العظات

المتاجرة بالوزانات

مَثَل رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح عَنْ الوَزَنَات يَقُول فِيهِ أنَّ سَيِّدْ سَافَرْ وَدَعَا عَبِيدَهُ وَأعْطَاهُمْ وَزَنَات .. أعْطَى وَاحِدٌ مِنْهُمْ خَمْس وَزَنَات وَآخَر وَزْنَتَان وَآخَر وَزْنَة كُلَّ وَاحِدٌ عَلَى قَدْر طَاقَتِهِ ثُمَّ سَافَر وَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لَهُ الَّذِي أخَذَ الخَمَسْ وَزَنَات هُوذَا خَمْس وَزَنَات أخَذْت وَخَمْس وَزَنَات أُخْرَى رَبِحْتُهَا .. وَالَّذِي أخَذَ الوَزْنَتَان قَالَ لَهُ هُوذَا وَزْنَتَان أخَذْتُ وَوَزْنَتَانِ أُخْرِيَان رَبِحْتُهُمَا .. أمَّا الَّذِي أخَذَ الوَزْنَة قَالَ لَهُ عَلِمْت أنَّكَ سَيِّدْ قَاسِي فَهذِهِ هِيَ وَزْنَتَك لَمْ أُتَاجِر بِهَا .. مَا هِيَ الوَزَنَات فِي حَيَاتْنَا وَكَيْفَ نُتَاجِر بِهَا ؟ .. هُنَا نَتَكَلَّمْ عَنْ : (1) مَفْهُوم كَلِمَة " وَزْنَة " : ======================================== تُوْجَدْ وَزَنَات كُلِّنَا أخَذْنَاهَا وَوَزَنَات خَاصَّة بِكُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا .. أي وَزَنَات عَامَّة وَوَزَنَات خَاصَّة .. وَزَنَات عَامَّة مِثْل العَقْل .. الحَوَاس .. الوَقْت .. المَعْمُودِيَّة وَبُنُوِتْنَا لله .. الرُّوح القُدُس .. الجَسَد الله يَقُول لَكْ إِعْمِلْ بِهِ وَارْبَح .. الفِكْر .. كُلَّ هذِهِ وَزَنَات جَمِيعُنَا مُشْتَرِكِينَ فِيهَا .. إِذاً الوَزْنَة هِيَ كُلَّ عَطِيَّة إِلَهِيَّة وَكُلَّ طَاقَة دَاخِلِيَّة أعْطَاهَا الله لَنَا مَجَّاناً .. أي أنَّ الكُلَّ أخَذْ وَزَنَات فَلاَ يَقُلْ أحَدٌ أنَا لَمْ آخُذْ وَغِيرِي عِنْده فَالوَقْت كُلِّنَا أخَذْنَاه وَالسَّاعَة سُتُونَ دَقِيقَة عِنْدَ الكُلَّ وَلاَ تَخْتَلِف مِنْ شَخْص لآخَر وَ ...... أمَّا الوَزَنَات الخَاصَّة فَهِيَ مِثْل الذَّكَاء .. المَوَاهِبْ رَسْم .. عَزْف .. شِعْر .. صُوْت . فَمَثَلاً دَاوُد النَّبِي مَا هِيَ مَوَاهِبَهُ وَوَزَنَاتُه الخَاصَّة ؟ هِيَ .. صُوْت جَمِيل .. عَزْف .. تَألِيفْ .. مَحَبَّة حَتَّى أنَّهُ غَفَرَ لِشَاوُل .. حِكْمَة .. كَانَ جَمِيل الشَّكْل أشْقَر مَعَ حَلاَوَة العَيْنَيْنِ ( 1صم 16 : 12) .. فَهَلْ غَرَّهُ جَمَالُه ؟ .. أبَداً حَتَّى أنَّهُمْ عِنْدَمَا قَالُوا لَهُ تَزَوَج بِإِبْنَة شَاوُل المَلِك قَالَ لَهُمْ أهُوَ مُسْتَخَفٌّ عِنْدَكُمْ مُصَاهَرِة المَلِك ( 1صم 18 : 23 ) .. أيْضاً هُوَ رَاعِي .. كُلَّ هذِهِ العَطَايَا جَعَلَهَه دَاوُد لِمَجْد الْمَسِيح .. لاَبُدْ أنْ نَعْلَمْ أنَّهُ رَاعِي لِمَجْد الْمَسِيح .. هذِهِ قُدْرَات لِدَاوُد أيْضاً كَانَ مُمَيَّزْ فِي المِقْلاَع وَهذِهِ وَزْنَة إِسْتَخْدِمْهَا لِهَزِيمِة جُلْيَات ( 1صم 17 : 49 ) .. إِذاً قَدْ يَكُون لَدَى أحَدْنَا وَزَنَات عَامَّة وَوَزَنَات خَاصَّة .. المَشَاعِر وَزْنَة عَامَّة وَخَاصَّة أنَّ كُلِّنَا لَدَيْنَا مَشَاعِر لكِنْ بَعْضِنَا حَسَّاس أكْثَر .. إِذاً كُلِّنَا عَطَايَا كَامِنَة هِيَ وَزَنَات .. هَلْ لاَ تَمْلُك عَقْل .. سَمَعْ .. فَمْ ( لِسَان ) .. ؟ (2) مَعْرِفَة الوَزْنَة : ============================ جَيِّدْ أنْ تَعْرِف أنَّ هُنَاك مَا يُسَمَّى وَزَنَات .. لكِنْ مَا هِيَ وَزَنَاتَك أنْتَ ؟ لاَبُدْ أنْ أعْرِف أنَّ الله مَيَّزْنِي بِمَوَاهِبْ وَعَطَايَا خَاصَّة بِيَّ أنَا لاَبُدْ أنْ أكْتَشِفْهَا وَأعْرِف مَا مَعْنَى عَطَايَا الله لِيَّ وَأفْرَح بِهَا وَأُتَاجِر بِهَا .. إِنْسَان إِجْتِمَاعِي بِطَبْعُه هذَا جَيِّدْ .. آخَر يُحِب العُزْلَة هذَا أيْضاً جَيِّدْ .. كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا لَهُ شَخْصِيَّة مُخْتَلِفَة المُهِمْ أنْ نَعْرِف قُدْرَاتْنَا وَكَيْفَ نُتَاجِر بِهَا وَنُنَمِّيهَا .. لِذلِك نَحْتَاج أنْ نَعْرِف شَخْصِيِتْنَا .. لاَبُدْ أنْ تَعْرِف إِنْ كُنْت تَتَكَلَّمْ كَثِيراً مَعَ النَّاس إِذاً أنْتَ شَخْصِيَّة إِجْتِمَاعِيَّة تَسْتَطِيعْ أنْ تُتَاجِرْ بِهَذِهِ الوَزْنَة وَتِرْبَح نَاس لِلْمَسِيح .. أمَّا الَّذِي يُحِب العُزْلَة فَالله دَعَاه لِلصَّلاَة وَالتَّأمُل وَالله يُقَدِّس هذَا وَذَاك وَيَحْتَاج هذَا وَذَاك وَيِفْرَح بِالإِثْنَان . فِي دُوَل الخَارِج يُسَاعِدُون الطِّفْل أنْ يَكْتَشِفْ نَفْسُه .. تَخَيَّل خَمْسُون طِفْلَة وَطِفْل فِي حَضَانَة يُعْطُوهُمْ وَرَق لِلرَّسْم فَتَجِدْ طِفْل يِمْسِك القَلَمْ بِإِسْلُوب خَطَأ وَيُمَزِق الوَرَقَة وَآخَر يِمْسِك القَلَمْ بِطَرِيقَة صَحِيحَة وَلكِنْ لاَ يَعْرِف أنْ يَرْسِمْ وَآخَر يِرْسِمْ وَيُعَبِّر عَنْ شَخْصِيَّتَهُ .. فَمَثَلاً نَجِدْ البَنَات تِرْسِمْ وَرْدَة .. عَرُوسَة .. أُمِّنَا العَذْرَاء .. وَالِدَتْهَا .. شَمْس .. شَجَرَة .. بَيْنَمَا الأوْلاَد يَرْسِمُون كُرَة .. مُسَدَس .. مَدْفَعْ .. دَبَّابَة .. ضَابِط .. وَمِنْ خِلاَل رَسْمُهُمْ نِفْهَمْ شَخْصِيَتْهُمْ .. لِذلِك أسْتَطِيعْ أنْ أعْرِف نَفْسِي مِنْ خِلاَل مُيُولِي وَاتِجَاهَاتِي .. فَمِنْ هَؤُلاَء الخَمْسُون طِفْل نَجِدْ مَنْ يُحِب العُنْف .. وَمَنْ يَمِيلْ لِلطَّبِيعَة .. وَمَنْ يَمِيلْ لِلرِيَاضَة .. لِنَفْرِض أثْنَاء لِعْب هَؤُلاَء الأطَّفَال نِسَّمَعْهُمْ مُوسِيقَى فَنَجِدْ مِنْهُمْ مَنْ لاَ يَلْتَفِتْ إِلَى المُوسِيقَى وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَوَقَفْ عَنْ الَّلِعْب وَيُنْصِت وَآخَر يَتَحَرَّك مَعَ المُوسِيقَى .. كُلَّ وَاحِدْ مِنْهُمْ لَهُ شَخْصِيَّتَهُ . لاَبُدْ أنْ تَعْرِف أنْتَ مِنْ أي نُوْع .. لِنَفْرِض أنَّ كُلِّنَا دَخَلْنَا مَكْتَبِة الكِنِيسَة فَنَجِدْ مِنَّا مَنْ يَبْحَث فِي الكُتُبْ الطَّقْسِيَّة وَآخَر يَبْحَث عَنْ الَّلُغَة القِبْطِيَّة وَآخَر عَنْ قِدِّيسِين وَآخَر عَنْ سَلاَسِلْ وَأيْقُونَات وَ ...... فَمِنْ خِلاَل الشَّخْص وَمَا يَمِيلْ لَهُ نِعْرَف شَخْصِيَّتَهُ مِنْ خِلاَل مَا أتَوَجْه لَهُ أعْرِف نَفْسِي .. هذَا أمْر مُهِمْ .. مَا هِيَ مُيُولِي وَاتِجَاهَاتِي ؟ صَعْب أنْ يَكُون عُمْرِنَا الخَامِسَة عَشَرَ أوْ أكْثَر وَلاَ نَعْرِف أنْفُسْنَا .. نَمِّي الإِيجَابِيَات وَابْعِدْ عَنْ السَلْبِيَات .. الَّذِي أعْطَاه الله وَزْنَة وَلَمْ يُتَاجِر بِهَا يُحْزِن الله وَيَأخُذْهَا مِنْهُ وَيُعْطِيهَا لِلَّذِي عِنْدَهُ عَشَرْ وَزَنَات لأِنَّهُ أمِين .. { مَنْ لَهُ سَيُعْطَى وَيُزَادُ . وَأَمَّا مَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ سَيُؤْخَذُ مِنْهُ } ( مت 13 : 12 ) . لاَ تَقُلْ لَيْسَ لَدَيَّ وَقْت .. لاَ .. إِعْطِي الله مِمَّا لَكْ .. إِعْرَف مَا هِيَ وَزْنِتَك وَبِمَاذَا مَيَّزَك الله وَاعْرِف شَخْصِيِتَك .. مَاذَا أنَا ؟ هَلْ الأُمُور عِنْدَك مُعْتَدِلَة ؟ لِنَفْرِض أنَّ شَخْص يُحِب التَّرْفِيه هذَا جَيِّدْ لكِنْ لاَ تَكُنْ حَيَاتَك كُلَّهَا تَرْفِيه لأِنَّ جَمَال التَّرْفِيه أنْ يَأتِي وَسَطْ المَسْئُولِيَّة .. أكْثَر شِئ يُعَرِّفْنِي مُيُولِي مَنْ حَوْلِي .. مَنْ حَوْلَك يُعَرِّفَك ذَاتَك إِنْ كُنْت مُتَكَبِر أم مُتَضِعْ .. قَائِدْ أوْ غِير قَائِدْ .. فِي الخَارِج يَعْرِفُون الشَّخْصِيَات القِيَادِيَّة مُنْذُ الطُفُولَة أثْنَاء اللِعْب وَيَبْحَثُون عَنْ مَنْ هُوَ مَسْئُول .. فَمَثَلاً طِفْل يُهْزَم فِي لِعْبَة يِحْزَن وَآخَر يِضْحَك وَلاَ يَهْتَمْ .. الَّذِي يَضْحَك هُوَ شَخْص غِير مَسْئُول بَيْنَمَا الَّذِي يَحْزَن هُوَ شَخْص مَسْئُول وَقَائِدْ .. لِنَفْرِض أنَّكَ أعْطِيتْ أطْفَال حَبْل وَطَلَبْت مِنْهُمْ أنْ يُشَكِّلُوا دَائِرَة .. الطِّفْل الغِير مَسْئُول لاَ يَهْتَمْ بِمَوْقِعَهُ فِي الدَّائِرَة بَيْنَمَا الطِّفْل المَسْئُول يَهْتَمْ بِمَوْقِعَهُ فِي الدَّائِرَة وَيُرَتِبْ مَنْ مَعَهُ .. هذَا قَائِدْ .. جَيِّدْ أنْ تَعْرِف قُدْرَاتَك لَيْسَ لِكَيْ تَتَكَبَّرْ بَلْ لِتُتَاجِر لِحِسَاب الله .. إِنْسَان يُحِبْ التَّسْبِيح وَآخَر يُحِب الإِنْجِيل وَآخَر الصَّلاَة .. المُهِمْ أنْ نُتَاجِر لِحِسَاب الله . (3) كَيْفَ نُتَاجِر بِالوَزْنَة ؟ ======================================= لاَ يَكْفِي أنْ نَعْرِف وَزَنَاتْنَا وَمَوَاهِبْنَا بَلْ لاَبُدْ أنْ نُنَمِّي مَوَاهِبْنَا .. هَلْ تِعْرَف كُمْبُيُوتَرْ ؟ هذَا أمْر جَيِّدْ نَمِّي هذِهِ المَعْرِفَة وَاعْمَلْ أبْحَاث وَتَرَانِيمْ .. كَثِيرُون يُحِبُّون تَقْدِيمْ الأبْحَاث عَلَى C . D .. الأنْ تَسْتَطِيعْ أنْ لاَ تَشْتَرِي كِتَاب وَتَقْرأ أيْضاً مِنْ الكُمْبُيُوتَرْ .. هذَا جَيِّدْ .. كَثِيرُونَ يَعْرِفُونَ كُمْبُيُوتَرْ لكِنْ لِلأسَفْ يَسْتَخْدِموه فِي تَفَاهَات مِثْل الألْعَاب وَالأغَانِي فَقَطْ .. كَيْفَ أسْتَفِيدْ بِمَوَاهِبِي ؟ .. عَطَايَا الله لِيَّ !! يَقُولُون أنَّ الَّذِي لاَ يُتَاجِر بِوَزَنَاتُه يَجْلِبْ عَلَى نَفْسُه نَقْمَة .. مِنْ هُنَا كُلَّ إِنْسَان لَمْ يَكْتَشِفْ مَوْهِبَتُه أوْ إِكْتَشَفْهَا وَلَمْ يُتَاجِر بِهَا يُدَان . الله يَقُول لَهُ كُنْت أُرِيدَك أنْ تَشْعُر بِقِيمَتَك وَتِفْرَح .. كُنْت أُرِيدَك أنْ تَعْرِف رِسَالْتَك مِنْ خِلاَل الألْحَان أوْ سِيَرْ القِدِّيسِينْ أوْ تَفَوُقَك فِي دِرَاسْتَك .. لِمَاذَا دَفَنْت وَزْنِتَك ؟ لِذلِك أمر خَطِير جِدّاً إِنْ لَمْ تُتَاجِر بِوَزَنَاتَك .. عِنْدِي وَقْت .. مَاذَا أفْعَل فِيه ؟ هَلْ أُبَدِّدَهُ أم أسْتَفِيدْ مِنْهُ ؟ سِرْ عَظَمِة الإِنْسَان أنَّهُ يُوَظَّفْ وَقْتَهُ بِطَرِيقَة صَحِيحَة وَيَسْتَخْدِمَهُ بِطَرِيقَة جَيِّدَة .. الله يُقَدِّس كُلَّ الطِّبَاع .. عِنْدَمَا نَرَى نَحَمْيَا الغَيُور وَبُولِس الفَيْلَسُوف .. يُوحَنَّا الهَادِئ .. مُوسَى الحَلِيم .. الله يَسْتَخْدِم الكُلَّ .. الله يُرِيدْ الشَّخْص الإِجْتِمَاعِي أنْ يَشْعُر بِرِسَالَة وَيَعْرِف دُورُه وَأمَانَتَهُ إِتِجَاه الآخَرِينْ .. أيْضاً يُرِيدْ الشَّخْص الهَادِئ فِي الصَّلاَة وَالخِدْمَة .. وَيُرِيدْ النَشِيطْ فِي الإِفْتِقَادْ وَالعَمَلْ .. الله يُرِيدْ الكُلَّ .. جَيِّدْ أنْ تَعْرِف وَزْنِتَك وَتُتَاجِر بِهَا .. قُلْ لَهُ أعْطِنِي يَا الله وَزَنَات وَسَأُقَدِّم لَكْ الوَزَنَات وَالرِبْح . عِنْدَمَا أرَادَ الله أنْ يَبْنِي خَيْمَة الإِجْتِمَاع إِسْتَخْدِم فِيهَا النَّجَار وَصَانِعْ النَّسِيج وَالكَّاهِنْ وَالشَّعْب وَصَانِعْ الذَّهَبْ حَتَّى الخَزَّاف .. الكُلَّ يُكَمِّلْ بَعْضُه .. الله مُحْتَاج لِكُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا لِيُكَمِّلْ بِهِ الآخَر .. إِكْتَشِفْ مَوْهِبَتَك وَتَاجِرْ بِهَا وَلاَ تَقُلْ لَيْسَ عِنْدِي .. لاَ .. عِنْدَك وَزَنَات .. قَدْ يَقُول إِنْسَان كَيْ لاَ يُدِينَنِي الله سَوْفَ لاَ أفْعَلْ شِئ كَيْ لاَ أُخْطِئ وَسَأصْمُت طُول العُمْر .. لاَ .. تَاجِرْ وَارْبَح وَقُلْ لَهُ { نُقَرِّب لَكْ قَرَابِينَك مِنْ الَّذِي لَك ...... } ( مَا يَقُولَهُ الكَّاهِنْ فِي السَّجْدَة الأُولَى مِنْ القُدَّاس البَاسِيلِي ) . (4) كَيْفَ أتَاجِرْ لِحِسَاب الْمَسِيح ؟ ===================================================== لِنَفْرِض أنَّ إِنْسَان يُحِب القِرَاءَة أوْ العَزْف أوْ مَوْهِبَتُه الخَطْ الجَيِّدْ .. فَلْيَتَاجِرْ بِمَوْهِبَتُه لِحِسَاب الْمَسِيح وَلاَ يَتَكَبَّرْ بِهَا .. الله أعْطَاك المَوْهِبَة كَوَدِيعَة وَقَالَ لَكْ خُذْ هذِهِ عِنْدَك لكِنْ إِنْتَبِه لأِنِّي عِنْدَمَا آتِي سَأخُذْهَا بِرِبْح .. لِذلِك تَاجِرْ لِحِسَاب الله وَلَيْسَ لِنَفْسَك .. مَوْهِبَتَك لَيْسَتْ لِلإِفْتِخَار بَلْ لِمَجْد الْمَسِيح .. بُولِس الرَّسُول كَانَ لَدَيْهِ فَلْسَفَة .. الله قَالَ لَهُ إِكْتِبْ رَسَائِلْ لِلعَالَمْ كُلُّه عَرَّفْهُمْ حَلاَوِة يَسُوع وَمَجْدُه فَكَتَبْ أرْبَعَة عَشَرَ رِسَالَة .. جَعَلَ مَوْهِبَتُه لِمَجْد الْمَسِيح . أيْضاً يَشُوع كَانَ قَائِدْ حَرْب قَالَ لَهُ الله لاَ تَتَكَبَّرْ بَلْ لِتَكُنْ مَوْهِبَتَك لِمَجْدِي .. دَانِيَال كَانَ عِنْدَهُ مَوْهِبَة تَفْسِير الأحْلاَم .. يُوسِفْ .. أثَنَاسْيُوس كَانَتْ عِنْدَهُ قُوَّة شَخْصِيَّة إِسْتَخْدِمْهَا لِيَقِفْ أمَام العَالَمْ كُلُّه وَأيْضاً عِنْدُه مَعْرِفَة لِلاَّهُوْت حَتَّى قِيلَ لُوْلاَ أثَنَاسْيُوس لَصَارَ العَالَمْ كُلَّهُ أرْيُوسِياً .. أرْيُوس كَانَ يَقُول أنَّ الْمَسِيح لَيْسَ هُوَ الله أي أصْبَح غِير مَسِيحِي .. أثَنَاسْيُوس وَقَفَ ضِدَّهُ .. أنْطُونْيُوس أحَبَّ الهُدُوء وَالصَّلاَة وَتَاجِرْ وَرَبَحْ لِمَجْد الْمَسِيح .. القِدِيسَة دِمْيَانَة كَانَ لَهَا قُوَّة شَخْصِيَّة وَإِرَادَة فَكَانَتْ قَائِدَة لِعَذَارَى إِسْتُشْهِدْ مِنْهُنَّ أرْبَعِينَ عَذْرَاء مَعَهَا . إِعْرَف وَزَنَاتَك وَتَاجِرْ بِهَا لِحِسَاب الْمَسِيح .. لاَ يُوْجَدْ إِنْسَان بِدُون مَوَاهِبْ .. عَدُو الخِير يَجْعَلْنَا نَنْظُر لأِنْفُسْنَا عَلَى أنَّنَا بِدُون فَائِدَة وَلَيْسَ بِنَا شِئ جَيِّدْ .. لاَ .. الكُلَّ عِنْدُه وَزَنَات وَمَوَاهِبْ المُهِمْ أنْ نَكْتَشِفْ وَنُتَاجِرْ .. لاَ تُوْجَدْ مَوْهِبَة دَاخِلَك بِدُون قَصْد .. الكُلَّ بِقَصْد مِنْ الله لِتُتَاجِرْ وَتَرْبَح بِهَا لِحِسَاب الْمَسِيح .. الله أعْطَاك مَوْهِبَة كَيْ تُحِبُّه بِهَا وَتَجْعَل النَّاس كُلَّهَا تُحِبُّه مِنْ خِلاَلْهَا . أسْتِير المَلِكَة كَانَتْ جَمِيلَة فَجَعَلَهَا الله مَلِكَة كَيْ تُنْقِذْ شَعْب الله .. أي أنَّ الله يُعْطِي الوَزْنَة لِلإِنْسَان بِقَصْد لِذلِك جَيِّدْ أنْ تَكُون مَوْهِبَتَك لَيْسَتْ لِذَاتَك بَلْ لِلْمَسِيح .. بُولِس الرَّسُول يَقُول { أَيُّ شَيْئٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذَهُ . وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَأْخُذْ } ( 1كو 4 : 7 ) .. أي ألَيْسَ كُلَّ شِئ أخَذْتَهُ ؟ فَلِمَاذَا تَفْتَخِر بِمَا أخَذْت وَكَأنَّكَ لَمْ تَأخُذْ ؟ لِذلِك لَيْتَكَ تَعْلَمْ أنَّ الله زَيَّنَك بِمَوَاهِبْ وَعَطَايَا إِكْتَشِفْهَا وَتَاجِرْ بِهَا لِحِسَاب مَجْد الْمَسِيح . رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي

يَقُول المَزْمُور﴿ سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لأِنِّي مِنْ أحْكَامَك جَزَعْت ﴾( مز 118 مِنْ الخِدْمَة الأُولَى مِنْ صَلاَة نِصْف اللِّيل – القِطْعَة 15) .. ثَبِّتْ خُوفَك بِمَسَامِير فِي لَحْمِي ..الإِنْسَان مِحْتَاجٌ أنْ يَعِيش خُوف الله فِي حَيَاتُه لأِنَّ الإِنْسَان عِنْدَمَا يَحْيَا المَخَافَة يَعْتَقُه الله مِنْ أُمور كَثِيرَة ..عِنْدَمَا يَعِيش الإِنْسَان المَخَافَة يَجِدٌ فَوَاصِل كَثِيرَة بَيْنُه وَبَيْنَ الخَطِيَّة .. عِنْدَمَا تَكُون المَخَافَة أمَام عَيْنِيّ الإِنْسَان سَيُفَكِّر ألْف مَرَّة قَبْل أنْ يَسْقُط أوْ يَفْعَل أي أمر .. أحْيَاناً نَسْتَغِل حَنَان الله وَطِيبْتُه وَأنَّهُ مِنْتِظِرْنَا وَيُرِيدْ رُجُوعْنَا وَيَقْبَلْنَا وَسَيَقْبَلْنَا وَلأِنَّنَا لاَ نَرَى فِي الله سِوَى حَنَانُه إِتَّكَلْنَا عَلَى ذلِك فَصِرْنَا نَفْعَل أي شِئ تَحْت هذَا البَنْد هَلْ لأِنَّهُ طَيِّبْ نَتَمَادَى ؟ هَلْ لأِنَّهُ طَيِّبْ نَحْيَا الإِسْتِهَانَة ؟ .. لاَ .. لاَبُدْ أنْ نَتَعَامَل مَعَ الله بِمَا يَلِيقٌ بِحُبُّه وَأيْضاً بِمَا يَلِيقٌ بِمَخَافَتُه مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يَضَعْ فِي رِسَالَتُه إِلَى رُومْيَة قَانُون جَمِيل هُوَ ﴿ فَهُوَذَا لُطْفُ اللهِ وَصَرَامَتُهُ أَمَّا الصَّرَامَةُ فَعَلَى الَّذِينَ سَقَطُوا . وَأَمَّا اللُّطْفُ فَلَكَ إِنْ ثَبَتَّ فِي اللُّطْفِ وَإِلاَّ فَأَنْتَ أَيْضاً سَتُقْطَعُ ﴾( رو 11 : 22 ) .. الله صَارِم وَلَطِيفْ الإِثْنَان مَعاً .. لِذلِك الله يُرِيدَك أنْ تَتَعَامَل مَعَهُ بِحُبُّه وَفِي نَفْس الوَقْت بِمَخَافَة .. مُشْكِلِة الإِنْسَان عِنْدَمَا يَسْتَهْتَر وَيَسْتَهْتَر .. وَعِنْدَمَا يَفْعَل الخَطِيَّة يَتَمَادَى وَلاَ يَشْعُر بِهَا حَتَّى أنَّ أَيُّوب الصِّدِّيق يَقُول ﴿ الشَّارِبُ الإِثْمَ كَالْمَاءِ ﴾ ( أي 15 : 16) .. هَلْ يَشْرَب الإِنْسَان المَاء وَتَعَبْ مِنُّه ؟ أي يَفْعَلُون الخَطِيَّة دُونَ أنْ يَدْرُوا .. أي مُمْكِنْ إِنْسَان يِكْذِب .. عَادِي .. قَدْ يِشْتِهِي مَا لِغِيرُه .. عَادِي .. يَفْعَل خَطَايَا ضِدٌ جَسَدُه .. عَادِي .. يَسْتَهْتَر بِالكِنِيسَة .. عَادِي .. يُوْم مَعَ يُوْم صَارَ الأمر سُلُوك فِي الكِنِيسَة الأُولَى كَانَتْ لَهَا قَوَانِينْ مُخِيفَة .. مُجَرَّدٌ أنْ يَضْحَك إِنْسَان فِي الكِنِيسَة يُبْعَدٌ عَنْهَا سَنَة .. الَّذِي يَسْعَل .. يَبْصِقٌ أوْ يَعْطَس يُبْعَدٌ سَنَة .. قَدْ تَقُول أنَّ بِهَا تَشَدُّدٌ زَائِدْ لكِنْ هَلْ تَصِل إِلَى دَرَجِة أنَّ الَّذِي يَسْعَل يُطْرَدٌ خَارِجاً ؟ أمَّا نَحْنُ فَنَمْزَحٌ دَاخِل الكَنِيسَة .. مَا مَعْنَى هذَا ؟ مَعْنَاه أنَّ المَخَافَة تَقِلْ لأِنَّ الله طَيِّبْ وَحَنُون وَ نَحْنُ لَمْ نَأتِ اليُّوم لِنَجْعَلْكُمْ تَتَعَامَلُون مَعَ الله الغِير طَيِّبْ الصَّارِم .. لاَ .. الله حَنُون وَطَيِّبْ جِدّاً جِدّاً جِدّاً .. لكِنَّهُ أيْضاً صَارِم لِذلِك يَقُول فِي سِفْر مَلاَخِي ﴿ إِنْ كُنْتُ أَنَا أَباً فَأَيْنَ كَرَامَتِي وَإِنْ كُنْتُ سَيِّداً فَأَيْنَ هَيْبَتِي ﴾ ( ملا 1 : 6 ) .. نَعَمْ أنْتَ تُحِبِّنِي لكِنْ لاَبُدْ أنْ تَكُون لِي كَرَامَة .. لِذلِك يَقُول مُعَلِّمْنَا مَارِبُطْرُس الرَّسُول ﴿ سِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ ﴾ ( 1بط 1 : 17) – أي تُوْجَدٌ مَخَافَة – .. أيْضاً فِي رِسَالِة بُولِس الرَّسُول إِلَى أهْل فِيلِبِّي ﴿ تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ ﴾ ( في 2 : 12) .. وَرَبَّنَا يَسُوع لَهُ المَجْد يَقُول﴿ لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَبَعْدَ ذلِكَ لَيْسَ لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ . بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ ﴾( لو 12 : 4 – 5 ) .. – أي تُوْجَدٌ مَخَافَة – يُوْجَدٌ شِئ تَخَافْ مِنْهُ ﴿ خَافُوا مِنَ الَّذِي بَعْدَ مَا يَقْتُلُ لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ ﴾ ( لو 12 : 5 ) .. إِذاً يُوْجَدٌ شِئ إِسْمُه مَخَافِة رَبِّنَا يَسُوع يِكَلِّمْنَا عَنْهَا .. فِي رِسَالِة يَهُوذَا يِقُول ﴿ خَلِّصُوا الْبَعْضَ بِالْخَوْفِ ﴾ ( يه 23 ) .. أي كَلِّمُوا بَعْضَكُمْ عَنْ المَخَافَة .. سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي .. لاَبُدْ أنْ تُوْجَدٌ مَخَافَة .. نَقُول مَثَلاً دَخَل طِفْل مَعَ أبِيهِ الكِنِيسَة وَهُوَ مِتْعَصَبْ وَيِشْتِمْ بِألْفَاظ صَعْبَة أوْ يَبْصِقٌ عَلَى مَنْ فِي الكِنِيسَة .. أبْسَطْ شِئ وَاحِدٌ مِنَّا يَنْتَهِرُه .. وَنِسْألُه هَلْ لاَ تُحِبُّه ؟ يَقُول كَيْفَ وَهَلْ لِكَيْ أُحِبُّه لاَ أُقَوِّمُه ؟ .. نَعَمْ أُحِبُّه وَلِذلِك لاَ أصْمُت عَنْ أي خَطَأ يَفْعَلُه .. لاَبُدْ أنْ تَكُون هُنَاك مَخَافَة مِنْ أكْثَر الأشْيَاء الَّتِي تِتْعِبْ الشَّبَاب وَتِكْبَر دَاخِلْهُمْ أنْ يَقُول الشَّاب لَنْ أتُوب الأنْ .. العُمْر أمَامِي عِنْدَمَا أكْبَر سَأتُوب لأِنِّي الأنْ شَاب .. وَيَصِل إِلَى دَرَجِة يِشْرَب الإِثْم كَالمَاء حَتَّى أنَّهُ يِكْذِبْ وَلاَ يَشْعُر فِي البِدَايَة يُشْعُر إِنُّه يِكْذِبْ وَيَتَمَادَى حَتَّى أنَّ البَعْض يَعْتَبِر أنَّ الكِذْب ذَكَاء فَأصْبَح لاَ يَحْزَنْ مِنْ كِذْبُه بَلْ يَعْتَبِر أنَّ الكِذْب مَهَارَة وَيُتْقِنْ الكِذْب وَقَدْ يَصْنَعْ مِنْ الكِذْب دِرَامَا وَيُخْرِجْهَا وَيَزِيدْ مِنْ الإِخْتِرَاعَات إِلَى أنْ يَصِير هذَا الأمر سُلُوك .. كَذلِك الأفْكَار الشَّهْوَانِيَّة أصْبَح لاَ يَطْرُدْهَا بَلْ يَسْعَى إِلَيْهَا حَتَّى وَهيَ بَعِيدَة عَنُّه وَيُحْضِرْهَا لِنَفْسُه وَيَتَمَادَى فِيهَا وَيَزِيدْ مِنْ خَيَالْهَا فَتُؤَثِر فِيه وَتِتْعِبُه .. لاَ تُوْجَدٌ مَخَافَة فَصَارَبِلاَ رَقِيبْ هُنَا نُشَبِّه النَّفْس بِمَبْنَى وَالمَبْنَى لاَبُدْ أنْ يَكُون فِيهِ ثَلاَثَة أشْيَاء هِيَ حَوَائِطْ وَنَوَافِذْ وَبَاب .. الحَائِطْ يَحْمِينَا مِنْ الَّذِينَ فِي الخَارِج .. إِذاً الحَائِطْ فِي أنْفُسْنَا هَدَفُه أمن .. يَجْعَل فَوَاصِل بَيْنَنَا وَبَيْنَ الشُّرُور ..النَّوَافِذ فَائِدَتْهَا تُعْطِي إِضَاءَة .. إِذاً لاَبُدْ أنْ يَكُون عَنْدِنَا نَوَافِذْ نَرَى مِنْهَا الله وَنُكَلِّمُه وَحَوَائِطْ تَحْمِينَا .. أمَّا البَاب فَهُوَ الإِرَادَة أي الأُمور الَّتِي نَخْتَار أنْ نَفْتَح لَهَا أوْ نَصُدَّهَا .. تَخَيَّل لَوْ هُدِمَتْ الحَوَائِطْ ..إِذاً لاَ تَحْتَاجٌ لِبَاب أوْ نَوَافِذْ لأِنَّهُمَا بِلاَ فَائِدَة وَالَّذِي يُرِيدْ أنْ يَدْخُل سَيَدْخُل .. لِذلِك إِسْتِمْرَار الخَطَايَا يُسَلِّطْهَا عَلَى الإِنْسَان .. وَعَدُو الخِير لَهُ مِنْ الحِيَل مَا يَجْعَل الإِنْسَان يِعِيش فِي خِدْعَة لِذلِك يَقُول ﴿ سِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ ﴾ .. ﴿ سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لأِنِّي مِنْ أحْكَامَك جَزَعْت ﴾ .. لاَ يَارَبَّ أنَا أُرِيدْ مَخَافَتَك دَاخِلِي هُنَاك فِئَة فِي الكِنِيسَة الأُولَى إِسْمَهَا (( خَائِفِي الله )) .. يُقَال هذَا رَجُل تَقِي لأِنَّهُ يَخَاف الله مِثَال إِنْسَان يِشْتِرِي مِنْ بَائِعْ وَيَتْرُك آخَر وَيَقُول لأِنَّهُ يَخَاف الله وَلاَ يُزِيدْ مِنْ الأسْعَار وَلاَ يَغِش المِيزَان .. شِهَادَة جَمِيلَةٌ .. يَخَاف الله .. إِحْذَر أنْ تَتَخَيَّل أنَّهُ كُون أنَّكَ شَاب وَأنَّكَ فِي سِنْ الطَّاقَة وَالقُّوَة أنَّكَ لاَ تَخَاف الله وَأنَّ الَّذِي يَخَاف الله هُوَ الَّذِي يِكْبَر فِي أيَّامُه .. لاَ ..مَخَافِة الله مَنْهَجٌ لاَبُدْ أنْ يَسْتَمِر فِي حَيَاتَك لأِنَّ كُلَّ فِتْرَة تَمُر عَلِيك بِدُون مَخَافِة الله تَتْرُك فِيك أضْرَار وَأضْرَار .. وَإِحْذَر أنْ تَتَخَيَّل أنَّ الخَطِيَّة لَهَا مَرَاحِل تَقِفْ عِنْدَهَا .. أبَداً .. بَلْ كُلَّ مَا تُمَارِس الخَطِيَّة كُلَّمَا نَمِتْ دَاخِلَك كُلَّمَا إِزْدَادٌ سُلْطَانْهَا .. كُلَّمَا ضَعُفَتْ إِرَادْتَك كُلَّمَا إِنْسَحَبْ خُوف الله مِنْ القَلْب لِذلِك يَقُول فِي المَزْمُور ﴿ لَمْ يَجْعَلُوا اللهَ أَمَامَهُمْ ﴾ ( مز 54 : 3 ) .. وَيَقُول فِي سِفْر الرُؤْيَا﴿ خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْداً ﴾ ( رؤ 14 : 7 ) .. أيْضاً يَقُول ﴿ مَنْ لاَ يَخَافَكَ يَارَبُّ وَيُمَجِّدُ اسْمَكَ لأَِنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ ﴾ ( رؤ 15 : 4 ) .. مَنْ لاَ يَخَافَك يَارَبَّ ؟ بُولِس الرَّسُول يَقُول﴿ لاَ تَسْتَكْبِرْ بَلْ خَفْ ﴾ ( رو 11 : 20 ) .. سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي .. أُرِيدْ مَخَافَتَك تُسَمَّر دَاخِلِي .. أُرِيدْ أنْ أعْمَل مَا يُرْضِيك .. ألَسْنَا نَقُول ﴿ القِدِّيسِينْ الَّذِينَ أرْضَوْكَ مُنْذُ البَدْء ﴾( مَا يُقَال فِي مَجْمَع القِدِّيسِينْ ) مَاذَا أفْعَل لِكَيْ أخَاف الله ؟ ثَلاَثَة كَلِمَات:-

حينما أنا ضعيف حينئذ أنا قوى

آية جميلة فى سفر يوئيل تقول " ليقل الضعيف بطل أنا " .... كثيراً ما نرى أنفسنا ضعفاء قليلين , خطاه مجهولين , ولا نساوى شئ , بل ونجذب أنفسنا لأسفل ... هذا الإحساس يُفرِح عدو الخير جداً , لأن الإنسان عندما يشعر أنه لا شئ يبدأ فى السقوط فى الخطايا , فهو فى رأى نفسه بلا قيمة وليس بغالى , ولذلك لا فرق عنده إن سقط أو إن لم يسقط , لكن عندما يشعر أنه غالى وذو قيمة يحترس لنفسه من السقوط * ليقل الضعيف بطل أنا ... هل هذا الشعور يجلب كبرياء ؟ ... لا ... فهناك فرق بين إحساس الإتضاع المصحوب بالقوة , والكبرياء المصحوب بالقوة ... متى يشعر الإنسان أنه قوى وغيرمتكبر ؟ عندما يشعر أن القوة من الله لا منه , هذا إنسان غير متكبر , إنسان لسان حاله يقول " معونتى من عند الرب " .. " إن قام على جيش فلن يخاف قلبى .. ففى هذا أنا مطمئن " .. كيف يقول هذا عن نفسه ويكون متكبر ؟ لا .. هو واثق أن إلهه يعطيه هذه القوة وليست من ذاته .. لذلك قال داود النبى " بإلهى تسورت أسواراً " ويقول بولس الرسول " أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى " نحن نشعر بالقوة عندما يكون معنا الله وفينا وبه نحيا ونتحرك ونوجد , لذلك أنا قوى بالله .. لكن عندما ينظر الإنسان لنفسه يضعف , ولما ينظر للمسيح يتقوى ويفرح , لذلك قال بولس الرسول " حينما أنا ضعيف حينئذ أنا قوى " لأنى عندما أشعر أنى ضعيف لكن المسيح معى عندئذ أشعر بقوة كبيرة معى .... متى يشعر الإنسان بصغر النفس ؟ لماذا يشعر بالضعف ؟ ... متى أشعر أنى ضعيف وفى نفس الوقت لا أشعر بصغر نفس ؟ .. وما هو صغر النفس ؟ * صغر النفس هو أنى أشعر أنى مجرد مجموعة سلبيات فقط ..... متى أشعر أنى ضعيف ومتضع ؟ ومتى أشعر بصغر النفس ؟ المتضع هو من يشعر أنه ضعيف فى وجود الله , وصغير النفس هو من يشعر أنه ضعيف ويقيس نفسه بنفسه ..... صفر = صفر .. لكن لو وضعنا بجانبه واحد (1) عندئذ يساوى عشرة (10) ... أنا وحدى أساوى صفر لكنى بيسوع أساوى عشرة ... لو وضعنا أكثر من صفر , صفرين , ثلاثة أصفار , أربعة أصفار ..ستزداد القيمة الى مائة , ألف , ..... إذاً أى عدد من الأصفار مع المسيح تساوى قيمة كبيرة جداً ..... إذاً الأمر ليس فى عدد الأصفار إنما فى الواحد لأنه مهما إزداد عدد الأصفار وحدها فقيمتها معاً تساوى صفر , إذاً القيمة تأتى من الواحد بجانب هذه الأصفار .... هذا يعلمنا أنه كلما إزداد إتضاعى كلما صرت بالمسيح قوى بل أقوى , لكن بدون المسيح أضعف أكثر ..... إذاً شعورى بالقوة ليس لأن القوة من ذاتى بل من الله .. لأن لى إله قوى أشعر بقوته فى حياتى ومعونته , أنا متكل على كلمته " ككلمتك إحينى ", متكل على بركته وعمله ..... هل أشعر بوجود الله فى حياتى ؟ ووجوده هل يشعرنى بقوة أم لا ؟ كلما شعرت بوجوده فى حياتى أكثر كلما شعرت بقوته أكثر * الله إختارتلاميذ ضعفاء لتصير القوة منه ... لنفرض أنك قلت لى أنا أشعر أنى ضعيف إمكانيات وعائلة وذكاء ومال و... , أقول لك أن كل ما ذكرته لى لا يعطى قوة , لكن لو عكست الأمر أنت غنى وذكى وذو جاة وعائلة و.... , أقول لك وكل هذا أيضاً بدون المسيح ليس قوة .. القوة هى من عمل الله فى حياتى , قد يكون شخص مثل بولس الرسول واقف يُحاكم ومكبل بالحديد ويُلطم , ورغم ذلك يشعر بقوة أكثر ن الوالى الذى يحاكمه , حتى أن بولس يعظ الوالى الذى صارخائف من بولس , الأمر عُكس لأنه يشعر أن بولس فيه قوة شديدة تحركه وترفعه أيضاً بطرس الرسول رأى يسوع ففرح وسار على الماء , لكنه لما تحولت عينيه عن المسيح خاف وقلق , بدأ يغرق .... لماذا ؟ لأنه لما حول عينيه عن يسوع رأى ضعفه البشرى وخطورة البحر فبدأ يغرق , لكنه عندما إستنجد بيسوع أنقذه ..... هكذا عندما أنظر الى إمكانياتى وظروفى الصعبة قد أضعف , لكن عندما تكون عينى على المسيح فإنى أظل بضعفى وظروفى الصعبة لكنى قوى به من أكثر الأمور التى تحارب الإنسان وخاصة البنات أن يشعره عدو الخير أنه رخيص بلا قيمة وغير محبوب وليس به شئ جيد أو صالح ... لا.... قل له نعم أنا ضعيف لكن لى إله قوى , وكما تقول عروس النشيد " أنا سوداء وجميلة " , كيف تكون سوداء وجميلة فى ذات الوقت ؟ تقول لأنه هو جمالى ... أنا لست بجميلة لكنه هو الذى جعلنى جميلة ببهائه , أنا ضعيفة لكنه جعلنى قوية بقوته هو ... لذلك من أفضل الأمور التى تفيد الإنسان شعوره أن الله معه ويقويه .... عندما تشعر أنك لا شئ فكر فى أمور جميلة أعطاك الله إياها , قل له أولاً أشكرك لأنى مسيحى , ولأنك عرفتنى بذاتك , وأشكرك على بيتى لأنه يعرفك ولأنه إهتم بى , أشكرك لأنك أعطيتنى أسرة ترعانى , وأعطيتنى عقل يفهم ويفكر , وأعطيتنى جسد يتحرك , وأعطيتنى....... , فكر فى أمور كثيرة حلوة أعطاك الله إياها , وأكيد الله أعطاك مواهب كثيرة ... أشكر الله على كل شئ عندئذ تتشدد نفسك قد تقول لى لنفرض أنى لا أعرف أن أعمل كذا فماذا أفعل ؟ أقول لك قد لا تعرف أن تفعل كذا لكنك تعرف أن تعمل أمور أخرى .. كل واحد منا له أمر ضعف وأمر نافع يفعله .. المهم هو أنه جيد أن تعرف أن قوتك ليست منك بل من الله , قل له يارب أنا ضعيف لكنى قوى بك فأنا أحتمى بك قال الملاك لجدعون سأخلص شعبى بك , قال له جدعون كيف وأنا مختبئ لأهرب المحصول من المديانيين , أنا متعب من عدوى وعشيرتى هى الذلى فى منسى , فإن كان الله معنا فلماذا يحدث معنا كل هذه الأمور ؟ .. فقال له الله سأستخدمك أنت وأغير بك الكثير , إجمع الشعب , فجمع ثلاثين ألفاً , فقال له الله هذا عدد كبير, قال له جدعون لكن المديانيين أقوياء , فقال له الله لا تخف منهم , قل للشعب الذى جمعته من كان خائف فليرجع .. فتراجع سبعة وعشرون ألفاً منهم وظل ثلاثة ألاف , فقال له الله وهذا أيضاً عدد كبير قل لهم أن يتقدموا للمياه للشرب والذى يشرب بيده هو الذى يذهب معك لمحاربة مديان , فجمع ثلاثمائة فقط وحارب بهم مديان وغلب , الله فال له أنا قادر أن أستخدمك بهذا العدد القليل ...... الله قادر أن يستخدمنا بضعفنا وضعف إمكانياتنا لكن القوة من عنده هو .. الله يحب أن يرى فينا روح قوة لأننا أولاده تخيل شخص مثل مار مرقس يكرز لبلد وحده , مارمرقس كرز لمصر كلها وحده , لم يخف رغم أنه لم يكن له فيها أحد يسأل عنه أو يدافع عنه ويسنده ... نسأله كيف فعلت كل هذا ؟ يقول أنا ضعيف لكنى قوى وداخلى صوت الله وقوته وبه أغير بلاد وليست بلد واحدة فقط .. وهذا ما حدث هل ترى نفسك قوى ؟ هل ترى نفسك بعين المسيح أم بعين نفسك ؟ .. أنظر الى نفسك بعين المسيح , هو أعطاك قدرات جميلة وكلما إقتربت منه كلما شعرت كم حفظك وفرحك ....... وأجمل ما فى المسيحية أنها تشعرنا كم نحن ضعفاء بأنفسنا لكن أقوياء بالمسيح ... نحن فى أنفسنا لا نملك شئ لكن بالمسيح نملك كل شئ ونستطيع أن نملك كل شئ , هو قادر أن يعطى ويغير " إختار الله ضعفاء العالم ليخز بهم الأقوياء , إختار المذدرى وغير الموجود ليخزى الموجود " أصعب شئ أن يحتقر الإنسان نفسه ... لا ... أنظر الى نفسك بعين المسيح , كيف يراك المسيح ؟ يراك إبنه ومجده فيك , يراك أجمل ما فى الخليقة , خلق الخليقة كلها لك لتكون أنت زينتها وكاهنها .. هذا هو قصد الله من وجود الإنسان فى الحياة , أن يكون صورة الله المنيرة وسط ظلمة العالم ويعلن قوة ومجد الله لا تستسلم للحزن والفشل , وناد إسم يسوع كثيراً وإرشم صليبك , وإحتمِ فى القديسين كثيراً... قدموا لله ضعفاتكم لتأخذوا بدلاً منها قوة , قدموا القليل لتأخذوا الكثير .. وهذا أجمل إختبار يتذوقه الإنسان فى حياته موسى النبى أرسل إثنى عشر جاسوس ليتجسسوا أرض الميعاد , عشرة منهم أشاعوا مزمة وقالوا أن الأرض صعبة جداً تأكل ناسها ورأينا هناك بنى عناق وكنا فى أعينهم كالجراد , بينما الإثنان الأخرين قالا " الأرض جيدة جداً جداً إن سُر الله بنا يعطيها لنا " إننا قادرون عليها , نسألهما هل معكما عدة للحرب لتمتلكا بها الأرض ؟ فكيف إذاً تقولان أننا قادرون عليها بينما العشرة الأخرين يقولون أنها صعبة جداً ؟ .. يقول الكتاب عن كالب بن يفنة ويشوع بن نون أنه " كان معهما روح أخر "روح الله عملت فيهما , ولما سألوهما عن بنى عناق قالا " إنهم خبزنا " سنأكلهم .... معهم روح قوة * لا تنظر لظروفك الصعبة ولا لإمكانياتك الضعيفة بعينك أنت بل أنظر لها بعين المسيح التى تسندك .. أخطر شئ أن تنظر الى سلبياتك فقط , لا , أنظر الى سلبياتك وإيجابياتك أيضاً فى ضوء المسيح , عندئذ ستجد المسيح هو سر فرحك وقوتك وذكاءك و..... وإن حاربك روح ضعف أطرده * فى أحد الأيام ذهب الى القديس الأنبا بيشوى أحد أولاده وقال له أنا كثير السقوط فى الخطية , فأعطاه الأنبا بيشوى تدريب ليسير به فى جهاده , وبالفعل عاش بالتدريب وجاهد لكنه عاد بعد فترة بنفس الضعف , فأعطاه تداريب أخرى , وتكرر الأمر وفى كل مرة يعود بنفس الضعف رغم أنه يعيش التدريب الذى يعطيه إياه أبوه القديس , وفى النهاية سأله الراهب هل ترى يا أبى أنى أنفع فى الرهبنة أم لا ؟فقال له الأنبا بيشوى لا لن تنفع , فحزن تلاميذه وقالوا له لماذا يا أبانا قلت له لن تنفع ؟ فقال لهم لأن به روح ضعف عندما يسيطر على الإنسان روح ضعف يكون تقدمه صعب , لكى تتقدم فى حياتك الروحية بدل روح الضعف الذى فيك بروح قوة وأطلبها من الله ,قل له يارب قوينى وتوبنى وإسندنى ,أنا ضعيف لكن معونتى من عندك , " أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى " الله يعطينا روح قوة ونصرة ليبدل كل ضعف فينا بقوة من عنده , ويكمل كل نقص فينا ويسند كل ضعف فينا بنعمته .... له المجد دائماً أبدياً آمين

ابينا يعقوب كرمز للمسيح

من سفر التكوين إصحاح 25 : 19 – 34 .. { وهذه مواليد إسحق بن إبراهيم .. ولد إبراهيم إسحق وكان إسحق إبن أربعين سنةً لما اتخذ لنفسه زوجةً .. رفقة بنت بتوئيل الأرامي .. أخت لابان الأرامي من فدان أرام .. وصلى إسحق إلى الرب لأجل امرأته لأنها كانت عاقراً .. فاستجاب له الرب فحبلت رفقة امرأته .. وتزاحم الولدان في بطنها فقالت إن كان هكذا فلماذا أنا ؟ فمضت لتسأل الرب .. فقال لها الرب في بطنك أمتان ومن أحشائك يفترق شعبان شعب يقوى على شعبٍ وكبير يُستعبد لصغيرٍ .. فلما كملت أيامها لتلد إذا في بطنها توأمان .. فخرج الأول أحمر كله كفروة شعرٍ فدعوا اسمه عيسو .. وبعد ذلك خرج أخوه ويده قابضة بعقب عيسو فدعى اسمه يعقوب .. وكان إسحق ابن ستين سنة لما ولدتهما .. فكبر الغلامان وكان عيسو إنساناً يعرف الصيد .. إنسان البرية .. ويعقوب إنساناً كاملاً يسكن الخيام .. فأحب إسحق عيسو لأن في فمه صيداً .. وأما رفقة فكانت تحب يعقوب .. وطبخ يعقوب طبيخاً فأتى عيسو من الحقل وهو قد أعيا .. فقال عيسو ليعقوب أطعمني من هذا الأحمر لأني قد أعييت لذلك دُعي اسمه أدوم .. فقال يعقوب بعني اليوم بكوريتك .. فقال عيسو ها أنا ماضٍ إلى الموت فلماذا لي بكورية ؟ فقال يعقوب إحلف لي اليوم .. فحلف له فباع بكوريته ليعقوب .. فأعطى يعقوب عيسو خبزاً وطبيخ عدسٍ فأكل وشرب وقام ومضى فاحتقر عيسو البكورية } . قصة تبدو عادية لكن أبونا يعقوب مملوء برموز للسيد المسيح .. يعقوب شخصية مملوءة بضعفات .. مكر وخداع وكذب وحيل بشر ومع ذلك نقول إنه رمز للمسيح .. قد تقول ليتك تختار شخص آخر يرمز للمسيح يكون به صفات أفضل من يعقوب .. لكن نجيب ونقول أن الله إستخدم كل إنسان .. إستخدم البشرية بكمال ضعفها .. رغم كل ضعفات يعقوب قال عنه الكتاب { يعقوب إنساناً كاملاً يسكن الخيام } .. عبارة أعلى من يعقوب لذلك عندما تقرأها لا تفكر في يعقوب عندئذٍ وفكر في المسيح الذي في يعقوب . مثلما قال الكتاب عن إبراهيم { فقال الرب هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله } ( تك 18 : 17) .. هل الله يقول لإبراهيم كل شئ ؟ .. لا .. لكنه يريدك أن تفكر في الإبن المذخر فيه كل كنوز معرفة الآب .. هنا يعقوب يرمز للمسيح في كماله .. نعم ربنا يسوع كماله مطلق لكن رغم أن أبينا يعقوب مملوء ضعفات لكنه أيضاً مملوء بركات كما قال الكتاب { بركات أبيك فاقت على بركات أبويَّ } ( تك 49 : 26) .. الله سمح إنه يكون أب لأسباط إسرائيل وسُميت الأمة اليهودية بإسمه وليس بإسم إسحق .. إذاً هو شخصية مهمة لليهود بل هو جذر الأمة اليهودية . مراحل حياة أبينا يعقوب : ============================= ثلاثة مراحل مرت في حياة أبينا يعقوب :0 1. مرحلة في بيت أبيه إسحق  وترمز لمرحلة الناموس والأنبياء .. أي مرحلة ما قبل المسيح .. هذه هي مرحلة وجود يعقوب في بيت أبيه . 2. مرحلة أخذ البكورية وهروبه من بيت أبيه  وترمز لمرحلة المسيح البكر لذلك كانت مرحلة تشتيت ومطاردة ورفض وهذا ما حدث مع السيد المسيح كانت تشتيت للأمة اليهودية .. فبرغم أن يعقوب صار غني جداً إلا أنه كان مُشتت .. هكذا الأمة اليهودية الآن مشتتة رغم أنهم أغنياء جداً ومتحكمين في الإقتصاد بخبث ومكر . 3. مرحلة الرجوع إلى بيت أبيه ترمز لمرحلة تجميع الأمة اليهودية . جيد أن تدرس كل شخص وبجانبه المسيح لأن كل غوامضه وروائعه لن تفهمها إلا في المسيح يسوع . الكمال : ======== قيل عن أبينا يعقوب أنه { إنساناً كاملاً يسكن الخيام } .. عندما تقرأ عبارة مثل * إنسان كامل .. جبار بأس .. مُخلص * كما قيل عن يوسف العفيف .. هي كلمات فوق قدرة الشخص لذلك أنظر إلى المسيح الذي في الشخص .. أبونا يعقوب كماله نسبي لكنه رمز لكمال المسيح المُطلق رغم إنه أخذ شكلنا البشري .. أبونا يعقوب كماله نسبي بينما كمال المسيح كمال مطلق .. { ولم يكن في فمه غش } ( أش 53 : 9 ) . إنسان الجسد وإنسان الروح : ================================== لماذا يعقوب بالأخص جاء بجانبه شخص ؟ دائماً في كل مرحلة من مراحل حياة أبينا يعقوب عيسو لم يتركه رغم أن يعقوب تركه إلا أن عيسو كان دائماً يتعقبه حتى في فترة هروبه إلى لابان كان عيسو في ظله لأنه كان هارب منه .. هذا إشارة إلى إنسان الجسد وإنسان الروح .. عيسو لا ينفصل عن يعقوب .. البركة في إنسان الروح والحرب في إنسان الجسد .. الشراسة في إنسان الجسد والهدوء في إنسان الروح .. { الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخر } ( غل 5 : 17) . خرج أولاً عيسو ويتعقبه يعقوب .. كان مُمسك بعقبه .. هذا إشارة إلى إنسان الروح والجسد .. لذلك يقول أن عيسو إشارة لآدم ويعقوب إشارة للمسيح .. عيسو يشير لإنسان الجسد إلى آدم الأول ويعقوب يشير لإنسان الروح إلى آدم الثاني .. من الذي أتى أولاً ؟ آدم الأول ومنه جاء الموت لذلك كان محتاج إلى علاج .. يقول لا تخف العلاج يتعقبه .. أي حرب من حركات الجسد لا تخف منها لأنه يتعقبها يعقوب إنسان الروح .. لذلك يقول معلمنا بولس الرسول { الإنسان الأول من الأرض ترابي .. الإنسان الثاني الرب من السماء } ( 1كو 15 : 47 ) .. { صار آدم الإنسان الأول نفساً حية وآدم الأخير روحاً محيياً } ( 1كو 15 : 45 ) .. { كأنما بإنسانٍ واحدٍ دخلت الخطية إلى العالم .... } ( رو 5 : 12) .. الإثنان في بطن رفقة يتزاحمان .. { في بطنك أمتان } .. في الحياة تيارين شر وخير .. نعم الشر يزداد لكن هناك صوت إلهي يتعقب الإنسان .. بينما في السماء يوجد تيار واحد . صار بكراً : ============ الإنسان الأول عيسو قال ليعقوب { أطعمني من هذا الأحمر } .. نحن نعلم أن يعقوب كان متعجل .. نعم الله قال قبل أن يولد { كبير يُستعبد لصغيرٍ } .. لكن يعقوب أراد أن ينفذ هذا الأمر بفكره .. فقال لعيسو أعطني البكورية .. لكن للأسف عيسو إنسان لا ينظر إلى الله .. كانت البكورية في العهد القديم تمثل قوة النسل وفيه يأتي المسيح .. لذلك عيسو باع المسيح عندما باع البكورية وأيضاً رفضه .. أيضاً البكر هو الكاهن الذي يقود العائلة ويقدم عنها ذبائح لذلك كان مقدس . عيسو رفض كل هذه البركات وقال { أنا ماضٍ إلى الموت } .. هل تبيع البكورية بقليل عدس ؟ بركات جميلة وعظيمة تضيع من الإنسان بسبب أمور تافهة .. ولننظر إلى شمشون بماذا باع البركة ؟ عيسو باع البكورية هذا آدم الأول .. آدم كانت سقطته بالطعام وعيسو أيضاً سقطته بالطعام .. آدم إشتهى وأكل وعيسو إشتهى وأكل .. بينما يعقوب إنسان الروح إنسان جهاد يعقب إنسان الجسد ويأخذ منه البكورية .. آدم الثاني صار بكر الخليقة كلها .. يعقوب كان ترتيبه الثاني ورغم ذلك صار الأول هكذا المسيح ترتيبه الثاني آدم الثاني لكنه صار بكر الخليقة كلها .. وكما صار بآدم الأول الموت هكذا صار بآدم الثاني المسيح الحياة وصار مسئول عن الخليقة كلها .. صار كاهن الخليقة كلها وقدم نفسه عن الخليقة كلها وذلك لأن آدم الأول إستهتر بالبكورية .. إستهتر بصورة الله فيه .. لذلك جاء المسيح ليسحق الشيطان على الصليب .. تعقبه وسحق عقبه .. يعقوب تعقب عيسو . صار يعقوب هو البكر وحلف عيسو ليعقوب وباع بكوريته واستهان بها .. معقول شهوة ضئيلة تُفقد الإنسان مجده وأبديته ؟ هكذا نحن كثيراً ما نبيع الأبدية بأمور تافهة .. ربنا يسوع يقول لك أريدك أن تكون كاهن الأسرة لكنك تقول له ليس لديَّ وقت .. الإنسان يجب أن يعيش اللحظة .. يعقوب صار كاهن الأسرة البكر لأن البكر يأخذ نصيب إثنين ويأتي منه المسيح ويأخذ قوة النسل .. لكن عيسو لم ينظر إلى كل هذه البركات . لبس طبيعتنا البشرية : ========================== في سفر التكوين إصحاح 27 : 1 – 29 .. { وحدث لما شاخ إسحق وكلَّت عيناه عن النظر أنه دعا عيسو إبنه الأكبر وقال له يا ابني .. فقال له هأنذا ( لم يكن إسحق قد عرف ما قد حدث بين ولديه ) .. فقال إنني قد شخت ولست أعرف يوم وفاتي فالآن خذ عدتك .. جعبتك وقوسك واخرج إلى البرية وتصيد لي صيداً واصنع لي أطعمة كما أحب وأتني بها لآكل حتى تباركك نفسي قبل أن أموت .. وكانت رفقة سامعة إذ تكلم إسحق مع عيسو إبنه .. فذهب عيسو إلى البرية كي يصطاد صيداً ليأتي به .. وأما رفقة فكلمت يعقوب إبنها قائلةً إني قد سمعت أباك يكلم عيسو أخاك قائلاً ائتني بصيدٍ واصنع لي أطعمةً لآكل وأباركك أمام الرب قبل وفاتي .. فالآن يا ابني اسمع لقولي في ما أنا آمرك به .. اذهب إلى الغنم وخذ لي من هناك جديين جيدين من المعزى فأصنعهما أطعمةً لأبيك كما يحب .. فتحضرها إلى أبيك ليأكل حتى يباركك قبل وفاته .. فقال يعقوب لرفقة أمه هوذا عيسو أخي رجل أشعر وأنا رجل أملس .. ربما يجسني أبي فأكون في عينيه كمتهاونٍ وأجلب على نفسي لعنة لا بركة .. فقالت له أمه لعنتك عليَّ يا ابني .. اسمع لقولي فقط واذهب خذ لي .. فذهب وأخذ وأحضر لأمه فصنعت أمه أطعمةً كما كان أبوه يحب .. وأخذت رفقة ثياب عيسو ابنها الأكبر الفاخرة التي كانت عندها في البيت وألبست يعقوب ابنها الأصغر .. وألبست يديه وملاسة عنقه جلود جديى المعزى وأعطت الأطعمة والخبز التي صنعت في يد يعقوب ابنها .. فدخل إلى أبيه وقال يا أبي .. فقال هأنذا .. من أنت يا ابني ؟ فقال يعقوب لأبيه أنا عيسو ( الأمر كله خداع في خداع ) بكرك قد فعلت كما كلمتني .. قم اجلس وكُل من صيدي لكي تباركني نفسك .. فقال إسحق لابنه ما هذا الذي أسرعت لتجِد يا ابني ؟ فقال إن الرب إلهك قد يسر لي .. فقال إسحق ليعقوب تقدم لأجسك يا ابني أأنت هو ابني عيسو أم لا ؟ فتقدم يعقوب إلى إسحق أبيه فجسه وقال الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو ولم يعرفه لأن يديه كانتا مشعرتين كيدي عيسو أخيه فباركه .. وقال هل أنت هو ابني عيسو ؟ فقال أنا هو ( ثالث مرة يخادع ) .. فقال قدم لي لآكل من صيد ابني حتى تباركك نفسي .. فقدم له فأكل وأحضر له خمراً فشرب .. فقال له إسحق أبوه تقدم وقبِّلني يا ابني .. فتقدم وقبَّله فشم رائحة ثيابه وباركه .. وقال انظر ! رائحة ابني كرائحة حقلٍ قد باركه الرب فليعطك الله من ندى السماء ومن دسم الأرض وكثرة حنطةٍ وخمرٍ .. ليستعبد لك شعوب وتسجد لك قبائل .. كن سيداً لإخوتك وليسجد لك بنو أمك .. ليكن لاعنوك ملعونين ومباركوك مباركين } .. كل هذه بركات في المسيح يسوع . الثياب يعقوب رمز للمسيح ونحن تباركنا فيه ولما تباركنا فيه لبس هو ثيابنا أي جسدنا وأخذ طبيعتنا . الشعرويرمز للخطايا .. أي ربنا يسوع أخذ طبيعتنا وحمل خطايانا . ربنا يسوع أخذ جسد من السيدة العذراء وصارت طبيعته كطبيعتنا وأخذ صورة إنسان لكي يُخبئ داخلها طبيعته كما فعل أبونا يعقوب لبس ثياب عيسو ليختبئ داخلها .. ربنا يسوع كان في صورة إنسان وجلسوا معه وسمعوا صوته و ..... إذاً هذا ثوبه وعلامات إنسانيته وكما يقول الكتاب { والكلمة صار جسداً وحل بيننا } ( يو 1 : 14 ) .. وكلمة * حل بيننا * في اللغة اليونانية تعني * نصب خيمته * .. أخذ ثياب عيسو الإنسان الجسداني .. ربنا يسوع أخذ جسدنا الإنسان الفاسد وحوَّله إلى غير فساد . أما الشعر فهو يرمز للخطية .. لماذا ؟ لأنه مادة تنبت من الجسد .. نعم هو شئ ظاهري لكن منبته من الجسد لذلك الشخص النذير لا يحلق شعره كأنه قد ترك خطاياه خلفه .. الشعر رمز للفساد فساد الإنسان الداخلي لذلك اليد والعنق ليس بهما شعر وعندما لمس إسحق يعقوب وجده كعيسو .. هكذا عدو الخير الشيطان يرى ربنا يسوع ويتخيل أنه إنسان { حمل الله الذي يرفع خطية العالم } ( يو 1 : 29) .. يعقوب أملس لكنه لبس شعر لكي يصير مثل عيسو .. ربنا يسوع أملس بلا خطية لكنه إتحد بالناسوت رمز للمسيح المتجسد الذي بلا خطية لكنه صار خطية لأجلنا .. حامل خطايانا لذلك كما قال أشعياء النبي { حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين } ( أش 53 : 12) .. حمل في نفسه خطايانا لكي يُلبسنا البر .. الذي لا يوجد في فمه غش حمل خطايانا . لذلك أبونا إسحق قال كلمة محيرة { الصوت صوت يعقوب ولكن اليدين يدا عيسو } .. ربنا يسوع إحتاروا فيه ويتساءلون من أنت ؟ حتى أنه سأل تلاميذه { من يقول الناس إني أنا ؟ } ( مر 8 : 27 ) .. أجابوه حتى الآن الناس لم يعرفوك البعض قال أنك يوحنا والبعض قال أنك نبي و ..... فخاف أن يكون حتى التلاميذ أنفسهم لم يعرفوه فسألهم { وأنتم من تقولون إني أنا ؟ } ( مر 8 : 29 ) .. وفرح جداً عندما قال له بطرس { أنت هو المسيح إبن الله الحي } ( مت 16 : 16) .. أحسنت يا معلمنا بطرس أنك عرفتني رغم إني لبست الشعر .. رغم أنه قيل عني كلمات بها إفتراء لكنك عرفتني .. صوتي صوت يعقوب لكن شكلي شكل عيسو . ربنا يسوع به الطبيعتان ينام في السفينة وينتهر الريح فتسمع له .. يبكي على لعازر ويأمره فيقوم .. من أنت ؟ أنا الصوت صوت يعقوب والشكل شكل عيسو .. به الطبيعتان رغم أن شكله مثلنا أخذ جسدنا لكنه بلا خطية . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

الختان الروحى

الخِتان عادة نامُوسِيَّة حيثُ يُختتن الطِفل فِى اليوم الثَّامِنْ وَقَدْ خُتِنْ المسِيح لَهُ المجد نِيابةً عنّا وَلِيُكمِل النَّامُوس لأِنَّهُ قَالَ [ ما جِئتُ لأِنقُض بَلْ لأُِكمِّلَ ] ( مت 5 : 17 ) لِذلِكَ سنتحدَّث عَنْ عِدَّة نِقاط هِى :-

لِمَاذَا إِخْتَار الله مَوْت الصَّلِيب

يَقُول مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالته لأِهْل غَلاَطِيَّةَ { فَحَاشَا لِي أنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ } ( غل 6 : 14 ) .. لِمَاذَا إِخْتَار الله مَوْت الصَّلِيب وَلَمْ يَخْتَر طَرِيقَة أُخْرَى لِيَمُوت بِهَا ؟ إِنْ كَانَ الْمَسِيح يُرِيد أنْ يَفْدِينَا فَلِمَاذَا الصَّلِيب بِالذَّات ؟ كَي نَعْرِف ذَلِك فَلاَبُد أنْ نَعْرِف أوَّلاً طُرُق المُوْت الَّتِي كَانَ مُمْكِنْ يَمُوْت بِهَا الطُرُق الَّتِي كَانَ يُمْكِنْ لِلْمَسِيح أنْ يَمُوْت بِهَا 1/ مُوْت طَبِيعِي :- مِثْل أي إِنْسَان يِمْرَض بِأي مَرَض حُمَّى أوْ ...... أوَْيَنْتَقِل مِنْ هَذَا العَالم لِمَاذَا لَمْ يَمُت مَوْتاً طَبِيعِيّاً ؟ لأِنَّهُ لَمْ يَمُت لِنَفْسه بَلْ مَاتَ فِدَاءً عَنَّا .. سَيَكُون قَدْ مَاتَ مَوْتاً لَهُ وَلَيْسَ مَوْتاً عَنَّا .. لَوْ كَانَ قَدْ شَاخ وَكِبِر فِي الأيَّام ثُمَّ مَاتَ مَوْتاً طَبِيعِيّاً سَيَكُون قَدْ مَاتَ مَوْتاً خَاص بِهِ أوْ قَدْ عَاشَ فِتْرَة طَوِيلَة فَهُوَ يَسْتَحِق أنْ يَمُوْت .. لَوْ كَانَ قَدْ مَاتَ فِي حَادِثٍ مَا سَيُقَال أنَّهُ قَدْ مَاتَ مَوْتاً .. الْمَسِيح مَاتَ فِي عُمْر ثَلاَثَة وَثَلاَثُونَ عَاماً وَبِضْعَة أشْهُر أي فِي مُنْتَصَف شَبَابه وَبِطَرِيقَة خَارِجَة عَنْهُ لأِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِق المُوْت بَلْ نَحْنُ . 2/ مُوْت بِالرَّجم :- طَرِيقَة مَشْهُورَة لِلمُوْت عِنْدَ اليَهُود .. فَلِمَاذَا لَمْ يُرْجَم ؟ بَعْد الْمَسِيح بِفِتْرَة قَصِيرَة مَاتَ إِسْتِفَانُوس بِالرَّجم فَلِمَاذَا لَمْ يَمُت الْمَسِيح بِالرَّجم رَغم أنَّهُ فِي أحَد المَرَّات أرَادَ اليَهُود أنْ يَرْجِموه ؟ وَنَقُول لَهُ هَا قَدْ أتَت لَكَ الفُرْصَة لِتَمُوْت عَنَّا مَادُمْت قَدْ أتَيْت لِتُخَلِّصْنَا وَتَمُوْت عَنَّا لَكِنَّهُ رَفَض الرَّجم لأِنَّ الرَّجم طَرِيقَة بِلاَ شَك تُؤدِي إِلَى أُمور تُخَالِف تَدْبِير الفِدَاء لأِنَّهُ بِالطَبْع سَتُكْسَر عِظَامه وَالمَفْرُوض أنَّ عَظْم مِنْ عِظَامه لاَ يُكْسَر ( يو 19 : 36 )مِثْلَ خَرُوف الفِصْح ( عد 9 : 12) وَالمَزْمُور يَقُول { يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ } ( مز 34 : 20 ) لِذَلِك عِنْدَمَا أتوا إِلَى الصَلِيب وَأرَادُوا أنْ يَعْرِفُوا إِنْ كَانَ قَدْ مَاتَ أم لاَ .. وَجَدوه قَدْ مَات لَوْ لَمْ يَكُنْ قَدْ مَات كَانُوا سَيَكْسَرُون سَاقَيْهِ كَي يَمُوْت خَنْقاً لأِنَّ الجَسَد كَانَ مُحَمَّل عَلَى رِجْلَيْهِ وَعِنْدَمَا تُكْسَر يَتَحَمَّل الجَسَد كُلَّه عَلَى اليَدَيْنِ الَّلَتَان لاَ تَتَحَمِّلاَه فَيَمُوْت مُخْتَنِق لِذَلِك الرَّجم يَتَعَارَض مَعَ التَدْبِير الإلهِي .. قَدْ نَقُول لِمَاذَا يَارْبَّ الحَرْفِيَّة ؟ يَقُول هَذِهِ لَيْسَت حَرْفِيَّة لأِنَّهُ لَوْ إِنْكَسَرَت عِظَامِي فَهَذَا يَعْنِي أنَّ الكِنِيسَة تَنْكَسِر{ لأِنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ }( أف 5 : 30 ) .. فَكَسْر عِظَامه يَعْنِي كَسْر الكِنِيسَة . 3/ مُوْت بِإِلْقَائه مِنْ أعْلَى الجَبَل :- أرَادَ ذَلِك اليَّهُود مَرَّة لَكِنَّهُ إِجْتَازَ مِنْ وَسَطِهِمْ لأِنَّهُ بِذَلِك أيْضاً مُعَرَّض لِكَسْر عِظَامه وَهَذَا لاَ يَتَفِق مَعَ التَدْبِير الإلهِي .. وَمَعْرُوف أنَّ أُورشَلِيم مَدِينَة كَائِنَة عَلَى جَبَلٍ لِذَلِك كَانَ بِهَا أمَاكِن مُرْتَفِعَة فَمُجَرَّد أنْ يُلْقَى مِنْهَا إِنْسَان يَسْقُط مَيِّت .. الْمَسِيح مِنْ تَدْبِيره الإلهِي كَانَ يَخْتَار طَرِيقِة مُوْته .. الصَّلِيب .. لِذَلِك لَمْ يَمُت مَوْتاً طَبِيعِيّاً أوْ بِالرَّجم أوْ مُلْقَى مِنْ أعْلَى الجَبَل حَتَّى أنَّهُ أثْنَاء المُحَاكَمَة أرَادَ بِيلاَطُس أنْ يَتْرُكَهُ لِليَّهُود فَقَالُوا لَهُ بِخُبْثٍ لاَ يَلِيق أنْ نَقْتُل أحَداً لأِنَّ الْمَسِيح أرَادَ كَنِيسَة غِير مَقْسُومَة أوْ غِير مُنْفَصِلَه لِذَلِك تَخَيَّل إِنْسَان إِنْفَصَل عَنْ الكِنِيسَة الجَسَد فَهُوَ يَجْعَل جُزء مِنْ جَسَد الْمَسِيح مَكْسُور .. حَتَّى أنَّ الكَاهِن بَعْد أنْ يَقْسِم الجَسَد فِي القُدَّاس يَعُود وَيَضُمه مَرَّة أُخْرَى لِيَعُود مَرَّة أُخْرَى غِير مُنْقَسِم .. أيْضاً فِي العَهْد القَدِيم فِي ذَبِيحَتَيَّ الإِثم وَالخَطِيَّة كَانَ الكَاهِن يَقْطَع الذَّبِيحَة أجْزَاء وَيَضَعْهَا عَلَى المَذْبَح ثُمَّ يَعُود وَيَجْمَعْهَا مَرَّة أُخْرَى لِذَلِك لاَبُد أنْ تَكُون الذَّبِيحَة كَامِلَة غِير مُنْقَسِمَة لأِنَّهَا تُشِير لِلكِنِيسَة جَسَد الْمَسِيح .. لِذَا عِنْدَمَا يَنْفَصِل وَاحِد عَنْ الكِنِيسَة يَكُون بِذَلِك قَدْ قَسَّم جَسَد الْمَسِيح وَكَسَره .. فَإِحْفَظُوا أنْفُسَكُمْ أعْضَاء فِي الكِنِيسَة . 4/ مُوْت قَطع الرَقَبَة بِحَد السِيف :- وَهيَ طَرِيقَة مَشْهُور بِهَا الرُّومَان .. لأِنَّ الْمَسِيح كَانَ لاَبُد أنْ يَخْضَع لِطَرِيقَتَانِ فِي المُوْت إِمَّا لِطَرِيقِة اليَهُود وَهيَ الرَّجم أوْ الصَلْب .. أوْ لِطَرِيقِة الرُّومَان وَهيَ قَطع الرَقَبَة بِالسِيف إِذاً أمَامَنَا ثَلاَثَة طُرُق :- أ‌- طَرِيقِة الرُّومَان قَطع الرَقَبَة وَهيَ لِلمُوَاطِنَة الرُّومَانِيَّة وَهيَ طَرِيقَة رَاقِيَة لأِنَّهُ لَيْسَ بِهَا عَذَاب بَلْ فِي ثَوَانٍ مَعْدُودَه يَمُوْت الإِنْسَان . ب‌- طَرِيقِة اليَهُود الرَّجم وَهيَ لِلمُوَاطِنَة اليَهُودِيَّة لِمَنْ عَلَيْهِمْ عُقُوْبَة مُخَفَّفَة . ج- طَرِيقَة لِليَهُود الصَلْب وَهيَ لِلعَبِيد وَالمُجْرِمِين وَالغُرَبَاء بِهَا قِمَّة الإِنْتِقَام وَالإِزْدِرَاء . لِذَلِك فِي إِسْتِشْهَاد بُطْرُس وَبُولِس وَجَدْنَا أنَّ بُولِس الرَّسُول قُطِعَت رَقَبَتَهُ بِالسَيْف لأِنَّهُ تَمَتَّع بِالمُوَاطَنَة الرُّومَانِيَّة .. بَيْنَمَا بُطْرُس الرَّسُول لأِنَّهُ يَهُودِي مَاتَ مَصْلُوب مُنَكَس الرَّأس .. لأِنَّ المُوَاطِن الرُّومَانِي لَهُ إِعْتِزَاز بِالنَّفْس حَتَّى فِي مُوْته إِذاً لِمَاذَا لَمْ يَمُت الْمَسِيح بِقَطع الرَقَبَة ؟ لأِنَّ الرَّس هُوَ الْمَسِيح وَالجَسَد هُوَ الكِنِيسَة فَإِنْ قُطِعَت رَأسه يَكُون الْمَسِيح الرَّأس قَدْ إِنْفَصَل عَنْ الكِنِيسَة الجَسَد .. لاَ .. هُوَ أرَادَ أنْ يَكُون مُتَصِل بِالكِنِيسَة وَإِنْ كَانَ مُتَألِم لِذَلِك رَفَض أنْ يَمُوْت بِقَطع الرَقَبَة وَيَظْهَر ذَلِك فِي رِسَالَتَيّ بُولِس الرَّسُول لأِهْل أفَسُس وَأهْل كُولُوسِّي فَرِسَالِة أفَسُس مَوْضُوْعَهَا الْمَسِيح رَأس الكِنِيسَة وَرِسَالِة كُولُوسِّي مُكَمِّلَة لَهَا وَمَوْضُوْعهَا الكِنِيسَة جَسَد الْمَسِيح أرَادَ الْمَسِيح أنْ يَمُوْت مُوْت الصَّلِيب لِمَاذَا ؟ لأِنَّهُ مُنْذُ تَجَسُّدِهِ وَهُوَ عَالِم بِكُلَّ مَا سَيَأتِي عَلِيه عَالِم أنَّهُ سَيَمُوْت مَصْلُوب بِإِرَادَتِهِ الحُرَّة وَقَدْ قَالَ { وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ } ( يو 12 : 32 ) أي أنَا أعْلَم إِنِّي سَأُصْلَب{ هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمُوْتِ }( مت 20 : 18) العَجِيب أنَّهُ سَمَح أنْ يَشْتَرِك فِي مُوْته اليَهُود وَالرُّومَان مَاتَ بِمَشُورِة اليَهُود وَبِأيدِي الرُّومَان مَاتَ بِمَشُورِة اليَهُود لأِنَّهُ ذَبِيحَة مُقَدَّسَة فَلاَبُد أنْ تَكُون بِيَد كَهَنَة لِذَلِك إِشْتَرك رُؤسَاء الكَهَنَة فِي مَشُورِة مُوْتِهِ وَمَاتَ بِيَد الرُّومَان لأِنَّهُ حَمَل آثَام كُلَّ البَشَر إِذاً مَاتَ عَنْ كُلَّ البَشَر وَتَمَّ فِيهِ النَّامُوس . إِشَارَات مَوْته فِي العَهْد القَدِيم :- الحَيَّة النُحَاسِيَّة .. عَصَا هَارُون .. كُلَّهَا أشْيَاء رَأسِيَّة .. لِذَلِك أشْيَاء كَثِيرَة فِي الكِتَاب تُشِير لِلصَّلِيب .. المَاء المُر ألْقَى بِهِ مُوْسَى النَّبِي عُود خَشَب فَأصْبَح حُلو .. أشْيَاء كُلَّهَا فِيهَا إِشَارَة وَاضِحَة لِلصَّلِيب .. أيْضاً فِي حَرْب عَمَالِيق كَانَ مُوْسَى النَّبِي يَرْفَع يَدَيْهِ فَيَغْلِب عَمَالِيق يُخْفِض يَدَيْهِ يَنْهَزِم أمَامَهُمْ ( خر 17 : 11) .. يَدَيْهِ المَرْفُوعَة إِشَارَة لِلصَّلِيب فِي الكِتَاب المُقَدَّس كَانَ دَائِماً صَاحِب البَرَكَة هُوَ الثَّانِي وَلَيْسَ الأوَّل مَنَسَّى وَأفْرَايِم .. فَارِص وَزَارَح .. يَعْقُوب وَعِيسُو وَ لِمَاذَا ؟ فَارِص وَزَارَح كَانَا تَؤَمَان وَكَانَ فَارِص هُوَ الأوَّل لَكِنْ تَزَاحَمْ مَعَهُ وَنَزَلَ أوَّلاً .. لِمَاذَا البَرَكَة لِلثَّانِي ؟ لأِنَّهُ يُوْجَد آدَم الأوَّل رَأس الخَلِيقَة وَآدَم الثَّانِي الْمَسِيح إِنْتَقَلِت البَرَكَة إِليه وَصَارَ رَأس الخَلِيقَة وَبِكْرَهَا وَأصل بَرَكِتهَا مِنْ ضِمْن الأشْيَاء الَّتِي إِخْتَار الله فِيهَا مُوْت الصَّلِيب أنَّهُ مِنْ أكْثَر الطُرُق الَّتِي تَتْرُك آثَار وَعَلاَمَات عَلَى الجَسَد .. لَوْ كَانَ مَرَضَ بِمَرَضٍ عَادِي وَمَات سَوْفَ لاَ يَتْرُك دَلِيل أوْ عَلاَمَة لَكِنَّهُ أرَادَ أنْ يَتْرُك عَلاَمَات بِجَسَده حَتَّى عِنْدَمَا يَقُوم يَكُون بِنَفْس الجِرَاحَات الَّتِي مَاتَ بِهَا إِذاً هُوَ هُوَ نَفْس الشَخْص الَّذِي مَاتَ لِذَلِك الصَّلِيب تَرَكَ عَلاَمَات فِي الجَسَد لِتُؤكِد أنَّ الَّذِي دُفِنَ هُوَ هُوَ الَّذِي قَامَ .. لَوْ كَانَ قَدْ مَاتَ بِمَرَضٍ عَادِي فَمَا الَّذِي يُثْبِت أنَّ الَّذِي مَاتَ هُوَ هُوَ الَّذِي قَامَ ؟ مَا العَلاَمَة عَلَى ذَلِك ؟ لِذَلِك كَانَ لاَبُد أنْ يَمُوْت مَوْتاً لِذَلِك وَضَعَ يَدْ تُومَا عَلَى جِرَاحَاته كَي يُؤكِد قِيَامَتَهُ .. أيْضاً كَانَ مُوْت الصَّلِيب مُوْت مُشَهَّر كُلَّ العَالم رَأه مُعَلَّق عَلَى خَشَبَة .. كُلَّ مَنْ يُرِيد أنْ يَرَاه رَأه الصَّلِيب يُحَقِّق أنَّهُ يَكُون مَيِّت قَائِماً أي وَاقِفاً لأِنَّهُ يَقُول فِي سِفر الرُؤيَا{ خَرُوفٌ قَائِمٌ كَأنَّهُ مَذْبُوحٌ } ( رؤ 5 : 6 ) .. مُوْت الصَّلِيب يُحَقِّق أنَّهُ يَمُوْت مُرْتَفِع عَنْ الأرْض{ وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ } .. مَاتَ مُرْتَفِع كَي يَجْذِب عُيُونَنَا إِلَى فَوْق وَكَي يَتَحَدَّى جَاذِبِيِة الأرْض أي كَي يَرْفَع عَنَّا ثِقَل جَاذِبِيِة الشَّهَوَات وَمَحَبِّة العَالم أيْضا مَعْرُوف أنَّ الشَّيْطَان هُوَ رَئِيس مَمْلَكِة الهَوَاء أوْ رَئِيس سُلْطَان الهَوَاء أي الهَوَاء هُوَ مَمْلَكَته وَأرَادَ الْمَسِيح أنْ يَهْزِم الشَّيْطَان فِي مَمْلَكَته أوْ بِلُغَتنَا العَامِيَّة عَلَى أرْضه فَعُلِّق عَلَى خَشَبَة كَي يَقْبِض عَلَى الشَّيْطَان فِي مَمْلَكَته وَيَسْحَقه فِي مَمْلَكَته الْمَسِبح مَاتَ مَصْلُوب كَي يَرْفَع عَنَّا اللَعْنَة .. الخَطِيَّة جَلَبِت لَنَا اللَعْنَة وَمُوْت اللَعْنَةهُوَ مُوْت الصَّلِيب .. { مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّق عَلَى خَشَبَةٍ } ( غل 3 : 13 ) كَي يَرْفَع عَنَّا اللَعْنَة بُولِس الرَّسُول يَقُول { الْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأِجْلِنَا } (غل 3 : 13) .. وَيَحْكِي التَقْلِيد اليَهُودِي أنَّ مُوْسَى النَّبِي وَإِبْرَاهِيم أبو الأبَاء سَيَقِفَان عِنْدَ بَاب الفِرْدُوس لِيَشْفَعَا عَنْ اليَهُود كُلَّهُمْ مَا عَدَا كُلَّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَة .. أي كُلَّهُمْ سَيَدْخُلُون المَلَكُوت عَلَى حِسَاب مُوْسَى وَإِبْرَاهِيم مَا عَدَا المَصْلُوب .. كَمْ هُوَ مَلْعُون المَصْلُوب وَلَيْسَ لَهُ أي حَقٌّ فِي الشَفَاعَة عَنْهُ لِذَلِك نَقُول أنَّهُ مِنْ أسْبَاب إِخْتِيَار الْمَسِيح لِمُوْت الصَّلِيب أنَّهُ مَوْت مُؤلِم .. لَهُ رِحْلَة طَوِيلَة مَعَ الألَمْ .. آلاَم النَّفْس وَآلاَم الجَسَد .. { وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ أنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ } ( عب 2 : 10 ) .. { وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا } ( أش 53 : 5 ){ مَعَْ كَوْنِهِ ابْناً تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ } ( عب 5 : 8 ){ مِنْ أجْلِ السُّرُورِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ احْتَمَلَ الصَّلِيبَ مُسْتَهِيناً بِالْخِزْيِ } ( عب 12 : 2 ) إِخْتَار الطَرِيقَة المُؤلِمَة كَي يُبَارِك الألَمْ وَيَرْفَع عَنَّا آلاَمْنَا وَيُعْطِي عَزَاء لِلمُتَألِمِين الْمَسِيح مَاتَ بِطَرِيقَة بِهَا مُؤامَرَة وَظُلْم كَي يَرْفَع عَنْ المَظْلُومِين ظُلْمُهُمْ وَيُعَزِّيهُمْ .. الصَّلِيب لَهُ قَاعِدَتَان مُتَعَارِضَتَان رَأسِيَّة وَأُفُقِيَّة .. الرَّأسِيَّة تَرْبُط الأرْض بِالسَّمَاء وَالأُفُقِيَّة تَرْبُط الشَّمَال بِاليِمِين .. أي أنَا صُلِبت بِمِحْوَرِين صَالَحْت الأرْضِيِين بِالسَّمَائِيِين وَالشَّعْب مَعَ الشُّعُوب .. صَالَحْنَا فِي نَفْسِهِ { وَيُصَالِحَ الاِثْنَيْنِ فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ مَعَ اللهِ بِالصَّلِيبِ قَاتِلاً الْعَدَاوَةَ بِهِ . فَجَاءَ وَبَشَّرَكُمْ بِسَلاَمٍ أنْتُمُ الْبَعِيدِينَ وَالْقَرِيبِينَ } ( أف 2 : 16 – 17 ) القِدِيس يَعْقُوب السُرُوجِي يَقُول أنَّ السُقُوط حَدَثَ بِثَلاَثَة أشْيَاء .. شَجَرَة بِهَا ثَمَرَة وَحَدَثِت غِوَايَة أي الشَّيْطَان أغْوَى حَوَّاء .. إِذاً .. شَجَرَة .. ثَمَرَة .. غِوَايَة .. ثَلاَثَة أشْيَاء .. الصَّلِيب بِهِ نَفْس الثَّلاَثَة .. شَجَرَة أي الصَّلِيب .. وَثَمَرَة أي الإِبن الْمَسِيح وَغِوَايَة أي غُوَايِة لِلشَّيْطَان .. الإِبن هُوَ الثَمَرَة المُعَلَّقَة عَلَى الشَجَرَة الصَّلِيب أغْوَى الشَّيْطَان لِيَأكُلَهَا وَبِالفِعْل الشَّيْطَان لَمَّا رَأى الْمَسِيح مُعَلَّق عَلَى الصَّلِيب أُغْوِيَ وَأرَادَ أنْ يَبْتَلِعَهُ لَكِنْ الْمَسِيح قَبَضَ عَلِيه وَابْتَلَعَهُ هُوَ { لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ أي إِبْلِيسَ } ( عب 2 : 14 )وَبَدَلاً مِنْ أنْ يَنْزِل بِهِ لِلجَحِيم قَبَضَ هُوَ عَلِيه وَأخْرَج الَّذِينَ مَاتُوا عَلَى رَجَاء القِيَامَة { جَاءَ الشَّيْطَان لِيَأكُل مَنْ لَهُ سُلْطَان المَوْت فَأكَلَهُ } .. بِجَمَال الثَمَرَة إِصْطَاد الْمَسِيح المَوْت وَالَّذِي شَجَّع الشَّيْطَان عَلَى ذَلِك حَقَارِة الصَّلِيب عِنْدَمَا كَانَ الْمَسِيح عَلَى الأرْض لَمْ يَقْتَرِب إِليْهِ الشَّيْطَان لأِنَّهُ كَانَ يُقِيم أموَات وَيُتَوِّب النَّاس لَكِنْ عِنْدَمَا رَأى الْمَسِيح فِي مَظْهَر الضَعْف عَلَى الصَّلِيب أرَادَ أنْ يَقْتَنِصه فَقَبَضَ عَلَيْهِ الْمَسِيح الصَّلِيب جَعَلَ الْمَسِيح بِنَفْسه هُوَ الذَّبِيحَة وَهُوَ الكَاهِن .. هُوَ المُقَدَّم وَهُوَ المُقََدِّم{ هَذَا الَّذِي أصْعَدَ ذَاتَهُ ذَبِيحَة مَقْبُولَة عَلَى الصَّلِيب عَنْ خَلاَص جِنْسِنَا . فَاشتَمَّهُ أبوهُ الصَّالِح وَقْتَ المَسَاء عَلَى الجُلْجُثَة }( لَحْن يُقَال فِي السَّاعَة السَّادِسَة مِنْ يَوْم الجُمْعَة العَظِيمَة ) لِذَلِك نَقُول أنَّ الْمَسِيح حَوَّل الصَّلِيب مِنْ اللَعْنَة إِلَى البَرَكَة .. الصَّلِيب يُعَلِّمنَا رَفْع اليَدَيْن وَالألَمْ بِفَرَح وَالصَّلاَة المَقْبُولَة لِذَلِك الكِنِيسَة أخَذِته عَلاَمَة .. { فَحَاشَا لِي أنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ } .. الْمَسِيح حَوَّل الصَّلِيب مِنْ عَلاَمِة مَوْت إِلَى عَلاَمِة حَيَاة .. مِنْ عَلاَمِة ضَعْف إِلَى عَلاَمِة قُوَّة لأِنَّهُ صُلِبَ بِإِرَادَتِهِ وَلَيْسَ عَنْ ضَعْف لِذَلِك نَقُول فِي صَلاَة البَصْخَة { قَبَلَ الآلاَم بِإِرَادَتِهِ }( مَا يَقُوله الكَاهِن فِي خِتَام الطِلْبَة ) .. فِي القُدَّاس الغِرِيغُورِي { لأِنَّكَ فِي الَّليْلَةِ الَّتِي أسْلَمْتَ فِيهَا ذَاتَك بِإِرَادَتِكَ وَسُلْطَانَك وَحْدَكَ }( مَا قَبْلَ الرُشُومَات ) .. لِذَلِك قَالَ لِبِيلاَطِس { لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ } ( يو 19 : 11 ) .. كَانَ الصَّلِيب عَلاَمِة خِزْي لَوْ كَانَ الْمَسِيح مُخْطِئ لَكِنَّهُ صَارَ عَلاَمِة فَخْر لأِنَّهُ مَاتَ وَصُلِبَ بِإِرَادَتِهِ عِوَضً عَنَّا .. إِخْتَارَ طَرِيقَة مَوْته وَسَاعِة مَوْته وَقَامَ نَاقِضً أوْجَاع المَوْت فَحَقَّقَ لَنَا الفَخْر وَالقُوَّة لِذَلِك نَقُول لَهُ فِي أُسْبُوع الآلاَم { لَكَ القُوَّة وَالمَجْد وَالبَرَكَة } جَمِيلَة النَّفْس الَّتِي تَقِف أمَام الصَّلِيب تَتَأمَّله .. جَمِيل الإِنْسَان الَّذِي يُصَلِّي أمَام صُورِة الصَّلِيب .. الَّتِي تَقُول مِثْل بُولِس الرَّسُول{ لأِنِّي لَمْ أَعْزِمْ أنْ أَعْرِفَ شَيْئاً بَيْنَكُمْ إِلاَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوباً } ( 1كو 2 : 2 ) الصُورَة المَحْبُوبَة لِلمُتَنَيِّح أبُونَا بِيشُوي كَامِل هِي صُورِة الْمَسِيح المَصْلُوب وَتَحْت أقْدَامِهِ المَجْدَلِيَّة تَبْكِي .. النَّفْس الَّتِي تَتَأمَّل كَثِيرَاً آلاَم الْمَسِيح تُشْفَى مِنْ آلاَم الخَطِيَّة وَتَزِيد مَحَبِّتهَا لِفَادِيهَا وَمُخَلِّصْهَا وَتُقَلِّل العَدَاوَة مَعَ الله وَتُزِيد العَدَاوَة لِلخَطِيَّة لِذَلِك نَقُول { إِرْسِمِي جُرْحُه أمَامِك ، وَاحْتَمِي فِيهِ عِنْدَمَا يَهِيجُ عَلَيْكِ العَدُو }( قِسْمِة " أيُّهَا الإِبن الوَحِيد " ) إِغْمِض عَيْنَيْكَ لِلَحْظَة وَتأمَّل صُورِة المَصْلُوب وَسَيَهْرَب مِنْكَ عَدُو الخِير رَبِّنَا يِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

المسيح وتلميذى عمواس

قِصَّة حَصَلِت بَعْد القِيَامة .. مَوقِف نِحِب إِنْ إِحنَا نِرَكِّز عَلِيه شِوية .. نِقرَاه لكِنْ تركِيزنَا عَلَى 7 كِلمَات .. { وَإِذَا اثْنَانِ مِنْهُمْ كَانَا مُنْطَلِقَيْنِ فِي ذلِكَ اليَوْمِ إِلَى قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْ أُورُشَلِيمَ سِتِّينَ غَلْوَةً اسْمُهَا عِمْوَاسُ . وَكَانَا يَتَكَلَّمَانِ بَعْضُهُمَا مَعَْ بَعْضٍ عَنْ جَمِيعِ هذِهِ الحَوَادِثِ ( حَوَادِث الصَلِيب وَالموت وَالدفن وَالقِيَامة لكِنْ كَحَادِثة مشكُوك فِيهَا ) وَفِيمَا هُمَا يَتَكَلَّمَانِ وَيَتَحَاوَرَانِ اقْتَرَبَ إِليْهِمَا يَسُوعُ نَفْسُهُ وَكَانَ يَمْشِي مَعَهُمَا ( وَدِي أوِّل كَلِمة نُقف عَنْدَهَا شِوية " اقْتَرَبَ إِليْهِمَا " وَلكِنْ أُمْسِكَتْ أعْيُنُهُمَا عَنْ مَعْرِفَتِهِ ( وَدِي نِمرة 2 ) " إنْ يَسُوع إِقترب مِنْهُمْ لكِنْ هُمَّا لَمْ يَعْرِفُوه " فَقَالَ لَهُمَا " يَسُوع لَقَى إِتنِين مَاشيين إِقترب مِنْهُمْ .. لَقَاهُمْ مَاشيين مِكَشَرِين قَالَ لَهُمْ مَالكُمْ فِيه إِيه ؟ " مَا هذَا الكَلاَمُ الَّذِي تَتَطَارَحَانِ بِهِ وَأنْتُمَا مَاشِيَانِ عَابِسَيْنِ ( " عَابِسَيْنِ " وَدِي الكِلمة نِمرة 3 ) فَأجَابَ أحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كِلْيُوبَاسُ( هُناك قَاعِدة فِي الإِنْجِيل كَاتِب الحَدث لاَ يَذْكُر إِسمه .. أجَابَ أحَدُهُمَا الَّذِي اسْمُهُ كِلْيُوبَاسُ .. الثَّانِي لُوقَا صَاحِب الإِنْجِيل الَّلِي بِنِقرَاه .. إِتِضَاع مِنَّه لاَ يَذْكُر إِسمه ) وَقَالَ لَهُ هَلْ أنْتَ مُتَغَرِّبٌ وَحْدَكَ فِي أُورُشَلِيمَ وَلَمْ تَعْلَمِ الأُمُورَ الَّتِي حَدَثَتْ فِيهَا فِي هذِهِ الأيَّامِ ( هُوَ إِنْتَ مِتغرَّب هِنَا .. إِنْتَ غَرِيب ؟!! كُلَّ الَّلِي بِنقُوله إِنْتَ مِش فهمه ؟!! ) فَقَالَ لَهُمَا وَمَا هِيَ ( حَب يِسْمع مِنْهُمْ ) . فَقَالاَ المُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الفِعْلِ وَالقَوْلِ أمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ ( وَهِنَا نَاخُد كِلمِتِين .. أوِّل كِلمة " الَّذِي كَانَ " .. " الَّذِي كَانَ " معنَاهَا مَاضِي .. " إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الفِعْلِ وَالقَوْلِ أمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ " ) كَيْفَ أسْلَمَهُ رُؤسَاءُ الكَهَنَةِ وَحُكَّامُنَا لِقَضَاءِ المَوْتِ وَصَلَبُوهُ . وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أنَّهُ هُوَ المُزْمِعُ أنْ يَفْدِي إِسْرَائِيلَ ( وَدِي الكِلمة نِمرة 6 " كُنَّا نَرْجُو " كَانْ نِفْسِينَا يِطلع هُوَ .. كَانْ نِفْسِينَا يُبقَى هُوَ الَّلِي فِي دِمَاغنَا .. كَانْ نِفْسِينَا يُبقَى هُوَ الَّلِي فِي خَيَالنَا .. " كُُنَّا نَرْجُو أنَّهُ هُوَ المُزْمِعُ أنْ يَفْدِي إِسْرَائِيلَ " .. ولكِنْ مَعَْ هذَا كُلِّهِ ( مَعَ كُلَّ الكَلاَم وَكُلَّ الأحدَاث الَّلِي عِشنَاهَا ) اليَوْمَ لَهُ ثَلاَثَةُ أيَّامٍ مُنْذُ حَدَثَ ذلِكَ . بَلْ بَعْضُ النِّسَاءِ مِنَّا حَيَّرْنَنَا ( يعنِي بَعْض النِّسَاء مِنَّا مِنْ زُمَلاَئنَا .. مِنْ المُجتمع بِتَاعنَا مِنْ النَّاس القَرِيبِين مِنِّنَا حَيَّرُونَا .. لِيه ؟ ) .. إِذْ كُنَّ بَاكِراً عِنْدَ القَبْرِ . وَلَمَّا لَمْ يَجِدْنَ جَسَدَهُ أتَيْنَ قَائِلاَتٍ إِنَّهُنَّ رَأيْنَ مَنْظَرَ مَلاَئِكَةٍ قَالُوا إِنَّهُ حَيٌّ( قَالَّك فِي بَعْض سِتَّات رَاحُوا وَلَقُوا القبر فَاضِي وَلَمْ يَجِدُوا جَسَدَهُ وَشَافُوا مَلاَك وَالمَلاَك قَالَ لَهُمْ إِنْ هُوَ حَيٌّ ) وَمَضَى قَوْمٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَنَا إِلَى القَبْرِ ( قَالَّك غِير السِتَّات مَضَى قَوم مِنْ الَّذِينَ مَعَنَا .. هُمَّا بِيَكَلِّمُوا يَسُوع عَلَى أسَاس إِنْ هُوَ مِش عَارِف أسماء .. المفرُوض يِقُولُوا له مَثَلاً بُطرُس وَيُوحَنَّا .. هُمَّا مِش عَاوزِين يِوجَعُوا دِمَاغه بِأسمَاء .. قَالُوا فِيه نَاس مِنْ طَرَفنَا رَاحُوا ) .. فَوَجَدُوا هكَذَا كَمَا قَالَتْ أيْضاً النِّسَاء( يعنِي الخبر جَالهُمْ عَنْ طَرِيق نِسَاء وَاتأكِّد عَنْ طَرِيق قَوم مِنْ الَّذِينَ كَانُوا مَعَنَا ) .. " فَوَجَدُوا هكَذَا كَمَا قَالَتْ أيْضاً النِّسَاءُ " ) .. وَأمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْهُ ( يعنِي هُمَّا لَمَّا رَاحُوا هُناك كَانُوا مِسْتَنِيين يِشُوفُوه قَايِمْ .. فَاهُمَّا بِيشَكِّكُوا فِي خبر القِيَامة لأِنْ هُمَّا لَمْ يَرُوا يَسُوع .. يَسُوع فِي كُلَّ الحَدِيث ده كَانْ سَاكِت أوِّل لَمَّا قَالُوا له " وَأمَّا هُوَ فَلَمْ يَرَوْهُ " لَقِينَا يَسُوع طَلَّع ) .. فَقَالَ لَهُمَا أيُّهَا الغَبِيَّانِ وَالبَطِيئَا القُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأنْبِيَاءُ ( كَلِمة أغبِيَاء هِنَا مِش شِتِيمة مِش stupid .. لاَ .. " الغَبِيَّان "هِنَا معنَاهَا " بَطِيئَا الفهم " .. زَي مَا بِيقُول لُهُمْ " وَالبَطِيئَا القُلُوب " هُوَ بِيقُول لُهُمْ " بَطِيئَا الفهمْ " – إِنْتُمْ هِنَا – يَسُوع بِيقُول ملحُوظتِين إِنْتُمْ " بَطِيئَا الذِّهن وَبَطِيئَا القلب " وَده صح .. فَقَالَ لَهُمَا أيُّهَا الغَبِيَّانِ وَالبَطِيئَا القُلُوبِ فِي الإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأنْبِيَاءُ . أمَا كَانَ يَنْبَغِي أنَّ المَسِيحَ يَتَألَّمُ بِهذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ . ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا الأُمُورَ المُخْتَصَّةَ بِهِ فِي جَمِيعِ الكُتُبِ . ( وَهُوَ مَاشِي معَاهُمْ بِيِشرح .. بِيِشرح عَنْ نُبُّوات الموت وَنُبُّوات الصلب وَنُبُّوات القِيَامة يَا جَمَال هذَا الشرح عِنْدَمَا يَكُون مِنْ فَمْ يَسُوع .. كَانْ مَرَّة سَيِّدنَا البَابَا بِيقُول " أنَا لِيَّ عِتاب عَلَى القِدِيس لُوقَا .. لِيه مَا كَتبش الكَلاَم الَّلِي طِلع مِنْ فَمْ يَسُوع عَنْ شرحه عَنْ مُوسَى وَالأنْبِيَاء لِيه مَا قَلش كَانْ بِالمَرَّة كَتْب ؟ " .. هُوَ قَالَ لَهُمْ لأِنْ هُوَ سِمْع .. " ثُمَّ ابْتَدَأَ مِنْ مُوسَى وَمِنْ جَمِيعِ الأنْبِيَاءِ يُفَسِّرُ لَهُمَا " يعنِي هُوَ كَانْ حَاضِر – كَانْ قَال – ) .. ثُمَّ اقْتَرَبُوا إِلَى القَرْيَةِ الَّتِي كَانَا مُنْطَلِقِينَ إِليْهَا( دَخَلُوا المفرق بِتَاع عَمْوَاس ) وَهُوَ تَظَاهَرَ كَأنَّهُ مُنْطَلِقٌ إِلَى مَكَانٍ أبْعَدَ . فَألْزَمَاهُ قَائِلِيْنِ امْكُثْ مَعَنَا لأِنَّهُ نَحْوُ المَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَارُ ( " ألْزَمَاه " يعنِي بِالعَافية .. يعنِي لَيْسَ عِنْدك إِختِيَار ) فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا . فَلَمَّا اتَّكَأَ مَعَهُمَا أخَذَ خُبْزاً وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا . فَانْفَتَحَتْ أعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا فَقَالَ بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ ألَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِباً فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الكُتُبَ . فَقَامَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ وَرَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ } .. وَلِرَبِّنَا المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين .

كيف نتغلب على العثرات

إنجيل هذا الصباح المبارك يكلمنا فيه ربنا يسوع المسيح عن خطورة العثرات فيقول ﴿ من أعثر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له أن يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر ويل للعالم من العثرات فلابد أن تأتي العثرات﴾ ( مت 18 : 6 – 7 ) .. كثيراً ما يقول الإنسان نحن في عالم مملوء عثرات ونشتاق لأن يتنقى العالم من العثرات كي نحيا حياة جيدة .. ليتنا نعيش في عالم كله فضيلة وسلام ومحبة وهذا عملك أنت يا الله أن توفر جو مناسب لأولادك كي يعيشوا فيه معك لكنه يقول لنا ﴿ لابد أن تأتي العثرات﴾ . العالم منذ القديم وليس اليوم فقط مملوء عثرات والمسيح قال ﴿ في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم ﴾ ( يو 16 : 33 ) .. ما هي العثرات التي يتعرض لها الإنسان ؟ كثيرة .. خطايا كثيرة جداً محيطة بالإنسان .. قديماً عندما كان الإنسان يعاشر شخص ردئ أو يرى مناظر رديئة أو يكون في التليفزيون مناظر غير جيدة نقول له هذه كلها عثرات إبتعد عنها .. لكن اليوم الأمر إختلف .. لماذا ؟ لأنه قد يقول لك أنا في مكان لا أجد فيه إنسان واحد أعاشره .. أي العثرة إزدادت .. قديماً إن وجدنا مع شخص صورة غير جيدة ننتهره ونطلب منه أن يتخلص منها .. اليوم المناظر الرديئة تملأ البيوت والإرسال أربعة وعشرون ساعة كله دنس وقباحة ولا يستطيع الإنسان أن يتخلص من العثرات . ما العلاج ؟ الناس تشكو من الملابس الخليعة والمناظر الرديئة .. لكن الكتاب قال ﴿ لابد أن تأتي العثرات﴾ .. أين العلاج إذاً ؟ نقول العلاج فيك .. العلاج داخلي أنا .. أنا لن أنتظر أن ينقوا وسائل الإعلام من العثرات ويطهروه .. لا .. ﴿ لابد أن تأتي العثرات﴾ .. معلمنا بولس الرسول يقول ﴿ لنطرح كل ثقلٍ والخطية المحيطة بنا بسهولة ﴾ .. أي توجد خطايا محيطة بنا وموجودة منذ أيام معلمنا بولس الرسول بل ومنذ أيام أبونا آدم والجيل الأول جيل أولاده إنقسم العالم إلى قسمين قسم تبع قايين وقسم تبع هابيل .. القسم الذي تبع هابيل سُميَ * أولاد الله * والقسم الذي تبع قايين سُميَ * أولاد الناس * .. المفروض أن أولاد الله محفوظين ومتحدين بالله لكن للأسف أولاد الناس نجحوا في عثرة أولاد الله .. ﴿ أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات ﴾ ( تك 6 : 2 ) .. حدث خلط .. لماذا ؟ لأنه يوجد عثرات منذ أيام آبائنا . لوط البار عاش هو وأسرته في أرض سدوم وعمورة أرض كلها عثرات حتى أن معلمنا بطرس الرسول تكلم في رسالته عن لوط والعثرة التي تعرض لها .. ﴿ إذ كان البار بالنظر والسمع وهو ساكن بينهم يعذب يوماً فيوماً نفسه البارة بالأفعال الأثيمة ﴾ ( 2بط 2 : 8 ) .. كل يوم يعذب بالنظر والسمع يرى دنس وخلاعة قد لا يتخيلها إنسان .. أمر متاح للكل .. دنس في الشارع .. في كل مكان عثرة وموجودة كيف يغلب الإنسان العثرة ؟ يوسف الصديق .. لا تتخيل أن إمرأة فوطيفار جاء بفكرها صدفة أن تمسك يوسف .. لا .. بل كان يوسف ببالها وذهنها والشيطان تملك على عقلها واستطاع أن يلقي ظلمة على قلبها وعقلها واشتهت يوسف أيام عديدة والعجيب أن الكتاب يقول ﴿ كلمت يوسف يوماً فيوماً ﴾ ( تك 39 : 10) .. عثرة وموجودة أمامه في نفس المكان وليست مجرد عثرة لمرة واحدة ونجح في التخلص منها .. لا .. بل كانت يوماً فيوم العثرة موجودة .. مثلنا نحن تلح علينا الخطية يوماً فيوم تريد أن تسقطنا .. عثرة وموجودة ومتاحة وسهلة وتقول إن تبعتني ستكسب وإن لم تتبعني ستخسر .. عثرة وموجودة . عدو الخير يزين العثرات للدرجة التي يعطيها مسميات غير حقيقتها .. فقد يقول لك هل ستظل شخصية مغلقة عمرك كله والعالم منفتح الآن ؟ ويبدأ عدو الخير يسهل للإنسان بالتدريج خطوة خطوة .. عدو الخير لا يأتي للإنسان ويقول له إسرق أو إزني .. لا .. بل قد يقول أن الحياة صعبة وأنت محتاج .. أيضاً لا يقول إزني بل يقول لتكن حر وتنسى عُقدك ما المانع أن نتعامل مع كذا وتذهب للمكان الفلاني وما المانع أن تركِّب الدش ؟ أسلوب به سلاسة .. ثم يقول لك لترى كيف يعيش الآخرين فترى لدقائق ولكنك تتراجع وتقول لا يليق وتدير الشاشة والقناة ولكن تجد نفسك بعد وقت ليس بكبير تزداد الرؤية لنصف ساعة ثم تبدأ تبحث عن هذه الأمور بنفسك ؟ ماذا حدث ؟ عثرة .. عثرة ملقاه أمامنا . نحن في عصر الإنسان محاط فيه بعثرات لكن لنعلم أن العثرات ليست في عصرنا فقط بل هي في كل وقت لكن قد يكون سلطانها زاد أو أشكالها تنوعت .. لكن الإنسان هو هو وتيار الشر في الإنسان هو هو والخطية المسيطرة على الإنسان هي هي .. إذاً ماذا نفعل في هذه العثرات ؟ نقول ليست هذه العثرات هي فقط الموجودة بل قد يعثر الإنسان في إيمانه .. ممكن يكلمه شخص عن الثالوث فيجد نفسه يشك في إيمانه ..كيف يكون الله إنسان .. كيف يحدث مع ربنا يسوع المسيح موقف مثل هذه المواقف ؟ ويبدأ يعثر .. قد يعثر إنسان في المسيح نفسه وفي صليبه .. وقال أنه الصليب لليهود عثرة .. لماذا ؟ وما معنى عثرة ؟ أي إنسان توقع شئ في ذهنه ولم يجده فأعثر .. توقع اليهود أن المسيح هو ملك اليهود وأنه سيخلصهم من ظلم وعبودية الرومان لكن عندما وجدوا أن الرومان صلبوه وأهانوه قالوا كنا نتوقع أنك ستخلصنا منهم لكنك وُجدت بلا سلطان عليهم فأعثروا فيه .. لذلك قال ﴿ طوبى لمن لا يعثر فيَّ ﴾ ( مت 11 : 6 ) .. من ؟ أحباؤه والمؤمنين به والذين يعلمون أنه الآن يتمم تدبير .. الذين يعلمون أن الذي يتم فيه الآن هو بإرادته وسلطانه وحده . قد تحدث عثرة في المسيح .. عثرة في الإيمان .. عثرة في الكنيسة أن يجد شخص موقف لا يعجبه في كاهن .. في شماس .. في مجلة كنسية .. في راهب .. عثرة ولابد أن تأتي العثرات .. لابد أن تعلم أنك مازلت تعيش على الأرض ولم تدخل بعد السماء والأرض لابد أن يكون بها عثرات .. لا تتوقع أننا كاملين بل كلنا بنا نقائص ومادمت تعلم أن الإنسان به نقائص تكون مقدار العثرة التي بك قليلة لذلك قال لابد أن تأتي العثرات . طريق الغلبة على العثرات : كيف يكون طريق الغلبة على العثرة ؟ طريق الغلبة على العثرة هو الحياة مع الله .. الإنسان الذي يحيا مع الله ويتحد به إن أتت العثرة أمامه يستطيع أن يغلبها .. ثلاثة مبادئ مهمة نحن نحتاجها ونتعلمها في جيلنا هذا ونعلمها لأولادنا كي يستطيعوا أن يميزوا .. نحن في جيل كثرت به العثرات . (1) النفس الشبعانة تدوس العسل : كيف أتغلب أنا وإبني على هذه العثرات ؟ كيف يستطيع إبني أن يحيا في تقوى وسط هذا الجو الضاغط ؟ بالشبع .. لابد من أن تشبع بالله .. لو لم نشبع بالله سنضيع ونتوه ونفقد مسيحيتنا وكنزنا .. حقيقةً إننا مستهترين جداً .. الكنز الذي فينا أخفيناه وأضعناه .. أجمل ما فينا سكنى الروح القدس .. الجسد والدم .. الغفران الذي نناله وقوة القديسين .. كل هذا صار لنا كلام نظري وبدأنا نشكو مثل الآخرين من العثرات .. بل وقد نكون نحن سبب عثرة في شكلنا وملابسنا .. كيف ؟ أولاد الله هم شهوده .. إبنة المسيح لابد أن يخرج من جسدها رائحة ذكية وليست رائحة نتنة .. إبنة المسيح تحمل صورة المسيح كل مجدها ولا تكون موضع إستهزاء وسخرية .. إبنة المسيح إنسانة مختلفة مهما كان .. ﴿ ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة ﴾ ( مت 18 : 7 ) . الإنسان الذي يريد أن يغلب العثرات لابد أن يكون شبعان .. أشبع بإلهي .. أشبع بإنجيلي .. أشبع بالكلمة المحيية .. كثيرون منا مهملين في قراءة الكتاب المقدس إذاً كيف نغلب العثرات إن كانت العثرات بهذا السلطان ؟ إن كانت الإمكانية التي أعطانا الله إياها لا نستطيع إستخدامها .. من منا يجلس مع إنجيله يأكله ؟ من منا يجلس مع إنجيله ساعات يلتهم منه ويرتوي ولا يستطيع أن يغلقه من لذة التعزية التي يعطيها الله له ومن لذة الكلام ويجد نفسه مسبي بالنعمة ؟ لمن هذا الكنز ؟ الله أضاء عقل الإنسان وقلبه وعندما تأتي العثرات ماذا يحدث ؟ تجد نور لذلك قال رب المجد يسوع ﴿ إن كان النور الذي فيك ظلاماً فالظلام كم يكون ﴾ ( مت 6 : 23 ) . ما هو الظلام وما هو النور ؟ الآباء يقولون النور هو العقل والظلام هو الجسد .. الجسد مظلم بالشهوة والكسل وحب الأكل و .... الذي ينير الظلمة هو العقل والقلب .. العقل والقلب اللذان بهما الله يسلطان الضوء على الجسد فيصير الجسد المظلم مضئ .. تخيل أن العقل والقلب اللذان بهما النور الذي يضئ ظلمة الجسد غير موجود بهما النور فكم يكون الظلام ؟ ما حال إنسان عقله وقلبه ليس بهما الله ؟ ما حال إنسان عقله وقلبه لا يسبحان ؟ ما حال إنسان قلبه ولسانه لا يلهجان بكلمة الله ؟ ﴿ إن كان النور الذي فيك ظلاماً فالظلام كم يكون ﴾ .. ولنرى سلطان الجسد وحدَّته ستجد نفسك – ربنا يرحمنا – أصعب من الحيوانات لأن النور صار ظلام .. السلطان الذي أعطاك الله إياه لم تستخدمه .. لا .. ﴿ النفس الشبعانة تدوس العسل ﴾ ( أم 27 : 7 ) .. ﴿ لنطرح كل ثقلٍ والخطية المحيطة بنا بسهولة ﴾ .. من أين ؟ من سلطان إنسان من داخله يعرف ما هو الصواب وما هو الخطأ .. إنسان عندما يبتعد عن العثرة لا يشعر أنه محروم أو متضايق بل بالعكس يشعر أن الذين يتبعون هذه الأمور مساكين ومحتاجين صلاة .. مساكين يعيشون حسب شهواتهم .. مساكين يتبعون الظلمة التي بهم ولا يوجد ما يضئ عقلهم وقلبهم . لكي أعرف أن أغلب في جيلنا هذا أضع أمامي مبدأ النفس الشبعانة تدوس العسل .. مهما كانت قوة الخطايا وسهولتها .. مهما كان الإنسان يعيش في وسط مظلم .. النفس الشبعانة تدوس العسل .. كثيراً ما يمر على الكنيسة وكثيراً ما مرت عصور أتقياء وأبرار العهد القديم أمور بها عثرات وخطايا .. بولس الرسول كان يكرز في أماكن وثنية بها طقوس عبادات وثنية ما هي إلا زنى .. تخيل لما يقنع عدو الخير الإنسان أن من ضمن ألوان التدين الزنى .. تخيل إنسان مسيحي يشتاق أن يحيا حياة مسيحية حقيقية ويربي أولاده ويحافظ عليهم في مثل هذا الجو المملوء عثرات .. يرى أن الولد والبنت بهما تيار الخطية والناس الذين حولهما يفعلون هذه الأمور .. قد يقول الأولاد كل من حولنا يفعل ذلك فلان وفلان و ... لا .. الله قال ﴿ أنتم فجنس مختار ﴾ ( 1بط 2 : 9 ) .. أنت مسكن الله .. أنت الذي إقتناك بدمه .. ﴿ لأنكم قد اشتريتم بثمنٍ فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله ﴾ ( 1كو 6 : 20 ) .. المسيحي لو عرف قيمة نفسه وقيمة مسيحيته ما تردد ولا سلك أبداً بقانون أهل العالم .. لذلك النفس الشبعانة تدوس العسل . (2) إمتحنوا كل شئ وتمسكوا بالحسن : بولس الرسول يقول في رسالته إلى أهل تسالونيكي الأولى ﴿ إمتحنوا كل شيءٍ تمسكوا بالحسن ﴾ ( 1تس 5 : 21 ) .. إمتحن كل شئ .. أنا سمعت عن شئ سلبي وردئ والناس تشكو منه وأنا جربت .. كل هذا يجعلني أتمسك بالحسن وأبعد عن هذا الشئ وليس من الداعي أنه عندما أسمع عن شئ سلبي أنه لابد أن أختبره حتى لا أسقط فيه .. ﴿ إمتحنوا كل شيءٍ تمسكوا بالحسن ﴾ .. إن كان إبني محب للكمبيوتر ويدخل على مواقع قل له * إمتحن كل شئ وتمسك بالحسن * .. إختار .. الإنسان كي يغلب اليوم العثرات لابد أن يعرف كيف يختار ما يناسبه ولابد أن يشعر بسلطان الله داخله الذي يجعله يسلك حسب وصية إلهه .. إمتحن كل شئ .. لا تترك نفسك لهواها .. معروف أن الإنسان سيحيا وسط عثرات كثيرة لابد أن نشعر أننا غالبنها . الإنسان الذي يواظب على صلواته ويعيش التوبة اليومية ويقرأ كتابه المقدس بشغف .. إنسان يشبع بكنيسته وأسرارها وألحانها والتناول ثم قل له هيا لتشاهد فيلم ردئ أو دنس أو منظر غير جيد .. بالطبع سيقول لك لا أستطيع .. لماذا ؟ لأنه شبع وعرف كيف يتمسك بالحسن .. عرف أنه كيف لا يليق به كإبن لله أن يتبع هذه الأمور .. عندما نرى الضغوط التي على أولادنا نقول يارب ارحم أُدخل إنت يارب عقولهم وقلوبهم .. لذلك لابد أن نصلي لأولادنا ونرشدهم ونعلمهم ونتابعهم ولابد أن يكون لنا دور إيجابي وسط البيت .. لابد أن يكون لكل شاب وشابة قانون روحي يومي ولابد أن يكون جاد فيه وإلا يوم مع يوم يتهاون ثم يضيع .. إن كانت توجد عثرات وربنا يسوع قال لابد أن تأتي العثرات إلا أن العثرات وُجدت من أجل إمتحاننا وتزكيتنا .. فالعثرة تكون للإنسان الخاطئ سبب دينونة وبالنسبة للإنسان البار سبب بره وتزكيته .. ليتك تكون وسط جيلك المملوء بالعثرات من الشهود الأمناء . (3) كل الأشياء تحل لي ولكن ليس كل الأشياء توافقني : كل الأشياء تحل لي ولكن ليس كل الأشياء تبني : عندما يعرض عليَّ شئ .. عندما أكون وسط ظروف لا أعرف كيف آخذ قرار .. أقول كل الأشياء تحل لي ولكن لابد أن أعرف أن هناك ما يوافقني وما لا يوافقني .. يوجد ما لا يليق بي وليس كل الأشياء تبني .. لابد أن أرى ما يبنيني .. وعلى قدر ما ينجرف العالم في تيار من التفاهه والسخافة على قدر ما يوجد تيار للعلم والتطور والتقدم والتميز .. وكثيرون يسيرون مع تيار السخافة وتنزل وتنزلق وكثيرون يسيرون مع تيار التطور والتميز والعلم لأعلى .. لابد أن أعرف ما يبني .. لا يوجد شئ خطية بذاته إلا أن الإنسان بميله الردئ يجعله خطية . الجسد في حد ذاته ليس خطية بل الأكثر أن الشهوة في حد ذاتها ليست خطية لكن إستخدامها الردئ هو الخطية لكن الإنسان لو لم يكن له شهوة طعام كان لا يأكل ويموت بالجوع .. أيضاً لولا الشهوة ما كان يوجد تناسل وزرع بشري واستمرار حياة .. الله لم يخلق شئ دنس أبداً لكن الميل الردئ هو إنفصال إرادة الإنسان عن إرادة الله فتنحرف كل الإتجاهات وتفسد كل العطايا لذلك ليس كل الأشياء تبني .. لابد أن أعرف ما يبني .. لابد أن أقرأ وأتثقف .. لابد أن يكون عقلي مضئ .. العقل وحياتي وزنة يجب أن أتاجر فيهم وأربح ولا أضع العثرات حجة ولا الضعف المحيط بي لأن الكتاب قال لابد أن تأتي العثرات . كن مضئ في موضع مظلم .. كن إيجابي وسط سلبيات .. إعرف كيف تختار .. ما أجمل تسبحة دبورة النبية والقاضية عندما قالت ﴿ دوسي يا نفسي بعزٍ ﴾ ( قض 5 : 21 ) .. * بعز * أي بسلطان وقوة واقتدار دوسي .. النفس التي بها قوة الله داخلها تدوس بعز ولا تشعر أنها مهزوزة أو محرومة ولا تشعر أن الله وضع عليها قيود صعبة أو لا تعرف كيف تعيش مثل سائر الناس .. لا .. لأنها تدوس بعز .. نطرح عنا كل ثقل الخطية .. لذلك الذي يشكو من العثرة نقول له العثرة داخلك .. الذي يشكو بالضعف نقول له الضعف داخلك .. لذلك سيدنا البابا شنودة له عبارة جميلة ﴿ إن جاهدن مع نفسك سوف تستريح في الجهاد مع الخطايا ﴾ .. أنت غلبت من الداخل ستعرف عندئذٍ كيف تغلب من الخارج . الإنسان داخله جسد يميل للخطايا .. طبع فيه خطية مغروسة ومن الخارج خطية محيطة بسهولة فيحدث إشتعال .. ما المطلوب ؟ أنت داخلك نيران شهوة ومن الخارج بنزين لو وضعت النار على البنزين ستشتعل الأمور لذلك أنت لن تعرف كيف تتخلص من البنزين الذي حولك ؟ الحل في النار التي داخلك تطفئها بالماء الذي هو الروح القدس روح ربنا الذي بداخلك .. ينابيع الماء الحي التي بداخلك قادرة بسلطان أن تطفئ نيران الشهوة .. حتى إن أتى عليك بنزين العثرات ونيران الشهوة مطفأة داخلك فالبنزين سيأكل نفسه ولا يضرك بشئ . حاول أن تكون من داخلك إنسان غالب وتنقي نفسك من الداخل .. أحياناً نعطي تشبيه أن الجو المملوء قنوات تليفزيون وراديو و ..... إن كان عندك جهاز وضبطته على أي قناة ستراها .. إن ضبطت الراديو على قداس ستسمع قداس وإن ضبطته على أغنية ستسمع أغنية لذلك المشكلة ليست في الجو بل في جهازي على أي قناة أضبطه ؟ هكذا الإنسان لو إنسان ساعي للشهوات وداخله ظلام ستأتيه الشهوة .. لكن لو أنا إنسان مصلي للمزامير وأسير في خوف الله ووداعة لن تمسني العثرة لأن قناتي ليست على قناتها .. لابد أن تأتي العثرات . لذلك لابد أن نأخذ حياتنا جد .. إن كنا نشتكي من العثرات فأقول لك تعال لنشكو من إهمالنا قبلما نشكو من العثرات .. تعال نشكو من صلواتنا الفاترة ومن إننا تركنا إنجيلنا ومن نفوسنا الضعيفة قبلما نشكو من العثرات والضغوط المحيطة بنا من الخارج . ربنا يسوع الذي سمح أن تكون هناك عثرات وأعطانا سلطان أن نغلبها يثبتنا في شخصه القدوس المبارك كي نكون بلا لوم ولا عثرة أمامه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

أما الشهوات الشبابية فأهرب منها

مُعلِّمنا بُولُس الرَّسُول قَالَ لِتلمِيذه تِيمُوثاوُسَ [ أمَّا الشَّهواتُ الشَّبابِيَّةُ فَاهرُب مِنْها وَاتبع البِرَّ وَالإِيمانَ ] ( 2تى 2 : 22 )00تِيمُوثاوُسَ كَانَ أسقُف تخيَّلوا لمَّا واحِد يوصِى أسقُف مِنْ الشهوات الشبابِيَّة00يعنِى معناها إِنْ الشهوات الشبابِيَّة دِى مُعرَّضة لِلكُلّ وَليسَ فِئة مُعيَّنة00الحرب عَلَى الكُلّ وَفِى كُلّ زمان مُمكِنْ تشتد فِى وقت وَتخِف فِى وقت آخر لكِنْ عُمرها ما تختفِى00حرُوب الجسد تبطُل بِموت الجسد هكذا علَّمونا الآباء00الكُلّ فِى الحرب حَتَّى الأسقُف هُنا يقُول لَهُ إِهرب مِنها00ما معنى هذا ؟ يوجد أكثر مِنْ نوع مِنْ الهرب يوجد هرُوب قوَّة وَيوجد هرُوب ضعف00أنا لاَ أعلم فِى أى مرحلة أنا لكِنْ المبدأ العام هُوَ الهرُوب وَفِى النِهاية الإِثنان القوَّة وَالضعف هربوا مِنْ الشهوات00لَوْ لَمْ أصِل لِمرحلِة الهرُوب بِالقوَّة فَبالأولى أهرب بِضعف المُهِمْ إِنَّه مبدأ لازِم يكون موجود[ الذَّكِيُّ يُبصِرُ الشَّرَّ فيتوارى ] ( أم 22 : 3 )00يعنِى يختبِئ[ قاوِمُوا إِبلِيسَ فيهرُبَ مِنْكُمْ ] ( يع 4 : 7 )00يجِب أنْ أقاوِم إِبلِيس لِكى يهرب مِنِّى00 لابُد أنْ أهرب مِنْ مصادِر العثرة الله قَالَ لِلوط [ لاَ تقِف فِي كُلِّ الدَّائِرةِ0اهرُب إِلَى الجبلِ لِئلاَّ تهلِكَ ]( تك 19 : 17 )00الله يُرِيد مِنْ لوط أنْ لاَ يدخُل فِى إِختبارات الشهوة يوسِف الصِّدِّيق هرب خلع قمِيصه وَهُوَ يقُول خُذِى قمِيصِى وَلكِنْ قلبِى وَمشاعرِى لاَهرب مِنها00أنا هربت بِقوَّة خوفاً لاَ ضعف لأِنِّى مهما كانت قوَّتِى فَأنا بشركثِيراً ما رأينا قِدِيسِين عندهُمْ رُوح قويَّة يهربوا مِنْ النظر وَالفِكر وَاللمحةعندهُمْ مبدأ " هدم لمح الفِكر "00لاَ ننتظِر لمَّا الفِكرة تِكبر وَتزِيد لاَ00وَهِى صغِيرة نِهدِمها00عايزِين يقاوموا كُلّ فِكر غرِيب00وَكُلّ شئ يدَّنِس العقل يُقاوم بِكُلّ قوَّة لِذلِكَ قَالَ لنا [ لَمْ تُقاوِمُوا بعدُ حَتَّى الدَّمِ مُجاهِدِينَ ضِدَّ الخطِيَّةِ ] (عب 12 : 4 ) ياما قِدِيسِين بِمُجرَّد أنَّ الشيطان يضع لَهُمْ بِذره يهدِموها بِسُرعة قبل ما تِكبرقدِيس قَالَ لأِولاده إِفرِضوا إِنِّنا زرعنا زرع بِذره جاءت جرجِير وَأُخرى ذُره وَأُخرى نخلة أيّهُمْ أسهل فِى القلع ؟ فقالوا لَهُ الجرجِير يلِيه الذُره وَأصعبهُمْ النخلة00هكذا الفِكر فِى بِدايته سهل خلعه وَالهرُوب مِنّه لكِنْ إِذا تأصَّل كالنخلة لاَ نستطِيع خلعه أوْ يكُون صعب الهرُوب مِنَّه خطِيَّة غلبِتنِى وَأسرِتنِى صعب إِنِّى أنفك مِنْها لِذلِكَ لابُد أنْ نكُون فِى يقظة وَسهر وَعِشرة مَعَْ الله لأِنَّ إِسمه هُوَ السِكِين الَّذِى يقطع الخطِيَّة عقل مُقدَّس يملُك سِلاَح إِسم الله00لابُد أنْ يكُون معِى قوَّة إِسم يسُوع وَأشعُر بِحضرته حَتَّى إِذا أتت فِكرة غرِيبة أصرُخ لَهُ بِسُرعة00هذا هُوَ الإِنسان اليقِظ الَّذِى لاَ يُرِيد أنْ تتأصَّل الفِكرة عِنده00[ إِنْ راعيتُ إِثماً فِي قلبِي لاَ يستمِعُ لِي الرَّبُّ ] ( مز 66 : 18 ) الله يُرِيدنا أنْ نُقاوِم مِنْ البِداية وَالبِداية تُظهِر نيتِى وَلِذلِك تتدَّخل النِّعمة أوَّلاً إِذا رأتنِى النِّعمة رافِض الفِكرة وَأُرِيد أنْ أحارِبها تسنِدنِى وَلكِنْ إِذا رأتنِى مُتكاسِل وَمُتراخِى تترُكنِى00" إِلَى متى يبِيت فِى وسطِك أفكار خاطِئة "00 لأِنَّ الَّذِى يبِيت يكُون معرُوف عندِى وَليسَ بِغرِيب وَيبِيت عندِى بِإِرادتِى00إِهرب لاَ تقِف فِى كُلّ الدائِرةهُناكَ قِدِيسِين إِحترفوا الهرُوب00أحد الآباء كَانَ يسكُنْ مغارة عِند أطراف البلد مُتوَّحِد فِيها وَكانت هُناكَ إِمرأة تُرِيد أنْ تُغوِيه بِالشَّر فكانت تُحاوِل دائِماً أنْ تلفِت نظره إِليها وَلكِنَّه يتجاهلها حَتَّى جاء يوم وَكلِّمها فِيه فقالت لَهُ هل تُرِيد شيئاً ؟ فقال لها نعم أُرِيد طوب وَطِين لِكى أسِد الباب الَّذِى أراكِ مِنْهُ00يُرِيد أنْ يُغلِق المنافِذ الَّتِى يِحارِبه مِنْها الشرِّيرقِدِيسِين مَهَرَه وَحاذِقِين فِى الهرُوب راهِب آخر كَانَ نازِل يبِيع عمل يديهِ وَرأته أمِيرِة البلد فقالت لِخُدَّامها إِحضِروا لِى هذا الرَّاهِب00فقال الرَّاهِب لِلخُدَّام أنا لاَ أدخُل بيُوت وَلكِنَّهُمْ غصبوا عليه وَأصَّروا عَلَى دخوله لِلأمِيرة وَفِيما هُوَ ذاهِب إِليها رأى الشيطان جالِس يِجدِل حِبال( أى شِراك لِيُسقِط أولاد الله )00فلَّما رأى ذلِك عرف إِنْ التجارُب تنتظِره فصرخ لله وَدخل لِلأمِيرة فقالت لَهُ أنَّ شكله لاَ يعجِبها فَالِيستحِم وَيبدِّل ملابِسه القدِيمة بِأُخرى جدِيدة نظِيفة وَلكِنْ فِى البِداية فليأكُلوا معاً00فجاءت لَهُ فِكرة أنْ يتظاهر بِالجنُون فبدأ يُسقِط الطعام عَلَى ملابِسه وَعِندما رأت الأمِيرة ذلِكَ طردتهُ وَفِيما هُوَ نازِل مِنْ عندها رأى الشيطان يقطع الحِبال فسألهُ ماذا فعلت بِحِبالَكَ ؟ أجابهُ الشيطان قطَّعتها بِهبالَة00هرب مِنْ الشَّرهُناك ناس تموت وَ لاَ تسقُط فِى شر كما فعلت الرَّاهبة الَّتِى هجم عَلَى دِيرها جنُود وَرأوا جمالها فأرادوا أنْ يدفعُوها لِلشَّرفقالت لَهُمْ إِنَّها لديها زِيت إِذا مسحت بِهِ الرِقاب لاَ يُؤَّثِر فِيها سِيف وَإِذا لَمْ يصدَّقوا قالت لَهُمْ جرَّبوا فِىَّ أنا00وَبِالفِعل مسحِت رقبِتها بِالزِيت وَضربُوا رأسها وَماتت ناس عندها الموت أسهل مِنْ الشَّر لِذلِكَ كَانَ الرُومان عندهُمْ الشهوات بِطرِيقة مُخجِلة وَ لاَ يعرِفُون العِفَّة وَالطهارة وَعِندما وجدوا المسِيحِيين مُحِبِين لِلعِفَّة وَالطهارة جعلوا إِفساد العِفَّة نوع مِنْ العذابات قبل الموت كما فعلوا مَعَْ مارِجرجِس أفكار شر وَدنس أمَّا الخطايا الشبابِيَّة فإِهرب مِنْها00هل نحنُ نهرب مِنْها أم نسعى إِليها ؟ نِعمِة ربِّنا تُرِيد أنْ تسنِدنِى هل مِنْ المعقُول أنْ تسنِدنِى وَأنا مُتراخية أمام التليفزيُون وَأمام مشاهِد مُعثِره00كيف أهرب وَأنا جالسة فِى مجلِس مُعثِر00هل أهرب أم لاَ ؟00لابُد أنْ يكُون عندِى حُب العِفَّة لَوْ نظرنا فِى فضائِل القِدِيسِين نجِد أنَّ كُلّ قدِيس إِشتهر بِفضِيلة مُعيَّنة وَلكِنْ الكُلّ إِشتركوا فِى العِفَّة00الأنبا أنطونيُوس رجُل صَلاَة00وَالأنبا أبرآم رجُل عطاء وَمارِجرجِس شجاعة وَلكِنْ الكُلّ عندهُمْ عِفَّة مُمكِنْ يكُون الله أعطاكِ صِفة مُعيَّنة ميِّزكِ بِها عنِّى كالدمُوع أوْ العطاء أوْ000لكِنْ لابُد أنْ يكُون الكُلّ لاَ يخلوا مِنْ العِفَّة00العِفَّة هِى البِداية هِى أهم نُقطة أنطلِق بِها فِى حياة مُفرِحة مَعَْ الله00العِفَّة تشمل أمور كثِيرة عِفِة العِين00عِفِة الأُذُن00عِفِة اللِسان عِفِة الفِكر00الجسد كُلّ ما النَّفْسَ تِشبع بِالله كُلّ ما كَانَ الهرُوب أسهل وَكُلّ ما النَّفْسَ تفتقِر مِنْ الله وَتنحاز لِلجسد كُلّ ما كَانَ الهرُوب صعب00[ النَّفْسُ الشَّبعانةُ تدُوسُ العسلِ وَلِلنَّفْسِ الجائِعة كُلُّ مُرٍّ حُلو ] ( أم 27 : 7 )00أى نَفْسَ بِترمرم إِبنة الله الغنِيَّة شبعانة بِه00لابُد أنْ تكُونِى غنِيَّة بِالله وَتسِيرِى وَحولِك ملائِكة لكِنْ هل هذِهِ الملائِكة فرِحة بِكِ أم حزِينة لِمظهرِك المُعثِر وَفِكرِك الخاطِئ الملائِكة تفرح بِالبِنت الَّتِى فِكرها مُتَّشَّبِع بِكلِمة الله لأِنَّها شبعانة وَإِلهها مفرَّحها وَيجعلها تحيا كُلّ يوم مجد جدِيد وَفرح جدِيد لاَ تتخيَّلوا أنَّ الهرُوب ضعف وَإِنْ كَانَ ضعف فَهُوَ ممدُوح مِنْ الله وَيشكُرِك عليه وَإِنْ كَانَ قوَّة فَهُوَ مُمجَّد مِنْ الله وَيشكُرِك عليه لأِنَّكَ نجِيتِ مِنْ حُفرة كبِيرة بِهرُوبِك الهرُوب يحتاج شبع00صعب إِنِّى أهرب وَأنا غير مُتَّبِع لِلبِرّ وَالتقوى سأكُون متحمِلَه أكبر مِنْ طاقتِى00صعب أنْ أقُول لَكِ إِبتعِدِى عَنْ شخصِيَّة مُعثِرة مُتعِبة أوْ المجلِس المُعثِر هذا أوْ المشهد المُعثِر هذا وَأنتِ فقِيرة مِنْ الله00صعب أدَّخلِك فِى صِراع قوِىلكِنْ إِذا كُنتِ شبعانة ستترنَّمِى مَعَْ دبوَّرة القاضِية [ دُوسِي يا نَفْسِي بِعِزٍّ ]( قض 5 : 21 )00إِبنة الله بِداخِلها عِز وَقُوَّة وَعِندما تدُوس تدُوس بِمجد وَهِى فرِحة وَحياتها مُرتفِعة مَعَْ ربِّنا00تدُوس لأِنَّها تشعُر أنَّها هيكل مُقدَّسَ لله فكيف تُهِينه الهرُوب بِحُب00بِقناعة وَشبع داخِلِى لابُد أنْ يكُون عندِى مجالات كثِيرة تشَّجعنِى فِى بِرّ00فِى حقّ00فِى قداسة فضِيلِة خِدمِة كُلّ هذِهِ المجالات تُؤَّمِنْ طرِيقِى00صعب أهرب وَأنا فقِير صعب أنْ تضع أمامِى طعام وَأنا جائِع وَتطلُب مِنِّى أنْ أمتنِع عَنْ الأكل00لابُد لِلنَّفْسَ أنْ تتهيئ لِلحرب بِأنَّها تجاهِد كُلّ يوم فِى صِراع جدِيد مَعَْ الله ضِد أهوائها وَشهواتها ما أحلى البِنت الَّتِى ترفع يداها يومِيَّاً لله وَلها قُدَّاساتها وَصلواتها وَحياتها الخفِيَّة هذِهِ تسِيرحولها قوَّة00" حولها ستُون جبَّار " ( ترنِيمِة يا سائِح لِلِقاء يسُوع )00كأنِّها عرش سُليمان عرش مُحاط بِقوَّة وَجنُود هكذا أنتِ عِندما تشبعِى مِنْ الله تُحاطِى بِجنُود رُوحانِيين يحرُسُوكِى إِهرب وَاتبع البِرَّ وَالتقوى إِشبعِى بِربِّنا وَبِسِير القِدِيسِين وَالقدِيسات وَاتخِذِيهُمْ قُدوة لَكِ فتتشبَّعِى بِهُمْ وَبِرائِحتهُمْ00كيف نُغلب وَنحنُ مُشَّبعِين بِالله وَقِدِيسِيه ؟00لابُد أنْ تتشبَّعِى بِخِير الكنِيسة عندها قِدِيسِين مُتنوِعِين حسب شخصياتنا00حسب ظرُوفنا وَأعمارنا فِى السِنكسار يِحكِى عَنْ واحِد كَانَ عُمره 12 سنة وَكَانَ يرعى حقل أبوه وَأثناء رِعايته لِلحقل كَانَ يوَّزع أكله كُلّ يوم عَلَى مَنْ حوله وَيظِل صائِم اليوم كُلّه00مَنْ هذا الَّذِى لديهِ قوَّة عجِيبة يغلِب بِها نَفْسَه وَشهواته ؟ قوَّة حُب الله تجعلنا نغلِب شهواتنا لأِنَّها قوَّة تُشبِه النَّارلاَ تُضبط يجِب أنْ تكتشِفِى محبِّة المسِيح00أنتِ الآن كافية النُضج لِلدخُول فِى عِشرة قوِيَّة مَعَْ الله لأِنَّكِ إِذا لَمْ تتَّبِعِى البِرّ وَالتقوى كيف تهربِى ؟ إِذا شبعتِى يُصبِح الهرُوب لَكِ سهل كيف أهرب وَأنا غير مُتحفِظة فِى كَلاَمِى أوْ فِى فِكرِى وَسيرِى ؟ كيف أقبل عَلَى نَفْسِى أنَّهُ أغلى ما عِندِى الَّذِى هُوَ جسدِى هيكل الله بِأنْ يُهان وَيكُون مصدر عثرة وَأهِين بِهِ الله ؟هيا لِتنظُروا تارِيخ كنِيستكُمْ00أُنظُروا القدِيسة بُوتامِينا الَّتِى لَمْ تخف أنْ تنزِل فِى الزِيت المغلِى وَلكِنَّها خافِت عِندما علمِت أنَّهُمْ سيُنزِلُوها عارِية وَطلبِت أنْ تنزِل الزِيت وَهِى بِملابِسها وَإِستحلِفتهُمْ بِالأمبراطُور أنْ لاَ ينزعوا عنها ملابِسها القِدِيسة بِربِتوا عِندما عرَّضوها لِلوحُوش وَفِى أخِر لحظة قبل موتها وَهِى فِى اللاوعى كانِت تلملِم ملابِسها00كيف لاَ نستوعِب قداسِة أجسادنا هل هُوَ تقلِيد لِلغِير أم عدم شبع أم سذاجة ؟00تحت أى بند الكُلّ غير مقبُول وَ لاَ يلِيق الشبعان مِنْ الدَّاخِل يِعرف كيف يُحافِظ عَلَى نَفْسَه00هُوَ الغنِى حَتَّى وَإِنْ وُجِد حولهُ مَنْ هُوَ مُختلِف عنْهُ لكِنَّه غير مُقتنِع وَراضِى بِحِفظه لِنَفْسَه وَفرِح بِذلِكَ00كُلّ ما النَّفْسَ شبعِت تِهرب بِمُستوى أعلى وَالتحفُّظ عندها يكُون واضِح القِدِيسِين كانُوا يضِبطوا عيُونهُمْ لِدرجِة أنَّهُمْ لاَ يلمحوا سِوى ما يُرِيدونه فقط أحد الرُّهبان ذهبَ لِلأسكندرِيَّة لِتوصِيل رِسَالَة لِلبطرِيرك وَعِندما رجع لِلدير سألوا ماذا رأى خِلاَل رِحلته هذِهِ ؟ فقال لَهُمْ البطرِيرك فقط لأِنَّهُ ضابِط عينيهِ لِئَّلاَ يُعثركُلّ ما أشبع بِربِّنا التحفُّظ يزِيد وَالهرُوب يُصبِح سهل أُطلُبوا مِنْ ربِّنا لأِنَّهُ إِلَه مُمجَّد فِى قِدِيسِيه00أُطلُبِى مِنَّه عِفِة آباءنا القِدِيسِين الَّذِينَ كَانَ خير لَهُمْ أنْ يموتوا مِنْ أنْ يُسلِّموا أنفُسهُمْ لِلدنس خير لَهُمْ أنْ يفقِدوا أحد أعضاءهُمْ مِنْ أنْ يتدنَّسوا مِثْلَ القدِيس سمعان الخرَّاز وَالقدِيسة لُوسِى00تشبَّعوا بِالقِدِيسِين وَستشعرُون أنَّكُمْ فوقَ العالم ربِّنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيَّاً أمِين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل