العظات
المولود أعمى
إِدّخرت الكنيسة هذا الفصل الرائع لعمل ربنا يسوع المسيح مع النفوس المُتعبة والمريضة والمظلومة والمطرودة والبائسة علشان تضع لنا فىِ أخر الصوم رجاء لِكُلّ نِفَس عايشة فىِ ظُلم وعايشة فىِ ثِقل وآنين تجرُبة مُرّة
المولود أعمى الكلام عنهُ كلام كُلّهُ فرح ورجاء ، والمولود أعمى إِنسان صاحب شجاعة ، صاحب فِكر ، صاحب تدُّين ولكن سمحت تجرُبة لهُ إِنّهُ تخلّيه شحّات ، الكُلّ رفضه ، واقف يستعطىِ ، يُعلّمنا الصُراخ ، شايف موكِب حول يسوع المسيح وهو أعمى مش شايف ، سامع إِنّهُ معدّىِ فلا يملُك إِلاّ أن يصرُخ ويقول " يا إِبن داود أرحمنىِ "
ده مُستوى مِن الإِيمان عجيب رغم إِنّهُ مُش شايف علشان كده ربنا إِتحنّن عليه وصنع طين وقاله روح إِغتسل فىِ بِركة سلوام
نتكلّم فىِ نُقطتين :
(1) بعض ظروف للمُعجزة
(2) أهذا أخطأ أم أبواه !
عمّال يصرُخ " يا إِبن داود أرحمنىِ " ، ربنا يطلىِ بالطين عينيهِ ويقوله خلّىِ الطين على عينيك وروح إِغتسل فىِ برِكة سلوام
فىِ مسافة بين هذهِ البِركة والهيكل حوالى 3 ساعات ، مش جنبنا هنا ، علشان كده لمّا راح ورِجع لم يلاقيه لأنّهُ أخذ 6 ساعات ، فين الّلىِ شفانىِ ؟ لم يلاقيه ، يقولهُم فىِ واحد شفانىِ ، أنا ماشوفتوهوش عايز أشوفه ، ثُمّ بعد حديثه مع الفرّيسيين طردوه مِن المجمع ، يعنىِ هو إِجتاز التجرُبة بِكُل مراحلها ، إِمتى شافه لمّا إِجتاز التجرُبة للأخر
إِنسان مولود أعمى مِن طفولته لم يُبصر نور ، مش لاقىِ يشتغل ، والأُمّة اليهوديّة الشخص الّلىِ فيه علّه يُحتقر جداً ، بِعكس دلوقتىِ لو إِنسان فيه حاجة نتعاطف معهُ والدولة تضع نسبة مُعيّنة لِتوظيف المُعوّقين ، لكن اليهود قالوا لا ده فيه عيب يُبأه مرفوض مِن الله ، لأنّ الله لا يقبل شىء فيهِ عيب يُبقى إِحنا هنُبأه أحنّ مِن الله
إِنسان جوّاه أنين أنّ ربنا غضبان عليه والناس محتقراه وهو مش زعلان منهُم وقابل ذلك لأنّهُ يفهم أنّ هذا غضب مِن ربنا عليه ، إِنسان مُرّ النِفَس مش كِفاية الظُلمة الّلىِ عايش فيها! لا فىِ ظُلمة فىِ الضمير والنِفَس
التلاميذ عايزين يعرفوا مسألوش ربنا فىِ الموضوع ده قبل كده ، قولنا يارب عايزين نِفهم الإِنسان ده تخليص حِسابات معاه ولاّ مع أهله
المولود أعمى يُعلّمنا الصُراخ والطاعة رغم أنّ المُعجزة دى حصلت فىِ عيد المظال حيثُ فىِ هذا العيد يترُكوا بيوتهُم ويعيشوا فىِ خِيام تذكار لِغُربة بنىِ إِسرائيل فىِ البرّيّة بعد خروجهُم مِن أرض مِصر وسُكناهُم فىِ خِيام ، خلّيك فاكر أنّ أهالينا تغرّبوا فىِ البرّيّة
فكانوا يعملوا كُلّ الطقوس بأنّهُم كانوا تايهين وغُرباء عن مدينتهُم ومِن ضِمن الطقوس أنّهُم كانوا يجيبوا ماء مِن بِركة سلوام ويمشوا مسافة طويلة ويدخلوا الهيكل ويرشّوا الماء على المذبح تذكار أنّ ربنا طلّع لهُم ماء مِن الصخرة ويعملوا تسبحة تُسمّى تسبحة الماء
عايز يقولّهُم الماء هو أنا والبِركة هو أنا فأنت لو إِتغسلت فىّ أنا هتُشفى ، وهُم بيعملوا تسبحة الماء نلاقىِ يسوع يقول لهُم أنا هو ماء الحياة ، يقف كده فىِ النصف يقولوا لهُ أنت بأه الحياة ؟ يقولهُم أه
يجى إِنهاردة وهُم يعملوا تسبحة الماء يقول لهُم أنا هو ماء الحياة ، الماضىِ كان صورة لىّ أنا الحقيقة ، العهد القديم أبونا بيشوى كامل يقول عامل زى صورة نيجاتيف للعهد الجديد لكن ليس كما نشوف الحقيقة
لِذلك إِنهاردة الكنيسة بِحكمة بديعة تجعلهُ يوم تناصير ، أصله يوم إِستنارة ، ليه يضع على عينيهِ طين ؟ يفكّره بالخلقة الأولى ويقوله روح إِغتسل مش بس هتتشال الطين لكن تُخرج مفتّح
إِحنا نروح المعموديّة تشيل منّا الجُبله التُرابيّة ، مش بس كده لكن تُعطينا البنّوة الروحيّة ، لِذلك الكنيسة بِحكمة تجعلهُ يوم إِحتفال بالدخول للإِيمان ، لِذلك قبل تعميد الطفل يقول الكاهن " لكى يستضيئوا بِنور معرفتك يا الله الحقيقىِ " ، مِن هُنا المولود أعمى ينقل لنا معنى روحىِ عميق ، كُلّ نِفَس إِبنة للتُراب ولآدم وجائعة وحزينة وبائسة رجائها فىِ المسيح يسوع محدش هيسمع غيره
مكتوب فىِ موضع أنّ تلاميذ يسوع حبّوا يبعدوه يقلّلوا مِن عليه الضغط فقالوا " لا تُزعجوا المُعلّم " ، فمحدش هيسمع الصُراخ غيره هو ، هو رجاء مِن ليس لهُ رجاء ومُعين مِن ليس لهُ مُعين
الكُلّ تركينه مسمعناش عن أهله أو أى أحد ، كُلّ مِن فقد رجاءهُ فىِ البشر لهُ رجاء فىِ الله ، يُعلّمنا أتكل عليه ولا أضع رجائىِ إِلاّ فيه ، يُعلّمنا الصُراخ
نشوف شجاعتهُ قُدّام الفريسيين يقولوا لهُ " أعطىِ مجداً للّه " ، يعنىِ إِتشاهد على روحك ، إِنت بينك وبين الموت خطوة تقول إِيه ؟ فقال لا " لم يُسمع أنّ أحداً فتح عينىّ مولود أعمى لو لم يكُن هذا مِن الله لم يقدر أن يفعل شيئاً " ، وقف قُدّام رؤساء الكهنة وده رجُل شحّات مفروض أنّهُ يخاف ، ده رجُل دين كبير وقف بِكُل شجاعة وتحملّ النتيجة أنّهُم طردوه مِن المجمع ، رفضوه مِن رعويّتهُم ومِن الّلىِ بيعتقدوا أنّهُ فيهِ فخرُهُم
يعلّمنىِ مأصروخش إلاّ إِلى إِلهىِ ، لِذلك ربنا يسوع قال " أنا أتيت لِدينونة للعالم حتى يُبصر الّذين لا يُبصرون ويعمى الّذين يُبصرون "
يابختُوكُم ده ياما أنبياء إِشتهوا أن يروا ، يروا مين ؟ يروا يسوع واقف يُعلّم " أمّا أنتُم فطوبى لِعيونكُم لأنّها تُبصر " ، بصيرة روحيّة نأخُذها مِن المولود أعمى
الكنيسة تترّجى إِلهها أنت إِصنع طين وإِطلىِ بهِ عيناى ، كُلّ واحد المسيح قُدّامه مش شايفه يصرُخ مع هذا الأعمى يقول أرحمنىِ أنا تعبت أنا عايزك إِنّك تتحنّن علىّ وتُعطينىِ النور مِن جوّايا
لا هذهِ شريعة العهد القديم " لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيهِ " ، يعنىِ مش خطأ فىِ أبواه ، أدينا إِكتشفنا أنّهُم ناس مش كويسين تركوا إِبنهُم طيب علشانه هو ؟ لا ولكن لتظهر أعمال الله فيهِ
أكثر مُعجزتين أثاروا اليهود فىِ نهاية خدمتهِ مُعجزة المولود أعمى ومُعجزة إِقامة لِعازر ، لِذلك الكنيسة تعيّشنا دلوقتىِ المولود أعمى وبعدين إِقامة لِعازر علشان هو عارف إِنّهُم هيثيروا الأُمّة اليهوديّة و يؤدّوا إِلى صلبهِ
كثير الإِنسان لمّا يُصاب بأى تجرُبة يقول أه يارب أنا عارف إِنت زعلان منّىِ ويبتدى الإِنسان يتعب ويأخُذ صورة إِنّه قاسىِ وجبّار ، طيب التجرُبة سببها إيه ؟
التجرُبة أول كلِمة توبة ، ربنا مِن حنانه وصلاحه عايز يجيب الإِنسان له فمُمكن يسمح بِتجرُبة علشان النِفَس تفوق ، ليه ربنا سمح لِبنىِ إِسرائيل بالسبى ؟ علشان يفوقوا ، مش قسوة لكن مُنتهى الحُب ، عايز إِنسان يرجع له منسّى الملك عمل شرور كثيرة ومِن أكثر الأعمال شراً أنّهُ عمل جوّه الهيكل عِبادات أصنام ، يروح منسّى فىِ سبى ويُقيّد بِخُزامه هُناك يتوب ويقول صلوات عميقة جداُ وتُقبل توبة منسّى الملك
تنقية أنت فيك عيب مش واخد بالك منّه أو فيك شوائب صغيرة سبنىِ أنقيك ، ياما نلاقىِ ناس على فِراش المرض الإِنسان يبأه شكله ضعيف لكن تعلّم الإِتضاع والصلاة ومحبة الله ، أصل كان قبل كده مشغول مش عاطىِ ربنا حقه
أيوب البار كان عِنده مُشكلة أنّهُ حاسس أنّهُ بار ، كان يقول عن نفسه " أنا أب للعُميان " ، وأنا أنا لِدرجة إِنّه يقول لربنا مش قادر أفهم ليه التجرُبة دى لحد ما ربنا يرفع عنهُ التجرُبة فيقول أنا كُنت " بِسمع الأُذُن سمعت عنك أمّا الآن فقد رأتك عيناى"
وقاية لو إِنسان تايب ونقىِ ربنا يقول أخاف عليه ليتكبّر ويظُن أنّهُ أحسن واحد فىِ الدُنيا والناس وأنّهُ يصنع إِحسانات ، أخاف عليه ، معلش أعطيه تجرُبة صغيرة علشان ماأحسسّهوش بالإِرتفاع
بولس الرسول مثلاً سمح لهُ بِتجرُبة ، قال بولس " لئلاّ أرتفع بِفرط الإِعلانات " ، يخدم كثير ويكرز كثير وعِندهُ موهبة تعليم ، طب يارب أعطيه شوية صحة يخدمك بِها ، لا أنا عِندىِ خلاص النِفَس مُهم لِدرجة أنّهُ صلّى لهُ ليرفع الله عنهُ ، قاله خلاص يا بولس متتكلمش تانىِ فىِ الموضوع ده " تكفيك نعمتىِ لأنّ قوتىِ فىِ الضعف تكمُل " ، يحميه مِن إِحساسه إِنّهُ أفضل مِن غيره
يعنىِ واحد زى أبونا بيشوى كامل كان فيه إِيه علشان يتجرّب بِمرض ! لا وقاية
تزكية يعنى ربنا عايز ينقلنىِ مِن مكان أقل لأعلى ، أقوله شايلّنىِ يارب صليب واحد زى أبونا إِبراهيم تايب مُنقّى وليس مُحتاج لوقاية ، لمّا إِتجرّب ونجح إِتزكى ، يعنىِ أخذ مكان أكبر ، مِن أكثر الكرامات فىِ السماء كُلّ مريض صابر شاكر ، كم مرّة يعرض علىّ يزكّينىِ وأنا رافض
ده كُلّ إِنسان واقع تحت تجرُبة مُرّة حتى لو كانت خطيّة ده يمكن ربنا سمح أنّهُ يكون تحت نير هذهِ الخطيّة حتى يتزكّى
كُلّ إِنسان عِندهُ شهوة جامحة ويئنّ ويرفُضها فىِ داخلهُ ده يتزكّى ، ربنا عايز يزكّينا ويُعطينا كرامات أفضل
لِمجد ربنا مُمكن ربنا يُعطىِ التجرُبة قصده منها أنّهُ يتمجّد ، أقبل ولاّ لا ، بأه أنا أستاهل إِنّه ربنا يستخدمنىِ لِمجدهُ ، أهو المولود أعمى كده ربنا يقولىِ تسمح لى أتمجّد بك ؟ أقوله هأنذا ياربىِ
كم واحد آمن بِسبب هذا المولود أعمى ، شوف نوع التجرُبة دى أد إِيه تجرُبة مجيدة ، ياما ناس بأحتمالهُم تجرُبة تُعطىِ مجد لله وتُعطىِ فرح لّلىِ حواليها وسند لّلىِ حواليها وبكِده تساعد ربنا على مجده وإِرتفاع إِسمهُ القدّوس المُبارك
يسمح بِتجرُبة علشان أعماله تظهر ، لازم علشان يتمجّد لازم يكون فيهِ ضعف والضعف ده واقع على مين ؟ علىّ أنا ، إِحنا لا نملُك إِلاّ الصُراخ وإِلاّ تبعيتنا لهُ ولا نفرح أبداً إِلاّ أن نكون تحت أقدامك ، لِذلك قاله " أتؤمِن بإِبن الله " فقال لهُ " مِن هو يا سيّد لأؤمِن بهِ " فقال لهُ " أنا الّذى أُكلّمك هو "
إِنت لو قرأت الكِتاب المُقدّس بِتدقيق وشوفت كم واحد أعلن لهُ ربنا نفسه بِصراحة تلاقيهُم قليلين جداً ، ده السيّد المسيح كان يسأل تلاميذهُ عنهُ " أنتُم مِن تقولون إِنّىِ أنا "
يقول فقال المولود أعمى " أؤمِن وسجد لهُ " ، بِدون نِقاش على طول دى معلومة تخلّىِ الواحد يتلخبط مش يقول إِزاى
كلِمة " سجد " فىِ اللُغة العربيّة كُلّها سجد ، لكن فىِ اليونانىِ هُنا كلِمة " سجد " معناها سِجود العِبادة والشُكر ، فىِ سِجود إِحترام زى ميطانية لأب أُسقف ، لكن اللُغة العربيّة ضعيفة
أصل الإِنسان لمّا يتعامل مع عمل الله لا يقدر إِلاّ أن يسجُد سٍجود العِبادة والشُكر
ربنا يُكملّ نقائصنا ويسند كُلّ ضعف فينا بنعمتهِ
لإِلهنا المجد الدائم مِن الآن وإِلى الأبد آمين
سعى ولطف يسوع مع المراة السامرية
الأحَدٌ الرَّابِعْ مِنْ الصُوم المُقَدَّس المُبَارَك هُوَ أحَدٌ السَّامِرِيَّة .. يَكْشِفْ لَنَا الكِتَاب المُقَدَّس فِي هذَا اليُّوم المُبَارَك عَنْ طَرِيقٌ طَبِيعَة الإِنْسَان وَطَبِيعَة الله .. لأِنَّ الإِنْسَان المَغْرُوس فِي الخَطَايَا .. الإِنْسَان الوَاقِعْ فِي بِئْر غَرْقَان فِيه .. بِئْر الشَّهوَة .. بِئْر مَحَبِّة العَالَمْ .. بِئْر الزَّيَغَان عَنْ الله .. وَرَبِّنَا ذَاهِبْ لُه .. ذَاهِب حَتَّى البِئْر لِكَيْ يُحْضِر هذَا الإِنْسَان وَيَنْشِلُه مِنْ قَاع البِئْر وَيَرْفَعُه فَوْقَ الدَّرَجَات العَالِيَة .. لِذلِك مَزْمُور اليُّوم يَقُول ﴿ لِتَفْرَحْ قُلُوبُ الَّذِينَ يَلْتَمِسُونَ الرَّبَّ اُطْلُبُوا الرَّبَّ وَقُدْرَتَهُ . الْتَمِسُوا وَجْهَهُ دَائِماً . اذْكُرُوا عَجَائِبَهُ الَّتِي صَنَعَ . آيَاتِهِ وَأَحْكَامَ فِيهِ ﴾ ( مز 105 : 3 – 5 ) .
أُذْكُرُوا عَجَائِبَهُ
مِنْ أعْظَمْ عَجَائِبْ الله هِيَ تُوبِة الإِنْسَان وَلَيْسَ نَقْل الجِبَال وَلاَ إِشْبَاع الجُمُوع وَلاَ إِقَامِة المَوْتَى لكِنْ تُوبِة الإِنْسَان هِيَ العَمَل الَّذِي مِنْ أجْلُه أتَى الله إِلَى العَمَل .. اليُّوم هُوَ سِيرِة إِنْسَانَة قِدِيسَة تَابِتْ وَأرْضِتْ الله وَوُضِعَتْ فِي مَوْقِفْ أنْ تُقِيم مَيْت .. وَالله لَمْ يَأتِي لِصُنْع بَعْض المُعْجِزَات وَلكِنْ جَاءَ لِكَيْ يَدْعُو إِلَى التَّوْبَة .. الكِتَاب المُقَدَّس اليُّوم وَالكِنِيسَة وَضَعِتْ لَنَا فَصْل المَرْأة السَّامِرِيَّة وَهُوَ فَصْل مِنْ أرْوَع فُصُول الكِتَاب المُقَدَّس عَنْ عَمَل الله فِي النَّفْس البَشَرِيَّة ..لِذلِك فِي فَصْل المَرْأة السَّامِرِيَّة نَتَكَلَّمْ فِي نُقْطِتِينْ نِرَكِّز فِيهُمَا لأِنَّهُ فِي الحَقِيقَة الحَدِيث كَثِير وَلكِنْ الزَّمَنْ مُقَصِّر .. نَتَحَدَّث فِي نُقْطِتِينْ نُرِيدْ الإِنْتِفَاع بِهُمَا اليُّوم فِي تَدْبِير خَلاَص رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح لِكُلَّ نَفْس وَهُمَ :0
1/ سَعْي الله :
اليُّوم رَبِّنَا يَسُوع يَقُول تَرَكَ اليَهُودِيَّة وَمَضَى إِلَى الجَلِيل وَكَانَ لاَبُدْ أنْ يَجْتَاز السَّامِرَة ( يو 4 : 3 – 4 ) – عَلَى الرَّغْم مِنْ أنَّ اليَهُودِيَّة فِي الجَنُوب وَالجَلِيل فِي الشَّمَال – وَهُنَاك طُرُقٌ كَثِيرَة تِوَصَّل مِنْ اليَهُودِيَّة إِلَى الجَلِيل أأمَنْ مِنْهَا وَأقْصَرْهَا الطَّرِيقٌ السَّاحِلِي .. لكِنْ رَبِّنَا يَسُوع لَمْ يَمْشِي فِي هذَا الطَّرِيقٌ الآمِنْ وَلاَ الأقْصَر وَلكِنَّهُ ذَهَبَ مِنْ الطَّرِيقٌ الَّذِي حَكَى عَنْهُ مَرَّة وَقَالَ ﴿ إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ وَمَضُوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ . فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِناً نَزَلَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ . وَكَذلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضاً إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ . وَلكِنَّ سَامِرِيّاً مُسَافِراً جَاءَ إِلَيْهِ وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ ﴾ ( لو 10 : 30 – 33 ) .
وَعِنْدَمَا إِخْتَارٌ الطَّرِيقٌ الأخْطَر وَالأصْعَب وَالأطْوَل كَانَ لاَبُدْ أنْ يَجْتَاز السَّامِرَة رَغْم أنَّهُ كَانَ مِنْ المُمْكِنْ أنْ يَقْتَصِر هذَا الطَّرِيقٌ طَالَمَا هُوَ خَارِج مِنْ بَلَدٌ إِلَى بَلَدٌ يَدْخُل بَلَدٌ أُخْرَى فِي الوَسَطْ .. لِمَاذَا ؟ كَانَ مِنْ المُمْكِنْ أنْ يَمْشِي مِنْ عَلَى حَافِّة الطَّرِيقٌ .. ﴿ كَانَ لاَبُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ السَّامِرَةَ ﴾ ( يو 4 : 4 ) .. طَرِيقٌ أصْعَبْ .. طَرِيقٌ أطْوَل .. طَرِيقٌ أخْطَر وَفِي نَفْس الوَقْت لَمْ يَكُنْ هُنَاك إِحْتِيَاجٌ لِدُخُول هذِهِ البَلَدٌ طَالَمَا هُوَ ذَاهِبْ إِلَى مَكَانٍ آخَر .. لكِنْ هُنَا الكِتَاب المُقَدَّس وَالقِدِيس يُوحَنَّا – وَالمَعْرُوف عَنْهُ أنَّهُ دَائِماً يَصِفْ الأحْدَاث بِدِقَّة – فَفِي عِبَارَاتُه يَقُول ﴿ وَكَانَ لاَبُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ السَّامِرَةَ فَأَتَى إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَارُ ﴾ ( يو 4 : 4 – 5 ) .. " سُوخَار " إِمَّا قَرِيبَة مِنْ السَّامِرَة أوْ مُقَاطَعَة فِيهَا .. وَكَانَ هُنَاك بِئْر يَعْقُوب وَكَانَ هُنَاك يَسُوع وَتِعِبْ فَجَلَسَ هكَذَا عَلَى البِئْر .
فَهْيَ مَسَافَة مُتْعِبَة وَطَوِيلَة وَطَرِيقٌ خَطَر وَالتَّلاَمِيذٌ تِعْبُوا وَجَاعُوا فَذَهَبُوا لِكَيْ يَبْتَاعُوا طَعَام وَكَانَ القَصْدٌ مِنْ كُلَّ هذِهِ الرِّحْلَة المُقَابَلَة مَعَ هذِهِ المَرْأة لِذلِك لاَ نُرِيدْ أنْ نِفَوِتْ هذَا المَنْظَر وَهذَا المَوْقِفْ لِكَيْ نَرَى كَمْ هُوَ سَعْي رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح لأِجْل خَلاَص البَشَرِيَّة ؟ .. مِثْلَمَا نَقُول عَنْهُ ﴿ الدَّاعِي الكُلَّ إِلَى الخَلاَص ﴾ ( مَا يَقُولُه المُصَلِّي فِي طِلْبِة آخِر كُلَّ سَاعَة ) .. كَمْ يَخْتَارٌ رَبِّنَا يَسُوع الطَّرِيقٌ الأصْعَبْ لِكَيْ يُقَابِلْنِي .. كَمْ هُوَ تَعَبُه فِي كُلَّ هذَا لِكَيْ يُقَابِلْنِي .. وَالقُدَّاس الغِرِيغُورِي يَقُول ﴿ كَرَاعٍ صَالِحٍ سَعَيْتَ فِي طَلَب الضَّال . كَأبٍ حَقِيقِي تَعِبْتَ مَعِي أَنَا الَّذِي سَقَطَتْ ﴾ ( جُزْء " حَوَّلْتَ لِيَ العُقُوبَةَ خَلاَصاً ) .. كَقَوْل القِدِيس مَارِأفْرَآم السُّرْيَانِي ﴿ مَاذَا نَقُول لَك وَنَحْنُ جُبْلَتُك وَقَدْ أتْعَبْنَاك ﴾ .. فَإِنْ كُنَّا وَنَحْنُ الَّذِي صَنَعْتَنَا مِنْ الطِّين وَلاَ نَعُدٌ أي شِئ وَمَعَ ذلِك أتْعَبْنَاك .. لِذلِك رَبِّنَا يَسُوع يَبْحَث وَيُنَادِي وَيَتَكَلَّمْ فِي القُلُوب .. ذَاهِبْ إِلَى البِئْر حَتَّى وَلَوْ تَكَبَّدْ كُلَّ هذَا التَّعَبْ .. وَمَعَ ذلِك نَحْنُ نُقَابِل كُلَّ هذَا بِجُحُودٌ وَالنَّفْس لاَ تَفْتَح قَلْبَهَا وَتَقُول ﴿ أَعْطِينِي لأَِشْرَبَ ﴾ ( يو 4 : 7 ) .. وَتَرُدٌ النَّفْس عَلِيه ﴿ أَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ ﴾ ( يو 4 : 9 ) .. لِمَاذَا تُكَلِّمْنِي وَتَسْألْنِي المَاء ؟
كُلَّ هذَا التَّعَبْ وَالنَّفْس لاَزَالَتْ تُغْلِقٌ قَلْبَهَا وَلاَ تُقَدِّر .. جَمِيلٌ جِدّاً أنَّ الإِنْسَان يَكْتَشِفْ أنَّهُ مَوْضِعْ مَحَبِّة الله وَمَوْضِعْ إِهْتِمَامُه وَمَوْضِعْ سَعْيُه .. جَمِيلُ جِدّاً أنْ أعْرِفْ مَا هِيَ قِيمَتِي عِنْدَ الله وَمَرْكَزِي عِنْدُه .. أنَا مَوْضِعْ حُبُّه وَمَوْضِعْ إِشْتِيَاقُه .. يِتْعَبْ لِيَجْذِبْنِي إِلِيه .. يِتْعَبْ لِكَيْ يُخْرِجْنِي مِنْ البِئْر الوَاقِعْ فِيه .. وَجَدْنِي فِي بِئْر عَمِيقٌ وَأنَا غَرْقَان فِيه لاَ يَتْرُكْنِي بَلْ يَأتِي عِنْدِي وَيَمِد إِيدُه .. أنَا الَّذِي أحْيَاناً لاَ أكُون مُتَجَاوِب مَعَ عَمَلُه وَسَعْيُه .. مَا أجْمَل الكَلِمَات الَّتِي ذُكِرَت فِي سِفْر النَّشِيد عِنْدَمَا تَقُول عَرُوس النَّشِيد ﴿ اِفْتَحِي لِي يَا أُخْتِي يَا حَبِيبَتِي يَا حَمَامَتِي يَا كَامِلَتِي ﴾ ( نش 5 : 2 ) .. رَبِّنَا يَقْرَع عَلَى بَاب كُلَّ وَاحِدٌ مِنِّنَا وَيَقُول إِفْتَح قَلْبَك وَلاَ تُغْلِقُه وَتَكُون قَاسِي .. لاَ تَسْمَع الصُوت مِنْ الخَارِج وَالدَّاخِل مَازَالَ مُغْلَقاً وَكُلَّ مَا يَعْبُر عَلِيك مِنْ الخَارِج تَتْرُكُه يَعْبُر دونَ تَغَيُّر .. مِنْ فَضْلَك إِدْخِل كَلاَمِي إِلَى الدَّاخِل .
أنَا مَازِلْت أقْرَع ﴿ لأَِنَّ رَأْسِي امْتَلأَ مِنَ الطَّلِّ وَقُصَصِي مِنْ نُدَى اللَّيْلِ ﴾ ( نش 5 : 2 ) .. تَخَيَّل لَمَّا يَسُوع يَظِل طَوَال اللِّيل يَقْرَع عَلَى البَاب لِدَرَجِة أنَّ شَعْرُه يُبَلْ وَمَعَ تَرَاكُمْ الوَقْت وَالرُّطُوبَة تَبَلَّلْ قَصَصُه أيْضاً .. وَكُلَّ هذَا وَالنَّفْس لاَ تُرِيدْ أنْ تَفْتَح .. لِذلِك رَبِّنَا يَسُوع يُرِيدْ أنْ يُبْرِز لَنَا إِهْتِمَامُه بِالإِنْسَان وَمَا هُوَ الكِتَاب المُقَدَّس كُلُّه إِلاَّ سَعْي نَحْو الإِنْسَان وَتَدْبِير الله لِخَلاَص الإِنْسَان السَّاقِطْ .. الكِتَاب المُقَدَّس كُلُّه وَقِصَص كُلَّ الأنْبِيَاء هِيَ مِرَكِّزَة عَلَى هذِهِ الكَلِمَة .. ﴿ أرْسَلْتَ لِيَّ الأنْبِيَاء مِنْ أجْلِي أنَا المَرِيض ﴾ ( جُزْء " حَوَّلْتَ لِيَ العُقُوبَةَ خَلاَصاً ) .. أرْسَلٌ الأنْبِيَاء وَهُمْ صُوت الرَّبَّ الَّذِي يَقُول " تُوب " .. يَقُول لِكُلَّ إِنْسَان غَرْقَان فِي قَاع البِئْر إِسْمَعْ وَتُوب .. ﴿ اللهُ الآنَ يَأْمُرُ جَمِيعَ النَّاسِ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَنْ يَتُوبُوا مُتَغَاضِياً عَنْ أَزْمِنَةِ الْجَهْلِ ﴾ ( أع 17 : 30 ) .
الله يُرِيدْ أنْ يُخْرِجَهُمْ مِنْ البِئْر الغَارِقِينْ فِيهِ .. الله هُوَ الَّذِي يَطْلُب الإِنْسَان وَلَيْسَ العَكْس لأِنَّهُ عِنْدَمَا أخْطَأ آدَم إِخْتَبَأ وَرَبِّنَا هُوَ الَّذِي طَلَبُه وَنَادَى عَلِيه .. وَأنَا مِثْلُه خَائِفْ وَمُخْتَبِئ لَيْسَ لِي القُدْرَة مِثْل آدَم عَلَى مُقَابَلَة الله .. فَهَل وَجَدْنَا الله يَقُول إِذّنْ أنَا أتْرُكُه مِثْلَمَا هُوَ تَرَكْنِي ؟ .. الله هُنَا يَرُدٌ وَيَقُول .. لاَ .. لأِنَّ هذَا هُوَ أُسْلُوب البَشَر أنَّهُ إِنْ خَالَفْ وَتَرَكَنِي أنَا أتْرُكُه .. أنَا أبْحَث عَنْهُ فِي كُلَّ مَكَان وَيَقُول ﴿ آدَم .... أيْنَ أَنْتَ ﴾ ( تك 3 : 9 ) .. وَكَأنَّ الله يَقُول لِكُلَّ وَاحِدٌ فِينَا أيْنَ أنْتَ ؟ .. أنَا جِئْت لِكَيْ أطْلُب نَفْسَك .. أنَا أُرِيدَك أنْتَ لِي .. أنْتَ إِبْن المَجْد .. أنْتَ إِبْن المَلَكُوت .. إِبْن الحَيَاة الأبَدِيَّة لاَ يَلِيقٌ أنْ تَعِيش فِي قَاع البِئْر وَأنَا هَيَّأت لَك كُلَّ شِئ .. مِثْل لاَبَان الَّذِي قَالَ لِيَعْقُوب ﴿ ادْخُلْ يَا مُبَارَكَ الرَّبِّ لِمَاذَا تَقِفُ خَارِجاً وَأَنَا قَدْ هَيَّأْتُ الْبَيْتَ ﴾ ( تك 24 : 31 ) .. وَكَأنَّ الله يَقُول لِكُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا أُدْخُل يَا مُبَارَك الرَّبَّ لِمَاذَا تَقِفْ خَارِجاً وَكُلَّ شِئ قَدْ أُعِد ؟ لِمَاذَا تَتَعَجَّبْ ؟ هَلْ كَثِير عَلِيك أنْ أتْعَبْ مِنْ أجْلَك ؟ .. أنَا مُوَافِقٌ .. هَلْ كَثِير عَلِيك أنْ أخُذْ كُلَّ هذَا المِشْوَار ؟ أنَا قَابِل وَلكِنْ كُلَّ مَا عَلَيْكَ أنْتَ أنْ تَفْتَح البَاب .
مَنْ الَّذِي طَلَبْ أبُونَا آدَم ؟ مَنْ الَّذِي تَكَلَّمْ مَعَ قَايِين وَهُوَ يُرِيدْ أنْ يَفْعَل الشَّر بِأخِيهِ ؟ .. ﴿ عِنْدَ الْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ وَإِلَيْكَ اشْتِيَاقُهَا وَأَنْتَ تَسُودُ عَلَيْهَا ﴾ ( تك 4 : 7 ) .. الله ذَهَبَ لِيُنْذِرُه وَيَقُول لَهُ هُنَاك خَطِيَّة شِرِّيرَة عِنْدَ البَاب سَوْفَ تِتْعِبَك وَتَقْضِي عَلِيك لكِنْ إِذَا رَجَعْت عَنْهَا رَبِّنَا يِرْفَعْ .. ﴿ أَنَا أَرْعَى غَنَمِي وَأُرْبِضُهَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ . وَأَطْلُبُ الضَّالَّ وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ وَأُبِيدُ السَّمِينَ وَالْقَوِيَّ وَأَرْعَاهَا بِعَدْلٍ ﴾ ( حز 34 : 15 – 16) .. يَطْلُب الضَّال .. مَنْ الَّذِي سَعَى لِتُوبِة أهْل نِينَوَى ؟ .. الله .. مَنْ فَكَّر فِيهُمْ ؟ مَنْ يَعْرِفَهُمْ وَيَعْرِف مِقْدَار الشَّر الَّذِي وَصَلُوا إِلِيه ؟ المَدِينَة كُلَّهَا غَرْقَانَة فِي بِئْر وَلاَ أحَدٌ يَشْعُر وَلاَ يُوْجَدٌ أحَدٌ فِي المَدِينَة مُمْكِنْ أنْ يُنَادِي وَيُنْذِر لَهُمْ بِالتُّوبَة .. وَالله يَرُدٌ وَيَقُول لَنْ أصْمُت وَأظِلْ أنْظُر هكَذَا بَلْ سَأُرْسِل لَهُمْ .. سَأُرْسِل لَهُمْ وَمَنْ كَانَ هذَا المُرْسَل إِلَيْهِمْ ؟ هُوَ يُونَان النَّبِي لِيَأتِي وَتَسْمَع المَدِينَة صَوْتَهُ .. لِذلِك اليُّوم نَجِد الله يَكْتَشِفْ وَيَطْلُب السَّامِرِيَّة فِي تَعَبْ وَعَنَاء .
وَالله هُنَا يَقُول لِي كَثِيراً مَا نَادَيْت عَلَيْكَ لِمَاذَا لاَ تُرِيدْ أنْ تَفْتَح لِي ؟ كَفَاك .. إِسْتَغِل فُرْصِة اليُّوم وَافْتَح قَلْبَك وَقَدِّم تُوبَة وَاخْرُج مِنْ البِئْر .. وَالسَّامِرِيَّة مَازَالَتْ تَشْرَب مِنْ المَاء وَتَظُنْ أنَّهَا تُرْوِيهَا وَكُلَّمَا شَرَبِتْ تِعْطَش أكْثَر وَلاَ مَرَّة وَلاَ إِثْنِينْ وَلاَ ثَلاَثَة وَلاَ أرْبَعَة .. وَكَلِمَة " خَمْسَة " الَّتِي ذَكَرَتْهَا المَرْأة السَّامِرِيَّة هِيَ فِي الكِتَاب المُقَدَس إِشَارَة لِلحَوَاس الخَمْسَة بِمَعْنَى كَمَال الدَّنَس .. وَكَأنَّهَا وَصَلِتْ إِلَى مَرْحَلَة فِيهَا كُلَّ حَوَاسَهَا فَاسِدَة وَسُمْعِتْهَا رَدِيئَة وَلاَ تَسْتَطِيعْ المُوَاجَهَة مَعَ أهْل المَدِينَة لِذلِك هِيَ خَارِجَة فِي حَمْأة الشَّمْس وَفِي جَوْ الظَّهِيرَة لِكَيْ تَمْلأ الجَرَّة .. لأِنَّهُ إِعْتَادَ النَّاس أنْ يَمْلأُوا الجِرَار عِنْدَ طُلُوع الفَجْر .. وَهيَ فَكَّرِتْ فِي وَقْت الظَّهِيرَة حَتَّى تَضْمَنْ أنْ لاَ تُقَابِل أحَدٌ لأِنَّهُ مَنْ الَّذِي سَيَخْرُج فِي هذِهِ السَّاعَة لأِنَّ البِئْر فِي طَرَفْ مَدِينِة سُوخَار ؟ .. لأِنَّهُ فِي الذِّهَاب تَحْمِل وَفِي العَوْدَة تَحْمِل أكْثَر لِذلِك هِيَ مِحْتَاجَة لِجَوْ يِسَاعِدْهَا وَهيَ هَارِبَة مِنْ النَّاس وَلكِنْ يُقَابِلْهَا ﴿ الدَّاعِي الكُلَّ إِلَى الخَلاَص ﴾ .
جَمِيلٌ جِدّاً فِي سِفْر هُوشَع النَّبِي يِقُول رَبِّنَا أمر جَمِيلٌ وَهُوَ ﴿ لأِنَّهَا قَالَتْ أَذْهَبُ وَرَاءَ مُحِبِّيَّ الَّذِينَ يُعْطُونَ خُبْزِي وَمَائِي صُوفِي وَكَتَّانِي زَيْتِي وَأَشْرِبَتِي ﴾ ( هو 2 : 5 ) .. وَيَرُدٌ الله هكَذَا ﴿ هأَنَذَا أُسَيِّجُ طَرِيقَكِ بِالشَّوْكِ وَأَبْنِي حَائِطَهَا حَتَّى لاَ تَجِدَ مَسَالِكَهَا فَتَتْبَعُ مُحِبِّيهَا وَلاَ تُدْرِكُهُمْ وَتُفَتِّشُ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَجِدُهُمْ فَتَقُولُ أَذْهَبُ وَأَرْجَعُ إِلَى رَجُلِي الأَوَّلِ لأَِنَّهُ حِينَئِذٍ كَانَ خَيْرٌ لِي مِنَ الآنَ ﴾ ( هو 2 : 6 – 7 ) .. هُمْ يُرِيدُوا أنْ يَسِيرُوا هكَذَا أمَّا أنَا سَوْفَ أُغْلِقٌ عَلَيْهِمْ الطَّرِيقٌ حَتَّى لاَ يَهْرَبُوا مِنْ دَائِرَتِي أبَداً .. " الله يُرِيدْ أنْ يُحَوِطْ عَلَى المَدِينَة " .. مِثْل النَّفْس الَّتِي تُرِيدْ أنْ تَصْنَعْ الخَطِيَّة لكِنْ رَبِّنَا يُغْلِقٌ عَلَيْهَا الطَّرِيق .. وَهذِهِ المَدِينَة تُفَتِّش عَلَيْهِمْ وَلاَ تَرَاهُمْ .. كَمَا أنَّ الرَّبَّ يُغْلِقٌ عَلَى النَّفْس الطَّرِيقٌ الَّذِي فِيهِ تَبْحَث عَنْ مُحِبِّيهَا وَلاَ تَجِدْهُمْ وَلاَ تَرَاهُمْ .. كَمْ هُوَ يَارَبَّ سَعْيَك لِلنَّفْس تُرِيدْ أنْ تَضْمَن خَلاَصْهَا فَتَجْعَلْهَا تُقَدِّم تُوبَة حَتَّى وَإِنْ كُنْت أنْتَ لاَ تَنْوِي التُّوبَة هُوَ يَسْعَى لَك .
مَنْ الَّذِي طَلَبْ شَاوِل وَأنْقَذُه مِنْ نَفْسُه وَغُرُورُه وَمَحَبِّة العَالَمْ وَمِنْ طَيَاشْتُه وَجَهْلُه ؟ مَنْ الَّذِي أنْقَذُه وَلَمْ يَكُنْ أحَدٌ يَعْلَمْ شَاوِل أبَداً ؟ الله هُوَ الَّذِي طَلَبُه وَغَيَّرُه وَجَعَلَهُ إِنَاء لِلمَجْد .. مَنْ الَّذِي إِفْتَقَدَ بُطْرُس بَعْدَمَا أنْكَر ؟ مَنْ الَّذِي قَوَّي إِيمَان تُومَا وَظَهَر بِالأخَص لُه ؟ مَنْ الَّذِي ذَهَبْ إِلَى تِلْمِيذَيِّ عَمْوَاس بَعْدَمَا تَرَكُوا أُورُشَلِيم عَائِدِينْ مَرَّة أُخْرَى إِلَى مَدِينَتِهِمْ ؟ هُوَ رَبِّنَا سَاعِي يَطْلُب .. لِذلِك هُوَ يُرِيدْ أنَّ الإِنْسَان يَكُون مُتَجَاوِبْ مَعَ سَعْيُه وَهُوَ فِي سَعْيُه يُحَاوِل أنْ يُكَلِّمْ كُلَّ إِنْسَان بِالأُسْلُوب الَّذِي يَتَنَاسَبْ مَعَهُ .. جَاءَ لِكَي يَتَكَلَّمْ مَعَ المَرْأة السَّامِرِيَّة بِأُسْلُوب يُنَاسِبْهَا وَأنَا عَلَيَّ أنْ أسْمَع وَأتَجَاوَبْ وَأخُضِعْ إِرَادَتِي لإِرَادَتُه .. وَرَبِّنَا يَقُول ﴿ لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ وَلِيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ وَإِلَى إِلهِنَا لأَِنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ ﴾ ( أش 55 : 7 ) .
2/ لُطْف الله :
لَطِيفْ جِدّاً أنَّ الله لاَ يُرِيدْ إِقْتِحَام – المَرْأة السَّامِرِيَّة – النَّفْس .. لاَ يُرِيدْ حِينَمَا يَرَاهَا لأِوَل وَهْلَة أنْ يُوَبِخْهَا .. لاَ يُرِيدْ أنْ يُكَلِّمْهَا بِأُسْلُوب يَجْعَلْهَا تَنْفُر مِنْهُ لأِنَّهُ يُرِيدْ أنْ تَفْتَح لَهُ قَلْبَهَا بِالتَّدْرِيج .. فِي الحَقِيقَة هِيَ كَانَتْ تَصُدُّه فِي البِدَايَة .. هُوَ يَقُول لَهَا ﴿ أَعْطِينِي لأَِشْرَبَ ﴾ .. وَهِيَ تَرُدٌ عَلِيه قَائِلَةً ﴿ أَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ . لأَِنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ ﴾ ( يو 4 : 8 – 9 ) .. وَذلِك لأِنَّ التَّقْلِيد اليَهُودِي يَجِد عَدَاوَة مُسْتَحْكَمَة بَيْنَ أهْل السَّامِرَة وَأهْل اليَهُودِيَّة مِنْ أيَّام دُخُول أرْض المِيعَاد عِنْدَمَا إِنْقَسَمِتْ المَمْلَكَة .. كَانَتْ عَدَاوَة مُسْتَحْكَمَة وَتَزِيدْ حَتَّى وَصَلِتْ لِدَرَجِة الخُصُومَة .. وَأنَّ أهْل السَّامِرَة رَغْم أنَّهُ مِنْ المَفْرُوض أنَّ الكُلَّ يَسْجُد فِي أُورُشَلِيم إِلاَّ أنَّهُمْ كَانُوا عَلَى إِسْتِعْدَادٌ أنْ لاَ يَذْهَبُوا إِلَى أُورُشَلِيم وَإِنْ وَصَلِت فَلاَ يَعْبُدُوا الله .. الَّذِي كَانَ يَأمُر بِأنَّ الشَّرَائِعْ وَالتَّقْدُمَات لاَبُدْ أنْ تَكُون فِي أُورُشَلِيم .. ﴿ صَعَدَت القَبَائِل قَبَائِل الرَّبَّ شِهَادَة لإِسْرَائِيل يَعْتَرِفُون لإِسْم الرَّبَّ هُنَاك نُصِبَتْ كَرَاسِي لِلقَضَاء كَرَاسِي بَيْت دَاوُد ﴾ ( مز 121 مِنْ مَزَامِير الغُرُوب ) .. وَهُمْ قَالُوا لاَ نَذْهَبْ إِلَى أُورُشَلِيم لِعِبَادِة الله وَلاَ نَتَعَامَل مَعَ اليَهُودِيَّة رَغْم أنَّ الله كَانَ يَأمُر بِشَرَائِعْ وَتَقْدُمَات كَانَ لاَبُدْ أنْ تُقَدَّم فِي أُورُشَلِيم .
أُنْظُر إِلَى أي دَرَجَة وَصَلِتْ العَدَاوَة وَمَعَ هذَا هُوَ ذَاهِبْ لِيَقْتَرِبْ إِلَيْهَا مِثْلَمَا يَقُول المَدِيح ﴿ رَبُّ الجُيُوش العُلْوِيَّة إِتَضَعْ وَأخَذْ شَكْل إِنْسَان وَتَقَابَلْ مَعَ المَرْأة السَّامِرِيَّة وَقَالَ لَهَا أنَا عَطْشَان ﴾ .. هُوَ جَاءَ لِيَقْتَرِبْ إِلَيْهَا رَغْم العَدَاوَة وَالفَوَاصِل وَبِلُطْف يَطْلُبْ مِنْهَا " أعْطِينِي لأَشْرَب " .. وَتُوَضِّح لَهُ أنَّهُ يَهُودِي وَهيَ سَامِرِيَّة .. وَيَبْدَأ رَبِّنَا بِلُطْف يَقُول لَهَا ﴿ لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَِشْرَبَ لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءٍ حَيّاً ﴾ ( يو 4 : 10) .. يَبْدَأ مَعَهَا الحَدِيث بِلُطْف وَلكِنْ بِأُسْلُوب يَجْذِبْهَا .. فَرَدِّت عَلِيه مَنْ أنْتَ لِتَقُول لِي هذَا وَلاَ دَلْوَ لَك وَالبِئْر عَمِيقٌ مِنْ أيْنَ لَكَ هذَا المَاء ؟ ( يو 4 : 11) .
كَمْ هُوَ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَطِيفْ فِي مُعَامَلَتُه رَقِيقٌ فِي أُسْلُوبُه رَاقِي فِي مُعَامَلَتُه لاَ يَقْتَحِمْ النَّفْس وَلاَ يَبْدَأ بِالتَّوْبِيخ .. أُنْظُر إِلَى الحَدِيث المُوَجَّه إِلَى السَبَع مَلاَئِكَة فِي سِفْر الرُؤْيَا .. يَبْدَأ الحَدِيث بِكَلاَمٌ جَمِيلٌ جِدّاً وَيَقُول ﴿ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَتَعَبَكَ وَصَبْرَكَ وَأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَحْتَمِلَ الأَشْرَارَ ﴾ ( رؤ 2 : 2 ) .. وَلكِنْ فِي النِّهَايَة يَقُول لَهُ ﴿ أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ أَنَّ لَكَ اسْماً أَنَّكَ حَيٌّ وَأَنْتَ مَيْتٌ ﴾ ( رؤ 3 : 1 ) .. الكَلاَمٌ الأوَّل لاَ يَنْطَبِقٌ مَعَ الكَلاَمٌ الأخِير وَلكِنْ هُوَ لَطِيفْ لاَ يَقْتَحِمْ النَّفْس .. وَأنَا لاَبُدْ أنْ أتَعَامَل مَعَ سَعْي رَبِّنَا يَسُوع وَلُطْفُه بَلْ وَاكْتَسَبْ مِنْ لُطْفُه وَيَنْضَح عَلَيَّ .. فَهُوَ لاَ يَجْعَل الإِنْسَان يَشْعُر بِصِغَر نَفْس وَلاَ ضَآلَة وَلاَ بِدَنَس حَتَّى يَسْتَطِيعْ أنْ يُحْضِرُه .. وَلَمَّا يَأتِي الإِنْسَان وَيِرْجَعْ فَكُلَّمَا إِقْتَرَبْ مِنْ رَبِّنَا كُلَّمَا إِكْتَشَفْ كَمْ هُوَ مُوحَشْ .. لأِنَّهُ لَوْ كَشَفْ لَنَا الله مَدَى رَدَائِتْنَا فِي لَحْظَة وَاحِدَة يَقُول أحَدٌ القِدِّيسِينْ ﴿ لَمَاتَ الإِنْسَان رُعْباً ﴾ .
رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه
وَلإِلهْنَا المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
تجارب على الجبل
وإِحنا فىِ رحلة الصوم المُقدّس المُبارك تختار لنا الكنيسة مِن أروع وأجمل فصولها لتجعلهُ لنا منهج توبة وخلاص للكنيسة كُلّها
وفىِ أحد التجرُبة التى تجاسر فيها العدو لِيُجرّب مُخلّصنا يسوع رغم أنّهُ أُصعد بالروح إِلى البريّة منهج الكنيسة تُعلّمهُ لنا أنّ العدو لا يسكُت ولا ييأس ولا يكُفّ عن المُحاولات لإِيذاء أولاد الله ويستخدم فىِ ذلك أساليب مُباشرة وغير مُباشرة ، المُهم أن يُسقطنا
هُنا ربنا يسوع أسّس لنا مبدأ الصوم وصعِد إِلى البريّة وصام أربعين يوماً وأربعين ليلةً نيابةً عن جميع جنس البشر
الإِنسان الأول الذى سقط بالأكل ، الإِنسان الثانىِ غلب خِداع عدو الخير بأن يأكُل ، ولأنّهُ أخذ جسداً حقيقىِ جاع ، مِن ضِمن الأشياء التى تؤكّد لنا أنّ السيّد المسيح أخذ جسداً حقيقىِ ليس خيالىِ ولا وهمىِ لهُ جسم يصوم 40 يوم لابُد أن يجوع فجاع
لمّا جاع قال لهُ عدو الخير" لو كُنت إِبن الله فقُل لهذهِ الحِجارة أن تصير خُبزاً " ، عدو الخير جرّب السيّد المسيح ثلاث تجارُب كُلّ واحدة مِنها بإِسلوب :
(1) التجرُبة الأولى تجرُبة الجوع والخُبز والغريزة
(2) التجرُبة الثانية تجرُبة التشكيك
(3) التجرُبة الثالثة تجرُبة الغرور ومباهج العالم
تجارُب يُحارب بِهُم مُنذُ القِدم مِن أيام آبائنا الأوائل ، رُبّما يتغيّر الزمان والمكان ولكن هى نِفَس التجارُب
(1) تجرُبة الجوع والخُبز والغريزة :
لم يدخُل لهُ العدو مِن أول يوم ولا ثانىِ يوم ولا ثالث يوم يمكِن يكون قادر شويّة ، ولكن جاء فىِ اليوم الأربعين وقال لهُ " لو كُنت إِبن الله فقُل لهذهِ الحِجارة أن تصير خُبزاً " ، أبونا آدم الأول فىِ الفردوس إِتغلب مِن شهوة الأكل بل آبائنا فىِ البريّة إِتغلبوا مِن شهوة البطن وتذّمروا على موسى ، لِدرجة أنّ ربنا أعطاهُم المن فقالوا لهُ " قد سئمت أنفُسنا هذا الطعام السخيف " ، إِتهزموا مِن الجوع والغريزة فجاء ربنا يسوع ليُعلن إِنتصار الخليقة الجديدة فأخذ جسد مِثل آدم ونِيابةً عن كُلّ إِنسان إِتغلب مِن غريزتهُ صام
وكأنّ ربنا يسوع عايز يضع منهج جديد ويقول لعدو الخير الحيل الّلىِ هتحارب بِها أولادى هى الّلىِ هتغلبك فوضع منهج للصوم
كُلّ كنيسة صايمة وكأنّنا نُعلن إِنتصاره فينا وكأنّ أسلحتهُ لا تقوى علينا ، وضع لنا السيّد المسيح طقس للصوم لِتعيش كُلّ نِفَس فىِ سِيادة على سُلطان الجسد ، يجى العدو يحاربنىِ بالجوع أقول سيّدىِ جاع وغلب لازم أجوع علشان أغلب
كنيستنا لا تعترف بصوم إلاّ بِجوع لِذلك تضع فترات إِنقطاع لتقوية الإِرادة وإِعلان سُلطان ربنا فىِ حياتنا ، ويجى العدو ويغرينا فىِ لحظة جوع وضعف نقول لهُ أبداً إِحنا بنقدّم جوع وإِحنا مفيش حاجة مغلوبين منها
الغريزة إِحتياج طبيعىِ لكن إِزاى الإِنسان يسمو بها ويتسلّط عليها ولا تتحكّم فىِ الإِنسان ، إِزاى لمّا عدو الخير يحب يستخدم أساليب لإِسقاطىِ إِزاى أنتصر بِنعمة المسيح ، مُعلّمنا بولس الرسول يقول " الخطيّة وهى مُتخذة فُرصة بالجسد " ، أصل الجسد فيهِ ضعفات فالخطيّة تأخُذ فُرصة ، الجسد بيجوع 00بيتعب فالعدو يأخُذ هذهِ الضعفات ليضع لهُ بِذار
تخيلوا بعد صوم أربعين يوم يأتىِ عدو الخير ويُغريه ويقول لهُ " إِن كُنت إِبن الله فقُل لهذهِ الحِجارة أن تصير خُبزاً " ، تجرُبة شرِسة يتعرّض لها الكثير ، ياما ناس الخُبز مُسيطر على قلوبها وعقولها ، ياما ناس مغلوبة مِن بطنها ، ربنا يسوع يقول لا سيطر عليه ، طيب إِزاى ؟ يقول " بِكُل كلمة تخرُج مِن فم الله " ، عيش كده وإِنت مع ربنا الإِحتياجات الطبيعيّة تنزل لِتحت وتتسلّط عليها
تخيل لمّا تُبأه صائم لكن فىِ قلبك وعقلك وفمك كلِمة الله ، تقول أنا فرحان ولا تشعُر بِتعب ، الإِنسان الروحانىِ كُلّ ما يوم يفوت مِن الصوم يزعل ، والإِنسان الجسدانىِ عمّال يعدّ الأيام الفاضلة ويشتهىِ فىِ قلبهِ وفىِ نفسهِ ، ربنا يسوع علّمنا إِزاى نغلب الجوع بِكُلّ كلمة تخرُج مِن فم الله
فترة الصوم فترة إِمتلاء وخلوة وإِمتلاء مِن الكِتاب المُقدّس ، كُل بِنهم المائدة مُتسِعة ، " الخُبز النازل مِن السماء المُعطىِ حياة للعالم ليس كما أكل أبائكُم المن فىِ البرّيّة وماتوا " ، خُبز الله النازل مِن السماء المُعطىِ حياة للعالم ، شوف أد إِيه ربنا عايز يُعطينا غلبة بلا حِدود ولا نِهاية
تجرُبة الجوع والتى ياما بِننهزم مِنها ، حوالىِ 80% مِن الناس يتغلبوا منها ، فعدو الخير جرّبها مع آدم وحواء ولقاها بتجيب فائدة ، جرّبها مع 3 مليون فىِ البرّيّة ولقاها بتجيب فائدة ، لحد دلوقتىِ نستثقل الصوم ونُقللّ منهُ ، نِفَس الخِداع ، تجرُبة الخُبز ، لكن مُبارك ربنا يسوع وكنيستةُ
إِحنا صايمين عِوض كُلّ إِنسان إِتغلب مِن الطعام ، عِوض آدم وحواء ، ربنا كرّس كنيستةُ تغلب الطعام ، وعِوض آبائنا فىِ البرّيّة أسّس طغمة تعيش فىِ البرّيّة تغلب غرائزها ، شعبه الثانىِ البِكر العهد الجديد خرجوا للجِبال والمغاير علشان يُعلنوا إِنتصار ربنا يسوع بِهُم على الخُبز والغرائز وشهوات العالم
(2) تجرُبة التشكيك :
أخذهُ على جِناح الهيكل أخذهُ حِته فوق وقال لهُ إِرمىِ نِفَسك ويحاربه بِمكتوب " أنّهُ يوصىِ ملائكتهُ بِك فعلى أياديهُم يحملونك لكى لا تُصدم بِحجرٍ رجلك " ، حرب التشكيك ياما عدو الخير يرمىِ فينا بِذار تشكيك فىِ كلام الله وإِمكانية الحياة مع الله ، يقول لهُ " إِن كُنت إِبن الله " ، بذرة شك لِصدق أقوال الله ، ياما فينا جوّانا تشكيك لِمصداقيّة أقوال الله
زى ما قال لحواء " أحقاً قال الله لا تأكُلا مِن كُلّ شجر الجنة " ، طيب ما إِنت عارف 000عايز يشكك ، عايز يشكك فىِ جمال أرض الميعاد فيقول أنّها أرض تأكُل سُكّانها ، أرض مضمون الدخول لها بِمواعيد مِن الله ، فىِ حين عايز يلغىِ إِمكانيّة الدخول
يحاول يشكّكنىِ أنّنىِ مُمكن أعيش فىِ نقاوة وفىِ كُلّ أية وكُلّ سر ، يقول لىِ صحيح الجسد والدم يغفر الخطايا ! إِيه الّلىِ يخلّينىِ أصدق ! لمّا الإِنجيل يقول " بيع كُلّ مالك " هل هذا معقول ؟ عدو الخير أسلحتهُ شرِسة ، أقول لو دفعت العشور هل الباقىِ هيكفّينىِ ؟ هل صحيح العشور فيها برَكة للإِنسان ، شك 00يُنصُب الفِخاخ بِتاعته فىِ كلِمة ربنا وفىِ مواعيد ربنا لنا
فىِ الحياة الأبديّة يُشكّكنىِ هل فيه حياة أبديّة ؟ إِيه ضمنّىِ أنّ الأبرار هتُكافىء والأشرار هتُجازى ، عايز يشكك لِحد ما الإِنسان يموت وينخدع أكبر خِدعة فىِ حياتهُ
حرب شرِسة لِذلك لابُد للإِنسان أن يغلب فىِ المسيح يسوع وبالمسيح يسوع ، يفتح عقلهُ وقلبهُ فيجد كلِمة الله مُخبّأة فىِ داخل النِفَس ، ياما عدو الخير يحاول يشكّكنىِ فىِ كلِمة ربنا هل أنا عقلىِ وقلبىِ مليان بِكلِمة ربنا لأرُدّ عليهِ
(3) تجرُبة الغرور ومباهج العالم :
يخيّل لهُ منظر كُلّ مجد وسُلطان وعظمة ، ياما عدو الخير يُحاول يُحاربنا بالجاه والعظمة والمجد أمام العالم
يقدِر السيّد المسيح لمّا عدو الخير يقول لهُ إِرمىِ نِفَسك يقول لهُ طيّب أهوه والملائكة تحملهُ ، ده الّلىِ جاى يقول لهُ كده أشبع الخليقة كُلّها أربعين سنة ، عايز يستثير ذات ، فقال لهُ " لا تُجرّب الرّبّ إِلهك "
لِذلك مفيش حاجة إِسمها إِن ربنا يعمل معجزة ليُعلن أد إِيه هو مُقتدر ، لا مش هى دى طريقة ربنا
القديسين يقولوا عن عدو الخير " هو بِلا حياء " يسيب الواحد شويّة ويروح تانىِ وثالث وفىِ النِهاية يقول " تركهُ إِلى حين " ، يقول القديس يوحنا القصير " إِنّهُ مِثل الذُباب بِلا حياء " ، لكن كُلّ مرّة يأتىِ بِطريقة مُختلِفة ، طيب نغلِب إِزاى ؟ الّلىِ غلب يغلب بِك وفيك بِعلامة صليبهُ بِقوّة إِسمهِ بِمجد قديسيه
لِذلك أخذهُ على جبل عالىِ وأراهُ جميع ممالك العالم وقال لهُ كُلّ ده هأعطيه لك لو سجدت لى ، منظر مُغرىِ ، تخيل لو واحد يقول لك بُص المدينة دى كُلّها هأُعطيها لك بس أُسجُد لى ، ده مش ورّاه مدينة لا ده ورّاه مباهج العالم كُلّهُ ، السيّد المسيح يقول لهُ لا أنا واقف نيابةً عن كُلّ جنس البشر ، كُل واحد فينا كان خليّة فىِ جسم السيد المسيح
مباهج العالم حرب شديدة مازال عدو الخير يستخدمها معنا 00شهوة الجسد00وشهوة العيون00وتعظُّم المعيشة
مِن أكثر الحروب الشديدة مباهج العالم وهى كثُرت جداً فىِ أيامنا عن أيام السيّد المسيح فلم تكُن هُناك تكنولوجيا ، دلوقتىِ فىِ تكنولوجيا وتقدُّم وحضارة
يا ترى أنا مغلوب لِمباهج العالم وأسجُد لهُ علشان أأخُذها ؟ يا ترى أنا غالب وشبعان مِن جوايا ؟ غالب مباهج العالم ، الناس مغلوبة لِمباهج العالم علشان كده بُعدها عن الروحيات بيزيد
ماعدش الإِنسان يقتنع بالحياة البسيطة والكفاف ، ولو حاجة تطلع لازم عايزها ، مثلاً لو طلع موبايل عايز يمسِك فيه ، ليه ؟ مباهج العالم تشِد تغلِب تجعل الإِنسان يقف أمامها بِلا سُلطان ، لِذلك هى حرب شرِسة جداً
لا أنا " للرّب إِلهك تسجُد " مش ها خلّىِ أى مباهج فىِ العالم تسيطر علىّ ، علّمنىِ إِزاى بِعز أدوس ولا أخضع لأى شىء تانىِ أتغلِب لهُ أبداً
ربنا يسوع المسيح الّلىِ إِنتصر فىِ القديم ينتصر فينا ، الّلىِ إِنتصر وهو شايل الكنيسة فىِ داخلهُ لازال ينتصر والكنيسة فىِ داخلهُ
" إِلى هُنا أعاننا الرّب " ( 1صم 7 : 12 )
ربنا يسند كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً آمين
هدف وأشتياق الصوم
هدف واشتياق الصوم
بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
فلتحل علينا نعمته ورحمته وبركته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين
نشكر الله احبائي لانة جعلنا مستحقين ان نحيا لهذه اللحظه لكى نشارك في بركات هذا الصوم المبارك الصوم احبائي في الكنيسه هو فرصه هو نعمه بتقدمها الكنيسه لاولادها من اجل ثبتهم ونموهم وكمالهم وخطوات في طريق ربحهم للملكوت.. عشان كده احنا النهارده المفروض نكون كلنا بنشكر ربنا نقول له انك اعطيتنا فرصه جديده وصوم جديد
الصوم احبائي موسم الكنيسه كلها بتتجمع فيه بقلب واحد وروح واحد كل دسم الكنيسة وكل وغذاء الكنيسه متركز في فتره الصوم اطول قداس نحضرة هو في فتره الصوم اطول فترات انقطاع في فتره الصوم اكثر مطانيات ممكن الكنيسه تسمح بها لنا في فتره الصوم اكثر قداسات كنيسه بتقيمها في فتره الصوم الصوم احبائي هو موسم لنا كلنا عشان كده لازم يكون لنا شيئين في الصوم مهمين نضعهم امام عيوننا بأستمرار
أولا :هدف الصوم
ثانيا : اشتياقات الصوم...
اول حاجه هدف الصوم.. الصوم احبائي في الكنيسه وفي الحياه المسيحيه مش فرض مش إجبار
الصوم في الكنيسه هو عباره عن تقدمة حب ذبيحه حب الى الله.. الصوم في الكنيسه هو ليس عمل جسدي ولكن هو عمل روحاني نعبر عنه بتقدمة عمل جسدي..كل عمل نقدمه في الصوم لو ضاع الهدف بتاعه هيبقى صوم ثقيل هيبقى صوم متعب هيبقى صوم نعد في الايام هيبقى صوم نقعد نقول طب نفوت منة شويه المده طولت لما الصوم يقدم كعمل جذداني هيبقى عمل ثقيل على النفس والروح والجسد هدف الصوم عمل يقدم الى الله الذي احبني هدف الصوم هو إشتراك في صوم ربنا يسوع المسيح لانه صام عنا ونحن نصوم معهم هدف الصوم ضبط الجسد هدف الصوم ارتقاء الروح صعب جدا احبائي ان احنا نصوم ونغير اطعمه واحنا مش عارفين احنا صايمين ليه اللي او الكنيسه قالت لنا ان احنا نصوم
لازم يبقى لي هدف للصوم... هدف الصوم هو انتصار للروح .هدف الصوم ان يتحول الانسان من انسان جسداني الى انسان روحانى.. الصوم هو ضبط كل ما
هو جسدى.. هدف الصوم انا لازم ابقى داخل على الصوم وانا كل قوايا الروحيه تجمعت لاستقبال هذا الصوم لازم ابقى داخله باشتياق عشان كده احبائي في عاده صعبه جدا عند ناس كتير يقول لك احنا هنفوت اسبوع ولا اثنين اقول لك اللي بيفوت ده معناها ان هو فقض الحماس الروحي... اللي بيفوت ده معناها من البداية ان هو انه داخل على العمل بغير حب بغير اراده.. اللي بيفوت ده من الاول معناها ان هو بيقول لربنا اللي بتأامرنا بية دة كتير على طاقتنا واحنا ما نقدرش اللي بيفوت من الاول ده بيعلن انه هو انسان جذداني وسيحب ان يبقى جذدانى ...بلا شك ان ممكن يكون الصوم في شيء من التعب في شيء من الحرمان ماهذا هو هدف الصوم ..الصوم هو ذبيحة و لا توجد ذبيحه بدون تقدمة.. ولا توجد ذبيحه بدون بذل.. الصوم ذبيحه اكيد الانسان اللي ممكن يصوم ممكن يتعب شويه ممكن يتالم شويه ..يجوع شويه ممكن معدته تتعب شويه بلا شك احبائى ان الصوم هو الباب الضيق اللى الكنيسه سمحت لنا ان احنا ندخل منه صعب ان احنا نبقى عاوزين ندخل من نفس الباب بس نوسعه.. صعب ان احنا نبقى عايزين نصوم بلا تعب.. لا توجد ذبيحة بلا تعب ..الآباء القديسين يعلمونا
ويقولولنا ..اعطى ثمن لكي ما تاخذ روحا...لابد أن يكون هناك تعب ...فى ذبيحة ربنا بيرقبها فى داخلنا .اسمها ذبيحة الاتعاب... ما اجمل الانسان الذي يكون متعب بس واقف يصلى... ما اجمل انسان ممكن صحتة تعبانة بس ليقدم صوم ذبيحة أتعاب....اد اية الذبيحة دى مرضية أمام الله
تخيل انك تكون تعبان وحد قدملك شئ وزارك فى مرضك وتكتشف انة مريض جدا وزارك رغم مرضة وتعبة.. ممكن يزورك 10 ولا 20 ولا 30 تنسى كل اللي زارك دول لكن اللي زارك و هو تعبان ده تفتكرة محبته.. لو انا تعبان لو انا مجهد لو انا مش قادر لكن بقدم لربنا ..اكيد دى ليها كرامة..عظيمة فى عين ربنا ..ذبيحة الاتعاب.. عشان كده احبائي لابد ان احنا كلنا نكون بقلب واحد وفكره واحد نقدم صوم لربنا ونقدم طاعة ونقدم اعلان محبه لربنا من خلال الصوم...صعب جدا احبائى ان احنا نكون عشمانين في الملكوت ونفسنا فى غفران خطايانا ونفسنا أرواحنا تنتصر على اجسادنا ولكن بلا تعب اقول مش ممكن لازم ااقدم طاعة لازم ااقدم ذبيحه لازم ااقدم خضوع..قد ايه دي بتبقى موضع سرور اللة ...عشان كدة احبائي لازم من واحنا في بدايه الصوم نبقى عارفين ما هو هدف
الصوم؟ انا ليا هدف فى الصوم ان انا انموا في عشرة محبتى مع الاهى..ليا هدف فى الصوم ان انا اغلب اوجاع جسدى لي هدف في الصوم ان انا احقق اشتياقات يا ما اتحرمت منها الكنيسه تعينك في هذه الفتره الكنيسه تقدم كل ذخائرها لاولادها في هذه الفتره عشان تساعدهم وتعلمهم ازاي يرتفعوا وازاي ينتصروا وازاي يقدمموا لربنا جوع على المستوى الجسد لكى ماينالوا شبع على مستوى الروح... قد ايه احبائي الانسان في الصوم بيحس ان هو غلب الجسد. يحس انه هو شبعان تعال كده واحد فينا يصحى الصبح...ممكن قوى لو سالتة جعان يقولك اه.... بس انا هصوم عشان احضر القداس بعد الظهر تقول له جعان يقول لك اه جعان لكن هضبط نفسي وهصوم... تعال كدة نحضر القداس مع بعض واحنا طالعين من القداس اسال كل اللي حضر قداس اسال كل المتناولين... تقولة جعان ؟يقول لك ابدا مش جعان.. طب اذا كان صاحي الصبح جعان...ودلوقتي ده فات عليه ممكن 9 ساعات المفروش يكون جاع اكثر يقولك لا انا عندي استعداد اقعد لبكره ثاني... ايه اللي حصل؟ الروح شبعت ..الروح غلبت..الروح انتصرت... الجسد احيانا احبائى يبقى صوته عالى ...احيانا الجسد يبقى متمرد ..
احيانا الجسد يبقى منتصر فى داخلنا واحنا نبقى خاضعين .. له تعالوا كدة نخضع لأعمال الروح ونشوف البركات اللى هناخدها هنلاقي الجسد سلطانة قل... نلاقى الجسد بقى خاضع بقى اداة في يد الروح.. الجسد احبائى اما يودينا السماء اما يودينا العذاب الابدي... هو هو الجسد اللي ممكن يشتهى هو اللي يبقى ممكن عنده اشتياقات روحيه الجسد اللي ياكل ويشرب هو هو الجسد اللى يصوم .. الجسد اللي يعمل اعمال الشر هوهو اللي يرفع ايده للصلاة... عشان كده الصوم هدفى منة انى اضبط جسدى واقدمة ذبيحة حب الى اللة ..لازم احبائى نبقى عارفين هنصوم لية ..ونبقى مقبلين على الصوم بفرح وحماس ولازم نبقى منتظرين هذه الايام ولازم نستقبلها بكل حب وكل خضوع وكل طاعة...لما الكنيسه تامرنا بالصوم يبقى لازم الكل يصوم ...و كل المؤمنين لازم يكونوا في طاعتها
عشان كده الكنيسه تقول لنا اللى مش صايم مايتناولش.. مش عشان هو مش صايم لكن عشان هو مش مطيع للكنيسه...
ثانيا:: اشتياقات الصوم لابد فى الصوم . احبائي نكون مقدمين اشتياقات كثيرا نفسى يارب اقعد معاك فتره
اطول .. نفسي اهداء الى نفسي. نفسى اكون اكثر عطاءا للمساكين... نفسي اكون اكثر جدية مع قراءه الكتاب المقدس..بلاشك احبائى ان الانسان لما يعيش للروح...يلاحظ أن الأعمال الروحية لذيذة...وأكثر .ويجد أمور ربما كان يصعب علية فهمها يجدها أكثر جمالا..بلا شك أن الإنسان عندما يكون عايش فى اخضاع شهوات كثيرة..بلا شك أن الأمور الروحية بالنسبالة تكون ثقيلة وغير مفهومه وغير مفرحة والعكس ..عندما يعيش الانسان اعمال روحية يجد كل الامور الروحية مضيئه بالنسبالة.. وتعالى كده تكون قاعد في فتره هدوء وتكون واخذ فترة صوم و تكون قلبك مرفوع وقلبك متحد مع ربنا و اقرا اصحاح من الكتاب المقدس..تعال انت هو هو تكون في زيغان عن ربنا وتكون مغموس في هموم كثيره و شهوات كثيرة وافتح الانجيل تلاقي الانجيل مغلق بالنسبالك. زى بالضبط احبائي الانسان لما يبقى عاوز يستقبل موجة معينة. لازم الموجة دى تتظبط على تردد معين ..تردد على تردد تستقبل الموجة..هكذا الامور الروحية..ان لم يكن لنا اشتياقات.. ان لم يكن لنا ضبط للجسد وان لم يكن لنا رفع قلب وان لم يكن لنا ذبيحة صوم .هنشعر ان الامور الروحيه بالنسبه لنا مبهما او ثقيلة ..اية سر
فهم الآباء القديسين من انجيل بطريقه تذهل عقولنا؟ اية اللى يخلية يفهم المعنى دة اللي يخلية يفهم الرموز دى اللي يخلية يربط بين العهدين بهذه الدرجه المبدعه؟اية اللى يخلية يتامل تامل يدخل فى في نفسه وقلبه فرحة تفوق فرحه الفردوس؟ اقول لك اصل ده انسان ضابط الجسد بتاعه ..احنا لازم في الصوم احبائي عشان ما يبقاش صوم بالجسد ما يبقاش عمل ثقيل على النفس ..مايبقاش امر متعب لابد ان احنا نبقى عارفين ان الصوم ده هدفه هدف روحانى ..لابد انى اقدم مع الصوم اشتياقات روحيه .واقف عن الاطعمه بارادتى ..عشان كده الاباء القديسين يقولوا لنا في بطن امتلئت بالاطعمه لا يوجد مكان معرفه اسرار الله... أسرار اللة تعطى للناس اللي زهدت فى حب الجسد .. وحب العالم الكنيسه بتقدم لي فرصه بتقول لي انا عارفه ان انت صعب عليك جدا تضبط الجسد انا اساعدك.. هاقدم لك اصوام والأصوام دي فيها تدرج ..وتيجى على الصوم الكبير تقولك خلي بالك ده اسمه الصوم من الدرجه الاولى..دة اكبر موسم واكبر مناسبه ممكن انت تاخذ فيها ومنها بركات .. لازم اقدم فيها اشتياقات..هقدم اشتياقات هاقول له يا رب انا في ايام كثيره بكون قليل
الصلوات..اسمحلى فى الصوم دة أكثر من الصلاة ..اسمحلى فى الصوم دة ان انا اكتر من اوقات وقفات الصلاة...
اسمحلى اقدم فيها سجود اكتر انا مشتاق يارب اقعد معاك اكثر في الصوم عشان كده احبائي الاباء ينصحونا يقولوا لنا احظر من أن البرنامج الروحى بتاعك فى الصوم ..يبقى هو هو البرنامج اللي كان قبل كده لازم يكون في اختلاف زي الاطعمه اختلفت لازم البرنامج اليوم بتاعت يختلف..زى ما اترفعت عن امور معينه جسديه لازم تكثر من امور معينه روحية...ان كنت غير مواظب ولا تعطي صلواتك وقتا..اعطى صلواتك وقت اكثر... ان كنت غير امين في قراءه الكتاب المقدس اعطى وقت اطول للكتاب المقدس ان كان ماعندكش قراءات روحية اعطي وقت للقراءات الروحيه ان كنت بتقعد فترات طويلة امام تليفزيون ولا جرنال شيل الوقت ده كله واعطية للأعمال الروحية.. هو احنا هنبطل اكل اصناف معينه وبس في حاجات في الامور الجسديه هنقف عنها أيضا فى الأمور النفسية ..بدل ما كنت بحب اتسلى ان انا اتفرج شويه على تليفزيون لا انا هتلذذ بكلمة الله هجلس معها فتره اطول والصوم معين لنمو الاشتياقات هتجد
نفسك محمول بنعمه خاصه وياما احبائي ناس تدين لفتره الصوم بعشرتها لربنا كله
يقول لك انا عرفت ربنا فى فتره الصوم انا كنت تاية عنة ..لكن لما الكنيسه اعطتنى فتره الصوم ابتديت اطلاقا مع نفسي وابتديت اطلاقا مع اللة وابتديت اضبط جسدي ... عشت في فتره عفة لان انا ما كنتش اصدق ان ممكن انا ابقى عفيف ..لكن لقيت جسدي انتصر.. ولقيت روحي ارتفعت.. ولقيت الجسد المتمرد ابتدي ينضبت .... صعب جدا احبائي اننا نضبط أجسادنا بدون ما تكون ارواحنا في عشرة الصوم وفي محبه الصوم...عشان كدة لازم الصوم يكون لة العنصرين اللي احنا بنقول عليهم دول
١/ الهدف
٢/ الاشتياقات .
كل فضيله نشتاق اليها نطلبها في الصوم كل فضيله مفتقدينها وكل واحد غير الثاني واحد عنده محبه المال نفسه في العطاء ..اعطى في الصوم
إنجيل النهارده يكلمك عن الفضائل المهمه في الحياه المسيحيه عن الصوم والصلاه لكن لاحظنا أن الصدقه تقدمت عليهما
اول ايه النهارده في الموعظه على الجبل احترزوا من
ان تصنعوا صدقتكم قدام الناس ..تكلم عن الصدقه قبل ان يتكلم عن الصلاه قبل ان يتكلم عن الصوم لان الصدقة هو حب عملي هي فعل حب مرئى هي فعل محسوس.. بلا شك أن الصداقه مرتبطه بالصوم ومرتبطه بالصلاة. لانها تعلن انسان قد اعطي من ماله قد تغلب على احتياجاته قد انتصر و تغلب عن محبه المال كل واحد فينا احبائى له نقطه ضعف محتاج ان هو يقدم في الصوم توبة عنها ويحاول يقتتى الفضيلة اللي تنمي الفضيلة اللى عكس نقطه الضعف دى
فالإنسان الشهواني يقدم عفة والانسان المتمرد يقدم طاعة.. والانسان المحب للمال يقدم عطاء والانسان المحب للعالم يقدم ذهد في مقتنيات العالم ل
دة احبائى هدف الصوم وجمال الصوم نخرج من الصوم ناس قد تحولت الى قديسين نخرج منه بنتمتع بعشره المسيح المصلوب ونتمتع بقيامه ربنا يسوع المسيح ربنا يسوع المسيح اللي اعطانا الفرصه دي ان نشارك الكنيسه في هذا الصوم يعطينا قوه ويعطينا انتصار ويعطينا غلبة وان يكون هدفنا هو محبه الله و ان نقدم اشتياقات كثيرا لكي ما يملئ كل احتياج فينا بحسب غنى مجده ربنا يكمل نقائصنا ويسندك كل ضعف فينا بنعمتة ولالهنا المجد اللى الابد
الامين ....
الراعى الصالح
انجيل هذا الصباح المبارك يا احبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا البشير اصحاح ١٢، تضعة لنا الكنيسه ونحن نتامل في حياه الاتقياء الابرار اللذين ارضوا الله منذ البدء، تعلمنا الكنيسه اليوم وتقول لنا لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت، ولكي يعطينا الملكوت، ماذا نفعل؟ يقول لنا ايضا بيعوا امتعتكم واعطوا صدقه واجعلوا لكم اكياسا لا تبلى وكنزا فى السموات لا ينفد حيث لا يقترب لص ولا يفسده سوس لانه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم ايضا، في الحقيقه نقطه نريد ان نتكلم فيها وهي كثيرا كلام الانجيل بالنسبه لنا يكون كلام جميل ولذيذ ومقنع، لكن ممكن يكون على مستوى العقل فقط، عندما يقول الانجيل بيعوا امتعتكم واعطوا صدقه، اقول ايه جميله حلوه وعندما يقول الإنجيل ايضا انه ينبغي ان يصلى كل حين ولا يمل اجدها ايه لذيذه جميله وعندما يقول الانجيل ايضا ويكلمني اني احب عدوي واحب قريبي كنفسي ،كثير وصايا نجدها جميله ومقبوله، كثير وصايا توصل بنا لدرجه ان نكون معجبين بها جدا ، لكن الخطوره يكون الامر واقف عند حد الاعجاب العقلي او مجرد المعرفه النظريه، هل الانجيل مكتوب لكي نعرفه فقط هل الانجيل مكتوب لكي نعجب بنصوصه فقط نحن لم نكن من الناس اللذين يقولوا معجزه الكتاب هو البلاغه التابعة لة ، او معجزه الكتاب هو جمال الفاظه معجزه الكتاب هو صنع قديسين وقال الكلام الذي اكلمكم به هو روح وحياه يوجد فرق بين مجرد ان اعجب بنص واعيش بالكلمه رب المجد يسوع ترك لنا الانجيل لكي يكون سراج لنا، ترك لنا الانجيل لكي نعيش بحسب الانجيل معلمنا بولس الرسول قال فقط عيشو كما يحق لانجيل ربنا يسوع المسيح كل ما نقرب من الانجيل نقرب للمسيح نقرب للملكوت وعندما نبعد عند الإنجيل نبعد عن المسيح نبعد عن الملكوت ،ومن هنا الايه تاخذ شكل اخر وتاخذ بعد لابد ان يدخل جوه اعماق اعماق قلوبنا انا فين من هذه الايه انا فين من حياتها، انا فين من لذه التطبيق، لم ننسى موقف فى حياة ابونا بشوي كامل كان في مره جاءت لهم سيده، حاله محتاجه لمساعده وتقيم في مكان فتره لكي تنتهي المشكله لديها وبعد ذلك استضافها ابونا بيشوى عندما تنتهى مشكلتها، تاسونى زوجه ابونا كانت تلاحظ اختفاء أشياء من بيتها وعندما مرت الايام ومشكله هذه السيده انتهت ذهب ابونا بيشوي وتاسوني زوجته، ليزوروا هذه السيده في بيتها، وجدوا بعض اشياء من الذي كانت مفقوده في بيتهم موجوده عند هذه السيده ومن ضمن الاشياء التي كانت تقدم لهم صينيه كانت بتاعت ابونا بيشوي،لاحظت زوجه ابونا اخذت بالها وعرفت انها تخصهم فنظرت إلى ابونا وقالت لة هذة الأشياء تخصنا، سلب اموالكم بفرح ايه موجوده في رسائل معلمنا بولس الرسول العبرانيين قبلتم سلب اموالكم بفرح الايه عندما تقراها تجدها جميله لكن عندما تطبقها علي شيء انا اقبل انها تسلب مني وكمان بفرح امر صعب جدا هل الوصيه صعبه الى هذه الدرجه عندما يقول الانجيل بيع امتعتك قوات وصدقه الامتعه مش الحاجات او الاشياء الزياده عن الانسان الامتعه هي المتاع الاساسيات الحياه، لبس سرير هذه هي الامتعه ،عندما يقول الانجيل يبيعوا امتعتكم هل هذا كلام نظري، فى احدى المرات سأل ولد ابوه في البيت ، هل الانجيل مكتوب للناس ولا مكتوب للملائكه ، فقال له مكتوب للناس فسألوا مرة أخرى لو مكتوب للناس، فهل مكتوب في هذا القرن ؟ و لو مكتوب للناس لنفرض انه للناس وليس للملائكه ، المشكله ليست في المتاع ولا العصر ولاهل الانسان الوصيه كتبت للانسان او الملائكه ، المشكله في قبول الانسان الى الملكوت، المشكله في ان الانسان يكون عايش في المسيح يسوع ،هنا بدايه القدره على حياه الوصيه، هو قال لنا بدوني لا تقدروا ان تفعلوا شيء، الانسان عندما يقف بذاته امام ايه مثل هذا يصطدم بها ، ويجد نفسه انه لم يقدر ان يقترب منها او يحركها بأصبعة، لم يقدر بل يجدها مستحيلة، اسامح عدوى ، احبه لم اقدر، بيعهوا امتعتكم واعطوا صدقه مستحيل، احب قريبى كنفسي مستحيل، صلي كل حين ، وانا لم اقدر ان أقف عشر دقائق ، عندما تريد ان تعيش هذا، لم تفكر فيه وانت منعزل عن قوه وقدره ونعمه ربنا يسوع المسيح .ولكن عندما تفكر فية بالمسيح يسوع و في المسيح يسوع و تقول مع معلمنا بولس استطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني وتشعر ان الايه جميله وتشعر انها سهله وتشعر انها مفرحه تشعر انها ممكنه تشعر انها تبنيك وتشعر انها تخلصك، تشعر انك محتاجها جدا ولذيذه جدا لدرجه ان حرام وخساره اني اعيشها لوحدي خسار اخواتي لم يعيشوا معي هذه الايات الجميله ،هذا ياتي بالمسيح يسوع. كل ما الانسان اقترب من الايه بفكره الشخصي وقدراته الشخصيه يعثر يصطدم يتعب يتضايق يمل يتضجر وربما ايضا يقول هذا الكلام للملايكه فقط ، كل ما الانسان يقف يتفرج على الوصيه بذاته، لكن بالمسيح يسوع اقدر هو قال لنا انه ان كان احد في المسيح يسوع فهو خليقه جديده، بمعنى انسان بإمكانيات جديده لم تكلمني عن الانسان اللحم والدم لم تكلمني عن الانسان العتيق انسان الشهوات وحب العالم وحب الارض وحب الملكيه ، نحن في المسيح يسوع خلعنا القديم ولبسنا الجديد ،الجديد له سلوك اخر طلبات اخرى اهتمامات اخرى، مختلف تماما عن الانسان العتيق، انسان العتيق يحب الارض يحب اللذه يحب الشهوه يحب الاكل والشرب هذا هو الانسان ،العتيق هذا بداخلنا، لكن لابد ان نعرف اننا خلعناه في المعموديه ،انتم الذين قد اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح، لبستم المسيح وعندما لبسنا المسيح من الذي يمثل فينا وصيه المسيح ؟ المسيح ينفذها في وليس انا ،انا محدود جدا، ضعيف جدا ،خواف على بكره جدا ،خواف على نفسي جدا في المسيح يسوع اكتسب امكانيات جديده ،بيعوا امتعتكم واعطوا صدقه ،ما هذا الانسان انسان شاعر باقتراب الملكوت منه جدا انسان شاعر بانه في المسيح يسوع بالمسيح يسوع يستطيع ان يفعل كل شيء كل ما امر به مهما قال لكم فافعلوا ،طول ما الانسان عنده الايمان وهذا الخضوع يصنع كل وصيه بفرح ويشعر انه محتاجها جدا ويشعر أنها لازمه لخلاصة ومعينه جدا لان لو ربنا يسوع المسيح تركنا بدون وصايا كان زاد فينا الانسان العتيق لكن هو خلع لنا العتيق وعرفنا كيف ان نسلك في هذا الطريق ،طريق الانسان الجديد فاعطانا الوصايا وكل ما الانسان يقرب بالمسيح يشعر ان له حياه وحمله خفيف ،وعندما يبعد الانسان عن الله يشعر ان الامر مستحيل ،عندما تجد وصية وتشعر انها ثقيلة وصعبة ، هذا يكمن فانك بعيد عن المسيح ويكمن في انك تريد ان تعيش الوصية بذاتك، عندما تقرب للمسيح وعندما تشعر ببهجه حضوره في حياتك تبدا تشعر بان الوصية لذيذه ومفرحه تضيئ العينين، القديس العظيم الانبا انطونيوس كان يقول لاولاده اعلموا يا اولادي ان ليس كل وصايا ثقيله ولا صعبه الوصايا لا ثقيله ولا صعبه انما هى نور حقيقي وسرور ابدي لكل من اكمل طاعتى، نور وسرور للذين اكمل طاعته، انظر إلى سعاده الانبا انطونيوس عندما باع كل امواله سعاده تفوق سعاده الفردوس، ماهو الفردوس الا حضور الله وطاعه اللة، الوصيه حضور الله وطاعه الله انظر الى القديس سمعان الخراز عندما اعثرته عينيه وبقوه سلطان كلمه الانجيل خلع عينيه،فى هذة اللحظة تجدة انه في سعاده غامره ،جاءت من قوه سلطان الايه قوه سلطان الانجيل، تفرح، من هنا الايه عندما ناخذها بعيد عن المسيح تجدها صعبه مستحيلة في المسيح يسوع تجدها ممكنه وهذا هو سر صناعه القديسين سر ارضائهم الى الله ،تقرا اشياء وتجد ايات صعبه تفوق العقل وتجد الناس عاشتها وناس طبقتها ، كيف طبقوها وكيف عاشوها ؟ طبقها في المسيح يسوع انسان صايم دون المسيح صوم ثقيل على الجسد وعلى النفس والروح ،ويعد الايام لكي يخلص الصيام، وانسانا اخر صائم في المسيح لارضاء المسيح فرح، مثل عندما اكلفك بهديه لشخص لم يجد بينكما محبة ، تأتى بالهديه وتكون ثقيله على قلبك، وعندما تاتي بهديه الى حبيبك مهما كانت غاليه تصبح رخيصه لا شيء، الوصيه ممكنه بالمحبه الوصيه ممكنه في المسيح يسوع كل ما كان الانسان قريب منه متعلق بة يطلب وصايا جديده، يقول لة ماذا تريد يا رب ان افعل ، انا خاضع لك انا تحت امر انجيلك اخضع لة عشان كده الكنيسه عندما تقرا الانجيل، ابونا ياتي بالبشارة ويرفعها فوق راسه لاننا خاضعين للانجيل، ونقول له يا رب انت كلمتك على راسنا هنا بيقول لنا لتكن احقاءكم ممنطقه وسرجكم موقده ،يعلمنا الاستعداد المفروض الانسان يسمع هذا الكلام ويتغير ويتحرر صعب جدا اننا نعجب بالوصيه لا نفعلها صعب جدا عندما نكون مثل المعلمين الكتبة والفريسيين، حافظين الناموس لكن لكي يبدا ان يتحرك قلبه لكي يعيش ايه مش موجود،الإنسان في المسيح يسوع احبائي كسب طاقه نعمه جباره تجعله يطيع كل الوصايا بملء الحب تجعله قديس تجعله شهيد تجعله يقبل الموت تجعله يقبل الالم يقبل العزاء يقبل الاهانه يقبل الذل.احبائي عدو الخير لا يطيق انسان عايش في الوصية ولا كلام اللة ،لا يحتمل،ربنا يعطينا احبائي ان نقبل الوصية بفرح وان نعيش فيها،يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمتة ولربنا المجد الدائم إلى الأبد أمين.
يوحنا السابق الاحد الرابع من كيهك
انجيل هذا الصباح يااحبائي هو الاحد الرابع والاخير من شهر كيهك من المعروف أن أحداث الميلاد المجيد حدثت فى اواخر شهر كيهك وتحديدا يوم 29 كيهك ، أصبح هذا الاحد هو الاحد الملازم للتجسد الالهى ،وتقرا علينا الكنيسة الجزء الاخير من الاصحاح الاول من بشارة معلمنا لوقا ،ويتكلم فى جزئين ،الاول ميلاد يوحنا المعمدان والجزء الثاني عن تسبحة زكريا الكاهن والد يوحنا المعمدان.
ميلاد يوحنا المعمدان الكنيسة بتلقبة بإسم السابق ،بمعنى الذى سبق ربنا يسوع المسيح مجئ ربنا يسوع المسيح بتتحقق فية النبوات فكان يحتاج الى تمهيد إلى استقبال النفوس سامعة والشعب مستعد كتير ناس كانت غير مستعدة وغير مهيئة ربنا يسوع المسيح يعلم أن وجودة على الارض هذا أمر ممكن ناس كتير جدا لم تقدر أن تستوعبة فيريد أن يمهد فارسل شخص يمهد ،ويكون لة صفات خاصة ويكون ايضا سابق لموكب الملك ولدية قدرة أن يهيى الطريق بصوت الحق واعلان الهى دور يوحنا المعمدان احبائى دور مهم جدا لاستعداد استقبال ربنا يسوع المسيح دور مهم جدا فى انة يهيئ القلوب ويهيئ النفوس لاستعداد استقبالة ،لأجل هذا سمى صوت صارخ فى البرية وكانة يريد أن يقول إن يوحنا المعمدان صوت صارخ فى البرية جاء للعالم جاء ليضع صراخ وليس مجرد نداء. ويصرخ فى البرية لانة كتير أنبياء تكلموا ولم يسمعوا فقال ليوحنا انت لم تتكلم وفقط بل تصرخ ايضا لكى تعد طريق الرب وتقوم سبلة المستقيمة زكريا والدة قال عنة انت ايها الصبى نبى العلى تدعى ، لانك تتقدم امام وجهة الرب لتعد لة شعبا مستعدا زكريا قال هذا بعد ولادة الصبى مباشرا هذة كانت روح النبوة كان لة رؤية فى عمل اللة فى حياتة وفى نسلة اقترب مجئ ربنا يسوع المسيح جدا على الابواب يوحنا المعمدان محتاج أن يؤدى دورا مهما جدا قبل أن يأتي الرب يسوع ويخدم من اجل تهيئة مجئ الرب والخلاص لكل إنسان ارسل يوحنا لكى يصرخ فى قلب كل شخص فينا ويقول لو تعد طريق الرب استعد لاستقبالة احظر أن ياتى الرب وتكون فى غفلة او ياتى ولم تشعر بة ،احظر أن يتولد ويكبر وانت لم تعلم أن المسيا قد أتى لأجل هذا يريد أن يقول إن يوحنا المعمدان جاء لكى يعد الرب شعبا مستعدا عندما نزل الرب يسوع ليخدم وراى الشعب قال عنهم انهم غنم بلا راعى هو جاء للغنم ليردة جاء يقول للغنم اصبح لكم راعى لكم صاحب جاء يقول لكل إنسان انت شاعر انك لم يكن لك هدف في الحياة وانت لم يكن لك قيمة وانك صورتك فى الحياة غير سوية ؟ فأنا جئت لامهد لك الطريق واعرفك انك من المفروض يكون لك حياة أن تعيشها هذا هو دور يوحنا المعمدان جاء يقول لقطيع ربنا يسوع المسيح أن أصبح لكم راعى الراعى جاء ليطلب ماقد هلك جاء ليرد الضال ويسترد المطرود ويعصب الجريح جاء ليحل اى مشكلة لأى شخص فينا رب المجد يسوع عندما جاء كان الناس في ظلمة وفى قمة الشر قصد ربنا يسوع المسيح أن تكون ولادتة ليلا وتكون فى السقيع وفى برودة لكى يقول انا جئت لافتقد العالم فى ظلمتة فى زيغانة جئت لافتقد العالم كلة وان كان الناس فى غفلة لدرجة أنهم لا يوجد لديهم مكان اتولد فى الا انى اتيت اتيت ليكون لهم حياة ويكون لهم افضل جئت لاجل الغنم الذى بلا راعى الغنم التائة على جبال الكبرياء جئت لاعلن لهم نفسى كألاة الغنم التائهه على جبال المعاصي التي عاشوا في قساوه قلب جئت لاحنن قلبهم واحقق مواعيدى فيهم النفوس التي عاشت تائهة فى الوديان وفي الجبال جئت لابحث عنهم اطلب الضال واسترت المطرود يوحنا جاء ليقول لهم اعدوا طريق الرب صوت حق جاء ليصرخ من اجل ان الانسان يعد طريق الرب نحن ايضا احبائي ها قد اقترب جدا ميلاد رب المجد يسوع منا الإنسان الان يجب أن يكون محتاج لصراخ يوحنا المعمدان يصرخ فينا لاجل ان نجهز انفسنا يوحنا المعمدان يصرخ فينا لكي نعد نفسنا ونعد قلبنا ونعد حياتنا لاستقباله ويوحنا المعمدان جاء ليقول لنا الماسيه قادم المخلص قادم احظر أن ياتى ولم يكن لديك شيء تقدمه لابد ان تجهز نفسك الكنيسه اليوم بتقول لك وتفهمك انة يوجد حدث عظيم لابد ان تتجاوب مع هذا النداء نداء يوحنا المعمدان ليقول لك معك ايه تقدمه لربنا يسوع المسيح هل يوجد معك كنوز من الذهب جهزها ما هي كنوز الذهب الفضايل الاعمال الصالحه ربنا يسوع المسيح لا يهمه الذهب لكنة يهمة القلب الفضيله هذة الاشياء التى تجعلك تعرف ان تستقبله معك اكياس من اللبان معك صلوات معك لسان تسبيح الملائكه عندما تسبحة وتمجدة هل تعرف ان تقول معهم ام تقف كغريب هل لك لسان تسبيح هل لك فضل يخبر بحمده هل لك شفتين ينتقان باسمة هل لك شفاء غير هادئه هذا هو يقول لك جهز نفسك اجعل معك كنوز ذهب فضايل اجعل معك اكياس لبان صلوات وتسبيح اجعل معك ذخيره مر لكي تقدمها له ما هي ذخيره المر شركه الالام حمل الصليب اي انسان فينا حامل صليبة بفرح لكي يتقابل مع ربنا يسوع المسيح ياتي بهذا الصليب وهو فرحان وهو حامله اي انسان فينا لديه الم في حياته هل بيقبل الالم بشكر هذا هو الصليب هل اقبل الالم ام متمرد عليه الاباء القديسين يقولوا ليس كل من الذين يتالمون ينالون الاكاليل ولكن الذين يقبلون آلامهم فقط ينالون الاكاليل هل معك مر تقدم به لسيدك ومخلصك وهو فى الأساس اجتاز المر وجاء لاجل خلاصك ليهديك بالمراره من هنا يوحنا المعمدان خائف جدا لتكون الناس لم تستعد لاستقبالة لأجل هذا ربنا يسوع المسيح ارسل يوحنا المعمدان كسابق لة يعد طريق الرب ويعد له شعبا مستعدا الكنيسه النهارده تقول لنا على ميلاد يوحنا السابق لكي يوحنا يصرخ فينا ويجهزنا لاستقبال الملك نعد طريقه نعد قلوبنا اعد قلبي لكي يكون مكان يستريح فيه ويولد فيه جميل جدا انه يكون قلبي مكان يتولد فيه ربنا يسوع المسيح مهما كان فيه من اتعاب او ادناس او خطايا او شرور الا اننى هفتح قلبي له مع ان هو مكان مش كويس ومش حلو الا ان انا قابلت انه ياتى ويسكن عندي هحول هذا المكان الى سماء هذا هو الذي فعله مين يصدق ان مغاره ومزود البهائم تتحول الى مكان موضع تطلع السماء والارض هذا جمال عمل الله احبائي جمال عمل الله مش انه اجهز له مكان حلو يولد فيه لا جمال عمل الله انه يغير ويهيئ ومجد المكان مش من صفات المكان بل من ان قيمته بان المسيح يوجد فيه مجد المكان مش انه مزود او قصر مجد المكان ان المسيح موجود فيه ولا المجد بتاع المسيح فيه ولا لا هذا هو احبائي الغرض جاء منه يوحنا المعمدان الغرض الذي جاء من الغرض اصنعوا اثمارا تليق بالتوبه الغرض اللي جاء من أجل يوحنا يقول لك حذر ارجع عن طرقك الشريره اخلع ثوب الرياء من له ثوبان فليعطي من ليس له اجعل عندك اعمال رحمه اجعل عندك اعمال محبة تتقدم بها امامه انت ايها الصبى نبي العالي تدعى لانك تتقدم امام وجه الرب لتعد له شعبا مستعدا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الى الابد امين.
الاستشهاد المعاصر
الاستشهاد المعاصر
باسم الاب والاب والروح القدس الة واحد امين..
فلتحل علينا نعمتة وبركة الآن وكل أوان والى دهر الدهور كلها امين....
تحتفل الكنيسة احبائى بعيد آبائنا الشهداء لفترة تطول إلى تذكار عيد ظهور الصليب المقدس..فترة من ١ توت ل١٧ توت وكأن الكنيسه تريد أن تربط ثلاث اشياء ببعض.. الاستشهاد بالفرح بالصليب. عشان كدة الكنيسة تصلى . عيد الشهداء من بدايه ١توت ل١٧ توت على طول تصلي طقس فرايحى.. استشهاد وفرح وصليب الكنيسه عاوزه تثبت فيها احساس ومشاعر ان الشهاده متعلقه بالصليب وان الشهاده متعلقه بالصليب والفرح لذلك احبائي الانسان المسيحي معروض عليه انه يدخل جوه هذه الدائره البهجة ..دائرة الاستشهاد والفرح وحمل الصليب. يتساءل كل واحد فينا طب انا عايش في عصر بعيد عن عصر الاستشهاد ازاي اشعر بالاستشهاد؟ هل الاستشهاد ماضى ؟ ما هو الاستشهاد بالنسبه لي حاليا احب اتكلم معكم عن روح الاستشهاد المعاصر ازاي الانسان المسيحي يعيش كشهيد في وقتنا
الحاضر في ثلاث مجالات ان انت محتاج ان انت تقدم حياتك؟ في ثلاث مجالات انت محتاج انك تقدم حياتك فيهم كشهيد.. هما موضوع صراع ثلاث مجالات المفروض ان انت تعتبر نفسك قصادهم شهيد ....
١/ جسد ٢/ العالم ٣/ الشيطان
الجسد المفروض ان انت جسدك تكون شهيد قصادة ان تسلك بالروح ولا تكمل شهوه الجسد كانك بتضع سكين روحي على الجسد. كانك تقتل شهوه الجسد الجسد في حد ذاته ليس خطية هو عمل الله الجسد كريم ومقدس الجسد هو إيناء الروح ..الجسد عمل اللة لكن عدو الخير استخدم الجسد كسلاح ضد الانسان استخدم غريزه الجسد وجعل الجسد يكون اداء الشر عشان كده الكتاب المقدس يقول لك ان الجسد يشتهى ضد الروح والروح يشتهي ضد الجسد وكلاهما يقاوم الاخر.. عشان كده الكتاب المقدس يكلمنا عن ان نسلك بالروح ولا نكمل شهوه الجسد..يكلمنا عن ان الذين هم للمسيح يسوع قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات الانسان المسيحي عليه ان هو يعيش الاستشهاد اي يحيى بجسد مصلوب جسد وضع عليه سكين النعمه بلاش شفقة.. الكنيسه لما انتهت منها عصر الاستشهاد في عصر القرن الثالث
ابتدت ناس كثير عندها اشتياء للاستشهاد بس ما فيش فرصه ما فيش اباطرة مضطهدين المسيحين...خلاص قسطنطين الملك جاء وجعل المسيحيه ديانا رسميه ورفع الاضهاد عن الكنيسه وابتدا يهتم بزينه الكنائس وبناء الكنائس.. طب وبعدين احنا كنا عايزين نستشهد نعمل ايه؟ فوجد نظام كامتداد للاستشهاد..وهو طريق الراهبنة فطريق الرهبنة هو امتداد للاستشهاد لذلك يطلق عليه الاباء انهم الشهداء البيض ...بمعنى انهم شهداء بدون سفك دم شهيد امام جسدة يضبط جسدة يضبط غرائزه يتساما بحواسة ومشاعرة بيقدم جسد لربنا جسد مذبوح كل يوم فإن كان الشهيد يقتل يوميا أو يذبح يوميا أو يضرب أياما فالراهب وضع على نفسية ان يكون ضد جسدة طول ايام حياتة..... من هنا صار هناك مجال للاستشهاد هو أن اضبط جسدى .ان احيا بجسد كل يوم قصاد ضميرى انا بقدمة كشهيد للة .. عشان كده لو انت جواك اشتياق استشهاد اقولك الاستشهاد موجود دور عليه تلاقية ... انت لما تبقى تعبان وتقف تصلى ما دة نوع من انواع الاستشهاد..عندما تكون ميال للراحة و عاوز تنام وعاوز تصحى بدري عشان تحضر قداس ولة تحضر تسبحة ما ده نوع من انواع الاستشهاد ..لما تعيش الطهاره في
وسط عالم مليان بالفساد ما ده برضه نوع من انواع الاستشهاد عشان كده الاستشهاد معروض علينا استشهاد بانك تصلب الجسد بتاعك بدل ما الجسد يبقى مؤذي بالنسبه لك بدل ما الجسد يكون وسيله هلاك.. هو هو الجسد يبقى وسيلة نجاه فالجسد اللي كان بيشتهى وياكل ويشرب ويجوع هو هو نفس الجسد اللي هيصوم هو هو نفس الجسد اللي هيعيش العفه عشان كده يقول لك لما جسدك تجعلة يتعب في الاعمال الروحية.. بيقول لك ان عرق الصلاة اللة يشتمها كأذكى من رائحة البخور ..الذكية..لانة خارج من الجسد. خارج من افرازات الجسد ... لكن هو جسد تقدس ... قدم كيان مقدس للة..... لدرجه ان الاباء القديسين كانوا ينصحوا تلاميذهم ويقولوا لهم ((أن لم يتقدس فراشك بعرق الصلاه فلا تنام )) ماتنمش الا لما يكون سريرك مقدس بعرق الصلاة.. يعني افضل صلي صلي جاهد جاهد .. لحد ماجسدك كلة يشر عرق ... لما تيجي تنام العرق ينزل على السرير بتاعك هو ده بيقدس فراشك ان لم يتقدس فراشك بعرق الصلاه فلا تنام.. دول بيقدمه أجساد شهيدة كل يوم ده شهيد للمسيح يسوع ان كان دقلديانوس قد انتهى ولا يوجد هناك سياف ولايوجد من يبطش بية فأقام هو
لنفسة سيافا ..فجعل ان يقدم جسدة كاناء لمجد ربنا يسوع المسيح ..بدل الجسد اللي كان مؤذي ومتعب وعمال يقدم سقطات وشهوات صار هو هو الجسد اللي بيقدم كرامه لربنا
فاكرين قصه شمشون لما طلع عليه اسد فشمشون ضرب الأسد وشق فكية وموتة.. جاء بعد كده وهو راجع فوجد الجسد ده اتعمل كخليه نحل..فتعحب وقال الاسد اللي احنا موتنا ده اتحول لخليه نحل فاخذ من الجوف بتاعه عسل وقال العباره المشهوره بتاعتة((يخرج من الاكل اكلا ومن الجافي حلاوه)) قديسين اخذوا العباره دي على الجسد
الجسد عامل زي الاسد عايز يطلع يكلك يفترسك .عاوز يبلع منك الحياه الابديه.. انت اغلبة و بدل ما يقدملك موت هيقدملك حياه ...نفس الجسد اللى كان هيقدم لك شهوه راضيه هو هو نفس الجسد اللى تاكل منه عسل جميل.. وتاكل منة وسائط نعمة.. هو هو الجسد اللي هيسجد... هو الجسد اللي هيصوم هو الجسد اللى هيتسامى بالغريزه بتاعته ويصعدها الى الله وهتترجم لطاقة حب للجميع هو ده الجسد.. هو ده الجسد اللي كان متعب ((يخرج من الاكل اكلا ومن الجافي حلاوه))
٢/ العالم.. مفروض ان انا النهارده اكون شهيد قصاد
العالم كناس وشهيد قصاد العالم كمغريات.. المفروض ان انا اكون شهيد قصاد العالم كمجتمع اعيش كانسان مذبوح يقول لك على الانسان المسيحي عباره جميله جدا الانسان المسيحي كسيده قائم كانه مذبوح يقول لك ابائنا القديسين تفسير عن الجمله دي كانه مذبوح معناها انه لا يعيش عيشه الاحياء ولا يستريح راحه الاموات ...كان مذبوح هو دة الانسان المسيحي قصاد العالم ...الانسان المسيحي قصاد العالم لا هو عايش ولا هو ميت.لكنة عايش حياه مختلفه عن العالم
العالم بالنسبه للانسان المسيحي مجال استشهاد ان يصلب العالم لى و انا للعالم. انا مصلوبلة وهو مصلوبلى..يعني هو مالوش سلطان عليا...وانا مش منجذب آلية انا مصلوبلة رغم انة قصادي.. فانا مصلوبلة وهو مصلوبلى... الذي صلب العالم لي وانا للعالم... احنا الاثنين مصلوبين لبعض..احنا فى عالم النهاردة احبائى المباهج بتاعتة بتتحدي الانسان بقوه وكل يوم في جديد و الانسان لو مغلوب من نفسه هيتغلب للعالم ..عشان كدة من مجالات الاستشهاد العمليه خلي العالم يبقى مصلوب ليك ..اجعل العالم بكل مباهجه و كل مخترعاته وكل تقدمه يبقى عالم مصلوب ليك ما تبقاش انت مذلول لية... ماتبقاش انت
خاضع لة.. ما يبقاش هو بيشكلك ..ما يبقاش هو بيستخدمك
معلمنا بولس الرسول يقول لك(( الذين يستعملون هذا العالم كانهم لا يستعملونة الذين يشترون كانهم لا يملكون)) دة إنسان شهيد قصاد العالم..العالم بالنسبه له مش حاجه هو بيتعيد لها.. لا دي حاجه مصلوبة لة
عدو الخير تجاصر واخد ربنا يسوع المسيح فوق جناح الهيكل وقالة شايف العالم شايف مباهجة شايف اضواءة... انا هعطيك كل ده ان سجد ليا... نفس الاسلوب ده بيستخدمة عدو الخير معنا لحد النهارده..انة يحاول يغلبنا بمباهج العالم المتعدده
يحاول يعرض علينا مباهج العالم فى صورة مزينه
من المجالات اللي احنا لازم نستفيد بها كوسيلة نقدم انفسنا للة كشهداء فى عصرنا الحالى...ان يكون العالم مصلوب لنا ..عشان كده حرب العالم دي كانوا بيحاربوا بيها الشهداء جدا... يقول له هاعطيك. هجوزك طب هجعلك تبقى قائد جيش.. تخيل لما يكون فى جندى صغير ولا ضابط صغير في الجيش ويقول لة ..هجعلك تكون قائد جيش ... قائد جيش بالنسبه لواحد جندى ده حلم ..حاجة فظيعةو رهيبه ..اخليك تبقى قائد جيش يقول له اجوزك بنت الملك كل ده و الشهيد
يرفض لان اغراءات العالم ماتت من جواهم
يقولك عن دقلديانوس.. عندما رأى ان مواكب بالالاف من المسيحيين يقبلون على الاستشهاد قال عباره شهيرة يستحيل ان يكون هؤلاء مغلوبين لشهوه...حاجة تلخبط اصل هو راجل مستعبد للعالم مستعبد للجسد فمستغرب ازاي واحد بالسهوله دي بيتنازل عن حياته عن العالم.. اقولك اصل هو مش مغلوب لشهوه.. مش مغلوب للعالم .. مش حاسس ان حياته في هذه الحياه لا ..ده له مدينه باقيه ...عشان كدة احبائى صلب العالم ...العالم كمجال للاستشهاد امر هام جدا ان احنا نؤمن به ونعرفة .. عشان كده احبائى لو انت النهاردة تعيش استشهاد معاصر اصلب العالم بايديك... مش كل حاجه جديده تجري وراها.. مش كل حاجه يبقى نفسك فيها وتنزللها.... اغلب من جواك تعرف تغلط من براك. قاعده الانسان اللي يعرف يغلب من جوه يعرف يغلب من بره اللي يتغلب من جوه هيتغلب من بره.. العالم مجال للاستشهاد العالم كأشياء .العالم كبشر... انت محتاج ان انت تشهد للمسيح وسط العالم.. ممكن العالم يطهدك كمسيحي..اقولك دى فرصة للاستشهاد.. فرصه للاستشهاد اذا كانوا هما عزبوا من اجل اسمة... انت
ممكن تهان من اجل اسمه او ممكن تظلم من اجل اسمه عشان كده اقدر اقول لك ان من ضمن المجالات ان ممكن انت تكون بيها شهيد العالم كبشر كضيق كاضهاد كاغراءات او كعبودية لاشياء وملكيات. كل دة مجال للاستشهاد.. يقف واحد من الشهداء قصاد واحد مالك يقولة لو ماانكرتش الإيمان انا هعزبك وهتتالم انا بأمرك تترك المسيح اللي انت متمسك بية دة....يقولة دة انا نفسي اتالم من اجل اسمه يا ريتك ما تحرمنيش من البركه دي ده شرف عظيم ان اوهان من اجل اسمه اخشى ان اقول لك ان الحياة التى احياها انا اصعب من السجن الذى تدبرة لى انت.. انا راجل ساكن في نوءرة في جبل هتبقى بالنسبه للسجن بتاعك اصعب السجن بتاعك يمكن يبقى مرفة عن الحياه اللي انا عايشها انا ساجن نفسي بأرادتى انا عايش عيشه صعبه بارادتى ومانع نفسى من كل ممتلكاتى بأرادتى.. انا ليس لى شئ الان ...يقولة هموتك..يقولة دة انا حياتي كلها في اشتياق لهذه اللحظه فليتك تتعجل...فليتك لا تتردد فى امرى .. انا مشتاق للحظه دي مش مغلوب لحاجه ..لا الملكيه ولا خائف من الالم ولا خائف من الموت مش مغلوب لشيء..
٣/ الشيطان... محتاج ان انا اقدم نفسي شهيد قدام
حيل الشيطان مهما يحاول يقدم لي من اغراءات اكون شهيد قصادة..ومهما يحاول يقدم لى من خداعات انا اكون شهيد قصادة.. الشيطان بيقدم لنا فرصه نشتهد..ياما الشيطان يدبر للانسان فخاخ عشان يقع بيها عليك ان انت تجاهد عشان تنجو من الفخاخ الشيطانيه دي وده لون من اللوان الاستشهاد....
حيل العدو الكثيره حيل العدو المختلفه محتاج انك تقف قصادها بنفسيه شهيد يعني نفسيه انسان قد وضع كل ثقتة فى الحياه الابديه وتخلى عن كل امجاد الحياه الدهرية ... من هنا احبائي ده مجال احنا محتاجين اننا نعيش بية كشهداء. شهداء امام ضمائرنا شهيد قصاد العدو يقول لك ان العدو أصبح محتار في القديس ابو مقار بيقول له انا مش عارف اعمل فيك ايه انت غلبتني انت ما خلتش حرب من الحروب اللى فى جعبتى الا وانا حاربتك بيها وفي الاخر انت اللى انتصرت... فانت لما انتصرت عليا فى كل الحروب دي انت كللت... فانا حروبي بتعطيك مجال للاكليل انا لازم ابعد عنك... حروب عدو الخير هي بالنسبه لنا مش اداء لسقوط ولكنها اداه لمجد..هى اداة لاكاليل..هى أداة للاستشهاد.. جميل الانسان اللي تتحول الحروب بالنسبه له لاكليل مش للسقوط...عشان كدة احبائى من ضمن الميادين
اللي احنا معروض علينا ان احنا نقدم فيها اجسادنا ونفوسنا كشهداء لله حرب عدو الخير.... عدو الخير كان ياتى للمساجين اللي كانوا على زمة التحقيق عشان يستشهدوا...كان ياتى وسط الالاف دون يقول له هتسيب عيالك؟ وبعدين هيعملوا ايه من غيرك اذا كان ومش عارفين يعيشوا وانت موجود امال لما تموت هيحصل لهم ايه ؟يقول لك على القديسة بربتوا .. كانت انجبت طفلة لها بضعت اشهر عدو الخير يجيب فكره للناس اللي بيعذبوها يقول خلوا الطفله بتاعتها تجيء وتقف بره السجن عشان تسمع صراخ الطفلة الجعانه فقلبها يلين فتترك المسيح و يسمعوها صراخ الطفلة الجعانه يقولوا ايه بنتك اطلعى رضعيها ربنا هيعزرك ويسامحك... لدرجه ان في واحد الشيطان اغواة وجبلة فكره بقى يكلم المسجونين المسيحين..رغم أن .هو مسيحي يقول لهم انا عشان خاطر اولادي هبخر للاوثان بس انا فى ضميري مسيحي... الشهداء قالوا لة كلام فاضي ما ينفعش ده انت مخدوع من الشيطان كيف ابخر وضميري مسيحي كيف اابخر للاوثان وانا باقول قدوس الله قدوس الحي الذي لا يموت ...هل انا اضحك على ربنا ؟عشان كده احبائي شوفوا خداعات عدو الخير كان بيضغط بها
على الشهداء ...يجعل الشخص يتذكر زوجته ...وزوجة تذكر زوجها واولادها تتذكر التزاماتها تذكر العالم ممكن عدو الخير يقول لك انت لو ضعفت ربنا يسامحك انت ممكن تقدم توبه...وخلي بالكم الاباء القديسين بتوع الكنيسه الاولى كانوا عاملين قانون للتوبه على ناس كثير جدا تركت المسيح اثناء الاضطهاد ثم ارادوا ان يرجعوا...واختلف الاباء على أن يقبلوهم ام لا .. و معظم الاباء اقرروا انهم ياخدوا قانون توبة ويرجعوا... قصدي اقول لك ان عدو الخير عندما رمى الشبكه بتاعته..جذب ناس كثير بخداعة...ومازال عدو الخير يلقى نفس الشبكه ويخدعك ويقولك هل انت هتعيش للمسيح لواحدك في الدنيا دي.... انت بس اللي عايز تعيش بالانجيل عايز الناس كلها تبقى ماشيه بالنفاق وانت اللي ماشي بالحق... عايز الناس كلها تكون ماشيه حسب الموضه وانت اللي عاوز تكون بحسب الانجيل ..عدو الخير بيستخدم كل الأساليب .عشان كدة انت محتاج تكون شهيد قصاد حروب الشيطان
ثلاث مجالات المفروض المفروض اننا نكون شهداء من خلالهم...شهيد قصاد جسدى.. شهيد قصاد العالم... شهيد قصاد حيل لشيطان ...من هنا انا ممكن اكون
شهيد وممكن اعيش بنفس ابائي الشهداء... عشان كده الكنيسه تقول لك الشهداء (( الخطاة اللذين تابوا عدهم مع مؤمنيك..ومؤمنيك احسبهم مع شهدائك)) يعني كل مؤمن حقيقي بالمسيح يسوع متمسك بالانجيل وتمسك بالصلوات متمسك بالوصايا متمسك بالاتضاع وسط عالم لا يعرف الى العجرفة.. ..متمسك بالتسامح وسط عالم لا يعرف الا الشراسه كل انسان مسيحي يعيش بالوصايا مؤمنيك احسبهم مع شهداء....يصبح انسان في كرامة شهيد تخيل انت لما يبقى عليك ان انت تاخذ كرامه الشهداء ان انت تعيش بجسد مصلوب وتعيش بعالم مصلوب وتعيش غالب لحروب عدو الخير... ده احبائي ميادين ربنا بيعطيهلنا لنا عشان نكون شهداء بيها.. منظر قبر الست دميانه ..فوق قبر الست دميانة فى مذبح ..فيقول لك المنظر ده جميل المسيح مذبوح من اجل الست دميانه والست دميانه مذبوحه من اجل المسيح حب متبادل هو مات عنها وهي ماتت ي عنة ... كل نفس مجروح بجراحات المسيح جراحات من اجلة فتقدم جسد مذبوح وتقدم عالم مذبوح وتقدم شيطان مهذوم....ربنا يكمل ناقصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمتة ولالهنا المجد الى الابد امين...
إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفـــــــــــال
إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفـــــــــــال
كَانَ التَلاَمِيذ مَشْغُولِين مِين هُوَ الرَئِيس وَمَنْ هُوَ الأعْظَم .. مَنْ الرَئِيس فُوْق فِي السَّمَاء ؟فَهُمْ بِيَبْحَثُوا عَنْ الشَكْل وَالوَظَائِف .. كَانَ هَؤلاَء التَلاَمِيذ يَحْمِلُوا إِسْمَك لِيُوَاجِهُوا بِهِ مُلُوك وَأبَاطِرَة وَوَلاَة وَجَلْد وَسَيْف .. هَلْ إِنْتَ يَارْبَّ مِش حَاسِس بَِضَعْفُهُمْ . وَلَكِنْ جَمِيل جِدّاً مَحَبِّة الله الَّلِي عَارْفَه كُلَّ الأُمُور وَتَكْشِف كُلَّ الضَعَفَات إِنَّه قَادِر أنْ يَجْعَل أوَانِي لِلمَجْد .. الْمَسِيح رُوحه القُدُّوس سَيُغَيِّر كُلَّ الضَعَفَات .. كُلَّ الضَعَفَات تَكُون مَاضِي .. فَهُوَ عَمَل نِعْمَة الله المُغَيِّرَة فِي الضَعْف البَشَرِي .
رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح شَايِفْهُمْ يَقُولُوا مَنْ هُوَ الأعْظَمْ وَالأفْضَل .. عَجِيب أنَّ رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح عَارِف ضَعَفَاتنَا وَمُتَأنِّي .. وَالغَرِيب أنْ نَكُون مَعَ يَسُوع فِتْرَة طَوِيلَة وَضَعَفَاتنَا كَثِيرَة وَخَطَايَانَا مَعَانَا وَمِنْ الوَاضِح أنَّ النَّاس دِي لَيْسَ مِنْهَا رَجَاء .
الرَّبَّ دَخَل فِي حِوَار مَعَ بَعْض النَّاس وَقَالُوا إِنْتَ عَمَلْت كُلَّ شِئ مِنْ أجل الإِنْسَان وَلَكِنْ العَالم سَيَعْرِفُوا إِزَاي إِنَّك هُوَ الْمَسِيح ؟!!! فَرَد الْمَسِيح عَنْ طَرِيق تَلاَمِيذِي .. فَضَحَكُوا هَؤلاَء النَّاس .. هَلْ هُمَّ دُول الَّلِي يِتحَمِّلُوا الكِرَازَة ؟ فَأجَابَهُمْ يَسُوع إِنِّي أثِق فِيهُمْ وَقَدْ كَان وَصَارُوا مَوْضِع ثِقَة وَمَسْئُولِيَة وَأوَانِي لِلرُّوح .. عَجِيبَة نِعْمِة رُوح رَبِّنَا الَّتِي تُغَيِّر الإِهْتِمَامَات .. مَهْمَا كَانِت إِهْتِمَامَاته أرْضِيَّة وَفِكْره مَحْصُور فِي الأرْضِيَات وَكَأنَّ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح يَقُول لَنَا أنَا بَشْتَغَل فِي نَاس فِيهُمْ نَفْس الضَعْف .
وَلإِنْحِصَارهُمْ فِي ذَاتهُمْ رَاحُوا لِيَسُوع لِيَسْألوه مَنْ هُوَ الأعْظَمْ فِي مَلَكُوت السَّموَات ؟ فَدَعَا طِفْلاً وَسَطْهُمْ وَقَالَ { الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّموَاتِ } ( مت 18 : 3 ) .. تَجَاوَز عَنْ ضَعَفَاتهُمْ مِنْ يُوْم مَا اخْتَارهُمْ هُمْ مَسَاكِين فِي كَرَامَة وَهُوَ يَرْفَع مِنْ شَأنُهُمْ لِيُعْطِيهُمْ مَفَاتِيح مَلَكُوت السَّموَات .. إِنْتَ عَارِف إِنِّي ضَعِيف ..كُلَّ فِكْرِي فِي الأرْض وَلَكِنْ إِقْتِدَار النَّعْمَة المُغَيِّرَة الَّتِي تُحَوِّلنَا مِنْ أوَانِي لِلهَوَان إِلَى أوَانِي لِلمَجْد .
يَسُوع عَالِج الضَعْف بِطَرِيقَة إِيجَابِيَّة ( بِالتَفْكِير الإِيجَابِي & التَفْكِير البَنَّاء ) .. إِنْتُمْ بِتفَكَّرُوا بِطَرِيقَة أرْضِيَّة وَأمَّا إِحْنَا بِطَرِيقَة سَمَاوِيَّة .. كَانَ مِنْ المُمْكِن أنْ يَقُول الْمَسِيح لَهُمْ هكَذَا وَتُصْبِح خِنَاقَة فَكَان يِكُون فِهْمُهُمْ بَسِيط .. وَلَكِنْ تَصَرُّف رَبِّنَا يَسُوع الإِيجَابِي البَنَّاء لَمَّا جَاب الطِفْل وَقَالَ { إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّموَاتِ } .. مَثَل لاَ يُنْسَى ..عَلَشَان كِده إِحْسَاسهُمْ بِالعَظَمَة هُوَ أعْظَم عَائِق لِدُخُول مَلَكُوت السَّموَات .. { إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّموَاتِ } .. " لَنْ تَدْخُلُوا "مَعْنَاهَا " مُسْتَحِيل " وَلِذلِك كَانَ لاَبُد مِنْ التُوبَة - فَالتُوبَة مِيطَانيَة تَغيِير الإِتِجَاة
وَالمَفْرُوض الإِنْسَان أنْ يَتَغَيَّر .. يَارْبَّ إِزَاي أتغَيَّر ؟ إِزَاي يِكُون لِيَّ الفِكْر بِتَاع الْمَسِيح يَسُوع ؟وَهَلْ أنَا مَاشِي صَحْ وَلاَّ .. لأ .. ؟ .. لاَزِم نِرْجَع وَنَصِير مِثْل الأوْلاَد .. نَتَغَيَّر لِلْمَسِيح يَسُوع .. نَعِيش فِي وَصِيَة الإِنْجِيل وَفِي وَصِيَة الْمَسِيح فَهُوَ يُقَدِّس طَبْعَك وَيُغَيِّر فِكْرَك .
عَجِيب أنَّ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَمَّا جَاءَ يُكَلِّمَهُمْ وَضَعَهُمْ فِي خَجَلٍ شَدِيد وَكَأنَّهُ يَقُول مِش عَايِز أتكَلِّم مَعَاكُمْ كَثِير بِدُون سَفْسَطَة فِي الكَلاَم وَكَثْرِة كَلاَم .. فَدَعَا طِفْلاً وَأقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ فَمَنْ إِتَضَعْ مِثْل هَذَا الصَبِي فَهُوَ الأعْظَمْ فِي مَلَكُوت السَّموَات .. العَظَمَة هِيَ الإِتِضَاع .. فَالعَالم يِغْرِينَا بِالرِئَاسَة وَالعَظَمَة وَيِجْعَلهَا مَوْضِع الصِرَاع وَيِخْسَّرْنَا المَلَكُوت .. تِعِيش فِي هذِهِ البَسَاطَة وَهذِهِ القَامَة هِيَ الرُّجُوع فِي حَالِة البَرَارَة الأُوْلَى .. هِيَّ دِي تِجْعَلَك عَظِيم .. إِرْجَع فِي قَامِة الطِفْل الصَغِير .
يِسْتَخْدِم طُرُق إِقْنَاع قَوِيَة جِدّاً وَفِي نَفْس الوَقْت بَسِيطَة جِدّاً .. العَالم الآن يَتَفَنن فِي فَنْ التَدْرِيس وَتَقْدِيم المَعْلُوْمَة .. فَهُوَ لَمْ يَقُل فَقَطْ { إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ } بَلْ أيْضاً أحْضَر الطِفْل .. فَالْمَسِيح لَهُ كُلَّ المَجْد صَاحِب مَنْهَج فِي التَعْلِيم .. لَمَّا يِتَكَلِّمُوا عَنْ وَسَائِل الإِيضَاح رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح كَانَ يَسْتَخْدِم وَسِيلِة إِيضَاح لِيُقَرِّب الحَقِيقَة وَيُقَدِّم فِي ذلِك أمْثَال لِلتَوْضِيح مِثْل الدِرْهَمْ المَفْقُود( لو 15 : 8 – 9 ) الرَّاعِي وَالخَرُوف ( مت 18 : 12 – 13 ) مُمْكِنْ أي وَاحِد عَايِش يِتعَرَّض لِهَذَا المَوْقِف .. فَأحْضَر فِي هَذَا المَثَل طِفْل وَوَقَّفه فِي وَسَطِهِمْ أوْ مَثَل خَرَجَ الزَّارِع يِزْرَع وَكَانَ الرَّجُل يَضْع البِذَار وَيَجْعَلَهُمْ يَتَخَيَّلُوا الكَلاَم ( لو 8 : 5 ) .. فَالْمَسِيح صَاحِب أُسْلُوب بَدِيع ..الْمَسِيح صَاحِب أُسْلُوب بَدِيع عَايِز النَّاس .. يِنْزِل لِمُسْتَوَى النَّاس ثُمَّ يَصْعَد بِهُمْ فِي أفَاق الرُّوح .
قِصَّة تُوَضِّح أهَمِيِة الإِتِضَاع .. زَي رَاهْبَة تُرِيد أنْ تَعْمَل أعْمَال عَظِيمَة مِثْل إِنْشَاءَات عَنْدَهَا آمَال كِبِيرَة وَطُمُوحَات عَاليَة وَالأُم الرَئِيسَة تَمْنَعْهَا فِي كَثِير مِنْ الأحْيَان مِنْ أدَاء أُمُور عَظِيمَة .. فَذَهَبِت هَذِهِ الرَاهِبَة لِتَشْتَكِي إِلَى أب إِعْتِرَافهَا عَنْ مَنْع الأُم الرَئِيسَة لَهَا فِي تَصَرُّفَاتهَا وَآمَالهَا العَظِيمَة . فَرَد عَلِيهَا الأب الكَاهِن إِنَّهَا هِيَ تِمْنَعِك مِنْ الأُمُور العَظِيمَة لِتُسَاعِدِك عَلَى الإِتِضَاع حَتَّى لاَ تَنْشَغِلِي بِأُمُور عَظِيمَة وَلاَ تَنْسِي حَقِيقِة أنْ تَرْجَعِي وَتَصِيرِي مِثْل الأطْفَال .. هِيَّ دِي القَامَة الَّتِي سَتَدْخُل مَلَكُوت السَّموَات .
الوَاحِد يَتَأمَّل عِنْدَمَا يَقِف أمَام الطِفْل يَقُول دَه إِيه الزَمَن الَّذِي أحْدَث لِي هَذَا الفَسَاد طِبَاعِي فِسْدِت وَغَرِيزتِي تَدَنَّسِت وَصُوْرِتِي تَشَوَّهِت .. الْمَسِيح يِقُول إِرْجَع جِوَاك إِمْكَانِيَات تِعِيش فِي طَهَارِة الأطْفَال فِي عَالم كُلَّه دَنَس .. تِعِيش فِي بَسَاطِة الأطْفَال فِي عَالم كُلَّه كَرَاهِيَّة بِالرُّوح القُدُس الخَلاَّق .. الْمَسِيح إِسْتَوْدِعهُولَك مِنْ الدَّاخِل يِشَكِّل فِي إِنْسَانَنَا البَاطِنِي لِيِرْجَع فِي قَامِة الطُفُولَة ..طُول مَا نُقْعُد مَعَ رَبِّنَا وَنُقَف أمَامه الصُورَة تِنْطِبِع فِينَا وَتِغَيَّرْنِي إِلَى حَالِة البَرَارَة الأُوْلَى .
{ إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّموَاتِ } .. لاَ تُفَكِّر كَثِيراً فِي عَظَمَة عَلَى الأرْض .. فَكَّر إِزَاي تِكُون عَبْد وَخَادِم لِلكُلَّ وَتَضَعْ نَفْسَك لأِجْل الكُلَّ .. سَأل شَخْص أحَد القِدِّيسِين قَالَ لَهُ قُلْ لِي كَلِمَة لأِحْيَا ؟ فَرَد وَقَالَ لَهُ { ضَعْ نَفْسَك تَحْت الخَلِيقَة لِتَحْيَا فِي بَسَاطَة وَتَوَاضُع } .. كَمَا يُقَال نَحْنُ نَطْلُب الرَّحْمَة بِسَذَاجَة .. فَنَحْنُ عَارْفِين إِنِّنَا لاَ نِسْتَهِلهَا .. مِثْل وَاحِد مَعَهُ جِنِية وَيِكَلِّمَك فِي مَائَة جِنِية أوْ مَائَة ألف جِنِية .. مِثْل الَّذِي يَقُول " يَارْبَّ أعْطِنِي المَلَكُوت بِسَذَاجِة الأطْفَال " الطَّهَارَة .. الحُب .. الرَّحْمَة .. كُلَّ عَطِيَّة صَالِحَة .. فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِخْتَارْهُمْ لِيُعْلِن مَجْده فِيهُمْ فِي الأرْض .. فَنَقُول بِرَجَاء مَهْمَا كَانَ فِكْرَك ضَعِيف فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح قَادِر أنْ يِشَكِّلَك مِنْ جَدِيد .. جَمِيع التَلاَمِيذ سَفَكُوا دِمَائِهِمْ وَأصْبَحُوا عُظَمَاء فِي مَلَكُوت السَّموَات وَإِنْ كَانُوا فِي البِدَايَة غِير مُسْتَحِقِين .
فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح قَادِر أنْ يُشَكِّلْنَا مِنْ جَدِيد إِذَا خَضَعْنَا لِعَمَل الرُّوح القُدُس
حَتَّى الصُورَة تَكْتَمِل وَنَصِل إِلَى قَامِة الطُفُولَة
وَيَكُون لَنَا كَرَامَة فِي مَلَكُوت السَّموَات
رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِيِنَا بِنِعْمِته
لَهُ المَجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين
المحبة والرحمة
المحبة والرحمة
إنجيل معلمنا لوقا البشير يحدثنا عن موضوع العظة على الجبل الموجود تفاصيلها في إنجيل معلمنا متى .. إن المحاور الرئيسية التي أحبت الكنيسة أن توصلها لنا هي * المحبة – الرحمة * .
يقول لنا الإنجيل ﴿ لكني أقول لكم أيها السامعون أحبوا أعداءكم أحسنوا إلى مبغضيكم باركوا لاعنيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ﴾ ( لو 6 : 27 – 28 ) .. هذا الجزء أتى بنفوس كثيرة للمسيحية لأنه تعليم جديد .. أحد الفلاسفة يقول ﴿ لو لم يكن المسيح إلهاً لصار إلهاً بسبب هذه التعاليم ﴾ .. وأنه صار إلهاً بسبب تنفيذ هذه التعاليم وهو على الصليب .. من أجل هذا فإن فخر المسيحية في هذه التعاليم التي تخاطب ضمير الإنسان وترقيه حتى يكون أعلى من مجرد إنسان ويعيش أكبر من قدراته لأن محبة العدو أمر صعب ومؤلم وهي حالة لا يمكن فهمها إلا في المسيح يسوع .. يجب أن نعيش وصايا المسيح في المسيح حتى لا نشعر أن كلام الإنجيل صخرة يصطدم بها فإن كلام الإنجيل موجه إلى شعبه .
من المستحيل أن نعيش الوصية بلا روح الوصية .. الروح القدس يجعل القلب قادر على احتمال محبة الأعداء ويُحسن للمبغض ويُبارك اللاعنين .. هناك تدرج في الوصية ما بين قدر الضرر الواقع وبين الفائدة التي تعود بها للطرف الآخر .. كلما زاد الضرر الواقع عليك كل ما المطلوب منك في الحب يزداد .. وصية تأمرنا أن نتخطى أنفسنا تماماً .. فهي حالة من إنسكاب محبة الله في الإنسان وكما يقول معلمنا بولس الرسول ﴿ إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً ﴾ ( 2كو 5 : 17) .. وصية أصعب من الإمكانيات الشخصية ولا تستطيع ذلك إلا بالمسيح وعندما يحيا فينا المسيح صارت الوصية بسيطة .. وكما يقول القديس العظيم الأنبا أنطونيوس ﴿ إعلموا يا أولادي أن ليست كل الوصايا صعبة أو ثقيلة بل نور أبدي لكل من أكمل طاعته ﴾ .. مباركة الأعداء مثل مباركة الله لشعبه رغم خطاياه وشروره .. وكما باركنا الله في العهد القديم﴿ مباركاً تكون في دخولك ومباركاً تكون في خروجك ﴾ ( تث 28 : 6 ) .. وهذا هو المطلوب منا في مباركة أعدائنا .
معروف أن في العرف اليهودي أن أقصى إهانة لرجل هي لطمه على خده خاصة الخد الأيمن لذلك كتب لهم يقول ﴿ من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً ﴾ ( مت 5 : 39 ) .. في المسيح يسوع نرى في الأناجيل الأربعة ﴿ حينئذٍ بصقوا في وجهه ولكموه وآخرون لطموه ﴾ ( مت 26 : 67 ) .. بلا الرب يسوع المسيح لا تقبل هذا .. لذلك يُقال على وداعة آبائنا الشهداء جذبت كثيرين إلى الإيمان بسبب قبولهم الإهانات واللطم في هدوء ووداعة .. يُذكر أن الآباء والأساقفة الذين نالوا شرف دخول السجن في عصر السادات جميعهم كانوا يرتدون جلباب أبيض ومع ذلك كانوا معروفين في السجون بسبب وداعتهم .
﴿ إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجرٍ لكم ﴾ ( مت 5 : 46 ) .. الخطاة أيضاً يحبون من أحبوهم .. إبتعد عن الفضيلة الإجتماعية .. لا تحول الإنجيل إلى إنجيل إجتماعي .. أي شخص لطيف فالإنسان الغير مسيحي ممكن أن يكون لطيف ولكن من أحب من لعنه فهو يجب أن يكون بداخله المسيح .. الإنجيل لم يُكتب للتلذذ العقلي ولكنه روح وحياة .. معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى أهل فيلبي يقول لهم﴿ فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح ﴾ ( في 1 : 27 ) .. الإنجيل فِعل صلي لمن حولك ومن أبغضك لأنه يحتاج صلاتك ومباركتك .
﴿ من أخذ رداءك فلا تمنعه ثوبك أيضاً وكل من سألك فأعطه ومن أخذ الذي لك فلا تطالبه ﴾ ( لو 6 : 29 – 30 ) .. معروف في الملابس اليهودية يوجد ثوب ويوجد رداء والرداء شئ ثمين .. فالشخص يمتلك أكثر من ثوب ولكن رداء واحد .. لهذا يقول لك من طلب الثوب إعطي له الرداء .. لا حدود للعطاء .. إعطي فوق قدرتك .. ﴿ وكل من سألك فأعطه ومن أخذ الذي لك فلا تطالبه ﴾ .. الكتاب المقدس يعاملنا على أن كل ما لدينا فأعطيه لمن يسأل حتى لو أخذ الذي لك على سبيل السلف فلا تطالبه .. يعلمنا الكتاب المقدس على أن أي عطية في أيدينا ليست ملكنا لأنها عطية من الله ونحن وكلاء عليها .. أعطاك الله هذا الخير حتى تعطيه لغيرك لكي يعطيك فرصة تربح بها الملكوت .
جعل الله الفقير فقيراً حتى يكون هناك وسيلة لدخوله الملكوت وللغني غنى حتى يكون غناه وسيلة لدخوله الملكوت .. فيجب أن تدرك هذا السر .. لذلك في سفر أعمال الرسل كانت الأموال تُلقى عند أقدام الرسل لأن في هذا الوقت إمتلأت الكنيسة بالروح .. وجميع الشعب عرف أن من له ليس ملكه ولكن مِلك الله وهو وكيل فقط عليها .. القديسين يقولون ﴿ إن كان الله جعل ملكوته يُغتصب فليس كثيراً أن يجعلنا نحن نذوق ونمارس كيف تُغتصب أموالنا برضانا ﴾ .. بهذا ننال ملكوته بسهولة .
﴿ وكما تريدون أن يفعل الناس بكم إفعلوا أنتم أيضاً بهم هكذا ﴾ ( لو 6 : 31 ) الفلاسفة والحكماء لديهم قاعدة مثيلة عكس الآية فيقولون ﴿ كل ما فعلوا الناس بكم إفعلوا أنتم أيضاً بهم ﴾ .. الله يريدنا أن نعيش الوصية بروح جديدة .. يقول لنا * أنت إقرض ولا تطالبه برده * – لأنه محتاج – لأننا نعيش الرحمة والمحبة من المسيح علينا ولهذا نعكس الحب والرحمة على الآخرين .. عندما تختبر رحمة الله تصير رحوم مع الآخرين والعكس لأنها إنعكاس في معاملتنا مع الله .. ما من شئ ينقصنا إلا والمسيح عالجه وما من سؤال يحيرنا إلا وله إجابة من المسيح يسوع .. من نماذج ربنا يسوع المسيح في حياته على الأرض الكثيرة التي ردت على كل الأسئلة .. لهذا يختم كلامه قائلاً ﴿ كونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم ولا تدينوا فلا تدانوا ﴾ ( لو 6 : 36 – 37 ) .. * كونوا * أمر .. وكلمة * كما أن أباكم * أي كلما إختبرت رحمته كن أنت أيضاً رحيم .
المسيحية هي إستعلان لرحمة الله في حياتنا ولمحبة الله في حياتنا .. فإذا أحبوا الناس معرفة رحمة الله ومحبته يروها فينا من محبتنا نحن لهم .. وكما يُقال في العهد القديم ﴿ الرب طويل الروح كثير الإحسان يغفر الذنب والسيئة ﴾ ( عد 14 : 18) .. ولا تدين لأن الإدانة تخسَّر أمور كثيرة ..لأن في الإدانة بتحكِّم نفسك حاكم وتترك رحمة ربنا .. فكل من أخطأ إغفر له واضبط نفسك وابتعد عن أي حديث به إدانة حتى لا تقع في خطأ وتفقد سلامك ويفرح العدو .. فيلزم المغفرة .. ويقول لهم ﴿ أعطوا تعطوا كيلاً جيداً ملبداً مهزوزاً فائضاً يُعطون في أحضانكم ﴾ ( لو 6 : 38 ) .. قديماً البيع بالكيلة .. أي العطاء الذي تعطيه على الأرض يمتعك بمراحم ربنا .. تعلم السخاء والعطاء مال أو حب أو كلمة طيبة .. صلاة .. أعمال روحية .. نحن سفراء للمسيح لهذا تركز الكنيسة على هذه الوصية لأننا حاملين تعاليمه .. فالإنجيل حياة تُعاش وسلوك يُرى ويُحس .. يعطينا الله أن نحيا الإنجيل في روحه وشخصه المبارك .
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته
ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين