العظات
رفضوا مشورة الله من جهه أنفسهم الاحد الاول من شهر توت
بأسم الاب والابن والروح القدس الاله الواحد امين...فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين..
الاحد الاول من الشهر الاول شهر توت المبارك في السنه القبطيه.. الكنيسه احبائي بتعد لاولادها اجمل ما عندها من أجل بنيانهم الروحي..من خلال قراءتها ..وبتدخر لايام الآحاد خط خاص ... نلاحظ فى ايام السنه العاديه القراءه ماشيه مع قديس اليوم..فإذا كان شهيد نلاحظ ان القراءه كلها عن الشهيد... يتكلم عن جزنا فى الماء والنار واخرجتنا الى الراحة... بيتكلم عن ان الا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ...وبيتكلم عن روح الاستشهاد ده اذا كان شهيد .. أما إذا كان بطرك يكلمنا عن الراعي الصالح...اما اذا كان نبى يكلمنا انجيل الويلات اللذين لا يستجيبون لنداءات ربنا يسوع المسيح...اما اذا كانت سيده عذراء يكلمنا عن إنجيل العذارى الحكيمات...وكأن القداس هو وليمة للاحتفال بهذا الشهيد في هذا اليوم الكنيسه عاوزه تقول لنا فليكن منهجة منهجنا وليكون فكره فكرنا ولتكن حياته حياتنا.. ولتكن نهايته نهايتنا فبتشجعنا...اما فى يوم الاحاد تتخلي الكنيسه عن ان يكون محورها هو تذكار اليوم يعني مثلا النهاردة فى شيئين القديس
دييستورس دة بطرك ممكن نقرا قراءات البطرك والست رفقه واولادها ممكن تتقرا قراءات الشهداء
الكنيسة تقولنا ولا هنقرا قراءات الشهداء ولا هنقرا قراءه البطرك.... في خط تاني فى ايام الآحاد ما هي ايام الاحاد....هو بتركز فيها الكنيسه عن عمل اللة معنا وعن عملنا معه.. بتركز الكنيسه في الاحاد عن عمل الثالوث القدوس في حياه اولاد الكنيسه وتجاوب اولاد الكنيسه لعمل الثالوث القدوس في حياتهم ونلاحظ أن شهر توت ده كله بتركز عن محبه الله الاب ...والجميل ان احد النهارده ولحد اللي بعده واللى بعده نلاقي الفكر متتدرج ومبني على بعضه ...لغاية ما في نهايه الشهر بتكتمل الصورة و الكنيسه عاوزه توصللنا محبه الله الاب...أما في الشهور اللي بعدها يقولك طالما حبيت الله الاب لازم تعرف انة أرسل ليك ابنة الوحيد... تكلمك علي نعمة الابن الوحيد..ويكلمك عن معرفه شخص يسوع المسيح المبارك بعد ما تلامست مع محبه الله الاب.... بعد ما تعرف الاب ومحبته وتعرف الابن ونعمتة تاخذ شركة و موهبه وعطيه الروح القدس ...فتلاحظ أن الاحاد الفكر بتاعها كيف يتمتع الانسان بعمل الثالوث القدوس في حياته ...النهارده القراءه بتتكلم عن يوحنا المعمدان
ولكن يوحنا المعمدان ارسل ليعد طريق الرب فهو لون من الوان الإعلان عن محبة اللة لينا انة بيمهد الطريق يعطينا البدايه ويقول لنا انه يوجد من يهتم بكم ويوجد من يريد ان يفقدكم ويوجد من يريد ان يعلن مراحمه فيكم ..عشان كده يقول لك احب الرب يا جميع قديسيه بيتكلم عن محبه الله.. يوحنا المعمدان عندما جاء ربنا حب يعلن بيه محبته ويعلن بية تدبيره ...لاحظنا في فئتين ..فئة قبلت كرازه يوحنا المعمدان وفئة اتصدمت في يوحنا المعمدان وتصادمت معة...كان المتوقع ان مين اللي يقبله ومين يرفضوا ؟! كان متوقع ان الذين يقبلوا العارفون بالناموس ..كان متوقع ان الذين يقبلوا المتدينين.. فوجدنا العكس..وجدنا المتدينون هما الذين رفضوا والخطاة هم الذين قبلوا لدرجه ان يقول لك جميع الشعب استمعوا العشارون معتمدين بمعموديه يوحنا.....العشارين اللى هما اكثر ناس ظلمة .. اما الفريسيون والناموسيون فرفضوا مشهوره الله... من جهة انفسهم ولم يعتمدوا... رفضوا محبه الله المعروضه عليهم رفضوا مشهوره الله من جهه انفسهم كان اية سبب رفضهم؟ قالوا انه رجل جاء من البريه من الصحراء يرتدى وبر أبل بياكل جراد و عسل..
ورجل متشدد.. ربنا يحب الانسان اللي يتنازل ويفتقد الانسان بوداعة ويقترب الية....انة جاءنا بتعاليم صعبة.. فرفضوا يوحنا المعمدان..... جاء ربنا يسوع المسيح يكلمهم ببساطة وبدا يقترب منهم ..وبدا يحضر ولائمهم وكلمهم بأمثال..كلمهم ببساطة شديدا وكانة يريد أن يقول لهم.... انتم رافضين يوحنا لأجل شددة معكم..ها انا اعاملكم غيرة كحسب رغبتكم... فقالوا عن يسوع عكس ما قالوا عن يوحنا...قالوا يوحنا شديد وقالوا عن يسوع متهاون ..لانة بياكل مع العشارين والزناة ...عشان كده ربنا قال لهم لماذا اشبه ايناس هذا الجيل وبمن يشبهون؟ يشبهون اولادا جالسين فى السوق ينادون بعضهم بعضا قائلين زمرنا لكم فلم ترقصوا نحنا لكم فلم تبكوا... كان هناك لعبه يلعبوها الأولاد زمان مع بعض... اطفال تزمر واطفال ترقص واطفال تنوح..يقسموا بعض فرء...وشطارتهم بإخراج اصوات بها روح رساء لجعل الأطفال يبكوا... فجاء ربنا يسوع المسيح وقال لهم .. احنا بقى زمرنا ليكم انتم لم ترقصوا ..ونوحنا لكم انتم لم تبكوا... بمعني عاوز يقول لهم كلمتكم باسلوب لطيف و اقتربت منكم جدا وحاولت ان اتودد اليكم جدا فلم تستجيبوا ...يوحنا المعمدان كلمكم باسلوب شديد
أيضا لم تنوحوا.. ولا كده عاجب ولا كده عاجب ؟! لأجل هذا قال لهم ان الحكمة تبررت من بنيها ...بمعنى أن كان المفروض انتم يا كتبة ويا فريسين .. تكونوا اكثر حكمه من باقى الشعب..بالعكس كنتم اكثر جهلا منهم... والذين تتهمونهم بالجهل هم اللذين قبلوا الايمان...عشان كدة يقول لك الحكمه تبررت من بنيها. جميل الكلمه اللي بتقول اما الفريسيون والناموسيون فرفضوا مشهوره الله من جهه انفسهم ..ماهى مشهوره الله؟ ان يقبلوا ايه مشهوره الله ؟ان يعرفوك انت وحدك يسوع المسيح الذي ارسلتة هذة هى مشهوره الله...مشورة اللة ان يخلصوا منشورات الله ان ينقلهم من سلطان الظلمه الى ملكوت ابن محبتة هي دي مشهوره الله.... رفض مشهوره اللة من جهة انفسهم.... ياما ربنا احبائي يحب يعلن مشيئتة من جهتنا انه يحبنا لذلك يريد ان يخلصنا ويريد ان يفدينا من تيارات العالم..الله من كثره محبته لنا بيتنازل الينا جدا ويعلم ويرشد وينصح يريد ان يخطتفنا من شده الهلاك وياخذنا في احضانه..لكى نلتقى معه في ملكوته اللذى ينتظرها فى منذ الابد ..هي دي مشيئته اللة ...لكن يوجد من يرفض مشيئة الله من جهة انفسهم مثل جماعه الكتبه والفريسيين ...بيقول لك دول فئات
كثيره..الناموسي هو الرجل الذى يقرا الناموس.. الكتبة أرقى من الناموسيون... وهم اللذين يشرحون الناموس.. علماء الناموس هو الرجل الذى يقرأ الناموس......الكتبة وهم أرقى من الناموسيون وهم الذين يشرحون الناموس وهم علماء الناموس.... الفريسي وهو المدقق . كل واحد في دول بيظهر علاقه قويه جدا بالناموس واحد يقرا واحد يفسر واحد ينفذ بتدقيق ..يطلع منهم فئات ثانيه الصديقون والغيورون فئات فئات فئات... لكن كل فئه بتنادى بالتشدد والتمسك باعمال الناموس وبحرفية الكلام ...الصدوقيون اللذين قالوا لا توجد ابديه ولا توجد قيامة... أما الغيوريون اناس كانوا بيتظاهروا انهم اكثر غيره من الباقين ..فاى عمل في الناموس لم ينفذ كانوا يعملون نوع من انواع التظاهر والاحتجاج...لهذا سمى أنفسهم بالغيورون ...كان منهم سمعان الغيور واى شخص كان يسمى بالغيور كان ينتمى منهم.... فئات كان عايش في وسطهم ربنا يسوع المسيح كلهم قافلين قلبهم تماما وقائم في وسطهم من يريد ان يخلصهم وهم غالقين قلبهم تماما...لأجل ذالك قال.. رفضوا مشهوره الله من جهه انفسهم... ياما ناس احبائى بتقبل مشهوره الله من جهه انفسها وياما ناس
بترفض مشورة الله من جهة انفسها... ربنا فاتح احضانه الله يريد اللة يجمع..اللة يتئنى علينا حتى مايتاكد اننا قد دخلنا الى الفلك..لكن هناك من رفضوا مشهوره الله من جهة انفسهم... الفلك ظل يبني 120 سنه عشان يفضل نوح ينادى ويكرز بالبر تعالوا ادخلوا في طوفان...فى هلاك ادخلوا...وكل جزء يكمل فى الفلك يكمل المفروض ان الناس تصدق اكثر لا ده رفضو مشهورة الله من جهة انفسهم.. كل ما الفلك يكملك كل ما يستهينوا اكثر..طب الفلك كمل...تفتكر أن ربنا بعد 120 سنه هيطول بالة تانى؟ يقولك اه هطول بالي تاني..هدخلهم بالتدريج هافضل ادخل في حيوانات قدام عينيهم عشان اللي نفسه يفوق ويرجع علي اخر لحظة الباب لسه مفتوح.. نوح يقول لة انا هاقفل الباب يقول له لا ما تقفلش الباب انا اللي هاقفل الباب تقرا في سفر التكوين كده مش نوح االذى اغلق الباب... يقول لك واغلق الرب عليهم عايز يقول لة قرار اقفل الباب قرار صعب جدا لم اتركة لك انت يا نوح ..لانى عندما اغلق الباب هكون حكمت بهلاك اللذين برا....اترك لى الموضوع دة... تخيل ان كل الناس دخلت والانظار كان موجود ..وبدات الدنيا تمطر...يعني المفروض ناس تلحق نفسها... ابدا... عندما بدأت الدنيا تمطر يعنى
المفروض الناس تأمن نفسها..ابدا...لما بدات تمطر ابتدت الناس تفكر ازاي تأمن نفسها ..بالجلوس فى مكانهم فى بيوتهم... رفض مشهوره الله من جهه انفسهم... الله يريدكم ان يخلصكم عاوزك تدخل جوه الفلك بتاعة تحتمى بية... رفضوا مشورة اللة من جهة انفسهم ... ياما ناس احبائى بتعاند صوت ربنا... وتظل حياتها كلها تقاوم صوت ربنا ..مغبوط الانسان الذي يتفق مع ارداة اللة والذى يقبل صوت ربنا ويقول لة ..امين يا رب انت عاوزني وانا كمان عاوزاك هنا نلتقي داخل الفلك .....لدرجه انه يقول لك ان كان زمان ربنا يحب يعلم الناس من خلال الاسماء ..اتولد طفل صغير اللي كان اسمه متوشالح.. اكثر واحد عاش في الكتاب المقدس في التاريخ كله 9960سنه يقول لك متوشالح معنى اسمه عندما يموت ارسلة ..فكل شخص يسال الاخر معنى اسمه ايه ...انا ما اعرفش بس ربنا بيقول الراجل ده لما يموت هيبعث شئ ...فكبر متوشالح في السن ونوح قال لهم ان ربنا هيرسل طوفان... فبداوا يفهموا...معنى عندما اموت ارسلة... بعدها مات متوشالح. وباب الفلك مازال مفتوح...المفروض يدخلوا ابدا لم يدخلوا رفضوا مشهوره الله من جهه انفسهم... احيانا يعيش الانسانه
حياته كلها رافض مشهوره اللة الكنيسه تدعو الانجيل يدعو احداث تدعوا القديسين يدعوا...وممكن الانسان يستمر في رفضوا ..رفضوا مشهوره الله من جهة انفسهم والله ...متى بدأ فى قفل الباب ؟لما ابتدى يشعر ان هناك خطر على منهم داخل الفلك ..فاغلق الباب .... وبدا المطر يكون شديد والطوفان يبقى شديد اغلق الرب عليهم ...عشان كده احبائي لطف الله بينتظرنا جدا ..بس برضة فى صرامة...الناس اللي ربنا خرجهم من ارض مصر خرجهم لية؟ خرجهم عشان يدخلهم ارض كنعان... هى دى مشورتة بالنسبالهم .و ان يتمتعوا بارض تفيض لبن و عسل مشورته بالنسبلهم ان ينجيهم من سلطان فرعون مشورتة بالنسبه لهم ان ينقذهم من العبوديه المره هو دة فكرة عاوز ينقذهم ويريد
خرجوا بذراع رفيعة ومجد وعبروا البحر الاحمر شافه ايات و عجائب هذموا عماليق اعطاهم كل يوم الخبز والقوط بتعهم.. هي دي مشهوره اللة.. من جهة انفسهم لكن يقول تزمرو ابتدو يهينوا اللة ...ويقولوا سئمت انفسنا هذا الطعام السخيف. تمردوا على الله عشان كده يقول انا اقسمت بغضب الا يدخلوا الى راحتي رفضوا مشورة اللة من جهة انفسهم ...الظروف اللي حوالينا احبائي لابد ان احنا نترجمها انها نافعة لخلاصنا
كل الاحداث كل الامور كل الضيقات كل التجارب والاحزان كل انسان جنب منك بيمر وينتقل ويجرب كل انسان جنب منك لازم تتعلم منه درس ..لان ربنا بيعلمك بالظروف اللي حواليك قد ايه محبته و قد ايه رعايته قد ايه هو منتظرك وقد ايه هو يترجى رجوعك من هنا في ناس رفضوا مشهوره الله من جهة انفسهم.... الله يدعو الله ينادى... الناس اللي عاشوا في اثناء حياه ربنا يسوع المسيح على الارض زى الكتبة والفريسيين شايفين تحقيق نبوات وهما افضل تعرف الناموس دة الباقين ما يعرفوش مساكين ما عندهمش معرفه..كانت الاصفار في ايديهم بس...عشان كده كان ربنا يسوع المسيح لما يحب يكلم عامة الناس كان يقول لهم إلا سمعتم ؟ولما كان يكلم الكتبة والفريسين كان يوبخهم اكثر ويقول لهم اما قراتم ؟؟ عشان كده لما اعطى الويل اعطى الويل للكتبه والفريسيين لانهم عشان كده قال لهم انتم قراتم ما فهمتوش ولما جئتم توصلوا للناس معلومات وصلتهلهم غلط والطريقه ثقيله فاخذتهم مفاتيح المعرفه فما دخلتم و الداخلون منعتوهم ...انتم اللي سمعتوه جزء منه صح وجزء منه غلط يعني عرفوا و رفضوا مشهوره الله من جهه انفسهم لم تؤمنوا بسبب الاقوال امنوا
بسبب الاعمال.. ولا امنوا بسبب الأقوال ولا امنوا بسبب الاعمال...رفضوا مشهوره الله من جهه انفسهم...الكنيسه احبائى بتدعونا ان نقبل مشهوره الله من جهة انفسنا... بتدعونا ان نحرص على خلاص انفسنا.. بتدعونا ان كل يوم نتلامس مع محبته لكي ننمو فى عملة...بتدعونا لكي ما نلبى النداء
بتدعونا احبائي لكى نتجاوب مع هذه التعليم ونحفظها في قلوبنا لكى مانحيا بها ...كل كلمة بتسمعها اختم عليها في قلبك...وقول يارب اديني اعيشها..لا نريد أن نسمعها فقط.. نريد ان نسمع ونعمل ...لكن العشارين برروا الله معتمدين... ربنا يريد أن يقول انا بكلمك بمختلف الطرق بكلمك بيوحنا تجاوب تكلمك بي انا تجاوب اقبل مشهوره اللة ..اقبل الصوت اقبل كلمه اللة بفرح...قولة فى كل كلمة امين...اللى مش قادر علية..قولة يارب انت تديني نعمة عشان اعيشة .. انت تديني قوي عشان انفذة...لو كنت مش قادرة اقولك ان اسمع واعمل بطلبات قديسيك... يعني بقوة ربنا يعطيهلنا.... لما اكون مشتاق لفضيله واطلب تنفيذها..واطلب نعمه من اجل تنفيذ اكيد ربنا هيمنحها لى... عندما اكون امين فى تنفذها... الكنيسة احبائى خلال شهر توت عايزه تقول لك الله بيحبك تجاوب مع
محبته اكتشف محبته... بلاش تفقد الوقت طويل في عيناد وفى رفض ..وبدل مانقول رفضوا مشهوره اللة من جهة انفسهم ... نقول قبلوا مشهوره الله من جهة انفسهم... ربنا يعطينا احبائى قلوب واعية واذان روحية مصغية لكي ما ناخذ الكلمه ونخبئها في داخل قلوبنا ونطلب نعمه ومعونة لكي نحيا بها... ربنا يكمل نقائصنا ويسندك كل ضعف فينا بنعمتة ولالهنا المجد اللى الابد الامين ...
كيف تنظر إلى نفسك ج2
رأينا أن جدعون وموسى النبي وأرميا و رأوا أنفسهم صغار لكن الله يرى الإنسان جميل ومقبول .. نحن نرى أنفسنا في حالة رديئة عكس ما يرى الله .. سفر العدد 13 أرسل موسى النبي إثني عشر رجلاً ليتجسسوا أرض الميعاد ولما عادوا قال عشرة منهم أن الأرض جيدة جداً لكن نحن صغار أمام شعبها .. ﴿ ثم رجعوا من تجسس الأرض بعد أربعين يوماً فساروا حتى أتوا إلى موسى وهارون وكل جماعة بني إسرائيل إلى برية فاران إلى قادش وردوا إليهما خبراً وإلى كل الجماعة وأروهم ثمر الأرض وأخبروه وقالوا قد ذهبنا إلى الأرض التي أرسلتنا إليها وحقاً إنها تفيض لبناً وعسلاً وهذا ثمرها غير أن الشعب الساكن في الأرض معتز والمدن حصينة عظيمة جداً وأيضاً قد رأينا بني عناق هناك العمالقة ساكنون في أرض الجنوب والحثيون واليبوسيون والأموريون ساكنون في الجبل والكنعانيون ساكنون عند البحر وعلى جانب الأردن لكن كالب أنصت الشعب إلى موسى وقال إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها وأما الرجال الذين صعدوا معه فقالوا لا نقدر أن نصعد إلى الشعب لأنهم أشد منا فأشاعوا مذمة الأرض التي تجسسوها في بني إسرائيل قائلين الأرض التي مررنا فيها لنتجسسها هي أرض تأكل سكانها وجميع الشعب الذي رأينا فيها أناس طوال القامة وقد رأينا هناك الجبابرة بني عناق من الجبابرة فكنا في أعيننا كالجراد وهكذا كنا في أعينهم ﴾ ( عد 13 : 25 – 33 ) .. أليس أحياناً ننظر لأنفسنا نفس هذه النظرة أننا كالجراد ؟ الله أرسل هؤلاء الرجال لمهمة وكان يريد أن يسمع منهم أن الأرض جيدة إن سُر الله بنا يعطيها لنا وأنه أعطاها لهم لمسرته بهم كمكافأة لكنهم للأسف إستضعفوا أنفسهم وقالوا نحن كالجراد في أعين سكانها أحياناً ينظر الإنسان لنفسه نظرة دونية نظرة صغيرة رغم أن الله صنع الإنسان ليمجده ويعلن مجده به .. في حين أن في سفر الخروج مع حروب يشوع نسمع أن سمعة شعب بني إسرائيل كانت مرعبة للأمم رغم أنهم رأوا أنفسهم ضعفاء ولنرى راحاب الزانية عندما ذهب لها الجاسوسان قالت لهم﴿ رعبكم قد وقع علينا ﴾ ( يش 2 : 9 ) .. ﴿ سمعنا فذابت قلوبنا ﴾ ( يش 2 : 11) الله عمل معهم وجعل لهم صيت قوي أنهم مرعبون .. بينما نحن نرى أنفسنا عكس ذلك رغم أن الله أعطانا قوة رائعة هي إسم يسوع ورشم الصليب أحد الآباء يقول أتعجب من الإنسان الذي فُدِيَ على الصليب والشيطان يعرف قوة الصليب أكثر منه .. لا أحد يعرف قوة الصليب مثل الشيطان هذه النظرة الدونية تجعل الإنسان يفقد كرامته ومجده .. كيف والإنسان هو محبوب الله والله كلله بالكرامة وقال لذتي في بني آدم وأنا أقول أنا كالجراد وأخاف الناس ؟ لذلك قال الكتاب أن كالب ويشوع بهما روح الله ولذلك قالا أننا قادرون أن نمتلكها .. ﴿ قد زال عنهم ظلهم ﴾ ( عد 14 : 9 ) .. أحياناً يحاربني عدو الخير فأشعر إني حشرة وأحياناً أشعر بقوتي بعمل الله معي .. إصغِ لله لترى كيف يريد أن يستخدمك وعندما تعرف إمكانياتك التي أعطاك الله إياها ستفرح .
كيف تنظر إلى نفسك ج1
من سفر أرميا النبي .. ﴿ فكانت كلمة الرب إليَّ قائلاً قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك . جعلتك نبياً للشعوب . فقلت آه يا سيد الرب إني لا أعرف أن أتكلم لأني ولد . فقال الرب لي لا تقل إني ولد لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به لا تخف من وجوههم لأني أنا معك لأنقذك يقول الرب . ومد الرب يده ولمس فمي وقال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك . أنظر قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس . ثم صارت كلمة الرب إليَّ قائلاً . ماذا أنت راءٍ يا أرميا . فقلت أنا راءٍ قضيب لوزٍ فقال الرب لي أحسنت الرؤية لأني أنا ساهر على كلمتي لأجريها . ثم صارت كلمة الرب إليَّ ثانية قائلاً ماذا أنت راءٍ . فقلت إني راءٍ قدراً منفوخة ووجوهها من جهة الشمال . فقال الرب لي من الشمال ينفتح الشر على كل سكان الأرض . لأني هأنذا داعٍ كل عشائر ممالك الشمال يقول الرب . فيأتون ويضعون كل واحدٍ كرسيه في مدخل أبواب أورشليم وعلى كل أسوارها حواليها وعلى كل مدن يهوذا وأقيم دعواي على كل شرهم لأنهم تركوني وبخروا لآلهه أخرى وسجدوا لأعمال أيديهم . أما أنت فنطق حقويك وقم وكلمهم بكل ما آمرك به . لا ترتع من وجوههم لئلا أريعك أمامهم . هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد وأسوار نحاس على كل الأرض . لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الأرض . فيحاربونك ولا يقدرون عليك لأني أنا معك يقول الرب لأنقذك ﴾ ( أر 1 : 4 – 19) كيف أنظر إلى نفسي ؟ كثيراً ما ننظر لأنفسنا نظرة قليلة القيمة بها إحتقار .. نسمع شكوى من يقول أنا لا أعرف شئ ولا أحد يحبني أو يقبلني .. عائلتي لا تفهمني .. نرى كل شئ سلبي داخلنا ولا نرى أي شئ جيد .. هذا الأمر يجلب إحباط ويأس .. أكثر شئ يتعب الإنسان أن يكون قليل في عيني نفسه .. هذا الأمر تربة خصبة لعدو الخير الذي يحاربنا أولاً بالفشل ثم بالخطايا .. مجرد أن يصغر الإنسان في عيني نفسه يصير أداة سهلة في يد عدو الخير .. أنا لست قديس ولكني أيضاً لست مملوء بكل هذه العيوب .. لكل واحد منا سلبيات وإيجابيات .. المهم هو كيف أنظر إلى سلبياتي وأطورها وأطور نفسي وكيف أزيد إيجابياتي كي أصير بكاملي في يدي الله عندما ينظر الإنسان لسلبياته فقط كشريط يمر أمام عينيه نجده يقول أنه يائس وعدو الخير ينجح في أن يجعلنا نحيا حياة محبطة .. لكن لا .. الحياة مفرحة إن كانت في المسيح يسوع .. كل شخص له ألم مختلف وكل شخص يجد معوقات لكن أيضاً هناك إمكانيات .. الله أرسل أرميا النبي في مهمة خطيرة وكان أرميا في عصر شديد الظلام وصل لأقصى حدود الشر من المتدنيين رؤساء الكهنة والأنبياء الذين كانوا أشرار في هذا العصر .. ونجد الله وسط هذا الظلام يطلب من أرميا النبي أن يذهب ليتكلم .. أمر صعب على أرميا الذي قال لله لن أستطيع لأني ولد لا أعرف كيف أتكلم .. لكن الله يقول له ﴿ قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك . جعلتك نبياً للشعوب ﴾ .. بينما أرميا يقول له ﴿ آه يا سيد الرب إني لا أعرف أن أتكلم لأني ولد ﴾ .. وقتها لم يكن أرميا ولد صغير بل كان شخص ناضج لكنه يرى نفسه صغير في عيني نفسه .. كما قال موسى النبي لله أنا ثقيل الفم واللسان( خر 4 : 10) .. كل شخص يرى سلبياته ولا يرى إيجابياته ﴿ فقال الرب لي لا تقل إني ولد ﴾ .. أنا لا أريد أن أسمع منك هذا الكلام .. لا تنظر لنفسك نظرة سلبية .. ﴿ لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما آمرك به ﴾ .. سأجعلك تتكلم مع كل إنسان حتى أن الله قال له ﴿ لا تخف من وجوههم لأني أنا معك لأنقذك يقول الرب ﴾ .. هل يا الله تريد مني أن أحيا في كبرياء وأقول إني عظيم ؟ لا .. قل أنا ولد لكن الله قادر أن يستخدمني .. الله يقول له لا تخف من وجوههم لأني أنا معك .. الله قادر أن يدخل حياتك ويغيرك .. هو قادر أن يستخدمك ويعمل بك .. آمن بذلك ﴿ ومد الرب يده ولمس فمي وقال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك ﴾ .. ﴿ أنظر قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس ﴾﴿ هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد وأسوار نحاس على كل الأرض . لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الأرض . فيحاربونك ولا يقدرون عليك ﴾ .. هل تتخيل أن أرميا نفذ أمر الله بسهولة ؟ بالطبع لا .. لقد واجه ضيقات كثيرة وحبس في جب و ...... لكنه بتشجيع الله إحتمل .. الذي ينظر إلى نفسه نظرة سلبية هذا أمر متعب .. أمر متعب أن تبتعد عن الله فترى نفسك صغيرأنت ترى نفسك ضعيف لأنك تنظر لها بعيد عن المسيح بولس الرسول يقول ﴿ ليكون فضل القوة لله لا منا ﴾ ( 2كو 4 : 7 ) .. أنظر لعمل الله معك في حياتك .. هناك تدريب صغير وهو أن تفكر في عشرة أمور صنعها الله معك وتمجد بها في حياتك .. فكر في عشرة أمور مضيئة مثلاً أعطاك الله أسرة جيدة .. أعطاك الله تعليم جيد .. أعطاك الله ذهن جيد .. جعلك مسيحي .. أعطاك صحة جيدة .. أعطاك ... أعطاك ... هذه كلها عطايا هل تنكرها ؟ عندما ينفتح قلبك على عمل الله ستقول ليست عشرة أمور مضيئة فقط في حياتي بل أكثر بكثير .. بل باركي يا نفسي الرب ولا تنسي كل حسناته لأنها لا تحصى .. الله يقول لأرميا سأجعلك سور حديد سأجعلك ثابت لا تتزعزع موسى النبي كان خائف من أن يتكلم مع فرعون ويقول له إخرج شعب بني إسرائيل من مصر .. الله يقول إخرج الشعب ليعبدني .. طلب صعب لكن الله شجع موسى وقال له لا تخف﴿ أرسل هيبتي أمامك ﴾ ( خر 23 : 27 ) .. هيبتي ستكون أمامك فلماذا تخاف وتتكلم أمامي بإسلوب الضعف ؟ ﴿ فالآن هلم فأرسلك إلى فرعون وتخرج شعبي بني إسرائيل من مصر ﴾ ( خر 3 : 10) بني إسرائيل شعبي لأنه شعب غالي على الله فيقول * شعبي * .. ﴿ فقال موسى لله من أنا حتى أذهب إلى فرعون وحتى أخرج بني إسرائيل من مصر ﴾ ( خر 3 : 11) .. حرب صعبة من عدو الخير هي صغر النفس وهي إني توقفت عن محاولة النهوض لأني كلما حاولت فشلت لذلك توقفت عن المحاولة حتى لا أفشل مرة أخرى فأصاب بإحباط موسى قال لله من أنا حتى أذهب إلى فرعون ؟ مهمة صعبة على شخص صغير مثلي﴿ فقال إني أكون معك وهذه تكون لك العلامة أني أرسلتك حينما تخرج الشعب من مصر تعبدون الله على هذا الجبل ﴾ ( خر 3 : 12) .. كلنا نرى كيف يستخدم الله الإنسان قليل الإمكانيات .. قد يرى الإنسان نفسه ضعيف لكن الله قادر أن يستخدم الضعف .. يقول له إذهب لتخرجهم لأني أشعر وأرى ذل شعبي ولسانك الثقيل مشكلة أستطيع أنا أن أحلها ﴿ فقال موسى للرب إستمع أيها السيد لست أنا صاحب كلام منذ أمس ولا أول من أمس ولا من حين كلمت عبدك بل أنا ثقيل الفم واللسان ﴾ ( خر 4 : 10) .. أنت يا الله إخترت الشخص الغير مناسب لهذا التفاوض هل ترسل إنسان ثقيل اللسان لفرعون ؟ الله يرى في موسى أمور أجمل مما يرى هو في نفسه .. يرى أنه شخص مصلي .. طويل الأناة .. رجل الله .. يراه عظيم وليس ثقل اللسان الذي فيه هو الذي يفشل مهمته .. كان بالفعل موسى رجل عظيم كما يراه الله حتى أنه أخفى جسده حتى لا يعبده الشعب .. موسى النبي كان له حضور ومهابة بينما هو يرى نفسه صغير .. الله ينظر لي كلي وليس لجزء جزء فيَّ .. نعم الله يرى نقاط ضعفي لكن يرى أيضاً إيجابياتي .. ليتك تنظر إلى قوتك وتنشطها لتغلب بها الضعف ﴿ فقال له الرب من صنع للإنسان فماً أو من يصنع أخرس أو أصم أو بصيراً أو أعمى أما هو أنا الرب ﴾ ( خر 4 : 11) .. ماذا يا موسى ؟ مع من تتكلم ؟ ألست أنا الخالق خالق الفم وألهذه الدرجة تتهمني بالعجز يا موسى ؟ أنا أدعوك للقداسة وأنت تقول لي لن أستطيع .. هل أنا عاجز ؟ يجب أن تعرف إني أنا الله القادر .. بينما نحن نقول لابد أن تعرف يا الله إني لست قديس ماذا تقول لله ؟ أليس هو العالم بكل شئ ويعرف ضعفك وهو قادر أن يقيم المسكين من التراب والرافع البائس من المزبلة ؟ إذاً هو قادر أن يستخدمك بكل ضعفك .. هل تتخيل أنه عندما تقول له أنك ثقيل الفم واللسان سيقول لك آه كنت ناسي أو لم أكن أعرف ضعفك ؟ كيف أن الله هو العالم بكل شئ وسيعلمك كيف تتكلم .. نعم أن ما يفرحني هو أن الله يستخدم ضعفي لأنه من صنع الإنسان ومن صنع الحديث ؟ أليس هو الله القادر أن يستخدمني ﴿ فقال إستمع أيها السيد أرسل بيد من ترسل فحمى غضب الرب على موسى ﴾ .. حمى غضب الله لأنه يريد أن يرفع من موسى وهو مُصِر على أنه ضعيف ولا يليق بالمهمة التي يرسله الله فيها ﴿ أليس هارون اللاوي أخاك أنا أعلم أنه هو يتكلم وأيضاً ها هو خارج لاستقبالك فحينما يراك يفرح بقلبه فتكلمه وتضع الكلمات في فمه وأنا أكون مع فمك ومع فمه وأعلمكما ماذا تصنعان وهو يكلم الشعب عنك ﴾ ( خر 4 : 13 – 16) .. هل يا الله لابد أن تختار شخص لا يعرف كيف يتكلم ثم تحضر له شخص آخر يتكلم بلسانه ؟ كان الأفضل أن تختار شخص واحد يعرف كيف يتكلم كنت إخترت هارون من بداية الأمر .. لكن الله يقول أنا أرى عظمة موسى وإمكانياته وإمكانيات هارون وسأستخدم الإثنان معاً .. ﴿ هو يكون لك فماً وأنت تكون له إلهاً وتأخذ في يدك هذه العصا التي تصنع بها الآيات ﴾ ( خر 4 : 16 – 17) .. الله يحب الضعيف ويحب أن يستخدمه ويستخدم ضعفه ويتمجد في حياته بإسلوب عجيب قد لا يتخيله الشخص نفسه .. إن كنت ترى في نفسك نقاط سلبية فالله أعطاك إيجابيات كثيرة .. أنت ضعيف لكنك بالله جيش عظيم وهو قادر أن يستخدمك .. هو أعطاك رسالة وقادر أن يجعلك تقوم بها ويغير مشاعرك وأفكارك جدعون في سفر القضاة " 6 " .. جدعون كان مختبئ من المديانيين وقت الحصاد لأن المديانيون كانوا يتركون بني إسرائيل يزرعون ويحصدون ثم يستولون على الحصاد منهم .. لذلك كان بني إسرائيل يخبئون الحصاد في سراديب .. وكان جدعون مختبئ في السراديب ليخبط الحنطة وهي عملية قد تحدث أصوات فكان جدعون مرتبك وهو يخبط الحنطة بحذر حتى تتم في صمت .. وجاء له الملاك وهو في هذه الحالة وقال له ﴿ الرب معك يا جبار البأس ﴾ ( قض 6 : 12) .. نظر له جدعون وكأنه يقول له واضح جداً إني جبار بأس وأنا في كل هذا الخوف .. قال جدعون ﴿ أسألك يا سيدي إذا كان الرب معنا فلماذا أصابتنا كل هذه وأين كل عجائبه التي أخبرنا بها آباؤنا قائلين ألم يصعدنا الرب من مصر والآن قد رفضنا الرب وجعلنا في كف مديان ﴾ ( قض 6 : 13) .. جدعون كان صغير النفس جداً .. إن كان الله معنا فلماذا أصابتنا كل هذه الشرور ؟ كثيراً ما نقول نحن نعلم أن الله حنون وقادر لكن أين هو وأين هي عجائبه ؟ أليست هي لنا وأيضاً لي أنا ؟ أيضاً هل الله للماضي أم لغيري أم للقديسين فقط دوني أنا ؟لماذا .. هل لأني خاطئ ؟﴿ فالتفت إليه الرب وقال إذهب بقوتك هذه وخلص إسرائيل من كف مديان أما أرسلتك ﴾( قض 6 : 14) .. يارب ألم تجد سوى جدعون الخائف .. أي إن كان قائد الجيش خائف فكم يكون الجيش نفسه ؟!! ﴿ فقال له أسألك يا سيدي بماذا أخلص إسرائيل ها عشيرتي هي الذلى في منسى وأنا الأصغر في بيت أبي ﴾ ( قض 6 : 15) .. عشيرتي هي الذلى وأنا الأصغر أي أنا أصغر شخص في أصغر عشيرة بل وأذل عشيرة أي أنا أصغر الصغار وأذل المذلولين .. صورة صعبة جداً من صغر النفس .. الإتضاع غير صغر النفس .. الإتضاع هو أن تشعر أنك صغير لكن في المسيح يسوع كبير بينما صغر النفس هي أن تشعر أنك صغير فقط .. أي معادلة صغيرة هي :-
صفر + صفر + صفر = صفر صغر نفس
صفر + صفر + صفر + 1 = إتضاع
الفرق بين صغر النفس والإتضاع هو إني قليل لكن بالمسيح يسوع قوي هذا هو الإتضاع .. هو أن أتصاغر أمام الله لكنه هو قوتي ومعونتي وكلما صغرت أنا كبر هو .. بينما إن كنت بعيد عن المسيح فكلما صغرت إزدادت أصفاري فتزداد الكارثة وأحبط .. جدعون شعر أنه صغير جداً .. أنا الأصغر في أذل عشيرة .. والله يقول له ستضرب المديانيين كرجل واحد أي سأجعل جيش المديانيين أمامك كفرد واحد جدعون لم يستطع أن يصدق ما يقوله الملاك فقال له ﴿ إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فاصنع لي علامة أنك أنت تكلمني ﴾ ( قض 6 : 17) .. أعطني علامة لكي أستوعب .. ولنرى الله كيف يتعامل مع الإنسان ومن أي منظور يراه .. هو يراه جبار بأس .. يرى إيمانه وتقواه وغيرته على شعبه أمور الشخص نفسه لا يراها في نفسه .. الله يقول يكفي أن عنده إشتياق للقداسة .. وهذا الفرق في وجهة نظرنا عن وجهة نظر الله وهي أن الله يحب أن يستخدم ضعف الإنسان ويجعله قائد يحرر به شعبه في سفر القضاة نراهم شرسين ( المديانيين ) والله يجعل جدعون يضربهم كرجل واحد .. تذكر أن﴿ الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة ﴾ ( 2تي 1 : 7 ) .. * النصح * أي سلامة التفكير .. الروح القدس يعطينا القوة وسلامة التفكير .. عدو الخير يحب يضربنا بهذه المشاعر لكن جيد أن أشعر إني لا شئ لكن أيضاً الأفضل والأجمل إني في المسيح يسوع أفضل .. ولنرى التلاميذ وضعفاتهم .. هم يروا أنفسهم في ضعف شديد وأنهم قليلين وكلٍ منهم يرى ماضيه .. مثلاً بولس الرسول يرى إضطهاده للكنيسة وبطرس يرى إنكاره للمسيح .. فيلبس قد نرى أن عقله ضعيف التفكير إلى حد الذاجة هو من قال للمسيح ﴿ أرنا الآب وكفانا ﴾ ( يو 14 : 8 ) .. أي ما في قلبه ينضح على لسانه بدون تفكير .. لو نظرنا نظرة إيمانية نجد أن كلامه يفضح .. فيلبس هذا بشَّر وكرز واستشهد .. من أين هذه القوة ؟من الله كل نفس منا قيمتها عند الله عظيمة وإن كان بي سلبيات فبي أيضاً إيجابيات .. إن كان بي خطايا فلا أستثقلها لأنه هو قادر أن يغفر .. فليس من الجيد أن يتعب المسيح لأجلك وينزل من سماه ليفديك وأنت تقول له أنت عاجز عن أن تصلح من حالي .. أرجوك لا تقلل من شأن عمله هو ولدك من الماء والروح أي أنت إناء مختار وأنت تقول له أنت يارب لا تعلم شئ عني فأنا صغير وضعيف .. هذه نظرة تقتل روح الجهاد في الإنسان فيشعر أن الحياة بلا معنى .. لا .. الله أقامك على رسالة .. إعمل أعمال إيجابية وفرح من حولك وانظر إلى إيجابياتك منكم من له مشاعر جميلة ومنكم من له موهبة وذهن مستنير .. منكم محب التسبيح ومنكم المرنم ومنكم الكاتب أو الشاعر أو ...... كلٍ منكم أعطاه الله عطية فأنظروا إلى هذه العطايا الثمينة .. أنظر إلى أن يد الله هي التي شكلتك وبالتالي هذا أجمل وضع لك فتصالح مع نفسك واقبل عيوبك .. لون من ألوان الكبرياء أن ترفض عيوبك لأنه ليس منا من هو كامل لذلك إقبل نفسك .. إن كان موسى أو أرميا أو جدعون فالله نظر لهم بكل إيجابياتهم وسلبياتهم وهو يقول ﴿ كلك جميل يا حبيبتي ﴾( نش 4 : 7 ) .. حتى أنه جعل عروس النشيد تقول ﴿ أنا سوداء وجميلة ﴾ ( نش 1 : 5 ) .. أنا أتقدم بسوادي وأتمتع ببياضه ونقاوته الذي ينضح بها عليَّ .. أنا سوداء بذاتي لكني جميلة به أنظر لنفسك أنك مبارك وجميل بل قديس لكن لكي لا تتكبر .. أنظر أيضاً إلى ضعفك لكن من خلال المسيح .. نعم أنت مجموعة أصفار وكلما زادت أصفارك كلما كونت بجانب المسيح رقم كبير لا يستطيع أحد أن ينطقه .. الله يريد أن يستخدمك .. قد نشهد للمسيح في بيوتنا ومجتمعنا وهو يعدنا لأمور كثيرة .. الله يرى جدعون وموسى وأرميا عظماء .. رداءتي ألقيها عليه .. نعم أنا ضعيف لكن حينما أنا ضعيف فأنا به قوي ( 2كو 12 : 10) ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين
الخفاء
عندما نقترب إلى عيد نياحة القديس الأنبا أبرآم نتكلم عن فضيلة من فضائله وهي الخفاء .. نقرأ جزء من سفر الملوك الثاني .. ﴿ في ذلك الزمان أرسل بردوخ بلادان بن بلادان ملك بابل رسائل وهدية إلى حزقيا لأنه سمع أن حزقيا قد مرض .. فسمع لهم حزقيا وأراهم كل بيت ذخائره والفضة والذهب والأطياب والزيت الطيب وكل بيت أسلحته وكل ما وجد في خزائنه .. لم يكن شئ لم يرهم إياه حزقيا في بيته وفي كل سلطنته .. فجاء أشعياء النبي إلى الملك حزقيا وقال له ماذا قال هؤلاء الرجال ومن أين جاءوا إليك .. فقال حزقيا جاءوا من أرضٍ بعيدةٍ من بابل .. فقال ماذا رأوا في بيتك .. فقال حزقيا رأوا كل ما في بيتي .. ليس في خزائني شئ لم أرهم إياه .. فقال أشعياء لحزقيا إسمع قول الرب هوذا تأتي أيام يحمل فيها كل ما في بيتك وما ذخره آباؤك إلى هذا اليوم إلى بابل .. لا يترك شئ يقول الرب ﴾( 2مل 20 : 12 – 17) يتكلم هذا الجزء عندما كان حزقيا الملك مريض لدرجة الموت فربنا مد عمره 15 سنة وجاء لزيارته ناس من بابل من طرف ملك بابل فهو عمل شئ غير لطيف إنه فرجهم كل أواني الهيكل فجاءه رد الرب عن هذا التصرف عن طريق أشعياء النبي .. نتكلم معاً عن الخفاء :-
علامات حلول الروح القدس
يشغلنا في هذه الأيام الحديث عن الروح القدس .. والآن نريد أن نتكلم عن صور الروح القدس في الكتاب المقدس كي يكون بركة في حياتنا بعض صور الروح القدس في الكتاب المقدس :
1/ النار
2/ الماء
3/ الريح العاصف
من هو الروح القدس
الكنيسة في فترة العشرة أيام التي ما بين عيد الصعود وعيد حلول الروح القدس أي من اليوم الأربعين إلى اليوم الخمسين من فترة الخماسين المقدسة ليس لديها حديث سوى الروح القدس وكيف نستقبله ونهيأ له ونعرفه وهذا أمر يشغل الكنيسة جداً في هذه الفترة .. لذلك أوصى ربنا يسوع المسيح تلاميذه أن يمكثوا في أورشليم حتى يلبسوا قوة من الأعالي ( لو 24 : 49) كثيراً ما تكون علاقتنا بالروح القدس ضعيفة ولا نعرف كيف نتكلم عنه ونشعر أنه بعيد عنا أو أنه خيال ولا نستطيع أن نتصوره .. لذلك نحاول أن نفهم الروح القدس .. كيف نؤمن بثلاثة أقانيم ولا نعرف الأقنوم الثالث منه ؟ ولا نعرف طبيعة علاقتنا به كما نعرف طبيعة علاقتنا بالآب والإبن لو توددنا للروح القدس نضمن ثلث الأمر ونجد أن هذا مهم حتى أن الآب والإبن مفاعيلهما نأخذها بالروح القدس أي له الكفة الكبيرة لعمل الله داخل النفس .. إن قلنا أن الآب والإبن يريدان أن يعملا فينا فإنهما يُمكِّنا الروح القدس وهو يعمل بمفاعيل الآب والإبن .. كل ما يريد أن يفعله الآب يفعله بالإبن عن طريق الروح القدس .. أقنوم الروح القدس أقنوم روح عقل ناطق متكلم ﴿ الناطق في الأنبياء ﴾ .. إذاً ممكن فهمه وتكون بيني وبينه دالة .. أفعال الروح القدس في الكتاب تكشف لنا عمله .
القيامة والإستشهاد
شهر مايو مملوء بإحتفالات إستشهاد قديسين .. بدأنا :0
& 1 مايوعيد إستشهاد مارجرجس .
& 5 مايوعيد إستشهاد القديس بقطر بن رومانوس .
& 8 مايوعيد إستشهاد القديس مارمرقس .
& 20 مايوعيد إستشهاد القديسة دميانة .
أعياد إستشهاد كثيرة جداً خلال شهر مايو وكأن الكنيسة أرادت أن تربط بين القيامة والإستشهاد .. القيامة والإستشهاد هما وجهان لعملة واحدة .. عندما يتشبع القديس بحياة ربنا يسوع وتشبع بالقيامة يصير مهيأ للموت ولا يخشاه فنرى القديس بقطر بن رومانوس .. كان والي وولده أيضاً والي أي من أكابر الدولة فكيف لإنسان رفيع المركز مثل القديس بقطر يقف أمام معذبيه بدون تراجع ؟ حتى أنه عندما علم معذبه أنه والي تأسف له وخجل جداً منه .. لكنه كان يرفض النجاة كيف يكون لإنسان طريق نجاة ولا يتمسك به ؟ لأن القيامة دخلت حياته وبالتالي صار الموت غير مرعب .. صار الموت ليس هو النهاية بل هو خطوة للسماء .. صاروا يستعذبون الألم .. صار الألم لذة الشهيد العظيم مارجرجس تعذب سبعة سنوات ولم يهتز حتى أنه قال لهم ﴿ ستملون من تعذيبي أما أنا فلن أمل بنعمة الله ﴾ .. وبالفعل مل معذبيه من تعذيبه .. ما من وسيلة تعذيب لم يستخدموها معه .. مارجرجس جعل السيف ضعيف والموت شئ مهزوم لأنه لم يعش هذه الحياة .. لأن الأيام والشهور والسنين لا تفرق معه وبالتالي لم يخف من شئ لأنه لم يخف الزمن فصار الموت لا يؤذيه ( رؤ 2 : 11) لذلك عندما دخلت القيامة حياة القديسين صار الموت بالنسبة لهم عدو مهزوم لأن المسيح له المجد عندما إجتاز الموت صار الموت عدو ضعيف في أيام يشوع بن نون قديماً كان الشعب تائه 40 سنة في البرية وخلال هذه الأربعين سنة كانوا يمنون أنفسهم بأرض الموعد ويحلمون بها وعندما وصل الشعب لأرض الموعد وجدوا نهر الأردن يعوقهم للوصول لكنعان .. فحزن الشعب جداً هل بعد تعب أربعين سنة نرى الأرض ولا ندخلها خاصةً وأنهم كانوا يسيرون ومعهم نسائهم وأولادهم ومواشيهم .. فكيف الآن يدخلونها ؟ فقال الله ليشوع إجعل الكهنة يحملون تابوت العهد ويدخلون نهر الأردن وسترى عمل الله .. بالفعل حمل الكهنة تابوت العهد ودخلوا النهر فإنفتح النهر .. وقال الله إجعل بين الكهنة والشعب مسافة ألف ذراع .. لماذا ؟ لأنه عندما يدخل الكهنة النهر وينفتح النهر ويسير داخله ألف ذراع سيطمئن الشعب فيعبر خلفهم النهر .. وبالفعل عبر الشعب نهر الأردن ووصل لأرض الموعد الآباء يقولون أن الأردن هو أرض الموت لن تدخل كنعان دون أن تعبره ولكن إن دخلت الموت سيبتلعك لذلك ربنا يسوع قال سأدخل الموت وأفتحه لكم وأنتم سيروا خلفي بدون خوف .. لذلك الشهداء لم يخافوا الموت لأن القيامة هي إنتصار على الموت .. الشهيد يرى الموت لكنه أيضاً يرى المسيح القائم قبله غالب للموت لذلك يستهين بالموت مارمرقس كان يعلم أنه سيستشهد وكان يصلي بالشعب .. كان المفروض أنه يكون مهزوز خائف محتاج لمن يعزيه لكننا نجده يعزي الشعب .. لماذا ؟ لأنه يرى ربنا يسوع قد دخل الموت لذلك هو سار خلفه فعاش القيامة .. ولذلك أيضاً صار الإستشهاد أمر محبوب في الكنيسة حتى أن جميع الرسل إستشهدوا ما عدا القديس يوحنا الحبيب .. لأن القيامة عملت عمل عجيب في حياتهم فجعلتهم أبناء نور وبالتالي لم يستطع الموت أن يؤثر عليهم .. لذلك كان التهديد بالموت غير مؤثر فيهم والسيف والموت ضعيف لأن الموت صار مهزوم حتى أنهم تمنوا الموت فتجده يقف أمامه في صبر فصار الشهيد أقوى من سيف الجندي .. هذا أمر نابع من فعل القيامة في قلبه يا لفرحة القيامة في الإنسان التي تجعله يفقد معنى الخوف والقلق والألم وبعده الموت .. الذي يجعل الإنسان مسلوب الإرادة يعيش في خوف وقلق وألم من الموت هو أنه لم يعش القيامة لكن ربنا يسوع غلب الألم والقلق والموت وبالتالي صار الموت عدو غير مخيف .. عدو مهزوم لنرى القديسة الشهيدة دميانة .. ولنرى أطفال تحدوا الموت مثل الشهيد أبانوب الشهيدات بيستيس وهلبيس وأغابي اللاتي كانت أعمارهن 9 ، 11 ، 12 سنة .. أطفال لكن لم يجذبهم العالم لأنه مات داخلهم وبالتالي لم ينتظروه لذلك غلبوا شهواتهم والخطية وبالتالي غلبوا الموت .. الإنسان الغالب نفسه يغلب الموت لذلك عندما مَلَكَ الملك قسطنطين وأعلن أن المسيحية هي ديانة الدولة الرسمية وأخرج المسيحيين من السجون لأن قبله كان في عصر دقلديانوس المنشور الذي كتبه دقلديانوس وكان هذا المنشور يحوي أمور صعبة جداً منها هدم جميع الكنائس وحرقها .. حرق الكتب المسيحية .. طرد جميع المسيحيين العاملين بالدولة .. جعل المسيحيين عبيد .. جاء الملك قسطنطين ولغى هذا المنشور وجعل المسيحية هي الديانة الرسمية للدولة وأعاد الذين في السجون للحرية لكنهم كانوا قد أحبوا الإستشهاد وانتظروا الملك الذي بعد قسطنطين لعل فرصة الإستشهاد تعود لكن تولى المُلك أولاده وبالتالي لم تأتي فرصة الإستشهاد لذلك بدأت الرهبنة كنوع من الإستشهاد بدون دم .. يقدم حياة مصلوبة .. يقدم شهوة مصلوبة .. يقدم محبة كل يوم .. يقدم حياته ذبيحة لله وبذلك صار الإستشهاد .. هل رفضك لإغراءات العالم وشهواته لا يعتبر إستشهاد .. أليس رفضك ومحاربتك لحب المقتنيات ولشهوات العالم هو لون من الإستشهاد ؟ عندما تعيش لترضي إلهك في هذا العصر أليس هو لون من ألوان الإستشهاد ؟ لذلك ليتك تعيش بقلب شهيد .. ليتك تقدم حياتك ذبيحة حب لله .. لذلك كل فترة الكنيسة تبرز شهيد ليعلمك أن القيامة عندما تعمل في حياتك تغير جوهر إهتماماتك فلا تخاف الموت بل تنظر إلى فوق .. هذا هو جوهر الإستشهاد والذي أخذوه من القيامة العاملة في حياتهم .. ولترى بولس الرسول .. بطرس الرسول .. إستفانوس .. تجد من يعيش ليكرز ويفرح بالله ويهددوه بالموت إن لم يصمت لكنه لا يتراجع عن الشهادة للمسيح الذي أحبه وكما يقول الكتاب ﴿ عذبوا ولم يقبلوا النجاة ﴾( عب 11 : 35 ) .. النجاة أمامه والهرب أمامه ولم يقبل الشهيد البابا بطرس خاتم الشهداء عندما جاء ميعاد إستشهاده تجمع المسيحيون أمام باب السجن إحتجاج على إستشهاده فطلب من الجنود نقب حائط السجن الخلفي ليخرج منه لمكان إستشهاده دون أن يمنعه شعبه .. ما هذا ؟ إنسان عملت القيامة في حياته وقلبه فلم يرهب الموت نحن نعيش متمسكين بالحياة ونحبها .. هذا أمر جيد ومقبول لكن لابد أن تعلم أن حياتك هي من المسيح وللمسيح ولتقل ﴿ إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن ﴾ ( رو 14 : 8 ) .. لذلك لا تخف الموت .. هذه هي حياة الإستشهاد التي إمتدت في الكنيسة حتى الآن .. شهداء يقدمون أنفسهم على مذبح الشهادة للمسيح لأن القيامة عملت فيهم .. تجد أطفال يتحدون الموت رغم أن الطفولة قد يكون بها خوف أو كذب أو ...... لكن ربنا يسوع غيَّر الكيان وكما يقول الكتاب ﴿ جزنا في النار والماء ﴾ ( مز 66 : 12) .. عذابات مخيفة ومختلفة والموت أمامهم لكنهم يرون بعد الموت قيامة .. يرون سيف مفزع مخيف وإكليل فيختارون الإكليل ويُهزم السيف .. هذا هو جوهر الإستشهاد أنه ينظر إلى ما بعد الموت وكما يقول الكتاب ﴿ لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ﴾ ( لو 12 : 4 ) .. وبالفعل لم يخافوا لأن القيامة زرعت فيهم قلب جديد وغلبة على أنفسهم وسلطان على الموت والخوف لذلك لم يخافوا الموت القديس مارمرقس دخل دولة بمفرده وغيَّرها .. هذا هو جبروت خلاص يمين الله .. غيَّر عبادة دولة .. نحن نرى أنه لو ألف شخص وسط مجتمع يقولون عن أنفسهم أنهم أقلية .. لكن مارمرقس جاء بقوة القيامة في داخله وبشر مجتمع وثني أناس بهم خرافات غريبة ويسيطر عليهم أرواح شياطين بإسلوب مفزع ورغم ذلك كرز بقوة دون خوف ويقول لأني أنتظر الإستشهاد ومادمت أعلم إني سأموت شهيد فلن أخاف .. ونرى أسلوبه ومنهجه في حياته منهج شهيد ولم يخاف الموت لذلك كان الإستشهاد ثمرة طبيعية لهذا المنهج في الحياة .. يُهدد ويُعذب ولا يتأثر .. وباركت دمائه الأرض والمدينة .. مدينة الأسكندرية تقدست بدماء مارمرقس وارتوت أرضها وعندما نسير في شوارعها نتذكر دمائه المقدسة التي حفظت نفوس مؤمني مصر كلها أناس عاشوا التاريخ وغلبوه .. عاشوا الزمن وغلبوه .. عاشوا الألم وارتفعوا فوقه وكما يقول معلمنا ماربولس الرسول ﴿ لأننا نحن الأحياء نسلم دائماً للموت من أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت ﴾ ( 2كو 4 : 11) .. في النهاية أعلنوا عجائب في أجسادهم .. ومعجزات .. صارت أجسادهم أجساد كارزة .. لم تكن أجساد ممزقة بل أجساد تحمل قوة القيامة لأنهم غلبوا الخوف والموت الله يعطينا أن نغلب الخطية لنحيا قيامة الجسد ونعيش بقلب شهيد غالب للموت ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين