العظات

اللجاجــة فى الصلاة

إنجيل هذا المساء يا أحبائى فصل من بشارة معلمنا مارلوقا الإصحاح {18:1-8} , فيقول إنه أعطاهم مثل لكى يُعلمهم كيف يقفوا للصلاة و عدم الكلل أثناء الصلاة ,فقال لهم , كان فى المدينة قاضي لا يخاف الله و لا يستحى من الناس } قاضى آسي , قاضي ظالم , أكثر شئ يجعلك تضمن الإنسان الذى أمامك أن يكون خائف الله , فإذا كان إنسان لا يخاف الله , فسيعمل حساب الناس , فقال لا هذا و لا هذا { لا يخاف الله و لا يستحى من الناس,و كان فى تلك المدينة أرملة } خذ بالك تشبيهات ربنا يسوع تشبيهات بديعة جدا , أريد لك أن تضع لى صورة فى ذهنك عن رجل قاسى ظالم لا يخاف الله و لا يخاف الناس و فى مقابلها صورة مرأة أرملة غلبانة ضعيفة , ليس لها أحد , تخاف من الله و تخاف من الناس , ثم يُكمل { و أتت إليه قائلة : نتقم لى ممن ظلمنى "إنصفنى من خصمى "من الواضح إنها أيضا واقعة مع خصم يُشبه القاضى , فلها الآن قاضى و خصم أيضا لا يستحى من الله أو الناس , فالإثنين مُتعظمين عليها , و هى أرملة ضعيفة , فرجائها الوحيد , بإنها تتحايل على الخصم و ثم تجده صعب جدا فتقول من الممكن أن أذهب إلى القاضى , ولكن عندما تذهب إلى القاضى تجد أصعب , فقالت لا أنا أظل مع القاضى أهون , لأن الخصم مهما كان فهو خصم , فتظل تذهب إلى القاضى و تتحايل عليه و تبكى له و تصرخ له , و تقول له " إنتقم لى ممن ظلمنى "ثم يقول لك عن القاضى " و لم يكُن يشاء إلى زمان ", فهذا يُعنى إنه يعرف إنها مظلومة و يقول عن القاضى إنه بعد ذلك قال فى نفسه " إن كنت لا أخاف الله و لا أستحى من الناس فمن أجل إن هذة المرأة الأرملة تُتعبنى " فهو بدأ أن يحل لها مشكلتها , ليست لأنها هى مشكلتها و لكن لزنها و لكن فى الحقيقة هو لا يريض أن يُساعدها و لا تفرق معه إذا كانت هذة المرأة مظلومة أو ليس مظلومة و لكن فى الحقيقة هو أحب أن يريح نفسه من زنها فقال :{أنتقم لها لكى لا تأتى دائما و تُتعبنى } , { ثم قال الله اسمعه ماذا يقول قاضى الظُلم , أفلا ينتقم الله لمختاريه الذين يصرخون إليه النهار و الليل و هو مُتمهل عليهم }, فما عذا العجب يا رب , فليس من المعقول ,إنك تضع لنا نفسك فى مثل هذا التشبيه . فكأن الرب يريد أن يقول لك , إذا أنت طلبت منى طلب و أنا لم أُصغى إليك , فهذا لا يُعنى إنك لا تطلب مرة ثانية , لا, أطلب ثانية , أحيانا أنت تعتقد إننى ضدك و لكن فى الحقيقة , لكن فلنفترض إننى فى الحقيقة ضدك , لتفترض إنك لا تُهمنى و لكن إلحاحك علىّ سوف يجعلنى أستجيب لا من أجلك أنت بل من أجل إلحاحك , فترى كيف إن الله كلى الحق كل الثبات كلى القدرة , يجعل نفسه فى تشبيه عيب , حتى يُبرز لنا , كم إن هذة اللجاجة عظيمة و مهمة و كيف إن الإنسان لابد أن يتمسك بلجاجته كل حياته , العجيب أن غذا أحد المخلع و هذا المخلع ظل يجلس بجانب البركة 38 سنة , فالكنيسة تربُط لنا بين إنجيل العشية {القلضى و الرملة }وبين أحد المخلع و مزمور العشية يقول لنا { إستمع صلاتى إصغى إلى طلبتى } يا رب أنا أقف أمامك و أقول لك , إستمع صلاتى و تضرعى و إنصت إلى دموعى و لا تسكت عنى . مرة مُعلمنا داود كان يقول لله { لا تتسامر من جهتى} و كأن الله يُريد أن يقول لنا إن الصلاة ة الجاجة أثناء الصلاة هى مُفتاح لباب المراحم , هل عندك ضيق أومشكلة , فما المانع إذا وضعتها أمام الله ؟؟, و لكن المشكلة يا أحبائى إن الواحد من الممكن أن يصرخ فقط فى مرض الجسد , لا يصرخ أبدا للروح. فنحن نتعجب كثيرا فى معجزة الرجل المفلوج , و نكون متهليلين عندما نرى يسوع يقول له " كم إحمل سريرك و امشى" فكم جمال هذا المنظر , و لكن فى الحقيقة بالفعل , شفاء الروح اهم بكثير , فكم واحد مربوط سنين من خطيةمكتفاه و لا يستطيع أن يتخلص منها فالخلاص من خطية , أحسن من شفاء الجسد , فالنفس باقية و لكن الجسد إلى زوال , يقول لك , تعجب من شفاء نفسه و لم يتعجب من شفاء الروح , فالمعجزة الحقيقية هى التوبة و الرجوع إلى الله و تغيير العقل و القلب و السلوك , المعجزة الحقيقية , إن يد تُرفع لتصلى , القديس باخوميوس قال " أنت إذا علمن واحد كيف يرفعيده إلى الصلاة , فأنت قد شفيتيدا يابسة" , يقول" و أنت إذا علمت إنسان العطاء , فأنت قد شفيت رجل أعثم " فالأعثم لا يستطيع أن يمشى ثم يُكمل و يقول " و أنت إذا نقلت إنسان من الخطية , فأنت قد شفيت ميتا و ن أنرن عين إنسانا لمعرفة و قراءة الكتاب المقدس فأنت قد أبصرت عين إنسانا و إن نقلت إنسانا من الضب إلى الوداعة , فأنت قد أخرجت شيطانا " و كأنه يريد أن يقول إن معجزة النفس فى الحقيقى أهم كثير كثير بمت لا يُقاس , فإذا كان الإنسان عندما تكون قطعة متألم منها فى جسمه , يظل يصرخ غلى الله و ماذا عن الروح ؟؟! و ما فائدة اصوم يا احبائى, لناذا وضعت لنا الكنيسة هذةالفترات للصوم , ولماذا الكنيسة واضعة لنا الآن " إستمع صلاتى وتضرعى إنصت إلى دموعى " . أُريدك أن تتخيل معى إنسان صائم و يظل يزرف فى دموع توبة حتى يتحنن الله و يعمل ميطانية و يشتكى نفسه من ثقّل خطاياه , فالله لا يرفع لا يتحنن!! "فقال له لا تسكت عنى " و هنا يقول لك رجل قاضى طالم لا يخشى الناس و لا يهاب الله , لكن هذة الأرملة الضعيفة التى ليس لها أية سلاح سوى اللجاجة و الإلحاح , فهذة تُمثل النفس البشرية , فالخطية سلبتها كل شئ و لكن معها شئ واحد فقط , الخطية لا تقدر أن تسلبها منها أبدا و هى لجاجتها مع الله بل بالعكس كلما تشد الخطية على الإنسان أكثر فمن المفترض أن يزادا هو فى لجاجته أكثر , كلما يتألم الإنسان كلما يأن . فيقول , و لكن أنت فى الحقيقة ذهبت له قبل ذلك و لم يفعل لك شئ , فمرة كرشك و مرة لم يُكلمك و مرة لم تجده , فهل ستذهب مرة ثانية ؟؟!! نعم بالطبع إذهب , فلا يوجد أحد يذهب له الله و يكرشه , فهل مرة وقفت أمام الله و شعرت بالرفض منه ؟؟ فقول لى ممكن .. و لكن أنا أقول لك لا , أنت فى الحقيقة إنك مقبول و لكن من الممكن أن تكون طلبتك رُفضت . فتقول لو و ما الفرق إذا ؟؟ أقول لك الإبن الذى يعيش مع أبوه من الممكن ان يطلب طلب فيؤخذ أو لا يؤخذ و لكن لا يطرده الأب من المنزل , فالأب برى إن هذا الموضوع من الممكن أن يأتى الآن أو من الممكن أن لا يأتى الآن , أحيانا من الممكن أن نطلب شئ ليس من صالحنا أن نأخذها الآن , مثلما قال الآباء القديسيين : "أحيانا تكون إستجابة الصلاة هى عدم إستجابتها " أحيانا يود الله أن يُعطى لنا شئ و لكن ليس هذا وقتها فتخيل أنت عندما نجد أب يوعد إبنه و يقول له إذا أخذت البكاليريوس , سوف أحضر لك سيارة , ولكن تخيل أنت هذا الولد نجح فى الإبتدائية و قال له, إين وعدك إذا إين السيارة , فيقول له لا الوقت لم يأتى بعد و و لكن ما رايك إذا سمع الأب كلامه و أحضر له سيارة و هو فى إبتدائى أو إعدادى , هل هذا يكون أب حكيم ؟؟ فتقول , لكن فى الحقيقة السيارة جيدة و تنفع و هكذا و هكذا و لكن فى الحقيقة , هذا ليس وقتها , الولد يجب أن ينضج و يجب أن يعرف أن يقود السيارة , فهكذا الله , من الممكن أن أطلب من الله فضيلة و لكنه يرى إننى لا أستطيع أن أصونها , من الممكن الآن أن يكون هناك شئ فى حياتى يمنع تقدمى , متأنى علىّ و ساكت علىّ و لهذا هنا قال له " لا تسكت عن دموعى " قف أمام الله بإحساس هذة المر أة المسكينة , قيا ليتنا نتعلم منها هذة الصرخة الجميلة " إنصفنى من خصمى " فمن هو خصمى ؟؟ و أنا خصومى كثير , خصمى جسدى و ذاتى و العالم و العدو و الموت و الشر و الشرير , فأنا لى خصوم كثير جدا , تصور أنت عندما يجلس الإنسان و يُفكر عن خصوم له فى الحياة , فنسأل من هم خصومك؟؟ تقول لى واحد يكرهنى أقول لك لا يا سيدى لا تشغل بالك به كثيرا , فالمشكلة الحقيقية فى خصمك الحقيقى , الذى يُريد أن يُسلبك نفسك و حياتك الأيدية و وقتك , خصمك الحقيقى هو جسدك . واحد من القديسيين كان يقول " ليس لى عدو إلا ذاتى و لا أره إلا خطاياى " و الذى يجعلنى أحيانا أعادى الناس هو ذاتى و ليس الناس , الذى يجهلنى لا أحب هو ذاتى و ليس الناس , لأن عندما أكون أنا ملئ بالمحبة أحب الكل , فواحد يصرخ و يقول أنصفنى من خصمى و هو لا يشاء إلى زمان , فما الذى أفعله أنا الآن , أقول لك تظل تصرخ , تقول لى و لكنه لم يسمع لى , أقول لك فى يوم من الأيام سوف يسمع إذا لم تكن أنت لك إستحقاق فسيسمع للجاجتك , إذا قرأت فى سفر أرميا سوف تجد أرميا فى مرة قال لله :" لا تلح علىّ"فعندما يقول لك واحد لا تتحايل علىّ فمعناهل إنه يأتى بالمُحايلة و بعد ذلك يقول له " حتى و لو أتى موسى و صموئيل إلىّ" . فهناك شيئان من الممكن أن أتى برحمة ربنا بهما , اللجاجة و الوسطاء ,و من هؤلاء الوسطاء؟؟ الله أعطى لما أجمل وسيط بداخلنا هو الذى يتوسل إلينا , فهو الروح القدس . الروح القدس هو الذى يُنقل طلباتنا إلى الله , الروح القدس الذى هو فى قلب الإنسان الذى يُنظف الذى يُقظ . فإذا وقفت فى صلاتك و شعرت بعمل الروح القدس بداخلك , فأنت تكون بدأت أن تعرف بعمل الروح القدس بداخلك , إذا وقفت أمام الله و شعرت بشئ يتحرك بداخلك و أنت لا تعرف أن تُعبر عنها , فهذة هى الروح , الروح الذى يشفع فينا بانات لا يُنطق بها , فتعرف ماذا يعنى بأنات لا يُنطق بها ,فإن واحد قال آه , فماذا تُعنى كلمة آه ؟؟ إنها لها معانى كثيرة جدا , معناها متألم , معناها لا أستطيع أن أحتمل ,معناها أشياء كثيرة جدا فقال أنات لا يُنطق بها , فما الذى يجعل بداخلك الأنين ؟؟ الروح القدس هو الذى يجعل بداخلك هذا الأنين , فإذا الله وضع فينا الوسبط المضمون و لم يجعله بعيد , فلا نبعث نستدعيه و يأتى لنا بحلول مرة كل مُناسبة و لكن فى الحقيقة إنه بداخلنا , و هذا الروح يريد أن يشفع فيك و يريد أن يُعلمك الأنين و يُريد أن يُعلمك الصراخ , وقفة الصلاة يا أحبائى تعرف أنها نقبولة عندما تشعر إنك بدأت تدخل فى مرحلة من عجز الكلام و بدأت تأنفقط , قال هذا لا تسكت عن دموعى . فهذة الأرملة إنسانة مسكينة , العالم و المُجتمع و التجارب سلبتها كل حقوقهاو سلبتها كل قواها ز سارت ضعيفة جدا و مسكينة جدا و مُحتقرة جدا , و القاضى لأنه يرى إنها إمرأة مسكينة و ليس لها أحد فمن الممكن أن يكون لا مبالى بها بالأكثر لأنها ليس لها أحد , فقال لها حتى إذا كان القاضى قاضى ظالم لهذة الدرجة , هو من الممكن أن يُنصفها من أجل لجاجتها و لا من أجل لجاجتها أيضا و لكم من أجل إنها لا تُزعجه . فقال إذا كان البشر من الممكن أن يفعلوا هذا , "أفلا ينصف الله مُختاريه الذين يصرخون إليه نهارا و ليلا " فهل الله لا ينصف مُختاريه ؟؟ , فيقولوا عن يوسف عندما أتى له أخوته , فيقول أخذ رُكن و بكى , لم يحتمل أن يرى إخوته يسجدون له و لكنهم ظلموه و باعوه و إفتروا عليه و جلسوا يأكلوا و يضحكوا , فبعد كل هذا يبكى فمن المفترض أن يغلق عليهم سجن و يجلس هو يضحك و يأكل و لكنه فى الحقيقة بكى عليهم لأنهم مساكين. و لكننى خاطئ و عملت الكثير من التعديات و أغضبت الله منى و لكنى الآن عائد له , فما الذى يفعله ؟؟ يبكى عليك و هو الذى يفتح لك حُضنه و هويقول لك أفلا ينصف الله مُختاريه الذين يصرخون إليه نهارا و ليلا . فشاهد كم هى الأبواب التى يريد أن يفتحها لنا الله , أبواب الرحمة و السلام و الخير , و أنا أغلقها على نفسى بيدي , متى؟؟ عندما أقول إننى صليت ضلوتين أو ثلاثة و لكننى لم أشعر بشئ و الله لم يشعر بشئ , يقول لك بهذة الطريقة " أغلقت على نفسك باب خير كبير " خلاص نفسك ثمين , و الشاعر الرحية لا يوجد أجمل منها فى الحياة كلها , يظل يبحث الإسان يا أحبائى عن بهجة فيغير فى أكله و يريد أن يأتى و يذهب و يريد أن يجمع ناس وحوله و يُكلم ناس و يريد أن يغير منزله , و لكن لا يوجد أى شئ يا أحبائى يسوى لحظة وجود مع الله حقيقية , جرب وعندما تُجرب سوف تشعر بالحقيقة إنك أسعد إنسان فى الدنيا , عندما تختبر سوف تشعر إن هذا العالم صغير و إن حياتك أصبحت لها رؤية جديدة و الناس تُعاملهم بقلب مفتوح أكثر , و فى هذا الوقت تزيد شفقتك على الناس الضعفاء و لا تحتقر و لا تُدين و لا تلوم أحد , بل بالعكس سلمهم بإنك وضعت يديك على كنز , فهذا هو هدف الصوم و الفصول التى وضعتها لنا الكنيسة , فتقول لنا تعلموا اللجاجة , تعلم أن تقول له " إستجب إلى صلاتى " " لا تسكت عن دموعى " " إنصت إلى دموعى و لا تسكت عنى" تعلم إنك حتى إن كانت صلاتك لا تُسمع و لا تُستجاب ,لا تترك صلاتك ,المخلع ظل يجلس بجانيب البركة و يرى إنه فى كل مناسبة واحد يُشفى و ناس تحمله و يفرحوا كثيرا به و يكون هذا الرجل الذى شُفى , أتى قبله ب20 سنه و لكن معه 10 يحملوه يكونوا شُداد بعض الشئ , فما مشاعر المخلع إيناذاك , فما الذى يقولوا لله , يقول له :" هل هذا حق ؟!! لا إنه ظلم .و لكن هل نتيجة هذا الكلام إنه نرك المكان ؟؟ لا لم يترك المكان , و هل تعتقدوا إن هذا الموقف حدث معه مرة أو إثنين و لكنه فى الحقيقى بالتأكيد , حدث مرات ومرات كثيرة و هو مازال يمكُث و لكن عندما أتى يسوع و دخل هذة البركة , هو يتجه إلى هذا الرجل و كأن هذا الرجب أخذأكبر نعمة شفاء فى كل الذين نالوا الشفاء قبل ذلك , لأن كل الذين نالوا الشفاء قبل ذلك كان عن طريق البركة و المياه و لكن هذا نال الشفاء بيسوع المسيح نفسه ,فأتارى كل هذة الفترة كانت له و ليس عليه و حتى يتعظم الله فيه و له و لتعليمنا نحن و حتى تُعلم الإنسان كيف إنه يثبُت أمام مراحم الله و يثق إن الله سيهب و سيعُطى و سيشفى . ربنا يُعطى لنا يا أحبائى فى هذة الفترة القليلة المُتبقية , الواحد يتعجب من سُرعة أيام الصوم , فهى سريعة جدا , تُريد مننا أن نُمسك بها حتى نأخذ قوتها و عافيتها , الفترة القادمة الله , يُعطى لنا فيها روح لجاجة و روح طلبة حتى نصرخ لكيما نتأكد إننا سوف لا نخرج إلا و نحن حاملين سريرنا , سوف لا نخرج إلا و نحن شاعرين إنه أعطى لنا إنصاف من خصمنا . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

فراغ العقل

مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالته لأِهْل فِيلِبِّي أصْحَاح 4 : 8 { أخِيراً أيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا } . نِعمة الله الآب تَحِل عَلَى أرواحنَا جَمِيعاً آمِين مِنْ أكثر الحَاجَات الَّلِي نِحِس إِنَّهَا تُؤثِر عَلَى الإِنْسَان " العَقْل الفَاضِي " .. العَقْل الفَاضِي يِقُول عَنْهُ الآباء القِدِّيسِين { العَقْل الفَاضِي مَعْمل لِلشَّيطَان } .. وَأصعب حَاجة عَلَى الإِنْسَان إِنْ يَكُون العَقْل فَاضِي مَافِيش حَاجه تِشْغِله مَا هُوَ العَقْل ؟ هُوَ المِيزة بِتاعِت الإِنْسَان .. هُوَ أجمل عَطِيَّة أعْطَاهَا رَبِّنَا لِلإِنْسَان لِيسمُو بِهَا فوقَ كُلَّ الخَلاَئِق البَشَرِيَّة .. كُلَّ حَاجة حَوَالِينَا موجُودة لكِنْ الَّلِي يِمَيِزنَا عَنْهَا العَقْل كُلَّ الخَلاَئِق الأُخْرَى الَّلِي يُحْكُمهَا الغَرِيزة لكِنْ إِنْتَ يُحكُمك العَقْل .. طَاقِة الفِكر فِي الإِنْسَان هِيَّ طَاقِة الإِبدَاع هِيَّ طَاقِة التَّأمُل وَالتَّخَيُّل .. طَاقِة الدِرَاسة .. طَاقِة التَّميُز .. قُدْرِة الإِنْسَان عَلَى رَبط الأُمور بِبعضهَا .. قُدرِة الإِنْسَان عَلَى التحلِيل وَالإِستنتاج .. كُلَّ ده جَاي مِينِينْ ؟ مِنْ العَقْل .. فحص الأُمور .. مَعْرِفة وَدَوَافِع الأُمور .. العَقْل هُوَ قُدرِة الإِنْسَان عَلَى رَبط المعلُومات فَالعَقْل هُوَ مركز الوُجُود الإِنْسَانِي عَشان كِده الشِيطَان أوِّل ضربة يِضربهَا لَك يِضربهَا لَك فِي العَقْل .. يعنِي لَمَّا نِحِب نقُول إِنْ الشيطَان بِيحَارِبنَا نقُول إِنَّه بِيحَارِبنَا فِي العَقْل .. عَشان كِده يقُولُوا إِنْ الشيطَان بِالنِسبة لِيَّ وَبِالنِسبة لِك هُوَ قُوَّة عقلِيَّة يِأثَّر عَلَى الفِكر عَلَى إِهتِمَامَاتك .. الفِكر لَمَّا يِتلخبط الجَسَد يِتلخبط عَشَان كِده الَّلِي يِحِب يتوب لاَزِم يتوب أوَّلاً عَنْ طَرِيق الفِكر لَمَّا مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول قَالَ عَنْ تغيير أشكالكُمْ قَالهَا إِزاي ؟ .. { تَغَيَّرُوا عَنْ شِكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أذْهَانِكُمْ } ( رو 12 : 2 ) .. فِي فَضَايِل أوْ فِي خَطَايَا أوْ فِي أُمور رُوحِيَّة عَايزه تِتغيَّر لاَزِم لَوْ حَبِيت تِتغيَّر تِتغيَّر فِي الأوِّل فِين ؟ فِي العَقْل .. بِتجدِيد أذْهَانَكُمْ .. العَقْل هُوَ السَّاحة الأُولَى وَالمِيدان الأوَّل لِلعدوعَشان كِده العَقْل ده أمر مُهِمْ جِدّاً إِنْ الإِنْسَان يستخدِمه صح يِقُول إِنْ العَقْل يُشْبِه المطحنة الَّلِي تَضَعْه فِيهَا يِطحنه وَالَّلِي يِطحنه يِقَدِّمه لَكَ وَتأكُل مِنْهُ لَوْ وَضعت فِيه حَاجَات حِلوة يِطحنهَا وَيقدِّمهَا لَك وَتاكُل حَاجَات حِلوة .. لَوْ وَضعت حَاجَات مِش حِلوة هَيِطحنهَا وَهَيقَدِّمهَا لَك وَهَتاكُلهَا أيْضاً إِهتم الأوِّل بِالَّلِي جُوَّه العَقْل .. إِنْتَ وَإِنْتَ قَاعِد مَعَايَا دِلوقتِي إِسأل نِفْسك إِيه الَّلِي فِي عَقْلك ؟ بِيهتمْ بِإِيه .. بِيدُور حَوَالِين إِيه .. بِيفكَّر فِي إِيه ؟ أصعب حَاجة لَوْ قُلْت لِي أنَا إِكتشفت إِنَّه لاَ يُفَكِّر فِي شِئ .. فَاضِي .. عَارِف لَمَّا عَقْلك يِفْضَى هَا يمِيل لِلعدو وَلِلأفكار الشِّرِّيرة .. عَشان كِده يِقُول القِدِّيسِين { فِي عَقْل إِمتلأ بِأُمور هذَا العَالم لاَ يوجد مَكَان لِمعرِفة أسرَار الله } .. لَمَّا عَقْلك يُبقَى مَشْغُول بِحَاجَات مِش كُوَيِسة لاَ تعرِف أنْ تِشْغِله بِأسرَار رَبِّنَا .. إِيه الَّلِي بِيِشغِل العَقْل بِتاعك ؟!عَايِز أقُولَّك إِنْ كَثِير مِنْ الأحيَان عَقْلِنَا ده لاَ نستخدِمه .. أنَا مِش عَايِز أكَلِّمك عَنْ مُستوى رُوحِي فَقْط إِنَّمَا عَلَى مُستوى دِرَاسِي ثَقَافِي .. إِحنَا لاَ نُفَكِّر .. أقدر أقُولَّك كِده إِنْ إِنْتَ لاَ تَدْرِس الأُمور بِعُمْق .. أقدر أقُولَّك كِده إِنْ إِنْتَ مِش مُهتمْ قَوِي بِأهَمِيَّة العَقْل .. العَقْل بِيفكَّر إِزَاي .. بِيِعمِل إِيه .. بِيَاخُد إِيه ؟ إِنْتَ مُمكِنْ تِكُون لاَ تُفَكِّر بِعقلك نَتِيجة لِعِدَّه أُمور مِنْ أهمها إِنْ أهَالِينَِا وَهُمَّا بِيربُونَا كَانُوا يِخَلُوك تِعمِل الحَاجة .. تِقُول لِيه ؟ يِقُولَّك هُوَ كِده تِيجِي فِي الدِرَاسة .. تِعْتِمِد الدِرَاسة عَلَى التلقِين أكثر مِمَّا تَعْتَمِد عَلَى الفهم .. تِلاَقِي عقلك ده لاَ تستخدِمه أوْ مُمكِنْ فِي الدِرَاسة يِقُول لك إِحفظهَا كِده .. طب عَايِز أفهم .. يقُولَّك بس إِحفظهَا .. خَلاَّك لاَ تستخدِم عقلك .. حَتَّى فِي الدِرَاسة الَّلِي هِيَّ المفرُوض تِنَمِّي عقلك لاَ تستخدِم عقلك لِدَرَجِة إِنَّه يِقُولَّك إِحفظهَا كِده لأِنَّك لَوْ حَاوِلت تِفهمْ هَا تِتلخبط .. طب ده خَلَّى إِيه ؟ خَلَّى عقلك دُوره ثَانَوِي فِي الحَيَاة بَلْ وَيِمكِنْ كَمَان عَشْان إِنْتَ لاَ تُفَكِّر إِبتَدِيت تَاخُد حَاجَات مِنْ الكِنِيسة مُجرَّد إِنْ إِنْتَ بِتَاخُدهَا كَتلقِين عَقْلِي حَتَّى رُبَّمَا فِي معلُومات الكِنِيسة بِنَاخُدهَا بِطَرِيقة تلقِين عَقْلِي بِحِيث إِنْ إِحنَا منفكرش وِنِقُول إِيه .. قُولهَا وَهِيَّ كِده وَخَلاَص .. يِقُولَّك .. لاَ أُمور كَثِيرة مِحتاجة تركِيز وَتفكِير وَفهمْ وَمُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يِقُول لِتلمِيذه تِيمُوثَاوُس { افْهَمْ مَا أقُولُ . فَلُيعْطِكَ الرَّبُّ فَهْماً فِي كُلِّ شَيْءٍ } ( 2تي 2 : 7 ) .. يعنِي الَّلِي أنَا بَقُوله لَك إِفهمه بس رَبِّنَا هَا يِزَوِدلك الفهمْ بس إِفهمْ إِنْتَ أوَّلاً .. الفهمْ مُهِمْ جِدّاً .. جَمِيل جِدّاً الإِنْسَان يِكُون صَاحِب فِكر .. يِفكَّر وَيَتَأمل .. يِدْرِس .. يِقرَا فِي الحَقِيقة إِنْ أكتر الحَاجَات الَّلِي تعبَانه إِنْ عَقْلِنَا فَاضِي مِش مُهتمْ .. مِش مُحِبِين لِلقِرَاءة وَالمعرِفة وَالإِطِلاَع .. تُدخُل النَّهارده أي مكتبة تِلاَقِي فِيهَا أنْتِيكَات وَتُحف وَهَدَايَا .. طب فِين الكُتُب ؟المفرُوض إِنْ المكتبة يُبقَى فِيهَا كُتُب مِش معرض .. تَحَوَّلت المكتبَات إِلَى مَعَارِض .. طب لَوْ تِسأل عَنْ كُتُب يِقُولَّك الكُتُب فِي الدُور العُلوِي النَّاس لَيْست مُهتمَّة بِالقِرَاءَة وَده خَلَّى النَّاس سطحِيَّة وَمِش أصحَاب فِكر أصبحُوا ضَحْلِين وَلَمَّا بَقَى العَقْل فَاضِي بَقَى مُمكِنْ يِتشَكِّل بِأي أُسلُوب وَبَقَى مُمكِنْ يِرُوح شِمَال وَيِمِين عَشَان كِده إِنْتَ لاَزِم تَاخُد بَالك عقلك بِيفَكَّر فِي إِيه .. مشغُول بِإِيه ؟ محتَاج إِنْتَ تِعْرف بِتفكَّر إِزَاي وَإِهتِمَامَاتك إِيه وَلَمَّا مَا نِقرَاش يُبقَى عَقْلِنَا فَاضِي وَالعَقْل لَمَّا يُبقَى فَاضِي يُبقَى سهل خِدَاعه .. النَّهارده المفرُوض إِنْ النَّاس تَتَسِع فِي المعرِفة .. لَوْ عندُهُمْ مَجَال لِلمعرِفة يِكَبَّرُوه .. يَعْنِي مَثَلاً لَوْ فِي كِتاب لِشرح القُدَّاس تِلاَقِي النَّاس تُقعُد وَتِعمِل دِرَاسَات عَشَان يُبقَى مَرجِع عَشَان يُبقَى حَاجة كِبِيرة كِده وَلِلأسف إِحنَا النَّهارده مِش بِنِعمِل كِده ..بَقِينَا نِعمِل إِيه ؟ العكس .. نِلَخَص .. الكِتاب الكِبِير بنصَغَره لِغَايِة لَمَّا يُبقَى صفحة وَاحدة أوْ أربع وَرَقَات .. المفرُوض يُبقَى لِينَا مَرْجِع إِنْ إِحنَا نستَزِيد فِي المعرِفة إِنْ الحَاجَات الصُغَيَّرة نِكَبَّرهَا يعنِي الكَنَائِس الغربِيَّة تِلاَقِي عندُهُمْ مَرَاجِع لِطُقُوسهُمْ عَمِيقة جِدّاً وَقَيِّمة وَضخمة( volumes ) وَكِبِيرة أمَّا إِحنَا الَّلِي أصحَاب الطقس الأسَاسِي يُبقَى الحَاجَات بِتَاعِتنَا تُخْتَزل وَبَقِينَا الحَاجَات الكِبِيرة نِصَغَرهَا وَهِيَّ عَنْدُهُمْ الصُغَيَّر يِكَبَرُّوه .. لِيه ؟ عَشَان مَعندِنَاش حد بِيقرَا وَلاَ يِشتِرِيه وَده عَشَان العَقْل مشغُول بِأُمور سطحِيَّة وَتافهه .. طب الإِنْسَان لَمَّا يُبقَى عَقْله مُعَطَّل كِده ده يُبقَى إِيه ؟ ده يُبقَى مرعَى لِلأفكَار الشِّرِّيرة وَمرعَى لِلإِهتِمَامَات السطحِيَّة مِنْ حَوَالِي أُسبُوعِين كُنْت فِي كِنِيسة السِت العدرا جَنَاكلِيس .. كَانُوا عملِين إِحصَائِيَّة عَنْ إِستخدَام الشُّبَان لِلتِلِيفِزيُون وَألـ Inter net وَمَِا يُشَاهِدوه فِي التِلِيفِزيُون وَعملِين ده فِي صُورِة رسم بَيَانِي .. شِئ مُزعِج جِدّاً لَمَّا يِسأله إِنْت بِتِتفرَّج عَلَى التِلِيفِزيُون كَام سَاعة ؟ فِي مَثَلاً سَاعة .. سَاعتِين .. لِغَايِة 8 سَاعَات .. طب بِتِتفرَّج عَلَى إِيه فِي التِلِيفِزيُون ؟ بَرَامِج ثَقَافِيَّة ( نِسبة ضَعِيفة ) .. أغَانِي فِيديو كِلِيب ( نِسبة عَالية ) .. أفلاَم ( نِسبة عَالية جِدّاً ) .. طب الَّلِي بِيِتفرَّج عَلَى أفلاَم مِنْ النُوع ده وَأغَانِي مِنْ النُوع ده دِمَاغه تُبقَى إِيه ؟ يَارِيتهَا فَاضية .. ده مُمكِنْ تُبقَى الحَاجة فَاضية وَنضِيفة .. لاَ .. دِي مِش بس فَاضية دِي مُلَوَّثة .. إِيه الَّلِي خَلَّى وَلد يُقعُد 8 سَاعَات قُدَّام التِلِيفِزيُون ؟ عَقْله فَاضِي .. إِيه الَّلِي خَلَّى أكتر مشرُوع يِنْجح تِعمِل كَافِتِيريَا وَتِلاَقِيهَا زَحمة ..لأِنْ النَّاس فَاضية وَالشُّبَان فَاضيين مِش عَارفِين إِزَاي يِقضُوا وَقتُهُمْ .. طب دِي عُقُول إِيه ؟ عُقُول فَاضية أسَاس فَرَاغ العَقْل هُوَ فَرَاغ الوَقت .. لَوْ وَاحِد مِش عَارِف إِزَاي يِقضِي وَقت فَرَاغه يُبقَى أسَاساً عَقْله فَاضِي .. لكِنْ لَوْ إِنْ عَقْله مَشغُول لَوْ جَاله وَقت فَرَاغ هَيِعرف يِقضِي وَقته ده إِزَاي .. أصبح مُشكِلِتنَا الرَئِيسِيَّة هِيَّ فَرَاغ العَقْل .. مَا أجمل العَقْل المشغُول بِأُمور نَافِعة .. مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يِقُول { كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا } ( فِي 4 : 8 ) .. فَكَّر فِي حَاجة جَلِيلة فِي حَاجة طَاهِرة كَانَ القِدِيس يِحنِس القَصِير سَرحَان فجأة أمَّا تَلاَمِيذه فَسَألوه بِتفكَّر فِي إِيه ؟ فَقَالَ لَهُمْ عَمَّال أتَأمل أيُّهُمَا أعظم .. أيًُّ مِنْهُمَا مَكَانتهُمَا أعظم فِي السَّمَاء الشَارُوبِيم أم السِيرَافِيم يِسَألُوا وَاحِد مِنْ القِدِّيسِين يِقُول لُهُمْ نِفْسِي أعرف إِيه الفرق بَيْنَ الأربَاب وَالسَلاَطِين وَالكَرَاسِي ؟دِي حَاجَات بِنقُولهَا فِي القُدَّاس .. دِي رُتب فِي السَّمَاء وَطغمَات .. طب مِين هُمَّا ؟ بِنقُولهُمْ وَخَلاَص .. حَتَّى الأُمور الرُّوحِيَّة كَثِير مِنْ الأحيَان لاَ نُفَكِّر فِيهَا .. حَتَّى أُمور فِي الكِتاب المُقدَّس كَثِير مِنْ الأحيَان مِش بِنُربُطهَا بِبعض مُبارك هُوَ عَقْل مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول الَّلِي رَبط بِينْ العهد القَدِيم وَالعهد الجِدِيد وَعَرَف يعنِي إِيه مَلكِي صَادِق ؟ ده هُوَ المَسِيح .. وَيعنِي إِيه الذَبَائِح ؟ دِي إِشَارة لِذَبِيحِة المَسِيح .. ويعنِي إِيه كَهَنُوت فِي العهد القَدِيم ؟ إِشَارة إِلَى كَهَنُوت المَسِيح .. وَيعنِي إِيه الصخرة الَّلِي جَابِت مَاء ؟ دِي كَانِت المَسِيح .. فَهَوْ رَبط العهد القَدِيم بِالعهد الجَدِيد .. رَبطهُمْ إِزَاي ؟ ده فِي إِلهَام الرُّوح القُدُس بس فِيه عَقْل بِيشتَغل الكِتاب المُقَدَّس مِحتَاج إِنَّك تُربُط مَعَانِيه بِبعضَهَا .. مِحتَاج إِنَّك تِتأمِل .. مِحتَاج إِنَّك تِتخَيِّل .. قُوَى العَقْل الَّلِي رَبِّنَا أعْطَاهَا لك مَا تِركِنهَاش .. بَلاَش يُبقَى عقلك فَارِغ حَاوِل إِنْ عقلك ده يُبقَى مَشغُول .. شُوف القِدِّيسِين .. شُوف وَاحِد زي القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيّ الفمْ تِحِس إِنَّه عَقْل جَبَّارشُوف وَاحِد زي القِدِيس جِيرُوم أوْ العَلاَّمة أُورِيجَانُوس نَاس أصحَاب فِكر عَالِي جِدّاً قَرَأُوا وَفَهَمُوا وَاستوعِبُوا رَبَطُوا الأحدَاث وَصَّلُوا لِينَا مَعَانِي عَمِيقة جِدّاً بس الفِكر لِلأسف إِحنَا مَا بِنفكرش لِذلِك تَتَسِمْ عَلَى كُلَّ سِماتنَا العشوَائِيَّة .. كُلَّ حَاجة نِعمِلهَا كِده بِدُون تفكِير .. مَتِقعُدش تِفَكَّر شِوية مَا بِتفكَّرش إِزَاي تِقَسِّم السَنْة بِتاعتك .. مَا تفكَّرش يِكُون عنْدك خِطَّة لإِشتِيَاقَات مُعَيَّنة تحققهَا عَلَى المُستوَى الرُّوحِي أوْ حَتَّى الثَّقَافِي – مَا بِتفكَّرش – مَفِيش تفكِير كُلَّ حَاجة مَاشية كِده وَخَلاَص .. لاَ خَلِّي بَالك المفرُوض عقلك ده هُوَ مِيزتك .. هُوَ جَمَالك .. وَلَوْ إِنْتَ إِتكلِمت كَلاَمك يِكشِف عقلك .. الفَلاَسِفة يِقُول لك إِيه تَكَلَّم لِكي أرَاك .. لَمَّا تِتكَلِّم الكَلاَم يِعَبَّر عَنْ طَرِيقِة تفكِيرك الكَلاَم هُوَ طَرِيقِة التعبِير عَنْ مَا بِدَاخِل الذِهن .. أنَا عَايِز أعرفك .. أعرَفك مِينِين ؟ أعرَفك مِنْ كَلاَمك .. إِنْتَ كَلاَمك فِيه إِيه .. إِفهم رَبِّنَا يَسُوع المَسِيح كَانَ يِكَلِّم فِي حَاجَات تِحْتاج تفكِير وَفهم وَكَانْ يِشُوف النَّاس بِتفهمْ وَلاَّ .. لأ { مَنْ لَهُ أُذُْنَانِ لِلسَّمَعِ فَلْيَسْمَعْ } ( مت 11 : 15) كَانَ يُكَلِّمَهُمْ بِأمثال وَبِغير مَثَالٍ لَمْ يُكَلِّمَهُمْ ( مت 13 : 34 ) ..كَانَ يُكَلِّمَهُمْ بِأمثَالٍ .. لِيه ؟عَشْان ذِهنُهُمْ يِتشِغِل .. يشوفهُمْ بِيشُوفُوا إِيه ؟ بِيربُطُوا الأحدَاث بِبعضهَا إِزَاي عَشْان كِده الكِتاب المُقَدَّس يِرَكِّز عَلَى إِزَاي الإِنْسَان يِكُون عنْده فهم رُوحِي .. ده رَبِّنَا يَسُوع المَسِيح يِوَصِينَا أنْ نَتَأمل .. يِقُول لِينَا تَأمَلُوا طُيُور السَّمَاء ( مت 6 : 26 ) .. زَنَابِق الحقل ( مت 6 : 28 ) يِقُول تَأمَلُوا فِيهَا .. إِسرح بِذِهنك وَإِحنَا مَعُدنَاش بِنَتَأمل .. مَعُدنَاش بِنفَكَّر أصلاً .. عَشْان كِده كَانَ يجلِس مَعَهُمْ يَتَكَلَّم لكِنْ يِسألهُمْ أيْضاً أفَهِمتُمْ مَا أقُوله ؟جَمِيل جِدّاً إِنْ رَبِّنَا يَسُوع المَسِيح يُبقَى عَايِز الإِنْسَان يُبقَى فَاهِم .. يِفهِمنَا كُلَّ حَاجة يِكَلِمهُمْ مَثَلاً { كَانَ لِمُدَايِنٍ مَدْيُونَانِ . عَلَى الوَاحِد خَمْسُمِئَةِ دِينَارٍ وَعَلَى الآخَرِ خَمْسُونَ }( لو 7 : 41) .. ده كَلاَم عَايِز عَقْل يِشتَغل عَشْان يِعرف يِجَاوِب .. لكِنْ وَاحِد قَاعِد مِش مِرَكِّز يِعرف إِزَاي !!عَشْان كِده رَبِّنَا يَسُوع المَسِيح كَانْ يِحِب يِشرح لَهُمْ بِالأمثَال وَيِحِب يِكَلِّمهُمْ بِحِكمة يِقُولَّك كِده { لِيَفْهَمِ القَارِئُ } ( مت 24 : 15) .. عَايزك تِفهمْ .. يِقُول دَاوُد النَّبِي{ إِنْسَانٌ فِي كَرَامَةٍ وَلاَ يَفْهَمُ يُشْبِهُ البَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ } ( مز 49 : 20 ) .. عَايِز فِكر .. عَايِز فهمْ .. جَمِيل الإِنْسَان الَّلِي يُبقَى مُحِب لِلفهمْ .. مُحِب لِلمعرِفة .. { هَلِكَ شَعْبِي مِنْ عَدَمِ المَعْرِفَةِ }( هو 4 : 6 ) .. مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يِقُول { بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ } ( عب 11 : 3 )القِدِيس أُوغُسطِينُوس يِقُول { أنَا أؤمِنْ لِكَي أعقِل وَأعقِل لِكَي أؤمِنْ } .. يعنِي لاَزِم الحَاجَات الَّلِي نُؤمِنْ بِهَا لاَزِم أكُون فَاهِمهَا إِنْتَ مُمكِنْ تِعِيش مِنْ غِير أعضاء وَيِكُون لَكَ كَرَامة عَظِيمة أمَام الله بِفِكرك .. مُمكِنْ إِنْسَان يِشِيلُوله إِيدِيه وَرِجلِيه وَعِينِيه بس مُخَّه شَغَّال وَتُبقَى مِيزته فِي عَقْله .. وَإِنْسَان تَانِي يُبقَى عِنْده كُلَّ الأعضاء بس مُخَّه تعبان .. خَلاَص فَقد معناه الإِنْسَانِي .. يِمكِنْ يِكُون صَلِيب أعْطاهُ لَهُ رَبِّنَا لكِنْ لاَ ننتَظِر مِنْهُ شِئ أبَداً .. لكِنْ مُمكِنْ إِنْسَان يِكُون عِنْده إِعَاقة مُعَيَّنة بس المُخ شَغَّال .. تِلاَقِيه مُبدِع وَالإِبدَاع جِه مِينِين ؟ جِه مِنْ عَقْله وَعِرِف يِستخدِم بَاقِي طَاقَات جَسَده .. عَشْان كِده العَقْل مُهِمْ جِدّاً الإِنْسَان مِحتَاج يِستخدِم المَالكة الَّلِي رَبِّنَا أعطَاهَا لَكَ مَالكِة الفِكر .. إِوعَى يِكُون الفِكر وَالمِيزة الَّلِي رَبِّنَا أعْطَاهَا لك مَبتستخدِمهَاش .. إِستخدِمهَا .. إِنْتَ الَّلِي مُمكِنْ تِحفظ المَزَامِير .. تِحفظ وَتَعِي ألحَان الكِنِيسة .. إِنْتَ الَّلِي مُمكِنْ تَعِي مَعَانِي طُقُوس الكِنِيسة .. مُمكِنْ تُرْبُط أحدَاث الكِتاب المُقَدَّس .. مُمكِنْ مِش بس تِقرَا كِتاب إِنْتَ مُمكِنْ تِكتِب كِتَاب .. إِنْتَ الَّلِي مُمكِنْ تِرشِد .. مُمكِنْ تِعَلِّم ده جَاي مِينِين ؟ مِنْ إِشبَاع عَقْل لكِنْ لَوْ كُلَّ الأُمور تُبقَى بِالسَطحِيَّة دِي ده شِئ مُزْعِج إِحنَا فِي جِيل إِفتقر إِلَى الثَقَافة .. رُبَّمَا لِظُرُوف إِقتِصَادِيَّة أوْ لِظُرُوف إِجتِمَاعِيَّة .. إِنْتَ لاَزِم تِصحَى لِلفِكر وَاعلَمْ أوِّل لَمَّا فِكرك يِفتقر كُلَّ أُمورك تفتَقِر .. جَسَدك يفتَقِر .. حَيَاتك تفتَقِر لأِنْ إِنْتَ فِكرك هُوَ الَّلِي بِيَقُود كُلَّ شِئ .. الإِنْسَان سِر نَجَاحه فِي فِكره وَفِي رَجَاحِة عَقْله .. قُوِّة تدبِيره عَلَى الأفكَار .. قُوِّة ضَبطه لِلفِكر .. طَرِيقِة ترتِيبة لِحَيَاته .. لِيُومه جَاية مِنْ الفِكر .. عِلاَج المَشَاكِل يِجِي مِينِين ؟ مِنْ إِنَّك تِفَكَّر .. الفِكر كِتِير رَبِّنَا يَسُوع المَسِيح نُشعُر إِنْ فِكره جَبَّار .. إِزَاي ؟ يِعرف يِخَاطِب كُلَّ الفِئات .. إِزَاي يِقدر يِوَّصل المعلُومات الصعبة جِدّاً بِسَلاَسة .. فِكر .. إِزَاي كُلَّ الَّلِي سِمعوه بُهِتُوا مِنْ تَعَالِيمه كَانَ يُعَلِّمْ الطِفل وَالكَاتِب وَالفرَّيِسِي وَالشِيخ وَالشَّاب وَالفَتَاة وَكُلَّ وَاحِد يِفهمْ مِنّه .. إِزَاي ؟فِيه نَاس يِشرح لِيهُمْ وَفِي نَاس مَابيشرحلُهُومش .. فِيه نَاس يِسَألهُمْ وَفِي نَاس يِسألوه وَميجَاوِبهُومش .. صَاحِب فِكر يِعرف إِزَاي يِفَكَّر مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول رَاجِل فِكره جَبَّار كَلِّم فَلاَسِفة وَحُكَمَاء .. أهْل كُورنثُوس وَرُومية أصحَاب فِكر عَالِي جِدّاً وَأقنعَهُمْ .. يِعرَف يِكَلِّم اليَهُودِي وَالأُمَمِي .. يِعرَف إِزَاي يِكَلِّم المُتَدَيِن وَيِعرَف إِزَاي يِكَلِّم الإِنْسَان العَالَمِي وَالشَهوَانِي .. إِزَي يُنْذِر وَإِزَاي يُشَجِع وَإِزَاي يُؤدِب وَمَتَى .. عِنْده رؤية مِنْ أصعب الحَاجَات إِنْ نِلاَقِي شَبابنَا أوْ الجِيل بِتاعنَا مِش أصحَاب فِكر وَلَوْ معلُومة تِتقَال لَهُ مِحتَاجة شِوية تفكِير مَا يِتعِبش نَفْسه إِنَّه يِستوعِبهَا .. عَايِز كُلَّ حَاجة سهلة وَتافهة وَسَطحِيَّة أتَعَجَب مِنْ سَيِّدنَا البَابَا لَمَّا مَرَّة يِقُول مِنْ وَأنَا صَغِير أفهمْ فِي كُلَّ حَاجة .. أعرَف أصَلَّح مكوى وَأعرَف أصَلَّح لَمبة وَقَالَ إِنْ وَأنَا شَاب صَغِير قَرأت كِتَاب إِسمه How can it do ?كَيْفَ هذِهِ تُعمَل ؟ يِقُولَّك الكِتَاب ده فِيه فِكرِة عَمْل كُلَّ الأجهِزة مِنْ أوِّل لمبِة الكهرباء إِلَى الطَيَّارة .. كُلَّ حَاجة فِكرِتهَا وَصِنَاعِتهَا .. لَوْ حَبِينَا نِقُول كِده الرَاديو يِقُولَّك إِنَّه فِيه دَايرة لِلصُوت وَيجِيب لك صورة وَشرح لِدَايرِة الرَاديو .. طب ألـ recorder يِجِيب لك صورة وَشرح لِلدَايرة بِتاعته إِزَاي يِشتغل وَإِزَاي لَوْ لاَقِيته مَا بِيتكلِّمش يُبقَى ده عُطل مُعَيَّن .. مَا بِيولعش يُبقَى ده عُطل مُعَيَّن التِلِيفِزيُون .. المكوى .. حَتَّى الطَيَّارة .. يِقُولَّك قَرأت الكِتَاب ده عِرِفت حَاجَات كِتِير أوِي بَدأت أعمِل حَاجَات كِتِير بِيَدِي – سَيِّدنَا البَابَا بِيقُول كِده – رَاجِل بِيفَكَّر وَاحِد عَايِز مَا يُبقَاش كِده بِيتفرَّج وَعَايِز أي حد تَانِي يِعمِلَّه .. وَاحِد لَمَّا اللمبة تِتحِرِق يُبقَى عَايِز وَاحِد كهرَبَائِي يِشُوفهَا له لاَزِم الإِنْسَان يِكُون عِنْده فِكر لاَزِم الإِنْسَان مِش بس يِعمِل حَاجة بَلْ يبتِكر أيْضاً لِيعمَل مَا هُوَ أفضل رَبِّنَا أعْطَى لِلإِنْسَان نِعمة العَقْل بِمجد وَكَرَامة خَلَقَهُ وَعَلَى أعمَال يَديهِ أقَامَهُ .. رَبِّنَا أقَامك عَلَى الخَلِيقة .. إِزَاي تِعِيش فِيهَا مُفتَقِر ؟ ده رَبِّنَا إِستئمِنْك عَلَى الخَلِيقة قَالَّك إِنْتَ سَخَّرهَا .. إِنْتَ إِبنِيهَا .. إِنْتَ إِزرعهَا .. إِنْتَ إِعمِل فِيهَا الَّلِي إِنْتَ عَايزه تِيجِي إِنْتَ متفكرش ؟!!!! يِقُولَّك .. لاَ .. لاَزِم تِفَكَّر متخُدش الأُمور بِسطحِيَّة .. لَمَّا تِيجِي تِعمِل حَاجة فَكَّر فِيهَا كُويس .. مِش عَارِف كُنْت قُلت لكُمْ وَلاَّ .. لأ .. لَمَّا الجَمَاعة بِتُوع المُوندِيَال جُمْ عنْدِنَا هِنَا فِي مِصْر عَشَان يِشُوفوا مَصْر يِنْفع يِتعِمِل فِيهَا مُوندِيَال وَلاَّ .. لأ .. قعدُوا يِدرِسُوا لقوا إِنْ هُمَّا بِيدرِسُوا حَاجَات إِحنَا نفسِينَا مِش بِنفكَّر فِيهَا .. يِقُولُوا مَثَلاً عنْدِنَا ستاد يَاخُد 160000 .. يِقُولُوا كُويس طب هَلْ الأسَاسَات الَّلِي فِيه تِستحمِل 160000 ؟ يِقُولُوا عَمُود النُّور ده لِوحده النَّاس تِتشعلق عَلِيه يُقعُد عَلِيه بِتاع 600 وَاحِد طب وَعَمُود النُّور مِش مُعَرَّض إِنَّه يُقع ؟ هُوَ فِكره لَمَّا يِقُولَّه كِده يِفتِخر إِنْ إِحنَا عنْدِنَا كَثَافة فِي الحُضُور .. فَاعَايزِين يِقنِعُوه إِنْ إِحنَا عنْدِنَا نَاس تِحضر تِكَسَّر الدُنيَا .. هُوَ يِسأله أسئِلة مِنْ نُوع تَانِي يِرُد بس برضه مَتِين .. ده لاَزِم تِتحِسِب .. طب عنْدك أمَاكِنْ سَيَّارَات لِلعَدد ده ؟النَّاس دِي 160000 المفرُوض تِقَسِّمهُمْ عَلَى 4 يُبقَى عنْدك 40000 مَكَان لِعَرَبِيَّة تِركِنْ فِي الخَارِج كِده لَمَّا تِيجِي تِرَخص مَكَان – لِنفرِض الكِنِيسة هِنَا – الكِنِيسة هِنَا سِعتهَا 800 مُصَلِّي .. يِقُولَّك المفرُوض تِعمِل لِينَا parking لِـ 200 عَرَبِيَّة وَإِحنَا كَكِنِيسة تِشتِرِي المَكَان ده يعنِي الرُخصة مَا تِطلعش إِلاَّ لَمَّا تِشتِرِي المَكَان ده .. هَلْ إِنْتَ عنْدك parking لِـ 40000 سَيَّارة بِمَا إِنْ عنْدك 160000 مُتَفَرِّج ؟ يِقُولَّه يعنِي فِيه مَكَان parking بس يعنِي ... طبعاً المَكَان الَّلِي عنْده سِعَته مِنْ 50 – 10 سَيَّارة .. يِقُولَّه طب لَمَّا تِيجِي تِعمِل مَاتش أكِيد بِيِجِي له نَاس كِتِير تِعمِل إِرتِبَاك فِي حَرَكِة المُرُور هَلْ عِنْدك مَسَارَات أُخرَى لِلعَرَبِيَات لَمَّا الماتشات تِكُون شَغَّاله ؟ يعنِي إِحنَا برضه بِنسَاع بعض .. يِلِفُّوا مِنْ وَرَا كِده .. مَفِيش فِكر .. فِكر ملغِي الحِكَاية مَاشية عشوَائِيَّة .. مَاشية كِده يعنِي .. فِي حَاجة إِسمهَا لَمَّا تِعمِل عَمْل تُتقِنْه .. لَمَّا تِعْمِل عَمْل تِفَكَّر فِيه مِنْ كُلَّ الزَوَايَا .. هَلْ عِنْدك أمَاكِنْ نَوَافِذ تِخَرَّج النَّاس دِي فِي أمَان وَلاَّ يِطلَعُوا فوق بعض وَيُدُوسُوا بعض وَيِمَوِتُوا بعض وَهُمَّ بِيِطلَعُوا ؟ مِش إِنْتَ بِتقُول عَنْدك الكَثَافة دِي دِي هِيَّ المفرُوض تِتحِسِب كِده إِنْ البَاب مَا يِطلعش مِنَّه أزيد مِنْ 800 فرد .. دِي حَاجَات بِتِتحِسِب لكِنْ تِلاَقِي البَاب بِيِطلع مِنَّه 12000 .. العدد ده لَمَّا يِطلع مِنْ بَاب وَاحِد يِحصل إِيه ؟ كَارثة لاَزِم يِكُون عَنْدك فِكر .. فَكَّر فِي أُمورك البَسِيطة .. فَكَّر فِي مُستقبلك .. فَكَّر إِزَاي تِنَمِّي نَفْسك .. إِزَاي يِكُون عَنْدك أهدَاف وَإِزَاي تِحققهَا .. فَكَّر إِزَاي تِنَمِّي رُوحِيَاتك .. فَكَّر إِزَاي تِفَكَّر تِتخلَّص مِنْ خَطَايَاك المُتَكَرِرة .. إِعرف نِقاط ضعفك .. تَخَيَّل إِنْ مُمكِنْ حَاجَات تِكُون مِش بتفكَّر فِيهَا .. لَمَّا الوَاحِد يِكُون بِيِكدِب وَتقُولَّه بِتِكدِب لِيه ؟ تِلاَقِيه فُوجِئ بِالسؤال ده تِقُولَّه شُوف الكِدب إِمَّا خُوف .. إِمَّا كِبرياء .. أوْ شخصِيتك ضَعِيفة .. تِقُولَّه أربع خَمَس أسبَاب تِلاَقِيه سَاكِت .. أوِّل مَرَّة يِعرَف إِنْ الكِدب دِي أسبَابه .. أقُولَّك مَا هِيَّ دِي أسبَاب الكِدب مَحَلِلتِش نَفْسك إِنْتَ بِتِكدِب عَشَان إِنْتَ مِنْ أي نُوع مِنْ الشخصِيَات ؟ .. لاَ بكدِب وَبس .. طب مَا فكرتِش ؟!!!طب بِتُقع فِي خَطَايَا شَبَابِيَّة .. لِيه ؟ طب مَفكرتِش أسبَابهَا إِيه ؟ يِقُولَّك يعنِي بَقع كِده مَفِيش حَاجة مُعَيَّنْة .. أقُولَّك .. لاَ .. لاَزِم يِكُون فِيه .. لاَزِم يِكُون فِيه أسبَاب لِلعَثَرَات الَّلِي جُوَّاك إِيه سعيك لِلخَطِيَّة ؟ الخَطَايَا الَّلِي بِتِيجِي مِنْ الخَارِج .. الخَطَايَا الَّلِي تِيجِي مِنْ أصدِقاءك إِيه ؟ إِيه الفِكر الَّلِي بِتتهِزِم له ؟ شُوف نَفْسك .. جَمِيل الإِنْسَان الَّلِي عَنْده فهمْ وَمُتَقَبِل طبعه وَمُتَقَبِل شخصه وَيِطرح ضَعَفَاته أمَام الله لاَبُد إِنْ الإِنْسَان يِكُون عَقْله مَشغُول القِدِيس أنْطُونيُوس يِقُولَّك { إِتعِب نَفْسك فِي قِرَاءِة الكُتُب المُقَدَّسة فَهيَ تُخَلِّصك مِنْ أفكَار النَجَاسة } .. لِيه ؟ لأِنْ العَقْل بِيُبقَى مَشغُول مُشَبَّع .. العَقْل المُشَبَّع وَالمَشغُول ده صعب إِسقاطه لأِنَّه عَقْل يُحَلِّق .. لَوْ عِنْدك عصفُورة طَايره فِي الجو وَبعدِين نِزلِت عَلَى الأرْض أي وَقت تِطمع فِيهَا أكتر ؟ لَمَّا تِنْزِل عَلَى الأرْض .. طُول مَا هِيَّ طَايره إِنْتَ مِش قَادِر تِمسِكهَا لكِنْ لَمَّا نِزلِت وَشُفتهَا مَاشية عَلَى الأرْض بَقِت سهلة تِمسِكهَا .. زَي عَقْلك طُول مَا هُوَ عَقْل سَاقِط مُتَدَنِّي سهل إِخضَاعه .. طُول مَا هُوَ عَقْل مُرتَفِع يُحَلِّق فوق صعب أنْ تُمْسِكه .. حَاوِل إِنَّك تِكُون صَاحِب عَقْل مُرتَفِع تِكُون لِيك مَزَامِير مَشغُول بِهَا .. ألحَان بِتحِب تِحفظهَا .. آية تِحِب تِرَدِّدهَا .. حَاوِل إِنْ يِكُون عِنْدك فِكر .. بِاستمرَار عَقْلك ده لاَ يوجد فَارِغ أبَداً تَخَيَّل لَمَّا تِقُول أنَا فِي سِفر فِي الكِتَاب المُقُدَّس نِفْسِي أقرَاه .. لَمَّا أجِي ألاَقِيك بِتِرجع البِيت مِتأخر أقُولَّك إِنْتَ بِتِرجع مِتأخر لِيه ؟ مِش الدِرَاسة بَدَأِت ؟ تِقُولِي آه بس إِحنَا لِسَّه مَبتَدِنَاش دِلوقتِي .. تِقُولِّي طَيِّب بِتِعمِل إِيه ؟ تِقُول هَا عمِل إِيه وَلاَ حَاجة .. معنَى إِنَّك مِش عَارِف تِعمِل إِيه معنَى كِده إِنْ عَقْلك فَاضِي وَمعنَى إِنْ عَقْلك فَاضِي تُبقَى إِنْتَ بِلاَ إِهتِمَامات .. معنَى كِده إِنَّك صِيده سهلة لِلعدو وَمعنَى كِده إِنَّك بِتُحكُمْ عَلَى نَفْسك إِنَّك تِعِيش فِي سطحِيَّة وَجهل .. مِنْ أكتر الحَاجَات الَّلِي تِتعِب الإِنْسَان إِنَّه يِكُون فِي جهل عَلَشَان كِده القِدِّيسِين يِقُولُوا لنَا كِده { ثَلاَثة تِسبِق الخَطِيَّة أوِّل وَاحدة فِيهُمْ الجهل وَالنِسيَان وَالإِستِهتَار } .. بس أوِّلهُمْ الجهل يعنِي إِنْسَان بِلاَ معرِفة رَبِّنَا مَيِّزك بِنِعمِة المعرِفة وَأعْطَاك نِعمِة المعرِفة .. رَبِّنَا حب إِنَّه يفتَقِدك وَيَصِير فِي الهيئة كَإِنْسَان فَمَيِّزك .. أسرَار الإِيمان إِئتَمَنهَالك .. أعْطَاك أسرَار الثَّالُوث وَالتَّجَسُّد وَالفِدَاء إِستودعهَا فِيك عَشَان إِنْتَ تِتعَلِّمهَا وَتِعرفهَا وَتِنقلهَا .. إِنْتَ بِتقُول { آمِين .. آمِين بِموتِكَ يَارَبَّ نُبَشِّر }( مَا يَقُوله الشَّعْب بعد التقدِيس ) .. رَبِّنَا حَمِّلك وَالكِنِيسة حَمِّلِتك أمَانِة البِشَارة إِنْ إِنْتَ تِبَشَّر طب ده يِعمِل إِيه ؟ عَايِز يِفهمْ أحيَاناً لَمَّا نِيجِي الكِنِيسة مبنُبقَاش عَايزِين نِفهمْ .. مِش جَايين عَشَان نَتَجَاوب وَنَتَفَاعل مَعَ الكَلِمة وَنستوعِب وَنأخُذ معلُومة .. لاَ .. بِنُبقَى جَايين كِده وَخَلاَص .. حَاجة بِتتقالَّك حَاوِل تِفتح ذِهنْك وَتِفهمْ .. عَشَان كِده يِقُولَّك { أمِيلُوا آذَانَكُمْ اسْمَعُوا } ( أش 55 : 3 ) يِقُولَّك { اسْتَمِعُوا لِي اسْتِمَاعاً } ( أش 55 : 2 ) .. عَايِز يِقُولَّك رَكِّز مَعَايَ .. الإِنْسَان لَمَّا بِيقتَنِع بِالكَلاَم عَقْلِيّاً وَيقبله فِي قلبه يُثمِر وَلَمَّا يُبقَى قَاعِد مِش بِيفكَّر فِي الكَلاَم الَّلِي بِيِتقلَّه يِقُولَّك طبعاً ده الكِتَاب يِقُول { فَاحِصِينَ الكُتُبِ كُلَّ يَوْمٍ } ( أع 17 : 11 ) .. العِبَادة عَايزة ذِهنْ الكِتَاب المُقَدَّس عَايِز ذِهنْ .. بَلاَش تِنْشِغِل بِأُمور ثَانَوِيَّة تَخَيَّل كِده لَوْ عَمْلت إِحْصَائِيَّة كَام وَاحِد فِيكُمْ بِيقرَا أي كِتَاب ؟ يعنِي مَثَلاً إِمبَارِح كُنَّا فِي رِحلة حَوَالِي 70 أوْ 80 شَاب وَشَابَّة تَعَالَ إِتفرَّج لَمَّا نُدْخُل المكتبة كَام وَاحِد يِشتِرِي كِتَاب ؟ قَلِيل جِدّاً .. إِعرَف إِنْ إِنْتَ فِيه حَاجة غَلط وَعَالِجهَا .. تَعَالُوا نِعمِل إِحصَائِيَّة بِتقُول مِينْ فِيكُمْ بِيقرَا مِجَلِّة الكِرَازة ؟ مِش هَقُولَّك يعنِي حَاجة كِده مِجَلِّة الكِرَازة الَّلِي فِيهَا مَقَالات سَيِّدنَا البَابَا وَالأنبَا رَافَائِيل وَالأنبَا مُوسَى وَالأنبَا بِيشُوي .. مِينْ فِيكُمْ بِيقرَا جَرِيدة وَطَنِي ؟ الجَرِيدة الَّلِي تُعَبِّر عَنْ فِكرك كَمَسِيحِي طَيِّب لِنَفرِض مِسِكت الجَرِيدة هَا تِقرَا فِيهَا إِيه ؟ طب لَوْ مِسِكت جَرِيدة الأهرَام هَتِقرَا فِيهَا إِيه ؟عَشَان كِده حَتَّى النَّاس الكُتَّاب جَفِّت أقلامهُمْ .. لِيه ؟ لأِنْ لَمْ يَجِدُوا مَنْ يقرأ .. حَتَّى جَرَايِدنَا النَّهارده لاَ تعتَمِد عَلَى بَرَاعِة الكَاتِب أوْ عَلَى أصحَاب المَقَالات وَلكِنْ تعتَمِد عَلَى أصحَاب الأخبَار التَافِهة يعنِي مَثَلاً تَخَيَّل مَعَايَا كِده خبر جنْب مِنَّه خبر .. خبر عَنْ إِكتِشَاف طَاقة نَوَوِيَّة جَدِيدة تِغَيَّر مجرَى سِيَاسِة العَالم كُلَّه وَجنْب مِنَّه خبر وَاحِد فَنَّان تَزَوَّج فَنَّانة أوْ طَلَّقهَا .. شُوف النَّاس هَا تِقرَا ده وَلاَّ ده ؟خبر الزَّوَاج لَيْسَ مِنْهُ فَائِدة لكِنْ الخبر الأوَّل مُفِيد وَنَافِع .. مِنْ هِنَا جَعَلُوا أصحَاب الأقلاَم المُفِيدة تِتَضَاءل وَأصحَاب الأقلاَم التَافِهة تزدَاد .. وَمِنْ هُنَا بِيِحصل مَزِيد مِنْ الضَحَالة .. يِقُولَّك .. لاَ إِنْتَ إِنْتِبه يِقُولَّك مَرَّة عبد الوهَاب سَألوه لِيه الأُغنِيَّة حَصل لَهَا تَدَنِّي ؟ قَالَ لَهُمْ عَشَان أهمْ وَاحِد فِي الأُغنِيَّة مَات .. قَالُوا له مِينْ ده ؟ قَالَ لَهُمْ جمهُور المُستَمِعِين لَمَّا جمهُور المُستَمِعِين مَبَقَاش عَنْدُهُمْ ذُوق أسَاساً فَأصبح الَّلِي بِيسمَعُوا نَاس معندُهُمش ذُوق فَأصبَحُوا هُمَّا الَّلِي بِيفرِضُوا عَلَى السُوق إِنْ تِتقَدِّم حَاجَات مَافِيهَاش ذُوق وَلاَ فن لأِنْ هِيَّ دِي الَّلِي بِتِنْجح .. إِوعَى تِكُون إِنْتَ مِنْ القَاعِدة دِي الَّلِي مَعندُهُمش فِكر الَّلِي مُجَرَّد أي أمر تَافِه يِشِدَهَا .. لاَ .. إِنْتَ لَوْ مَسكت صَحِيفة إِقرَا شِئ مُهِمْ إِقرَا مَقَال سِيَاسِي .. أنَا مِش بِجَاملك مِنْ أقوى بُلدَان العَالم الَّلِي فِيهَا ثَقَافة عَالية هِيَّ مَصْر تِقدر تِقُول إِنَّهَا بِتَتَرَاجع بِشكل صعب جِدّاً .. يعني لَمَّا تِتفرَّج عَلَى قَنَوَات بِتَاعِت نَاس عرب تِلاَقِي هُمَّا سَبَقُونَا فِي الثَقَافة بِكَثِير جِدّاً رَغمْ إِنُّهُمْ مُحدِثِين فِي هذَا المَجَال فَاكِر إِنْتَ البرنَامِج بِتَاع " مَنْ سيربح المليُون ؟ " بِيعتَمِد عَلَى الثَقَافة .. تِلاَقِي النَّاس العرب مُتَفَوِقِين عَلَى المصرِيين رَغمْ إِنَّه المفرُوض إِنْ إِحنَا بلد فِيها 70 مليُون وَالمفرُوض إِنْ الثَقَافة عَنْدِنَا عَالية جِدّاً .. المَغَاربة مُثَقَفِين قَوِي .. وَالتُونِسِيين مُثَقَفِين قَوِي .. وَالفِلِسْطِينِيين مُثَقَفِين قَوِي طَيِّب إِيه الَّلِي جَرَى لنَا ؟ مَبقَاش فِينَا دعوة لِلفِكر .. طب النَّاس دِي تِعْمِل إِيه عَشَان تِغَيَّر الأفكَار ؟ بِتغَيَّر الأفكَار بِصحوة فِكرِيَّة .. تُبرِز المُثَقَفِين النَّهارده فِي المُجتمع بِتاعنا مِينْ الَّلِي بِيُبرز فِيه ؟ مُغَنِّي أوْ مُغَنِّيَّة .. وَاحدة مِش عَارِف لاَبسة إِزَاي عَاملِين مَعَاهَا بِرنَامِج 3 سَاعَات وَكُلَّ الَّلِي بِتِعمِله بِتِضحك وَالنَّاس مبسُوطة .. طب تَعَالَ هَات لَهُمْ إِنْسَان صَاحِب فِكر عَايزِين يِقلِبُوا عَلَى قَنَاة غِيرهَا .. خَلِّي بَالك خَلِّيك إِنْتَ مُحِب لِلفِكر لأِنْ دِي هَا تأثَّر عَلَى حَيَاتك كُلَّهَا .. { افْهَمْ مَا أقُولُ . فَلْيُعْطِكَ الرَّبُّ فَهْماً فِي كُلِّ شَيءٍ } ( 2تي 2 : 7 ){ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا } ( في 4 : 8 ) رَبِّنَا يُعْطِيكُمْ نِعمْة .. يِزَيِّن عُقُولكُمْ بِالمعرِفة يِكَمِّل نَقَائِصنَا وَيِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته وَلإِلهنَا المجد الدَائِم إِلَى الأبد آمِين

درجات فى الحياة الروحية

نقرأ في سفر حزقيال النبي الإصحاح " 47 " .. { ثم أرجعني إلى مدخل البيت وإذا بمياه تخرج من تحت عتبة البيت نحو المشرق لأن وجه البيت نحو المشرق .. والمياه نازلة من تحت جانب البيت الأيمن عن جنوب المذبح .. ثم أخرجني من طريق باب الشمال ودار بي في الطريق من خارجٍ إلى الباب الخارجي من الطريق الذي يتجه نحو المشرق وإذا بمياهٍ جاريةٍ من الجانب الأيمن .. وعند خروج الرجل نحو المشرق والخيط بيده قاس ألف ذراعٍ وعبَّرني في المياه والمياه إلى الكعبين .. ثم قاس ألفاً وعبَّرني في المياه والمياه إلى الركبتين .. ثم قاس ألفاً وعبَّرني والمياه إلى الحقوين .. ثم قاس ألفاً وإذا بنهرٍ لم أستطع عبوره لأن المياه طمت مياه سباحةٍ نهرٍ لا يُعبر } ( حز 47 : 1 – 5 ) في الحقيقة الكثير جداً يجاهد ولكن على أقل مستوى – مستوى الكعبين – .. الحياة الروحية بها مراحل من مجد إلى مجد .. بها تقدُّم .. متى أصل إلى مراحل أجمل في حياتي ؟ متى آخذ طعام البالغين ؟ لذلك يقول معلمنا بولس الرسول { إني سقيتكم لبناً لا طعاماً } ( 1كو 3 : 2 ) .. متى يعطيهم طعام البالغين ؟ مشكلة كبيرة إن ظن الإنسان أن الحياة مع الله مرحلة صغيرة فقط .. مشكلة أن نأخذ الأمور الروحية باستخفاف .. والموضوع يتلخص في كعبين .. ثم ركبتين .. ثم حقوين .. ثم فيض نهر لا يُعبر .. فما هي هذه المراحل ؟

سلسلة مبادىءفى الحياة المسيحية ج5 الرضى

يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته الثانية إلى تيموثاوس ” ستأتي أزمنة صعبة لأن الناس يكونون مُحبين لأنفسهم .. مُحبين للمال .. مُتعظمين مُستكبرين مُجدفين غير طائعين لوالديهم .. غير شاكرين .. دنسين .. بلا حنوٍ .. بلا رضىً .. ثالبين عديمي النزاهة شرسين غير مُحبين للصلاح “ ( 2تي 3 : 1 – 3 )كلمه رضى كلمه تشمل الشكر مع الإكتفاء مع السلام والفرح والإيمان عندما نتذكر قصة إبراهيم مع ابن أخوه لوط عندما حدثت مخاصمة بين رعاة ومواشي أبرام ولوط .. نجد أن لوط ارتحل شرقاً وانفصل الواحد عن الآخر .. ” فقال أبرام للوط لا تكن مُخاصمة بيني وبينك وبين رُعاتي ورُعاتك لأننا نحن أخوان “( تك 13 : 8 ) طبيعة الإنسان يميل إلى عدم الرضى والطمع -ما هو الطمع ؟ أن ينظر الواحد لنفسه .. أنانية .. محبة للنصيب الأكبر وليس للعطاء .. إن لوط فضَّل الأرض عن المحبة .. فضَّل الشئ عن الشخص وهذا هو الطمع .. معروف علمياً إن الإنسان هو بئر من الرغبات .. يرغب دائماً في المزيد .. مثل لوط الذي لم يكتفي بما عنده رأينا نهاية الطمع وما حدث للوط بسبب ذلك ووجدناه يأخذ أرض بها شر .. إندماجه مع الأشرار جعل قلبه بطئ من ناحية وعود الله ويُحدثنا الكتاب المقدس عن قصة تُحدثنا عن الطمع .. وهي مدينة تُدعى " عاي " أرسل إليها يشوع جيش صغير وقال لهم يشوع إن كل ما تحصلون عليه من هذه الأرض هو مِلك لله .. وعلى الجميع أن لا يطمع أحد .. ولكن حدثت هزيمة في القرية الصغيرة وأراد يشوع أن يعرف سبب الهزيمة فقال الله له إن في بيت إسرائيل لص .. وأرشد الله يشوع وقال له من هو ؟ وعرف أنه عخان بن كرمي .. وعندما سأله يشوع عن ما فعل فقال له إنه رأى في الغنيمة رداءً شنعارياً نفيساً ومئتي شاقل فضة ولسان ذهبٍ وزنه خمسون شاقلاً فاشتهى كل هذا ثم خبأها في الأرض ( يش 7 : 21 ) وهنا قصة أخرى في الكتاب المقدس عن الطمع مذكورة في سفر ملوك الأول عن شخص يُدعى أخآب .. وكان لديهِ كرم صغير خاص بشخص فقير .. وأخآب هذا كان ملك ولديه أراضي كثيرة ولكنه اشتهى هذا الكرم الصغير المملوك لشخص آخر .. فطلب من صاحبها أن يعطيها له بأي مقابل .. فرفض لأنها ميراث آبائه .. فدخل أخآب مُكتئب ومهموم وأخبر امرأته إيزابل بهذا .. فقامت الملكة بعمل مكيدة لصاحب الكرم وهو نابوت اليزرعيلي وقالت أنه جدف على الله وجاءت بشهود زور وحُكِم عليه بالرجم فمات الرجل المظلوم ( 1مل 21 : 1 – 16 ) .. كان هذا الملك مأسور لدرجة كبيرة لأنه خاضع للأشياء .. طمع لذلك نجد معلمنا بولس الرسول يقول كلمة عجيبة جداً عن الطمع .. يقول عنه ” الطمع الذي هو عبادة الأوثان “ ( كو 3 : 5 ) .. وفي سفر أيوب نقرأ عبارة تقول ” لأنه لم يعرف في بطنه قناعة لا ينجو بمشتهاه “ ( أي 20 : 20 ) .. وهذا رأيناه في لوط .. وفي عخان بن كرمي .. وأخآب الملك .. الجميع لم ينجو لذلك نقرأ في سفر الجامعة يقول ” من يحب الفضة لا يشبع من الفضة ومن يحب الثروة لا يشبع من دخلٍ هذا أيضاً باطل “ ( جا 5 : 10) نتحدث عن هذا الموضوع لأننا في عصر به أشياء كثيرة من حولنا تأثرنا بها .. وهناك معروضات كثيرة معروضة بطريقة مغرية وعن قصص الطمع في العهد الجديد قصة حنانيا وسفيرة المذكورة في سفر أعمال الرسل أصحاح " 5 " .. عندما باعوا الحقل وبدل أن يعطوا ثمنه للرسل إختلسوا من ثمنه جزء نحن في عالم يستغل ضعف الإنسان ويتاجر بهذا الأمر .. وبإحساس الإنسان بعدم الشبع .. لذلك أُشكر الله على ما لديك واكتفي . أما القناعه:- كلمة جميلة قالها معلمنا بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس ” أما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة “ ( 1تي 6 : 6 ) .. . يقول القديس مارإسحق ” أُترك ما في أيدي الناس يُحبك الناس .. أُترك ما في الأرض يُحبك الله “ .. رأينا أبونا إبراهيم لم يرض أن يأخذ شئ مقابل حربه وتعرُّضه للحرب حتى يدافع عن أهل سدوم .ولا شراك نعل ونرى المؤمنين في العهد الجديد يبيعون ممتلكاتهم ويضعونها عند أقدام الرسل ( أع 4 ) ما أجمل قديسينا مثل الأنبا أنطونيوس وهو شاب ووارث أموال وأملاك ( 300 فدان ) ومع ذلك لم يطمع ولكنه باع كل ما يملُك . وللتدريب على القناعة تعلَّم الآتي :- أن لا تكون مغلوب من شئ .. لا تشتهي كل ما تراه . إهتم بعقلك وقلبك وروحك لأن هذا هو الذي يعطيك الكفاية . أُنظر للأمور بترفع .. وكن راضي وقانع .. ولا تنظر لغيرك . أُسلك بحسب احتياجك لا بحسب شهواتك . كل ما عندك لا تتمسك به .. تعلم أن تنفك من عبودية الأشياء . تعلم حب العطاء .. أكثر ما يُرهق الإنسان أن يعيش لنفسه . حاول أن يكون لك حرية داخلية ولا تُغلب لإحساس الأنانية لأن هذا يزود عندك إحساس العدم .. الفقر والجوع .. ويزود إحساس الإتكال على الذات ” ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقرهِ “ ( 2كو 8 : 9 ) من رسالة معلمنا بولس الرسول الأولى إلى تلميذه تيموثاوس .. ” أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يُلقوا رجاءهم على غير يقينية الغِنَى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيءٍ بغنىً للتمتع .. وأن يصنعوا صلاحاً وأن يكونوا أغنياء في أعمالٍ صالحةٍ وأن يكونوا أسخياء في العطاء كُرماء في التوزيع مُدخرين لأنفسهم أساساً حسناً للمستقبل لكي يُمسكوا بالحياة الأبدية “ ( 1تي 6 : 17 – 19 ) ” وأما أنت يا إنسان الله فاهرب من هذا واتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة “( 1تي 6 : 11 )أسألك سؤال .. هل تريد أن تكون غني ؟ تُجيب بالطبع وليتكَ تصلي لأجلي لأُصبِح غني لأن الغِنَى أمر جميل .. قد نجد أن المال صار هدف كبير في حياة الإنسان ونجد أن الإنسان صار مادي ويهتم بأن يكون لديه أمور كثيرة .. ونرى أن هذا فخ من عدو الخير يصطاد به الكبير والصغير فمن الذي ينجح في أن يقول لا عندما تُعرض عليه ثروة ومال ؟لقد صار المال عنصر جذب .. وأنتم في بداية حياتكم العملية كيف تنظرون للمال ؟ هل هو هدف أم وسيلة ؟ وكيف يتقدس المال ؟ كيف لا يجذبني المال للطمع والأنانية ؟ وكيف ....... ؟؟ كيف ننظر للمال ؟ كثيرون هدفهم المال والمظهر صار إلهاً لهم والمال إله لهم والأشياء أهم من الأشخاص .. بل ويُقيِّمون الأشخاص بحسب مقتنياتهم ومظهرهم .. فتجد أنه إذا تقدم شاب لفتاة تبحث إن كان لديهِ مسكن فاخر وسيارة وراتب مرتفع و...... أم لا .. هذه أمور تنهار أمامها الإرادة وقد تُقدم الفتاة تنازلات كثيرة لا حصر لها أمام الماديات وتُقيِّم الأشخاص بمادياتهم هناك أمر ملحوظ خاصة في البنات أن الفتاة تميل للمظاهر ولا تتحكم في إرادتها أمام المقتنيات فتميل للإرتباط بالشخص الثري وقد يجعلها غناه تُقدم تنازلات عديدة كيف ننظر للمال والمقتنيات والأشياء ؟ وما الفرق بين الشخص والشئ ؟ قد يُقيَّم الشخص من مظهره أما جوهره فهذا أمر ثانوي .. يقول معلمنا بولس الرسول ” الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومُضرة تُغرق الناس في العطب والهلاك ...... وأما أنت يا إنسان الله فاهرب من هذا واتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة “ ( 1تي 6 : 9 ، 11) المال بركة وعطية مقدسة وليس خطية .. عطية مقدسة من الله الذي منحنا كل شئ بغِنَى للتمتع إذاً المال بركة وليس وسيلة ليس هدف بل لقضاء احتياجات” المال عبد جيد وسيد ردئ “ .. أي تقول له أريد كذا وكذا عبد .. تخيل أن الشخص كلما ازدادت مقتنياته كلما ازدادت ارتباطاته وحبه للمال . كيف لا يجذبنا المال للطمع والأنانية ؟ قد تتخيل أنه عندما يقتني شخص مال كثير يكتفي .. لا .. بل كلما ازداد المال ازداد الشعور بالفقر والنهم لاقتناء الأكثر .. لذلك يقول بولس الرسول ” أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبرواولا يُلقوا رجاءهم على غير يقينية الغِنَى “ .. الغِنَى ليس يقين بل مذبذب وكلنا نلاحظ ارتفاع الأسعار وأن قيمة المال تقل .. الثري يضع قلبه في المال ويُذل من المال لأن المال سيد ردئ .. وكما يقول الكتاب ” حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً “ ( مت 6 : 21 ) .. سيد قاسي .. لذلك كيف ننظرللمال ؟ المال عطية مقدسة مباركة إستخدمها للبنيان .. ليس هو هدف بل هو وسيلة حب لله وحب مني للآخرقد تسمع شخص يقول أنه يشعر بفرح لأن راتبه ازداد لأن نصيب الله في ماله ازداد .. جيد أن ننظر للمال على أنه بركة ونشعر بالطمع والأنانية لأنه في الأصل هو ماله .. عجيب أن يعطيك الله مال ثم يطلب منك جزء منه مرة أخرى ويقول لك لأختبر مدى شكرك لي .. قد تقول له ما دُمت تطلب مني عشور مالي فا لتعطني التسعة أعشار من البداية وتأخذ أنت العُشر .. يقول لك لا أريد أن أراك تعطيني إذاً الله يريدني أن آخذ في يدي ثم أعطيه وأنا في شكر دون طمع أو أنانية وكما يقول القداس الإلهي” أُقرِّب لك قرابينك من الذي لك “ .. المهم أن نُعبِّر عن أن المال لم يدخل القلب وأنه وسيلة وليس هدف لذلك يُقال إجعل المال في جيبك وليس في قلبك .. إجعله في يدك وليس في عقلك واستعمله في الضروريات .. لذلك يجب أن يكون لك نظرة بها هدف خلقة الله في كل أمور حياتك كذلك خلق المال لهدف لابد أن أعرفه .. المال عبد جيد وسيد ردئ .. لذلك تجد الأغنياء المُستعبدين للمال مذلولين له دائماً المجتمع يعطينا الشئ ويأخذ منا ثمنه أي يأخذ نفقة بينما الله يعطينا الشئ ومعه بركة .. مثلاً المدنية نأخذها من المجتمع ومعها يأخذ من صحتنا وعقلنا وعجبت لأناس ينفقون أعمارهم وصحتهم ليجمعون المال ثم يرجعون ينفقون المال على صحتهم ولا يستطيعوا أن يرجعوا أعمارهم ولا صحتهم بالمال - يشتهى الصغير أن يكبر وحين يكبر يشتهى أن يصغر أي تكنولوچيا أو مادة أو اقتصاد .. له نفقة .. قد نتخيل أن الأغياء سعداء بينما هم إن لم يكن عندهم توازن ورؤيه تجدهملا يشعرون ببعضهم لأنهم صاروا مجرد آلات للعمل فقط .. أي أعطاهم المجتمع شئ وأخذ الأغلى منه مثلاً نرى شخص يمتلك مصانع وسيارات وأموال و..... لكنه في حياته الداخلية اضطراب وصراعات و..... أي دفع نفقة .. إذاً الإعتدال جيد .. نعم نعمل لنكسب لكن لابد أن نعرف ما هو المال وكيف نستخدمه ولا يستخدمنا هو .. عندما يكون لديَّ شئ إذاً هو مِلكي لكن للأسف توجد عبودية للأشياء بدلاً من أن يكون الشىء ملكى أكون أنا ملكه المال لا يُكوِّن الشخصية المهم الإكتفاء :- قد يعتبر البعض أن الأشياء تُكمِّل الشخصية .. لا .. هذا فكر خاطئ لأن زينة الإنسان في عقله وقلبه وروحه ووداعته .. ” اتبع البر والتقوى والإيمان والمحبة والصبر والوداعة “ .. هذا غناك يُقال عن أليشع النبي عندما استضافته المرأة الشونمية أنه أراد أن يُكافئها على تعب محبتها فسألها ألا تحتاجين لشئ من رئيس الجيش أو الملك ؟ لأن أليشع لتقواه كان معروف .. لكنها أجابته أنها تشكر الله لأنها ساكنة وسط شعبها .. من منا نسأله هل تريد شئ من رئيس الجمهورية ويُجيب لا ؟ من منا مُكتفي ؟ الغِنَى في داخله .. ومن هو الفقير ؟ هو الذي يشعر بالعوز من داخله مهما ملك .. لا يوجد شئ إسمه الفقر بل يوجد شئ إسمه الإحتياج للمال بدليل إنه قد تجد شخص دخله الشهري كبير لكنه يشعر بالفقر ودائم الشكوى وآخر دخله قليل لكنه غني داخلياً .. الكنيسة تقول ” لكي يكون لنا الكفاف في كل شئ كل حين “ إذاً الإكتفاء هو الذي يصنع الشخص وليس سيارته وسكنه ومركزه وماله .. بل عقله وقلبه .. لذلك أحياناً الذين يحبون المقتنيات تجد داخلهم فراغ كبير فتجد أن أغنياء كثيرون عقولهم هشة واهتماماتهم سطحية .. لماذا ؟ لأنهم يشعرون أن المال وسيلة تعويض كبيرة لهم فيُثبِّتون سلطانهم بالمال .. قد تجد غني أعطاه المال كثيرون يعملون لديهِ لكن لا يعطيه شخص وفي .. يعطيه المال سلطة لكن لا يعطيه حب .. يعطيه غِنَى لكن لا يعطيه إطمئنان .. لذلك المال ليس يقين المرأة الشونميه هل لكى ما نسأله للملك قالت أنا ساكنه فى وسط شعبى . كيف يكون لنا شعور بالإكتفاء ؟ معلمنا بولس الرسول يقول ” تعلمت أن أكون مُكتفياً بما أنا فيه ....... تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن أستفضل وأن أنقُص “ ( في 4 : 11 – 12) .. نحن في مجتمع استهلاكي وتوجد ثقافة إسمها إنشاء الإحتياج وتحويله إلى ضرورة .. مثلاً الموبايل أنشأ الإحتياج له .. ففي البداية كان 10 % من الناس لديهم موبايل ثم ازدادت النسبة حتى صار ضرورة .. هكذا ثقافات كثيرة .. يُنشِئ احتياج ثم يجعله ضرورة ونحن ندخل في الأمر ونُستعبد للشئ كيف أختار ما أريد وأكتفي بما عندي ؟ قد تُغيِّر الموبايل لمجرد موديل جديد رغم أن الذي لديك كافي لاحتياجاتك .. الذين يقدمون هذه السياسات لديهم خطة لسنوات طويلة ولا يجعل موديل كامل فتجد أمر في موديل بدائي غير متواجد في موديل حديث لأنه يريدك أن تحتاج ويزداد احتياجك يُقال عن أغنى رجل في العالم بيل چيتس أنه يسافر في الطائرة دون أن يحجز جناح بل مجرد مقعد عادي بينما هناك أشخاص أقل منه يحجزون جناح في الطائرة .. وقيلَ له أنه بخيل فقال أنا أستقل الطائرة للسفر من مكان لأخر المهم عندي الوقت لذلك لا يهمني إن كان جناح أم مقعد .. شخص يعلم ما يريد .. أحياناً الشخص يُكمِّل شخصيته بأشياء خارجية أرجوك لا تُذل لأمور خارجية .. أُشعر بالإكتفاء .. المال مربوط بالطمع والذات واقتناء القنية والشخص يُقلل ذاته بكثرة مقتنياته أخاب الملك كانت كل بلد تحت أمره وقطعة حقل صغير لنابوت اليزرعيلي وأرادها لكن نابوت قال له كيف أعطيك ميراث آبائي لأن الأرض كانت ملكية لله وإن بيعت يكون لفترة ثم تُرد .. إيزابل وجدت أخاب لا يأكل ويبكي ووجهه للحائط .. هل هناك كارثة ؟ أجابها أريد حقل نابوت ولا يريد أن يعطيني إياه .. فصنعت له حيلة وأخذت الحقل ( 1مل 21 : 1 – 16) .. ملك تصغُر نفسه لأجل حقل رجل بسيط .. أحياناً يُكمِّل الإنسان ضعفه بأشياء .. لا .. كفايتنا من الله .. لابد أن أتعود الإكتفاء وأقتني ما أحتاج وليس ما أشتهيه وكيف أقول لنفسي لا صراع البلاد كلها والشعوب تتلخص في كلمة واحدة هي من المُنتج ومن المستهلك .. عوِّد نفسك أن تكون مُنتج أكثر من مستهلك وتضبط نفسك أمام الأشياء وتأخذ ما تحتاج فقط إمرأة فقيرة كان لديها أربعة فتيات وزوجها توفى كان بيتها مُرتب وجيد ولكنها كانت تحتاج لأمور كثيرة فقال لها الأب الكاهن إن الكنيسة تريد أن تساعدها .. فقالت للأب الكاهن نحن لا نحتاج لقد نظمنا حياتنا حسب دخلِنا وإن أعطتنا الكنيسة أكثر سنُنظم حياتنا على الدخل الأكثر فيزداد الإحتياج عوِّد نفسك أن تقول لا وأن كنز الإنسان في جوهره وليس مظهره وأن نُقيِّم الأمور جيداً وأن نفهم أن الأشياء لا تعطي سلام بل السلام من الداخل ومن الله لأن الإنسان لا يقتنع بشئ واحد بل يتطلع للأكثر درب نفسك على الإقتناع والإكتفاء وأن تكون مُعطي ومُنتج وليس مستهلك فقط .. إحساس الإحتياج يختلف من شخص لآخر .. كيف أنظر للمال ولنفسي ولله وللآخر ؟ هذه كلها مفاهيم جيدة المهم الإعتدال .. كيف لا يكون الإنسان عبد للشئ ومكتفي بما هو فيه ؟ تدربوا على القناعة والإكتفاء والضبط والشعور بالمساكين وعندما تفكر في الآخر تهدأ يُحكى عن إحدى الفقيرات كانت تسكن في حجرة على سطح منزل وكان المطر يتساقط عليها فأحضرت قطعة خشبية لتحتمي هي وأولادها تحتها من المطر .. فسألها طفلها الذين ليس عندهم قطعة خشبية مثلنا كيف حالهم الآن في المطر ؟ شكر وشعور بالغير أعطى غِنَى داخلي الوصية تقول لا تشتهي ما لقريبك ولتكن نظرتك وهدفك أن تكون ناجح وأمين وعندئذٍ ستقتني مال .. وما هي نظرتك لما تكسب من مال ؟ هل تشكر الله وتساعد المحتاجين أم تطمع أكثر ؟ كيف تشعر أن المال لا يصنعك ؟ ” أوصِ الأغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يُلقوا رجاءهم على غير يقينية الغِنَى بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيءٍ بغنىً للتمتع .. وأن يصنعوا صلاحاً وأن يكونوا أغنياء في أعمالٍ صالحةٍ وأن يكونوا أسخياء في العطاء كُرماء في التوزيع ..... “ الرضى ينشىء حياة بلا هم (113) ( 1كو 32:7 ) " فأريد ان تكونوا بلا هم " - تكثر الهموم و التفكير في المستقبل و القلق و الاضطراب ... و كل واحد له همه ... و هم اليوم غير هم الامس غي هم غدآ - "كونوا بلا هم " ....كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ + الايمان و الإتكال علي الله ... ملقين كل همكم عليه - انا اريحكم ... مدبر الكون ... كنز الصالحات ... - الق علي الرب همك و هو يعولك ..... اليست خمسة عصافير تباع بفلسين ... واحداً منها غير منسياً امام الله - هو معطياً طعاماً لكل ذي جسد ... دبر حياتنا كمايليق . كل مازاد اتكالي علي نفسي وذراعي و تدبيري .. كل ما زاد همي و قلقي ... ** الزهد بالدنيا : - عدم التعلق بالاشياء ... الماديات ... حب الاشياء ... بيعوا امتعكم ... لا تحملوا اكياسا و لا خردا - اري ان آكل من يدك و اشرب من مياهك ... كلما خفت النفس من ممتلكاتها كما سهل طيرانها .... الممتلكات اثقال ... - حب العالم ... الغني الذي اراد ان يستبدل غناه بسلام ابونا ... - القديس ابو مقار و الغني الذي حضر معه كيس ملان فضة له ... و للرهبان ... مروا عليه ... مال لنا و مال المال ... النفس الشبعانة تدوس العسل - القديس أنطونيوس ... نثروا له ذهب و مال و فضة علي جبال الصحاري .... و لم يلتفت لها يمنة أو يسرة - سيدي ولد بمزود ..... سيدي لم يكن له عزا.... سيدي ابن نجار - ابن فتاة فقيرة يتيمة ... لكن يعلن ان الغني الحقيقي هو داخل النفس في الاعماق و ليس في مظهرا أو قنية او شكل .... - شهوات الانسان و غروره و كبرياؤه .... دائما يجب هموه ... - رأينا اولاد ملوك يخلعون تيجانهم ( داود و يوناثان ) - المال يوقع الانسان في عطب و هلاك ... يفسد يتبدد ... لا يدوم ... كل شيء لا يبقي - ارسل غناك عنده ** التعلق بالابدية : + اهدنا يا رب الي ملكوتك .......... اطلبوا اولا ملكوت الله و بره و هذه كلها تزاد لكم + الميراث الابدي هو المشتهي .... اهم شيء الغني الابدي + صار العالم بالنسبة لهم رحلة و المهم فيها الوصول الي نهايته الي الابدية ... كلما ارتفعت النفس علي تعلقها بالارض + النظر الي النهاية ... النظر الي الاكليل ... المكافأة هي ملكوت الله داخلكم .... نسعي للملكوت ... كل ملك الدنيا يهون في سبيل حب يسوع كل تعلق بالارض يلغي التعلق بالابدية .... و يزيد الهم و الحزن + زمان غربة ونطلب من الله ان يحفظنا فيه و يكمله بخوفه لنرضي الله و نربح الملكوت - يكون غاية و هدف في حياتنا أرضى بحياتك ظروفك زوجتك أولادك قد يكونوا هم وسيله خلاصك وأنت لا تدرى البابا كيرلس كان يقول لا يوجد شىء يقدر أن يكدرنى لأنى حائز على ينبوع من النعم والتعزيات قول رائع( أعطنى يارب أن أغير الأمور التى أستطيع أن أغيرها وأن أقبل الأمور التى لا أستطيع أن اغيرها وهبنى الحكمه أن أميز بينهما)

مؤهلات دخول السماء ج4

الله أوجدنا لِكى نكُون معهُ فِى مجده ، قصد خلقتِهِ لنا أنْ نكُون معهُ فِى مجدهِ ، مُنذُ خلقِتنا وَهُوَ ينتظِرنا فِى الأبديَّة وَمُنذُ الأزل ، إِذاً فنحنُ مُواطِنيِن سمائيين وَ السَّماء هى بيتنا الإِنسان دائِماً يُرِيد الرِجُوع لِبيتِهِ لِيسترِيح ، هكذا القديسين أحبُّوا السَّماء لأنّها الموطِن الأصلِى ، وَداوُد النبِى يقُول [ ويل لِى لأنّ غُربتِى قَدْ طالت علىَّ ]( مز 119 مِنْ مزاميِر الغرُوب ) ، وَالسيِّد المسيح قال [ أنا أمضِي لأُعِدَّ لكُمْ مكاناً000 حيثُ أكُونُ أنا تكُونُون أنتُم أيضاً ] ( يو 14 : 2 – 3 ) إِذاً الله لَمْ يخلِقنا لِكى نهلك لاَ بل لِنُشارِكهُ مجدهُ وَسُكناه ، وَما أجمل أنْ نكُون معهُ ، وَما أمجد أنْ نكُون معهُ وَنسكُن معهُ عِندما ندخُل الكنيسة وَنجِد المذبح مفتُوح يفرح قلبِنا ، إِذا كان منظر هكذا على الأرض يفرّحنا فما بال السَّماء !البعض يقُولُون أنّ صُورة السيِّد المسيح تُثيِر نِفُوسهُمْ وَتُفرّحهُمْ فكم تكُون الحقيقة وَالمجد السَّماوِى عِندما نراه كما هُوَ ، سنتمتَّع بِالله نَفْسَه ، إِذا كان مُوسى النبِى عِندما رأى لمحة مِنْ مجد الله مِنْ وراءه أصبح وجههُ يلمع حتَّى أنّهُ لبس بُرقُع ، إِذا كانت لمحة مِنْ مجد الله فعلت فِى مُوسى النبِى هكذا فما بال لمّا تكُون معهُ وَ ترى مجده بِالحقيقة إِذا كان بُطرُس وَيعقُوب وَيُوحنا على جبل التجلِّى رأوا مجد الله قالُوا[يارب جيِّد أنْ نكُونَ ههُنا ] ( مت 17 : 4 ) ، لمحة مِنْ مجده تجعلنا نظِل معهُ ، هذا هُوَ المجد الّذى سنكُونُ فِى هيئتِهِ كما يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول [ الَّذى سيُغيّرُ شكل جسدِ تواضُعِ لِيكُونَ على صُورةِ جسدِ مجدِهِ بِحسب عمل إِستطاعتِهِ000] ( فى 3 : 21 ) ، سنكُون بِجسدٍ مُمّجد ، [ متى أُظهِر المسيحُ000 ُتظهرُون أنتُمْ أيضاً معهُ فِى المجدِ ] ( كو 3 : 4 ) ،الّذى نأخُذهُ هُنا هُوَ عربُون لِكنْ فِى المجد سيظهر وَسنظهر معهُ مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى رِسالِة كورنثُوس يقُول [ 000ناظِرِين إِلَى مجد الرّبّ بِوجهٍٍ مكشُوفٍ ] ( 2 كو 3 : 18 ) ، أىّ بِدُون بُرقُع أوْ رمُوز ، المجد السَّماوِى أمر لابُد أنْ نُفّكِر فِيهِ ،الله لاَ يُرِيد أنْ يهلك أحد [ الَّذى يُرِيدُ أنّ جميِع النَّاسِ يخلُصُون وَإِلَى معرِفةِ الحقِّ يُقبِلُون ]( 1 تى 2 : 4 ) ، [ لأنّ هذِهِ هى إِرادة الله هى قداستُكُمْ000 ] ( 1 تس 4 : 3 ) ،لكِنْ الإِنسان بِذاته هُوَ الّذى يمنع نَفْسَه أراد الله أنْ يرُد الإِنسان إِلَى رُتبتهُ الأولى ، قال لابُد أنْ أُخلّصهُ وَأرُدّه مرّة أُخرى[ لأِنَّ إِبن الإِنسانِ قَدْ جاء لِكى يطلُبَ وَيُخلِّصَ ما قَدْ هلك ] ( لو 19 : 10 ) ، الله يهِمّه أنْ لاَ تهلك يهِمّه خلاصك وَيحزن لِهلاكك ، كما يقُول أحد القديسين[ الّذى ليس عِنده خِسارة سِوى هلاكنا ] ، الله ليس عِنده خِسارة وَإِنْ جاز تعبيِر أنّ الله عِنده خِسارة ستكُون الخِسارة هى هلاكنا .

الوقت روحيا

وَنَحْنُ فِي عَام قِبْطِي جَدِيدٌ نُرِيدْ أنْ نَتَكَلَّمْ عَنْ مَفْهُوم الوَقْت رُوحِيّاً .. بُولِس الرَّسُول يَقُول{ مُفْتَدِينَ الْوَقْتَ لأَِنَّ الأَيَّامَ شِرِّيرَةٌ } ( أف 5 : 16 ) .. مَا مَعْنَى إِفْتِدَاء الوَقْت ؟ مَعْنَاه أنْ نَعْمَل بَدَلاً مِنْهُ أعْمَال أعْظَمْ .. أي نَفْعَل أفْعَال نَكْسَب بِهَا الوَقْت .. الوَقْت الضَّائِع لَيْتَنَا نَكْسَبُه أفْضَل فِدَاء الوَقْت مَعْنَاه تَحْوِيل الشِئ الضَّائِعْ لِشِئ مُفِيدٌ .. بِالمَعْنَى الرُّوحِي فِدَاء الوَقْت هُوَ تَحْوِيل شِئ شِرِّير إِلَى شِئ صَالِحٌ .. هُوَ تَحْوِيل الوَقْت الأرْضِي إِلَى وَقْت أبَدِي هُوَ تَحْوِيل الوَقْت الزَّمَنِي إِلَى وَقْت خَالِدٌ .. أي نَرْبَح الأبَدِيَّة بِالوَقْت .. وَهذَا مَا يُرِيدُه الله أنْ نَرْبَح بِالمَحْدُود اللاَمَحْدُود لِذلِك الوَقْت مُحْتَاج لِفِدَاء .. لِذلِك سَنَتَكَلَّمْ عَنْ :-

الرّوح القُدس وَعمله داخِلنا

مِنْ رِسالِة مُعلّمِنا بولس الرسول لأهل رومية ( 8 : 9 – 12)[ وَأمّا أنتُم فلستُم فِى الجسد بل فِى الرّوح إِنْ كان روح الله ساكِناً فِيكُم 0 وَلكِنْ إِنْ كان أحد ليس لهُ رُوح المسيح فذلِك ليس لهُ 0 وَإِنْ كان المسيح فِيكُمْ فالجسد ميِّت بِسبب الخطيّة وَأمّا الرّوح فحيوة بِسبب البِرّ 0 وَإِنْ كان رُوح الّذى أقام يسوع مِنَ الأموات ساكِناً فِيكُمْ فالّذى أقام المسيح مِنَ الأموات سيُحيى أجسادكُم المائِتة أيضاً بِرُوحِهِ الساكِن فِيكُمْ 0 فإِذاً أيُّها الإِخوة نحنُ مديونون ليس للجسد لِنعيش حسب الجسد ] يتكلّم مُعلّمِنا بولس الرسول عَنَ صوت روح الله داخِلنا[ إِنْ كان رُوح الّذى أقام يسوع مِنَ الأموات ساكِناً فِيكُمْ ] ، هذا الرّوح أقام يسوع ، لِذلِك فهو عِنده قُدرة على أنْ يُحيى أرواحكُم المائِتة ، إِذاً عمل الرّوح القُدس داخِلنا هُو :-

باركوا ولا تلعنوا

يعلمنا الكتاب المقدس وصية جديدة وجميلة ﴿ باركوا ولا تلعنوا ﴾ ( رو 12 : 14) .. والسؤال ما هي البركة ؟ البركة هي السلام والنعمة ومصدرها الله ويعطيها واضع الناموس .. فالله هو الذي يبارك أولاده وشعبه .. البركة هي أن يأتي بالشئ مئات أضعافه .. وأن يكون الشخص على إتكال كامل في الله .. البركة تكون في الجسديات والماديات والروحيات قديماً يقول الرب لأبينا إبراهيم ﴿ أُباركك .... وتكون بركة ﴾ ( تك 12 : 2 ) .. فإن بركة الله حين تقع على أحد يكون هذا الإنسان مصدر للبركة لكل من حوله .. لذلك يأخذ الكاهن البركة من الله ويُصبح هو بركة لشعبه .. فسلام الكاهن ودعاؤه بركة لمن حوله .. لذلك أوصانا الله أن نبارك ولا نلعن .. رأينا في العهد القديم الصراع بين أبونا يعقوب وأخوه عيسو من أجل أن يحصل كلٍ منهما على البركة التي كانت تُعطى للإبن الأكبر ويكون هذا الإبن محظوظ لهذا أصبح أبونا يعقوب فيما بعد أبو أسباط الإثنى عشر رؤوس شعب الله ويقول أحد القديسين ﴿ إجعل كل شخص يباركك ﴾ .. لأنه جميل جداً أن تشعر أنك لم تعيش معتمد على ذكائك ولا قدراتك وإمكانياتك .. ولكن بخير وبركة من الله عليك .. فإذا تسلسلنا مع موضوع البركة في الكتاب المقدس من آدم وحواء نرى أن الله بارك نسلهم .. نوح بارك إبنه سام ولعن إبنه كنعان .. ربنا بارك أبونا إبراهيم وأعطى له من ندى السماء ومن دسم الأرض .. وأخذت البركة تتوارث إلى أن إنتهت بسيدنا المسيح لأن البركة التي وعد الله بها آدم ونسله هي مجئ يسوع المسيح من نسل آدم فصار المسيح هو مصدر البركة ومحورها التي إنتهت فيه بركات العهد القديم وبدأت فيه بركات العهد الجديد .. وكما يقول معلمنا بولس في رسالته إلى أفسس عن الله ﴿ باركنا بكل بركة روحية ﴾( أف 1 : 3 ) .. فإذا كان قديماً كان الإبن ينتظر البركة من أبوه أصبحت البركة من أبونا السماوي فادينا ومخلصنا حين أكون أنا بركة من يسوع المسيح أُصبح أنا مصدر للبركة للآخرين .. فرحنا كثيراً لما جاء إلينا ربنا يسوع المسيح أرض مصر ودعا إلينا ﴿ مبارك شعبي مصر ﴾ ( أش 19 : 25 ) .. فوجود مسيحيين في مصر حتى الآن بسبب بركة يسوع المسيح .. أيضاً وجود خير وسلام ونِعم وبركات وكنائس وأديرة وتعليم في مصر أساسها بركة المسيح .. لهذا يجب علينا أن نتعلم كلمات كثيرة تخرج بركة مثل * ربنا يحافظ عليك .. ربنا معاك .. ربنا يحفظك * .. وإن شعرت بالحزن والظلم قل * ربنا يسامحك * بدون إنتقام حتى لا يأخذ أحد دينونة بسببك .. يُحكى عن الآباء القديسين عند هجوم البربر أنهم كانوا يرفضون الإستشهاد خوفاً من هلاك أحدهم ( أي البربر ) بسبب قتل الآباء لذلك ينبغي علينا أن نبارك كل أحد .. وكل ما كانت حياتنا مليئة بالبركة تمتلئ خدمة وبذل وعطاء وتبحث بإجتهاد عن كلمة بركة من أحد .. يُذكر أن منذ 15 أو 20 سنة كان هناك أب راهب مُتنيح يدعى * أبونا أندراوس الصموئيلي * بمستشفى زيزنيا وكان يتردد عليه الكثير والكثير من الناس لنوال البركة وكان يدعي لكل أحد ويقول له * يكون معاك ما يكون عليك * .. حقاً كلام البركة مفرح .. والرب يسوع المسيح بارك كل مكان ذهب إليه .. وعندما أخذ الجسد البشري بارك أجسادنا .. وعندما أكل من طعامنا بارك الطعام .. وعندما ركب سفينة في البحر بارك البحر وما فيه .. لذلك نحن مقدسين .. فمن الله نحصل على كل البركات ويعطينا إمكانيات وقدرات فائقة تفوق الطبيعة قديماً طلب رب المجد من شعبه أن يعملوا 6 أيام واليوم السابع لا يعملوا .. وهو يعطيهم في اليوم السادس طعام اليوم السادس والسابع معاً .. أمرهم بالعمل ست سنوات والسنة السابعة لا يعملوا وهو في السنة السادسة يعطيهم طعام السنة السادسة والسابعة .. وهكذا أيضاً في سنة اليوبيل أي السنة ألـ 50 وهو يعطيهم طعام السنة ألـ 50 في السنة 49 .. خير وبركة وطعام يكفي سنة 49 ، 50 معاً .. هذا لكي يعرفوا أن المسألة هي رزق من عنده وليس مجرد بذل جهد منهم .. لهذا نطلب منه أن يبارك ثمار الأرض .. ويذكر إجتماعاتنا ويباركها ويعطيها خير .. جميل أن نشعر أننا نأكل من يد الله ومن محبته .. لذلك وجب الشكر قبل الأكل يروي القديس المتنيح الأنبا أبرآم أسقف الفيوم أنه وزع المال الخاص بالفقراء فإنه لم ينقص ويقول * لا عوزنا ولا حوزنا * .. أيضاً يقول البابا شنوده في هذا الأمر – وهو يقوم بنفس العمل وتوزيع المال على إخوة الرب – أن الحقيبة التي يحملها التي يُوضع بها المال لا يشعر بها فارغة أبداًما أجمل أن تلمس الخير داخل حياتك .. وأن الله هو صانع البركات .. فعلينا دائماً أن ندعو لأولادنا بالبركة ولإخوتنا وأقاربنا وحتى أعدائنا .. لأن الدعوة تفتح القلب واللعنة تؤلم .. بل إدعو للمبغضين بالبركة لأن هذا هو عمل الله .. وبدون الله أنا صغير لا أقوى على عمل شئ .. مثل الكرة الصغيرة التي متى وُضعت في كوب ماء فإنها تُصبح كبيرة عندما تراها من خلال الماء .. وهكذا عمل الله فينا يجعلنا أكبر وأوسع في هذا الوقت تستطيع أن تدعو لمبغضيك وتباركهم .. ومتى اختبرت بركة الله في حياتك يعطيك هو فيض من البركات وتُصبح مفتوح بالخير والبركة للكل لأن مكيالك أصبح مكيال إلهي فإن مصدر البركة هو الله .. ويقول لنا سفر العدد أنه كانت هناك جبال محددة جبل للبركة وجبل للعنة .. فمن المؤكد أن الله هو سبب البركة الموجودة في حياتنا يُذكر عن الأب المُتنيح أبونا ميخائيل إبراهيم أنه كان يبارك كل من كان أمامه مهما كان .. بائع .. إمرأة تحمل طفل .. بيوت يسكنها مسيحيون أو غير ذلك لأن من بداخله بركة مصدرها الله بالطبع يعطيها لمن حوله .. وتقول الكنيسة عن الأنبا بولا أول السواح أنه كان سبب البركة لمصر في وقت فيضان النيل .. إذن من الممكن أن يكون شخص بركة لبلد كاملة وفرد يكون سبب بركة لعائلة ( زوج أو زوجة أو أحد الأبناء ) يُحكى عن القديس العظيم أبو مقار أنه ذات يوم خرج مع أبناؤه وتلاميذه في الصباح الباكر ولما سبقوه تلاميذه شاهدوا رجلاً قوياً يمسك بقدوم وينحت في الصخر لعمل تمثال ليعبده الناس .. فذهب إليه التلاميذ وتحدثوا معه وهاجموه بكل قوة على عمله هذا .. إلا أن الرجل أمسك بهم وضربهم وقيدهم وألقى بهم خلف التمثال .. وبعد فترة من الوقت وصل القديس العظيم أبو مقار إلى مكان الرجل بإبتسامة وقال * سلام لرجل الهمة والنشاط * .. فرد عليه الرجل وسأله عن الذين يرتدوا نفس ملابسه ومروا قبله وقال له بما فعل بهم .. وأخبره الرجل أيضاً أنهم أهانوه أما أنت فمختلف وعاملتني معاملة حسنة .. أبو مقار بارك عابد الأوثان وكانت هذه البركة سبب تحول هذا الرجل .. ولهذا يجب أن تكون دعواتنا سبب بركة لغيرنا وسبب تغيير في حياة الآخرين .. ولا تلعنوا لأن أولاد الله لا يعرفون اللعنة في العهد القديم أراد أحد الملوك أن يحارب شعب الله رغم أنه كان يعلم أنه شعب مبارك .. فجاء هذا الملك برجل الله بلعام وطلب منه أن يلعن الله هذا الشعب حتى يقوى هو عليه فإن هذا الشعب يعيش ببركة الله .. فإذا كنا لا نستحق البركة والله يباركنا فيجب علينا أن نبارك غيرنا .. فإن محبة الله في القلب تُحول العدو إلى حبيب وتعطي النفس إتساع .. وعلينا أن نعيش حسب فكر الله ونحب أعدائنا ونبارك لاعنينا هناك تدرج في ثلاث كلمات مرة عن طريق الحب ومرة أخرى في الكره :- الأولى ← دعوة للحب ؛ الثانية ← دعوة كي نبارك ؛ الثالثة ← دعوة كي نُحسن . الأولى ← لعدوي ؛ الثانية ← لمن يلعني ؛ الثالثة ← لمن يُبغضني . فإذا تدرج هو في كرهك تدرج أنت معه في محبتك .. هذا هو عمل ربنا في حياتنا ونشعر ببركته .. فإجعل البركة شاملة حياتك وحياة من حولك ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

أهداف الصوم

أسابيع الصوم الكبير التسعة مسلسلة إبتداء من الأحد الأول الخاص بالإستعداد وسبعة آحاد + الأسبوع الأخير .. تُقسم ألـ 9 آحاد إلى ثلاث أقسام .. الكنيسة تأمرنا بأن نرتفع في الصوم عن أطعمة كثيرة في الجسد ولكن تعطينا أطعمة كثيرة للروح . القسم الأول :- أو الثلاث آحاد الأولى .. الأحد الأول يُسمى « أحد الوسائط » .. يتحدث عن ثلاث أشياء مهمين جداً .. الصدقة .. الصلاة .. الصوم .. الأحد الثاني في القسم الأول « أحد الكنوز » .. الأحد الثالث في القسم الأول هو « أحد التجربة » ويُحدثنا عن أنواع التجربة المختلفة التي تعرض لها يسوع . الثلاث الآحاد هم بداية الرحلة وهذه الرحلة يجب أن تبدأ بثلاث أصدقاء :- الصدقة ← وهي علاقتي بالآخر . الصلاة ← علاقتي مع الله . الصوم ← علاقتي بنفسي . ثلاث ركائز في علاقتي .. « الآخر » والشعور به والشفقة عليه .. أُقلل من الطعام لأعطي الآخر .. لهذا تُحدثنا الكنيسة وتقول ﴿ طوبى للرحماء على المساكين ﴾ .. « الله » وتأمر الكنيسة بالصلاة والتحدث إلى الله لتوطيد العلاقة معه .. « الصوم » وهو أكبر الأصوام لأن كنزك لا على الأرض بل في السماء . القسم الثاني :- الأحد الأول ← الإبن الضال ← يمثل شناعة الخطية . الأحد الثاني ← السامرية ← يمثل تكرار الخطية . الأحد الثالث ← المخلع ← يمثل مدة الخطية . أنت في فترة الصوم مشكلتك الخطية .. حل الخطية هو شعورك بمحبة الله لك مثل الإبن الضال .. ثقتك في أنه يرد لك كل ما تلف وخسرته في حياتك .. لا تستثقل خطاياك على محبة الله وعندما يتكرر الخطأ لازم تثق أن عنده ينبوع المياه الحية .. وأن المشكلة حلها عنده وحده ويقبلك كما حدث مع السامرية رغم رفض كل الناس لها .. لديه ينابيع الروح التي تصنع منك إنسان جديد وثالثاً قصة مريض بيت حسدا الذي فقد الشفاء تماماً بعد 38 سنة .. فقد الرجاء ولكن ثقته في أن الله يشفي جعلته كذلك لهذا سأله يسوع ﴿ أتريد أن تبرأ ﴾ ( يو 5 : 6 ) .. الله قادر على الشفاء رغم محاولة عدو الخير بأن الخطية تظل معي ولا يوجد رجاء . القسم الثالث :- الأحد الأول ← المولود أعمى . الأحد الثاني ← دخول ربنا يسوع المسيح أورشليم . الأحد الثالث ← القيامة . نلخص هذا في ثلاث كلمات .. الإستنارة .. مُلك .. قيامة .. هدف الصوم أن أستنير .. أن الظلمة التي سيطرت عليَّ أنال منها الشفاء .. أرى كل ما حولي بطريقة واضحة كما الأعمى الذي رأى .. ترى خطاياك وترى أهدافك وتتخلص من كل خطاياك لتأخذ هدف الصوم . الإستنارة ← هي البصيرة الروحية والداخلية .. وكما يقول معلمنا بولس ﴿ مستنيرة عيون أذهانكم ﴾ ( أف 1 : 18) .. العين الداخلية التي تُفتح على أسرار الله .. العين التي ترى كل إنسان محتاج وترى الأبدية وأسرار الكنيسة على مستوى السر البصيرة الروحية هي هدف الصوم .. أعرف أن كنزي في السماء وعند ابتعادي أرجع وإذا تكرر بُعدي أثق في ماء الحياة وأثق في قدرته على شفائي وأحصل على الإستنارة . الأحد الثاني ← دخول المسيح إلى أورشليم .. المدينة المحبوبة .. مدينة الملك دخل لكي يملك عليها كما يملك هو على كياني وأصير أنا مملكته الخاصة .. أنا موضع مُلكه .. وإعلان مدينته وكما يقول سفر النشيد ﴿ علمه فوقي محبة ﴾ ( نش 2 : 4 ) .. هو سيطر على حواسي وفكري . من أهداف الصوم أشعر بأن يسوع هو كل شئ في حياتي .. وأشعر بكمال وإشتياق إليه .. ولا يوجد عندي أهم من إرضاؤه وبعد هذا يعلن فيَّ مجد القيامة والموت لا يزعجني ولا يؤلمني .. أعيش في جسد قابل للموت ولكن أتمتع بروح القيامة وروح الغلبة .. إذن نحن نصوم لكي نحصل على كل هذا .. من إستنارة ومُلك وقيامة .. نحن في فترة نجتاز فيها إماتة الجسد .. نرى قوة القيامة في حياتنا وينفجر فينا روح الله .. ونصير إنسان وروح جديد لأن إنسان الموت إنتهى لذلك ترتب الكنيسة هذا عن قصد في فترة الصوم .. لكي نعلن حرب على مملكة العدو .. تعلن سيطرة ومُلك الأبدية على العالم وأن الله له ملكوت على الأرض وله رموز يعلن ملكوته فيها لهذا نقول إذا كنا تهاونا في فترة من فترات الصوم فلا نُضيع الفترة القادمة حتى ننال بهجة ومحبة وفرح القيامة .. هذا هو ما نجاهد من أجله ونشكره على محبته وعطفه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل