العظات

إحتقروا العالم الجمعه الاولى من شهر مسرى

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحدآمين . فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . تعيد الكنيسة يا أحبائي في هذا اليوم بتذكار قديس اسمه القديس أبالي بن يسطس بن الوالي أرمانيوس،هو حفيد ملك مملكة الروم، أي أنه هو ولي عهد المملكة، هو الملك المنتظر،عندما أتى دقلديانوس ودخل في حرب وأخذ المملكة كان الشعب كله يرفض دقلديانوس،وإذا أراد أبالي أن يدخل في صراع مع دقلديانوس كان سيأخذ المملكة، والشعب كله ينقلب على دقلديانوس، لكن سنكسار الكنيسة اليوم يقول لك أن أبالي فضل المملكة الباقية ولكي يتخلص دقلديانوس منه كولي عهد للمملكة أرسله إلى أحد البلاد وشتته هو وأسرته، وهناك نال إكليل الشهادة. إلى أي حد ياأحبائي عندما يكون هناك شاب صغير يكون محب للسلطة، محب للمال، محب للمظهر، محب للجاه، إلى أي حد النعمة التي تكون في قلب شاب صغير تجعله ينتصر على رغباته،يتغلب على ذاته، ينتصر على حب العالم الذي داخله،مامعنى أن النعمة تجعل إنسان يفضل المملكة الباقية، إلى أي حد الإنسان يا أحبائي يقف أمام هؤلاء القديسين مندهش من عمل روح الله فيهم،وانتصار عمل النعمة فيهم، كم هوقوي، كم هم غلبوا أنفسهم، غلبوا طبعهم، غلبوا العالم وممالك العالم، ممالك العالم أصبحت بالنسبة لهم تراب، وزوال.مكسيموس ودوماديوس هربوا من الملك، القديسة دميانة ضحت بالمملكة وبالغنى،كثيراً ما نجد في القديسين أمراء وملوك،كثيراً ما نجد فيهم أغنياء،كثيراً نجد فيهم أولاد غنى، أولاد تنعم، قديس مثل القديس أرسانيوس كان يقال عنه أنه كان لديه ألف غلام في خدمته، ألف غلام في خدمة أرسانيوس لأنه كان معلم أولاد الملوك،تخيل معي إذا أحضرنا لك مدرس يقال عليه هذاالمدرس لا يعلم إلا أولاد الملوك فقط فيكون لديه جاه كبير، وكان الملوك بالطبع ينفقوا الكثير على أولادهم، معلم أولاد الملوك ماذا فعل؟!،تجده يسكن في مغائر وجبال وشقوق الأرض،يأكل أبسط الطعام،تجده يعيش على عمل يديه، بعدما كان لديه ألف غلام في خدمته. متى يا أحبائي يغلب الإنسان شهوة هذه الحياة؟ يقول لك عندما ينتصرعمل الله داخله،متى يكون الإنسان مغلوب من شهواته؟،متى يكون الإنسان مشدود لأسفل؟متى يكون الإنسان مذلول للمال؟، متى يكون الإنسان أطماعه وشهواته هي التي يعيش لأجلها،عندما يكون مرتبط بالأرض،عندما تكون عينيه على أسفل، عينيه لا ترتفع إلى فوق، أنظرإلى أبالي بن يسطس إذا كان فضل مملكة والده وعاش ومات فمن كان سيتذكره؟!،وما المجد الذي كان ينتظره في السماء؟،على العكس كان سيهلك،ويأخذ دينونة، وفي العالم كله لم يكن أحد يتذكره، فهو خلد نفسه، هو اختار ميراث الحياة الأبدية الذي لا يزول. أتعرف ما الذي جعل قلب القديسين يكون قوي؟! أنهم قاموا بعمل داخلهم عملية مفاضلة واضحة جداً، الأرض أم السماء، الغنى الأرضي أم الغنى السماوي،التمتع بشهوات العالم أم التمتع بأمجاد الحياة الأبدية،وأخذوا القرار وعاشوا بناء عليه، الرجل الذي يقول لك عليه تاجر اللآلئ الحسنة ماذافعل؟ هو رجل تاجر لآلئ حسنة يعرف أن يقدر اللآلئ جيداً،وهو في الحقل وجد لؤلؤة،تاجراللآلئ الحسنة يري اللؤلؤة يستطيع أن يقدرها،و عندما قدرها وجدها غالية جداً،فماذا فعل؟يقول لك وهو في هذه الأرض خبأها ثانية وذهب يسأل عن ثمن هذه الأرض فوجده غالي جدا أغلى بكثير من القيمة الطبيعية لهذه الأرض، فماذا فعل؟ يقول لك مضى وباع كل ما له، كل الأراضي التي لديه قام ببيعها لكي يشتري هذه الأرض،لكنه في الحقيقة لم يقم بشرائها من أجل هذه الأرض لكنه قام بشرائها من أجل اللؤلؤة التي بداخلها،فالإنسان الذي يجد غنى الحياة الأبدية يكتشف هذه اللؤلؤة، يكتشف الغنى والمجد السماوي ونعمة الحياة الأبدية،ويتذوقها وهولازال على الأرض، فيحدث أن أمور العالم تتصاغر جداً في عينيه، تجد الناس تتصارع على المال،تتصارع على كيف تشبع شهواتها، الناس تعيش للأرض،يحبون الامتداد والاتساع، الناس تعيش في هذه المفاهيم،لكن تجده بدأ يضحي بسهولة، يقول لك عن القديس أبانوب الذي احتفلنا بعيد استشهاده منذ أسبوع، عندما جاءوا ليعذبوه قال له الوالي يا ابني ارحم نفسك أنت لاتزال مجرد طفل صغير،فقال له أن العالم يمضي ويزول، طفل صغير بدأت لديه فكرة أن العالم يمضي تسيطر عليه،وعندما يبتدئ يدرك أن العالم يمضي فماذا يفعل؟ لابدأن يبحث عن العالم في الأمور التي لا تزول ولا تمضي،إذن أين هي؟! قال لك في الحياة الأبدية، هي عملية مقايضة، اكتشف الكنز السماوي، اكتشف الفرح الإلهي، اكتشف التعزيات، اكتشف نعمة عمل الروح القدس داخلك، اكتشف الكنز الذي بداخل كل كي تستطيع أن تضحي وتدوس وتغلب،هذه هي عملية المقايضة هذه هي عملية التبادل، قال لك مضى وباع كل ماله،هذا أبالي بن يسطس ترك الملك،ترك هذا الغنى الأرضي، احتقر كل هذا، لكنه سوف يموت، يتعذب، يقول لك لأنني لدي شهوة الملك الأبدي، أناأريد أن أكون هنا كفي الحياة الأبدية.الإنسان يا أحبائي عندما يكتشف مجد وجمال الحياة الأبدية تجدأن العالم يتصاغر في عينيه جداً، يقول لك عن مرة أحد الأغنياء ذهب وأخذ جراب كبير (شوال)ممتلئ بعملات فضة، وسمع عن مجد وقوة وبركة وتعاليم القديس العظيم أبو مقار،فذهب إلى القديس أبو مقار وأخذله جرا بالفضة وقال له خذ هذه الفضةاصنع بهم صدقة، فيقول لك أن القديس أبو مقار قال له لا نحن لا يوجد لدينا أي احتياج لهذا المال هنا، قال له لا من المؤكد أن لديكم احتياجات، قال له لا يوجد احتياج للمال،لكن أنت ممن أين تأكلون وتشربون قال له نحن نعمل،نعمل عمل أيدينا بسيط ناكل منه،قال له إذن يا سيدي بدلاً من أنك تعمل،لاتعملوا وهذه هي النقود، قال له لا فنحن لانعمل من أجل النقود نحن نعمل لكي نتعب،لكي يتعب جسدنا، فقال له خذ هذه النقودهل هناك أحد يرفض النقود،فالناس خارجاً تتصارع على المال،قال له لا ليس يوجد لدي اي احتياجات للمال أشكرك،ثم قال له أبو مقار إذا كان هناك أحد من الرهبان يحتاج فضة أعطيها له قال له أن مجموعة الرهبان الذين أعرفهم قبلما أجئ إليك سألتهم وجميعهم قالوا لي نفس هذه الإجابة،ففرح القديس أبومقارقال له كم عددهم؟!، قال له حوالي ٧ أو ٨ رهبان فقال له إذن انتظر،فقام أبومقار ليدق أجراس الدير، وكان لديه في ذاك العصر 2200 راهب، فقام بوضع جراب الفضة في ممر وقال لهم قفوا صف، وكل راهب يمربجانب هذا الشوال يأخذ منه قدر احتياجه ، 2200راهب يقفوا صف على جراب الفضة،بالطبع الرجل الغني كان يظن أنه من أول ١٠أو 15 أو حتى على 100 راهب يكون انتهي أمر هذا الشوال، لكنه مرعليهم بعد قليل ليجد الشوال لازال موجود،قليلاً ويمرمرة أخرى إلى أن مر ال2200 راهب والشوال موجود مثلما هو، قال له أنا متعجب،أتعجب لأناس تمربجوار المال وتفض يدها وتبعدها هكذا وكأنه يقول ليس لنا حاجة بهذا المال،قال له هل تسمحلي أن أعيش في وسطكم؟!، هذا الدرس جعله يشتاق أن يعيش في وسطهم، قال له لكن ماذاأفعل بهذه النقود إذن؟!فأنااتخذت قرار أنني لاأريد أنأعودبهم مرة ثانية، قال له إذا كنت تنوي هذاقم ببناء بيعة لله بهم، يقال أن هذه النقود هي التي بني بها موضع دير البراموس الموجود إلى اليوم،لأنه كان مسكن للقديس أبو مقار وتلاميذه في ذاك العصر، إلى هذه الدرجة يا أحبائي يكون الإنسان غالب، فهوليس شخصأ وأثنين فقط بل جميعهم،جميعهم لماذا؟! لأنه عينيه مرفوعة إلى فوق،لا ينشغل بالأمور السفلى،لا ينزعج بها،فأسفل هذا هو وضعه تحت قدميه، كما قال القديس العظيم أوغسطينوس"أنا جلست على قمة العالم، أنا لايوجد شيء يغلبني أبدا، جلست على قمة العالم حينما صرت لا أريد شيئا ولا أشتهي شيئا من العالم"، طالما أنا لاأريد شيء فأنا أكون مالك لنفسي، مالك لروحي، مالك لرغباتي، ولا توجدشهوة تغلبني،أوتضغط علي ،أوتسيطرعلي أبدا، هؤلاء هم أولاد الملوك والأمراء الذي نغلبوا،قم بفحص نفسك إلى أي درجة العالم يسيطر عليك، افحص نفسك إلى أي درجة المال مرغوب داخلك،لكن ما هذه أصنام، هذه معطلات،إذن لا نعيش في العالم ولا نستخدم المال!أقول لك لاعيش في العالم واستخدم المال لكن لا تتعبد له، لا تجعل قلبك فيه، لا تحزن على فقدانه، ولا تفرح باقتنائه، استخدمه فقط.يقول لك الآباء القديسين حينما تكتشف أن قلبك موجود في شيء ما أحزن على نفسك وأبكي عليها، لدرجة يقول لك لا تمتلك شيئاً تحزن على فقدانه، لا تمتلك شيئاً تتألم وتحزن على فقدانه،لهذه الدرجة؟! يقول لك نعم،لا تجعل قلبك في شيء أبدا،وهذاهو الكلام الذي قاله معلمنا بولس الرسول عندما قال"الذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه، الذين يشترون كأنهم لا يملكون"، يشترون كأنهم لا يملكون بمعنى أن ممتلكاته ملكه حقا لكن هي لاتملكه، لاتسيطرعليه،هؤلاء هم الملوك والأمراء الذين اختاروا المملكة السماوية،شاهد السعادة التي داخل قلبهم، تعتقد الإنسان من ماذا يتألم؟!، ومن ماذايحزن؟، ومن ماذايقلق؟، من رغباته وشهواته، تجد الإنسان يعيش خاضع لأصنام صنعها داخله، وهذه هي سبب شقائه، سبب تعبه، تجد الإنسان عندما يغلب الأصنام التي داخله تبدأ فيه سعادة الحياة الأبدية تعمل من هنا من على الأرض،تجده يعيش بلا هم،تجده يرفع قلبه وذهنه نقي أمام الله، عقله غير مشوش، نفسه لا تكون مرتبطة بالأرض،هو غلب جسده وانتصر عليه،هذا الكلام كله يعطي فرصة أكثر للروح أنها تنطلق،يعطي فرصة أكثر للنمو،لماذا يقول لك الإنسان أنا أصلي ولاأشعر؟، أقرأ الإنجيل ولاأفهم؟، أحضر الكنيسة ولا أركز؟، أقول لك إذن أدخل داخل نفسك وافحص، افحص كم توجد آلام داخلك تتعبك وتربطك لأسفل. في سفر يونان يقول لك"الذين يراعون بأباطيل كاذبه يتركون نعمتهم"،ما الذي يجعل الإنسان قلق؟ الأرض، المال، يقول لك على قصة لطيفة يقول لك ذات مرة كان شخص يركب قطار ومعه حقيبة نقود،والطريق طويل ثم بدأ يشعر بالتعب ويريد أن ينام فينعس قليلاً ثم يخاف على الحقيبة،يحتضنها، وينعس قليلاً ويظل يمسك الحقيبة، كل فترة يستيقظ ينظر إليها موجودة أم لا، قال لا يمكن ذلك،لابد أن أركز أكثر،وأمضي هاتين الساعتين المتبقين مستيقظ لئلا تسرق مني الحقيبة،يظل يحاول ويجاهد مع نفسه ليغلب النعاس إلى أن غلبه النعاس فنام وسرقت الحقيبة،استيقظ من الغفوة وجدها قد سرقت، أول فكرة أتت له قال إذن أخيرا سوف يمكنني أن أنام، ما هذا؟!، أقول لكما الذي يجعل الإنسان مرتبط بالأرض، تجد أمور الروحيات على العكس تماماً،لا يمكن أن تأخذ نعمة روحية تقلقك أبدا،لا يمكن أن تأخذ نعمة روحية تذلك أبدا أو تهينك أو تأتي بكل أسفل، تخيل أنت الإنسان يتعبد للأمور التي تهلكه،يبحث عما يضره وتجده هذا هو الذي يمسك فيه، أقول لكل أن هذه خدعة عدو الخير، وهذه الحرب القائمة بين أولاد الله وبين مملكة الظلمة، اسمها مملكة ظلمة، يوجد فيها ضلال، فيها قلب حقائق،يزين لك الحياة الأرضية وكأنها ممتدة جداً،يزين لك المال وكأنه هو الذي فيه القوة وهوالذي فيه السعادة، لا قوة ولا سعادة ولا الحياة ممتدة، العالم يمضي وشهوته، اختار المملكة الباقية،عندما تجد الحياة الأبدية دبت داخلك ستجد نفسك تفكر كيف تصنع صدقة،كيف تعطي الفقراء،كيف تكون أمين في رفع قلبك لله كل يوم،وكيف تعيش الملكوت السماوي من داخلك،"ها ملكوت الله داخلكم"، يا سعادة الإنسان يا أحبائي الذي يعيش الحياة الأبدية وهولازال على الأرض،تجده يغلب،ومثلما تقول دبورة القاضية في سفر القضاة"بعز يا نفسي دوسي"، تدوس بعز،هذا هو أبالي داس بعز، لم يشعر أبدا أنه خاسر،أو نادم، أوقلبه منقسم، ولا يقول يا ليتني كنت أخذت المملكة، رغم أنه ذاهب للموت، يقول لك الموت مع المسيح خير من الحياة في المملكة الأرضية، العبودية من أجل المسيح أفضل من الحرية في العالم، أنا اخترت وأنا سعيد ومقتنع، عيني مرفوعة إلى فوق، وقلبي مرفوع إلى فوق،المقتنيات لا تسعدني،أنا أعرف أنني أعيش فترة، هذه فترة طالت أم قصرت هي فترة، كمثل شخص تجده كل يوم يمر عليه يقول لك هذايوم مضى،هذا يوم مضى، وكأنه يحسب لنفسه من عمره أن هذا يوم مضي من العمر،تجد أحيانا الناس الذين يكون لديهم أشياء ينتظروها،تجد أحيانا هناك أبناء في الجيش يقوم بعمل جدول واليوم الذي يمضي يحذفه من الجدول،يحذفه،منتظر الآخر.فنحن كذلك كل يوم يمر من حياتنا هذا يوم، يارب علمنا أننا نرضيك فيه ونرضيك في اليوم الذي يليه،علمنا أن نرضيك كل يوم،نحن منتظرين ومتوقعين استعلان مجيئك. هذه يا أحبائي النفوس التي تمسكت بالمملكة السماوية، الله يعطينا قلوب مرفوعة،عيون مفتوحة، ربنا يعطينا شهوة الحياة الأبدية لكي نستطيع أن نغلب ونعيش منتصرين وأعظم من المنتصرين.ربنا يكمل نقائصنا ويسندكلضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

اباكم سر ان يعطيكم الملكوت الجمعة الثانية من بؤونة

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها أمين . إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي هو فصل من بشارة معلمنا لوقا إصحاح ١٢ يقول لنا "لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت". أريد أن أتحدث معكم في هذه الآية فقط، أن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، نحن كثيراً ما يكون لدينا شك هل نحن نذهب إلي الملكوت؟، هل بالفعل هذا الوعد يخصنا؟، ويظل عدو الخير يتحايل معنا على هذه النقطة، ويجعلنا نشعر أننا خارج الملكوت، وبما أننا خارج الملكوت فلنسلك كحسب خارجي الملكوت، في حين أن الآية واضحة والقصد الإلهي واضح أن أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، بمعني أنه يعطيه لنا وهو مسرور، بمعنى منحة يعطيها لنا وهو سعيد، أنه يعطيها لنا ليس وهو متضايق، لا يعطيها لنا وهو متردد، لا يعطيها لنا وهو ندمان، لا يعطيها لنا وهو لا يريد أن يعطيها فهو سر أن يعطيكم الملكوت. أيضا نحن كل يوم نقول له اهدينا لملكوتك، نحن أيضا كل يوم نقول له ليأتي ملكوتك، هو يقول لنا أنه سر أن يعطينا الملكوت ونحن نقول له ليأتي ملكوتك فبذلك نحن تقابلنا، فبذلك نحن ذاهبون لمكان واحد ومتواعدين، كما قال في سفر عاموس "هل يسير إثنين معا إن لم يتواعدا"، نحن متواعدين مع الله لأنه أعطانا الوعد، ما هذا الوعد؟! أن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، قال أيضا "تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم قبل تأسيس العالم"، أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، هل لنا هذه الثقة؟ هذا هو الأمر يا أحبائي الذي نحتاج أن نتناقش فيه مع أنفسنا كثيرا، هل أنا متأكد أنني من أبناء الملكوت؟ هل أنا بالفعل مثلما تقول عني الكنيسة من أبناء النور؟ "قوموا يا بني النور"، هل أنا بالفعل لي نصيب في الملكوت أم أنا خارج الملكوت، سر أن يعطيكم الملكوت، لابد أن نتأكد يا أحبائي أننا لنا ثقة، ولنا رجاء، ولنا دعوة ثابتة، وهذه الدعوة ليست بناءاً على كلام أشخاص، لا فهذا كلام صاحب الملكوت نفسه، كأن شخص قام بدعوتك إلى وليمة وأتي إلى منزلك ويقول لك تفضل بأخذ الدعوة ففي ماذا تشك؟، لماذا تنظر إلى الدعوة وتقول لعل تكون الدعوة مزيفة، إذا كانت مزيفة لم يكن جاء إليك من البداية، لم يكن أعطاك الدعوة، كان من الممكن جدا أن يتناساك أو يعتذر لك، أي شيء، لكن لا يعطيك دعوة وهو لا ينوي حضورك، نحن لابد يا أحبائي أن نثق أننا آخذين دعوة الملكوت، سر فهي ليست فقط دعوة، لا بل هو سر أن يعطيكم الملكوت، قد يقول أحدكم يا أبي الحديث مع قدسك مطمئن جداً أننا ذاهبين إلى الملكوت ، لابد أن تتأكد انك ذاهب إلى الملكوت، تقول لي أنا لست متأكد جدا يا أبي لأجل أعمالي، أقول لك أعمالك هذه نقطة أخرى لكن النقطة المهمة أنك لابد أن يكون لديك يقين انك معك التذكرة، لابد أن يكون لديك يقين أنك معك العلامة، لابد أن يكون لديك اليقين أنك مثل بني إسرائيل الذين كانوا جالسين في منزلهم ومطمئنين لأن على المنزل علامة الدم فهم لن يهلكوا، لماذا؟ لأن عليهم علامة الدم، لكن علامة الدم هذه أتت بالإيمان، كان من الممكن إذا كان هناك شخص لايوجد لديه إيمان بهذا الدم لم يكن ذبح خروف فصح، ولم يقم برش الدم على الباب والقائمتين، حينئذ الأمر متوقف على مدي تصديقك لهذه الدعوة، تصدق هذا الوعد، لابد أن تصدق أن أباك سر أن يعطيك الملكوت، إنه مسرور بهذا، مثلما نقول أن شخص قام بدعوتك إلى وليمة وهو فرح بهذه الدعوة، وكأنه يريد أن يقول لك إياك وأن تعتذر، لا فإن وجودك يهمني جدا، فأنت تحديدا وجودك يهمني جدا سوف يفرق معي كثيراً، وجودك سوف يفرحني، تخيل معي أن الله يقول لنا هذا، تخيل أن الله يقول لك وجودك في الملكوت سوف يفرحني، وجودك في الملكوت سيكون سبب سرور لي، تعالوا إلي رثوا، رثوا بمعنى أن هذا حقكم، هذا ميراث، أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، فعندما لا أصدق أنا هذا الوعد فأكون أشكك في مواعيد الله، يصبح كلام الله بالنسبة لي كلام غير مصدق، كلام ليس له واقع، يكون كلام فقط، لا أبدا فمواعيده مثلما نقول عنها أنها مواعيد حقيقية وغير كاذبة، لابد أن نصدق هذا الوعد، لابد أن نكون على علم إننا آخذنا علامة الخلاص واسم الخلاص، لابد أن نكون متأكدين أن أبانا سر أن يعطينا الملكوت من يوم معموديتنا، من يوم نزولنا في بطن المعمودية ونحن أخذنا الصبغة، أخذنا الميلاد الجديد، يقول لك "وأنعم علينا بالميلاد الفوقاني بواسطة الماء والروح"، نحن تم ميلادنا بميلاد يسمى فوقاني، ماذا يعني فوقاني؟ تعني من فوق، أنعم لنا بالميلاد الفوقاني بواسطه الماء والروح، فأنا مولود من فوق وربنا يسوع قال ذلك "أنتم لستم من أسفل" أنت لست من تحت، من يوم معموديتنا يا أحبائي وأخذنا دعوة الملكوت، وأخذنا حق الملكوت، وأبانا سر أن يعطينا الملكوت، من يوم معموديتنا، من يوم رشمنا بالميرون أصبح لنا صبغة مقدسة، أصبح لنا الختم، أصبح لنا العلامة، أصبح من حقك أنك تدخل السماء، يقال أن ذات مرة البابا كيرلس السادس كان ذاهب ليصلي في كنيسة في إحدى قرى البلدان، وفي أثناء التناول أتت فتاه لديها حوالي 12أو ١٣سنة فقال لها ما اسمك؟ فقالت له اسمي دميانة، فتوقف البابا وسأل كاهن الكنيسة قائلاً له هل تعرف هذه الفتاة؟!، هل هذه الفتاة مسيحية؟، قال له نعم ياسيدنا إنها دميانة بنت عم جرجس فصمت قليلاً وقال له لكنها يا ابني ليست عليها العلامة، فعندما سألوا عم جرجس قال في الحقيقة هذه الفتاة عندما ولدت فكانت هناك حالة وفاة، وبعدها مرت الأيام وشعرنا بالخجل وهي قد تربت في مدارس الأحد، لكنها ليست معمدة فهل العلامة ظاهرة؟! نعم نحن علينا علامة مضيئة يا أحبائي، نحن رشمنا بميرون، نحن سكن فينا الروح القدس، هذا الذي يجعلنا ندخل السماء، إذن ماذا يحدث؟ يقول لك حافظ فقط على العلامة، أنا أعطيك دعوة وأقول لك هذه حفلة غالية جداً، قيمة جدا، هذه الدعوة تساوي مثلاً ١٠٠ألف أو ٢مليون جنيه، لكن إذا سمحت عندما تأتي لتدخل دعني أشاهد العلامة فقط ليس أكثر، أشاهد الدعوة، وعندما أشاهد الدعوة أقول لك تفضل بالدخول بل وأنحني لك أيضا، لكن إذا فقدت الدعوة كيف تدخل؟ نحن يا أحبائي إذا قمنا بقيادة الروح الذي بداخلنا، نحن أطفأناه، نحن طمسناه، نحن لم نسلك بمقتضاه، الدعوة قمنا بتقطيعها، وألقائها، ونسيناها، وأهملناها كيف ندخل؟! فيقول لك هنا أنا لا أعرفك، أنت ليس عليك ثياب العرس، أنت ليس لديك حق الدخول. لذلك يا أحبائي أبانا سر أن يعطينا الملكوت وهو لم يعطيه لنا وهو متضايق لكنه مسرور، ولابد أن تكون متأكد من ذلك، المهم أني أسلك بحسب الملكوت، كما يقول الكتاب المقدس "سيروا في النور مادام لكم النور لئلا يدرككم الظلام"، فمن الممكن أن يكون اليوم في وقت النهار والشمس مشرقة لكن أنا أغلقت النوافذ، أنا الذي قمت بإظلام منزلي، أغلقت الستائر وهي كثيفة، أغلقتها، والنافذة مغلقه، والجو ظلام معتم، لكنه في الحقيقة الشمس مشرقة، من أين أتى الأمر؟ نحن يا أحبائي لدينا نور الإنجيل موجود، نور كلمة الله، حضور الله، حضور القدسين، حضور الكنيسة، حضور جسده ودمه، كل هذه نور لحياتنا، ولكن من الممكن أن أكون أنا الذي أظلمت مكاني، لذلك يا أحبائي لابد أن نكون متأكدين أننا أبناء الملكوت، وأن أبانا سر أن يعطينا الملكوت، هو مسرور بهذا، لابد أن أكون على معرفة ومتأكد أنني لي مكان في السماء، ومكاني جميل في السماء، لكن المهم أن أحافظ عليه، أن أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، والله لم يقل شيء ولا يقوم بتنفيذه أبدا. لذلك معلمنا بولس الرسول في العبرانيين قال انتبه فإن الله عندما أخرج بني إسرائيل من أرض مصر، أخرجهم لكي يدخلهم أرض الميعاد، جميعهم يريد أن يدخلهم أرض الميعاد، قال لك لكن عندما خرجوا من أرض مصر لكي يذهبوا أرض الميعاد يوجد كثيرين تشككوا في جودة أرض الميعاد، تشككوا في ميعاد الميراث، تشككوا في هل حقاً الله يعطينا أرضا تفيض لبنا وعسلا كما وعد، هل بالفعل؟!، هل أنا سأدخل، هل أنا سآخذ، هل فعلا؟!، هل هذا الكلام صحيح حقا، يوجد كثيرين تشككوا في الأمر. فماذا فعلوا؟! فعلوا ثلاثة أشياء : ١- رجعوا مرة أخري يتحدثوا عن أشياء جيدة في أرض مصر، أتتحدث عن أرض مصر أنها كانت جيدة؟! أنت كنت مستعبد. ٢- أصبحوا يتضايقوا من عدم الطعام والشراب في أرض الغربة التي هي البرية. ٣- تحدثوا عن الأرض التي هم ذاهبين إليها أنها أرض تأكل سكانها، أنها أرض رديئة. بدأ يعود حنينهم لأرض مصر، بدأوا يتذمروا على رحلة البرية، بدأ كل واحد منهم يشكك في أرض الميعاد التي ذاهب إليها، وهذا ما يحدث بالضبط الآن يا أحبائي كل واحد فينا أحيانا يعجب بالعبودية التي يعيش فيها، هذه أرض مصر، ورحلة البرية وكوني أجاهد لكي أصل للسماء هذه رحلة سئيمة بالنسبة لي، وبالنسبة للسماء أنا لست ضامن لها، لا أعرف، يقول لك أشاعوا مذمة الأرض، أنها أرض تأكل سكانها، لذلك قال لك عندما أخرجهم الرب بنية أن يدخلهم أرض الميعاد قال لك بأكثرهم لم يسر الله، ولم يدخلوا، ليس لأن الله لا يريد أن يدخلهم، لا بل الله يريد أن يدخلهم لكنهم لا يريدون الدخول. لذلك معلمنا بولس يقول في العبرانيين "فلنخف، أنه مع بقاء وعد بالدخول إلى راحته، يرى أحد منكم أنه قد خاب منه" هنا يقول لك أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، يعود مرة أخرى يقول لك لكن عليك أن تخاف، مما نخاف؟! لأنه بالرغم من أن أبوك سر أن يعطيك الملكوت أنت قد تصبح الذي لا تريد الملكوت، فلنخف أن أبيك يكون قد سر أن يعطيك الملكوت وأنت تقول له أنا لا اريد هذا الملكوت، أنا لست أصدق الملكوت، أنا لا أعلم شيء عن الملكوت، ما هي وظيفتنا الآن على الأرض يا أحبائي؟ أن نتهيأ للملكوت، أن نستعد للملكوت، أن نشتاق للملكوت، هذا عملنا الأساسي، عملنا الأساسي يا أحبائي أننا باستمرار كل أحد فينا يتخيل مكانه في السماء، قد تقول أنا يبدو أن مكاني بعيد، مكاني صحراء، أنا أريد أن يكون مكاني أفضل، ولكي يكون مكاني أفضل ماذا أفعل؟ أزينه بالفضائل، أزينه بالأعمال الصالحة، أزينه بالتوبة، أزينه بالأعمال التي تليق بأبناء الملكوت. لذلك أستطيع أن أقول لك أن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، أريد أقول لك إياك أن تتشكك للحظة أنك مرفوض من الملكوت، لا أنت لست مرفوض من الملكوت وطالما نحن مازلنا على الأرض فالفرصة موجودة، ولكنني سيء يقول لك تب، فهو يريد أن يدخلك. أحد الآباء القديسين كان يقول له هكذا: "أنت يا الله ليس لديك خسارة إلا هلاكنا" ليس لديك شيء اسمه خسارة إلا أن الإنسان يهلك، فيصبح هلاك الإنسان هذا أمر ثقيل على الله، ليس هدف ينتظره الله لنا متي نخطأ لكي يكتب آثامنا، لا أبدا أبدا فهو يكثر الغفران، فهو قال "كبعد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا"، المهم أن يكون لدينا روح التوبة، المهم أن نقول أرحمني، فتفتح لك الأبواب، أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، صدق هذا الوعد، لذلك يقول لك لا تخف، لا تخف، فأنت الآن إذا أصبحت ابن للملكوت كيف تعيش في العالم؟ تعيش غالب للعالم، غالب لأوجاع العالم، أمور العالم تهون عليك، لماذا؟ لأنك إبن الملكوت، المال هين لديك، طلبات الحياة بسيطة، أنا أريد أن يكون لدي قوت وكسوة فقط، أنا لا أريد كثرة مقتنيات، أنا ليس لدي أطماع كثيرة في العالم، ليس لدي أشياء كثيرة أريدها، لماذا؟ لأن أنا أبي سر أن يعطيني الملكوت، فهو أعطاني ما هو أعلى بكثير، دائما الإنسان يا أحبائي الأشياء الكبيرة تفقده اهتمامه بالأشياء الصغيرة، فإذا تأكدنا بالفعل أن أبانا سر أن يعطينا الملكوت، فإن هذا العالم يا أحبائي بكل ما فيه سيصبح بالنسبة لنا هين جداً، ليست مكانتي تأتي من المال الذي معي، أو من البيت الذي أسكن به، أو من السيارة التي أريدها، أو ساعة، أو موبايل أبدا، مكانتي من عنده هو، لأنني ابن للملكوت، لذلك أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، لذلك بعد هذا ماذا قال؟ قال لك الآية التي كان من الصعب أن يقولها لو لم يكن قال الأولى، قال لك "بيعوا أمتعتكم وأعطوا صدقة، واصنعوا لكم أكياس لا تفنى". إذا أخذنا هذه الآية فقط تكون صعبة، كيف يقول بيعوا أمتعتكم وأعطوا صدقة صعبة جدا، كيف نبيع أمتعتنا ونعطي صدقة، قال لأن أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، إذا تأكدت أن السماء لك، إذا تأكدت إن مكانك جميل في السماء، أشياء كثيرة سوف تهون عليك في الأرض، لا يوجد صراع، لا يوجد نزاع، أنت لا تريد شيء لأنه قال لك هكذا "الذي لي في السماء ومعك لا أريد شيئا على الأرض". ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

بذل الذات الجمعه الأولى من شهر بابه

تعودنا الكنيسة في تذكار نياحة او استشهاد الاباء البطاركة ان تقرأ علينا فصل انجيل الراعي الصالح.. صفه في الراعي انه يبذل نفسة عن الخراف وعنده استعداد ان يصارع الذئاب حتي لو عرض حياته للخطر من أجل سلامة الخراف.. اكلمكم عن بذل الذات.. بذل الذات تعلمناه من الرب يسوع نفسه لأنه احب خاصته الي المنتهي .. هو أحب وعمل وبذل نفسه عن الخراف فعلاً .. علق علي خشبه وصار ملعوناً ومات وقبر من أجل خلاصهم.. لانه الذي لم يشفق علي ابنه بل بذله لأجلنا ولذلك يقول الذي أخلي ذاته آخذا شكل العبد.. يقبل الالم والسخريه وعار الصليب باذلا لذاته المسيحي اللذي تشبع بحياه المسيح يبحث كيف يعطي نفسه للأخر وماذا يقدم له وتجده يأخد من بذل الذات منهجاً لحياته.. بولس الرسول يقول " ولا نفسي ثمينه عندي.. انفق وانفق من اجلكم" من اين اتي بولس بهذا الكلام .. قد اتي به من سيده القديسين أحبوا منهج البذل.. والراعي يبذل نفسه عن الخراف.. جميل ان الانسان يبذل نفسه عن الاخر .. اكثر شئ يزعج نفسك هي ذاتك… ماذا يعيق المحبه مثلاً ؟ انها الذات لذلك كانت قمه بذل الذات هي تكميل المحبه .. السلام يأتي من بذل الذات أشياء كثيره خاطئه اساسها الذات .. الحسد والغيرة أساسها الذات.. لكن ما رأيك في الذات المكسوره .. هي لا تتعب صاحبها بل تفرحه جرب ان تقدم نفسك من أجل الاخرين ستشعر بالارتياح.. لما تبذل ذاتك تفرح أكثر من أن تأخذ.. ومن يبذل ذاته من السهل عليه ان يحب لأن اكثر شئ يتعب الانسان الانانيه جرب تفكر في المتألمين فيمن حولك والمحتاجين أيضاً وفكر ماذا تستطيع ان تقدم لهم ستجد انك ارتحت حدث ان اصيب شخص غني بمرض الاكتئاب ولم تجدي معه كل الادويه المضاده لل‘كتئاب فأخبره احد الاطباء ان علاجه يتلخص في ان يذهب الي محطه القطار ويساعد من يجده هناك في حاجه الي المساعده وبالفعل وجد الرجل الغني سيده عجوز تريد الذهاب لمنزل ابنتها لكنها فقدت العنوان ولما ساعدها واوصلها ونظر لحظه لقاءها مع ابنتها شفيت نفسه وارتاح تماماً لن ترتاح الا لو خرجت من دائرة نفسك وتعطي نفسك للآخرالبابا بولي صاحب تذكار هذا اليوم لما وجد الاريوسيه منتشره جدا حرم من يتبع اريوس من شركة الكنيسه فنفاه الامبراطور ولكن اخي الامبراطور توسط له وارجعه مره اخري ولما مات اخي الامبراطور نفاه الامبراطور مره اخري بل وارسل له من يقتله... ولكن من اجل الكنيسه وسلامتها بذل البابا بولس نفسه وكما يقول سيدنا البابا " لما الكاهن يتعب الشعب يرتاح .. ولما الكاهن يرتاح الشعب يتعب" فعلي الكاهن أن يبذل ذاته تعود ان تتعلم كيف تكون حياتك مثل قارورة الطيب التي عندما تنسكب تنتشر رائحتها في كل المكان مثل ابونا بيشوي كامل رائحته عبر السنين تنتشر اكثر واكثر لأن خدمته كانت خدمه بذل ذات.. كذلك كل من أحبوا المسيح بذلوا ذواتهم وقدموا من اتعابهم ومن كرامتهم ومن ذواتهم .. جرب ان تساعد فقير وتطمئن عليه سترتاح طول ما الانسان عايش في دائرة ضيقة لنفسه يتعب.. لكن لو خرج من ذاته يرتاح كما ان الراعي ليس موجوداً من أجل نفسه وسعادته الشخصيه لكن للخراف مسكين الانسان الذي يعيش لأجل نفسه .. لذلك يسمح الله ان تكون اجمل ايقونه للعطاء والبذل هي الاسره لكن كل من فيها يبذل نفسه عن الاخر إبذل ذاتك .. تعلم بذل الذات من الراعي الصالح من بذل ذاته للنهايه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد الدائم اللي الابد أمين

البابا أثناسيوس الرسولى الجمعة الأولى من شهر بشنس

أثناسيوس الرسولى القديس أقامه الله ليكمل شهاده الرسل بالإبن وتألم مثلهم لذلك لقب بالرسولى لقد كانت محبته للسيد المسيح وتقواه ويقينه من صلاح الله ومحبته للبشر هما سر فهمه للاهوت والدفاع عن الحق وغسم اثاناسيوس معناه الخالد وقف ضد بطاركه واساقفه وأباطره لمده سته وأربعون عاماً وهنا نرى أن المسيا الذى غلب على الصليب لايزال يغلب كل جيل ساهراًعلى كنيسته كاسراً قوه الموت ولد فى الاسكندريه حوالى سنه 297وكلنا يذكر قصه صفولته وهو يقوم بتمثيل طقس المعموديه مع اصدقائه من الصبيه أعجب به البابا الكسندروس ورسمه شماساوصار سكرتيرا خاصا به عاش عصر الإستشهاد وعرف العديد من الشهداء والمعترفين ويقال أنه حضر إستشهاد لبابا بطرس خاتم الشهداء وسمع الصوت الآتى من السماء قائلاً آمين حين تضرع أن يكون دمه هو آخر دم يسفك شهادة للمسيح وإستلم منهم معنى الجهاد والحب الحقيقى لله وفى شبابه قضى فترة تحت إرشاد العظيم أنطونيوس ذهب إلى مجمع نيقيه 325م كان يملك الحقيقه فى قلبه لا فى عقله ولسانه يتكلم بمشوره الروح القدس شاب له وجه ملائكى أرعب أعداء الكنيسه دافع عن لاهوت الإبن ووضع عباره هومو أوسيوس أى واحد مع الآب فى الجوهر او من ذات جوهر الآب .إختاروه لبطريركيه أما هو فهرب عند معلمه أنطونيوس فى البريه وأخذوه للرسامه وخلف الكسندروس قضى معظم حياته يقاوم هرطقه آريوس رغم حرمه إلا أنه إستمر فى عناد دبروا ضده مكايد وأقنعوا قسطنطين أن ينفيه إلى فرنسا ثم إلى روماوكان سبب بركه للغرب ثم نفى إلى صحراء مصر أتت إمرأه وإدعت فى وسط مجمع ليحاكمه أته أفسد عفتها وطلبت الأساقفه أن يرد على الإتهام فصمت وبدأ تلميذه تيموثاوس يرد على الإتهام هل تقابلت معكى هل دخلت بيتك فقالت نعم أنت هو وهكذا بطلت المحاوله رعى الكنيسه لفتره 46عاما قضى منها 17 سنه منفيا أطلق عليه ضد العالم أبو الارثوذكسيه عندما نمدح اثاناسيوس نمدح الفضيله وديع ولطيف لاهوته ممذوج بالروحيات إذا وجدت كلمه لاثاناسيوس ولم تجد ورقه لتكتبها أكتبها على قميصك تجسد الكلمه كتبه وعمره حوالى 25 سنه _ضد الاريوسيين حياة انطونيوس تهافت العالم على جسده غربا وشرقاً نقل إلى القسطنطينيه وفرنسا وأسبانيا وأحضره البابا شنوده إلى مصر فى 1973 الطريق الذى يتكلم أنا هو إسم الله فى العهد القديم اهيه ا،ا الوجود الاعظم ليس لى شبيه اكون الذى اكون انا الاله اصل الوجود عله المعلولات الطريق هو المعالم والعلامات يمكن ان تصل به لانك داخله كما حدث فى الصعلك حملتكم على اجنحه النسور وجئت بكم الى ود اتحدبه لتصل فالق الانفصال عن المسيح يضيع اى صوم او وسيله دن المسيح ضلال الحق البر القداسه المطلقه يحيا الحق الامانه الصدق النور الالهى يشرق على الذهينير الذهن والقلب ن ف الحياة هو انفاسنا به نحيا ونتحرك ونوجد يعطى الحياة الروحيه هو القائد وليس الجسد يعطى حياة ابديه وهناك لنا منازل كثيره

بر البيت الجمعة الثانية من شهر هاتور

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهرالدهور كلها آمين. تعيد الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك بتذكار نياحة القديسة حنة زوجة يواقيم والدة السيدة العذراء والدة الإله، عائلة مقدسة مباركة إذا انتبهنا لكي نركز نجد أن جدة السيدة العذراء كان اسمها مريم، كان لديها ثلاث بنات، بنت اسمها مريم، حيث كان من الممكن أن تسمى البنت باسم والدتها، وأيضاً كان من الممكن أن يسمى إثنين أخوة بنفس الاسم،مثلما حدث مع السيدة العذراء،مريم الكبيرة الجدة لديها ثلاث بنات مريم وصوفيا وحنة، مريم أنجبت سالومة، صوفيا أنجبت أليصابات، حنة أنجبت السيدةالعذراء، أليصابات والدة يوحنا المعمدان، مريم والدة سالومة،حنة والدة السيدةالعذراء،أنظروا إلى الشجرة،لذلك عندما أراد الربأن يختار من هي التي تكون أم لأم والدة الإله كانت القديسة حنة قديسة عظيمة لها تذكارات في كل الكنائس، الكنيسة اللاتينية تصنع لها تذكار،كنائس أخواتناالكاثوليك يصنعوا لها تذكار ويصنعوا لها احتفالات، يصنعوا لها كنائس باسمها، لأنها إنسانة شهد عنها التاريخ أنها كانت إنسانة بارة جداً وتقية جداً، من المعروف عنها أنها كانت امرأة صلاة، معروفة أنها كانت امرأة دموع، وبالطبع كان لديها ألم في حياتها وتجربة،في عصرهم كانت تعتبر من أقصى التجارب التي تأتي على امرأة وهي تجربة عدم القدرة على الإنجاب، كانت تصلي كثيراً إلى أن وصلت لسن كبير والله تحنن عليها وأعطاها السيدة العذراء، كانت النتيجة أنها تنذر السيدةالعذراء للهيكل وتجعلها لديها ثلاثةسنوات،ثم تذهب وترسلها إلى الهيكل بعد ذلك،وليس مثلما شخص يقول لك هذه أول فرحتي، يقول لك أنا كنت أنتظرها بعد شوق كبير،نعطي الله إذا أعطى لنا طفل آخر لكن الأول ليس له داعي، اجعلنا نحتفظ به،لا أحد يضمن؛فهي لا تعرف، لكن تشاء عناية الله بعد ذلك أنها تنجب بنت أخرى وتسميها مريم أيضاً،هذه هي التي يقال عنها أنها اسمها مريم الأخرى أو مريم التي لإكلوبا، إنسانة تقية قديسة توهب باكورة بناتها للمسيح إلى الله، وفي نفس الوقت هي ليست ضامنة أنها يكون لديها أبناء أخر، فهذا يدل على مدى تعلقها بالله،وإيمانها بالله،وثقتها في الله،ومحبتها إلى الله، تعطي له ابنتها وهي ذاهبة له بها إلى الهيكل وهي فرحة،تقدمة، تقدمة حب لله.أحدالآباء القديسين يقول لك ليس فضل لك أن تعطي إلى الله ما يطلبه منك ولكن الفضل لك إن أعطيت إلى الله ما تحتاجه أنت، ليس فضل لك أن تعطي الله مايطلبه لكن الذي أنت تحتاجه، وكذلك في الفقير يقول لك ليس الفضل لك أن أعطيت للفقير ما يحتاجه ولكن الفضل لك أن أعطيت للفقير ما أنت تحتاجه، هي محتاجة لهذه البنت،معروف جداً أن غريزة الأمومة هي غريزة عالية جداً عند السيدات، الله يعطيها هذه الثمرة وترسلها للهيكل بكل حب وكل إيمان، وكانت الثمرة أن هذه تكون السيدة العذراء، والجميل أن السيدة العذراءتكون راضعة هذا الإيمان،وتكون فيها هذه التقوى ورثتها،و تكون فيها هذه الروح سائرة في جسدها وفي مشاعرها، فعاشت كتقدمة إلى الله،وكنذيرةإلى الله في الهيكل، ويقولون في التقليد شيء عجيب جدا أن كثير من الأطفال في هذا السن يبكون وخاصة عندما تجد أن والدتها تتركها، يقول لك السيدة العذراء لم تكن تبكي أبدا، ويقولون أن عندما غادر والدها ووالدتها حنة ويواقيم الهيكل كانت لم تلتفت إليهم،أي لاتنظر لهم وتبكي وحزينة لا فهي وارثة إيمان، حب أخذته مع رضاعتها، حياة تسلمتها،فالحياة في المسيح يسوع يا أحبائي حياة تسلم وتعاش أكثر من أن تعلم،لذلك هذه الشجرة الجميلة تذكرنا بأننا كيف يكون حالنا في بيوتنا، وماذا نسلم أبنائنا،وماذا نعطي لهم،وماذا نعلمهم،وماذا يشربوا مننا،وماذا يأكلون مننا،وماذا يرضعون مننا،قالوا الإيمان العديم الغش الذي تسلمته من والدتك وجدتك، إيمان عديم غش،يرضع،بتسليم، بدون ازدواجية،لايتحدثون أو يسمعون عن الصلاة ولم يروا أحد يصلي،لا فهم يرون أهلهم يصلون في المنزل،يرونهم أناس أتقياء،يرونهم رافعين أيديهم في المنزل،يرونهم ساجدين في المنزل،يرونهم صائمون،يرونهم يقرأون في الكتاب،يرونهم إلى أي قدر متعلقين بالله،يرون إلى أي قدر ثقتهم في الله وليس في أمر آخر،ويرونهم إلى أي قدر يدوسون على أمور هذا العالم،وارثين للفضيلة،وارثين روح عالية جداً،ماذا تعلم أولادك؟ تعلمهم كيف يغلبوا العالم، من أين يأتي؟يأتي بتسليم.جميل عندما يكون بيتنا بيت صلاة، من الممكن أن نحدث أولادنا كثيراً عن الصلاة لكن ذلك يختلف عما يرونا ونحن نصلي، أصعب شيء يا أحبائي أن الإنسان يكون مقسم من داخله،ويعيش شخصيتين، يسمع كلام ويقول كلام لكن لا يفعله، أجمل شيء أن تكون الفضيلة معاشه نموذج واضح، علاقتي بالله هي علاقة قوية أساسها في بيتي، أساسها في حجرتي، أساسها في مخدعي، أساسها في خفاء بيني وبين الله، لكن على أهل بيتي من الممكن ألا أستطيع أن أخفي فيكون أمر تقريباً معروف، أولادي عندما يعرفوا ماذا يفعل أبي الآن؟أبي يصلي، ماذاتفعل أمي الآن؟تقرأ الإنجيل، أصبحت الفضيلة ليست كلام نظري، أصبحت الفضيلة حياة،أصبح هذا شيء طبيعي جداً في البيت أن الولد يصلي،والبنت تصلي أمر طبيعي، تصوروا عندما نجد في أولادنا نكتشف ظاهرة عجيبة جدا يقول لك أنا أحرج أن أقفل أصلي في المنزل،لماذا يا حبيبي؟!من أي شئ تحرج؟!، لأن الصلاة هذه سلوك غريب عن البيت،فإذا خرج متحمس من الكنيسة واعترف وأب اعترافه نصحه وأرشده حبيبي لابد أن تصلي تجدأن هناك حاجز كبير بينه وبين الصلاة لأن البيت لم يأخذ على فعل الصلاة أمر غير طبيعي، لدرجة أنه من الممكن أن يندهشوا لماذا هذا الكلام؟! يقول لك لابد في المنزل أن نخصص ركن اسمه ركن الصلاة، نضع فيه عدد من الأيقونات ونقف فيه ونضع فيه إثنين من الأچبية أوثلاثة،ونضع فيه مجموعة من الصور وصليب ونقف نصلي، هذا المكان مكان الصلاة، جميل أننا نصلي مع بعض وإن لم يتاح فليصلي كل فرد على حدا،بيوتنا بيوت صلاة، بيوتنا بيوت فضيلة، فيها الفضيلة معاشه ليست نظريات،ليس كلام ليس نسمع كثيراً ولا نفعل، وتخيل أنت أنسان يريد أن يعيش مع الله بدون أن يصلي كيف؟!، كيف يكون له علاقة بالله وهو لم يقف أمامه، لا يتحدث معه،لا يطرح همومه أمامه،لايقدم توبة أمامه،لايفحص نفسه أمامه،لايترجاه،لايطلب،لا يرفع يده،لايحني ركبته، إذن كيف؟!كيف يكون لنا علاقة مع الله؟، يقول لك "الذي يظن أن له باب للتوبة غير الصلاة هو مخدوع من نفسه ومن الشياطين"، تريد أن تتوب الذي يتوبك الصلاة،تريد أن تأخذ قوة في حياتك ضد همومك ومشاكلك وترتفع فوق منها كيف؟ بقدراتك البشرية تسقط، تضعف، تنهار، مشاكل تلاحقك اليوم الواحد من كثرة المشاكل التي يكون فيه يمكن أن تنساها، هموم كثيرة،ماذا إذا لم تعرف طريقك للنجاة؟،إذالم يكن هناك صلة بينك وبين الله، أصبحت تعيش جسد بدون روح،يكون ميت، له شكل الحياة فقط، لكن فاقد للجوهر، وطالماالروح ليست متصلة بخالقها أصبحت لا يوجدفيها جوهر الحياة، سر الحياة هو رئيس الحياة،عندما تنفصل النفس عنه أصبحت النفس تعيش بقدراتها الذاتية وبذكائها وبعقلها وبجسدها وهذه حياة مميتة،تجد الإنسان يعيش كئيب، مهموم، مضغوط،متعب،لماذا؟ لأنه لا يوجد اتحاد بالله، بيت صلاة، بيت يوجد فيه تقوى، بيت يوجد فيه فضيلة،بيت يوجدفيه قداسة،بيت يوجد فيه بركة بيت يوجد فيه طهارة،تجد الفضيلة سلوك عادي، المحبة شيء متأصل في البيت، صعب جدا نظل نتحدث عن المحبة ونجد الأقرباء لا يحبون بعضهم،و عندما تأتي سيرة الأقارب في البيت تجد هناك غيرة وتجدهم يتحدثون عليهم بأخطاء،ويتحدثوا، ويتحدثوا، ويقولون فعلوا ....،إلخ،فالولد الصغير والبنت الصغيرة من أين تتعلم المحبة إذا كان أقرب المقربين لا يوجد محبة،فيصبح الذي نعيشه كذب،نفاق، ماذا تسلم؟لم يتسلم شيء، وفي النهاية نقول الولد يبعد، البنت تبعد، هو يبعد لأنه يعيش في انفصام،لا يرى وحدة، يرى الكنيسة تقول كلام، والبيت يسمع هذا الكلام معه ويرى أن البيت يذهب إلى الكنيسة لكنه يرى الحياة غير ذلك تماماً،ينشأ لديه أن الله موضوع للاستهلاك، موضوع شرفي، موضوع نظري لكن أين التطبيق؟!. السيدة العذراء وارثة الإيمان جميل،أليصابات من أمها صوفيا،سالومة من أمها مريم، والجدة ربتهم في مخافة الله،بيت يصنع قديسين، بيت به مخافة الله وحب لله،نحن كثيراً نكون فرحين بحضورنا إلى الكنيسة،وفرحين أن أولادنا يحبوا الكنيسة، لكن لا تظن أن الكنيسة تكفي أبدا، الكنيسة لا تكفي أبدا بدون أن يكون هناك حياة في البيت، وبدون أن تكون الفضيلة معاشه في البيت، كلنا نعرف روسيا عندما ظلت لأكثر من 120 عاماً يوجد بها شيوعية، يحرم على الإنسان أن يقتني كتاب مقدس،يقبض عليه ويقتل ويلقي في معتقلات، يموت من شدة البرد، يموت من شدة التعذيب، 120 عاماً، المسيحية تهمة يعاقب عليها القانون، إذن ماذا فعل المسيحين؟ظلوا في المنزل، وحتى وهم في المنزل كانوا يخافون،لأنه كان يمكن أن يلقون القبض عليهم، كان ممكن تجدهم يضعون أيقونة لقديس لكن يضعوها خلف منظر لأحد زعماء روسيا أو منظر طبيعي،عندمايحبوا أن يصلوا يقوموا بقلب الأيقونة،لكن في الوقت العادي يقلبوها على المنظر الآخر،غيرقادرين أن يعلنوا،ظلوا على ذلك 120 عاماً،ثم وجدنا رئيس من ضمن رؤساء روسيا الذي هو ميخائيل جورباتشوف كانت جدته تقية جداً، وكانت أمه إنسانة بارة، مزروع فيه المسيحية،وجدناه بلباقة، بروح أخذها من التحرر الذي وجده يسير في العالم كله وقال لهم نحن نقوم بفتح الكنائس،والذي يود أن يعبد ليعبد، وكل واحد له دينه، وقال هناك حرية،بالطبع الناس توقعت أنه عندما تفتح الكنائس لا أحد يدخل، ناس لها 120عام لم تدخل كنيسة،بمعنى أنه لا الابن وليس الأب وليس الجد دخل كنيسة، لكن حينما فتحت الكنائس يجدوها ممتلئة على آخرها، يقيموا قداس يجدوا الناس تقول المردات، أين حفظت؟!، وأين عرفوها،كيف عرفوا أن يصلوا؟!، من أين أتى لهم اشتياق الكنيسة،ومعرفة الكنيسة وأسرار الكنيسة،فعندما كانت الكنيسة مغلقةلم تكن الكنيسة التي في البيت مغلقة، كانت دائمة التعليم، ورثواالحياة، ورثوا التقوى، ورثوا مخافة الله،أخذوا الكنز، وحتى النفوس التي تنيحت في هذه الفترة كلهم بالتأكيد ذهبوا إلى السماء لأنهم كانوا يعيشون على الرجاء،كانوا يعيشون بالتقوى ومخافة الله في بيوتهم، ويوم أنفتحت الكنيسة وجدناالله يستقبل إليه شعبه في بيته،فلم يعد أهم شيء أن يكون الفرد في الكنيسة لا، أين البيت؟، كيف تكون الأسرة أسرة مقدسة؟،كيف تكون الأسرة مباركة؟،كيف السلام يحل في البيت من مجرد فقط شخص يصلي؟،يمكن أن تكون حجرتك وبيتك أقدس مكان في المدينة كلها لأن فيه رفع يد، سجود، وجود في حضرة الله، لايوجد مصدر يصنع سلام وحب ويجلب بركة في البيت مثل منظر أحدهم وهو واقف ليصلي.يقولون عن أحد الآباء الأساقفة كان ذهب رحلة للخارج وهو المتنيح الأنبا بيمن ذهب رحلة، طاف بلاد كثيرة جداً جداً، وكان يوجد دالة وحب، وكان السفر خارج هذا شيء نادر، فعندما عاود قالوا له أحكي لنا عن كل بلد، قل لنا أجمل مناظر رأيتها أين رأيتها؟! فقل لهم أجمل منظر رأيته في لبنان، قالوا له بالتأكيد شجر الأرز والتفاح والمناظر الطبيعية والجبال،قال لهم لا بل أجمل منظر رأيته عندما كنت ذاهب بالسيارة على مكان مرتفع قليلاً على جبل،فقمت بالنظر ناحية اليمين فوجدت شباك لمنزل رأيت فيه شاب ساجداً،رافع يديه الأثنين يصلي، هذا أجمل منظر رأيته في الرحلة كلها فهل هناك منظر أجمل من ذلك؟!، لا تمثال ولا متحف ولا طبيعة ولا شجرة ولا جبل، هل هناك منظر أجمل من ذلك؟!،هناك منظر أجمل من ذلك يفتح القلب، يزيد من الاشتياق لله،يعرفنا أن الحياة مع ربنا حقيقة، إنها يقين،أنه يوجد إله،وأن هناك عبادة،هنا كاتصال،هناك روح،خالق موجود وهناك ضعف بشري، محتاج نعمة ومعونة من الله، بيت صلاة.جميل عندما يقف البيت مرة يصلوا مع بعضهم البعض،يقرأون الكتاب المقدس مع بعض، جميل عندما يحضر البيت قداس معا، كلنا نحب تماڤ إيريني، تماڤ إيريني كان والدهم يأخذهم وهم صغار وكانوا كثيرين،ويظل يسأل كل أحد منهم ويقول له عن ماذا كان الإنجيل اليوم يتحدث؟، عن ماذا تحدث الكاثوليكون؟، وهم أطفال صغار، عن ماذا تحدث البولس؟، تقول لي ياأبي أنا نفسي لم أركز،إذن فلتقوم بالتركيز،وهيا نرتب مع بعض مع أولادنا نتناقش في القراءات، كانت عن ماذا؟وكل أحد يجيب يقول له إذن بما أنك أجبت بشكل صحيح فماذا تطلب مني؟فيحضر له الهدية التي يطلبها،هي بنفسها كانت تحكي هذا الكلام، إيمان موروث، بيت غذاء الروح لديه شيء مهم بل وأهم من غذاء الجسد، تفحصوا درجة عنايتنا بجسد أولادنا وتفحصوا درجة عنايتنا بأرواح أولادنا،أطعمنا الجسد هذا شئ جميل، ألبسناه حلو جدا،قمنا بتدفئته شيء جميل،قمنا بتنزيهه شيء جيد، رفهنا عنه شيء جيد جداً، لكن ماذا عن الروح؟ ما مقدار عنايتنا بالروح؟، ما فائدة أن أولادنا ينموا فقط بالجسد ونهتم بكل أمورهم إلا الأمور الروحية؟،لذلك أستطيع أن أقول لك أجعل بيتك يكون بيت فيه تقوى، تقوى حقيقية،وهذا الكلام مفيد لنا ويفيد خلاص نفوسنا، دائما يقول لك أن البيت خير معين لك على توبتك،أنت تتقدس بالبيت والبيت يتقدس بك،أنت بركة لأولادك وأولادك بركة لك، يمكن أن تكون هناك أمور لم تكن تستطيع أن تفعلها لكن البيت يجعلك تفعلها،وأنت تجد الفضيلةتسلم بطريقة تلقائية وتسري في بيتك،فتكون هذه سمات في البيت تكون هذه طبيعة في البيت، ماطبيعة هذا البيت؟حب،مخافة إلى الله، فضيلة،عطاء،فيه عمل رحمة،فيه شفقة على الآخرين،فيه نظر لاحتياجات الآخرين،تجد الإنسان قد تربى حسنا، لايعلم كيف يقتني مال لكن يعلم كيف يتصرف في المال، وما هي أولوياته في المال، هذا الكلام جزء كثير موروث،بيت فيه تقوى أنظرعندما يكون الولد والبنت يشعرأنه غني بالمسيح، يشعرأنه قوي بالفضيلة، يشعرأنه مؤمن، يشعرأن له نماذج توضع أمام عينيه،هؤلاء هم القدوة له، وهم أهله، هم شغفه،منهم هؤلاءالقديسين والقديسات، وتجد كل منهم مولع بسيرة ومولع بقديس أو قديسة،بدلاً من أن يكون كل الذي يشغله مغني أو ممثلة أو.... أو ... إلخ، يقول لك لافهوحدث له إحلال،وحدث له ارتقاء بفكره، بنفسه،بغرائزه،أصبح يعيش في عالم روحي،يجعله كيف يستطيع أن يغلب على الأمور المحيطة به بسهولة، بيت مقدس.اليوم تذكارالقديسة حنة هي إنسانة تقية بارة،أنجبت لنا السيدة العذراء، ورأينا أخواتها،وأخواتها من أنجبوا؟، جميل عندما تكون الأسرة كلها فيها روح مرتفعة، فيها روح عبادة، فيها روح مخافة الله، فيها فضيلة حقيقية في الخفاء قبلما تكون في العلن.ربنا يبارك في بيوتنا ويساعدنا على رضاه ويساعدنا على حفظ وصاياه.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

غريزة الخوف الجمعة الثانية من شهر بابة

تَقْرَأ الكِنِيسَة فِي هذَا الصَبَاح فَصْل مِنْ إِنْجِيل مُعَلِّمْنَا لُوقَا مِنْ نِهَايِة الأصْحَاح الحَادِي عَشَر وَبِدَايِة الأصْحَاح الثَّانِي عَشَر .. تَعَوَّدَت الكِنِيسَة أنْ تَقْرَأ هذَا الفَصْل فِي تِذْكَار إِسْتِشْهَادٌ الأبَاء القِدِّيسِينْ وَتَقُول ﴿ لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ ﴾ ( لو 12 : 4 ) الخُوف غَرِيزَة فِي الإِنْسَان وَالله سَمَح أنْ يَكُون مِنْ مُكَوِنَات الإِنْسَان الرَّئِيسِيَّة الله أعْطَى لِلإِنْسَان غَرَائِز هَدَفْهَا أنْ يَحْفَظْ الإِنْسَان بِهَا حَيَاتُه .. فَنَجِدٌ أنَّ ضَرُورِيَات الحَيَاة كُلَّهَا مِنْ كَثْرِة مَحَبِّة الله تَكُون مُرْتَبِطَة بِغَرَائِز .. ضَرُورِيَات الحَيَاة وَإِسْتِمْرَارْهَا رَبَطْهَا الله بِغَرِيزَة حَتَّى لاَ يَتَوَقَفْ الأمر عَلَى هَوَى الإِنْسَان فَنَجِدٌ الإِنْسَان كَيْ يَعِيش لاَبُدْ أنْ يَأكُل .. الله رَبَطْ الأكْل بِالغَرِيزَة .. كَيْ يَسْتَمِر الإِنْسَان فِي الحَيَاة لاَبُدْ مِنْ تَنَاسُل وَكَيْ يُوْجَدٌ تَنَاسُل فَلاَبُدْ مِنْ غَرِيزَة .. فَوَضَعَ الله فِي الإِنْسَان الغَرِيزَة لِكَيْ تَكُون مُرْتَبِطَة بِاسْتِمْرَار الحَيَاة وَلِكَيْ يَضْمَنْ إِسْتِمْرَار الحَيَاة رَبَطْ كُلَّ الغَرَائِز بِلَذَّة فَنَجِدٌ الشَّهْوَة قَدْ يَكُون بِهَا لَذَّة .. الأكْل بِهِ لَذَّة .. حَتَّى الخُوف بِهِ لَذَّة .. فَنَجِدٌ البَعْض يَمِيلُون لِمُشَاهَدِة أشْيَاء مُرْعِبَة .. لِمَاذَا ؟ مَا الَّذِي يِجْبِرَك لِتَرَى أشْيَاء مُخِيفَة ؟ أوْ مَا الَّذِي يِجْبِرَك لِتَرْكَبْ قِطَار يَسِير فِي الظَّلاَم أوْ تَدْخُل بِيتْ الرُّعْب ؟ هذِهِ أُمور مُرْتَبِطَة فِي الإِنْسَان بِلَذَّة الله مِنْ كَثْرِة رَحْمِتُه جَعَلَ الغَرَائِز مُرْتَبِطَة بِلَذَّة مِنْ أجْل إِسْتِمْرَار حَيَاة الإِنْسَان .. لكِنْ الإِنْسَان بِهَوَاه الشَّخْصِي وَحُرُوب عَدُو الخِير لَوَّث إِرَادِة الله فِي الإِنْسَان .. وَبَدَلْ أنْ تَكُون هذِهِ عَلاَمَة لإِعْلاَن مَحَبِّة الله فِينَا سِوَاء بِغَرِيزَة أوْ شَهْوَة أوْ أكْل أوْ خُوف دَخَلْ العَدُو وَلَوَّث الخُوف وَالأكْل وَالغَرِيزَة وَبَدَلْ مَا تَكُون عَلاَمِة حُبْ الله صَارَت عَلاَمِة إِنْفِصَال عَنْ الله هُنَا يَقُول الله ﴿ لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ ﴾ .. كَأمر غَرِيزِي طَبِيعِي لِتُحَافِظْ عَلَى حَيَاتَك وَضَعْت لَك الخُوف كَغَرِيزَة كَيْ تُحَافِظْ عَلَى حَيَاتَك وَمُجَرَّدٌ أنْ تَرَى شِئ يُخِيفَك إِهْرَبْ أوْ حَاوِل أنْ لاَ تُوَاجِه المَوْقِفْ .. هذَا شِئ غَرِيزِي طَبِيعِي فِي الإِنْسَان .. قَالَ الله إِلاَّ فِي هذِهِ الأُمور نَعَمْ الغَرِيزَة هِيَ عَلاَمِة مَحَبِّة الله فِي الإِنْسَان مِنْ أجْل الحِفَاظ عَلَى حَيَاتُه .. لكِنْ عِنْدَمَا يَكُون الإِنْسَان يَحْيَا فِي حَالَة رُوحِيَّة مُتَحِد مَعَ الله يَبْدَأ إِحْسَاسُه بِتَمَسُّكُه بِالحَيَاة يَقِلْ وَعِنْدَمَا يُضَحِّي بِتَمَسُّكُه بِالحَيَاة مِنْ هُنَا يَكُون الخُوف مَنْزُوع وَشَهْوِة الأطْعِمَة لاَ تُوْجَدٌ وَشَهْوِة الحَيَاة الجِنْسِيَّة تَكُون غِير مَوْجُودَةٌ .. هذَا جَاءَ مِنْ شَهْوَة أعْلَى رَفَعَتْ الإِنْسَان إِلَى فَوْق رَبَطِتُه بِالأعْلَى جَعَلِتْ الغَرَائِز لاَ تَكُون خَادِمَة لِحِفْظ الحَيَاة عَلَى الأرْض بَلْ خَادِمَة لِحِفْظ الحَيَاة فِي السَّمَاء وَمِنْ هُنَا تَتَحَوَّل الغَرَائِز مِنْ غَرَائِز إِنْسَان يَحْيَا لِلأرْض إِلَى غَرَائِز إِنْسَان يُرِيدْ أنْ يَحْيَا لِلسَّمَاء فَإِنْ كَانِتْ الغَرِيزَة أوْجَدْهَا الله فِي الإِنْسَان لِحِفْظ حَيَاة الإِنْسَان مُرْتَبِطَة بِلَذَّة صَارَتْ هذِهِ الغَرَائِز نَفْسَهَا مُرْتَبِطَة لِحِفْظ الحَيَاة الأبَدِيَّة بِلَذَّة فَصَارَ الصُوم لَذَّة .. وَصَارَتْ الطَّهَارَة لَذَّة .. وَصَارَ الخُوف الَّذِي يُؤدِّي إِلَى مِيرَاث الحَيَاة الأبَدِيَّة لَذَّة لكِنْ لاَ نُسَمِّيه خُوف بَلْ نُطْلِقٌ عَلِيه مَخَافَة .. فَصَارَتْ فِيَّ مَخَافِة الله لَذَّة .. وَصَارَ الصُوم بِهِ لَذَّة .. وَالطَّهَارَة بِهَا لَذَّة .. لكِنْ قَدْ نَقُول أنَّ هذِهِ الأُمور ضِدٌ الطَّبِيعَة .. نَعَمْ هِيَ ضِدٌ الطَّبِيعَة لكِنْ بِحَسَبْ قَوْل الكِتَاب كَمَا قَالَ مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول ﴿ إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ ﴾ ( 2كو 5 : 17) .. بَدَأتْ الدَّوَافِعْ تَتَغَيَّر وَالأهْدَاف تَتَغَيَّر وَيَسْلُك الإِنْسَان بِحَسَبْ الإِنْسَان الجَدِيد .. إِنْسَان الحَيَاة الأبَدِيَّة وَكَمَا يُسَمِّيه الآبَاء ** إِنْسَان الله .. إِنْسَان السَّمَاء *هَلْ هذَا لَيْسَ لَهُ غَرَائِز ؟ لَهُ غَرَائِز لكِنَّهَا مُخْتَلِفَة .. غَرَائِز لَيْسَتْ مِنْ أجْل حِفْظ حَيَاة الإِنْسَان عَلَى الأرْض بَلْ مِنْ أجْل حِفْظ الحَيَاة الأبَدِيَّة وَصَارَتْ مُرْتَبِطَة بِلَذَّة أكْثَر مِنْ لَذِّة حِفْظ الحَيَاة الأرْضِيَّة .. لِذلِك الَّذِي بِهِ رُوح الله يَعْمَل صَارَ هذَا الأمر مُؤشِر أكِيدٌ لأِنَّ إِشْتِيَاقَات الحَيَاة الأبَدِيَّة بَدَأت تَعْمَل دَاخِلُه وَالآبَاء القِدِّيسِينْ كَانُوا يَطْلُبُون مِنْ الله قَائِلِينْ ﴿ أعْطِنَا يَا الله أنْ نُحِبَّك بِقُوِّة أهْوَائْنَا ﴾ وَلِنَرَى قُوِّة الأهْوَاء دَاخِلْ الإِنْسَان وَكَيْفَ تَكُون مُتَسَلِّطَة .. نَفْس الإِحْسَاس الّذِي لأِهْوَاء الإِنْسَان بَلْ وَأعْلَى مِنْهُ تَكُون مَحَبِّة الله .. مِنْ هُنَا تَتَبَدَّل شَهْوِة وَاشْتِيَاقَات الإِنْسَان لِذلِك هُنَا يَقُول لَهُمْ ﴿ لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ ﴾ تَخَيَّل إِثْنِينْ وَاقِفِينْ وَالإِثْنَان لَهُمَا غَرِيزِة الخُوف .. وَاحِدٌ مِنْهُمَا مُحِبْ لِلشَّهْوَة وَالحَيَاة مَدْفُوع بِغَرَائِزُه وَتَحْت وَطْأة الغَرِيزَة مُجَرَّدٌ أنْ يَرَى السَّيَاف وَاقِفْ بِيَدِهِ سِيف تَرَى كِمِيِة الرُعْب الَّتِي تَدْخُلْ قَلْبُه وَتَكُون عِنْدُه حَسْرَة عَلَى حَيَاتُه .. وَهذَا الأمر مُرْتَبِطْ بِغَرَائِزُه لِلحِفَاظْ عَلَى حَيَاتُه وَلاَ نَسْتَطِيعْ أنْ نَلُومُه لأِنَّ هذَا حَال الإِنْسَان الطَّبِيعِي .. وَلكِنْ نَجِدٌ الآخَر مُخْتَلِفْ .. يِكَلِّمَك عَنْ سَرْجِيُوس وَوَاخُس– وَهُمَا لَهُمَا شَأنْ عَظِيمْ حَتَّى أنَّ الَّذِينَ عَذَّبُوهُمَا حَاوَلُوا أنْ يُقْنِعُوهُمَا – يُحْكَى عَنْ سَرْجِيُوس أنَّ الَّذِي كَانَ يُعَذِّبُه كَانَ فِي المَكَان الَّذِي كَانَ فِيهِ بِوَاسِطَة سَرْجِيُوس فَكَانَ فِي خَجَل أنْ يُعَذِّبُه لأِنَّهُ يَشْعُر بِجِمِيلُهٌ عَلِيه وَكَأنَّهُ يُرِيدْ أنْ يَقُول لَهُ أنَا أفَضَّل أنْ أكُون مُقَصِّر وَأقُول لَك إِهْرَب مِنِّي .. المُهِمْ أنْ تَهْرَب أنَا غِير قَادِرٌ أنْ أمُدٌ يَدِي وَأُعَذِّبَك فَأنَا مَدْيُون لَك بِالكَثِير .. وَلكِنْ قَدْ يَكُون سَرْجِيُوس يَرْجُوه كَيْ يَسْتَمِر فِي تَعْذِيبُه .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّ عِنْدُه غَرِيزَة لكِنَّهَا تَقَدَّسَتْ وَارْتَفَعَتْ جِدّاً وَصَارَتْ غَرِيزَة فِي الله .. وَصَارَتْ غَرِيزَة لَيْسَتْ مِنْ أجْل حِفْظ الحَيَاة الأرْضِيَّة لكِنَّهَا صَارَتْ خَادِمَة لِلحَيَاة الأبَدِيَّة لِذلِك يَقُول ﴿ بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ ﴾ ( لو 12 : 5 ) .. هذَا خُوف جِدِيد .. خُوف الإِنْسَان الرُّوحَانِي الَّذِي عِنْدُه خُوف عَلَى خَلاَص نَفْسُه وَخُوف مِنْ المُعَاشَرَات الرَّدِيئَة وَخُوف مِنْ مَنْظَر رَدِئ .. أوْ إِنُّه يِكُون قَدْ إِسْتَهْتَر بِحَوَاسُه .. عِنْدُه خُوف عَلَى الحَيَاة الأبَدِيَّة مُرْتَبِطْ بِلَذَّة .. جَمِيلٌ الإِنْسَان الَّذِي لاَ يَخَاف مِنْ السِيف لأِنَّ لَذِّة الحَيَاة الأبَدِيَّة أمَامُه لِذَا هُوَ غِير خَائِفْ مِنْ المُوت لأِنَّهُ يَعْلَمْ أنَّ حَيَاة تَنْتَظِرُه .. هذَا جَمَال دَوَافِعْ الإِنْسَان الرُّوحَانِي الَّتِي يَغْلِبْ فِيهَا الإِنْسَان الطَّبِيعِي الَّتِي يَغْلِبْ فِيهَا نَفْسُه .. يَغْلِبْ فِيهَا ضَعَفَاتُه كَثِير مِنْ الآبَاء الشُّهَدَاء كَانُوا يَسْعُون لِلإِسْتِشْهَادٌ وَكَانَ عِنْدَهُمْ لَذِّة الإِسْتِشْهَادٌ وَهذَا لأِنَّ الخُوف الَّذِي دَاخِلُه تَحَوَّل إِلَى مَخَافِة الله فَصَارَ الخُوف الَّذِي دَاخِلُه لَيْسَ غَرِيزَة أرْضِيَّة بَلْ إِنْ صَح التَّعْبِير صَارَ لَدَيْهِ غَرِيزَة رُوحَانِيَّة .. صَارَتْ لَهُ غَرَائِز تَخْدِم أُمور أُخْرَى .. صَارَتْ الغَرِيزَة لَيْسَتْ مَوْضُوعَة فِي الإِنْسَان لِحِفْظ حَيَاة الإِنْسَان مُرْتَبِطَة بِلَذَّة أرْضِيَّة .. بَلْ صَارَتْ مَوْضُوعَة فِي الإِنْسَان مِنْ أجْل حِفْظ حَيَاتُه الأبَدِيَّة مُرْتَبِطَة بِلَذَّة رُوحَانِيَّة لِذلِك الإِنْسَان الرُّوحَانِي عِنْدُه وَقْفِة الصَّلاَة لَذِيذَة وَجَمِيلَةٌ وَإِنْ كَانْ بِهَا تَعَبْ لِلجَسَد .. أيْضاً صُوم يَومَيّ الأرْبَعَاء وَالجُمْعَة يَفْرَح بِهِ وَيَنْتَظِرُه لأِنَّ فِيهِ لَذَّة وَلاَ يَشْعُر بِحِرْمَان .. لِمَاذَا ؟ لأِنَّ الغَرَائِز تَتَبَدَّل وَالإِنْسَان الجَدِيد الَّذِي بِحَسَبْ الرُّوح يُولَدٌ وَيَنْمُو وَصَارَ يَتَذَوَقٌ مَذَاقَة جَدِيدَة لِطَعْم حَيَاة جَدِيدَة فِي الْمَسِيح يَسُوع .. هذِهِ هِيَ بِدَايِة الإِسْتِعْدَادٌ لِلإِسْتِشْهَادٌ .. الإِسْتِشْهَادٌ لَيْسَ لَحْظَة بَلْ حَيَاة .. لَيْسَ مَوْقِفْ بَلْ سُلُوك دَائِمْ .. مِنْ هُنَا الشَّهِيدٌ وَإِنْ كَانِتْ عَنْدُه رَغَبَات حَيَاة أرْضِيَّة إِلاَّ أنَّهَا تَقَدَّسَتْ بِالرُّوح وَارْتَفَعِتْ جِدّاً وَصَارَتْ تَخْدِمٌ أهْدَاف سَمَاوِيَّة قَدْ نَقُول هذَا ضِدٌ طَبِيعِة الإِنْسَان .. نُجِيبْ أنَّ الإِنْسَان يَتَقَدَّس فِي الْمَسِيح .. هَلْ تُصَدِّقٌ أنَّ نَفْس جَسَدَك وَنَفْس غَرَائِزَك تَتَبَدَّل ؟ .. نَعَمْ تَتَبَدَّل .. الله لَمْ يَخْلِقْنَا لِنُسْتَعْبَدٌ لِلغَرَائِز الأرْضِيَّة .. الله خَلَقْنَا مِنْ فَرْطٌ مَحَبِّتُه أعْطَانَا غَرَائِز مِنْ أجْل حِفْظ نُوعْنَا وَالإِبْقَاء عَلَى حَيَاتْنَا .. أعْطَانَا غَرَائِز كَيْ نَعِيش الحَيَاة وَلَوْ لَمْ يَكُنْ لَنَا الأكْل غَرِيزَة سَتَجِدٌ الكَثِيرُون لاَ يَأكُلُون فَيَضْعَفُون وَيَمْرَضُون وَيَمُوتُون .. لِذلِك مِنْ أجْل مَحَبِّة الله رَبَطْ الأكْل بِلَذَّة .. كذَلِك التَّنَاسُل لَوْ لَمْ يَرْبُطُه الله بِلَذَّة كَانَ الإِنْسَان يَنْقَرِض لِذلِك مِنْ مَحَبِّة الله أعْطَانَا أُمور بِهَا تَعْبِير عَنْ إِرْتِقَاء مَحَبَّة .. عِنْدَمَا يَنْحَرِفْ الإِنْسَان عَنْ هذِهِ الأهْدَاف يَقُول لَهُ الله الَّذِي أعْطَيْتَك إِيَّاه أنْتَ بِهِ تُهِينَنِي .. الّذِي أعْطَيْتُه لَك بِمَحَبِّتِي لَك أنْتَ إِسْتَخْدِمْتُه لإِهَانَتِي .. إِذاً تَسْتَطِيعْ يَارَبَّ أنْ تَسْحَبْهَا مِنْ الإِنْسَان ؟ .. يَقُول لاَ .. أنَا لَذِّتِي فِي الإِنْسَان .. أنَا أحَاوِل أنْ أُقَدِّسُه وَأنَا أجْتَهِدٌ أنْ أجْعَل جَسَدُه مِلْكِي .. أجْعَلُه هَيْكَل لله وَغَرَائِزُه مُنْضَبِطَة .. أنَا مَيِّزْت الإِنْسَان بِأجْمَلٌ نِعْمَة نِعْمِة الحُرِّيَّة .. أنَا خَلَقْت الإِنْسَان عَلَى صُورَتِي وَمَيَّزْتَهُ وَلَنْ أنْدَم عَلَى ذلِك .. لاَبُدْ أنَّ الصُورَة الإِلهِيَّة تَثْبُتْ فِي الإِنْسَان حَتَّى عِنْدَمَا يُمَجِّدْنِي يَسْتَحِقٌ أنْ أُمَجِّدُه كَيْ أقُول لَهُ تَعَالَ وَرِث المُلْك المُعَدُّ لَك مِنْ قَبْل إِنْشَاء العَالَمْ ( مت 25 : 34 ) .. أنْتَ حَقَّقْت صُورْتِي عَلَى الأرْض .. حَقَّقْت هَدَفِي فِيك مِنْ خِلْقِتَك أنْتَ مَجَّدْتِنِي عَلَى الأرْض لِذلِك حَرَصِتْ الكِنِيسَة عَلَى إِبْرَاز آبَائْنَا الشُّهَدَاء كَنَمَاذِج لَنَا صُور عَمَلِيَّة لَنَا عَنْ أُنَاس عَاشُوا فِي أجْوَاء بِهَا تَقْرِيباً نَفْس التَّحَدِيَات الَّتِي تُوَاجِهْنَا .. تَحَدُّوا مُجْتَمَع .. تَحَدُّوا طُغَاة .. تَحَدُّوا ألَمْ .. تَحَدُّوا مُقْتَنَيَات وَغَرَائِز وَغَلَبُوا لأِنَّ بِذْرِة الحَيَاة الأبَدِيَّة وُضِعَتْ فِيهُمْ فَرَوُوهَا وَنَمُّوهَا .. كُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا وُضِعَتْ فِيهِ بِذْرِة الحَيَاة الأبَدِيَّة مِنْ يُوم المَعْمُودِيَّة .. مِنْ يُوم المَعْمُودِيَّة لاَبُدْ أنْ نَرْعَاهَا بِإِجْتِهَادٌ .. القِدِيس أُوغُسْطِينُوس يَقُول ﴿ إِرْعَى مُحِبّاً مَا قَدْ أخَذْتَهُ ﴾ ** إِرْعَى مُحِبّاً ** أي كَمَا تَهْتَمْ بِطِفْل بِحُبْ وَحَنَان وَرِعَايَة الله أعْطَانَا الكَثِير أعْطَانَا رُوحُه القُدُّوس .. أعْطَانَا نَفْسُه كُلَّ يُوم عَلَى المَذْبَح لِلتَّقْدِيس وَالثَبَات وَالنُمُو لَمْ يَمْنَع خِير عَنْ طَالِبيِه .. لَمْ يَدَعْنَا مُعْوَزِينْ شَيْء .. أعْطَانَا بِذَار وَقَالَ هذِهِ البِذَار مِنْ أجْل نُمُو الحَيَاة السَّمَاوِيَّة لِذلِك كَانُوا يَسْعُون لِلإِسْتِشْهَادٌ وَإِنْ كَانُوا فِي مَدِينَة أُخْرَى يَتَقَاطَرُون عَلَى الإِسْتِشْهَادٌ .. لِمَاذَا ؟ .. هُنَاك رَغْبَة جِدِيدَة جَدِّت فِي حَيَاتْهُمْ .. شَهْوِة حَيَاة جِدِيدَة .. حَيَاة أبَدِيَّة لاَ يَسْتَطِيعُوا أنْ يَحْتَمِلُوهَا فَبَحَثُوا عَنْ أمَاكِنْ الإِسْتِشْهَادٌ هُنَاك أبَاء شُهَدَاء كَانُوا يُعْطُون فِضَّة لِضَارِبِيهُمْ بِالسِيف .. القِدِيس بُطْرُس خَاتِمْ الشُّهَدَاء خَافْ السَّيَاف أنْ يَقْطَعْ رَأسُه مِنْ شِدِّة وَقَارُه وَهَيْبَتُه .. كَيْفَ يَخَاف السَّيَاف ؟ .. نَعَمْ الخُوف غَرِيزَة لِحِفْظ النُّوع وَلكِنْ السَّيَاف يُمِيتْ وَلاَ يَمُوت .. الَّذِي يَمُوت لاَ يَخَافْ .. الحَيَاة فِي الْمَسِيح يَسُوع تُحَوِّل الخَائِفْ إِلَى شَهِيدٌ وَالشَّهْوَانِي إِلَى بَتُول .. الحَيَاة فِي الْمَسِيح يَسُوع تُبَدِّل الغَرَائِز وَتَعْلُو بِهَا وَتُقَدِّسْهَا وَتَجْعَلْهَا غَرَائِز لِحِسَاب الْمَسِيح لِذلِك تَقُول لَك الكِنِيسَة ﴿ لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ ﴾ الكِنِيسَة وَضَعِتْ هذِهِ النَّمَاذِج وَتَحْتَفِل بِهَا لِتُغَيِّر أهْدَافْنَا وَتَقُول لَك أنْتَ لاَ تَعِيش لِلأرْض فَقَطْ تَهْتَمْ بِمَا تَأكُلْ وَتَرْتَدِي لاَ نَمِّي إِشْتِيَاقَات الحَيَاة الأبَدِيَّة الَّتِي عِنْدَك تَغَيَّر وَتَقَدَّم وَنَمِّي إِشْتِيَاقَاتَك إِذَا جَاءَ مَوْقِفْ الأنْ لِتُقَدِّم حَيَاتَك لِلْمَسِيح مَاذَا سَتَفْعَل ؟ لَنْ تَسْتَطِيعْ أنْ تَقُول أُقَدِّم حَيَاتِي لِلْمَسِيح فِي لَحْظَة لاَبُدْ أنْ تَكُون مُقَدِّمْهَا كُلَّ يُوم لاَبُدْ أنْ تَكُون لَك وَقْفِة صَلاَة وَإِنْ كَانِتْ مُتْعِبَة لِلجَسَد لاَبُدْ أنْ تَغْلِبْ الجَسَد وَإِنْ كَانْ لَيْسَ لَدَيْكَ وَقْت وَإِنْ كُنْت لاَ تُعْطِي حَتَّى وَلَوْ لَحَظَات لله فَكَيْفَ تُعْطِيه الحَيَاة كُلَّهَا ؟ مِنْ هُنَا نَقُول تُوْجَدٌ حَيَاة أبَدِيَّة بِغَرَائِز رُوحِيَّة مِحْتَاجِينْ أنْ نَحْيَاهَا مِنْ الأنْ لِنَتَهَيَّأ لِمَجْد الحَيَاة الأبَدِيَّة الله يُعْطِينَا أنْ نَسْلُك بِإِسْتِقَامَة فِي الحَيَاة وَأنْ يُصَحِّح أهْدَافْنَا وَيُقَوِّم خَطَوَاتْنَا وَيُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل