا يسوع المسيح رمز للناموس والرموز والنبوات لانه خدم ليئة بسبع سنين رغم انها ضعيفة العينين لكن هذا رمز لآهمية النبوات. بعد أن ولدت يهوذا توقفت عن الولادة ليئة توقفت عن الولادة عند يهوذا،لآن المسيح جاء بحسب الجسد من يهوذا الذي يشير للامة اليهودية ،كما ذكر عنه "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ" ( يو ١ : ١١ ) فالتوقف عن الولادة رمز لكنيسة العهد القديم بعد ميلاد المسيح بحسب الجسد رفضت ربنا فتوقفت عن الثمر، وعجيب جدا في قصة راحيل ذكر انها لما ولدت توفيت عند الولادة هذا أشارة لكنيسة العهد القديم بعد ما ولدت السيد المسيح توقفت عن الثمر. تزوج من ليئة وراحيل زواج ابونا يعقوب بليئة وراحيل وهو متوسط بين أولاده رمز للمسيح حجر الزاوية ، وكأنه يحمل الكنيستين بيده ويذكر معلمنا بولس "لأَنَّ بِهِ لَنَا كِلَيْنَا قُدُومًا" ( أف ٢ : ١٨ ) ، ليئة وراحيل كلاهما زوجة بالنسبة ليعقوب والمسيح ربط الاثنتان ببعض لذلك يقال عنه حجر الزاوية الذي يربط الاتنين ببعض ابونا يعقوب خدم لابان خاله فترة طويلة حدثت أحداث كثيرة بها بعض الخداع من لابان ومن يعقوب ونوى ابونا يعقوب على رحلة رجوع الى بيت ابيه اسحاق بعدما اقتنى الزوجات والابناء والميراث والغنى وبعدما اعترف بفضل ربنا الكبير. إحترز من أن تكلم يعقوب بخير أو شر تك 24:31 في اصحاح 31 : وَقَالَ الرَّبُّ لِيَعْقُوبَ: "ارْجعْ إِلَى أَرْضِ آبَائِكَ وَإِلَى عَشِيرَتِكَ، فَأكَونَ مَعَكَ". (تك ٣١ : ٣ ) كان ابونا يعقوب خائف من مقابلة اخيه عيسو لآنه قد خدعه فطمآنه الرب بأنه سيكون معه " فَأرَسَلَ يَعْقُوبُ وَدَعَا رَاحِيلَ وَلَيْئَةَ إِلَى الْحَقْلِ إِلَى غَنَمِهِ، وَقَالَ لَهُمَا: "أَنَا أَرَى وَجْهَ أَبِيكُمَا أَنَّهُ لَيْسَ نَحْوِي كَأمَسِ وَأَوَّلَ مِنْ أَمْسِ. وَلكِنْ إِلهُ أَبِي كَانَ مَعِي. وَأَنْتُمَا تَعْلَمَانِ أَني بِكُل قُوَّتِي خَدَمْتُ أَبَاكُمَا، وَأَمَّا أَبُوكُمَا فَغَدَرَ بِي وَغَيَّرَ أُجْرَتِي عَشَرَ مَرَّاتٍ. لكِنَّ اللهَ لَمْ يَسْمَحْ لَهُ أَنْ يَصْنَعَ بِي شَرًّا"( تك ٣١ : ٤ - ٧ ) عزم أبونا يعقوب علي الرحيل ولم تستوعب ليئة وراحيل أمر رجوعهم لآن مازال فيهم الانسان العتيق ، وفي حالة رجوعهم لن يأخذوا ميراثهم ، وهذا رمز لحيل عدو الخير ليمنع البركات ويعطل عن الرجوع الي بيت ابونا السماوي مرة أخري."فَقَامَ يَعْقُوبُ وَحَمَلَ أَوْلاَدَهُ وَنِسَاءَهُ عَلَى الْجِمَالِ" ( تك ٣١ : ١٧ ) وقامت راحيل بعمل بشري وسرقت أصنام ابيها " وَخَدَعَ يَعْقُوبُ قَلْبَ لاَبَانَ الأَرَامِيِ إِذْ لَمْ يُخْبِرْهُ بِأنَّهُ هَارِبٌ. فَهَرَبَ هُوَ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ، وَقَامَ وَعَبَرَالنَّهْرَ وَجَعَلَ وَجْهَهُ نَحْوَ جَبَلِ جِلْعَادَ. فَأخُبِرَ لاَبَانُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ بِأنَّ يَعْقُوبَ قَدْ هَرَبَ. فَأخَذَ إِخْوَتَهُ مَعَهُ وَسَعَى وَرَاءَهُ مَسِيرَةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، فَأدَرَكَهُ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ. وَأَتَى اللهُ إِلَى لاَبَانَ الأَرَامِي فِي حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: "احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَر". ( تك ٣١ : ٢٠ - ٢٤ ) تدخل الله احترس لا تكلم يعقوب بخير آو شر، الله جعل لابان يصمت بعد رؤيا الله موقف لابان (للانتقام من يعقوب) تغير. "فَلَحِقَ لاَبَانُ يَعْقُوبَ، وَيَعْقُوبُ قَدْ ضَرَبَ خَيْمَتَهُ فِي الْجَبَلِ. فَضَرَبَ لاَبَانُ مَعَ إِخْوَتِهِ فِي جَبَلِ جِلْعَادَ. وَقَالَ لاَبَانُ لِيَعْقُوبَ: "مَاذَا فَعَلْتَ، وَقَدْ خَدَعْتَ قَلْبِي، وَسُقْتَ بَنَاتِي كَسَبَايَا السَّيْفِ؟ لمَاذَا هَرَبْتَ خُفْيَةً وَخَدَعْتَنِي وَلَمْ تُخْبِرْنِي حَتَّى أُشَيعَكَ بِالْفَرَحِ وَالأَغَانِيِ، بِالدُّفِ وَالْعُودِ ، وَلَمْ تَدَعْنِي أُقَبلُ بَنِيَّ وَبَنَاتِي؟ الآنَ بِغَبَاوَةٍ فَعَلْتَ! فِي قُدْرَةِ يَدِي أَنْ أَصْنَعَ بِكُمْ شَرًّا، وَلكِنْ إِلهُ أَبِيكُمْ كَلَّمَنِيَ الْبَارِحَةَ قَائِلاً: احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَر . (تك ٣١ : ٢٥ - ٢٩ ) لقد تدخل الله في الوقت العجيب ليعطي الأمان "وَالآنَ أَنْتَ ذَهَبْتَ لأَنَّكَ قَدِ اشْتَقْتَ إِلَى بَيْتِ أَبِيكَ، وَلكِنْ لِمَاذَا سَرَقْتَ آلِهَتِي؟" ( تك ٣١ : ٣٠ ) "احْتَرِزْ مِنْ أَنْ تُكَلِمَ يَعْقُوبَ بِخَيْرٍ أَوْ شَر" ( تك ٣١ : ٢٤ ) هذه الأية تذكرنا بموقف في حياة ربنا يسوع في حلم زوجة بيلاطس قالت "إِيَّاكَ وَذلِكَ الْبَارَّ ، لأَني تَألَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيرًا فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ". ( مت ٢٧ : ١٩ ) ، بربط الآيتين تكوين 31 و متى 27 نجد أن المسيح موجود في العهدين . قاد يعقوب الموكب ولكن للاسف لقد وجد لابان حجة "وَلكِنْ لِمَاذَا سَرَقْتَ آلِهَتِي؟". ( تك ٣١ : ٣٠ ) هذا عدو الخير جاء يطلب ماله فينا وهنا المشكله أننا احيانا نعيش مع الله بقلب منقسم متجهين الى السماء وسارقين للاصنام ، متجهين الى السماء ونحب العالم ، متجهين الى السماء ومعنا القنية الارضية بهذه السرقة أصبح له الحق ليعطلنا ، لقد سحق الله الشيطان وبأعمالنا يطمع فينا ، مثلما قيل "فِي وَسَطِكَ حَرَامٌ يَا إِسْرَائِيلُ" ( يش ٧ : ١٣ ) ويقول المزمور "إِنْ رَاعَيْتُ إِثْمًا فِي قَلْبِي لاَ يَسْتَمِعُ لِيَ الرَّبُّ" ( مز ٦٦ : ١٨ ) فيجب أن يفتش الأنسان داخل نفسه عن الأصنام المخفية لأن في حالة وجودها يكون للعدو حق يعطلنا ويكون له فينا شيء، لذلك قال الرب يسوع "لأَنَّ رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ يَأْتِي وَلَيْسَ لَهُ فِيَّ شَيْءٌ" ( يو ١٤ : ٣٠ ) جميل أن نتأمل في موقف راحيل و نستفيد منه ونرفض الشيطان بأصنامه فتش ابونا يعقوب الرجل بريء وهو متاكد أن ذلك لم يحدث ، مثلما يدافع ربنا عنا لا يمكن أولادي يسرقوا ،وانت لو لك شيء أرده لك وبتدخل ألهي عبر الموقف عندما جلست راحيل على الجمل وقالت انها عندها عادة النساء ولم يجدوا الاصنام. قاد موكب ليجىء إلى إسحق أبيه تك 17:31 في تكوين 31 : موكب يتحرك فيه ابونا يعقوب بكل ابنائه بكل ممتلكاته مع جواريه موكب جميل جدا متجه الى بيت اسحاق ابيه هذا موكب المسيح وهو يقودنا في موكب النصرة يدخل بنا الى كنعان الى وطننا السماوي وهو قد اشترانا بدمه ويقودنا للموكب الجميل. فأخبر لابان فى اليوم الثالث بأن يعقوب هرب تك 22:31 في عبارة "فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ" تشير الى القيامة في اليوم الثالث يوم الانتصار، نجد دائما في الكتاب المقدس اليوم الثالث هو يوم الانتقال بين حالة وحالة بين موت وحياة ، مثل يونان ومثل يعقوب ، مثل قيامة ربنا يسوع في اليوم الثالث. يعقوب تعب فى رعاية غنم لابان تك 38:31 خدمة يعقوب لخاله لابان "اَلآنَ عِشْرِينَ سَنَةً أَنَا مَعَكَ. نِعَاجُكَ وَعِنَازُكَ لَمْ تُسْقِطْ، وَكِبَاشَ غَنَمِكَ لَمْ آكُلْ. فَرِيسَةً لَمْ أُحْضِرْ إِلَيْكَ. أَنَا كُنْتُ أَخْسَرُهَا. مِنْ يَدِي كُنْتَ تَطْلُبُهَا. مَسْرُوقَةَ النَّهَارِ أَوْ مَسْرُوقَةَ اللَّيْلِ. كُنْتُ فِي النَّهَارِ يَأْكُلُنِي الْحَرُّ وَفِي اللَّيْلِ الْجَلِيدُ، وَطَارَ نَوْمِي مِنْ عَيْنَيَّ. اَلآنَ لِي عِشْرُونَ سَنَةً فِي بَيْتِكَ. خَدَمْتُكَ أَرْبَعَ عَشَرَةَ سَنَةً بَابْنَتَيْكَ، وَسِتَّ سِنِينٍ بِغَنَمِكَ. وَقَدْ غَيَّرْتَ أُجْرَتِي عَشَرَ مَرَّاتٍ لَوْلاَ أَنَّ إِلهَ أَبِي إِلهَ إِبْرَاهِيمَ وَهَيْبَةَ إِسْحَاقَ كَانَ مَعِي، لَكُنْتَ الآنَ قَدْ صَرَفْتَنِي فَارِغًا. مَشَقَّتِي وَتَعَبَ يَدَيَّ قَدْ نَظَرَ اللهُ، فَوَبَّخَكَ الْبَارِحَةَ". (تك ٣١ : ٣٨ - ٤٢ ) يعقوب رمز للراعي الصالح الذي يبذل نفسه من اجل الغنم و كان أمينا و ربنا يسوع راعي الغنم الراعي الصالح . "غَيَّرْتَ أُجْرَتِي عَشَرَ مَرَّاتٍ" هذا عدو الخير لا يريد أن يصرفنا من تحت سلطانه يريد أن نظل عبيد له ، حتي لا نذهب الي بيت أبينا ونتمتع بالحرية وبالغنى. فيحاربنا عدو الخير بالشهوات المختلفة بمقتنيات في العالم أو ضيقات وتجارب بمشاكل اسرية، غيرت اجرتي كأنها علاقة مساومات كمثال لو نازل قداس وتحصل مشكلة او تكسل او تتشكك فيصبح الخلاص من لابان يعتبر يوم عيد "فَأخَذَ يَعْقُوبُ حَجَرًا وَأَوْقَفَهُ عَمُودًا، وَقَالَ يَعْقُوبُ لإِخْوَتِهِ: "الْتَقِطُوا حِجَارَةً". فَأخَذُوا حِجَارَةً وَعَمِلُوا رُجْمَة وَأَكَلُوا هُنَاكَ عَلَى الرُّجْمَةِ. وَدَعَاهَا لاَبَانُ "يَجَرْ سَهْدُوثَا" وَأَمَّا يَعْقُوبُ فَدَعَاهَا "جَلْعِيدَ". ( تك ٣١ : ٤٥ - ٤٧ ) كان ذلك شاهد لعمل الله وانه خرج و انطلق وتحرر وعتق من سلطان لابان ، عمود جميل للشهادة عن عمل الله في حياتنا كل أنسان يجب أن يكون له مثل هذا العمود ، ويصبح له بداية جديدة مع الله قبل العمود شىء وبعد العمود شىء، شهاده لمعونة وأنقاذ الرب لنا وَقَالَ لاَبَانُ لِيَعْقُوبَ: "هُوَذَا هذِهِ الرُّجْمَةُ، وَهُوَذَا الْعَمُودُ الَّذِي وَضَعْتُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ شَاهِدَةٌ هذِهِ الرُّجْمَةُ وَشَاهِدٌ الْعَمُودُ أَني لاَ أَتَجَاوَزُ هذِهِ الرُّجْمَةَ إِلَيْكَ، وَأَنَّكَ لاَ تَتَجَاوَزُ هذِهِ الرُّجْمَةَ وَهذَا الْعَمُودَ إِلَيَّ لِلشَّر. إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَآلِهَةُ نَاحُورَ، آلِهَةُ أَبِيهِمَا، يَقْضُونَ بَيْنَنَا". وَحَلَفَ يَعْقُوبُ بِهَيْبَةِ أَبِيهِ إِسْحَاقَ. وَذَبَحَ يَعْقُوبُ ذَبِيحَةً فِي الْجَبَلِ وَدَعَا إِخْوَتَهُ لِيَأْكُلُوا طَعَامًا، فَأكَلُوا طَعَامًا وَبَاتُوا فِي الْجَبَلِ. ثُمَّ بَكَّرَ لاَبَانُ صَبَاحًا وَقَبَّلَ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ وَبَارَكَهُمْ وَمَضَى. وَرَجَعَ لاَبَانُ إِلَى مَكَانِهِ" ( تك ٣١: ٥١ - ٥٥ ) "وَأَمَّا يَعْقُوبُ فَمَضَى فِي طَرِيقِهِ وَلاَقَاهُ مَلاَئِكَةُ اللهِ" ( تك ٣٢ : ١ ) أول ما تخلص يعقوب من لابان ووضع الرجمة والعمود وجد ملائكة الله ، عندما نضع حدود بيننا وبين الشيطان ونصنع الرجمة والعمود وخطا فاصلا، الرب يعزينا وَقَالَ يَعْقُوبُ إِذْ رَآهُمْ: "هذَا جَيْشُ اللهِ!". فَدَعَا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ "مَحَنَايِمَ". ( تك ٣٢ : ٢ ) "مَحَنَايِمَ" معناها الله يحمينا. في المرحلة السابقة: تخلص يعقوب من خاله لابان والمرحلة القادمة صعبة جدا ، مرحلة مقابلة يعقوب لعيسو " وَأَرْسَلَ يَعْقُوبُ رُسُلاً قُدَّامَهُ إِلَى عِيسُوَ أَخِيهِ إِلَى أَرْضِ سَعِيرَ بِلاَدِ أَدُومَ، وَأَمَرَهمْ قَائِلاً: "هكَذَا تَقُولُونَ لِسَيدِي عِيسُوَ: هكَذَا قَالَ عَبْدُكَ يَعْقُوبُ: تَغَرَّبْتُ عِنْدَ لاَبَانَ وَلَبِثْتُ إِلَى الآنَ. وَقَدْ صَارَ لِي بَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَغَنَمٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ. وَأَرْسَلْتُ لأُخْبِرَ سَيدِي لِكَيْ أَجِدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ". ( تك ٣٢ : ٣ - ٥ ) نلاحظ تواضع يعقوب انقذه، رَجَعَ الرُّسُلُ إِلَى يَعْقُوبَ قَائِلِينَ: "أَتَيْنَا إِلَى أَخِيكَ، إِلَى عِيسُو، وَهُوَ أَيْضًا قَادِمٌ لِلِقَائِكَ، وَ أَرْبَعُ مِئَةِ رَجُل مَعَهُ"( تك ٣٢ : ٦) شعرابونا يعقوب بالخوف وأن عيسو داخل حرب معه "فَخَافَ يَعْقُوبُ جِدًّا وَضَاقَ بِهِ الأَمْرُ ، فَقَسَمَ الْقَوْمَ الَّذِينَ مَعَهُ وَالْغَنَمَ وَالْبَقَرَ وَالْجِمَالَ إِلَى جَيْشَيْنِ" ( تك ٣٢ : ٧ ) وطلب الله "وَقَالَ يَعْقُوبُ: "يَا إِلهَ أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَإِلهَ أَبِي إِسْحَاقَ، الرَّبَّ الَّذِي قَالَ لِيَ: ارْجعْ إِلَى أَرْضِكَ وَإِلَى عَشِيرَتِكَ فَأحُسِنَ إِلَيْكَ صَغِيرٌ أَنَا عَنْ جَمِيعِ أَلْطَافِكَ وَجَمِيعِ الأَمَانَةِ الَّتِي صَنَعْتَ إِلَى عَبْدِكَ. فَإِني بِعَصَايَ عَبَرْتُ هذَا الأُرْدُنَّ، وَالآنَ قَدْ صِرْتُ جَيْشَيْنِ. نَجنِي مِنْ يَدِ أَخِي، مِنْ يَدِ عِيسُوَ، لأَني خَائِفٌ مِنْهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَضْرِبَنِي" ( تك ٣٢ : ٩ - ١١ ) وبعد ذلك يقول الكتاب "وَبَاتَ هُنَاكَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ وَأَخَذَ مِمَّا أَتَى بِيَدِهِ هَدِيَّةً لِعِيسُو أَخِيهِ مِئَتَيْ عَنْزٍ وَعِشْرِينَ تَيْسًا، مِئَتَيْ نَعْجَةٍ وَعِشْرِينَ كَبْشًا، ثَلاَثِينَ نَاقَةً مُرْضِعَةً وَأَوْلاَدَهَا، ( تك ٣٢ : ١٣ - ١٥ ) قدم كل هذا الخير لعيسو كهدية عله يراها فيتحنن قلبه عليه فبقى يعقوب وحده وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر "أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ، وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ وَقَالَ "أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ" فَقَالَ "لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي". ( تك ٣٢ : ٢٣ - ٢٦ ) سبق وذكرنا أن ربنا يسوع المسيح موجود في العهد القديم وله ظهورات في العهد القديم هذه من احدي ظهورات الابن في العهد القديم لما صارع ابونا يعقوب فَقَالَ "لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي" فَقَالَ لَهُ: "مَا اسْمُكَ؟" فَقَالَ: "يَعْقُوبُ" فَقَالَ: "لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ،لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ" وَسَألَ يَعْقُوبُ وَقَالَ: "أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ" فَقَالَ "لِمَاذَا تَسْألَ عَنِ اسْمِي؟" وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. ( تك ٣٢ : ٢٧ - ٢٩ ) س: ما هذا المشهد العجيب ؟؟؟ ج: مشهد لوجود وانتصار عمل الله على عدو الخير. إستمر يصارع مع الله حتى طلوع الفجر مشهد الصراع حتى طلوع الفجر هذا مشهد لربنا يسوع المسيح في بستان جثسيماني صارعه حتى طلوع الفجر استمر يصارع الله حتى طلوع الفجر ، المسيح الذي قدم لنا الخلاص بالالام هو الذي صارعه حتى طلوع الفجر . إنخلع حق فخذه فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِه مثلما قيل عن ربنا يسوع أن عظمة من عظامه لا تكسر تقدم الكل فى الموكب وسجد سبع مرات في الموكب لمقابلة عيسو وضع يعقوب الجاريتن أولا ثم ليئة وبعدها راحيل المحبوبة في الخلف، وضعهم وراء بعض ، واما هو فاجتاز قدامهم ومن المعروف في أثناء الحرب أن الموجودين في الصفوف المتقدمة أكثر عرضة للخطر والموت ، فكان من المتوقع أن يكون يعقوب خلف راحيل ليكون أكثر أمانا، لكن يذكر الكتاب "وَوَضَعَ الْجَارِيَتَيْنِ وَأَوْلاَدَهُمَا أَوَّلاً، وَلَيْئَةَ وَأَوْلاَدَهَا وَرَاءَهُمْ ، وَرَاحِيلَ وَيُوسُفَ أَخِيرًا وَأَمَّا هُوَ فَاجْتَازَ قُدَّامَهُمْ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْ ضِ سَبْعَ مَرَّاتٍ حَتَّى اقْتَرَبَ إِلَى أَخِيهِ. فَرَكَضَ عِيسُو لِلِقَائِهِ وَعَانَقَهُ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ، وَبَكَيَا" (تك ٣٣ : ٢ - ٤ ) رمز المسيح اللي وضع ذاته من اجلنا المسيح الذي مات من اجلنا الذي تقدمنا وبذل نفسه من اجلنا وضع نفسه أمامنا كلنا ، لذلك "شُكْرًا لِهِا الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ" ( ٢ كو ٢ : ١٤ ، ) كل هذه الرموز رموز لربنا يسوع المسيح الذي فدانا وخلصنا ونجانا. و صنع يعقوب سلام مع عيسو اخيه وعِيسُو رَكَضَ لِلِقَائِهِ وَعَانَقَهُ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ، وَبَكَيَا" هذا رمز لرجوع الامة اليهودية الى بيت ابيهم. عيسو سأل يعقوب لماذا كل الهدايا الكثيرة "قَالَ عِيسُو: "لِي كَثِيرٌ، يَا أَخِي لِيَكُنْ لَكَ الَّذِي لَكَ" فَقَالَ يَعْقُوبُ: "لاَ. إِنْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ تَأْخُذْ هَدِيَّتِي مِنْ يَدِي، لأَني رَأَيْتُ وَجْهَكَ كَمَا يُرَى وَجْهُ اللهِ، فَرَضِيتَ عَلَيَّ خُذْ بَرَكَتِي الَّتِي أُتِيَ بِهَا إِلَيْكَ، لأَنَّ اللهَ قَدْ أَنْعَمَ عَلَيَّ وَلِي كُلُّ شَيْءٍ" وَ أَلَحَّ عَلَيْهِ فَأخَذَ" ( تك ٣٣ : ٩ - ١١ ) ما اجمل احبائي التواضع الذي ينجي! ما اجمل التواضع أن يسجد يعقوب له ويقدم له هدايا ويقول له انت سيدي ! وكذلك ربنا يسوع المسيح من اسرارغلبته لعدو الخير انه كان متواضعا ، لم يقل ابدا كلام افتخار وتعال حتى في ضيقاته كان متواضع حتي وقت الصليب قبل الالم بالاتضاع. رآينا حياة ابونا يعقوب ممتلئة باسرار وبرموز ترمز لربنا يسوع المسيح بداية من البركة التي اخدها من البداية ،وانسان الجسد وانسان الروح وانه اخد ثياب ثياب عيسو و لبسها مثال المسيح الذي لبس جسدنا ،واخد الشعر ووضعه عليه كمثل خطايانا التي وضعت عليه ، رآينا بركة ابونا اسحاق ليعقوب بركة ممتلئة كلام مسياني ،رآيناه عندما خرج و وقت غروب الشمس اخد حجر ونام واضجع ورآي رؤية السلم وأحضر زيتا وصب الحجر ورفع قدميه كلها اسرارعن الصليب والموت والقيامة وحلول الروح القدس ، رآيناه وهو في بيت لابان لما تقابل مع راحيل عند البئر وثلاث قطعان منتظرة وذكرنا أن الثلاث قطعان هم الاباء والناموس والانبياء والذي حرك الحجر في النهاية هو يعقوب ويعقوب لما حرك الحجر وقابل راحيل رفع صوته وبكى وانه قبلها وهذا قبول المسيح للكنيسة ورآينا تعبه ليقتني راحيل وانه اخد اولا ليئة ضعيفة العينين كنيسة العهد القديم ، وفي النهاية رآيناه لما رجع مرة أخري واخذ باقى موكب النصرة لبيت ابيه ليرجعنا لبيتنا السماوي و ترجع الامه اليهودية في النهاية للايمان بشخص ربنا يسوع المسيح كلما نتعمق وندخل في الشخصيات كلما نري المسيح ونقول "هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ! ( يو ١ : ٢٩ ). بنعمه ربنا سندرس المرة القادمة المسيح في شخص ابونا يوسف ويوسف ممتليء اسرار بنعمة ربنا سوف ندرسه في حلقتين ان شاء الله ولالهنا المجد دائما ابديا آمين

المسيح في شخصية ابينا يعقوب

بِسْم الآب وَالإِبْن وَالرُّوح القُدُس الإِله الوَاحِد آمِين فَلْتَحِل عَلِينَا نِعْمِتُه وَبَرَكْتُه الآنْ وَكُلَّ أوَان وَإِلَى دَهْر الدُّهُور كُلَّهَا آمِين بنعمة ربنا نستكمل دراستنا عن شخصيات ترمز لربنا يسوع المسيح في العهد القديم سبق وذكرنا ان ربنا يسوع كائن قبل كل الدهور "مولود من الاب قبل كل الدهور" فالابن موجود في العهد القديم موجود في اربع محاور: 1 - محور عن ( ظهورات للابن في العهد القديم) 2 - محور عن ( نبوات في العهد القديم) 3 - محور عن ( رموز مسيانية في العهد القديم) وهو محور مهم جدا به كلام مفرح ومعزي عن أن ربنا المسيح يشير الي نفسه من بداية حالة الفردوس وهو فى شجرة الحياة ورأينا المسيح في فلك نوح وفي الصخرة وفي خروف الفصح و المن والذبائح والاعياد وفى ثياب رئيس الكهنة وفي شريعة تطهير الابرص المسيح موجود فى رموز كثيرة جداً فى العهد القديم. 4 - محور عن ( شخصيات في العهد القديم) ودرسنا المسيح في شخصيات ، درسنا السيد المسيح فى شخصية آدم وهابيل و نوح و ملكي صادق وأبونا ابراهيم في جزءين ودرسنا المسيح في شخصية ابونا اسحاق واليوم والمرة القادمة ندرس المسيح في شخصية ابونا يعقوب ابو الاسباط شخصية كبيرة ممتلئة اسرار و جمال و رموز لربنا يسوع المسيح. السيد المسيح في شخصية يعقو ب قصة حياة ابونا يعقوب ممتلئة برموز لربنا يسوع المسيح بالرغم من وجود ضعفات في شخصيته فتجد بعض المكر والخداع والكذب والحيل البشرية. س: كيف نقول عن شخصية ترمز لربنا يسوع و بها هذه الضعفات ؟ ج : الرب يسوع استخدم كل أنسان ليشير اليه فقد استخدم البشرية بكمال ضعفها وجاء من خلالها ، مثلما توجد زانيات في نسل الرب يسوع مثل ثامار وراحاب والتي لآوريا الحثي. يعقوب معناه: - يتعقب او يختلس فقد جاء في عقب عيسو يعقوب إنسانا كاملا يذكر عنه "يَعْقُوبُ إِنْسَانًا كَامِلا يَسْكُنُ الْخِيَامَ" ( تك ٢٥ : ٢٧ ) كلمة كاملا هنا هي وصف أعلي من يعقوب بضعفاته ، فالله يستخدم الضعفات البشرية ليعلن نفسه من خلالها "عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ"( ١ تى ٣ : ١٦ ) في حياة الجسد رأينا المسيح يجوع ويعطش ويتألم ويستخدم البشرية كاملة. نري في حياة ابونا يعقوب ثلاث مراحل:- المرحلة الاولي : وهي وجود ابونا يعقوب في بيت أبوه ابونا اسحاق وهي ترمز للناموس والانبياء وهي مرحلة ما قبل المسيح المرحلة الثانية : بعدما ا خذ البكورية وعيسو كان يطلب قتله و طلب من يعقوب ان يذهب لخاله لابان وهذه مرحلة التشتت والمطاردة وكان يعقوب غنيا جدا لكنه مشتت وهذا ماتم مع الامة اليهودية حاليا فرغم غناهم انهم يسيطروا علي الاقتصاد الا انهم مشتتين في كل انحاء العالم. المرحلة الثالثة والاخيرة: رجوع ابونا يعقوب الي بيت ابوه وهي ترمز لرجوع الامة اليهودي ة للمسيح وقبولها ودخولها للايمان. عيسو ويعقوب إنسان الجسد وإنسان الروح في البداية يتحدث الكتاب عن وجود تؤام في بطن امنا رفقة "َتَزَاحَمَ الْوَلَدَانِ فِي بَطْنِهَا"( تك ٢٥ : ٢٢ ) عيسو و يعقوب: هما يرمزا من البداية الي أنسان الجسد و أنسان الروح ، وقد كان بينهما صراع منذ ان كانا في بطن امهما، مثلما قال معلمنا بولس الرسول "لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ " (غلا ٥ : ١٧ ) خرج اولا عيسو ويتعقبه يعقوب: "وَبَعْدَ ذلِكَ خَرَجَ أَخُوهُ وَيَدُهُ قَابِضَةٌ بِعَقِبِ عِيسُو، فَدُعِيَ اسْمُهُ "يَعْقُوبَ" (تك ٢٥ : ٢٦ ) عيسو الاول أشارة الي آدم أنسان الجسد ويعقوب الثاني أشارة للمسيح أنسان الروح أدم الثاني فقد آتي آدم أولا من الارض ثم جاء المسيح ، كما قال معلمنا بولس الرسول "الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ " ( ١ كو ١٥ : ٤٧ ) ، "صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا" ( ١كو ١٥ : ٤٥ ) ذكر عن ابونا أدم "بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ " ( رو ٥ : ١٢ ) ودخل البر الي العالم بربنا يسوع المسيح. صار بكرا فَقَالَ لَهَا الرَّبُّ: "فِي بَطْنِكِ أُمَّتَانِ، وَمِنْ أَحْشَائِكِ يَفْتَرِقُ شَعْبَانِ: شَعْبٌ يَقْوَى عَلَى شَعْبٍ، وَكَ بِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ". ( تك ٢٥ : ٢٣ ) أشارة لشخص ربنا يسوع المسيح يأتي كثاني ولكنه يسود ويصير بكرا "لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ" ( رو ٨ : ٢٩ ) وتصير كل البركات بأدم الثاني المسيح ، لذلك أخذ يعقوب البكورية من عيسو بطبق العدس وأستهان عيسو ببركات البكورية واستباح وفرط فيها وباعها قائلا "هَا أَنَا مَاضٍ إِلَى الْمَوْتِ، فَلِمَاذَا لِي بَكُورِيَّةٌ؟" ( تك ٢٥ : ٣٢ ) أخذ ابونا يعقوب بركات البكورية بحيلة ولكنها بوعد آلهي "فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: "تَقَدَّمْ وَقَبلْنِي يَا ابْنِي". فَتَقَدَّمَ وَقَبَّلَهُ، فَشَمَّ رَائِحَةَ ثِيَابِهِ وَبَارَكَهُ، وَقَالَ: "انْظُرْ! رَائِحَةُ ابْنِي كَرَائِحَةِ حَقْل قَدْ بَارَكَهُ الرَّبُّ. فَلْيُعْطِكَ اللهُ مِنْ نَدَى السَّمَاءِ وَمِنْ دَسَمِ الأَرْضِ. وَكَثْرَةَ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. لِيُسْتَعْبَدْ لَكَ شُعُوبٌ، وَتَسْجُدْ لَكَ قَبَائِلُ. كُنْ سَي دًا لإِخْوَتِكَ، وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُ مكَ . لِيَكُنْ لاَعِنُوكَ مَلْعُونِينَ، وَمُبَارِكُوكَ مُبَارَكِينَ". ( تك ٢٧ : ٢٦ - ٢٩ ) نلاحظ في الآيات السابقة وجود كلام أكبر من الشخص مثل كُنْ سَي دًا لإِخْوَتِكَ، وَلْيَسْجُدْ لَكَ بَنُو أُمكَ هنا نجد وعود مسيانية مختفية في هذا الشخ ص وفي هذة البركة ، هنا نفكرفي شخص ربنا يسوع المسيح بنسبه 70 % ونفكر في الشخصيه بنسبه 30 % لنري المسيح في الشخصية. ألبست يديه وملاسة عنقه جلود جديي المعزى "وَأَخَذَتْ رِفْقَةُ ثِيَابَ عِيسُو ابْنِهَا الأَكْبَرِ الْفَاخِرَةَ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَهَا فِي الْبَيْتِ وَأَلْبَسَتْ يَعْقُوبَ ابْنَهَا الأَصْغَرَ، وَأَلْبَسَتْ يَدَيْهِ وَمَلاَسَةَ عُنُقِهِ جُلُودَ جَدْيَيِ الْمِعْزَى" )تك ٢٧ : ١٥ - ١٦ ) عندما ارتدي يعقوب الثياب صار رمزا و أشارة الي المسيح الذي اخذ الجسد البشري واخذ طبيعتنا والشعر يرمز دائما في الكتاب المقدس الي الخطايا ، فهو ينبت من الجسد وله جذر مغروس داخل الجسد، ولذلك يصلي الكاهن علي المذبح ” أُقتُل سائر حركاته المغروسة فينا “ ونقول في تسابيح كيهك ”الخطيه من طبعى وانت طبعك الاحسان ليس عبد بلا خطيه ولا سيد بلاغفران“ صار يعقوب رمزا للرب يسوع المسيح الذي أخذ طبيعتنا بالثياب وحمل خطايانا "هُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي الْمُذْنِبِينَ" ( إش ٥٣ : ١٢ ) لذلك الشعر الذي كان علي ابونا يعقوب لم يكن ينبع من داخله بل يرتديه خارجيا، ظاهريا من الخارج ، اشارة أن الرب يسوع المسيح بلا خطية ولكنه حمل خطايانا في جسده ، وأخذ من أمنا العذراء الجسد ( الثياب) ، لكن الخطية خارجة عن طبعه هو أخذ شكلها فقط "لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ." ( ٢ كو ٥ : ٢١ ) ، "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا" ( يو ١ : ١٤ ) الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو كلمة محيرة قالها اسحاق لابنه قَالَ: "الصَّوْتُ صَوْتُ يَعْقُوبَ، وَلكِنَّ الْيَدَيْنِ يَدَا عِيسُو" ( تك ٢٧ : 22) الرب يسوع في حياته علي الارض كان محيرا، احيانا يدعونه انسان وأحيانا اخري يدعونه آلها، يبكي عند قبر لعازر ثم يقول لعازر هلم خارجا، يعطش ومع ذلك يقول انا هو ماء الحياة ، يجوع ويطلب طعام ويشبع الجموع بخمس خبزات وسمكتين . لذلك أحتار فيه الناس من هو ؟؟؟ هو الله الظاهر في الجسد ، لذلك سأل تلاميذه "لَمَّا جَاءَ يَسُوعُ إِلَى نَوَاحِي قَيْصَرِيَّةِ فِيلُبُّسَ سَألَ تَلاَمِيذَهُ قِائِلاً:"مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِن ي أَنَا " )مت ١٦ : ١٣ ) سأل هل تروني انسان ام آله ؟ يدين عيسو ام صوت يعقوب ؟؟ لذلك عندما "أَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَقَالَ :"أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَ يِ!". فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:"طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا، إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَمْ يُعْلِنْ لَكَ " ( مت ١٦ : ١٦ - ١٧ ) البركة بتدبير آلهي أبونا يعقوب حمل البركة وابونا اسحاق باركه و كان يمكن أن يعطي الله أشارة لابونا أسحاق ليعرف أن يعقوب ليس البكري ، ولكن ها كانت اشارة الهية ان الله يريد مباركة يعقوب وان يتمم ارادته الله يحرك الاشخاص و يتمم أرادته عن طريقهم ، فالله يحرك الأشخاص فسمح ان يبارك يعقوب ووعده بالبركة قائلا "كَبِيرٌ يُسْتَعْبَدُ لِصَغِيرٍ"( تك ٢٥ : ٢٣ ) البركة كانت بتدبير الهي ، فان الله يتمم أرادته عن طريق اشخاص برغم ضعفاتهم البشرية في البركة التي أعطاها أسحاق ليعقوب قال "بَارَكْتُهُ؟ نَعَمْ، وَيَكُونُ مُبَارَكًا". )تك ٢٧ : ٣٣ ) يستخدم الله الاحداث والاشخاص ليعلن تدابيره ، بالرغم أن في الحدث أخذ يعقوب البركة بطريقة غير لائقة بحيلة وخداع واستغلال لضعف بصر وشيخوخة ابونا اسحاق الا ان الله تمم تدبيره به ولم يندم ابونا اسحاق عن بركته وتمم التدبير الآلهي حتي عندما علم بالحقيقة وعندما آتي عيسو ليطلب البركة و قَالَ: "أَمَا أَبْقَيْتَ لِي بَرَكَةً؟" فَأجََابَ إِسْحَاقُ وَقَالَ لِعِيسُو: "إِن ي قَدْ جَعَلْتُهُ سَيدًا لَكَ، وَدَفَعْتُ إِلَيْهِ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ عَبِيدًا، وَعَضَدْتُهُ بِحِنْطَةٍ وَخَمْرٍ. فَمَاذَا أَصْنَعُ إِلَيْكَ يَا ابْنِي؟"( تك ٢٧ : ٣٦ - ٣٧ ) ملحوظة: كلمة حنطة وخمر في الكتاب المقدس رمز مسياني كبير لسر الافخارستيا فَقَالَ عِيسُو لأَبِيهِ: "أَلَكَ بَرَكَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ يَا أَبِي؟ بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا يَا أَبِي". وَرَفَعَ عِيسُو صَوْتَهُ وَبَكَى فَأجَابَ إِسْحَاقُ أَبُوهُ: "هُوَذَا بِلاَ دَسَمِ الأَرْضِ يَكُونُ مَسْكَنُكَ، وَبِلاَ نَدَى السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَبِسَيْفِكَ تَعِيشُ، وَلأَخِيكَ تُسْتَعْبَدُ،وَلكِنْ يَكُونُ حِينَمَا تَجْمَحُ أَنَّكَ تُكَ سرُ نِيرَهُ عَنْ عُنُقِكَ". ( تك ٢٧ :38 - ٤٠ ) بما أن عيسو أنسان جسداني يقارن الروحيات بالجسديات ظن ان هناك بركة اخري بعدم فهم قال "أَلَكَ بَرَكَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَطْ يَا أَبِي؟ بَارِكْنِي أَنَا أَيْضًا" ولكنها بركة واحدة هي المسيح "يَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ" ( تك ٢٢ : ١٨ ) وليس في الانسال فهي بركة واحدة وفي بركة اسحاق لعيسو صارت له عقوبة بلا دسم الارض وبلا ندي ولاخيك تستعبد فيذكر الكتاب "فَحَقَدَ عِيسُو عَلَى يَعْقُوبَ مِنْ أَجْلِ الْبَرَكَةِ الَّتِي بَارَكَهُ بِهَا أَبُوهُ. وَقَالَ عِيسُو فِي قَلْبِهِ:"قَرُبَتْ أَيَّامُ مَنَاحَةِ أَبِي، فَأقَتُلُ يَعْقُوبَ أَخِي". ( تك ٢٧ : ٤١ ) الهروب من الشر - هرب يعقوب من وجه أخيه عيسو وعلمت أمنا رفقة فأخبرت يعقوب ليهرب وذكرت لابونا اسحاق عدم رغبتها في زواج يعقوب من بنات بني حث وطلبت منه ان يذهب يعقوب لاخيها وبعدها "فَدَعَا إِسْحَاقُ يَعْقُوبَ وَبَارَكَهُ، وَأَوْصَاهُ وَقَالَ لَهُ: "لاَ تَأْخُذْ زَوْجَةً مِنْ بَنَاتِ كَنْعَانَ. قُمِ اذْهَبْ إِلَى فَدَّانَ أَرَامَ، إِلَى بَيْتِ بَتُوئِيلَ أَبِي أُمكَ، وَخُذْ لِنَفْسِكَ زَوْجَةً مِنْ هُنَاكَ، مِنْ بَنَاتِ لاَبَانَ أَخِي أُ مكَ. وَاللهُ الْقَدِيرُ يُبَارِكُكَ، وَيَجْعَلُكَ مُثْمِرًا،وَيُكَثرُكَ فَتَكُونُ جُمْهُورًا مِنَ الشُّعُوبِ. وَيُعْطِيكَ بَرَكَةَ إِبْرَاهِيمَ لَكَ وَلِنَسْلِكَ مَعَكَ، لِتَرِثَ أَرْضَ غُرْبَتِكَ الَّتِي أَعْطَاهَا اللهُ لإِبْرَاهِيمَ". فَصَرَفَ إِسْحَاقُ يَعْقُوبَ فَذَهَبَ إِلَى فَدَّانَ أَرَامَ، إِلَى لاَبَانَ بْنِ بَتُوئِيلَ الأَرَامِيِ، أَخِي رِفْقَةَ أُم يَعْقُوبَ وَعِيسُوَ. ( تك ٢٨ : ١ - ٥ ) وأن يعقوب سمع لأبيه وأمه عندما فرغ أبونا اسحاق من بركة يعقوب وخرج يعقوب من لدنه ومشي وكان خائفا ومضطربا ولكن الله طمأنه بأنه سيكون معه وسيأخذ زوجة من هناك، ولم يتمرد أبونا يعقوب وأطاع مثلما أطاع ابونا أسحاق سابقا ويذكر "وَأَنَّ يَعْقُوبَ سَمِعَ لأَبِيهِ وَأُ مهِ وَذَهَبَ إِلَى فَدَّانَ أَرَامَ" ( تك ٢٨ : ٧ ) هناك نقاط مضيئة في حياة الشخص تشير بوضوح لشخص ربنا يسوع مثل الطاعة فقد ذكر عن ربنا يسوع "وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا" ( لو ٢ : ٥١ ) ذلك رمز من الرموز المسيانية في شخصية يعقوب نلاحظ هنا لم يتم اي لون من الوان العتاب بين أسحاق ويعقوب بل علي العكس فقد أكد اسحاق الامر في حديثه مع عيسو ، وذلك ل لتاكيد علي ان الامر بتدبير آلهي وندخل لمرحلة جديدة من مراحل حياة يعقوب ذكرنا سابقا الثلاث مراحل وهم المرحلة الاولي : هي وجوده في بيت أبوه ابونا اسحاق المرحلة الثانية : هي ذهابه لخاله لابان وفترة وجوده في بيت لابان الي رجوعه المرحلة الثالثة : رجوعه الي بيت ابوه الشمس غابت فاضجع واستيقظ وبكر كان يعقوب مدللا رقيقا بطبعه و خارجا بمشكله مع اخيه عيسو "فَخَرَجَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ وَذَهَبَ نَحْوَ حَارَانَ. وَصَادَفَ مَكَانًا وَبَاتَ هُنَاكَ لأَنَّ 10 :28 تكوين الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ " بربط عبارة الشَّمْسَ كَانَتْ قَدْ غَابَتْ بما حدث مع ابونا أبراهيم مع وؤياه والجوارح "وَلَمَّا صَارَتِ الشَّمْسُ إِلَى الْمَغِيبِ ، وَقَعَ عَلَى أَبْرَامَ سُبَاتٌ، وَإِذَا رُعْبَةٌ مُظْلِمَةٌ عَظِيمَةٌ وَاقِعَةٌ عَلَيْهِ" )تك ١٥ : ١٢ ) لنحل رموز العهد القديم نلاحظ : الشمس قد غابت و الظلمة علي الارض ذلك معناه الصليب "وَأَخَذَ مِنْ حِجَارَةِ الْمَكَانِ وَوَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ، فَاضْطَجَعَ فِي ذلِكَ الْمَكَانِ " )تك ٢٨ : ١١ ) نام يعقوب في المكان و لانه صحراء أخذ حجارة وضعها تحت رأسه توجد عبارات سرية مثل : الشمس غابت - حجارة – اضطجع "وَرَأَى حُلْمًا، وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ، وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِ دَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا. وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا، فَقَالَ: "أَنَا الرَّبُّ إِلهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلهُ إِسْ حَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ. وَيَكُونُ نَسْلُكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، وَتَمْتَدُّ غَرْبًا وَشَرْقًا وَشَمَالاً وَجَنُوبًا، وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ' )تك ٢٨ : ١٢ - ١٤ ) "وَيَتَبَارَكُ فِيكَ وَفِي نَسْلِكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ " نلاحظ ان هذا نفس وعد ابراهيم ، هو وعد اكبر من الشخص فهي لا تخص ابونا يعقوب بل تشير للرب يسوع في شخص ابونا يعقوب. "وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ، وَأَرُدُّكَ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، لأَن ي لاَ أَتْرُكُكَ حَتَّى أَفْعَلَ مَا كَلَّمْتُكَ بِهِ". فَاسْتَيْقَظَ يَعْقُوبُ مِنْ نَوْمِهِ وَقَالَ: "حَقًّا إِنَّ الرَّبَّ فِي هذَا الْمَكَانِ وَأَنَا لَمْ أَعْلَمْ!". وَخَ افَ وَقَالَ: "مَا أَرْهَبَ هذَا الْمَكَانَ! مَا هذَا إِلا بَيْتُ اللهِ، وَهذَا بَابُ السَّمَاءِ". وَبَكَّرَ يَعْقُوبُ فِي الصَّبَاحِ .." )تك ٢٨ : ١٥ - ١٨ ) هذا مشهد للصليب غابت الشمس ،اضطجع نام ، رأي سلم منصوب، استيقظ وأخذ وعد بالرجوع مرة أخري، هذا هو الموت والقيامة ، لقد رسم أبونا بعقوب صورة حية لعمل المسيح علي الصليب وفي القبر و في القيامة فالشمس قد غابت لما كان المساء = المسيح علي الصليب نام علي حجر وكأن الحجر تمهيد لعمل المسيح علي الصليب ونام فيقال "أنا أضجعت ونمت" = وضع المسيح في قير منحوت وإستيقظ = قيامة المسيح ، نري في كل ذلك أشارة لعمل المسيح في خلاص الانسان أبونا يعقوب مطرود من بيت أبوه ، فالانسان المطرود من الله وجد وسيلة للسماء رآي سلم ، عندما نريد أن نري ونتمتع بالله فالرب يعزي في الضيق فالكتاب المقدس ممتليء بأمور معزية. "وَأَخَذَ الْحَجَرَ الَّذِي وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ وَأَقَامَهُ عَمُودًا، وَصَبَّ زَيْتًا عَلَى رَأْسِهِ" )تك ٢٨ : ١٨ ) هذا مشهد لحلول الروح القدس "وَدَعَا اسْمَ ذلِكَ الْمَكَانِ "بَيْتَ إِيلَ ")تك ٢٨ : ١٩ ( وكأن هذا المكان العلية )الكنيسة( ، ماهي الكنيسة! هي الصليب والقيامة وعمل الروح القدس ومن هنا بدأت و أخذت فكرة تدشين الهياكل والمذابح وصار هذا الموضع لسكني الله )بيت أيل( . نذر يعقوب + "وَنَذَرَ يَعْقُوبُ نَذْرًا قَائِلاً: "إِنْ كَانَ اللهُ مَعِي، وَحَفِظَنِي فِي هذَا الطَّرِيقِ الَّذِي أَنَا سَائِرٌ فِيهِ، وَأَعْطَانِي خُبْزًا لآكُلَ وَثِيَابًا لأَلْبَسَ" )تك ٢٨ : ٢٠ ) + ندر أبونا يعقوب انه سيرد الجميل الي الله وفي بساطته لم يطلب الا ان يأكل ويلبس فقط ، لكن في رجوعه يعود محمل بخيرات كثيرة، وقال عندما تذكر أنا خرجت بعصاي "صَغِيرٌ أَنَا عَنْ جَمِيعِ أَلْطَافِكَ وَجَمِيعِ الأَمَانَةِ الَّتِي صَنَعْتَ إِلَى عَبْدِكَ. فَإِن ي بِعَصَايَ عَبَرْتُ هذَا الأُرْدُنَّ " )تك ٣٢ : ١٠ ) + نذر يعقوب قائلا "وَهذَا الْحَجَرُ الَّذِي أَقَمْتُهُ عَمُودًا يَكُونُ بَيْتَ اللهِ، وَكُلُّ مَا تُعْطِينِي فَإِن ي أُعَ شرُهُ لَكَ" )تك ٢٨ : ٢٢ ( هذا اشارة للكنيسة وعمل الله وسط العالم + نال ابونا يعقوب هذه البركة والحجر الذي نام ورأي عليه الرؤيا السماوية وأعطاه البركة ان يري السلم المنصوب للسماء، ونلاحظ انه لم يتمتع بهذه العطايا طول فترة وجوده في بيت ابوه عندما يعيش الشخص مدللا وفي راحة و في أتكال علي الغني والبشر و غيره ، لا يستطيع أن يتذوق عمل الله السري ، لذلك لا يجب أن تجعل اطمنانك في نفسك ولا فيمن حولك ولا عائلتك ولا فيما تملك بل اجعل اتكالك علي الله ، يقول الله عندما تتخلي عن كل شىء وصرت أنا وحدي لك أعطيت كل شىء ، وهذا ما فعله الله مع يعقوب . عندما كان مدللا نائم علي وسادة ناعمة حرم من بركات كثيرة وعندما نام علي حجر بلا سقف رآي السماء المفتوحة ونال بركات فاقت كل توقعاته ونحن كذلك قد يسمح الله بالتجارب ولكننا نري فيها بركات مخفية ، مثلما قال معلمنا داود النبي "الاتكال علي الرَّ بِ خَيْرٌ مِنَ الاتكال علي البشر. الرجاء بِالرَّ بِ خَيْرٌ مِنَ الرجاء بالرُّؤَسَاءِ " + ضع ثقتك في الله ، ترك أبونا يعقوب الحجر وسار في طريقة وكان الحجر بمثاية نقطة بداية وانطلاق كبيرة جدا ليبدأ مرحلة جديدة في حياته أتكل فيها علي الله وأتكل علي المذبح والصليب والقيامة وحلول الروح القدس. نري بعدها في اصحاح 29 " ثُمَّ رَفَعَ يَعْقُوبُ رِجْلَيْهِ وَذَهَبَ إِلَى أَرْضِ بَنِي الْمَشْرِقِ ")تك ٢٩ : ١ ) نري قصة ارتباطه براحيل و مقابلتها عند البئر وكان في ثلاثة قطعان غنم في انتظاره وانتظار رفع الحجر عن البئر و سنرى رموز جميلة جدا ونري المسيح بشكل أوضح في شخص أبونا يعقوب و نستكمل في الحلقة القادمة ولالهنا المجد دائما ابديا آمين.

كيف أغلب نفسي والعالم

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . احتفلت الكنيسة يا أحبائي يوم الثلاثاء الماضي بعيد استشهاد القديسة العظيمة العفيفة دميانة، ومنذ يومين كان عيد نياحة القديس العظيم مكسيموس،وغداً عيد نياحة أخيه القديس العظيم دوماديوس، والأسبوع القادم عيد نياحة القديس العظيم الأنبا انطونيوس، والأسبوع بعد القادم عيد نياحة القديس العظيم الأنبا بولا،غنى،نماذج، الكنيسة تضع لنا هذه النماذج لكي ما تقول لنا تشجعوا فهم شبان، هم أغنياء، هم تركوا العالم، هم غلبوا المباهج، غلبوا المناصب لذلك أقول لكم ثلاثة كلمات مهمين جداً:- ١- محبة الله. ٢ـ غلبة النفس. ٣- غلبة العالم. أولا : محبة الله : ما المقصود بمحبة الله؟!أنه عندما يختبر الإنسان محبة الله داخله سيرى أشياء كثيرة جداً، أحياناً نحب الله بالكلام وليس بالأفعال، أحياناً نحب الله نظرياً، أحياناً نحب الله لكن غير مدركين مقدار الحب المطلوب مننا، التي قال عنها معلمنا بولس الرسول "وتعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة"، ولكي نكون مبوسطين في الكلام أقول لك لكي أحب الله لابد أن أرى مقدار حبه لي، لكي أحب الله لابد أن أرى ماذا فعل هو معي، للأسف الذي فعله الله معنا كثيراً ما نراه أنه أمر عام وعادي، عام أي أنه للجميع، عادي لأنه الله حلو وجميل وطيب وحنين،الله غفر لنا،الله صلب لأجلنا، الله خلقنا، أمر عام وعادي، لكن في الحقيقة مقدار إدراك هذا الحب أن تعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة، أقول لك مثال بسيط الناس كلها تتحدث عن دكتور مجدي يعقوب وجميعهم يحبوه وجميعهم يتحدثون عن فضائله، وجميع الناس تسمع عنه كلام طيب في كل العالم هذا شيء جيد جداً، لكن هناك فرق بين أنك تسمع عنه وأنه مثلاً قام بإجراء عملية لك، لا فهذا الأمر مختلف تماماً، فهو أنقذ حياتي من الموت، فهو أجرى لابني عملية فأنا مديون له بكثير جداً، هناك فرق بين أن أكون سمعت عن الله وأحببت الله بمجرد أفكار أو نظريات أو كلام غير أنني لمست الله، غير أنني رأيت الله، غير أنني عاشرت الله، كم غفر لي، أنا سيء جداً،كم ستر الله علي، فأنا إذا ظهرت عيوبي هذه للناس فلا أحد يحتمل أن يتطلع لوجهي،كم غفر الله لي، كم أن الله يعرف عني كل شيء ومتأني علي، كم محبة صليبه، لذلك القديس يوحنا سابا أو الشيخ الروحاني يقول لك "ساعة ما أدركوا مقدار محبته في قلوبهم ما صبروا أن يبقوا في أفراح العالم ساعة واحدة"، الست دميانة أو مكسيموس أو دوماديوس أو الأنبا انطونيوس أو الأنبا بولا ما صبروا ساعة ما أدركوا. ثانيا غلبة النفس : غلبة الذات، أن لا أعيش لنفسي، محبة الله تجعلني أغلب ذاتي، تجعل جسدي عندما يكون كسول أو يشتهي شرور أو طلباته كثيرة أعرف أن أقول له لا، أقول له لا بالمحبة، غلبت بالمحبة التي داخلي،رصيد الحب الذي داخلنا يا أحبائي هو الذي يحدد أشياء كثيرة،القديس يوحنا ذهبي الفم كان يقول لك "أنظر إلى الحب الذي بداخلك وأنت ستعرف إلى أي مدينة تنتمي"، بالحب غلبوا أنفسهم، كان هناك برنامج قريباً مستضيف لأحد الآباء الأساقفة في (قناة كوجي للأطفال)، فطفلة صغيرة كانت تسأل هذا الأسقف وقالت له أنت كنت طبيب، كيف تركت مهنتك كطبيب وأصبحت راهب؟!، فصمت قليلاً فهو يريد أن يبسط لها الأمور فهي طفلة صغيرة جداً، قال لها أنني أحب الله ثم بسط لها الكلام أكثر وقال هناك كلمة تقول "القلب وما يريد" في الحقيقة كانت إجابة جميلة جداً،غلبوا أنفسهم بالحب، فماذا ينتفع شخص يحب الشهرة،يحب المال، يحب المظاهر،بل يقول لك عن مكسيموس ودوماديوس أنهم "خلعوا التيجان ورموها من فوق الرؤوس محبة في الملك"، مثلما نقول"سكنوا في الجبال والبراري والمغاير وشقوق الأرض من أجل عظم محبتهم"، انتبهوا من كلمة "محبتهم في الملك المسيح"، غلبوا أنفسهم، الأنا، أحد القديسين كان يقول "أنا ليس لي عدو إلا ذاتي"، أكثر شيء يمكن أن يعطل الإنسان هي الذات عندما أضعها بيني وبين الله، عندما أنحاز دائما لذاتي، لأنا، لحقوقي، لنصيبي، أريد النصيب الأكبر، أريد كرامة أكثر، أريد أن الناس تراني، أريد الشهرة، أريد الذات، غلبوا أنفسهم، معلمنا بولس الرسول قالوا له أنت سوف تذهب لأورشليم سوف تتعذب هناك وتموت لا تذهب فقال لهم لا أني لست احتسب لشيء، أي لا يهمني ولا نفسي ثمينة عندي أنا لست أعيش لذاتي، لذلك قال كلمة جميلة "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في"، غلب الذات، انتبه من ذاتك، انتبه من أن ترى كرامتك في كل شيء، ترى الأنا في كل شيء، وتكون حساس جداً لنفسك، كأمثلة لذلك عندما تقول هذا الشخص لم يسلم علي، لم ينظر لي، لم يقدرني، لم يجلب لي، لم يفعل لي، لم يسأل،هذه الذات هي سبب عدوات كثيرة وسقطات كثيرة ووقوع في ملذات كثيرة لماذا؟ لأن الإنسان يريد أن يدلل ذاته، يريد أن يشبع ذاته، لا يستطيع أن يقول لنفسه لا، لكنهم غلبوا أنفسهم. ثالثا غلبة العالم : الذي يعرف أن يحب الله يعرف أن يغلب ذاته، والذي يعرف أن يحب الله ويغلب ذاته يعرف أن يقوم بالنقطة الثالثة وهي أن يغلب العالم الذي لا يستطيع غلبته بسهولة، العالم بمعنى المناصب، الكرامات، قديسة مثل القديسة دميانة هي فتاه ومن المؤكد أن الفتاه تحب التدليل، تحب الزينة، تحب المقتنيات، تحب الذهب والفضة والملابس هذا شيء طبيعي وفطري في البنت، لكن عندما يدخل المسيح القديسين يقولون عليها استبدال شهوة بشهوة، عندما يدخل المسيح الإنسان يفطم، قال "أن محبة الله غربتني عن البشر والبشريات"،كفى فأنا لا أريد شيء مكسيموس ودوماديوس كان منزلهم عبارة عن قصر لكن كانوا ناس أتقياء، وكان منزلهم دائمًا مفتوح لضيافة الرهبان، فشاهدوا نماذج من الرهبان، فأحبوا أن يتركوا العالم ويصبحوا رهبان، فقالوا لوالدهم ووالدتهم نحن سوف نذهب لزيارة الرهبان لكن كانت نيتهم ليست زيارة لكن أن يذهبوا إلى الدير ولا يعاودوا مرة أخرى،وتخفوا وأصبحوا يبتعدوا وهم فرحين أنهم اختفوا، انظروا إلى أي درجة تموت الذات، فهم كانوا يجتهدوا جداً ويتفننوا في إخفاء حقيقة أننا أولاد الملك لأننا إذا ظهرت شخصيتنا لن يتركنا أحد فيذهبوا إلى بلاد بعيدة،إلى أن تشاء الظروف وتعثر عليهم والدتهم، ولأنها كانت أم تقية ظلت تصلي لله وتشكره، قالت أنا أشكرك يارب أنك جعلت أولادي في هذه الدرجة، وأنهم عباد، أنهم نساك، أنا لا استحق أن يخرج مني أولاد مثلهم، أنا أشكرك لكن أنا لي طلب وهو أن يأتوا معي، فظلت تلح عليهم وتقول لهم ستكونون كما أنتم لن تتزوجوا وسأوفر لكم مكان، ولكنهم رفضوا وقالوا لها لافنحن تركنا العالم، لا نأتي لكي تأتي الجموع إلينا وتقول لنا نأخذ بركة ونزوركم ونجلس معكم ونتحدث معكم وتصلوا لأجلنا، قالوا لا، لدرجة أنه من المعروف أن القديس مكسيموس كان قد اختير لرتبة البطريركية فهرب، إنسان عندما غلب ذاته غلب كل شيء من داخله،نحن يا أحبائي عندما نجد أنفسنا مغلوبين من أنفسنا، مغلوبين من مباهج العالم،نعرف أن محبة الله قليلة بداخلنا،لذلك إذا أردت أن تعالج الأمر من الداخل احتذي بالقديسين في حياتك واجعلهم أصدقائك جداً، قل لهم ماذا فعلتم؟ وكيف أصبحتم هكذا؟!فأنا أنغلب أمام كوب لبن،كوب نسكافيه، ..... إلخ، أنا لا يوجد أضعف مني، ما هذا الذي أنا فيه؟ أقول لك لا تعالى وأنا أجعلك تشاهد أنك كيف تكون متصل بالله وشبعان بالله وتكون مرهب للشياطين، يقول لك كانت الشياطين تحاول أن تحاربهم ولا تعرف، الشياطين كانت تحاول تزعجهم، ولكن مكسيموس ودوماديوس كانوا بالنسبة لهم هذه الشياطين كانت مثل الذباب الذي يزندون تأثير، لكن يقول لك أن صلاتهم كانت تخرج من أفواههم لسان نار صاعد للسماء لذلك يا أحبائي الكنيسة لم تضع لنا القديسين لكي يكونوا مجرد أبطال فقط لا بل هم نماذج، "أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم"، فترة مقدسة، فترة تغير فينا، فترة تعطينا نماذج حية، عاشوا نفس تحدياتنا مثل الغنى، المظاهر، الجاه،الشباب، ولكنهم داسوا على كل هذا من أجل محبتهم للسيد المسيح ربنا يعطينا أن نكون سامعين وعاملين يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

المسيح في شخصية أبينا اسحق

المسيح في شخصية إسحاق بنعمة ربنا نستكمل دراستنا الممتعه في اكتشافنا لشخص ربنا يسوع المسيح المبارك في شخصيات العهد القديم سبق وذكرنا ان ربنا يسوع في العهد القديم موجود لانه مولود من الاب قبل كل الدهور فالابن موجود في العهد القديم موجود في اربع محاور موجود في ظهورات وموجود في نبوات وموجود في شخصيات وهذا محور دراستنا الحالية وموجود في رموز مثلما درسنا في الحلقات السابقة فالمسيح موجود لا نستطيع ابدا ان نقول ان بدايته كانت بدايه التجسد، لكن هذه كانت بدايته متجسدا " عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ" (۱ تى ٣ : ١٦) ومثلما قال معلمنا بولس في رساله غلاطيه "لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ" (غلا ٤ : ٤) ، ومثلما نصلي في الكنيسة ونقول الكائن في حضنه الابوي كل حين آتى وحل في الحشا البتولي فهو موجود قبل كل الدهور وقبل كل الازمان وهو موجود في العهد القديم وليس فقط في العهد الجديد، لكنه مخفى في العهد القديم ومعلن في العهد وقد درسنا رموز مسيانية في حوالي ١٣ حلقة وجدنا فيها ربنا يسوع المسيح في شجرة المعرفة وفلك نوح وفى التقدمات والاعياد والذبائح وخروف الفصح والصخرة وفي عمود النار وعمود السحاب وفي تابوت العهد وفي خيمة الاجتماع وفي شريعة تطهير الابرص وفي ثياب رئيس الكهنة، بحر كبير درسناه سابقا ورجاء الرجوع له لما له من فائدة كبيرة وحاليا نأخذ دراسة في شخص ربنا يسوع المسيح في الشخصيات في العهد القديم توجد شخصيات كثيرة ترمز لشخص ربنا يسوع المسيح وربما اقول لكم ان ما من شخصية في دراستنا في العهد القديم الا ونجد فيها ظل او لقب او عمل يخص ربنا يسوع، ندرس الشخصية بداية من الاسم لان اسمه ممكن أن يكون به اشارة لربنا يسوع المسيح ، والترتيب في الابناء ، الانجازات وأهم اعماله، وظيفته ، القابه ، نجمع عنه الشواهد الكتابية فى العهد القديم والعهد الجديد نجد اننا كوننا صورة جميلة جدا من خلال هذا الشخص عن ربنا يسوع المسيح واعطيت تدريب لبعض الاخوة الدارسين اثناء دراستهم أن يفكروا في ربنا يسوع المسيح بنسبة %70 ويفكروا في الشخصية بنسبة 30% ، عندما يذكر عن شخص انه شخص بار نفكر في المسيح اكثر ما نفكر عن الشخص، وهكذا عندما يذكر انه كامل او جبار او مخلص او انه في نسله تتبارك جميع قبائل الارض، هكذا يصبح الموضوع اكبر من الشخص لذلك من الرائع ان ندرس شخصية المسيح في الشخصيات درسنا سابقا السيد المسيح في شخصية آدم وهابيل ونوح ، ملكي صادق وأبونا ابراهيم واليوم ندرس شخص ربنا يسوع المسيح القدوس المبارك في شخصية إسحاق. السيد المسيح في شخصية إسحاق حياة اسحاق تذكر بالتفصيل بدايه من تكوين 21 "وَافْتَقَدَ الرَّبُّ سَارَةَ كَمَا قَالَ، وَفَعَلَ الرَّبُّ لِسَارَةَ كَمَا تَكَلَّمَ. فَحَبِلَتْ سَارَةُ وَوَلَدَتْ لِإِبْرَاهِيمَ ابْنَا فِي شَيْخُوخَتِهِ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي تَكَلَّمَ اللَّهُ عَنْهُ" (تك ۲۱ : ۱-۲) بالتفكير في ربنا يسوع المسيح اثناء قراءة هذا الكلام نجد ظل جميل لكلمة مِلْءُ الزَّمَانِ ظل جميل الكلمة ان المسيح جاء افتقد العالم وفرح العالم "وَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ابْنِهِ الْمَوْلُودِ لَهُ الَّذِي وَلَدَتْهُ لَهُ سَارَةُ إِسْحَاقَ". وَخَتَنَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَمَا أَمَرَهُ اللهُ. وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ. وَقَالَتْ سَارَةُ : "قَدْ صَنَعَ إِلَيَّ اللَّهُ ضِحْكًا. كُلُّ مَنْ يَسْمَعُ يَضْحَكُ لِي" (تك ٢١ : ٣-٦) بدأ المسيح يرسم أمام أعيننا ابن للموعد جاء بوعد الهي بعد زمن طويل جدا بعدما شاخ ابراهيم الابن الذي فرح الكل " وَقَالَتْ: مَنْ قَالَ لِإِبْرَاهِيمَ سَارَةُ تُرْضِعُ بَنِينَ؟ حَتَّى وَلَدْتُ ابْنَا فِي شَيْخُوخَتِهِ!". فَكَبِرَ الْوَلَدُ وَفطِمَ. وَصَنَعَ إِبْرَاهِيمُ وَلِيمَةً عَظِيمَةً يَوْمَ فِطَامٍ إِسْحَاقَ". (تك ۲۱ : ۷-۸) تخللت حياه ابونا اسحاق جوانب كثيرة جدا من حياة ربنا يسوع المسيح، صارت حياته رمز واضح جدا لشخص ربنا يسوع المسيح، لدرجة ان الكنيسة في قداس يوم خميس العهد لم تجد اجمل من حدث ابونا ابراهيم وهو يقدم ابنه اسحاق على المذبح محرقة، لتصلي به كقسمة خميس العهد، ونعلم ان يوم خميس العهد هو عيد سيدي له كرامة كبيره جدا في الكنيسة ان المسيح يقدم ذاته ذبيحة طاعة للآب للتكفير عن خطايا العالم كله لذلك نرى جوانب كثيرة جدا في شخص ابونا اسحاق ترمز الى ربنا يسوع المسيح. موضع سرور اسحاق معني اسمه (ضحك او بهجة او فرح او مسرة ) اسحاق صار مسرة وضحك لابراهيم ابوه وسارة امه وفي الحقيقه هو رمز كبير جدا لشخص ربنا يسوع المسيح كما كان ربنا يسوع المسيح موضع سرور الاب كما يذكر في العماد " هذَا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سَرِرْتُ". (مت ۳ : ۱۷ ، مر ۱ : ۱۱ ، لو ۳ : ۲۲) فهو موضع سرور الاب كما كان ميلاد اسحاق سبب سرور ابونا ابراهيم وامنا سارة وايضا طاعته العجيبة لأبيه اطاع حتى الموت وكانه يقدم صورة جميله جدا عن ربنا يسوع المسيح الذي يقدم ذاته ذبيحه عنا على الصليب، الذي اطاع حتى الموت، وكانت طاعته سبب فرح وسرور للآب و سبب خلاص للجنس البشري. موضع انتظار امنا سارة استمرت دون نسل فتره طويلة ابونا ابراهيم كان عمره 100 سنة، لكن ربنا كان وعده باسحاق من زمان نقرأ في تكوين 18 فَقَالَ: "إِنِّي أَرْجِعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ امْرَأَتِكَ ابن" (تك ۱۸ : ۱۰) نحو زمان الحياة هي نفسها لما جاء ملء الزمان هي في الوقت اللي تكلم الله عنه. في تكوين 21 "فَحَبِلَتْ سَارَةً وَوَلَدَتْ لِإِبْرَاهِيمَ ابْنَا فِي شَيْخُوخَتِهِ، فِي الْوَقْتِ الَّذِي تَكَلَّمَ اللَّهُ عَنْهُ" تك ۲۱ : ۲) ، ما الوقت اللي تكلم الله عنه هو ملء الزمان ده الوعد الالهي. افتقد الرب سارة كما قال هذا المسيح الذي افتقدنا هذا ملء الزمان الذي انتظر فيه ابونا ابراهيم هو وسارة ليكون لهما ابن للموعد، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِي". (غلا ٤ : ٥) انتظرت الخليقة منذ سقوط ابونا ادم وحواء زمن طويل مترقبة النسل، عندما وعد الله ابونا ابراهيم بالنسل، كان يفترض أن يأتي بعد شهر شهرين او سنة، لكنه يأتي بعد 20 سنة زمن طويل جدا ، الله انتظر طويلا جدا وهم مترقبين تحقيق الوعد، وفعلا انتظروا، لكن الله ينتظر لان له حكمة له تدابير فوق عقولنا، لذلك أحب الله أن يمهد العقول والاذهان، فأنتظر زمان لقدوم اسحاق لتصبح الفرحة بقدومه كبيرة، اتخيل ان ابونا ابراهيم تزوج سارة ثم بعد تسع شهور أنجب اسحاق يصبح ولد عادي و طبيعي، لكن عندما يأتي وابونا ابراهيم عمره 100 سنة كم تكون كمية البهجة والفرحة والكرامة لهذا الولد !! وهذا كان رمز لاعداد الله للبشريه للتجسد لمجيء المخلص الذي سيكون موضع مسرة الكل لانه موضع انتظار، هو الذي تحققت فيه الوعود وتحققت فيه النبوات هو الذي مهد الله له البشرية لتستوعب فكرة التجسد ان العذراء سيولد منها ابن، ولما اتم الله كل شيء بالتدبير جاء ملء الزمان وتجسد من امنا العذراء. ثالثا: ابن الموعد لذلك هو ابن موعد ليس ابن عادي، لذلك لم ينجب حتي آتى الزمن المحدد الذي افتقد فيه امنا سارة فحبلت وولدت لابراهيم ابنا ودعا ابراهيم ابنه المولود له اسحاق، الله حقق الوعد في ابراهيم وفي اسحاق لذلك ينظر الاباء لأسحاق على انه ابن موعد وابن بركة لدرجة ان معلمنا بولس الرسول في غلاطية 4 يقارن بين اسحاق وبين اسماعيل لكِنَّ الَّذِي مِنَ الْجَارِيَةِ وُلِدَ حَسَبَ الْجَسَدِ، وَأَمَّا الَّذِي مِنَ الْحُرَّةِ فَبِالْمَوْعِدِ"(غلا ٤ : ٢٣) يا لكرامة ابونا اسحاق يا للفرحه التي ولد بها، يا لعذوبة تحقيق الوعد البهجة بهجة للكل لذلك اسحاق ولد بوعد وحسب الوعد لابراهيم لانه لم يكن له أولاد، ولكنه حسب الروح ولد لان ابونا ابراهيم وسارة كانوا في شيخوخة، قال معلمنا بولس في رومية (مستودع ساره كان میت رمز لربنا يسوع المسيح ابن للوعد الذي جاه بعد نبوات كثيرة كانت تشير الى مجيئه لاجل خلاص العالم، وعد بميلاد ربنا يسوع المسيح من بداية ان نسل المرأه يسحق رأس الحية" هذا هو الوعد وتحقيقه، وهذا ابونا ابراهيم اخذ الوعد ونري تحقيقه وقال " هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ" (تك ٣ : ١٥) لذلك انتظرت الخليقة كلها مولد ربنا يسوع المسيح كأبن للموعد الذي يسحق راس الحية أي ابليس. ختانه في اليوم الثامن " وَخَتَنَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ". (تك ٢١ : ٤) ختان ابراهيم لابنه اسحاق كما أمره الله في اليوم الثامن، كان رمز للختان اللي صنع بربنا يسوع المسيح، هذا كان علامة العهد بين الله وبين شعبه علامة للنسل المختار، العلامة الخفية بين الله و شعبه وتعلن انتمائهم له حياة اسحاق مليئة برموز رائعة. طرد هاجر مع ابنها : فَقَالَتْ لِإِبْرَاهِيمَ: "اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا ، لأَنَّ ابْنَ هَذِهِ الْجَارِيَةِ لَا يَرِثُ مَعَ ابْنِي إِسْحَاقَ". فَقَبُحَ الْكَلَامُ جِدًّا فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ابْنِهِ. فَقَالَ اللهُ لِإِبْرَاهِيمَ: "لَا يَقْبُحُ فِي عَيْنَيْكَ مِنْ أَجْلِ الْغُلَامِ وَمِنْ أَجْلِ جَارِيَتِكَ فِي كُلِّ مَا تَقُولُ لَكَ سَارَةُ اسْمَعْ لِقَوْلِهَا، لَأَنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ وَابْنُ الْجَارِيَةِ أَيْضًا سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً لأَنَّهُ نَسْلُكَ"(تك ۲۱ : ۱۰-۱۳) ابن الجارية يباركه الله لانه نسلك يكون امة عظيمة، لكن الوعد يتحقق في اسحاق. وفي تكوين 22 اصحاح عجيب جدا: وقفة جميلة نأخد منه تاملات عميقة لابونا اسحاق وهو يقدم كذبيحة. ما بين المسيح واسحاق أقتيد للذبح على جبل سنرى الجمال في ربط الشخصيتين واسحاق يقدم كذبيحة على جبل المريا في تكوين 22 " وَحَدَثَ بَعْدَ هَذِهِ الْأُمُورِ أَنَّ اللَّهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهُ: "يَا إِبْرَاهِيمُ !". فَقَالَ "هَأَنَذَا"فَقَالَ خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدُهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدٍ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَشَدَّ عَلَى حِمَارِهِ، وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ، نلاحظ: (وَأَخَذَ اثْنَيْنِ مِنْ غِلْمَانِهِ مَعَهُ سوف نقف عندها قليلا لاحقا وَإِسْحَاقَ ابْنَهُ، وَشَقَّقَ حَطَبًا لِمُحْرَقَةٍ، وَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ الْمَوْضِعَ مِنْ بَعِيدٍ" (تك۲۲ : ١-٤) نلاحظ : الْيَوْمِ الثَّالِثِ مثل ربنا يسوع المسيح الذي مضوا به الى الموضع الذي يقال له الجمجمة ويقال له بالعبرانية الجلجثة. جبل المريا : هو الجبل اللي تقابل فيه ابونا ابراهيم مع ملكي صادق بعد كسرة كدر لعومر الذي اخرج فيه ملكي صادق خبز وخمر وبارك ابراهيم فيها وابونا ابراهيم قدم عشر من كل شيء هو موضع أرونة اليبوسي نقرا عنه في صموئيل الثاني 24 واخبار اول 21 هو الجبل الذي بني عليه هيكل سليمان "وَشَرَعَ سُلَيْمَانُ فِي بِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ، فِي جَبَلِ الْمُرِيَّا حَيْثُ تَرَاءَى لِدَاوُدَ أَبِيهِ، حَيْثُ هَيَّا دَاوُدُ مَكَانًا فِي بَيْدَرِ أَرْنَانَ الْيَبُوسِي" (۲ أخ ۳ : ۱) هو الجبل اللي صلب عليه ربنا يسوع المسيح هو جبل الجلجثه او جبل اورشليم جبل المريا - محتاج درس خاص له وحده جبل فيه اسرار. قدم ابنه على المذبح على جبل المريا هو بذلك صار رمز واضح جدا لذبيحة ربنا يسوع المسيح علي الصليب، وصار رمزا للقيامة، لأن الآب قدم ابنه ربنا يسوع المسيح فدية عن خلاص العالم وعن كل نفس مثلما تقول الآية المعروفة "لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ" ونحن نري ابينا ابراهيم يبذل ابنه الوحيد، نحن نري ذبيحة الابن والآب يقدمه " لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ" سفر التكوين يسرد لنا الحدث بكل تفاصيله، لانه حدث ممتلىء اسرار، لانه يظهر لنا طاعة الابن ويبين لنا محبه الآب، هناك عبارة جميله تقال في تسابيح الكنيسه ثيؤطوكية الاثنين إفرحوا وتهللوا يا جنس البشر لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الحبيب عن المؤمنين به لكي يحيوا إلى الأبد هو يبذل ابنه نرى في هذه التقدمه حب عالي جدا وطاعة عالية جدا وكرامة كبيرة جدا، انظروا اي حُبِّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا. الابن الوحيد اسحاق هو الابن الوحيد وربنا يسوع المسيح يقال عنه الابن الوحيد الجنس، اسحاق ابن الموعد وربنا يسوع المسيح ابن الموعد هذا الابن الذي جاء بعد انتظار طويل وبحب كبير، هذا الذي اخبرنا عن الاب الذي فيه المواعيد مثلما نقول في ثيؤطوكية يوم الاثنين (يسوع المسيح الكلمة الذي تجسد وحل فينا ورأينا مجده مثل مجد ابن وحيد لأبيه قد سر أن يخلصنا) رفع ابراهيم عينيه وابصر الموضع من بعيد لما عقد ابونا ابراهيم النية يذكر لنا أنه سار 3 أيام "وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ رَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَأَبْصَرَ الْمَوْضِعَ مِنْ بَعِيدٍ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ لِغُلَامَيْهِ : اجْلِسَا أَنْتُمَا هَهُنَا مَعَ الْحِمَارِ، وَأَمَّا أَنَا وَالْغُلَامُ فَنَذْهَبُ إِلَى هُنَاكَ وَنَسْجُدُ، ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَيْكُمَا" (تك ٢٢ : ٤-٥) ، وكأن ابونا ابراهيم انفتحت بصيرته الداخلية بالروح الى اليوم الثالث وعاين سر المسيح المصلوب القائم نلاحظ هذا الجزء المهم: كلمة لما راى الموضع من بعيد هذه عباره مسيانيه جدا، عبارة ممتلئة اسرار لقد رأى المسيح القائم من الموت ورأى المسيح المذبوح ابونا ابراهيم لما راى الموضع من بعيد قال للغلامين كلمه عجيبة، ثم نرجع اليكما ، كان من الممكن أن يقول ثم ارجع اليكما، لكن كلمة نرجع اليكما تعني انه ضامن أن يصعد الجبل ويرجع مرة أخرى بعد تقدمته! لذلك ذكر معلمنا بولس في عبرانين :11 بالإيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ الَّذِي قِيلَ لَهُ : " إِنَّهُ بِإِسْحَاقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ" . إِذْ حَسِبَ أَنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى الإِقَامَةِ مِنَ الْأَمْوَاتِ أَيْضًا. (عب ۱۱ : ۱۷ - ۱۹)، معلمنا بولس رائع جدا وهو يفك الرموز. ولذلك قال لهم ربنا يسوع أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ". (يو ٨ : ٥٦) عبارة جميله ابراهيم تهلل ان يرى يومي ونربطها بعبارة ان ابونا ابراهيم راى الموضع من بعيد. ابراهيم رأى الموعد من بعيد وراى يومي ابراهيم رأى اسحاق ابنه في المسيح القائم من الاموات هذا تحقيق جميل للنبوات. فذهبا كلاهما معاً تك 6:22 أما الغلامين السائرين معهما وحاملين حطب، روا لكنهم لم يفهموا ، لانهم في الحقيقه رمز لبني اسرائيل الذين روا ربنا يسوع المسيح والصليب وحيثيات الحكم لكن لم يدركوا قوه الصليب، هم روا لكن لم يؤمنوا، ذهبوا ولكنهم لم يكملوا الرحلة، لذلك يقول معلمنا بولس "أَنَّ الْقَسَاوَةَ قَدْ حَصَلَتْ جُزْئِيًّا لِإِسْرَائِيلَ إِلَى أَنْ يَدْخُلَ مِلْو الأُمَمِ، وَهَكَذَا سَيَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ" (رو ۱۱ : ٢٥ -٢٦) لآن في الآخر يذكر انهم رجعوا معهم. عبارة (اجلسا)أنتما ههنا مع الدابة نذهب ونسجد ثم نرجع إليكما) هذه العبارة، رمز لانه الكل تركوه ساعة الصليب، قال لهم" تَتَفَرَّقُونَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَاصَّتِهِ، وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. وَأَنَا لَسْتُ وَحْدِي لأَنَّ الْآبَ مَعِي" (يو ١٦ :(۳۲) لم يبق أحد معهما، ابراهيم واسحاق فقط، و الآب لم يترك الابن وقت الصلب، فيذكر فذهب كلاهما معا، لأن الذبيحة ذبيحة ابراهيم وهي ايضا ذبيحة اسحاق، لا نستطيع ان نقول ان الابن وحده هو الذي قدم ذاته فالآب قدم ابنه ذبيحة عنا، من خلال الحب، قدم ابراهيم ابنه وقدم اسحاق الابن ذاته من خلال الطاعة الكاملة لابيه، اذن ذهب كلاهما معا، لاجل ذلك اذا قال أحد أن الذبيحة ذبيحة الابن فقط، يكون الرد أن الثالوث القدوس هو الذي فدانا، ذبيحة الصليب هي ذبيحة الاب وهي أيضا ذبيحة ابنه ايضا ليس فقط الآب لذلك يقول" الَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لَا يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟ (رو ۸ : ۳۲) وايضا ذبيحة الابن الذي أطاع حتى الموت موت الصليب الذي يقال عنه "وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانِ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. (في ۲ : ۸) اسحاق حمل حطب المحرقة (تك 4:22) عندما يذكر ان اسحاق اخذ الحطب واخذ المحرقة هذا اشارة لحمل خشبة الصليب وهذا يدل ان ابونا اسحاق لم يكن فتى صغير بل كان شابا ويستطيع الهرب، لكنه قدم ذاته، حملها، مثلما قال اشعياء "وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ" (إش (۹ : ٦) الرئاسة هي حمل الصليب، وكما حمل اسحاق حطب المحرقة هكذا حمل المسيح خشبة الصليب. حديث جميل مع الآب " وَكَلَّمَ إِسْحَاقُ إِبْرَاهِيمَ أَبَاهُ وَقَالَ: "يَا أَبِي!" . فَقَالَ: "هَأَنَذَا يَا ابْنِي" (تك (۲۲ : ۷) كان رمز للحديث اللي دار بين السيد المسيح والله الاب في بستان جشسيماني لما قال "يَا أَبَتاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ. وَظَهَرَ لَهُ مَلَاكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِيهِ. (لو ٢٢ : ٤٢-٤٣) اسحاق في حديثه مع ابونا ابراهيم رمز لحديث ربنا يسوع المسيح في بستان جثسيماني، وما اجمل عبارة معلمنا بولس في العبرانيين " وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ" (عب ٥ : ۷) ما هذا الربط الجميل. اين الخروف للمحرقة تك 8:22 استسلم بالكامل لمشيئة الآب لانه يثق فيه وحمل الحطب وقال إسحاق لأبيه: أين الخروف الذي نقدمه للمحرقة؟ فقال له إبراهيم: إن الله الذي أمرنا أن نذهب ونسجد هو يرى حملاً له للمحرقة يا ابني. ابونا ابراهيم كان بعين الايمان يري ان الله لابد ان يتصرف في أمر المحرقة، وفعلا ربطه ووضعه على المذبح بطاعة كاملة جدا حتى الموت، رمز لطاعة ربنا يسوع المسيح لمشيئة الآب انه يقول اطاع حتى الموت موت الصليب، لكن مبارك ربنا الذي أوضح لنا هذا الرمز الجميل بأنه قال له سيرجع تاني، في اليوم الثالث رجع حيا قال له فَنَادَاهُ مَلَاكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: "إِبْرَاهِيمُ إِبْرَاهِيمُ!". فَقَالَ: "هَأَنَذَا" فَقَالَ: "لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلَامِ وَلَا تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لَأَنِّي الْآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللَّهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي". فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْش وَرَاءَهُ مُمْسكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ الكبش رمز ربنا يسوع المسيح الذبيحة التي فدت ابونا اسحاق "فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشُ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ. فَدَعَا إِبْرَاهِيمُ اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ يَهْوَهُ بِرْأَهُ". حَتَّى إِنَّهُ يُقَالُ الْيَوْمَ: فِي جَبَلِ الرَّبِّ يُرَى". (تك ۲۲ : ۱۱- ١٤) ، لم يمسك ابنه، وكان عنده يقين انه سيرجع، وكان عنده يقين القيامة. موت سارة بعد هذا الحدث يحدثنا الكتاب المقدس عن موت سارة، بعدما انجبت سارة ابنها اسحاق ماتت ودفنت في مغارة اسمها المكفيله وهي ترمز للامة اليهودية كنيسة العهد القديم التي انتهت بعد ان أتت بالسيد المسيح، لكن لم تقبل الايمان "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ" ارسال ابراهيم اليعازر الدمشقى حديث جميل في اصحاح 23 خطوبة ابونا اسحاق لرفقة ارسل ابونا أبراهيم أليعازر الدمشقى ليخطب الاسحاق زوجة مختارة من بنات الله وليس من بنات الكنعانين وطلب اليعازر علامة من الله ان الفتاة التي تسقيه وتسقي الجمال هي التي اختارها وتقابل العبد مع رفقة عند بئر الماء وقت المساء ونزلت الى العين بجرتها وسقت الجمال ودعته الي بيتها وقالت لدينا تبن وعلف هذا رمز للنفس البشرية التي تتقابل مع ربنا يسوع المسيح عند البئر عند المعمودية، هنا نولد للمسيح، فالمعمودية هي الموت والقيامه وهذا ما نتقابل فيه مع المسيح لنبدأ بدايه جديدة وذهب اليعازر وأخبر اهلها ومعه هدايا من ابونا ابراهيم وطلب رفقة زوجة لاسحاق رمز اليعازر الدمشقى رمز رائع جدا للروح القدس الذي جاء يخطبنا للمسيح ويرشدنا ويعلمنا بكل الحق قال " ذَاكَ يُمَجِدُنِي، لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ" (يو ١٦ : ١٤) واخذ معه 10 جمال محملة بكل خيرات ابراهيم ملحوظة: عندما نجد عبارة فيها مبالغه ندرك أن بها سر، لانه ليس من الممكن ان خير ابراهيم كله تحمله 10 جمال، لكنها عبارة سرية اشارة للروح القدس الذي ياخذ مما لي ويخبركم. "فَدَعَوْا رِفْقَةً وَقَالُوا لَهَا: "هَلْ تَذْهَبِينَ مَعَ هَذَا الرَّجُلِ؟ فَقَالَتْ: "أَذْهَبُ" (تك ٢٤ : ٥٨) عندما سألوا رفقة قالت اذهب هذا ارتباط رفقة باسحاق دون ان تراه مثلما قال معلمنا بطرس الرسول عن علاقتنا بربنا يسوع وعلاقة الكنيسة بربنا يسوع "الَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ تُحِبُّونَهُ ذَلِكَ وَإِنْ كُنْتُمْ لَا تَرَوْنَهُ الْآنَ لِكِنْ تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لَا يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ" (ابط ۱ : ۸) هي لم ترى اسحاق لكنها أحبته، ربما في الطريق حدثها اليعازر الدمشقى عن جمال اسحاق، وهذا أجمل ما تراه النفس البشريه بشخص ربنا يسوع المسيح.يظل اليعازر الدمشقى يذكر لها جمال اسحاق وانه سيفرحها ويعوضها عن بيت أباها وهذا هو عمل الروح القدس فهو يحببنا في السماء وفي الوصية وفي شخص ربنا يسوع المسيح ويقول لها مثلما قدمتي الماء أن الله يعوض بالاكثر ويدخلك في عرس دائم ابدي الى الابد. حتي وصلوا وتقابلت مع اسحاق نفسه، وكقول معلمنا يوحنا "مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ" لقاء مع العريس " وَخَرَجَ إِسْحَاقُ لِيَتَأَمَّلَ فِي الْحَقْلِ عِنْدَ إِقْبَالِ الْمَسَاءِ، فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا جِمَالٌ مُقْبِلَةٌ وَرَفَعَتْ رِفْقَةً عَيْنَيْهَا فَرَأَتْ إِسْحَاقَ فَنَزَلَتْ عَنِ الْجَمَلِ. وَقَالَتْ لِلْعَبْدِ : مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الْمَاشِي فِي الْحَقْلِ لِلِقَائِنَا ؟ فَقَالَ الْعَبْدُ "هُوَ سَيِّدِي " فَأَخَذَتِ الْبُرْقُعَ وَتَغَطَّتْ ثُمَّ حَدَّثَ الْعَبْدُ إِسْحَاقَ بِكُلِّ الْأُمُورِ الَّتِي صَنَعَ " (تك ٢٤ : ٦٣-٦٦) وحدثه اليعازر بمحبة وترحيب رفقة. وقت المساء هو وقت الصليب الذي اقترن المسيح فيه بالنفس البشرية، كما يقال هذا الذي أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب وقت المساء على الجلجثة اقترن بها واخذها ومن الخجل قد تغطت وهذا علامة الخضوع وعلامة الحياء وعلامة الحب و علامة الحشمة وهكذا النفس البشريه تخجل من محبة ربنا يسوع وتخضع له وتقدم نفسها عروس له. كان الزواج رمز لاقتناء المسيح للنفس البشرية او لكنيسة العهد الجديد، بعدما كان ابونا اسحاق مرتبط بامه سارة التي كانت رمزا للعهد القديم، لكنها ماتت رمز لعدم ايمانها بالسيد المسيح، وارتبط برفقة ودخلت معه كنيسة العهد الجديد التي احبها وبذل نفسه من اجلها. لن يكفينا مرات ومرات لو درسنا في العلاقه بين شخص ربنا يسوع المسيح في شخصيه اسحاق ربنا يبارك فيكم ويحافظ عليكم وان شاء الله ناخذ الدراسة القادمة حلقتين عن المسيح في ابونا يعقوب اتمنى لكم دراسة ممتعه تفرحوا وتشبعوا فيها وتشوفوا ربنا يسوع المسيح تجدوه وتفرحوا الذي له المجد دائما الى الابد آمين.

المسيح في شخصية أبينا إبراهيم - الجزء الثاني

أولا : شفاعة أبينا إبراهيم. ١- شفاعة أبينا إبراهيم في أهل سدوم وعمورة ( تك 18 ) في الإصحاح الثامن عشر من سفر التكوين نجد ربنا يسوع بيتكلم مع أبونا إبراهيم. "هل أخفي عن عبدي إبراهيم ما أنا فاعله؟" وهذه العبارة كبيرة جدا على أبونا إبراهيم معقولة ربنا يستأذن حد من البشر عشان يعمل أمر ما؟ وهنا لازم نعرف ان لما نلاقي عبارة أكبر من البشر إذن هي تخص السيد المسيح زي ما درسنا في شخصية ملكيصادق لما قيل عنه إنه مشبه بابن الله، وهي عبارة كبيرة على بشر كمان لما ربنا قال لأبونا إبراهيم بنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض، ودي عبارة كبيرة جدا على أبونا إبراهيم، إذا ما المقصود بها؟ المقصود هو السيد المسيح، وليس فقط أبونا إبراهيم خاصة انه قال كلمة ( في نسلك) وليس (في أنسالاك) أي إنه يعني شخص واحد، أي أن المقصود هو السيد المسيح إذن فإن عبارة "هل أخفي عن عبدي إبراهيم ما أنا فاعله ؟ " لا نفهمها إلا في السيد المسيح، لأنه الابن والابن هو الذي يعرف كل شيء فالأب في الابن والابن في الآب والاثنان لهما مشيئة واحدة صحيح أن القصة حقيقية لكنها تشير إلى الابن المسيح ثم نجد أبونا إبراهيم يتشفع في أهل سدوم وعمورة ثم قَالَ الرَّبُّ: «إِنَّ صُرَاخَ سَدُومَ وَعَمُورَةَ قَدْ كَثُرَ ، وَخَطِيَّتُهُمْ قَدْ عَظُمَتْ جِدًّا » وأبونا إبراهيم فكر في لوط كيف يخرجه من المدينة، مع إنه من وقت معركة كدر لعومر التي كانت من 20 سنة تقريبا لم يُذكر لوط أبدا ولا حتى ليشكر عمه إبراهيم وإنما انخرط في أهل سدوم وعمورة وتعايش معهم لهذا تشفع فيهم أبونا إبراهيم من أجل خاطر لوط خد بالك شفاعة أبونا إبراهيم في أهل سدوم وعمورة ليس لأنهم أبرارا أو صالحين، لكن لأن أبونا إبراهيم هو بار صالح لا يريد هلاك أحد وهي دي شفاعة السيد المسيح ليس لأننا أبرار، أو لصلاح فينا، لكن من أجل صلاحه هو لدرجة أن أبونا إبراهيم يقول كلمة كبيرة جدا، وصعبة جدا جدا أديان كل الأرض لا يصنع عدلا( تك 18 : 25) دالة عجيبة جدا بين أبينا ابراهيم وبين الله الآب وكأنه هو السيد المسيح الذي يشفع فينا لدى الآب ويكمل أبونا إبراهيم ويطلب من أجل أهل مدينة سدوم وعمورة لو فيها 50 بار يا ربي لا تهلكها لكن لم يجد فيها 50 بار. كمان يكمل أبونا إبراهيم وقال شرعت ان اكلم المولى وأنا تراب ورماد يارب لو كان فيها 45 طب لو فيها 40 وجادل أبونا إبراهيم ربنا ست مرات يالا شفاعتك يا أبونا إبراهيم يالا دالتك لدى الله كم تكون شفاعتك؟ حتى ان الله يقبل المجادلة منه، ويقبل شفاعته، لأنه إنسان له دالة لدى الله شفاعته توسلية مقبولة أمام الله، فكم تكون الشفاعة الكفارية؟ خد بالك فيه فرق بين الشفاعة التوسلية، و الشفاعة الكفارية التوسلية: هي شخص بار يشفع. الكفارية هي شخص بار ليس فقط يشفع، وإنما أيضا يدفع الحق شفاعة السيد المسيح مقبولة لأنه مساوي للآب ومحبوب لدى الآب يشفع بدمه ذبيحة نفسه يشفع كل حين وليس مؤقتا "بروح أزلي يشفع فينا" شفاعة ربنا يسوع المسيح هي في كل البشر المسيح صالحنا لنفسه ووحدنا به " إِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا. " (1 يو 2: 1 ، 2) شفاعة ابونا إبراهيم كانت مقبولة، لكن لأن أهل سدوم كان شرهم أكبر فلم تنفعهم شفاعته شفاعة ربنا يسوع المسيح قوية ومقبولة نصلي يارب ارحمني يا رب أنقذني يا رب اتدخل يا رب إنت اللي تديني البر من عندك شفاعته مقبولة لأنها بدمه بذبيحة نفسه أمام الأب الآباء القديسين قالوا لنتمسك بالاسم الحلو الحسن. ٢- شفاعة أبينا إبراهيم في ابيمالك (تك 20 ) : لما نزل أبينا إبراهيم إلى منطقة جرار وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَارَةَ امْرَأَتِهِ: «هِيَ أُخْتِي» فَأَرْسَلَ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَخَذَ سَارَةَ - وبالمناسبة لقب ابيمالك هو لقب مثل رئيس أو فرعون وليس اسم شخص - وهنا ظهر الله لابيمالك في حلم ومنعه من الاقتراب من سارة ولكي يحيا أمره الله أن يطلب من إبراهيم أن يصلي من أجله ويشفع فيه كانت شفاعة أبونا إبراهيم في ابيمالك من أجل الشفاء هكذا شفاعة المسيح فينا من أجل الشفاء التمسك بشفاعة ربنا يسوع المسيح لتشفى ولن تخزى "والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم" ثانيا: في ملء الزمان (تك (21) : افتقد الله ابونا ابراهيم وأتم وعده كما قال له سيكون لك نسل ووقتها كان عنده 100 سنة ورقم 100 بيرمز لكمال أمر ما أو لنهاية أمر ما أذن رقم 100 يعني أنه في كمال الزمن نفذ الله وعده لإبراهيم وهو نفس ما قاله معلمنا بولس الرسول " وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّي"(غلا 4: 4) "وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ" (تك 5:21) هذا هو ملء الزمان ملء التاريخ المحدد الذي يأتي فيه المسيح الذي جاء بوعد و نبوات ورموز ابونا ابراهيم هو رمز للثمر الذي يأتي يفتقدنا وينجينا و يخلصنا . ثالثًا: تقدمة أبونا إبراهيم ابنه اسحاق (تك (22): قال الله لابراهيم «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدُهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ». (تك 2:22) إشارة لتقدمة الآب للأبن وحيده حبيبه ليقدمه محرقة للنهاية حتى أسلم الإبن الروح الذي اجتاز الألم للنهاية أبينا ابراهيم خرج بابنه وهو عالم بكل ما سيأتي عليه وربنا قاله أنا عارف إنه ابنك حبيبك الذي أخذت به الوعد وهذا الأمر صعب جدا. ازاي يارب اللي أخذت به الوعد اقدمه محرقه؟ ازاي اللي تقال عنه في نسلك تتبارك جميع قبائل الأرض ربنا يطلبه محرقة؟ عشان كده هذا الأمر هو رمز لشخص السيد المسيح نفسه في الحقيقة، زكريا الكاهن أدرك بالروح هذا الرمز لما قال" لِيَصْنَعَ رَحْمَةً مَعَ آبَائِنَا وَيَذْكُرَ عَهْدَهُ الْمُقَدَّسَ، الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لِإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا" (لو 1: 72 ، 73) أبينا إبراهيم هنا هو رمز للطاعة لله الآب، وهو رمز لطاعة المسيح للمشيئة الإلهية يعني نقدر نقول إن العهد الذي لأبونا إبراهيم هو اختيار الله لواحد مدعو من جنس البشر، ليمثل الله وسط البشر وده رمز لربنا يسوع المسيح الذي به تتبارك جميع قبائل الأرض، وهذا الذي سيكون أمة عظيمة، إذا هذا هو المسيح في الحقيقة، هذا الذي سيكون له النسل كما يقول ربنا يسوع المسيح" لو كنتم أولاد إبراهيم لكنتم تعملون أعمال إبراهيم"( يو38:8) شخصية أبونا إبراهيم شخصية غنية، ولما نتعمق فيها ناخد نصيب كبير، معلمنا بولس الرسول يعلن لليهود أن البركة لم تكن فقط لأهل الختان، أي اليهود وقال لهم لما ربنا وعد إبراهيم بالبركة، هل كان وقتها في الختان أم في الغرلة؟ هل بعد الختان؟ أم قبله؟ في الحقيقة إنه قبله ربنا وعد إبراهيم بالبركة وهو ما زال في الغرلة إذا فإن وعد البركة ليس شرط له الختان، معلمنا بولس استخدم الجزء ده ليثبت أن البركة كانت لنسل كل الأمم وليس لليهود فقط. أخيرًا تلخيص شخصية ابراهيم كرمز لحياة ربنا يسوع المسيح في نقاط محددة ١- الطاعة ابينا ابراهيم بالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثًا، فَخَرَجَ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي. (عب 8:11) ربنا يسوع المسيح إِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّليب (في 2 :2) ٢- غريبا ابينا ابراهيم غريبا عاش بين الخيام ربنا يسوع المسيح عاش غريبا لم يكن له أين يسند رأسه ٣- الفقر الاختياري ابينا ابراهيم افتقر بالرغم من غناه الشديد ولم يكن عنده مكان ليدفن زوجته سارة واشترى مغارة مكفيلة من الحثيين اي انه لم يشتري أي شيء إلا مقبرة لانه "ليس لنا هنا مدينة باقية" ربنا يسوع المسيح لما مات المسيح بالجسد لم يكن له مكان يدفن فيه وجاء يوسف ونيقوديموس ووضعوه في قبر جديد ٤- المذبح ابينا ابراهيم كان ملازما لابينا ابراهيم المذبح في كل مراحل حياته ما أجمل أن يكون لنا علاقة بالمذبح في كل مكان وفي كل وقت كان أبينا إبراهيم رجل المذبح والخيام. ربنا يسوع المسيح المذبح في حياة ربنا يسوع هو الصليب الذي كان ملازما له منذ ميلاده وحتى موته - قيل للعذراء "يجوز في نفسك سيف" - قيل ليوسف البار " قم خذ الصبى واهرب" - قال يسوع لأمه "ينبغي أن أكون فيما لأبي" - وايضا في عرس قانا الجليل "لم تأتي ساعتي بعد" خرج وهو عالم بما سيأتي عليه حين تكلم مع موسى وايليا عن خروجه العتيد. ٥- يهود وأمم. أبينا ابراهيم تزوج بسارة اولا ثم هاجر. ربنا يسوع المسيح اقترن بكنيسة من اليهود والأمم ٦- الشفاعة ابينا ابراهيم شفع في أهل سدوم وعمورة ربنا يسوع المسيح يشفع فينا المسيح بدمه الطاهر من أجل صلاحه ٧- الاتضاع والخدمة ابينا ابراهيم استقبل ضيوفه وغسل أرجلهم اتكئهم تحت شجرة عمل لهم وليمة عظيمة ربنا يسوع المسيح غسل أرجل تلاميذه ضلل عليهم بالصليب (الشجرة) اعطانا جسده ودمه الكريمين (طعام حياة) ٨- البداية ابينا ابراهيم كان هو بداية لنسل يعبد الله ربنا يسوع المسيح هو البداية لجنس بشري يسيروا ورائه وصار لكل الذين يطيعونه خلاص ابدي. صار لنا في حياة إبراهيم معنى جديد هو المسيح ذاته الذي جاء ليدافع عنا " ونحن بعد خطاة جاء المسيح لأجلنا " وجاء ليعرض نفسه للخطر كما إبراهيم في معركة كدر لعومر جاء ليرد لنا ما قد سبي جاء ليرد لي ما هو حقي وما هو ميراثي وما هو نصيبي جاء العدو ليسلبنا ميراثنا ومجدنا وفخرنا وحريتنا فجاء المسيح ليعيدها لنا ولا يطلب الا ان نكون في محبة وفرح وسلام كما كان أبونا إبراهيم محب لسارة التي ترمز للبشرية وللكنيسة هكذا ترى المسيح في البر و الحب والترك والبذل ابونا ابراهيم تعب من أجل سارة وحزن عليها وقت موتها واشترى مغارة لدفنها هكذا المسيح أمينا على النفس البشرية وحريصا أن يكون لها نصيب سماوي لا ينقطع شخصية أبينا إبراهيم شخصية غنية مخبأ فيها رموز السيد المسيح و لإلهنا المجد دائما أبديا آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل