العظات

دراسة فى سفر العدد ج8 تجسس الارض

الأصْحَاح الثَّالِث عَشَر : * تَجَسُّس أرْض كَنْعَان * الله أخْرَج الشَّعْب بِذِرَاع رَفِيعَة مِنْ أرْض مِصْر لِيَدْخُلُوا أرْض كَنْعَان أرْض تَفِيض لَبَنْ وَعَسَل الله أخْرَجَهُمْ مِنْ مَصْر وَرَافَقَهُمْ فِي البَرِّيَّة ﴿ ثُمَّ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً أرْسِلْ رِجَالاً لِيَتَجَسَّسُوا أرْضَ كَنْعَانَ الَّتِي أنَا مُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾( عد 13 : 1 – 2 ) .. الشَّعْب تَذَّمَر عَلَى الله وَقَالَ لَهُ أنْتَ أخْرَجْتِنَا مِنْ مِصْر وَلَمْ نَعْلَمْ أيْنَ نَذْهَبْ .. وَكَمَا يَقُول الكِتَاب * إِذْ كَانَ إِيمَانَهُمْ ضَعِيفْ طَلَبُوا أنْ يُرْسِلُوا جَوَاسِيس * .. هُمْ الَّذِينَ طَلَبُوا مِنْ الله أنْ يُرْسِل لَهُمْ جَوَاسِيس فَأرْسَل لَهُمْ مِنْ كُلَّ سِبْط رَجُل أي أرْسَلْ إِثْنَي عَشَرَ رَجُلاً لِيُمَثِّلُوا الشَّعْب كُلُّه مَا الحِكْمَة فِي ذلِك ؟ الله أرَادَنَا أنْ نَسْلُك بِالإِيمَان لاَ بِالعَيَان .. وَالإِيمَان هُوَ ﴿ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى ﴾ ( عب 11 : 1) وَلكِنَّهُمْ لاَ يُرِيدُون أنْ يَسْلُكُوا بِالثِّقَة بِمَا يُرْجَى .. الله عَجِيب دَائِماً يَتَنَازَل عَنْ أُمور كَثِيرَة لأِجْل ضَعْف الإِنْسَان .. عَجِيبْ هُوَ الله لأِنَّهُ يَسِير بِمُسْتَوَانَا نَحْنُ .. عَجِيب فِي مَحَبِّتُه .. هُوَ قَابِلْنَا بِكُلَّ ضَعَفَاتْنَا فِي عَهْد صَمُوئِيل النَّبِي عِنْدَمَا طَلَبَ الشَّعْب مَلِك مِثْل سَائِر الأُمَمْ كَانَ الله يُرِيدْ أنْ يُعْلِنْ لَهُمْ أنَّهُ رَاعِيهُمْ وَسَيِّدَهُمْ وَمَلِكَهُمْ لكِنُّه تَنَازَل وَاسْتَجَابَ لَهُمْ لِيُعْلِنْ لَهُمْ أنَّهُمْ رَفَضُوه مَلِك عَلَيْهِمْ إِلاَّ أنَّهُ يَسْتَجِيب لَهُمْ وَإِنْ كَانَ يَتَمَنَّى أنْ نَسْلُك بِحَسَبْ إِرَادَتُه .. لِذلِك وَافَقٌ عَلَى إِقَامِة مَلِك لَهُمْ .. هُنَا أيْضاً يُوَافِقٌ عَلَى إِرْسَال جَوَاسِيس إِثَنَى عَشَرَ رَجُل يَتَجَسَّسُوا الأرْض .. وَالكِتَاب ذَكَر الأمَاكِنْ الَّتِي مَرَّ بِهَا الجَوَاسِيس حَتَّى وَصَلُوا إِلَى أرْض جَمِيلَة جِدّاً يُسَمَّى وَادِي أشْكُول وَهُوَ مَكَان مُنْخَفِض مَشْهُورٌ بِزِرَاعِة الفَاكِهَة وَخَاصَّةً العِنَبْ فَحَمَلُوا مِنْ هذِهِ الأرْض ثِمَارْهَا لِيِفَرَّحُوا الشَّعْب بِخِير هذِهِ الأرْض فَأخَذُوا مِنْهَا عَنْقُودٌ عِنَبْ كَبِير وَثِمَار رُمَّان وَتِينْ .. وَحَمَلُوا عَنْقُود العِنَبْ عَلَى عَصَا طَوِيلَة وَبَيْنَمَا هُمْ سَائِرُون بِثِمَار الأرْض الجَيِّدَة رَأُوا بَنِي عَنَاق وَهُمْ جَبَابِرَة إِسْتَوْلُوا عَلَى هذِهِ الأرْض وَلَيْسُوا هُمْ سُكَّانْهَا الأصْلِيِّينْ بَنُو عَنَاق هُمْ مِنْ شُعُوب الأرْض تَمَيَّزُوا بِجِينَات وِرَاثِيَّة تُعْطِيهُمْ صِفَات العَمَالِقَة فَكَانَ حَجْمُهُمْ ثَلاَثَة أضْعَاف حَجْم الإِنْسَان العَادِي .. وَلَمْ يَعْمَلُوا فِي فِلاَحِة الأرْض وَالزِّرَاعَة مِثْل سَائِر شُعُوب الأرْض بَلْ كَانَ عَمَلِهِمْ مُحْتَرِفِي حَرْب أي قُطَّاع طُرُقٌ يَسْتَوْلُونَ عَلَى الأرَاضِي الجَيِّدَة .. عِنْدَمَا رَأُوهُمْ جَوَاسِيس بَنِي إِسْرَائِيل خَافُوا جِدّاً وَقَالُوا أبَعْد هذِهِ الرِّحْلَة فِي البَرِّيَّة وَهذِهِ المُعَانَاة نَجِدٌ هؤُلاَء أمَامَنَا ؟وَعِنْدَمَا رَجَعَ الجَوَاسِيس لِلشَّعْب قَالُوا أنَّ الأرْض جَيِّدَة جِدّاً جِدّاً لكِنْ مِنْ المُسْتَحِيل أنْ نَدْخُلْهَا .. لِمَاذَا ؟ لِوُجُودٌ بَنِي عَنَاقٌ فِيهَا فَقَدْ كُنَّا فِي أعْيُنَهُمْ كَالجَرَادٌ .. هذَا مَا قَالَهُ عَشْرَة جَوَاسِيس مِنْ الإِثْنَى عَشَر أمَّا الإِثْنَان البَاقِيَان فَقَالاَ ﴿ الأرْضُ جَيِّدَةٌ جِدّاً جِدّاً إِنْ سُرَّ بِنَا الرَّبُّ يُدْخِلْنَا إِلَى هذِهِ الأرْضِ ﴾( عد 14 : 7 – 8 ) .. عَشْرَة رِجَال مِنْ الجَوَاسِيس أشَاعُوا مَذَمَّة فِي الأرْض وَإِثْنَان شَكَّرُوا فِيهَا .. الَّذِينَ أشَاعُوا مَذَمَّة جَعَلُوا الشَّعْب يَتَذَمَّر وَبَكُوا وَقَالُوا لَقَدْ كُنَّا فِي مِصْر مُسْتَرِيحِينْ وَلَمَّا أخْرَجْتَنَا مِنْ أرْض مِصْر وَصَلْنَا إِلَى أرْض صَعْب دُخُولْهَا .. وَتَشَاوَرُوا لِكَيْ يَرْجَعُوا إِلَى أرْض مِصْر مَرَّة أُخْرَى وَأرَادُوا أنْ يُقِيمُوا لَهُمْ رَئِيس يَعُودٌ بِهُمْ مَرَّة أُخْرَى إِلَى أرْض مِصْر .. لكِنْ مُوسَى النَّبِي سَقَطَ عَلَى وَجْهَهُ أمَام الله كَيْ تَمُر هذِهِ المِحْنَة .. وَسَمَعَ الله لِمُوسَى وَلكِنَّهُ أعْطَى لَهُمْ عُقُوبَتَيْنِ هُمَا :- 1. لَنْ يَدْخُلُوا أرْض المَوْعِد . 2. سَيُتِيهَهُمْ فِي البَرِّيَّة عَنْ كُلَّ يُوْم فِي رِحْلِة الجَوَاسِيس سَنَة .. وَكَانَتْ رِحْلِة التَّجَسُّس أرْبَعِينَ يَوْماً .. أي سَيُتِيهَهُمْ أرْبِعِينَ سَنَة رَغْم أنَّهُمْ كَانُوا عَلَى مَشَارِفْ الأرْض عَلَى حُدُودٌ بَحْر سُوف .. لكِنْ الكِتَاب يَقُول أنَّهُمْ إِرْتَحَلُوا عَنْ بَحْر سُوف أي تَاهُوا . كَانَ يَجِبْ عَلَى الجَوَاسِيس أنْ يِشَجَعُوا الشَّعْب بَعْدَمَا تَذَوَقُوا مِنْ ثَمَر الأرْض كَانَ لاَبُدْ لَهُمْ أنْ يَصِفُوا حَلاَوِة الثَّمَر لِلشَّعْب لِيُشَجِّعُوهُمْ عَلَى الدُّخُول إِلَيْهَا .. هكَذَا دُور الْمَسِيحِي يَجِبْ عَلَيْهِ أنْ يَتَذَوَقٌ حَلاَوِة ثِمَار الحَيَاة مَعَ الله وَيَدْعُو النَّاس لَهَا .. عَنْقُودٌ العِنَبْ يَرْمُز لِلْمَسِيح لِذلِك قِيلَ عَنْ العَذْرَاء * الحَامِلَة عَنْقُودٌ الحَيَاة * الإِنْسَان الَّذِي يَتَذَوَقٌ ثِمَار العِشْرَة مَعَ الله يَجْذِب الآلاَف .. الَّذِي يَتَذَوَقٌ حَلاَوِة الإِتِضَاع يَقُول أنَّهُ لَذِيذْ وَلَيْسَ ضَعْف .. الَّذِي يَتَذَوَقٌ حَلاَوِة عِشْرِة الْمَسِيح يُفْطَمْ عَنْ مَحَبِّة العَالَمْ وَيَدْعُو غَيْرُه لِيَتَذَوَقْهَا وَكَمَا يَقُول مَارِ يُوحَنَّا الحَبِيب ﴿ الَّذِي رَأيْنَاهُ بِعُيُونِنَا الَّذِي شَاهَدْنَاهُ وَلَمَسَتْهُ أيْدِينَا مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الحَيَاةِ ﴾ ( 1يو 1 : 1) لِذلِك عِنْدَمَا تَدْخُل الكِنِيسَة وَتَحْيَاهَا سَتَذُوقٌ وَتَلْمِس وَتَرَى .. نَحْنُ سُكَّان كَنْعَان نَتَذَوَقٌ حَلاَوِة ثِمَارْهَا وَعِنْدَمَا نَخْرُج لِلعَالَمْ نُنَادِي وَنَقُول تَعَالُوا إِفْرَحُوا مَعَنَا وَتَذَوَقُوا حَلاَوِة الله .. ﴿ قَدْ وَجَدْنَا مَسِيَّا ﴾ ( يو 1 : 41) .. ﴿ ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أطْيَبَ الرَّبَّ ﴾ ( مز 34 : 8 ) الجَاسُوسَان اللَّذَان وَجَدَا أنَّ الأرْض جَيِّدَة جِدّاً وَالله قَادِر أنْ يُعْطِيهَا لِلشَّعْب هُمَا يَشُوع بن نُون .. وَكَالِب بن يَفُنَّه .. كَلِمَة * يَشُوع * فِي العِبْرِيَّة هِيَ * يَسُوع * لأِنَّ حَرْفَي * س & ش * فِي اللُغَة العِبْرِيَّة حَرْف وَاحِدٌ .. يَشُوع هُوَ مَنْ ذَهَبَ إِلَى كَنْعَان وَتَذَوَقٌ مِنْ ثَمَرْهَا وَعَادَ يَدْعُو الشَّعْب لِيَدْخُلْهَا .. هُوَ يَسُوع الَّذِي صَعَدَ كَسَابِقٌ لِلسَّمَاء لِيُعِدٌ لَنَا طَرِيقٌ ثُمَّ يَعُودٌ مَرَّة أُخْرَى لِيَأخُذْنَا لِذلِك يَشُوع هُوَ رَمْز لِلْمَسِيح لَهُ المَجْد كَسَابِقٌ مِنْ أجْلِنَا وَهُوَ قَالْ ﴿ فِي بَيْتِ أبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ ... أنَا أمْضِي لأُِعِدَّ لَكُمْ مَكَاناً ... آتِي أيْضاً وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ ﴾ ( يو 14 : 2 – 3 ) * كَالِب * تَعْنِي * قَلْب * .. الَّذِي مَعَ يَسُوع لاَبُدْ أنْ يَكُون قَلْبُه جَادٌ رَاغِبْ فِي مِيرَاث السَّمَاء .. طَرِيقٌ كَنْعَان وَعْر لِذلِك لاَبُدْ مِنْ إِرْتِبَاط كَالِبْ بِيَشُوع لِتَسْتَطِيعْ أنْ تَدْخُلْهَا .. كَالِبْ وَيَشُوع تَحَدُّوا العَشْرَة جَوَاسِيس فَصَارَت النِّسْبَة 2 : 10 .. وَالعَشْرَة جَوَاسِيس أشَاعُوا مَذَمَّة فِي الشَّعْب لأِنَّ الخَبَر الرَّدِئ سَرِيعْ الإِنْتِشَار أكْثَر مِنْ الخَبَر الجَيِّدٌ .. وَبِذلِك تَحَدَيَا الشَّعْب كُلُّه .. كَانَ المَفْرُوض أنَّ الشَّعْب يَنْجَذِبْ إِلَى يَشُوع وَكَالِب لكِنَّهُ إِنْجَذَبَ لِلعَشَرَة الآخَرِينْ وَبِذلِك صَارَ كَالِب وَيَشُوع ضِدٌ الشَّعْب كُلُّه .. كَالِب وَيَشُوع قَالاَ الله قَادِرٌ أنْ يَجْعَل بَنِي عَنَاقٌ خُبْزَنَا هُوَ قَادِرٌ عَلَيْهِمْ .. قَدْ زَالَ عَنْهُمْ ظِلُّهُمْ .. هذَا عَمَل الإِيمَان . لِلإِيمَان بَرَكَات جَمِيلَة بَيْنَمَا قِلِّة الإِيمَان لَهَا نَتَائِج رَدِيئَة مِنْ بَرَكَات الإِيمَان :- 1- شَجَاعِة قَلْب الإِيمَان يُرَبِّي فِي القَلْب ثِقَة .. يَشُوع وَكَالِب قَالاَ نَحْنُ قَادِرُون عَلَيْهِمْ .. كَيْفَ وَهؤُلاَء عَمَالِقَة جَبَابِرَة ؟ يَقُولاَ هذِهِ هِي رُؤيِة الإِيمَان .. تَجْعَل الإِنْسَان يَرَى الحَقَّ وَلَيْسَ البَاطِل دُونَ أنْ يَخْضَعْ لِلأغْلَبِيَّة . 2- شَهَادِة الحَقَّ هِيَ رُؤيِة الحَقَّ دُونَ الخُضُوع لِلأغْلَبِيَّة .. نَحْنُ فِي العَالَمْ نَسْلُك وَالأغْلَبِيَّة يَمِيلُون لِلشَّهَوَات وَالمَلَذَات .. لكِنْ إِبْن الله مُخْتَلِفْ .. لاَبُدْ أنْ يَشْهَدٌ لِلحَقَّ حَتَّى وَإِنْ كَانَ قِلَّة قَلِيلَة .. حَتَّى وَإِنْ كَانَ بِنِسْبِة 2 : 10 أوْ بِنِسْبِة 2 : 600.000 .. تَخَيَّل أنَّ نِسْبِة المَوْجُودِينْ فِي الكِنِيسَة بِالنِّسْبَة لِلَّذِينَ هُمْ خَارِج الكِنِيسَة مُؤمِنُون وَغِير مُؤمِنُون 2 : 600.000 .. لكِنْ هذِهِ القِلَّة تَشْهَدٌ لِلحَقَّ .. قَالَ يَشُوع وَكَالِب ﴿ الأرْضُ جَيِّدَةٌ جِدّاً جِدّاً إِنْ سُرَّ بِنَا الرَّبُّ يُدْخِلْنَا إِلَى هذِهِ الأرْضِ وَيُعْطِينَا إِيَّاهَا أرْضاً تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً .. إِنَّمَا لاَ تَتَمَرَّدُوا عَلَى الرَّبِّ وَلاَ تَخَافُوا مِنْ شَعْبِ الأرْضِ لأِنَّهُمْ خُبْزُنَا قَدْ زَالَ عَنْهُمْ ظِلُّهُمْ وَالرَّبُّ مَعَْنَا .. لاَ تَخَافُوهُمْ ﴾ ( عد 14 : 7 – 9 ) لكِنْ عِنْدَمَا سَمَعَ الشَّعْب هذَا الكَلاَم أرَادُوا أنْ يَرْجِمُوهُمَا بِالحِجَارَة ﴿ وَلكِنْ قَالَ كُلُّ الجَمَاعَةِ أنْ يُرْجَمَا بِالحِجَارَةِ ﴾ ( عد 14 : 10 ) .. تَخَيَّل أنَّ صُوْت الله يُقَاوَم إِلَى هذَِهِ الدَّرَجَة .. الَّذِي يَقُول أنَّ الإِنْجِيل ألَذ مِنْ شَهَوَات العَالَمْ قِلَّة قَلِيلَة وَالإِنْجِيل يَرْوِي لَنَا قِصَص كَثِيرَة مِثْلَهَا لكِنْ بِأسْمَاء مُخْتَلِفَة .. قَلِيلُون هُمْ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ لِلحَقَّ وَيُشَوِقُونَنَا لِلسَّمَاء . 3- دُخُول أرْض المِيعَادٌ كَالِب وَيَشُوع أسْكَتَا الشَّعْب وَقَالاَ ثِقُوا أنَّ الله سَيُعْطِينَا الأرْض .. ثِقُوا فِي وُعُودٌ الله .. وَبِالفِعْل هُمَا فَقَطْ الَّذَينِ دَخَلاَ الأرْض مِنْ كُلْ جِيلِهِمَا . نَتَائِج عَدَم الإِيمَان :- 1- خُوْف وَرُعْب﴿ لاَ نَقْدِرْ أنْ نَصْعَدَ إِلَى الشَّعْبِ لأِنَّهُمْ أشَدُّ مِنَّا ﴾ ( عد 13 : 31 ) .. ﴿ قَدْ ذَهَبْنَا إِلَى الأرْضِ الَّتِي أرْسَلْتَنَا إِلَيْهَا وَحَقّاً إِنَّهَا تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً وَهذَا ثَمَرُهَا .. غَيْرَ أنَّ الشَّعْبَ السَّاكِنَ فِي الأرْضِ مُعْتَزٌّ وَالمُدُنُ حَصِينَةٌ عَظِيمَةٌ جِدّاً .. وَأيْضاً قَدْ رَأيْنَا بَنِي عَنَاقَ هُنَاكَ .. العَمَالِقَةُ سَاكِنُونَ فِي أرْضِ الجَنُوبِ وَالحِثِّيُّونَ وَاليَبُوسِيُّونَ وَالأمُورِيُّونَ سَاكِنُونَ فِي الجَبَلِ وَالكَنْعَانِيُّونَ سَاكِنُونَ عِنْدَ البَحْرِ وَعَلَى جَانِبِ الأُرْدُنِّ ﴾ ( عد 13 : 27 – 29 ) .. خُوْف وَاضْطِرَاب .. خُوْف وَرُعْب . 2- خِسَارِة أرْض المَوْعِدٌ قَالَ لَهُمْ الله لَنْ تَدْخُلُوا الأرْض . 3- تَأدِيبْ أتَاهَهُمْ الله أرْبَعِينَ سَنَة .. ﴿ كَعَدَدِ الأيَّامِ الَّتِي تَجَسَّسْتُمْ فِيهَا الأرْضَ أرْبَعِينَ يَوْماً لِلسَّنَةِ يَوْمٌ تَحْمِلُونَ ذُنُوبَكُمْ أرْبِعِينَ سَنَةً فَتَعْرِفُونَ ابْتِعَادِي ﴾ ( عد 14 : 34 ) .. ألَسْتُمْ تُرِيدُون أنْ تَسِيرُوا بِرَأيُكُمْ بِالعِيَان لاَ بِالإِيمَان لِذلِك سَتَرَوْنَ إِبْتِعَادِي .. كَلِمَة صَعْبَة .. قُلْ لله لاَ تَسْمَح أنْ أرَى إِبْتِعَادَك عَنِّي لكِنِّي أُرِيدْ أنْ أتَذَوَق إِقْتِرَابَك . الطَّرِيقٌ إِلَى كَنْعَان :- الطَّرِيقٌ الَّذِي ذَهَبُوا فِيهِ ﴿ إِطْلَعُوا إِلَى الجَبَلِ ﴾ ( عد 13 : 17) .. كَيْ نَتَمَتَّعْ بِالسَّمَوِيَات لاَبُدْ أنْ نَصْعَدٌ الجَبَلْ .. جَبَلْ الله .. الله سَمَح أنْ يَكُون لِكُلَّ وَاحِدٌ مِنَّا جَبَلْ فِي قَلْبُه لِكَيْ يَرْتَفِعْ فَوْقَهُ وَيَتَحَدَّث مَعَ الله .. لِيَرْتَفِعْ فَوْقَ أحْزَانُه .. هُمُومُه .. مَلَذَاتُه .. مَشْغُولِيَاتُه فِي الطَّرِيقٌ ذَهَبُوا أرْبَعِة مُدُن .. ﴿ فَصَعِدُوا وَتَجَسَّسُوا الأرْضَ مِنْ بَرِّيَّةِ صِينَ إِلَى رَحُوبَ فِي مَدْخَلِ حَمَاة .. صَعِدُوا إِلَى الجَنُوبِ وَأتُوا إِلَى حَبْرُونَ ﴾ ( عد 13 : 21 – 22 ) بَرِّيَّة صِين * صِين * مَعْنَاهَا * تَجَارُب * .. الَّذِي يَذْهَبْ إِلَى كَنْعَان لاَبُدْ أنْ يَعْرِفْ أنَّهُ سَيَمُر بِتَجَارُب كَثِيرَة .. ﴿ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ ﴾ ( أع 14 : 22 ) .. مَنْ مِنَّا عِنْدَمَا أرَادَ أنْ يُصَلِّي يُصَلِّي بِرَاحَة ؟!! لاَبُدْ أنْ يَجِدٌ الجَسَد يِحَارِبْ وَالظُّرُوف تِحَارِبْ وَتَجَارُب كَثِيرَة .. عِنْدَمَا نَجْتَاز بَرِّيِة صِين نَدْخُلْ رَحُوب . رَحُوب مَعْنَاهَا * إِتِّسَاع * .. الَّذِي يَجْتَاز الضِيقَات وَالتَّجَارُب سَيَجِدٌ تَعْزِيَة .. إِرْتِيَاح .. إِتِّسَاع .. بَرِّيَة صِين مَرْحَلَة تَدْخُل بِنَا إِلَى الإِتِسَاع .. رَحُوب حَمَاة مَعْنَاهَا * حِمَايَة * .. تَعْزِيَة أفْضَلْ مِنْ الإِتِّسَاع .. نَحْنُ نَمُر فِي الطَّرِيقٌ بِضِيقَات لاَ لِنَحْيَا فِي كَآبَة بَلْ لِنَجِدٌ تَعْزِيَة وَفَرَح بِالإِتِّسَاع .. إِذاً فِي الضِّيقٌ نَجِدٌ حِمَايَة وَنَتَمَتَّعْ بِهَا فِي حَمَاة حَبْرُون مَعْنَاهَا * شَرِكَة * .. شَرِكَة آلاَم الْمَسِيح .. سَنَجِدٌ بِهذِهِ الشَّرِكَة غَلْبَة عَلَى بَنِي عَنَاقٌ .. الشَّرِكَة مَعَ الله تُعْطِي غَلْبَة عَلَى أعْدَاء الطَّرِيقٌ وَادِي أشْكُول﴿ وَأتَوْا إِلَى وَادِي أشْكُولَ ﴾ ( عد 13 : 23 ) .. هُوَ وَادِي مُنْخَفِض وَهُوَ وَادِي مَشْهُور بِزِرَاعِة الفَوَاكِه وَخَاصَّةً العِنَبْ . أعْدَاء الطَّرِيقٌ :- فِي الطَّرِيقٌ رَأُوا ﴿ وَكَانَ هُنَاكَ أخِيمَانُ وَشِيشَايُ وَتَلْمَايُ بَنُو عَنَاقٍ ﴾ ( عد 13 : 22 )هؤُلاَء هُمْ بَنِي عَنَاقٌ وَهُمْ مَنْ أخَافُوا الشَّعْب :- أخِيمَان مَعْنَاهَا * أخُو الإِنْسَان * .. هُوَ أوِّل عَدُو لاَبُدْ أنْ نَغْلِبُه الطَّبِيعَة البَشَرِيَّة الإِنْسَانِيَّة الَّتِي تَظْهَر كَأخ لِلإِنْسَان لكِنَّهُ أخ كَاذِبْ شِيشَاي مَعْنَاهَا * حُرِّيَّة * .. مَنْ يُرِيدْ أنْ يَدْخُلْ السَّمَاء لاَبُدْ لَهُ أنْ لاَ يَنْخَدِع بِالحُرِّيَّة الكَاذِبَة وَإِلاَّ تَحَوَلَتْ إِلَى عُبُودِيَّة تَسْتَعْبِدُه لَهَا تِلْمَاي مَعْنَاهَا * شَجَاعَة * .. عَدُو الخِير يُحَارِبْنَا بِالشَّجَاعَة الكَاذِبَة .. بِالإِتِّكَال عَلَى الذَّات .. هذِهِ هِيَ فِخَاخ العَدُّو ..طَبِيعِة الإِنْسَان تَغْلِبُه ثُمَّ يُسْتَعْبَدٌ لِحُرِّيِة العَالَمْ الكَاذِبَة وَيَسْنِدُه شَجَاعَة كَاذِبَة ذَاتِيَّة .. لَيْتَك تَحْذَر بِالخَاصَّة مِنْ تِلْمَاي .. فِي الطَّرِيقٌ نُوَاجِه صُعُوبَات فِي العَالَمْ ﴿ فِي العَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ .. وَلكِنْ ثِقُوا أنَا قَدْ غَلَبْتُ العَالَمَ ﴾ ( يو 16 : 33 ) رَجَعْ الجَوَاسِيس بِعَنْقُودٌ عِنَبْ كِبِير الحَجْم .. ﴿ وَأتَوْا إِلَى وَادِي أشْكُولَ وَقَطَفُوا مِنْ هُنَاكَ زَرَجُونَةً بِعُنْقُودٍ وَاحِدٍ مِنَ العِنَبِ وَحَمَلُوهُ بِالدُّقْرَانَةِ بَيْنَ اثْنَيْنِ مَعَْ شَيْءٍ مِنَ الرُّمَانِ وَالتِّينِ ﴾ ( عد 13 : 23 ) .. * زَرَجُونَة عِنَبْ * أي جُزْء كِبِير مِنْ العِنَبْ .. * دَقْرَانَة * هِيَ عَمُودٌ طَوِيل مِنْ الخَشَبْ يُحْمَل عَلِيه الثِّمَار بَيْنَ إِثْنَيْنِ .. أي قِطْعِة خَشَبْ كِبِيرَة يُحْمَل عَلَيْهَا عَنْقُودٌ عِنَبْ كِبِير وَحَمَلْهَا رِجَال عَلَى أكْتَافِهِمْ .. الآبَاء يَقُولُون أنَّ الرِّجَال الَّذِينَ حَمَلُوا الدِقْرَانَة الحَامِلَة عَنْقُودٌ العِنَبْ هُمْ العَهْد القَدِيم وَالعَهْد الجِدِيد .. بَعْض الرِّجَال الَّذِينَ حَمَلُوا العَنْقُودٌ كَانَ العَنْقُودٌ خَلْفُهُمْ لاَ يَرُوه لكِنَّهُمْ يَحْمِلُوا الدِقْرَانَة عَلَى أكْتَافِهِمْ وَالبَعْض الآخَر مِنْهُمْ كَانَ العَنْقُودٌ أمَامَهُمْ أي أمَام أعْيُنَهُمْ الَّذِينَ حَمَلُوا الدِقْرَانَة وَعَنْقُودٌ العِنَبْ خَلْفُهُمْ هُمْ العَهْد القَدِيم الَّذِي تَكَلَّمْ عَنْ عَنْقُودٌ الحَيَاة رَبَّ المَجْد يَسُوع المَصْلُوب عَلَى خَشَبِة الصَّلِيب دُونَ أنْ يَرَاه .. بَيْنَمَا العَهْد الجَدِيد حَمَلَهُ وَتَكَلَّمْ عَنْهُ وَهُوَ يَرَاه .. لِذلِك العَهْد القَدِيم مَارَسُوا طُقُوس وَحَمَلُوا الصَّلِيب دُونَ أنْ يَعُوه .. أقَامُوا الفِصْح دُونَ أنْ يَفْهَمُوا يُونَان النَّبِي وَهُوَ فِي بَطْن الحُوْت هَلْ كَانَ يَعِي أنَّهُ إِشَارَة لِمُوت وَقِيَامِة رَبَّ المَجْد يَسُوع ؟ .. لاَ .. إِبْرَاهِيم أبُو الآبَاء عِنْدَمَا ذَهَبَ لِيَذْبَح إِسْحَق هَلْ كَانَ يَفْهَمْ ؟ .. لاَ .. لكِنَّنَا نَحْنُ نَفْهَمْ العَنْقُودٌ لأِنَّهُ أمَامَنَا .. ﴿ فَسَارُوا حَتَّى أتَوْا إِلَى مُوسَى وَهَارُون وَكُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى بَرِّيَّةِ فَارَانَ إِلَى قَادِشَ وَرَدُّوا إِلَيْهِمَا خَبَراً وَإِلَى كُلِّ الجَمَاعَةِ وَأرُوهُمْ ثَمَرَ الأرْضِ ﴾ ( عد 13 : 26 ) .. أرْبِعُونَ يَوْماً الشَّعْب مِنْتِظِر الجَوَاسِيس بِلَهْفَة .. لَمْ تَكُنْ هُنَاك وَسَائِل إِتِصَال سَرِيعَة سِوَى إِنْتِظَار عَوْدَتَهُمْ .. وَلَمَّا عَادُوا أشَاعُوا مَذَّمَة .. تَخَيَّل عِنْدَمَا تَعِيش الحَيَاة وَلاَ أحَدٌ يَتَكَلَّمْ مَعَك عَنْ عُذُوبِة السَّمَاء !! .. ضَاعْ هَدَفَك .. لكِنْ تَخَيَّل عِنْدَمَا يُشِيعْ لَك أحَدٌ مَذَمَّة فِي الطَّرِيقٌ .. مَاذَا يَحْدُث ؟ .. لِذلِك لاَبُدْ أنْ تَتَزِنْ فِي جِهَادَك .. الشَّعْب كُلُّه سَارَ وَرَاءَ العَشَرَة جَوَاسِيس وَتَذَمَّرُوا .. ﴿ لكِنْ كَالِب أنْصَتَ الشَّعْبَ ﴾ ( عد 13 : 30 ) أي أسْكَتَهُمْ .. ﴿ وَقَالَ إِنَّنَا نَصْعَدُ وَنَمْتَلِكُهَا لأِنَّنَا قَادِرُونَ عَلَيْهَا ﴾ .. نَحْنُ قَادِرُون عَلَيْهِمْ .. لاَ تَشُّكُّوا فِي مَوَاعِيد الله . تَقْرِير الجَوَاسِيس :- هُوَ حَال الإِنْسَان عَنْ إِنْطِبَاعَاتُه عَنْ الحَيَاة الأبَدِيَّة وَاشْتِيَاقَات قَلْبُه .. لاَبُدْ أنْ نَعْرِف أنَّ الغَالِبِيَّة مُحْبَطَة .. وَعَدَم الإِيمَان يَنْتَشِر بِسُرْعَة أكْثَر مِنْ الإِيمَان .. ﴿ فَرَفَعَتْ كُلَّ الجَمَاعَةِ صَوْتَهَا وَصَرَخَتْ وَبَكَى الشَّعْبُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ .. وَتَذَمَّرَ عَلَى مُوسَى وَعَلَى هَارُون جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمَا كُلُّ الجَمَاعَةِ لَيْتَنَا مُتنَا فِي أرْضِ مِصْرَ ﴾ ( عد 14 : 1 – 2 ) .. هَلْ تُرِيدْ أنْ تُخْرِجْنَا مِنْ أرْض مَصْر إِلَى أرْض تَأكُل سُكَّانْهَا ؟ هَلْ كُنَا لاَ نَسْتَطِيعْ أنْ نَظَلْ فِي أرْض مِصْر وَنَمُوْت فِيهَا ؟ .. الله قَالَ لَهُمْ ﴿ مِنْ فَمِكَ أدِينُكَ ﴾( لو 19 : 22 ) .. أنْتَ قُلْت * لَيْتَنَا * لِذلِك سَتَمُوتُون فِي القَفْر .. ﴿ أوْ لَيْتَنَا مُتْنَا فِي هذَا القَفْرِ .. وَلِمَاذَا أتَى بِنَا الرَّبُّ إِلَى هذِهِ الأرْضِ لِنَسْقُطَ بِالسَّيْفِ .. تَصِيرُ نِسَاؤُنَا وَأطْفَالُنَا غَنِيمَةً ﴾( عد 14 : 2 – 3 ) .. لِذلِك قَالَ لَهُمْ الله أنْتُمْ سَتَمُوتُونَ فِي القَفْر أمَّا أوْلاَدَكُمْ فَسَيَدْخُلُون أرْض المِيعَادٌ ﴿ ألَيْسَ خَيْراً لَنَا أنْ نَرْجِعَ إِلَى مِصْرَ .. فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ نُقِيمُ رَئِيساً وَنَرْجِعُ إِلَى مِصْرَ ﴾( عد 14 : 3 – 4 ) .. صَارَ قَرَار العَوْدَة إِلَى مَصْر .. عَدَم إِيمَان .. كَانَ أمَامَهُمْ خَطَوَات قَلِيلَة وَالوَعْد يَتَحَقَّقٌ لكِنْ إِيمَانَهُمْ إِهْتَز .. بَيْنَمَا الكِتَاب يَقُول ﴿ هذِهِ هيَ الغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلُبُ العَالَمَ إِيمَانُنَا ﴾( 1يو 5 : 4 ) .. الله يُرِيدْ أنْ يُعْطِينَا نِعَمْ كَثِيرَة وَنَحْنُ نَتَذَمَّر وَنُشِيعْ مَذَمَّة .. تَذَمَّر الشَّعْب عَلَى مُوسَى .. العَجِيب أنَّ الشَّعْب بَدَلاً مِنْ أنْ يِشْتِكِي ضَعْف إِيمَانُه وَيَطْلُبْ صَلاَة مُوسَى النَّبِي عَنْهُ لِيُزِيدْ الله إِيمَانُه إِشْتَكَى الله .. وَهذَا مَا يَحْدُث مَعَ الإِنْسَان يَقُول لله أنْتَ وَضَعْتَنِي فِي طَرِيقٌ بِهِ أعْدَاء وَلاَ يُفَكِّر الإِنْسَان فِي تَقْصِيرُه هُوَ مُوسَى النَّبِي يَرْمُز لِلْمَسِيح لأِنَّ مُوسَى صَارَ فِي إِخْلاَء مِنْ القَصْر الَّذِي تَرَبَّى فِيهِ لِيُنْقِذ الشَّعْب مِنْ العُبُودِيَّة وَرَغْم ذلِك طَلَبُوا رَئِيس آخَر لِيُعِيدَهُمْ إِلَى مَصْر أرْض العُبُودِيَّة .. هذَا هُوَ الْمَسِيح الَّذِي أخْلَى نَفْسُه وَجَاءَ إِلَى خَاصَّتُه وَخَاصَّتُه رَفَضَتُه ( يو 1 : 11) .. وَقَالُوا لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَر ( يو 19 : 15 ) .. هذِهِ صُورَة مِنْ وَاقِعْ الإِنْسَان مَا عِلاَج التَّذَمُر عِنْدَ مُوسَى النَّبِي وَهَارُون ؟ .. ﴿ فَسَقَطَ مُوسَى وَهَارُون عَلَى وَجْهَيْهِمَا أمَامَ كُلِّ مَعْشَرِ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ ( عد 14 : 5 ) .. مَا أجْمَل السُقُوط عَلَى الوَجْه أي السُّجُودٌ .. * أنْ يَعْرِف طَرِيقٌ وَجْهَهُ إِلَى الأرْض * .. أجْمَل وَسِيلَة لِحَل المَشَاكِل .. ذُكِرَت هذِهِ الأُمور عَنْ مُوسَى كَثِيراً .. أمَّا يَشُوع وَكَالِب فَقَدْ شَقَّا ثِيَابَهُمَا وَهذَا مَعْنَاه فِي العُرْف اليَهُودِي إِعْلاَن جُحُودٌ الإِنْسَان لِهذَا المَوْقِفْ لِذلِك شَقَّ رَئِيسُ الكَهَنَة ثِيَابَهُ ( مر 14 : 63 ) .. ﴿ وَكَلَّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلِينَ الأرْضُ الَّتِي مَرَرْنَا فِيهَا لِنَتَجَسَّسَهَا الأرْضُ جَيِّدَةٌ جِدّاً جِدّاً ﴾ ( عد 14 : 7 ) .. مَا أجْمَل أنْ يَكُون كُلَّ إِنْطِبَاعَات الإِنْسَان عَنْ مَوَاعِيد الله – جَيِّدَة – الأرْض وَالسَّمَاء جَيِّدَة جِدّاً .. وَالدُّخُول نِعْمَة مِنْ الله .. ﴿ إِنْ سُرَّ بِنَا الرَّبُّ يُدْخِلْنَا إِلَى هذِهِ الأرْضِ ﴾ ( عد 14 : 8 ) .. ﴿ لاَ بِأعْمَالٍ فِي بِرٍّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ ﴾ ( تي 3 : 5 ) .. هذَا عَمَل يَجْعَل الله لاَ يُسَر أنْ يُدْخِلْنَا الأرْض ﴿ إِنَّمَا لاَ تَتَمَرَّدُوا عَلَى الرَّبِّ وَلاَ تَخَافُوا مِنْ شَعْبِ الأرْضِ لأِنَّهُمْ خُبْزُنَا .. قَدْ زَالَ عَنْهُمْ ظِلُّهُمْ وَالرَّبُّ مَعَْنَا .. لاَ تَخَافُوهُمْ ﴾ ( عد 14 : 9 ) .. لكِنْ الشَّعْب أرَادَ أنْ يَرْجِمْهُمَا بِالحِجَارَة .. هُنَا رَبِّنَا يَتَدَخَلْ .. فِي البِدَايَة صَمَتْ الله لِيَرَى إِنْطِبَاعَاتَك وَتَفْكِيرَك .. ﴿ ثُمَّ ظَهَرَ مَجْدُ الرَّبِّ فِي خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِكُلِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ .. وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى حَتَّى مَتَى يُهِينُنِي هذَا الشَّعْبُ وَحَتَّى مَتَى لاَ يُصَدِّقُونَنِي بِجَمِيعِ الآيَاتِ الَّتِي عَمِلْتُ فِي وَسْطِهِمْ ﴾ ( عد 14 : 10 – 11) .. حَتَّى مَتَى يُهِينَنِي الشَّعْب بِعَدَم إِيمَانِهِمْ .. عَدَم الإِيمَان إِهَانَة لله .. فِي كُلَّ مَرَّة إِيمَانَنَا يَضْعُفْ نُهِينْ الله .. وَكَأنَّهُ يَقُول أنَا تَحَمَّلْتَهُمْ مُنْذُ القَدِيم وَأنَا أُظْهِر لَهُمْ عَمَلِي .. عَمَودٌ سَحَاب وَعَمُودٌ نَار .. عَبَّرْتَهُمْ البَحْر الأحْمَر .. أعْتَقْتَهُمْ مِنْ العُبُودِيَّة وَهُمْ لاَ يُصَدِّقُون ﴿ إِنِّي أضْرِبُهُمْ بِالوَبَأ وَأُبِيدُهُمْ وَأُصَيِّرُكَ شَعْباً أكْبَرَ وَأعْظَمَ مِنْهُمْ ﴾ ( عد 14 : 12) .. أنَا سَأفْنِي هذَا الشَّعْب وَأجْعَلَك شَعْب أعْظَمْ مِنْهُمْ وَلِنَسْمَعْ الأنْ طِلْبِة مُوسَى النَّبِي لله .. يَقُول لَهُ أنْتَ تَقُول سَأبِيدَهُمْ ؟ إِذاً مَاذَا يَقُول المَصْرِيُون ؟- دَالَّة - ﴿ فَيَسْمَعُ المِصْرِيُّونَ الَّذِينَ أصْعَدْتَ بِقُوَّتِكَ هذَا الشَّعْبَ مِنْ وَسَطِهِمْ وَيَقُولُونَ لِسُكَّانِ هذِهِ الأرْضِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا أنَّكَ يَارَبُّ فِي وَسَطِ هذَا الشَّعْبِ الَّذِينَ أنْتَ يَارَبُّ قَدْ ظَهَرْتَ لَهُمْ عَيْناً لِعَيْنٍ وَسَحَابَتُكَ وَاقِفَةٌ عَلَيْهِمْ وَأنْتَ سَائِر أمَامَهُمْ بِعَمُودِ سَحَابٍ نَهَاراً وَبِعَمُودِ نَارٍ لَيْلاً .. فَإِنْ قَتَلْتَ هذَا الشَّعْبَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ يَتَكَلَّم الشُّعُوبُ الَّذِينَ سَمِعُوا بِخَبَرِكَ قَائِلِينَ لأِنَّ الرَّبَّ لَمْ يَقْدُِرْ أنْ يُدْخِلَ هذَا الشَّعْبَ إِلَى الأرْضِ الَّتِي حَلَفَ لَهُمْ قَتَلَهُمْ فِي القَفْرِ ﴾ ( عد 14 : 13 – 16) .. الشُّعُوب الَّتِي حَوْلَنَا مَرْعُوبَة مِنَّك يَارَب لأِنَّ لَهُمْ ثِقَة أنَّكَ مَعَنَا .. لكِنْ عِنْدَمَا يَسْمَعُون أنَّكَ تُبِيد شَعْبَك مَاذَا يَقُولُونَ عَنْكَ وَعَنَّا – دَالَّة – .. كَانَ يُكَلِّمْ الله عَيَان بِعَيَان وَيَعْرِف أنَّ هذِهِ النُقْطَة حَسَّاسَة بِالنِّسْبَة لله .. ﴿ فَالآنَ لِتَعْظُمْ قُدْرَةُ سَيِّدِي كَمَا تَكَلَّمْتَ قَائِلاً الرَّبُّ طَوِيلُ الرُّوحِ كَثِيرُ الإِحْسَانِ يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَالسَّيِّئَةَ لكِنَّهُ لاَ يُبْرِئُ بَلْ يَجْعَلُ ذَنْبَ الآبَاءِ عَلَى الأبْنَاءِ إِلَى الجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ .. اِصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ هذَا الشَّعْبِ كَعَظَمَةِ نِعْمَتِكَ وَكَمَا غَفَرْتَ لِهذَا الشَّعْبِ مِنْ مِصْرَ إِلَى ههُنَا ﴾ ( عد 14 : 17 – 19) .. يَارَب نَحْنُ جَهَلَة وَشَكَّاكُون وَإِيمَانُنَا ضَعِيفْ لكِنَّك إِله رَحُوم فَكَمِّل يَارَب غُفْرَانَك ﴿ فَقَالَ الرَّبُّ قَدْ صَفَحْتُ حَسَبَ قَوْلِكَ ﴾ ( عد 14 : 20 ) .. عَظَمِة الله جَمِيلَةٌ فِي مَحَبَّتِهِ لِخُدَّامُه وَمَحَبَّتُه .. جَمِيلَة شَفَاعِة مُوسَى النَّبِي فِي الشَّعْب وَجَيِّدٌ هُوَ أُسْلُوبُه مَعَ الله وَيُكَلِّمُه بِاللُغَة الَّتِي تِفَرَّحُه وَتُرْضِيه .. قَالَ لَهُ أنْتَ لاَ تُبَرِّئ لكِنْ تَجْعَل ذّنْب الآبَاء عَلَى الأبْنَاء إِلَى الجِيل الثَّالِث وَالرَّابِعْ هذِهِ مَرَاحِل الخَطِيَّة .. لَهَا أجْيَال أوِّل وَثَانِي وَثَالِث وَرَابِعْ .. هُمْ :- الجِيل الأوَّل الفِكْر فِي الخَطِيَّة الجِيل الثَّانِي التَّفَاعُل مَعَ الخَطِيَّة الجِيل الثَّالِث فِعْل الخَطِيَّة الجِيل الرَّابِعْ تِكْرَار الخَطِيَّة لِتَرَى فِي أي جِيل أنْتَ مِنْ الخَطِيَّة .. هَلْ تُفَكِّر فِيهَا أم تُفَكِّر وَلاَ تَتَفَاعَل بَلْ تُفَكِّر وَلاَ تَفْعَل أوْ تَفْعَل وَلاَ تُكَرِّر ؟؟ قَالَ الرَّبَّ قَدْ صَفَحْتُ حَسَبْ قَوْلَك رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

دراسة فى سفر القضاة - المسيح فى سفر القضاة

يأتِى سِفر القُضَاة بعد سِفر يشُوع وَقبل سِفر صَمُوئِيل الأوَّل وَهُوَ يُمَّثِل حُقبة مِنْ التَّارِيخ فِى حياة بنِى إِسْرَائِيل تصِل إِلَى حوالِى 450سنة وَهُوَ سِفر لاَ يُستهان بِهِ وَالحُقبة الَّتِى يُمَّثِلُها حُقبة كبِيرة 450سنة مِنْ مُعاملات الله مَعَْ الشَّعْب القدِيم يجِب أنْ نفهم مِنْها ماذا يُرِيد الله أنْ يقُول لَهُمْ وَماذا يُرِيد أنْ يُعلِّمهُمْ إِيَّاه وَكُلّ ما سبق وَعلَّمهُمْ إِيَّاه يُعلِّمنا نحنُ أيضاً لأِنَّ الكِتاب المُقدَّس لاَ يقدم وَ لاَ يشِيخ فَهُوَ حىَّ مُتجَّدِد دائِماً فكُلّ أحداثه كما قِيل هُوَ هُوَ أمس وَاليوم وَإِلَى الأبد ( عب 13 : 8 )هكذا مُعاملات الله فِى الكِتاب المُقدَّس سِفر يشُوع إِنتهى بِإِنتصار بنِى إِسْرَائِيل وَدخُول أرض الموعِد وَنوالهُمْ المواعِيد وَيُقال عنْهُ أنَّهُ سِفر الخَلاَصَ المجَّانِى السِفر

دراسة فى سفر هوشع

فِي سِفْر هُوشَع النَّبِي 2 : 5 – 7 { لأِنَّ أُمَّهُمْ قَدْ زَنَتِ . الَّتِي حَبِلَتْ بِهِمْ صَنَعَتْ خِزْياً لأِنَّهَا قَالَتْ أَذْهَبُ وَرَاءَ مُحِبِّيَّ الَّذِينَ يُعْطُونَ خُبْزِي وَمَائِي صُوفِي وَكَتَّانِي زَيْتِي وَأَشْرِبَتِي . لِذلِك هأَنَذَا أُسَيِّجُ طَرِيقَكِ بِالشَّوْكِ وَأَبْنِي حَائِطَهَا حَتَّى لاَ تَجِدَ مَسَالِكَهَا . فَتَتْبَعُ مُحِبِّيهَا وَلاَ تُدْرِكُهُمْ وَتُفَتِّشُ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَجِدُهُمْ . فَتَقُولُ أَذْهَبُ وَأَرْجِعُ إِلَى رَجُلِي الأوَّلِ لأِنَّهُ حِينَئِذٍ كَانَ خَيْرٌ لِي مِنَ الآنَ } فِي عَصْر رَحْبَعَام حَدَثَ إِنْقِسَام لِلمَمْلَكَة إِلَى مَمْلَكَتَيْنِ مَمْلَكِة الشَّمَال وَهيَ مَمْلَكِة إِسْرَائِيل أوْ مَمْلَكِة السَّامِرَة .. وَمَمْلَكِة الجَنُوب وَهيَ مَمْلَكِة يَهُوذَا أوْ مَمْلَكِة أُورُشَلِيم وَكَانَ بِهَا الهِيكَل فَكَانَتْ مَمْلَكِة يَهُوذَا أكْثَرْ تَقْوَى مِنْ مَمْلَكِة إِسْرَائِيل الَّتِي كَانَتْ مَمْلُؤة عِبَادَات أصْنَام وَكُلَّ مُلُوكْهَا أشَرَاربَيْنَمَا بَعْض مُلُوك يَهُوذَا صَالِحِينْ هُوشَع النَّبِي هُوَ النَّبِي الوَحِيدْ الَّذِي خَرَجَ مِنْ مَمْلَكِة الشَّمَال بَيْنَمَا مُعْظَمْ الأنْبِيَاء بِإِسْتِثْنَاء هُوشَع خَرَجُوا مِنْ مَمْلَكِة الجَنُوب وَإِنْ كَانُوا قَدْ وَجَّهُوا كَلاَمَهُمْ أيْضاً إِلَى مَمْلَكِة الشَّمَال .. لِذلِك كَانَ الله دَائِماً يُنْذِر مَمْلَكِة الشَّمَال وَلكِنْ لَمَّا وَجَدَ أيْضاً أنَّ مَمْلَكِة الجَنُوب قَدْ إِنْتَقَلَتْ إِلَيْهَا عَدْوَى الشَّر أنْذَرْهَا هِيَ أيْضاً بِالتَّخَلِّي وَالسَبْي فَحَدَثَ أوَّلاً سَبْي مَمْلَكِة الشَّمَال ثُمَّ بَعْدَهَا سَبْي مَمْلَكِة الجَنُوب .. لِذلِك هُوشَع يُمَثِّلْ صُوْت الله لِمَمْلَكِة إِسْرَائِيل العَاصِيَة الشِّرِّيرَة .

دراسة فى سفر القضاة - شخصية يفتاح

كلِمة " يفتاح " تعنِى " الَّذِى يفتح " وَهُوَ يُشِير إِلَى السيِّد المسِيح الَّذِى فتح الملكُوت المُغلق قِيل عنْهُ أنَّهُ جبَّار بأس أى قوِى وَلكِنْ كَانَ عِنده مُشكِلة كانت عِند كُلّ رِجال العهد القدِيم وَهِى أنَّهُمْ كَانَ لِكُلٍّ مِنْهُمْ زوجة وَعِدَّة سرائِر وَيكُون لَهُ أولاد مِنْ الزوجة وَأولاد مِنْ السرائِر وَبِالتأكِيد أنَّهُ كانت هُناكَ مشاكِل وَحرُوب بين أولاد الزوجة وَأولاد السرائِركما حدث بين سارة وَهاجِر بِسبب إِسحق وَإِسماعِيل وَكَانَ الحل عِند إِبراهِيم أنَّهُ أعطى أولاد السرائِر مال وَصرفهُمْ بينما ورثهُ إِبن زوجتِةِ كَانَ يفتاح إِبن أحد جوارِى جلعاد هذِهِ الجارية مُمكِن تكُون إِمرأة غير مؤمِنة وَلكِنْ كَانَ يُطلق عليهِ إِبن الزانِية ليست زانِية بِالجسد وَلكِنْ مُمكِن تكُون مُكرَّسة نَفْسَها لِعِبادِة الأوثان أى إِبن إِمرأة غرِيبة فيُطلق عليها زانِية أى بعِيدة عَنْ الإِيمان لِهذا فقد كَانَ

الصليب في سفر اللاويين

الذبائح والصليب + ما هى الذبيحة : الذبيحة، فى تعريفها القديم، هى كل ما يُذبح أو يُضحىَّ به كتقدمة أو قربان للإله. وقد يكون ذلك من أجل تأسيس علاقة أو عقد ميثاق مع الإله، أو لاستعادة هذه العلاقة، أو الحفاظ عليها، أو لتذكار تأسيسها، أو لاسترضاء وجه الإله، أو لتقديم الشكر له، أو للتعبير عن التوبة وطلب الغفران منه. وبدخول الخطية إلى العالم بالإنسان الأول، آدم ، وطُرده من الفردوس ولم تكن له هو وبنيه القدرة على المثول أمام الرب القدوس، ولم يكن للإنسان الجرأة على التقدم إلى الله وخطاياه عليه، فكان إذا تراءى أمام الله لابد أن يكون الدم بيديه كجواز للمرور إلى القدس، فتقديم الذبائح، إذاً أمر خطير فـى حياة آدم وبنيه، أمر قد تعلمه يوم أنخرج مـن الفردوس "وصنع الرب الإله لهما أقمصة من جلد والبسهما" ( تكوين 3 : 21 ). هنا يظهر بوضوح حنان الله ورفقه بالإنسان وسعيه ليستر عريه، كما يتضح أيضاً أن الرب الإله ذبح ذبيحة من أجل الإنسان، وأخذ جلد الذبيحة وصنع منه أقمصة ليكسو بـها عرى آدم وحواء !. وإلا فمن أين أتى الله بالأقمصة الجلد؟ فآدم الذى تعرى بالخطية، لم يستطع أن يكسو نفسه ويستر عريه، ولم ينفعه ورق التين - الذى حاول أن يتغطي به - لذلك ستره الله بأقمصة صنعها بيده من جلد الذبيحة التى ذبحها أمام آدم . وأنه لأمر جدير بالانتباه أن كلمة ” يكفَّر“ فى العبرية تعنى ( يغطى) أو (يستر) حيث التكفير هو ستر الخطايا وتغطيتها من خلال الذبيحة وسفك الدم وخلع بر الذبيحة ليكتسى به الخاطئ، تماماً كما سلخ الله جلد الذبيحة ليكسو بـها آدم وحواء. ولا شك أن كل هذا الذى صنعه الله من أجل آدم الذى أخطأ كان يحمل فى طياته أحشاء رأفات الله وحبه العجيب للإنسان ورحمته الثابتة نحوه وقصده الأزلى فى فدائه والتكفير عنه بذبيحة قادرة أن تستر عريه الروحى وتنـزع خطيته وتُلبسه ثوب البر الذى لا يبلى المصنوع بيد الله . كان هذا التعليم لتقديم الذبائح شفاهياً توارثه الأبناء عن الآباء بالتقليد ثم رسم الله له تفصيلاً دقيقاً لطقس تقديم الذبائح ضمّنه كل الأوجه المتعددة التى للذبيحة الواحدة على الصليب، إلى أن جاء ملء الزمان وأرسل الله ابنه مولوداً من العذراء لتفرح البشرية كلها بمجىء الذبيحة المُخلصة من الموت، المُنقذه من الهلاك، المتممة للناموس، المُظهره لمحبته. كما لا نشك أيضاً أن آدم نفسه قد تسلم مما صنعه الله أمامه، ضرورة الذبيحة للتكفير عن الخطايا والتماس رضا الله ورحمته. ولقد سار ابناء ابينا ادم علي هذا النهج في التقرب الي الله في تقديم الذبائح، فنجد ان قايين وهابيل، ونوح ايضاً بعد الطوفان قدم ذبائح، وابراهيم ايضاً قدم ذبائح واولاده اسحاق ويعقوب،وايضا ذبيحة الفصح عند خروج الشعب الاسرائيلي من ارض مصر. + شروط الذبيحة المُقدمة: اولا: لابد أن تكون الذبيحة حيوانية غير عاقلة، أى غير قابلة للخطية والتعدى، لذلك أمكن أن تُوضع بديلاً عن الخاطىء المعترف بخطيته ( لاويين 5:5 ). وبراءتـها من الخطية براءة كاملة جعل موتـها معتبراً فدية أو ضحية حقيقية ( تكوين 22 : 13 )، كذلك كان عدم قابليتها للخطية إشارة رائعة إلى السيد المسيح الذى لم يخطىء قط، ولم يكن ممكناً أن يخطىء قط، بسبب لاهوته الذى جعله معصوماً عن الخطأ عصمة كاملة. ثانياً: كان يلزم أن تقدَّم ذبائح كل يوم، ويُسفك دمها كل يوم، لأن فسادها الطبيعى كان يمنع دوام أثرها !! لأنه دم تيوس وعجول! فالحياة التى فيه أرضية مؤقتة. وكان تكرار سفكه كل يوم بمثابة إعتراف بعدم نفعه "وإشارة هامة إلى لزوم ذبيحة تبقى حية تقدم مرة واحدة". الذى ليس له اضطرار كل يوم مثل رؤساء الكهنة أن يقدم ذبائح أولاً عن خطايا نفسه ثم عن خطايا الشعب، لأنه فعل هذا مرة واحدة، إذ قدم نفسه ( عبرانيين 7: 27 )، فلا يمنعها الموت عن البقاء (عبرانيين 7: 23)، وإذ تظل كما هى حية يظل دمها فعالاً إلى أبد الآبدين. ثالثاً: كما يذكر سفر اللاويين أنواعاً كثيرة من الذبائح تختلف طرائق تقديمها، مما يشتت ذهن القارىء لأول وهلة من كثرة تفاصيلها، ولكنها تعكس فى الواقع طبيعة الخطية وتشعباتـها وتعقيداتـها. وما استلزم ذلك من ذبائح وتقدمات وطقوس كانت كلها إشارة إلى ذبيحة المسيح التى لم يكن ممكناً قط أن يستوفى عملها ذبيحة واحدة أو طقس واحد من هذه الطقوس. + ذبيحة المحرقة: + ان اهم وجه من اوجه الصليب في ذبيحة المحرقة هو طاعة الابن للاب، وهي الطاعة التي عاشها وتممها المسيح طوال فترة خدمته وحتي الصليب. "هانذا اجيء لافعل مشيئتك يا الله" (عب10: 7( "لاني قد نزلت من السماء ليس لاعمل مشيئتي بل مشيئة الذي ارسلني" (يو6: 38) "ينبغي ان اعمل اعمال الذي ارسلني" (يو9: 4) ولتاكيد ان المسيح يعمل هذه الاعمال بارادته "لهذا يحبني الاب لاني اضع نفسي لاخذها ايضا، ليس احد ياخذها مني بل اضعها انا من ذاتي، لي سلطان ان اضعها ولي سلطان ان اخذها ايضا. هذه الوصية قبلتها من ابي" (يو10: 17 -18) "الكلام الذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسي، لكن الاب الحال في هو يعمل الاعمال" (يو14: 10) وقمة الطاعة تظهر جلية حين "اطاع حتى الموت، موت الصليب" (في2: 8) اوضحت الذبيحة بذل المسيح ذاته الي التمام "انا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف" (يو10: 11) وتاكيداً علي قبوله للعمل العظيم من الآب قال "الكاس التي اعطاني الاب، الا اشربها" (يو18: 11) ونجد مسرة الاب في عمل الابن "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (مت3: 17) + من خلال هذه الذبيحة ينكشف لنا الطاعة العجيبة التي اكملها الابن نحو الاب وتكميل مشيئته، مما يؤكد علي العلاقة الخاصة بينهم، وهي البنوة، المسيح لم ياخذ هذه البنوة بالاختطاف ولا بالادعاء بل لانه حقق واجبات هذه البنوة. ويكون بذلك قد نفذ مشيئة الاب وبالتالي مشيئته الخاصة لانهم واحد "انا و الاب واحد" (يو10: 30). + وايضاً نجد في ذبيحة الصليب، كذبيحة المحرقة، مسرة فائقة لقلب الاب، كما نصلي في الجمعة العظيمة والتسبحة اليومية ((هذا الذي اصعد ذاته ذبيحة مقبولة علي الصليب عن خلاص جنسنا، فاشتمه ابوه الصالح وقت المساء علي الجلجثة)) + ونجد ان ذبيحة المحرقة هي اول الذبائح في الترتيب، بدونها لا يمكن تقديم ذبائح الخطية، الاثم، السرور، القربان. وهذا يؤكد علي انه بدون ارضاء الابن للاب وتقديم الطاعة حتي الموت لما كان هناك مغفرة للخطايا او سلام للانسان. + ولا نجد في هذه الذبيحة اي ذكر للخطية، بل يدعوها الطقس "محرقة وقود رائحة سرور للرب" (لا1: 13)، وفي نفس الاصحاح يقول عن ذبيحة المحرقة انها "للرضا" (لا1: 3) + تامل روحي: في الاعتراف وقبل ان نطرح خطايانا علي المسيح يجب ان نتقدم اليه في طاعة مثل الشاه التي تساق الي الذبح.. + مواد الذبيحة: البقر، الغنم (ضان او ماعز)، ( من اثمن الحيوانات، ومن الحيوانات الطاهرة المُصرح باكلها، كما ان البقر صالح للعمل)، باختصار اراد الله ان يقدم الشعب اغلي ما يملك له. وايضاً اليمام او الحمام ( طلب الله الا يثقل علي الفقراء في تقديم الذبائح الثمينة، فكانت هذه الذبيحة لفقراء الشعب). + طريقة تقديم الذبيحة: (1) يحضر مقدم الذبيحة بذبيحته الي باب خيمة الاجتماع، وهذا دليل علي اقرار مقدم الذبيحة بخطيته. (2) ثم يضع يده علي الذبيحة، فيرضي الله عليه، اي ان ذبيحته تكون كفارة عنه. (كفارة تعني cover اي غطاء والمقصود بها، انها تستر الخطايا وتغفرها)، فيها يكون صاحب الذبيحة قابلاً ان تكون الذبيحة نائباً عنه، فتنتقل خطية الانسان الي الذبيحة، فتحمل الذبيحة الخطية، وتموت نيابة عن الانسان. (3) ثم تُذبح الذبيحة عند المذبح من ناحية الشمال، وفي هذه الاثناء كان الكهنة يستقبلون الدم في طشوط خاصة، ثم كان يرش يسكب علي المذبح من الناحية الشمالية الشرقية ثم الجنوبية الغربية. وسكب الدم مستديراً يشير الي كمال عمل الذبيحة. (4) ثم كانت الذبيحة تسلخ ثم تقطع الي اجزاء. ثم يضع الكهنة ناراً علي المذبح، (اصل هذه النار التي ارسلها الله لتاكل الذبيحة في تنصيب هارون وبنيه، وكانت نار لا تطفأ) ويُرتب الحطب علي المذبح لتغذية النار، ثم يرتب بني هارون الكهنة قطع المحرقة، الراس مع الشحم فوق الحطب. + تقدمة القربان: + هذا الوجه من اوجه الصليب نجده واضحاً في آلامه الناسوتية، اي آلام الطبيعية التي عاناها بالجسد، اشارة وتوضيح الي سر التجسد. لان الالام الجسدية التي تالم بها المسيح تثبت قطعاً انه اتخذ جسداً حقيقياً. وهناك العديد من الاثباتات التي تؤكد وجود الطبيعة الناسوتية في يسوع المسيح: "بكى يسوع" (يو11: 35) ، "لما خرجوا من بيت عنيا جاع" (مر11: 12) + ذكر الوحي وصفاً دقيقاً لهذا الدقيق. فكان هذا الدقيق ملتوتا بزيت، ثم مسكوباً عليه الزيت. وقد تمت هذه الرموز في حياة المسيح حين، (الدقيق الملتوت بالزيت) حين حبل به بالروح القدس. ثم (سكب الزيت) اشارة الي مسح المسيح بالروح القدس في العماد. + ثم نجد الدقيق الملتوت بالزيت والمسكوب عليه زيت يضاف اليه لباناً اي بخوراً لوضعه علي النار، والبخور المعروف عنه انه رمز للصلاة والخدمة والعمل والجهاد، اما النار فهي تشير الي الاختيار والآلام. وهكذا حين توضع الاقراص في النار علي المذبح تكون قد وفت جميع حدود عمل المسيح الذي اكمله بكمال ناسوته الالهي، فخرجت رائحة اعماله وصلاته بخوراً امام الله الآب في السماء. + ثم يضيف الكتاب بوشع ملح علي التقدمة اشارة الي عدم فساد ذلك الناسوت. + بعد تقديم جزءً منها كتقدمة، ياكل بني هارون الباقي في دار الخيمة. تنبيه هام: ان تقدمة القربان، مختلفة عن الذبيحة المقدمة الان، الخبز والخمر المقدمة علي المذبح، لان هذه التقدمة تشير فقط الي ما اكمله المسيح منذ ان اعتمد في نهر الاردن الي ما قبل الصليب مباشرة، فهذه الذبيحة فقط تخص بالاشارة الي حياة المسيح وخدمته قبل الصليب. نجد ان ذبيحة العهد الجديد المقدمة علي المذبح هي خبز مختمر لا كفطير، لان الفطير يشير الي حياة المسيح قبل الصليب فقط واعماله التي كانت خالية من الخمير، التي هي رمز للشر. اما وقد حمل خطية العالم في جسده علي الصليب وقدم ذاته ذبيحة خطية عنا، لذا الزم ان يضيف الخمير في الخبز المقدس المُقدم في القداس، اشارة الي الخطية التي حملها في جسده. لان ذبيحة القداس الالهي تشمل حياة المسيح قبل وبعد الصليب، واصرت الكنيسة علي دخول الخبز المختمر الي النار حتي تموت الخميرة كما ماتت الخطية في جسد المسيح القائم من الاموات. نستنتج من ذلك ان الخميرة موجوده بالقربان لكنها ميتة بفعل النار، كذلك "الان قد اظهر مرة عند انقضاء الدهور ليبطل الخطية بذبيحة نفسه" (عبر9: 26) ونلاحظ ايضاً ان تقدمة القربان تكون مملحة بالملح، لحفظ التقدمة من الفساد، اشارة الي طهارة مخلصنا وعدم الفساد لا في حياته ولا في موته. + تقديم التقدمة: كان مقدم التقدمة ياتي بها الي بني هارون الكهنة، فياخذ الكاهن ملء قبضته من الدقيق والزيت. وكان هذا المقدار يوضع علي المذبح ليوقد مع اللبان كله. + ذبيحة السلامة: + في هذه الذبيحة نجد اشارة هامة، ان للشعب نصيباً مع الكهنة في اكل الذبيحة. وقد سميت الذبيحة باسم ذبيحة السلامة لما فيها من سلام قد حدث بسبب سفك دم، مشيرة الي دم المسيح المسفوك المعطي السلام. + ذبيحتي الخطية والاثم تشيران الي رفع الخطية عنا، فان ذبيحة السلامة توضح لنا الاشتراك في ذبيحة المسيح بأكلها. "انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء ان اكل احد من هذا الخبز يحيا الى الابد والخبز الذي انا اعطي هو جسدي الذي ابذله من اجل حياة العالم (يو6: 51)، وايضاً هي شركة ابدية وليست مؤقتة "من ياكل جسدي ويشرب دمي فله حياة ابدية وانا اقيمه في اليوم الاخير" (يو6: 54)، ويعبر موسي النبي عن هذا فيقول "ولحم ذبيحة شكر سلامته يؤكل يوم قربانه. اللحم ياكل كل طاهر منه" (لا 7: 15، 19) + وقد وضع الله علي لسان موسي شرط اساسي في ذبيحة السلامة "واما النفس التي تاكل لحما من ذبيحة السلامة التي للرب و نجاستها عليها فتقطع تلك النفس من شعبها" (لا7: 20)، بالرغم ان الاشتراك في الذبيحة ممكن ومتاح للكل الا انه يجب ان الشخص طاهر لينال البركة، لا اللعنة. + ولكي نوضح معني الاستحقاق للاشتراك في الذبيحة يقول موسي النبي ان النفس التي تشترك بالاكل من هذه الذبيحة و "نجاستها عليها"، لم يقل فيها، انها تُقطع من شعبها. وهو هنا يشير الي اثر الخطية في الانسان، لا الخطية نفسها. لان "ان قلنا انه ليس لنا خطية نضل انفسنا و ليس الحق فينا" (1يو1: 8) والخطية كائنة فينا حسب قول الرسول "لكني ارى ناموسا اخر في اعضائي يحارب ناموس ذهني و يسبيني الى ناموس الخطية الكائن في اعضائي" (رو7: 23) وليس معني الخطية ساكنة فيّ، ان اكون عبداً لها. فيجب ان احارب اعضائي التي تشتهي الخطية، لان المسيح صار لي ناموس اخر يعمل ضد الخطية "لان ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية و الموت" (رو8: 2) + طقس تميم هذه الذبيحة كان نفس الطقس المتبع مع باقي الذبائح الحيوانية الاخري، باختلاف ان الانسان حين يضع يده علي راس الحيوان ويعترف بخطيته مقرناً ذلك بحمد الله وشكره. + وقد حدد الله ان يقدم الشحم والكليتين من الذبيحة فقط، لان الشحم من اثمن اجزاء الذبيحة، اما نصيب الكاهن فكان الصدر (صدر الترديد) والساق اليمني الامامية (ساق الرفيع)، وباقي لحم الذبيحة ياكله مقدم الذبيحة مع اهله واصدقائه. + ذبيحة الخطية: + ان ذبيحة الخطية تكشف عن وجه هام جداً من اوجه الصليب، فعند تقديم هذه الذبيحة يضع مقدمها يده علي الذبيحة معترفاً بخطاياه فتنتقل خطاياه الي الذبيحة المُقدمة، وتذبح الذبيحة عوضاَ عن الانسان الخاطئ. + هكذا ايضاً علي الصليب، تقدم لله الآب حاملاً خطايا وآثام ونجاسات الانسان "الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم" (1بطر2: 24) + ذبيحة الخطية لا نجد فيها اي مجال لمسرة الآب ولا يوجد فيها رضي. بل علي النقيض، نجد وجه الآب ينجب عن الابن بسبب ما كان يحمله من نجاسات الانسان وخطاياه العديده. او باختصار عندما كان في موقف العار والفضيحة "اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة" (غلا3: 13)، ومن اجل هذا نسمعه علي الصليب ايضاً يقول "الهي الهي لماذا تركتني" (مت27: 46)، (رغم انها اشارة الي مزمور الصلب) وما ذلك الا لانه ضمناً وقف موقف الخطاة او بالحري موقف الخطية ذاتها "الذي لم يعرف خطية خطيةلاجلنا" (2كو5: 21). + نجد المسيح حين قدم كذبيحة الخطية حمل كل خطايا العالم بارادته كمذنب ومن ثم فكان له موقف العار واللعنة. + وقد عبَّر نخلصنا عن هذا الوجه من اوجه الصليب بقوله "ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس" (مت26: 39)، مع اننا سمعناه يتحدث قبلاً "الكاس التي اعطاني الاب الا اشربها" (يو18: 11). + في الصليب نجد عملان متداخلان يظهران متعارضان، ولكن الطقس في العهد القديم لم يترك محلاً للتعارض، فالمسيح اكمل علي الصليب عملين لنفس الذبيحة هما: ذبيحة المحرقة للرضي والسرور، وذبيحة الخطية. لقد كان المسيح يفرح بالصليب ويُقبل اليه كعلامة طاعة واظهار بّر البنوة, وكان يليق ايضاً ان يرتعب من الصليب كعار وعلامة لعنة. + اذا قارنا بين عمل الذبيحتين (في العهد القديم) وذبيحة المسيح علي الصليب، نجد ذبيحة المحرقة تعبر عن موقف المسيح علي الصليب ببره الشخصي، فينال الرضا والمسرة بالضرورة، بينما نجد ذبيحة الخطية تعبر عن موقف المسيح امام الله وعليه نجاسات الانسان. + مقارنة اخري ايضاً، ففي ذبيحة المحرقة كانت تفحص بالسلخ والتقطيع والغسل، اشارة الي الفحص الذي اثبت بر المسيح وقداسته. ولا نجد مثل هذا الفحص في ذبيحة الخطية بل العكس كان الكاهن يخرج بها خارج الهيكل وخارج المحلة كلها، اشارة الي عدم ترائيها امام الله او الي عدم امكانية رؤية الله لها توضيحاً لجُرم الخطية وشناعتها "فان الحيوانات التي يدخل بدمها عن الخطية الى الاقداس بيد رئيس الكهنة تحرق اجسامها خارج المحلة. لذلك يسوع ايضا لكي يقدس الشعب بدم نفسه تالم خارج الباب. فلنخرج اذا اليه خارج المحلة حاملين عاره" (عب13: 11- 13). + لا مجال لقائل ان يقول ان المسيح جاز فترة ما بعيداً عن الله او ان الاب انفصل عنه وتركه. كشرح للقول "لماذا تركتني" ولكنه كان يتمم عملين معاً. + وايضاً عندما قال المسيح "الهي الهي لماذا تركتني" قد تُفسر من البعض، ان المسيح كان يتكلم بناسوته، وهذا تعليم وتفسير غير سليم، لان لاهوته لم يُفارق ناسوته في القول والفعل، لحظة واحدة ولا طرفة عين. + وايضاً عندما قال المسيح "الهي الهي لماذا تركتني" او "فلتعبر عني هذه الكاس"، قد يدعي البعض ان المسيح كان يتكلم تحت تاثير الآلام. المسيح لم يتغير فهو الذي قال "انا والاب واحد" (يو10: 30) وايضاً "الاب الحال في هو يعمل الاعمال" (يو14: 10) وايضاً " الابن الوحيد الذي هو في حضن الاب هو خبر" (يو1: 18) وايضاً "ابن الانسان الذي هو في السماء" (يو3: 13) فالمسيح لم ينقسم علي نفسه قط، ولا انقسمت طبيعته ولا تكلم بلسانين ولا ابدي مشيئتين، ولا عمل عملاً نسخ به عملاً سابقاً. + هكذا نجد المسيح علي الصليب قام بعملاً واسع الاختصاصات واكمل بالصليب صوراً عديدة متضاعفة الاثار، لكن البشرية لم تستطع ان تفهم هذا العمل بسبب عجزها عن فهم مثل هذه الامور. - هكذا نجد ان المسيح اكمل علي الصليب ذبيحة (تعبر عن ذبيحتين من ذبائح العهد القديم) ليكمل عملين لازمين متلازمين: +اولاً: تقديم بره الشخصي في طاع محكمة ومشيئة مذعنة حتي الموت، موت الصليب بسرور "كما من حمل بلاعيب" (1بط1: 19)، فقبل مرضياً عنه كرائحة سرور (ذبيحة المحرقة) + ثانيا: تقديم نفسه حاملاً خطايا الانسان ونجاساته "الذي حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطايا فنحيا للبر الذي بجلدته شفيتم" (1بطر2 : 24)، متألما متمنَّعا (اذ لم يكن معقولاً ان يحمل الخطية بسرور). وقبل بحزن عظيم ان يصلب خارج اورشليم كحامل عار ولعنة الانسان (ذبيحة الخطية) + ولا يظن احد ان هناك تمايزاً بين الذبيحتين او الموقفين الذين وقفهما الابن علي الصليب، فالمجد الذي حصّله الابن علي الصليب كذبيحة محرقة لاظهار بره وطاعته لا يوازي المجد الذي صار له لصلبه وهو حامل خطايانا، وحمله عار الانسان علي خشبة. ورفع لعنة الموت عن الانسان. لان الاولي تتناسب مع كمالاته، اما الثانية فعجيبة حقاُ يصمت عنها اللسان وينعقد التعبير ولا نعلق عليها الا بقول اشعياء النبي: "اثامهم هو يحملها. لذلك اقسم له بين الاعزاء ومع العظماء يقسم غنيمة من اجل انه سكب للموت نفسه واحصي مع اثمة وهو حمل خطية كثيرين وشفع في المذنبين" (اشع53: 11- 12) + ولا يفوتنا ما اغتنمه بولس الرسول بالروح للاستعلان من هذه الذبيحة في قوله: "ان كنا نتالم معه لكي نتمجد ايضا معه. فاني احسب ان الام الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد ان يستعلن فينا. (رو8: 17- 18) + ذبيحة الاثم: + تتلخص ذبيحة الاثم في خطية الانسان تجاه اقداس الله، او خيانة بيته، او اهانة اسمه العظيم القدوس، او افساد وتنجيس نذر ينذره الانسان لله. هذه خطية خطيرة ولا يمكن ان نضعها في مستوي خطية الانسان تجاه الانسان. لذلك حرص الطقس ان يفرزها وحدها ويلقي عليها ضوءاً خاصاً لتظهر شناعتها المضاعفة، فجعل ذبيحة خاصة هي ذبيحة الاثم. + ولقد افرد لها الطقس اليهودي ذبيحة خاصة، لكنها ستدخل ضمن حدود عمل الصليب. ويجب ان نتاكد ان المسيح اكمل عنا ذبيحة اثم. فلم يعد يُحسب علينا خطية ضد اقداس الله او اسمه العظيم او كل ما يدنس او يفسد نذرنا امامه، طالما تمسكنا بثقة هذا الرجاء في دم المسيح كذبيحة اثم خاصة لنا كما يحدثنا النبي اشعياء "اما الرب فسربان يسحقه بالحزن، ان جعل نفسه ذبيحة اثم" (اش53: 10)

الصليب فى سفر الخروج

الصليب فى سفر الخروج هذا السفر نعطى فترة زمنية من موت يوسف وحتى صنع خيمة الإجتماع حوالى 145 سنة وكتب خلال التيه فى البرية حوالى سنة 1406 ق.م. ويدور موضوعه الرئيسى فى تسجيل قصة إخراج الرب لشعبه إٍسرائيل من مصر أرض العبودية إلى كنعان أرض الموعد ومنه نرى بوضوح رموز رائعة من خلال شخصيات ومواقف تشير إلى الصليب الذى حمله وصلب ومات يسوع من أجلنا كلنا ومن خلال مقارنة بين النص فى سفر الخروج كرمز وما جاء فى العهد الجديد كتحقيق وكمرموز إليه فى شخص المسيح الفادى من خلال الصليب.الرمز المرموز إليه (تحقيق الرمز)

سفر حجى ج1

دِراسِتنا فِى سِفر حَجّي بِنِعمِة ربِّنا لكِنْ لابُد نأخُذ مُقَّدِمة بسِيطة أوَّلاً لِكى نعرِف ما سنتكلَّم فِيه0 أوَّلاً مملكِة إِسْرَائِيلَ حدث لها سبى فِى عهد المَلِكَ نبوخذ نصَّر وَأخذهُمْ لِبابِلَ وَتركَ أُورُشلِيم خرِبة ليس بِها ناس أوْ عِبادة هيكل مهدُوم هُدِمت أسوار المدِينة أُورُشلِيم وَهُدِم الهيكل وَالمذبح فَصَارَ الهيكل خراباً فِى عهد مملكِة نبُوخذ نصَّر إِنتهت مملكِة بابِل وَأتت مملكِة مادِى وَفارِس وَهذا كَانَ بِترتِيب الرَّبَّ لِكى يعتِق شعبه فالَّذِى عتق شعبه ليس مملكِة بابِلَ لكِنْ الرَّبَّ قلب الممالِكَ فلمَّا أتت مملكِة مادِى مكان مملكِة فارِس أرادوا أنْ يُظهِرُوا أنَّهُمْ أكثر رحمة مِنْ الَّذِينَ قبلِهِمْ فأظهروا عطف أكثر عَلَى بنِى إِسْرَائِيلَ فأصدر ملِكهُمْ أمر أنْ يرجع الشَّعْب إِلَى أُورُشلِيم فبدأ الشَّعْب يرجع عَلَى ثَلاَثَة أفُواج0 ملحُوظة :- هذا الكَلاَم يجعلَكَ تفهم حَجّي وَعَزْرَا وَنَحَمْيَا وَعَامُوس وَأنبِياء كثِيرِين0 1- الفُوج الأوَّلَ :- كَانَ فِى سنة 537 ق0م وَكَانَ قائِده إِسمه " زرُبَّابِلَ " وَمعناها " زرع بابِلَ " لأِنَّهُ وُلِد فِى بابِلَ وَلأِنَّ مُدَّة سبى مملكِة يهُوذا كانت حوالِى 70 سنة فمِنْ المؤكَّد أنَّ هُناكَ أُناس وُلِدُوا هُناكَ فالأب وَالأُم أُخِذُوا فِى السبى وَهُمْ هُناكَ أنجبُوا أولاداً مِنْ هؤلاء الأولاد حَجّي صاحِب هذِهِ النُبُّوة وَأيضاً زرُبَّابِلَ الَّذِى قاد الشَّعْب فِى الفُوج الأوَّلَ وَكَانَ أكبر عدد مِنْ النَّاس هُوَ الَّذِى رجع فِى الفُوج الأوَّلَ وَكَانَ حوالِى 42360 0 ملحُوظة :- هذا الكَلاَمَ تجِدوه بِأسماء الأشخاص وَرؤساء القبائِلَ فِى سِفر عَزْرَا الأصْحَاحُ الثَّانِي0 2- الفُوج الثَّانِي :0 سنة 458 ق0م بِقِيادِة عَزْرَا الكاهِن فِى أيَّام المَلِكَ أرتحشستا وَكَانَ عددهُمْ قلِيل 1700. 3- الفُوج الثَّالِث :- سنة 445 ق0م بِقِيادِة نحميا فِى أيَّام أرتحشستا أيضاً 0 الفُوج الأوَّلَ الَّذِى ذهب وجد الهيكل خرِب فبدأوا يتحمَّسُوا لِكى يبنُوه( لَوْ تذكَّرتُمْ نحميا تحمَّسَ لِيبنِى السُور لأِنَّ الهيكل كَانَ قَدْ بُنِى فِعلاً أمَّا السُور فكان مُنهدِم )أمَّا فِى أيَّام زرُبَّابِلَ فلمَّا ذهبُوا وجدوا الهيكل خرِب وَالسُور خرِب لكِنْ الَّذِى أثَّر فِيهُمْ هُوَ الهيكل فبدأوا يبنُوا الهيكل وَارتفعت معناوياتهُمْ وَلكِنْ حسدهُمْ العدو وَجعل السَّامِرِيين يقُوموا عليهِمْ وَأوقفوا العمل بِأمر مِنْ المَلِكَ عدو الخِير لمَّا يجِد الإِنسان بدأ يفِيق لِلهيكل الدَّاخِلِى وَيُرِيد أنْ يبنِى هيكله وَيُقَّدِم عِبادة نقِيَّة أمام الله لاَ يطِيق عدو الخِير أنْ يرى هذا لاَ يطِيق عدو الخِير أنْ يرانِى وَأنا أبنِى فِى هيكلِى الدَّاخِلِى فلمَّا هاج العدو وقف الأمر وَظلَّ موقُوف حوالِى 15 سنة فِى أثناء هذِهِ ألـ 15 سنة حدثت بعض المُتغيِّرات أنَّ النَّاس بدأت تبنِى البيُوت وَتُزَّينها وَبدأوا يعملوا لأِنفُسهُمْ بيُوت جمِيلة جِدّاً فهدأ الأعداء عنهُمْ فِى موضُوع بُناء الهيكل فأتوا يقُولُوا لَهُمْ إِبنُوا الهيكل فبدأوا يتكاسلوا وَإِنشغل كُلّ واحِد فِى بُناء بيته الخاص إِنشغل كُلّ واحِد فِى هموم حياته فضاع الحماس الرُّوحِى بنُوا بيُوتهُمْ وَكانَ كُلّ شئ جمِيلَ فِى البلد ما عدا هيكل الرَّبَّ لمَّا حَجّي رأى هذا الأمر تضايق جِدّاً وَغار جِدّاً جِدّاً وَقَالَ لَهُمْ أتسكُنوا فِى بيُوت مُغشَّاه أى مُزيَّنة وَبيت الرَّبَّ خرِب لِذلِكَ كلِمة " حَجّي " معناها " عِيد أوْ فرح " لأِنَّ نبُّوته عِبارة عَنْ دعوة لِبُناء بيت الرَّبَّ لأِنَّ معنى أنَّ أُورُشلِيم تكُون بِلاَ هيكل معناهُ أنَّهُ لاَ يوجد حلُولَ الله فِيها وَالهيكل فِى وسط أُورُشلِيم معناه حلُولَ الله فِى وسط الشَّعْب هُوَ يملُكَ علِيهُمْ يُقَّدِسهُمْ هُوَ الَّذِى يملأ حياتهُمْ فرح وَبهجة هُوَ سِر النُصرة وَالقُوَّة وَكما قِيل[ لَكَ ينبغِي التَّسبِيحُ يا اللهُ فِي صِهيون وَلَكَ يُوفى النَّذرُ ] ( مز 65 : 1 ) لَمْ يكُنْ هُناكَ عِيد إِلاَّ وَتأتِى بهجتهُ مِنْ أُورُشلِيم الهيكل الذبائِح وَالتقدِمات وَالعِبادات كُلَّها فِى أُورُشلِيم وَأُورُشلِيم كُلَّها لها مجد عظِيم بِسبب الهيكل إِذن فأُورُشلِيم بِلاَ هيكل تكُون بِلاَ مجد يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّ حياتنا الدَّاخِلِيَّة ( الهيكل ) هِى سِر بهائنا وَمجدِنا وَعظمِتنا وَبِدُون أنْ يكُون لنا مجد مِنْ الدَّاخِلَ فمهما كَانَ الخارِج مُزيَّناً فَهُوَ لاَ شئ كُلّ الشَّعْب إِنشغل بِبُناء بيته الخاص وَتركَ بيت الرَّبَّ خرِب لِذلِكَ سِفر حَجّي هُوَ عِبارة عَنْ دعوة إِلهِيَّة لِكُلّ نَفْسَ تركت بيت الرَّبَّ داخِلها خرِب أوْ تركت مذبحها الدَّاخِلِى خرِب يُرِيد الرَّبَّ أنْ يقُولَ لِلإِنسان تعال إِستعِيد بهجِة خَلاَصَكَ إِستعِيد سُكنى الله فِى داخِلَكَ تعال إِبنِى مذبحكَ داخِلَ هيكل نَفْسَكَ تعال إِعلِن قلبكَ هيكل لِلرَّبَّ إِعلِن أعماقكَ مُقدَّسة لَهُ إِستجِيب لِدعوة حَجّي النبِي هذا السِفر عِبارة عَنْ حدِيث إِلهِى فِيهِ عِتاب مِنْ ربِّنا لِلنَّفْسَ المُتراخِية فيقُولَ لها إِنتِ إِهتمِيتِى بِأمور كثِيرة لكِنْ تتراخِى فِى قبُول الملكُوت إِنتِ إِرتبكتِى بِأمور كثِيرة كما قَالَ لِمرثا تهتمِين وَتضطرِبِين لأِجل أمور كثِيرة وَلكِنْ الحاجة إِلَى واحِد ( لو 10 : 41 ) لِذلِكَ رِسالِة حَجّي معناها عِيد أوْ فرح لأِنَّ فِى الحقِيقة بُناء هيكل الرَّبَّ فِى داخِلَ نِفُوسِنا يدعو إِلَى الفرح ثَلاَثَ أنبِياء ما بعد السبى هُمْ حَجّي & زكرِيَّا & مَلاَخِي لِذلِكَ نجِد هذِهِ الثَّلاَث نُبُّوات مُتشابِهة جِدّاً لأِنَّ العصر واحِد هُوَ ما بعد الرُّجُوع مِنْ السبى حَجّي وُلِد فِى أرض السبى لكِنْ الَّذِى جعلهُ يُغار عَلَى الهيكل بِالرغم أنَّهُ لَمْ يراه لأِنَّهُ مولُود فِى بابِلَ لكِنْ كَانَ أباهُ وَأُمهُ دائِماً يحكوا لَهُ عَنْ أُورُشلِيم كما قَالَ مُعلِّمنا داوُد النبِى[ إِنْ نسيتُكِ يا أُورُشلِيم تنس يمِينِي ][ عَلَى أنهارِ بابِلَ هُناكَ جلسنا ، بكِينا عِندما تذكَّرنا صِهيُون علَّقنا قِيثاراتنا ] ( مز 137مِنْ مزامِير الغرُوب ) هُمْ حزانى وَ لاَ يُرِيدُون حَتَّى أنْ يُرنِّمُوا لأِنَّهُمْ مسبِيين وَهكذا الخطِيَّة فإِنَّها تفعلُ ذلِكَ فِى داخِلَ النَّفْسَ فَحَجّي سمع كثِيراً مِنْ أهله عَنْ مجد الهيكل وَالذبائِح وَالعِبادات وَكانُوا يقُولُوا لَهُ كيف هِى مُفرِحة الحياة مَعَْ الرَّبَّ وَما بِها مِنْ قُوَّة وَبهجة فبدأ حَجّي يكُون مِنْ أكثر المُتحمِسِين لِبُناء الهيكل لِذلِكَ نجِد أنَّ العمل بعدما توَّقف أنَّهُ رجع أيضاً العجِيب أنَّهُ أحياناً يا أحِبَّائِى النَّفْسَ تجِد مُقاومة مِنْ إِتجاهِين إِمَّا مِنْ خارِجها وَإِمَّا مِنْ داخِلها مِنْ الخارِج بُناء الهيكل توَّقف وَهذا كَانَ هجُوم مِنْ السَّامِرِيين وَمرَّة أُخرى توَّقف البُناء لِكسلَ مِنْ الدَّاخِل أليست هذِهِ هِى حربِنا فِى مرَّة يضربنِى الشَّيطان وَمرَّة أُخرى أتكاسلَ مرَّة عدو الخِير هُوَ الَّذِى يخدعنِى وَمرَّة أنا الَّذِى أخدع نَفْسِى أحياناً كسلِى أنا وَأفكارِى أنا هِى الَّتِى تجلِب عَلَىَّ خطايا وَشُرُورِى الدَّاخِلِيَّة الَّتِى مِنْ داخِلِى أنا وَأحياناً عدو الخِير هُوَ الَّذِى يضع لِى ظرُوف تتعِبنِى المفرُوض أنَّنا أصحاب دعوة قِتالَ مَعَْ الطرفين الطرف الخارِجِى وَالدَّاخِلِى لكِنْ دائِماً القِدِيسُون كانُوا يركِّزوا أنَّكَ إِنْ جاهدت مَعَْ نَفْسَكَ ( لَوْ تحكمَّت فِى داخِلَكَ ) ستعرِف أنْ تُجاهِد مَعَْ الأعداء إِذن الموضُوع يبدأ مِنْ الدَّاخِلَ وَليس مِنْ الخارِج وَصدِّقُونِى أحياناً تكُون الحرب الدَّاخِلِيَّة أشرس مِنْ الخارِجِيَّة كَانَ لِلقدِيس أبو مقَّار تلمِيذ تُحارِبهُ أفكار كثِيرة وَطلب مِنْهُ أنْ يُصَلِّى لَهُ وَلكِنْ الأفكار ظلَّت تُطارِدهُ فَصَلَّى أبو مقَّار وَتعجَّب أنَّ ربِّنا لَمْ يستجِيب لِصلاته فربِّنا سمح لِعدو الخِير أنَّهُ يظهر لأبو مقَّار وَقَالَ لَهُ أنَّنا نكُف عنْهُ مِنْ يوم أنْ صلِيت لَهُ لكِنْ هُوَ الَّذِى يُقاتِل نَفْسَه يأكُلَ كثِيراً وَينام كثِيراً يمِيلَ إِلَى الرَّاحة وَالكسلَ إِذن هُوَ الَّذِى يتراخى أحياناً عدو الخِير يهدأ عنَّا وَلكِنْ الكسل يأتِى مِنَّا فسِفر حَجّي دعوة لِمُقاومِة الطرفين فلمَّا إِنشغل كُلّ واحِد بِبُناء بيته الخاص أخذ حَجّي يُنذِرهُمْ وَيحِثَّهُمْ عَلَى العمل وَبُناء بيت الرَّبَّ بِقُوَّة وَغِيره حِينما بدأوا يبنوا البيت جاءت فِئة مِنْ كِبار السِن الَّذِينَ عاصروا هيكل سُليمان وَبدأوا يستخِفوا بِالهيكلَ الجدِيد حَتَّى أنَّ الَّذِينَ كانُوا يبنُون أُصِيبوا بِالإِحباط وَاليأس فلمَّا وجدهُمْ حَجّي هكذا أعطاهُمْ نُبُّوة بِصوت ربِّنا [ ابنُوا البيت فَأرضى عليهِ وَأتمجَّد قَالَ الرَّبُّ ]( 1 : 8 ) قَالَ لَهُمْ أنَّ الرَّبَّ لاَ يهِمه الذَّهب وَالفِضَّة لكِنْ يُحِب القلب00وَأنَّ مجد الهيكلَ لاَ يأتِى مِنْ الذَّهب وَالفِضَّة لأِنَّها لِى لكِنْ حلُولِى هُوَ الَّذِى يُعطِى لِلمكان قُدسِيتهُ فالرَّبَّ لمَّا كلَّم مُوسى كَانَ عَلَى جبل وَالجبل أصبح لَهُ رُعب رغم أنَّهُ جبل فبدأ حَجّي يقُولَ لَهُمْ أنَّ الرَّبَّ لاَ يهتم بِهذِهِ الأشياء وَالأهم أنْ يكُون حالِلَ فِى هذا المكان المجد الحقِيقِى هُوَ مجد عملَ الله وَمجد حلُولَ الله ليس لِشكلَ وَ لاَ حِجارة لأِنَّ المذبح هُوَ الَّذِى يُقَّدِسَ وَليس الذَّهب لِذلِكَ الرَّبَّ يسُوعَ كَانَ يُعاتِب الكتبة وَالفرِّيسِيين المُراؤون لأِنَّهُمْ جعلوا الذَّهب أهم مِنْ المذبح وَكأنَّ المذبح يأخُذ مجده مِنْ الذَّهب المذبح يأخُذ مجده مِنْ حلُولَ المسِيح لِذلِكَ مُمكِنْ نجِد فِى الكنِيسة مذبح خشب أوْ رُخام فليس هذا المُهِمْ لأِنَّ ليست المادَّة هِى الَّتِى ستُضِيف المجد عَلَى الرَّبَّ يسُوعَ المسِيح لِذلِكَ حَجّي بِحكمتِهِ وَرُوح ربِّنا الَّذِى داخِله أعاد إِليهِمْ رُوح الغِيره بعد أنْ كَانَ رُوح اليأس قَدْ تسرَّب إِليهِمْ مِنْ غايات سِفر حَجّي ليس فقط الحث عَلَى بُناء الهيكل لكِنَّهُ دخل معهُمْ فِى مفاهِيم رُوحِيَّة تمِس عِلاَقِتهُمْ بِالله عَلَى مُستوى قُلُوبهُمْ مِنْ الدَّاخِلَ فبدأ يُكلِّمهُمْ عَنْ أنَّ نقاوِة القلب وَالسِيرة هِى أهم مِنْ عملِيِة البُناء وَأنَّ عِلاَقِتهُمْ بِالرَّبَّ عَلَى مُستوى قُلُوبهُمْ الدَّاخِلِيَّة هذِهِ هِى الأهم مِنْ البُناء نَفْسَه وَمتى تحسَّنت عِلاَقِتهُمْ بِربِّنا سيأتِى البُناء كنتِيجة لِغِيرتهُمْ عَلَى عِلاَقِتهُمْ بِالرَّبَّ فيؤكِّد أنَّ الله لاَ يسكُنْ فِى أماكِنْ مصنُوعة بِأيادِى وَأنَّهُ لاَ يطلُب أمجاد زمنِيَّة وَ لاَ شكل مُعيَّن لكِنْ يطلُب أنْ يكُون الأوَّلَ فِى حياة الإِنسان فقبل أنْ تبنِى بيتكَ إِبنِى بيت الرَّبَّ ربِّنا يُحِب أنْ يكُون لَهُ الأولوِيَّة وَيُحِب أنَّ خلِيقتهُ تُكرِمه وَتعبُده وَفِى نَفْسَ الوقت بدأ حَجّي يُكلِّمهُمْ عَنْ أنَّ هذا الهيكل هُوَ مُجرَّد نُبُّوة عَنْ هيكل مِنْ نوع جدِيد هُوَ هيكل ربِّنا يسُوعَ المسِيح لِذلِكَ الرَّبَّ يسُوعَ حِين قَالَ سأنقُضَ هذا الهيكل وَأبنِيه فِى ثلاثة أيَّام كَانَ لاَ يتكلَّم عَنْ الهيكل إِنَّما يتكلَّم عَنْ نَفْسَه( مر 14 : 58 ) فهذا الهيكل مُجرَّد رمز لِلهيكل الحقِيقِى الَّذِى هُوَ مجِئ ربِّنا يسُوعَ المسِيح مِنْ خِلاَلَ تجسُّد الكلِمة وَيقُولَ عنْهُ حَجّي [ مُشتهى كُلّ الأُمَمِ ] ( 2 : 7 ) كَانَ هذا مدخل لِلسِفر وَنبدأ فِى دِراسِة الأصْحَاحُ الأوَّلَ0 الأصْحَاحُ الأوَّلُ :- نجِد تدرُّج لِنُبوات حَجّي فِى الأصْحَاحُ الأوَّلَ نُبُّوة يدعو فِيها إِلَى بُناء بيت الرَّبَّ وَفِى الأصْحَاحُ الثَّانِى ثَلاَثَ نُبوات ( فِى العدد 1 ) [ كانت كلِمةُ الرَّبِّ عَنْ يَدِ حَجَّيِ ]وَاليد تُشِير لِلقُوَّة وَكَانَ المفرُوض أنْ يقُولَ " فم " لأِنَّ الكلِمة تخرُج مِنْ الفم لأِنَّ الرَّبَّ يُرِيد أنْ يقُولَ لَكَ أنَّ كلِمته لابُد أنْ تُقالَ بِقُوَّة كالسيف القوِى الَّذِى يُحطِّم0 الوالِي & الكاهِن حَجّي يُوَّجِه نُبُّوته لِشخصِين الوالِى وَهُوَ زرُبَّابِلَ وَالكاهِن وَهُوَ يهُوشعَ " زرُبَّابِلَ " أى " زرع بابِلَ أوْ المولُود فِى بابِلَ " وَ " يهُوشعَ " بِمعنى" خَلاَصَ الله " الوالِى أوْ الرئِيس فِى الكِتاب المُقدَّسَ دائِماً يرمُز لِلإِرادة وَالكاهِن يرمُز إِلَى القلب إِذن نُبُّوة حَجّي موَّجهة لِلإِرادة وَالقلب لِلوالِى وَالكاهِن زرُبَّابِلَ وَيهُوشعَ إِذا كُنت تُرِيد أنْ تُحرِّكَ نَفْسَكَ إِبدأ بِإِرادتكَ وَقلبكَ وَمتى تحرَّكوا سيأتِى الفِعل الأخِير وَتكُون النتِيجة هِى سلُوكَ ( بُناء ) حرَّكَ الوالِى وَالكاهِن ستجِد الشَّعْب كُلّه تحت أمركَ لكِنْ الشَّعْب لاَ يُمكِنْ أنْ يتحرَّكَ بِدُون أنْ يأمُر الوالِى أحياناً أُلقِى بِاللوم عَلَى نَفْسِى بِسبب خطاياى وَ لاَ ألوم إِرادتِى أليست الإِرادة وَالميُول أليست الإِتِجاهات وَالإِهتِمامات هِى الَّتِى تجعلنِى هكذا ؟طالما أنَّ زرُبَّابِلَ كسلان فالشَّعْب سيظل كسلان أمَّا إِذا نشط زرُبَّابِلَ وَهُوَ المُتحكِّم فِى الشَّعْب وَبدأ يضع لَهُمْ شرُوط وَيُوزعهُمْ عَلَى العملَ سنجِد البيت قَدْ بُنِى الوالِى رمز لِلإِرادة الإِنسانِيَّة الَّتِى يُقِيمها الله داخِلَ الإِنسان لِتُدَّبِر حياته مَعَْ الرَّبَّ فهذِهِ الإِرادة ربِّنا جعلها كَمَلِكَ لَهُ سُلطان داخِلَ الإِنسان لِذلِكَ مُهِمْ جِدّاً جِدّاً أنْ نُخضِع إِرادِتنا لإِرادة الله وَلِلوصايا وَدائِماً أقُولَ لَهُ ماذا تُرِيد يارب أنْ أفعل ؟وَبِإِستمرار أقُولَ لَهُ ها أنا أمامكَ يارب وَدائِماً أقُولَ لَهُ ياربِى إِرادتِى تحت إِرادتكَ أنا تحت أمركَ وَأنت تأمُرنِى متى تقدَّست الإِرادة إِعلموا يا أحِبَّائِى أنَّهُ سيكُون لِحياتِنا إِتجاه آخر بِنِعمِة الرَّبَّ إِخضِع إِرادتكَ بِإِستمرار لأِرادِة وَتدبِير فِكر الله إِجعلَ زرُبَّابِلَ خادِم لِلولاه إِجعلَ إِرادتكَ بِإِستمرار خاضِعة لِلوصايا وَلِلمكتُوب الكاهِن يُشِير إِلَى القلب وَالقلب هُوَ مركز الحياة وَالإِهتمامات وَالعواطِف حِينما يتقدَّسَ مركز القلب وَيُطِيع الكلِمة المكتُوبة حِينما يتحرَّكَ هذا القلب تتحرَّكَ العواطِف ما هُوَ سِر الفتُور ؟ لِماذا لاَ يوجد عِندِى إِحساس بِالصلاة ؟ لاَ يوجد عِندِى رغبة فِى الحياة الرُّوحِيَّة ؟ السبب أنَّ الإِرادة مُتعبة وَالقلب مُتعب كيف أبنِى ما دامت الإِرادة وَالقلب مُتعبان ؟ لابُد ينشط الكاهِن – لابُد ينشط – وَحِينما القلب ينشط نجِد الحياة تغيَّرت بِنِعمِة ربِّنا ربِّنا مُقِيم داخِلَ قُلُوبنا يا أحِبَّائِى قلب نقِى يُحِبَّه وَمِنْ عطايا الله علِينا أنَّهُ أعطانا قلب لَهُ إِهتمامات رُوحِيَّة لأِنَّهُ لَهُ لِذلِكَ هذا القلب حِين يتقدَّسَ يصِير هيكل لله بِالرُّوح القُدُسَ يسكُنْ فِيه وَربِّنا يسُوعَ المسِيح يُعلِن فِيه أنَّهُ أُسقُف وَرئِيس النَّفْسَ وَهُوَ الشَّفِيع بِدَمه عِند أبِيهِ الصَّالِح لِذلِكَ إِجعل دائِماً إِرادتكَ وَقلبكَ خاضِعة لِكلِمة ربِّنا وَإِجعلَ قلبكَ يعِى كلِمة الرَّبَّ وَ لاَ تقرأ كلِمة عَلَى أنَّها أحداث مضت إِنَّ حدِيث حَجّي هُوَ حدِيث اليوم وَالهيكل المهدُوم هُوَ هيكل نَفْسِى زرُبَّابِلَ هِى إِرادتِى يهُوشعَ هُوَ قلبِى أنا الَّذِى أحتاج أسمع لِكلِمة حَجّي وَكأنَّ هذا السِفر مكتُوب لِى اليوم وَالآنَ وَهذا هُوَ جمال الكِتاب المُقدَّسَ إِنِّى أضع نَفْسِى فِى داخِلَ الأحداث وَإِلاَّ أصبح كِتاب تارِيخ القدِيس أُوغُسطِينُوسَ يقُولَ [ أنت دائِم جدِيد إِلَى الأبد ] وَلِذلِكَ كلِمة الله تجذِب إِليها نِفُوسَ وَتُقَّدِسَ وَتمنح توبة فَهِى كلِمة قادِرة وَفعَّالة لَوْ تأمَّلنا فِى زرُبَّابِلَ أوْ حَجّي نجِد أنَّهُمْ وُلِدوا فِى السبي قائِد وَنبِى وَوالِى جمِيعهُمْ وُلِدوا فِى السبى وَكَانَ مِنْ المفرُوض أنْ يختاروا زُعماء لَهُمْ ولاء أكبر لأِورُشلِيم وَمَعَْ ذلِكَ رأينا فِى زرُبَّابِلَ ولاء أكبر مِنْ الَّذِينَ وُلِدوا فِى أُورُشلِيم لأِنَّ زرُبَّابِلَ هذا رمز لِلإِنسان الَّذِى فِى وقت مِنْ الأوقات مسبِى بِالخطِيئة لكِنْ الرَّبَّ حرَّرهُ مِنها قُلنا أنَّ الَّذِى حرَّر الشَّعْب هُوَ كورش لكِنْ الشَّعْب لَمْ يُحارِب لِكى يرجع إِنَّما الرَّبَّ هُوَ الَّذِى غيَّر الموازِين وَقلب الممالِكَ وَجعل مملكِة مادِى تنتصِر عَلَى مملكِة بابِلَ وَأعطى عِتق مجاناً لِشعبه وَهذِهِ إِشارة إِلَى أنَّنا لَمْ نُحارِب عدو الخِير وَلكِنْ الله حاربهُ عنَّا وَأعطانا غلبة مجَّانِيَّة مُعلِّمنا بُولُسَ الرَّسُولَ يقُولَ [ إِذْ محا الصَّكَّ الَّذِي علينا فِي الفرائِضِ الَّذِي كَانَ ضِدّاً لنا ] ( كو 2 : 14 ) وَ " الصَكَ " هُوَ " الشِيكَ " وَهُوَ دلِيل العقُوبة وَهُوَ محاهُ بِعمله الخَلاَصِى وَالفِدائِى مجاناً إِذن أين جِهادِى ؟ جِهادِى أنْ أحفظ هذا العِتق مُمكِنْ إِنسان يُعتق لكِنْ لاَ يستمِر وَهذا حدث فِعلاً أنَّ بعض النَّاس رفضت العودة لأِورُشلِيم لأِنَّهُمْ أحبُّوا بابِلَ ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ لإِرادِة الإِنسان الَّتِى وقعت فِى فِترة مِنْ الفترات تحت سبى الخطِيَّة أنَّهُ القادِر وحدهُ أنْ يُحرِّرُها مِنْ سبيها وَيُطلِقُها إِلَى أُورُشلِيم العُليا ربِّنا قادِر ينقِلنِى مِنْ بابِلَ لأِورُشلِيم فحِينما أكُونَ خاطِئ أكُون فِى بابِلَ وَحِين أتوب أنتقِلَ لأِورُشلِيم وَكما يقُولَ داوُد [ فَأدخُلَ إِلَى مذبح الله تِجاه وجه الله الَّذِي يُفرِّح شبابِي ]( مز 42 – مِنْ مزامِير الثَّالِثة ) لِكى أقُود ليس نَفْسِى فقط لكِنْ أقُود 42000 وَهذا عملَ الله فزرُبَّابِلَ المولُود فِى بابِلَ الرَّبُّ يفُكَ سبيه وَيجعلهُ أيضاً قائِد أنتَ ياربَّ قادِر أنْ تُحرِّرنِى وَتجعلنِى أيضاً قائِد فِى وسط كنِيستكَ وَشعبكَ وَتجعلنِى آتِى بِأبناء كثِيرِين إِلَى المجد فعملَ الله يحمِلَ فِى داخِله إِمكانِيات مِنْ عِند الرَّبَّ يجعل الإِنسان يُقَّدِسَ كُلّ مواهِبه وَطاقاته لِحِساب ملكُوته0 ملحُوظة :- أى قائِد فِى الكِتاب المُقدَّسَ يرمُز لِلمسِيح فيشُوعَ & نحميا & عَزْرَا & زرُبَّابَِلَ كُلّ هؤلاء إِشارة لِلرَّبَّ يسُوعَ ما أجملَ أنَّ الإِنسان يكتشِف شخص يسُوعَ المُباركَ فِى الأشخاص الَّذِينَ نتكلَّم عنْهُمْ فالرَّبَّ يسُوعَ هُوَ زرُبَّابِلَ الَّذِى ردَّ سبينا وَهُوَ الَّذِى نقلنا لِلملكُوت كما قَالَ مُعلِّمنا بُولُسَ عَنْ يسُوعَ فِى كُولُوسِي أنَّهُ هُوَ الَّذى قدَّسَ إِرادِتنا وَعتقنا مِنْ العبُودِيَّة المُرَّة [ هكذا قَالَ ربُّ الجُنُودِ قائِلاً0هذا الشَّعْبُ قَالَ إِنَّ الوقتَ لَمْ يبلُغْ وقتَ بِناءِ بيتِ الرَّبِّ ] ( 1 : 2 ) كلِمة " ربُّ الجُنُودِ " إِشارة لِلجِهاد الرُّوحِى وَكَانَ مُمكِنْ أنْ يقُولَ " قَالَ الرَّبَّ "هُنا يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّ إِلهكَ إِله قوِى وَيُحِب أنْ يعمل بِجنُوده وَيُحِب الأيادِى المُتشَّدِدة المُتقَّوِيَّة بِهِ وَفِى اللحظة الَّتِى تُعلِنْ لَهُ أنَّكَ ستُحارِب معهُ هُوَ يقُولُ لَكَ " أنا إِلهكَ وَقائِدكَ ربُّ الجُنُود " وَكما قَالَ مُعلِّمنا بُولُسَ الرَّسُولَ [ شُكراً للهِ الَّذِي يقُودُنا فِي موكِبِ نُصرتِهِ ] ( 2 كو 2 : 14 )[ إِنَّ الوقتَ لَمْ يبلُغْ وقتَ بِناءِ بيتِ الرَّبِّ ] بعد أنْ إِنتهت المُقاومات الخارِجِيَّة بدأت المُقاومات الدَّاخِلِيَّة ما رأيكُمْ فِى هذِهِ العِبارة كَمْ مرَّة قُلناها ؟ كَمْ مرَّة ربِّنا يدعُونا لِلجِهاد الرُّوحِى وَنُؤجِل وَنقُولَ ليس الآنَ ؟ حرب التأجِيلَ وَالكسلَ مِنْ أخطر وَأعدى أعداء الحياة الرُّوحِيَّة مِنْ الصعب جِدّاً يا أحِبَّائِى عَلَى الإِنسان أنْ يظِلَ حياته كُلَّها يقُولَ" أنَّ الوقت لَمْ يأتِى بعد " وَأحياناً يتعلَّلَ بِأسباب عدِيدة فِى حِين أنَّ ربِّنا يقُولَ لَكَ[ هُوذا الآنَ وقت مقبُول هُوذا الآنَ يومُ خَلاَصٍ ] ( 2 كو 6 : 2 )[ إِنْ سمِعتُمْ صوتهُ فَلاَ تُقسُّوا قًلُوبكُمْ ] ( عب 3 : 15 ) " اليوم " وَ لاَ تقُولَ " غداً "قُلَ لَهُ يارب أنا أُرِيد أنْ أبنِى بيتِى وَهُوَ بيتكَ الَّذِى خرِب قلبِى الَّذِى إِنقطعت مِنْهُ الذبائِح وَالتقدُمات كما كَانَ داوُد النبِى يقُولَ [ لَكَ أذبح ] ( مز 116 : 17 ) أُرِيد أنْ أُقَّدِم لَكَ شئ صعب جِدّاً نقضِى وقت كبِير مِنْ حياتنا نُؤجِلَ وَيجِب أنْ نُلاَحِظ أنَّ التأجِيلَ يُقَّسِى القلب وَيجعلَ الإِنسان يتبلَّد وَينغلِب لِلأمر الواقِع وَيجعل إِشتياقات الإِنسان تفتُر وَرُوحِياته تخمُد هذا ما يفعلهُ التأجِيلَ تخيَّلَ أنَّكَ تعوَّدت عَلَى أُورُشلِيم بِدُون هيكل لكِنْ ضع يَدَكَ فِيهِ حَتَّى لَوْ لَمْ يكُنْ قَدْ بُنِى ضع يَدَكَ فِى الحياة مَعَْ ربِّنا سيتحسَّن كُلّ شئ حَتَّى لَوْ لَمْ يكتمِلَ بعد قُولَ لَهُ " إِشترِكَ فِي العملَ مَعَْ عبِيدكَ " ( أُوشِيَّة المُسافِرِينَ ) إِبدأ مِنْ الآنَ اليوم أفضلَ مِنْ غداً يوم أقضِيه مَعَْ ربِّنا يسُوعَ المسِيح حَتَّى إِذا لَمْ أُواصِلَ بِنَفْسَ الحماس إِلاَّ أنَّ اليوم فعلت شئ ربِحت شئ أضأت شمعة [ هل الوقتُ لَكُمْ أنتُمْ أنْ تسكُنُوا فِي بُيُوتِكُمُ المُغشَّاةِ وَهذا البيتُ خراب ]( 1 : 4 ) يُرِيد أنْ يقُولَ لَهُمْ هل عِندكُمْ وقت لِتبنُوا بيتكُمْ وَليس عِندكُمْ وقت لِتبنُوابيت الرَّبَّ كثِيراً ما نتعلَّلَ أنَّهُ ليس لدينا قُدرات لِنعملَ بِها أُمور رُوحِيَّة فِى حِين أنَّ نَفْسَ هذِهِ القُدرات هِى الَّتِى نعملَ بِها أمور عالمِيَّة لِماذا وجدتُمْ وقت لِعمل بيُوتكُمْ وَأمَّا بيت الرَّبَّ فَلَمْ تجِدوا لَهُ وقت ؟ لِماذا ينفذ الوقت عِندما نأتِى لِعملَ الرَّبَّ ؟ تخيَّلوا أنَّ الرَّبَّ كلَّم داوُد فِى مرَّة قائِلاً [ لأِنَّكَ احتقرتنِي ] ( 2 صم 12 : 10 ) صدِّقُونِى نحنُ نعملَ هكذا مَعَْ ربِّنا وَنُشعِره أنَّهُ غير جدِير بِإِهتماماتِنا [ بُيُوتِكُمُ المُغشَّاةِ ]أى المُزيَّنة وَهُنا يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّكَ لَمْ تهتم بِبُناء البيت فقط إِنَّما زينته أنتَ مُهتم ليس فقط بِالأُمور الزمنِيَّة إِنَّما بِأدق تفاصِيلها وَالإِنسان يهتم بِالمأكل وَالمشرب كثِيراً لاَ تهتم بِالخارِج عَلَى حِساب الدَّاخِلَ فِى حِين أنَّ كُلّ مجد إِبنة المَلِكَ مِنْ الدَّاخِلَ( مز 44 مِنْ مزامِير الثَّالِثة ) لِذلِكَ نجِد القِدِيسِين حِينما إِهتموا بِالدَّاخِلَ إَِزدروا بِالخارِج فلمَّا إِمتلأوا جِدّاً جِدّاً مِنْ الدِّاخِلَ أصبح الخارِج لاَ يُشغِلهُمْ وَالعكس صحِيح حِين يكُون الدَّاخِلَ فارِغ يكُون الخارِج مُهِمْ جِدّاً [ اجعَلُوا قلبكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ ] ( 1 : 5 ) يُرِيد أنْ يقُولَ راجِع نَفْسَكَ هل أنت تمشِى فِى الطرِيق الصحِيح أم لاَ ؟ حاسِب نَفْسَكَ هل يُرضِيكَ أنْ تهتم بِأموركَ الزمنِيَّة وَتسكُنْ فِى قصُور مُزيَّنة تلِيق بِالملُوكَ وَالعُظماء وَتترُكَ بيت ربِّنا ؟ هل يلِيق أنْ تُقَّدِم الزمنِيات عَلَى الأبدِيات ؟ لِذلِكَ يقُولَ [ وَلِتُلاَحِظ عيناكَ طُرُقِي ] ( أم 23 : 26 ) فاجعلَ عينيكَ عَلَى الطرِيق وَإِلاَّ تضِلَ يجِب أنْ نأخُذ حذرنا مِنْ أنْ نكُون مُهتمِين بِحياتنا الزمنِيَّة وَمُنصرِفِين عَنْ ربِّنا وَالأصعب أنَّنا لاَ نشعُر بِذلِكَ لِذلِكَ يقُولَ لَهُمْ [ اجعَلُوا قلبكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ ]أى تأمَّلَ فِى حياتكَ الدَّاخِلِيَّة وَراجِع نَفْسَكَ وَكما يقُولَ مُعلِّمنا بُولُسَ فِى غلاَطِيَّة[ وَلكِنْ لِيمتحِنْ كُلُّ واحِدٍ عملهُ ] ( غلا 6 : 4 )" يمتحِن " أى يسألَ وَيُدَّقِق لِذلِكَ مُعلِّمنا داوُد النبِى يقُولَ [ طُرُقكَ ياربُّ عرِّفنِي ]( مز 25 : 4 ) عرَّفنِى الطرِيق الَّتِى أسلُكَ [ زرعتُمْ كثِيراً وَدخَّلتُمْ قلِيلاً تأكُلُونَ وَليس إِلَى الشَّبعِ تشربُونَ وَ لاَ تروُونَ تكتسُونَ وَ لاَ تدفأُونَ وَالآخِذُ أُجرةً يأخُذُ أُجرةً لِكِيسٍ منقُوبٍ ] ( 1 : 6 ) هُنا توبِيخ مِنْ حَجّي إِنسان زرع أرض كبِيرة وَالحصاد الَّذِى دخَّلهُ المخزن كَانَ قلِيلَ إِنسان يأكُلَ وَ لاَ يشبع يشرب وَ لاَ يُروى يلبِس وَ لاَ يتدَّفأ يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّكُمْ قَدْ فقدتُمْ البركة مهما عملت مِنْ إِهتمامات بِحياتكَ الزمنِيَّة بِدُون إِرضاء الله تفقِد البركة كأنَّهُ إِلَى كِيسٍ منقُوب حِين أفقِد إِحساسِى بِالشَّبع الدَّاخِلِى وَأفقِد إِتحادِى بِالله أفقِد البركة فأجِد أنَّ حياتِى كُلَّها لاَ قِيمة لها هُنا يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّكُمْ عِندما إِنصرفتُمْ عَنْ بُناء بيت ربِّنا الدَّاخِلِى هُوَ أيضاً إِنصرف عنكُمْ وَكَانَ مِنْ المُمكِنْ أنْ يُبارِكَ لَكُمْ فِى الزُرُوع وَ الغلاَّت فالرَّبَّ كَانَ يُرِيد أنْ يُشعِرهُمْ أنَّهُ وسطِهِمْ فقدِيماً كَانَ يقُولَ أنَّ فِى السنة السَّابِعة الأرض تسترِيح وَلكِنْ كَانَ فِى السنة السَّادِسة يُعطِيهُمْ محصُولَ مُضاعف يُرِيد أنْ يقُولَ أنا البركة أنا الغِنى وَأنت عليكَ أنْ تزرع فقط فالعملَ كَانَ عقُوبة أنَّكَ بِعرق جِبِينكَ تأكُلَ خُبزكَ ( تك 10 : 17 ) لكِنْ حِينما أُرِيد أنْ أُبارِكَ فأنا أُبارِكَ فنحنُ حِين ننصرِف عَنْ الرَّبَّ يجعلنا نعِيش فِى دائِرة همَّ المأكل وَالمشرب لكِنْ إِذا إِتحدنا بِهِ يرفع عنَّا هذا الهمَّ وَكما كَانَ مرفُوع عَنْ أبونا آدم قبل السقُوط وَكما يعِيش آباء وَمُتوحِدِينَ فِى البرارِى وَالجِبالَ مرفُوعَ عنهُمْ همَّ العملَ لأِنَّهُمْ إِرتفعُوا فوق مُستوى الهمَّ وَإِتحدوا بِالله فصارُوا لاَ يهتمُون بِهذِهِ الأُمور وَيحيونَ فِى بركِة الله يأكُلُونَ مِنْ يَدِهِ لاَ تظُن أنَّ سعيكَ هُوَ الَّذِى يُعطِيكَ إِنَّما هِى بركِة الرَّبَّ الَّتِى تُغنِيكَ إِسعى لكِنْ لاَ تنسى الله لاَ تهتم بِأنْ تبنِى بيتكَ وَتترُكَ بيتكَ الدَّاخِلِى مُنهدِم وَمذبحكَ مِنْ الدَّاخِلَ ليس فِيهِ تقدِمات وَ لاَ سكِيب وَ لاَ مخافِة الرَّبَّ " كأنَّهُ إِلَى كِيسٍ منقُوبٍ " يُمكِنْ أنْ تُفسَّر أيضاً بِكلِمة ربِّنا إِنِّى أخُذها داخِلِى لكِنَّها تتسرَّب لكِنْ كلِمة ربِّنا كما قَالَ مُعلِّمنا داوُد النبِى[ خبأتُ كَلاَمَكَ فِي قلبِي لِكيلاَ أُخطِئ إِليكَ ] ( مز 119 : 11 ) فَهُوَ خائِفَ عَلَى الكلِمة أنْ تتسرَّب مِنْهُ الإِنسان لابُد أنْ يُحافِظ عَلَى النِعم الرُّوحِيَّة حِين يأخُذها نحنُ نتناولَ كثِيراً وَنقرأ فِى الإِنجِيلَ نخدِم وَنسمع كثِير وَكُلّ هذا وَالكِيسَ منقُوب القدِيس أُوغُسطِينُوسَ يقُولَ[ إِرعى مُحِبَّاً مَا أخذتهُ ] بِمعنى أنَّ الكلِمة الَّتِى سمعتها فكَّر وَتأمَّلَ فِيها ردِّد الآية الَّتِى لمست قلبكَ وَاسرح فِيها وَتأمَّلها [ اِصعدُوا إِلَى الجبلِ وَأتُوا بِخشبٍ وَابنُوا البيتَ فأرضى عليهِ وَأتمجَّدَ قَالَ الرَّبُّ ]( 1 : 8 ) قَالَ لَهُمْ يكفِيكُمْ رخاوة وَإِهتمام بِالزمنِيات لأِنَّهُمْ لمَّا رفضُوا الرَّبَّ هُوَ أيضاً رفضهُمْ وَلمَّا تركوه تركهُمْ وَفقدوا البركة لأِنَّ الَّذِى يُهمِلَ ربِّنا فمهما عملَ وَتعب يصِير إِلَى حالة أقلَ مِنْ هُنا يقُولَ لَهُمْ " اِصعدُوا إِلَى الجبلِ " وَالجبلَ فِى الكِتاب المُقدَّسَ دائِماً إِشارة إِلَى ربِّنا يسُوعَ المسِيح سفِينة نُوح إِستقرت عَلَى جبلَ وَالسفِينة هِى الكنِيسة الَّتِى إِستقرت عَلَى الجبلَ الَّذِى هُوَ المسِيح كما أنَّ الوصايا جاءت عَلَى جبلَ وَالموعِظة عَلَى الجبلَ وَالتَّجلِى أيضاً كَانَ عَلَى جبلَ هُنا يقُولَ لَهُمْ " اِصعدُوا إِلَى الجبل " أى إِرتفعُوا فوق مُستوى الإِهتمامات الزمنِيَّة وَ لاَ نظِلَ تحت حَتَّى متى سنظِلَ فِى الهُمُوم ؟ وَحَتَّى متى نظِلَ مُنصرِفِين عَنْ ربِّنا ؟ فكُلَّما ظللت تحت فالهمَّ يزِيد لكِنْ اِصعد الجبلَ تجِد أنَّ الهُمُوم تتلاَشى لِماذا تخُنقنا الهُمُوم ؟ لأِنَّنا ندخُلَ معها فِى مواجهة بِحجمها الطَّبِيعِى لكِنْ متى إِرتفعنا ندوسها إِذن " اِصعدُوا إِلَى الجبل "أى إِرتفع وَاحتضِن وَالتحِف وَاتحِد بِيسُوعَ0 [ وَأتُوا بِخشبٍ ] أى إِجعلَ صعُودكَ فعَّالَ أى لابُد لِكى تصعد أنْ تشتغلَ وَهذِهِ دعوة لِلجِهاد الرُّوحِى وَ " الخشب " فِى الكِتاب المُقدَّسَ يرمُز لِلصلِيب وَهُنا تعنِى إِحِملُوا الصلِيب إِذن لقد أعطى خِطَّة رُوحِيَّة لِلجِهاد :- 1- اِصعد = إِرتفِع فوق مُستوى الزمنِيات 2- إِتحِد بِالمسِيح ( الجبلَ ) 3- إِحمِلَ الصلِيب إِشارة لِلجِدِيَّة الرُّوحِيَّة [ وَابنُوا البيتَ فأرضى عليهِ وَأتمجَّدَ ] السؤالَ هل ربِّنا يوَّصِينا عَلَى بِيته ؟ألَمْ يكُنْ قادِر أنْ يبنِيه هُوَ ؟ ربِّنا قادِر يُقَّدِسَ قُلُوبنا وَيُقَّدِسنا لكِنْ هُوَ أيضاً أعطانا حُرِّيَّة [ هُوَ العامِلَ فِيكُمْ أنْ تُرِيدُوا وَأنْ تعملُوا ] ( فى 2 : 13 ) إِذن هُوَ يدعو لكِنْ عَلَىَّ أنا أنْ أستجِيب لِلدعوة ربِّنا مِنْ كثرة مراحِمه يقُولَ أنَّ الهيكلَ هُوَ هيكل سُليمان فَهُوَ ينسِبه لأِولاده لِكى عِندما يُكافِئ فِى النِهاية يُكافِئ عَلَى شئ عملت فِيهِ لكِنْ هُوَ صاحِب الفضلَ صعب جِدّاً إِنِّى أتوب بِدُون أنْ أفعلَ شئ هُوَ عامِلَ فِىَّ إِنِّى أستجِيب مَعَْ نِدائه لِكى أُكافئ فِى الأخِر إِنِّى عملت فِى حِين أنَّ ما عملتهُ هُوَ مِنْهُ هل نتصوَّر أنَّ الرَّبَّ يجعلنا نشعُر أنَّ هُوَ مُحتاج لنا وَيُرِيدنا أنْ نبنِى نحنُ البيت ؟ [ انتظرتُمْ كثِيراً وَإِذا هُوَ قلِيل وَلمَّا أدخلتُمُوهُ البيتَ نفختُ عليهِ لِماذا يقُولُ ربُّ الجُنُود لأِجلِ بيتِي الَّذِي هُوَ خراب وَأنتُمْ راكِضُونَ كُلُّ إِنسانٍ إِلَى بيتِهِ ]( 1 : 10 )هُنا بدأ يُعاتِبهُمْ مرَّة ثانِية وَيقُولَ لَهُمْ كيف تكُون نشِيط مِنْ جِهة بيتكَ أى حياتكَ الزمنِيَّة وَالأرضِيَّة وَفِى نَفْسَ الوقت تترُكَ بيتِى وَتُهمِله ؟هل ياربِى أنتَ مُتضايِق لأِنَّ بيتكَ خراب وَأنت لَكَ السَّماء وَسماء السَّموات وَلَكَ الأرض ؟ هل ياربِى فُلاَنَ وَهُوَ بعِيد عنكَ أنت الكامِلَ هل ينقُصَكَ شئ ؟نعم ينقُصنِى ربِّنا لاَ يوجد عِنده نُقصَانَ إِلاَّ أولاده التَّائِهِين عنْهُ ربِّنا لاَ يوجد عِنده خِسارة إِلاَّ هَلاَكَ أولاده وَ لاَ عِنده حُزن إِلاَّ النِّفُوسَ الَّتِى تُغضِبه وَتُهِينه لِذلِكَ نجِد العقُوبة فِى العدد 10 يقُولَ لَهُمْ [ لِذلِكَ منعتِ السَّمواتُ مِنْ فوقِكُمُ النِّدى وَمنعتِ الأرضُ غلَّتها ] النَّفْسَ الَّتِى تتهاون فِى عملَ الله السَّموات تمنع عنها النِّدىوَ النِّدى هُوَ نِعمة الرُّوح إِذن النَّفْسَ تُحرم مِنْ عملَ الرُّوح القُدُسَ داخِلها حِين تُصبِح مُهمِلة حِين أكُونَ مُهمِلَ فِى حياتِى الرُّوحِيَّة وَأشعُر إِنِّى فِى الحرب وحدِى كُلّ هذا لأِنَّ السَّموات منعت النِّدى أصبح لاَ يوجد قُوَّة الرُّوح داخِلِى وَأكُون أطفأتها " الأرض " فِى الكِتاب المُقدَّسَ إِشارة لِلجسد وَمعنى أنَّ الأرض منعت غلَّتها أنَّ حَتَّى الجسد فقد قُدسِيتهُ وَقُوَّتهُ وَأصبح لاَ يوجد ثمر يفرَّح الله وَ لاَ الإِنسان لِذلِكَ بدأ الإِنسان يحطَّم نَفْسَه جسده إِمكانِيات وَحَتَّى طعامه وَشرابه وَكُلّ أموره بدأ يُهمِلها " الغلَّة " هِى قُوَّة قداسِة الجسد [ وَدعوتُ بِالحرِّ عَلَى الأرضِ وَعَلَى الجِبالِ وَعَلَى الحِنطةِ وَعَلَى المِسطارِ وَعَلَى الزَّيتِ وَعَلَى مَا تُنبِتُهُ الأرضُ وَعَلَى النَّاسِ وَعَلَى البهائِمِ وَعَلَى كُلِّ أتعابِ اليدينِ ] ( 1 : 11 ) ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ لَكَ أنا سِر البركة أنا الَّذِى يملأ حياتكَ بِكُلّ خيرأنا سِر الشَّبع وَالغِنى أنا الَّذِى أُعطِى ندى وَمطر وَأُعطِى مواهِب الرُّوح ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ أنَّهُ هُوَ سِر الشَّبع الحقِيقِى لِلنَّفْسَ أحياناً يعتقِد الإِنسان أنَّ جهده هُوَ الَّذِى يفعلُ لَهُ كُلّ شئ لكِنْ ربِّنا يُرِيد أنْ يُنَّبِه أنظارنا لأِمور أكبر مِنْ ذلِكَ بِكثِيرفِى تثنِية 28 : 11 ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ لنا أنَّهُ هُوَ سِر الغِنى وَالشَّبع وَالبركة ربِّنا يُرِيد أنْ يقُولَ لَكَ أنَّكَ لَوْ أظهرت إِهتمام فِى حياتكَ الرُّوحِيَّة معهُ وَتجاوبت مَعَْ عملَ النِّعمة ستجِده هُوَ يُقَّدِسَ فِكركَ وَإِرادتكَ وَمشاعِركَ وَيجعل النِّدى ( عطايا الرُّوح ) تفِيضُ عليك ربِّنا قادِر أنْ يجعلَ النَّفْسَ صالِحة كُلَّها لأِنَّهُ كِنزُ الصَّالِحات وَمُعطِى الحياة [ حِينئِذٍ سمِعَ زرُبَّابِلُ بنُ شألتِيئيلَ وَيهُوشعُ بنُ يهُوصادِقَ الكاهِنِ العظِيمِ وَكُلُّ بقِيَّةِ الشَّعْبِ ] ( 1 : 12 ) إِذن سمِعوا وَاستجابُوا وَهُنا ذكر" بقِيَّةِ الشَّعْبِ "إِذا طبَّقنا هذا الكَلاَمَ فزرُبَّابِلَ هُوَ الإِرادة وَيهُوشع هُوَ القلب فمتى تقدَّست الإِرادة تقدَّسَ القلب وَبدأ كُلّ بقِيَّة الشَّعْب يخضع أى طاقات الإِنسان فِكره حواسه وَكُلُّ ما بِداخِله لِذلِكَ قدِّسَ الإِرادة وَالقلب تجِد أفعالَ مُباركة تنشأ عَنْ نَفْسَكَ [ وَخافَ الشَّعْبُ أمامَ وجهِ الرَّبِّ ]إِذن مخافِة ربِّنا لَمْ تكُنْ موجودة وَكانُوا بدأوا ينصرِفُواهُنا بدأ الخوف لمَّا الرَّبَّ هدَّدهُمْ بِقِلَّة البركة [ فقالَ حَجَّي رسُولُ الرَّبِّ بِرِسالةِ الرَّبِّ لِجمِيعِ الشَّعْبِ قائِلاً أنَا معكُمْ يقُولُ الرَّبُّ ]( 1 : 13 ) يقُولَ لَهُمْ أنا لاَ أُرِيد أنْ أُخِيفكُمْ أنا لستُ ضِدكُمْ لكِنْ إِبدأوا وَابنُوا البيت وَأنا أرضى وَأتمجَّد وَأضع يَدِى معكُمْ [ وَنبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ زرُبَّابِل بنِ شألتيِئِيلَ وَالِي يهُوذا وَرُوحَ يهُوشعَ بنِ يهُوصادِقَ ]( 1 : 14 ) ما أجملَ أنْ نشعُر أنَّنا فِى يد الله وَنحتاج أنْ نتجاوب مَعَْ تنبِيهاته دائِماً ربِّنا يُنَّبِه إِنسان وَيستجِيب وَلكِنْ إِنسان آخر لاَ يستجِيب فِى عَزْرَا ( 1 : 5 ) [ مَعْ كُلِّ مَنْ نبَّهَ اللهُ رُوحهُ ] ربِّنا يُنَّبِه إِنسان أى يُوقِظهُ00ربِّنا يُرِيد أنْ يُنَّبِه أرواحنا يقُولَ لِلكاهِن وَالقلب وَالوالِى وَالإِرادة وَلِطاقات الإِنسان أنْ يبنُوا البيت [ فجاءُوا وَعمِلُوا الشُّغلَ ] ما أجملَ إِنسجام كُلّ طاقات الإِنسان معاً الوالِى وَالكاهِن وَكُلّ بقِيَّة الشَّعْب تعال إِخضِع إِرادتكَ وَقلبكَ لِعملَ الله وَجسدكَ هذا المُتمرِّد علِيكَ تجِده بدأ يشتغلَ بعد أنْ كَانَ لاَ يُرِيد أنْ يقُوم مِنْ الكسل نَفْسَ الجسد الَّذِى كَانَ ضِد لنا سيكُونُ معنا الحياة مَعَْ ربِّنا تُنشِئ فِى الإِنسان إِنسِجام كامِلَ فِى كُلّ كيانه تجِد طلبات الإِنسان وَطلبات جسده وَإِهتماماته كُلَّها تتغيَّر وَتتقدَّسَ كُلّ الإِنسان يُصبِح فِى وِحده واحِدة مِنْ أجلَ خِدمة بيت ربِّنا الفِكر وَالعقل وَالإِرادة وَالعواطِف وَالجسد كُلّه يعِيش فِى وِحده واحِده وَكيان واحِد ما هُوَ السِر فِى أنَّنا لاَ نعرِف أنْ نعِيش مَعَْ ربِّنا ؟ كُلّ طاقة فِى الإِنسان مبعثرة فالإِرادة فِى ناحِية وَالقلب فِى أُخرى وَالجسد لِذلِكَ لابُد أنَّ الكُلّ يتوحَّد بِرُوح ربِّنا00لِذلِكَ حَتَّى كلِمة " راهِب " معناها " مُوناخُوسَ "( مُونو = واحِد ، مُوناخُوسَ = إِنسان توَّحد كيانه كُلّه مِنْ أجل الله )الكاهِن & القلب & الإِرادة & الطاقات [ وَعمِلُوا الشُّغلَ ]هُناكَ عمل ينتظِرنا عملَ داخِلَكَ ينتظِر يَدَكَ وَرُوح ربِّنا داخِلَكَ يقُولَ لَكَ إِنشط البيت لَنْ يُبنِى بِمُعجِزة أوْ بِكلِمة لكِنْ بِعمل لِذلِكَ لابُد يكُون عندِنا ثمر لِلدعوة وَنسمع لأِنَّ مخافِة الله تجعلنا كُلِّنا نخضع لِعملَ الله وَتكُون نِفُوسنا كُلَّها فِى إِنسِجام داخِلِى مُفرِح فنبنِى البيت فيرضى وَيتمجَّد.

دراسة فى سفرصموئيل الاول ج1

سِفر صموئِيل الأوَّل مِنْ الأسفار الرائِعة الَّذِى يحكِى تعامُلات الله مَعَ شعبه وَكنِيسته وَكهنته وَكيف أنّ الله يُدّبِر كُلّ شيء وَهُوَ صانِع التارِيخ الحقيقِى لِلكنِيسة ، وَهُوَ الَّذِى يُقِيم الرُعاة وَيُعطِيهُمْ الكلِمة ، وَهُوَ صانِع النُصرة وَالهزِيمة سِفرىّ صموئِيل الأوَّل وَالثانِى وَسِفرىَّ ملوك الأوَّل وَالثانِى هى أسفار المملكة وَيحكِى قصَّة تارِيخ مملكة إِسرائِيل وَقِصص ملوكها وَتدُّخلات الأنبياء وَتعامُلات الله مَعَ شعبه ،وَفِى كُلّ مرحلة كيف يُعطِيهُمْ الله نِعمة خاصَّة وَمشيئة خاصَّة .

الصليب فى سفر التكوين

الصليب فى سفر التكوين الصليب فى فكر الله منذ الأزل وأعلنه الوحى الإلهى لنا فى الكتاب المقدس من خلال نبوات ورموز وعلامات كثيرة ندرس بعض منه فى سفر التكوين :- الصليب فى حياة أبونا آدم : تك 14:3 قال الله للحية أضع عداوة بينك وبين المرأة ، وبين نسلك ونسلها ، وهو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه وقد وضع الله عداوة بين إبليس والمرأة حتى يأتى السيد المسيح من نسل المرأة – دون زرع بشر – يسحق رأس الحية بالصليب التى سحقت عقب البشرية ... الصليب فى حياة هابيل الصديق:- ذبيحة هابيل الصديق كانت ترمز الي ذبيحة المسيح المحروقه علي الصليب وكانت مقبوله عند الله . احبنا المسيح ايضا و اسلم نفسه لاجلنا قربانا و ذبيحة لله رائحة طيبة (أفسس 5 : 2)وحين يقول الكتاب حسده لأخوه وقتله فى الحقل وهذا ما حدث مع السيد المسيح فصلبه على أيدى اليهود الذين أسلموه حسداً وصلبوه فى فستان الصليب فى حياة نوح :- كان الطوفان رمزا لعمل التجديد للطبيعة البشرية ، والفلك رمزا للصليب الذى حمل السيد المسيح معلقا لأجلنا ، فحمل فيه الكنيسة التى هى جسده المقدس ، كان لا بد من هلاك العالم القديم [ اإنسان القديم ] فى مياة المعمودية ليقوم العالم الجديد أو الإنسان الجديد الذى على صورة خالقه يحمل جدة الحياة أو الحياة المقامة فى المسيح يسوع إقامة مذبح للرب :- بدأت الحياة الجديدة بالعبادة خلال الذبيحة كما خلال الصليب ، فانتزعت اللعنة عن الأرض ( ع 21 ) ... أخيرا ما قدمه نوح كان رمزا لعمل السيد المسيح الذبيحى فى كنيسته ، وكما يقول الكاهن : [ الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسنا ، فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة ] . أقام الله ميثاقا مع نوح وبنيه ، وجعل قوس قزح علامة للميثاق بينه وبينهم ، وبينه وبين نسلهم من بعدهم ، إذ جاء التأديب خلال الطبيعة ( الطوفان ) أقام الله العلامة فى الطبيعة علانية ( قوس قزح ) ، أما فى العهد الجديد إذ حمل السيد المسيح تأديبنا فى جسده جعل العلامة فيه خلال جراحات الصليب . الصليب فى حياة أبونا إبراهيم :- معركة كدرلعومر ورد السبي ورد الأملاك كانت إشارة واضحة لمعركة الصليب بين ربنا يسوع والشيطان التي فيها إسترد ربنا يسوع المسبيين والتي فيها يسوع جرد الرياسات والسلاطين وأظهرهم ظافراً بالصليب الحيوانات المشقوقة والطيور : بقى اليوم كله فى طاعة لله يزجر الجوارح دون أن يرى شيئا أو يسمع صوتا ، وقبيل مغيب الشمس صار فى سبات ووقعت عليه رعبة مظلمة وعظيمة .. لماذا ؟" غابت الشمس فصارت عتمة ، وإذا تنور دخان ومصباح نار يجوز بين تلك القطع " ( ع 17 ) ، إشارة إلى خلاص الناس فى الرب واستنارتهم بالروح القدس النارى . الرب الراقد على الصليب إذ ينزل إلى الجحيم يحملنا على كتفيه ويخرج بنا كما بأملاك جزيلة ، حاملا غناه ، وواهبا إيانا غنى الروح ، حتى متى جاء غروب العالم وإنقضاء الدهر يعلن خلاص أجسادنا ، ويعلن يومه العظيم كما بنار . ذبيحة اسحق الذي قدم ذاته للموت هو رمز لذبيحة الصليب حيث بذل الرب يسوع نفسه كرائحة ذكيه لله أبيه .(فيلبي2: 6)"اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله لكنه اخلى نفسه اخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس و اذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه و اطاع حتى الموت موت الصليب لذلك رفعه الله ايضا و اعطاه اسما فوق كل اسم"" فقال إبراهيم لغلاميه : إجلسا أنتما مع الحمار ، وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد ثم نرجع إليكما ... فأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحق إبنه وأخذ بيده النار والسكين وذهب كلاهما معا " ( ع 5 ، 6 ) . الخادمان اللذان أمرهما إبراهيم بالبقاء مع الأتان يشيران إلى الشعب اليهودى الذى لم يستطع أن يصعد ويبلغ إلى موضع الذبيحة ، إذ لم يريدوا الأيمان بالمسيح ، الآتان تشير إلى المجمع اليهودى ، والكبش الموثق فى الغابة بقرنيه يبدو أنه يرمز إلى المسيح ، لأن المسيح أوثق بين الأشواك بقرون إذ علق على خشبة الصليب وسمر بالصليب كان الكبش قويا ، وربطه إشارة إلى إرادة السيد المسيح أن يربط لاهوته حتى يتمم عملية الفداء الذى جاء من أجله .. ولا ينتقم من صالبيه ! عندما حمل إسحق الخشب للمحرقة كان يرمز للمسيح ربنا الذى حمل خشبة الصليب إلى موضع آلامه ، هذا السر سبق فأعلنه الأنبياء ، كالقول : " وتكون الرئاسة على كتفيه " ( إش 9 : 5 ، 6 ) أما القول : " فذهب كلاهما معا " فتشير إلى أن هذه الذبيحة هى ذبيحة إبراهيم كما هى ذبيحة إسحق ، قدم إبراهيم إبنه الوحيد خلال الحب الفائق ، وقدم الإبن ذاته خلال الطاعة الكاملة ، فحسبت الذبيحة لحساب الأثنين معا . الصليب فى حياة أبونا يعقوب :- السلم : إذ انطلق يعقوب هاربا من وجه أخيه عيسو ، محروما من عاطفة والديه واهتمامهما ، صار فى الطريق وحده معرضا لمخاطر كثيرة ، وسط هذا الضيق وضع يعقوب رأسه على حجر واضطجع فى ذلك الموضع ليرى السموات مفتوحة ، وسلما سماويا منصوبا على الأرض رأسه يمس السماء ، الأمر الذى لم يكن ممكنا أن يشاهده حين كان مدللا فى الخيمة تهتم به والدته وتضع الوسائد الناعمة تحت رأسه ! وسط الضيق والحرمان يتجلى الله ليسد كل عوز ويعطى بفيض أكثر مما نسأل وفوق أن نطلب إن كان الحجر هو السيد المسيح فإننا لا ننعم به فى حياتنا ؛ إذا كنا نعيش مدللين نطلب الإتكاء على الآخرين أما السلم الذى رآه يعقوب فهو صليب ربنا يسوع المسيح الذى بالإيمان نرتفع خلاله لننعم بالسماء عينها ثم أخذ الحجر وأقامه عمودا وصب عليه زيتا ،وانفتاح السماء على الأرضيين : فقد تمت المصالحة خلال السلم الحقيقى : " صـليب ربنــا يســــــوع " قطع العهد بين يعقوب ولابان:- رأى لابان أنه من الحكمة أن يقيم عهدا مع يعقوب صهره حتى لا يسىء أحدهما إلى الآخر ، وقد أقام يعقوب عمودا ، ثم عملوا رجمة ( كومة ) من الحجارة ليأكلوا عليها وليمة مصالحة ، ويكون العمود والرجمة شهادة وتذكارا للميثاق الذى قطعاه إن هذا العمود يشير إلى صليب ربنا يسوع الذى ارتفع على جبل الجلجثة مقدما جسده ودمه ذبيحة حب لنا وأقام هناك مذبحا ودعاه إيل إله إسرائيل " 20:33. أى دعاه : [ الله إله إسرائيل ] ، فقد جاء ليستقر فى حضن الله خلال الذبيحة المقدسه ليكن لنا فى قلبنا مذبح للرب ، فتكون أعماقنا كنعان الروحية التى يتجلى الله فيها خلال ذبيحة الصليب ! الصليب فى حياة يوسف المفترى عليه :- إذ نزل يوسف من بيت أبيه بالحب يبحث عن إخوته الضالين يقول الكتاب : " فلما أبصروه من بعيد قبلما اقترب إليهم احتالوا له ليميتوه ، فقال بعضهم لبعض : هوذا هذا صاحب الأحلام قادم ، فالآن هلم نقتله ونطرحه فى إحدى الآبار ونقول وحش ردىء أكله ، فنرى ماذا تكون أحلامه " ( ع 18 – 20 ) . تشفع فيه رأوبين فلم يقتلوه بل خلعوا عنه القميص الملون وألقوه فى بئر ماء فارغ . وإذ جلسوا يأكلون رأوا قافلة إسمعيليين قادمة من جلعاد جمالها محملة كثيراء وبلسانا ولاذنا لينزلوا بها إلى مصر فأشار عليهم يهوذا ببيعه عبدا لهم ، فباعوه بعشرين من الفضة ، وإذ رجع رأوبين إلى اخوته لم يجد يوسف فى البئر فمزق ثيابه ولم يعرف كيف يتصرف . ما فعله اخوة يوسف هنا حمل رمزا لما فعله اليهود مع السيد المسيح فى جوانب متعددة منها :- أ – لقد تحمل يوسف تعنيفا مرا من اخوته ، وقدم اليهود لوما للرب قائلين : " إننا لم نولد من زنا " ( يو 8 : 41 ) .. ب – عنما رأى اخوة يوسف اخوهم قادما ، ناقشوا موته ، وذلك كما فعل اليهود بيوسف الحقيقى ، المسيح الرب ، إذ صمم الجميع على خطة واحدة أن يصلب ، اغتصب اخوة يوسف ثوبه الخارجى الملون ، ونزع اليهود عن السيد المسيح ملابسه عند موته على الصليب ، تعرى لكى يستر خطايانا ! إذ نزع الثوب عن يوسف ألقى فى جب أى حفرة ، وإذ حطموا جسد المسيح نزل هو إلى الجحيم . رفع يوسف من الجب وبيع للإسماعيليين أى للأمم ، والمسيح إذ عاد من الجحيم إشتراه الأمم بثمن الإيمان ، هكذا كان يوسف رمزا للسيد المسيح والمشاورة ضده ، وفى إلقائه فى الجب ، وفى خلع ثيابه ، وفى بيعه للأمم . جـ - كما اشار يهوذا ببيع يوسف هكذا باع يهوذا السيد المسيح ... د – إذ ألقى الأخوة يوسف فى البئر الفارغة من الماء " جلسوا ليأكلوا طعاما " ( ع 25 ) ... وهكذا إذ دبر اليهود قتل السيد المسيح جلسوا يأكلون الفصح القديم كطعام يشبع أجسادهم لا نفوسهم بركة يعقوب لابني يوسف منسي وافرايم علي شكل الصليب حيث وضع يمينه بفطنه علي الاصغر دلاله علي ان البركه لن تاخذ الا بالصليب الذي باركه الرب بصلبه بدلا من كونه رمزا للعار والخذي فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله لانه مكتوب سابيد حكمة الحكماء و ارفض فهم الفهماء اين الحكيم اين الكاتب اين مباحث هذا الدهر الم يجهل الله حكمة هذا العالم لانه اذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله ان يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة لان اليهود يسألون آية و اليونانيين يطلبون حكمة و لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة و لليونانيين جهاله 1كو1: 18

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل