العظات

القراءة الروحية

يَقُول إِنْجِيل مُعَلِّمنَا مَارِ لُوقَا البَشِير { وَأمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ } ( لو 2 : 52 ) .. النُمُو فِي الحَيَاة يَحْتَاج غِذَاء لِذلِك لاَبُد لَنَا مِنْ قِرَاءة فِي المَجَال الرُّوحِي كَي نَنْمُو فِي حَيَاتنَا الرُّوحِيَّة .. لِذلِك سَنَتَكَلَّم عَنْ :-

الفتُور الرُّوحِى ج1

كثيرون يشتكون أنّ عِلاقتهُم بالله فاتِرة ليس بِها حماس أوْ دافِع يدفعها لِلأمام وَقَدْ تستمِر هذِهِ الحالة أيَّام وَأسابِيع وَشهُور وَسنِين وَيكُون لها تأتثير صعب على الإِنسان مِنْ سِفر الرؤيا 3 : 14 – 19 [ وَأكتُبْ إِلَى مَلاَكِ كنِيسةَ اللاَّوُدِكِيِينَ0هذا يقُولهُ الآمِينُ الشَّاهِدُ الأمِينُ الصَّادِقُ بَدَاءةُ خَلِيقَةِ اللهِ0أنا عارِفٌ أعْمَالَكَ أنَّك لَسْتَ بارِداً وَلاَ حَارَّاً0لَيْتَكَ كُنْتَ بَارِداً أوْ حَارَّاً0هكذا لأِنَّكَ فاتِرٌ وَلَسْتَ بارِداً وَلاَ حَارَّاً أنا مُزمِعٌ أنْ أتقيَّأكَ مِنْ فَمِي0لأِنَّكَ تقُولُ إِنِّي أنَا غَنِيٌ وَقَدْ إِسْتَغْنيتُ وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيءٍ وَلَسْتَ تَعْلَمُ أنَّكَ أنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَئِسُ وَفَقِيرٌ وَأعَمى وَعُرْيَانٌ0أُشِيرُ عَلَيْكَ أنْ تَشْتَرِيَ مِنّي ذَهَباً مُصّفَّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِي0وَثياباً بِيضاً لِكَيْ تَلْبَسَ فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ0وَكَحِّلْ عَيْنيكَ بِكُحْلٍ لِكَيْ تُبْصِر0إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِخُّهُ وَأُؤدِّبُهُ0فَكُنْ غَيُوراً وَتُبْ ] الفتُور شيء خطِير جِدّاً لأِنّ الإِنسان ليس لديهِ الحرارة الكافية فِى حياته مَعَْ الله التَّى تجعلهُ يشعُر بِإِشتياق دائِم وَلذّة فِى حضرِة الله ، لاَ نستطِيع وصف الفتُور لأِنّنا نحياه ، بِرُودة فِى الصلاة ، وَعدم إِحساس بِالكلِمات وَعدم تفاعُل معها ، الأُمور الرُّوحيَّة بِالكاد مقبولة وَالفِعل الرُّوحانِى ثقِيل على الإِنسان وَالفِعل الجسدانِى محبوب [ لِكُلّ إِثم بِحرص وَنشاط فعلت000] ( مِنْ قِطع صلاة الغرُوب ) ، كسل فِى الأُمور الرُّوحيَّة حالِة الفتُور الرُّوحِى يقُول عنها القدِيسين أنَّها مِنْ أخطر الحالات التَّى تُصِيب الحياة الرُّوحيَّة ، هى حالِة إِنسان لاَ هُوَ يحيا فِى دنس وَ لاَ هُوَ يحيا فِى قداسة ، هى حالة تُرضِى الإِنسان ، حالِة إِنسان ليس فِى أرض مِصر وَ لاَ فِى أرض الموعِد ، ليس هُوَ حار وَنشِيط وَ لاَ هُوَ بارِد بعِيد عَنْ الله ، هُوَ إِنسان يحيا بِرُوح الكنِيسة وَيقرأ الكِتاب المُقدّس وَيصُوم وَأحياناً يُصّلِى وَقَدْ يخدِم وَرغم ذلِك فاتِر غير سعِيد ، حالة وسط بِها لُون مِنْ الميوعة حالة صعبة جِدّاً على الله ، وَمِنْ أصعب الحالات التَّى تعِيش مَعَْ الله وَصعب يكُون لها دالَّة مَعَْ الله ، لِذلِك يقُول لها الله ليتك كُنت حاراً أىّ حار فِى الرُّوح وَ لاَ بارِد أىّ بارِد فِى الرُّوح حالِة البرودة الرُّوحيَّة أفضل مِنْ الفتُور لأِنّ فِيها إِحساس البرودة يجعل الإِنسان أكثر حماس لِلتقرُّب مِنْ الله ، الفتُور الرُّوحِى حالِة إِنسان حار مَعَْ الحارِين وَبارِد مَعَْ البارِدِين ،لِذلِك هى حالة خطيرة الفتُور هُوَ حالِة إِنسان لاَ يشعُر أنّهُ بعِيد عَنْ الله فِى حِين أنّهُ بعِيد وَ لاَ يشعُر أنّ حالته خطِيرة فِى حِين أنَّها خطِيرة ، البارِد يشعُر بِبرودتهُ وَضمِيره يستيقِظ فيعُود بِحرارة ،بينما الفاتِر ضمِيره ساكِن وَهُوَ فِى حالِة رِضا أنّ وضعه هكذا معقُول وَجيِّد ، هذا خطِير جِدّاً ، الإِنسان الّذى يحيا مَعَْ الله يكُون فِى إِلِتهاب دائِم مُحتضن مِنْ نعمة الله ، حار فِى الرُّوح الفتُور الرُّوحِى نسبِى أىّ أنّ حرارتِى بِالنسبة لِلأنبا أنطونيُوس هى فتُور ، بينما قَدْ تكُون بِالنسبة لِغيرِى حرارة ، مِثل الغِنى نسبِى مهما تملُك قَدْ تكُون بِالنسبة لِلبعض فقيِر وَتكُون بِالنسبة لِبعضٍ آخر غِنى ، الأُمور الرُّوحيَّة نسبيات بِقدر إِنعام الله على الإِنسان وَبِقدر تفاعُل الإِنسان مَعَْ إِنعامات الله أحياناً يكُون سبب الفتُور الإِنسان نَفْسَه وَأحياناً يكُون سببه سماح مِنْ الله وَهذا فِى حالِة القامات الرُّوحيَّة العالية

الله قَائِد حَيَاتِي

يَقُول بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالته الثَّانِية إِلَى أهل كُورنثُوس { وَلكِنْ شُكراً لِلهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ } ( 2كو 2 : 14 ) .. جَيِّد أنْ تشعُر أنَّ الله هُوَ قَائِد حَيَاتك .. كُون أنَّ لَكَ قَائِد يَقُودك فَهذَا يُعْطِيك سَلاَم وَاطمِئنان .. جَيِّد أنْ تَقُول مِنْ أعماق قلبك أنَّ الله قَائِد حَيَاتك يُرشِدك وَيُعَلِّمك وَيُوَجِهك .. وَمَا أجمل قُول الكِتاب { عَرَّفنِي يَاربُّ الطَرِيق } ( مز 142 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) القِيَادة ثِقة وَتسلِيم .. فَمَا الَّذِي يجعل الإِنْسَان مُضطَرِب ؟ أنْ يشعُر أنَّهُ وحده وَيَرَى إِمكَانِياته المحدُودة فَيضطَرِب وَيَقُول { ضَاعَ المهرب مِنِّي ، وَلَيْسَ مَنْ يسَأل عَنْ نَفْسِي فَصَرختُ إِليكَ يَارَبُّ وَقُلتُ :أنْتَ هُوَ رَجَائِي وَحَظِّي فِي أرْض الأحياء } ( مز 141 – مِنْ مَزَامِير النُّوم )الله هُوَ قَائِد كُلَّ شِئ فَنَجِده :-

أنت فى عينى الله

إذ صرت عزيزاً فى عينى مكرم وأنا قد أحببتك أش 4:43نحتاج كثيرا ان ندرك من هو الله بالنسبه لى وما مقدار محبته لى ومكانتى عندة وقبوله لى كثيراً ما خطاياى تجعلنى أشعر برفضه أو إبتعاده أو تأديبه لى ونادراً ما أشعر بمحبته وإن تكلمت عن محبته أشعر أنى أتكلم بكلام نابع من عقلى من معرفتى أكثر منه من قلبى وإحاسى وأعماقى لا أعرف ما السبب تحديداً ولكن جهلى به يجعلنى أعرفه بمبادئى وافكارى وخيالى أحتاج أن أعرف ما فى قلبه تجاهى هذا يؤمن نفسى ويحمينى من صراعات كثيراً نعم ياإلهى إجعلنى اعرفك كما تعرفنى وأحبك كما تحبنى دعنى أتكلم عن صفاتك أنت يارب صالح وغفور وكثير الرحمة لكل الداعين إليك مز5:86 صالح اى كلى العطاء والحب المطلق الذ لا نهايه له الذى لا يتوقف على رد الفعل ولا الإستحقاق انت صالح يارب ولا يخدع ولا يغش ولا ينافق لايعير ولا يساهزىء قف مع ات عزيز تعنى غالى قيم ثمين تصور انك لا تصدق هذه الكلمه على نفسك انت عزيز فى عينى الله جداً بل ومكرم جدا الله ابوك كما يترأف الأب على البنين يترأف الر على خائفيه مز 13:103 لك ان تتمتع بابوة الله ابى وامى قد تركانى والرب يضمنى مز 27:10 الست من الآن تدعيننى يا أبى اليف صباى أنت ار 4:3 محبة أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة أر 31:3 فرحه فى مسكونه ارضه ولذاتى مع بنى آدم ام 31:8 اعرف نفسك انك خليقه جديده فى المسيح انت بستعيد اكتشاف نفسك من جديد لا انسى ان سمعت تعليقاً من احد الاباء الرهبان ان يوم اتيت الى الدير اكتشفت نفسى من جديد الذى باركنا بكل بركه روحية فى السماويات فى المسيح اف 2:1اختارنا فيه قبل تاسيس العالم لاكون قديس وبلا لوم قدامه سبق وعيننا للتبنى واعطانا الفداء بدمه بسبب مكانتنا فى المسيح صار لنا قيمه عظيمه ما هو رجاء عوته وغنى مجد ميراثه فى القديسين وما هى عظمه قدرته الفائقه نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شده قوته ويضيف معلمنا بولس انه اقامنا معه واجلسنا معه فى السماويات تعالى نشوف البركات اللى اخدناها فى المسيح يسوع البنوه السلام سكنى روح ربنا فينا مصالحه بر صار لى حكمه وبر وفداء صرت سفيرة واحمل رائحته غصن فى كرمه وارث لملكوته وعضو فى جسده المقدس ونقلت لى هذه البركات الكنيسة بالمعموديه والميرون والتناول والاعتراف لضمان استمرار القداسه ونفض الشوائب العالقهى نتيجه الحياة فى العالم والجسد فاثبت فى القداسة التى اليها دعيت يصير لى فكر المسيح 1كو 16:2ولنا ثقه بالقدوم اليه لانه انقذنى من سلطان الظلمه ونقلنى الى ملكوت ابن محبته – اعطانا مواعيد عظمى وثمينه 2بط 4:1ليحضركم قديسين بلا لوم ولا شكوى امامه كو22:1لنكون قديسين وبلا لوم قدامه فى المحبه اف 1:4الذى أنقذنا من سلطان الظلمه ونقلنا الى ملكوت ابن محبته كو13:1ما اجمل ان اشعر بنصيبى فى المسيح وانى محبوب ومنتمى اليه وكلنا يعلم ان من اهم احتياجات الانسان العميقه انه يشعر انه محبوب وذات قيمه فى عين الهه قبولنا دة الله مبنى على محبته هو وليس استحقاقنا نحن لانه يحبنا فضلا كما نحن عالمين انكم افتديتم لا باشياء تفنى بل بفضه او ذهب بل بدم كريم كما من حمل بلاعيب ولا دنس دم المسح 1بط 18:1لان الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا رو 7:5كثيرا ما يعدنا الله بالخلاص والغفران ونحن لا نصدق ونحيل ماسورين بخطايا الماضى مثل العصافير التى تربط فى حبل دائرى ولعدما تافك وتباع تطير دائريا لانها تعودت ذلك كو 13:2 مسامحا لكم بجميع الخطايا إذ محا الصك الذى علينا فى الفرائض الذى كان ضدا لنا وقد رفعه من الوسط مسمرا اياه بالصليب لتنظر الى نفسك فى ضوء المسيح والانجيل والكنيسة وستكتشف انك كنت ترى نفسك فى مراة نفسك والناس مما اخر تقدمك الروحى جدا وعطلك كثيرا

المراة فِى كنيسة الرُسُل

[ غير أنَّ الرَّجُل ليس مِنْ دُون المرأة وَ لاَ المرأة مِنْ دُون الرَّجُلِ فِى الرَّبِّ 0 لأنّهُ كما أنَّ المرأة هى مِنَ الرَّجُل هكذا الرَّجُلُ أيضاً هُوَ بِالمرأة 0 وَلكِنَّ جميع الأشياء هِىَ مِنَ الله ]( 1 كو 11 : 11 – 12 ) أىّ أنّ الرجُل ليس أقل مِنْ المرأة وَ لاَ المرأة أقل مِنْ الرجُل لأنّهُ كما أنّ المرأة ( حّواء ) أُخِذت مِنْ الرجُل ( آدم ) ، هكذا الرجُل أيضاً يُولد مِنْ المرأة ، هذا الموضوع مُهِم وَجميل وَمُعزِّى وَسوف نتناول فيهِ ثلاث نِقاط هى :0 (1) مكانِة المرأة فِى المسيحيّة 0 (2) خِدمتها فِى كنيسة الرُسُل 0 (3) نماذِج للمرأة فِى كنيسة الرُسُل 0

قضية الاختيار

في رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل رومية أصحاح " 9 " يتحدث فيها عن قضية الإختيار .. وما إذا كان الإنسان مُخير أو مُسيَّر لماذا أحبَّ الله يعقوب وأبغض عيسو من قبل ولادتهما ولم يفعلا خيراً أو شراً ؟ إن الأمر يحتاج أن يُفهم بطريقة أعمق لأن الله عندما يختار لا يظلم .. إن الأمر مشترك بيننا وبين الله فإن الأمر ليس مُسبق عند الله ونتساءل ونقول هل جهادنا سيغيَّر رأي الله فينا ؟ إن الكتاب المقدس يُحدثنا عن مختارين ” الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم “ ( رو 8 : 29 ) .. إذاً يوجد اختيار وتعيين .. أي هناك من اختارهم الله لكي يتم إرادته فيهم .. في رسالة معلمنا بولس إلى أهل أفسس يقول ” كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة “ ( أف 1 : 4 ) .. ” ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى بل لله الذي يرحم “ ( رو 9 : 16) الحقيقة الأولى التي ينبغي أن تعرفها إن الله ليس عنده أي محاباة .. فالكل له كرامة ومكانة .. ويُعبِّر عن صورة ومجد وكرامة الله .. وعندما يختار الله شخصٍ ما ليعطيه مسئولية ليس ذلك لأنه أفضل من غيره ولكن الله يعطي الجميع فرصة وعلى الإنسان أن يتجاوب مع فرصة الله هذه إن الإنسان بتقواه يستحق محبة الله .. إن اختيار الله وتدبير الله في حياة الإنسان يتوقف على صدق عِلْم الله .. وتقول الآية ” المختارين بمقتضى عِلم الله الآب السابق “ ( 1بط 1 : 1 – 2 ) .. عِلْم الله الصادق الذي يعرف إن يعقوب سيسلُك بحسب وصايا الله .. وهذا عكس عيسو تماماً أي أن الله بسابق عِلْمهِ يختارنا ويحدد لنا طُرق .. وأنا بحريتي سأسلُك حسب قصد الله .. أو أضيَّع تدبير الله في حياتي .. أي إن سَبْق عِلْم الله جعلهُ يُصدر حكم .. الله يعرف كل شئ ويعرف الأعماق وهو فوق الزمان .. يعرف الماضي والحاضر والمستقبل .. أنت مخلوق حر .. مخلوق مُخيَّر لكي يسلُك في مشيئة الله الذي أعطاه له الله وضع لنا طرق وطلب منا أن نسير فيها .. وهناك من يخالف هذا الطريق .. معلمنا بطرس يقول ” اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين “ ( 2بط 1 : 10) .. الله يريدك أن تخلُص ويدبر لك طرق الخلاص ويسندك في كل ضعفاتك .. ويعطيك رجاء وقوة وتوبة ونعمة ويُرسل لك كل وسائط الخلاص ما أجمل أن تتفق إرادتك مع إرادة الله .. ويحيا حسب فكر الله في حياته .. تأكد إن كنت تسير حسب قصد الله لأنك إن سقطت تقوم .. ولأنك تريد أن تتوب وتتقدس .. ولأنك تريد أن تربح السماء .. إذاً إتفقتا الإرادتان .. أحد الآباء القديسين كان يُناجي الله ويقول ” لتكن إرادتي إرادتك ولتتبع إرادتي إرادتك .. وليكن لكلينا حب واحد أو كُره واحد “ .. أحد القديسين يقول للرب ” إنتشلني من الخطايا إن أنا رضيت وإن لم أرضى “ .. وفي سفر هوشع يقول الله للنفس البشرية ” فتتبع مُحبيها ولا تُدركهم وتُفتش عليهم ولا تجدهم “ ( هو 2 : 7 ) .. أخذ يهوذا فرصة للتوبة ولكنه بددها .. فالأمر متروك لاستجابة الإنسان لنداءات الله هناك مبدأ ما في علاج الأدوية يُسمى ألـ Synergy .. ومعناه إن هناك دواء إذا أُخِذ مع دواء آخر يعطي مفعول أقوى ( 1 + 1 = 3 ) .. أي تأثير أقوى .. هكذا نحن مع الله فإن نعمته فيَّ وأنا أتجاوب مع هذه النعمة .. ما أجمل أن يريد الله توبتي ويسمع مني إني أرغب في التوبة إذاً لماذا قال بولس الرسول هذا الكلام ؟ لأن اليهود قالوا إنهم يتبعون الله أما الأمم ليسوا هم المختارين مثلهم .. فإنهم عبدة أوثان وزناة .. أما نحن شعبه المختار .. فقال لهم بولس الرسول إن الفضل ليس في الإختيار بل للذي يثبُت في الإختيار .. ويقول الله ” بأُمة غبية أُغيظكم “ ( رو 10 : 19) .. وأيضاً يقول ” كما يقول في هوشع أيضاً سأدعو الذي ليس شعبي شعبي والتي ليست محبوبة محبوبة “ ( رو 9 : 25 ) أي النهاية إن الله يرغب أن يُخلِّص الجميع .. وإن هناك من اختارهم الله ولكنهم سقطوا .. وإن هناك آخرين سلكوا في البر إستحقوا إن الله يختارهم ولابد أن يكون هناك نعمة تُثبِّت هذا الإختيار .. فالإنسان لابد أن يسعى حسب إرادة الله .. الله لا يلغي دوره كإله .. ولا يلغي دور الإنسان كإنسان .. رحمة الله للكل وصوته أيضاً هل ترى أن الله كان مُقصِّر مع يهوذا مثلاً كخاطئ ؟ الإجابة لا .. فالله جعله يراه وهو يتعامل مع خطاه .. وجعله يسمع كل تعاليمه وأعطاه فرصة حتى النَّفَس الأخير .. وجعله يشترك معه في الفصح .. إن الله يُنبئ ولا يتدخل .. وفي العهد القديم الله اختار ناس وخذلوه ورفضوه ولذلك اختار غيرهم .. يقول الله ” طول النهار بسطت يديَّ إلى شعب مُعاند ومُقاوم “ ( رو 10 : 21 ) .. فذهب إلى آخرين وهم كنيسة الأمم الذين لبُّوا الدعوة وقبلوه لا تخيب من قصد الله .. فإن الله يرغب في قداستك وتنفيذ وصاياه .. ” يا ابني أعطني قلبك ولتُلاحظ عيناك طُرقي “ ( أم 23 : 26 ) .. عِش حسب الإنجيل والكنيسة .. الإنسان هو الذي يختار مصيره أو طريقه إما الرحمة أو الهلاك .. وهناك قصد من الله أن نسلك حسب اختياره لنا .. لكي نخلُص القديس أغسطينوس يقول ” الله الذي خلقك بدونك لا يُخلِّصك بدونك “ .. والله هو الذي يعطيك الفرح عندما تتجاوب معه وتكون إرادتك مثل إرادته .. الله يحب الإنسان يطلب ويجتهد ويبتكر .. كل هذا في إطار وصاياه ومحبته .. إذاً أنا مُخيَّر ولكن هناك سَبْق عِلْم الله الذي يعلم الأسرار إخضع لإرادة الله حتى تشعر أن هناك بركة تُرافقك ونعمته تسندك ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

لَيْسَ لَهُ إِنسان

الرَّبَّ يَسُوع ذهب لِمَرِيض بِركِة حسدا .. وَ " بيت حسدا " بِالعِبرِيَّة تعنِي " بيت الرحمة "يَتَجَمَّع حول البِركة مرضى بِأنواع كَثِيرة عُمي وَعُرج وَعُسم .. جَاءَ يَسُوع وَدخل فَوجد عُمي وَعُرج وَعُسم كَثِيرُون لَكِنَّهُ إِختار مرِيض لَهُ 38 سنة فِي مرضه .. يأتِي المَلاَك وَيِحَرَّك الماء وَالَّذِي ينزِل أوَّلاً يبرأ لَكِنْ الَّذِي لَهُ 38 سنة مرِيض مَنْ الَّذِي يُسَاعِده لِيَنزِل الماء ؟ إِذا ساعده أحد وَلَمْ يبرأ يَقُول هُوَ السبب وَإِذا جَاءَ مرِيض آخر وَسبقهُ وَنزل الماء يَقُول لَهُ لِماذا أخَّرتنِي وَيِعتِب عليه .. لِذلِك تَخَلَّى عنْهُ الكُلَّ وَلَمْ يوجد أحد مُتَعَاوِن مَعْهُ لِذلِك ذهب لَهُ السَيِّد المَسِيح مُباشرةً الكِتاب المُقَدَّس يَتَكَلَّم عَنْ أنواع المرضى حول بِركِة حسدا وَيَقُول عُمي وَعُرج وَعُسم وَلِنرى مَنْ هُمْ هؤلاء فِي الفِكر الرُّوحِي ؟ عُمي هُوَ إِنسان لاَ يرى وَفِي الفِكر الرُّوحِي هُوَ مَنْ لَيْسَ لَهُ تمييز وَلاَ يرى الله فِي قلبه وَلاَ ينظُر لِلأُمور الغِير مرئِيَّة بَلْ يرى الأرضِيات فقط بينما بُولِس الرَّسُول يَقُول [ وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأشياءِ الَّتِي تُرَى بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى ] ( 2كو 4 : 18 ) . العُرج هُوَ إِنسان يمشِي بِعَرج وَفِي الفِكر الرُّوحِي هُوَ الَّذِي يأخُذ الحياة الرُّوحِيَّة بِغِير جِدِيَّة .. يِعترِف وَيَظِل بعد الإِعتِراف فِترة قَصِيرة مُنتَظِم فِي رُوحِياته ثُمَّ يستهتر شهر أوْ إِثنين ثُمَّ يعُود وَيِعترِف وَيَظِل فِترة أيَّام بعد الإِعتِراف فِي حالة رُوحِيَّة مُرتَفِعة ثُمَّ يستهتر مرَّة أُخرى وَهَكَذَا هذَا عَرج فِي الحياة الرُّوحِيَّة هُوَ مَنْ يأخُذ الأُمور بِغير إِنتِظام . عُسم هُوَ الَّذِي لاَ يَتَحَرَّك نِهَائِياً أي مُقعد مِنْ الحركة كُلِّيةً . أصعب هذِهِ الحالات هُوَ الأعسم وَكَانَ هُوَ حال مرِيض بِركِة حسدا الَّذِي لَهُ 38 سنة إِذاً السَيِّد المَسِيح ذهب لأِصعب حالة فِي المرضى وَسَألهُ سؤال عَجِيب [ أتُرِيدُ أنْ تَبْرَأ ] ( يو 5 : 6 ) .. نُجِيب نَحْنُ إِذاً لِماذا هُوَ موجُود عِندَ البِركة ؟ هذَا المرِيض هُوَ إِنسان مَلَكَ عَليه رُوح اليأس وَالفشل وَلَيْسَ لَهُ رجاء فِي أحد وَيأتِي لِلبِركة كُلَّ مرَّة كَأدَاء وَاجِب لَكِنْ لَيْسَ لَهُ رجاء فِي الشِفاء العَجِيب أنَّ السَيِّد المَسِيح يَقُول لَهُ [ قُم احمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ ] ( يو 5 : 8 ) تَخَيَّل إِنسان لَهُ 38 سنة نَائِم مُقعد وَالمُخ لديهِ تَكَيَّف مَعَ هذَا الوضع صعب نَقُول لَهُ قُمْ إِحمِل سَرِيرك وَامشِي إِذا آلمت إِنسان رِجله وَظلَّ فِترة أسبُوعين أوْ أكثر بِدُون حركة عِندما يبدأ السير يخاف أنْ يضع قَدَمه عَلَى الأرض وَيَسِير عليها لأِنَّ المُخ تَكَيَّف مَعَ الأمرأمَّا الَّذِي لَهُ 38 سنة مُقعد فَهَذَا قَدْ نسى الحركة تماماً وَالسَيِّد المَسِيح يَقُول لَهُ قُم إِحمِل سَرِيرك وَأيضاً إِمشِي .. عَجِيب أنتَ يَا الله وَكَمَا يَقُول المزمُور [ جَبَرُوت خَلاَص يَمِينه ]( مز 19 – مِنْ مَزَامِير الثَّالثة ) وَكَأنَّهُ يُعلِن خَلاَصه لِلكُلَّ .  كَثِيراً مَا نُصاب بِرُوح اليأس وَالفشل فِي حياتنا الرُّوحِيَّة وَنشعُر أنَّهُ لَيْسَ لَنَا إِنسان وَلَيْسَ لَنَا رَجاء وَلَيْسَ لَنَا شِفاء بينما المزمُور يَقُول [ قَالَ الجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ لَيْسَ إِلهٌ ] ( مز 14 : 1) .. [ كَثِيرُونَ يَقُولُونَ لِنَفْسِي لَيْسَ لَهُ خَلاَصٌ بِإِلهِهِ ] ( مز 3 : 2 ) .. هُنَا نَتَكَلَّم عَنْ ثَلاَث نِقاط مُهِمِين :-

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل