العظات

يوحنا ذهبى الفم الجمعة الثالثة من شهر هاتور

النَّهَارده تِذكَار القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهب وَهُوَ مِنْ الآباء الَّذِينَ لَهُمْ بَصمة وَتَعْلِيمْ تَأسَّست عَلْيهِ أُمور كَثِيرة فِي الكِنِيسة .. وَهُوْ مِنْ أُسرة غَنِيَّة جِدّاً وَالده كَانَ لَهُ مَرْكز كَبِير فِي البَلاَط المَلَكِي أُصِيبَ بِمرض بَسِيط ثُمَّ تَنَيَّح وَكَانْت أُمَّه فِي ذلِك الوقت عِنْدَهَا 20 سنة وَكَانِتْ بَدِيعة الجَمَال وَكَرَّسِت حَيَاتهَا كُلَّهَا لإِبنَهَا الرَضِيع .. بعْض الآباء يَقُولُون أنَّهُ كَانَ فِي ذلِك الوقت رَضِيع وَبعْضَهُمْ يَقُول أنَّهُ كَانَ عِنْده 4 سَنَوَات فَكَانْت مَطمع لِكَثِيرِين أدْ إِيه القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهب إِتكَلِّمْ عَنْ أُمَّه .. لَمَّا أدرك وَكَبر فَتَكَلَّمْ عَنْ الأرَامِل وَأدْ إِيه هُمَّ نَاس يَستَحِقُوا كَرَامة كَبِيرة فِي الكِنِيسة لأِنَّهُمْ بِالتأكِيد هَيَاخدُوا كَرَامة فِي السَّما .. فَكَانَ لَمَّا يِلاَقِي وَاحدة أرمَلة حَزِينة شِوَيَّة يَكتُب لَهَا رَسَائِل وَيجِبهَا يَعِظهَا وَيُعَزِّيهَا .. وَكَانَ لاَ يُفَضِل أنَّ الأرَامِل تَتَزَوج لِدَرَجِة أنَّ لَهُ رِسَالة كَتَبهَا لِوَاحدة صَغِيرة فِي السِن تَرَمَلْت وَكَانَ زَوجِهَا رُتبة كَبِيرة فِي الجِيش وَذَهَبَ مَعَ الجِيش وَكَانَ عِنْدَمَا يَأتِي سَوفَ يِترَقَى لِرُتبة أعلَى وَكَانِت حَزِينة وَلاَ تُرِيد أنْ تَتَعَزَّى .. فَقَالَ لَهَا :جُوزِك كَانَ رُتبة كَبِيرة فِي الجِيش وَأنْتِ كُنْتِ هَتِتحَمَلِّي فُرَاقه فِي الفِترة دِي عَلَشَان يِترَقَى مَتِقبَلِيش أنَّهُ يِفَارقِك شِوَيَّة عَلَشَان يَأخُذ رُتبة فِي السَّما ؟!! فَتَعَزَّت المَرأة وَكَانَ الفَلاَسِفة نَفْسُهُمْ وَإِنْ كَانُوا مِش مَسِيحِيين يَأتُوا يِسمَعُوا عِظَاته وَيَقُولُوا لَهُ لوَلاَ أنَّكَ مَسِيحِي كُنَّا جَعْلنَاك رَئِيس عَلْينَا .. وَكَانَ النَّاس عِنْدَمَا يَعِظ القِدِيس بعضَهُمْ يِنْهَار مِنْ البُكَاء وَنَاس تُزِيد مِنْ التَصفِيق فَكَانَ يَتَكَلَّمْ وَيَسْكُت شِوَيَّة لأِنَّ الكَلاَم الَّلِي بِيقُوله كَانَ نَافِذ إِلَى القلب لِدَرَجِة يِقُول أحد الآباء { أنَّكَ إِذَا حَضرت عِظة لِلقِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهب لَوْ لَمْ تَجِد وَرَقة أُكتُب عَلَى قَمِيصك } .. فَأي كَلاَم يَخرُج مِنْ فَمِهِ سَلاَسِل ذَهب .. فِي أي مَوقِف وَأي كَلاَم كَانَ عِنْده إِهتِمام عَالِي جِدّاً بِخَلاَص النَّفْس الوَاحدة .. لِدَرَجِة أنَّهُ كَانَ يَقُول { لَوْ رَبِّنَا قَالَ لِي آخُد نُور عَيْنيكَ وَلاَّ نَفْس تِهلك كَانَ يَقُول خُد نُور عِيْنَيَّ }إِهتم جِدّاً بِخَلاَص النَّفْس لِدَرَجِة أنَّهُ كَانَ يَقُول لِلنَّاس إِنْتُمْ أهمْ حَاجة عَنْدِي .. أغلَى حَاجة .. فَكَانَ عِنْده عَاطِفة كَبِيرة جِدّاً جِدّاً تِجَاه الرَعِيَّة بِتَاعته .. لِذلِك شُوفنَا لَمَّا الإِمبراطُورة نَفِته مَقعدش غِير لِيلة وَاحدة فِي النَفي .. لِيه ؟ النَّاس هَاجِت مَا مِنْ شِئ فِي الكِتاب المُقَدَّس إِلاَّ وَتَكَلَّم فِيه .. لِدَرَجِة أنَّهُمْ يَقُولُوا أنَّهُ كَانَ عَاشِق لِرَسَائِل بُولِس الرَّسُول .. كَانَ يَقرأهَا يَومِياً وَرِسَالِة رُومية كَانَ يَقرأهَا فِي اليَوْم عِدَّة مَرَّات وَقِيلَ أنَّ تِلمِيذه كَانَ كُلَّ مَا يَأتِي لَهُ يِلاَقِي ضِيف مَعَهُ فَينصَرِف فَبعد كِده قَالَّه أنَا لَمْ أرْى ضِيفك لاَ وَهُوَ دَاخِل وَلاَ وَهُوَ خَارِج فَوجد صورة كِبِيرة لِبُولِس الرَّسُول وَعَرف أنَّ بُولِس الرَّسُول كَانَ يُقعُد يِفَهِّمْ يُوحَنَّا فَمْ الذَّهب كُلَّ كَلِمة فِي رَسَائِله سَمَحَ الله أنْ يِكُون فِي الكِنِيسة كُنُوز مُذَخَرة .. رَبِّنَا أعْطَى لِلنَّاس فِي فَتَرَات مُعَيَّنة ذَخِيرة كِبِيرة جِدّاً مِنْ النِّعمة عَلَشان يِخَزِّنُوا لَهُمْ وَيطَلَّعُوه فِي أيَام المَجَاعة .. إِفتح كُنُوز الآباء دول عَلَشان تِطَلَّعه فِي أيَام المَجَاعة .. لَمَّا نِفْسك تِضعف إِقرأ سِير آبائك عَلَشان تِكُون لَكَ مُعِين فِي الزمن الَّلِي مُمكِنْ مَتلاَقِيش فِيه مَعُونة القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهب كَانَ قَوِي وَمُتَمَسِّك بِالحَقٌّ .. فَالمَلِكة عنْدَهَا حُب إِمتِلاَك لَقِت أرْض بِتَاعِت وَاحدة سِت غلبَانة فَكَانِت عَايزة تَاخُدهَا مِنْهَا .. لكِنْ السِت قَالِت لَهَا يَا سِتِّي دِي مِيراث آبَائِي مِش عَايزة أبِيعهَا .. فَأخَذِتهَا مِنْهَا غَصب عَنْهَا .. فَرَاحِت لِيُوحَنَّا فَمْ الذَّهب فَقَالَ لَهَا " أنَا هَاروح أكَلِّم المَلِكة " .. فَرَاح وَكَلِّمهَا عَنْ إِيزَابِل المَلِكة وَعدم حُب القِنية وَعدم سلب الحَقٌّ وَهيَ لاَ تُبَالِي .. وَقَالِت له خَلاَص المُقابلة إِنتَهِت وَأنَا هَاخُد الأرْض دِي .. فَقَالَ لَهَا " إِنْتِ هَا تُبقِي محرُومة مِنْ التَنَاوُل وَمِنْ شَرِكة الكِنِيسة .. طَبعاً المَلِكة ثَارِت عَلِيه لكِنْ قُوَّة الحَقَّ الَّلِي جُوَّاه كَانِت جَبَّارة وَكَانَ فِيه سَاحة كِبِيرة قُدَّام الكِنِيسة فَعَمَلِت المَلِكة تِمثال لَهَا وَالنَّاس حَوِّلوا السَّاحة دِي لِمَكان يِعمِلُوا فِيه الإِحتِفَالات فَإِبتدأ يِكُون فِيهَا حَاجات قَبِيحة فَثَارَ يُوحَنَّا فَمْ الذَّهب وَقَالَ أنَّ المَلِكة رَجَّعِت أيَّام هِيرُوديَا وَلاَ يَلِيق بِنَا أنْ نَعْمل ذَلِك حَتَّى لَوْ كَانَ بِإِسم المَلِكة .. إِيه الَّلِي يِخَلِّيه يِعمِل كِده ؟ إِتِحَاده بِالحَقٌّ الإِلهِي .. { لأِنَّكَ هكَذَا قَدْ أحببت الحَقٌّ } ( مز 50 ) .. وَمِنْ ضِمن ألقَاب السَيِّد المَسِيح{ أنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالحَقُّ وَالحَيوةُ } ( يو 14 : 6 ) أحيَاناً الإِنْسَان يَأخُذ مَوَاقِف فِيهَا مِيُوعة وَيضعُف أمام المجموعة وَالضُغُوط .. فِيه مَوقِف فِي الكِتاب المُقَدَّس لَمَّا جُمْ يِبِيعُوا يُوسِف فَوَاحِد إِسمه رَأوبِين مِنْ إِخوَاته مِش رَاضِي إِنَّهُمْ يِبِيعوه فَقَالَ لاَ .. إِحنَا نِرمِيه فِي البِئر لأِنَّهُ كَانَ يُرِيد أنْ يِطَلَّعه مِنْ البِئر وَيِرَّجَعه ( تك 37 : 22 ) .. طَيِّب طَالَمَا مِش مُقتَنِع إِنَّك تِعْمِل فِيه كِده لِيه تُسكُت ؟ يِقُول لاَ .. خُفت أصلُهُمْ عَشَرة عَلَيَّ .. لاَ إِنْتَ تِقُول الحَقٌّ حَتَّى لَوْ رَمُوك مَعْاه .. بَلاَش تِتغِلِب لِلأغلَبِيَّة .. بَلاَش تِعْمِل حَاجة إِنْتَ مِش مُقتَنِع بِهَا إِرْضَاءاً لِبَاقِي المَجموعة القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهب كَانَ يَقِف يَتَكَلَّم وَيِوَبِخ لأِنَّهُ صوت الحَقٌّ .. رَبِّنَا يَسُوع المَسِيح وَقف قُصَاد نَاس فِي يَديهَا سُلطان الأُمور كُلَّهَا لِيَقُول عَلْيهُمْ الويلات وَإِنْ كَانِت هذِهِ الويلات هِيَّ الَّتِي أثَارِتهُمْ عَلِيه .. كُلَّ مَا الإِنْسَان يِكُون عِنْده إِيمان بِالَّلِي بِيِعمِله لاَ يَتَأثر بِأحد يِقُولُوا عَنْ القِدِيس يُوحَنَّا المعمِدان إِنَّه وَقف يِوَبَّخ المَلِك وَيَقُول لاَ يَحِلُ لَكَ أنْ تَتَزَوَّج هِيرُوديَّا إِمرأة أخِيك حَتَّى وَقت قطع رَأسه قَعْد يِقُول كِده ( مر 6 : 18 ) .. وَيَقُول القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهب عَنْهُ { فَضَّل أنْ يَكُون بِلاَ رَأس عَلَى أنْ يَكُون بِلاَ ضَمِير } .. القِدِيس يُوحَنَّا فَمْ الذَّهب مَنْهجه وَفِكره وَكَلاَمه كَلاَم يُضِئ العقل وَالقلب رَبِّنَا يُعْطِينَا بَرَكته .. وَيِجعلنَا نَتَمَسَّك بِالحَقٌّ رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصنَا وَيِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته وَلإِلهنَا المجد الدَّائِم مِنْ الآن وَإِلَى الأبد آمِين

سُلْطَان الحِلٌ وَالرَبْط الجمعة الأولى من شهر هاتور

تَقْرَأ عَلَيْنَا الكَنِيسَة اليُوْم فَصْل مِنْ بِشَارِة مُعَلِّمْنَا مَارِ مَتَّى البَشِير .. رَبِّنَا يَسُوع وَاقِفْ فِي قَيْصَرِيَّة فِيلُبُّسَ وَهيَ مَنْطِقَة فِي الشَّمَال .. رَبِّنَا يَسُوع يُرِيدْ أنْ يَطْمَئِنْ عَنْ مَاذَا يَقُول النَّاس عَنْهُ .. البَعْض يَقُول عَنْهُ أنَّهُ رَجُلٌ مُسْتَقِيم ذُو أخْلاَق جَيِّدَة .. يَقُول لَيْسَ الأمر إِنِّي رَجُلٌ جَيِّدْ الأخْلاَق بَلْ أُرِيدْ أنْ أعْرِف إِعْتِقَاد النَّاس فِيَّ مَنْ أنَا ؟ نَعْتَقِدْ أنَّ كُلَّ إِنْسَان يُحِب أنْ يَسْمَعْ هذِهِ الكَلِمَات الطَّيِبَة أنَّهُ إِنْسَان جَيِّدٌ الأخْلاَق أوْ مُتَفَوِق أوْ مُتَمَيِز .. لكِنْ يَسُوع يَقُول هذَا لَيْسَ قَصْدِي بَلْ أُرِيدْ أنْ أعْرِف هَلْ يَعْلَمُون إِنِّي مُرْسَل مِنْ الله ؟ هَلْ يَعْلَمُون إِنِّي إِبْن الله المُتَجَسِّدْ ؟ هَلْ يَعْلَمُون هذِهِ الأُمُور أم غَائِبَة عَنْهُمْ ؟فَسَمَعَ مِنْ مُعَلِّمْنَا بُطْرُس الرَّسُول مَا طَيَّبَ قَلْبَهُ قَالَ لَهُ بُطْرُس { أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ الْحَيِّ } .. فَأجَابَهُ رَبَّنَا يَسُوع { طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا . إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّموَاتِ } ( مت 16 : 16 – 17) .. بَدَأَ يَسُوع لَهُ المَجْد يَقُول لِبُطْرُس سَأُقِيمَك رَئِيس فِي الكِنِيسَة وَعَمُود فِيهَا .. سَأُقِيمَك رَسُول مُدَبِّر فِي الكِنِيسَة .. يُجِيب بُطْرُس إِذاً مَاذَا أفْعَل يَارَبَّ ؟ يَقُول لَهُ رَبَّ المَجْد يَسُوع { سَأُعْطِيك مَفَاتِيح المَلَكُوت } .. يَا الله هذِهِ كَلِمَة قَوِيَّة جِدّاً وَكَبِيرَة جِدّاً .. يُكْمِل يَسُوع قَوْلَهُ لِبُطْرُس { وَمَا تَرْبُطُهُ عَلَى الأرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّموَاتِ . وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّموَاتِ } ( مت 16 : 19) .. هذَا مَا يُسَمَّى " سُلْطَان الحِلٌ وَالرَبْطٌ " نَتَكَلَّمْ اليُوْم عَنْ السُلْطَان الَّذِي أعْطَاهُ الْمَسِيح لَهُ المَجْد لِتَلاَمِيذَهُ وَالرُّسُل فِي الكَنِيسَة سُلْطَان إِسْمَهُ " سُلْطَان الحِلٌ وَالرَبْطٌ " .. مَاذَا يَعْنِي ذلِك ؟ يَعْنِي هذَا أنَّهُ عِنْدَمَا نَسْقُط فِي الخَطِيَّة وَنَتُوب عَنْهَا نَذْهَبْ لِلكَّاهِنْ وَنَقُول لَهُ حَالِلْنِي يَا أبَانَا فَيَقْرأ لَنَا الحِلٌ فَنُحَلٌ مِنْ خَطَايَانَا .. قَدْ نَتَسَاءَل هَلْ هذَا كَلاَم صَحِيح أم مُجَرَّدْ كَلاَم ؟ كَيْفَ نَفْهَمْ هذَا الأمر أنَّ إِنْسَان يَسْقُطْ فِي الخَطِيَّة وَالأب الكَّاهِنْ يَقْرأ لَهُ كَلِمَات قَلِيلَة نُسَمِّيهَا الحِلٌ فَتُحَلٌ عَنْهُ خَطِيَتَهُ ؟نُجِيب هذَا كَلاَم الإِنْجِيل أنَّ الله أعْطَى البَعْض سُلْطَان إِسْمُه سُلْطَان الحِلٌ وَالرَبْطٌ .. أي " الحِلٌ " مَعْنَاه " شِئ يُحَلٌ " وَ " الرَبْطٌ " مَعْنَاه " شِئ يُرْبَطٌ " .. أي مُمْكِنْ أحِلٌ إِنْسَان وَأرْبُطٌ آخَر .. أي أسْمَح لإِنْسَان وَأمْنَعْ آخَر أوْ أحْرِم آخَر .. هذَا إِسْمَهُ سُلْطَان الحِلٌ وَالرَبْطٌ قَدْ نَتَسَاءَل ألاَ تَكُنْ العِلاَقَة بَيْنِي وَبَيْنَ الله مُبَاشِرَة دُونَ وَسِيطٌ ؟ .. لاَ .. الله يُرِيدْ الوَسِيطٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَك .. وَهذَا الكَلاَم لَيْسَ مِنْ العَهْد الجَدِيد فَقَطْ بَلْ أيْضاً كَانَ مَوْجُود فِي العَهْد القَدِيم هُنَا أرْبَعِة مَرَاحِلٌ لِهذَا السُلْطَان :- 1/ مَرْحَلِة العَهْد القَدِيم :- رَبِّنَا يَسُوع فِي العَهْد القَدِيم إِخْتَار فِئَة مُعَيَّنَة مِنْ الشَّعْب وَأطْلَقَ عَلَيْهُمْ إِسْم الكَهَنَة وَهُمْ سِبْط لاَوِي .. هُمْ مَنْ يُقِيمُوا الشَّرِيعَة .. لَوْ أخْطَأ إِنْسَان يَذْهَب إِلَى اللاَّوِي كَيْ يُقَدِّم لَهُ ذَبِيحَة .. فِي سِفْر اللاَّوِيِّين أصْحَاح 5 يَقُول { يُقِرُّ بِمَا قَدْ أَخْطَأَ بِهِ وَيَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ } ( لا 5 : 5 – 6 ) .. مَاذَا يَعْنِي " يُقِرُّ بِمَا قَدْ أَخْطَأَ بِهِ " ؟ أي يَعْتَرِف بِخَطَايَاه .. وَمَنْ يُقَدِّم عَنْهُ الذَّبِيحَة ؟ لَيْسَ أي إِنْسَان بَلْ الكَّاهِنْ الَّذِي يُقَدِّم عَنْهُ الذَّبِيحَة وَهُوَ يَعْتَرِف لَهُ .. إِذاً لاَبُدْ مِنْ وَسِيط ؟ يَقُول نَعَمْ أُرِيدْ وَسِيط وَأنَا عَيَّنْتَهُ وَمَادُمْت قَدْ عَيَّنْتَهُ إِذاً فَكَأنَّك تَفْعَل هذَا الأمر مَعِي لِذلِك فِي قِصَّة يَشُوع بن نُون وَعَخَان بن كَرْمِي الَّذِي سَرَق وَأخَذْ مِنْ الغَنِيمَة وَهُزِمَ الشَّعْب فِي الحَرْب فَجَاءَ يَشُوع وَقَالَ يُوْجَدٌ أمر خَطَأ .. { فِي وَسَْطِكَ حَرَامٌ يَا إِسْرَائِيلُ } ( يش 7 : 13) .. فَأتَى بِعَخَان بن كَرْمِي وَسَطْ الشَّعْب وَقَالَ لَهُ { أَعْطِ الآنَ مَجْداً لِلرَّبِّ إِله إِسْرَائِيلً وَاعْتَرِفْ لَهُ وَأَخْبِرْنِي الآنَ } ( يش 7 : 19) .. أي لاَبُدْ أنْ تَكُون تُبْت وَاخْبِرْنِي أنَا أيْضاً .. أي إِعْتَرِف لِي أنَا أيْضاً وَجَدْنَا عَخَان يَقُول أنَا " نَظَرْت فَإِشْتَهِيت فَأخَذْت " .. هذِهِ مَرَاحِلْ الخَطِيَّة نَظَرْت فَإِشْتَهِيت فَأخَذْت .. الإِنْسَان يَسْقُطْ أوَّلاً مِنْ فِكْرُه وَنَظَرُه ثُمَّ مِنْ شَهْوَتِهِ ثُمَّ بِالفِعْل .. لاَبُدْ أنْ يَعْتَرِف .. لكِنْ أمَام مَنْ ؟ أمَام رَجُلْ الله فِي ذلِك الوَقْت كَانَ يَشُوع .. إِذاً فِي العَهْد القَدِيم قَصَدَ الله أنْ يَكُون هُنَاك وَكِيل لَهُ يَقُوم بِهذَا الأمر فِي قِصَّة دَاوُد النَّبِي أرْسَلَ لَهُ الله رَجُلْ إِسْمُه نَاثَان وَظَلَّ يَتَكَلَّمْ مَعَهُ حَتَّى إِعْتَرَفَ دَاوُد وَقَالَ لَهُ { أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ } .. وَنَاثَان قَالَ لَهُ { الرَّبُّ أَيْضاً قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ لاَ تَمُوتُ }( 2صم 12 : 13) .. أي يُوْجَدٌ وَسِيط القِدِيس يُوحَنَّا المَعْمَدَان قَبْل مَجِئ الْمَسِيح كَانَ يُعَمِّدْ وَيَقُول الكِتَاب { وَاعْتَمَدُوا مِنْهُ فِي الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهِمْ } ( مت 3 : 6 ) .. أي إِعْتِرَاف مِنْ قَبْل مَجِئ الْمَسِيح .. إِذاً الْمَسِيح خَصَّص فِئَة مُعَيَّنَة لِلخِدْمَة وَوَكَّلَهُمْ عَنْهُ فِي سِفْر العَدَد قِصَّة قُورَح وَدَاثَان اللَّذَان قَالاَ لِلشَّعْب لِمَاذَا مُوسَى وَهَارُون فَقَطْ مَنْ يَقِفَا أمَام الله " ألَيْسَ كُلَّ الجَمَاعَة مُقَدَّسَة ؟!!! " ( عد 16 : 3 ) .. هَلْ نَحْنُ لَيْسُوا أوْلاَد الله ؟ لِمَاذَا كَائِنْ مُعَيَّنْ يَلْبِس مَلاَبِس الخِدْمَة فَقَطْ ؟ نَحْنُ كُلُّنَا مُقَدَّسِين .. فَقَالُوا لَهُمَا نَعَمْ .. وَرَأيْنَاهُمْ إِتَفَقُوا مَعاً أنْ يَأتُوا بِمَجَامِر وَيُبَخِّرُوا فَقَالَ الله لِمُوسَى وَبَاقِي الشَّعْب أُتْرُكُوهُمْ يُبَخِرُون لكِنْ إِعْتَزِلُوا عَنْهُمْ وَابْتَعِدُوا .. وَبِالفِعْل أحْضَر قُورَح وَدَاثَان وَأبْنَائَهُمَا مَجَامِر وَفِيمَا هُمْ يُبَخِرُون إِنْشَقَّتْ الأرْض وَابْتَلَعَتْهُمْ إِذاً هذَا أمر مِنْ العَهْد القَدِيم . 2/ مَرْحَلِة رَبَّ المَجْد يَسُوع نَفْسَهُ :- عِنْدَمَا أتَى رَبَّنَا يَسُوع مَاذَا فَعَلْ ؟ قَالَ لِبُطْرُس الرَّسُول { وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيح مَلَكُوتِ السَّموَاتِ . وَمَا تَرْبُطُهُ عَلَى الأرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّموَاتِ . وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّموَاتِ } .. هُنَا كَانَ الكَلاَم بِصِيغَة المُفْرَد أي الكَلاَم مُخَصَّص لِبُطْرُس فَقَطْ وَاعْتَقَدَ البَعْض أنَّ هُنَا الكَلاَم خَاص بِبُطْرُس وَهذَا أسَاس الكِنِيسَة البُطْرُسِيَّة أي أنَّ الْمَسِيح لَهُ المَجْد وَكَّلَ بُطْرُس فَقَطْ .. نَسْأل إِذاً مَاذَا عَنْ بُولِس .. مَتَّى .. يُوحَنَّا .. وَ ... ؟ يَقُول هُنَا يُكَلِّمْ بُطْرُس فَقَطْ وَيَقُول لَهُ أُعْطِيك مَفَاتِيح مَلَكُوت السَّموَات .. نُجِيب هذَا كَلاَم يُقَال لأِنَّ يَسُوع كَانَ أمَامَهُ بُطْرُس فَقَطْ وَأنَّ بُطْرُس قَالَ لَهُ هذَا التَّصْرِيح الرَّائِعْ وَمَوْجُود فِي إِنْجِيل مُعَلِّمْنَا مَارِ مَتَّى البَشِير أصْحَاح 16 وَمِنْ الجَيِّدْ أيْضاً أنَّ هذَا الكَلاَم أُعِيدَ مَرَّة أُخْرَى فِي إِنْجِيل مُعَلِّمْنَا مَارِ مَتَّى البَشِير أصْحَاح 18 لكِنْ فِي هذِهِ المَرَّة قَالَ لَهُمْ يَسُوع { الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلَى الأرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاءِ . وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ } ( مت 18 : 18) .. نُلاَحِظ هُنَا أنَّ يَسُوع يَتَكَلَّمْ بِصِيغِة الجَمْع أي لَيْسَ بُطْرُس فَقَطْ .. أي أنَّ الله وَكَّلْ مَجْمُوعَة لِلحِلٌ وَالرَبْطٌ وَأكَّدَ عَلَى هذَا الأمر مَرَّة أُخْرَى بَعْد القِيَامَة .. بَعْد قِيَامَتِهِ قَالَ لَهُمْ { سَلاَمٌ لَكُمْ . كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا . وَلَمَّا قَالَ هذَا نَفَخَ وَقَالَ لَهُمُ اقْبَلُوا الرُّوحَ الْقُدُسَ . مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ . وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ } ( يو 20 : 21 – 23 ) .. أي أنَّ الله أعْطَى الكِنِيسَة سُلْطَان الحِلٌ ثَلاَثَة مَرَّات :0 1/ فِي إِنْجِيل مَتَّى أصْحَاح 16 لِبُطْرُس 2/ فِي إِنْجِيل مَتَّى أصْحَاح 18 لِلتَّلاَمِيذْ 3/ فِي إِنْجِيل يُوحَنَّا أصْحَاح 20 لِلتَّلاَمِيذْ كَمَا أرْسَلَنِي الآب لِلخِدْمَة خِدْمِة الخَلاَص وَكَرَئِيس لِلكَهَنَة أنَا أُرْسِلَكُمْ .. لِذلِك الكَهَنُوت هُوَ عَمَلْ الْمَسِيح كَمَا أرْسَلَهُ الآب يُرْسِلْ الكَّاهِنْ لِذلِك إِخْتَارَ الله فِئَة مُعَيَّنَة جَيِّدْ عِنْدَمَا يَقُول رَبِّنَا يَسُوع أنَّهُ { وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلوةِ للهِ } ( لو 6 : 12){ عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ } ( لو 10 : 1) .. جَيِّدْ أنْ يُصَلِّي كَيْ يَخْتَار .. إِذاً الأمر مُحْتَاج صَلاَة فَكَانَ يَمْضِي اللَّيْلَ فِي الصَّلاَة وَفِي الصَّبَاح يَخْتَار يَقُول تَعَالَ أنْتَ وَأنْتَ .. { وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ دَعَا تَلاَمِيذَهُ وَاخْتَارَ مِنْهُمْ } ( لو 6 : 13) .. وَقَالَ لَهُمْ { لَيْسَ أَنْتُمُ اخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا اخْتَرْتُكُمْ }( يو 15 : 16) .. تَعْيِين .. إِخْتِيَار .. تَخْصِيص .. هذَا مَا فَعَلَهُ يَسُوع وَهذَا مَا أسَّسَ بِهِ الكَنِيسَة .. عَيَّنَ وَكَانَ يُرْسِلَهُمْ أمَام وَجْهَهُ أي يَذْهَبُونَ أمَامَهُ وَيَكْرِزُونَ ثُمَّ يَعُودُوا وَيَقُولُون لَهُ مَاذَا فَعَلُواإِذاً تَعْيِين الرُّسُلْ كَانَ مِنْ يَسُوع وَأعْطَاهُمْ سُلْطَان الحِلٌ وَالرَبْطٌ . 3/ مَرْحَلِة كَنِيسَة الرُّسُلٌ :- الله عَيَّنَ نَاس مُعَيَّنَة .. قَدْ يَقُول شَخْص هذَا الأمر لَيْسَ فِي الكَّاهِنْ بَلْ الْمَسِيح كَلّمَ الرُّسُلٌ .. نَقُول لَهُمْ هَلْ الْمَسِيح جَاءَ عَلَى الأرْض لِيَخْدِم كَنِيسَة عُمْرَهَا خَمْسُون أوْ سُتُونَ أوْ بِالأكْثَر مَائَة عَام فَقَطْ ؟ هَلْ الْمَسِيح جَاءَ عَلَى الأرْض لِيَخْدِم نَاس مَائَة سَنَة وَبَعْدَهَا يَقُول أنَا غِير مَسْئُول ؟!!! .. لاَ .. هُوَ يُؤَسِّس كَنِيسَة مُسْتَمِرَّة .. بِالطَبْع يُؤَسِّس كَنِيسَة .. إِذاً إِخْتِيَار الرُّسُلٌ هذَا سُلْطَان رَسُولِي أُعْطِيَ لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ أنْ يَسْتَمِرُوا فِي هذَا الأمر لِذلِك رَأيْنَا بُطْرُس الرَّسُول لَهُ تِلْمِيذْ أُسْقُفْ تَحْت يَدِهِ مُبَاشَرَةً إِسْمَهُ أكْلِيمَنْدُس .. وَيُوحَنَّا الحَبِيب كَانَ تَحْت يَدِهِ تِلْمِيذْ إِسْمَهُ أغْنَاطْيُوس .. وَكُلَّ هؤُلاَء أصْبَحُوا شُهَدَاء وَكُلَّ هؤُلاَء كَانُوا فِي عَصْر يُسَمَّى " عَصْر الأبَاء الرَّسُولِيِّينْ " وَلَيْسَ عَصْر الرُّسُلٌ أي تَعَلَّمُوا مِنْ الرُّسُلٌ مُبَاشَرَةً بُولِس الرَّسُول كَانَ عِنْدَهُ تِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس وَمَارِمَرْقُس كَانَ تِلْمِيذُه إِنْيَانُوس .. إِذاً كُلَّ تِلْمِيذْ وَكُلَّ رَسُول تَلْمَذَ شَخْص وَالتِّلْمِيذْ تَلْمَذَ آخَر وَهكَذَا لِذلِك الآنْ كِنِيسِتْنَا كَنِيسَة مُمْتَدَّة مِنْ عَصْر الرُّسُلٌ .. الرُّسُلٌ أنْفُسَهُمْ حَمَلُوا هذَا السُّلْطَان وَالله عَيَّنَهُمْ .. { قَالَ الرُّوحُ الْقُدُسُ أَفْرِزُوا لِي بَرْنَابَا وَشَاوُلَ }( أع 13 : 2 ) .. الرُّوح نَفْسَهُ عَيَّنَهُمْ وَقَالَ أُرْسِلَهُمْ لِلعَمَل الَّذِي عَيَّنْتَهُ .. يُقَال عَنْ بُولِس الرَّسُول أنَّهُ لَمَّا كَانَ إِسْمُهُ شَاوُل أنَّ الله قَالَ لَهُ إِذْهَب إِلَى حَنَانْيَا .. وَمَاذَا فَعَلَ حَنَانْيَا ؟ وَضَعَ عَلَيْهِ اليَدْ وَعَمَّدَهُ .. مَنْ هُوَ حَنَانْيَا ؟ هُوَ أب رَسُولِي لَهُ سُلْطَان فِي الكِنِيسَة بُولِس الرَّسُول تَلْمَذَ تَلاَمِيذْ وَجَعَلَ تَلاَمِيذَهُ يُتَلْمِذُون آخَرِينْ وَهكَذَا .. وَمِنْ ضِمْن تَلاَمِيذْ بُولِس الرَّسُول إِنْسَان إِسْمُهُ تِيطُس كَتَبَ لَهُ رِسَالَة يَقُول لَهُ فِيهَا أُرِيدَك أنْ { تُقِيمَ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ قُسُوساً كَمَا أَوْصَيْتُكَ } ( تي 1 : 5 ) .. وَلأِنَّ التَّرْجَمَة الَّتِي مَعَنَا الآن لَيْسَتْ أُرْثُوذُكْسِيَّة فَتَقُول { تُقِيمَ .... شُيُوخاً } فَنَتَحَيَّرْ .. قَدْ نَقُول أنَّهُ يَأتِي بِبَعْض كِبَار السِّنْ لِيَخْدِمُوا هؤُلاَء هُمْ الشُّيُوخ .. لاَ .. بُولِس يَقُول لَهُ تُقِيم قُسُوس أي حَتَّى لَوْ صَغِير السِّنْ لكِنْ مَوْضُوع عَلَيْهِ اليَدْ وَنُفِخَ فِيهِ نَفْخَة الرُّوح القُدُس .. أيْضاً يُقَال عَنْ بُولِس الرَّسُول أنَّهُ فِي أحَدٌ المَرَّات كَانَ يَرْكَبْ سَفِينَة وَوَقَفَتْ السَّفِينَة فِي أفَسُس لِلرَّاحَة فَقَالَ إِدْعُوا لِي قُسُوس كَنِيسَة أفَسُس .. طَلَبَ قُسُوس كَنِيسَة أفَسُس أنْ يَأتُوا إِلَيْهِ بَدَلاً مِنْ أنْ يُضَيِّعْ وَقْتَهُ يَعِظَهُمْ وَهُوَ فِي الطَّرِيقٌ ثُمَّ يُكْمِل هُوَ طَرِيقَهُ إِذاً فِي عَصْر الرُّسُلٌ كَانَ يُوْجَدٌ سُلْطَان رَسُولِي .. فِي رِسَالِة بُولِس الأُولَى لأِهْل كُورُنْثُوس وَجَدَ شَخْص قَدْ تَزَوَجْ بِإِمْرَأة أبِيه فَحَرَمَهُ وَقَالَ لَهُمْ { اِعْزِلُوا الْخَبِيثَ مِنْ بَيْنِكُمْ } ( 1كو 5 : 13 ) .. أي حَرَمَهُ .. سُلْطَان .. فِي رِسَالَتِهِ الثَّانِيَة لأِهْل كُورُنْثُوس حَلَّهُ لِئَلاَّ يُبْتَلَعْ مِنْ الحُزْن وَقَالَ لَهُمْ إِقْبَلوه لأِنَّهُ قَدَّم تُوْبَة .. { لِئَلاَّ يَطْمَعَ فِينَا الشَّيْطَانُ لأِنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارَهُ } ( 2كو 2 : 11) .. مَرَّة حَلٌ وَمَرَّة رَبَطٌ .. إِذاً السُّلْطَان سُلْطَان حِلٌ وَرَبْطٌ .. سُلْطَان رَسُولِي .. مَرَّة أُخْرَى قَالَ لَهُمْ بُولِس الرَّسُول { إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاء بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا } ( غل 1 : 8 ) .. " أَنَاثِيمَا " أي " مَحْرُوم " وَهذَا سُلْطَان وَهذَا مَا تَفْعَلَهُ الكِنِيسَة حَتَّى الآن مَعَ أي إِنْسَان يُعَلِّمْ بِفِكْر خَاص بِهِ أوْ فِكْر لَيْسَ إِنْجِيلِي أوْ آبَائِي أوْ رَسُولِي الكِنِيسَة تُحَرِّمُه .. هذَا سُلْطَان رَسُولِي .. يُقَال أنَّ الآبَاء الرُّسُلٌ كَانُوا يُحَالُّوا الشَّعْب .. { وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَأْتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأَفْعَالِهِمْ } ( أع 19 : 18 ) .. أي يَعْتَرِفُوا عِنْدَ الرُّسُلٌ . 4/ مَرْحَلِة كَنِيسَة العَهْد الجَدِيد الحَالِيَة :- لِمَاذَا خَصَّ الله أُنَاس مُعَيَّنِين ؟ البَعْض يَقُول أنَّ الكِتَاب قَالَ { وَجَعَلَنَا مُلُوكاً وَكَهَنَةً }( رؤ 1 : 6 ) .. أي لاَ يُوْجَدٌ كَهَنُوت لِفِئَة مُعَيَّنَة .. كُلُّنَا كَهَنَة .. إِنْ كُنَّا كُلِّنَا كَهَنَة فَلْنَكُنْ أيْضاً كُلِّنَا مُلُوكٌ .. هَلْ يُمْكِنْ أنْ يَكُون كُلَّ النَّاس مُلُوكٌ ؟ لاَبُدْ أنْ يَكُون لِكُلَّ بَلَدْ مَلِك وَاحِدٌ .. نَعَمْ كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا مَلِك فِي بَيْتِهِ أوْ فِي عَمَلِهِ لكِنْ كَيْ تُمَارِس أعْمَال المُلُوكِيَّة فَهذَا بِالتَّعْيِينْ وَالإِتِفَاق عَلَى ذلِك هكَذَا الكَهَنُوت لاَبُدْ أنْ يَكُون مِنْ الله .. { وَلاَ يَأخُذُ أَحَدٌ هذِهِ الْوَظِيفَة بِنَفْسِهِ بَلِ الْمَدْعُوُّ مِنَ اللهِ كَمَا هَارُون أَيْضاً } ( عب 5 : 4 ) .. أي إِخْتِيَار الله .. أحَدٌ الآبَاء يَقُول { إِنْ كَانَ الشَّعْب كُلُّه رُعَاة فَأيْنَ تَكُون الرَّعِيَّة ؟ } .. تَخَيَّل قَطِيعْ كُلُّه رُعَاة وَلاَ تُوْجَدْ خِرَاف فَكَيْفَ يَكُون قَطِيعْ ؟الله عَيَّنْ فِئَة مُعَيَّنَة وَالرُّسُلٌ عَيَّنُوا نَاس مُعَيَّنِينْ وَهذَا هُوَ التَّقْلِيد حَتَّى الآن أنْ يَخْتَارُوا إِنْسَان مِنْ الشَّعْب يَرْعَى الرَّعِيَّة .. لكِنْ لاَبُدْ أنْ تَعْرِف أنَّهُ لَيْسَ مَعْنَى أنَّهُ إِنْسَان مُخْتَار مِنْ الله لِلكَهَنُوت أوْ حَتَّى أُسْقُفْ أوْ بَطْرِيَرْك أنَّهُ أفْضَل مِنْ الشَّعْب .. لاَ .. الله أعْطَاه كَرَامَة خَاصَّة أوْ مُهِمَة خَاصَّة حَمَّلَهُ بِمَسْئُولِيَة خَاصَّة لكِنْ هُوَ مِثْلَهُ مِثْلَ سَائِر الشَّعْب لكِنْ الله أعْطَاه نِعْمَة لِيُقِيمْ الأسْرَار وَلكِنَّهُ لَيْسَ أفْضَل مِنْ الشَّعْب وَرَأيْنَا ذلِك فِي تَارِيخ الكِنِيسَة أنَّهُ عِنْدَمَا أرَادَ الله أنْ يُتَمِّمْ مُعْجِزِة نَقْل جَبَل المُقَطَمْ جَاءَت السَيِّدَة العَذْرَاء لِلبَطْرِيَرْك وَقَالَتْ لَهُ سَتَجِدْ رَجُلْ حَامِلْ جَرَّة مَاء هُوَ الَّذِي يُتَمِّمْ المُعْجِزَة .. وَرَأيْنَا البَطْرِيَرْك يَذْهَبْ لَهُ وَيَقُول لَهُ مُحْتَاجٌ لَك فِي أمْرٍ مُهِمْ .. أيْضاً رَأيْنَا قِدِيس بَسِيطْ مِثْل الأنْبَا رِوِيس لَيْسَ هُوَ كَاهِنْ وَلاَ أُسْقُفْ أوْ حَتَّى شَمَّاس لكِنَّهُ إِنْسَان صَاحِب فَضِيلَة وَتَقْوَى وَنُسْك وَمُعْجِزَات .. إِذاً لَيْسَ مِنْ الضَرُورِي أنَّ الكَّاهِنْ أفْضَل مِنْ الشَّعْب لكِنْ لاَبُدْ أنْ يَضَعْ الله فِي الكِنِيسَة تَدْبِير وَأنْ يَضَعْ نَاس تُعَلِّمْ أوْ تُقِيمْ الأسْرَار وَيَحْمِلُون الأمَانَة وَالتَّعْلِيمْ وَالعَقِيدَة كَمَا عَيَّنْ هُوَ لِلكَنِيسَة أُنَاس مُعَيَّنِينْ وَسُلْطَان الحِلٌ وَالرَبْطٌ فِي الكِنِيسَة مُمْتَدْ بُولِس الرَّسُول يَقُول لِتِلْمِيذُه تِيمُوثَاوُس { مَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ أَوْدِعَهُ أُنَاساً أُمَنَاءَ يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضاً } ( 2تي 2 : 2 ) .. لَوْ تَنَبَّهْنَا لِهذِهِ الآيَة نَجِدْ أنَّ بِهَا أرْبَعَة أجْيَال .. بُولِس الرَّسُول .. تِيمُوثَاوُس .. أُنَاس أُمَنَاء .. آخَرِين .. " مَا سَمِعْتَهُ مِنِّي " أي مِنْ بُولِس إِلَى تِيمُوثَاوُس .. " أُنَاس أُمَنَاء " هذَا جِيل ثَالِث .. " آخَرِين " جِيل رَابِعْ .. وَهكَذَا .. هذَا مَا يَحْدُث فِي الكِنِيسَة أنْتَ تَعَلَّمْت مِنْ آبَاءَك وَمَا تَعَلَّمْتَهُ تُعَلِّمَهُ لأِوْلاَدَك وَهُمْ يُعَلِّمُون أوْلاَدِهِمْ وَ .... وَهكَذَا مِنْ جِيل إِلَى جِيل تَحْفَظ الكِنِيسَة نَفْسَهَا سَلِيمَة بِلاَ عَيْب أمَام الله وَكَمَا سَلَّمْنَا الكِنِيسَة نَحْنُ نُسَلِّمْهَا لَهُ لِذلِك سُلْطَان الكِنِيسَة مُمْتَدْ مِنْ جِيل إِلَى جِيل وَمِنْ بَطْرِيَرْك إِلَى بَطْرِيَرْك وَهذَا السُّلْطَان أسَاساً مِنْ الرَّبَّ يَسُوع لِذلِك هُوَ مُمْتَدْ وَلِنَنْتَبِه أنَّنَا الآن لَنَا بَطْرِيَرْك هُوَ البَابَا شِنُودَة الثَّالِث البَابَا المَائَة وَالسَبْعَة عَشَر أي هُوَ البَطْرِيَرْك رَقَمْ مَائَة وَسَبْعَة عَشَر بَعْد القِدِيس مَارِمَرْقُس الَّذِي كَانَ البَطْرِيَرْك رَقَمْ وَاحِدٌ حَتَّى أنَّ الكِنِيسَة فِي القُدَّاس لأِجْل أنَّ الوَقْت أُخْتُزِلَ مِنْهُ كَثِيراً يُوْجَدٌ مَرَدٌ يَقُول { القَارِئُون فَلْيَقُولُوا أسْمَاء أبَائِنَا البَطَارِكَة القِدِّيسِينْ الَّذِينَ رَقَدُوا . الرَّبَّ يُنَيِّح نِفُوسَهُمْ أجْمَعِينْ وَيَغْفِر لَنَا خَطَايَانَا } ( مَا يَقُولُه الشَّمَاس بَعْد المَجْمَعْ مُبَاشَرَةً ) .. يُقَال أنَّ هذَا المَرَدٌ كَانَ يَقُولُه فِئَة تُسَمَّى " القَارِئُون " وَكَانُوا يِقِفُون فِي صَفِينْ مُتَقَابِلِينْ قِبْلِي وَبَحَرِي وَكُلَّ صَفْ يَقْرأ أسْمَاء سَبْعَة بَطَارِكَة وَيَتَبَادَلُوا أسْمَاء البَطَارِكَة سَبْعَة وَسَبْعَة مِنْ البَطْرِيَرْك الأوَّل حَتَّى البَطْرِيَرْك الحَالِي وَكَأنَّ الكِنِيسَة تُؤَصِّل فِينَا فِكْر أنَّنَا إِمْتِدَاد لِلرُّسُلٌ وَلَسْنَا كَنِيسَة ألَّفَتْ المَسِيحِيَّة الآن لِذلِك الَّذِي يَدْخُلْ إِلَى المَذْبَح الآن يَجِدٌ عَلَيْهِ وَرَقَة مَكْتُوبَة كَيْ يَقْرأ الشَّمَاس سِراً أسْمَاء البَطَارِكَة مِنْ البَطْرِيَرْك الأوَّل حَتَّى البَطْرِيَرْك رَقَمْ مَائَة وَسَبْعَةَ عَشَر أي الحَالِي أثْنَاء المَرَدٌ وَكَإِنَّنَا إِمْتِدَادٌ لِهؤُلاَء البَطَارِكَة .. كَمَا كَانْ هكَذَا يَكُون مِنْ جِيلٍ إِلَى جِيل وَإِلَى آخِر الدُّهُور حَتَّى يَأتِي الْمَسِيح فِي المَجِئ الثَّانِي لِيَأخُذْنَا عَلَى سَحَاب مَجْدِهِ وَنَكُون كُلُّنَا حَفَظْنَا الأمَانَة مِنْ جِيل إِلَى جِيل هذَا السُّلْطَان أخَذْنَاه مِنْ فَمْ الْمَسِيح نَفْسَهُ لِذلِك عِنْدَمَا يَقْرأ الكَّاهِنْ التَّحْلِيل كُنْ خَاضِعْ وَأنْتَ تَشْعُر أنَّكَ تَأخُذْ نِعْمَة عَظِيمَة .. أثْنَاء القُدَّاس أوْ العَشِيَّة عِنْدَمَا يَقْرأ الأب الكَّاهِنْ التَّحْلِيل كُنْ فِي إِيمَان أنَّ الَّذِي يَقْرأ لَكَ التَّحْلِيل هُوَ مَارِمَرْقُس أوْ أحَدٌ الرُّسُلٌ وَأنْتَ وَاقِفْ تُقَدِّم تُوْبَة وَتَقُول لله " إِغْفِر لِي أنَا الخَاطِئ " .. وَالأب الكَّاهِنْ يَقُول { حَالِلْنَا وَحَالِلْ سَائِر شَعْبَك } .. وَأنْتَ تَقُول مِنْ دَاخِلَك بِأنِينْ " آمِين آمِين " هذَا هُوَ سُلْطَان الكِنِيسَة هَلْ رَأيْت كَيْفَ أنَّ الله يُرِيدْ كَنِيسَة بِلاَ عِيب .. أنْتَ تَقِفْ أمَامَهُ بِخَطَايَاك وَهُوَ يَقُول لَك أنْتَ حُلْو وَجَمِيل وَبِلاَ عِيب .. تَقُول لَهُ كَيْفَ يَا الله فَأنَا العُيُوب ذَاتْهَا ؟ يَقُول لَك لكِنِّي أرَاك حُلْو بِلاَ عِيب .. جَيِّدْ فِي سِفْر العَدَد عِنْدَمَا يَقُول الله عَنْ شَعْبِهِ أنَّهُ { لَمْ يُبْصِرْ إِثْماً فِي يَعْقُوبَ . وَلاَ رَأَى تَعَباً فِي إِسْرَائِيلَ } ( عد 23 : 21 ) .. كَيْفَ هذَا يَا الله وَالشَّعْب قَدْ أتْعَبَك جِدّاً ؟يَقُول لكِنِّي أرَاه حُلْو .. نَسْأل كَيْفَ ؟ يُجِيب مَادُمْت مَحْمِي فِي دَم الذَّبِيحَة وَتُقَدِّم تُوْبَة أرَاك بِلاَ إِثْم هكَذَا يَرَانَا الله الآن بِلاَ إِثْم .. عَرُوس النَّشِيد فَهَمَتْ هذَا الأمر فَقَالَتْ { أَنَا سَوْدَاءُ وَجَمِيلَةٌ }( نش 1 : 5 ) .. أنَا بِخَطِيِتِي سَوْدَاء رَدِيئَة لكِنِّي جَمِيلَة بِالحِلٌ الَّذِي أعْطَاهُ الْمَسِيح لِي .. أي أنَا جَمِيلَة بِالْمَسِيح وَفِي الْمَسِيح يَسُوع الله الَّذِي أعْطَانَا هذَا السُّلْطَان فِي الكِنِيسَة لِيَكُون سِر تُوْبَة وَنَقَاوَة لَنَا نَتَمَسَّك بِهِ وَنُسَلِّمَهُ مِنْ جِيل إِلَى جِيل كَيْ يَظِلْ سِر قَدَاسَة فِي الكِنِيسَة الله يُكَمِّلْ نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

مسئولية الراعى الجمعة الأولى من شهر بابة

تعتاد الكنيسة يا أحبائي في تذكار الآباء البطاركة أن تقرأ لناإنجيل الراعي الصالح كمثال لرعاية ربنا يسوع المسيح لكنيسته،أود أن أركز معكم على الجزء الذي فيه ربنا يسوع المسيح شبه نفسه بالراعي، الراعي مسئوليته أنه ينتبه علي كل الخراف،لكن هناك مسئولية بالأكثر عليه تجاه الخراف الذين في خطر والتي معرضة لذئب،وهناك مسئولية عليه تجاه الخراف الضالة،وهناك مسئولية عليه تجاه الخراف الطائشة، وهناك مسئولية عليه تجاه الخراف التي ليست من نفس الحظيرة، لدرجة أنه يقول ينبغي أن آتي بتلك أيضاً، بمعنى أنه شاعرأنها مسئوليته هو الراعي،لابد أنا الذي أحضرها، في مثل الخروف الضال يقول لك أنه كان راعي لدية مائة خروف، ولكن هناك خروف ضاع،كيف ضاع هذا الخروف؟من المؤكد أن الراعي وهو يسير بالمئة خروف الآخرين ضل منه هذا الخروف،انحرف يمين أو انحرف لليسار، انحرف، قد تتعجبوا يا أحبائي عندما يقول لك الكتاب المقدس أن الراعي أضاع خروفاً،نسب الضياع للراعي وليس للخروف، أضاع خروفاً، وكأنه يريد أن يقول له أنا أعطيتك مائة خروف أنت الآن أضعت أحدهم فأين هو؟، وكان هناك عرف متبادل في الرعاية وهو أنه عندما أعطيك قطيع يكون مكون من مائة خروف، إذا أحضرتهم لي 98 خروفاً فإني أحسب عليك الإثنين، نكتشف هذا الجزءفي أبونا يعقوب وهو يتحاسب مع خاله لابان،حين قال له "أنت مسروقة الليل ومسروقة النهار كنت تسألني"،إذا أشياءسرقت كنت تأخذها مني، أنا لم أظلمك في شيء،فعندما كانت الأشياء تفقد على من تأتي المسئولية؟! على الراعي يقول لك أضاع خروفاً،بمعنى نحن الآن يارب غنم رعيتك،نحن شعبك،إذا شخص ضل منا فهل تكون مسئوليتك؟! يقول لك نعم مسئوليتي، نشكر إلهنا الصالح جداً يا أحبائي أنه لم يجعل مسئولية الضياع على الخروف بقدر ما جعلها على الراعي ولم يجعل الأمر يتوقف على ذكاء الخروف أو ولاء الخروف ولكن على رعاية الراعي ومهارة الراعي،فهذا عمل الراعي، عمل الراعي أن يقود الحملان، أنه يجمعهم،فعمل الراعي بالأخص للخراف الضالة والشاردة، عمل ربنا يسوع المسيح خاص بنا وإن كنا بعيدين، عمل ربنا يسوع المسيح خاص بنا وإن كنا ضالين،وإن كنا شاردين، وإن كنا نحب الزيغان،نحب الابتعاد، عمل ربنا يسوع أنه يجمعنا إلى حضنه، مبارك أنت يارب الذي جعلت أعينك علينا، وجعلت من مسئوليتك علينا أننا حتى إذاضللنا نكون نحن مسئوليتك، وعندما يضل ماذا يفعل؟ يقول لك يترك ال99، ويذهب ليبحث عنه، ما الذي يجعله يفعل ذلك؟ أولا لأن الذي فقد غالي،ثانياً لأنه شاعر بمسئولية تجاهه ،لن يهدأ إلا عندما يحضره،إذالم يشعر بهذه المسئولية تجاهه لن يسعي خلفه، ولا يحضره،ونحن يارب عندما نفقد،عندما نضل ماذا تفعل أنت؟ يقول لك أنا لا أسكت، لاأهدأ بل أنا أظل ورائك، أظل أراقبك، أظل أحدثك،أظل أناديك،وأظل تارة بالعصي وتارة بالعكاز وتارة أخرى بالسوط،كما كان أحد الآباء القديسين يقول له "رغم أنني كنت تائه إلا أنك أنت بلطفك استخدمت معي يدك لا عصاك" أي بلطف رغم أنني تائه واستحق الضرب إلا أنك كنت تستخدم معي يدك لا عصاك،يظل الله يجمع، يجمع، يبحث، ينادي،يلح عليك مثلما قال "طول النهار بسطت يدي"، الله يظل ينادي علينا،يظل يبحث عننا، كل واحد فينا فيزيغ، في تيه،في ضلال،تجد الله لم يتركه،يرسل له صوت، يرسل له كلمة، يرسل له حدث،يرسل له شيءيوقظ ضميره،فهذه هي الرعاية، ما أجمل معلمنا داود النبي عندما كان يقول لله زيغاني راقبت، زيغاني أي حتى وأنا أزيغ عنك يارب أنت كنت تراقبني،زيغاني راقبت، كنت منتبه لي،راقبت أي نظرت ،تابعت ،زيغاني راقبت، راعي صالح. أحيانا الإنسان يظن أن الله تركه، أو أحياناً الإنسان يظن مثلما يقول أن الرب قد نسيني،يقول لك لا لن ينساك، فهومن الممكن أن يكون فقط منتظر الأسلوب المناسب، والوقت المناسب الذي يجذبك به، فمن المؤكد أنه هناك تدبير معين لديه يريد أن يجذبك به، يريد أن يرى أنت من الممكن أن تستجيب بأي أسلوب، ربما يريد أن يتركك قليلاً في هذا الزيغان لكي تتذوق مرارته وحينئذ تصرخ ثم بعد ذلك تجد نفسك أنت الذي تبحث عن الراعي، وهنا تتلاقى المشيئتين، ما أجمل الرجوع إلى الله يا أحبائي عندما يكون الله يبحث عني وأنا أيضا أبحث عنه، وقتها نتعانق. جميل في عمل الراعي أن يتابع الأعضاء الضعيفة، فأنا إذا أدركت هذا الكلام وشعرت بهذا الكلام أنني محبوب من الله جداً، وأن حتى زيغاني هو يراقب، هو يتبعني وأن كنت تركت حظيرته، جميل جداً الإنسان الذي يأتي له هذا الإحساس، سيدنا البابا شنودة الثالث الله ينيح نفسه كان له عبارة جميلة جداً يقول لله "أطلب نفس خروفك، فأنا خروفك ولو لم أكن موجوداً في حظيرتك، أنا درهمك ولو لم أكن موجوداً في كيسك"، أنا معدود عليك ومحسوب عليك، أنا معدود عليك،كلنا الآن اسمنا من شعب المسيح، عندما نعمد الطفل نقول له أكسيوس أي مستحق، نقول أكسيوس،أكسيوس،أكسيوس،(فلان) من شعب المسيح،هذا الطفل أصبح من شعب المسيح،أصبح من غنم رعيته،أصبح من ضمن الناس الذي نأخذوا البنوة من الله، أخذوا نعمة الميلاد الجديد، أخذوا نعمة وعطية الروح القدس، واسمه دعي عليه،وأجمل من كل هذا يختم بالميرون، الختم عبارة عن الملكية،عندما يكون لديك كتاب ملكك فتختم عليه إذا فقد منك هذا الكتاب أو حدث له أي شيءآخر تستطيع أن تحضره عن طريق الختم،إذا ذهبت عند أحد أصدقائك ووجدت كتابك وختمك عليه تقول له هذا كتابي،يقول لك أنا في الحقيقة لا أذكر من أين جاء لي هذا الكتاب؟،تقول له لاهذا ملكي، ملكي، يقول لك هل أنت تتذكر جيداً، تقول له عليه الختم الخاص بي،الختم بيني وبينك،الختم ضمان الملكية، نحن مختومين،نحن من ضمن القطيع المقدس، بنيت لخدره السماوي،نحن من ضمن القطيع المقدس، لذلك من ضمن العادات التي يفعلها الرعاة لكي لا تختلط القطعان أن يصبغوا قطيعهم بلون معين،فيكون راعي يعرف أن قطيعه له لون أحمر،وآخر له لون أزرق،وآخر أخضر،لكي الغنم لا يختلطوا مع بعضهم البعض،إذا ذهبوا ليستقي الماء أو لأي سبب آخر فإنهم يجتمعوا بسهولة، وأجمل ما في القطيع أن يقول لك إذا كان هناك مائة قطيع مختلطين مع بعضهم البعض فبمجرد أن راعيهم فقط يعلن لهم إشارة أو ينادي عليهم بكلمة تجد كل غنمة ذهبت لراعيها، كيف؟! يقول لك لأن الغنمة لديها ميزة أنها تميز صوت راعيها جداً، قال لك فتسمع صوتي فتتبعني، فمثلما هو يبحث عني أنا من المفترض أيضاً أنني أسمع صوته، أنا لابد أن أكون لدي نعمة تمييز صوته،لابد أن أتجاوب مع نداءاته، الله يبحث علينا، كم من مرة الله يرسل لي إنذار، صوت، نداء، كم مرة الله يحاول أن يوقظ ضميري، ينقذ نفسي المائتة،يريد أن يقول لي تعالى أين أنت؟أين تذهب؟أنت تسير في أي طريق، ماذا تأخذ من كل هذا الزيغان؟،اختصر الزمن، عيش من ضمن القطيع، خذ ضمان الحياة الأبدية، كلما تضل عني أنت معرض للسرقة والضياع والسلب والنهب، أنت معرض للغدر طالما بعيد عني، لكن معي أنت في أمان،هذا هو الإنسان يا أحبائي وهذه هي حياته، نحن الآن القطيع المقدس لربنا يسوع المسيح،نحن القطيع المقدس وأن كنا في وسط العالم نحن قطيع صغير فنحن قطيع مقدس، كل أحد فينا محسوب، كل شخص فينا غالي، كل شخص فينا له قيمة، كل شخص فينا يمثل الراعي، كل أحدمنا يمثل مهارة الراعي وشرف الراعي،فكل فردفينا هكذا، كل فرد فينا له بصمة في قلب الراعي،هل أنا متأكد من هذا الكلام أم أني أحسب نفسي غنمة في وسط الغنم وأسير وكفى، أكثر شيءيفعله فينا عدو الخير أنه يسلب مننا حقنا في تبعية المسيح،ويسلب مننا إحساسنا بأهميتنا لديه،ويجعلني أشعر أني كم مهمل،يقول لك لا،ما أجمل الإنسان الذي يشعر أن له قيمة عند الراعي، لدرجة أن القديس يوحنا ذهبي الفم كان يقول لله"يارب أنا أشعر أنك لو لم يكن في العالم كله إلا أنا كنت ستأتي وتتجسد وتصلب لكي تفديني أنا بمفردي"،تخيل هكذا أن كل فرد يشعر أن آلام ربنا يسوع المسيح وعمل ربنا يسوع المسيح في تدبيره للخلاص كل هذه الأمور فعلت من أجله هو شخصياً،غنم مهم، محبوب، ما أجمل كلمة معلمنا بولس الرسول عندما كان يقول"الذي أحبني وأسلم ذاته لأجلي"، ما هذا التخصيص!،حقا الله أحب العالم لكن لابد أن أشعر أنه أحبني أنا، وأسلم ذاته لأجلي أنا،راعي صالح،صلاحه لا يقف على طياشة الخروف، الله يبحث ويفتش. من الذي ذهب لينقذ لوط من وسط سدوم وعمورة؟! الله، ذهب ليبحث عن الضال،ذهب ليبحث عن الزائغ والتائه والبعيد، لدرجة أنه يقول لك أن لوط قال له نعم لكن أنا لا أستطيع أن أخرج الآن، أنا لابد أن أرى بناتي، ذهب لبناته، بالطبع بناته في سلطان أزواجهم، وأزواجهم كانوا تابعين لأهل سدوم وعمورة، فيقول لك أنه "كان كمازح في وسط أصهاره" ولم يأخذوا بكلامه، فيقول لك أن لوط تباطء،لم يعدلديه حماس أن يخرج، لماذا؟! لأن الخطية كانت قد فعلت داخله عدوى،فعلت داخله نوع من أنواع اعتيادها، فقالارتكوني مع أهل سدوم،فبذلك أنت تهلك، فتباطء، لدرجة أن الكتاب يقول لك قصة عجيبة جداً يقول لك أن الملاكين الذين أرسلهم الله للوط لكي ينقذوهم عندما وجدوه غير مستجيب يقول لك أمسكوا بيديه،جروه،هذا هو الراعي، راعي،تعالى إلى أين أنت تذهب؟ أنا جالس هنا،لاأنت لابد أن تذهب الآن، لا أنا لن أذهب، لا لابد أن تذهب الآن، هو يعرف مصلحته،كثيراً ربنا يسوع يريد أن يمسكنا بأيدينا وينقذنا،ينقذنا من فجور، إثم سدوم وعمورة،يريد أن يخرجك،يريد أن يخرجك من وسط هذه الدائرة، قال له "لا تقف في كل الدائرة اهرب إلى الجبل لئلا تهلك"،اهرب،وهرب بالفعل لئلا يهلك وإن كان تباطء، لكن الله صالح، راعي صالح لا يترك أولاده،يريد أن يأخذهم في حضنه، يريد أن ينجيهم، حتى وإن كان استعدادهم بطئ، هذا هو الله، الله يبحث، يبحث ويفتش،كثيراً ما يحاول الله أن يبحث عني وأنا أحياناً لا أستجيب،يمسك يدي وأنا أرفض،يخرجني وأنا قلبي لازال موجود في سدوم وعمورة،ولازلت أيضاً أريد أن أراقبها،وقلبي فيها، وعيني فيها،مثل زوجة لوط للأسف التي جرأت أن تنظر خلفها على الرغم أنه قال له لا تنظر خلفك،لكنها نظرت للخلف، نموذج. لكن تأتي وتسألني هل الراعي فعل ما يجب فعله أم لا؟ أقول لك فعل ما عليه وأكثر أيضاً،أي أن الله عندما يأتي لنا سوف يقف أمامنا مبرأ تماماً من أي إثم نحن فعلناه، لماذا؟ يقول لك أنت أتعبتني، قال هذا الكلام في سفر أشعياء،قال "أتعبتني بخطاياك واستخدمتني بآثامك"،أتعبتني تخيل أنت عندما أكون أنا لا أتجاوب لصوت الله وأصل لدرجة أني أكون كما يقول أب لابنه يا ابني أنت أتعبتنا، كفى، تخيل أنت عندما أقف أمام الله ويقول لي أتعبتني،كثيراً جداً أناديك ولم تسمع، أمسك يدك ترفض، أحاول معك بكل الطرق أنت لا تريد فما الذي أنت تريده؟ إذن أنت حكمت على نفسك، أنا من فمك أدينك، لأنك رفضتني أنا أرفضك،هذه هي الخطورة، راعي صالح يرعاك وترفض!، راعي صالح يبحث عنك ويدعوك ويجذبك وترفض!، أعطاك صوت روحه داخلك لكي يجعلك تئن من كل خطية، أحيانا ياأحبائي نحن نتهاون، كم نشعر أن العالم يظل يتغير بشدة وبقسوة،وهناك تيارات جديدة تدخل داخلنا ونحن أيضا تاركين أنفسنا، الذي يشاهد أمور خليعة،والذي يراقب أشياء لا يصح أبدا أن عين أولاد الله تراها، الله يرى ويظل يوقظ،يقول لك لم تصلي قم صلي،لا يصح أن ترى هذه الأمور الرديئة لست أنت الذي تشاهدها، وأنا جالس،يمسك يدي وأنا رافض، لكن وماذا بعد؟،راعي صالح، راعي صالح لايريد أن يتركنا أبدا ولن يتركنا إلى النهاية،سيكون هو أمين حتى وإن كنا غير أمناء،سيظل يبحث عنا حتى إذا جئنا في يوم الدينونة سيقف أيضاً يشفع فينا عن كل جهالات ويقول هذه جهالات،تعرف عندما شخص يخطئ فيأتي آخر يعتذر ويقول لك هذا طفل أي أنه لا يفهم، وكأن الله يشفع فينا أننا بجهل فعلنا خطايا كثيرة، لكن سيأتي وقت يقول لك لاانتبه،أنت لم يكن بجهل،أنت كان بإصرار،أنت كان بعناد،أنت كثيراً رفضت،كثيراً رفضت أدبي وألقيت كلامي خلفك، كثيراً. لذلك يا أحبائي إنجيل الراعي الصالح يعلمني أن الله مسئول عني، وأنا فرد من ضمن قطيعه،أسلم له نفسي، أطيعه، يقول لك "شكرا لله لأنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها"،أطاع من القلب، اسمع صوته في الإنجيل وميزه،لكي تعرف كيف تميز بين الأمور المتخالفة،لكي عندما يأتي صوت العالم تعرف أنه صوت مضل، تعرف كيف لا تخضع له، هذا هو هدف الله في رعايته لنا، هدف الله في رعايته لنا أننا كلنا نتبعه، وأن نصير رعية واحدة لراعي واحد، صعب على الإنسان يا أحبائي الذي يسمع الكلام وكأنه لم يسمع، صعب على الإنسان الذي يتصامم أمام الله، ولا يبالي بالنداء،لا فهو راعي صالح، سهران عليك، عينه عليك، يراقبك،يري كل احتياجاتك ويسددها لك،يري الأعداء الذي أنت لا تراهم، هو يرعبهم، يريدك أنت تنام ويكون هو سهران،هو يجوع وأنت تأكل، هو يعطش وأنت تشرب،هذا هو عمله، هذ ربنا يسوع المسيح،يرعانا،يرتب لنا فرص النجاة، وفرص الخلاص،ما أجمل كلام معلمنا داود النبي عندما كان يقول"الرب راعي فلا يعوزني شيء"، جرب معنى رعاية، قال لك أنا الراعي لي هو الرب فجعلني لا أحتاج لشيء، فيجعلني في مراع خضر باستمرار، تريد أن تفرح خروف،تريد أن تجعل خروف يتهلل من الفرح، يتهلل، يتهلل أي يكون مبتهج جداً جداً، ضعه في مراعي خضر كبيرة على مدى بصره يري خضرة في خضرة في خضرة،يقول كل هذا أكل، يكون سعيد جداً،ولأنه يعرف ما يفرح الخروف يقول لك في مراعي خضر يربضني،فأنا أجلس في مراع خضر، فهو رابضني فيها، بمعنى أن الخراف دائماً تذهب في مكان جاف أولا وبعد ذلك تذهب على مراعي خضراء تأكل وتذهب،قال لك لا فهو يجلسني دائماً في مراع خضراء، وقد تمسك آباء الكنيسة بهذا الكلام الجميل يقول لك المراعي الخضراء هي الكنيسة،والمياه التي تسقيها لي هي ينابيع الروح القدس عن طريق الأسرار،ويهيئ تجاهه مائدة فهذه مائدة الإفخارستيا،أنت الآن تجلس في مراعي خضراء، خير كثيرحولك،غنى،دسم،ينابيع روح، أشرب، مائدة تعطيك غذاء لنفسك وجسدك وروحك، تعطيك غفران، تعطيك راحة،تعطيك سلام، تعطيك ضمان الحياة الأبدية، تخيل كل ذلك والراعي يقول لي تعالي وأنا أقول له لا،فأنا بذلك أكون متباطئ،أكون متباطئ مثل لوط الذي يأخذ خطوة للخلف وخطوة للأمام،لا أريد أن اسمع الكلام،واجعل الله حتى يكون يريد أن يمسكني بيدي هذا هو الإنسان المتباطئ،لذلك يقول لك في المزمور يقول كلمتين من الممكن أن نندهش منهم قليلاً حين يقول لك لا تكن كفرس أو بغل، ماهو الفرس وما هو البغل؟! الفرس هو الذي يكون مندفع دون أن يحسب للأمور، اندفاع بدون توجيه،هذا هو الفرس،لذلك دائمًا الفرس من كثرة اندفاعه نضع له لجام لكي نضبط اندفاعه، فيقول لك لا تكن فرس،لكن ما هوالبغل؟!قال لك البغل يعرف عنه أنه بليد،وأنه بطيء، ولا يسير إلا بالضرب، فيقول لك أنت لا تكون هكذا إما أن تكون فرس وإما تكون بغل،لا تكون مندفع في كل أمور حياتك بلا ترويض،ولا تكون متباطئ لا تسير إلا بالضرب، الله يريد أن يرعانا،يريد أن يوفر لنا سبل نجاة، سبل حياة، يريدنا فرحين،يريدنا مبتهجين،لم يدعنا معوزين لشيء، ما أجمل الخروف المتمتع بصلاح الراعي، ما أجمل الخروف الذي يعيش في قطيع ويشعر بأمان، ويشعر بمهاره راعيه،ويجلس يشاهد الغنم الذي يضيع ويقول للراعي لا تتركهم،وإذا كان له دور مع الغنم الذي يضل يحاول أن يفعله، ما أجمل الخروف الذي يجلس في القطيع متهلل ومبتهج بقوة واقتدار راعيه،هذه هي النفس التي تعيش في وسط الكنيسة، سعيدة لجماعة المؤمنين، سعيدة براعيها ،متهللة بعطاياه .ربنا يمتعنا برعايته لكي لا يعوزنا شيء، لكي نتبعه أينما يوجد، لكي نسمع صوته فنميزه فنتبعه.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.

ضرورة الأعتراف الجمعة الأولى من شهر أبيب

إِنْجِيل هذَا الصَبَاح المُبَارَك هُوَ فَصْل مِنْ الأصْحَاح الأوَّل لإِنْجِيل مُعَلِّمْنَا مَارِمَرْقُس البَشِير يَتَكَلَّمْ فِيهِ عَنْ بِدَايِة خِدْمِة رَبَّ المَجْد يَسُوع الَّتِي سَبَقَهَا وَهَيَّأ لَهَا السَّابِق يُوحَنَّا المَعْمَدَان يَقُول مُعَلِّمْنَا مَارِمَرْقُس فِي إِنْجِيلُه { هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ }( مر 1 : 2 ) .. يُوحَنَّا المَعْمَدَان كَانَ هُوَ المَلاَك .. { وَخَرَجَ إِلَيْهِ جَمِيعُ كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ وَأَهْلُ أُورُشَلِيمَ وَاعْتَمَدُوا جَمِيعُهُمْ مِنْهُ فِي نَهْرِ الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ } ( مر 1 : 5 ) .. رُبَّمَا هِيَ الكَلِمَة الَّتِي نُرَكِزْ عَلَيْهَا اليُوْم وَهِيَ { مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ } .. الإِعْتِرَاف بِالخَطِيَّة أمر إِلهِي مُنْذُ بِدَايِة الخَلِيقَة .. إِقْرَار الإِنْسَان بِخَطَايَاه أمر مُهِمْ جِدّاً لِيَنَال الغُفْرَان .. قَدْ يَقُول إِنْسَان أنَا أخْطَأت فِي حَقٌ الله وَسَأعْتَذِر لَهُ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَأقُول لَهُ أسِفْ سَامِحْنِي لَنْ أفْعَل ذلِك مَرَّة أُخْرَى .. هذِهِ أخِرْ مَرَّة أُخْطِئ فِيهَا إِلِيك وَالله سَيَقْبَل التُوْبَة وَلاَ يَقْبَل التُوْبَة مِنِّي أحَدٌ غَيْرُه .. نَقُول لَهُ لكِنَّهُمْ هُنَا يَذْهَبُون إِلَى يُوحَنَّا المَعْمَدَان وَيَعْتَرِفُونَ لَهُ مُنْذُ بِدَايِة الخَلِيقَة مُنْذُ أنْ أخْطَأ أبُونَا آدَم وَسَقَطَ فِي الخَطِيَّة وَالله يَعْلَمْ أنَّهُ أخْطَأ وَهُوَ يَعْلَمْ أيْضاً أنَّهُ مُخْطِئ لكِنْ الله سَألَهُ { آدَمَ .... أَيْنَ أَنْتَ } ( تك 3 : 9 ) .. أجَابَهُ آدَم { سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ } ( تك 3 : 10) .. الله كَانَ مُنْتَظِر مِنْهُ أنْ يَعْتَرِف بَخَطَأُه وَيَقُول لَهُ أنَا أكَلْت مِنْ الشَّجَرَة .. أي إِعْتِرَاف .. لكِنَّهُ لَمْ يَتَكَلَّمْ .. لكِنْ الله مِنْ عَظِيمْ حُبُّه وَحَنَانه أرَادَ أنْ يَفْتَح لَهُ بَاب لِلتُوْبَة وَيُسَاعِدَهُ لِلإِقْرَار بِخَطِيَّتَهُ فَسَألَهُ سُؤَال مُبَاشِر { هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ } ( تك 3 : 11) .. الله يُرِيدْ أنْ يَسْمَعْ الإِعْتِذَار وَالإِعْتِرَاف .. الله يُرِيدْ أنْ يَسْمَعْ إِقْرَار بِالخَطِيَّة .. مَاذَا يُفِيدْ ذلِك يَا الله ؟ يَقُول أنَّ النَدَم وَحْدَهُ لاَ يَكْفِي وَالإِحْسَاس دَاخِلْ قَلْبَك أيْضاً لاَ يَكْفِي .. لاَ يُوْجَدْ إِنْسَان تُخْطِئ فِي حَقُّه وَبَيْنَك وَبَيْنَ نَفْسَك تَقُول لَهُ أنَا مُخْطِئ وَتَكْتَفِي بِذلِك .. لاَ .. لاَبُدْ أنْ تَذْهَبْ وَتَعْتَذْر لَهُ .. تَقُول أنَّ الَّذِي يَعْتَذِرْ فَهُوَ إِنْسَان مِنْ دَاخِلُه يَنْوِي الإِعْتِذَار فَلاَ دَاعِي أنْ يَذْهَبْ وَيَعْتَذِرْ لِمَنْ أخَطَأ فِي حَقُّه .. لاَ .. كَمَا أخْطَأت فِي حَقٌ هذَا الإِنْسَان لاَبُدْ أنْ تَذْهَبْ إِلَيْهِ وَتَعْتَذِرْ لَهُ هكَذَا نَحْنُ كَمَا نَفْعَل الخَطِيَّة وَنُهِينْ بِهَا الله وَنَجْرَحُه لاَبُدْ أنْ نُصَالِحُه .. كَيْفَ نُصَالِحَهُ ؟نُصَالِحَهُ فِي صُورِة الكِنِيسَة .. كَنِيسْته هِيَ جَسَدَهُ .. هِيَ الَّتِي تُمَثِّل الله عَلَى الأرْض .. مَا الكَيَان الَّذِي يُعْتَبَر وُجُودٌ الله وَحَضْرَتِهِ عَلَى الأرْض ؟ هُوَ الكَنِيسَة لِذلِك الكَنِيسَة هِيَ مِلْك لِلْمَسِيح إِقْتَنَاهَا بِدَمِهِ .. وَلِذلِك مِنْ ضِمْن أسْمَاء الكِنِيسَة " البِيعَة " .. " البِيعَة " أي الَّتِي إِبْتَاعْهَا بِدَمِهِ .. إِشْتَرَاهَا بِدَمِهِ فَصَارَتْ مِلْكَهُ .. لِذلِك لَوْ إِنْسَان مَصْرِي يَعِيش فِي إِنْجِلْتِرَا لاَبُدْ أنْ يَذْهَب إِلَى السِّفَارَة لِيُعَالِج المُشْكِلَة الَّتِي أخْطَأ فِيهَا وَيَعْتَذِرْ فِي السِّفَارَة وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ حُكْم أوْ مُشْكِلَة السِّفَارَة هِيَ الَّتِي تُآخِذَهُ عَلَيْهَا .. الكِنِيسَة هِيَ سِفَارِة السَّمَاء عَلَى الأرْض .. هِيَ عَرُوس الْمَسِيح .. هِيَ الَّتِي تُمَثِّلَهُ .. لِذلِك إِنْ أخْطَأت إِذْهَبْ وَاعْتَذِر لَهُ هُوَ فِي الكِنِيسَة .. هذِهِ فِكْرَة عَنْ الإِعْتِرَاف لِذلِك عِنْدَمَا كَانَ الله يُقَدِّس الشَّعْب فِي العَهْد القَدِيم كَانَ يَقُول لَهُمْ كُلَّ إِنْسَان مِنْ الشَّعْب يَأتِي وَيُقِر بِأفْعَالِهِ وَيَعْتَرِف بِذَنْبِهِ وَيُقَدِّم ذَبِيحَة .. هُنَا يُوحَنَّا المَعْمَدَان يَتَعَامَل مَعَ مَنْ عَاشُوا العَهْد القَدِيم وَيَعْرِفُون ضَرُورِة الإِعْتِرَاف فَلِكَي يَنَالُوا المَعْمُودِيَّة الَّتِي هِيَ البِدَايَة الجَدِيدَة يَعْلَمُون أنَّهُمْ لاَبُدْ أوَّلاً مِنْ الإِعْتِرَاف كَيْ يَنَالُوا حَيَاة جَدِيدَة هِيَ المَعْمُودِيَّة لِذلِك الإِعْتِرَاف يُسَاعِدْ الإِنْسَان عَلَى فَحْص الذَّات .. وَيَكُون لَهُ وَقْفَة مَعَ الخَطِيَّة الإِعْتِرَاف يُسَاعِدْ الإِنْسَان أنْ يَكُون أمِين مَعَ الله وَمَعَ نَفْسِهِ .. الإِعْتِرَاف يُسَاعِدْ الإِنْسَان عَلَى كُرْه الخَطِيَّة وَفَضْحَهَا وَلاَ يُخَبِّئْهَا دَاخِلَهُ .. الإِعْتِرَاف يُسَاعِدْ الإِنْسَان عَلَى كَسْر ذَاتِهِ .. يُسَاعِدَهُ أنْ لاَ يَجْعَلٌ ذَاتَهُ أثْمَن مِنْ التُوْبَة وَعِنْدَمَا يَفْضَح ذَاتَهُ يَنْفَضِح الشَّيْطَان وَتَنْفَضِح الخَطِيَّة فَيَعْرِف كَيْفَ يَأخُذٌ الإِنْسَان قُوَّة لِلقِيَام مِنْ الخَطِيَّة .. لِذلِك يَقُول الكِتَاب أنَّهُمْ أتُوا إِلَى نَهْر الأُردُن مُعْتَرِفِين بِخَطَايَاهُمْ ( مر 1 : 5 ) فِي سِفْر الأعْمَال يَقُول { وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَأْتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأَفْعَالِهِمْ }( أع 19 : 18) .. " الَّذِينَ آمَنُوا " هُمْ الَّذِينَ دَخَلُوا الإِيمَان عَلَى أيْدِي أبَائِنَا الرُّسُلٌ مَا مَعْنَى " يَأْتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأَفْعَالِهِمْ " ؟ " مُقِرِين " أي صُورِة إِقْرَار يَقُول أنَا مَسْئُول عَمَّا فَعَلْتَهُ وَهُوَ كَذَا وَكَذَا .. " وَمُخْبِرِينَ " أي يَعْرِف .. أي يُعْلِنْ مَسْئُولِيَتَهُ وَيَعْرِف تَخَيَّل إِنْسَان عِنْدَمَا يُقِر بِأفْعَالِهِ يُقِر بِقَلْب مُنْكَسِر نَادِم تَائِب كَيْفَ يَقْبَل الله هذِهِ التُوْبَة ؟ لِذلِك الإِعْتِرَاف فِي العَهْد القَدِيم وَالعَهْد الجَدِيد وَحْدَهُ لاَ يَكْفِي لأِنَّ الإِعْتِرَاف هُوَ إِعْتِذَارعَنْ الخَطِيَّة وَلَيْسَ ثَمَن الخَطِيَّة .. يُوْجَدٌ إِعْتِذَار وَيُوْجَدٌ ثَمَن لِلخَطِيَّة .. تَخَيَّل لَوْ شَخْص إِكْتَفَى بِالإِعْتِذَار نَقُول لَهُ هذَا لاَ يَكْفِي لِذلِك إِرْتَبَطَ الإِعْتِرَاف فِي العَهْد القَدِيم بِالذَّبِيحَة وَهُنَا مَعَ يُوحَنَّا المَعْمَدَان إِرْتَبَطَ الإِعْتِرَاف بِالمَعْمُودِيَّة .. وَالأنْ إِرْتَبَطَ الإِعْتِرَاف بِالتَّنَاوُل الإِعْتِرَاف إِرْتَبَطَ بِالذَّبِيحَة لأِنَّ الإِعْتِذَار وَحْدَهُ لاَ يَكْفِي .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّهُ لاَبُدْ مِنْ ثَمَن يُدْفَعْ مَعَهُ وَدَلِيل ذلِك أنَّهُ إِنْ سَرَقَ إِنْسَان أوْ قَتَل هَلْ إِعْتِذَارَهُ وَحْدَهُ يَكْفِي ؟ إِنْ صَدَم إِنْسَان آخَر بِسَيَارَتِهِ وَقَتَلَهُ هَلْ يَكْفِي أنْ يَخْرُج مِنْ سَيَّارَتِهِ وَيَقُول أسِفْ لَمْ أكُنْ أقْصُدْ قَتْلَهُ ؟ يَقُولُون لَهُ هذَا لاَ يَكْفِي لاَبُدْ أنْ يَدْفَعْ ثَمَن مَا فَعَلَهُ إِنْ كَانَ تَعْوِيض أوْ سِجْن .. جَيِّدْ أنْ نَعْتَذِر لله عَنْ خَطَايَانَا لكِنْ هُنَاك ثَمَن لِهذِهِ الخَطَايَا يَفُوق طَاقِتْنَا بِكَثِير وَالله يَقُول مِنْ كَثْرِة إِشْفَاقِي عَلِيك سَأدْفَعْ أنَا الثَّمَنْ .. الثَّمَنْ ذَبِيحَة الثَّمَنْ دَم الْمَسِيح لِذلِك أي خَطَأ لاَبُدْ لَهُ مِنْ إِعْتِرَاف وَإِقْرَار وَدَفْع لِلثَّمَنْ لكِنْ الثَّمَنْ يَفُوق طَاقَتِي .. الثَّمَنْ حَمَل بِلاَ عِيب لاَ أسْتَطِيعْ أنْ أحْصُل عَلَيْهِ .. الثَّمَنْ دَم بِرُوح أزَلِي .. ثَمَنْ يَفُوق قُدْرَاتِي الله يَقُول أنَا أُوفِي الدِين عَنْكَ كَيْ تَسْتَوْفِي كُلَّ مَطَالِب العَدْل الإِلهِي لِذلِك الإِعْتِرَاف وَالتَّنَاوُل مُهِمِين جِدّاً .. الإِعْتِرَاف نَدَم بِقَلْب مُنْكَسِر تَقُول لِلأب الكَّاهِنْ حَالِلْنِي يَا أبَانَا أخْطَأت فِي كَذَا وَكَذَاوَقَلْب نَادِم .. وَأتَقَدَّم لِلذَّبِيحَة الإِلهِيَّة الَّتِي يُدْفَعْ بِهَا الثَّمَنْ عَنِّي وَبِذلِك أكُون قَدْ تَبَرَّرْت الإِعْتِرَاف أسَاسِي فِي الكِنِيسَة هُوَ سِر نَقَاوِة أوْلاَدْهَا .. هُوَ سِر بُغْضِة أوْلاَد الكِنِيسَة لِلخَطِيَّة .. الخَطِيَّة هِيَ شِئ عَارِض فِي حَيَاة أوْلاَد الله هِيَ شِئ غَرِيب لِذلِك لاَبُدْ مِنْ فَضْح الخَطِيَّة لأِنَّنَا لاَ نَتَفِق مَعَهَا وَلاَ نَسْتَطِيعْ أنْ نَتْرُكْهَا دَاخِلْنَا .. نُخْرِج الخَطِيَّة وَنَفْضَحْهَا وَنَكْشِفْهَا فَنَتَنَقَّى .. قَدْ يَقُول إِنْسَان إِنْ كَانَ الإِعْتِرَاف ضَرُورَة فَلِمَاذَا الأب الكَّاهِنْ ؟ نَقُول لَهُ قَدْ قُلْنَا سَابِقاً أنَّ الإِعْتِرَاف لِلكِنِيسَة لأِنَّهَا تُمَثِّل جَسَدٌ الْمَسِيح وَمَنْ الَّذِي يُمَثِّل الكِنِيسَة ؟ هُوَ الكَّاهِنْ عِنْدَمَا أسَّس رَبَّ المَجْد يَسُوع الكِنِيسَة وَأسَّس التَّلاَمِيذ وَالرُّسُل قَالَ لَهُمْ { كُلُّ مَا تَرْبُطُونَهُ عَلَى الأرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاءِ . وَكُلُّ مَا تَحُلُّونَهُ عَلَى الأرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاءِ }( مت 18 : 18) .. أعْطَاهُمْ سُلْطَان الحِلٌ وَالرَبْطٌ .. وَقَالَ لَهُمْ أيْضاً { مَنْ غَفَرْتُمْ خَطَايَاهُ تُغْفَرُ لَهُ . وَمَنْ أَمْسَكْتُمْ خَطَايَاهُ أُمْسِكَتْ } ( يو 20 : 23 ) .. إِذاً الغُفْرَان مِنْ الله وَلكِنْ عَنْ طَرِيقٌ وُكَلاَء أسْرَار .. الغُفْرَان يُمْنَح مِنْ ذَبِيحِة الله وَلكِنْ المُؤتَمَنْ عَلَى هذَا السِر هِيَ الكِنِيسَة عَنْ طَرِيقٌ الرُّسُلٌ قَدْ يَقُول وَاحِدٌ إِذاً إِحْضِر لِي أحَدٌ هؤُلاَء الرُّسُلٌ وَأنَا أعْتَرِف بُطْرُس .. يَعْقُوب أي رَسُول مِنْهُمْ .. نَقُول لَهُ أنَّ الرُّسُلٌ فِي الكِنِيسَة هُمْ الكَهَنُوت .. الرُّسُل أُقِيمُوا بِإِخْتِيَار إِلهِي .. أُقِيمُوا بِوَضْع اليَدْ .. أُقِيمُوا بِنَفْخِة الرُّوح القُدُس .. وَفِي طَقْس الكِنِيسَة حَتَّى الأنْ الأُسْقُف .. البَطْرِيرْك .. الكَّاهِنْ حَتَّى الأنْ يُرْسَمُوا بِهذِهِ الطَّرِيقَة وَضْع اليَدْ وَنَفْخِة الرُّوح القُدُس يَأخُذُونَ السُّلْطَان الكَهَنُوتِي الكَّهَنُوت لَيْسَ فِعْل بَشَر أوْ وَظِيفَة إِنْسَان بَلْ عَمَل إِلهِي بَحْت لِذلِك عِنْدَمَا يُرْسَمْ الكَّاهِنْ تُوْضَعْ عَلَيْهِ اليَدْ وَيَأخُذْ نَفْخِة الرُّوح القُدُس .. هذِهِ النَّفْخَة مِنْ الأُسْقُف أوْ مِنْ البَطْرِيَرْك وَالبَطْرِيَرْك أخَذَهَا مِنْ الأبَاء الأسَاقِفَة مُجْتَمِعِينْ .. وَالأُسْقُفْ أخَذَهَا مِنْ البَطْرِيَرْك .. وَهذَا يُمَثِّلْ السُّلْطَان الرَّسُولِي المُمْتَدْ فِي الكِنِيسَة عَبْر الأجْيَال .. لِذلِك تَنْتَبِه أنَّ البَطْرِيَرْك الأنْبَا شُنُودَة الثَّالِث هُوَ البَطْرِيَرْك ألـ 117 أي كَانَ البَطْرِيَرْك رَقَمْ وَاحِدٌ هُوَ مَارِمَرْقُس ثُمَّ أتَى بَعْدَهُ إِنْيَانُوس البَطْرِيَرْك رَقَمْ إِثْنَيْن وَثَلاَثَة .. وَأرْبَعَة وَ حَتَّى البَابَا كِيرِلُس السَّادِس البَابَا البَطْرِيَرْك رَقَمْ 116 ثُمَّ بَعْدَهُ الأنْبَا شُنُودَة الثَّالِث البَطْرِيَرْك رَقَمْ 117 مُتَوَالِينْ البَطَارِكَة يُمَثِّلُون الرُّسُلٌ .. وَالَّذِي يُمَثِّل الرُّسُلٌ الأنْ هُوَ أبُونَا البَطْرِيَرْك أبُونَا البَطْرِيَرْك يُمَثِّل مَارِمَرْقُس .. وَمَا عَمَلُه ؟ يُقِيمْ رُعَاة بِالرُّوح الَّتِي فِيه الَّتِي أخَذَهَا مِنْ مَارِمَرْقُس وَمَارِمَرْقُس أخَذَهَا مِنْ شَخْص يَسُوع المُبَارَك .. إِذاً هُوَ سُلْطَان مُمْتَدْ فِي الكِنِيسَة .. وَلِذلِك فِي رِسَامِة الكَّاهِنْ يَقُول لَهُ البَطْرِيَرْك أوْ الأُسْقُفْ إِفْتَح فَمَك وَيَنْفُخ فِي وَجْهِهِ وَيَقُول لَهُ قُلْ وَرَائِي { أنَا فَتَحْت فَمِي وَاجْتَذَبْتَ لِي رُوحاً } .. وَيَصِير بِذلِك الكّاهِنْ مُحَمَّل بِرُوح الأُسْقُفْ أوْ البَطْرِيَرْك الَّتِي أخَذَهَا مِنْ مَارِمَرْقُس وَمَارِمَرْقُس مِنْ الْمَسِيح .. وَلِذلِك الكَّاهِنْ يَقْبَلْ مِنْكَ الإِعْتِرَاف بِخَطَايَاك وَيَضَعْ الصَّلِيب عَلَى رَأسَك لأِنَّ الغُفْرَان تَمَّ بِالصَّلِيب وَيَنْفُخ فِيك نَفْخِة الرُّوح القُدُس فِي نِهَايِة الإِعْتِرَاف .. النَّفْخَة تَصِلَك مِنْ الرُّوح القُدُس وَتُنَقِيك مِنْ خَطَايَاك { يَأْتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأَفْعَالِهِمْ } .. الإِنْسَان دَاخِلَهُ خَطِيَّة لاَبُدْ أنْ يُقِر بِهَا وَيُصَالِح الكِنِيسَة وَلاَبُدْ أنْ يَكُون إِقْرَارُه لَيْسَ إِقْرَار لَفْظِي أوْ كَشْف عَقْلِي .. نَحْنُ لاَ نَعْتَرِف وَنَقُول مُجَرَّدْ كَلاَم نَظَرِي بَلْ كَلاَم نَابِعْ مِنْ قَلْب تَائِب وَنَفْس نَادِمَة وَإِنْسَان مُنْكَسِر مِنْ جَرَّاء خَطَايَاه .. هذِهِ هِيَ التُوْبَة طُوبَى لِلإِنْسَان الَّذِي عَرَفَ أسْرَار الكِنِيسَة .. طُوبَى لِلإِنْسَان الَّذِي عَاشَ الكِنِيسَة بِغِنَى التَّمَتُعْ طُوبَى لِلإِنْسَان الَّذِي إِنْتَفَعَ بِعَطَايَا وَبَرَكَات الكِنِيسَة .. هذَا الإِنْسَان يَعِيش فَرَحٌ قَائِمْ دَائِس لِلأوْجَاع .. غَالِب أصْعَب شِئ أنْ يَكُون لَدَيْكَ ثَرْوَة وَلاَ تَدْرِي بِهَا أوْ تَلْبِس صَلِيب ذَهَبْ وَتَتَخَيَّلَهُ مَعْدَن رِخِيص .. الكِنِيسَة أعْطَتْ لَنَا كُنُوز وَألْبَسَتْهَا لَنَا وَقَالَتْ إِجْعَلُوهَا دَاخِلَكُمْ وَلكِنَّنَا لَمْ نَعْرِف قِيمَتْهَا .. هذَا كِنْزَك .. الكِنِيسَة الَّتِي صَنَعَتْ القِدِّيسِين وَأوْرَدَت أتْقِيَاء لِلسَّمَاء لاَبُدْ أنْ نَحْيَاهَا بِإِسْلُوب صَحِيح كَانُوا يَعْتَرِفُون لِيُوحَنَّا المَعْمَدَان بِخَطَايَاهِمْ وَحَتَّى الأنْ الكِنِيسَة تَقْبَل تُوْبِة التَّائِبِين وَالأب الكَّاهِنْ يَقُول عَلَى المَذْبَحٌ { إِقْبَلٌ يَارَبَّ تُوْبِة التَّائِبِين وَاعْتِرَافَات المُعْتَرِفِينْ } الله يَقْبَل تَوْبَتْنَا وَيُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِدْ كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عمل الروح القدس الجمعة الثالثة من شهر بشنس

الأسبوع الأخير من رحلة الخماسين المقدسة والكنيسة أمامها يومان وتستقبل أغلى عطية وأعظم هدية تعطى لها وهي الروح القدس .. لذلك تقرأ علينا الكنيسة موقف عندما وقف ربنا يسوع في يوم عيد وقال داخل الهيكل ﴿ من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي ﴾ ( يو 7 : 38 ) بالطبع كان الناس يفهمون الكلام حرفي فيقولون كيف تجري من بطنه أنهار ماء حي ؟ قد نقول قليل ماء لكن أنهار ماء ؟ بالطبع كان ربنا يسوع يتكلم عن الروح القدس المتدفق من الداخل فيقول ﴿ تجري من بطنه أنهار ماء حي ﴾ .. واضح أنها عبارة ليس المقصود بها المعنى الحرفي لأنه كيف تجري من بطنه أنهار ماء حي ؟ ﴿ قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه ﴾ ( يو 7 : 39 ) هذا حال الكنيسة الآن .. نحن مزمعين أن نقبل الروح القدس فتقول الكنيسة نحن نقبل الروح القدس كأنهار ماء حي متدفق داخلنا .. نحن كثيراً نفتقد معنى الروح القدس .. كثيراً ما لا يكون لنا وعي بالروح القدس .. كثيراً ما تكون كلمة الروح القدس كلمة مجهولة بالنسبة لنا .. ما معنى الروح القدس ؟نحن نسمع عن الآب ونعرف الإبن أما الروح القدس فلا نسمع عنه أبداً .. الآن نريد أن نتعرف على الروح القدس في وقت بسيط جداً .. ما هو الروح القدس ؟ عمل الروح القدس : إن أردت أن تعرف الروح القدس فهو له أربعة مهام في الإنسان كعطية أعطاها الله له :- (1) الروح القدس يقدس :- أنا محتاج للتقديس .. أنا داخلي أمور دنسة .. أفكاري دنسة .. كلامي ردئ .. خيالاتي رديئة .. نيتي رديئة .. ودوافعي للقداسة بطيئة وبليدة لأن هناك عوائق كثيرة تمنع .. هل تريد أن تتقدس ؟لن يقدسك سوى الروح القدس .. هنا عمل الروح القدس داخل النفس .. الروح القدس مسئول عن تقديس النفس .. أول شئ يعمله الروح القدس داخلك هو أن يقدسك .. كل من خضع للروح القدس نال تقديس وكل من خضع للروح القدس نراه يعمل أعمال قداسة تفوق طاقة البشر .. لماذا تفوق طاقة البشر ؟ لأنها عمل الروح القدس فيه .. الروح القدس أعطاه طاقة قداسة أعلى بكثير من الطاقة البشرية لأنه قد تجد شخص طيب القلب لا يحب الكذب له أخلاقيات جيدة وذلك لأنه تربى على ذلك لكن الروح القدس لا يجعل الإنسان مجرد شخص له صفات تربى عليها ومؤدب .. لا .. الروح القدس هو روح قداسة ترى الفرق واضح بين شخص مؤدب بحسب المقومات الإجتماعية وشخص قديس .. مهما كان الشخص مؤدب إلا أنك لا تعرف ما بداخله .. إلا أنه له ضعفات .. ألا أنه قد ينقلب الضد الإنسان الذي داخله روح قداسة يعمل أعمال فائقة فتجد عنده حب بلا حدود .. عنده عطاء بلا حدود .. بر بلا حدود .. ما سر ذلك ؟ ما سر قداسة القديسين ؟ الروح القدس .. المهم أنهم خضعوا له هم خضعوا له وهو شكلهم فصاروا قديسين لأن إسمه روح القداسة إن أردت أن تتقدس فليس لك وسيلة إلا الروح القدس لذلك ربنا يسوع المسيح أعطانا هذه الهدية التي تقدسنا .. عندما يسكن روح ربنا داخلي فهو المسئول عن قداستي .. الروح القدس يقدس يطهر .. يشفي .. الروح القدس عمله داخل النفس يحرق أشواك الخطايا .. يحرق نيران الشهوة الملتهبة هو يلتهمها ويحولها لنيران القداسة وبدلاً من أن تكون داخل الإنسان طاقات غضب تصير طاقات قداسة وبدلاً من أن تكون داخله طاقات كره تصير طاقات حب .. هذا هو عمل الروح القدس الذي أرسله الله ليعمل في الإنسان لأن الله يعرف طبع الإنسان فأعطاه الروح القدس ليقدسه ويخلص به .. هل تريد أن تتقدس ؟ لا تقديس خارج الروح القدس .. لذلك إن كانت هناك خطية أتعبتك أطلب من روح ربنا أن يعطيك نعمة كي تغلبها .. أطلب من روح ربنا أن يعطيك قوة لتطهيرك من هذه الخطية . (2) الروح القدس يصلي :- فرق بين إنسان يردد كلمات بشفتيه وآخر يصلي كواجب وثالث يصلي كروتين وإنسان يصلي بالروح أي لا يشعر بمن حوله ولا يشعر بالزمن وكلماته ليست بنتاج فكر عقلي .. أحياناً عندما نصلي نفكر ماذا نقول هذه ليست صلاة بالروح .. هذه صلاة عقل أي يفكر ويتكلم هذه أيضاً صلاة جيدة .. نعم ليتنا نقف أمام الله ونطرح أفكارنا .. لكن توجد صلاة بالروح وهي الأجمل هي التي تبدأ عندها الصلاة .. تكلم بالروح .. لذلك بولس الرسول يقول ﴿ لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها ﴾ ( رو 8 : 26 ) .. أي الروح ينخس فيك .. يشفع فيك .. الروح يشهد لك وينطق فيك ويحركك .. هذا عمل الروح القدس في النفس أنه يصلي صلي بالروح .. عندما تقف أمام الله أطلب من الروح القدس أن يرشد ذهنك للصلاة وينطق فيك بكلمات الصلاة .. هو يتكلم فيك .. لذلك هناك فرق بين صلاة الروح والصلاة العقلية وصلاة الشفتين .. الصلوات مراحل :- أ‌- مرحلة الشفاه أي نطق بدون عقل .. مجرد كلام .. ألا يحدث معك ومعي أن نقول * إرحمني يا الله كعظيم رحمتك * ونفاجأ أننا أنهيناها ؟ لماذا ؟ لأننا نقول بالشفاه دون العقل . ب‌- وحد عقلك بشفتيك وهي مرحلة تقول فيها الصلاة وأنت تعي وتفهم ما تقول . ج- وحد عقلك مع شفتيك مع قلبك وهذه مرحلة أجمل . د- وحد عقلك وشفتيك وعقلك بمساندة الروح القدس وهذه هي الأجمل .. هنا تبدأ الصلاة .. هنا تشعر أنك لا ترى ما حولك لكنك ترى كل ما هو روحي .. هنا تركز في الصلاة ولا تنتبه لأي تأثير خارجي .. هنا تبدأ الصلاة بالروح . أدعوك أن تصلي بالروح .. أن تقف لتصلي .. أرجو يكون لوقفة الصلاة تقديس وزمن واهتمام .. لن نصلي أبداً إن لم نعطي الصلاة إهتمامنا .. ما الذي يجعل الإنسان ضعيف .. إنسان ساقط إنسان مهزوز .. إنسان مهزوز في سلوكياته وإيمانه ؟ لأنه لم يأخذ قوة من الأعالي لذلك عندما يرى شئ يسلك بطبعه البشري والطبع البشري يميل للشراسة .. يميل للشهوة .. يميل للذات .. هذا هو الطبع البشري لكن عندما يتحد بالله يتقدس بالروح ويصلي بالروح . (3) الروح القدس يرشد :- قال ﴿ يرشدكم إلى جميع الحق ﴾ ( يو 16 : 13) .. ﴿ يذكركم بكل ما قلته لكم ﴾( يو 14 : 26 ) .. ما أجمل الإنسان الذي يسلك بالروح ؟ الكتاب يوصينا أن ﴿ أُسلكوا بالروح ﴾( غل 5 : 16) .. أي سلوكياتي تكون محاطة بتأييد الروح القدس أن أشعر أن حياتي ومشورة نفسي كلها مسلمة للروح القدس .. ﴿ الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله ﴾ ( رو 8 : 14) .. ما أجمل إنسان مثل بولس الرسول الذي عندما أراد أن يذهب لمدينة قال﴿ منعنا الروح ﴾ .. عندما يريد أن يذهب لمدينة ليكرز بها يقول له الروح القدس لا .. لتظل هنا أنا لي أناس كثيرون في هذه المدينة .. وقد كان يريد أن يظل في كورنثوس شهر لكن الروح جعله بها سنة ونصف الروح القدس ألزمه .. لذلك يقول الروح القدس للتلاميذ ﴿ إفرزوا لي برنابا وشاول للعمل ﴾( أع 13 : 2 ) .. الروح القدس يرشد ويقود ويقول للإنسان ما يفعل وما لا يفعل هل أنا سالك بمشورة الروح ؟ هل مشورة الروح هي التي تهديني أم مشورة فكري ؟ الروح القدس يرشد وعمله هو أن ينير الطريق الذي به مخافة الله .. عمله أن ينبه لما هو صحيح وما هو خطأ .. لذلك يجب أن ينقاد الإنسان لروح الله وليس بفكره أو رأيه .. الروح القدس عمله هو أن يوبخ الإنسان على الشئ الردئ ويشجعه على الشئ الجيد .. عمله هو أن يرشد .. هناك كثير من الأمور كما يقول عنها معلمنا بولس ﴿ الأمور المتخالفة ﴾ ( رو 2 : 18) أي أمور محيره هل أفعل هذا الشئ أم لا ؟ هل أذهب لهذا المكان أم لا ؟ هل أسافر أم لا ؟ أمور قد لا أستوعبها جيداً وبالتالي لا أعرف لها قرار .. من يرشد إذاً ؟ الروح القدس هو الذي يرشد لذلك يسمى * روح المشورة * .. يشير عليك بقوة أن تفعل هذا ولا تفعل ذاك .. ما أجمل إنسان يعيش بمشورة الروح القدس ويسلك في أمان لأنه لم يتكل على رأيه الشخصي أو ذكائه بل يتكل على روح الله .. ما أجمل روح الله عندما يقود الإنسان يعرفه كل شئ في أحد المرات كان طيار يقود طائرته في رحلة وأثناء القيادة تعرض لأمر غريب .. فجأة أصيب بإنفصال شبكي مفاجئ ووجد نفسه لا يرى شئ أمامه .. ماذا يفعل ؟ إتصل بالقاعدة التي يتبعها وقال لهم أنه صار أعمى لا يرى فقالوا له إفعل ما نقوله لك وكان يحفظ لوحة المفاتيح فكانت القاعدة ترشده لأي مفتاح يضغط وهو يعمل ما يقولونه له .. إضغط على المفتاح الأول ثم المفتاح الثاني أنر المفتاح الثالث .. وهكذا أرشدوه حتى آخر خطوة وهو يسمع لهم حتى هبطت الطائرة بسلام .. وقالوا له نحن ننتظرك بسيارة إسعاف من هذه القصة ليتنا نفعل ذلك في حياتنا لا نفعل أي خطوة إلا بمشورة الله .. لا نُقدم على شئ إلا بمشورة الروح القدس هو الذي يرشد ويقود .. يقول يمين .. يمين .. يقول يسار .. يسار .. قل له أنا أعمى فقد قدت نفسي في أمور كثيرة فوجدت نفسي كثيراً ما أسقط وكثيراً ما أذِل .. إتبعت مشورتي وهواي وكانت النتيجة رديئة .. أريد الآن أن أتبعك أنت .. عمل الروح القدس هو أن يرشد هو يعرف كيف يميز الأمور .. عمله في الإنسان أن يقود ويرسم له الطريق . (4) الروح القدس يعزي :- الطريق طويل وكرب .. الطريق به أتعاب كثيرة .. الطريق به ضيقات كثيرة .. الطريق لا يسير بطريقة ثابتة ليس مستقيم بل به منحنيات ومرتفعات .. قد يتعب الإنسان وهو سائر في طريق الملكوت .. قد يضعف وقد يفتر ولا يريد أن يكمل المسير .. قد يقلق أو يخاف .. أو قد يقول ماذا سأنال من كل هذا التعب ؟ ماذا يفعل الروح القدس هنا ؟ يعزي .. يقول لك لا تخف كما تقول كلمات تشجيع لأولادك أثناء الإمتحانات هكذا الروح القدس المعزي يقول لك لا تخف .. أنت تسير في الطريق الصحيح وقد قطعت كثير من الطريق .. إنتبه أن المكافأة جميلة .. يعطي تعزيات .. التعزية هي فعل نعمة .. هي فعل فوقاني .. هي مساندة سماوية .. هذه التعزية من المسئول عنها ؟ الروح القدس لذلك يسمى * الروح المعزي * عندما يكون إنسان في ضيقة أو فقد أحد أحبائه تقول أنا ذاهب لأعزيه .. ماذا تعني كلمة* أعزي * ؟ أي أقول له أنك إن كنت قد فقدت شخص غالي عليك فنحن كلنا بجانبك .. أقول له كلمات تشجيع وأفرحه بأن هذا الفقيد في السماء الآن ونحن كلنا غرباء .. من الذي يعزينا في غربتنا الصعبة التي نحياها الآن على الأرض ؟ الروح القدس .. يقول لك لا تخف نعم الأحزان كثيرة لكن الأفراح تنتظرك .. نعم أنت تتعب هنا لكن المكافأة عظيمة هناك ولأني أعرف أنك شخص مادي بعض الشئ فبدلاً من أن أعدك بتعزيات سماوية فقط .. لا أنا لابد أيضاً أن أعطيك تعزيات على الأرض وأربطك بيَّ .. أعطيك عزاء على الأرض .. أعطيك سلام وهدوء وفرح .. أعطيك عربون عزاء الأبدية .. هذا هو الروح القدس يوجد تشبيه لطيف عن أليعازر الدمشقي الذي ذهب ليخطب لأبينا إسحق .. قال له أبونا إبراهيم لا تخطب لأبني من بنات الأرض إذهب لأهلي وعشيرتي واخطب له من هناك .. فقال أليعازر يارب هذه مهمة صعبة كيف أخطب لإبن سيدي ؟ ثم قال التي أقول لها إسقيني فتقول أسقيك وأسقي جمالك تكون هي من إختارها الرب لإسحق ( تك 24 : 14) .. فوجد رفقة تقول له أسقيك وأسقي جمالك ولك مكان مبيت عندنا .. فقال هذه من الله .. وكلم أبيها وخطبها لإسحق وألبسها الذهب وأخذها وحدها معه ليعطيها لإسحق زوجة وسار بها في الطريق .. أريدك أن تتخيل أن رفقة خائفة تقول لقد تركت أهلي وشعبي وأسير إلى رجل لا أعرفه .. من الذي يطمئنها لإسحق ؟ أليعازر .. يقول لها لا تخافي إسحق إنه طيب القلب ومؤدب جداً .. سخي جداً وغني جداً .. مادامت رفقة في رحلة غربتها أليعازر يطمئنها ويعزيها .. هذا هو عمل الروح القدس الروح القدس أتى للعالم ليخطبنا لله ولكن حتى نصل لله الطريق طويل والرحلة شاقة فيعزينا طول الطريق ويقول عريسك جميل .. عريسك غني وسخي .. عريسك محب .. متواضع .. وديع .. يعطيك صفات فيه تطمئنك ويزينك ويغدق عليك بالعطايا كما فعل أليعازر لرفقة ألبسها أقراط ذهب ..* أقراط * أي أشياء جميلة وثمينة وغالية في كل جسدها في أنفها وعنقها ويديها وأرجلها و ... عمل الروح القدس يعزي يعزينا طوال هذا الطريق الكرب الضيق المملوء أتعاب .. يقول لنا إطمئنوا لا تخافوا توجد مكافأة والمسيح ينتظركم .. نعم إن العالم به مسرات ومكاسب وغنى أرضي وشهوات .. من يعزيني عن فقدان كل هذه الأمور ؟ الروح القدس يجعلني أدوس على كل هذا بغنى وعز .. لماذا ؟لأن معي الأجمل والأغلى معي من يعزيني عن أي شئ مفقود فلا أشعر أن نفسي تميل لأي شهوة في العالم لأن الروح القدس قد ملك على رغباتي عمل الروح القدس أنه يفطم الإنسان عن مسرات العالم ويغدق عليه بمسرات روحية هذا عمل الرح القدس المعزي .. ما الذي يجعل أحد القديسين يعيش فوق قمة جبل أو في مغارة ؟ ما الذي يجعله يترك كل مسرات العالم ؟ ما الذي يجعله يعيش بدون أسرة وزوجة وأولاد وأحباء ؟الروح القدس الذي ملك على كيانه وعزاه ومادام قد عزاه فهو ليس بحاجة لشئ .. لذلك نحن مقصرين جداً في حق الروح القدس .. نحن ليس لنا عشرة عميقة مع الروح القدس في حين هو روح الله الذي إستودعنا إياه لنضع أنفسنا في مقارنة هل يكون المسيح معنا أم الروح القدس ؟ كلنا سنختار أن يكون المسيح معنا .. لكن المسيح نفسه إختار لنا غير ذلك .. قال سأعطيكم الأفضل .. قد لا نصدق أنفسنا لكننا نصدق المسيح يسوع .. ما هو الأفضل يارب أن نظل معك أم تتركنا ؟ يقول خير لكم أن أنطلق( يو 16 : 7 ) .. لماذا ؟ لأني إن ظللت معكم لن أعطيكم الروح القدس لذلك الكتاب يقول﴿ قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه لأن الروح القدس لم يكن قد أُعطي بعد لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد ﴾ .. مجد بعد أي صلب لأن الروح القدس هو ثمرة من ثمار الصليب في حياتنا لذلك ليتنا نتودد للروح القدس ونطلب منه كثيراً .. ما أجمل آبائنا الذين علمونا قائلين صلوا قطع الروح القدس بعد كل قطع الأجبية أي بعد أن نقول قطع باكر نقول ﴿ أيها الملك السمائي المعزي روح الحق ﴾ .. أيضاً بعد قطع صلاة الغروب .. من أين أخذوا هذا الأمر ؟ من أن الروح القدس حل في الساعة الثالثة لكن هل حل في نصف الليل ؟ الكنيسة تضع قطع الروح القدس في صلاة نصف الليل .. إذاً يجوز إنها تقال في أي وقت لأن طلبة الروح لابد أن تكون طلبة متجددة .. الذي يعرف قيمة الروح القدس يظل دائماً يقول ﴿ هذا لا تنزعه منا أيها الصالح لكن جدده في أحشائنا ﴾ .. توقع الروح القدس .. إنتظر الروح .. أسلك بالروح وعمل الروح القدس داخلنا لا نريد أن ننساه .. يقدس .. يصلي .. يرشد .. يعزي ربنا يعطينا نعمة الروح ونكون مستحقين لها ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

ليكونوا مكملين إلى واحد الجمعة الأولى من شهر بشنس

تقرأ علينا الكنيسة في هذا الصباح المبارك جزء من إنجيل معلمنا مار يوحنا 17 تقول فيه آخر حديث لربنا يسوع المسيح في خدمته على الأرض .. وهو حديث يحمل كل فكر ربنا يسوع نحو أبيه السماوي ونحو جنس البشر .. ربنا يسوع يخاطب الآب ويقول ﴿ أنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ﴾نفس المجد الذي أعطيتني أنا أعطيتهم إياه .. أنت جئت بي للعالم ليس لأخلص العالم فقط بل وأيضاً لأعيد للإنسان مجده الأول لذلك الذي أعطيتني أنا أعطيته لهم .. أخذوا نفس المجد .. لماذا ؟ ﴿ ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد ﴾ ( يو 17 : 22 ) .. ربنا يسوع أعطانا نفس المجد الذي أخذه من الآب .. عندما يكون فينا نفس المجد الذي أخذه من الآب صرنا واحد .. تخيل شخص متميز عن الآخر جداً بالغنى ثم يقسم ثروته مع الآخر ويقول له قد صرنا واحداً في الغنى متساويين .. إنسان متميز عن الآخر بالذكاء فيعطيه نفس ذكائه ويقول له قد صرنا واحداً نحن الفرق بيننا وبين ربنا يسوع المسيح كبير جداً .. هوة كبيرة جداً .. الفرق بيننا في المجد قال سأعطيكم من هذا المجد .. لماذا ؟ يقول * ليكونوا واحداً معي * .. يا لعظمة تدبير ربنا يسوع المسيح إتجاهنا .. أن نكون واحداً معه ؟ نعم ليس معه فقط بل واحداً مع أبيه الصالح أيضاً حتى أنه يريد أن تكون وحدته مع الآب هي هي وحدتنا معه .. لنرى قوة وحدته مع الآب تكون على نفس مستوى وحدتنا معه .. ليكونوا واحداً .. لمن نشبه ؟ ﴿ كما أننا نحن واحد ﴾ .. وكلمة * نحن * هنا إشارة للثالوث القدوس .. نحن ثلاثة .. ﴿ أنا فيهم وأنت فيَّ ﴾.. أنت فيَّ وأنا أيضاً فيهم فصاروا هم فيَّ وفيك وصرت أنا فيك وفيهم وكلنا صرنا واحد في المسيح يسوع هذه هي سر عظمة عمل ربنا يسوع على الأرض .. هذه هي العطية التي صارت الكنيسة مديونة بها للمسيح .. صرنا واحد معه وواحد مع الآب وواحد بعضنا معاً .. نحن واحد مع بعضنا البعض وكلنا واحد معه وكلنا واحد معه ومع أبيه الصالح .. ﴿ ليكونوا مكملين إلى واحد ﴾ ( يو 17 : 23 ) من أجمل الأمور التي أعطاها لنا ربنا يسوع أن نشعر أننا كلنا واحد .. من أجمل الأمور أن أشعر أن بيَّ نفس الروح التي في الآخر وأن أشعر أننا كلنا مدعوين لوليمة واحدة وكلنا نأكل خبزة واحدة ونمارس صوم واحد معاً ونفطر معاً ونتوب معاً ونمارس الأسرار معاً أجمل ما في الكنيسة أنها جعلت الفرد ملغي والجماعة هي القائمة لذلك ونحن نسبح نقول ﴿ نسبحك .. نباركك ﴾ .. لنا لسان جماعة وليس فرد .. كلنا لنا نفس الإشتياقات فنقول له﴿ إهدينا يارب إلى ملكوتك ﴾ .. كلنا لنا نفس الطلبة فنقول له ﴿ إنعم لنا بمغفرة خطايانا ﴾ نحن جماعة متآلفة أهدافنا واحدة فنقول له ﴿ نحن أيضاً الغرباء في هذا العالم إحفظنا في إيمانك وانعم لنا بسلامك ﴾ .. لنا طلبة واحدة لا يوجد شخص فينا يقول هذه الطلبة لا تعجبني أو لا تناسبني لن أقولها .. لا .. كلنا لنا أهداف واحدة واشتياقات واحدة وطلبات واحدة .. كلنا موحدين في المسيح موحدين في الآب .. موحدين معاً .. ﴿ مكملين إلى واحد ﴾ لنفرض أن شخصيتي مختلفة عن غيري .. يقول لنا الوحدة لا تلغي الفرادي .. الوحدة لا تلغي التميز أبداً .. عندما دعى ربنا يسوع تلاميذه نجد أن كل واحد منهم قد يكون له فكره الخاص لكن مع ذلك كلهم مكملين إلى واحد .. قد يكون إختلافهم هو سبب وحدتهم .. قد يكون إختلافهم هو الذي يجعلهم في النهاية يعزفون لحن واحد .. وإن كانوا كلهم واحد أو كلهم نسخة موحده لما كانت السيمفونية المتآلفة فيهم .. تخيل آلة موسيقية ليس بها سوى نغمة واحدة تعطي نغمة واحدة ستكون منفره لكن تخيل أصوات مختلفة لنغمات مختلفة فهذه تعزف لحن جميل هكذا نحن في الكنيسة تميز أعضائها ليس لينفرد كل واحد عن الآخر بل ليدخل كل واحد في الآخر ويكمله كما يقول اللحن الكنسي ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ ( ذكصولوجية باكر ) .. هكذا نحن مؤلفين بالروح .. تجد شخصية متى الإنجيلي غير شخصية لوقا غير شخصية يوحنا غير شخصية مرقس .. متى الإنجيلي شخصية تميل للسلطة لذلك لم يرد أن يظل طول حياته يهودي لكنه أراد أن يدخل مع الرومان ويصير جابي للضرائب .. لديه حب السلطة .. لوقا الإنجيلي يميل للبعد الإنساني .. يوحنا الإنجيلي عنده البعد اللاهوتي والروحي .. مارمرقس الإنجيلي عنده البعد الخدمي والبذل والتضحية .. لذلك نجد معلمنا مار متى عندما كلمنا كلمنا عن المسيح الملك لأنه محب للسلطة ومارمرقس كلمنا عن المسيح الخادم .. ومارلوقا كلمنا عن المسيح المتجسد .. نقول نحن كنا محتاجين أن نعرف هذا البعد عن ربنا يسوع في النهاية تكملت الصورة لذلك هم ليسوا ضد بعض لكن كل واحد رسم جزء من الصورة كي تكون في النهاية أيقونة متكاملة .. ﴿ هؤلاء الذين ألفهم الروح القدس معاً مثل قيثارة ﴾ في النهاية لمن يعود المجد ؟ لإنجيل ربنا يسوع المسيح .. في النهاية الفضل لمن ؟ لربنا يسوع في النهاية ما هو الهدف لكل واحد منهم ؟ إنتشار ملكوت ربنا يسوع .. تعال لترى شخصية بطرس ويعقوب وبولس الرسول و ....... كلٍ منهم له بصمة .. له إتجاه .. لكن في النهاية مكملين إلى واحد .. ربنا يسوع المسيح .. مكملين كلهم كي يعزفوا نفس اللحن ولهم نفس الهدف هو إنتشار ملكوت ربنا يسوع على الأرض ولأننا ككنيسة أعضاء نعم مختلفين لكن مكملين فممكن أنا أنجذب ليوحنا اللاهوتي وآخر ينجذب لمارمرقس وآخر لمارلوقا .. كلٍ منا يجد ما في شخصه ما يغذي شخصه وينميه والكل لحساب ربنا يسوع هكذا في قديسي الكنيسة تجد فيهم ما يناسبك تجد الشيخ وتجد الشاب وتجد الطفل وتجد المرأة .. والعذراء و ..... تجد ما يناسبك ليس في نوعيتهم فقط لكن أيضاً في نمطهم .. فتجد الشاب الشجاع وتجد الشاب الوديع والراهب .. تجد الشهيد وتجد الناسك والباحث .. تجد اللاهوتي .. تجد كل ما يناسبك .. ما هي شخصيتك ؟ هل شخصيتك تميل للعزلة والوحدة ؟ كُل واشبع .. هل تميل للدراسة والتأمل ؟كُل واشبع .. هل تميل للممارسات النسكية ؟ كُل واشبع إلى ما لا نهاية .. هل تميا إلى الشهادة والخدمة ؟ إلى ما لا نهاية .. ما هذا ؟ ﴿ هيأت قدامي مائدةً تجاه مضايقيَّ ﴾ ( مز 22 – من مزامير الثالثة ) .. أعطاك مائدة دسمة مشبعة من كل ما تطلبه وتحتاجه ولأننا كلنا واحد في المسيح فكلنا مكملين بروح ربنا .. صرنا خبزة واحدة لذلك تجد في القربانة إثني عشر صليب حول صليب كبير يسمي الإسباديقون وهو الجزء السيدي ويمثل ربنا يسوع وحوله إثني عشر صليب .. بذلك تكون الكنيسة كلها في هذه الخبزة لذلك مهما كان كثرة المتناولين في الكنيسة الأرثوذكسية فهي تتمسك بالتناول من خبزة واحدة .. لا تقل القداس اليوم به زحام شديد أو نحن في ليلة عيد أو قداس خميس عهد نقدم قربانتين أو ثلاثة ليأخذ كل واحد من المتناولين قطعة كبيرة ليتلذذ بها .. لا .. هي خبزة واحدة وإن كان كل واحد فيها يمثل حبة دقيق وقد يأخذ كل واحد منا قطعة بحجم حبة الدقيق وبذلك يأخذ الجسد كله هذا قصد الكنيسة لأن جميعها عجنت بماء واحد ونحن بنا روح واحد صرنا واحد وأي جزء فينا يمثل الكل .. ﴿ هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح ﴾ ( رو 12 : 5 ) .. صرنا مسكن لله لذلك المؤمنين في الكنيسة لهم تشبيهان مهمان .. يقول أنت فلك نوح مبني من عوارض خشبية كثيرة هكذا مؤمنوا الكنيسة كل واحد منا قطعة خشبية ليس لها قيمة لكن إن تجمعت بجانب بعضها صارت فلك جميل .. أيضاً كل واحد منا مثل خيمة الإجتماع بها عوارض وأوتاد وألواح كثيرة كل واحد منا يمثل شئ منها في النهاية يعطي خيمة لكن إن عزل كل واحد منا عن أخيه فماذا يشكل مسمار وحده أو قطعة خشب أو حبل ؟ لا شئ .. لكن عندما تدخل داخل المجموعة يصير له قيمة ﴿ ليكونوا مكملين إلى واحد ﴾ لذلك إن كنا متميزين فلأننا متكاملين .. لذلك لا تجلس في بيتك وتقول هذا الولد متعب أو صفاته صعبة لا أعرف كيف أتعامل معه .. لا .. هذا لون من ألوان التمايز إقبله ووظفه بإسلوب صحيحإقبله وضعه مكانه .. زوجة تشكو أن زوجها مختلف الطباع نقول لها قد يؤدي هذا الإختلاف إلى التكامل وليس التنافر .. لذلك كل واحد منا مهم للآخر .. كل واحد منا يقبل الآخر ويعمل معه ويقبله حتى على علاته .. المهم أن يوضع في مكانه الصحيح .. من هنا المسمار مهم للخشب والمسمار والخشبة مهمان للحبل .. والمسمار والخشب والحبل مهمين للألواح كلهم محتاجين للرمل كل واحد منا مهم للآخر لكن إن تنافر مع الآخر يصير بلا قيمة مستقل .. لذلك عندما يقول شخص أنا في حالي قل له هذا لا ينفع .. أنت لابد أن ترى وزناتك وتعرف إمكانياتك وإمكانيات من حولك والمسيح فيك وفيهم ومادامت روح المسيح فيك وفيهم فلا يمكن أن تكونوا إلا واحد ربنا يسوع الذي وحدنا معه يوحدنا به ويعطينا نعمة الوحدة لكي نكون مكملين إلى واحد ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

تعرفون الحق والحق يحرركم الجمعة الثالثة من شهر برمودة

من أثمار خدمة ربنا يسوع المسيح دخول كثير من اليهود إلى الإيمان وهذه هي أكبر شهادة لسلطانه على النفس مهما كانت خطاياها وماضيها وقساوة قلبها إلا أنه قادر على الكثير .. يقول الكتاب المقدس ﴿ فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به ﴾ .. بالطبع واجه اليهود صعوبات في التصدي لمن حولهم من أهل وأصدقاء لإعلان إيمانهم لذلك يقول لهم ربنا يسوع المسيح ﴿ إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي ﴾ ( يو 8 : 31 ) .. كيف نثبت ؟ بالبعد عن المظاهر .. عن أقاويل الناس .. عن إهتمام العالم .. ربنا يسوع المسيح لا يريد تلاميذه تسير وراءه ولكن تلاميذ تثبت فيه .. وإن ثبتم تعرفون قوة الحق والحق هو الذي يقودك إلى أجمل ناموس المسيحية وهي الحرية .. الحرية المأخوذة من المسيح يسوع فهي أجمل عطية يتمتع بها الإنسان في جهاده الروحي .. حريته من سلطان ذاته .. من رغباته وشهواته .. من محبة العالم .. إذاً يتم الوصول إلى ناموس الحرية بثلاث نقاط :-

القيامة مجد المسيحية الجمعة الأولى من شهر برمودة

القيامة يا أحبائي هي مجد المسيحية،لذلك الأناجيل الأربعة والكنيسة تركز جداً على حدث القيامة، إنجيل اليوم فصل من بشارة معلمنا مار مرقس،يحدثنا عن المريمات الذاهبين إلى القبر باكر جداً، لكن إيمانهم بالقيامة ضعيف، وتصديقهم للقيامة قليل،ذاهبين يتعاملوا مع جسديسوع المائت،ولأنه جسد مائت آخذين معهن أطياب، آخذين حنوط لأنه جسد مائت،ولأنه جسد مائت فهم في الطريق تذكروا عقبة شديدة جداً وهي من يدحرج لنا الحجر لكي ندخل ونطيب الجسد، من الذي يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟!،لكن لن كمل الطريق ونرى من الممكن أن إلهنا يساعدنا، وقد نستطيع نحن كسيدات أن نحركه، وقد يرسل لنا الله أحد ليساعدنا،هذا هو فكرهن، لكنهم ذهبوا ويقول لك فنظرن ووجدن أن الحجر قد دحرج لأنه كان عظيم جداً،إلى الآن أيضاً هن لايعتبرون أنه هناك قيامة، الحجر دحرج كيف؟! دخلوا القبر،عندما دخلن القبر،داخل القبر نظرن شاباً جالساً عن اليمين لابسا حلة بيضاء فذهلن،وجدوا ملاك، لابس حلة بيضاء، داخل القبر،قال لهم"لا تنذهلن أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب"فمن المؤكد أن الذي آتي إلى داخل هذا القبر تحديداً يريد يسوع،هل أنتم تريدونه؟ قد قام، ليس هو ههنا،هذا هو الموضع الذي وضعه فيه،أنتم تشاهدون المكان الذي وضع فيه وكان هناك حجر كبير لا أحد يستطيع أن يدحرجه،بدأ يعطي لهم البشرى أن يذهبوا إلى التلاميذ، وهنا معلمنا مرقس الرسول يركز على بطرس يقول لك"وقلن لتلاميذه و لبطرس"، لأنه كان يعلم الضعف الذي كان وقع فيه بطرس، أنه يسبقكم إلى الجليل فهناك ترونه كما قال لكم، وبالطبع أخذتهم الرعدة والحيرة إذا تعاملنا مع المسيح يا أحبائي أنه لم يقم،إذا تعاملنا مع المسيح أننا ذاهبين لزيارة قبر فيه جسد لإنسان مائت،إذا كان المسيح أنهى قصة تدبير خلاصنا وهو على الصليب أنزلوه ودفنوه وانتهى الأمر، معلمنا بولس الرسول يصل بالأمر لدرجة صعبة جداً ويقول لك "لو لم يكن المسيح قد قام فباطل إيماننا وباطل كرازتنا ونوجد نحن شهود زور لله"، كل الأمور لا توجد لها فائدة،لكن لماذا يا معلمنا بولس؟!، فربنا يسوع أقام موتى،ربنا يسوع قال تعاليم مقدسة، ربنا يسوع المسيح الإله الذي نزل وصلب، ربنا يسوع هو الذي تجسد، تدابير كثيرة لا تتوقف عند القيامة فقط، يقول لك لا فالمسيح جاء ليخلصني من حكم الموت، فكيف يغلب من الموت؟ إذا كان هو جاء ليخلصني من الموت إذا هو مات ولم يقم إذن الموت أقوى منه وبما أن الموت أقوى منه فبذلك هو لن يستطيع أن يخلصني من الذي أتى لأجله،يكون هو لم يفعل لي شيء، تخيل عندما يدخل طبيب ليجري عملية لشخص ما حالته خطيرة جداً وهذا الطبيب بمهارة شديدة يبدأ عمله في هذه العملية ونفاجئ بشيء عجيب أن هذا الطبيب نفسه مات بجانب المريض،أي أنت أتيت لتحيي هذا الرجل وتشفيه وجدناك أنت تموت بجواره، تخيل ربنا يسوع المسيح جاء ليقيمنا من الأموات ويخلصنا من حكم الموت فهو مات ولم يقم،مثل شخص جاء يخلص آخرمن دين وجدناه هو مديون، شخص جاء يخلص شخص من شخص آخر يضربه وجدناه هو أيضا قد ضرب، كذلك ربنا يسوع المسيح جاء يخلصنا من الموت كان لايمكن أن يمسك من الموت، كان لابد أن يغلب الموت لذلك القيامة هي ركيزة حياتنا المسيحية، انتصار المسيح على الموت الذي نقله لنا، رفع عقوبة الموت الأبدي الذي حكم به على الإنسان، موت أبدي،هلاك أبدي،لذلك إذا تخيلنا قصة ربنا يسوع المسيح قصة كاملة بدون أن ننظر إلى القيامة أقول لك لا فبذلك المسيح يكون قد غلبه الموت وأنتصر عليه، لكن لا فهو أتى ليعلن انتصاره على الموت،جاء يعلن انتصاره على الخطية، على الطبع البشري،على الموت، كل ضعف في الإنسان جاء ليغلبه،وكل ما كان سبب في هلاك جاء يحوله سبب لحياة، ومن هنا نجد أن ربنا يسوع المسيح كان لابد أن يقوم لذلك معلمنا بولس قال لك "أنه إذا لم يكن ممكناً أن يمسك منه"،ليس من الممكن أنه يمسك من الموت، ومنذقديم الزمن في سفر هوشع قال "أين شوكتك ياموت أين غلبتك يا هاوية"، لقد انتهى الموت،القيامة رجاء جديد لحياة جديدة، لانتعامل مع ربنا يسوع المسيح أن هذا جسد مائت موضوع في قبر، قال لك لا أنتم تطلبوا يسوع المصلوب،نعم نريده، نحن نحبه،نحن أحضرنا له أطياب، قال لك لا ليس هو ههنا،هو غير موجود، إذن أين ذهب؟هل نقلتموه إلى قبرآخر؟! قال لك لا إنه قام،قام القيامة يا أحبائي تحقيق أن يسوع الذي شاهدناه على الأرض هو الإله الحقيقي، القيامة تحقيق لعقيدتنا، القيامة تحقيق لإيماننا الأرثوذكسي، إيماننا المسيحي،لذلك الكنيسة تؤكدعلى أنه أهم فعل ربنا يسوع المسيح جاء وخلصنا به لابد أن يكون لنا فيه نصيباً الذي هو فعل الموت والقيامة،لكن كيف ينقل لنا فعل الموت والقيامة؟ قال لك بالمعمودية، معلمنا بولس الرسول يقول لك "مدفونين معه في المعمودية"،ما معنى مدفونين؟ندفن،ندفن أي نموت،لكن هل عندما نحضر طفل لنعمده ندفنه في المعمودية ونتركه مدفون أسفل أم نقيمه منها؟ نقيمه منها، فبذلك هو اجتاز الفعلين الموت والقيامة،لذلك عندمايقول"أنكم قد متم مع المسيح وحياتكم مستترة فيكم"،هل هناك شخص يحدث أناس أحياء يقول لهم أنتم متم!، يقول لهم أنتم قد متم مع المسيح وهم لا زالوا أحياء،قال لك لا بل يقصد متم مع المسيح أي تعمدتم،أي اجتزتم فعل القيامة،والصليب ليس فعل نظري في حياتنا كلنا أخذناه، بماذا أخذناه؟ بالمعمودية،لذلك إذا انتبهتم سوف تجدوا أن الله قصد بالتدبير أنه يقوم في اليوم الثالث، قال لك ولكن لماذا لم يقم في اليوم الثاني؟،أولماذا لم يقم في اليوم الرابع؟ قال لك لأن ربنا يسوع المسيح عندما أوصى على المعمودية قال "عمدوهم بسم الآب والابن والروح القدس"، ثلاثة،إذن كيف نعمد بسم الآب والابن والروح القدس وهم ثلاثة ونجعل المعمد يغطس مرتين، أو نجعل المعمد يغطس أربعة مرات أو خمسة أو ستة أو سبعة!،قال لك هم يكونوا ثلاثة أيام وفي نفس الوقت الآب والابن والروح القدس،لكي يكون هناك اتفاق،فأكون أنا تعمدت بسم الآب والابن والروح القدس وأيضاً دفنت مع المسيح ثلاثة أيام وقمت، لكن إذا كان أثنين أو أربعة لن تكن متطابقة، لذلك ربنا يسوع المسيح قصد أن تكون قيامته في اليوم الثالث، لكي يكون كل أحد فينا في المعمودية ينال نفس النصيب ونفس الفعل الذي ربنا يسوع المسيح فعله لنا،جيد جداً أن نكون بقلب المريمات المحب، الشغوف، المستيقظ باكراً جداً والظلام باقي، ليذهب إلى قبر يسوع، جيد جداً، ولكن ليس حسنا أبدا أننا نذهب إلى قبر يسوع وفي ضميرنا وفي قلوبنا وفي عقولنا أنه مجرد جسد مائت، أقول لك لا فهذا أمر يستحق العتاب،لذلك مريم المجدلية عندما ذهبت مرة ووجدت القبر فارغ،لم تصدق فرجعت مرة أخرى، وعندما ذهبت ثانية إلى القبر وجدته فارغ وهناك ملاك، وجدت يسوع نفسه كلمها وقال لها لا تلمسيني، تذهب تقول لهم يقولوا لها نحن لا نصدق ذلك،تعود ثانية، الآباء يقولوا أن مريم المجدلية التي ذكر عنها في الكتاب المقدس أنها ذهبت إلى القبر خمس مرات في فجر الأحد، خمس مرات هم يقولون أنه بينهم مرات لم تكن تأخذ المشوار كامل،تذهب وترجع وهي في منتصف الطريق أو ربع الطريق تتقابل مع شخص ذاهب تذهب معه مرة أخرى،تعود ثانية تتقابل مع فوج آخر تعود معهم، لكن الكتاب يذكر أنها خمس مرات كانت عند القبر، لكن من المفترض أن يكون لديها إيمان القيامة الكافي،على عكس يوحنا الحبيب الذي ذهب مرة واحدة فقط، مرة واحدة قال لك فرأى وآمن، قلب المريمات قلب ممتلئ عاطفة، قلب ممتلئ اشتياقات، لكن لا تكفي العاطفة بدون إيمان، الإيمان لابد أن يكون ممزوج بعاطفة، لذلك عندما أتعامل مع ربنا يسوع المسيح لا أتعامل معه بعواطفي فقط،هذا منهج منتقص، أخواتنا البروتستانت يتعاملوا بالعاطفة، أقول لك هذا منهج منتقص،قصة المشاعر والعاطفة هذا منهج غير كامل، لابد أن يكون معه إيمان سليم، أنني لن أذهب لقبر فارغ لكن أتأكد أنني ذاهب ليسوع المسيح الحي القائم من الأموات المصلوب المقام،هذا هو الإيمان الذي أذهب به،أذهب بهذا الإيمان مع عواطفي ومشاعري،هذا هو الإيمان الصحيح، جميل جداً أني أمزج عواطفي بإيمان سليم، جميل جداً أن الإيمان السليم يكون معه عاطفة ومشاعر من هنا يا أحبائي القيامة هي سر قوتنا، سر انتصارنا على الخطايا، سر رجاءنا في الحياة الأبدية، سر إيمانا بأن هذا هو المسيح ابن الله بالحقيقة، سر ثبات عقديتنا في المسيح يسوع، لأنه لو لم يكن المسيح قد قام فباطل إيماننا،المريمات ذاهبين معهم أطياب وتأكدوا من القيامة لكن يقول لك هنا أنه أخذتهم رعدة وحيرة، لدرجة أنهم ظلوا فترة غير قادرين أن يقولوا لأحد، قال لك "ولم يقلن لأحد شيئاً لأنهن خفن"، غير قادرين، خائفين، لماذا خائفين؟ يقولون إذا قلنا لأحد يسخر مننا،أوماذا نقول لهم إذا كنا نحن أنفسنا غير قادرين على الاستيعاب كيف نجعل شخص آخر أن يستوعب؟كيف؟، خائفين،غير قادرين أن يقولوا لأحد، لكن من المؤكد أنه كان هناك فعل وصوت في داخل أنفسهم وقلوبهم حركهم وجعلهم يستطيعوا أن يقولوا،قد تكون أحدهن قالت لانحن لابد أن نقول،نحن لابد أن نقول لابد أن نخبرلذلك الكنيسة كلها يا أحبائي تردد مع تسابيح الملائكة أننا بموتك يارب نبشر وبقيامتك المقدسة، نحن من المفترض أننا كلنا نخبر بقيامة ربنا يسوع المسيح،يسوع المسيح الذي غلب الموت لنا، يسوع المسيح الذي نقل لنا رجاء الحياة الأبدية ونصيبها لنا،المسيح الذي يقول لنا إذا كان فكركم أني في قبر فالقبر فارغ، أنا قمت، أنا دحرجت الحجر ربنا يسوع المسيح يجعلنا نؤمن بحقيقة قيامته في حياتنا الشخصية،يجعلنا لا نتعامل مع جسد مائت، ولكن مع جسد حي بل وجسد محيي ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل