العظات

الراعي يطعم قطيعة

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين. تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . إنجيل هذا الصباح يا أحبائي هو إنجيل الراعي الصالح الذي يقرأ في تذكارات نياح رؤساء الآباء البطاركة، وعمل المسيح في الكنيسة هو عمل الرعاية، ونحن نعتبر بالنسبة للسيد المسيح يقال علينا خرافه الناطقة، وأهم عمل للراعي أنه يغذيهم، يحميهم، يقودهم، وإذا نظرنا لنرى عمل المسيح في حياتنا سنجد عمل المسيح في حياتنا هو الثلاث نقاط : ١- القيادة. ٢- الحماية. ٣- التغذية. نتحدث في نقطة واحدة اليوم هي تغذية القطيع، عمل المسيح يا أحبائي بالنسبة لنا أنه يطعمنا، يطعمنا لكي نستطيع أن نعيش، مثل الأم التي تنشغل بأبنائها ماذا يأكلون؟ الموضوع ذات أهمية بالنسبة لها جداً، لابد أن تفكر ماذا يأكلون، عمل المسيح بالنسبة لنا يا أحبائي نحن ماذا سنأكل؟، ما الطعام الأساسي الذي يفكر فيه لنا لكي نأكل به باستمرار لنتغذى؟ في الحقيقة مائدتين يتنوع منهم جميع أنواع الأطعمة، الطعامين الرئيسيين الذين يغذينا بهم الله طعامين ليس لهم ثالث وهما: ١- كلمته. ٢- جسده و دمه. الله ينشغل جدا أن يطعمنا، يشبعنا، يطمئن على حالة إشباع احتياجاتنا عن طريق هاتين الإثنين، الكلمة، والجسد والدم. كلمة ربنا يا أحبائي غذاء لنفوسنا، كلمة ربنا يا أحبائي سند لنا، لذلك يقول "وجدت كلامك كالشهد فأكلته"، لدرجة أنه قال عن ارميا النبي آتي إليه بكلمة ربنا في شيء مثل درج (الدرج يعني مثل شيء ملفوف وطويل)، فقال له قم بأكلها، يقول لك فأكلت الدرج، الله يغذينا بكلمته، من كان بعيد عن الإنجيل يا أحبائي فهو جائع، يوم مع يوم مع يوم يموت، الذي يعبد عن الإنجيل يا أحبائي لم يأكل بمعنى لم يتغذى، بمعنى أن الدورة الدموية داخله تقف، ثم تجف، تجف، الذي يبعد عن الإنجيل يا أحبائي مائت، الذي يبعد عن الإنجيل يبعد عن المرآه، الذي يبعد عن الإنجيل بعيد عن التوبيخ، بعيد عن النداء، بعيد عن محبة الله، بعيد عن معرفه الله. أين تعرف الله؟ في الإنجيل. أين تسمع صوته؟ في الإنجيل. بماذا نتوب؟ بالإنجيل. بماذا نوبخ على شرورنا؟ بالإنجيل. بماذا نتنقى؟ بالإنجيل. على ماذا نسند ونتعزى؟ بالإنجيل. حينئذ الذي يبعد عن الإنجيل يبعد عن السند، عن التعزية، عن التوبيخ، عن الطريق، فهو قال له هكذا "سراج لرجلي كلامك نور لسبيلي" كلمتك يارب التي تضئ الطريق، إذا كان هناك شخص لا يقرأ في الإنجيل فهو لا يوجد بينه وبين الإنجيل ود ولا عشرة، سائر بدون سراج فإنه يضل الطريق، لا يأكل فيجوع، لا يقرأ، لا يوبخ، لا توجد خطيه يفعلها ويشعر أنها خطأ، يشعر أن الدنيا كلها هكذا، والناس جميعها هكذا، وهذه احتياجاتنا الطبيعية، وهذه حياتنا، ونحن نعيش كما هي الحياة، النور بعيد، لذلك يا أحبائي الله أحب أن يغذينا، بماذا يغذينا؟ معلمنا بولس الرسول عندما جاء ليودع أولاده قال لهم أنا سوف أترككم فقالوا له لا تتركنا وبكوا، لا تتركنا فنحن نحبك، نحن تعلقنا بك، نحن سمعنا منك الكلام الجميل، نحن قدمنا توبة على يدك، واعتمدنا علي يدك، نرجوك لا تتركنا، قال لهم "أستودعكم لكلمة الله الغنية القادرة أن تبنيكم". عندما أترككم أنا لن أترككم أنا سأترككم لكلمة الله فبذلك أنا لم أترككم، الذي ترك الإنجيل يا أحبائي يترك مصيره الأبدي، الذي ترك الإنجيل يا أحبائي لا يسمع الصوت الإلهي، الذي ترك الإنجيل لا يتغذى، لا يوبخ، لا يتوب، تكبر الخطية بداخله فتتسلط فتتعاظم في داخله، ولا يوجد توبيخ يعني أن هناك مصالحة، هناك رضى على الخطية، تقول لشخص اعترف يقول لك في الحقيقة لا يوجد شيء لا يوجد شيء ويضحك، كيف لا يوجد شيء؟، بل قم بالبحث في قلبك، في مشاعرك، أبحث على إرضائك لله، أبحث على تصوراتك، أبحث في محبتك للعالم، أبحث في محبتك للمال، أبحث في شهواتك، أبحث في محبتك للآخرين، تفحص أمانتك إلى الله، أمانتك للصلوات، أمانتك للقداسات، أمانتك في العشور، أمانتك في أعمال الرحمة، أمانتك في وقتك، افحص أمانتك في مشاعرك، ستجد. من الذي يكشف لنا هذا يا أحبائي؟ كلمة الله، أستودعكم لكلمة الله الغنية القادرة أن تبنيكم، لذلك قال لنا ربنا يسوع بنفسه "أنتم أنقياء بسبب الكلام الذي كلمتكم به". لا تظن أن الجزء الأول في القداس والذي هو القراءات أنه صلاة إضافية لا بل هو التمهيد، فهو النظافة للتناول، فهو الغسيل الذي قبل التناول، الكلمة هي أنك تحضر أنت القراءات وتتفاعل معها لأنها جزء رئيسي من القداس الذي يؤهلك للتناول، كلمة تنظف فهي الكلمة المقروءة إلى أن تأخذ المسيح الجسد المحي بعدما تكون الكلمة دخلت ونظفت وكشفت، الكلمة تعطيك توبة، تحرك مشاعرك، الكلمة تكشف لك الطريق، الكلمة تعرفك خطة الله لك، طبيعة الله، معاملات الله مع البشر، كلمة الله فيها كل ما نحتاجه دائما ما نشكو من ضعفنا، ضع ضعفك في الإنجيل، فالضعف مذكور في الإنجيل، فهو موجود عند الآباء، أبونا إبراهيم عندما وضع في موقف صعب قليلاً وجدناه كذب ووجدناه ترك ووجدناه رجع ثانية ورائه، هرب من المجاعة، وذهب لمصر، ورأينا في أبونا يعقوب أنه آخذ البركة بطريقة خداع، وذهب إلى خاله لبان، وأيضا عمل خداع، محب للثروة، محب للغنى، فالكتاب المقدس يعرفك طبيعتك البشرية، لم يأتي لك بأشخاص في قامة عالية جداً، ولم يخطئوا أبدا، لا فآتي لك بالبشر، ولكن أراك كيف يتعامل الله مع البشر، كيف يتأنى الله عليهم، كيف يقودهم، كيف يغذيهم، كيف يعلن مسؤوليته عنهم حتى وإن أخطأوا، كيف أن الله بعدما يري كل هذا في أبونا يعقوب يقول له "وها أنا أحفظ حيثما تذهب و أردك إلى هذه الأرض مرة أخرى" كيف أن الله بعدما يجد في بني إسرائيل تعديات كثيرة، بعدما يجد فيهم خطايا وشرور وزيغان كثير يقول "لم يرى اثما في يعقوب ولم يرى تعبا في إسرائيل". هم أتعبوك جداً، أنت رأيت منهم خطايا كثيرة، فهم صنعوا عجل وعبدوه، وكانوا يصنعون في هيكلك مرتفعات، ويقوموا بعبادة أصنام، وفي النهاية يقول "لم يبصر إثما في يعقوب ولا يري تعبا في إسرائيل" يريد أن يقول لك هؤلاء مسؤوليتي أنا لا أتركهم، إذن يا أحبائي الكتاب المقدس هو الذي يريني أن ضعفي موجود لكن ضعفي له حل، الكتاب المقدس يريك إلى أي درجة أنت يمكن أن تتغذى غذاء الروح، فهو ينير لك، ينير طريقك، يجعلك تتعامل مع العالم بنظرة جديدة، تتعامل مع عملك بنظرة جديدة، تتعامل مع زوجتك وأولادك بنظرة جديدة، تتعامل مع المال بنظرة جديدة، لماذا؟ لأن كلمة الله التي تحكمك للخلاص، تغذى بالكلمة، طالما أن هناك فترات طويلة لم تقوم بفتح إنجيلك فأنت جائع والجوع سيؤدي إلى الموت. يا أحبائي لا نغامر بحياتنا ونراهن كم المدة التي سوف نحياها بدون أكل، تخيل الذي يدعي المقدرة ويقول أنا منقطع عن الطعام، إذن لا تأكل ، يقوم بعمل إضراب، لكن كم سيظل المنقطع عن الطعام هذا لا يأكل يومين، ثلاثة، عشرة، أربعون، خمسون، شهر، شهرين، وبعدها سيموت، الله جعل تكويننا هكذا، نحن ظللنا نقول أن الإنجيل هذا لا يخصنا وأنا لا أفهم ما في الإنجيل، صلي تقول عندما أجد وقت، فأنا بذلك أراهن على مصيري الأبدي، ليس فقط مصيري الأبدي لا بل أنا أيضا لا أستطيع أن أعيش الحياة التي أعيشها الآن، حتى الحياة التي أعيشها الآن تصبح بدون طعم، سيصبح عذاب أبدي وعذاب أرضي. لذلك يا أحبائي اقرأ الإنجيل لأن الإنجيل هذا اسمه البشارة المفرحة، سر كآبة الإنسان تأتي من أنه يريد أن يحيا فرحا بدون وسائل الفرح، كلمة "أيف" في اللغة القبطية تعني حلو، أيف أنجيليون، أنجيل تعني بشارة، "إيف أنجيل" تعني بشارة حلوة، هذا الإنجيل، أيضا والإفخارستيا "إيف" أيضا، إيف تعني حلو، "خريس" تعني نعمة فبذلك يكون لدي كلمتين يعبروا عن شيئين حلوين، لدي إيف أنجيل، ولدي إيف خريس، فلماذا نترك الأشياء الحلوة؟ لماذا أترك "الإيف خريس"، لماذا أترك النعمة الحلوة، إذن نحن لدينا النعم الحلوة، فأول نعمة ربنا يريد أن يطعمنا بها هي كلمته، لذلك يا أحبائي عندما كان الله يريد أن يصلح شعب في العهد القديم ويجدهم زاغوا، زاغوا، زاغوا كان يأمرهم بعملين ليس لهم ثالث، ماذا يفعل الشعب البعيد عن الله هذا؟ يقول لهم تعالوا مرة أخرى، قوموا بقراءة الشريعة من جديد، فيقوموا بقراءتها فيفرحوا، ويبكوا، ويسجدوا، ويوبخوا على خطاياهم، اقرأ في سفر نحميا، وفي سفر عزرا، عندما قرأوا الشريعة ماذا حدث؟ سجدوا وبكوا، وقالوا لكن الإنجيل به كلام نحن لا نستطيع أن نعيشه، أبسط شيء عندما ذهبنا في السبي تزوجنا من سيدات غريبة وأتينا بهم معنا، وعاشوا معنا هؤلاء السيدات الغريبة، وهؤلاء زوجاتنا ماذا نفعل بهم؟ تخيل عندما قرأوا الإنجيل جعلهم هم من أنفسهم يقولوا نحن لا نستمر في الحياة مع هؤلاء السيدات الأجانب الغريبات بل سنرجعهم بلادهم مرة أخرى، ما الذي أعطاهم الجرأة ليفعلوا ذلك؟ هل كان هناك أحد يستطيع أن يقنعهم ويقول لهم أتركوا زوجاتكم؟، فهو ليس شخص أو إثنين لكن كان الشعب كله، تستطيع أن تقنع شعب بالكامل يتركوا زوجاتهم! هذا موضوع ليس سهلاً، الإنجيل جعلهم يستطيعون أن يفعلوا هذا، وقم بقراءة هذا الكلام في سفر عزرا، يقول لك "ومجدوا الله". الذي لا تستطيع أنت أن تفعله أبدا الإنجيل يجعلك تفعله بسهولة، الخطية التي تربطك جداً والذي ترى أن الموضوع مستحيل أن تتخلص منه الإنجيل بسهولة يخلصك منه، لماذا؟ لأنه كلمة إلهية ليس كلام بشر، أنت إذا جاءت إليك كلمة من شخص فوق جداً أو مركز كبير جداً أو طبيب كبير جداً وقال لك هذه العادة لا تفعلها، يمكن أنك لا تفعلها رغم أنه كان مستحيل أنك لا تفعلها. لذلك يا أحبائي نحن نحتاج كلمة الإنجيل، الإيف أنجيليون. الإيف خريس هي النعمة الحلوة بالتناول، تريد أن تتغذى تناول كثيراً، تريد أن تتغذى فهي اسمها مائدة الرب، قال لك "هذا هو خبز الله النازل من السماء المعطي الحياة للعالم" هو اسمه هكذا، نحن نسميه هكذا، خبز الحياة، تريد أن تعيش قم بالأكل من خبز الحياة، الذي أكله نفسه لا تجوع. عمل الراعي الصالح يا أحبائي هو توفير الطعام والغذاء لقطيعه، عمل المسيح يوفر الغذاء لقطيعه، نحن قطيعه يريد أن يغذينا، بماذا يغذينا؟ بهاتين النعمتين وهم الإنجيل، والإفخارستيا. الذي يموت منا من الجوع هو بريء منه، يقول لك أنا أعطيك طعام، من منا لا يوجد لديه إنجيل، من منا لا يوجد بجانبه مذبح، من منا الإفخارستيا مستحيلة بالنسبة له أو بعيدة، لا بل هم متاحين، فهو فعل ما عليه، وأعطاك كهنة يظلوا ينادوا عليك يقولوا لك تعالى، اتقدم، اقرأ، يفعلوا لك دراسة، يقوموا بتشويقك لكلمة الله، يشرحوا لك الإنجيل، يقول لك اقرأ والله سيعطيك أكثر وأكثر وأكثر، وكلما تقرأ كلما تسند، قم وتناول من الخبز الذي أكله نفسه لا تجوع، فالأب الكاهن يصرخ ويقول يعطي عنا خلاصا غفرانا للخطايا هذا ونحن نعيش الآن، ونحن نعيش الآن يعطينا هؤلاء، خلاص وغفران للخطايا، هل هناك أحد لا يتمني أن يأخذ خلاص وغفران الخطايا؟!، يقول لك التناول يعطيهم لك، وماذا أيضا؟ المصير الأبدي الذي هو الأهم وحياة أبدية لكل من يتناول منه، وأنت تقول حقا أؤمن، أؤمن أكثر كلمة تقال في القداس، أؤمن أؤمن وأعترف وأصدق ، حقا أؤمن، أؤمن أؤمن أؤمن. لماذا؟ لأنك تؤمن بمفاعيل هذا الجسد الإلهي الذي ينقل لك الحياة. هو رئيس الحياة، هو الخالد الذي لا يموت، هو الغير المائت، لذلك عندما يأتي الكاهن ليصلي يقول لك الأسرار الإلهية غير المائتة، أووه إن اسمو، الغير المائتة، التي لا تمت، فأنت عندما تأخذه تتحول أنت بطبيعتك المائتة إلى طبيعة غير مائتة، تقول لي هذا يعني أنني لا أموت أقول لك لا أنت سوف تموت لكن الموت لا يتسلط عليك، الموت سينقلك إلى الخلود فتصبح غير مائت، كيف تأخذ هذا الخلود؟، كيف تأخذ الطبيعة الغير المائتة؟، إذا اتحدت بالجسد الإلهي، إذا اتحدت بالجسد الإلهي تتغذى، تقتات، تشبع، تمتلئ، تتعزى، تأخذ البركات السماوية والبركات الإلهية، أكله نفسه لا تجوع، هذا الخبز السماوي النازل من السماء المعطي الحياة للعالم، هذا هو يا أحبائي النعمة الحلوة الذي يريد الله أن يغذينا بها، لذلك يقول الكاهن "خذوا كلوا منه كلكم" لذلك الكنيسة لا تعرف عن أمر اسمه شخص يحضر قداس ولا يتناول، خذوا كلوا منه كلكم، لماذا؟ لأنه ما الذي يمنعني من التناول؟ خطية إذن تب عنها، من المعقول أن أفضل خطية عن التناول!، من المعقول أن أحضر متأخر واحرم من الخبز السماوي!، العطية الإلهية الكبيرة أخسرها على أشياء تافهة!، لا ففي عرف الكنيسة يا أحبائي كان يحضر الشعب قبل الكاهن، في عرف الكنيسة يا أحبائي لا يوجد شخص يأتي بعد أن يفتح الستر، الستر يفتح ونكون جميعنا موجودين، مثلما معلم يدخل الفصل يكون الطلبة موجودين، مثلما مدرس جامعة يدخل المحاضرة الساعة الثامنة يكون الطلبة موجودين، الموضوع ليس موضوع أبونا الكاهن، لا لكن أبونا رمز للمسيح، يفتح الستر وهذا الستر بالنسبة لنا هو الهيكل، الهيكل هذا بالنسبة لنا هو السماء، لذلك تجده مرتفع وتجد فيه العرش الإلهي تجد فيه الملائكة، تجد فيه الأربع حيوانات، وتجد فيه البخور المرفوع والصلوات وتجد فيه الذبيحة، هذه هي السماء، لا يصح أن تفتح السماء ونحن نأتي بعد أن تفتح، فنحن متشوقين لها، تتغذى، تريد أن تشبع، تريد أن يكون المناعة لديك عالية، تريد أن تعرف كيف تقاوم الشرور، تريد أن تعرف أن تقول للشيطان لا، تريد أن تعرف كيف تقول لأفكارك السيئة لا، تريد أن تقول للتليفزيون لا، للكمبيوتر لا، للمعاملات الرديئة التي داخل حياتك لا، تريد أن تأخذ جرأة، تريد أن تعرف كيف تختار مصيرك، قم بالتناول كثيراً لأن هذا ما يعطيك الحسم في الأمور التي لا تقدر عليها لأن وقتها المسيح هو الذي يفعل فيك، وقتها القوة الإلهية هي التي تتحرك فيك ليس أنت، ووقتها تستطيع أن تقول مع معلمنا بولس الكلمة التي يقولها "لا أنا بل المسيح أحيا لا أنا بل المسيح" وقتها تطمئن أنك متحد بالمسيح، وقتها يحيا المسيح في داخلك، وقتها تعيش بحسب الخليقة الجديدة، لماذا؟، لأنك أنت لست أنت، قم بالتعامل مع إنسان يقرأ الإنجيل كثيراً ويتناول كثيراً ستجده ليس هو، فهو من؟! هذا المسيح الذي نتحدث عنه. معلمنا بولس الرسول يا أحبائي عندما يأتي ليتحدث يكرر كلمة في المسيح، في المسيح ، ثمانين مرة في رسائل معلمنا بولس الرسول يقول لك في المسيح يسوع، في المسيح يسوع، في المسيح يسوع، ثمانين مرة، لأنها كلمة مسيطرة على فكره، ما الكلمة المسيطرة على فكره؟ أنه داخل المسيح، هو من داخل المسيح، هو محفوظ من المسيح، يا لسعادتك يا معلمنا بولس، أنا كيف أصبح مثلك؟ يقول لك بالإنجيل والتناول، بالإنجيل والتناول أنت لن تصبح أنت، أنت ستصبح من؟ أنت ستصبح المسيح، أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في، يعتبر أنه ليس هو الذي يتحدث، يعتبر أنه ليس هو الذي يعيش، يعتبر أنه ليس هو الذي يفكر، يعتبر أنه ليس هو الذي يحب، لذلك قال لك "أما نحن فلنا فكر المسيح" لذلك يقول لك "أنتم الذين قد اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح" أصبحت أنت لابس المسيح، قم بالتناول، ولا تمنع نفسك من الخبز الإلهي ومن المائدة السماوية، العطية التي تفوق كل العطايا، أجمل عطية من الله للبشر أن يعطيهم جسده ودمه، لذلك الكتاب المقدس كان دائما يتحدث عن ثلاث كلمات رمزية، وكانت بداية الثلاث كلمات من العهد القديم إلي سفر الرؤيا، وهم "القمح والمسطار والزيت"، القمح هو الخبز، المسطار هو عصير العنب، في عصير العنب الكرم رمز للدم، الزيت رمز إلى الروح القدس، هؤلاء الثلاثة رموز يا أحبائي هم سر حياتنا، القمح والمسطار والزيت، عندما يقول لك انقطع السكيب، انقطع القمح والمسطار والزيت إعلم أن الله وصل بالإنسان لدرجة أن من كثرة ما رفض الإنسان العطايا فالله كف عن أن يعطي، لكن نشكر الله أنه يعطينا قمح ومسطار وزيت، نشكر الله أن كنائسنا لا تنقطع منها الذبيحة، نشكر الله أن كلمة الله متاحة لكل إنسان في كل بيت وفي كل مكان، نشكر الله أن القمح والمسطار والزيت موجودين لكن للذي يعرف قيمتهم. لذلك يا أحبائي لا تهمل في إنجيلك، ولا تهمل في قداسك، لا تجعل القمح والمسطار والزيت معروضين عليك وأنت الذي تقول لهم لا في حين أن فيهم سر وجودك وسر حياتك، الله الذي فكر دائما كيف يشبعنا يجدنا مشتاقين أن ناكل، لذلك من ضمن التطويبات الجميلة "طوبي للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون". فلنكن جياع وعطاش إلى البر لأنه يشبعنا. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

ان الحصاد كثير و لكن الفعلة قليلون

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . عندما يكون هناك تذكار لأحد الآباء الرسل أو من السبعين رسول تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا، والذي يقول "ثم عين الرب سبعين آخرين" أختارهم لكي يكرزوا، لكي يذهبوا إلى أورشليم وإلى السامرة وإلى أقصى الأرض لكي يدعو الناس للتوبة، وقال لهم كلمه لاتزال تعتبر شعار لكل إنسان مسيحي، وهي "أن الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون"، ربنا يسوع يريد أن يضع في قلوبنا غيرة، يقول لنا اخدموا لأن الحصاد كثير والفعلة قليلون، تصور عندما يوجد حقل الله أنعم عليه ببركات، وممتلئ خير، ممتلئ محصول، لكن تصور أننا لم نجد الشخص الذي يحصده، فهذا شيء صعب جداً، فالشجرة تعطي ثمر والأرض تعطي محصول وأعيننا تري ثمار كثيرة جداً، ولا يتبقى إلا آخر خطوة وأسهل خطوة وهي جمع المحصول، تخيل ربنا يسوع المسيح يقول لنا الحصاد كثير بمعنى أن الزرعة نجحت، لكن الفعلة قليلون، ما هو الحصاد يارب؟ قال الذي فعلته أنا للعالم، الخلاص الذي أعطيته للعالم، الحب الذي أعطيته للعالم، البذرة التي قمت بزراعتها في العالم أثمرت لكن تريد من يحصدها. تصور أن هناك أشخاص تحتاج فقط أن نكلمهم عن المسيح لدقائق، تصور أن هناك أشخاص بعيدة عن المسيح غير مسيحيين يحتاجوا فقط إلى شخص يقول لهم أن هناك ما يسمى بالمخلص ، فهو إله من حبه للإنسان خلقه، وعندما فسد الإنسان فكان لا يوجد شخص يمكن أن يخلصه إلا الذي خلقه، الذي أستطاع أن يخلقه يستطيع أن يخلصه، قل له هذان الكلمتين واتركه ليراجع أفكاره، فمن الممكن أن هذان الكلمتين تأتي بأشخاص للإيمان، فلنفترض أن هناك شخص مسيحي بعيد عن المسيح تماما، شخص يحتاج أن تقول له : لماذا لا تأتي إلى الكنيسة، يجيبك لأني مشغول قل له العمر يمضي والإنسان إذا ترك نفسه للمشغولية فأنه لن يجد وقت أبدا، فأتمني أن نتقابل في الكنيسة وأتركه، من الممكن أن تقول هذا الكلام لعشرة أفراد ويأتي فرد واحد فقط، فنحن نراها كثيراً جداً أنك من الممكن بمجرد أن تقابل شخص ما في الطريق وتقول له لماذا لا أراك في الكنيسة؟ تجده اليوم التالي في الكنيسة، "الحصاد كثير والفعلة قليلون"، الله يريد فعلة. لذلك يقول "ثم عين الرب سبعين آخرين" ما معني عين؟ بمعنى اختار، تقول لكن أنا لست من بين الذين قام بتعينهم الرب، فهو له مجموعة أشخاص يحب أن يختارهم، فالخدام أشخاص مميزين بالتأكيد ليس أي شخص يخدم، يقول لك لا أبداً، القديس يوحنا ذهبي الفم يقول لا يوجد شيء اسمه شخص مسيحي ليس خادم، أنت ممسوح بالروح القدس، أنت قمت بأخذ مفعول الروح القدس، أنت عضو في الجسد، لا يصلح أن عضو في الجسد ينفصل عن الجسد، عضو في الجسد يخدم الجسد كله، عندما يكون هناك شخص يتناول الطعام فأن عينه تعمل، يداه تعمل، وفمه يعمل، ومعدته تعمل، كل الأعضاء تعمل عمل واحد، عندما يأتي شخص ليرتدي ملابسه فعينه تعمل، عضلاته تعمل، أعصابه تعمل، لكي يستطيع أن يرتدي ملابسه، أي عمل بسيط الإنسان يفعله تشترك فيه كل أعضائه، هكذا الكنيسة لا يوجد فيها عضو يكون خامل. "عين الرب"، كل شخص فينا معين من قبل الرب، فأنا معين، شخص يقول لي: أنا! أقول لك نعم أنت معين، معين من الله، قال "الذين عرفهم سبق فعينهم، الذين سبق فعينهم سبق فبررهم". سبق فعرفهم، سبق فعينهم، الله قام بتعيننا، نعم قام باختيارنا، قم بقراءة رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أفسس الأصحاح الأول يقول لك "مبارك الله أبو ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية من السماويات الذي اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة". أنا وأنت الله قام باختيارنا قبل أن نولد، الذي اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة، نحن مختارين، نحن معينين، نحن سفراء، نحن له، نحمل صورته، "عين الرب سبعين آخرين"، فكل الذين أمامي في الكنيسة معينين؛ منذ سنوات كثيرة كان الشباب أو الشابات الذين يقومون بالدراسة الجامعية، بعد الانتهاء من الجامعة، يأتي لهم شيء اسمه خطاب التعيين، يقول له أنك عينت في شركة الكهرباء، في شركة المياه، في شركة الري، ... ، ... ، وهكذا، خطاب تعيين، فكانوا يمزحون مع الشباب ويقولوا لهم لا تجلس في المنزل تنتظر خطاب التعيين، قم بأي وظيفة حتي يأتي خطاب التعيين، تصور أنك معين من ربنا يسوع يقول لك أنت ابن (فلان) المعمد، المولود، الذي تخدم في كنيسة .. أنا قمت بتعيينك لخدمة أعضاء جسمي، اخدمني أنا، من خلال مريض، شخص محتاج، شخص حزين، شخص مهمل، شخص بعيد عن المسيح، مستشفى، دار أيتام، دار مسنين، شخص مدمن، شخص عليه دين، شخص مسجون، أسرة شخص مسجون، أشخاص ضعيفة في أسرتك، اخدم، أكثر شيء يا أحبائي يقوم بأذية الإنسان أن يعيش في سجن نفسه، لذلك الإنسان دائما متضايق، محصور داخل نفسه، دائرة تخنق لماذا؟ أنا ونفسي وهمومي ومشاكلي، فهل تنتهي المشاكل؟ لا تنتهي، فكيف يخرج الإنسان منها؟ يعيش لغيره، اخرج نفسك واخرج بيتك من دائرة نفسك، قم بالسؤال عن شخص محتاج، قم بخدمه شخص محتاج. الله اختارنا ووضع ثقته فينا، يقول لك أنت بدلاً مني، أرسلتكم للعالم، "عين الرب"، عينك بوظيفة، معين لكي تصبح شاهد لله، وقال انتم تكونوا شهودي، أنت الشاهد لي، أنت وسط العالم أنت رسالتي، إذا قمت بقراءة الكتاب المقدس بتدقيق ستجد أدوار معينة على الإنسان المسيحي أن يقوم بها، سوف أختصر منهم ستة : ١- أنتم ملح الأرض : أنت الملح الذي يعطي مذاق، بدونك العالم مائع، بدونك العالم لا يؤكل، لا يفرح، أنتم ملح الأرض. ٢- أنتم نور العالم : بدونك العالم مظلم، صدقوني ربنا يسوع المسيح لا يقوم بمجاملتنا، لا يقول كلام معنوي لكي يرفع معنوياتنا - لا - أنتم نور العالم فعلا، العالم بدونكم مظلم، أنتم القداسة في العالم، أنتم الطهارة في العالم، أنتم الأمانة في العالم، أنتم الحب في العالم، أنتم العطاء في العالم، أنتم الرحمة في العالم، ... ، ... ، أنتم ملح الأرض ، أنتم نور العالم. ٣- أنتم الخمير الذي يخمر العجين كله : خميرة، قطعة الخميرة الصغيرة لكن هي التي تنتشر، وتعطي طعمها ومفعولها للعجين كله، أنت الخمير المقدس في العالم كله، قليل لكن مؤثر. ٤- أنتم رسل ٥- أنتم سفراء ٦- أنتم رسالة رسول، رسالة، سفير. ٧- رائحة المسيح : معلمنا بولس قال أنكم رائحة المسيح. عين الرب سبعين آخرين، دورك في العالم مهم جداً، ربنا يسوع صعد للسماء، لكنه ترك تلاميذه، وقال عن تلاميذه أنهم من يقوموا بإكمال رسالتي، لذلك الكاهن يقول: "تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي وتذكروني إلى آجيء" وجميعكم تقومون بالرد آمين، آمين، آمين بموتك يارب نبشر، أنت خادم، ولابد أن تكون خادم، على سبيل المثال الأسبوع الماضي قمت بمقابلة شاب قادم من أمريكا، وكان من المهم لدي أن أطمئن على حياته الروحية، أطمئن على علاقته مع الله، فسألته هل تذهب للكنيسة؟ قال نعم نشكر ربنا، قال لي لابد أن أذهب، فأنا أذهب أكثر مما كنت أذهب هنا ، قلت له هذه بركة كبيرة، قال لي أذهب ٤أو ٥ مرات في الأسبوع، جيد جدًا، فسألته هل هناك خدمه تخدمها؟، قال نعم أخدم خدمه صغيرة علي قدر استطاعتي، فسألته ما هي الخدمة؟ قال لي خدمه اسمها خدمة صيانة، صيانة ماذا؟! قال لي نحن ثلاثين شاب مجتمعين مع بعضنا البعض ولدينا مشرف للمجموعة يمر علي الكنيسة ويبحث عن أي شيء يحتاج لصيانة وليكن مثلاً المصباح لا يضيء، ستر المنجلية به تمزق، كسر في الحديد الخاص بسلم الهيكل، يحضرون الأشخاص الذين يقوموا بالتصليح، فهي خدمه. الله يريد كل شخص منا يخرج طاقته للمسيح بحسب إمكانياته، حسب طاقتك، حسب معرفتك، لكن لا تترك نفسك لنفسك، ولا تعيش في دائرة نفسك، إذا كنت تعرف كيف تقوم بالخبز، الطبخ، الخياطة، الأسلوب اللبق مع الآخرين، أي إمكانية، أي ملكة. لابد أن نعرف أن أي إمكانيات اعطاها الله لنا فهو اعطاها لنا له، أي إنسان يا أحبائي يستطيع فعل شيء فليبحث كيف يخدم به، في بعض الأحيان أجلس مع طبيب وأقول له الله جعلك طبيب لكي تعالج من يحتاج أولا ثم بعد ذلك لربح المال، لكي تخدم بهذه المهنة، فأنت يأتي إليك مرضى من كل الديانات اشهد عن المسيح مع المرضى، لابد أن تعرف نفسك أنك في داخل عملك أنت خادم، عين الرب سبعين آخرين، الله يريد أن يعين، الله يريد أن ملكوته ينتشر، يريد أن خدمته تمتد، لا يريد عمل صليبه يعطل، ولا طلبته تختبئ، يقول "لا يمكن أن تخفي مدينة موجودة على جبل ولا يوقدون سراجا ويضعوه تحت مكيال"، فالمصباح لابد أن يوضع على مكان مرتفع، أنت كإنسان مسيحي لابد أن تضيء. لذلك يا أحبائي ونحن نعيش تذكار استشهاد القديسين بطرس وبولس أمس، ونعيش اليوم تذكار القديس الشهيد أولمباس تلميذ القديس بطرس الرسول، لابد أن نعرف أن الخدمة والحياة في المسيح لا تستمر بفرد، بطرس أستشهد لابد أن يكون خلفه مئات، وأيضا بولس، هذا ما يحدث إلي اليوم، فكم شخص يريد أن يكون مثل بولس، كم شخص يريد أن يكون مثل بطرس، كم شخص يضع نفس حياة بولس داخل قلبه، من الكلمات الرائعة التي قالها بولس عندما قال أنا لست مهم، قال "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في"، قال كلمة أخري مهمه جدا "ولا نفسي ثمينة عندي حتي أكمل بفرح الخدمة والسعي التي أخذتها من الرب يسوع ". يقولوا له إذا ذهبت لأورشليم سيقتلونك، يقول لا يوجد مشكلة، وأيضا إذا ذهبت لروما قال لهم أنا أتمني الموت ولكن أتمني فعل شيء قبلها أن أشهد لربنا، فقالوا له تذهب إلى روما فقال أنا لدي شهوة ان اذهب لروما لكن لا أستطيع لأني مسجون، فكيف أذهب إلى روما، روما عاصمة العالم، روما بها الثقافة، بها المعرفة، روما بها القوة، روما بها السلطة، يريد أن يغزوها بولس، فعل حيلة وهو يحاكم قال لهم أنا مواطن روماني كيف تحكموا علي وأنا غير مقضي علي، أنا رافع دعواي إلى قيصر، تريد أن تحاكم عند قيصر، خافوا منه وقالوا حقا هذا مواطن روماني، قالوا إلى قيصر يذهب، فقال أشكرك يارب، ستذهب تحاكم عند قيصر، الناس جميعها تخاف من قيصر، فهو رجل لديه "بطش" أنت ذاهب لنيرون بنفسك، فأنا أريد الذهاب إلي روما لكي أشهد للمسيح، عندي شهوة أن أكمل حياتي في روما لأني أريد أن استشهد في روما، لكن قبل أن أستشهد أريد أن أشهد للمسيح هناك. نحن يا أحبائي حياتنا إذا تركناها لأنفسنا فقط فنكون نسجنها، نقللها، نحدها، غير متمتعين بها، لا يصح أن قارورة طيب تكون مغلقة فقارورة الطيب لابد أن تفتح لكي تعطر رائحتها المكان، أنت أيضا كمسيحي لابد أن يكون لك مفعول، الملح لابد أن يوضع في الطعام، النور يضيء للناس، الرائحة لابد أن تكون لراحه الكل، الرسالة موجودة لكي تقرأ ليس لتكون مغلقة. هكذا يا أحبائي كل واحد منا، "عين الرب سبعين آخرين"، كل واحد منا يقول له يارب ماذا تريد أن أفعله؟ يقول لك أخدم بالإمكانيات التي لديك، قم بمساعدة أحد، قم بالسؤال علي أحد، أنت كن قدوة لمن حولك، قم بالصلاة في بيتك، أرفع يدك، حاول تقلل من طلباتك الشخصية لكي تشفق على من حولك، حاول يكون لديك خدمة بالكلمة الطيبة، حاول يكون لديك خدمة بابتسامة، حاول تمارس العطاء لمن حولك، فكر وأنت تأكل هل الرجل الغفير يستطيع أن يجد هذا الطعام؟!. تجد نفسك وتجد بيتك يوجد فيه بركة، أصبح في حياتك سعادة تبشرون بموتي وتعترفون بقيامتي. ربنا يعطينا يا أحبائي أن تدرك رسالتك، أننا معينين من الله، لخدمته، لمجده. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

البيت المسيحى الذى يهب قديسين

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد أمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين احتفلت الكنيسة يا أحبائي يوم الثلاثاء الماضي بتذكار القديس أوغسطينوس واليوم قديس اسمه القديس بيساريون وغداً إثنين إخوة ترهبوا واستشهدوا القديس اسمه القديس مويسيس وأخته سارة وإثنين آخرين أيضاً قديسين إخوة استشهدوا هما أغابيوس وأخته تكلا. إذا قمنا بجمع هؤلاء الثلاثة مجموعات أمام بعضهم البعض، القديس أوغسطينوس وأمه القديسة مونيكا كانت دائمة الصلاة من أجله، اليوم القديس بيساريون يقول لك عنه أن والديه كانوا تقيين محبين لله، غداً ستجد مويسيس قدوة لأخته سارة التي هي أصغر سنا منه ذهبوا هما الإثنين للرهبنة، وبعد ذلك أتت له رغبة في الاستشهاد، وعندما علمت سارة أن أخيها ذهب لكي يستشهد ذهبت هي أيضا استشهدت مع أخيها، وإثنين آخرين أيضا كان لديهم رغبة في الاستشهاد، واستشهدوا بالفعل هما القديس أغابيوس وأخته تكلا. إذن كيف ينتج بيت قديسين؟!، كيف يربي بيت قديسين للمسيح؟، أنظر دموع القديسة مونيكا من أجل ابنها أوغسطينوس، أنظر كم هي شغوفة لخلاص نفس ابنها، أنظر إلى ذهابها للكنيسة وإلى صلاتها من أجل ابنها، وتتضرع إلى الله من أجل توبته، وهو قلبه قاسي، إلا أن دموع أمه مثلما قال لها الأب الأسقف "ثقي يا ابنتي أن ابن هذه الدموع سوف لا يهلك". والقديس بيساريون قديس اليوم يصبح راهب، ناسك، عابد، متوحد، مصلي لكن يقول لك أن أبويه كانوا بارين، أتقياء، محبين لله، محبين للفقراء. وغداً تذكار القديس مويسيس وأخته سارة يذهبوا للرهبنة وبعد ذلك يذهبوا للاستشهاد، وبعد ذلك تجد أيضا القديس أغابيوس وأخته تكلا، ما هي أقصى اهتماماتنا في منازلنا؟، أن نقوم بالأكل والشرب والتنزه هذا جيد لكن أين الله من مركز البيت؟!، أقصى اهتماماتنا بالنسبة لأولادنا أن يصبحوا متعلمين تعليم كبير جداً، لكن هل أقصى اهتماماتي والتي أضعها في ذهني أن يصبحوا قديسين؟، هل أقوم بتربية ابني لأن في ذهني تصور نهائي له أن يصبح إنسان اسمه صورة المسيح في المجتمع، فتصوري هذا هو الذي يقوم برسم الخطة كلها، فلابد أن أعلم النهاية لكي أسير في اتجاهها، لكن إذا لم يوجد لدي تصور لآخر الشيء الذي أفعله سأصبح متشتت. عندما نترك أنفسنا يا أحبائي نجد أن المجتمع يشكلنا ونجد أن وسائل الإعلام تشكلنا ونجد أن آراء الناس تشكلنا، لكن ليس المجتمع أو تصوراتنا أو آراء الناس من الممكن أن تفعل لدينا شيء جيد. نحن لنا إنجيل ولنا كنيسة ولنا قديسين ولنا قدوه ولنا هدف، هدفنا أن نربح السماء، هدفنا أن نحيا في رضاه، هدفنا أن نمجد اسمه القدوس، هذه الأشياء عندما تكون واضحة تجعل الطريق أوضح، وعندما تبعد عن أعيننا تجعل الطريق غير واضح، لذلك يا أحبائي هذه الأسر المسيحية التي أعطاها لنا الرب في الكنيسة كنماذج فهي ينبغي ألا تمر علينا بدون تأثير، فلابد أن تجعلنا نراجع أنفسنا، هل يوجد صلاة في منزلنا أم لا؟، يوجد إنجيل في منزلنا أم لا؟، يوجد مخافة الله في منزلنا أم لا؟، يوجد أعمال رحمة وصدقات للفقراء في منزلنا أم لا؟، أم أن كل شخص ينشغل بنفسه، وكل شخص يغذي أنانيته، وكل شخص يريد طلبات وكأنه يريد أن يأخذ حق الأسرة كلها لنفسه، وكل شخص أهم شيء لديه أفكاره واهتماماته الشخصية، ونصبح نعيش في المنزل وكأن كل شخص يعيش في جزيرة مستقلة تماما عن الآخر. بيت يصنع قديسين، يكون بيت للمسيح اسمه بيت يسوع، ذات مرة قمت بزيارة رجل تقي ذهب للسماء الآن، وعندما ذهبت لافتقاد هذا الرجل وجدت لافتة على البيت مكتوب عليها بيت يسوع، هل أنا أفهم جيداً معنى أن بيتي هذا بيت يسوع؟، هل بالحقيقة الكلمة التي قيلت "الكنيسة التي في بيتك" هل أنا حقا أعتبر أن بيتي كنيسة؟، في سر الزيجة يا أحبائي عندما نقوم بصلاة طقس سر الزيجة فإننا نلبس العريس برنس، هذا البرنس لا تراه إلا على الكاهن، فهو ثياب كهنوتية، على اعتبار أن الكنيسة تؤمن إن هذا البيت سيصير كنيسة للمسيح، والزوج هو كاهن هذا البيت، فهو المسئول عن العبادة وتقدمات المحبة وتقدمات السجود لله وتقترب أسرته لله عن طريقه، هذا فكر الكنيسة. عندما نعيش يا أحبائي دون أن ننتبه لماذا نحن نعيش؟، وما الذي نريده؟، وإلى أين نريد ان نصل؟، فإننا نضل الطريق. ما أسهل الإنسان الذي لا يعرف أخر نقطة في نهاية رحلته، ما أسهل أن يضل، لذلك يقال أن القائد الحقيقي - وكل زوج وزوجة في البيت هو قائد - يقول لك هو الذي يرى نهاية الرحلة قبل أن تبدأ هذا هو القائد الحقيقي، لابد أن يرى أولا آخر نقطة هو يريد أن يصل إليها وأين توجد؟، لكي يحدد الطريق الذي يسير فيه وبناء عليها سيحدد أين يذهب؟، عندما تذهب مشوار، أو عندما تسافر، عندما تذهب إلى مكان ما فهناك شيء اسمه الطريق، فهذا الطريق كيف تقوم بتحديده، ليس على حسب الطريق الذي آراه أنا أنه جيداً - لا - لكن علي حسب إلي أين أنت ذاهب؟، على سبيل المثال إذا كان هناك شخص يريد الذهاب إلي دمنهور لا ينبغي أن يصر على أن يسير بالطريق الصحراوي، فلابد أن يسير بالطريق الزراعي، لأنه هو الأقرب إليه، نحن أيضاً لابد أن أعرف أنا أين أريد أن أذهب واختار أفضل طريق، أنا أريد أن أذهب إلى السماء، أنا أريد أن أربح الملكوت، أنا أريد أن أقول "أما أنا وبيتي فنعبد الرب"، أريد أن أجعل بيتي كنيسة، أريد أن أقف للصلاة أنا وأولادي وزوجتي، نريد أن نرفع أيدينا لله، إذا قال لي أحد الأولاد أنه لا يريد الوقوف للصلاة أقول له نعم، ونقف نحن نصلي ويرانا ونحن نصلي، فمن الممكن أن تكون هذه المرحلة من حياته التأثير لديه ليس وقوفه للصلاة، لكن يمكن أن تكون مرحلة أنه يراكم وأنتم تصلوا ، فهذه أيضاً لها تأثير، وهناك تأثير آخر وهو أن تصلوا من أجله، قد يقول لي أحدكم يا أبي أنا أتحدث ولا يوجد من يسمع لكلامي، أقول لك لا بل يكفي أنهم يروك وأنت تصلي، وأن تصلي من أجلهم، يكفي أن يوجد في بيتك صلاة، يكفي أن يذكر اسم ربنا في بيتك، فهذا يزرع في بيتك سلام وحب وروح ربنا يسكن في المنزل، كن أنت التغيير الذي تريده، مثلما علمونا ولا تنتظر التغيير من غيرك، بيتك هو بيت المسيح وأسرتك هذه هي أسرة للمسيح وحياتك كلها مسؤولية أمام الله. لذلك يا أحبائي الإنجيل الذي قرئ علينا اليوم يقول "من هو يا ترى الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه على جميع أمواله" نحن لابد أن نعرف أننا وكلاء على بيوتنا، نحن أمناء على بيوتنا، ربنا قام بتوكيلي أمين علي أسرة، فنحن علينا أن نقودها في طريق الخلاص، كل شخص يا أحبائي لابد أن يغير من طريقة تفكيره واهتماماته، هناك ظاهرة تقول أن الناس تأتي إلي الكنيسة هذا شيء جيد هذه خطوة جميلة، لكن في الحقيقة قاموا بفصل حياتهم مع الله ما بين الكنيسة وما بين الحياة العملية وما بين بيتهم، تجدهم داخل الكنيسة لكنهم لا يقومون بالصلاة في البيت، تجدهم يحبون ويحرصون على حضور أولادهم إلى الكنيسة لكنهم لا يقومون بتربية أبنائهم في منزلهم على المبادئ المسيحية، فماذا يحدث من ذلك؟ يحدث لون من ألوان الازدواجية عند الأبناء ، فالذي يتعلمه في الكنيسة شيء والذي يراه في البيت شيء أخر، أيهما يكون أكثر تأثير عليه؟ الأشياء المعيشية هذه هي الأكثر تأثيراً، الطباع، طريقة الحياة نفسها، السلوكيات اليومية التي يراها هي تنطبع في بيته أكثر، ولذلك عندما أغلقت الكنائس في روسيا لأكثر من مائة عام لإنتشار الشيوعية وكان الذي يعلن عن ديانته يعتقل ويعذب ويموت، فكان لا يوجد شيء اسمه ديانات نهائيا لمدة مائة عام، إلى أن جاء وقت وقالوا قد إنتهى هذا العصر وسنقوم بفتح الكنائس مرة أخري ومن أراد أن يذهب ليصلي فليذهب للصلاة، من المتوقع بعد مائة عام من غلق الكنيسة أنه عندما تفتح الكنيسة مرة أخرى، بالطبع الأطفال حديث الولادة لم يروا أبونا، خدام، شمامسة، ولا يعلموا الصلاة، القداس، ولا يعلموا طريق كنيسة من الأساس لا يعلموا، تتوقع عندما تفتح الكنائس هل هناك أحد يذهب إلى الكنيسة بعد مائة عام وهي مغلقة، التصور العجيب أن الكنائس كانت ممتلئة إلي آخرها، وعندما يأتي الكاهن لصلاة القداس يجد الشعب جميعه يقول كل الألحان معه، فأين حفظوا؟! ومن أين أتوا لهم بشمامسة لكي يحفظوا؟!، فمتي تعلموا هذه الألحان؟! من المنازل، المنازل كانت تعلم، فإذا كان البيت يعلم فعندما يقال بالحقيقة نؤمن تجد كل الكنيسة تقول، أين تعلموه، لا يوجد مدارس أحد، لا يوجد درس ألحان، لا يوجد شمامسة، لا بل الأب والأم والجد والجدة هم الذين قاموا بتعليمهم هذه الأشياء، فعندما فتحت الكنيسة وجدوا الكنيسة مستمرة، البيت هو الكنيسة وهو النواة، القديس أوغسطينوس الفضل للبيت، القديس بيساريون قديس اليوم الفضل للبيت، وغداً القديس مويسيس وأخته سارة الفضل للبيت، القديس أغابيوس وأخته تكلا الفضل للبيت. دور البيت يا أحبائي عندما نغفله فنحن نغفل ركن رئيسي في حياتنا مع المسيح، الاعتماد على أن الأولاد يأتوا الي الكنيسة فهذا شيء جيد، لكن لا يكفي أبدا، يقول لك الأولاد مشتركين في المسابقات وفي المهرجان وفي النادي هذا شيء جيد وجيد جدا، لكن أيضا لا يكفي، ما الفائدة من كل هذا التعليم ويذهب إلي البيت يجد أشخاص يقوموا بإهانة بعضهم البعض، وأشخاص يتحدثوا على بعضهم البعض، وأشخاص لا يحبوا بعضهم البعض، وأشخاص يدخلون في منافسات مع بعضهم البعض، وأشخاص يتحدون بعضهم البعض، فيقول لك أن الحياة مع الله هي لون من ألوان الخيال، هي حياة غير واقعية. حينئذ يا أحبائي علينا أن نعرف أننا أمناء لله، وإن بيتنا هذا بيت اسمه بيت يسوع بيت المسيح، كان هناك عبارة متداولة يتداولها الآباء في بيوتهم، ويكتبوها تقول "يسوع هو رب هذا البيت، والضيف الغير المنظور على المائدة، والمستمع الصامت لكل حديث". يسوع يجلس في بيتك ويسمع، لا تعتقد أن يسوع لا يسمع الكلام الذي يقال في البيت، فمن الأفضل أن يكون الكلام الذي يقال في البيت والذي يسمعه يسوع يكون كلام مرضي لله، يسوع هو رب هذا البيت والضيف الغير المنظور على المائدة فهو يجلس ويأكل معنا، الضيف الغير المنظور على المائدة والمستمع الصامت لكل حديث. أحبائي القناعة بذرتها من البيت والصلاة بذرتها من البيت والمحبة بذرتها من البيت والقناعة بذرتها من البيت والعطاء بذرته من البيت ، لذلك يا احبائي لا نستهين أبدا بالرسالة التي أعطاها لنا الله. أختم كلامي بالعذر الشديد الذي يقوله الناس الآن وهو المشغولية، "مشغولين" أقول لك فلابد أن تكون هذه المشغولية مشغولية هادفة، ولابد أن أعلم لماذا أنا مشغول؟، تصور أنت عندما تكون مشغول من أجل أبنائك، لكن تكون مشغول عن أبنائك، فهل أنت مشغول من أجلهم أم مشغول عنهم؟!، إذا كنت مشغول عنهم تصبح هذه المشغولية مشغولية ضاره، لا أنت لابد أن تكون مشغول من أجلهم، مشغول من أجلهم بمعني أن كل هذه المشغولية لكي تقوم بتربيتهم تربية صحيحة، أنت مشغول لكي تعلمهم أشياء أنت تود بهذه المشغولية أن تغرسها فيهم، أنت تود أن تعلمهم، وتقوم بتربيتهم أبناء لله، وتريد أن تجعلهم لديهم ثقة في أنفسهم، وتريد أن يكونوا محبوبين ومحبين، وتريد..... إلخ، لديك مبادئ كثيرة جداً، لكن من الممكن أن نكون غير منتبهين إلى هذا الأمر، ونظل نغرس في أبنائنا أشياء غير صحيحة، ونظل نجتهد لكي فقط نلبي لهم احتياجاتهم، لكن لا الموضوع ليس موضوع مجرد تلبية احتياجات، وليس كل طلباتنا منهم فقط إنهم مثلاً يقوموا بالمذاكرة، هذا لا يكفي، ليست فقط المذاكرة لكن أنا أريد بتربية ابني للمسيح، أنا ليس هدفي أن ابني يصبح فقط طبيب لا، ليس من المهم أن يكون طبيب، فماذا يعني أو يفيد طبيب ولا يخاف الله، غير أمين، غير عفيف، فماذا يعني طبيب أو أي منصب آخر كبير لكن إنسان مبادئه كلها مشوهة وملوثة؟! - بالطبع لا - هذا الإنسان لا نرغب فيه ليس هذا ما نريده، أتذكر أن أبونا بيشوي كامل قبل خدمته بالكهنوت كان اسمه الأستاذ سامي كامل وكان يخدم في كنيسة العذراء بمحرم بك بجوارنا وكان يخدم أسرة لأولاد في مرحلة ثانوي وقام بالافتقاد لولد في ثالثة ثانوي فوالد هذا الولد قال له يا أستاذ الولد هذه السنة في ثانوية عامة ونحن مشغولين وهو لن يذهب إلى الكنيسة لأني أريده أن يصبح طبيب، فنحن شاكرين لك وحاول ألا تقوم بتعطيله، أبونا بيشوي كان رجل لطيف فقال له لكن إذا أستطاع أو إذا وقته سمح، بلطف قال له قم بنسيانه هذه السنة، فقال له من فضلك اسمح لي من وقت لآخر أن آتي وأجلس معه، ولكي يحضر قداس كل فترة ويتناول، فأجابه إننا هذه السنة أجازه يا أستاذ، ولا يوجد داعي لحضورك لأنه لن يكون هناك وقت لمقابلتك، مرت الأيام والولد أصبح بالفعل طبيب وبعد عدة سنوات ذهب هذا الرجل يسأل على الأستاذ سامي كامل في كنيسة العذراء محرم بك، قال لهم أريد الأستاذ سامي كامل لأنه كان خادم لابني وأنا أريده في موضوع مهم جدا جدا، قالوا له سامي كامل! لكن لا يوجد خادم هنا اسمه سامي، هل أنت تقصد من حوالي سبعة أو ثمانية أعوام؟! إنه أصبح كاهن الآن في كنيسة مار جرجس سبورتنج، فذهب له وعندما رآه أبونا تذكره، قال له هل تتذكرني؟ أجابه طبعا أتذكرك، فقام بالسؤال عليه وعلى ابنه، وقال له إني أعلم انه دخل كلية الطب لعله يكون بخير، قال له أرجوك أن تنقذني فهو قد تعرف على ممرضة غير مسيحية وتعلق بها ويتقابلوا مع بعض، فهو قد قام بجعله طبيب حقا لكنه لم يتذكر أن يعلمه ما هو أهم من أن يصبح طبيب. أحبائي البيت مصنع قديسين، البيت للمسيح، أولادنا للمسيح، حياتنا للمسيح، "إن أكلنا أو شربنا لمجد الله" إذا ذهبنا للتنزه تكون الأجبية معنا، فنحن لا نعيش شيزوفرنيا، المصيف ليس بعيد عن المسيح لأنه ترفيه، لا بل الترفيه لدينا داخل المسيح، كل شيء نفعله نرى فيه المسيح، الطبيعة فيها المسيح، أنت إذا ذهبت إلى شاطئ هذا شيء جميل لكن أنت ذاهب لكي تصفي نفسك لكي تسمو، ليت نظرتنا للأمر تكون أن المسيح هو مركز الحياة، لذلك معلمنا بولس الرسول لخص الحياة كلها في كلمة واحدة حين قال "لي الحياة هي المسيح". ربنا يبارك بيوتنا ويبارك حياتنا ويجعله مركز لكل اهتماماتنا. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

انت هو المسيح ابن الله الحي

بسم الاب والابن والروح القدس إله واحد أمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل اوان والي دهر الدهور كلها امين اليوم أحبائي تذكر الكنيسة مجمع نيقية الذي اجتمع فيه 318 أسقف في عام ٣٢٥م لمقاومة بدعه آريوس. إذ أن ما قاله آريوس يمكن ان نسمعه الي الآن لأنه في الحقيقة أمر يمس العقل والإدراك حيث قال إن المسيح ليس هو الله ، وإن الآب أكبر من الابن ، وإن المسيح ليس مساوي للآب في الجوهر بل ان المسيح اقل من الآب. لذلك فقد اجتمعت الكنيسة وأقرت بأن المسيح هو الله وإن كنا نقول أن المسيح ابن الله فهذا ليس معناه إنه أقل منه. من أكثر المشكلات يا أحبائي التي تواجه الحقائق الإلهية تتلخص في أمرين :- الأمر الأول:- هو إن الإنسان يريد ان يفهم هذا الكلام بعقله. الأمر الثاني:- هو عجز اللغة. بالنسبة للأمر الأول: قال لا يستطيع احد ان يقول المسيح رب إلا بالروح القدس فالأمر لا يأتي بالإقناع العقلي ونحن نفسر أمثال تحتاج إيمان بعمل الروح القدس الداخلي. وأن نقول مثلما قال معلمنا بطرس عندما قال لهم السيد المسيح "من يقول الناس إني أنا؟" فأجاب معلمنا بطرس وقال أنت هو المسيح ابن الله الحي. الأمر الثاني خطير جدا: وهو عجز اللغة، فاللغة يا أحبائي تقوم بالتعبير عما لا نستطيع التعبير عنه، وتقوم بوصف غير الموصوف. عندما يقال كلمة إبن سرعان ما يفهم منها معنيين ، والإثنين خطأ في الفهم اللاهوتي المعنى الأول: عندما اقول ابن معناها انه يوجد واحد كبير وواحد صغير هذه اللغة، اللغة قامت بتوصيل هذا المعنى لدينا. المعنى الثاني: انه يوجد انفصال بمعني ان الآبن عندما يولد من والديه ويخرج من بطن الام فبذلك ينفصل. اما الآب والآبن غير ذلك فهي ولاده غير منفصلة ولاده متصلة ،الآب والآبن ليس معناه إن هناك أحدهم كبير والآخر صغير، فالآبن موجود منذ الأزل ولكن في ملء الزمان أخذ جسدا ليس معنى ذلك انه عندما أخذ جسد فبدايته كانت أزليه ، لكن هذه هي بدايته بحسب التجسد وأيضا قبل ذلك هو موجود .مثلما أنا الآن اتحدث اليكم فأنا احدثكم بكلام موجود في عقلي لكن انت لا تراه فهو موجود في عقلي منذ زمن طويل لكني أعبر عنه الآن ليس معنى ذلك انه اتولد الآن، فهو اتولد الآن لكي يعبر لك عن شيء لكن هذا الشيء موجود داخلي وعندما تحدثت الآن بهذا الكلام معني ذلك انه خرج من عقلي، لكنه مازال موجود في عقلي ، وفي نفس الوقت أنا تحدثت به الآن فبذلك خرج ... لذلك انت سمعته و رأيته و شعرت به. + هكذا يا أحبائي ضعف اللغة يقوم بإعطاء سوء فهم لأمور لاهوتية كثيرة، لذلك يا احبائي اجتمع الآباء لوضع صياغة إن الابن هذا نور من نور إله حق من اله حق مولود من الآب قبل كل الدهور. فانه لم يولد الآن فعندما أراد الله ان يخلصنا هذا الذي من اجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء ، فهو موجود مثلما نصلي ونقول كائن في حضن ابيه منذ الأزل. + إيماننا يا احبائي بربنا يسوع المسيح هو أساس لحياتنا كلها، فأنا من أعبد؟ أنا أعبد ربي وإلهي ومخلصي يسوع المسيح إبن الله الحي لابد ان تقال هذه الجملة الكبيرة. هو ربي وهو إلهي وهو مخلصي يسوع المسيح ابن الله الحي هذا إعلان إيماني في المسيح يسوع لذلك ربنا يسوع المسيح سأل هذا السؤال لئلا يكون تلاميذه غير مدركين من هو ولئلا يكون الناس غير مدركين. وفي الحقيقة أن الذي توقعه ربنا يسوع المسيح حدث - لماذا حدث ذلك؟ - لأنه عندما سأل هذا السؤال وجد اجابات عجيبة. اجابوا وقالوا له انت يوحنا المعمدان. لأن يوحنا المعمدان كما تعلمون إن هيرودس قطع راسه فهم متوقعين أن يوحنا المعمدان سيأتي مرة اخري. فقال أأنت يوحنا المعمدان الذي بعدما قطعت رأسه جاء إلينا مرة أخري. ثم شخص آخر قال له انت ايليا. وشخص آخر قال انت ارميا. أنتم بذلك غير مدركين . وشخص آخر قال له أنت أحد الانبياء. نحن إيماننا بربنا يسوع المسيح أنه هو يسوع المسيح ابن الله الحي. لذلك يا احبائي اذا كانت فكرة إيماننا بربنا يسوع المسيح تزعزت قليلا. فبهذا إيماننا كله تزعزع، وإيماننا عندما يتزعزع معناه إن أساس المنزل تزعزع وهذه مشكلة كبيرة جدا. فمثلا مشكلة اذا سقطت طوبه من جدار المنزل انها مشكلة لكنها ليست بمشكله كبيرة لكن المشكلة الكبيرة موجودة في أساس المنزل الذي غير واضح ألا وهو إيماننا. لذلك قال اليك بهذا نغلب العالم بإيماننا. بمن نؤمن؟ نؤمن بيسوع المسيح ابن الله الحي الذي هو مساوي للآب في الجوهر، فأن الذي آتي الينا ليس شخص اخر ولا انفصل عن الآب. لكنه آخذ جسدآ لكي يأتي إلينا ويفدينا ويعلمنا، فلكي يعلمنا ينبغي ان يصير إنسان ولكي يفدينا لابد ان يصير إنسان ليصلب فلابد ان يصبح لحم ودم لكي يفدينا فداء كامل ويدفع ثمن خطايانا آخذ شكلنا وآخذ جسدنا وآخذ طبعنا وحمل على نفسه طبيعة بشريتنا الضعيفة. وأخذها في نفسه لكي ينجينا من الموت، ذاك الذي له سلطان الموت وهذا ما حدث. + لذلك يا أحبائي قامت الكنيسة بعمل اجتماع مكون من 318 أسقف والعجيب يا أحبائي انهم عندما ارادوا تعداد الأساقفة وجدوا أنهم ٣١٩أسقف فيقومون بقراءة الأسماء المكتوبة يجدوهم ٣١٨ فيسألون من منكم لم يكتب اسمه؟ فيجيبوا كلنا كتبت أسماءنا. فيقوموا بالتعداد مرة اخري الي ان ايقنوا وقالوا 31٩ لكن المكتوبين 318 فمن هذا الحاضر؟! معناه أنه ربنا يسوع المسيح بنفسه حاضر، هو الذي قاد الكنيسة لأنه اذا كانت الكنيسة تنازلت عن هذه الحقيقة، حقيقة ان المسيح هو إبن الله وحقيقة انه مساوي للأب في الجوهر لأصبحنا الآن غير مسيحيين اذا قلنا إن المسيح ليس هو الله نحن بذلك نقضنا لأن معني ذلك انه اصبح بشر وعندما أصبح بشر فمن يفدي؟ يفدي نفسه فبما اننا قبلنا كلمة إنه بشر فقط، ليس إله فهذا يعني إن الخلاص لم يكتمل بمعني إنه اذا فدى فأنه فدى نفسه لأنه بشر لكن هو أخذ شكل البشر هو ليس بشر فهو اله "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" لكنه فقط أخذ جسد هو اخذ شكل العبد - فلماذا أخذ شكل العبد ؟ - اخذه من أجل خلاصنا من أجل فدائنا انه أتي في الزمن لكي يقدس الزمن واتي في شكل الجسد لكي يقدس الجسد وعلمنا وصنع معجزات وعجائب لكي يعلن للعالم كله إنه غالب للجسد وغالب للمرض وغالب للشيطان وغالب الموت وغالب للطبيعة. اذا قمت بالتركيز ودرست معجزات ربنا يسوع المسيح وقمت بتصنيفها ستجد حوالي ستة وثلاثين معجزة تقريبا والستة وثلاثين معجزة يوجد فيها عده انواع : قدرة على مغفرة الخطايا ، قدرة على شفاء الأمراض، قدرة على قيامة الموتى، قدرة على الطبيعة ، قدرة على الجسد، قدرة على المرض ، قدرة على الشيطان ... شيطان وجسد ومرض وطبيعة وموت ، فمن هذا الذي يقوم بكل هذه المعجزات فهو فعل ذلك لكي يعلن لهم إنه ليس مجرد إنسان عادي لذلك الكثير من المعجزات التي فعلها ربنا يسوع المسيح جعلتهم يقولون بالحقيقة هذا ابن الله هذا لا يمكن ان يكون إنسان عادي. جاء الي العالم بطريقة غير طبيعية . لم نري أبدا شخص يأتي الي الدنيا بدون زواج لا يوجد في جميع البشر. جاء للعالم بطريقة غير طبيعية وعاش حياة غير طبيعية و مات بطريقه غير طبيعية و قام قيامه غير طبيعية إنه فريد .لماذا؟ لأنه اله تجسده عجيب حياته عجيبة موته عجيب قيامته اعجب وفي النهاية ختم كل هذا أمام التلاميذ، وامام الدنيا كلها. انه قام من الموت وصعد الي الأب في السماء فمن هذا؟ لذلك يا أحبائي إيماننا بربنا يسوع المسيح لابد ان يكون إيمان قوي بداخلنا. تؤمن بمن؟ بيسوع المسيح ابن الله الحي المساوي للآب في الجوهر، الذي لم يحسب خلسه أن يكون مساوي لله. قال معلمنا بولس الرسول في رساله فيلبي لم يحسب خلسه. ما معني لم يحسب خلسه ؟ تعني أنه لم يأخذ شيء لم يمتلكه. لم يقم بسرقة شيء ان يكون مساوي لكنه أخلى ذاته أخذا شكل العبد صائرا في الهيئة كإنسان واطاع حتى الموت موت الصليب لذلك رفعه الله وأعطاه اسما فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة. فما هذا يا احبائي عمل ربنا يسوع المسيح . + من الأشياء التي تزعزع الإنسان وتزعزع ايمانه إنه اذا رأي ربنا يسوع المسيح في موقف ضعف فمثلا عندما قال جاع ،عطش ،تألم ، صرخ ، بكي ، اكتئب ، صار عرقه كقطرات دم ...إلخ فكل هذا الكلام يقول لك انتبه كل هذا الكلام من أجل تدبير الخليقة عندما تجد موقف ربنا يسوع المسيح يظهر فيه بهذا الشكل. قم بكتابه هذه الجملة " هذا من أجلي و نيابة عني". لماذا جاع ؟ لماذا صرخ؟ لماذا صلى؟ تذكر وقل من أجلي و نيابة عني لأنه جاء فقط لكي يقوم بفدائي أنا. ولكي يفديني لا بد ان يأخذ طبعي أنا بكل ضعفاته الذي لم يعرف خطيه صار خطية لأجلنا لكي نصير نحن بر الله فيه. لذلك يا أحبائي اجتمعت الكنيسة ووضعت صياغة للإيمان لكي تثبت في قلوب أولادها من هو المسيح. + من الأشياء التي كان ربنا يسوع المسيح يريد أن يثبتها بعد قيامته هذه الحقائق ، لأنه بالفعل يوجد اشخاص أعثرت في الصليب فجاء يمشي بجوار اثنين من تلاميذه (تلميذي عامواس) فسألهم من هو هذا فأجابوا بتعريف لكن ربنا يسوع المسيح كان يريد ان يؤكد على حقيقه لاهوته قالوا تعريف ضعيف جدا، سألهم من هو يسوع؟ قالوا له إنسانا نبيا مقتدرا في القول والفعل أمام الله والناس وهذا لا يكفي أبدا. ليس هو يسوع لا يكفي أبدا أننا نؤمن ان يسوع هذا إنسان نبيا مقتدرا في القول والفعل عند الله والناس. يوجد اشخاص كثيرة تؤمن بهذا، ان يسوع هذا شخص فريد وكان لديه قدرات خارقة. لا لا هو ليس مجرد ذلك. لا فهو إبن الله الحي، فهو الله مساوي الاب في الجوهر. ربنا يثبت في قلوبنا أحبائي حقيقة إيماننا به وباستمرار نأكدها وأرجوكم عندما نقف نصلي قانون الإيمان لا نتلوه بدون فهم. لابد ان نقوله ونحن نفهم أن - هذا الذي من أجلنا نحن البشر من أجل خلاص نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس وصلب - كل كلمه في قانون الايمان أقولها وأنا مدرك لمعانيها. ربنا يدينا إنه يثبت في قلوبنا حقيقه ان يسوع المسيح هو ابن الله الحي يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد ابديا امين

اذهبن الى الباعة و ابتعن لكن

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد أمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل اوان والي دهر الدهور كلها آمين . في تذكار القديسات عموما في سنكسار اليوم سواء الراهبات أو الشهيدات تقرأ علينا الكنيسة انجيل العذارى الحكيمات وهو فصل معروف من بشارة معلمنا متي الاصحاح 25 الذي يتحدث عن العذارى الحكيمات اللذين أخذوا زيت في مصابيحهن مع انيتهن أما الجاهلات عندما فرغ الزيت لديهم وجاء العريس فقاموا بالذهاب الي الحكيمات وقالوا لهم إعطونا من زيتكن فقالوا لهم كلمة ثقيلة نريد ان نتحدث عليها قالوا لهن: "اذهبن إلى الباعة وابتعن لكن". فمن هم الباعة؟ الباعة هم :- ١-القديسين ٢-المعلمين ٣-الفقراء ١- القديسين: الباعة هم القديسين فبقراءة سير القديسين يحدث تشبع بتجارة عظيمة من سير ونماذج ومواقف تشبه حياتنا تماما، لذلك يقول اذهبن الي الباعة والحقيقة أن كنيستنا ممتلئة بالباعة (كل يوم عيد قديس وإثنين وثلاثة وأربعة)، ممتلئة بالتجار الناجحين، ممتلئة بأشخاص نستطيع أن نأخذ منهم. فالباعة معناها : عندما أقول لك أنا أذهب للبائع لأني أريد شيء، فإني اذهب للشخص الذي يقوم ببيعه، لذلك أقول لكم: أذهبوا للقدسين أقتنوا منهم " تقوي أو تواضع أو محبة او تطبيق وصايا ". اذهبوا للأنبا انطونيوس، اذهبوا للأنبا بيشوي، أذهبوا لأبو مقار، أذهبوا للأنبا موسى الأسود، أذهبوا للقديسين مكسيموس ودوماديوس ، أذهبوا للست دميانه ، فهؤلاء هم الباعة فلا يصح أن يكون هؤلاء الباعة موجودين ولا نشتري منهم، بمعني ان يكون هناك محلات مفتوحة، واضعين بضاعتهم، ويقولوا لكم أشتروا. + القديسين وسيرهم لابد أن تكون لنا منهج "أنظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم" وكل شخص منا قلبه يميل لفضيلة معينة ستجد الكنيسة مليئة بنموذج وأثنين وثلاثة يقوموا بتعليمك هذه الفضيلة . ٢- المعلمين : فيوجد الكثير من المعلمين في الكنيسة مثل القديس اثناسيوس، القديس كيرلس الكبير، والقديس ديسقورس، وأقوال الأنبا انطونيوس، وأقوال وعظات القديس مكاريوس...إلخ الكنيسة ممتلئة بالباعة فهم يوجد لديهم البضاعة ونحن محتاجين، إذن فالباعة موجودين صدقوني يا أحبائي لو لم يوجد باعة كنت أقول لنا عذرنا ، مثلما يكون هناك شخص يبحث عن شيء علي سبيل المثال دواء غير متوفر، فيظل يبحث في كل الصيدليات ولا يجده، الباعة لا يوجد لديهم، بينما لا يوجد هذا الوضع في العرف الروحي لأن الباعة لديهم ولديهم كثيراً وبوفرة وهم يقولون لك اتفضل البضاعة وأنت تسأل كم أدفع؟ فيجيبون لن تدفع شيء مادي لكنك تدفع فقط اشتياقك لهذا الشيء. تصور معي أن شخص لديه سوبر ماركت كبير، به كل أنواع البضائع ويقول لك قل فقط ماذا تريد؟ فمن هم الذين يقولوا لك هذا ؟ هم الباعة في الكنيسة هما القديسين يقولوا لك مثلا أنت ماذا تريد؟ تريد ان يكون لديك رحمة لديك الأنبا آبرام، تريد أن تتعلم الصلاة لديك الأنبا بيشوي، تريد ان تتعلم التقشف والزهد والنسك لديك القدسيين مكسيموس ودوماديوس. ماذا تريد أن تتعلم؟ تريد أن تتعلم الإنجيل لدينا قديسون حبوا الإنجيل الباعة هم القديسين. والمعلمين تركوا لنا كنوز ولازالت الكنيسة بها معلمين لازالت الكنيسة غنية ، أتذكر ذات يوم أحد الشبان قدم لي هدية بها هارد ديسك للكمبيوتر وكانت سعة هذا الهارد كبيرة جداً (واحد تيرا) قلت له: لماذا كل هذا؟ قال لي هذه جميع عظات البابا شنودة وجميع عظات أبونا بيشوي كامل وجميع عظات أبونا بولس جورج وجميع عظات أبونا تادرس يعقوب وجميع عظات أبونا لوقا سيداروس وكل عظات .... فأجبته لماذا كل هذا متي سنسمع كل هذا الكلام نحن سوف نسمعه في السماء، فالكنيسة غنية مليئة معلمين وممتلئة بالآباء ومليئة نماذج وتقول لك أتعلم من هؤلاء الباعة. ٣- أخواتنا الفقراء: هؤلاء في الظاهر نحن نعطيهم لكن في حقيقة الأمر نحن الذين نأخذ منهم نحن، لا نعطيهم لكن نأخذ منهم الكنيسة ممتلئة من هؤلاء الباعة والذي يريد أن يبحث عن فقير سيجد، فمن الممكن يكون أحد أقربائك، ومن الممكن ان يكون أحد جيرانك، ومن الممكن أن يكون شخص رأيته فقلبك تحرك إليه. الكنيسة ممتلئة بالباعة فكم من فقير ومحتاج ومريض ومتألم فكل هؤلاء باعه. ففي العالم تكون المحلات مزدحمة بالمشترين لكن في الحياة الروحية تكون الحقيقة عكس ذلك ، الباعة كثيرون والمشترين قليلين . تخيل أن القدسيين جميعهم كل قديس لديه محل، ومعلمين الكنيسة كل معلم لديه محل، والفقراء كل فقير لديه محل، ولا يوجد اشخاص يريدون الشراء لذلك يقول لك احترس سيأتي وقت تسأل فيه عن الذي اشتريته؟ وعن الذي أخذته؟ فتجيب لا يوجد وقتها يغلق الباب -ربنا لا يسمح بهذا- فهيا بنا من الآن نتاجر ونجمع، من الآن نطرق على باب القدسيين ونطلب منه هذه الفضيلة ونقول لهم اذا سمحت أنا محتاج هذه الفضيلة، هيا بنا نطرق على باب المعلمين ونقول لهم علموني أنا محتاج، هيا نطرق على باب الفقراء ونقول لهم أنا الذي محتاج أن اساعدكم، فأنا وقتما أعطيك شيء فأنا الذي أخذ وليس أنت الذي تأخذ. ربنا يعطينا ان نكون دائماً حريصين أن نجد الباعة ونطرق ابوابهم ونأخذ منهم لكي نربح وان نجمع لنفوسنا زيت يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما والي الابد امين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل