العظات

كانت جموع كثيرة تسير معه

إِنجيل هذا الصباح المُبارك يُكلّمنا عن ربنا يسوع المسيح وهو فىِ فترة مُنتصف خدمتهُ ، إِبتدأ يُعلّم ويعمل مُعجزات ويُعرّف أُناس كثيرة جداً عِندها رغبة أن ينظروا مَن هذا ؟ وكُلّما ذهب إِلى مكان زحمه جداً وأُناس كثيرة بعدما سمِعوا كلامهُ أيّنما ذهب ذهبوا وراءهُ ، ربنا يسوع يُعلّم الناس وتسمع ويخرُج يخرُجوا ورائهُ مِثل لو 14 : 25 " وكان جِموع كثيرة سائرين معهُ " ، كانت الجِموع تذهب معهُ أيّنما ذهب إِلى أى مكان ، وربنا يسوع حبّ أن يُصفّىِ هؤلاء الجِموع ( الجمع الكبير ) ويُعرّفهُم الهدف ، " فالتفت وقال لهُم : إِن كان أحد يأتىِ إِلىّ ولا يُبغض أباهُ وأُمّهُ وامرأتهُ وأولادهُ وإِخوتهُ وأخواتهُ ، حتى نفسَهُ أيضاً ، فلا يَقدرُ أَنْ يكُون لىِ تلميذاً" ( لو 14 : 25 – 27 ) ومِن الّذين سمِعوا هذا الكلام صُدموا ، نحنُ نمشىِ معك وفىِ نفس الوقت نكون فىِ بيوتنا ومع أولادنا ، وأنّ الذى يمشىِ ورائهُ لابُد أن يكون حامل صليب وليس فارغ وإِبتدأ يقول لهُم " ومَنْ مِنْكُم وهو يُريدُ أن يبنىِ بُرجاً لا يجلسُ أوّلاً ويحسبُ النّفقة ، هل عِندهُ ما يلزمُ لِكمالهِ ؟ لئلاّ يضع الأساس ولا يقدِر أنْ يُكمّل " ( لو 14 : 28 – 29 ) إِبتدأ يقول لهُم ليس الأمر هو أن تمشىِ ورائىِ ولكن هذا المشى لهُ حِساب النفقة ، إِحسب التكلفة فىِ مشيّك ورائىِ حتى لا تمشىِ ورائىِ وبعد ذلك تترُكنىِ جميل جداً أنّ ربنا يسوع المسيح يُريدنا لمّا نسير معهُ يكون ذلك بِشكل صحيح ، وجميل فىِ ربنا يسوع المسيح يُحب أن يرى كيفيّة العمل أكثر مِن شكل العمل ، يُحب أن يرى فىِ داخلنا صوم ، صلاة ، فضيلة ، وهل أنا أسير فِضول أم مِثل الناس أسير أم مبهور بهِ ؟ لِماذا أنا سائر ؟ وما هى الدوافع ؟ ولِماذا أتيت للكنيسة ؟ لِماذا أنا مسيحىِ ؟ وماذا فعلت مِن أجل الكنيسة ؟ " المِلحُ جيّد ولكِن إِذا فسَد المِلحُ ، فبِماذا يُصلَحُ ؟ لا يصلُحُ لأرضٍ ولا لِمزبلةٍ ، فيطرحونهُ خارِجاً 0مَنْ لهُ أُذُنان للسمّع ، فليسمعْ " ، أنتُم سائرين ورائىِ حلو جداً ( مِلح جيّد ) يُصلح ويُعطىِ مذاق ولكن إِذا كان هذا الملح نفسهُ فاسد ( لا يصلُح لأرضٍ ولا مزبلة ) ، لا يُمكن وضعهُ على الأرض ولا على المزبلة ، لأنّ المزبلة يُستفاد منها والملحُ يفسد الأرض والمزبلة ، لا يُمكن لِمكان أن يُرحّب بِهذا المِلح أنت مِلح لك رِسالة فىِ العالم أن يكون لنا طعم مُميّز لنا تأثير ، تحفظ العالم مِن كُلّ شر ومِن كُلّ دنس ، وربنا يسوع ينظُر للكنيسة وشعبه فيرفع غضبهُ عن مِئات مِن الخطايا ، جميل أن يعرف الإِنسان أنّهُ سائر وراء السيّد المسيح لِماذا ؟ لِيشهد لهُ ، لِيكون لِملكوته إِمتداد على الأرض ، ربنا علّمنا أن يكون لنا هدف ويكون لنا طعم ويختلف عن طعم العالم ، أرسلنا الله حِفظ للعالم ، جميل أن يعرف الإِنسان لِماذا أرسلنا الله إِلى هذا المكان ؟ فىِ عمل ، مدرسة ، لو الملح لم يصنع دورهُ يكون ملح فاسد ، ملح لا يُملّح هو خادع أرسلنا للعالم حِفظ للعالم مِن الفساد ، القديسين يقولوا " غضب الله يأتىِ لا لِزيادة الشر بل لِقلّة الأشرار" فىِ سدوم وعمورة ليس كم واحد هالك ولكن كم واحد بار ؟ قيل أنّ الله كان يرفع غضبهُ عن العالم ويُرسل الأمطار ويأتىِ بِفيضان النيل بِصلوات الأنبا بولا أنا ليس مِثل أهل العالم ، أنا لىِ طعم مُختلف قليل ولكن لهُ تأثير ، لابُد أن أعرف لِماذا أرسلنىِ الله إِلى العالم ؟ ، أرسلنا مِلح وشفاعة وقيمة للعالم ، لِنفرض أنّ فىِ العالم غلاء ، مشاكل ، حرب ، لى دور فىِ الشفاعة والصلاة الكنيسة تُصلّىِ وتقول " إِرفع يارب الغلاء والوباء وسيف الأعداء " ، تشعُر أنّ لها دور فىِ الشفاعة والحِفظ تشهد للمسيح فىِ وسط العالم ، مِن يشعُر أنّ لهُ دور حول الناس التى لا تعرِف الله ، مِن يأنّ بِداخلهُ مِن أجل إِنسان بعيد عن المسيح ، ولكن المُشكلة أننّا إِنحصرنا فىِ ذواتنا الله قال لأبونا إِبراهيم " أُباركك وتكون برَكة " أن تكون برَكة " فىِ نسلك تتبارك قبائل الأرض " ، هدف الله أن يعرِف الشروط مِن السير ورائهُ ليس السير كجُزء مِن الحياة والوقت ، لا بل كُلّ أهل بيتك وبل ونِفَسك تكون قبل منّىِ ، أتُريد أن تكون لى تلميذ وتسير ورائىِ ؟ إِجعلنىِ أتقدّم عِن كُلّ عاطفة داخلك وأنا أكون مركز حياتك أجمل ما فىِ الحياة المسيحيّة حِمل الصليب هو إِنتصار الروح ، سحق الشيطان ، غلبة العالم ، والقديسين يُقسّموا حِمل الصليب إِلى مُستويين : + المُستوى الأول : خاص بِك + المُستوى الثانىِ : خاص بالسيّد المسيح لأنّ إِسم المسيح دُعىّ علىّ المُستوى الثانىِ وهذا يُعتبر فىِ حد ذاته صليب " تكونوا مُبغضين مِن الجميع مِن أجل إِسمىِ " ، العالم يكره ويُدبرّ لنا مؤمرات ولا يُعطىِ لنا حقّنا طالما نحنُ نسير بِوصايا المسيح ، ولكن فىِ العالم أنا أبكّتهُ لأنّىِ نور والظُلمة تكره النور ، نُبغض لأنّ لنا رائحة المسيح الذكيّة التى تُظهر الرائحة الكريهة ، الناس التى تعيش فىِ العالم ولا تحمل إِسم السيّد المسيح ، العالم يُمجّدها ويُمجّدها هُم خُطاه مِثل ( الفنانين ، المُغنّيين ، زُناه ، ) كُلّ هؤلاء العالم يُمجّدهُم ولكن قديس تقىِ العالم يحتقره ويُقللّ مِن شأنهُ ويُهينهُ لأنّ إِكرامنا ليس مِن العالم ولكن نحمل الصليب وإِسأل القديسين والآباء الرُسل كم إِستهتر بِهُم العالم وعذّبهُم المُستوى الأول ويختلف الصليب مِن شخص إِلى آخر ولكن لنا صليب مُشترك صليب صِراع الأهواء والشهوات والموت والحياة والإِنسان العتيق كصليب خاص بِجسدىِ مُعلّمنا بولس الرسول يقول " الّذين هُم للمسيح يسوع قد صلبوا ذواتهُم مع الأهواء والشهوات " ، الإِنسان العتيق يُصلب ويموت وأنا أُروضّ جسدىِ لأنّ الّذى يتبع الشهوات لا يستطيع أن يعرِف المسيح " الإِنسان الطبيعىِ لا يفهم ما هو لِروح الله " ، الإِنسان الجديد الّذى أخذتهُ فىِ المعموديّة مِن أجل الحياة " مِن أجلك نُمات كُل النهار " الإِنسان الّذى يرفُض الصليب الّذى داخل جسدهُ لا يقدر أن يتبعهُ ، الّذى يرفُض الصوم والصلاة رفِض حِمل الصليب ، هُناك صليب لابُد أن أسير بِحُبّهِ وبِحُب وصاياه مثلما قدّم السيد المسيح ذاتهُ على الصليب وقدّم نفسهُ ذبيحة هكذا نفسىِ وصلواتىِ وأصلُب شهواتىِ ونفسىِ ولِماذا أصلُب نفسى ؟ العالم يصلُبنىِ وأنا أصلُب العالم ، أنا مُسيّطر على العالم ومسرّاته لا تغلبنىِ وأنا غير مشدود لهُ ، لابُد أن يتطّور العالم والذى لا يعيش الصليب ينخدع وينجذب ، عِيش الصليب فالصليب هو جسدك المُستوى الثالث صليب آخر يُرسلهُ الله مِن الظروف المُحيطة ، واحد مُتضايق بِسبب مرض ، ضيقة ماليّة ، صُلبان يُرسل صليب مُتعب فىِ الأسرة زوجة أو زوج مُتعب بِهذا الصليب تخلُص ، الصليب يُميت الذات يُقوّيك ويسندك ويجعلك دائماً مُحتاج أن تصرُخ للّه ، إِمسك فيهِ ، الله يُحاول أن يُشعرنا بِضعفنا ، الله يعرف أنّ إِماتة الجسد صعبة فيُرسل ضيقة أو صليب تفعل ذلك ، فأصرُخ للّه فيحدُث نفع فىِ حياتىِ ولكن حدث العكس وتذمرّ الإِنسان ورفض الصليب ، كُلّ هذا عدم حمل الصليب ، الإِنسان الرافض الصليب ( مُتمرّد ، صوتهُ عالىِ ، رافض مَن حولهُ وشاعر أنّ حياته سلسلة مِن الآلام ، يُحاول الإِنتقام لِنفسهُ ) قيل عن ربنا يسوع المسيح " قاتلاً العداوة بِدم صليبهُ " ، الّذى يعيش الصليب يعرِف يقتُل العداوة ، سيّدك حمل الصليب إِفعل مثلهُ ، إِن لم تفعل ذلك لا تستحق السير ورائىِ ، لأنّ السير ورائىِ يكون بِحسب قصدىِ وهواى " لأنّ ليس التلميذ أفضل مِن مُعلّمهِ " ، أُنظر ما حدث لى وقبلت ، الإِنسان الذى يفتح فاه لأعدائه وهو لم يفتح فاه ، سيّدك أُهين وصُلب إِفعل مثلهُ أحسب النفقة إِبتدأ إِنفق وإِجعل عِندك إِستعداد أن تعرِف كثير عن البُرج حتى يعلو ، كُلّ واحد يبنىِ بُرج واصل إِلى السماء لهُ نفقات مُحتاج إِلى ( صلاة ، صوم ، جِهاد ، محبّة لِربنا وللأعداء ) ، هذهِ هى نفقة بُناء بُرج الحياة ، فلا تكون بخيل لأنّك لو بنيت وليس لك الشياطين يسخروا بك والملائكة تضحك عليّك السائر وراء المسيح أخذ الشكل أنّهُ سائر مع المسيح ، ما هى النفقة هُنا ؟ نفقة مِن المال والصحة والرحمة ، أهاننىِ أسامحه هذهِ نُقطة فىِ شكلها خِسارة ولكن فىِ الداخل بُناء للبرُج مِن أجمل الأمور فىِ بُناء البُرج أنسى ماذا فعلت ولكن أتذكّر ما بقى لى ، دائماً أمامهُ ما هو ناقص عِندهُ " أنسى ما هو وراء وأمتد إِلى ما هو قُدّام " ، أنسى كم أنا صومت أو صليت أو سامحت وأفكّر كم سأفعل مرّة أُخرى مِن صوم وصلاة وتسامُح وأرسل شفاعة للسماء مِن القديسين أنا فقير وغلبان لكن نفسىِ أغلب مُشتاق أكملّ وطالما طلبت تأخُذ ، الحياة مع ربنا لها نفقة والأرض لن تُمطر عطايا ، إِحسب نفقتك مِن كُلّ مجالات حياتك ، تعلّم حياة الترك الكامل ، إِصرف على البُرج السماوىِ ، مهما كان معك مِن ثروة إِصرف على هذا البُرج ، حياة صلاة وتقوى القديسين الّذى جعلوا بُرجهُم حصين مُزيّن بالفضائل بُرج ملىء عطايا " تُبغض نفِسك " ، هذا البُرج يأخُذ كُلّ طاقتك ، إِسأل نِفسك إِلى أى مرحلة وصل البُرج وأحياناً طويلة يقف لا يزيد ، وأحياناً أشوّههُ وأهدمهُ ولكن زوّد بُرجك وإِحسب النفقة ، المفروض أنّ الإِنسان يُحاول يكون مُدقّق فىِ حياتهُ وتابع المسيح بأى شكل الله يفرح بالسير ورائهُ ولكن تكون حياة وحدة واحدة ليس منظر فىِ الكنيسة وآخر فىِ المنزل وآخر فىِ الشارع ، لكن الكنيسة فىِ داخلىِ أنا دائماً مشغول بِربنا فىِ الداخل والخارج ، لأنّ الكنيسة لا تعنىِ التركيز فىِ الكنيسة ولكن هى إِمتحان ماذا فعلت طول اليوم خارج الكنيسة الطالب فىِ الإِمتحان لا يخترع ولكن يكتُب مُحصّلة السنة الدراسيّة ، الإِنسان الذى لهُ حياة مع ربنا فىِ النهار يقف فىِ الكنيسة يشعُر بأنّ فىِ جدوى أو فائدة ، يشعُر بِفرحة روحيّة وإِنسجام فىِ الصلوات والحضور الإِلهىِ ربنا يسوع ينظُر للجموع السائرة ورائهُ ويقول لهُم الشروط 00لابُد أن تكون معىِ أنا 00تحمل الصليب00تحسب النفقة00وبُرج حياتك الواصل إِلى السماء تُنفق عليهِ مهما كلّفك الأمر لأنّهُ ليس هُناك أهم منهُ كُن حكيماً فىِ حِساب حياتك لتكُن تلميذ للمسيح ، يا ترى هل الّذين سمِعوا هذا الكلام تركوهُ أم هُناك مِن مشى ورائهُ لأنّ " كلِمة ربنا سيف ذو حدين " تجعلنىِ أميّز القلب والهدف لِماذا أنا معهُ وسائر ورائهُ ربنا يُعطينا أن نكون تلاميذ حقيقيين لهُ ومِلح لِحفظ العالم ولا نبخل فىِ الإِنفاق على البُرج ونكون أُمناء فىِ حمَل الصليب ربنا يسند كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ ولإِلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

إقامة بن أرملة نايين

لو 7 : 11 – 17 ، آحاد شهر بابه المُبارك ياأحبائىِ تدور حول خط واحد وهو سُلّطان ربنا يسوع على النِفَس البشريّة ، وأقوى نوع فىِ سُلّطانه على النِفَس البشريّة هو " إِقامة الموت " ، والإِنجيل هُنا يتكلّم عن شاب ميّت وربنا يسوع تقدّم ولمِس النعش وقال " أيّهُا الشاب لك أقول قُم " وأُم هذا الشاب هى سيّدة أرملة أى فقدت زوجها واليوم فقدت إِبنها الوحيد ، وعِندما تفقد إِبنها الوحيد يكون فىِ داخلها حُزن شديد ، مات إِبنها وكفّنوه وكانت مِن العادات فىِ ذلك الحين أنّ المدافن تكون خارج المدينة ، عِند باب المدينة بالضبط وعِندما كان الناس خارِجون بالشاب الميّت لكى يدفنوهُ وهذا كان موكب صعب جداً ، كان كُلّهُ حُزن وعويل ، وجدنا موكب آخر فيهِ ربنا يسوع وهذا الموكب داخل البلد ، " ذهب معهُ كثيرون مِنْ تلاميذهِ وجَمع كثير " ، كان يسوع فىِ المُقدّمة وتلاميذهُ ورائهُ والسيّدة أيضاً كان معها جمع كثير " وهى أرملة ومعها جمع كثير مِن المدينة " موكب خارج فيهِ ميّت وموكب داخل فيهِ ربنا يسوع موكب فيهِ موت وموكب فيهِ رئيس الحياة والموكبين تقابلوا فىِ نُقطة واحدة ، فربنا يسوع وجد السيّدة حزينة حُزن شديد جداً " فتحنّن عليّها وقال لها لا تبكىِ " وأحب أن أتكلّم معكُم فىِ نُقطتين : (1) تراءف عليّها (2) تقدّم ولمس النعش ربنا يسوع عِندما يجد الإِنسان بيبكىِ على ميّتهُ يتراءف ويُقيم موتى الخطايا لأنّ إِقامة خاطىء مِن خطيتهُ هى القيامة الحقيقيّة ، فالموت الحقيقىِ هو موت الخطيّة فهو الّذى يجعل الإِنسان يخسر مصيرهُ الأبدى فِعلاً فالخطيّة هى التى جلبت الموت وهى سبب الموت ، إِذاً الخطيّة هى أقوى مِن الموت ، وسُلّطان ربنا يسوع على الموت هو أن يُقيم الخُطاه مِن موت الخطيّة 0وأبونا فىِ الصلاة يقول " لا تدع موت الخطيّة يقوى علينا ولا على كُلّ شعبك " فالسيّدة أُم الشاب بِتبكىِ ودموعها بِتجعلها لا ترى مَن أمامها ولكن يسوع لمّا رأها تحنّن وتراءف ، وهُنا لم يكُن أحد قد دعى ربنا يسوع لكى يُقيم هذا الميّت ، ولكن هُنا هو الّذى ذهب ، ذهب بِتدبير لكى يُعطىِ حياة دون أن يطلُب منهُ أحد ربنا يسوع عِندما يجد نِفَس قد إِجتازها الموت وتسلّط عليّها يتراءف وأحشائهُ فىِ الداخل تتحرّك ، فزكريّا عِندما ولد يوحنا المعمدان قال " بأحشاء رحمة إِلهنا التى بِها إِفتقدنا المُشرق مِن العلاء " ( لو 1 : 78 ) فلم يكُن أحد يقدر أن يطلُب مِن ربنا أن يأتىِ على الأرض ويموت ويُصلب ، ولكن ربنا مِن تحنّنهُِ غُلب ، ولِذلك مَن الذى أقامنا معهُ ؟! تحنّنهُ فمِن الأمور التى حرّكت تحنّنهِ دِموع أُمّه ألا وهى الكنيسة ( أُمنا ) ، فهى عِندما تجدنا ميتيين بالخطايا تكون حزينة جداً ، لأنّ عِلاقتنا بالكنيسة ليست خارِجيّة ولكنّها داخليّة لأننا أبناء00أبناء00أبناء وبِشفاعة الكنيسة عن أولادها تغلِب تحنُّن ربنا " كما يتراءف الآب على البنين يتراءف الرّبّ على خائفيهِ " فأنا أقف وأقول لهُ يارب أنا ميّت ، ميّت بِمعنى كلمة ميّت ميّت فاقد الحِس فاقد النُطق ، أنا غير قادر على أن أنحاز للصلاح ، أنا غير قادر أن أنحاز للروحيّات ، عايش فىِ قيود الجسد ، ميّت ، وهُنا الكنيسة تبكىِ عليك وتجلب لك حنان ربنا لكى يقترب إِليك ويُقيمك ، النِفَس الميّتة بالذنوب والخطايا المحمولة على نعش لها رجاء عِند ربنا يسوع ، فما الذى جعل ربنا يسوع يقترب مِن الخُطاه ؟! حنانه ما الذى جعلهُ يتجسّد ؟! حنانه فهو مغلوب مِن تحنّنهُِ ولِذلك الكِتاب عِندما يذكُر قصة السامرىِ الصالح يقول " ولمّا رآه تحنّن " ، فهذا هو رجاءُنا فىِ ربنا يسوع ، ولِذلك أقول لهُ : يارب تحنّن ، والكنيسة تصرُخ وتقول " أعنّا يا الله مُخلّصنا لأننا قد تمسكنّا جداً " ، فلِكى حنان ربنا يتحرّك أقف أمامهُ مُنكسر ، القلب المُنكسر والمتواضع لا يُرذلهُ الله فكلِمة " إِرحمنا " تجلب علينا حنان ربنا ، كلِمة " أعنّىِ " ، كلِمة " خلّصنىِ " تجلب عاطفة ربنا المُذخّرة لنا لأننا أولاده ، ولأنّهُ هو ينبوع الحياة ومُعطىِ كُلّ حياة ، فأقف أمامهُ مِثل العشّار الذى وقف مِن بعيد ولم يشأ أن يرفع رأسهُ ، فهذا الوضع يجلب حنان ربنا ، لِدرجة أنّ القديسين يقولوا " أكثروا مِن السجود فىِ الصلاة " ، فالإِنسان الذى يطأ رأسهُ للأرض هو إِنسان يجلِب حنان ربنا ، والكنيسة تقول " إِحنوا رؤوسكُم أمام الرّبّ " ، فإِحناء الرأس هو إِنكسار وخضوع ومذلّة ، فهو يدُل عن إِنسان خجلان مِن ربنا ، ونحنُ بِنخجل مِن خطيتنا أمام ربنا يسوع ينبوع كُلّ حنان فنقف ونحنُ نشعُر بِخزينا وهُنا نأخُذ حنان ربنا ورأفاته وفىِ موقف إِقامة هذا الشاب لم يوجد أحد قد طلب مِن ربنا يسوع ولكنّهُ هو تحرّك ، وحتى أُمّه لم يذكُر الكِتاب أنّها طلبت مِن ربنا يسوع فحتى ولو الإِنسان فقد أى شفاعة أو حنان مِن المُحيطين بهِ ، فإِنّ شفاعة ربنا يسوع كفيلة بأن تُقيمه ، وحنان ربنا يسوع كفيل أن يُعطىِ حياة للموتى ونحنُ الأحياء الّذين فىِ موكِب الداخلين ، الإِنسان يسأل نفسه : أنا فىِ أى موكِب ؟! موكِب الحياة أم موكِب الموت ، كُلّ إِنسان فينا بيعمل خطايا هو بيفقد جُزء مِن طريقهُ لأورشليم السمائيّة ، ويسير فىِ الطريق المُضاد وكُلّ إِنسان بيفعل الصلاح هو يسير فىِ طريقه لأورشليم السمائيّة إِلى أن نتقابل كُلّنا ، فأنا مَن الذى أتبعهُ وفىِ أى موكِب أسير ؟!! نحنُ لنا رجاء فىِ رئيس الحياة وفىِ حنانه لنا ، لنا رجاء حتى ولو كان الموت قد غلبنا ولِذلك ربنا يسوع قصد أن يذكُر لنا مُعجزة إِقامة ميّت ، لكى يؤكّد لنا أننا حتى ولو كُنّا موتّى فهو قادر أن يُقيمنا ، وبِذلك نقول لهُ : فإِن كان للميّت رجاء فهكذا رجائىِ فيك يارب ، أنا رجائىِ فيك مِثل رجاء الميّت ، حنانك هو الذى يجعلك تقترب إِلىّ فالموت لهُ سُلّطان ولهُ مهابة ، ولكن يقول الكِتاب " ثُمّ تقدّم ولمِس النعش " فالناس الّذين يحملوهُ وقفوا فقال كلِمة عجيبة " أيّهُا الشاب لك أقول قُم " ، ما هذا ؟!!رئيس الحياة مُتقدّم إِلى الموت يتحداه الموت مع الحياة إِلتقوا فىِ نُقطة ، وهذا نِفَس ما حدث فىِ الصليب ، لقد تلامس ربّ المجد مع الموت وصار هو والموت فىِ مواجهة فغلِب الموت ، وهُنا عِندما تقدّم ولمِس النعش وقال للشاب لك أقول قُم ، قال " أين شوكتك ياموت ، أين غلبتِك يا هاوية " ، ربنا يسوع لهُ سُلّطان على الموت لأنّهُ هو رئيس الحياة وكان لِشعب إِسرائيل أن يعبُر نهر الأردُن لكى يدخُل أرض كنعان فقال لهُم أن يجعلوا التابوت يتقدّمهُم ويبعدوا عنهُ ألف ذِراع ، وعِندما فعل الشعب هكذا رجعت المياه إِلى الخلف ، فنهر الأردُن بيرمُز إِلى الموت ، مُستحيل أن ندخُل أورشليم السمائيّة دون أن نعبُر الموت ، فلِكى ندخُل كنعان لابُد أن نعبُر نهر الأردُن ، ولكى لا يبتلعنا الموت ربنا يسوع يتقدّمنا ويجتاز بِنا الموت ، فنحنُ نموت ولكن لا يبتلعنا الموت وفىِ العهد القديم ربنا غضب على شعب إِسرائيل فعمل وبأ بينّهُم فقتل 70 ألف نِفَس ، فموسى تشفّع عن الشعب ، وهارون أخذ يُبخّر بين الموتى والأحياء فوقف الوبأ ووقف الموت ، وهذا ما فعلهُ ربنا يسوع ، فهو عمل فاصل بين الموت والحياة فسُلطان ربنا يسوع هو مُمكن أن يكون فىِ كلِمة فقط خارجة مِن فمهِ ، ولِذلك لا تستهن بِكلمة الإِنجيل لأنّها لها قُدرة على إِقامة الموتى ، فأى إِنسان تُقاس قدرتهُ بِكلمتهِ ، وربنا يسوع عِندما يقول لِشخص لك أقول قُم فهذهِ الكلِمة مُقتدرة والقديس بولس فىِ رسالتهُ إِلى العبرانيين الإِصحاح الأول يقول " حامل كُلّ الأشياء بِكلمة قُدرتهِ" ( عب 1: 2 ) ، هذهِ الكلِمة هى التى مصدر القُدرة والقوّة ، ولِذلك فىِ الكنيسة أى أمر يتم بالكلِمة لأنّ الكلِمة مُقتدرة لأنّها كلِمة بالروح ولها سُلطان ، فأبونا عِندما يقول " وهذا الخُبز يجعلهُ جسداً مُقدّساً لهُ " ، فنجد أنّ الخُبز يتحّول إِلى جسد ، وأيضاً الأب الأسقُف عِندما يضع على واحد يدهُ فإِنّهُ بيجعلهُ شمّاس ، ومِن هذا أخذت الكنيسة سُلطانها بالكلِمة ، فكلِمة الإِنجيل بِتدخُل إِلى داخلىِ وتُعطينىِ حياة ولها إِقتدار فىِ قوّتها وربنا يسوع فىِ كُلّ سُلطانة فىِ إِقامة الموتى بيُعطىِ علامة حياة ، فأبنة يايرُس عِندما قامت جعلها تأكُل وعِند إِقامة لِعازر ربّ المجد يسوع قال للّموجودين حلّوه ودعوهُ يمضىِ وعِندما أصبح لِعازر يمشىِ صار ذلك علامة حياة والشاب الّذى نتكلّم عنهُ هُنا يقول عنهُ الكِتاب " وإِبتدأ يتكلّمُ " ربنا يسوع عِندما أحبّ أن يصنع معنا مُعجزة أعطانا الحياة ويتكلّم ولا يستطيع أن يسكُت ، يتكلّم مِن عظمة رحمتهُ معنا ، ولِذلك إِقترن بِكلمتهُ ولو خضعنا لِكلمتهُ فإِنّ كلِمتهُ قادرة أن تُحيينا وتُخلّصنا مِن كُلّ دنس أنا ضعيف وعِندما أعيش الوصيّة أجد أنّ الكلِمة لها سُلطان ، وأطلُب مِن الكنيسة أن تشفع لىّ وأُقدّم دِموع مِن أجل أخوتىِ وبِذلك نصير كُلّنا بِنشفع فىِ بعض ، ويقول الكِتاب هُنا عن الشاب " فدفعهُ إِلى أُمّهِ " ( لو 7: 15 ) ، أرجعهُ لأُمّهِ ربنا يسوع بيرّجعنا للكنيسة ، والكنيسة هى المسيح والمسيح هو الكنيسة ، المسيح ترك لنا أحضان الكنيسة لكى نشبع منّها ربنا يُكملّ نقائصنا ويسند كُلّ ضعف فينا بنعمتهِ ولإِلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

معجزة صيد السمك

تقرأ علينا ياأحِبّائِى الكنِيسة فِى هذا الصباح المُبارك إِنجِيل مُقابلة ربنا يسُوع المسِيح مَعَْ بُطرُس الرسُول أسفرت عَنْ تحوّل مُعلّمِنا بُطرُس مِنْ صيَّاد لِلسمك إِلَى صيَّاد لِلنَّاس وَالمُعجِزة دى ياأحِبَّائِى وَالحادِثة دى مُهِمَّة جِدّاً لأِنَّها كانت بِدايِة تعارُف أربعة مِنْ أهم الآباء الرُسُل على ربِنا يسُوع المسِيح ، الّلِى صاروا أعمدة فِى الكنِيسة المُقدّسة ، لأنّ هُمَّا إِتنين إِخوات وَإِتنين إِخوات تانيين شُركا فِى نَفْسَ المهنة بُطرُس وَأندراوِس إِتنين إِخوات بِيصطادوا ، لهُم إِتنين شُركا فِى نَفْسَ المهنة الّلِى هُوَ يعقُوب وَيُوحنا ، فَأربعة شُركا بِيصطادوا مَعَْ بعض ، كُلّ يوم رِزقهُمْ مُشترك ، حياتهُمْ مُشتركة ، ربِنا يسُوعَ العارِف قلُوب الجمِيع شايِف فِى الأربعة دول إِستعداد حلو ، شايِف فِيهُمْ قلُوب نقيَّة ، شايِف فِيهُمْ حماس لِعمل الله ، شايِف فِيهُمْ أوانِى طاهِرة ، أوانِى مجد ، فَمستخسرهُمْ إِنَّهُمْ يضيَّعوا حياتهُمْ فِى حكايِة صيد السمك ، فَعايِز يحوّلهُمْ مِنْ حكايِة صيَّادِى سمك إِلَى صيَّادِى ناس طيِّب تعمِل إيه ياربِى يسُوعَ ؟ حاوِل تروح توعظهُمْ ، حاوِل تروح تكلّمهُمْ ، حاوِل تروح توجِهّهُمْ ، طيِّب إيه المكان المُناسِب لَوْ واحِد يكلِّم واحِد فِى موضُوع مُهِم جِدّاً زى ده ؟ يعنِى روح لهُ بيته ، أوْ يتكلِّم معاه كِده فِى وقت خاص ، يكُون الشخص ده إِلَى حدٍ ما عِنده إِستعداد يِسمع لكِنْ ربِنا يسُوعَ لهُ إِسلوب تانِى عجِيب مُرتفِع فوق أذهانَّا جِدّاً جِدّاً ، يروح لهُ فِين ؟ يروح لهُ فِى مكان شُغله ، يروح لهُ فِى مكان إِهتماماته ، المكان الّلِى بيقضِى فِيه مُعظم اليوم ، صيد السمك وَمعرُوف إِنْ الراجِل الّلِى يصطاد سمك ، لمَّا يجِيب السمك على الشاطِىء وَهُوَ لِسَّه على الشاطِىء تُبقى النَّاس مستنياه عشان يبِيع لهُمْ السمك ، وَبعد ما يبِيع السمك يُقعد ينضّف الشِباك بِتاعته وَيعِد نَفْسَه لِتانِى يوم لمَّا يرّوح بيته فِكره برضُه مشغُول بِإيه ؟ بِالشُغل بِتاعه وَالصيد وَالنهارده كان يوم كويس ، النهاردة مِش كويس ، ربِنا يعوَّضنا بُكره ، ربِنا يخلِّى بُكره زى النهاردة ده لَوْ يوم كويس ، وَهكذا فَالراجِل طول النَّهار ذِهنه مشغُول بِإيه ؟ بِالشُغل بِتاعه ، عشان كِده نلاقِى إِنْ الإِنسان مِنْ أكتر الحاجات الّلِى تُبقى بؤرِة إِهتماماته أكل العِيش ، وَ لاَ ننسى أبداً إِنْ مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول كان رجُل مُتزوِج ، وَكانت حماته تحيا معهُ ، فَكان عليه أعباء طيِّب ربِنا يسُوعَ لمّا يحِب يدخُل لِلإِنسان يدخُل لهُ مِنين ؟ مِنْ موضِع إِهتمامه ، شوف المكان الّلِى الإِنسان بِيهتم بِه إيه ؟ وَإيه الحاجة الّلِى سحبه ذِهن الإِنسان وَتفكيره واخدُه مِنّه ، مُعظم طاقته وَمُعظم فِكره رايِح فِى المكان ده ، ربِنا يسُوع يدخُل مِنّه فَنلاقيه يِجِى لواحده زى السامريَّة مِنْ خلال الموضُوع الّلِى شاغِلها إِنْ لها خمسة أزواج ، يروح لِمتى العشَّار فِى مكان الجِباية ، نلاقِى ربِنا يسُوعَ كُلّ إِنسان يحاوِل إِنْ هُوَ يتخاطِب معهُ بِالأسلُوب الّلى الأسلُوب ده بِالنسبة لِلإِنسان هُوَ مُفتاح شخصيته فَمُفتاح شخصيَّة مُعلّمِنا بُطرُس هى إيه ؟ حكايِة صيد السمك ، ياما ربِنا يُبقى عايِز يكلّمنا وَمِش عارِف ، فيُقعد يفكّر عَنْ إِسلُوب مُناسِب يكلّمنا بِه أوْ يتعامِل معانا بِه ، تملِّى يتعامِل مَعَْ كُلّ واحِد فِينا مِنْ موضِع إِهتماماته فكتير جِدّاً ربِنا يكلّمنا مِنْ خلال أشغالنا ، أوْ يكلّمنا مِنْ خلال أولادنا ، أوْ يكلّمنا مِنْ خلال أمر شاغِل بالنا جِدّاً ، فكُلّ إِنسان مَثَلاً مُحِب لِلعالم تلاقِى ربِنا يكلّمه مِنْ خلال العالم ، كُلّ إِنسان مُحِب لِلمال تلاقِى ربِنا يكلّمه مِنْ خلال المال ، الإِنسان المُحِب جِدّاً لِلمال ، المال نَفْسَه يقوله أنا زائِل ، المال نَفْسَه بِيقوله أنا مُتغيِّر ، المال نَفْسَه يقوله لاَ تضع ثِقتك فىَّ لأِنْ زى ما إِنت شايِف كِده أنا ضعِيف ، فَتَملِّى ربِنا كِده يخلِّى الإِنسان يتعلّم مِنْ خلال حياته اليوميَّة الإِنسان الشهوانِى يلاقِى الشهوة نَفْسَها بِتقوله أنا مِش حا أشبّعك ، يلاقِى الشهوة نَفْسَها بِتقوله حا تخرُج مِنْ عندِى أكثر عطشاً ، حا يلاقِى الشهوة نَفْسَها بِيتعامِل معاها بِزهق وَملل وَقرف ، ليه ؟ أهو ربِنا عايِز يعلّمنا مِنْ خلال نِقاط ضعفِنا طيِّب ربِنا يسُوعَ شايِف إِنْ مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول كُلّ حياته محورها صيد سمك ، يقوله خلاص أدخُل له مِنْ خِلال صيد السمك ، زى كِده لمَّا يُبقى فِى كِده بندول الساعة عمَّال يلِف يلِف لكِنْ هُوَ متركِّز فِين ؟ فِى نُقطة إِحنا حياتنا أحياناً تُبقى متركِّزة فِى نُقطة ، بس بِنُبقى بِندور حوالِيها ، أهو ربِنا عايِز يدخُل لِنا مِنْ خلال النُقطة دى راح ربِنا يسُوعَ المسِيح على شاطِىء البحر ، لقى النَّاس كتير متجمّعة ، النَّاس متجمعِين ليه ؟ يشتروا سمك ، طيِّب وَالمراكِب جاية ، إِستنى يسُوعَ مَعَْ النَّاس وَالمراكِب جاية ، المراكِب جات فاضية ، وَالنَّاس هاجِت ، النَّاس الّلِى راكبِين مراكِب مكشرين ، وَالنَّاس الّلِى حا يشتروا سمك دول مِش حا يشتروا سمك عشان يكلوه لاَ ده حا يتاجروا فِيه ، يعنِى ده كُلّ النَّاس ديّت الموضُوع مُرتبِط بِإيه ؟ بِأكل العِيش بِتاعهُمْ ، فَالنَّاس كُلّهُمْ فِى حالة مِنْ الإِحباط سواء الّلِى جايين مِنْ رحلِة الصيد الفاشلة أوْ الّلِى واقفِين على الشط وَمشتروش سمك ، لأِنْ هى كمان كِده النهاردة مِش حا يشتغلُوا أمَّا الواحِد يُبقى مهيأ نَفْسَه إِنْ هُوَ النهارده يشترِى شوية وَيبيعهُمْ وَيكسب فِيهُمْ أد كِده وَيلاقِى الموضُوع رسِى على مفِيش يلاقِى نَفْسَه إِيه ؟ تِعِب ، وَالنَّاس ديّت عايشة خُبزنا كفافنا ، يعنِى كُلّ يوم بِيومه ، كُلّ رِزق يوم بِيومه ، فَهُوَ يعنِى النهاردة لمّا يُبقى مفِيش دى حاجة صعبة عليهُمْ طيِّب الجو ده كُلّه ربِنا يسُوعَ المسِيح يعمِل فِيه إيه بقى ؟ قالَكَ عايِز الحقّ يعنِى ، أنا الّلِى عامِل كُلّ الحكاية دى ، أنا الّلِى أمرت إِنْ السمك يهرِب مِنْ البحر فِى هذا الوقت عشان خاطِر أنا عايِز النَّاس دى كُلّها تُقعد تسمعنِى يروح قايِل لِبُطرُس يعنِى بعد إِذنك طب مُمكِنْ أدخُل جوا السفينة بتاعتك وَأكلِّم النَّاس دى ؟ يكلِّم مِين ؟ يكلِّم النَّاس المُحبطة دى ، آه عايِز أتكلّم معاهُمْ شوية ، دخل ربنا يسُوعَ المسِيح علشان خاطِر يعنِى يتكلِّم مِنها يقولَكَ [ فَدَخَلَ إِحدى السَّفينتينِ الَّتِى كانت لِسمعانَ ] ( لو 5 : 3 ) وَقال لهُ [ أنْ يُبْعِدَ قلِيلاً عَنْ الْبرِّ ثُمّ جلسَ وَصَارَ يُعلِّمُ الجُمُوعَ مِنَ السفِينةِ ] ( لو 5 : 3 ) ، يبدو إِنّه وقت مُش مُناسِب ، يبدو المكان مُش مُناسِب ، شاطىء بحر لاَ وقت مُناسِب وَ لاَ مكان مُناسِب وَ لاَ حالِة النَّاس النَفْسيَّة مُناسبة ، وَ لاَ إِنت يارب تعرف نوعيَّة النَّاس دى ، دى تشكِيله ، دى تشكِيله ، إِنت تعرف الأشخاص دى منين ؟ رُبما تكُون تعرف واحِد وَلاّ إتنين وَلاّ تلاتة لكِنْ كُلّ النَّاس الّلِى قاعدة دى وَإِلاّ كُلّ النَّاس الّلِى واقفة دى تعرفهُمْ مِنين ؟ صعد يُعلِّم مِنْ السفِينة ، إِبتدا النَّاس – مُتخيِّل كِده – إِنّهُمْ قاعدِين يسمعوه مفِيش وَ لاَ واحِد مِنهُمْ مركِّز معاه ، هُمّا قاعدِين يسمعوه كُلّ واحِد سرحان فِى إيه ؟ فِى همّه ، كُلّ واحِد سرحان حا يرّوح إِزاى بيته فاضِى ، كُلّ واحِد سرحان فِى إِيه ؟ سرحان فِى فشله ، كُلّ واحِد إيه ؟ مضايِق ، مفِيش حد مركِّز معاه إِبتدا يسُوع يستمِر فِى الكلام ، إِبتدا واحِد ينصِت ، الّلِى بعده ينصِت ، إِبتديت المجموعة كُلّها تنصِت بِما فِيهُمْ مِين ؟ بُطرُس ، بعد ما بُطرُس كان مقعّد يسُوع فِى السفِينة بِتاعته لكِنْ دِماغه مِش معاه أبداً ، أهو إِحنا أحياناً كِده ، أحياناً نبتدِى فِى حياتنا مَعَْ ربِنا مِش مركِّزِين ، أحياناً نبتدِى فِى صلواتنا مِش مَعَْ ربِنا ، أحياناً نقرا الإِنجِيل وَإِحنا مِش مَعَْ الإِنجِيل ، أحياناً طيِّب أحياناً أتعلّل أنا ، أتعلّل أنا ليه مِش مركِّز ؟ أقول أصل أنا مشغُول بِحاجات كتير ، فِى حاجات كتير جِدّاً ، حاجات كتير ده ياما النَّاس تقولّك مِنْ أكبر الحاجات يا أبونا الّلِى أسرح فِيها فِى الصلاة الّلِى تكُون الحاجات المُقلِقة جِدّاً وَالحاجات الّلِى أنا مشغُول بِها جِدّاً ، الّلِى أحياناً مفكرش بِه أبداً وَتكُون حاجات مُهِمّة قوِى تجِيلِى بِالذات وقت الصلاة وَتجِيلِى بِالذات وقت قرايِة الكِتاب المُقدّس ، الهموم وَالأحزان وَالإِحتياجات وَالفشل وَالسرحان كُلّه يِجِى ، يمكِن الواحِد لمّا يكُون بِيعمِل أىّ عمل تانِى يُبقى مركِّز فِيه ، إِنشا الله حتَّى يكُون بِيتفرّج على التلِيفزيُون يُبقى مركِّز وَفاهِم الأحداث دى رايحة فِين وَجاية مِنين ، وَيحكِى لَكَ الكلام طيِّب إِذا كان واحِد مَعَْ التلِيفزيُون مركِّز ، إِشمعنى الصلاة ؟ يقولّك لأ الصلاة لها حربها ، كتير مِنّنا بِنُبقى قاعدِين مَعَْ ربِنا يسُوعَ لكِنْ قلبِنا وَذِهنِنا مِش معاه ، طيِّب وَبعدِين ؟ ربِنا يسُوعَ ما يسبناش يستمِر فِى الكلام يستمِر فِى الكلام ، لِغاية لمّا يبتدِى يلاقِى كِده القلب وَالذِهن يتسحِب معاه جرّب كِده جرّب إِنْ إِنت تثبُت فِى صلاة كُنت بادِيها بِطياشة ، جرّب إِنْ إِنت تقاوِم أفكار الملل وَالضجر الّلِى تجِيلك أثناء صلاة القُدّاس ، جرّب إِنْ إِنت تثبُت فِى الإِنجِيل حتَّى لَوْ كُنت إِنت مِش فاهِم ، جرّب جرّب إِنْ إِنت لاَ تستسلِم لأفكار عدم الفهم ، جرّب إِنْ إِنت يكُون لَكَ فِى الحياة مُثابرة جرّب وَإِعلم إِنْ كُلّ شيء هُوَ مِنْ صُنع إِيده ، يعنِى الرِحلة الفاشلة بِتاعِت رِحلِة الصيد بِتاعِت مُعلّمِنا بُطرُس مِنْ صُنع إِيد ربِنا ليه ؟ أصل أقولّك على حاجة ، لَوْ كان بُطرُس إِصطاد سمك كتير وَجابه على الشط وَالنَّاس قعدِت تبِيع وَتشترِى وَتفاصِل وَده ياخُد أكتر مِنْ ده ، وَده ياخُد أكتر مِنْ ده ، وَبُطرُس مشغُول لِلبيع ، فِكرك كان يسُوعَ علِّم ؟ طيِّب لَوْ كان وقف يعلِّم كان حد وقف يسمعه ؟ محدِش وقف ، محدِش فاضِى له ، إيه الّلِى واقِف يعلِّم ده إِحنا عايزِين نشتغل ، أحياناً ربِنا يحرّك الأمور علشان هُوَ يدخُل ، أحياناً ربِنا يستخدِم فشل مِنْ أجل نجاح ، أحياناً ربِنا يستخدِم ضعف مِنْ أجل قوّة ، أحياناً ربِنا يضعنِى فِى ضِيقة مِنْ أجل إِنْ أنا ألجأ إِليه ، أحياناً ربِنا يخلِينِى أعرف إِزاى لاَ أتكِل على ذاتِى وَ لاَ قُدراتِى وَ لاَ خبراتِى علشان خاطِر ألقِى بِكُلّ رجائِى عليه فيقولِى أدِى كُلّ خبرتك فِى الصيد منفعِتش ، وَأدِى كُلّ إِجتهاداتك ، وَأدِى كُلّ سهرك منفعش ، عشان كِده مُعلّمِنا بُطرُس لمّا قعد يسمع الكلام قلبه إِنجذب ، قلبه إِتاخِد ، إِتسحب ، ياما كِده الواحِد يبتدِى كِده بِسرحان لكِنْ يبتدِى كِده هوَّ آية تسحبه ، كلمة تخبط جوه قلبه ، كلمة تجيبه ، كلمة تصطاده ، أتارِى إِنت يارب يسُوعَ المسِيح بدل لمّا كُلّ النَّاس دى صيَّادِين وَشُغلِتهُمْ تِجارِة السمك ، إِنت الصيَّاد الماهِر الّلِى تعرف إِزاى تصطاد النِفُوس إِذا كُنت إِنت بِتخلِّى الراجِل الصيَّاد ده يعرف يصطاد سمك ، السمك الّلِى لاَ يعرف وَ لاَ يفهم تعرف إِزاى تقوده لِلشباك ، فكيف أنت خالِق الكُلّ تعرف أنْ تقُود العقول وَالقلُوب وَأنت جابِلها وَعارِفها وَفاحِصها فعرف يجذِب إِليه فإِصطاد ربِنا يسُوعَ المسِيح فِى الشبكة بِتاعته كُلّ النَّاس الّلِى كانِت موجودة ، لِدرجِة إِنّه لمّا ربِنا يسُوع المسِيح لقى النَّاس مُنجذِبة جِدّاً لِتعليمه فحب إِنْ هُوَ يختتِم تعلِيمه أمامهُمْ جمِيعاً بِشيء عملِى سِمعوا عجبهُمْ الكلام حبُّوا ربِنا حبُّوا كلامه حبُّوا تعالِيمه قال بس لاَ يكفِى ، أنا عايزهُمْ يشوفوا ، فبصَّينا لقينا بيقُول لِمُعلّمِنا بُطرُس [ إِبْعُدْ إِلَى العُمقِ ] ( لو 5 : 4 ) ، فعايز يقوله هُوَ إِنت مِش كُنت واقِف على الشط وَإِنت شايفنِى وَأنا جاى فاضِى ، أدخُل تانِى لِلعُمق وَالنَّهار طلع وَإِنت عارِف كويس إِنْ السمك ما يتجمّعش فِى النَّهار ، لمّا الشمس تطلع خلاص السمك يهرب قاله [ إِبْعُدْ إِلَى العُمقِ ] ، بصَّينا لقينا بُطرُس بيقوله [ قَدْ تعِبنا الليل كُلّهُ وَلَمْ نَأخُذْ شيئاً ] ( لو 5 : 5 ) ، إِنت مِش واخِد بالك وَإِلاّ إيه ، إِحنا قلبنّاها شمال وَيمين الليل كُلّه ، ياما الإِنسان يا أحِبّائِى يضع فشله أمام الله وَكأن إِنْ خلاص مفِيش فايدة ، أحياناً الإِنسان بِيُبقى وصل لِنُقطة يأس مُعيّنة وَأكِنَّه بِيقُول لِربِنا مفيش فايدة ، أحياناً أُعلِن لِربِنا إِنْ أنا أكِن أنا عارِف أكتر مِنّه أوْ فاهِم أكتر مِنّه وَالحِجّة الّلِى أقولها قُدّامه إِنْ أنا تعِبت الليل كُلّه وَلَمْ أصطاد شيء فَعايِز أقوله خلاص مِش مُمكِن أضِيف إِلَى فشلِى فشل جدِيد ، مِش مُمكِن أجرّب تجرُبة جدِيدة وَأخرُج مِنها بِفشل أزعل أكتر ، بدل لمّا فشلت مرّة أفشل مرّتين ، [ قَدْ تعِبنا الليل كُلّه وَلَمْ نأخُذْ شيئاً ] ، أحياناً يا أحِبَّائِى ده بِيُبقى حالنا ، حالنا إِنْ إِحنا مُحبطِين ، حالنا إِنْ إِحنا حاسين إِنْ مفيش رجا مِنْ حياتنا ، لاَ قادرِين نخلُص ، لاَ قادرِين نتوب ، لاَ قادرِين نتغيَّر ، حالنا زى ما هُوَ ، الخطايا هى هى ياما واحِد يِجِى يعترِف يقولّك يا أبونا لَوْ فِى recorder أسجِل لَكَ الإِعتراف بِتاعِى بحيث كُلّ مرّة أقوله هُوَ هُوَ كُنت مُمكِن أجِيب لَكَ ألـ recorder ، هُوَ نَفْسَ الكلام [ قَدْ تعِبنا الليل كُلّه وَلَمْ نَأخُذْ شيئاً ] ، مفيش فايدة أقولّك دى أفكار يأس ، أقولّك طالما إِنت بِتضع ضعفاتك ديّت أمام ضابِط الكُلّ ، خالِق الكُلّ خلاص ما تقلقش ليه ؟ لأِنْ كلِمة مِنّه تكفِى ، أمر مِنّه يكفِى ، لأِنّهُ قادِر لأِنّهُ هُوَ القدِير ، لأِنْ هُوَ المُخلِّص الّلِى يصنع عظائِم ، وَقَدْ كان بُناءاً على الكلام الّلِى سِمعه مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول وَجذب قلبه قاله [ إِبْعُدْ إِلَى الْعُمقِ ] ، لقيناه مِش قادِر يتكلِّم ، فقال طيِّب أنا ها أدخُل بس إِرضاءاً لِكلِمتك ، كرامة لَكَ ، أنا مِش عايِز أزعلك ، لكِنْ يعنِى [ على كلِمتك أُلقِى الشبكة ] ( لو 5 : 5 )  جمِيل يا أحِبَّائِى إِنْ إِحنا فِى جِهادنا مَعَْ ربِنا نتكِل على كلِمته ، جمِيل جِدّاً لمّا الإِنسان يجاهِد ، يجاهِد بِكلِمة الله ، ما أجمل إِنْ الإِنسان وَهُوَ واقِف قُدّام ربِنا فِى أىّ حالة كانِت يكلِّم ربِنا بِكلامه ، ما أجمل إِنْ أنا أتكلِّم مَعَْ ربِنا وَأقوله " أنت قُلت " " أنت قُلت " " أنت وعدت " ما أجمل إِنْ أنا أخُد آية مِنْ ربِنا وَأعتبرها وعد مِنّه وَأتمسّك بِه ، تخيَّل إِنت كِده لمّا واحِد ياخُد وعد مِنْ واحِد مُهِم إِنْ هُوَ مثلاً حا يديله وظِيفة وَ لاّ يشغّله وَ لاّ يعمِل معاه كذا وَ لاّ كذا ، تخيَّل إِنت كِده لمّا واحِد يدِى واحِد كِده وعد بِحاجة مُهِمّة زى كِده ، يقوله خلاص إِنت وعدتنِى ، إِنت قُلت لىَّ أهو أنا المفرُوض أخُد مواعِيد ربِنا ديّت وَزى ما تعلّمنا الكنِيسة وَتقُول إِنْ [ مواعِيده الحقيقيَّة غير الكاذِبة ] ، إِنت قُلت إِنت قُلت يارب انت أمرت إِنت قُلت [ على كلِمتك أُلقِى الشبكة ] إِنت قُلت [ وَعاضِد الصِّدِّيقِينَ الرّبُّ ] ( مز 37 : 17 ) إِنت قُلت كِده إِنت قُلت [ الرّبّ فادِى نِفُوس عبيده وَكُلّ مَنَ إِتكل عليه لاَ يُعاقبُ ] ( مز 34 : 22 ) إِنت قُلت إِنت قُلت أنا على كلِمتك أُلقِى الشبكة أقوله [ إِقترِبْ إِلَى نَفْسِى فُكّه ] ( مز 69 : 18 ) وَأقوله [ فرِّح نَفْسَ عبدك] ( 86 : 4 ) أقوله إِتكلِّم مَعَْ ربِنا بِمواعِيده ، إيه رأيك لمّا إِنت تتكلّم مَعَْ ربِنا بِآيات مِنْ عِنده ، على كلِمتك على كلِمتك إِنت قُلت [ أتُرِيدُ أنْ تبرأ ؟ ] ( يو 5 : 6 ) وَأنا أقولّك [ أُرِيد يا سيِّد ] إِنت قُلت وَأنا بِأقولّك ما أجمل إنْ أنا أكلِّم ربِنا بِكلامه ، ما أجمل إِنْ أنا أفكّره بِأحكامه ، ما أجمل إِنْ أنا أفكّره بِمواعِيده لىَّ ، علشان كِده هِنا يقوله إيه [ على كلِمتك ] صدّقونِى يا أحِبَّائِى كُلّ جِهاد لِينا خارِج جِهاد قوَّة كلِمة الإِنجِيل جِهاد ضعِيف باطِل ، عايِز تشعُر فِعلاً إِنْ إِنت بِتتكلِّم كلام قانونِى ، وَعاوِز تشعُر إِنْ كلامك كلام مقبُول لدى الله ، إِتكلِّم بِكلامه ما أجمل كلِمات أرميا النبِي لمّا كان يقُول لِربِنا كِده [ أبرّ أنت يارب مِنْ أنْ أُخاصِمك] ، إِذا كُنت حا أكلّمك حا أكلّمك بِأحكامك إِنت ، يعنِى إيه بِأحكامك ؟ عارِف لمّا يِجِى واحِد كِده مُتهم وَيتكلِّم يقُول " أنا عارِف إِنْ مهما إِتكلّمت مِش حا تسمعونِى لكِنْ أنا حا أكلّمكُمْ بِالقانُون ، أنا حا أجِيب لكُمْ مواد القانُون الّلِى تثبت براءتى " [ أبرّ أنت ياربُّ مِنْ أنْ أُخاصِمك ] ( أر 12 : 1 ) ، جمِيل جِدّاًَ إِنْ الإِنسان يكلِّم ر بِنا مِنْ جِهة أحكامه ، [ على كلِمتك أُلقِى الشبكة ] ، إِجعل جِهادك جِهاد كلِمة الله ، إِجعل جِهادك مسنُود بِكلِمة ربِنا ، معمول بِكلِمة ربِنا ، له قوَّة فِعل كلِمة ربِنا ، وَكلِمة ربِنا محمولة بِقوّة ، هى نَفْسَها تحمِل قوّة فِى داخِلها ، تسنِد وَتجِد بِها قوَّة وَدالَّة فِى التنفِيذ ، هى نَفْسَها حاملة قوَّة ، هى نَفْسَها حيَّة [ على كلِمتك أُلقِى الشبكة ] ، فَراح بُطرُس خد المركِب بِتاعته وَدخل لِلعُمق وَألقى ، بس خلِّى بالكُمْ يقُول إيه [ ألقى الشبكة ] ، هُوَ فِى الحقيقة المركِب بِتاعِت بُطرُس أولاً كان معاه إتنين تانِى شُركا ، بس لأِنّهُمْ مِش مصدقين قوِى حكايِة إِنْ هُمّا يدخلوا يصطادوا دخّلوا مركِب واحدة بس عشان خاطِر ربِنا يسُوعَ ما يزعلش ، مدخلوش المركبتين ، وَلمّا بُطرُس دخل بِمركِب واحدة ما ألقاش كُلّ الشبك ، ألقى إيه ؟ شبكة واحدة ، قال مفيش داعِى نفرِد كُلّ الشِباك ، خلّيها واحدة عشان ننزِّلها شوية وَنطلّعها فاضية ، نطلع له تانِى نقوله مفيش يا دوب نزِّل واحدة لقى الحكاية إيه مِش مصدّق روحه ، بِتتقل وَهُوَ مِنْ خِبرته معاه الصيَّاد مَعَْ إِنّه يهِز بس الشبكة كِده ، يلمِسها يفهم هى فِيها إيه ، فايهِز مِش مصدّق ، قال يمكِن يكُون كِده متعلّقة فِى صخرة وَإِلاّ حاجة ، مِش مصدّق ، يسحب أكتر يشعُر إِنْ فِى جوه حركِة حياة ، مِش حاجة صمَّاء ، لأ دى حركِة حياة ، يسحب أكتر يشوف المنظر بقى ، فِيض مِنْ السمك الكتير ، فيقوا عملوا إيه ؟ نادوا لِلجماعة الّلِى على الشط قالوا تعالوا ساعدونا ، تعالوا ده الصيد كتير جِدّاً ، تعالوا فنادوا لهُمْ يقُول كِده [ فَصَارتْ شَبَكَتُهُمْ تتخرَّقُ فَأشارُوا إِلَى شُركائِهمُ الَّذِينَ فِى السفينةِ الأُخرى أنْ يأتُوا وَيُسَاعِدُوهُمْ ] ( لو 5 : 6 – 7 ) ليه ؟ لأِنْ هُمّا ما كانوش إِتحرّكوا لِسّه هِناك ، [ فَأتوا وَمَلأُوا السفينتينِ ] ( لو 5 : 7 ) ، يعنِى واضِح إِنْ السفينة التانية لمّا إِبتدِت تِيجِى لهُمْ ربِنا كتّر الصيد أكتر لِدرجِة إِنْ خلاّ السفينتين يتملوا [ حتَّى أخَذَتَا فِي الْغَرَقِ ] ( لو 5 : 7 ) إيه الّلِى عايزِين نقوله هِنا ؟ عايِز أقولّك إِنْ ربِنا هيديك على قدر سعيك ، على قدر إِيمانك ، على قدر جِهادك ، إِبتديت معاه بسيِط بِشبكة واحدة هيديك برضه بس هيديك بسيِط ، إِبتديت معاه بِكُلّ شبكك بِالسفينتين هيديك أكتر وَأكتر وَأكتر يقولّك إِفتح فمك وَأنا أملأه ، ربِنا يسُوعَ لمّا يأمُر بِشيء عايزك تعمِله بِإِيمان ، عايزك تصدّق كلامه ، تصدّق مواعِيده ، ما تُبقاش بِترمِى الشبكة وَإِنت مهزوز ، وَإِلاّ وَإِنت مِش واثِق ، لأ [ على كلِمتك أُلقِى الشبكة ] ، يأمُر السمك يأمُر السمك ، يجمّعه يجمّعه ، يجِيب لهُمْ أسماك البِحار وَالمُحِيطات ، ما هُوَ ضابِط الكُلّ [ البِحار وَالأنَّهار وَالينابِيع وَكُلّ ما فِيها ] ، كُلّ ما فِيها رهن إشارتة ، كُلّ السمك يتجّمع هِنا يتجّمع ، على اليمين على اليمين ، على الشمال على الشمال ما أجمل عملك معايا يارب لمّا أثِق فِى كلِمتك وَأطيع أمرك ، وَلَوْ كُنت حتَّى متردِّد وَأبتدِى أنّفِذ الآية وَلَوْ بِضعف لكِنْ إِنت حا تبتدِى تملانِى قوَّة عشان أنّفِذها بِأكتر قوَّة ، عشان أخُد كُلّ القوَّة ربِنا عايزك تصدّق آية ، يقولّك آية صدّقها ، مِش قادِر أصدّقها ، يقولّك طب إِبتدِى خطوة إِبتدِى خطوة يِجِى واحِد يقولّك مثلاً آية [ تُحِبُّ قرِيبك كَنَفْسِكَ ] ( مت 22 : 39 ) ، أحِب النَّاس زى نَفْسِى ! أنا بحِب نَفْسِى قوِى ، طب إِبتدِى بس إِبتدِى ، إِبتدِى إِعمِل إيه دخّل سفينة واحدة بلاش سفينتين ، طب يعنِى ألقِى إيه شبكة واحدة !! إِعمِل بس جُزء ، إِبتدِى قدِّم حُب قليل تبُص تلاقيك مسكت ثمر كتير ، لمّا مسكت ثمر كتير إِبتديت إيه تنّزِل كُلّ شِباكك ، بعدما إِبتديت تنّزِل شِباكك كُلّها إِبتديت تعمِل إيه تجِيب غيرك وَتقول لهُمْ تعالوا ، تعالوا معايا أنا وجدت صيد كتير ، أنا سفينتِى حا تغرِق مِنْ كُتر الصيد زى ما ربِنا يقُول كِده أنا هديكُمْ نِعم حتَّى تقولوا [ كفانا كفانا ] ، إِبتدِى نّفِذ وصيَّة كِده وَشوف كمية الفرحة الّلِى تدِب جوه قلبك فرح الصيد يا أحِبَّائِى ده فرح لاَ يُعبَّر عنّه ، لَوْ جِبنا راجِل مليونير مليونير يعنِى كنُوز الدُنيا دى تحت رجليه وَقعّدته يصطاد وَمِسك سمكة كميَّة الفرحة الّلِى تدخُل جوه قلبه كبيرة جِدّاً ، لِدرجِة يقولوا إِنْ مِنْ ضِمن الخطوط العِلاجيَّة لِبعض الأمراض إِنّه يخلِّى المرِيض يروح يصطاد ليه ؟ يقولّك عشان عايزِين نفرّح الراجِل ده ، فَعشان نفرّحه ننصحه بِوقت مُعيّن يقعُد يصطاد ، وَهُوَ قاعِد فِى وسط كِده ما هُوَ مهموم وَمُحبط وَيائِس وَمضايق يصطاد يحُط الصِنَّارة يطلّعها يلاقِى سمكة ، يا سلام عِلاج الدُنيا ، إيه ده لُون مِنْ ألوان العِلاج أهو ربِنا يسُوعَ عاوِز يقولّك كِده ، إِنت ليه بِتفرح بِالصيد ؟ يقولّك أصل دى ما بتعبش فِيها قوِى ، حاجة كِده جاية لى مِنْ عند ربِنا ، حاجة ملهاش أىّ قواعِد ، مُمكِنْ ترمِى عشر مرّات مرّة تيِجِى كده يعنِى ، معتمِدة كتير جِدّاً على الحظ صيد السمك ده أمر متعلّق تماماً بِيد الله ، فَربِنا حب يجِيب ولاده مِنْ هذِهِ الفِئة الّلِى كُلّ يوم بِيتعاملوا مَعَْ إيه ؟ مَعَْ إِيد ربِنا مُباشرةً ، يقولّهُمْ أنا الرازِق تماماً مفهاش أىّ شطارة ، مفهاش أىّ زكاوة هى كِده ، ربِنا عايِز يدِى يدِى مِش عايِز يدِى ما يدِيش ، فَيملا السُفن كُلّها ربِنا عايزنِى أبتدِى بِقدر بسِيط وَهُوَ يفيض علىَّ لِغاية لمّا أقوله كِفاية يارب أنا قلبِى لَمْ يحتمِل هذِهِ الفرحة ، أحياناً ربِنا يدِى الإِنسان فرحة الّلِى يعيش فِى وصاياه يقُول كِده إِنَّها فرحة تفُوق فرحِة الوجُود فِى الفردُوس تعالى كِده جرّب مرّة تصلِّى بِالإِحساس ده وَجرّب كِده تقرا الإِنجِيل بِالإِحساس ده تلاقِى دبِت فِى قلبك فرحة زى فرحِة أبونا آدم وَهُوَ فِى حضرِة الله فِى الفردُوس ، طب لمّا السفينة إِتملِت رِجعوا بقى لِلشاطِىء وجدوا مين ؟ وجدوا يسُوعَ ، طيِّب وَبعدين ؟ أوِل حاجة عملوها مَعَْ يسُوعَ عملوا إيه ؟ يقولّك على بُطرُس إِنّه سجد لهُ [ فَلّما رأى سِمعانُ بُطرُسُ ذلِكَ خَرَّ عِندَ رُكْبتيْ يَسُوعَ قائِلاً أُخرُجْ مِنْ سفِينتِي ياربُّ لأِنِّي رَجُلٌ خَاطِىءٌ ] ( لو 5 : 8 ) إيه ده ؟ إِبتدى يعرف إِنْ الّلِى كان بِيكلِّمه ده مِش مُجرّد مُعلِّم ، مِش مُجرّد كلام لطِيف كان بيقوله ، لاَ ده كلام وَعمل ، ده كلام مُقتدر ، ده كلام محمول بِقوَّة ، فَإِبتدا رصِيد إِيمانه بِربِنا يزِيد إِحنا محتاجين البُعد ده يا أحِبَّائِى ، أنا أحياناً كتير بأُعجب بِكلِمة الإِنجِيل ، بحِبها ، حلوة كلِمة جمِيلة ، مُمكِن تشكلِّى لُون مِنْ ألوان الإِشباع العقلِى ، مُمكِن مُمكِن أأقرا آية ألاقيها لذِيذة ، لطِيفة ، حلو جمِيل قوِى [ حِب عدوّك ] ، جمِيلة ياسلام هُوَ فِى أجمل مِنْ كِده كلام ، يقولّك خلِّى بالك عجبِتك نّفِذ بقى ، إِلقِى الشبكة ، صعب ألقِى الشبكة دى مِش أدّاها ، أقولّك معلِش إِعمل بقى على أدّك ، أعمِل على أدِّى ، أوِل لمّا أحِب غيرِى وَبِالذات عدوِّى شوف الفرحة الّلِى تيِجِى لَكَ وَشوف الثمر الّلِى تصطاده ، طب بعد ما تصطاد الثمر ده تعمِل إيه ؟ أسجُد له ، أرّجع له الفضل ، ياما ننِجح فِى حياتنا بس ما نرّجعش النجاح له ، ياما نفشل ثُمّ ننجح وَننسى نسجُد له المفرُوض إِنْ أنا فشلت ، طب نجحت ، أعمِل إيه ؟ أعرف إِنْ سِر النجاح هُوَ ، لأ أحياناً أرّجع النجاح ده لِكبريائِى ، لِذاتِى ، لِغرورِى ، لِخبرتِى ، أقول أصل أنا صِبرت وَالّلِى يصبُر ينول ، أصل كُلّهُم يئسوا لكِنْ أنا مايأستِش ، أنا راجِل مُثابِر أقولّك لاَ لاَ لاَ لاَ المفرُوض إِنْ إِنت تحُط رجاءك ده كُلّه فين ؟ فِيه هُوَ ، تتكِل على مين ؟ تتكِل عليه هُوَ ، أدِى الإِنسان الّلِى عايِش فِعلاً مسنُود على كلِمة ربِنا ، يفرح بِثمر ربِنا يقولّك [ مِنْ تعب يديه يرى وَيفرح ] ، مِنْ تعب يديه ! عشان كِده النتيجة الطبيعيَّة لِنا إِحنا أحِبَّائِى إِنْ إِحنا نعمِل إيه ؟ إِنْ إِحنا لمّا ربِنا يدِينا النِعمة دى إِنْ إِحنا نعمِل إيه ؟ نسجُد لهُ ، [ خَرَّ عِندَ رُكبتيْ يسُوعَ ] بس فِى الحقيقة فِى كلِمة خرجت مِنْ مُعلّمِنا بُطرُس إِحنا مِش عايزِين نتعلِّم المنهج ده مِنّه ليه ؟ خلِّى بالك مُعلّمِنا بُطرُس هِنا كان لِسّه فِى بِدايِة مُعاملاته مَعَْ ربِنا يسُوعَ ، لِسّه معرفوش قوِى ، فلمّا وجد ربِنا يسُوعَ ملا له السفينة فسجد لهُ ، بس قاله بقى لغاية هِنا وَكفاية لغاية هِنا وَكفاية ، أنا مِش قادِر أأقعُد معاك تانِى ، أنا وحِش جِدّاً جِدّاً وَإِنت كويس جِدّاً جِدّاً فَأنا مِش قادِر أأقعُد معاك [ أُخرُج مِنْ سفينتِى يارب لأِنِّي رجُلٌ خَاطِىءٌ ] ( لو 5 " 8 ) ليه ؟ أصل أنا راجِل وحِش ، أصل أنا راجِل خاطِى [ أُخرُج مِنْ سفينتِى يارب لأِنِّى رجُل خاطِىء ] يقولّك لأ ده منهج غير مقبُول ، مِش لأِنِّى وحِش أقول أبعِد عَنْ ربِنا ، مِش لأِنِّى خاطِى أقول أخرُج ، ده أنا عايِز أقوله العكس ، خليك معايا فِى السفينة بتاعتِى بِإِستمرار لأِنِّى راجِل وحِش ، فبدل ما أقوله أُخرُج عنِى يارب لأِنِّى رجُل خاطِى ، أقوله أُمكُث معِى يارب لأِنِّى رجُل خاطِى عشان كِده لَوْ تلاحظوا الكنِيسة عاملة لِنا صلوة جمِيلة جِدّاً ياريت نتمسَّك بِها كُلّنا بعد ما تتناوِل تصلِّى صلاة بعد التناوِل ، فَمِنْ ضِمن العِبارات الجمِيلة جِدّاً فِى صلاة بعد التناوِل نقوله إيه ؟ أنا أخدت المسِيح وَأنا راجِل خاطِى ، فبقوله إيه بقى [ أُمكُث معِى لأِنّ النَّهار قَدْ مال وَرافقنِى إِلَى أنْ ينسم النَّهار فَإِنَّكَ وحْدك غايتِى ] ، أنا عايزك إِنت ، أنا خدتك وَلمّا خدتك حا أمسِكك وَلَمْ أُرخِيك ، مِش حا أفرّط فِيك تانِى أبداً ، أنا خدتك فلمّا خدتك حا أتمسِك بِك إِلَى التمام ، [ أُمكُث معِى ] خليك معايا ، خطيتِى ما تبعدنِيش عَنْ ربِنا ، خطيتِى تجيبنِى لِربِنا ، ضعفِى ما يخلنِيش أهرب مِنّه وَلكِنْ زى ما تعلّمنِى صلاة الأجبية بدل ما أهرب مِنّه أهرب إِليه ، أروح له هُوَ ، هُوَ نجاتِى بدل لمّا أقوله أُخرُج مِنْ سفينتِى ، أقوله لأخليك معايا فِى السفينة بِتاعتِى ، خلِّى بالكو نَفْسَ المُعجِزة دى ربِنا يسُوعَ عملها بس بعد القيامة ، خلاّهُمْ برضه يصطادوا سمك كتير بس كان هُوَ على الشط ، بس الّلِى حصل مِنْ مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول عكس كِده تماماً ، هِنا بُطرُس يقوله [ أُخرُج ] ، لكِنْ لقينا بُطرُس راح نط مِنْ السفينة وَراح له ، أصله عرف إِنّه العِلاج مِش إِنّه يخرُج مِنّه وَلكِنْ العِلاج إِنّه يقترِب إِليه نتعلّم يا أحِبَّائِى مِنْ المُعجِزة دى إِنْ إِحنا نضع ثِقتنا فِى ربِنا ، إِنْ إِحنا ندِى المجد لِربِنا الّلِى بِيفتقِدنا فِى موضِع إِهتمامنا ، الّلِى قادِر أنْ يصنع معنا أكثر ممّا نسأل أوْ نطلُب أوْ نفتكِر أوْ نفهم ، الّلِى عاوِز يعمِل معانا آية صالِحة تفوق إِمكانياتنا ، عشان نرّجع الفضل له فنسجُد له وَنقوله " أُمكُث معِى يارب لأِنِّى رجُل خاطِى " ربِنا يدِينا أنْ نتمتّع بِصيد كتير ، فضائِل مُتضافِرة لِكى ما تمتلِىء سفينة حياتنا مِنْ الفضايِل حتَّى ما نُنادِى الآخرين لِكى يُمسِكوا فضايِل ، حتَّى نتقدّم إِليه وَنحنُ قَدْ أمسكنا ثمر كثير ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمِين

الزمن والأبدية

∞ تُعَوِدْنَا كِنِيسِتْنَا يَا أحِبَّائِي فِي آخِر أسَابِيع قِبْطِيَّة فِي السَّنَة أنْ تُذَكِّرْنَا بِنِهَايِة العَالَمْ .. وَكَأنَّ الكِنِيسَة تَعِيش مَعَنَا يُوم بِيُوم وَسَاعَة بِسَاعَة وَلَحْظَة بِلَحْظَة .. وَكَأنَّ الكِنِيسَة تُرِيدْ أنْ تَنْقِل لَنَا مَشَاعِر مُعَيَّنَة .. فَنَحْنُ بِنَسْتَقْبِل سَنَة جِدِيدَة وَالكِنِيسَة تَقُول لَنَا إِسْتَفِيدُوا بِالسَّنَة .. فَالأيَّام بِتِجْرِي .. حَاوْلُوا أنْ تَسْتَفِيدُوا بِفُرْصِة الحَيَاة الَّتِي أعْطَاهَا لَكُمْ الرَّبَّ .. إِجْعَلُوهَا فُرْصَة لِبِرُّكُمْ وَلَيْسَ لِهَلاَكَكُمْ .. حَاوْلُوا أنْ تَغْلِبُوا الزَّمَنْ فَعِيشُوا فِي الزَّمَنْ وَلكِنْ لاَ تَعِيشُوا تَحْت سُلْطَان الزَّمَنْ .. وَلِذلِك المَزْمُور يَقُول ﴿ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ سِنُوكَ . مِنْ قِدَمٍ أسَّسْتَ الأرْضَ وَالسَّموَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ . هِيَ تَبِيدُ وَأنْتَ تَبْقَى وَكُلُّهَا كَثَوْبٍ تَبْلَى كَرِدَاءٍ تُغَيِّرُهُنَّ فَتَتَغَيَّرُ . وَأنْتَ هُوَ وَسِنُوكَ لَنْ تَنْتَهِي ﴾ ( مز 102 : 24 – 27 ) .. رَبِّنَا يَقُول لَنَا أنَّهُ هُوَ غَالِبْ الزَّمَنْ .. هُوَ فَوْقَ الزَّمَنْ وَارْتَفَعْ فَوْقَ الزَّمَنْ . ∞ رَبِّنَا يَسُوع يَا أحِبَّائِي عِنْدَمَا تَجَسَد بَارَك الزَّمَنْ وَحَوِّل الزَّمَنْ المَيْت إِلَى زَمَنْ خَالِدٌ .. وَحَوِّل سَاعَات اليُوْم إِلَى سَاعَات مُبَارَكَة وَمُقَدَّسَة .. وَحَوِّل كُلَّ لَحْظَة إِلَى لَحْظِة مَجْدٌ وَلَحْظَة خَالِدَة .. رَبِّنَا يَسُوع لَمَّا جَاءَ عَلَى الأرْض مَلأ الزَّمَان وَلَمْ يَكُنْ هذَا فَقَطْ فِي الفِتْرَة الَّتِي عَاشَهَا عَلَى الأرْض وَلكِنْ مَلأهُ إِلَى الإِنْقِضَاء فَقَدْ قَدَّس الزَّمَنْ وَبَارَكَهُ . ∞ كُلَّ مَا عَمَلَهُ رَبَّنَا يَسُوع فَقَدْ عَمَلَهُ لأِجْلِنَا .. فَهُوَ وُلِدَ لأِجْلِنَا وَصُلِب لأِجْلِنَا .. رَفَعْنَا فَوْقَ الزَّمَنْ .. فَالإِنْسَان الَّذِي يَعِيش فِي مَحَبِّة رَبِّنَا وَمَخَافِة رَبِّنَا يَكُون بِذلِك غِير مَغْلُوب مِنْ الزَّمَنْ وَلاَ يَقَعْ تَحْت وَطْأة أوْ سُلْطَان الزَّمَنْ .. فَعِنْدَمَا يَقُول لَهُ أحَدٌ إِنَّ الأيَّام بِتِجْرِي .. لاَ يَخَاف وَلاَ يَرْتَبِك لأِنَّهُ غَالِبْ الزَّمَنْ . ∞ مِنْ أجْمَل العَطَايَا الَّتِي سَيُعْطِيهَا لَنَا الرَّبَّ يَسُوع فُوق فِي السَّمَاء أنَّهُ لاَ يُوْجَدٌ زَمَنْ .. فَعَلَى الأرْض هُنَا الزَّمَنْ بِيِغْلِبْ الإِنْسَان وَبِيِضْغَطْ عَلِيه وَلِذلِك نَجِدٌ أنَّ النَّاس تُحِبْ المَال لِكَيْ تُؤمِّنْ المُسْتَقْبَل وَهذَا نَاتِج مِنْ ضَغْط الزَّمَنْ .. فَالزَّمَنْ هُوَ الَّذِي يُقْلِقٌ الإِنْسَان وَيُخِيفُه .. أحْيَاناً عِنْدَمَا يَفْقِد إِنْسَان أحَدٌ أحِبَّائُه نَجِدُه حَزِينْ جِدّاً لأِنَّهُ يُوْجَدٌ زَمَنْ سَيَعِيشُه مِنْ غِيرُه .. وَعِنْدَمَا يَكُون الشَخْص الَّذِي تَوَفَّى صَغِير نَجِد أنَّ النَّاس تِحْزَن أكْثَر .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّ الزَّمَنْ الَّذِي كُنَّا نَتَوَقَعُه أنْ يَعِيشُه مَعَنَا هُوَ كَثِير وَلكِنْ هُوَ عَاش فِتْرَة قَصِيرَة .. وَلِذلِك فَإِنَّ الزَّمَنْ يُسَبِّب حُزْن وَتَوَتُر وَحُبْ المَال . ∞ رَبِّنَا يَسُوع جَاءَ عَلَى الأرْض وَقَدَّس الزَّمَنْ وَجَعَلْنَا غَالِبِينْ الزَّمَنْ عَلَى الأرْض .. وَفِي الأبَدِيَّة لاَ يُوْجَدٌ زَمَنْ .. فَالكِتَاب المُقَدَّس يَقُول أنَّ السَّمَائِيين سَيَظَلُّوا يُسَبِّحُون وَيُمَجِّدُون بِلاَ إِنْقِطَاع .. فَهَلْ سَيَشْعُرُون بِالمَلَلْ ؟ .. لاَ .. لأِنَّهُ لاَ يُوْجَدٌ زَمَنْ هُنَاك .. وَلِذلِك لاَ يُوْجَدٌ مَلَلْ .. فَإِنَّ عَطِيِة غَلْبِة الزَّمَنْ هِيَ أنْ أشْعُر إِنْ رَبِّنَا مَالِئ الكُون وَمَالِئ الزَّمَنْ .. وَجَعَلَنِي أعِيش فِي حَيَاة أعْلَى مِنْ الزَّمَنْ وَلاَ أعِيش تَحْت سُلْطَان السَّاعَة وَلاَ أكُون قَلِقٌ . ∞ وَجَدْنَا رَبَّنَا يَسُوع يَتَكَلَّمْ عَنْ الزَّمَنْ أنَّهُ سَاعَة .. تَكَلَّمْ عَنْ الصَّلِيب بِأنَّهُ سَاعَة فَيَقُول ﴿ قَدْ أتَت السَّاعَة ﴾ ( يو 12 : 23 ) .. فَعِنْدَمَا تَكَلَّمْ عَنْ الأبَدِيَّة قَالَ ﴿ لَيْسَ لَكُمْ أنْ تَعْرِفُوا الأزْمِنَةَ وَالأوْقَات ﴾ ( أع 1 : 7 ) .. وَكَأنَّ الله يَقُول لَك لاَ يَصِح أنْ أجْعَلَك تِعِيش تَحْت سُلْطَان الأزْمِنَة .. فَلاَ تَعِدٌ السَّاعَات .. فَهَدَف رَبِّنَا هُوَ أنْ يَجْعَلْنَا فَوْقَ سُلْطَان الزَّمَنْ وَيَدْفَعْنَا إِلَى ذلِك .. فَفِي يُوم الخَمِيس ( خَمِيس العَهْد ) أخَذَ يِكْسَر الجَسَد وَيَقُول لِتَلاَمِيذُه ﴿ خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي ﴾ ( مت 26 : 26 ) .. مَعَ أنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَمَّ الصَلْب .. فَكَيْفَ يَكُون ذلِك ؟ رَبَّنَا يَسُوع يَقُول لَنَا أنَّ الزَّمَنْ هُوَ يَكُون عِنْدَكُمْ أنْتُمْ .. عِنْدَكُمْ مَاضِي وَحَاضِر وَمُسْتَقْبَل أمَّا أنَا فَإِنِّي أعِيش فِي المِلْء .. فَلاَ يُوْجَدٌ عِنْدِي زَمَنْ مُجَزَّأ .. مَا أجْمَل إِنْ الإِنْسَان يَأخُذْ غَلْبِة الزَّمَنْ وَكُلَّ يُوم عِنْدُه يَكُون يُوم مُبَارَك وَمُقَدَّس وَجُمْلِة حَيَاتُه تَكُون حَيَاة مُبَارَكَة وَلاَ يَكُون الزَّمَنْ ضَاغِطْ عَلَى الإِنْسَان .. وَغِير مُخِيف لِلإِنْسَان وَهذَا يَجْلِب لِلإِنْسَان فَرَح دَائِم وَلاَ يَشْعُر الإِنْسَان بِرُعْب .. وَعِنْدَمَا يِكْبَر الإِنْسَان لاَ يَشْعُر بِخُوف أوْ قَلَقٌ . ∞ فَالسَيِّد الْمَسِيح عِنْدَمَا تَجَسَد قَدَّس الزَّمَنْ وَلِذلِك أنَا بَعِيش الزَّمَنْ وَأنَا مَرْفُوع فَوْقَ الزَّمَنْ .. وَلِكَيْ يُعْلِنْ لَنَا رَبَّنَا يَسُوع سُلْطَانُه فَوْقَ الزَّمَنْ نَجِدٌ فِي قِصِّة يَشُوع بْن نُون أنَّهُ عِنْدَمَا دَخَلْ فِي حَرْب وَاللِّيل بَدَأ يُخَيِّمْ عَلَى المَكَان وَكَانَ يَشُوع لاَ يُرِيدْ أنْ يُؤجِل الحَرْب إِلَى يَوْمٍ آخَر لأِنَّ جِيشُه كَانَ مُرْتَفِع عَلَى أعْدَائُه .. فَكَانَتْ لَهُ طِلْبَة عَجِيبَة مِنْ الرَّبَّ وَهيَ أنَّ الدُنْيَا تَظَلْ مُنِيرَة .. وَقَالَ يَارَب إِجْعَل الشَّمْس تَدُوم عَلَى جَبْعُون ( يش 10 : 12) .. وَفِعْلاً حَدَث ذلِك .. لَكَ اللِّيل يَا الله وَلَكَ النَّهَار . ∞ وَاحِدٌ إِسْمُه حَزَقِيَّا المَلِك أرْسَل إِلِيه رَبِّنَا أشْعِيَاء لِكَيْ يَسْتَعِدٌ وَقَالَ لَهُ ﴿ أوْصِ بَيْتَكَ لأِنَّكَ تَمُوتُ وَلاَ تَعِيشُ ﴾ ( أش 38 : 1) .. وَحَزَقِيَّا المَلِك هذَا كَانَ رَجُل بَار وَتَقِي وَقَدْ هَدَم مُرْتَفَعَات الأوْثَان المَوْجُودَةٌ فِي البَلَد وَقَامَ بِإِصْلاَح الهِيكَل .. وَعِنْدَمَا سِمِعْ ذلِك أخَذَ يَبْكِي لِكَيْ يُطِيل لَهُ الرَّبَّ عُمْرُه حَتَّى يِزَوِدٌ مِنْ الإِصْلاَحَات الَّتِي كَانَ يَقُوم بِهَا .. وَكَانَ الله يَعْرِف أنَّ هذَا هُوَ أجْمَل وَقْت يَأخُذْ فِيهِ حَزَقِيَّا فَهُوَ كَانَ فِي قِمَّة الإِسْتِعْدَادٌ .. وَكَانَ يَعْمَل أعْمَال جَمِيلَةٌ فِي الهِيكَل كَانَ سَيَذْكُرْهَا لَهُ الله .. فَقَالَ لَهُ الرَّبَّ ﴿ قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ . قَدْ رَأيْتُ دُمُوعَكَ . هَأنَذَا أُضِيفُ إِلَى أيَّامِكَ خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً ﴾ ( أش 38 : 5 ) .. فَيَالِفَرْحِة حَزْقِيَّا .. وَفِي ألـ 15 سَنَة أنْجَبْ حَزَقِيَّا إِبْن إِسْمُه مَنَسَّى .. وَمِنْ المُؤسِفْ جِدّاً أنَّ مَنَسَّى أفْسَد كُلَّ مَا عَمَلَهُ أبُوه وَأعَادَ عِبَادِة الأوْثَان وَصَنَعْ الشَّر أمَام الرَّبَّ لإِغَاظَتِهِ ( 2مل 21 : 1 – 9 ) .. وَجَعَل عِبَادِة الأوْثَان تَكُون بِدَاخِل الهِيكَل .. وَلكِنْ رَبِّنَا أذَلْ مَنَسَّى وَقَادَهُ إِلَى أرْض السَبْي وَتَاب وَرِجِعْ .. وَقَدْ مَلَك مَنَسَّى 55 سَنَة عَلَى المَمْلَكَة وَأضْعَفْ مُلْك أبِيهِ .. كُلَّ هذَا حَدَث عِنْدَمَا حَدَثِتْ مُحَاوَلَة فِي تَغْيِير الزَّمَنْ . ∞ وَلِذلِك عَلَيَّ أنْ أقُول لِلرَّبَّ إِنَّ هذَا الزَّمَنْ هُوَ مِلْكَك وَأنْتَ قَادِر أنْ تُسَخِّرُه فَسَخَّرُه لِخَلاَص نَفْسِي .. فَكُلَّ إِشْرَاق جَدِيد .. وَكُلَّ دَقِيقَة .. وَكُلَّ ثَانِيَة هِيَ فُرْصَة لِمُتَاجَرَة لِخَلاَص نَفْسِي .. مِثْل العَذَارَى الحَكِيمَات وَالجَاهِلاَت .. الجَاهِلاَت ظَنُّوا أنَّ الزَّمَنْ سَيَظَلْ بِلاَ تَغْيِير وَأنَّهُ مُمْكِنْ أنَّ العَرِيس لَنْ يَأتِي فَصَارَ صُرَاخ هُوذَا العَرِيس قَدْ أقْبَل ( مت 25 : 6 ) .. فَالعَذَارَى الحَكِيمَات وَالجَاهِلاَت كَانُوا مُتَشَابِهِينْ وَصَرَخُوا وَلكِنْ صُرَاخ الحَكِيمَات هُوَ صُرَاخ الفَرْحَة لأِنَّ العَرِيس جَاءَ .. فَالَّذِي كَانُوا يَسْتَعِدُّونَ لَهُ قَدْ جَاءَ .. وَلكِنْ الجَاهِلاَت كَانُوا يَصْرُخُون صَرَخَات الحَسْرَة وَالرُعْب .. فَالزَّمَنْ أحْيَاناً يَكُون لِخَلاَص الإِنْسَان وَأحْيَاناً لِهَلاَك الإِنْسَان .. وَلِذلِك يَقُول لَنَا الرَّبَّ أنَّ السِّنِينْ بِتْمُر فَهَلْ تَقْضِي الزَّمَنْ بِحِكْمَة أم أنَّهُ ضَاغِطْ عَلِيك ؟ .. فَعِنْدَمَا تَقُول أنَا أعِيش فِي دَوَامَة وَكُلَّ يُوم مُشَابِه لِلَّذِي قَبْلُه فَإِنَّهُ بِذلِك يَكُون الزَّمَنْ مِسَيْطَر عَلِيك وَلَنْ تُقَدِّس الزَّمَنْ . ∞ إِنْسَان آخَر يُقَدِّس الزَّمَنْ وَمِحَدِّدٌ أوْقَات لِلصَّلاَة فَهُوَ بِذلِك يَجْعَل الزَّمَنْ زَمَنْ أبَدِي وَمُبَارِك الزَّمَنْ وَمِسْتَفِيد مِنُّه .. حَيَاتْنَا يَا أحِبَّائِي مِحْتَاجَة لِهذِهِ النِّعْمَة وَهيَ نِعْمِة غَلْبِة الزَّمَنْ .. وَرَبِّنَا يُرِيدْنَا أنْ نَنْتَقِل مِنْ مَجْد إِلَى مَجْد وَلاَ يَمُر الزَّمَنْ فِي لَهْو بَلْ فِي يَقَظَة .. مِثْل طَالِبْ فِي المَدْرَسَة نِحَدِّدٌ لُه فِتْرَة قَبْل الإِمْتِحَان مَثَلاً 6 شُهُور .. وَهذَا الزَّمَنْ مَحْسُوب عَلِيه وَلِكَيْ لاَ يُظْلَم الطَّالِبْ قَدْ أعْطُوه هذِهِ الفِتْرَة .. فَإِنْ قَضَاهَا فِي إِجْتِهَادٌ سَيَكُون فِي نَجَاح .. فَهكَذَا رَبِّنَا قَدْ أعْطَانَا الزَّمَنْ الَّذِي نَعِيشُه الآنْ لِكَيْ نَرْبَح بِه .. وَلَوْ قَارِنَّا هذَا الزَّمَنْ بِالأبَدِيَّة فَسَنَجِدُه مِثْل نُقْطَة فِي مُحِيط وَسَنَجِدٌ أنَّ عُمْرِنَا هذَا تَافِه جِدّاً وَأنَّهُ سِنِينْ لاَ قِيمَة لَهَا .. فَنَحْنُ أكْثَر شِئ يِشْغِلْنَا هُوَ الزَّمَنْ الحَاضِر .. وَرَبِّنَا أكْثَر شِئ يِشْغِلُه هُوَ الأبَدِيَّة .. رَبِّنَا يِقُولَّك نِفْسِي أُعْطيك زَمَان الأبَدِيَّة .. إِتْعَب شِوَيَّة عَلَى الأرْض .. إِجْتَهِدٌ .. إِسْتَفَادٌ مِنْ كُلَّ وَقْت . ∞ القِدِّيسِينْ يِقُولُوا إِنْ العُمْر قَصِير وَمَهْمَا إِجْتَهَدُوا وَتِعْبُوا يَقُولُوا نَحْنُ لَمْ نَتْعَبْ .. فَأحَدٌ القِدِّيسِينْ كَانَ يِتْعِبْ نَفْسُه جِدّاً فَجَاءَ لَهُ الشَّيْطَان وَقَالَ لَهُ لاَ تِتْعِبْ نَفْسَك كُلَّ هذَا التَّعَبْ فَأنْتَ بَاقِي لَك عَشَر سِنِينْ سَتَقْضِيهَا فِي الأرْض .. فَقَالَ لَهُ القِدِيس بَاقِي لِي عَشَر سِنِينْ فَقَطْ ؟!! .. فَأنَا عَلَيَّ أنْ أُضَاعِفْ مِنْ جَهْدِي وَتَعَبِي . ∞ فَالإِنْسَان الَّذِي يَعِيش فِي إِسْتِهْتَار يَكُون عُمْرُه سَبَبْ دَيْنُونَة عَلِيه .. وَمَا هِيَ وِجْهِة نَظَر الله لِحَيَاتْنَا ؟ إِنَّ الغِنَى وَالفَقْر وَالصِّحَة وَمَا إِلَى ذلِك هِيَ أُمور لاَ تَشْغِل الله .. وَإِنَّمَا الأُمور الَّتِي تَشْغِلُه جِدّاً جِدّاً جِدّاً هِيَ الأبَدِيَّة .. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ ذلِك فَإِنَّهُ بِذلِك يَخْدَعْنَا وَحَاشَا أنْ يَكُون الله هكَذَا .. وَكَأنَّ الله يَقُول لَك أنَا لِكَيْ أكُون مُخْلِص مَعَك عَلَيَّ أنْ أأمِنْ لَك الأبَدِيَّة . ∞ فَعِنْدَمَا تَنْشَغِل بِأُمور صَغِيرَة تَافِهَة رَبِّنَا يَقُول لَك أنْتَ لَمْ تَسْتَطِعْ أنْ تَفْهَمْ أحْكَامِي بَعْد .. أتَذَكَّر سَيِّدَة ذَهَبَتْ لِلطَّبِيب لِتِعْمِل عَمَلِيَّة فِي القَلْب وَقَالَتْ لَهُ أُرِيدْ أنْ تَفْتَح لِي فَتْحَة صَغِيرَة .. فَالَّذِي يَشْغِلْهَا هُوَ أمر صَغِير تَافِه .. أمَّا الَّذِي يِشْغِل الطَّبِيب هُوَ العَمَلِيَّة .. وَهذَا مَا نَفْعَلُه نَحْنُ فَنَحْنُ بِنَنْشَغِل بِأُمور تَافْهَه صُغَيَّرَة مِثْل الغِنَى وَالمَال وَالمُقْتَنَيَات وَالصِحَّة أمَّا الله فَيُرِيدْنَا أنْ نَهْتَمْ بِالأهَمْ وَهُوَ الدَّاخِل .. فَالأُمور الخَارِجِيَّة هِيَ أُمور بَسِيطَة وَزِيَادَة وَالأُمور الدِنْيَاوِيَّة أُمور فَانِيَة عَابِرَة .. عَلَيْنَا أنْ نَهْتَمْ بِالأبَدِيَّة .. فَالله مَعَهُ مَفَاتِيح الأبَدِيَّة وَيُرِيدْنَا أنْ نَعِيش فَوْقَ الزَّمَنْ .. وَبِالزَّمَنْ القَصِير نِرْبَح أبَدِيَّة سَعِيدَة . رَبِّنَا يُعْطِينَا أنْ نَقْضِي حَيَاتْنَا فِي رِضَاه رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

من لاوى الى متى

إِنْجِيل هذَا الصَّبَاح المُبَارَك فَصْل مِنْ إِنْجِيل مَارِلُوقَا البَشِير يِتْكَلِّمْ عَنْ دَعْوِة لاَوِي اللِّي هُوَ صَارَ مَتَّى البَشِير .. { وَبَعْدَ هذَا خَرَجَ فَنَظَرَ عَشَّاراً اسْمُهُ لاَوِي جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ . فَقَالَ لَهُ اتْبَعْنِي . فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ . وَصَنَعَ لَهُ لاَوِي ضِيَافَةً كَبِيرَةً فِي بَيْتِهِ . وَالَّذِينَ كَانُوا مُتَّكِئِينَ مَعَهُمْ كَانُوا جَمْعاً كَثِيراً مِنْ عَشَّارِينَ وَآخَرِينَ . فَتَذَمَّرَ كَتَبَتَهُمُْ وَالْفِرِّيسِيُّونَ عَلَى تَلاَمِيذِهِ قَائِلِينَ لِمَاذَا تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَْ عَشَّارِينَ وَخُطَاةٍ . فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى . لَمْ آتِ لأَِدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ } ( لو 5 : 27 – 32 ) .. خَرَجَ يَسُوع وَهُوَ عَارِفْ قَلْب كُلَّ وَاحِدٌ .. يِعْرَفْ الإِشْتِيَاقَات وَالإِسْتِعْدَادَات وَالضَّعَفَات .. رَايِحٌ مَكَان مَحَدِش يِحِبْ يِمُر مِنْ عَنْدُه .. رَايِحٌ مَكَان الجِبَايَة وَدَه مَكَان خَاص بِالعَشَّارِين .. العَشَّارِين هُمَّ جَمَاعَة مَنْبُوذِينْ مِنْ اليَهُود لأِنْ هُمَّ نَاس جَنِّدُوهُمْ الرُّومَان عَشَان يَخْدُوا الضَرَائِبْ .. الجَمَاعَة الرُّومَان لَمَّا حَبُّوا يِتْعَامْلُوا مَعَ جَمَاعِة اليَهُود فِي المُعَامَلاَت المَّادِيَّة لاَقُوا الجَمَاعَة اليَهُود مُتْعِبِين مَادِّياً وَلاَقُوا إِنْ الأمر دَه بِيْزِيدْ العَدَاوَة بِينْهُمْ وَبِينْ اليَهُود فَفَكَّرُوا فِي فِكْرَة إِنُّهُمْ أفْضَلٌ مِنْ إِنْ هُمَّ يِلِمُّوا الضَرَائِب بِنَفْسُهُمْ قَالُوا إِحْنَا نِخَلِّي نَاس مِنْهُمْ هُمَّ اللِّي يِلِمُّوا الضَرَائِب وَبَدَلْ مَا إِحْنَا نُحُطْ قَوَاعِدٌ لِهذَا الأمر هَنُطْلُبْ مِنْ اللِّي يِلِمْ الضَرَائِب دِي أرْقَام مُعَيَّنَة وَهُمَّ يِجِيبُوهَا بِمِعْرِفِتْهُمْ وَلَوْ حَصَّلُوا زِيَادَة عَنْ المَطْلُوب يَاخْدُوا هُمَّ الفَرْقٌ لِصَالِحْهُمْ مِش مُهِمْ .. فَعَمَلُوا لِكُلَّ فِئَة مِنْ الشَّعْب شَخْص مُعَيَّنْ يِدْفَعُوا لُه الضَرِيبَة وَبِذلِك أصْبَحٌ اليَهُود بِيِدْفَعُوا لِجَمَاعِة يَهُود زَيُّهُمْ . فَاليَهُود يَنْظُرُوا عَلَى النَّاس اللِّي إِتْعَامْلُوا مَعَ الرُّومَان عَلَى إِنُّهُمْ خَوَنَة وَإِنْ هُمَّ بِيْثَبِّتُوا الإِحْتِلاَل الرُّومَانِي وَالإِسْتِعْمَار فِي البَلَدٌ وَإِنُّه عَمِيلْ لُهُمْ وَإِنُّه مُمْكِنْ يِغِش أهْلُه عَلَشَان يِرْضِي الرُّومَان وَإِنُّه عَشَان يِجْمَعْ فِلُوس مُمْكِنْ يِبِيعْ أهْلُه أوْ حَتَّى يِبِيعْ بَلَدُه – دَه العَشَّار – عَشَانْ كِدَه مُرْتَبِطَة كَلِمَة العَشَّار بِالخَطِيَّة يِقُولَّك العَشَّارِين وَالخُطَاة ( مت 9 : 11) .. لِيه ؟ لأِنْ شَخْص العَشَّار مَرْفُوض مِنْ المُجْتَمَعْ وَمِنْ كُلَّ النَّاس حَتَّى مِنْ أقْرِبَاؤه وَمِنْ أهْلُه .. يَسُوع عَدَّى عَلَى مَكَان الجِبَايَة وَالمَكَان دَه فِيه نَاس كِتِير عَشَّارِين قَاعْدِينْ فِيه وَجُمُوع كِتِير عَمَّالَه تِدْفَعْ فُلُوس وَنَاس عَمَّالَه تِغْضَبْ وَتِشْتِمْ وَتِهِينْ وَمَكَانْ فِيه ظُلْم وَرَشْوَه وَنِفَاقٌ وَرِيَاء وَحُبْ لِلعَالَمْ وَالمَال هُوَ دَه مَكَانْ الجِبَايَة .. مَاكُنَّاش نَتَوَقَعْ إِنْ شَخْص رَبِّنَا يَسُوع يِرُوح يِخْتَار وَاحِدٌ عَشَانْ يُبْقَى مِنْ تَلاَمِيذُه .. عَشَانْ يُبْقَى مِنْ النَّاس اللِّي هَتِكْتِبْ سِيرِة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح وَتُدَوِنْ لَنَا أعْمَالُه .. وَلكِنْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح ذَهَبْ إِلَى مَكَانْ الجِبَايَة . يِقُول كِدَه { فَنَظَرَ عَشَّاراً اسْمُهُ لاَوِي } .. نَظْرِة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح تِخْتِلِفْ عَنْ أي نَظْرَة أُخْرَى .. نَظْرَة فَاحِصَة وَتَخْتَرِقٌ عَقْل وَقَلْب الإِنْسَان بَلْ كَيَانُه كُلُّه .. نَظَرَ يَسُوع إِلَى وَاحِدٌ عَشَّار لاَوِي .. هُوَ عَارِفْ الإِسْتِعْدَاد .. هُوَ عَارِفْ مَا بِدَاخِلْ أعْمَاق الإِنْسَان .. نَظَر إِلِيه شَايْفُه قَاعِدْ فِي وَضْع صَعْب .. وَضْع كُلُّه مَال .. كُلُّه ظُلْم وَغِش وَرِيَاء وَنِفَاقٌ .. لُه كَذَا مِعْيَارٌ مَعَ كَذَا إِنْسَان .. طُول مَا هُوَ قَاعِدْ بِيِشْتِمْ وَيِحْلِفْ وَيِجْمَعْ مَال وَكُلَّ مَا جِمِعْ مَال أكْتَر كُلَّ مَا حُبُّه لِلمَال زَادْ أكْتَر .. وَالعَجِيبْ فِي هذَا الأمر إِنْ العَشَّار إِسْمُه لاَوِي أي مَعْنَاه مُخَصَّص أوْ مُكَرَّس لله .. وَلَمَّا نِقُول عَشَّار إِسْمُه لاَوِي يَعْنِي مَعْنَاه تَنَاقُض عَجِيبْ .. عَشَّار يَعْنِي إِنْسَان ظَالِمْ .. يَعْنِي إِنْسَان مُحِبْ لِلمَال وَالعَالَمْ وَمُخَصَّص لِلعَالَمْ فِي حِينْ إِنْ إِسْمُه لاَوِي أي مُكَرَّس وَمُخَصَّص لله .. وَدَه أمر عَجِيبْ يُبْقَى الإِنْسَان إِسْمُه مِسِيحِي لكِنْ تَصَرُّفَاتُه تَحْمِلْ عَكْس كِدَه تَمَاماً .. إِسْمُه لاَوِي لكِنْ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح شَايِفْ أعْمَاق هذَا اللاَّوِي وَنَظَر إِلِيه . لَمَّا رَبِّنَا يَسُوع جِه إِخْتَارُه لاَقِينَا النَّاس بِتِتْذَمَّر .. هُوَ إِنْتَ بِتْكَلِّمْ وَاحِدٌ زَي دَه ؟!! يِقُولَّك أنَا مِش بَسْ بَكَلِّمُه أنَا كَمَانْ بَدْعُوه تِلْمِيذِي .. دَه إِنْتَ لَمَّا تِكَلِّمُه تِعْتِبِر عَنْدِنَا مُخَالْفَة لأِنْ إِحْنَا نَابْذِينْ النَّاس اللِّي زَي دُول .. قَالَ لَهُمْ يَسُوع { لَمْ آتِ لأَِدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ } .. { لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى } .. إِيه نَظْرِتَك يَارَبِّي فِيه ؟ قَالْ أنَا مِشْ مُهِمْ عَنْدِي اللِّي بَرَّه أنَا يِهِمِّنِي اللِّي جُوَّه .. عَايِزْ أجِيبْ الإِنْسَان مِنْ وَحْل الأعْمَاق بِتَاعْتُه بِتَاعِتْ الخَطَايَا بِتَاعْتُه .. أنَا مَفِيش خَطِيَّة تِقْوَى عَلَى مَرَاحْمِي .. وَمَفِيش إِنْسَان يِقْدَر يِقُول أنَا مَنْبُوذٌ أوْ مَرْفُوض حَتَّى لَوْ كَانْ مَنْبُوذٌ وِسْطٌ أهْلُه .. حَتَّى لَوْ رَفَضُه أحِبَّائُه . وَاحِدٌ مِنْ الأبَاء بِيْقُول إِنْ كَانْ فِي وَاحْدَةٌ أُم كَانِتْ قَاعْدَة مَعَاه بِتِشْتِكِي لُه مِنْ بِنْتَهَا لأِنْ هِيَّ عَمَلِتْ خَطِيَّة صَعْبَة جِدّاً .. فَالأُم بِتْقُول لأِبُونَا أنَا نِفْسِي مَاشُفْهَاش تَانِي .. نِفْسِي مَاتُبْقَاش بِنْتِي .. فَأبُونَا وَهُوَ قَاعِدٌ بِيْقُول فِي بَالُه " يَا سَلاَمٌ عَلِيك يَارَبِّي قَبُولَك وَاحْتِضَانَك وَحَنَانَك لِينَا دَه يَفُوق حُبْ الأبَاء وَالأُمَهَات " – حَنَانْ فَائِقٌ – رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح رَايِحٌ لِهذَا العَشَّار عَشَانْ هُوَ الإِنْسَان اللِّي قَاعِدٌ عَنْد مَكَان الجِبَايَة .. اللِّي مَغْرُوس فِي الخَطَايَا وَالإِنْسَان اللِّي حَابِبْ الإِنْشِغَال بِأُمور العَالَمْ رَايِحٌ لِحَدٌ عَنْدُه وَنَاظِر إِلِيه وَيَدْعُوه .. جَمِيلٌ لَمَّا يِقُول إِنْ رَبِّنَا يَسُوع نَظَر إِلَى الشَّاب الغَنِي وَأحَبُّه ( مر 10 : 21 ) .. نَظْرَة تَجْعَلَهُمْ تَلاَمِيذ بَلْ وَشُهَدَاء بَلْ وَكَارِزِينْ . عَشَانْ كِدَه إِحْنَا طُول مَا احْنَا فِي هذَا الزَّمَان نِتْمَتَعْ بِهذِهِ الحَيَاة وَالنَّظْرَة الحَانِيَة .. يِقُولَّك فِي مَجِيئُه فِي اليُوْم الأخِير إِنْ نَظْرِتُه هَتِخْتِلِفْ قَالْ عَنْهَا يُوحَنَّا الرَّائِي { عَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ } ( رؤ 1 : 14) .. هُنَا يَنْظُر إِلَيْنَا بِكُلَّ عَطْف وَرِقَّة وَحَنَان يَدْعُونَا وَيَجْذِبْنَا أمَّا فِي الزَّمَنْ الأخِير فَسَتَكُون عِينُه نَار لاَ نَحْتَمِلْ الوُقُوف أمَامَهَا أوْ النَّظَر إِلِيهَا .. سَتَكُون دَيْنُونَة عَظِيمَة .. سَتَكُون دَيْنُونَة لِكُلَّ إِنْسَان رَفَضْ نَظْرِتُه الحَانِيَة عَلَى الأرْض .. رَفَضْ أنْ يَتَجَاوَبْ مَعَ نَظَرَاتُه الحَانِيَة أوْ أنْ يَسْمَعْ لِصُوتُه أوْ رَفَضْ إِنْ تِكُون نَظْرِة عِتَاب وَجَذْب وَتُوبَة وَخَلاَص وَرَحْمَة .. أصْعَبْ شِئ إِنْ عَدُو الخِير يِقْنِعْنِي إِنْ أنَا لَيْسَ لِيَّ خَلاَص وَمَغْرُوس فِي العَالَمْ وَفِي حُبُّه وَإِنْ أنَا مَالِيش مَكَانْ عِنْدُه وَإِنُّه وَاضِعْ حَائِلْ بِينِي وَبِينْ رَبِّنَا .. مَا أجْمَلٌ أنْ يَكْتَشِفْ الإِنْسَان أنَّ لَهُ مَكَانْ فِي أحْضَانْ الله وَأنْ يَعْرِفْ الإِنْسَان مَدَى كَرَامَتُه فِي عِينْ خَالِقُه وَأنْ يَكُون لَنَا عِشْرَة كُلَّهَا رَجَاء وَكُلَّهَا حُبْ .. هُنَاك مَنْ يُحَارِبْهُمْ بِخَطَايَا .. وَهُنَاك مَنْ يُحَارِبْهُمْ بِأسْبَاب خَطَايَا .. وَهُنَاك مَنْ يُحَارِبْهُمْ بِنَتَائِج خَطَايَا .. عَدُو الخِير يِخَلِّي الإِنْسَان يِعِيش بِضَمِير مُثَقَّلْ وَمَقْطُوع الرَّجَاء وَمُحَمَّلْ بِاليْأس وَفَاقِدْ الأمَلْ وَالرَّجَاء . يَسُوع رَايِحٌ عَنْد مَكَانْ الجِبَايَة وَلاَوِي جَالِس عَنْد مَكَانْ الجِبَايَة مَشْغُول وَكُلَّ مَا ضَمِيرُه عَايِز يِصْحَى يِقُولُّه إِنْتَ مَفِيش فَايْدَة مِنَّك وَإِنْتَ لَوْ تُبْت حَتَّى قُدَّام النَّاس النَّاس مِش هَتِقْبَلَك وَإِذَا كَانِتْ النَّاس مِش هَتِقْبَلَك يُبْقَى إِزَاي رَبِّنَا هَيِقْبَلَك ؟ نَظَرَ إِلَيْهِ رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح .. مَا أجْمَلٌ أنْ نَعْرِف مَكَانِتْنَا عِنْدَ الله وَمَا أجْمَلٌ أنْ نَعْرِف أنَّ هذِهِ العِينْ الحَانِيَة هُمَا مِنْ أجْل خَلاَص كُلَّ إِنْسَان وَمِنْ أجْل جَذْب كُلَّ نَفْس تَائِهَة وَتَحْيَا فِي ضَلاَلْ خَطَايَا ثَقِيلَة .. نَظَرَ لَهُ وَقَالَ لَهُ إِتْبَعْنِي ( لو 5 : 27 ) .. شُفْت فِيه إِيه عَشَانْ تِقُولُّه إِتْبَعْنِي ؟ إِيه اللِّي إِنْتَ شَايْفُه ؟ إِنْسَان مُحِبْ لِلعَالَمْ وَالمَال وَالظُلْم وَمَمْلُوء غِش .. قَالْ كُلَّ دَه إِنْتُمْ شَايْفِينُه لكِنْ أنَا شَايِفْ حَاجَة تَانْيَة .. أنَا شَايِفْ جُوَّاه ضَمِير صَالِحٌ وَقَلْب نَقِي وَاسْتِعْدَادَات عَالِيَة جِدّاً لأِكْرَامِي وَمَجْدِي .. وَالعَجِيبْ أنَّهُ لَمْ يُخْزِي رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فَتَرَكَ كُلَّ شِئ وَقَامَ وَتَبِعَهُ . نِفْسِي نِسْتَخْدِم خَيَالْنَا فِي أحْدَاث الكِتَاب المُقَدَّس .. مِنْ أكْتَر الحَاجَات اللِّي عَدُو الخِير بِيِسْتَخْدِمْهَا فِي إِيذَائْنَا الخَيَال وَيُمْكِنْ أنْ نَسْتَخْدِم الخَيَال أيْضاً فِي بُنْيَانَّا .. تَعَالُوا نَتَخَيَّلْ مَنْظَر لاَوِي وَهُوَ عَمَّال يِجْمَعْ فِي فُلُوس وَيِكْذِب وَيِخَبَّأ فِلُوس وَكُوشُوفَات .. تَخَيَّلُوا إِنْ لاَوِي زَي دَه لَمَّا يِسْمَعْ كَلِمَة زَي دِي يِقُولَّك إِيه { فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ } .. مَا أجْمَلٌ الإِنْسَان اللِّي تَجَاوَبْ مَعَ نِدَاؤه وَيَكُون كَارِه مَاضِيه وَيَكُون ضَمِيرُه مُثَقَّلْ وَيَكُون رَافِضْ لِكُلَّ ثِقَلْ المَاضِي وَغِير مُسْتَرِيحٌ لأِفْعَالُه وَخَطَايَاه وَفِي الحَال يَقُوم وَيَتْرُك كُلَّ شِئ وَيَتْبَعُه .. فِي دِعْوِتُه لِتَلاَمِيذُه أثْنَاء الصِيدْ يِقُولَّك { فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا شِبَاكَهُمَا وَتَبِعَاهُ } .. فِي حِينْ إِنْ إِحْنَا لَمَّا نِشُوف إِنْ دَعْوِتُه لِبُطْرُس كَانْ قَاعِدْ طُول اللِّيل بِيِصْطَادٌ وَلَمْ يَصْطَادُ شَيْءً وَلكِنْ لَمَّا رَبِّنَا طَلَبْ مِنُّه يَدْخُلْ لِلعُمْقٌ فَدَخَلٌ .. يِقُولَّك { مَلأُوا السَّفِينَتَيْنِ حَتَّى أَخَذَتَا فِي الغَرَقِ } ( لو 5 : 5 – 7 ) .. وَلَمَّا شَافْ يَسُوع عَمَلْ مَعَاهُمْ كِدَه تَرَك كُلَّ شِئ وَتَبِعَهُ . أصْل دَعْوِة رَبِّنَا يَسُوع تِغْنِي الإِنْسَان وَتِكْفِيه وَتشَبَّعُه .. { مَنْ لِي فِي السَّمَاءِ وَمَعَكَ لاَ أُرِيدُ شَيْئاً فِي الأَرْضِ } ( مز 73 : 25 ) .. بَعْد مَا كُنْت بَنْظُر إِلَى الأُمور المَادِيَّة إِنَّهَا أُمور تِفَرَّح قَلْبِي أصْبَحْت أنْظُر إِلَيْهَا إِنَّهَا أُمور أرْغَبْ فِي التَّخَلُص مِنْهَا .. هذَا هُوَ حَالْ الإِنْسَان بَعْد مَا يُبْقَى سَاعِي لِلخَطَايَا وَحَابِبْهَا وَمُتَلَذِّذٌ بِهَا وَمُتَمَسِّك بِهَا يَجِدٌ نَفْسُه قَدْ مَقَتْهَا وَأصْبَحٌ كَارِه لَهَا .. رَبِّنَا بِيِعْمِلْ مَعَانَا كِدَه .. طَبْ لِيه تِسِيب لاَوِي يِوْصَلْ لِلدَرَجَة دِي ؟ عَشَانْ يِجِي .. عَشَانْ خَاطِر يِكْتِشِفْ بِنَفْسُه وَيِعْرَفْ أدْ إِيه إِنْ الحَيَاة دِي لاَ وَلَنْ تُشْبِعُه وَيِعْرَفْ إِنْ طُول مَا هُوَ مُتَمَسِّك بِأُمور مَادِيَّة فَهُوَ مُتَمَسِّك بِأُمور وَهْم وَضَلاَلَة لأِنُّه لَوْ قَعَدْ طُول عُمْرُه يِسْعَى وَرَاء هذَا المَجَال فَسَوْفَ يَزْدَادْ عَطَشُه وَيَزْدَادْ حَالُه سُوء وَيَظِلْ جَوْعَان بَلْ وَفَقِير . مَا أجْمَلٌ إِسْتِجَابِة الإِنْسَان لِرَبِّنَا يَسُوع وَدَعَوَات لاَوِي المُتَكَرِّرَة .. كَمْ مَرَّة رَبَّنَا يَسُوع يَنْظُر إِلَيْنَا وَنَحْنُ لاَ نَتَجَاوَبْ وَيِقُولِّي إِتْبَعْنِي وَأنَا لاَ أقُوم وَأتْرُك كُلَّ شِئ وَأنَا مُتَمَسِّك بِمَكَانْ الجِبَايَة .. الكِنِيسَة بِتْحَفِّز وِلاَدْهَا بِكُلَّ طَاقِتْهَا الرُّوحِيَّة اللِّي هِيَّ جَايَّة مِنْ رُوحٌ الله اللِّي هُوَ الرُّوح القُدُس اللِّي يُقَدِّس وَيُنَقِّي .. رُوحٌ رَبِّنَا إِسْتَوْدَعُه فِي الكِنِيسَة عَشَانْ يِنْقِلْ لِينَا كُلَّ ذَخَائِر الآب وَعَطَايَا الإِبْن وَكُنُوز الثَّالُوث القُدُّوس مِنْ الرُّوح القُدُس .. رُوحُه القُدُّوس هُوَ اللِّي بِيقُولِنَا تَعَالُوا إِتْبَعُونِي .. إِتْبَعُوا الإِبْن الحَبِيب الَّذِي سُرَّ بِهِ الآب .. إِتْبَعُوا اللِّي عَنْدُه الغِنَى وَعَنْدُه المِيرَاث الأبَدِي الَّذِي لاَ يَفْنَى وَلاَ يَضْمَحِلٌ وَعَنْدُه البِّر وَالحَقٌ وَالأمَانْ . خُسَارَة تِقَضُّوا عُمْرُكُمْ عَنْد مَكَانْ الجِبَايَة وَفِي الغِش وَالرِّيَاء وَالخِدَاع وَحُبْ المَال وَالعَالَمْ .. قُوم وَلَمَّا تِقُوم هَيْقَطَّعْ عَنْكَ كُلَّ رِبَاطَات الخَطِيَّة لأِنَّ كَلِمَتَهُ مُقْتَدِرَة وَفِيهَا حَيَاة وَفِيهَا قُوَّة الفِعْل .. رَبِّنَا يَسُوع لَمْ يَأمُرْنَا أمر وَلَمْ يُعْطِي وَصِيَّة إِلاَّ وَمَعَهَا طَاقِة تَنْفِيذ لأِنْ مُمْكِنْ نِقُول إِنْ هِيَّ تِفُوق طَاقِة البَشَر لكِنْ هُنَا لاَوِي جَمَعْ نَفْسُه وَتَجَاوَبْ وَلِلوَقْت تَرَكَ كُلَّ شِئ وَتَبِعَهُ .. لَمَّا رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح كُلَّ يُوم يِوَبَخْنَا عَلَى خَطِيَّة نَتَجَاوَبْ مَعَ نِدَاؤه .. لاَ أُعَانِدْ لَمَّا يِدْعُونِي إِليه لأِنْفُض عَنِّي غُبَار الخَطِيَّة .. أطْرَح عَنِّي نِيرْهَا وَأقْطَعْ عَنِّي ثِقَلْهَا لِدَرَجِة إِنُّه يِقُولَّك { وَصَنَعَ لَهُ لاَوِي ضِيَافَةً كَبِيرَةً فِي بَيْتِهِ } . دَعْوِة رَبِّنَا يَسُوع دَعْوَة تِفَرَّحٌ الإِنْسَان فَرَحٌ لاَ مَثِيلَ لَهُ .. لَيْسَ لَهُ تَقْدِير .. فَرْحَة كِبِيرَة خَلِّتْ لاَوِي يِعْمِلْ عَنْدُه وَلِيمَة كَبِيرَة .. عَايِز يِقُول لِيَسُوع إِنْتَ أنْقَذْتِنِي .. أنَا كُنْت حَاسِس إِنْ أنَا عُمْرِي بِيضِيعْ وَإِنْ رَبَاطَات الخَطَايَا عَمَّالَه تِزْدَاد عَلَيَّ .. عَمَّالَه تُخْنُوقْنِي .. مِش حَاسِس بِحَيَاتِي .. أنَا مِنْ لَحْظِة مَا مَشِيتْ مَعَاك حَاسِس إِنْ كُلَّ رَبَاطَاتِي إِتْفَكِّتْ .. أنَا كُنْت عَبْد كُنْت عَايِش فِي الخَطِيَّة .. هُوَ دَه الإِنْسَان اللِّي يِتْجَاوِبْ مَعَ رَبِّنَا وَيُتْرُك كُلَّ شِئ وَيَتْبَعُه .. عَشَانْ كِدَه لَمَّا إِنْسَان يِعِيش مَعَ رَبِّنَا يِلاَقِي نَفْسُه مِنْ جُوَّه فَرِحٌ وَمُتَهَلِّلْ وَمَمْلُوء بِالرَّجَاء وَيَشِعْ حُبْ لِكُلَّ اللِّي حَوَالِيه لأِنْ الخَطِيَّة كَانِتْ كَاتْمَة فِيه كُلَّ اللِّي جُوَّاه .. كُلَّ الإِشْتِيَاقَات اللِّي جُوَّاه كَانِتْ خَانْقَة حَيَاتُه .. كَانِتْ نَازْعَة مِنُّه السَّلاَمٌ وَالفَرَحٌ .. لَمَّا تَخَلَّص مِنْ هذِهِ القُيُودٌ صَنَعَ وَلِيمَة عَظِيمَة .. يِقُولَّك إِنْ نَاس مِنْ العَشَّارِين رَايْحِينْ يِتْفَرَّجُوا عَلَى الوَلِيمَة دِي .. رَايْحِينْ يِتْفَرَّجُوا وَيشُوفُوا لاَوِي دَه عَامِلْ الوَلِيمَة دِي لِيه ؟ وَيَا تَرَى هُوَ عَامِلْهَا عَشَان خَاطِر هُوَ لُه قَصْدٌ مُعَيَّنْ مِنْهَا ؟ هُمَّ بِيْفَكَّرُوا بِالتِّفْكِير المَاضِي . يِقُولَّك إِنْ تَلاَمِيذ الكَتَبَة وَالفِرِّيسِيِّينْ نَفْسُهُمْ إِتَّذَمَرُوا عَلَى تَلاَمِيذ رَبِّنَا يَسُوع .. لِيه ؟ لأِنْ الوَلِيمَة دِي كَانْ عَامِلْهَا لاَوِي وَلاَوِي عَايِزْ كُلَّ النَّاس اللِّي زَيُّه يِتْبَعُوا الْمَسِيح وَعَاوِزْهُمْ كُلُّهُمْ يِتْلاَمْسُوا مَعَاه .. فَدَعَى العَشَّارِين صِحَابُه .. دَعَاهُمْ لِيه ؟ عَشَان خَاطِر عَايِز قُوِّة التَّغْيِير اللِّي فِيه تِنْضَحٌ عَلِيهُمْ .. لكِنْ لَوْ نَظَرْنَا لِلوَلِيمَة دِي حَا نِلاَقِي حُضُور رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فِيهَا يُعْتَبَر تُهْمَة .. لِيه ؟ إِذَا كُنْت إِنْتَ نَظَرْت لِعَشَّار وَاحِدٌ وَمِشِي وَرَاك إِحْنَا إِعْتَبَرْنَاك خَايِنْ .. طَيِّبْ لَمَّا تَجَمَّعْ العَشَّارِين كُلُّهُمْ وَتُقْعُدٌ فِي وَسَطِهِمْ دِي كَارْثَة .. فَوَلِيمَة فِيهَا وَاحِدٌ عَشَّار عَتِيقٌ وَخَبِير وَقُدْوَة لِلعَشَّارِين قَاعِدْ جَايِبْ حَوَالِيه كُلَّ العَشَّارِين صِحَابُه وَنَتَخَيَّل يَسُوع فِي وَسَطِهِمْ نُقُولُّه إِنْتَ قَاعِدْ فِي مَكَان مِش بِتَاعَك .. العَشَّارِين كُلُّهُمْ مَعَ بَعْض .. دَه عَشَّار وَاحِدٌ يِخَلِّي النَّاس تِتْغَيَّر .. طَيِّبْ لَمَّا كُلَّ العَشَّارِين ؟ لَقِينَاهُمْ تَذَمَّرُوا عَلِيه وَمِش قَاعِدْ مَعَاهُمْ وَبَسْ لكِنْ كَمَان فِي وَلِيمَة .. وَلِيمَة مَعْنَاهَا أكْل وَأكْل مَعْنَاهَا رَاضِي عَنْهُمْ وَمِنْ هُنَا صَارَ غَضَبْ الفِرِّيسِيِّينْ وَالكَتَبَة وَشَاعَ هذَا الأمر أنَّهُ مُحِبْ لِلعَشَّارِين وَالخُطَاة وَأنَّهُ مِثْلَهُمْ وَأنَّهُ مُحِبْ لَهُمْ وَطَالَمَا إِنْتَ مُوَافِقٌ عَلَى إِتِجَاهَهُمْ تُبْقَى إِنْتَ شَرِيك لِظُلْمُهُمْ وَإِنِّك وَاحِدٌ مِنْهُمْ . مَا أعْظَمْ دَعْوِتَك وَجُودَك وَصَلاَحَك وَمَجِيئَك وَقُدُومَك عَلَى الأرْض لِتَدْعِي كُلَّ ظَالِمْ لِيَتَمَتَّعْ بِحَقَّك وَكُلَّ إِنْسَان سَائِر فِي الظُلْمَة لِيُشْرِق عَلِيه نُورُه .. جِه عَشَان يَفْتَقِدْنَا فِي مَكَان جِبَايِتْنَا لِيُنْقِذْنَا .. عَنْدُه إِسْتِعْدَاد إِنُّه يِتْقَال عَلِيه إِنُّه مُحِبْ لِلعَشَّارِينْ وَالخُطَاة لكِنْ المُهِمْ إِنِّنَا نِيجِي .. عَنْدُه إِسْتِعْدَاد إِنُّه يُوَجَه إِلِيه تُهَمْ بِسَبَبْنَا لكِنْ إِحْنَا أيْضاً وِلاَدُه وَقَابِلْ إِنُّه يِتْقَال عَلِيه إِنُّه إِنْسَان أكُول وَشِرِّيبْ خَمْر ( لو 7 : 33 ) .. قِيلَ عَنْهُ هكَذَا عَشَان كِدَه لَمَّا قَالُوا عَنْ يُوحَنَّا المَعْمَدَان إِنُّه إِنْسَان جَامِدْ مِنْ البَرِّيَّة وَصَلْب الإِرَادَة وَمُنْعَزِل قَالُوا عَلِيه إِنُّه إِنْسَان رَافِض النَّاس وَرَافِض إِنُّه يَاكُل وَيِشْرَب مَعَ النَّاس إِنْسَان لاَ يَصْلُحٌ يِكُون نَبِي .. رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح بِيِكَلِّمْ مَعَ النَّاس وَيَاكُل وَيِشْرَب أيْضاً قَالُوا لاَ يَصْلُحٌ أنْ يَكُون نَبِي .. فَرَاح رَبِّنَا يَسُوع قَالْ لُهُمْ { زَمَّرْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَرْقُصُوا نُحْنَا لَكُمْ فَلَمْ تَبْكُوا } ( لو 7 : 32 ) .. إِنْتُمْ مِش عَاجِبْكُمْ حَاجَة لاَ كِدَه وَلاَ كِدَه .. لِيه ؟ لأِنْ إِنْتُمْ أسَاساً مِش عَايْزِينْ تِتُوبُوا لكِنْ إِنْتُمْ عَايْزِينْ تَنْتَقِدُوا وَبَسْ .. عَشَانْ كِدَه نَصِيبْنَا فِي رَبِّنَا كِبِير جِدّاً لكِنْ إِحْنَا لَمْ نَكْتَشِفُه .. دَعْوِة رَبِّنَا يَسُوع لِينَا كُلَّهَا حُبْ .. كُلَّهَا غُفْرَان .. كُلَّهَا تَغْيِير بَسْ أنَا أقُوم مِنْ مَكَانْ جِبَايْتِي وَأفْرَحٌ بِه وَأعْمِلْ لُه وَلِيمَة لأِنَّهُ قَبَلَ أنْ يَكُون مُحِب لِلعَشَّارِين .. يَا لِسَعَادِة الإِنْسَان الخَاطِي فِي رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لأِنَّهُ أعْطَى لَهُ الكَرَامَة دِي إِنِّي مُمْكِنْ أدْعُوه وَهُوَ يِجِي .. { لَمْ آتِ لأَِدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ } .. مَا أجْمَلٌ قُوِّة دَعْوِة رَبِّنَا يَسُوع وَمَا أجْمَلٌ أنْ نَكْتَشِفْ أنَّ هذِهِ الدَّعْوَة اللِّي مَاكَنْش حَدٌ يِتْوَقَّعْ أبَداً إِنْ هذَا الإِنْسَان يَثْبُتْ فِي هذَا التَّغْيِير وَيَصِير كَارِز عَظِيمْ .. اللِّي يِقْرَا إِنْجِيل مَتَّى يِسْأل مَعْقُول الكَلاَم دَه جَاي مِنْ لاَوِي ؟ مَعْقُولَة الكَلاَم دَه جَاي مِنْ إِنْسَان كَانْ مَغْرُوس فِي الخَطَايَا ؟ أدْ إِيه نِعْمِتَك يَارَب مُغَيِّرَة . إِقْرأ رِسَالِة مُعَلِّمْنَا مَتَّى .. صَاحِبْ الإِنْجِيل المُلُوكِي مَتَّى .. وَلأِنَّهُ لاَوِي يَعْنِي مُنْغَمِس مَعَ اليَهُود عَشَان كِدَه كَتَبْ إِنْجِيلُه لِليَهُود .. أكْتَر إِنْجِيل إِسْتَشْهِدٌ بِآيَات مِنْ العَهْد القَدِيم هُوَ مَتَّى وَأكْتَر إِنْجِيل أبْرَز شَخْص رَبِّنَا يَسُوع كَالمَسِيَّا وَكَمَلِك وَمُخَلِّص هُوَ مَتَّى .. إِقْرأ بِشَارِة مَتَّى تِلاَقِي أكْتَر مِنْ 80 مَرَّة يِقُول يُشْبِه مَلَكُوت السَّموَات وَأكْتَر مِنْ 70 مَرَّة إِسْتَرْشِدٌ وَاسْتَشْهِدٌ بِالعَهْد القَدِيم .. نِعْمِة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح مُغَيِّرَة .. إِوْعَى تِثْتَثْقِلْ عَلِيك تُوْبتَك . رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح قَادِر إِنُّه يِغَيَّرَك .. نِعْمِتُه مُغَيِّرَة مُقْتَدِرَة .. مِين يِصَدَق إِنْ شَاوِل يُبْقَى بُولِس الرَّسُول .. مِين يِصَدَق إِنْ أُغُسْطِينُوس يُبْقَى الأُسْقُفْ العَظِيمْ صَاحِبْ أحْلَى كِتَابَات إِعْتِرَافَات .. أُغُسْطِينُوس صَاحِبْ أحْلَى إِعْتِرَافَات .. { الْمُقِيمُ الْمِسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ . الرَّافِعِ الْبَائِسِ مِنَ الْمَزْبَلَةِ } ( مز 113 : 7 ) .. زَي مَا قَالْ أحَدٌ الأبَاء القِدِّيسِين { الطَّبِيبْ يُمْدَحٌ بِمَرْضَاه } .. كُلَّ مَا المَرِيض مَرَضُه كَانْ ثَقِيل وَالطَّبِيب أعْطَى لُه دَوَاء وَخَفْ يُعْتَبَر كِدَه الطَّبِيب بَقَى أشْطَر .. الفَضْل يِرْجَعْ مِش لِخَطِيِتِي وَلكِنْ لِقُدْرِتُه هُوَ .. { الدَّاعِي الكُلَّ لِلخَلاَص } ( مَا يُقَال فِي طِلْبِة آخِر كُلَّ سَاعَة ) .. مَا أجْمَلٌ النَّفْس الَّتِي تَتَجَاوَبْ مَعَ رَبِّنَا وَلاَ تَقْطَعْ رَجَاءْهَا مِنْ رَحْمِتُه . قِيلَ عَنْ قِدِيس أنَّهُ كَانَ دَائِمْ السُقُوط لكِنْ كَانَ لَهُ رَجَاء قَوِي وَكَانَ لَهُ صَلاَة جَمِيلَة بِيُصَلِّيهَا وَالشَّيْطَان كَانْ بِيوَقَعُه وَكَانَ يَتَرَجَّى رَبِّنَا وَيِقُولْ لُه .. { أُنْظُر يَارَب إِلَى شِدَّة حَالِي وَانْتَشِلْنِي إِنْ شِئْت أوْ لَمْ أشَأ لأِنَّكَ تَعْلَمْ إِنِّي تُرَاب وَإِلَيْهِ أشْتَاق } .. يِجِي الشِيطَان يِقُولُّه { كَيْفَ وَأنْتَ إِنْسَان دَنِس الشَّفَتِينْ وَاليَدِينْ تَقِفْ أمَام الله ؟ } .. كَانْ يُرُدٌ عَلَى الشِيطَان وَيِقُول { إِنْتَ تِضْرَب بِمِرْزَبَّة وَأنَا أضْرَب بِمِرْزَبَّة وَحَنْشُوف مِينْ يِغْلِبْ إِنْتَ أم مَرَاحِمْ الله ؟ } .. وَالشِيطَان يِجِي وَيِقُولْ لُه { لكِنْ إِنْتَ إِنْسَان طَرِيقَك رَدِئ جِدّاً وَمَاضِيك مَلِئ بِالسُقُوط } .. كَانْ يُقْعُدٌ يِتْرَجَّى رَبِّنَا وَيِقُولْ لُه { إِنْ كُنْت تُقَفْ مَعَ القِدِّيسِين فَمَا الحَاجَة .. وَإِنْ كُنْت تُقَفْ مَعَ الأبْرَار وَالأطْهَار فَهذَا لَيْسَ بِجَدِيد وَلكِنْ إِظْهِر مَجْدَك فِيَّ أنَا المُحْتَاجٌ لِعَمَل نِعْمِتَك } .. أنَا السَّاقِطْ الجَالِس فِي مَكَان الجِبَايَة .. أنَا مُحْتَاجٌ .. أنَا الخَاطِي .. يِقُول فِي نِهَايِة القِصَّة { فَزُجَّ شَيْطَان اليَأس مِنْ حُسْن رَجَاؤه وَقَالَ لَهُ لاَ أعُودٌ أُهَاجِمَك بَعْدَ اليَوْم لأِنَّ بِسُقُوطَك وَقِيَامَتَك تَأخُذْ أكَالِيل أكْثَر } . الله يُعْطِينَا أنْ نَتَجَاوَب مَعَ نَظَرَاتُه وَمَعَ صَوْتُه وَنَقُوم وَنَتْبَعُه غِير نَاظِرِينْ لأِمُور المَاضِي وَلاَ أي شَهْوَة أوْ أي إِرْتِبَاط بِالعَالَمْ لأِنَّهُ قَادِرٌ أنْ يُغْنِينَا وَيُشْبِعْنَا وَيَكْفِينَا وَأنْ يَجْعَلْ مِنْ قُلُوبْنَا سَمَاء لَهُ رَبِّنَا يِكَمِّلْ نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلإِلَهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

الحاجة الى واحد

إِنجيل هذا الصباح المُبارك ياأحبائىِ يتكلّم عن البيت المحبوب جداً لدى شخص ربنا يسوع المسيح وهو بيت لِعازر ومريم ومرثا معروف أنّ هذا البيت هو موضع راحة ربنا يسوع ، لأنّ ربنا يسوع لا يستريح إِلاّ عِند الناس التى قلوبها تُحبّه والنفوس التى تُرحّب بِقدومهِ ، فهو يُحب أن يستريح عِندهُم مِن كُلّ عناء فوجدنا أنّ ربنا يسوع قبل أن يُصلّىِ كان يستريح فىِ بيت عِنيا ، واليوم نُحب أن نقترب مِن صِفات هذا البيت لكى يستريح فينا شخص ربنا يسوع المُبارك ، فوجدنا فىِ هذا البيت : (1) لِعازر الذى ربنا يسوع يُحبّهُ (2) مرثا التى تهتم بِخدمة البيت (3) مريم التى تُحب أن تجلس عِند قدميهِ لِتتعلّم وجدنا كُلّ نِفَس تُحب أن تقترب منهُ لكى يستريح فيها ، ما أجمل العِبارة التى قالها ربنا يسوع لِمرثا عِندما قال " مرثا مرثا أنتِ تهتمين وتضطربين لأجل أمورٍ كثيرة ولكن الحاجة إِلى واحد " ، يُريد أن يقول لها أنا أُريدك أن تكونىِ مِثل مريم ولِعازر ، فلا تنصرفىِ كثيراً عن الجلوس تحت أقدامىِ ، فإِنّ الجلوس تحت أقدامىِ أمر محبوب جداً ربنا يسوع يُحب النفوس التى تجلس عِند قدميهِ لكى تسمع وتعمل ، تسمع بقلب مُنسحق وكُلّها إِنصات ، بل كُلّها شغف وحُب وإِتساع لتسمع الكلمة التى تعبُر أعماقها وتؤثرّ فيها ، ولِذلك ربنا يسوع قال لمرثا " الحاجة إِلى واحد " لِنعتبر أنّ ربنا يسوع دخل بيتنا الشخصىِ ووجّه لنا هذا النِداء بل هذهِ الصرخة وقال " ولكن الحاجة إِلى واحد " ، ولِذلك لو ترك الإِنسان نفسهُ لِمشغوليات العالم فإِنّهُ سيرتبك بأمورٍ كثيرة ، وهذهِ قاعدة الذى يهتم بأمور خارج ربنا يسوع ، فلو بعدنا عن ربّ المجد يسوع وعمله وملكوته والتسليم لهُ فإِنّ ذلك يُنشأ إِرتباك لكن إِرتباكنا هذا يجعلنا ننزعج فنهرب إِليهِ أنت مُحتاج للواحد ، ومِن هو الواحد ؟ هو شخص ربنا يسوع ، فلو ربنا دخل إِلى كُلّ واحد وإِلى بيتهِ فإِنّهُ سيقول لهُ " الحاجة إِلى واحد " فهذهِ الآية نحنُ مُحتاجين أن نعيشها ، فتوجد إِحتياجات كثيرة جداً يرتبك بِها الإِنسان ويخدمها وينسى الحاجة إِلى واحد فعُلماء النِفَس لكى يُحدّدوا إِحتياجات الإِنسان وجدوها كثيرة جداً لا تنتهىِ ، ولكن أكثر إِحتياج عِند الإِنسان ومُلح جداً هو أن يُحب ويشعُر أنّهُ محبوب ، وأيضاً الحاجة إِلى التقدير بأنّ الّذين حولهُ يُكرموه ويرفعوه فأكثر شىء يُتعب الإِنسان هو أن يشعُر بأنّ الّذين حولهُ يحتقروه ويُقلّلوا مِن شأنهِ ولا يُقدّروه ، وأيضاً الإِنسان بِيحتاج إِلى الشعور بالأمان والسلام والطُمأنينة والإِستقرار وعدم الخوف وعدم الإِضطراب وأيضاً توجد إِحتياجات بيولوجيّة مِثل الإِحتياج للأكل والشُرب والملبس ، كُلّ هذهِ الإِحتياجات كيف نقيسها على الحاجة إِلى الواحد ، فأنا يارب مُحتاج إِلى إِحتياجات كثيرة 1- الحاجة إِلى الحُب : ما لم يشعُر الإِنسان بِمحبة ربّ المجد يسوع لهُ شخصياً ، ويشعُر بِحُبهِ الباذل الفادىِ فإِنّ الإِنسان سيظل فقير مِن معنى الحُب ، فمهما أحبّوه الناس فإِن محبة البشر محبة زائفة مُتغيّرة مُتقلّبة غير ثابتة ، بل أحياناً تكون محبة أنانيّة تميل إِلى الأخذ ولكن عِندما نرى محبة المسيح فإِنّها محبة ثابتة غير مُتغيّرة حتى وإِن كُنّا خُطاه ، مات لإِجلنا الفُجّار ، والفاجر هو الإِنسان الذى إِستباح الخطايا ، وعِندما يفعل الخطيّة لا يخجل بل بالعكس يكون مُصرّ ومُصمّم ومُتلذّذ بالخطيّة ، ولكن هذا الإِنسان عِندما يشعُر بِمحبة الله فإِنّ هذهِ المحبة تُغطّىِ إِحتياجاته لأى محبة أُخرى ، لأنّها محبة ظاهرة بِشدّة ، الذى أحبّنىِ أنا وأسلم ذاته لأجلىِ أنا فالإِنسان مُحتاج أن يأمِن لِهذا الحُب ، الذى لا يوجد أحد يُعطيه لهُ إِلاّ شخص ربنا يسوع ، تأملّ فىِ غُفرانه لك وكم أنّهُ يكمُن فيهِ محبّة ومِن الأمور التى يحتاج إِليّها الإِنسان الحاجة إِلى الغُفران وذلك حتى لا يشعُر الإِنسان أنّ خطاياهُ بِتتراكم وبتزيد عليه لا تبحث عن حُب خارج المسيح ، لا تجد نِفَسك جوعان وغير شبعان ، محبّة الناس لن تكفيك ، أنت مُحتاج لِحُب لا نهائىِ ، " هكذا أحبّ الله العالم " أى بِدون سبب ، بِدون أن يكون لىّ إِستحقاقات لِحُبّةِ ، أحبّنا فِضلاً ، أحبّنا أولاً لأنّهُ أراد أن يُحبّنا ، أحبّنا لأننّا عمله وصنعه يديهِ 2- الحاجة للتقدير : الإِنسان مُحتاج لِمن يقول لهُ كلِمة ترفعهُ ، ولِمن يُحسّسهُ بقيمتهُ وبأنّهُ غالٍ ومُهم ، لا يوجد عِند ربنا يسوع أغلى منّىِ ومنك ، لا يوجد أقيّم عِند ربنا يسوع مِن الإِنسان ، فهو يقول لك أنت صورتىِ ، جعلت إِسمىِ عليك ، نحنُ صرنا شُركاء للطبيعة الإِلهيّة فهل يوجد إِحتياج عِند الإِنسان بأن يشعُر بِقيمتهُ وهو شريك للطبيعة الإِلهيّة ، وهو إِبن للّه ، وهو إِناء للكرامة ، وهيكل للروح القُدس ، فعندما نشعُر بِذلك نشعُر بقيمة أنفُسنا ، وأشعُر أننّىِ غالىِ عِندهُ ، ربنا يسوع قال " لذّتىِ فىِ بنىِ آدم " الإِنسان محبوب جداً ، صورتىِ فيهِ لن تجد تقدير مِثل الذى يُعطيه لك ربنا يسوع ، فإِن كُنت مُحتاج لتشجيع فإِنّك ستجد الإِنجيل يُكلّمك ويقول لك " قصبة مرضوضة لا يقصِف وفتيِلة مُدّخنّة لا يُطفأ " ، ويقول " الصدّيق يسقُط سبع مرّات ويقوم " فهل يوجد أكثر مِن ذلك ! فالكِتاب المُقدّس تشجيع وسند ، فهل يوجد أكثر مِن أنّهُ يُعطينىِ جسده ودمه ! فمِن سيُقّدرنىِ هكذا ؟!! فعِندما تكون مُحتاج للتقدير ويقول لك شخص كلِمة مديح فإِنّها ستكون مملوءة بالنِفاق والرياء ، ولكن عِندما يُشجّعك الذى خلقك وجبلك فهذا هو التقدير الحقيقىِ ، كرامة الإِنسان عِند ربنا كرامة عظيمة سُليمان الحكيم يقول " إِنسان فىِ كرامة لا يفهم يُشبه البهائم التى تُباد " ، فأنت غالٍ أنت محبوب أنت مُكرّم عِند ربنا ، لا يوجد تقدير يُعطيه لى أحد مِثل ما يُعطينىِ ربنا يسوع ، فهو الذى يجعلنىِ أشترك معهُ فىِ الذبيحة الغير دمويّة فأشعُر أنّ قلبىِ مسكن لهُ وجسدىِ هيكل لِربنا 3- الإِحتياج للأمان يظل الإِنسان طوال حياته يبحث الأمان ، فمثلاً يقول أنا أأمنّ على حياتىِ ويدّخر مِن الأموال وتجدهُ مُضطرب ومهموم ومهما فعل فإِنّهُ لا يشبع ولا يكتفىِ الإِنسان فىِ داخلهُ إِحساس عميق للأمن ، خارج عن ربنا يسوع لا يوجد إِطمئنان ، اليد الإِلهيّة هى التى تحمل كُلّ نِفَس ، مُستحيل أن أطمئن بعيداً عن ربنا يسوع والإِنسان مُحتاج أن يستقرّ ويأمن ولكنّهُ لا يستريح إِلاّ فىِ الله ، فإِن كان يظُن أنّهُ عِندما يدّخر أموال أنّهُ سيستريح ، ولكن كلاّ ، وكان يظُن أنّهُ عِندما يتمسّك بالدنيا أكثر أنّهُ سيستريح ، ولكن الأمر عكس ذلك ، الإِحتياج للأمن لن تجدهُ إِلاّ فيهِ هو بولس الرسول يقول " لأنّهُ هو سلامُنا " ، لا يوجد سلام خارج عنّه ، لا يوجد أمن ولا إِستقرار ولا سكينة ولا إِطمئنان خارج عنّه ، الإِنسان بيأخُذ منهُ سلام ويشبع بهِ ، إِطمئنانىِ هو فىِ يد ربنا ، فالإِنسان عِندما يأخُذ وعد مِن ربنا عِندما يقول لهُ " لا تخف أنت لىِ " ، وعِندما يقول لىِ " أنّ حافظ الأطفال هو الرّبّ " ، ونحنُ نُصلّىِ ونقول " مواعيدك الحقيقيّة الغير كاذبة " ، فبِذلك أثق بهِ وأطمئن فحينما أضطرب أهرب إِليّهِ فأستريح ، وعِندما أجثو أمامهُ أشعُر بالأمن والسلام ، يعتقد الإِنسان أنّهُ سيستريح عِندما يأخُذ بيت وأنّهُ سيجد فيهِ الأمن والسلام ، ولكن كلاّ فلن يجد أنّ البيت هو مصدر سلامه ، فالبابا شنوده الثالث يقول " لن يرتاح للأسوار فِكرىِ " ، فأى بيت أيا أن كان أنا سعيد فيهِ مادُمت فيهِ مع يسوع القديس يوحنا ذهبىِّ الفم عِندما أتوا لِيفنوه قالوا لهُ إِننّا لن نجعلك تشعُر بالأمن فمِن حين لآخر سنُرسلك إِلى بلدٍ جديدة ، فقال القديس " للرّب الأرض وملؤها " ، فهو كان يشعُر أنّ أمنه لم يكُن بالمكان الذى سيعيش فيهِ بل فىِ أى مكان يعيش فىِ أمن مع الله كثيراً ما ينخدع الإِنسان مِن نفسه ومِن شهواته ومِن عدو الخير ومِن إِحتياجاته ويُعلن أنّ لهُ راحة خارج ربنا يسوع ، ولكن أبداً فسنظل حيارى وفىِ شدّة وفىِ ضيق إِلى أن نشعُر أنّ راحتنا هى فيهِ القديس أوغسطينوس كان يقول للّه " أعطنىِ أن أستريح فيك دون جميع رغباتىِ " ، أتُريد أن تأمنّ المُستقبل أمنّ الأبديّة ، والإِبن بيرث أبوه والله لم يترُك لى أموال ولا عمارة ولكنّهُ أعطانىِ الميراث الذى لا يفنى ولا يضمحلّ ، ترك لىِ شرِكة الحياة الأبديّة وتجد أنّ الإِحتياجات البيولوجيّة مِن أكل وشُرب وملبس مهما أخذ منها الإِنسان فإِنّهُ لن يكتفىِ بها ولا يشبع منها إِن لم يأكُل بِشكُر ، وإِن لم يكُن لبسه فىِ المسيح يسوع ويكون لبِس بسيط ومُجرّد ليستُر الجسد ، وإِن لم يشعُر الإِنسان أنّ جماله هو مِن الداخل فإِنّهُ لن يعرف أن يختار ملابسهُ ، وسيجد أنّ اللبس يذلّه والأكل يذلّه ولو حاولنا أن نُشبع كُلّ إِحتياجاتنا فإِننّا سنشعُر أننّا مُحتاجين للمسيح وللمسيح فقط ، ولِذلك ربنا يسوع عِندما خاطب الآب قال لهُ " أن يعرفوك أنت الإِله الحقيقىِ وحدك " ، كما نقول نحنُ لهُ " لأننّا لا نعرِف آخر سِواك " فالإِنسان لو ترك نفسهُ فىِ إِشباع إِحتياجاته فإِنّهُ سيُذل ، ولو بحث عن إِحتياجه للحُب خارج عن المسيح فإِنّهُ سيتعب ، ولو بحث عن التقدير خارج المسيح سيُذل ، ولو بحث عن الأمان خارج المسيح فلن يشعُر بالأمان ، الحاجة الأصليّة التى تُشبع الإِنسان هى الحاجة إِلى واحد فعُلماء النِفَس قد وجدوا أنّ هذهِ الإِحتياجات لن تُغطّىِ أو تُشبع أبداً ، لأنّ الإِنسان هو بئر مِن الرغبات ، فلو إِمتلك مُمتلكات مِثلاً فإِنّهُ لن يشبع ولكن لا يُشبعهُ إِلاّ الله خالقهُ " فلن يُشبع القلب المُثلّث إِلاّ الله المُثلّث الأقانيم " ، فلو أعطينا لِهذا القلب المُثلّث الكُرة الأرضيّة فإِنّهُ سيظل فيهِ جوانب فارغة قال المسيح لمرثا " أنتِ تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة ولكن الحاجة إِلى واحد " ، يا ليتنىِ أكتشف هذهِ الحاجة ، ولو بحثت عن هذهِ الإِحتياجات خارج المسيح فإِننّىِ بِذلك سأُصبح فقير ولن أشبع ، ولِذلك لابُد أن أرجع إِليهِ ، فوقفة الصلاة ستُشبعنىِ وستُغنينىِ ، ففىِ الكِتاب المُقدّس الله يُكلّمنىِ ويُهدّأنىِ ويُطمأننىِ ، إِشبع بجسده ودمه فهو يعلم بِكُل إِحتياجاتك القديس أوغسطينوس يقول " إِنّ مِن يقتفىِ أثارك لن يضلّ قط ، إِنّ مَن إِمتلكك شبِعت كُلّ رغباته " ، فشخص مِثل موسى النبىِ عِندما تختبره وتقول لهُ : تُحب أن تعيش مُعزّز ومُكرّم فىِ قصر فرعون أم تكون مذلول مع شعب الله ؟ فنجد الردّ يقوله الكِتاب " بالإِيمان موسى لمّا كبِر أبى أن يُدعى إِبن إِبنة فرعون مُفضّلاً بالأحرى أن يُذلّ مع شعب الله على أن يكون لهُ تمتُّع وقتىِ بالخطيّة حاسباً عار المسيح غِنى أعظم مِن خزائن مِصرِ 00" ، فطوباك يا موسى ، فهذا هو الإِنسان الذى عرِف أن يُشبع إِحتياجاته صح والإِنسان مُحتاج أن يُشبع إِحتياجاته ، ولِذلك وجدنا فِئات كثيرة تتبع ربنا يسوع لأنّهُم إِكتشفوا حُبّه فىِ قلوبهُم ، فتبِعوه مِن كُلّ قلوبهُم وقدّموا حياتهُم حتى الموت الإِنسان مُحتاج أن يُراجع نفسه هل يُشبع كُلّ إِحتياجاته مِن ربنا يسوع ويشعُر بِغِنى أم أنّهُ يعيش مذلول ، ولِذلك عليهِ أن يرجع إِلى الله ولا يلجأ إِلى غيّرهُ ليشبع مِن فيض وغِنى ربنا يسوع المسيح ربنا يسند كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً آمين

ان لم ترجعوا و تصيروا مثل الأطفال

بأسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين.. فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين... انجيل هذا الصباح المبارك احبائي فصل من بشاره معلمنا ماري متى البشير....يتكلم يسوع انه تلاميذ ربنا يسوع المسيح مشغولين جدا بكيف يربحوا ملكوت السماوات ..ومشغولين جدا عن الكرامات اللي الانسان هينلها في ملكوت السماوات.. وده المفروض احبائي يكون حال الكنيسه وحال المؤمنين يكونوا تملي بيفكروا في ملكوت السماء.. وبيفكروا في المكان بتاعهم في ملكوت السماء.. وازاي المكان بتعهم يبقى مضمون وازاي يبقى مكانهم عظيم في ملكوت السماوات..فذهبوا لربنا يسوع المسيح بيسال وسؤال بيقولوا له من هو الاعظم في ملكوت السماوات ايه هي شروط الشخص اللي يربح ملكوت السماوات ازاي الانسان يدخل ملكوت السماء ازاي الانسان يربح ملكوت السماء ازاي الانسان يبقى عظيم في ملكوت السماوات سؤال لابد ان الانسان يبقى مشغول ..ولابد ان الإنسان يجتهد ليجد عنة اجابة....ازاى الانسان يبقى عظيم في ملكوت السماوات نتوقع اجابه من ربنا يسوع المسيح ان الانسان يحفظ الوصايا الانسان يجاهد كثير يصوم كثير يعطي كثير لقينا ربنا يسوع المسيح بيعطي اجابه شويه بعيد عن اذهنا... بدل ما يجاوب على ااسؤال... ربنا يسوع كان له طرق في التعليم نموذجيه.. ممكن يعلم بوسائل ايضاح فعمل ايه... للاجابه على السؤال ده...جاؤ بطفل واخذه ووقفه في وسطهم وعاوز يقول لكل الموجودين..شايفين الطفل ده... قال لهم الحق اقول لكم ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات . كان ممكن يقولها من غير ما يوقف ولد في وسطهم ..يسوع معلم ماهر يعني احنا الى الان بنستخرج اساليب التعليم من تعليم ربنا يسوع المسيح .جاء لهم بطفل ووقفه عشان كل واحد فينا يبص للطفل ويشوف ملامح الطفل ويبص لملامح الطفل وصفات الطفل..ويقول لنا لو ما رجعتوش وبقيتوا زي الاطفال دول مش هتدخلوا ملكوت السماوات... عاوزين تعرفوه ازاي يكون ليكم مكان عظيم. فى ملكوت السماوات...خليك زي الطفل ده.. الا لم ترجعوا وتصيروا مثل الاولاد لم تدخلوا ملكوت السماوات.. فمن اتضع مثل هذا الصبي فهذا هو العظيم في ملكوت السماوات ومن قبل صبيا هكذا بأسمى.. فقد قبلني ومن اعثر احد هؤلاء الصغار المؤمنين بى..فخير له ان يعلق في عنقه حجر الرحا ويغرق في البحر.... عاوزنا نرجع ثاني لدرجه الطفوله ..وفي الحقيقه احبائي درجه الطفوله دي ربنا بيسمح لكل انسان انه يجتزها ما فيش واحد بيتولد كبير.كلنا في يوم من الايام كنا اطفال فعاوزنا نرجع ثاني لدرجه اللى كنا عليها ما هياش غريبه عننا .. الطفل بيكبر طبعا بيبتدي خبرات العالم تدخل جواه و معاشرات راضيئة..عدو الخير مجتمع محيط يبتدي الانسان يفقد طفولته وكل انسان بيحاول يجتهد ان هو ما يفقدش كثير من طفولته ..واللي يفقده يسترجعه.. اهو الشخص ده يضمن ملكوت السماوات. لو فقدت تسترجع.. ايه هي الطفوله اربع صفات احب اتكلم فيهم بسرعه في الطفوله.. الطفوله إيمان..الطفوله طهاره. الطفوله تسليم الطفوله اتضاع... الصفات دي واضحه جدا في الطفوله اول حاجه الايمان.. هات طفل وقول له اي قصه وقوله اي حكايه غريبه عن الخيال حتى.. مش بس عن الواقع كلمه قوله ان نحن عملنا لك بيت في الصحراء وحطينا فيه ذهب وجبنا لك فيه مراجيح وعملنا لك وعملنا لك وهو يبقى مصدق تمامآ....تعال قولة احنا نقل لك البيت ده من المكان ده للمكان ده جبنا لك فيه كذا وكذا كل اللي نقوله يصدقه على طول... الطفوله ايمان.. يصدق بشده ومش بس بيصدق حتى كلام الاحباء بيصدق كلام اي حد ربنا خلق الانسان طفل خلق الانسان عنده ايمان عنده تصديق لكل ما يقال له ميعرفش يغش ما يعرفش الكذب ما يعرفش اللف والدوران ما يعرفش الرياء ما يعرفش انه هو الكلام ده كله مش صح ما يعرفش. لدرجه انه احيانا يسألونا سؤال خدام مدارس الاحد يقولوا لنا يا ابونا صح ان احنا نستخدم الخيال في تعليمنا للاولاد ونقول لهم حاجات ممكن ان هي تكون مش صح.. نقول لهم اه استخدم الخيال وماله مش مشكله خالص قولة ان البطه بتتكلم ..ازاى ماالبطة مابتتكلمش !!لا انت تقول له البطه بتتكلم يصدق على طول.. ايه الايمان دة.... تخيل ان احنا المفروض نرجع لدرجه الايمان دي تاني ان احنا نصدق.. ده الواحد دلوقتي بقى عقلة بيحجز حاجات كثير جدا وابتدا يبقى الامور الجاليه والواضحه جدا جدا ممكن تصديقوا للايمان بتعها يبقى ضعيف جدا.. ازاي اوصل لقامة الطفوله دي... قامة.... قامة روحيه عاليه جدا جدا محتاجه مننا جهاد واول ما الاقي محتاجه جهاد الاقيها هي كانت معايا..كل ما افكر في نفسي والاقى نفسي ان انا كنت كدة..فهى حاجه مش مستحيله لان هي كانت جوايا انا مش بقول لواحد فقير جدا خليك تبقى مليونير لا.. دة هو مليونير افتكر ..كون ان هو مليونير فدي حاجه مش غريبه عنه لان هو غني بطبعه ..الانسان بطبعه طفل.. ربنا اعطى الفطره في الانسان انه يبقى بسيط انه يبقى عنده طفوله في امور الايمان يبقى عنده طفوله في امور التصديق ربنا خلق الانسان كده وعلى الانسان اللي هو يجاهد يجاهد عشان يحقق الطفوله دي الايمان.. ايمان الطفل ايمان الطفل ان هو يصدق كل اللي يقوله ابوه يصدق... احيانا احنا احبائي درجه تصديقنا لمواعيد الله لنا.. المواعيد اللي قال عنها معلمنا بطرس الرسول لنا المواعيد العظمى والثمينه عظمى وثمينة احيانا المواعيد مش بتصدقها....لما يقول لي لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سُر ان يعطيكم الملكوت.. ربنا مبسوط سعيد ان هو يعطينى الملكوت..انا احيانا ما بصدقش الكلام ده.. اقول الملكوت فين بس انا فين هو فين...ربنا يعطينى انا برضه الملكوت!!هو انا قد الملكوت وهو يقول لك سر انه يعطيك الملكوت المفروض ان انا اول ما اسمع حاجه زي كده افرح وحياتي تتغير ..لان ربنا وهبنى الملكوت...وسُر ان هو يعطيهولى...فساعتها انا ابقى فرحان جدا بهذه الهبه.. واعيش على رجاءها واعيش بايمانها واعيش مصدقها وطول النهار والليل الملكوت ده يبقى قدام عيني مشغول جدا لانه سُر ان هو يعطية لى....اسمع الكلمه تدخل من هنا تطلع من هنا ايه اللي حصل.. فقض البساطه بتاعه التصديق فقض الايمان فقض الايمان في مواعيد ربنا.. والكنيسه تعلمنا تقول انه مواعيدك الحقيقيه غير الكاذبه. ما يكذبش..مش بيوعدنا بحاجات مش موجوده ما هياش خيال لا لكن هي محتاجه إيمان... على انه مستوى؟ ايمان طفل. اقف بايمان طفل قدام ربنا... لما اجي اصلي.. اصلي قدام ربنا بقلب طفل طفل صغير ضعيف جدا قلبه نقي بسيط قدام ربنا ..لما الكتاب كلمني عن طوبه لانقياء القلب عاوز تتعلم يعني اية نقاء القلب بص لطفل. طفل صغير تعرف يعني ايه نقاء قلب..يعطيك درس في النقاوه.. ايمان طفل محتاج ان انا ارجع لحاله بساطتى الاولى على راي معلمنا بولس الرسول لما قال لما راح يكرز في مدينه كورنثوس ولاحظ ان الناس الثقافه والخلاعه سيدة عليهم قال لهم اخشى انة كما خدعت الحيه حواء ان تفسد اذهانكم عن البساطه التي في المسيح يسوع ..زي ما الحيه خدعت حواء واقنعتها ان هي لو اكلت من الشجره هيبقوا عارفين الخير من الشر وحالهم هيبقى افضل...افسدت ذهنها عن البساطه التي في المسيح يسوع.. عمل عدو الخير لنا ان يفسد درجه طفولتنا عمل عدو الخير فينا انه يخلي عقولنا نقيس بها مواعيد ربنا عمل عدو الخير انه يخليني انا اتعامل مع ربنا مش كطفل لكن لشخص كبير مسؤول عن نفسي ربنا عاوزني طفل يبقى هو المسؤول عني وانا اقول له لا انا كبير انا اعرف افكر كويس واعرف اتصرف كويس ايمان طفل.. محتاج ايمان طفل.. ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاطفال.. ارجع ارجع.. اجمل ما فى صوره ربنا اللى أعطاها لنا ..انة اعطانا صوره باره نقيه تقيه محتاج ان انا استرجعها لدرجه ان الاباء القديسين يقولوا لنا كل القداسه اللي ربنا بيطلبها مننا مش حاجات خارجه عننا لكن حاجات اعطاها لنا... ولكن الحاجات دي بتفسد وعلينا ان احنا نرجعها ثاني ..يعني هو مش طالب منك ان انت تكتسب حاجات ..لا.. ما تكتسبش حاجه امال ايه.. انت استرجع حاجات.. زي كده مثلا في رياضات بدل ما يقول لك مثلا فلان ده جاب واحد صفر اثنين صفر ثلاثه صفر لا انت بتبتدي الماتش معه خمس نقط وكل اما تخسر حاجه نقلل منك نقلل منك.. اهي الحياه المسيحيه كده انت بادي معاك نقط وعليك ان انت تجاهد ان انت ما تخسرهاش.. مش حاجات لسه هتاخذها لا الفضيله جوانا وعدو الخير بيحاول يفسدها واحنا نفقدها ونجاهد ان احنا نكسبها ثاني.. الفضيلة مش خارجه عننا الفضيله جوانا.. في طبعنا مغروزه جوانا ربنا اعطاها لكل واحد فينا ..اجتاز ايمان الطفولة....وعليا ان انا ارجع نفسي لايمان الطفوله ..الموضوع محتاج جهاد.. 2\ الطهاره ..ايمان الطفل طهاره الطفل تسليم الطفل اتضاع الطفل ..الطهاره طهاره الطفل.. برضه عاوز تتعلم الطهاره زي ما ربنا يسوع المسيح عمل قدام تلاميذه بيسالهم من الاعظم في ملكوت السماوات جاب لهم طفل وقفوا قدمهم..عاوز تتعلم الطهاره انظر الى طفل ..العين البسيطه البريئه الفكر النقي طاهر الحواس البريئه م حتاج الانسان ان هو يجتهد و يعيش بطهار الطفل في عينه ولسانه فكره في مشاعره في حواسه طهاره طفل طفل ما يفكرش في دنس ابدا. لو شاف شر قدام عينيه لو شاف دنس قدام عينيه ما يفهمهوش ما يعرفوش طهاره طفل.. طهاره كامله.. تخيل ان ربنا خلقني كده وعدو الخير هو اللي بيحط السم بتاعه جوايا وعمال انا اشرب من السم ده وعمال اتلوث والصوره تفسد...بيقولوا عن المتنيح الانبا ابرام اسقف الفيوم ..ذهبوا لة ناس صلاه الاكليل بتاعهم كانت من كام يوم.. قالوا له يا سيدنا العروسه اللى جوزتوهلنا في الكنيسه دي احنا مش عاوزينها... قال له ليه بس يا ابني دي بنت كويسه وطيبه واهلها ناس كويسين.. قال له يا سيدنا نحن مكسوفين نقول لك.. اصل العروسة دى طلعت ست مش بنت ... قال لهم طب وماله يا ابني فرقت ايه ست من بنت وماله امال انتم كنتم عايزين تتجوز راجل؟ قالوا له بنقول لك يا سيدنا طلعت ست مش بنت... ازاي تكمل الجوازه دي... قال له طب كويس ان هي ست وماله امال عاوزين تتجوز راجل... مش فاهم ..بساطه طفل راجل في السن ده وفي خبره الخدمه دي.. لكن شوفوا بساطه قلبه.. شوفوا نقاوة فكره.. مش عارف ..اخشى انه كما خدعت الحية حواء ان تفسد اذهانكم عن البساطه التي في المسيح احيانا عدو الخير يفسد اذاننا عن البساطه التي في المسيح يسوع.. احيانا عدو الخير يفسد اذاننا عن البساطه التي في المسيح يسوع..احيانا بنفقد درجات طهرتنا وبناخذ من خبرات رديئه تدخل جوانا..ولأن فى سعى مننا للخبرات دي.. بنبص نلاقي الخبرات دي بتسكن وتسيطر علينا .عشان كده لابد ان الشخص يجتهد جدا ان هو يعيش بطهاره طفل.. اوعى يكون فيك حب فضول او سعى لمعرفه اي شيء رضيء. وان كنت متعرفش انت المفروض عدم معرفتك دى هى اللى تصونك وتبقى سبب فخر لينك.. انت تفتخر باية..على راي المزمور لما يقول لك هل تفتخر بالشر ..الانسان يفتخر بالشر. معلمنا بولس قال لك ان افتخر احد فليفتخر بالرب.. افتخر بنقاء فكري افتخر بصليب ربنا يسوع المسيح افتخر بحواسى النقيه اللي لم تتدنس يقول لك عن السماء لم يدخلها شيئا دنس قال لك كده معلمنا بطرس ارض يسكن فيها البر مافهاش دنس ..الانسان محتاج يرجع لدرجه الطفوله في الطهاره يجاهد يحفظ فكرة وقلبه.. عشان كده في سفر اشعياء وعد للناس اللي حافظين انفسهم اطهار يقول لك وعد جميل جدا اعطيهم اسما افضل من البنين والبنات ..اعطيهم نصيبا وميراثا واسما ابديا لا ينقطع..وتكون ذبائحهم ومحرقاتهم مقبوله على مذبحى...مين دول .... الناس اللي حافظه نفسهم اطهار من دنس العالم.. دول اعطيهم اسم افضل من البنين والبنات واعطيهم نصيب وميراث افضل من البنين والبنات.. اعطيهم ميراث ابدي لا ينقطع ...لية.. الاطهار بالذات...الانسان اللي يحفظ نفسه في طهاره من دنس العالم الانسان اللي يحافظ على نفسه وفكره وقلبه بقلب طفل وسط العالم ده... ده مكرم جدا ..عشان كده احبائي لا يليق ابدا ان ولادنا نسبهم قدام وسائل الاعلام لا يليق ابدا ان نحن نسيب اولادنا حواسهم تتلوث وتتدنس قدام عنينا...لايليق ابدا ان اولادنا يفقدوا طفولتهم قدامنا وبأدينا وبسماح مننا ونخليهم يسهروا قدام تلفزيون ولا قدام دش ولة قدام اي شيء رضيق لحد الفجر واحنا ساكتين.. دي سلبيه.. احنا مسؤولين امام الله عن نقاء انفسنا ونقاء اولادنا مسؤولين ان احنا نحافظ على اولادنا في قامة الطفوله بتاعتهم.. وان كان عدوا الخير يدخل فيهم اي فكر دنس المفروض ان احنا نقاوم الفكر ده ونعلمهم زي ما يقول معلمنا بولس الرسول امتحنوا كل شيء وتمسكوا بالحسن. الانسان محتاج يعرف يفرز الامور المتخلفه ويعرف يطلع الامور الرضيئة من وسط الامور الجيدة... محتاج انه انا ارجع لطهاره الطفوله محتاج فكري يبقى فكر نقي وعيني تبقى عيون نقيه وداني تبقى ودان نقيه. لسانى يبقى لسان نقى ...محتاج حواسي بل ومشاعري تبقى حواس نقيه.. واحد الايمان اثنين الطهاره .. 3/ التسليم الطفل يسلم بالكامل لما يمشي في ايد باباه يبقى مطمن جدا جدا وان كان ابوه ممكن يبقى قلقان ..لو ابوه حتى فقض الطريق وتاة فيه الولد مش حاسس ..تقول له انت مش قلقان يقول لك اقلق من اية انا مع بابا...فى وسط مايكون الاسره كلها مرتبكه في شيء الولد بيلعب...القلق ده بتاعكم انتم اما الولد في تسليم ما عندوش قلق ما عندوش خوف الولد عايش مسلم الولد عايش مطمئن طب افرض الظروف اتغيرت او حتى الطفل الصغير ده مسكوه ناس هيؤذوه طفل صغير مسكوة.....تلاقيه برضو ممكن يضحك وتلاقيه ممكن في سلام ومطمن.. ايه طفوله دة ...طفولة تسليم .. ربنا عاوزني اقف قدامه كطفل كولد ..عاوزنى اقف قدام كطفل مسلم له كل امور حياتي في سلام كامل هدوء كامل ...عندي سلام اللي يقول اللي عنه معلمنا بولس سلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وافكاركم سلام يفوق كل عقل ..عاوز تتعلم السلام اللي فوق كل عقل انظر الى طفل ..تتعلم السلام..ياما احبائي نفوسنا بتحاول وتجتهد ان هي تعمل نفسها ان هي محامي عن نفسها وكأن نفسنا مسؤوله عن نفسها فيدخل الينا قلق وخوف ربنا عاوزني ارجع اعيش كطفل عاوزني اعيش بتسليم... الخوف احبائي شيء خارج عن الإنسان عدو الخير هو اللى زرعوا..من ساعه السقوط دخل الخوف للإنسان....احساس الإنسان أن هو المسؤول عن نفسه في بلاد في الخارج لما يحبه يعلموا اطفالهم العوم يقول لك هات لنا طفل يكون ابن ست شهور ..ست شهور يعمل في ايه ..يرميه في الميه ..يرمي الطفل في الميه تلاقي الطفل بيعوم.. هو الطفل بيعرف. يعوم.. ايوه زي ما بتجيب بطة وبتحطها في الماء ..البطة تعوم..اية اللى يعجل الإنسان يغرق ..خوفة الخوف يغرق لكن الطفل بالفطره تحطه في المياة تلاقيه بيطفي هو مش خائف من الميه لانه مش خائف من الميه يعوم فوق الميه بالفطره لكن عشان خاطر الانسان لما ينزل في الميه ما بيعرفش يعوم خايف على حياته فبيحاول يدافع عن حياته فيغرق... لو ترك نفسه زي الطفل يعوم ..تسليم طفل ..الانسان محتاج يعيش يرجع ثاني يعيش بقلب طفل ... يعيش في امن في سلام ما يشعرش ابدا ان هو اللي بيدبر حياته او انه هو بيحافظ على حياته انا اضع حياتي في يد ربنا واثق ثقه الطفل فى ايد ابوه مش ممكن باباه يؤذية... عشان كده ربنا يسوع قال لنا انت لو انك سألك سمك ..بتعطيلوا حجر ؟! ان كنتم وانتم اشرار تعرفوا ان تعطوا اولادكم عطايا حسنة ...كم بالحرى ابوكم الذى فى السماوات..اذا كان الطفل لما بيطلب طلب من باباه بيعطيهولوا ..اومال ابوكم الذى فى السماوات يعمل ايه.فى حياتنا..اخر حاجه الاتضاع...ما تلاقيش ابدا طفل صغير متكبر ..تلاقي الطفل بسيط متضع ..تلاقي ما عندوش ابدا تفريق ما عندوش ابدا انا والثاني قال لك كده ..ان لم ترجعوا وتسير مثل الاولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات وربنا يسوع المسيح عاجبه قوي صفة الاتضاع فى الاطفال فركز عليها بالذات فقال ..فمن اتضع مثل هذا الصبي فهذا هو العظيم في ملكوت السماوات من اتضع مثل هذا الصبى..اتضع يعني ايه.. نزل.. الطفل ما يعرفش الغرور ويعرف الكبرياء لما يبتدي اهله يلقنوا..ويبتدى ينفتح على العالم...يبتدى يعرف الغرور والكبرياء....لكن هو كطفل صغير ما يعرفش ...الانسان اول ما يفتخر..الانسان اول مايشعر انة هو شيء.. الانسان اول ما يفرق بينه وبين اللي حواليه فقض طفولته ...فقض اتضاعة ..فقض بساطتة... لما يفقض الطفوله بتاعته يبقى يفقض معها ملكوت السماوات على طول.. اللى يفقض الطهارة والبساطة بتاعتة يفقض. الايمان.. ويفقض الاتضاع ويفقض معاها ملكوت السماء .. امر خطير جدا محتاج الانسان يرجع لقامة طفوله الطفوله... واتضاع الطفوله..محتاج الانسان انة يتعامل مع كل الناس ببساطة وحب..اتضاع الطفولةانسان متضع إنسان لا يشعر ابدا بكرامة شخصية...انسان لا يدفع عن كرامته...إنسان عايش فى اتضاع حقيقي داخل نفسة..الانسان الطفل يبقى مسلم أمورة فى ايد المعتنى بكل.احد ....ان لم ترجعوا وتصيروا مثل الاطفال فلن تدخلوا ملكوت السماوات... الله الذي خلقنا اطفال في الشر الذي خلقنا اطفال في بساطه في طهاره في ايمان في تسليم واتضاع يرد لينا كل ما فقدناه ويعطينا ان ننعم بقامه الطفوله لكي ندخل ملكوت السماوات ربنا يسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الى الابد امين....

تذكار البشارة

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين في كل يوم ٢٩ في الشهر القبطي تعيش الكنيسه تذكار حدث من اعظم الاحداث التي تمس الخلاص ..وتحب الكنيسه ان تجعله دائما امام عيونها باستمرار وهو حدث البشاره والخلاص... وكأن الكنيسه هذا الحدث تريد ان تجعله ترنيمه تريد ان تجعله تسبحة .لانة هو بدء كل الافراح.. قد ايه احبائي الظلمه والخطيه و الانفصال عن الله كان هو الوضع السائد قبل البشاره..و قبل التجسد ..ليه اتسمت بشاره؟ لانها بشرى يفوق التصديق يفوق العقل الانسان اللي عايش في حائل بينة وبين ربنا الاف السنين وكل ما ربنا يحاول يقرب المسافه ..الانسان يبعد المسافه ..وكل ما ربنا يحاول يسامح الانسان.. الانسان يزداد في عناده..وكل ما ربنا يحاول ان يعطى عهد ووعد جديد عشان خاطر الانسان يقترب اليه يزداد الانسان في اساوته وجهلة وصل ان ربنا أعطاهم الناموس والشريعة والذبائح يصنع عهد جديد معهم. قال (.اجعل كلامي في قلوبهم نواميسي في اذهانهم )ارسل انبياء كلموهم بكل الحب وبكل لطف .. فلم يستجيبوا فكلمهم بكل حسم وكل شده فلم يستجيبوا وقتلوهم فارسل لهم جيوش غرباء فهزموهم فلم يستجيبوا ... عشان كده مزمور العشية يقول ((يا رب طأطأ السماوات وانزل وضباب تحت رجلية المس الجبال ارسل يدك من العلا انقذني ونجنى)) صرخة بشريه قد ايه الانسان احتار في نفسه ثقلت خطاياة جدا عشان كده احبائي البشاره امر مفرح جدا خلاص..قد اتي الينا المخلص الذى ينقذنا من العبوديه وينقلنا من الظلمه الذي يعتقنا من سبينا واسرنا الذي يزيل العداوه قد ايه البشاره حدث غير التاريخ كله جعل الانسان الذى بداخلة فخوة بينة وبين الاهة يقترب الى الاهة.. والاهة يقترب منه جدا في انجيل عشيه أمس.. انجيل يبدو انة لا علاقة لة بالبشاره انجيل المراه الخاطئة اللي في بيت الفريسي التى دهنت قدمية بالطيب وغسلتهما بدموعها و شعر راسها..ما علاقه دي بالبشاره ؟! البشاره دي حال الانسان الخاطئ الذي التقى مع رب المجد يسوع ونال غفران خطاياة... هي دى البشارة البشاره ان الانسان كثير الخطايا له رجاء في شخص يسوع المسيح المبارك في انجيل باكر النهارده يقولنا ( ينزل مثل المطر على الجزة ومثل كطرات تقطر على الارض يشرق في ايامة العدل و كثرت السلام) دى البشاره ...هي افتقاد الله من علوه سماة الى الانسان ينزل مثل المطر على الجزة فيض غزير.. نعمه غزيرة...تعطى للانسان وللارض ولكل جنس البشر ( ان الله الساكن في حضن ابية منذ الأزل سيخبرنا عن الله وسيفتقدنان ويغير من جفاف حالنا ..لانة ينزل مثل المطر على الجزة... ليه الكنيسه وضعت البشاره بهذا الاهتمام لانه حدث يمس الخلاص عبر الاجيال كلها كل يوم 29 في الشهر القبطي تفتكر انة ٢٩ برمهات اللى في البشاره بالخلاص.. مش ممكن يعدي علينا يوم 29 غير لما نفتكر ان احنا النهارده في تذكار البشاره بالخلاص ليه كل الاهتمام ده؟ اصل انت ممكن تكوني اتولدت في نعمه فانت مش حاسس بالبشاره دى لكن البشاره دي عشان خاطر تعرف قيمتها تعال شوف كده البولس النهارده بيتكلم عن ايه يتكلم عن حال الانسان اليهودي قبل المسيح الانسان اليهودى اللي فكره ان هو لو اختتن يبقى هو بار ..لو هو حفظ اعمال الناموس يصبح بار.. لو قدم الشرايع والذبائح يبقى بار.. لو تمسك بحرفيه الناموس بكل تشديد يبقى بار... معلمنا بولس الرسول يقول لنا الناموس لا يبرر... ان كان لنا بالناموس بر فالمسيح مات بلا سبب ..لو كان الناموس ده يبرر يبقى المسيح جاء بلا فائده ...امال ايه ؟؟ ثم وضح وقال ان الناموس كان مجرد انة بيحفظ البشريه لفتره مؤقته الى حضور المسيا... كان الناموس مؤدبنا الى المسيح... كان معنا فتره لحد ما وصلنا للمسيح.. الناموس يشبهة معلمنا بولس الرسول يقول لك مثلا الطفل القاصر؟؟ يقعد طول ما هو لسه قاصر تحت حراسه وصيي ...الوصى يظل لة سيطرة على الطفل لحد لما يوصل لسن الرشد اول ما يوصل سن الرشد الوصى يصبح ما لوش اي اهميه لكن قبل سن الرشد الوصى ده له كل اهميه اول ما يوصل للسن ده نقولة متشكرين منك جدا وتعبك معنا... لكن انت من دلوقتى ما لكش دور..كذالك الناموس كده ..الناموس حرس البشريه طول ما هي كانت فى فتره الوصايا.. اول ما جاء المسيح و اول ما نضجت البشريه قولنا للناموس احنا متشكرين منك جدا انت وصلتنا للمسيح ..فأصبحنا لسنا تحت مؤدب ولسنا تحت وصى.. فالناموس يعجز عن ان يخلص الانسان ..الرسول بولس الرسول يقول لهم ..الناموس مش هو اللي خلصنا ده الناموس عرفنا الخطيه وهو اللي جلب علينا حكم الموت انا ما كنتش اعرف الوصيه الا بالناموس وما فيش حاجه حكمت عليا بالموت الا الناموس ..مثال.... لما يجي واحد مثلا بيجيء الشغل بتاعة متاخر شويه الشغل بتاع الساعه ٨ هو بيجي الساعه ٩ كل مره نقول له معلش يا فلان.. يجي ثمانيه ونصف يجى ٩ يجي 9:30 .. نروح جايين عاملين قانون نقول خلاص طلع قانون بان اللي يجي بعد الساعه ثمانيه يتخصم منه ثلاثه ايام اول ما طلع القانون ده الاخ ده لو وصل الساعة 8:10 اتخصم منه ثلاث ايام.. يبقى القانون عمل اية؟؟للشخص ده ..هو المفروض ان هو يكون ضبطوا لكن هو برضة اللي حكم عليه بالخساره .. معلمنا بولس الرسول يقول لنا كده...الناموس لما جاءو وانا انسان بعمل خطيه حكم عليا بالموت فعاشت الخطيه وموت انا... عايز يقول ..اللى عملوا الناموس حكم على الانسان بالموت لكن الخطيه فضلت باقية..عكس المسيح...لما جاء حكم على الخطيه بالموت وعاش الانسان ...عكس الخطيه الناموس حكم على الانسان بالموت وفضلت... الخطيه...عايشه... جاء المسيح وعمل عكس كدة موت الخطيه وابقى على الانسان هو ده اللي بيحصل دلوقتي احبائى ..كلنا خطاة .. المسيح عمل ايه في حياتنا..؟امات الخطيه في داخلنا فماتت الخطيه وعشت انا ...لكن الناموس موتني انا وعاشت الخطية..الناموس حكم علينا بالموت واحد بيزني يقول لك يترجم ... الناموس عاجز .. جاء الناموس فتره كنا محفظين داخلة... لكن كان عاجز على انه يخلص او يتمم خلاص.. عشان كده النهارده البشاره بشاره مفرحه جاي يقول لنا هاكون انا المذنب وانت البريئ ...جاء الوقت اللي انت تبقي انت فى الخاطي وانا احمل خطيتك.. فانا ااخذ الموت وانت تاخذ الحياه ...هى دى البشاره ...اكمل ناموسة عني اكملت ناموسك عني... الناموس حفظنا لفتره طويلة وكان غامض جدا بالنسبالنا...فالناموس حرصنا لفتره لحد ما وصلنا للمسيح ..الناموس حرسنا وفضل معنا لحد ما المسيح جاء ... اول ما جاء المسيح نعمل ايه في الناموس؟؟ نشكرة على تعبة معنا... لكن هل نفضل نتمسك بية؟ قال لك يبقي كده لسة ما وصلتش للمسيح... امال انت وصلت المسيح ليه... وصلت للمسيح لان هو ده قمه فرحك عشان كده معلمنا بولس الرسول قال لك ولما جاء ملئ الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امراه لكى يفتدى الذين هم تحت الناموس خلاص احنا دلوقتي مش تحت وصيه الناموس لان احنا خلاص عرفنا هو و وصلنالوا هو من هنا ....البشاره بالخلاص ده امر هام جدا لحياتنا ..جعلنا نكون في قمه البهجة والفرح باعمال ربنا يسوع المسيح معانا وفي حياتنا..اد اية الانسان محتاج ان هو يكتشف بشرى خلاص الله في حياته من جديد.. قد ايه محتاج ان انا انظر لنفسي واقول له يا رب افتقدني انا الانسان الشقى انا الانسان التائة انا الانسان المتمسك بناموس وحرفيات.. انا عاوز اعرفك انت ...من هنا تقرأ النهارده الكنيسه انجيل للبشاره... وفى الشهر السادس ارسل جبرائيل الملاك من الله الى عذراء من مدينة الجليل ..عذراء مخطوبه وابتدأ يبشرها يقول لها يسوع هيتولد منك واسمة عظيم هيخلص الشعب..كل شقاء البشريه وكل زيغان الانسان يتحطم اليوم وينتهي....المسيح أتى... النهارده في الابراكسيس عن موسى النبي وحال الشعب في العهد القديم اثناء العبوديه مع فرعون.. لدرجه يقول سمعت انينهم ونزلت لاخلصهم.. ليه النهارده الكنيسه بتقرا الفصل ده ؟؟اصل النهارده البشاره الله سمع انين البشريه فانزلها ليخلصنا.. سمع انين البشريه.. مين اللي يتمتع النهارده ببشاره ربنا يسوع المسيح من يأن من عبودية العدو... ويقدم الانين دة لالاهة.. ربنا يقول له انا هانزل لاخلصك.. اجعلك تشعر بجبروت خلاص يمينى...هجعل فرعون اللي بالنسبه لك قوه هائله يبقى امامك كلا شيء انا هخليه هو اللي يخضع ليك ...وعشان كدة ..شوفنا فرعون بكل جبروته..يترجى موسى ويقول له الرب هو البار وانا وشعبي اشرار؟؟!! معقوله فرعون مصر في ذاك الزمان اكبر قوه في العالم اكبر قوه في العالم تزل امام موسى عبد الله.. رغم أن موسى رجل ثقيل الفم واللسان ورغم أن موسى قليل الامكانيات معاة شعب افخر مافيم عبد....معقولة شعب افخر ما فيهم عبد وفرعون اللي هو رئيس ملوك العالم في ذاك الزمان اللي تخضع له كل ممالك العالم في ذلك الزمان و لانة معروف جدا بجيش مصر وتنظيم مصر و ترتيب مصر في الحرب ان هو كانت من اعظم شعوب العالم في ذاك الزمان وفي نفس الوقت نلاقي فرعون بيخضع لموسى..ولما عاند ولما حاول ان هو يغلب موسى ويتبع موسى بعد الخروج لقينا ربنا اغرقة بكل مركباته... هو دة خلاص ربنا يسوع المسيح... سمعت انينهم فنزلت لاخلصهم ومن هنا الكاثيليكون النهارده يكلمنا يقول لنا الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رايناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته ايدينا من جهة كلمه الحياه فان الحياه اظهرت معلمنا يوحنا يؤكد جدا على حقيقه انة قد تجسد شوفوا احبائي الكتاب المقدس غنى جدا وعاوز يعرفنا باهم امور خلصنا وعايز يخبرنا عن حقيقه ان الله قد اتي في الجسد.. عشان كده تلاحظوا في خط روحي للكتاب المقدس عايز يخبرنا عن هذا الاله المختفي الاله الذي كان يترائى في الضباب والدخان الاله الذي كان مجرد ان يسمعوا صوتة يرتعبوا.. اللي حصل دلوقتى... بقينا نسمعوا و شهدناه احنا حتى لمستوا ايدينا... ان هو اقترب مننا جدا لدرجه اني لمسته ايدينا . .يوحنا الرسول احبائىء يكتب لنا الانجيل بتاعة والرسائل بتاعتة ليه كتبت انجيل و الرسائل كل مره كتب بغرض معين مختلف تماما عن الثاني كتب الانجيل بتاعة لان القديس يوحنا الله اراد ان هو يبقى على حياتة اكتر من سادت الاباء الرسل... تقريبا سنه 105 ميلاديا بعد يسوع بحوالي 60 سنه خلال ال60سنة دى ..ابتدت الناس تسترجع قصه يسوع اللى تجسد بس ابتدت ناس تقول اراءها فى يسوع اللي تجسد... وفى ناس قالت دة انسان كويس جدا جدا بس مش الاة... فلاحظنا ان القديس يوحنا قرأ الثلاث اناجيل اللى اتكتبوا قبلة.. متى مرقس لوقا ..فقرأهم كويس..فلاحظ انهم مركزين جدا على معجزات ربنا يسوع المسيح وعلى اعمالة لكن مركزين علية على انة الاة متجسد.. .. فركز معلمنا يوحنا جدا على حقيقه لاهوتية معجزات تحقق لاهوت رب المجد يسوع المسيح احاديث لة... معلمنا يوحنا انفرد بأمور ما حدش قالها فى البشاير الثلاثه اللي قبلة..بعد ما كتب الانجيل بتاعة لاحظ ناس طلعوا بدعة تانية بناءا على الانجيل اللي هو كاتبه ايه هي؟؟ قال لك ان هو كان اله بس ما كانش انسان ..هو كان الاة بس ما كانش انسان... بصينا لقينا معلمنا يوحنا بيقول بما ان انتم بتقولوا ان هو الاة مش انسان انا هاكتب لكم الرسائل بتاعتى وبعد ما كنت بركز على لاهوته هركز على ناسوته وبصينا لقينا بيقول لنا ده انا شفتوا وسمعتوا ولمستوا بايديا.. يركز على حقيقه ناسوته ..عايزين نقول ان الله ظهر في الجسد عايز يقول ان الاله المحتجب الالة الغامض بالنسبة للانسان ...اللة اقترب آلية جدا للدرجة اللى يفهموا هو هو مين ؟؟عشان كده يقول لك الذي كان عند الاب فان الحياه اظهرت... واما شركتنا نحن فهى مع الأب والابن.يسوع المسيح .. بصينا لقيناها ان احنا حياتنا اتغيرت مابقيناش نكذب ولا نسلك في الظلمة..واعطانا دمة ودمة خلصنا من كل خطية...عاوز يوضحلنا ان هو لما جاء فدى الجنس البشري طهر البشريه خلي كل انسان ثابت فى ..لانة هو كفارة لخطايانا...البشارة بالمسيح احبائى هي مركز حياتنا مع ربنا فرحه كبيره جدا للانسان الشقى اللى بيتلمس الخلاص والانسان اللي اللة بالنسبه لهم بعث له انبياء ووصايا وناموس النهارده الملاك جبرائيل بيقول الست العذراء خلاص جاء الزمن وجاء ملئ الزمان.. من يوم ما ابونا ادم اخطا اخذ وعد ..ان نسل المراه يسحق راس الحيه. امتى الكلام ده يتحقق ده وعد اخذناة من زمان... النهارده في يوم البشارة.. نسل المراه اللي هو الست العذراء هيسحق راس الحية ..الحية اللي غلبتنا واغوتتا و خدعتنات...واخذت مننا مركزنا جاء النهارده رب المجد يسوع عن طريق امراه عشان مكاننا المفقود والخداع اللى اتخدعناة والغواية هو يغلبها ويعطينا المكان بتاعة اللى احنا فقدناة ..بقى مركزى النهارده فين؟؟فالمسيح يسوع وفين المسيح يسوع في حضن الاب... انا بقيت في حضن الأب... الانسان اللي ما لوش كرامه الانسان المخزى من السقوط بتاعه بقى لة رجاء في المسيح يسوع... الانسان الذى كسر الناموس بقى في المسيح يسوع مقبول جدا لدى الأب... بقى لة مش بس مكان بقى لو مكان وكرامه.. الانسان احبائي الشقي الدنس بقى انسان طاهر امام الله في ابنه يسوع المسيح .... البشاره التي جعلتها الكنيسه اغنيه وترنيمه لها عشان كده كل يوم 29 من الشهر القبطي الكنيسه تصلي بنغمه الفرح .. لو عشنا الكنيسه صح احبائى وعيشنا طقوس الكنيسه وعيشنا قصد الكنيسه في حياتنا عاوزه تعمل فينا اية...عاوزة تحولنا الى ناس سماوين... عاوزه تخرجنا من دائره الحزن والهم ووجع القلب والهموم الكثيرة التي تحيط بنا وتخنقنا لناس فارحين .لناس متهللين اصلا مش معقول يبقى ربنا عمل معنا كل الاعمال العظيمه دي واحنا برضة مكتئبين وحزانا... ده في العهد القديم كان مجرد لان كان فى رموز لحضوره كان الشعب يبتهج ويفرح جدا مجرد انهم يقدمون ذبائح ولة يعيدوا العيد ولة لمجرد انه هو يبقى رمز للى احنا بنحتفل بي دلوقتي كانوا يبقى فرحانين ومبتهجين ويسبحوا بمزمار وقيثار ...كان في فرق تسبيح يوصل عددها ال 4000 فرد من المسبحين غير عامة الشعب 4000شخص بيسبحوا..عشان النهاردة عيد ...عشان النهارده هنقدم ذبيحه طب امال كنيسه العهد الجديد تعمل ايه اللى المسيح في وسطها ؟؟اللي بتغني و تقول عمانوئيل الهنا في وسطنا الان بمجدة ومجد ابية ...اى فرحة تليق بيها؟؟ اذا كان في العهد القديم كان بيقول لهم ان فرح الرب قوتكم ..قالهم كده في سفر نحميا...قالهم والا تكون إلا فرحا.. ما تكنش قدامي الا وانت فرحان ..النهارده كرز لينا بالبشاره وكرز لينا بمجيء المخلص وشاهدناة فعلا قد أتى وتلمسنا معاة... الكنيسه عاوزه تنقلنا النقلة العظيمة دى... اوعي يكون المسيح جاء بس ما جاش في حياتك.. اوعى البشاره المفرحه دي تبقى بلغت اقصى العالم وتبقى ما بلغتش نفسك ماخلصتش قلبك اوع المسيح يبقى حرر الشعب من قبضه فرعون واخرجهم بذراع رفيعة وانت فرعون لسه مسيطر عليك... اوعى يبقى الشعب عدا.. البحر ودخلوا كنعان. وانت . لسه مستحسن. الحياة في ارض مصر... ربنا يسوع المسيح الذي بشرنا واعطانا استحقاقات خلاصة... يجعلنا ان اكون ثابتين في محبه مستحقين لاعمالهم الخلاصيه يبارك في حياتنا ويسند كل ضعف فينا بنعمتة ولالهنا المجد اللى الابد الامين...

اجعلوا الشجر جيد والثمرة جيدة

يحكي لنا إنجيل هذا الصباح المبارك معجزة من معجزات ربنا يسوع المسيح التي أظهر بها قدرته وقوته وسلطانه على مملكة عدو الخير .. إنجيل معلمنا متى يعلن مملكة الله في كل المجالات .. أتوا إليه بإنسان سيطر عليه الشيطان في كل الأمور .. ﴿ أحضر إليه مجنون أعمى وأخرس فشفاه ﴾ ( مت 12 : 22 ) .. إنسان سيطر عليه عدو الخير وعلى كل حواسه وهذا ما يفعله عندما يملك على الإنسان يجعله أعمى فلا يرى الأمور الغير مرئية ولا يرى الأبدية ولا السماويات .. يصاب بالعمى الروحي لا يرى الله .. أيضاً يجعله مجنون أي مختل العقل .. عقله غير متزن .. الذي يسيطر عليه عدو الخير تصير أفكاره غير متزنة يبيع الغالي بالرخيص .. ويجعله أيضاً أخرس أي إنسان لا ينطق .. الذي يسيطر عليه عدو الخير لا يعرف كيف يقول ولو كلمات قليلة مع الله .. لا يعرف كيف يسبح مثلما يقول المزمور ﴿ ليس الأموات يباركونك يارب ﴾ ( مز 115 : 17) . عندما أتى هذا الرجل لربنا يسوع شفاه فبدأ يتكلم ويبصر واتزن عقله فدهش الجميع وقالوا ﴿ ألعل هذا هو ابن داود ﴾ ( مت 12 : 23 ) .. هناك فئات من الأشخاص .. هناك من يرى المعجزة فيفرح بالله ويشكره ويسجد لعظمته .. وهناك آخرين مثل الفريسيين يقولون ﴿ هذا لا يُخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين ﴾ ( مت 12 : 24 ) .. هنا بدأ ربنا يسوع يتكلم مع الفريسيين وقال كيف ؟ لأن كل مملكة تنقسم على ذاتها تخرب .. لماذا تكون نظرتكم للأمور بها عدم تصديق وعدم إيمان ؟ فأنا عندما أخرج الشياطين فهذا معناه أن مملكتي أقوى وإني أخرج الشياطين بإصبع الله أو بروح الله أو بعمل الله .. من هنا قال لهم أنا أرى أنكم أناس تجدفون على الروح القدس أي تنكرون عمله وترفضوه وكل تجديف يغفر إلا التجديف على الروح القدس .. رفضكم لعمل روح الله الدائم وإصراركم على ذلك لن يغفر لكم .. كل الخطايا تغفر إلا رفضك لسلطان الله وعمله لا يغفر . ثم في النهاية قال لهم إن أردتم أن تعرفوا أصل الحكاية من أين سأقول لكم إن أصل هذا الأمر من داخلكم .. ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً .. أو إجعلوا الشجرة ردية وثمرها ردياً ﴾ ( مت 12 : 33 ) .. شكل الشجرة التي لكم جيدة لكن الثمر ردئ .. يا ليت الشجرة التي لكم يكون شكلها ردئ وثمرها ردئ لكنكم تناقضون أنفسكم وتقيمون أنفسكم أصحاب سلطان وتقيمون أنفسكم أصحاب مبادئ أعلى من مبادئي أنا .. أنا سأقول لكم ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً .. أو إجعلوا الشجرة ردية وثمرها ردياً لأن من الثمر تعرف الشجرة ﴾ .. ولتروا أنتم ماذا تقولون .. ما تقولوه يعلن أن الشجرة داخلكم ثمرها ردئ .. قد يكون لكم شكل جيد أمام الناس لكني أقول إن أردنا أن نعرفكم جيداً نعرفكم من الثمر .. ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ . حقيقةً هذه كلمة نريد اليوم أن نأخذها لأنفسنا .. إسأل نفسك ما هو ثمر شجرتك ؟ ما هو الثمر في حياتك ؟ عندما يقول الكتاب أن ثمر الروح هو ﴿ محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف ﴾ ( غل 5 : 22 – 23 ) عندما أبحث عن هذا الثمر في حياتي وما هو مقداره هذا الثمر يعرفني الشجرة التي لي وما هي أخبارها من الداخل .. هل تريد أن تعرف شجرتك ؟ إبحث عن ثمرها .. تعال إختبر إنسان في المحبة .. تعال إختبر إنسان في كرامته .. وجِّه لإنسان نقد أو لوم ولترى ما هي مشاعره .. تعال نختبر محبتنا التي بلا مقابل هل هي محبة حقيقية أم لا ؟ نراها من الثمر .. هل تريد أن ترى ثمرك ؟ لترى أصل شجرتك . ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ .. حقيقةً نحن الثمر فينا ضعيف جداً نختبر أنفسنا على مستوى الخارج نجد أنفسنا جيدين جداً نعرف الله ونقرأ الإنجيل ونحفظ الآيات .. يقول من يكمل هذه الآية ﴿ ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله ﴾ ؟ نجد الناس كلها تقول بفم واحد ﴿ وخسر نفسه ﴾ ( مت 16 : 26 ) .. كلنا نحفظها لكن من منا يعمل بها ومن منا يأخذها موضع تنفيذ ؟ من يضع أمامه أنه لو ربح العالم كله وخسر نفسه ماذا يستفيد ؟ نختبر الناس في آية أخرى قل من يكمل هذه الآية ﴿ لا تحبوا العالم ﴾ ؟ تجدهم يجيبون ﴿ ولا الأشياء التي في العالم ﴾ ( 1يو 2 : 15) .. ﴿ العالم يمضي وشهوته ﴾ ( 1يو 2 : 17) .. ﴿ الذي يصنع مشيئة الله ﴾ .. يجيبون ﴿ فيثبت إلى الأبد ﴾ .. جيد .. لكن هل تفعل بها ؟ هل تخسر العالم كله لتربح نفسك ؟ هل تعمل بأن هيئة العالم تزول ويعمل داخلك ثمر حقيقي لهذا الكلام أنك إنسان محب للبذل والعطاء وتشتاق أن تنقل مقتنياتك للسماء ؟ هل أنت زاهد في مقتنيات العالم أم هذه الأمور موضع شهوة وصراع وقد تخسر أعز أصحابك وإخوتك من أجل شبر أرض ؟ حقيقةً يا أحبائي ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ .. صراع في الإنسان من داخل ومن خارج يحسمه عمل نعمة الله .. كلما إقترب الإنسان من نعمة الله كلما وجدت أن خارجه مثل داخله وداخله مثل خارجه لا يوجد به إنقسام . يحكى عن القديس يحنس القصير أنه في أحد الأيام كان جالس يعلم أولاده ومر أحد الأشخاص فوجد كثيرون يلتفون حوله فغار منه وقال له كلام جارح جداً .. قال له أنت تجمع كثيرين حولك بغش وخداع مثل الساحر الذي يجمع الناس حوله بسحره .. أنت مثل إمرأة بطالة تجمع حولها كثيرين .. قيل أن القديس يحنس القصير أجابه إجابة عجيبة جداً قال له ﴿ أنت قد رأيت الخارج فماذا كنت تقول لو رأيت الداخل ؟ ﴾ .. أي هذا ما تراه خارجاً أما الداخل فأردأ من ذلك بكثير .. فإغتاظ تلاميذه جداً لأنه كيف يهان معلمهم وأرادوا أن يثأروا له فقالوا له لماذا لم ترد عليه بمثل كلامه ؟ لماذا سكت عنه ؟ ثم سأله أحدهم لن أسألك لماذا صمت لكني أسأل سؤال ليتك تجيبني عليه بأمانة .. نحن رأيناك هادئاً وأنت تهان فهل كنت من داخلك هادئ أيضاً أم كنت مختلف عن هدوء الخارج ؟ فقال لهم القديس ماذا رأيتم من الخارج ؟ قالوا هدوء .. أجابهم ﴿ كما رأيتم الخارج هكذا الداخل أيضاً ﴾ .. ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ . لذلك نسأل ما هي الفضائل ؟ من أين أتت كلمة * فضائل * ؟ فضائل أي شئ يفضل عن شئ .. فضيلة معناها إني إمتلأت محبة من داخلي ففاضت من داخلي وبدأت تظهر في الخارج فصارت سلوكياتي بمحبة .. إنسان يلهج في ناموس الله ليلاً ونهاراً فصار كلامه كله كلام مملح كلام إلهي من الإنجيل .. ﴿ سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي ﴾ ( مز 119 : 105) .. من أين ؟ من شبع داخلي ففاض من الخارج .. إبدأ من الداخل وانتهي بالخارج . من هنا كلم رب المجد يسوع الفريسيين ونحن أيضاً لأننا لسنا أفضل منهم كثيراً ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ .. راقب شجرتك جيداً .. الشجرة من الداخل أدخل أعماقها واكتشف أمراضها واسأل نفسك لماذا لو كان بها ثمر يكون ثمرها خارجي لكن من الداخل ليس له جذور ؟ وقفة الصلاة هل لها لذة .. هل لها وقت .. لها عشرة مع الله ؟ هل عندما تقف لتتكلم مع الله تجد كلام يخرج من داخلك بتدفق ؟ هل تحب أن تقف مع الله كثيراً ؟ هل أنت بك محبة حقيقية تجاه كلمة الله وتتلذذ بكلامه ؟ هل لك ثمار تليق بالتوبة ؟ هل أنت بالفعل كما يقول سفر النشيد ﴿ قد دخلت جنتي يا أختي العروس قطفت مري مع طيبي ﴾ ( نش 5 : 1) ؟ هل يدخل الله جنة نفسي ليرى الثمر ؟ هل سيجد ثمر أم لا ؟ هو يريد أن يرى داخلي ثمر بر ثمر فضيلة حقيقي ويجد به لذة شهي لنفسه يشبع ويغذي .. ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ .. ركز على الداخل .. الإنسان لا يسقط إلا من داخله أولاً .. لا يسقط في شهوة أو عدوانية أو غضب إلا لو سقط من الداخل أولاً وإن أراد أن يقوم لن يقوم إلا من داخل نفسه أولاً .. من هنا راقب الشجرة ماذا تحتاج ولنرى لماذا ليس بها ثمر وإن كان بها ثمر نجده ضعيف معرض للسلب والنهب .. لنرى الشجرة ماذا بها وأي مرض إعتراها . ماذا تحتاج الشجرة ؟ تحتاج تربة جيدة .. تحتاج ماء للري .. تحتاج متابعة دائمة (1) التربة المناسبة : ما هي التربة ؟ هي الوسط المحيط الذي تعيش فيه .. لابد أن أختار لنفسي تربة جيدة وأنقي نفسي .. يوجد فكر يعادي فكر الله فليس هناك داعي أن أجلس أمام التليفزيون ووسائل الإعلام وألوث فكري وأجعل التربة التي أعيش فيها تتشبع بأمور رديئة لأنها لو تشبعت بأمور رديئة ستدخل هذه الأمور للشجرة لأن الشجرة تتغذى من التربة .. قد يقول شخص أنا مجرد إني أتسلى .. أقول لك أنت مثل الجذر داخل التربة دون أن تشعر تدخل هذه الأمور دون أن تشعر داخلك وداخل قلبك وفكرك وتجد أفكار عالمية وأفكار دنس وملوثة .. أين الثمر ؟ وبدلاً من أن تجد ثمر جيد ستجد ثمر ردئ .. من أين ؟ من التربة .. قد يقلد إنسان أشخاص مضرين ومعثرين له ولا يأخذ موقف .. هذه تربة .. التربة أو الوسط المحيط . يقال عن بني إسرائيل أنهم عند خروجهم من أرض مصر في طريقهم لأرض كنعان للأسف تركوا ﴿ اللفيف الذي في وسطهم ﴾ أي مجموعة صغيرة .. تخيل أن هذا اللفيف أو المجموعة الصغيرة هي التي جعلتهم يشتاقون للرجوع لأرض مصر .. أيضاً هم الذين أشاروا على بني إسرائيل أن يعبدوا الأوثان وأشاعوا مذمة في الأرض .. كم هم أضروا بالشعب كله ؟ قد يقول شخص هذه أمور بسيطة أستطيع أن أسيطر عليها .. أقول لك لن تستطيع أن تسيطر عليها .. ﴿ اللفيف الذي في وسطهم إشتهى شهوة ﴾ ( عد 11 : 4 ) .. إحذر أن يكون في حياتك لفيف وأنت صامت عنه .. ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ .. إنتبه للتربة التي تتغذى منها الشجرة كي تجني ثمر جيد . (2) الماء : ما هو الماء ؟ هو ينابيع الروح .. عمل نعمة الروح القدس تنمي الشجرة .. أين أنت من ينابيع الروح المتدفقة ؟ أين أنت من نشاط الروح داخلك ؟ أين أنت من وسائط النعمة ؟ ﴿ فيكون كالشجرة المغروسة على مجاري المياه ﴾ ( مز 1 : 3 ) .. متى تعطي الشجرة ثمرها في حينه ؟ عندما تغرس على مجاري المياة .. كلمة الله .. أنهار الروح والتعزيات .. وقفات الصلاة .. عمل نعمة الله داخل الإنسان .. لا يمكن أن نثمر بدون عمل نعمة الله داخلنا .. لكن كي تعمل نعمة الله داخلنا نحتاج أيادي مرفوعة .. يقول القديس أوغسطينوس ﴿ إن نعمة الله تجول داخلك تبحث عن خلاصك .. إن النعمة مستعدة دائماً تتودد إلى الإنسان بل وتترجاه وتتوسل إليه أن قف .. إنحني .. إرفع قلبك .. إرفع يدك هآنذا ﴾ .. النعمة تريد أن تعطيك وتتوسل إليك وتفيض عليك . تخيل راعي لديه قطيع غنم يشتاق ويجاهد ليغذيهم ويرويهم وهم يلهون ويلعبون .. ماذا يحدث لهم ؟ سيموتون ويضمرون .. تخيل إنسان غير راغب في الطعام والشراب .. يموت لأنه غير راغب في الحياة .. أحياناً نكون غير راغبين في الحياة الروحية .. غير راغبين في قراءة الإنجيل أو الصوم و ..... قد أصوم لكن بثقل .. كل هذه الأمور الروحية أجدها ثقيلة على نفسي .. أقول لك أنت بذلك غير راغب في الحياة الروحية .. أنت بذلك تموت روحياً وتكون حي بالجسد فقط وتعيش لاهتمامات الجسد والكتاب يقول ﴿ إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون ﴾ ( رو 8 : 13) .. هذا هو عمل الروح .. نعمة الله مجاري المياة التي لابد أن نكون مغروسين حولها .. إحذر أن تعطي وقت لكل شئ ولا تعطي وقت لله .. إنتبه هذا موت .. إحذر أن تحفظ الكلمة دون أن تعمل بها .. إنتبه هذا موت حتى لا تسمع الكتاب يقول ﴿ لك إسماً أنك حي وأنت ميت ﴾ ( رؤ 3 : 1) .. إنتبه إجعل الشجرة جيدة وثمرها جيد .. يوجد إرتباط بين الشجرة والثمر كلما إهتم الإنسان بالشجرة كلما فرح بعمل الثمر . (3) المتابعة : لا يمكن أن تنمو شجرة من ذاتها .. لابد من رعاية ومتابعة وأنقب حولها وأضع لها سماد .. لابد أن أخاف عليها وأحميها وأراقبها .. متابعة حياتنا الروحية تحتاج منا إهتمام ويقظة .. أن يراقب الإنسان نفسه دائماً ويتساءل هل يا الله أنا أتقدم أم أتأخر ولماذا ؟ إن كنت أتقدم إذاً أشكرك يا الله لأنك إقتلعت من قلبي جذور خطايا عديدة .. أشكرك يارب لأن حياتي الآن صار لها إهتمام روحي وبدأت أشعر بسرور وفرح بالإهتمامات الروحية .. أقول لك أنت الآن بدأت تعيش في مملكة الروحانيين .. لكن قد تجد نفسك في إتجاه عكس ذلك تجد أن الأمور الجسدية تلذذك والأمور الروحية ثقيلة عليك جداً .. إذاً أنت مازلت إنسان جسداني .. راقب من أين دخل هذا المرض هل من الإستهتار أم من الكسل ؟ أم من أنك تأخذ الحياة بأمور غير جدية وصمت على المرض فكبر ونمى حتى تملك ؟ لكن توجد نعمة الله وروح الله . الله أعطانا روح قداسة وروح تطهير .. أعطانا معونة نستطيع أن نغلب بها أي تيار شر داخلنا .. هيا إرفع يدك واطلب رحمة ومعونة وانتبه وراجع نفسك وتابعها وتابع الشجرة داخلك .. لا يوجد إنسان يعرف أن عنده مرض خطير ويصمت .. الحياة الروحية كما يقول الآباء ﴿ ملكوت الله لا يؤخذ براحة ﴾ .. لا يمكن أن نأخذ الفضائل والأمور التي تعطينا خلاص ونحن مستلقين على ظهورنا .. أبداً .. بل بجهاد ومشقة وتعب وأصوام .. لكن صدقوني الثمر لذيذ .. عندما يشعر الإنسان أن الثمر بدأ يعمل في قلبه يفرح جداً .. لا يوجد إنسان يزرع شجرة إلا ويشتاق أن يرى بها ثمر هكذا إرادة الله فينا .. الله أوجدنا لكي يتمتع بثمارنا ويقترب إلى أشجار حياتنا ويشتهي أن يأخذ منها ثمر جيد .. وكلما أعطت الشجرة صاحبها ثمر جيد كلما سرت قلبه واعتز بها أكثر وأكرمها .. هذا هو الله . الله يقترب إلى كل واحد منا وكل من وجد فيه شجرة جيدة بثمر جيد يقول هذه إرادتي .. هذه هي مسرتي أن هذا الإنسان يحقق قصدي ويمجدني في خليقتي .. أن هذا الإنسان يعلن عمل نعمتي داخله .. أن هذا الإنسان غالب للعالم .. هذه فرحة الله .. ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ .. لابد أن يراقب الإنسان نفسه .. أنظر التربة التي أنت بها والماء وينابيع الروح والمتابعة .. تابع الشجرة ستجد ثمر يفرحك محبة فرح سلام ..... من المؤشرات التي تعرف الإنسان إن كان يعيش مع الله أم لا أن يكون داخله فرح مهما كانت الضيقات لابد أن يشعر بفرح داخله . الله في العهد القديم عمل لهم أعياد كثيرة وذبائح كثيرة .. لماذا ؟ يقول لأني أريد أن يكون أولادي فرحين دائماً .. قال ﴿ لا تكون إلا فرحاً ﴾ ( تث 16 : 15) .. بولس الرسول يقول ﴿ إفرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً إفرحوا ﴾ ( في 4 : 4 ) .. ما هذا ؟ الإنسان الذي يحيا مع الله دائماً يكون في فرح .. لماذا ؟ لأن سلام الله يملك عليه ورضى الله يملأه وإن كان في تجارب وضيقات وأحزان فهذا كله من الخارج .. معلمنا بولس الرسول يتكلم عن الفرح في رسالة مثل رسالته لأهل فيلبي خمسة عشر مرة رغم أنه كان في السجن .. هل يوجد إنسان يتكلم عن الفرح وهو في السجن ؟ نعم لأن الفرح الروحي غير مرتبط بالجسد .. نحن فكرنا أن الفرح مرتبط بالجسد إن أكلت أفرح وإن ذهبت للمصيف أفرح وإن إشتريت شئ جديد أفرح .. صدقوني الفرح غير مرتبط بالجسديات .. قد يعيش إنسان في سجن ويفرح وآخر يعيش في قصر لكنه حزين . الأمور الروحية تعطي فرح لأنها أمور تنمي إرتباط الإنسان بإلهه فتعطي فرح ومسرة .. عندما يعمل الإنسان عمل ويشعر أنه يرضي إلهه يشعر بغمرة سعادة داخله .. لذلك عندما يعيش الإنسان في كآبة وغم وضيق أقول لك لأنه لا يعيش مع الله .. تقول كيف وسط هذه الأمور كلها يفرح ؟ أقول لك كما يقول معلمنا بولس الرسول ﴿ كحزانى ونحن دائماً فرحون .. كفقراء ونحن نغني كثيرين .. كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء ﴾ ( 2كو 6 : 10) .. * كحزانى * أي قد نظهر للناس حزانى .. قد نكون مضطهدين ومتألمين ونحيا في فقر في الشكل لكن داخلنا فرحين .. كأن لا شئ لنا ونحن نملك كل شئ .. هذا هو الثمر .. ﴿ إجعلوا الشجرة جيدة وثمرها جيداً ﴾ .. راقب الشجرة داخلك وتابعها واسهر عليها .. راقب الثمر .. لا يمكن لإنسان يراقب الشجرة ويتعب إلا ويفرحه الله بثمرها .. ﴿ الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالإبتهاج ﴾ ( مز 126 : 5 ) . الله يعطينا ثمر يفرح قلوبنا ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل