العظات

أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فى

يَقُول بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالته لأِهل غَلاَطِيَّة { مَعَ المَسِيحِ صُلِبتُ فَأحْيَا لاَ أنَابَلْ المَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ } ( غل 2 : 20 ) . الصَلِيب فِي حَيَاة المَسِيح :- كَانَ الصَلِيب هُوَ هدف المَسِيح موضُوع أمام عينيهِ مُنْذُ سقُوط آدم .. { نسل المرأة يَسْحق رأس الحَيَّة } ( تك 3 : 15 ) أي مولُود إِمرأة .. كَمَا أغوت الحَيَّة المرأة وَأسقطتهَا فِي الخَطِيَّة سَيسحق نسل المرأة رأس الحَيَّة بِالصَلِيب .. إِذاً الصَلِيب فِي فِكر الله مُنْذُ سُقُوط آدم .. أيضاً عِنْدَمَا جَاءَ المَسِيح عَلَى الأرض كَانَ الصَلِيب أمام عينيهِ بِاستمرار وَرَأينَا زَكَرِيَّا الكَاهِنْ يَقُول فِي تسبِحَته عِنْدَمَا بَشَّرَهُ المَلاَك بِمِيلاد يُوحَنّا المعمدان .. قَالَ عَنْ المَسِيح أنَّهُ { لِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ } ( لو 2 : 34 )وَمَا هِيَّ العَلاَمَة إِلاَّ الصَلِيب .. إِذاً الصَلِيب مُنْذُ بِدَايِة سُقُوط آدم وَمُنْذُ مَجِئ المَسِيح عَلَى الأرْض وَهُوَ هدف ربَّ المجد يَسُوع أوِّل مُعْجِزة عَملهَا يَسُوع هِيَ تحوِيل الماء إِلَى خمر فِي عُرْس قَانَا الجَلِيل عِنْدَمَا طَلَبِت مِنْهُ السَيِّدة العذراء قَالت لَهُ لَيْسَ لَهُمْ خمر فَأجَابَهَا إِجَابة عَجِيبة لاَ تَتَفِق مَعَ الموقِف قَالَ { مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأةُ . لَمْ تَأتِ سَاعَتِي بَعْدُ } ( يو 2 : 4 ) .. وَمَا هِيَ سَاعْته إِلاَّ زَمن الصلب .. كَلِمة " سَاعْته "فِي الكِتاب كَانَ يقصِد بِهَا سَاعْة الصلب فَقَالَ لِلعذراء لَمْ تَأتِ سَاعْة الصلب بعد لأِنَّهُ حَتَّى الآن لَمْ أُؤسِس الكِنِيسة وَلاَ بشَّرت بِتَعَالِيمِي وَ فِي كُلَّ لحظة فِي حَيَاة يَسُوع كَانَ يُشِير لِسَاعته فَكَانَ يَقُول { قَدْ أتَتِ السَّاعَةُ } ( يو 12 : 23 ) .. { وَهُوَ عَالِمٌ أنَّ سَاعَتَهُ قَدْ جَاءتْ } ( يو 13 : 1 ) .. فِي صَلاَته فِي بُستان جَثسِيمَانِي قَالَ { أيُّهَا الآبُ قَدْ أتَتِ السَّاعةُ . مَجِّدِ ابْنَكَ } ( يو 17 : 1 ) الصَلِيب قَدْ جَاءَ .. وَعِنْدَمَا هجم عَليهِ الجُنُود لِيقبُضُوا عَليهِ قَالَ لَهُمْ { هذِهِ سَاعَتُكُمْ وَسُلْطَانُ الظُّلمَةِ } ( لو 22 : 53 ) سَاعِة الصَلِيب كَانِت دَائِماً موضِع حَدِيثه وَتَأمُله لِذلِك دَبَّر لَهَا حَتَّى أنَّهُ صُلِبَ فِي سَاعة هُوَ حَدَّدهَا وَهيَ سَاعِة الفِصح اليَهُودِي .. إِذاً سَاعِة صَلبه لَمْ تَأتِ صُدفه لِذلِك يَقُول القُدَّاس { لأِنَّهُ فِيمَا هُوَ رَاسِمًُ أنْ يُسَلِّمَ نَفْسَهُ لِلموتِ عَنْ حَيَاة العالم } ( مَا يُقال قبل الرُشُومات )" رَاسِم " أي مِدَبَّر وَخَطَّط .. سَاعَة مِنْ تدبِيره هُوَ .. حَتَّى أنَّ المَسِيح حَضر ثَلاَثة أعياد فِصح فِي حَيَاته التبشِيرِيَّة .. أوِّل سَنْة كَانَ فِي أُورُشَلِيم وَقَالَ { إِنِّي أنْقُضُ هذَا الهَيْكَلَ المصنُوعَ بِالأيَادِي وَفِي ثَلثَةِ أيَّامٍ أبنِي آخَرَ غَيْرَ مَصنُوعٍ بِأيَادٍ } ( مر 14 : 58 ) وَكَانَ يَقصِد هيكل جَسَده لأِنَّ الصَلِيب كَانَ أمام عينيهِ دَائِماً .. ثُمَّ رَأينَا حَدِيث يَسُوع مَعَ نِيقُودِيمُوس يَقُول لَهُ { وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الحَيَّةَ فِي البَرِّيَّةِ هكَذَا يَنْبَغِي أنْ يُرْفَعَ ابنُ الإِنْسَانِ } ( يو 3 : 14 ) .. { وَأنَا إِنْ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأرْضِ أجْذِبُ إِلَيَّ الجَمِيعَ } ( يو 12 : 32 ) .. " إِنْ ارتَفَعْت " أي ارتَفَعْت عَلَى الصَلِيب لأِنَّهُ صُلِبَ عَلَى رَبوه وَأيضاً لاَبُد أنْ يَرفع الصَلِيب رَغم أنَّهُ مَادَامَ قَدْ جَاءَ لِلعالم بِقصد الخَلاَص وَالفِداء كَانَ مُمكِن يَموت بِأي طَرِيقة أُخرَى غِير الصَلِيب لكِنَّهُ كَانَ وَاضِع الصَلِيب فِي قلبه .. فَاليَهُود عِنْدَهُمْ عُقُوبة الموت بِالرَجم وَعِنْدَمَا اشتكوه لِبِيلاَطُس أرَادُوا أنْ يُخرِجُوا أنْفُسَهُمْ بِخُبث مِنْ الموقِف وَبِيلاَطُس قَالَ لَهُمْ أنَّ الأمر لاَ يَهِمَهُمْ وَلاَ يَمُت لِلأُمَّة الرُومانِيَّة بِصِله لكِنَّهُمْ أجَابوه أنَّ الموت لَيْسَ مِنْ إِختِصَاصَهُمْ لأِنَّهُمْ مُستعمرة رُومانِيَّة إِذاً لَنْ يَموت المَسِيح بِالرجم عَلَى الشَرِيعة اليَهُودِيَّة بَلْ سَيَموت بِالطَرِيقة الرُومَانِيَّة فَبِمَاذَا يُمِيت الرُومان ؟بِطَرِيقَتَان :- الأُولَى لِلموَاطِنِين الرُومان وَهيَ قطع الرأس وَهيَ طَرِيقة لَيْسَ بِهَا تشهِير أوْ هدر لِلكَرِامة . الثَانِية بِالصَلب لِلعَبِيد . وَبِمَا أنَّ المَسِيح لَمْ يَكُنْ حَامِل لِلجِنسِيَّة الرُومَانِيَّة إِذاً سَيَموت موتِت العَبِيد أي بِالصَلِيب .. يَظهر ذلِك فِي استشهاد بُطرُس وَبُولِس فَالإِثنان إِستشهَدَا فِي يومٍ وَاحِد لكِنْ بُولِس كَانَ يَحمِل الجِنسِيَّة الرُومَانِيَّة فَمَاتَ بِقطع الرأس بينَمَا بُطرُس لَمْ يَكُنْ مُواطِن رُومَانِي فَمَاتَ مصلُوب .. إِذاً السَيِّد المَسِيح رَتَّب أنْ يَموت بِالصَلِيب مُوتِت العَبِيد لِذلِك رَتَّب أنْ يُسَلِّمَهُ اليَهُود لِلرُومان لِئلاَّ يَموت بِالرجم .. { ابنَ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ . وَبَعْدَ أنْ يُقْتَلَ يَقُومُ فِي اليومِ الثَّالِثِ } ( مر 9 : 31 ) .. إِذاً الصَلِيب فِي فِكر المَسِيح وَلَمْ يَأتِ صُدفه . الصَلِيب فِي حَيَاتِي :- كَانَ الصَلِيب أمام عِين المَسِيح وَدَبَّر لَهُ مُنْذُ سُقُوط آدم لكِنْ مَاذَا يَكُون الصَلِيب فِي حَيَاتِي أنَا ؟ .. كي نحيَا بِالصَلِيب لاَبُد أنْ يَكُون لَهُ بُعد فِي حَيَاتِي وَهُوَ :0 موت الذَّات :- كي نَحيَا الصَلِيب عَمَلِيّاً نَقُول مَعَ بُولِس الرَّسُول { مَعَ المَسِيحِ صُلِبتُ فَأحْيَا لاَ أنَا بَلْ المَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ } أي ألغِي ذَاتِي .. عِنْدَمَا صُلِبت مَعَهُ أصبحت غِير موجُود بَلْ هُوَ الموجُود فِيَّ الصَلِيب هُوَ هَوَان وَاحتِقار .. هُوَ مَذَلَّه وَانكِسار وَعَار .. الصَلِيب هُوَ قِمَّة موت الذَّات .. كَيْفَ ؟ نَقُول مَا الَّذِي يَجعل الإِنْسَان لاَ ينمو مَعَ الله وَمَعَ الآخَرِين ؟ الذَّات .. مَا الَّذِي يَجعل مَحَبَّتِي قَلِيلة ؟ ذَاتِي .. مَا الَّذِي يَجعلَنِي أغِير وَأحسِد وَأقلق ؟ ذَاتِي .. مَا الَّذِي يجعَلَنِي مُحِب لِلتَمَتُّع بِالعالم ؟ ذَاتِي مَا الَّذِي يَجعَلَنِي مُحِب لِلشَّهَوَات ؟ ذَاتِي .. إِذاً كُلَّ الخَطَايَا أساسهَا الذَّات .. وَمَادَامَ الإِنْسَان يِرَكِّز عَلَى نَفْسه وَيِحِنْ عَلَى نَفْسه وَيسعَى لِكَرَامته إِذاً ذَاته عَالية .. الَّذِي يجعل المَسِيح يَتَعَطَّل فِي أنْ يملُك عَلَى النَّفْس .. الذَّات لِمَاذَا صَلَبَ اليَهُود المَسِيح ؟ لَيْسَ لأِنَّهُ شخصِيَّة جَيِّدة أوْ شِرِّيرة بَلْ لأِنَّهُ سَيَأخُذ مَكَانَهُمْ{ هُوَذَا العَالَمُ قَدْ ذَهَبَ وَرَاءَهُ } ( يو 12 : 19 ) .. لِذلِك { أسْلَمُوهُ حَسَداً } ( مت 27 : 18 ) .. إِذاً القَضِيَّة قَضِيَّة ذَاتِيَّة .. لِذلِك عِنْدَمَا يُنْكِر الإِنْسَان ذَاته يَتَمَتَّع بِوُجُود المَسِيح فِي حَيَاته وَيَتَمَتَّع بِعَطِيَّة المَسِيح لَهُ .. لِذلِك لاَبُد أنْ تَتَعَلَّم موت الذَّات وَإِلاَّ لَنْ يَملُك الصَلِيب عَلَى حَيَاتِي .. إِنْسَى نَفْسك .. وَمَا أجمل السَيِّدة العذراء فَمَا مِنْ موقِف يُشبِع الذَّات إِلاَّ وَنَجِدهَا مُختَفِية .. فِي مُعجِزِة إِشباع الجُمُوع لَمْ تَكُنْ مَعَ يَسُوع .. ذَاتهَا مَيِّتة لِذلِك كَانِت مُتَمَتِعة بِالمَسِيح كُلَّ مَا كَانِت الذَّات مَيِتة كُلَّ مَا استطَاعِت حَمل الصَلِيب .. كُلَّمَا كَانِت الذَّات مَيِتة كُلَّمَا تِحِب مُسَانَدة المطرُودِين وَالمُهَانِين وَالضُعَفَاء .. وَكُلَّمَا كَانِت الذَّات حَيَّة كُلَّمَا رَفَضِت الضُعَفَاء وَبَحَثِت عَنْ ذِوِي المَرَاكِز وَالمَنَاصِب لِتَتَبَاهَى بِهُمْ إِتَخِذ هذَا المنهج فِي حَيَاتك وَهُوَ { كُلَّمَا مَاتِت الذَّات عَاشَ المَسِيح وَكُلَّمَا عَاشِت الذَّات مَاتَ المَسِيح عَنْ هذِهِ النَّفْس أوْ إِبتعد } .. الذَّات المَيِتة لاَ تَحسِب لِكَلاَم النَّاس حِسَاب كُلَّمَا كَانِت الذَّات مصلُوبة كُلَّمَا تَوَلَّدت فِيهَا حَيَاة المَسِيح .. بِقدر موت الذَّات بِقدر مَا يحيَا المَسِيح وَالعكس .. يَعِيش المَسِيح أموت أنَا لأِنَّ الذَّات تِعَطَّل عَمل المَسِيح فِينَا الوَصِيَّة تُمِيت الذَّات وَعِنْدَمَا يملُك المَسِيح يُعلِنْ موتنا وَحَيَاته هُوَ .. وَالذَّات موتهَا صعب وَهيَ خَطِيرة وَخَدَّاعة وَتلتَهِمْ كُلَّ مَا هُوَ حُلو فِي حَيَاة الإِنْسَان حَتَّى أنَّهَا قَدْ تَجعل الإِنْسَان لَهُ شكل الحَيَاة الرُّوحِيَّة مَعَ الله وَهُوَ يُغَذِّي ذَاته دُونَ أنْ يَدرِي .. أحياناً الذَّات تَتَحَصَّن بِالرُّوحِيات لِذلِك مَادَامِت الذَّات موجودة تَتَعَطَّل توبِة الإِنْسَان حَتَّى أنَّهُ قَدْ توجد بعض ظَوَاهِر لِلذَّات تظهر فِي الجِهَاد الرُّوحِي وَهيَ :- أ‌- أحياناً يَعِيش الإِنْسَان مَعَ الله رغبة فِي أنْ تَكُون ذَاته أفضل مِنْ غيره بينَمَا يَجِب أنْ يَكُون هَدف الحَيَاة مَعَ الله أنْ { أحْيَا لاَ أنَا بَلْ المَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ } .. أي أنْ يُعلِنْ الله مَلَكُوته فِي الإِنْسَان . ب‌- أحياناً الذَّات لاَ تُصلب بَلْ تُرِيد أنْ تَتَألَّه وَذلِك بِالرَغبة الشَدِيدة فِي النمو السَرِيع .. إِنْسَان يُرِيد أنْ يَصِل لِدَرَجَات القَدَاسة بِسُرعة وَيُرِيد كُلَّ شِئ فِي جِهَاده بِثمن وَهذَا الأمر يِعَرَّضنَا لِمُشكِلة أنَّنَا نرتَقِي أكثر مِمَّا يَنْبَغِي أنْ نرتَقِي ( رو 12 : 3 )فَقَدْ يُصَلِّي إِنْسَان كي يُمَجِّد ذَاته كَمَا الفِرِّيسِي الَّذِي كَانَ يُصَلِّي قَائِلاً { أشْكُرُكَ أنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي النَّاسِ } ( لو 18 : 11 ) .. وَاقِف يِصَلِّي وَيَشكُر لكِنْ بِذَات وَالكِنِيسة ترفُض هذَا النَمُوذج وَتَقُول كُنْ مِثْل العَشَّار الَّذِي لَمْ يَشأ أنْ يرفع رَأسه وَصَلَّى قَائِلاً { اللّهُمَّ ارحَمْنِي أنَا الخَاطِئ } ( لو 18 : 13 ) الطُمُوح الرُّوحِي الزَائِد غِير مُفرِح لأِنَّهُ يُنَمِّي الذَّات .. لِيَكُنْ لَكَ ضَمِير العَشَّار لِذلِك الكِنِيسة تِرَكِّز عَلَى الإِنْسِحَاق وَطلب التُوبة وَتَقُول " كِيريَاليصُون " كَثِيراً وَفِي كُلَّ صَلاَة تطلُب{ يَارَبُّ إِنْعِمْ عَلِينَا بِغُفرانِ خَطَايَانَا } لأِنَّنَا لاَ نَقِف أمامك يَارَبُّ إِلاَّ بِقلب العَشَّار . ت‌- عِنْدَمَا يَبدأ الإِنْسَان فِي معرِفة الله ذَاته قَدْ تِكبر لأِنَّهُ بَدَأَ يِعرف بعض الرُّوحِيات فَينتَقِد النَّاس هذَا كِبرِياء وَحُب ظُهُور .. إِذاً قَدْ تَكُون المعرِفة الرُّوحِيَّة سَبب لِنقد النَّاس بينَمَا يَجِب أنْ تَكُون سَبب لِموت الذَّات وَلَيْسَ حَيَاتَهَا . ث‌- أحياناً فِي المَسِيرة الرُّوحِيَّة يِتعب الإِنْسَان مِنْ أي فُتُور .. الإِنْسَان الذَّاتِي لاَ يقبل الفُتُور بَلْ يُرِيد كُلَّ شِئ بِثمن وَيَدفع لَهُ الثَّمن مُقَدَّماً أوْ حَالاً .. يُرِيد أنْ يَتَعَامل مَعَ الله بِالمصلحة .. وَالطَرِيق طَوِيل وَمملوء ضِيقات فَإِنْ لَمْ تَثبُت فَقَدْ تَتَرَاجع أوْ تعثُر .. شِئ صعب أنَّ المَسِيح فِي إِحدَى المرَّات كَانَ يَسِير وَسط جُمُوع كَثِيرة لكِنْ بعد فِترة إِلتَفت فَلَمْ يَجِد مَعَهُ سِوَى الإِثنَى عَشَر تِلمِيذ بينَمَا تَرَكَتَهُ الجُمُوع كُلَّهَا فَسَألَ تَلاَمِيذه { ألَعَلَّكُمْ أنْتُمْ أيضاً تُرِيدُونَ أنْ تَمْضُوا } ( يو 6 : 67 ) لأِنَّهُ أرَادَ أنْ يَجعل كُلَّ مَنْ يَسِير خلفَهُ يَسِير بِإِرَادة كَامِلة وَلَيْسَ بِتَغَصُّب لِذلِك الذَّات المَيِتة تَحتَمِل أتعاب وَضِيقات الطَرِيق حَتَّى وَلَوْ كَانَ فِيهِ جُوع رُوحِي أوْ عَطش لكِنْ { إِلَى الوَرَاءِ لَمْ أرْتَدَّ } ( أش 50 : 5 ) . ج‌- الحُزن المُفرِط عَلَى الخَطِيَّة هُوَ لُون مِنْ ألوان الذَّات .. مطلُوب إِنَّك تِحزن عَلَى خَطَايَاك .. { خَطِيِتِي أمَامِي فِي كُلَّ حِين } ( مز 50 ) .. لكِنْ الحُزن المُؤدِّي إِلَى توبة وَلَيْسَ حُزن مُفرِط وَكَأنَّ الإِنْسَان يَقُول هَلْ أسقُط أنَا ؟ تِصعب عَلِيه نَفْسه إِنَّه هُوَ الَّذِي سَقط هُوَ فُوق مُستَوَى السُقُوط .. لكِنْ الكِتاب يَقُول { إِذاً مَنْ يَظُنُّ أنَّهُ قَائِمٌ فَلْيَنْظُرْ أنْ لاَ يَسْقُطَ } ( 1كو 10 : 12 ) .. الإِنْسَان الَّذِي يَعتدّ بِبِرَّه الذَّاتِي وَيَتَخَيَّل إِنَّه أكبر مِنْ السُقُوط هُوَ إِنْسَان ذَاته حَيَّة رُبَّمَا الله يُرِيد أنْ يِعَلِّمنِي مِنْ سُقُوطِي الإِتِضاع .. { خَير لِي أنَّكَ أذللتَنِي }( القِطعة التَّاسعة مِنْ المزمُور 118 مِنْ الخِدمة الأُولَى مِنْ صَلاَة نِصف الَّلِيل) . ح‌- كَثرِة الشَكوَى .. الإِنْسَان الدَّائِم الشَكوَى وَدَائِماً نَاقِم وَيَعتَبِر أنَّ الله يأخُذ وَلاَ يُعطِي وَكَأنَّهُ يشعُر أنَّهُ صَاحِب فضل عَلَى الله .. الَّذِي ذَاته مَيِتة يقبل كُلَّ فُتُور وَكُلَّ حِرمان مِنْ الله وَيَعتَبِر أنَّ الله يَكفِيه أنَّهُ سَمَحَ لَهُ أنْ يَقِف أمَامه ..يَكفِيك شَرَفاً أنَّكَ دَخلت لِلمَلِك هَكَذَا يكفِينَا نَحْنُ أنَّ الله سَمَحَ أنْ نَكُون فِي حضرَتِهِ .. القِدِيس يُوحَنَّا فم الذَّهب يَقُول { لَوْ مَلِك أرْضِي حَدَّد سَاعة مُعَيَنة لِدِخُول النَّاس لَهُ سَتَتَهَافت كُلَّ النَّاس عَليهِ فِي تِلكَ السَّاعة .. أمَّا الله فَهُوَ فَاتِح لَنَا بَابه دَائِماً وَكُلّ يوم وَفِي كُلّ وَقت فَهَلْ هذَا يُعطِينَا الحقٌّ فِي أنْ نَقُول أنَّهُ يُعطِي وَلاَ يُعطِي ؟ } .. لِذلِك الإِنْسَان كَثِير الشَكوَى عِنْدَمَا تَأتِي عَليهِ تجرُبة أوْ ضعف يِضعف وَيِتعب لأِنَّ ذَاته حَيَّة وَيَزدَاد شَكوَى أمَّا الإِنْسَان الرُّوحِي فَهُوَ قَلِيل الشَكوَى .. لِذلِك دَائِماً المُتَألِمِين جِدّاً قَلِيلِي الشَكوَى يَحيُون شَدَائِد مَا بعدَهَا شَدَائِد وَلاَ يشتَكُون بينَمَا الَّذِينَ حَياتهُمْ سَهلة دَائِمِي الشَكوَى مِنْ أبسط الأشياء .. ذَات حَيَّة .. عِنْدَمَا يُرِيد الإِنْسَان أنْ يُبِيد ذَاته لاَبُد لَهُ أنْ يَتَعَامل مَعَ الشَدَائِد بِإِيمان .. كَثِيراً مَا يُرِيد الله أنْ يِسَاعِدنَا عَلَى موت الذَّات وَنَحْنُ نرفُض .. لاَ تُشفِق عَلَى ذَاتك .. أيضاً الإِنْسَان الَّذِي يَستَمِد شَفَقِة الآخَرِين هُوَ إِنْسَان ذَاته حَيَّة .. دَائِماً يُرِيد أنْ يَنَال عطف النَّاس . عِلاَج الذَّات :- الخُضُوع لِلوَصِيَّة يُمِيت الذَّات .. هُناك بعض الخَطَوَات الَّتِي تِسَاعدك عَلَى موت الذَّات وَهيَ :- 1) أُطلُب دَائِماً إِرَادِة الله لاَ إِرَادَتك لاَ تَتَمَسَّك بِإِرَادِة ذَاتك فِي أي أمر جَيِّد أنْ تَقُول { لاَ تترُكنِي وَمَشُورة شَفَتاي } ( سِيراخ 23 : 4 ) .. لاَ أُرِيد مَا هُوَ لِذَاتِي .. إِخضِع إِرَادتك لإِرَادته . 2) مَارِس مُمَارَسَات رُوحِيَّة بِلاَ تعزِية تَمسَّك فِي المُمَارَسَات الرُّوحِيَّة الَّتِي بِلاَ تعزِية وَلاَ تنظُر لِذَاتك .. أيضاً دُونَ لَذَّة أوْ دُونَ سَند .. أي عَمل رُوحِي ثَقِيل إِقبله لأِنَّ قَبُوله هُوَ أفضل طَرِيقة لِموت الذَّات .. أطلُب وَلاَ آخُذ .. أرجِع الأمر لِعدم إِستِحقاقِي .. هذَا يُزِيد مِنْ موت الذَّات وَالله يعلم قَامِتنَا وَيُعطِينَا حَسب قَامِتنَا . 3) أي عَمل رُوحِي أوْ خِدمة أوْ عَطاء أوْ ذَبِيحة أوْ .... يِتعَطَّل مِنْ ضِمن الأشياء الَّتِي تُسَاعِد عَلَى موت الذَّات قَبُول تعطِيل الأُمور الرُّوحِيَّة لأِنَّهُ أحياناً الذَّات تَثُور عَلَى تعطِيل الخَدَمَات الرُّوحِيَّة الَّتِي قَدْ تُغَذِّيهَا إِذَا تَمِت فِي مِيعادهَا أوْ بِسُهُولة .. إِقبل نَقَائِص وَضَعَفَات أي عَمل رُوحِي وَلاَ تُكثِر الأسئِلة .. لِمَاذَا يَارَبَّ ؟ 4) لاَ تسعَى لإِرضَاء النَّاس يَقُول بُولِس الرَّسُول { فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسِ لَمْ أكُنْ عَبْداً لِلمَسِيحِ } ( غل 1 : 10 ) .. إِرْضَاء النَّاس يِغَذِّي الذَّات وَإِرْضَاء الله يِغَذِّي موت الذَّات فَإِحذر مِنْ كسب مدح النَّاس . 5) إِسعَى لِلإِختِفَاء لاَ تَستَمِدّ مدح النَّاس وَلاَ تِلفِت إِنتِباه الآخَرِين بَلْ إِعمِل مَا تعمَلَهُ فِي خَفَاء .. إِحذر أنْ يَعرِف أحد أعمالك لأِنَّ الذَّات تَموت بِالخَفَاء إِقبل المُتَكأ الأخِير .. إِقبل الإِهَانة .. إِقبل كُلَّ حِرمان مِنْ يد الله .. وَبِمُجرَّد أنَّ الذَّات تَموت تَكُون مِثْلَ قَارُورة الطِيب الَّتِي تنكَسِر فَتَفُوح مِنْهَا رَوَائِح عَطِرة .. لِذلِك وَنَحْنُ فِي تِذكار الصَلِيب قُل لله أحيَا لاَ أنَا بَلْ إِنْتَ إِحيَا فِيَّ .. إِجعل الصَلِيب أمامك دَائِماً لاَ يهرب مِنْ قلبك أوْ فِكرك وَأمِت ذَاتك فِي كُلَّ وقت رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

الأعمال الصالحة

هنقرأ مع بعض أعداد بسيطة مِنَ سِفر أعمال الرُسُل الإِصحاح 9 عدد 36 بركاته على جميعنا آمين : [ وَكَانَ فِى يَافَا تِلْمِيذَة اسْمُهَا طَابِيثَا ، الّذى تَرْجَمَتُهُ غَزَالةُ 0 هذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئةً أَعْمَالاً صَالِحَةً وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا 0 وَحَدَثَ فِى تِلْكَ الأْيّامِ أَنّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ ، فَغَسّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِى عِلّيّةٍ 0 وَإِذْ كَانَتْ لُدّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا ، وَسَمِعَ التّلاَمِيذُ أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا ، أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِليْهِ أَنْ لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِليْهِمْ 0 فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا 0 فَلَمّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلى الْعِلّيّةِ ، فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأْرَامِلِ يَبْكِينَ وَيُرِينَ أَقْمِصَةً وَثيَاباً مِمّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِىَ مَعَهُنَّ 0 فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجاً ، وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلّى ، ثُمّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ : " يَا طَابِيثَا ، قُومِى ! " فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا 0 وَلَمّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ ، فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا 0 ثُمّ نَادَى الْقِدّيسِينَ وَالأْرَامِلَ وَ أَحْضَرَهَا حَيَّةً 0 فَصَارَ ذِلكَ مَعْلُوماً فِى يَافَا كُلِّهَا ، فآمَنَ كَثِيرُونَ بِالرَّبِّ 0 وَمَكَثَ أَيَّاماً كَثِيرَةً فِى يَافَا ، عِنْدَ سِمْعَانَ رَجُلٍ دَبَّاغٍ ] لمْ تزل كلِمة الرّبّ تزداد فِى هذهِ البيعة وكُلَّ بيعة ياأبائى وإِخوتى آمين

التَّعَفُّف

بِنِعمِة رَبِّنَا أحِب أنْ أتكَلَّم معكُمْ اليوم عَنْ ثمرة مِنْ أهم ثِمار الرُّوح القُدُس لَنَا وَبِخَاصة الشَباب ألاَ وَهيَ التَّعفُّف .. كيف يعِيش الإِنسان فِي عِفَّة ؟ مُعَلِّمنا القِدِيس بُولِس الرَّسُول يُجِيب فِي رِسالته لأِهل تَسَالُونِيكِي بِـ [ أنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ أنْ يقتنِي إِنَاءَهُ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ ] ( 1تس 4 : 4 ) .. " إِنَاءه أي جَسَده " العِفَّة تجعل الإِنسان وَهُوَ يحيا فِي الجسد وَنِير الجسد يِغلِب الجسد .. يَقُول الآباء القِدِيسِين[ مَنْ غَلَبَ جَسَده غَلَبَ طبعه ، وَمَنْ غَلَبَ طبعه صَارَ كَالمَلاَئِكة ] .. [ العِفَّة تجعل الإِنسان يقترِب إِلَى الخلائِق الغِير جَسَدِيَّة ] .. العِفَّة صِفة مَلاَئِكِيَّة .. عَطِيَّة سَمَاوِيَّة نِعمة مِنْ الله .. مذاقة لِحَياة الإِنتِصار .. سمو لِلرُّوح .. غلبة عَلَى الجسد .. وَمِنْ هُنَا نستطِيع أنْ نقُول أنَّهُ لَيْسَ هُناك مَا يُوَازِيها أحببت أنْ أُحَدِّثكُمْ عَنْ العِفَّة لأِنَّها مُحَصِّلة لِفَضَائِل كَثِيرة جِدّاً جِدّاً .. بَلْ هِيَ تاج لِهذِهِ الفضائِل .. لِدَرَجِة أنَّ القِدِيس غِرِيغُوريُوس أُسقُف نِيصُص يَقُول [ أنَّ العِفَّة تسمو عَلَى جَمِيع الفضائِل ] .. فهي ليست أمراً يخُص شيئاً وَاحِداً بَلْ هِيَ مُحَصِّلة لِلعَدِيد مِنْ الأُمور .. مِثْل المجموع الأخِير لِدَرَجات المواد الدِراسِيَّة الَّذِي يشمل درجات الرِيَاضِيات وَالعلُوم وَكُلَّ المواد .. لِذلِك فَالطَالِب الَّذِي يرسب فِي المجموع الأخِير بِفَارِق أربع أوْ خمس دَرَجات وَيَقُول لَكِنِّي لَمْ أرسب فِي أي مادة مِنْ المواد !! نقُول لَهُ أنتَ مُقَصِّر فِي جَمِيع المواد .. فَعِندما تنجح بِالكاد فِي كُلَّ مادة وَلاَ تحصُل حَتَّى عَلَى نِصف دَرَجاتها سَتَجِد نَفْسك فِي النِهاية قَدْ رسبت فِي شِئ وَاحِد ألاَ وَهُوَ المجموع النِهائِي هكَذَا العِفَّة تشمل أموراً عَدِيدة جِدّاً .. تشمل فِكر الإِنسان وَحَوَاسه وَعينيهِ .. تشمل الذَّات وَحُب الذَّات .. وَتَعَلُّق الإِنسان بِالأرضِيات .. وَنظرِته لِلآخر .. وَمدى تقدِيسه لِلغَرِيزة .. وَنظرِته لَجَسَده .. وَنظرِته لِلجِنس الآخر .. تشمل إِرَادته وَمدى سُلطانها وَمدى مَحَبِّته لِلقَدَاسة وَمَحَبِّته لِلصَلاَة وَمدى تَمَسُّكه بِإِنتِظامه فِي قانُونه الرُّوحِي لِذلِك لَمَنْ يشكو مِنْ حرُوب الجسد وَحرُوب الشَّهوة أوْ أنَّ لَهُ خَطَايا شَبَابِيَّة أوْ أنَّهُ يشعُر بِالإِنهِيار الكَامِل أمام الشَّهوة أوْ أنَّهُ يفقِد طَهَارته وَأنَّ هذِهِ الخَطِيَّة الوَحِيدة الَّتِي تُقلِقه وَيَتَمَنىَ أنْ يكُف عَنْهَا هِيَّ بِالذَّات .. نَقُول أنَّهَا ليست خَطِيَّة وَاحِدة إِنَّهَا مُحَصِلة لأِشياء كَثِيرة جِدّاً .. أكِيد عيناك غِير مُقَدَسة .. وَلاَ تُحَافِظ عَلَى أفكارك .. وَإِرادتك إِرادة غِير مُقَدَسة .. وَأصحابك لَيْسُوا عَلَى قدر مِنْ الخُلُق .. وَأكِيد مُهمِل فِي صَلَوَاتك .. وَلاَ تقرأ فِي الكِتاب المُقدَّس .. وَلَيْست لَكَ قِرَاءات رُوحِيَّة .. وَأكِيد .. وَأكِيد .. أشياء كَثِيرة جِدّاً لَكِنَّهَا فِي النِهاية تبدو كَأنَّهَا خَطِيَّة وَاحِدة فَاحذر أنْ تَتَعامل مَعَْ موضُوع العِفَّة – الَّذِي قَدْ يَكُون مُتعِباً لَكَ بَلْ أكثر خَطِيَّة تِتعِبك فِي حياتك بِاستخفاف وَلاَ تنظُر إِليهِ نظرة سطحِيَّة .. تحتاج إِلَى تقدِيس الكيان كُلَّه .. كُلَّ فِكرة بِدَاخِلك يجِب أنْ تَتَقَدَّس .. كُلَّ نظرة .. كُلَّ كَلِمة .. لأِنَّكَ إِنْ إِستهترت فِي وَاحِدة ستجلِب معها بَاقِي الإِستهتار وَسَاعِتها يُقال [ وَكَانَ سُقُوطُهُ عَظِيماً ] ( مت 7 : 27 ) فَالعِفَّة هِيَ الإِمساك عَنْ كُلَّ شهوة .. هِيَ عدم تَبَعِيَّة لِلشَّهوات .. فَالإِنسان العَفِيف تَجِده عَفِيفاً فِي أشياء كَثِيرة جِدّاً .. عَفِيفاً فِي أكلُه .. عَفِيفاً فِي المُقتنيات حَتَّى يُقال عَنْهُ ( لاَ لاَ لاَ .نِفْسه عَفِيفة جِدّاً ) .. كَذلِك عَفِيفاً فِي أفكاره .. نظراته .. كَلاَمه .. مشاعره .. مُعَاملاته مَعَْ الآخرِين .. مُلاَمَسَاته .. يبتِعِد عَنْ كُلَّ شِئ لاَ يلِيق لِذلِك حافِظ الكِتاب المُقَدَّس بِشِدَّة عَلَى هَذَا الأمر .. لِدَرَجِة أنَّ مُعَلِّمنا القِدِيس بُولِس الرَّسُول تحدَّث فِي رِسالته لأِهل كُورنثُوس عَنْ إِنسان فَعَلَ الخَطِيَّة قَائِلاً [ وَزِنًى هَكَذَا لاَ يُسَمَّى بَيْنَ الأُمَمِ ]( 1كو 5 : 1 ) .. " لاَ يُسَمَّى ( مَا يِتسمَّاش ) .. أي لاَ نذكُر سِيرته " كَأنْ نقُول ( لَوْ سمحت مَا تجِبش / لاَ تذكُر سِيرة هَذَا الموضُوع هِنَا ) شِئ غرِيب عَنَّا وَعَنْ كِنِيسِتنا وَعَنْ طَبِيعة أجسادنا إِسم ثقِيل عَلَى القلب وَالفِكر خصُوصاً لِلإِنسان المُحِب لِطَرِيق رَبِّنَا وَالقداسة لاَ يُحِب حَتَّى أنْ ينطقها .. وَقَدْ أوضح مُعَلِّمنا القِدِيس بُولِس الرَّسُول كيفَ أنَّ هذِهِ الخَطِيَّة مُهِينة لِرَبِّنَا إِذْ أنَّ [ كُلُّ خَطِيَّةٍ يفعلُهَا الإِنسانُ هِيَ خَارِجَة عَنِ الجَسَدِ ] ( 1كو 6 : 18 ) .. لَكِنْ هذِهِ الخَطِيَّة بِالذَّات لها وضع خاص لأِنَّها تُدَنِس هيكل الرَّبَّ لِذلِك عِندما تبدأ تفسد عِفِتك تجِد كُلَّ شِئ يفسد .. ذلِك لأِنَّكَ لاَ تستطِيع أنْ تقِف مَعَ رَبِّنَا .. لاَ تستطِيع أنْ ترفع عينيكَ وَيديكَ .. لاَ تستطِيع أنْ تُصَلِّي .. خجلان .. مكسُوف .. وَماذا أيضاً ؟!! قلبك بِرِد .. بدأت حَسَاسِيِتك لِلشَّر تزِيد وَبدأت حَسَاسِيِتك لِلبِّر تِقِل وَبدأت تضعُف رؤيِتك لِلأُمور المُقَدَسة .. وَحَسَاسِية أُذُنك لِصوت رَبِّنَا فِي الإِنجِيل فَأُذُنك قَدْ أصبحت مُستحِكة ( أي غِير مُقَدَسة ) فَأصبحت المُستقبِلات الَّتِي بِهَا بَطِيئة .. فَتأتِي تقُول أقرأ الإِنجِيل وَلاَ أفهم .. أحضر القُدَّاس وَأسرح .. أصَلِّي الأجبِية وَلَكِنْ دُونَ أنْ أفهم أي كَلِمة !!!!أقُول لَكَ أنَّ الأُمور كُلَّها قَدْ دخلَ إِليها موجات رَدِيئة تَسَلَّطت وَأمسكت بِالإِنسان لِذلِك يقُول القِدِيس يُوحَنَّا ذهبِي الفم عِبَارة جَمِيلة جِدّاً [ العُبُودِيَّة لِلخَطِيَّة أشرس مِنْ العُبُودِيَّة لِسَيِّدٍ قَاسٍ ] .. صَحِيح .. صَحِيح .. بِمعنى أنَّ حال عبد لِسَيِّد قاسٍ أهون مِنْ حال الإِنسان الَّذِي يَكُون عبداً لِلخَطِيَّة .. وَلأِنَّ العِفَّة تشمل أموراً عَدِيدة فَسوفَ أتكَلِّم معكُمْ فِي أربعة مجالات لِلعِفَّة :- 1/ عِفَّة الفِكر ( فِكرِي ) :- مُهِمْ جِدّاً أنْ يَكُون فِكر الشَّاب فِكراً نَقِياً مُقَدَّساً .. لاَ يقبل أي فِكر رَدِىء لاَ يَتَفَاوض أوْ يَتَنَاقش مَعْهُ .. وَالفِكر باب خَطِير جِدّاً .. فَأي أمر يبدأ بِفِكرة .. كَذلِك أي خَطِيَّة بِدَايِتها فِكرة .. فَسقُوط أبِينا آدم وَأُمِنَا حواء نشأ أساساً بِالفِكر .. وَهَكَذَا الإِنسان قبل أنْ يسقُط فِعلِياً يسقُط أوَّلاً بِالفِكر لِذلِك يُمكِنْ أنْ نِعَرَّف الخَطِيَّة – كَمَا يُعَلِّمنا قداسة البابا شنودة الثَّالِث – فِي ثلاث كَلِمات :- إِتِصال تَتَصِل بِالخَطِيَّة أوَّلاً بِفِكرك .. إِنَّها المرحلة الأولى وَمَازَالَ الأمر سهلاً . إِنفِعال بَدأت تأخُذ وَتُعطِي مَعَ الفِكر .. وَأخذ الفِكر يِكبر وَيِكبر وَيِكبر .. إِنفعلت بِالفِكر .. بعد ذلِك أصبح الأمر فِي غاية الصعُوبة إِشتِعال .. فَاحترِس .. وَنُشكر الرَّبَّ أنَّهُ لَمْ يسمح أنْ نسقُط فِي أي خَطِيَّة فِي حياتنا بِدُون إِرادِتنا .. وَلَمْ يسمح أنْ توجد خَطِيَّة إِلاَّ وَيَكُون لَهَا مَرَاحِل فِي الإِنسان .. لِذلِك لَوْ سقط إِنسان فِي خَطِيَّة سَيَكُون هُوَ المُدان .. لَنْ يُمكِنه أنْ يقُول " ده غصب عَنِّي " لاَ يوجد شِئ غصب عَنَّك .. إِنَّ الأمر قَدْ بدأ معك بِفِكرة وَتفاوضت معها وَقبلتها لِذلِك كُنْ عَفِيفاً فِي فِكرك .. وَاعلم أنَّ الحرب لاَ تبدأ فِي ساعة الإِتِصال بِالخَطِيَّة فقط إِنَّمَا تبدأ مِنْ قبل ذلِك بِكَثِير .. فماذا كانت أفكارك قبل ذلِك ؟ بِمعنى .. لَوْ أنَّكَ فَتحت الراديو وَضبطه عَلَى رقم مُعَيَّن عَلَى موجِة ألـ FM وَسمعت عِظة أوْ قُدَّاس .. إِنَّ باقِي الموجات موجودة لَكِنْ الموجة الَّتِي ضبطت عليها جِهازك هِيَّ فقط الَّتِي إِستقبلتها كذلِك أنتَ .. جِهازك .. مُستقبِلاَتك الَّتِي بِدَاخِل فِكرك .. أي مِنْ الموجات تستقبِل ؟ كُلَّ الموجات موجودة حولك لَكِنْ الَّذِي تُرِيد أنْ تستقبِله سَتُقَوِيه .. وَهَكَذَا عَلَى حسب الموجة الَّتِي تضبُط عليها فِكرك ستستقبِل .. تَرَّدُد مَعَ تَرَّدُد سيُحدِث رَنِين .. موجة حِلوة مَعَ أفكار حِلوة سيحدُث رَنِين لِذلِك تجِد القِدِيسِين يُمكِنْ لأِي شر يرونهُ أنْ يَكُون بِالنِسبة لَهُمْ شيئاً مُقَدَساً فِي حِين أنَّ نَفْس الشِئ يُمكِنْ أنْ يراه شخص آخر وَتَكُون أفكاره سيِئة فيذهب بِفِكره إِلَى بعِيد .. وَمِثْل هذَا إِنْ قُلت لَهُ أي كِلمة فِي أي موضُوع تجِده يُقَوِّلها تقوِيلاً سيِئاً .. إِنَّ فِكرك يُشبِه الخلاَّط الَّذِي تضعه فِيهِ ستشربه .. إِنْ وضعت بُرتُقالاً ستشرب عصِير بُرتُقال .. إِنْ وضعت موزاً ستشرب عصِير موز .. إِنْ وضعت جوافة ستشرب عصِير جوافة .. وَهَكَذَا .. وَلَكِنْ إِنْ وضعت فِيهِ شيئاً مُرَّاً بِالتالِي ستشربه .. هَكَذَا العِين هِيَّ مِثْل فتحِة الخلاَّط كُلَّ الَّلِي حَا تحُطَّه هِنَا هَا تِشربه مِنْ هِنَا وَهَا تِشربه مِنْ الأفعال لِذلِك جَمِيل جِدّاً مُعَلِّمنا القِدِيس بُولِس الرَّسُول عِندما يتحدَّث فِي رِسالته إِلَى أهل فِيلِبِّي قَائِلاً [ أخِيراً أيُّهَا الإِخوة كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ كُلُّ مَا هُوَ جَلِيل كُلُّ مَا هُوَ عَادِل كُلُّ مَا هُوَ طَاهِر كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ إِنْ كانت فَضِيلة وَإِنْ كَانَ مدح فَفِي هذِهِ افتَكِرُوا ] ( في 4 : 8 ) .. لِذلِك يجِب أنْ تضع فِي فِكرك كُلَّ مَا هُوَ حقٌّ كُلَّ مَا هُوَ جلِيل كُلَّ مَا هُوَ طَاهِر وَتفتكِر فِيهِ .. يَجِب أنْ يُحاوِل فِكرك أنْ يحافِظ عَلَى نقاوته بِاستمرار .. إِجعل بِاستمرار آية تِشغِل فِكرك .. سِيرة قِدِيس أوْ قِدِيسة إِجعل أموراً مُقَدَسة هِيَ الَّتِي تِشغِل فِكرك فيبدأ يعمل جَيِّداً وَبِالتالِي يبدأ يجعل الإِتِصال سَلِيماً وَهَكَذَا الإِنفِعال سَلِيماً وَالإِشتِعال سَلِيماً .. وَهذَا هُوَ سِر الإِشتِعال فِي الصَلاَة وَالعِبادة .. سِر حرارِة الرُّوح .. ناس فِكرها ينمو بِاستمرار فِي أمور مُقَدَسة لِذلِك مِنْ أجمل الطُرق وَأسهل الطُرق وَأقصر الطُرق لاقتِناء العِفَّة هُوَ تقدِيس الفِكر فَمتى قدَّست فِكرك تقدَّست معهُ مشاعرك وَتقدَّست إِرادتك .. ستكُون عَفِيفاً فِي أفعالك بَلْ بِالأكثر فِي أحلامك حَتَّى خيالاتك أثناء اللِيل الَّتِي هِيَّ مُحَصِّلة مَا تُفَكِر فِيهِ أثناء النَّهار .. الفِكر يحتاج عِفَّة .. يجِب أنْ يكُون فِكرك عَفِيفاً .. لاَ يَمِس فِكرة رَدِيئة – لاَ يَمِس – تشعُر أنَّ الفِكر الرَدِئ شِئ غرِيب عنكَ .. تماماً مِثْل شعُورك إِنْ فرَّغ أحد كِيس قِمامة فِي وسط " حُجرِة الصَالُون " فِي بِيتك !!لَكِنْ الَّذِي أفكاره مُلَوَثة دَنِسة لَنْ تجِد عِنده أي تحفُّظ يَتَقَبل بِاستمرار الأفكار الرَدِيئة وَيُضِيف كُلَّ يوم إِلَى الدنس دَنَساً .. تماماً مِثلما أنَّهُ لاَ يوجد أي إِعتراض عَلَى وضع كِيس قِمامة فِي صندُوق قِمامة .. وَهَكَذَا سيأخُذ مِثْل هذَا فِي النِهاية دَنَساً .. فَالأمر كُلَّه قَدْ أصبح هَكَذَا .. فَالأفكار الخَاطِئة تُوَّلِد مشاعِر خَاطِئة .. متى حافظت عَلَى فِكرك نَقِياً ستضمن أنْ يَكُون فِكرك باباً مُنضَبِطاً عليهِ حُرَّاس تضمن ألاَّ يدخُل مدِينتك غِير المسمُوح لَهُمْ بِالدُخُول .. وَعليهِمْ رِقابة وَضَوَابِط فَتَكُون قَدْ ضبطت السيطرة عَلَى كُلَّ الأمور مِنْ المدخل الَّذِي هُوَ الفِكر . 2/ عِفَّة الحواس :- الحواس هِيَّ أبواب الإِتِصال بِالحياة .. العِين وَالأُذُن وَالأنف وَحاسة التَذُّوق وَحاسة اللمس مَا أجمل الإِنسان النقِي الَّذِي يَكُون إِتِصاله بِالحياة إِتِصالاً نَقِياً أمَّا الإِنسان الَّذِي أفكاره مُلَوَثة دَنِسة يَكُون إِتِصاله بِالحياة إِتِصالاً مُلَوَثاً دَنِساً .. وَسَأرَكِز فِي الحواس عَلَى العِين . أ/ عِفَّة العِين :- [ سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العِينُ . فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّراً . وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ شِرِّيرَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ مُظلِماً ] ( مت 6 : 22 – 23 ) وَلأِنَّ العِين بالِغة الخطورة فقد أمَّنها الرَّبَّ بِإِمكانات كَثِيرة جِدّاً طَبِيعِيَّة .. وَضَعَ لَهَا صِمام أمان .. فَيُمكِنك إِنْ رأيت منظراً سَيئِاً أنْ تُحَوِّل نظرك إِلَى الجِهة الأُخرى .. وجهك مَازَالَ كَمَا هُوَ لَمْ تُدِر رأسك وَلاَ أي شِئ .. فقط حرَّكت عينيكَ فِي الإِتِجاه المُضاد .. إِذاً فقد أعطاك الرَّبَّ الإِمكانِية فِي عينيك أنْ تَتَحَكَّم فِي إِتِجاه الرؤية كذلِك أعطاك إِمكانِية أنْ تِغَيَّر إِتِجاه وجهك كُلِيةً .. كَمَا يُمكِنك أنْ تُغمِضها .. وَهَكَذَا تُغلِقها بِحركة سهلة جِدّاً .. كَمَا أعطاك إِمكانِية رَابِعة أنْ تنظُر وَلاَ تَتَأمل كُلَّ هذِهِ الإِمكانات قَدْ لاَ تجِدهَا فِي الحواس الأُخرى كَالسمع مَثَلاً .. فهل تستطِيع أنْ تِغَيَّر إِتِجاه وجهك لِلدَرَجة الَّتِي تجعلك لاَ تسمع ؟!! مُستحِيل .. فَأنتَ مُجبر وَلَيْسَ لَكَ خِيار لأِنَّ الصوت ينتشِر .. كذلِك هل تستطِيع أنْ تُغلِق أُذُنيك ؟!! يحتاج مِنْكَ ذلِك أنْ تضع يدك عليها أوْ تضع شيئاً بِدَاخِلها .. لَكِنَّك بِسِهولة شدِيدة تُغلِق عينيكَ لِذلِك عِندما تقُول " المنظر هُوَ الَّذِي كَانَ أمامِي " أقُول لك كَانَ يُمكِنك أنْ تبتعِد كَانَ يُمكنك أنْ تُغمِض عينيكَ .. كَانَ يُمكِنك أنْ تنظُر وَلاَ تَتَأمل .. وَكَانَ يُمكِن أنْ يَكُون لَكَ نظرة عَلَى إِستِحياء كَمَا كَانَ لآِبائنا القِدِيسِين .. كَانَ يُمكِن .. وَكَانَ يُمكِنْ .. عِفَّة العِين .. يَجِب أنْ تَكُون لَكَ عِين بِهَا عِفَّة .. عِين مصلُوبة .. عِين مختومة .. مُقَدَسة .. نَقِيَّة .. الإِنسان الَّذِي فِكره نقِي ستكُون عِينه عيناً نَقِيَّة .. يرى كُلَّ الأُمور بِعِين فِيهَا نَقَاوة لاَ أنسى فِي مرَّة كُنت رَاكِباً ميكرُوباص مَعَ إِنسان حِلو مُبارك .. وَفِي الزحام هُناك عادة عِندَ بعض الشُّبان أنْ يُشِيرُوا لِلمِيكرُوباص إِشارة تعنِي ( أي حاجة ) أي لَنْ أجلِس عَلَى كُرسِي فقط خذُونِي .. حركة عادِية جِدّاً تتكرر أمام الجمِيع بِاستمرار وَلَكِنْ هذَا الإِنسان لأِنَّ فِكره نقِي عِندما أشارَ وَاحِد بِهذِهِ الإِشارة قَالَ " يارِيت إِحنا كمان نرُوح السَّما .. يارِيت الوَاحِد يِركب بس وَيِوصل السَّما .. حَتَّى لَوْ ركب أي حاجة مِش مُهِمْ .. بس نُدخُل " .. كَقُول الآباء القِدِيسِين [ إِنشا الله حَتَّى الباب يِتقِفل عَلَى طرف الجَلاَبِيَّة ] .. يعنِي حَتَّى لَوْ كُنت آخِر وَاحِد .. وَلَوْ إِنحشرت وَبعد ذلِك يُغلق الباب .. فليكُنْ المُهِمْ أدخُل هَكَذَا الإِنسان الَّذِي فِكره نقِي تَكُون حواسه حواساً نَقِيَّة .. لِتَكُنْ لَكَ عِين نَقِيَّة وَانتبِه لأِنَّ أوِل حلقة لِلسُقُوط كانت عِندما [ رَأت المرأةُ أنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَة لِلأكلِ وَأنَّهَا بَهِجة لِلعُيُونِ وَأنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ ] ( تك 3 : 6 ) .. العِين خَدَعِت .. خَدَّاعة العِين مُعَلِّمنا دَاوُد النَّبِي عِندما صعد إِلَى سطح بِيته وَرفع عينيهِ رأى منظراً .. أرجو أنْ تقرأ فِي الكِتاب المُقَدَّس عَنْ عاقِبة هذِهِ النظرة فِي سِفر صَمُوئِيل الثَّانِي .. لقد وصل الأمر لِلدَرَجة الَّتِي وَبَخهُ فِيها الرَّبَّ قَائِلاً [ إِنَّكَ احتقرتنِي ] ( 2صم 12 : 10 ) .. [ وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بيتَكَ إِلَى الأبَدِ هَأنَذَا أُقِيمُ عليكَ الشَّرَّ مِنْ بيتِكَ وَآخُذُ نِسَاءَكَ أمَامَ عينيكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبكَ فَيَضْطَجِعُ مَعَْ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هذِهِ الشَّمْسِ ] ( 2صم 12 : 10 – 11 ) .. وَقَدْ كَانَ .. إِبنه أبشالُوم يزنِي مَعَ سَرَارِي أبِيهِ اللاَتِي بِمَثَابِة أُمهاته .. وَأولاده أمنُون وَثَامار يزنِيان معاً .. إِنَّهَا الخَطِيَّة .. كُلَّ ذلِك كَانَ مِنْ نظرة .. لِذلِك إِحترِس حَافِظ عَلَى عينيك بِمُنتهى الحذر ( خلِّي بالك عَلَى عِينك كِوَيِس جِدّاً ) وَلتكُنْ لَكَ عِين مُنكَسِرة إِحذر أنْ تظُن أنَّكَ أقوى مِنْ الخَطِيَّة أوْ أنَّكَ تقدِر أنْ تَتَحَكَّم فِي نَفْسك .. لاَ تقُل يُمكِنَنِي أنْ أدخُل عَلَى ألـ INTER NET أوْ كَذَا وَأنَا أعرِف كيفَ أتَحَكَّم .. أقُول لَكَ إِحترِس .. القِدِيسُون يُحَذِرُونَنَا [ أنتَ لَسْتَ أبر مِنْ دَاوُد وَلاَ أحكم مِنْ سُليمان ] .. أسَتَكُون أنتَ أشطر مِنْهُمَا .. إِذا كَانَ دَاوُد قَدْ سقط وَكَذلِك سُليمان .. فهل أنتَ أبر مِنْ دَاوُد أوْ أكثر حِكمة مِنْ سُليمان !! ماذا أنتَ ؟!!! إِحذر لأِنَّ العِين كَامِيرا حسَّاسة جِدّاً لاَ تُمَاثِلها أي كَامِيرا فِي العالم .. بَلْ وَلَهَا إِتِصال قوِي جِدّاً جِدّاً بِمَرَاكِز المُخ ألـ COMPUTER وَمَرَاكِز الذَاكِرة .. فَتَجِد أنَّ المنظر الَّذِي يخدِم الغرِيزة يَتِم إِلتِقاطه بِإِحكام وَهَكَذَا يُصبِح لَهُ NEGATIVE يُمكِنْ أنْ يُصنع مِنْ خِلاَله مِئات بَلْ وَآلاف النُسخ .. فَحِينما يُعطِي المُخ أمراً ORDER لِلطِباعة الرَّبَانِيَّة المُتَعَلِقة بِهِ ألـ PRINTER يَتِم طبع هذِهِ الصور الرَدِيئة وَاحِدة فَوَاحِدة فِي حِينِهَا فِي أوقات تَكُون أنتَ فِيهَا ضعِيف فتسقُط لِذلِك جَاهِد أنْ تَكُون لَكَ عِفَّة فِي عينيكَ .. لاَ تستهتر .. إِحذر أنْ تقُول فِي نَفْسك أرى هذَا الفِيلم مِنْ باب العِلم بِالشِئ .. أوْ إِنَّهَا مسألة ستأخُذ وقتها .. لاَ .. يُمكِنْ لِلخَطِيَّة أنْ تأخُذ مِنْكَ جِهاد سِنِين .. تَذَكَّر دَائِماً أنَّ عاقِبتها مُرَّة .. تَذَكَّر دَاوُد النَّبِي .. تَحَفَّظ يَا حَبِيبِي .. دَقَّق جَيِداً فِيمَا تختار وَفِيمَا تُشَاهِد لأِنَّ هذِهِ الحرب فتَّاكة .. لاَ تنظُر أبداً لِلَحظة تخسَّرك العُمر كُلَّه بَلْ جَاهِد كُلَّ لحظة فِي حياتك كي تكسب عُمرك كُلَّه بِالأبَدِيَّة الإِنسان إِبن رَبِّنَا الَّذِي فِكره مُقَدَّس وَقلبه مُقَدَّس تجِد لَهُ نظرة عَلَى استحياء .. فَيُروى عَنْ القِدِيسِين أنَّ الوَاحِد مِنْهُمْ كَانَ لَهُ مِنْ الحياء وَالخجل مَا يجعل وجههُ يِحمرَّ عِندما يرى وَاحِداًأوْ منظراً مَا .. وَيضع وجههُ فِي الأرض .. إِنَّهُ خجل مُقَدَّس .. فَالرَّبّ قَدْ خلقَ لِكُلَّ شِئ فِينَا هدفاً .. فَوَضَعَ فِينَا الخجل كي نخجل مِنْ الشَّر [ الذَّكِيُّ يُبْصِرُ الشَّرَّ فَيَتَوَارَى ] ( أم 22 : 3 ) تَجِد وَاحِداً مِنْ القِدِيسِين يُدعىَ القِدِيس آمون عِندما أرَادَ أنْ يعبُر نهراً كَانَ يلزم عليهِ أنْ يخلع مَلاَبِسه لَكِنَّهُ إِستحىَ أنْ يخلعها وَقَالَ فِي نَفْسه كيفَ أنظُر إِلَى جِسمِي وَكيفَ يُبصِرَهُ مَنْ حولِي ؟!!! وَفَضَّل أنْ يعبُر النَّهر بِمَلاَبِسه حَتَّى وَإِنْ كانت ستبتل فليكُنْ فليُجَفِفهَا الهواء فِيما بعد .. إِنَّهَا العِفَّة .. عِفَّة حواس وَجسد وَمُلاَمَسَات جَمِيلة جِدّاً قِصَّة القِدِيس يحنِس القَصِير عِندما إِستدعاه البابا البطريرك لِمُقابلته فَنَزَلَ إِلَى المدِينة وَسَارَ فِيهَا إِلَى الكَنِيسة حيثُ تقابل مَعَ البطريرك ثُمَّ رجع ثانِيةً فِي طرِيقه وَعِندما عَادَ سألهُ الرُهبان عَنْ رأيه فِي المدِينة وَسُكَّان المدِينة وَأحوال المدِينة .. سألوه " ماذا رأيت فِي المدِينة ؟ " ،فَأجَابَ " لَمْ أرى إِلاَّ وجه أبِي البطريرك " .. هذَا فقط هُوَ مَا رأيتهُ ؟!!! لقد نزل إِلَى المدِينة لَكِنَّهُ كَانَ وَاضِعاً وجههُ فِي الأرض ..يتعامل مَعَ الأُمور بِتَحَفُّظ وَخجل يَجِب أنْ تَكُون عِينك عَفِيفة بِهَا خجل وَتَحَفُّظ .. إِحذر أنْ تَكُون لَكَ العِين السَائِبة الَّتِي تجعلك تلهو بِمَنَاظِر عَبِيده .. جَمِيلة جِدّاً عِبارِة أيُوب الصِّدِّيق [ عهداً قطعتُ لِعَيْنَيَّ فَكَيْفَ أتَطَلَّعُ فِي عذراء ] ( أي 31 : 1 ) .. مَا رأيك أنْ تأخُذ هذَا العهد مَعَ أيُوب ؟ ألَيْسَ جَمِيلاً !! ألنْ يفِيدك فِي حياتك ؟!! أُكتُب هذِهِ الآية عِندك فِي حُجرِتك .. أُكتُبها عَلَى فِكرك وَعِش بِهَا .. وَأنتَ نَازِل مِنْ بِيتك قُل" عهداً قطعتُ لِعَيْنَيَّ فَكَيْفَ أتَطَلَّعُ فِي عذراء " .. هل سأظِل هَكَذَا أنظُر لِلرَايِح وَالجاي وَنَظَرَاتِي تَتَحَوَّل إِلَى شهوات ؟!!! فِي حِين أنَّ الوَصِيَّة تقُول [ إِنَّ كُلَّ مَنْ ينظُرُ إِلَى امرأةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ ]( مت 5 : 28 ) .. الَّذِي حَوَّل النظرة إِلَى فِكرة وَتَفَاوض معها يُعتبر قَدْ زَنَى تَذَكَّر قِدِيساً مِثْل القِدِيس سمعان الخرَّاز الَّذِي عِندما خانته عِينه نوعاً مَا وجدناه بِمُنتهى الجُرأة يِفَضَّل أنْ يَكُون أعمى وَيِطَبَّق الوَصِيَّة بِمُنتهى الجبرُوت وَيقلع عينه بِالمخراز .. ذلِك لأِنَّها أعثرته .. كَثِيراً مَا تُعثرنِي عينِي ماذا أفعل ؟ أقلعها ؟!! أقُول لَكَ .. لاَ أنَا وَأنتَ ضُعاف لاَ نقدِر عَلَى عمل سمعان الخرَّاز .. فَماذا أفعل إِذاً ؟ إِقطع الشَّر مِنْ دَاخِلها أحضِر مخراز النِّعمة وَأقُول لَهُ ياربَّ أنتَ بِنِعمِتك إِقلع الشَّر مِنْهَا وَاعطِنِي عيناً نَقِيَّة جَدِيدة بدلاً مِنْ عينيَّ الَّتِي كُلَّهَا دنس .. وَتَذَكَّر دَائِماً قول القِدِيس يحنِس القصِير" لَمْ أرى إِلاَّ وجه أبِي البطريرك " . ب/ عِفَّة السمع :- أقُول لَكَ حَتَّى الَّذِي تسمعه يَجِب أنْ تَكُون عَفِيفاً فِيهِ .. يَجِب أنْ تَكُون أُذُنك نَقِيَّة وَلأِنَّ الأُذُن لَيْسَ لَهَا إِمكانات تحمِيها بِقدر تِلكَ الَّتِي لِلعِين .. وَلأِنَّ كَثِيراً مَا ينتشِر الصوت فَتَكُون مُجبراً عَلَى السمع لِذلِك إِختر أصحابك وَإِنْ لَمْ تعرِف إِبتعِد .. حَاوِل أنْ تِحَافِظ عَلَى عِفَّة أُذُنيك لاَ تستمِع لِكَلاَم الإِدانة وَالمذَمَّة .. لاَ تستمِع لِلخَطَايا .. إِبتعِد عَنْ الكَلاَم المُعثِر وَالأحَادِيث البطَّالة .. إِبتعِد عَنْ مجالِس المُستهزِئِين .. إِبعِد عَنْ سمع أي أمر رَدِئ لأِنَّهُ مؤذِي جِدّاً جِدّاً لِلعِفَّة .. المفرُوض أنْ تُدخِل أُذُنيك أموراً نَقِيَّة هُناك مَنْ لاَ يعرِف أنْ يَتَكَلَّم فِي أي شِئ فِي حياته إِلاَّ كَلاَماً مُعثِراً .. إِبعِد عَنَّه يقُول مُعَلِّمنا بُولِس الرَّسُول عَنْ هؤلاء عِبارة غرِيبة جِدّاً أنَّهُمْ[لَهُمْ مُعَلِّمِينَ مُسْتَحِكَّةً مَسَامِعُهُمْ ] ( 2تي 4 : 3 ) .. مَا أروع مُعَلِّمنا القِدِيس بُولِس الرَّسُول – إِنَّهُ بِحقٌّ فيلسُوف ، بَلْ لَوْ قُيِّمَ أُسلُوبه بِإِنصاف لَعُدَّ مِنْ أروع الأُدَباء فِي العالم – " فَمُستَحِكَّة "جاءت مِنْ " حَكَّ .. يَحُك " أي أُناس آذانهُمْ مُلَوَثة فَلَّمَا تَلَوثت إِلتَهَبِت وَعِندما إِلتَهَبِت أصبحُوا يَحكُونها ( يهرشونها ) .. أي أُناس قبلُوا أنْ تنفُذ إِلَى آذانِهِمْ أمور رَدِيئة فَلَوَثت آذَانِهِمْ لِلدَرَجة الَّتِي إِلتهبت بِهَا وَأصبحت مُستحِكة .. فَاحترِس لِئَلاَّ تَكُون أُذُنك مُستحِكَّة وَكَمَا قُلت لَكَ قِصَّة عَنْ القِدِيس يحنِس القَصِير عَنْ عِفِتَّه فِي النظر .. أقُول لَكَ قِصَّة أُخرى عَنْ عِفَتَّه فِي السمع .. يُروى عَنْه أنَّهُ فِي إِحدى المرَّات كَانَ نازِلاً إِلَى المدِينة لِيَبِيع عمل يديهِ مِنْ القُفف وَتَصَادف نزُول جماعة مِنْ البدو غِير مَسِيحِيين – وَالَّذِينَ كَانُوا يُقَدِّسُون الرُهبان جِدّاً وَيخافُونَهُمْ كَرِجال الله وَلِسُلطانِهِمْ فِي إِخراج الشياطِين وَشِفاء الأمراض فَكَانُوا يُفَضِلُون تَجَنُّب الرُهبان أوْ الإِبتِعاد عَنْهُمْ وَإِنْ إِحتاجُوا مِنْهُمْ أية خِدمة يُقَدِمونها لَهُمْ – فَعِندما رأى هؤلاء القِدِيس يحنِس القَصِير مَاشِياً حَامِلاً القُفف دعوه لِلرُكُوب معهُمْ فَهُمْ أيضاً ذَاهِبُون لِلمَدِينة لِيَبِيعُوا مَا لديهِمْ .. فركب معهُمْ القِدِيس يحنِس وَوَضَعَ القُفف عَلَى الجمل وَلَكِنْ أحادِيثهُمْ أثناء الطرِيق كانت أحادِيثاً مُعثِرة فَقَفَزَ القِدِيس مِنْ عَلَى ظهر الجمل وَرَجَعَ جَارِياً .. فَلَمَّا رأه الرُهبان قَدْ عَادَ هَكَذَا بِسُرعة سألوه مَا هذَا يَا أبَانَا ؟ هل إِستطعت أنْ تبِيع القُفف بِهَذِهِ السُرعة ؟!! فَتَذَكَّر القِدِيس أنَّهُ قَدْ نسيها !!الحدِيث الردِئ جعلهُ ينسى القُفف وَيترُكها عَلَى ظهر الجمل وَيجرِي إِلَى دِيره .. لَمْ يشأ أنْ تَتَدَنَّس أُذُنه .. لَمْ يشأ أنْ تَكُون " مُستحِكَّة " جَمِيل جِدّاً قول رَبَّنَا يَسُوع المَسِيح [ مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَليسمعْ ] ( مت 13 : 9 )[ يسمعُ الوُدَعَاءُ فَيَفْرَحُونَ ] ( مز 34 : 2 ) .. إِسمع السمع جَمِيل جِدّاً .. إِنَّهَا حاسة رَائِعة يُمكِنك بِهَا أنْ تَتَذَوَّق أصواتاً مِنْ الطَبِيعة الَّتِي جبلها الرَّبَّ .. بِهَا تَتَذَوَّق سماع الألحان وَأصوات العِبادة تَتَذَوَّق جمال العِشرة مَعَ رَبِّنَا فَتَجِد سمعك قَدْ أصبح سمعاً مُقَدَّساً وَهُنَا نَجِد سؤالاً .. ماذا لَوْ تَدَنَّست حواسِي وَعقلِي .. فَكُلَّمَا أحَاوِل أنْ أهرب مِنْ الخَطِيَّة تحاصِرنِي الأفكار وَمخزُون مَا رأيت .. لاَ أستطِيع أنْ أنسى ؟أتَعرِف مَا الَّذِي يُنسِي ؟!! الصلوات الكَثِيرة إِنْ رَبِّنَا يمحِي مِنْ ذِهنك .. يِغسِل .. يِغسِل الدنس الَّذِي نفذ إِلَى دَاخِل فِكرك .. صلوات كَثِيرة جِدّاً جِدّاً .. أنَا لاَ أنسى فِي مرَّة أحد الشُّبان كَانَ قَدْ عرَّفه أصحابة بِإِنسانة شِرِّيرة وَأصبح معهُ رقم تِلِيفُونهَا .. وَهَكَذَا أصبحت الخَطِيَّة سهلة وَمُتاحة .. فَقُلت لَهُ يَا ابنِي أوِل شِئ تِفعله إِمسح هذَا الرقم مِنْ أجِندِتك أوْ مِنْ عَلَى ألـ MOBILE .. قَالَ لِي " يَا أبُونَا أنَا حافظه " ..فَما العمل مِنْ أينَ سَنمسحه الآن ؟!! قُلت لَهُ نِخَصَّص صَلاَة مِنْ أجل أنْ تنسى هذَا الأمر وَمَثَلاً اليوم الخمِيس سَنَتَقَابل الخمِيس القادِم .. صَلِّي .. صَلِّي .. وَضع طِلبة إِنْ رَبِّنَا يُنسِيك هذَا الأمر صدَّقنِي يَا حبِيبِي لَمْ يمضِي لِلخَمِيس بَلْ جاءنِي يوم الأحد قَالَ لِي " يَا أبُونَا صدَّقنِي جرَّبت أنْ أتَذَكَّر الرقم .. لاَ .. لاَ أتَذَكَّره وَلَكِنْ فقط لأِتأكد إِذا مَا كُنت نسيتهُ وجدت نَفْسِي قَدْ نسيتهُ .. قُلت لَهُ نُشكُر رَبِّنَا يَا حبِيبِي " لِذلِك أُرِيد أنْ أقُول لَكَ عِندما تَكُون عندِي رغبة وَأُقَدِم أمام رَبِّنَا طِلبة ثِق إِنْ رَبِّنَا قَادِرمِثلما قَالَ أحد الآباء القِدِيسِين [ التوبة تجعل الزُناة بتولِيين ] .. رَبِّنَا قادِر .. عمل نِعمِة رَبِّنَا لَيْسَ قلِيلاً لَكِنْ نَحْنُ الَّذِينَ لاَ نُعطِي رَبِّنَا فُرصة كي يعمل وَذلِك لأِنِّي إِنجذبت بِإِرَادتِي .. خَدَعتنِي أنَا سَايِب نَفْسِي وَبِالتالِي أنَا جلبت عَلَى نَفْسِي حُكم الموت .. إِذاً فَالأمر يأتِي مِنِّي أنَا .. فَالمناظِر السَيِئة يُمكِنك أنْ تستدعِيها أنتَ بِنَفْسك .. بَلْ يُمكِنك أنْ تعمل لَهَا ZOOM .. تكبِير وَتصغِيرأنتَ بِنَفْسك يُمكِنك أنْ تنسى وَيُمكِنك أنْ تُثَبِّت .. فَإِنْ أردت أنْ تنسى خَصِّص صلوات . عِفَّة الجسد :- الجسد نَفْسه يَجِب أنْ يَكُون عَفِيفاً .. الجسد تُحَرِّكه غَرَائِز وَشهوات وَطِلبات فَيَجِب التعامُل معهُ بِضبط .. وَيُمكِنْ أنْ أقُول لَكَ أنَّ عِفَّة الجسد هِيَ أوِل درجة مِنْ درجات العِفَّة .. فَيُمكِنْ أنْ يكُون هُناكَ أفكاراً تُحارِبك وَلَكِنْ جسدك عفِيف .. أنتَ ضابِط الجسد .. أمَّا العِفَّة الكامِلة هِيَ عِفَّة الفِكر الكَامِلة .. عِفَّة العِين الكَامِلة .. عِفَّة السمع الكَامِلة .. وَعِفَّة الجسد الكَامِلة وَتَجِد القِدِيسِين يربُطُون بينَ العِفَّة وَبينَ أشياء كَثِيرة قَدْ تظُن أنَّهُ لَيْسَ لَهَا أي إِرتِباط بِالأمر فهل تشعُر أنَّهُ يوجد إِرتِباط وَثِيق جِدّاً بينَ الأكل وَالشَّهوة أم تعتقِد أنَّهُ لَيْسَ لِهذِهِ الدرجة ؟ هل عِندك ثِقة أنَّهُ يوجد إِرتِباط بينَ الإِهتمام الزائِد بِالمظهر وَالزِينة وَاستخدام العطُور وَالشَّهوة ؟مُعاملتك لِجسدك وَضبطك لِجسدك .. بِالطبع أنَّ هُناك عِلاَقة بينَ كُلَّ هذِهِ الأُمور وَالشَّهوة تَمَلِّي هُناكَ عِلاَقة بينَ الإِستهتار وَالمِزاح وَالكَلام السخِيف وَإِثارِة الشَّهوة .. كَذلِك دَائِماً الإِنسان الأكول شهوانِي وَتَمَلِّي الإِنسان العنِيف القاسِي الغضُوب غِير طاهِر وَتَمَلِّي الإِنسان الودِيع عَفِيف مِنْ المعرُوف عَنْ الرُومان أنَّهُمْ كَانُوا شهوانِيين جِدّاً وَفِي نَفْس الوقت إِشتهروا بِأنَّهُمْ كَانُوا يتفنَنُون فِي الأكل وَالشُرب .. فَكَانَ الرُومانِي يأكُل إِلَى أنْ تمتلِئ معدِته تماماً بِالطعام فَلاَ يقدِر عَلَى الإِستمرار فِي الأكل فَلِكي يستطِيع أنْ يأكُل المزِيد كَانَ يستعمِل مشروباً يُسَبِّب التقيوء وَبِالتالِي يِفرَّغ معدِته وَيُمكِنه الإِستمرار فِي الأكل كَذلِك بنو إِسْرَائِيل .. أرادوا الرُجُوع إِلَى مِصْر [ عِنْدَ قُدُورِ اللَّحْمِ ] ( خر 16 : 3 ) ناس هَمُهُمْ الأكل وَالشُرب .. هَكَذَا يُمكِنْ لإِنسان مِثْل عِيسُو أنْ يبِيع البكورِيَّة بِأكله .. إِنَّهُ الطعام [ فَقَالَ عِيسُو لِيعقُوب أطعِمنِي مِنْ هذَا الأحمر .. فَقَالَ يعقُوب بِعنِي اليومَ بكورِيَّتَكَ . فَقَالَ عِيسُو هَا أنَا مَاضٍ إِلَى الموتِ ] ( تك 25 : 30 – 32 ) .. خُذ البكُورِيَّة .. مَا المُشكِلة ؟!!!لِذلِك لاَ تَتَعَجب عِندما تجِد الآباء القِدِيسِين إِهتمامهُمْ بِمظهرهُمْ قلِيل جِدّاً وَبَسِيط جِدّاً وَإِهتمامهُمْ بِالأكل بَسِيط جِدّاً .. بِالكاد يأكُل مَا يقُوته .. فَتَجِد مِنْهُمْ مَنْ يأكُل قَلِيلاً مَنْ البقُول وَمَنْ لاَ يأكُل طعاماً مطهِياً وَمَنْ يأكُل مرَّة كُلَّ يومِين .. هَكَذَا أنتَ أيضاً يَجِب أنْ تَتَعَامل مَعَ الأكل بِتَعَفُّف .. لاَ يَكُون عِندك شراهة وَلاَ يَكُون الأكل بِالنِسبة لَكَ لذَّة أوْ غاية أوْ هدفاً .. أنتَ تأكُل لِكي تعِيش وَلستَ تعِيش كي تأكُل تقُول حسناً لَكِنِّي شاب وَأعِيش وسط بِيت .. أقُول لَكَ كُل وَلَكِنْ كُل بِتَعَقُّل .. كُل بِعِفَّة .. حَاوِل أنْ يَكُون لَكَ تدرِيب أنْ تأخُذ فترات إِنقِطاع أوْ أنْ تُقَلِّل مِنْ كِميات أكلك ، أوْ أنْ يَكُون عَشاؤك بَسِيطاً لاَ يحتوِي عَلَى الكَثِير مِنْ الأطعِمة أوْ المُشتهيات .. أحد الآباء القِدِيسِين يَقُول[ عَوِّد نَفْسك أنْ تأكُل مَا تحتاجه وَلَيْسَ مَا تشتهِيه ] .. جرَّب أنْ ترتفِع عَنْ الأكل سَتَجِد جسدك بدأ يهدأ وَبدأ ينضَبِط .. مَعَ ضبط عِين وَضبط أُذُن سَتَجِد نَفْسك قَدْ بدأت تكتسِب طَبِيعة لِجسدك .. طَبِيعة مَلاَئِكِيَّة .. لأِنَّكَ عِندما تضبُط جسدك فِي الأكل ستعرِف أنْ تضبُط جِسمك فِي الشَّهوة لِذلِك عَوِّد نَفْسك أنْ يَكُون جسدك وَاهتِمامك بِهِ لَيْسَ زِيادة وَلاَ أقل مِنْ المفرُوض لِيكُنْ إِهتِماماً عَادِياً .. عَوِّد نَفْسك أنْ يَكُون ملبسك وَمظهرك وَشكلك وقُوراً وَمُحترماً .. زِينة النَّفْس الدَاخِلِيَّة .. يَجِب أنْ يَكُون لَكَ إِعتِدال وَعِفَّة فِي كُلَّ أمورك .. وَاعلم أنَّ إِنساناً مِثْلَ دَانِيال النَّبِي أخذ مراحِم مِنْ رَبِّنَا لأِنَّهُ كَانَ عَفِيفاً فِي أكله وَإِنْ كَانَ فِي قصر مَلِك . 4/ حُب المُقتنيات :- هل ترى أنَّهُ كُلَّمَا كَانَ الإِنسان مُحِباً لِلمُقتنيات .. ذاتِياً .. أنَانِياً كُلَّمَا كَانَ لِذلِك إِرتِباط بِالشَّهوة أم أنَّهُمَا شيئان مُنفَصِلان إِنسان مِثْل يهُوذا مَا الَّذِي جعلهُ يُسَلِّم المَسِيح ؟ الثَلاَثُون مِنْ الفِضَّة .. حُب المُقتنيات جعلهُ يبِيع المَسِيح ؟!! ياه .. لِماذا ؟ ذلِك لأِنَّهُ حاول أنْ يَكُون أفضل .. الإِنسان الَّذِي يُرِيد النَصِيب الأكبر .. الَّذِي يُرِيد لِنَفْسه أنْ تشتهِي الدُنيا وَتشتهِي أنْ تملُك .. ذلِك الشخص الَّذِي يُحِب نَفْسه تَجِده لاَ يستطِيع أنْ يضبُط نَفْسه فِي الشَّهوة .. تَجِده يَتَعَامل مَعَ الأُمور الَّتِي حوله كُلَّهَا بِحُب إِقتِناء وَحُب تَمَلُّك وَحُب ذات .. كُلَّ شِئ يَتَمَنىَ أنْ يقتنِيه .. أي شِئ يراه يُرِيده .. أي شِئ يراه يُرِيده .. حَتَّى لَوْ كَانَ هذَا الشِئ مكاناً أوْ كانت بِنتاً أوْ سَيِّدة ؟!!! فَهُوَ يعتبِر أنَّ هذَا جُزء مِنْ حُبَّه لِلتَمَلُّك وَحُبَّه لأمور العالم إِنَّهُ يُغَذِّي ذاته .. يُغَذِّي حُبَّه لِلعالم لِذلِك هُناكَ إِرتِباط وثِيق بينَ " شهوِة الجسد وَشهوِة العيُون وَتَعَظُّم المَعِيشة " ( 1يو 2 : 16 ) .. يوجد إِرتِباط وثِيق جِدّاً بينَ الإِنسان الَّذِي لاَ يعرِف أبداً أبداً أنْ يضبُط شهوِة نَفْسه فِي المُقتنيات وَبينَ الشَّهوة .. لَكِنْ الإِنسان المُتَعَفِّف .. الإِنسان العَفِيف فِي المِلكِيَّة .. الإِنسان الَّذِي يُعطِي الَّذِي يبِيع مِنْ أجل المَسِيح .. هذَا يَكُون عِنده ضبط لِغَرِيزته لأِنَّهُ دَاسَ عَلَى أمور كَانَ مِنْ المُمكِنْ أنْ تَكُون لديهِ الرغبة فِي إِقتنائِهَا .. لِذلِك كُلَّمَا كَانَ عِندك قناعة وَتَقُول مَعَ مُعَلِّمنا القِدِيس بُولِس الرَّسُول [ قَدْ تَعَلَّمْتُ أنْ أكُونَ مُكْتَفِياً بِمَا أنَا فِيهِ ] ( في 4 : 11 ) تَجِد أنَّ العِفَّة بِالنِسبة لَكَ قَدْ أصبحت أسهل تقُول " يعنِي أبُونَا عايِز يِزَنَّق عَلِينا مِنْ كُلَّ حاجة .. يعنِي لاَ فِكر وَلاَ نظر وَلاَ سمع وَلاَ قِنية !!! " أقُول لَكَ .. الحياة مَعَ رَبِّنَا باب ضَيَّق .. أنَا لاَ أكَلِّمك عَنْ باب وَاسِع .. إِنَّهُ باب ضَيَّق [ وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ ] ( مت 7 : 14 ) .. لَكِنْ [ لاَ تخف أيُّهَا القَطِيعُ الصَّغِيرُ لأِنَّ أبَاكُمْ قَدْ سُرَّ أنْ يُعطِيكُمُ المَلَكُوتَ ] ( لو 12 : 32 ) لِذلِك مهما بدت الخَطِيَّة لَذِيذة أوْ جَمِيلة تَذَكَّر دَائِماً أنَّهُ لَيْسَ موضُوع لحظة .. إِنَّ عَاقِبتها مُرَّة .. [ قَدَمَاهَا تنحَدِران إِلَى الموتِ . خَطَوَاتُهَا تَتَمَسَّكُ بِالهَاوِيَةِ ] ( أم 5 : 5 ) .. [ أبْعِدْ طَرِيقكَ عَنْهَا ]( أم 5 : 8 ) .. إِنَّ عدو الخِير هُوَ الَّذِي يُحَاوِل دَائِماً أنْ يزرع فِينَا أنَّ الخَطِيَّة شِئ طبِيعِي وَلَذِيذ وَمحبُوب .. قُل لَهُ .. لاَ .. إِنِّي أجتهِد أنْ أضبُط نَفْسِي وَجسدِي وَأضبُط نظراتي وَانفِعَالاَتِي .. الخَطِيَّة مُرَّة .. الخَطِيَّة مَذلَّة .. مُهِينة .. وَقَبِيحة تقرأ فِي بُستان الرُهبان عَنْ رَاهِب كَانَ مُحارباً بِخَطِيَّة الشَّهوة وَالزِنا فَسألَ مُعَلِّمه ماذا أفعل .. خَلاص لَمْ أعُد أقدِر .. أُرِيد أنْ أذهب لِلعالم ؟ فَقَالَ لَهُ مُعَلِّمه " خُذ قَلِيلاً مِنْ الخُبز وَقَلِيلاً مِنْ الماء وَامضي إِلَى البَرِّيَّة لِمُدة أربعِين يوماً " فَأطَاعَ مُعَلِّمه وَبعد عشرِين يوماً مِنْ الجِهاد رَبِّنَا سمح أنْ يُرِيه منظر إِمرأة رَدِيئة جِدّاً شكلها مُخِيف .. سَيئ جِدّاً .. رَائِحتها كَرِيهة جِدّاً جِدّاً .. جِدّاً .. فَقَالَ لَهَا : مَنْ أنتِ ؟ فَقَالت لَهُ : أنَا شيطان الزِنا الَّذِي يُغوِي النَّاس وَأتَزَيَّن بِشكل حلو وَرَائِحة حلوة .. أتَزَيَّن بِمَا لَيْسَ فِيَّ لَكِنْ الرَّبَّ هُوَ الَّذِي أمرنِي أنْ أظهر لَكَ عَلَى حَقِيقتِي .. لِذلِك حَاوِل أنْ تجتهِد أنْ تعرِف أنَّ عَاقِبتها مُرَّة وَكُنَّا قَدْ تحدَّثنا فِي مرَّة سَابِقة عَنْ تقدِيس الغرِيزة وَكيفَ أنَّ الله أعطانا إِيَّاهَا لاستخدام مُقَدَّس .. لاَ لِلَذة بَلْ لِلإِحتِياج .. فَالله قَدْ وَضَعَ هدفاً لِكُلَّ غرِيزة فِينَا .. فَمِثلما أعطاك غرِيزة الأكل لاَ لِتَظِل تأكُل وَتشرب بَلْ لأِنَّكَ تحتاج الأكل كي تحيا وَتعمل " يِمَشِّيك " .. هَكَذَا أعطاك الغرِيزة كي تَكُون لديكَ وَسِيلة لِحِفظ النُوع وَالتناسُل .. كي يُبقِي عَلَى الإِنسان .. مِنْ صَلاَح رَبِّنَا لِذلِك يَجِب أنْ تُدرِك أنَّ الزواج مُقَدَّس وَأنَّ العِفَّة ليست لِلشُّبان فقط بَلْ هِيَ أيضاً لِلمُتَزَوِجِين .. لأِنَّ حَتَّى المُتَزَوِج يَجِب أنْ يحيا فِي عِفَّة .. عِفَّة فِي حياته الدَاخِلِيَّة .. لاَ تظُنْ أبداً أنَّهُ عليكَ أنْ تكبِت فِي رُوحك وَنَفْسك إِلَى أنْ تَتَزَوج !! أقُول لَكَ .. لاَ .. الزواج لَيْسَ حِلاً أوْ رُخصة لِمُمارسة الشَّهوة .. أبداً .. الزواج مُقَدَّس .. وَالإِنسان الَّذِي لاَ يعرِف أنْ يضبِط نَفْسه فِي شبابه لَنْ يعرِف أنْ يضبِط نَفْسه فِي زواجه .. وَهذَا هُوَ السبب فِي أنَّكَ قَدْ تَجِد إِنساناً مُتَزَوِجاً لَكِنْ عِينه غِير مُنضَبِطه وَأنتَ كَشاب تقُول فِي نَفْسك " إِنْ كَانَ هذَا الرجُل مُتَزَوِج فَلِماذا يفعل هذَا ؟ !! " .. ذلِك لأِنَّهُ أساساً مُستهتِر .. غِير عَفِيف .. فِكره سَائِب .. عِينه سَائِبه .. أُذُنه مُستحِكة .. لِذلِك لاَ يستطِيع أنْ يضبِط نَفْسه أبداً .. لأِنَّ الأمر مُتَعَلِّق بفِكره وَعِينه وَمظهره وَجسده لِذلِك تَعَوَّد أنْ تَتَعَامل مَعَ الكُلَّ بِمَحَبَّة وَبَساطة .. وَإِنِّي أفَضَّل أنْ يَكُون صَدِيقك المُقترِب إِليكَ الَّذِي تقِف معهُ كَثِيراً وَتَتَكَلَّم معهُ وَتحكِي معهُ .. فتى مثلك لأِنَّ الصداقة مَعَ الجِنس الآخر تحتاج إِلَى نُضج وَوَعي رُوحِي وَهُوَ شِئ نفتقِده نوعاً .. وَكَذلِك هُناكَ فرق بينَ الصَدَاقة وَالعِلاَقة الغِير مضبُوطة .. لأِنَّ كَثِيراً مَِا تَجِد شاباً يقُول " يَا أبُونَا أنَا كُلَّ أصحابِي الوِلاد مَا برتاحلهُمش .. لَكِنْ فِيه واحدة أنَا برتاح لَهَا !! " – معقُول – كُلَّ الأولاد لاَ ترتاح لَهُمْ وَالَّتِي ترتاح لَهَا هِيَّ بِنت فقط !!!! ألاَّ يُعطِيكَ هذَا مؤشِراً أنَّ بِدَاخِلك شِئ غِير صَحِيح .. فَانتَبِه لأِنَّ هذَا الشُعُور لَيْسَ سَلِيماً .. لاَ تترُك نَفْسك لِهذَا الأمر .. أُضبُط نَفْسك .. صَحِيح الولد فِيه مِيل لِلبِنت لاَ نِنكِره لَكِنْ هذَا المِيل يَجِب أنْ يَكُون مِيلاً مُنضَبِطاً مُقَدَّساً العِفَّة مُحَصِّلة لأمور كَثِيرة جِدّاً جِدّاً .. كُلَّما تِجَاهِد فِيها كُلَّما تذُوق عربُونها لأِنَّها عربُون الحياة الأبَدِيَّة .. الحياة السَّمَاوِيَّة المَلاَئِكِيَّة .. الإِنسان الَّذِي يجتهِد أنْ يُقَدِّس فِكره وَسمعه وَمُقتنياته الَّذِي يبتَعِد عَنْ العثرات .. الَّذِي لَهُ نظرة عَلَى استحياء تَجِد لَهُ عُمقاً فِي حياته كُلَّمَا سنبدأ نذُوق جُزءاً مِنْ عمل نِعمة رَبِّنَا فِي العِفَّة كُلَّمَا سَنُحِبَّهَا أكثر .. كُلَّمَا تفتح لَنَا كنُوزها أكثر .. كُلَّمَا نفرح بِهَا لأِنَّهَا تُعطِي الإِنسان عذوبة وَتجعل الإِنسان يرفُض الدنس أكثروَيعرِف كيفَ يقتنِي إِناءه بِقَدَاسة وَكَرَامة كَقُول مُعَلِّمنا القِدِيس بُولِس الرَّسُول ( 1تس 4 : 4 )هذَا هُوَ جمال العِفَّة رَبِّنَا يُعطِينا عِفَّة تشمل كُلَّ أمور حياتنا حَتَّى نحصُل فِي النِهاية عَلَى العِفَّة الَّتِي بدأنَا بِالحدِيث عَنْهَا كَأسمى جَمِيع الفضائِل رَبِّنَا يُعطِينَا نِعمة وَيِكَمِّل نقائِصنا وَيِسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنَا المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

أيام السماء على الارض

نقرأ في سفر التثنية الأصحاح 11 : 8 – 12{ فاحفظوا كل الوصايا التي أنا أُوصيكم بها اليوم لكي تتشددوا وتدخلوا وتمتلكوا الأرض التي أنتم عابرون إليها لتمتلكوها ولكي تُطيلوا الأيام على الأرض التي أقسم الرب لآبائكم أن يُعطيها لهم ولنسلهم أرض تفيض لبناً وعسلاً .. لأن الأرض التي أنت داخل إليها لكي تمتلكها ليست مثل أرض مصر التي خرجت منها حيث كنت تزرع زرعك وتسقيه برِجلك كبستان بقولٍ .. بل الأرض التي أنتم عابرون إليها لكي تمتلكوها هي أرض جبالٍ وبقاعٍ من مطر السماء تشرب ماء .. أرض يعتني بها الرب إلهك عينا الرب إلهك عليها دائماً من أول السنة إلى آخرها } .. أيضاً { لكي تكثُر أيامك وأيام أولادك على الأرض التي أقسم الرب لآبائك أن يعطيهم إياها كأيام السماء على الأرض } ( تث 11 : 21 ) إن موضوع السماء على الأرض مُفرح جداً .. فإننا في وقت نشتاق جداً فيه أن نكون في فرح .. مع كثرة تحديات وضغوط الحياة نفقد جداً فرح السماء الذي على الأرض .. فإنه قصد ربنا من وجودنا في الحياة أن نكون في هذه الحياة مُتمتعين بوجوده وحضرته الإلهية كأننا في السماء الفرح بالرب هدف خِلقتنا .. الله لم يخلقنا حزانى مُكتئبين .. أصعب شئ أن يكون داخل الإنسان فاقد حضور الله داخله .. ويفقد إحساسه برسالته في الحياة .. ويفقد إحساس السماء على الأرض فيحزن ربنا في العهد القديم يقول لهم { فرح الرب هو قوتكم } ( نح 8 : 10) .. ومرة أخرى قال لهم{ فلا تكون إلا فرحاً } ( تث 16 : 15) .. يريد أن يرانا دائماً فرحين ومُتهللين .. القديس يوحنا فم الذهب يقول { أُتركوا العبوسة للأشرار } .. إن الله من يوم خلقتنا ينتظرنا في الأبدية .. لكنه أرسلنا في العالم لكي نشهد له في العالم .. ولكي نربح بالعالم السماء .. ولكي نحيا السماء على الأرض .. هذه هي رسالتنا نريد أن نتحدث في أربعة نقاط :-

كيف نتغلب على الفتور الروحى فى فترة الخماسين المقدسة

من رسالة مُعلمنا بولس الرسول إلى أهل كورونثوس الأولى إصحاح15 عدد 2 بركاته على جميعنا آمين " فإننى سلمت لكم فى الأول ما قبلته أنا أيضا إن المسيح مات من أجل خطايانا بحسب الكُتب و إنه دُفن و إنه قام فى اليوم الثالث حسب الكُتب و إنه ظهر لصفا ثم للاثنى عشر و بعد ذلك ظهر دُفعة واحدة لأكثر من 500 أخ أكثرهم باقى إلى الآن و لكن بعضهم قد رقضوا و بعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرُسل أجمعين و آخر الكُل كأنه للسقط ظهر لى أنا أصغر الرُسل و لست أهلا لأن أدعى رسولا لأنى اضطهدت كنيسة الله " نعمة الله فتحل عليكم جميعا يا أبائى و اخوتى آمين.كل سنة و أنتوا طيبين , نحن نعيش الأن فى فترة أفراح القيامة و فى الحقيقة أحيانا كثيرة تُصبح فترة القيامة بدلا من التمتع بالمسيح القائم إلى فترة فتور روحى و كثيرا ما نقول " غين أيام الصوم الكبير , إين أيام البصخة و اسبوع الآلام , فنحن الآن , الصلاة قليلة و بالطبع لا يوجد صوم و لا يوجد ميطانيات فالحكاية يوجد فيها شئ من الإستهتار أو الرخاوة , نُريد أن تكلم مع بعض عن كيف نُعالج الفتور الروحى أثناء فترة الخماسين و كيف فترة الخماسين تكون فترة نمو روحى و ليس فترة كسل روحى فى الحقيقة يا أحبائى الخماسين مش معناها ناس خلاص لايصوموا ولا يعملوا مطانيات ولا يندموا على خطاياهم ولا يقرعوا على صدورهم ولا يتذللوا ولا ينسحقوا امام الله هذا فكر ممكن يكون فيه شىء من الخطا طب امال ليه الكنيسه بتقولنا متعملوش مطانيات و ليه الكنيسه بتقولنا متصوموش فى فتره الخماسين , اقوللك ان المقصود من الخماسين ان انسان قام مع الله فلما انسان قام مع المسيح تبدلت طبيعته وتبدلت اهتماماته وتبدلت ايضا طبيعه الحياه اللى بيعشها طبيعه الحياه اللى بيعشها اصبحت طبيعه سماويه وطبيعه الجسد بتاعه اصبح جسد سماوى واصبحت اهتماماته اهتمامات روحيه ومن هنا الكنيسه بتقوللك بما ان جسدك تبدل و طبيعتك تبدلت و اهتماماتك تبدلت فالمفروض انك مش بتصوم ولا بتعمل ميطانيات يباى فكره ان مفيش صوم ولاميطانيات ولا تذلل امام الله فى فتره الخماسين مبنيه على فكره تبديل الطبيعه اللى احنا فيها دلوقتى مبنيه على فكره ان انسان قام من الاموات فتبدل جسده وتبدلت سيرته وصار فى السماء فالخماسين هى فتره حياه سماويه وبما ان نحن فى فتره حياه سماويه فابتدى اهتمامنا يكون بالاكل والشرب ومش الحاجات اللى كنا مهتمين بيها قبل كده معلمنا بولس الرسول فى رسالته الى اهل روميه اصحاح 14 يقوللك " لان ملكوت الله ليس اكلا وشربا بل بر وفرح وسلام فى الروح القدس " يعنى حكايه الاكل و الشرب مش مهمه ومن هنا بتبص تلاقى الانسان تقدر تقول كان ماشى بقانون فى الصوم الكبير وفى الخماسين ابتدى يسمو على مستوى القانون فالخماسين هى فتره حياه سماويه . ايه هى الحياه السماويه ؟ الحياه السماويه يعنى تسبيح يعنى وجود دائم فى حضره الله , الحياه السماويه يعنى سجود دائم فى حضره الله تخيل ان احنا بنختذل الفتره دى فى اكل وشرب بس وادى الخماسين بالنسبه لنا بس و فى الآخر تقول الكنيسة هى التى قالت لما هذا , لكن فى الحقيقة الكنيسة تقول لك " عيش حياة سماوية " ليس فقط أن تأكل و تشرب , لا . هو أكل و شُرب بدون تسبيح أو بدون سجود لله و لهذايا أحبائى , الخماسين فُرصة للنمو , فُرصة لمذاقة حياة مع ربنا يسوع المسيح بمعنى جديد , أريدك ان تتخيل معى إنك عشت مع المسيح قبلما يقوم و عشت معه بعدما قام , اية حياه أجمل ؟؟. الكلام الذى يقوله لك قبلما يقوم والذى يقوله لك بعدما قام , فيقولوا إن قيامة المسيح أعطت قيامة و قوة لكل أفعاله السابقة لقيامته , كلما التلاميذ يُنشرواكلامه و يقولواعنه إنه مات و قام فالكلام الذى يُقال كلام مُصدق , لأن صار موته و قيامته هو أكبر دليل على ألوهيته و قيامته , فالقيامة تعبير عن فرحة و غير معقول إن الإنسان يُعبر عن فرحه بطريقة جسدية فقط , فالكنيسة تقول لك من ضمن الأمشياء التى أحاول أن أصلها لك بإنك رجل فرحان و ارتفعت فوق مستوى الزمن و الجسد و الحسيات , فتقول لك " عيش 50 يوم فرحان و كل فطارى و الأيام كُلها تكون أنت ارتفعت فوق مُستواها". فتقول أنت اليوم الأربع أو الجمعة , هل أكل صيامى ؟؟ تقول لك الكنيسة , لا , لأنك ارتفعت فةق الزمن و لم تُصبح تحت قانون , لماذا؟؟ ليس لتأكل و تشرب فقط بل لأنك بالحقيقة صرت تحيا كأنك فى الدهر الآتى , فهذة فترة الخماسين , فرح , بهجة , مسرة , إنشغال بالمسيح القائم من بين الأموات , فأصبح الإنسان يا أحبائى ملهى بفرحه السماوى و أصبح ضابط لنفسه و ضابط لجسده و ضابط لأفكاره و ضابط لغرائزه و لهذا حذارى يا أحبائى إننا نعتبر إن الجهاد الروحى لُغى بالصوم الكبيرو نبدأ فى عصر الرخاوة , أبدا الحكاية فقط هو إختلاف طريقة الجهاد , الجهاد الآن إنك تجاهد بإنك من سُكان السماء فيليق بك السجود لله و لكن قبل ذلك كُنت تسجد سجود التذلل و لكن الآن تسجُد سجود الشُكر و العرفان ,سجود التمجيد لله . فهل تعتقد أنت بعد القيامة , لا يوجد سجود يعنى خلاص , نقول خلاص فرصة , هم يقولوا لنا لا تعملوا ميطانيات لأنها خطأ فى الخماسين فالواحد يكسل حتى سجدة واحدة , كيف هذا ؟؟ فالمريمات عندما رأوا القيامة , يقول لك " و سجدتا له ". توما الرسول عندما رأى و عاين القيامة وقال له " هات اصبعك و يدك" فيقول لك :" و سجد له ". فسفر الرؤيا الذى يُعبر عن الحياة السماوية كل شوية يُكلمهم و يقول عنهم " يخرون و يسجدون ", فيقول يوحنا :" و لما رأيته سقط تحت ركبتيه كميت" , أكثر من 12 مرة تجد فيها سجود فى سفر الرؤية و لكنها حية سماوية , فالسجود هُنا لا يُعنى تذلل , لا .هذا سجود توقير و إعطاء مجد لله , فالمسيح القائم يستحق مننا إننا نُسجد لعظمته و لمجده و إننا نُباركه و نُسبحه . و لهذا يا أحبائى الخماسين هى فترة صعبة جدا بالنسبة للناس الذين ينسوا الحُريات , تخيل أنت عندما يجلس الواحد 50 يوم فى هذة الرخاوة و بعد ذلك نقول لك , هيا بنا لنصوم صوم الرُسل , فنقول ياااه صوم الرُسل و لهذا تجد ناس كثيرة تُكسل على صوم الرُسل , او تُدخله غير مُهيأة روحيا تماما , يقول لك " صوم الرُسل مر علينا و لم نحس بشئ و لم نعمل شئ", لأنك أساسا الفترة التى تسبق هذة قضيت فترة فى تهاون و فتور روحى , لأنك بدأت تُعلم جسدك من جديد و تُعطى له كل شئ يطلبه , تخيلوا معايا يا أحبائى إننا فى فترة الصوم الكبير عملنا تهذيب لأجسادنا و ترويض لها و إرتقاء لها , فعندما رقناه و روضناه تبدلت طبيعته و عندما عاش فى فترة الخماسين , عاش فى فترة كأنه يحيا فى السماء , تخيلوا معنا إذا أحضرنا أسد و حبسناه فترة , فعندما يخرج من القفص , هل سيخرُج أكثر شراسة من البداية ؟؟ نعم , لأننا حرمناه فترة , كبتناه فترة فبعد ذلك عندما سيخُرج بالتأكيد سيأكل أى أحد يراه , فكانوا أحيانا يعملوا هذا عندما يُعذبوا أبائنا الشُهداء , فكان يوجد واحد اسمه البابا زاخارياس , مرة انزلزه إلى السبتع , فالسباع لم تأتى بجانبه ,فقالوا ما هذا ؟؟ يظهر إن السباع كانت أكله , فمن المُفترض أن نُجوعهم و بعد ذلك نُنزلهم , فعندما جوعوهم و أنزلزهم , أيضا لم يفعلوا شئ , ففكرة إنهم يجوعوا حتى يكون محتاج جدا و يكون مُشتاق إلى اى شئ يأكله , إياك أن تعتقد إننا فى الصوم الكبير نفعل هكذا فى أجسادنا , نجوعها جدا و نقزل لها , لأ لأ لأ و بعد ذلك نقول له "حاضر حاضر حاضر" فالأباء القديسون يقولوا " الذى لا يعرف أن يكون روحانى فى جسدياته , سيكون جسدانى فى روحياته "" الذى لا يعرف أن يكون روحانى فى جسدياته "ماذا تُعنى هذا ؟؟ أى عندما يأكل يأكل بروحانية و بعفة حتى و إذا كان أكل فطارى, من الذى قال إننا الآن بما إننا صائمين لا نأكل بعفة و لا نعيش العفة " سيكون جسدانى بروحياته " أى يعمل كل الأعمال الروحية بجسده أى على مستوى الجسد , يقف يُصلى بجسده فقط , إين قلبه و إين عقله ؟؟ ليسا بموجودين , يعمل جسد جديد , يعمل عمل أى عمل روحانى يعمله بجسده فقط , يقضى واجب و خلاص . و لهذا يا أحبائى فكرة الصوم الكبير هى فكرة لتهذيب الجسد فبدأنا نجنى هذة الثمار فى فترة الخماسين المُقدسة و لهذ يليق جداإننا نسجد فى الخماسين , نُسجد سجود الخضوع لله و إعطاء المجد لله و التقديس لله , فالسجود أنواع فتجدوا الكنيسة حتى و نحن نحضر قُداس فى الصوم الكبير يقولوا " اسجدوا لله فى خوف و رعدة " و يقول لك " احنوا رؤوسكم للرب ". ففى إحناء الرأس و فى أحناء الرُكب و فى السجود و السجود أنواع ففى إعطاء المجد لله و فى التذللو الإنسحاق أمام الله , من الممكن أن يكون سجود التذلل و الإنسحاق أمام الله فى الصوم الكبير و لكن الآن نُسجُد لأجل مجد الله , فمعنى إننا و نحن فى فترة الصوم , عندما نقول " قدوس قدوس " لا ننحنى لأننا فى الخماسين , بل بالعكس , نحن نُريد أن نُعطى له المجد بالأكثر لأنه ذُبح و اشترانا من كل أمة ومن كل قبيلة , قال لك " الذى تجسو له كل رُكبة ما فى السماء و ما على الأرض و ما تحت الأرض و به يعترف كل لسان لمجد الله". فأصبخ يا أحبائى الخماسين , لا يليق بها أبدا أن تكون فترة للإستهتار و لكن هذا إنسان وصل إلى قمة إشتياقاته الروحية , إنسان يجنى ثمار تعبه و اشترك فى آلامه المُخلصة و المُحيية , فبدأت القيامة تتم فى حياته , فتبدل جسده و تبدلت هيأته و تبدل مكانه و أصبح من سُكان السماء . و لهذا نستطيع أن نقول إن الخماسين هى قمة السُلوك الروحى فالكنيسة تعتبر إن الإنسان فى فترة الخماسين تحرر من قيود الجسد و من رغباته و من لزعاته و بدأ يعيش فوق مستوى إحتياجات الجسد و لهذا أستطيع أن أقول لك " إنه أنسان يُقدم للمسيح كل إشتياقاتع و كل قلبه ". واحد من الآباء القديسين ذهب ليشتكى نفسه أمام أب إعترافه و قال له " إذا سمحت اعطى لى قانون صوم و ميطانيات فى فترة الخماسين" فقال له أبوه " لماذا ؟" فقال له :"فى الحقيقة هُناك أفكار كثيرة تُحارنى و شهوات تُقاتلنى , فانا لم أقم و طالما أنا لم اقم فمن المفروض إننى أسلك حسب الإنسان الذى مازال لم يقم . من الممكن أن نذهب إلى اب اعترفنا و نقول له " أنا اتى لى فترة فتور فى الخماسين , ارجوك اعطينى فيها قانون و لو بسيط ". من الممكن الإنسان يتفق مع أب اعترافه على ميطانيات و على أصوام حتى و إن كُنا فى فترة الخماسين لئلا الإنسان يتعلم التهاون فى فترة الخماسين و يجد نفسه لا يستطيع أن يُمارس أى عمل روحى لدرجة إن هذا القديس الذى أقول لكوا عنه ابوه يقول له " يا ابنى نحن كُلنا فاطرين و أنت بمُفردك ستصوم فى وسطنا سيكون هذا صعب و صعب إنك تشذ على إخواتك " فقال له ابنه فى الإعتلااف " ليس لى أن آكل من طعام غخوتى مادمت مُصرا على أفعال البهائم ". طالما أنا مازال جسدى لم يقم و مازال مُرتبط بالعالم فأنا من المُفترض أن أخذ قانون و اتعب و اجاهد . أقول لك:" من الممكن الإنسان أن يعيش الضبط فى فترة الخماسين؟؟" نعم من الممكن و من المفترض أن يعيش ضبط أكثر لأن الإنسان الذى كان يعيش بقانون الآن نحن رفعناه فوق مُستوى القانون و بدأنا نقول له " أنت الآن لم تُصبح لديك أحد يحكم عليم , و لم نُعط لك لسته لأشياء لا تفعلها لأنك ارتقيت لمستوى أعلى من هذا , فنحن فى البداية كُنا نُعاملك كأنك طفل و عندما كُنت تعمل الخطأ نضربك و لكن عندما كبرت , لم يُصبح هناك أحد يقول لك " ما الذى تعمله و لا يوجد أحد يسأله عن شئ" . لأنهم عرفوا إنه كبير و من المُفترض و هو كبير يسلك كإنسان ناضج و هذا هو سلوك الإنسان فى فترة الخماسين , و يسلك كإنسان قائم مع المسيح , القائم يتمتع معه , يُقدم فى سجوده مشاعر مجد و مشاعر حُب لربنا . و لكن كيف هذا الكلام ينتقل لحياتنا عمليا , أقول لك " هُناك 3 أشياء مُهمين جدا أقول لك " إن القيامة تُنقل لنا عمليا من يوم ما نولد بالمعمودية , فربنا يسوع لم نسمح إننا نقوم و نحن موتى , فما قيمة قيامة المسيح و أولاده أموات , ما قيمة إن رجل يكون غنى و عنده فلوس كثيرة جدا و أولاده فقراء , ما قيمة إن رجل عايش فى قصر و لكن أولاده عايشين فى عشش , ما قيمة إن قائد قوى و لكن جيشه مهزوم , ما قيمة إن المسيح قام و لكن نحن أموات , هو لم يقم ليجعلنا نحن نقوم , نحن المُحتاجين إلى القيامة و ليس هو , لأنه هو رئيس الحياه , فنحن المُحتاجين إلى القيامة و ليس هو , فنحن المحتلجين إلى القيامة , نقل لنا القيامة , فيقول لنا عيشوها و ظاعطاها لنا و نحن صُغار و نغطس فى جُرن المعمودية نُدفن و نقوم . أى الجاسين أمامى الآن , قاموا أم سيقوموا ؟؟ لا هم قاموا , قاموا مع المسيح و ماتوا مع المسيح و لأنهم قاموا مع المسيح فيجب أن يحيوا حياة المسيح , فالكنيسة تُنقل لنا أفراح القيامة عمليا و نحن أطفال و تُعيشنا القيامة فعلا , و هل يوجد شئ آخر يُثبتنى فى القيامة ؟؟ , فأنا الآن كيف أعيش القيامة الآن ؟؟ أقول لك " أجمل صورة للقيامة هى التوبة" التوبة : لا يوجد أجمل من التوبة للقيامة , تُريد أن تعيش فرحة القيامة , عيش فرح التوبة , يقول:" مُبارك و مُقدس من له نصيب فى القيامة الأولى ". ما هى القيامة الأولى , هى " التوبة " و لهذا أطلب من ربنا إنك تقوم من ضعف مُعين , تقوم من ذله من سقطة و من سُلطان عدو الخير , تقوم من شئ أهانك أو أذلك , و بدأت تُفك من قيودها الشديدة , فبدأت يُدخل لك فرحة أكثر من فرحة الفردوس , لماذا ؟؟ لأنك تقوم , التوبة عى القيامة " احيانا يوجد بعض الكنائس و حتى الآن عندما ياتوا يعملوا دورة القيامة , يضعوا فى دورة القيامة تقريبا كل الأيقونات التى توجد فى الكنيسة , فيضعوا 3 فئات , يضعوا كل الشُهداءو كل القديسين التائبين و يضعوا كل النُساك وكل العُباد , فتقول لى " ما علاقة الشهداء بالقيامة؟؟" أقول لك:" هل يوجد أجمل من الشهيد و القيامة ؟" فالشهيد أثبت القيامة عمليا و عاش القيامة فعليا و طبق القيامة فى حياته و صدق القيامة و عاشها و لم يخافالموت و لم يهابه , رغم كل العذبات التى تعرض لها , فالشهيد أجمل أيقونة للقيامة . هل تُريد أن تُحقق القيامة و تفرح بها عاشر الشُهداء , شوفمارمرقس و ما الذى حصل له " لم يترجع " لأنه كان عايش القيامة الفعليه . فشهادتى أوصلتنى حتى الموت , أكون أن بالفعل عايش القيامة . يقول لك " عُذبوا و لم يقبلوا النجاة " لماذا ؟؟ لكى ينالوا قيامة أفضل , ما هذا ؟؟ هذة هى القيامة , هذة هى صورة القيامة الحية , الشُهداء . واحد مثل مارجرجس 7 سنين يتعذب و لم يقبل النجاه, لماذا ؟؟ لأن القيامة أمام عينه , غلبة الموت أمام عينه , هل تُريدوا أن تميتونى ؟؟ أميتونى , عجلوا بأمرى , أنا مُستعد إننى أموت , لكن أنت ما الذى يجعلك تُريد أن تموت ؟؟ أقول لك "لأنه هُناك حياه أخرى أن فى أنتظارها لأن المسيح بموته و قيامته , أعطى لى نُصرة على الموت , فانا لا أخاف من الموت , انا علمت إن الموت هو الخطوة التى تجعلنى اربح ملكوت السماوات , فلم يُصبح للموت تأثير على من رُعب أو من خوف أو من قلق أو نهايتى و أصبح الموت هو بداية لتعلقى و اقترابى بالمسيح "و الذى جرأنى على هذا, هو قيامته 1) الشهداء 2) التائبين : يا سلام عندما تضع فى دورة القيامة صورة لواحد مثل الأنبا موسى القوى, او واحد مثل القديس أغسطينوس , مريم المصرية , ما هذا ؟؟ أقول لك أجمل تعبير عن القيامة هم "التائبين " قاموا و غلبوا رغم شدة سُلطان الخطايا , رغم شدة رباطاتها و وسقطاتها العنيفة إلا إنهم تحرروا منها و قاموا , غلبوا الظُلمة و غلبوا الحجر و غلبوا الموت و الحُراس و الظروف , فهؤلاء هم التائبين , و نحن ايضا عندما نتوب , يكون لنا أيقونة جميلة للقيامة , التوبة أجمل شئ يُعطى لك مشاعر القيامة فعلية . تُريدأن تشعر بالقيامة , قدم توبة فعلية و تُفك من الخطايا و تبدأ تشعر بإنك تقوم بالفعل , هُناك فرق يا أحبائى إننا نكون فرحانين الآن لأن المسيح قام و فرق بإننا فرحانين لأننا قمنا معه , لا يكفى أبدا بإننا نكون فرحانين لأن المسيح قام لأن لا قيمة لقيامة المسيح بدون قيامتنا نحن , نحن نقول له "لأنك انت هو قيامتنا كُلنا " و أقامنا معه . تُريد أن تتمتع بقيامة المسيح , تكون أنت أيضا قائم , تكون أنت بقوة قيامته غالب , مُعلمنا بولس يقول لك :" عالمين إن الذى أقام يسوع سيُقيمنا نحن بيسوع " فسنقوم به هو , هو الذى سيُقيمنا , يقول لك: " هات يدك و تعالى معى " .تقول له و لكنى لا أستطيع, يقول لك فقط امسك فى يدى و أنت ستقوم معى , لا تخف "أنا سأقيمك و سأرفعك" هذا الذى يجعلنا نعيش القيامة و الخماسين و نحن فى بهجة , هذا الذى يجعلنا فى حالة من النشوة الروحية و نحن فى الخماسين . قديس من قديسين كان يعيش على مدار السنة و يوجد إشراقه فى وجهه جميلة جدا اسمه سيرافيم سيروفسكو و كل الذى يراه يقول له " كم إن وجهك جميل حقا , انا آتى فقط أحب أن أرى وجهك , ما سر الفرحة التى بداخلك "فيقول لهم :" يا لفرحى إن المسيح قام". يا لفرحنا يا أحبائى بقيامة المسيح و يا لفرحنا بالأكثر بقيامتنا مع المسيح , القديسون قاموا و انتصروا و غلبوا . شئ آخر يُعطينا أيضا قيامة فعلية . التناول 3) التناول :هل يوجد شئ يُسندنى و يًقيمنى أكثر من إتحادى بالجسد المُحى , فهو اسمه الجسد المُحى , فلماذا يُسمى بالجسد المُحى ؟؟ لأنه يُحيى , أنا ميت و عندما أتناول جيسه يدخل داخلى و يتحد الموت بالحياه , فمن الذى يغلب الموت أم الحياه؟؟ الحياه تغلب , فآخذ الجسد المُحى و يدخل داخلى و موتى يُحيه . مثلما بالضبط إذا كان البيت عندك ظُلمة , فتفتح جُزأ صغير من الشُباك , فالنور يغلب الظلمة و الظلمة تخرج , ما الذى حدث , النور بدد الظلمة , الحياه غلبت الموت , يقول لك :" ابتلع الموت إلى غلبة ". الجسد المحى يا أحبائى هذا هو الذى يجعلنا نتمتع بشركة قيامته المُقدسة . تُريد أن تعيش فرحة القيامة فعلا , تناول كثيرا . أنا أريد أن أقول لك , إننا كُنا فى الصوم الكبير نُحب أن نحضر قُداس تقريبا كل يوم , أقول لك :" لا تقٌلل القُداسات فى الخماسين " . فقُداسات الخماسين لها مذاق خاص . يكفى فقطإنك تحضر ألحان القيامة و تهتف "اخرستوس انيستى " أو تحضر دورة القيامة .هل أنت تعتقد ما الذى تُعنيه دورة القيامة؟ . هذة عبارة عن ظهورات المسيح التى استمرت لمدة اربعين يوم و يُثبت بها الكنيسة و يُؤكد على حقيقة قيامته و يجلسمع تلاميذه و كأن المسيح القائم من بين الأموات أتى لك أنت و يقول لك :" تعالى و المسنى ", كأنه يضع يده على كتفك و يُعاتبك مع بُطرس , كأنه يقول لك مع توما " هات يدك ", كأنه يقول لك , أنت لا تُصدق قيامتى , أنا قمت و تعالى و شاهدنى , هذة هى دورة القيامة و لهذا هى تستمر 40 يوم فقط و لكن ال10 أيام التى بعد الصعود نعملها داخل الهيكل فقط لأنه خلاص أصبح فى السماء . فطالما هو فى القيامة الآن , معروض علىّ إننى أتى و ارى المسيح القائم . تخيل أنت معى الندم الذى حدث لمُعلمنا توما عندما علم إن المسيح ظهر للتلاميذ و هو لم يكُن معهم , هذا يُعبر عن أى واحد مننا غاب فى قداس من قداسات القيامة . المسيحيأتى فى قداسات القيامة حتى نتلامس معه و نراه حيا قائما مُفتقد لضعفتنا, ساندا لنا غافرا لنا مُجددا عهوده معنا , كل هذا فىفترة الخماسين المُقدسة , فبعد كلهذا هل تفوت قُداس الخماسين ؟! لا يُفوت.القديس يوحنا ذهبى الفم له عبارة رائعة يقول:" حياة المسيحى كلها محصورة بين قُداسين , قُداس حضره و قُداس سيحضره ". حضرنا قُداس اليوم و الغد إنشاء الله نُريد أن نحضر قُداس , فحياتنا تُصبح محصورةبين قُداس حضرناه و قُداس سنحضره , فنحن نكون فى حالة الرغبة السمائية المرفوعة بإستمرار , فما الذى يسندنا غير هذا ! و لهذ أستطيع ان أقول لك إن المسيح حصر نفسهبين إنه يُعطينا جسده و دمه و فى أول عندما قام كسر الخُبز , آخر حاجة عملها المسيح فى حياته قبلما قبض عليه , كسر الخُبز و أعطى التلاميذ و أول ما قام كسر الخُبز و أعطى لتلميذى عمواس , فإفتقاد تلميذى عمواس كان قُداس صغير , لماذى ؟؟ لأنه سائر بجانبهم و هم لا يروه و بعد ذلك بدأ يشرح لهم الكُتب و بعد ذلك قلبهم التهب فيهم و بعد ذلك كسرالخُبز فإنفتحت أعينهم و عرفاه , فهذا هو القُداس , فى صلاة باكر و فى صلاة عشية يقول لك , هذا المسيح المُحتجب , نحن لا نستطيع ان نراه , موجود و لن لا نستطيع أن نراه , فيقول لنا خلاص أنا سأظهر لكم بطريقة أخرى , و سأوضح لكم بها الأمور , فواضح إنكم لا تقدروا أن تفهموا بسهولة , فنقول له " اشرح لنا " فيقول لنا :" أنا سأكلمكم بطريقة جديدة من خلال الكلمة , فيقرأول لنا فصل من البولس و الإبركسيس و الكاثليكون و المزمزو و الإنجيل , فهذة طريقة جديدة يُظهر لنا بها نفسه مثلما شرح لتلميذى عمواس للأمور المُختصة به فى موسى و جميع الأنبياء و بعد ذلك كسر الخُبز فإنفتحت أعينهما و عرفاه , فهذا هو القداس و كأنه فيه صلاة باكر و كأنه فيه قداس الموعوظين و قداس المؤمنين و أخذنا الجسد و الخُبز و فُتحت عيوننا و تناولنا , حال مُختلف تماما من دوخانا و بعد خروجنا ,فى البداية أمسكت أعينهما و بعد ذلك فُتحت أعينهما و عرفاه , فهذا هو القُداس , الذى يجعلنا نثبت فى فعل القيامة فى حياتنا حضور القداسات و نعيث التوبة الفعلية , الذى يجعلنى اشعر إن القيامة بالنسبة لى حدث يخُصنى أنا إننى أشعر إن القيامة تهمنى انا و أنا حالى تبدل بالقيامة , و لهذا يا احبائى جميل إن الإنسان يعيش فترة القيامة فى فترة فرح روحى , فى فترة حياته تبدلت فيها إهتماماته , فى فترة أرقى مما كان , طريقة أصبحت سماوية بالأكثر و روحية بالأكثر و أصبحت فيها حضرة الله و فيها وجود الله و فى رعية الله و نقول له :"ألم يكُن قلبنا مٌلتهبا فينا إذا كان هو يُكلمنا " هذا هو الكلام الذى يدخل إلى القلب و تشعر إنك فى حياه جديدة و تُفتح عينيك و تعلم . و لهذا أستطيع أن اقول لك إن فى فترة الخماسين إذا كنت تعيش فيها بتوبة و تسبيح و تمجيد لربنا و الإتحاد بالجسد المُحى الذى يُحيك و يُعطيك طعم القيامة فى حياتك , فترة تمسك بها و تقول :" أنا لا أريدها أن تضيع منى أبدا" و كأنك نفسك أن تقول لله أنا يا رب نفيى أن اعيش فى الخماسين دائما ليس لأننى أريد أن اكل واشرب , لا . أنا نفسى اشعر إننى بإستمرار فرحان بك , بإستمرار قائم معك واشعر إن طبيعتى تبدلت و تغيرت و يومى تع=غير لأنى دخلت معك فى زمن الأبدية , اسجد لك و اعبدك و اسبحك لأنك نقلتنى من موت إلى حياه , لأنك نقلتنى من شك إلى يقين , لأنك بددت خوفى " فخذوا بالكوا الفصل الذى قرأناه , مُعلمنا بولس الرسول جلس يُعدد ظهورات المسيح و فى النهاية قال و ظهر لى انا . آخر شئ أريد أن أقوله لك اليوم , تُريد أن تشعر إن الخماسين ملكك و إنها اجمل فترة فى السنة كلها . 4)أشعر إنه ظهر لى انا أيضا : إن القيامة تكون مُعلنة فى حياتك و إن المسيحيكون اتى إليك , خُذ بالك يقولوا تقريبا هورات ربنا يسوع بعد القيامة كانت 11 مرة , ظهر للمريمتين مرة التى فيها " سجدتا له و امسكتا بقدميه "و مرة لمريم المجدلية بمفردها و قال لها " اعلما اخوتى ان يذهبوا إلى الجليل هُناك يروننى" ومرة للتلاميذ و هم مُجتمعين فى الجليل و مرة لتلميذى عمواس و بعد ذلك للتلاميذ فى العليقة بدون توما و بعد ذلك للتلاميذ فى العليقةو هم مع توما و بعد ذلك ظهر ل7 تلاميذ على بحر طبرية و ظهرمرة ليعقوب و ظهر مرة لصفا و ظهر مرة لأكثر من 500 اخ " التى قال عنها مُعلمنا بولس الرسول" " لأكثر من 500 أخ أكثرهم باقى حتى الآن " و آخر مرة التى ظهر لها للتلاميذ و هم على جبل الزيتون فبل صعوده .يجب أن أشعر إننى داخل المجموعة التى ظهر لها المسيح , أنا واحد منهم , أما أنا مع المريمات اللاتى لهم أشواق كثيرة للمسيح و أما أنا مع التلاميذ و إن كُنت ضعيف بعض الشئ و تراجعت كثيرا , أما أنا مع تلميذى عمواس , شكاك و عينى مُغلقة و بعدت عن طريق القيامة و عائد ثانى إلى بلدى لكن هو بحنانه أتى إلىّ و يقترب منى و يُعلمنى و يزل باله علىو سوف لا يتركنى إلا و عينى مفتوحة , أما انا مع العشر تلاميذ الذين كانوا فى العليقة و الأبواب مُغلقة و فى حالة من الخوف و الجُبن , فى حالة من الشك و فى حالة من القلق , المسيح أيضا سيأتى و يفتقد حياتى و يملأنى بالسلام و الذى انا قيامتك و أتى ليُعلن لى نقسه رغم إننى لا أستحق و إن كُنت تركته هو سوف لا يتركنى حتى توما مع شكه اتى له مرة مخصوص , فلا يقول خلاص ," العشرة من الممكن أن يقولوا له و يحكوا له ويقولوا له إننا رأيناه " يقول :" لا هذا ليس كافى ". يجب أن أظهر له هو بنفسه , لأنه سيذهب ليُكرز بعد ذلك , هل سيذهب و يقول لهم " هم الذين قالوا لى إنه قام ", هذا لاينفع , يجب أن يكون هو بنفسه الذى رأى , يجيب أن يكون رأى , يجب أن يكون تلامس , فتوما الشكاك عندما رأى المسيح يقولوا عنه إنه " سجد و قال :ربى و إلهى ". قديس من القديسين اسمه يعقوب السروجى قال:" هذا هو الشك الذى خرج منه اليقين ". و هل تعتقد إن عندما قال الرب يسوع لتوما " هات يدك وادخله فى جنبى " هل تعتقد إنه وضع يده ؟؟" بالتأكيد لا , لم يستطع ".هو فقط قال له هذا و اراها له و فى النهاية توما سجد و قال :" ربى و إلهى " فشهد بالقيامة . و عندما أتوا بعد ذلك ليعملوا للتلاميذ , أين يسذهب كل واحد فيهم لكى يُكرز ؟؟توما اتى له مكان من أصعب الأماكن فذهب إلى الهند و الصين ليُكرز التى حتى الآن تعبُد النار و البقر , فتخيل معى أيامها ما الذى كانوا يعبدوه ؟؟ فى القرن ال21 يعبدوا البقر و النار , فما الذى كانوا يعبدوه زمان ؟؟, فتخيل أنت عندما يذهبتوما إلى مكان صعب مثل هذا و يقول لهم :"هم قالوا لى إنه قام " لا لا لا فيجب أن يذهب و هو لديه قوة القيامة تكفيه إنه يكرز و لهذا خُذ بالك , كل هؤلاء الرُسل الذين جلسنا نتكلم عليهم و نقول :" يا خوافين , الذين مكستوا فى العليقة و اغلقتوا عليكوا الباب و الذين ذهبتوا و اتى لكم على بحر طبرية , كل هؤلاء ماتوا مُستشهدين إلا يوحنا الرسول أبقى من أجل مُعاينة ملكوت الله و لكن غير هذا كلهم استشهدوا لأن قوة القيامة بدلت حالهم , فتوما فى نهاية كرازته استشهد رميا بالحراب , أى ربطوه فى عامود و معهم كل واحد حربة , ينشن عليه و يضرب و تأتى فى أى جُزأ من جسده و يظل ينزف من كل جُزأ فى جسده حتى مات , طريقة بشعة جدا . فما الذى جعله يستطيع أن يصمت ؟ لأنه ألتصق بالمسيح القائم, فنحن هكذا يا أحبائى , ما الذى يُمتعنا فى هذة الفترة ؟ ما الذى يجعلها فترة إرتقاء و فرح غير عادى ؟؟ إننا تلامسنا مع المسيح القائم رغم كل ضعفتنا , تخيل أنت واحد مثل مٌعلمنا بطرس ,يسوع أتى و قال لهم :" قولوا لإخوتى و لبطرس " و يقف مع بطرس و يُعاتبه و يقول له أريد أن أقول لك شئ , يقول له بطرس :" قُل " فقال له :" أتحبنى يا بطرس " "نعم يا رب أنت تعلم إنى احبك " و ظل يسأله هذا اسؤال 3مرات و كأن الله أتى ليقترب من كل واحد فينا و أتى ليبتدا معه صفحةجديدة و حُب جديد و أتى ليقول لنا " انسى الذى مضى" . أتى لك على بحر طبرية حتى يقول لك " أنت تركتنى و لكن انا سوف لا أتركك ". أنت عُدت ثانى إلى مهنة الصيد , بعد كل الذى رأيته , المُعجزات و التعاليم , راجع ثانى إلى مهنة الصيد , فما الذى حدث لهم ؟؟ ذهب إليهم و تُلاحظ إن ربنا فى رحلة الصيد , تعرف على كثير من التلاميذ أثناء رحلة صيد فاشلة ثم ردهم مرة أخرى إليه أثناء رحلة صيد فاشلة و كأنه يُريد ان يقول لهم . نجاحكم هو أنا , غناكم هو أنا , فرحكم هو أنا , كفايتكم هو أنا , شبعكم هو أنا , إذا بحثت عن خير بعيد عنى سوف لا تجد , تُريد أن تفرح أو تشبع بعيد عنى سوف لا تجد , كم هى جميلة بهجة القيامة!! . أنا رأيته و انا أعرفه مع ال7 تلاميذ , مع تلميذى عمواس , مع المجدلية , مع المريمتان , مع التلاميذ فى العليقة , اخيرا ظهر لى أنا أيضا . فأنت يا مُعلمنا بولس تقول هذا الكلام , ليس أثناء ال40 يوم لظهور المسيح , أقول لك " لا, لا ,لا " ال40 يوم لا ينتهوا , فنحن عائشين فيهم بإستمرار . المسيح لازال يا أحبائى يظهر فينا و يعلن نفسه لينا حتى لا يجعل اى واحد فينا يقول :" أنا لم أرى أو لم أعرف ", هو يُريد أن كل واحد فينا يقول " و ظهر لى أنا أيضا ". انا أيضا رأيته , أنا رأيته فى توبتى و فى قبوله لى و رأيته فى الإنجيل و فى كلمته , هو كلمنى و أنا سمعته , أنا رأيته فى الكنيسة لأنه حاضر فى أسراره , أنا رأيته فى الفقير , أنا رأيته فى الوصية . المسيح القائم ليس ببعيد عنى أبدا , على رأى واحد من القديسين يقول لك :"ليس هو بعيد عنك ذاك الذى تبحث عنه كل أيام حياتك ". يوم ما تحب أن تراه ستراه , هو ليس بعيد , ستجده قريب منك جدا , ربنا يسوع المسيح القائم من الأموات يُعلمنا كيف نُقضى فترة خماسين مُقدسة . فترة سماوية , فرحانين , مرفوعين , نعيشها بالتوبة و نعيشها بالإفخارستية و نعيشها بإننا نكون مُتأكدين إنه ظهر لى أنا أيضا ربنا يُفرحنا بهذة الفترة المُقدسة و يُكمل نقائصنل و يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.

الإِيمان العامِل بِالمحبّة

مِنْ رِسالِة مُعلّمِنا يعقُوب الرسُول [ ما المنفعة يا إِخوتِى إِنْ قال أحدٌ إِنَّ لهُ إِيماناً وَلكِنْ ليس لهُ أعمالٌ0هل يقدِرُ الإِيمانُ أنْ يُخلِّصهُ0إِنْ كان أخ وَأُختٌ عُريانينِ وَمُعتازينِ لِلقوتِ اليومىِّ0فقال لهُما أحدُكُمُ إِمضيا بِسلامٍ إِستدفِئا وَأشبعا وَلكِنْ لَمْ تُعطُوهُما حاجات الجسدِ فما المنفعةُ0هكذا الإِيمان أيضاً إِنْ لَمْ يكُنْ لهُ أعمالٌ ميِّتٌ فِى ذاتِهِ0لكِنْ يقُولُ قائِل أنت لك إِيمان وَأنا لِى أعمالٌ0أرنِى إِيمانك بِدُونِ أعمالِك وَأنا أُرِيكَ بِأعمالِى إِيمانِى أنت تُؤمِنُ أنَّ الله واحِدٌ0حسناً تفعلُ0وَالشَّياطِينُ يُؤمِنُونَ وَيقشعرُّونَ0وَلكِنْ هل تُريدُ أنْ تعلم أيُّها الإِنسانُ الباطِلُ أنَّ الإِيمان بِدُونِ أعمالٍ ميِّتٌ0ألمْ يتبرَّرْ إِبراهيم أبُونا بِالأعمالِ إِذْ قدَّم إِسحق إِبنهُ على المذبحِ فترى أنَّ الإِيمان عمل مَعَْ أعمالِهِ وَبِالأعمالِ أُكمِلَ الإِيمانُ0وَتمَّ الكِتابُ القائِلُ فآمَنَ إِبراهيمُ بِاللهِ فحُسِبَ لهُ بِرّاً وَدُعِى خلِيل اللهِ0ترون إِذاً أنَّهُ بِالأعمالِ يتبرَّرُ الإِنسانُ لاَ بِالإِيمانِ وحدهُ0كذلِك راحابُ الزَّانِيةُ أيضاً أما تبرَّرتْ بِالأعمالِ إِذْ قبِلتِ الرُّسُلَ وَأخرجتهُمْ فِى طرِيقٍ آخر0لأنّهُ كما أنَّ الجسد بِدُون رُوحٍ ميِّتٌ هكذا الإِيمانُ أيضاً بِدُونِ أعمالٍ ميِّتٌ ] ( يع 2 : 14 – 26 )

سلسلة مبادىء فى الحياة المسيحية ج1 الغربة

" لأنى انا غريب عندك نزيل مثل جميع آبائى " ( مز 39 : 12 ) - ان كثيرين من رجال الله قد تأكدوا هذه الحقيقة وهى انهم غرباء على الارض فقضوا حياتهم عليها تائهين فى جبال وبرارى ومغائر وشقوق وها الكتاب يقول على ابراهيم " بالايمان تغرب فى أرض الموعد كأنها غريبة ساكناً فى خيام مع اسحق ويعقوب الوارثين معه لهذا الموعد عينه . لأنه كان ينظر المدينة التى لها الاساسات التى صانعها وبارئها الله " وقال أيضاً عن باقى القديسين " فى الأيمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها وأقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الأرض " ( عب 11: 9، 10 ، 13 ) وقال داود النبى " غريب أنا فى الأرض فلا تخف عنى وصاياك " ( مز 119 : 19 ) ليتك تتذكر دائماً أنك غريباً كثيرون يسعون للمجد العالمى ويكرسون كل حياتهم ويبذلون كل قوى نفوسهم للحصول على مراكزهم ويعرضون حياتهم لمخاطر شديدة وكأنهم يعبرون عن شهوة قلوبهم هو العالم ومتى يدرك أنها زائلة( يذخر زخائر ولا يدرى من يضمها )مز 39قال أحدهم لا نقدر أن تعتبر هذه الأشياء ملكنالأننا لا نقدر أن نأخذها معنا الأبدية لا تعرف الأغنياء من الفقراء ولكن تعرف الأبرار من الأشرارلأن كل جسد كعشب وكل مجد إنسان كزهر عشب والعشب يبس وزهره سقط 1بط 24:1 قال عاموس النبى( إستعد للقاء إلهك)عا12:4 حينما نتوقع أننا سنمثل أمام أحد رؤساء الأرض كم نستعد ونهىء الحديث والإجابات فماذا نفعل لنقابل ونجيب الذى يحكم علينا حكماً أبدياً أوصانا السيد المسيح أن نستعد لأنه فى يوم لانعرفه القديس اوغسطينوس ينصح لك حياة واحدة ولك نفس واحدة فلا تضيعهما ماذا يعطى الإنسان فداء عن نفسه لتكن أحقاؤكم ممنطقه وسرجكم موقده وأنتم مثل أناس ينتظرون سيدهم متى رجع من العرس إستعد الآن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا إنها الآن ساعة لنستيقظ قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور لا تفكر فيما مضى من عمرك بل فيما بقى من عمرك ولا تفكر كيف تعيش حسناًبل كيف تموت حسناً روى أحدهم عن مغارة بها أكثر من 300حجرة بعضها داخل بعض ومتشعبه ومتداخله ومتعرجه وكل من يدخلها لا يستطيع الخروج منها وربما يموت داخلها ودخلها واحد وقد ربط فى المدخل رباط حرير وصار يتجول وعرف يرجع سالما ً ونحن أيضاً حيين دخلنا إلى العالم يجب نعرف كيف نخرج منه وإلا نتوه ونهلك فيه البقاء فى العالم مستحيل والخروج أكيد الابديه تبدأ من الآن ولا تتوهم ولا تنسى إسأل أعمالك وهل تسلك حسب الوصايا هل تسلك فى القداسة التى بدونها لايستطيع أحد أن يعاين الرب قال القديس أنطونيوس عش كأنك مزمع ان تموت كل يوم وإذا هاجمت فيك محبه العالم فأذكر أنه يمضى وشهوته وإذا ثارت فيك الآمال للمجد الدنيوى فأذكر ساعة الرحيل وإذا وجدت فى نفسك حباً للعظمه فاسئلها لماذا وعلام يتكبر التراب وإذا أراد الشيطان أن يغويك أذكر النهاية هذا يجعل نهايتك سعادة ابدية أبونا بيشوى كامل كان يحب زيارة المقابر (مدرسة الإتضاع والموت عن العالم) زينون الفيلسوف اراد أن يلجأ لوسيله فعاله توقظه وتهبه كلما جنح بفكرة إذ كان يذهب إلى المقابر فترة ويرجع منها صاحياً عاقلاً وقف فلاسفة ينعون الإسكند الأكبر (قد كنا بالأمس نصغى للإستماع منك ولا نقدر أن نتكلم فهل تقدر أن تسمع ما نقول ) (كنت تمنى نفسك فى إمتلاك أرحب بلاد العالم فكيف صبرت الآن على ضيق هذا القبر) زار شاب راهباً فى قلايته ووجدها بلا أى اثاث فسأل الراهب أين أثاثك فسأله الراهب وأنت أين أثاثك قال له أنا غريب فى رحله ليس معى أثاث قال وأنا أيضاً غريب فى رحله ليس معى أثاث- لا تقتنى شيئاً تحزن على فقدانه قصة الشخص الذى استطاع أن ينام بعد أن سرقت حقيبته جمال الأبدية فكر دائماً جعل الأبدية فى قلبهم التى بلاها لا يدرك الإنسان العمل الذى يعمله الله من البدايه إلى النهاية جا 11:3 إن كثر عليك التعب أذكر الجزاء قل لنفسك إنى أتعب لأجل السماء إن ذكر الابدية هو الذى جعل جميع القديسين يصمون آذانهم عن سماع الشر ويغلقون عيونهم عن النظر إلى القبائح ليكن ذكر نعيم الابديه هو لهج قلبك وقل مع القديس أوغسطينوس ياأورشليم يابيت الله السرمدى أنت بعد الله بهجتنا وتعزيتنا وسلوتنا لأن مجرد ذكر إسمك العذب يخفف حزننا ويلطف أتعابنا أنت قلت لا يرانى إنسان ويعيش وأنا مشتاق أن أراك لأمت لأراك نذكر رؤية المتنيح الأنبا يؤنس رأيت هناك يذكر أن راهب حسده الشيطان على جهاده وأوهمه أنه لازال باقياً الكثير من العمر أكثر من عشرين سنه فقال فقط على أن أزيد صلاتى ودموعى وبعد ثلاثه أيام خرج من العالم وتنيح قيل عن المسيحين كل أرض غريبه وطن لهم وكل وطن أرض غريبه لهم سؤال محير يسوع عاش فى أى بلد ستجده ولد فى بيت لحم وهرب إلى أرض مصر وعاد إلى الناصرة وإنتقل إلى الجليل وكفر ناحوم وفى النهايه ليس له أين يسند رأسه أبونا إبراهيم يمضى عمره كله ساكناً للخيام شعب الله أطلق عليهم عبرانيون لأنهم دائمى الترحل ويعبرون على الأراضى والشعوب وتجدهم غرباء فى كل مكان بزيهم وعاداتهم ولغتهم أنتم لستم من هذا العالم –لقب القديس أبو مقار القديسين مكسيموس ودوماديوس الغريبان الصغيران القديس يوحنا السلمى كتب كتاب السلم إلى السماء وإعتبرها 33خطوة بداها بالغربه وكأنها مفتاح البدايه والإتفاق على الطريق وضمان الوصول فاعلم ايها الحبيب أنك متغرب ومسافر ولا ريب انه فى السفر تعبا ومشقه فلماذا ونحن غرباء لا نظهر شوقاً نحو وطننا الحقيقى ؟ قال الكتاب الالهى " فان كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله " ( كو 3 : 1 ) فاعلم ايها المتغرب ان لك جسداً وروحاً فالجسد المأخوذ من التراب يميل الى الأرض التى أخذ منها . والروح التى نفخها الله تميل الى الذى صدرت منه فاذا كنت تشعر بان ميلك الى الارض أشد من ميلك الى السماء فكن على يقين بأن جسدك منتصر على روحك . قال أفلاطون فيلسوف اليونان " الانسان كائن مركب ذو طبائع ثلاث : احداهما السائق والآخرين جوادان مجنحان أحدهما كريم الأصل والثانى دنيئ ، وعليك أن تعطى القيادة للروح وليس للجسد لئلا تهوى وتضيع. انه ما من فكر مقدس يصد مطامعنا أكثر من التفكير بأننا غرباء فإن ذلك يوقف سير شرورنا كقول الرسول بطرس " اطلب اليكم كغرباء ونزلاء أن تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التى تحارب النفس " ( 1 بط 2 : 11 ) . فاعرض عن كل ما يعرضه امامك العالم لأنك تجرى مسرعا الى بيتك الأبدى ومن أوشك أن تنتهى سفره لا يحسب به ان يزين مكاناً ليقيم فيه هكذا أنت قد وصلت الى العالم بالأمس وستفارقه اليوم أو غدا فلا تطلب فيه مجدا ولا كرامة فالكتاب يقول " ملعون نصيبهم فى الأرض " ( أى 24 : 18 ) . كل غريب يحط رجائه فى بلد ما لا يهتم ان كان يقضى فيها ليلته مستريحا أو متعباً لأنه يرجو ان يستريح فى وطنه فى الليلة المقبلة ،" من لى فى السماء ومعك لا أريد شيئاً فى الأرض " ( مز 73 : 25 ) . واعتبر بقول الرسول الوقت منذ الآن مقصر لكى يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم . والذين يبكون كأنهم لا يبكون والذين يفرحون كانهم لا يفرحون والذين يشترون كأنهم لا يملكون ...لان هيئة هذا العالم تزول " ( 1 كو 7: 29 – 31 ) . قال القديس يوحنا فم الذهب مقارنا بين من يهتم بالسماء معتبراً الارض دار غربة ومن يقصر كل همة على هذا العالم " انهما يشبهان تاجرين سافرا الى بعض الأقاليم لابتياع التجارات وحين بلغا سالمين وطلعا الى المدينة افترقاواحد إجتهد ولاآخر لهى وفى العودة ما موقفهما لو كان لك أن تدوم فى هذه الحياة لجاز لك أن تقتنى فيها دورا ومالا وتذوق الخيرات الوافرة ولكننا سوف لا نخرج منها بشىء إن المسافر الفطن إذا جاز فى بلدة أخذ معه منها ما يتمكن من أخذه ، أو أرسل امامه الى وطنه كل ما استطاع إرساله مما يجده ثميناً ، كذلك يجب على كل انسان بإجتيازه فى هذا العالم أن يأخذ معه ما استطاع من ثمين الاعمال الصالحة . إن الانسان سيخرج من الدنيا فارغ اليدين من كل شئ فى العالم ولكن يمكنه ان يخرج وقلبه مملوء من الايمان ويداه تحملان ثمر إيمانه . قيل إن مدينة كان يقيم أهلها كل سنة ملكاً غريباً عليهم ، وعند نهاية السنة يفاجئه أهل المدينة من حيث لا يدرى فيخلعونه من ملكه ويطوفون به المدينة عرياناً ثم ينفونه الى جزيرة يموت فيها جوعاً وحزناً . فحدث إن رجلاً حكيماً مار عليهم أدرك الأمر وإستطاع أن يعلم ما سيجرى له فشرع يبنى فى تلك الجزيرة وقصورا ً واخذ يرسل اليها كل ما ملكت يداه حتى نفى اليها وكان قد أعد فيها خير ونعمة فعاش فيها غنياً رغداً مطمئناً . فلو كنا نتصرف فى أمورنا الروحية تصرف هذا الرجل الحكيم لاستطعنا أن ننتقل من هذه الحياة مطمئنين لأننا أعددنا لأنفسنا فى بيتنا الابدى كل وسائل راحتنا . واحد من الذين استعدوا جيداً يوم الرحيل كان يصرخ قائلاً : " لأن خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا أكثر فأكثر ثقل مجد أبدياً ، ونحن غير ناظرين الى الأشياء التى ترى بل الى التى لا ترى ، لأن التى ترى وقتية وأما التى لا ترى فأبدية " ( 2 كو 4: 17 ، 18 ) . فيا أيها المسافر الى الحياة الأبدية لا يهمك عدم إجلال الناس لك وإذا أعياك تعب الطريق فلا تغتم لأنك لابد واصل الى النهاية إن عاجلاً أو آجلاً وإذا لم تكن ممن جادت عليهم الدنيا بخيرات فلا تحزن فأولئك الذين جازوا الغنى الطائل سيحزنون فيما بعد أما انت فستفرح . فالذين يحملون أنفسهم أحمالاً ثقيلة يتأخرون لأنهم لا يستطيعون السير مسرعين فى " طريق الأرض كلها " ( 1 مل 2:2 ) تلك الطريق التى توصل الى الموطن الذى يكون مقر الجميع الى الابد . أما الأبرار الذين طرحوا عنهم أحمال العالم وأثقاله فإنهم يصلون أولاً ويدخلون باب السماء وأما " المتأخرون فلا يفرحون به " ( جا 4 :16 ) . وهناك يعرفون أن خيرات العالم هى التى كانت علة هلاكهم فيطرحونها مزدرين بها . فإختر لنفسك إذا " النصيب الصالح الذى لن ينزع " ( لو 10 : 42 ) وقل مع القديس أوغسطينوس " انك يارب خلقتنا لك ولن نزال معذبين الى أن نستريح بك " .

سلسلة مبادىء فى الحياة المسيحية ج 6 العطاء

ليس فقط عطاء مادى...قد يكون العطاء المادى اقل درجات العطاء... نعطى انفسنا للاخرين الماديات سهله...ثم نعطى انفسنا ...اصحاب المواهب...يرسم للكنيسة .. او غيره اصحاب الحرف...الابتسامه عطاء...التشجيع ...عطاء...المشوره عطاء.. ملا3" انتم سلبتمونى" ، 2كو7،8 يتكلم عن العطاء...، أع11وبولس فى بداية خدمته فى كنيسة انطاكيه جمعت عطايا لكنيسة اورشليم..وجدنا بولس يهتم بالعطاء...بولس تكلم فى9 رسائل...يتكلم عن العطاء..لانه موضوع شاغل بولس رو،1كو،2كو،غل،فل،1تى2تى،فل،عب...كان يسافر بالعطايا لتوصيلها لفقراء اورشليم..العطاء وصيه هامه وضروريه لخلاص الانسان...نحن فى الصلاه نقدم انفسنا ، الصوم الصوم اجسادنا ، العطاء...ضرورى...يدخلنا الى حضن المسيح...مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ .. العطاء فى الكتاب المقدس : نحن فى عصر مادى...والعطاء شح جدا...احذر من عدم العطاء- به بركه مهما كان الضغوط ...منذ قبل الشريعة المكتوبه والله مهتم بالعطاءابونا ابرهيم بعد معركة كدر لعومر....عشر لملكى صادق- فى الوقت الذى لم يكن هناك شريعه...ابونا يعقوب وهو سائر فى الطريق لخاله لابان...كل ما تعطينى اعشر لك...وفى عودته نفذ وعده...يعقوب وزعها للفقراء...مقدم لله...تث14"تعشيرا كل محصول زرعك...حنطتك- زيتك – ابقارك..."عدد العشور للاويين ، خر23 "ازرعوا الارض ست سنين...وفى السابعه ترعها للفقراء ووحوش الارض اتركها...."لا23 عندما تحصدون حصيد ارضكم لا تكمل زوايا ارضك فى الحصاد...لقاط حصيدك لا تلتقط ....كرمك لا تعلله...للمسكين والغريب تتركه...الله فى اهتمامه بالعطاء....لا يريد ان يجرح نفس الفقير....كأنه يأخذ من يد الله... تث15: "إقرضه قدر ما يحتاج...اعطه ولايسوا قلبك...، ولا يظهروا امامى فارغين "، نفس الوصايا للعهد الجديد...لانها لا ترمز لشئ لتبطل...إن لم يزد بركم على الكتبه والفريسين فلن تدخلوا ملكوت السموات.... كيف يكون العطاء: الشروط: 1- الحب : الصوم...نجوع...نشعر بالجوعى العطاء..محبة من القلب.هذا دافع العطاء...صدقه..محنه...لاتخلو من المحبه...إن أطعم كل فرد ...إذا عطى الانسان كل فرد...بنيه بلا محبه...تحتقر احتقارا ، ما هو دافع عطيتى...الحديد.لابد يخبط بحديد ليخرج شرار.الاسفنج نضغط عليه كله...النحله بدون شئ....منى لله قلب به محبه. وربما فى بداية العطاءيكون بغصب....ونتخاطاها... 2- الخفاء : لاتصوت بالبوق...لاتعرف شمالك ما تفعله يمينك ، القديسة ميلانيه اخفت 500 قطعه ذهب للقديس بموا...فى كيس مغلق فأخذها...واعطاها لتلميذه...فسألته أن ينظرا لها...قال لو كنت أعطيتنى لله فهو يعرف كم هو.... 3- بسخاء : فوق الطاقه من طلقاء انفسهم أوصى أغنياء هذا الدهر ان يكونوا اسخياء فى العطاء...المعطى فبسخاء حينما بدأو بناء خيمة الاجتماع...احضروا عطايا كثيره خر36 .....لدرجة موسى ارسل أن يتوقفوا عن العطاء لان مالعطايا كانت اكثر....، ارونا اليبوسى داود ذهب ليشترى الحقل ليبنى الهيكل...قال خذا الحقل...والبقر...أكثر من الطاقه... 4- بفرح : ليس عن اضطرار اوحزن لان المعطى المسرور يحبه الرب...ابونا ابراهيم...امام الخيمه رأى ثلاثة رجال..أضافهم...وقف لهم...وعنده 318من الغلمان...وهو واقف فرحان...لا تنسوا اضافة الغرباء التى بها اضاف الناس ملائكة وهم لايدرون...الفرح يأتى فى احساسى بالمكسب وانا إعطى....ملتمسين منا بطلبه كثيره ان نقبل منهم...احساس الانسان انه بيأخذ بركه من العطاء... 5- ان يكون العطاء من تعب وكد الانسان ، نحن لا نقبل عطايا الاشرار... زيت الخاطئ لا يدهن رأسى....اعطوا انفسهم اولا للرب....تقدمه بلا عيب....حفظ الانسان نفسه بلا عيب....الحياة النقيه مع العطايا ....لا تحضر لله فضلات....قدمها لو إليك ايرضى عنك قدم ما يستحق أن يأخذه واليك....قدم من ابكار غنمه ومن سمانها..نظر الله اليها.. لمن نعطى : من جهتنا كأفراد ...كل من سألك فأعطه... انت غير مسئول أن تفحصى الشخص...لا نقيم فى انفسنا قضاة على الناس... العطاء للمقربين منا اولا... إن كان احد لا يعتنى بخاصته ولاسيما اهل بيته.... - عطاء الكنيسة...تفحص بتدقيق...لا نشجع المتسول والكسول...إن كان لا يريد ان يشتغل فلا يأكل ايضا..كونوا فاحصين كل واحد...واقبلوا من يسعى سعيا مستقيما... بركات العطاء : تمثل بالله صانع الخيرات....الله يعطى بسخاء اعطى جسده للكل...وانت لا تريد أن تعطى الخبز المادى للاخرين...لذلك الانسان الذى يعطى لهوا له...من يسد أذنيه عن صراخ المسكين يصرخ ولا يستجاب له.... - تنجى من الدينونه...فارق أثامك بالرحمه...اعطى تذكار للاخرين أعمال الرحمه...محب الفقراء...له شفيع فى بيت الحاكم..إن كنتم هربتم من الرحمه....الرحمه تهرب منكم...وإن رذلتم الفقراء يرزلكم ذلك الذى صار فقيرا حبا فيكم، فقرهم العميق صار لغنى سخائهم كنيسة فيلبى ، هل وصلنا الى الارمله التى اعطت الفلسين...ارمله صرف جيدا....العطاء يخص الجميع غنى وفقير...من ليس له شئ.....توفير الأكل يزيد اعمال الرحمه...العطاء للكل... - به تنال بركات ارضيه بركات العطاء - أولا : الأجر السمائى - بل اعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شيء يكون نقيا لكم (لو 11 : 41) - بيعوا ما لكم و اعطوا صدقة اعملوا لكم اكياسا لا تفنى و كنزا لا ينفد في السماوات حيث لا يقرب سارق و لا يبلي سوس (لو 12 : 33) - فقال لهم اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله (لو 20 : 25) - اعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم (لو 6 : 38) "فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضًا رحيم" [36]. -  ليس شيء يجعلنا مساوين لله سِوى فعل الصلاح (الرحمة). -  المسيح هو المعلِّم وأيضًا أبوه. -  لنأتِ بأنفسنا وأولادنا وكل من لنا إلى مدرسة الرحمة، وليتعلَّمها الإنسان فوق كل شيء، فالرحمة هي الإنسان... لنحسب أنفسنا كمن هم ليسوا أحياء إن كنا لا نظهر الرحمة بعد - إنها تحل القيود، وتبدِّد الظلمة وتُطفئ النار، وتقتل الدود، وتنزع صرير الأسنان. - تنفتح أمامها أبواب السماوات بضمانٍ عظيمٍ، وكملكة تدخل ولا يجسر أحد الحُجَّاب عند الأبواب أن يسألها من هي، بل الكل يستقبلها في الحال. - هكذا أيضًا حال الرحمة، فإنَّها بالحق هي ملكة حقيقيّة، تجعل البشر كالله. أنها مجنحة وخفيفة لها أجنحة ذهبيّة تطير بها تبهج الملائكة جدًا - قصه الذى أراد أن يأخذ معه شفيع للملك - لكننا نتساءل هل للعطاء القدرة على عتقنا من الدينوية؟ - يجيب الكتاب المقدس بإفاضة بالإيجاب نذكر منها قوله: (بالرحمة والحق يستر الاثم (ام16:6) - (فارق خطاياك بالبر واثامك بالرحمة للمساكين لعله يطال اطمئنانك (دا 4: 27) . - (الصلاة جيدة مع الصوم والصدقة لان الصدقة تنجي من الموت وتطهر من الذنوب (طوبيا12: 9:8) - (اعطوا ما عندكم صدقة وهوذا كل شيء يكون نقيا لكم (لو 11: 41) - (الماء يطفئ النار الملتهبة و الصدقة تكفر الخطايا (حكمة يشوع 3: 33) - لا يعني هذا أن الصدقة في ذاتها تقدر أن تكفر عن الخطية والا لما كان هناك حاجة للفداء بل لأن الصدقة تعلن عن قلب قبل الخلاص وامتلأ بيسوع المحبة فأحب المحتاجين والمتألمين. - ومن جهة أخري فإن الصدقة تعلن رحمتنا لإخوتنا وحبنا لهم والمحبة تستر كثرة من الخطايا - ولكن الآن إذهبوا الى النار الابدية لأن الحكم هو بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة (يع13:2) - + إخوتي إنني أشوقكم إلى إعطاء خبزكم الأرضي وطلب الخبز السماوي فالرب نفسه هو ذاك الخبز إذ يقول أنا هو خبز الحياة ولكن كيف يعطيكم الرب يا من لا تعطون المحتاجين؟ واحد يحتاج إليكم وأنتم تحتاجون لآخر (الله) اصنعوا بالآخرين ما تريدون أن يصنع لكم ثانيا : الجزاء الأرضى - الله يدرك جيدا حاجة الإنسان إلى أن يرى الخير وهو أيضا على الارض . لهذا لم تقتصر وعوده الصادقة على تلك البركات السماوية لمن يلتزمون بدفع حقوقه , بل أيضا وعد ببركات أرضية عديدة اختبرها وعاينها كل من صدقوها ونفذوا الوصية . ومن هذة البركات : 1 – الغنى المادى :فالرب يرد مائة ضعف . والوعود واضحة فى الآيات الآتية :- اكرم الرب من مالك ومن كل باكورات غلتك فتمتلىء خزانتك شبعا وتفيض معاصرك مسطارا ( ام 3 : 9 , 10 إعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبا مهزوزا فائضا يعطون فى احضانكم لأنة بنفس الكيل الذى تكيلون يكال لكم ( لو 6 : 38 ) . من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفة يجازية ( ام 19 : 17 ) " هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون فى بيتى طعام وجربونـــــــــــــــــــــــى بهذا قال رب الجنود إن كنت لا افتح لكم كوى السماء وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع ( ملا 3 " 10 ) ط هذا وإن من يزرع بالشح فبالشح أيضا يحصد . ومن يزرع بالبركات فبالبركات أيضا يحصد . كل واحد كما ينوى بقلبة ليس عن حزن أو اضطرار . لأن المعطى المسرور يحبه الله " ( 2 كو 9 : 6 , 7 ) إن الله عندما نعطية يفتح لنا طاقات السماء إذ فى يده مفاتيح السحب , ويسكب علينا الخيرات الوافرة الجزيلة فجأة ( 2 مل 7 : 2 ) ومادام هو مصدرها فإن هذة الخيرات التى انسكبت سوف لا تكفى فقط بل تزيد عن الكفاية , فالزيت لن يتوقف طالما هناك أوعية تتسع لذلك ( 2 مل 4 : 6. من يعطى الفقير لا يحتاج ولمن يحجب عنه عينية لعنات كثيرة ( ام 28 – 27 ) " ارم خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة " ( جا 11 – 1 ) " وأيضا كنت فتى وقد شخت ولم أر صديقاً تخلى عنه ولا ذرية له تلتمس خبزاً " ( مزامير 37 – 25 ) طوبى لمن يتعطف على المسكين والفقير فى يوم الشر ينجية الرب ويحمية ويجعله فى الأرض مغبوطاً , ولا يسلمه الى ايدى أعدائه . الرب يعينة على سرير وجعه . رتبت مضجعه كله فى مرضه ط ( مز 41 : 1 – 3 ) - حلول البركة والطهر والاطمئنان إذا كان الرب يسمح لنا أن نشبع اخوتة الأصاغر بحيث يأكلون ويشبعون فى بيوتنا ( تث 26 : 12 ) فإن ذلك سوف يجعلنا نشعر بالسعادة الداخلية الغامرة لأننا ساهمنا مع السيد الرب فى إسعاد الإنسان أو شفاء المريض أو تخفيف الآلام وسوف يجعلنا هذا الشعور نشعر بالراحة والاطمئنان والسلام . وتحل البركة فى حياتنا . " - لانهم اعطوا حسب الطاقة انا اشهد و فوق الطاقة من تلقاء انفسهم (2كو 8 : 3) ١.، إنما هو ثمر نعمة اللَّه التي تعمل في القلب، فيصير محبًا لا لإعطاء المال فحسب، بل ولبذل الذات. إنه عطاء خلال الحب الإلهي المنسكب في النفس. - كل عطاء بل وكل فضيلة صالحة هي عطية أو نعمة من اللَّه. أيضًا إنها نعمة اللَّه هي التي تحول حياتنا لكي تكون بنِّاءة ونافعة في حياة الآخرين. - يقول الرسول بولس أنهم يتقبلون نعمة اللَّه، وأنهم قبلوا كلمة الإيمان بتقوى. - v الصدقة صناعة، ومعلمها ليس إنسانا بل اللَّه. - القديس يوحنا الذهبي الفم - v نعمة اللَّه يقصد بها بولس اقتناء كل عملٍ صالح. بقوله هذا لا يُستثنى دور الإرادة الحرّة، ولكن التعليم هنا هو أن كل عمل صالح يصير ممكنًا بعون اللَّه. - ثيؤدورت أسقف قورش - إذ تعمل النعمة الإلهية في قلب المؤمن تفتح قلبه بالحب لاخوته فيصير متشبهًا باللَّه. - وتؤهل فاعلها للتشبه باللَّه، لقوله: "كونوا رحماء كما أن أباكم الذي في السماوات هو رحوم". - v الرحمة بالآخرين فضيلة سامية، يُسر اللَّه بها. وهي صفة عالية تتسم بها النفوس الصالحة وتزيدها فخرًا ونبلاً. إنها من صفات اللَّه. - القديس يوحنا الذهبي الفم - v عملان للرحمة يجعلان الإنسان حرًا: اغفر يُغفر لك، أعطِ فتنال. - v ماذا يشحذ منك الفقير؟ خبزًا. ماذا تشحذ من اللَّه؟ المسيح القائل: "أنا هو الخبز الحيّ النازل من السماء. - v إن أردت أن تطير صلواتك مرتفعة إلى اللَّه، هب لها جناحين: الصوم والصدقة - لكي تكون في هذا الوقت فُضالتُكم لأعوازِهم، - كي تصير فُضالتُهم لأعوازِكم، حتى تحصل المساواة" ]14[. - كلم بني اسرائيل ان ياخذوا لي تقدمة من كل من يحثه قلبه تاخذون تقدمتي (خر 25 : 2) - م فعلتموه بأحد اخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 25: 40). أنواع من العطاء الغير مقبول - + للتخلص من تعب الضمير متى قصّر في ذلك. - + بقصد أن يبارك الله في البقية الباقية، كما كان بنو اسرائيل يفعلون حين يعزلون عشر المحصول قبل الشروع في الأكل منه، وهو ما يسمى بالتقديس. - + نتيجة إلحاح السائل ومطاردته، وبذلك يتخلّص المعطى من السائل. - + بقصد التباهي والظهور بمظهر الخيّر المحسن، وهو ما يظهر في الإعلان عن أسماء المتبرعين وقيمة ما تبرعوا به. - +أما العطاء المقبول فهو بفرح وكتعبير عن الشكر لله الذي أعطاه أن يكون في وضع من يعطي، وكان من الممكن أن يكون الوضع معكوساً. - + أو أن يشعر بعض الخيرين أنهم مدينون لله بالكثير وأن جميع ما يعطونه لا يكفي سدادا للديون.قال شخص سخى فى العطاء لكاهن بعد أن راجعه فى كثرة العطايا ...ظاناً أنه غير متزن ..أنا عشت على الأرض غنياً وأريد ان أكون غنياً فى السماء - "لأن منك الجميع ومن يدك أعطيناك (1اخبار 29 : 14). - ليس الفضل لك ان تعطى الفقير مايحتاجه بل أن تعطيه ما أنت تحتاجه - كم مرة نسمع عن إمرأة ترى كنيسة تبنى وتحضر مبلغاً بسيطاً وتقول هذا إدخرته لكفنى وغن مت أرجو أن تهتموا بأمرى ... - كم مرة نجد من يحضر ذهبه الخاص أو باقى دخله الشهرى - نصيب سماوى - يساعد على إخلاء الذات _مرتبط بالإتضاع نسك النفس هو بغض التنعم ونسك الجسد هو العوز

طوبى للجياع والعطاش الى البر

في الموعظة على الجبل التي وُردت في إنجيل معلمنا متى يقول لنا منهج الحياة مع الله في العهد الجديد كله .. صعد على الجبل وأعطاهم شريعة جديدة عوضاً عن شريعة العهد القديم .. ناموس العهد القديم أُعطت لموسى على جبل والآن شريعة العهد الجديد تُعطى أيضاً على جبل .. فتح فاه وأعطاهم منهج بـ 9 تطويبات منها { طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يُشبعون } ( مت 5 : 6 ) .. وضع يسوع أساسيات التعليم .. كلمهم عن المساكين .. الحزانى .. الودعاء .. والآن يُحدثهم عن الجياع والعطاش إلى البر ما معنى جياع وعطاش إلى البر ؟ هذا مثل جوع الإنسان للطعام وحالة التوتر التي يكون عليها الإنسان التي لا تستريح إلا عندما تأكل .. أراد الله أن يحدثنا عن طريق ما نعرفه نحن مثل الجوع والعطش .. على نفس المستوى أراد الله أن نشعر بالفضيلة .. أراد أن نجوع ونعطش للبر .. جميل أن يتغذى الإنسان بالبر .. وكما يقول المثل * الإنسان هو ما يأكله * .. أي أن طعام الإنسان يعبر عنه .. كما أن الشعوب تُعرف بطعامها أما نحن أولاد الله فطعامنا هو البر ما أجوع إليه يُعبر عني .. كل ما نأكله يظهر علينا مثل طائر النورس الذي يتغذى على سمك البحاروالمحيطات وعندما تحاول أنت أكل هذا الطائر تجده بنفس رائحة السمك الذي يأكله .. أما نحن عندما نأكل البر ترى فينا الناس بر معلمنا داود النبي يقول لربنا { كلماتك حلوة في حلقي أفضل من العسل والشهد في فمي }( مز 118 – قطعة 13) .. عليك أن تأكل الإنجيل كما كان يفعل أبونا بيشوي كامل المتنيح .. فعند دخوله إلى البيت يومياً يسأل زوجته * هل قرأتِ في الإنجيل اليوم ؟ * .. كان يريد أن يعرف إذا كانت قد تغذت وأكلت من البر أم لا .. أرادها أن تأكل وتأكل من الكتاب المقدس وكما قال لنا { ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان } ( مت 4 : 4 ) .. لأن غذاء أولاد الله هو بر وليس خبز .. من الذي يشعر بالهدد الروحي ؟ عندما لا يقرأ في الكتاب المقدس يوم أو إثنان ..كما يشعر به عندما يكون جوعان أو عطشان ؟معروف أيضاً عن أبونا بيشوي أنه كان يكتب كثيراً في الكتاب المقدس حتى إمتلأ الكتاب المقدس مما جعله يطلب من أحد المطابع عمل صفحة فارغة بين كل صفحة وصفحة في الكتاب المقدس حتى يتمكن من الكتابة فيه كما يرغب .. كان يأكل من الكتاب المقدس لأنه كان يشعر دائماً بالجوع والعطش كما يقول داود النبي { عطشت نفسي إلى الله } .. وكما يقول في المزمور { كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه .. هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله } ( مز 42 : 1 – 2 ) .. يُقال عن الآيائل ( الغزلان ) أنها تعيش في البرية وتحب أكل الثعابين وعندما يأكل ثعبان يُصاب بحالة من العطش .. فيجري بسرعة رهيبة على مجرى مياه يعرفه ليشرب بكل هذا الإندفاع سآتي إليك يارب بكل حماس .. سآتي بإندفاع العطش والإحتياج .. وكما كان يُقال { باسمك أرفع يدي فتشبع نفسي كأنها من شحم ودسم } ( مز 63 : 5 ) .. في الأصوام يريد منا الله أن نشبع بالروح حتى ننسى جوع الجسد .. وكما كان الآباء القديسين في أوقات الأصوام فكانت أصوامهم إنقطاع عن الطعام وآخرون نسوا الطعام لأنهم إهتموا بطعام الروح .. عندما عملوا عمل أعظم سهوا عن العمل الأقل .. ما أجمل أن يهتم الإنسان بطعام الروح وتعده كما تعد طعام الجسد .. وكما يقول الآباء { أن البطن لا تعرف أن تحتفظ بالأطعمة } .. أما طعام الروح يُحفظ طعام للخلود يُحفظ في الأبدية .. لهذا علينا أن نتعب لجوع وعطش للبر .. أم لجوع وعطش الجسد ؟ما أجمل داود النبي وهو يقول { متى أجئ وأتراءى قدام الله ؟ } ( مز 42 : 2) .. { طلبت وجهك ولوجهك يارب ألتمس } ( مز 26) .. يسوع شبَّه نفسه بأنه شجرة الحياة .. أعطانا جسده ودمه حتى نأكله لكي يعلمنا دائماً أن نأكل روحيات .. ما أجمل أن يكون طعامك أن تصنع مشيئة الله وتقول أنا لي طعام آخر .. إن أجمل ما في الحياة الروحية أن كل ما نأكل كل ما نزداد جوعاً وعطشاً عكس الطعام الخاص بالجسد .. الأمور الروحية الإنسان يشتد ويربط الليل بالنهار أما الجسد فالمعدة محدودة بعد فترة تمتلئ .. لهذا معلمنا بولس الرسول يقول { أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو قدام } ( في 3 : 13) .. المائدة متسعة وغزيرة بالخيرات .. الله به هذه اللذة يعطيني مذاق للملكوت ويجعلني أشعر إني أحب الوجود في حضرة الله إسألوا الآباء القديسين .. المتوحدين .. والأبرار فيقول لك أن يومه ضيق لأنه يذهب إلى الصلاة والقراءة في الكتاب المقدس والتسابيح .. فإنه يأكل ويتغذى من كل هذا .. وكما يوجد صراع بين العالم على طعام الجسد هكذا نحن في صراع على غذاء الروح .. ما أجمل قول أشعياء النبي عندما يقول { ففي طريق أحكامك يارب انتظرناك .. إلى اسمك وإلى ذكرك شهوة النفس } ( أش 26 : 8 ) .. كلمة " الشهوة " تأتي من الإشتهاء تعالوا نتخيل لقاء أبينا يعقوب بإبنه يوسف بعد أن ظن إنه مات .. وبعدها بسنوات يعرف أنه يعيش وأنه سيراه ويحضنه .. ويقول لنا الكتاب { ولما ظهر له وقع على عنقه وبكى على عنقه زماناً }( تك 46 : 29) .. تخيل أحد القديسين يقول للرب * لقائي معك يارب مثل لقاء يعقوب بيوسف .. يُقبِّلك ضميري كما قبَّل يعقوب إبنه يوسف .. أتت الساعة لأقف أمامك * .. يقول هذا القديس { إن لقائك يُزيل كل الأحزان ويُفلح الأوجاع من القلب } .. يقول { ليس من إحتضنك إلا وعبرت رائحتك في ثيابه واستمرت حتى بُليت } جميل أن ينطلق الإنسان نحو الله في ممارسات روحية وليست مجرد واجب .. ليست فروض ولكنها حب وجوع وعطش .. كل هذا شعر به يسوع وقال { طوبى للجياع والعطاش إلى البر } .. ما أجمل أن تردد وأنت ذاهب إلى الكنيسة { فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب } ( مز 121) .. الناس الشبعانة من الله لا تهتم بالأكل الكثير .. تأكل أقل طعام ومهما كان بسيط لا يأخذ محور إهتمامها .. جميل أن يقف الإنسان أمام الله حتى وإن كان جسده يؤلمه إلا أنه يستمر في الصلاة والجلوس معاه .. يقول إذا جاءك العدو وأنت تصلي قول له سأُزيد صلاتي صلاةً وزدها .. ما أجمل أن تنشغل بالأمور الروحية التي تُثري قلبه وعقله .. كما يُقال عن القديس يحنس القصير من كثرة إنشغاله بالله كان ينسى كل الأمور الأخرى .. منها أنه كان يجدل الخوص ويبيعه لرجل عرباوي وعندما يدخل لإحضارها ينسى ويرجع بدونها .. هذا لأن عقله مشغول بالسمائيات .. الناس التي جاعت إلى البر وعطشت إلى البر لها نصيب كبير في السماء ومكان أجمل ما الذي يُعطل هذا الإشتياق ؟ منها الكثير والكثير مثل محبة العالم .. حب الخطية .. تهاون مع الجسد .. إشفاق على الجسد .. الإنشغال بالأحداث والكلام الذي لا يبني .. المشتاق إلى الله سينتقل في يوم من الأيام والجسد سيفنى .. المهم هو الروح التي تعبت .. الإنسان الذي لديه فرح نوراني على الأرض هو الذي يكسب الأبدية .. ما أجمل الإنسان الجائع للبر .. والآباء القديسين تقول{ من يشتاق للفضيلة فضيلة } .. لو تحركت إشتياقات الفضيلة داخلي وأردت أن أزداد في الأصوام والصلاة وعمل الفضائل والرحمة تُحسب لنا فضيلة علينا الآن أن نتدرب على الأبدية التي بها كل التمجيد والتسابيح .. الحياة الزمنية التي يعطيها الله لنا الآن هي بمثابة تدريب على السماء والحياة فيها .. مثل القداس .. الندوات الروحية .. حياة التسبيح .. حتى متى رُفعت روحي أكون قد دُربت على كل هذا .. أراد الله أن يُنذر أحد الأشخاص فرأى رؤية أنه عند صعوده إلى السماء شاهد ملاك يقف ويقول له * ليس لك مكان فيها * .. فتحنن الله عليه وقال له * دعه يدخل * .. فشاهد الجميع في حالة سجود وتسبيح .. فقال هذا الشخص للملاك إخرجني .. فإنه لم يتعود ولم يُدرب لهذا يُقال لنا { أحكم يا أخي على نفسك قبل أن يُحكم عليك } .. نحن في جوع وعطش للبر الآن ولكن عندما نكون في السماء نكون في جوع دائم وعطش دائم .. وكما يتساءل البابا * نحن نجوع ونعطش إلى البر الآن ولكن عندما ننتقل ونتمتع بالعِشرة مع الله هل نصل في الأبدية إلى حالة شبع ؟ .. يقول سيدنا البابا .. إني في الحقيقة لست أعلم .. الله يعطينا المفتاح الآن ويقول طوبى للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون ربنا يسوع المسيح الذي علمنا وأعطانا التطويب .. يعلمنا كيف نجوع ونعطش وأن لا نجوع ونعطش لأي شئ مادي أو جسدي فكثيراً ما جعنا لأمور عالمية فوجدنا أنفسنا نجوع ونجوع ولكن كل من يأكله هو نفسه لا تجوع ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل