العظات
التوبة ومحاسبة النفس
عِنْدَ بِدَايِة سَنَة جِدِيدَة عَلَيْنَا كُلِّنَا أنْ نَشْكُرْ رَبِّنَا عَلَى السَنَة المَاضِيَة بِمَشَاكِلْهَا وَتَجَارِبْهَا وَأتْعَابْهَا وَضِيقَاتْهَا .. وَيَجِب عَلَيْنَا عِنْدَ رَأس السَنَة أنْ نَجْلِس جَلْسَة هَادِئَة مَعَ أنْفُسَنَا نَعْرِف فِيهَا أخْطَائنَا .. نَعْرِف فِيهَا نِرْجَع إِزَاي لأحْضَان الْمَسِيح .
شفاة حماة سمعان
تَقْرَأ الكِنِيسَة فِي العَشِيَّة اليُوْم مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَارِ لُوقَا أصْحَاح 4 وَهُوَ يَتَكَلَّم عَنْ شِفَاء حَمَاة سَمْعَان .. وَكُلِّنَا نَحْفَظ هذَا الفَصْل لأِنَّ الكِنِيسَة عَلِّمِتنَا أنْ نُصَلِيه فِي صَلاَة الغُرُوب { ثُمَّ قَامَ مِنَ الْمَجْمَعِ وَدَخَلَ بَيْتَ سِمْعَانَ . وَكَانَتْ حَمَاةُ سِمْعَانَ بِحُمَّى شَدِيدَةٌ . فَسَأَلُوهُ مِنْ أَجْلِهَا . فَوَقَفَ فَوْقَاً مِنْهَا وَزَجَرَ الْحُمَّى فَتَرَكَتْهَا وَفِي الْحَالِ قَامَتْ وَخَدَمَتْهُمْ . وَعِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ كَانَ الَّذِينَ عِنْدَهُمْ مَرْضَى بِأنْوَاع أمْرَاضٍ كَثِيرَة يُقَدِّمُونَهُمْ إِلَيْهِ ، أمَّا هُوَ فَكَانَ يَضَع يَدَيْهِ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَيَشْفِيهُمْ ، وَكَانَتْ الشَّيَاطِين تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرَُخُ وَتَقُولُ : أنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ فَكَانَ يَنْتَهِرَهُمْ وَلاَ يَدَعَهُمْ يَنْطِقُونَ ، لأِنَّهُمْ كَانُوا قَدْ عَرَفُوهُ أنَّهُ هُوَ الْمَسِيحُ } ( لو 4 : 38 – 41 ) .. وَالمَجد لله دَائِمَا أمِين
بالحق يحبونك
وَنَحْنُ فِي هذَا اليُوْم يُوْم عِيد الشُهَدَاء الَّذِي لَهُ أثَر عَمِيق فِي كِنِيسِتنَا حَتَّى أنَّهُ جَعَلَ رَأس كُلَّ الشُّهُور وَرَأس السَنَة وَبِدَايِة حَيَاة جَدِيدَة كَي يَكُون هُوَ القُوَّة الدَّافِعَة لِلحَيَاة الرُّوحِيَّة عَلَى مَدَار السَنَة .. وَكُلَّ سَنَة تَمُر نَتَذَكَّر آبَائنَا الشُّهَدَاء نَأخُذ شُحْنَة لِلسَنَة الجَدِيدَة .. وَمَهْمَا قَدَّمنَا لَهُمْ مِنْ تَكْرِيم فَنَحْنُ لاَ نَفِيهُمْ حَقَّهُمْ .. لكِنْ لِنَرْفَع عُيُونَنَا وَنَرَى أجمَل مَشْهَد وَأجمَل تَكْرِيم لَهُمْ فِي السَّمَاء إِعْتِرَاف لَهُمْ بِتَعَبهُمْ وَاعْتِرَاف وَتَكْرِيم لِجِرَاحِهِمْ وَعَذَابَاتِهِمْ .. لِذلِك سَنَتَكَلَّم فِي عِيد الشُّهَدَاء عَنْ نُقْطِتِين مُهِمِين هُمَا :-
1/ تَنَوُّع الشُّهَدَاء
2/ فَضَائِل الشُّهَدَاء
كَانْت فَضَائِلَهُمْ كَثِيرَة لِسَبَبِين :-
أ/ كَانَ عِنْدَهُمْ مَحَبَّة أمِينَة لله
ب/ كَانَ عِنْدَهُمْ تَعَلُّق شَدِيد بِالأبَدِيَّة
القراءة الروحية
يَقُول إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَارِ لُوقَا البَشِير { وَأمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ } ( لو 2 : 52 ) .. النُمُو فِي الحَيَاة يَحْتَاج غِذَاء لِذلِك لاَبُد لَنَا مِنْ قِرَاءة فِي المَجَال الرُّوحِي كَي نَنْمُو فِي حَيَاتنَا الرُّوحِيَّة .. لِذلِك سَنَتَكَلَّم عَنْ :-
وحدتنا فى المسيح
نَتَكَلَّم مَعَْ بعض شوية بِنِعمة ربِّنا فِى موضُوع لَذِيذ خالِص عَنْ الجسد الواحِد ، وحدِتنا مَعَْ بعض ، ها أقرا معاكُمْ جُزء مِنْ إِنجِيل مُعَلِّمنا يُوحنا أصحاح 17 عدد 11 وَبعد كِده ها نِقرا مِنْ 22 لِلأخِر ، يقُول كِده يُوحنا 17 : 11 [ أيُّها الآبُ القُدُّوسُ احفظهُمْ فِي اسمِكَ الَّذِينَ أعطيتنِي لِيَكُونُوا واحِداً كما نحنُ000وَأنا قَدْ أعطيتُهُمُ المجدَ الَّذِي أعطيتنِي لِيَكُونُوا واحِداً كما أنَّنا نحنُ واحِد0أنا فِيهُمْ وَأنتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى واحِدٍ وَلِيَعْلَمَ العالمُ أنَّكَ أرسلتنِي وَأحببتهُمْ كما أحببتنِي0أيُّها الآبُ أُرِيدُ أنَّ هؤُلاءِ الَّذِينَ أعطيتنِي يَكُونُونَ مَعِي حيثُ أكُونُ أنا لِيَنظُرُوا مجدِي الَّذِي أعطيتنِي لأِنَّكَ أحببتنِي قبلَ إِنشاءِ العالمِ0أيُّها الآبُ البَارُّ إِنَّ العالم لَمْ يعرِفْكَ0أمَّا أنا فَعَرَفتُكَ وَهؤُلاءِ عرفُوا أنَّكَ أنتَ أرسلتنِي0وَعَرَّفتُهُمُ اسمك وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهُمُ الحُبُّ الَّذِي أحببتنِي بِهِ وَأكُونَ أنا فِيهُمْ ]0وَلِرَبِّنا المجد دائِماً أبدِيّاً آمِين فِى البِداية أحِبَّائِى يجِب أنْ تعرِف أنَّ الله قصده فِى الخلِيقة كُلَّها أنْ تحيا فِى وِحده ، الله يقصِد أنْ تحيا الخلِيقة كُلَّها فِى وِحدة ، مِنْ يوم ما ربِّنا عمل الإِنسان عمل الإِنسان عشان يعِيش فِى وِحدة معاه وَفِى وِحدة مَعَْ بعض ، أقدر أقُول إِنْ فِكر الوِحدة ده عاش بِه الإِنسان لِغاية السُقُوط ، فَالسُقُوط هُوَ سِر إِفساد الوِحدة ، فَأوِل ما حصل السُقُوط إِبتدى يِحصل إيه يتكلِّم عَنْ المرأة الَّتِى أعطيتنِى وَيبتدِى يِحصل الإِنفصال بينهُمْ بعد ما كانُوا هُمَّ الإتنِين واحِد إِبتدى يِحصل الإِنفصال ده ، عشان كِده ربِّنا رِجِع تانِى يِحِب يوَّحد الإِنسان وَيوَّحد البشرِيَّة ، عايِز يِخَلِّى الإِنسان يعِيش فِى دِفء الوِحدة ، فِى حُب الكيان الواحِد ، ده قصد ربِّنا ، لِدَرَجِة إِنْ ربِّنا يقُول أنا عايِزهُمْ يكُونُوا واحِد زى ما إِحنا واحِد ، تخيَّلُوا كِده ربِّنا عايِزنا زى ما هُوَ واحِد فِى الآب فِى الجوهر عايِزنا إِحنا نعِيش واحِد فِى جوهر واحِد عشان يُبقى إِحنا واحِد زى ما هُوَ واحِد فِى الآب ، وَكَأنَّهُ يُرِيد أنْ يرتقِى بِنا إِلَى مُستوى وِحدة هِىَ ذاتها وِحدة الإِبن فِى الآب عشان كِده أقدر أقول لَكُمْ إِنْ طول فِترِة الله لِلإِنسان عايِز يعِيش فِى الوِحدة دِيَّت ، سواء فِى العهد القدِيم أوْ فِى العهد الجدِيد ، الَّلِى مِنِّنا يتذَّكر فِى العهد القدِيم تِلاَقِى ربِّنا أمرهم كِده مَثَلاً يعمِلُوا خِيمة الإِجتماع وَيقولَّك خِيمة الإِجتماع دِى تتحط فِين00فِى النُص وَحوالِين خِيمة الإِجتماع فِى إيه00أسباط إِسْرَائِيلَ الإِثنى عشر ، ثَلاَث أسباط مِنْ كُلَّ ناحية ،شمال جنُوب شرق غرب المنظر العام لَوْ أخدت لَه منظر كِده مِنْ فوق كِده مِنْ طيَّارة منظر بانُوراما كِده ها تلاقِى إِنْ فِى مجموعة عايشة هِنا كُلَّ واحِد فِيهُمْ بِيمَثِل جُزء لكِنْ هُمَّ كُلُّهُمْ مُجتمع واحِد ، لَمَّا أثناء البرِّيَّة حَبُّوا يرتَحِلُوا خلُّوهُمْ يرتَحِلُوا بِنَفْسَ النِظام يمشوا مَعَْ بعض يقفوا مَعَْ بعض ،مجموعة كبِيرة ضخمة مُكَوَنة تقرِيباً مِنْ 3 مليون نَفْسَ يتحرَّكوا نَفْسَ الحركة ، يقفوا00يقفوا ، يمشوا00يمشوا ، يقولَّك " وَحَسَب أمر الرَّبَّ كَانُوا يمشُون وَحَسَب أمر الرَّبَّ كَانُوا يرتَحِلُون "، زى ما ربِّنا بِيقُول لهُمْ ، وَالمكان الَّلِى يقُول لهُمْ عليه أُقف00أُقف ، أمشِى00أمشِى ، مجموعة كيان واحِد بِنبض واحِد ، بِفِكر واحِد ، بِكيان واحِد ، تسأل أى واحِد فِيهُمْ رايح فِين ؟ يقولَّك إِحنا رايحِين كِنعان ، مِين القائِد بِتاعكُمْ ؟ يقولَّك مُوسى ، إِيه العِبادة بِتاعتك ؟ يقولَّك الهِيكل ، إِنتَ مِين ؟ أنا واحِد فِى المجموعة ، أنا واحِد فِى وِحدة ، أنا واحِد فِى كيان ، عشان كِده ربِّنا نظَّم لِهُمْ عِبادات بِأعياد بِمواسِم بِطِقُوس بِشرائِع بِأعياد بِذبائِح ، كُلَّ ده عشان يِضمن إِيه00وحدِتهُمْ ، حا تِعمِل إِيه ؟يقولَّك ها نِعمِل الفِصح ، حا تِعمِل إِيه ؟ يقولَّك ها أقدِّم ذَبِيحة00لِيه ؟ أصل أنا خاطِى ، فَنَفْسَ الَّلِى بِيعمِله فُلان بِيعمِله فُلان لأِنَّهُمْ أصحاب هدف واحِد0
بِالنِسبة لِموضُوع الوِحدة ها نِتكَلِّم مِنْ أربع وِجهات نَظر :-
حياة الشُكروَالإِحتِمال
السِت العدرا حياتها غنِيَّة بِالفضائِل رغم إِنَّها عاشِت فِى ظرُوف صعبة السِت العدرا بِنت فقِيرة يتِيمة ملهاش حد00قالُوا طب نحُطَّها فِى الهِيكل00السِن بِيكِبر بِيها يُبقى لازِم تُخرُج مِنْ الهِيكل00طب تُخرُج تروح فِين ؟ مفِيش حد مُعيَّن يِقدر يستلِم العدرا00أكِيد أى إِنسان فِينا فِى ظرُوف زى كِده يُبقى متضايِق00يُبقى قلقان00 يُبقى خايِف00لكِنْ عجِيب إِنْ السِت العدرا حياتها كُلَّها شُكر وَتسبِيح وَتسلِيم رغم إِنْ الظرُوف كُلَّها ضِدَّها يقولُوا إِنتِ لازِم تُخرُجِى مِنْ الهِيكل00يقولُوا طيِّب خَلاَصَ نشوف لها حد تقعُد عنده00يختاروا لها راجِل سِنَّة فوق ألـ 70 سنة وَهِى بِنت فِى حدُود 12 – 13 سنة تخيَّل إِنت لمَّا تُبقى بِنت فِى السِن ده وَمِش بِتختار مِين الإِنسان الَّلِى تروح عنده وَالاَّ إِيه المكان وَالاَّ إِيه ظروفه وَالاَّ إِيه شخصه00يختاروا لها إِنسان وَيقولوا لها كمِّلِى معاه0
السِت العدرا حياتها فِيها فضِيلتينِ جُمال نحِب نتكلِّم فِيهُمْ شوية مَعَْ بعض :-
(1) الشُكر (2) التسلِيم
فِى الحقِيقة يا أحِبَّائِى إِحنا حياتنا محتاجة جِدّاً جِدّاً خصوصاً فِى الظرُوف الَّلِى إِحنا فِيها وَالأيَّام الَّلِى إِحنا فِيها مَعَْ ضغط المعِيشة مَعَْ صعوبة الظرُوف محتاجِين جِدّاً حياة الشُكر وَحياة التسلِيم.
حياة القداسة
فِى الأيَّام الجمِيلة بِتاعت أُمِنا السِت العدرا نحِب إنْ إحنا نقف عند أمور تهمِنا إحنا ، كُلِّنا بِنعترِف بِقداسِة وَكرامة وَفضايِل أُمِنا السِت العدرا لكِنْ لابُد أنْ تكون هذِهِ الأمور هِى لنا ، عشان كده إحنا بنقُول عَنْ أُمِنا السِت العدرا " القديسة الطاهرة مريم " ، فأحِب أنْ أكلِّم معاكم شوية عَنْ حياة القداسة مُعلِّمنا بولس فِى رِسالته لِتسالونِيكِى يقول لنا كده [ لأِنَّ هذِهِ هِي إِرادة الله قداستُكُمْ ]( 1تس 4 : 3 ) ، يعنِى ربِّنا عايزكم تبقوا قديسِين ، إِرادة الله لِنا أنْ نكُون قديسِين ، يارب إنت عايزنا إيه ؟ عايزكم قديسِين ، نقوله بس يارب دى كلِمة كبيرة علينا قوى ، إحنا لاَ نحتملها ، ما نقدرش أبداً نستوعِب إنْ إحنا نُبقى قديسِين ، عشان كده عايز أكلِّم معاكم شوية النهارده عَنْ مفهوم القداسة وَعَنْ مُعوِقات القداسة وَعَنْ طريق القداسة