العظات

الغضب يستقر فى حضن الجهال

في سفر الجامعة الإصحاح 7 : 9 يقول { لا تُسرع بروحك إلى الغضب لأن الغضب يستقر في حضن الجُهال } .. ربنا يسوع يقول كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم ( مت 5 : 22 ) فإن غضب الإنسان لا يصنع بر الله ( يع 1 : 20 ) في هذا الجيل إنتشر الشد العصبي .. وصراع الأجيال كثيراً واختلافات وجهات النظر بين الآباء والأبناء .. وبين الأزواج والزوجات .. وبين الأشخاص بعضهم البعض .. لأن هناك فجوات كثيرة في الفكر والإهتمامات .. لذلك علينا ضبط أنفسنا من جهة الغضب .. فإن الغضب خطية تفصل الإنسان عن مراحم الله وعلينا أن نعرف علاجه لذلك سندرس :0 1/ ما هو الغضب ؟ 2/ أضرار الغضب . 3/ بركة إحتمال الغضب .

قضية الاختيار

في رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل رومية أصحاح " 9 " يتحدث فيها عن قضية الإختيار .. وما إذا كان الإنسان مُخير أو مُسيَّر لماذا أحبَّ الله يعقوب وأبغض عيسو من قبل ولادتهما ولم يفعلا خيراً أو شراً ؟ إن الأمر يحتاج أن يُفهم بطريقة أعمق لأن الله عندما يختار لا يظلم .. إن الأمر مشترك بيننا وبين الله فإن الأمر ليس مُسبق عند الله ونتساءل ونقول هل جهادنا سيغيَّر رأي الله فينا ؟ إن الكتاب المقدس يُحدثنا عن مختارين ” الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم “ ( رو 8 : 29 ) .. إذاً يوجد اختيار وتعيين .. أي هناك من اختارهم الله لكي يتم إرادته فيهم .. في رسالة معلمنا بولس إلى أهل أفسس يقول ” كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة “ ( أف 1 : 4 ) .. ” ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى بل لله الذي يرحم “ ( رو 9 : 16) الحقيقة الأولى التي ينبغي أن تعرفها إن الله ليس عنده أي محاباة .. فالكل له كرامة ومكانة .. ويُعبِّر عن صورة ومجد وكرامة الله .. وعندما يختار الله شخصٍ ما ليعطيه مسئولية ليس ذلك لأنه أفضل من غيره ولكن الله يعطي الجميع فرصة وعلى الإنسان أن يتجاوب مع فرصة الله هذه إن الإنسان بتقواه يستحق محبة الله .. إن اختيار الله وتدبير الله في حياة الإنسان يتوقف على صدق عِلْم الله .. وتقول الآية ” المختارين بمقتضى عِلم الله الآب السابق “ ( 1بط 1 : 1 – 2 ) .. عِلْم الله الصادق الذي يعرف إن يعقوب سيسلُك بحسب وصايا الله .. وهذا عكس عيسو تماماً أي أن الله بسابق عِلْمهِ يختارنا ويحدد لنا طُرق .. وأنا بحريتي سأسلُك حسب قصد الله .. أو أضيَّع تدبير الله في حياتي .. أي إن سَبْق عِلْم الله جعلهُ يُصدر حكم .. الله يعرف كل شئ ويعرف الأعماق وهو فوق الزمان .. يعرف الماضي والحاضر والمستقبل .. أنت مخلوق حر .. مخلوق مُخيَّر لكي يسلُك في مشيئة الله الذي أعطاه له الله وضع لنا طرق وطلب منا أن نسير فيها .. وهناك من يخالف هذا الطريق .. معلمنا بطرس يقول ” اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين “ ( 2بط 1 : 10) .. الله يريدك أن تخلُص ويدبر لك طرق الخلاص ويسندك في كل ضعفاتك .. ويعطيك رجاء وقوة وتوبة ونعمة ويُرسل لك كل وسائط الخلاص ما أجمل أن تتفق إرادتك مع إرادة الله .. ويحيا حسب فكر الله في حياته .. تأكد إن كنت تسير حسب قصد الله لأنك إن سقطت تقوم .. ولأنك تريد أن تتوب وتتقدس .. ولأنك تريد أن تربح السماء .. إذاً إتفقتا الإرادتان .. أحد الآباء القديسين كان يُناجي الله ويقول ” لتكن إرادتي إرادتك ولتتبع إرادتي إرادتك .. وليكن لكلينا حب واحد أو كُره واحد “ .. أحد القديسين يقول للرب ” إنتشلني من الخطايا إن أنا رضيت وإن لم أرضى “ .. وفي سفر هوشع يقول الله للنفس البشرية ” فتتبع مُحبيها ولا تُدركهم وتُفتش عليهم ولا تجدهم “ ( هو 2 : 7 ) .. أخذ يهوذا فرصة للتوبة ولكنه بددها .. فالأمر متروك لاستجابة الإنسان لنداءات الله هناك مبدأ ما في علاج الأدوية يُسمى ألـ Synergy .. ومعناه إن هناك دواء إذا أُخِذ مع دواء آخر يعطي مفعول أقوى ( 1 + 1 = 3 ) .. أي تأثير أقوى .. هكذا نحن مع الله فإن نعمته فيَّ وأنا أتجاوب مع هذه النعمة .. ما أجمل أن يريد الله توبتي ويسمع مني إني أرغب في التوبة إذاً لماذا قال بولس الرسول هذا الكلام ؟ لأن اليهود قالوا إنهم يتبعون الله أما الأمم ليسوا هم المختارين مثلهم .. فإنهم عبدة أوثان وزناة .. أما نحن شعبه المختار .. فقال لهم بولس الرسول إن الفضل ليس في الإختيار بل للذي يثبُت في الإختيار .. ويقول الله ” بأُمة غبية أُغيظكم “ ( رو 10 : 19) .. وأيضاً يقول ” كما يقول في هوشع أيضاً سأدعو الذي ليس شعبي شعبي والتي ليست محبوبة محبوبة “ ( رو 9 : 25 ) أي النهاية إن الله يرغب أن يُخلِّص الجميع .. وإن هناك من اختارهم الله ولكنهم سقطوا .. وإن هناك آخرين سلكوا في البر إستحقوا إن الله يختارهم ولابد أن يكون هناك نعمة تُثبِّت هذا الإختيار .. فالإنسان لابد أن يسعى حسب إرادة الله .. الله لا يلغي دوره كإله .. ولا يلغي دور الإنسان كإنسان .. رحمة الله للكل وصوته أيضاً هل ترى أن الله كان مُقصِّر مع يهوذا مثلاً كخاطئ ؟ الإجابة لا .. فالله جعله يراه وهو يتعامل مع خطاه .. وجعله يسمع كل تعاليمه وأعطاه فرصة حتى النَّفَس الأخير .. وجعله يشترك معه في الفصح .. إن الله يُنبئ ولا يتدخل .. وفي العهد القديم الله اختار ناس وخذلوه ورفضوه ولذلك اختار غيرهم .. يقول الله ” طول النهار بسطت يديَّ إلى شعب مُعاند ومُقاوم “ ( رو 10 : 21 ) .. فذهب إلى آخرين وهم كنيسة الأمم الذين لبُّوا الدعوة وقبلوه لا تخيب من قصد الله .. فإن الله يرغب في قداستك وتنفيذ وصاياه .. ” يا ابني أعطني قلبك ولتُلاحظ عيناك طُرقي “ ( أم 23 : 26 ) .. عِش حسب الإنجيل والكنيسة .. الإنسان هو الذي يختار مصيره أو طريقه إما الرحمة أو الهلاك .. وهناك قصد من الله أن نسلك حسب اختياره لنا .. لكي نخلُص القديس أغسطينوس يقول ” الله الذي خلقك بدونك لا يُخلِّصك بدونك “ .. والله هو الذي يعطيك الفرح عندما تتجاوب معه وتكون إرادتك مثل إرادته .. الله يحب الإنسان يطلب ويجتهد ويبتكر .. كل هذا في إطار وصاياه ومحبته .. إذاً أنا مُخيَّر ولكن هناك سَبْق عِلْم الله الذي يعلم الأسرار إخضع لإرادة الله حتى تشعر أن هناك بركة تُرافقك ونعمته تسندك ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

الهدف الواضح

من إنجيل معلمنا يوحنا الإصحاح 17 .. ﴿ أنا أظهرت إسمك للناس الذين أعطيتني من العالم .. كانوا لك وأعطيتهم لي .... ﴾ ( يو 17 : 6 ) .. حتى ﴿ ليكونوا هم أيضاً مقدسين في الحق ﴾( يو 17 : 19) .. على الإنسان أن يكون له هدف واضح يسعى إليه .. وكما يقول الإبن للآب﴿ العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته ﴾ ( يو 17 : 4 ) .. ويقول أيضاً ﴿ أنا مجدتك على الأرض ﴾ ( يو 17 : 4 ) .. هدف واضح ويعلمه جيداً .. تخيل أنك لا تعرف لماذا أنت في الحياة ؟ ضرورة تحديد الهدف :- يجب وضع أهداف أساسية أولها إرضاء الله .. نمجده لكي نربح الأبدية .. فإن معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل فيلبي يقول ﴿ ما كان لي ربحاً فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة بل إني أحسب كل شيءٍ أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح ﴾ ( في 3 : 7 – 8 ) .. كل ما حسبه ربح قديماً الآن حسبه نفاية لأجل المسيح .. فإن هدفه قديماً أن يمتلك المال أو الكرامة ولكن بعد معرفة المسيح كل هذا أصبح نفاية .. النفاية هي القمامة .. فمن كان هدفه واضح عرف كيف يرتب أولوياته . إذا حصرنا الأسباب التي تعيش من أجلها الناس فهي سببان :- 1. الذات . 2. اللذات . فإن الحياة من أجل الذات أو اللذات غير مُشبعة أما الحياة من أجل المسيح والأبدية تُروي لأن فيها إشباع للإنسان .. أحياناً ينسى الإنسان الأبدية وبهذا لا يستطيع أن يجاهد من أجلها لأنه لا يفكر فيها الله أعطانا هذا العمر حتى تكون الأبدية أمامنا .. إجعل الأبدية هدفك لأن عندما يضيع هذا الهدف تضيع معه أشياء ثمينة .. لا تجعل أهدافك ثانوية حتى لا تجري وراء سراب .. الزواج والأبناء والتعليم والغِنى .. كل هذه ليست أهداف ولكنها أشياء مساعدة .. يجب أن نعيش من أجل أهداف أسمى وأغلى « الأبدية » .. لا تجعل الأهداف الثانوية تجعلك بعيد عن الملكوت .. هدف يستحق الحياة وكما يقول الآباء القديسين ﴿ طوبى للذين يعملون الآن بكل قوتهم من أجل ربح الأبدية .. فإن لحظة واحدة في هذا المجد سوف تُنسيهم كل أتعابهم ﴾ لهذا نرى من القديسين الذين إستغنوا عن العالم لأن هدفهم واضح فعرفوا التضحية مثل مكسيموس ودوماديوس أولاد ملك .. القديس أرسانيوس مُعلم أولاد الملوك .. كل وسائل الراحة والترفيه بالنسبة لهم غير مُشبعة .. القديسة أناسيمون كانت ملكة تستغنى عن المُلك لأن هدفها واضح تريد الملكوت وإرضاء الله .. أتذكر أستاذ جامعي وكان أمامه مستقبل كبير جداً ولكن بداخله إشتياق للرهبنة وبالفعل حدث ذلك ودخل الدير .. وعندما أردت الإطمئنان عليه وهل تأقلم مع الدير أم لا .. وعند الذهاب إليه وسؤاله عرفت أنه حزين جداً لأنه لم يأتي من قبل إلى الدير .. لأنه وجد المسيح .. وجد الجوهرة الغالية كثيرة الثمن أهل العالم يتصارعوا على المُلك وأولاد الله يهربوا من المُلك .. أهل العالم يبحثون عن كرامات وأولاد الله يعيشون بلا كرامة لأن الهدف واضح .. كل يوم يجب مراجعة هدفي .. أحد الآباء يقول كلمة جميلة ﴿ فليبحث غيري عن ما يشاء عوضاً عنك .. أما أنا فلا يلذ لي إلا أنت ﴾ داود النبي رغم أنه ملك لا ينسى أنه عبد عند الله وعندما يرغب أن يحنن قلب الله يقول ﴿ اذكر يارب داود وكل دعته ﴾ ( مز 131 – من مزامير النوم ) .. يستميل قلب الله بوداعته .. أيضاً أستير الملكة ولها من الخدم الكثير ولكن كل هذا لا تبالي به وكانت تقول دائماً « يارب إني أكره سبب أبهتي وأنا منذ أتيت إلى هذا القصر لم أفرح به ولم أُسر ولم أشترك في ولائمهم ولم يفرح قلبي لحظة واحدة ولا يوم واحد إلا بك أنت وحدك يا إله آبائي » .. يُقال على القديس أنطونيوس أنه ﴿ كان أنطونيوس يتنفس المسيح ﴾ يعطينا الله عمر حتى نُكمل توبتنا حتى نكسب الأبدية .. الله يتمهل علينا .. فيجب أن أعرف أن حياتي لها عدة أسباب :- 1) أُكمل توبتي . 2) أُحقق رسالتي . مثل موسى النبي الذي أخذ الله من عمره 80 سنة ليجهزه للرسالة .. تعيس الإنسان الذي يفقد هدفه .. من أجل هذا أحد الفلاسفة يقول ﴿ لا تحزن إن لم تحقق هدفك لكن إحزن بالحقيقة إن كنت تحيا بلا هدف ﴾ .. القديس أغسطينوس يقول لربنا يسوع ﴿ خلقتنا يارب لك فلا ولن تطمئن نفوسنا إلا بالحياة معك ﴾ ما هو السبب الذي يجعل أم تقدم أطفالها للمسيح ؟ في الكنيسة الأولى عندما يكون هناك إمرأة لم تنجب تحزن جداً لأنها كانت ترغب أن يكون لها إبن شهيد .. في الحياة العادية مثلاً عندما يوجد شخص يدرس يجب عليه معرفة سبب دراسته .. إدراكه يتسع .. النجاح .. ولكن النجاح للمسيح .. من يتزوج له هدف .. من يعمل لكي يسد إحتياجات بيته .. كل هذا من الأهداف المرحلية .. أما الهدف الروحي هو ربح الأبدية من خلال أعمال مرحلية يعطيها الله لنا .. فعلينا أن نراجع أهدافنا .. هل نرضي الله ؟من كان هدفه واضح يقول مع أرميا النبي ﴿ نصيبي هو الرب قالت نفسي ﴾ ( مرا 3 : 24 ) ﴿ من لي في السماء ومعك لا أريد شيئاً في الأرض ﴾ ( مز 73 : 25 ) القديس أغسطينوس يقول لنا ﴿ أنظر إلى الحب الذي في داخلك وأنت تعلم إلى أي مدينة تتجه ﴾ .. تحب العالم .. تحب الشهوة .. تحب الطهارة .. تحب الإتضاع .. تحب الكبرياء ؟يُقال عن القديس أرسانيوس مُعلم أولاد الملوك أنه كان يخاطب نفسه ويقول ﴿ يا أرساني تأمل ما أنت خرجت لأجله ﴾ .. كل ما كان الهدف أكبر كل ما كان تحقيقه أكبر ومجهوده أكبر .. السماء كبيرة جداً .. هدف كبير .. ﴿ ما لم تر عين ولم تسمع أُذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه ﴾ ( 1كو 2 : 9 ) .. ﴿ الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالإبتهاج ﴾ ( مز 125 – من مزامير الغروب ) .. ولكن من يزرع دائماً عينه على الحصاد حتى لا يضيع منه الهدف من أراد أن يعيش مع الله هناك تعب ينتظرهم .. صوم .. صلاة .. دموع .. إنسحاق وإتضاع .. عطاء .. تسامح .. وكما يقول القديس أبو مقار ﴿ يا أولادي إن البئر عميقة ولكن ماءها طيب وحلو ولذيذ .. ها أن الطريق ضيق ولكن المدينة مليئة فرح وسرور ﴾ .. جاهد من أجل تحقيق الهدف .. إذا كان المسيح أمين في رسالته قال ﴿ أنا مجدتك على الأرض العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته ﴾ .. ما أجمل هدف إرضاء الله ونمجد الله وتكون الأبدية هدفنا الأكبر وأي هدف آخر يكون من خلال هذه الأهداف ربنا يوضح أهداف حياتنا ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

فضيلة الافراز والتمييز

في رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس الإصحاح الثاني عدد 11 – 16 يتحدث فيها عن ميزان جميع الفضائل وهي فضيلة الإفراز والتمييز .. وهنا نبدأ بمفهوم الإفراز .. الإفراز هو إختيار ما يُناسب من الكلام والمواقف والأعمال وكل ما يُعرض عليَّ .. الإفراز هو التدقيق والتأني .. هو دراسة لكل الأمور معاً .. هو نظرة شاملة لكل المواقف .. هو القدرة على اختيار الوقت المناسب للكلام المناسب وبالطريقة المناسبة ، هو الإهتمام بالبنيان للفرد والمجموعة .. هو فرز لجميع الأمور بتدقيق ومعرفة بما يناسب وما لا يُناسب ما أجمل كلام بولس الرسول { الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يُحكم فيه روحياً .. وأما الروحي فيحكم في كل شيءٍ .....} ( 1كو 2 : 14 – 15) .. يعرف ما يناسبه وما لا يناسبه .. ما أجمل كلامه { كل الأشياء تحل لي لكن ليس كل الأشياء توافق }( 1كو 6 : 12) سأل القديس الأنبا أنطونيوس تلاميذه عن ما هي أعظم الفضائل ؟ فقالوا التواضع .. فصمت .. فقالوا المحبة .. فصمت .. فقالوا الصلاة .. فصمت .. فقالوا له قل لنا يا أبانا .. فقال لهم الإفراز والتمييز لأن هذه الفضيلة تجعلك تعرف طريق الإتضاع والمحبة والصلاة الإنسان في حياة الإفراز إقتنى طريق الوسط .. هو الذي يُرشد الإنسان بما يناسبه .. هو معرفة جديدة للنفس بكل مميزاتها وعيوبها ونقائصها .. إني أعرف أن لديَّ ضعفٍ ما في بعض الأمور للبحث عن حلول لها واختيار الأمر المناسب لكي يُعمل .. هو عطية تُعطى للنفس الأمينة مع الله .. نجد ما هو متحير في أمور كثيرة فهو محتاج إفراز لكي يعرف الطريق الذي يُناسب عندما نجد إنسان مُحب للوحدة .. ولكن كيف تقضي وحدة مع الله ؟ وهل هذه الوحدة بسبب كره الناس ؟ أم هي عزلة لأنك تحب الله أكثر من الناس ؟ هناك فرق كبير بين الوحدة والإكتئاب .. فالوحدة هي أنك ترجو أن تحيا مع الله وأنت تحب الناس .. وتتكلم مع الله من أجل الناس الذين تحبهم .. فأنت تتوحد مع الله ومن أجل الله ومن أجل محبتك للناس الأنبا أنطونيوس عاش دون أن يرى الناس حوالي 20 سنة .. وعلاقته مع الله تنمو جداً .. ويصلي من أجل الناس .. ولكن بعد هذه المدة الطويلة والسنوات الكثيرة عندما سمع عن بدعة أريوس القائلة بأن المسيح ليس الله فاتخذ قرار أن ينزل إلى الإسكندرية حتى يرى الناس التي تأثرت من كلام أريوس عن طريق التحدث إليهم والوعظ فيهم .. كل هذا بسبب محبته لله والكنيسة والمؤمنين .. الإفراز أعطاه أن يعرف أن هذا التصرف هو الصحيح .. أن ينزل إلى الناس لكي يعظهم برغم إنه راهب .. فإن العزلة في وقت من الأوقات .. أو الخدمة في وقت آخر تحتاج إلى إفراز وتسأل البعض بعد كل هذه السنوات فما هو الشكل الذي وصل إليه الأنبا أنطونيوس .. هل حزين ومكتئب أم فَرِح ؟ هل جسمه نحيف أم بدين ؟ حقاً عشرون سنة لا يراه أحد .. ولما خرج القديس كان معتدلاً في كل أموره .. مبتسم وأيضاً لم يكن نحيفاً أو بديناً ولكنه معتدل .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل