المقالات

12 مايو 2023

مائة درس وعظة ( ١٣ )

محاسبة الذات اخـتـبـرني يا الله واعرف قلبي . امـتـحـنى اعرف أفكاري . وانظر إن كان في طريق باطل ، اهدني طريقا أبديا ( مز ١١٩ : ٢٣-٢٤ ) جيد أن يجلس الإنسان مع نفسه ، ويراجع ذاته داود النبي وهو رجل صـلاة .. قلبـه حـسب قلب له ، فرغم كل ذلك يقف أمام الله ويقول : « جرینی یارب امتحني » ، وذلك لأن داود مهتم بخلاص نفسه وأنت سئول عن نفسك ، وسوف تسأل عن هذه النفس أولا : - فحص الفكر الفكر هو مـؤشـر القلب .. فأفكارنا هي التي تشير ى ما بداخل القلب - تنقسم الأفكار التي يجب فحصها إلى ۱- أفكار عابرة( فكرة تيجي وتروح ) والفكرة عابرة لا تقـدر أن نتحكم فيها. ۲- أفكار تستدعى:- بعض الأفكار يستدعيها الإنسان بإرادته وقـوة الخيال التي في ذهنه ، يستدعيها في الصحو والنوم يتلذذ بها ٣- أفكار مستقرة وهي التي تسكن القلب وتكون عادة .. إذا ابحث عن افكارك ما هو شكلها ونوعها ؟ ثانياً : - فحص مصدر الفكر ۱- قد يكون المصدر صداقة معينة . ٢-ارتباط معين بشخص ٣- ارتباط بفكرة ٤- ارتباط بجهاز وهكذا . افحص مصدر الأفكار التي تجـرح مـشـاعـرك القاوتك . افحص مقدار النقاوة ، فبغير النقاوة لا يرى لإنسان الله . نقاوتك هي جواز عبورك ومكانك في السماء. ثالثاً : فحص الأفعال :- بالتأكيد توجد في حياتك أفعال جميلة ومرضية مام الله وهناك أفعال أخرى لا ترضى الله . افحص أفعالك بروح الصلاة ، ارفع صلوات حارة وقل له : " يارب اكشف عن ذاتي" دائمـا قل لذاتك "أنا أفحص ذاتي في نور الله لطبيب حقيقي يكشف للإنسان ضعفاته" .. أحياناً الله لا يكشف للإنسان كل ضعفاته مرة احدة لئلا يسقط في صغر النفس ، فيكشف الله عن خطاياك جزءا جزءا إذا كنت صادقا مع نفسك . ارفع صلواتك وبروح الصلاة ، اكتشف خطاياك اطرحها أمام أب اعترافك. رابعا : - فحص الذات :- ١- لا تبرر ذاتك ولا تضع أعذارا ٢- لا تلق اللوم على غيرك بل تحمل المسئولية. ۳- کن حـازمـا مع نفسك « أنت بلا عـذر آيهـا الانسان » ( رو ۱ : ۲ ) . ٤- الإنسان مسئول أمام الله عن كل فكر وكل فعل هذه بعض الخطوط العريضة التي تضعها أمامك مع قراءة المزمور رقم ٦ ورقم ١٣٩ ، وتفحص ذاتك في ضوئهما . خامسا : - عهد مع الله :- العهد الذي من الممكن أن تأخذه مع الله ١- أن تكون منتظما في فحص ذاتك . ۲- أن تحاسب نفسك على كل فعل ٣- أن تكون واضحا وعندك إرادة . الإنسان إذا قال لأخيه : « يا أحمق » ( مت ٥ : ٢٢) منع من دخول السماء ، وهي كلمة من أربعة حروف الإنسان الحكيم يكون حذرا من فكره ، فهو مؤشر لقلب . نظام الاعتراف : خطايا الإنسان لها ثلاثة أبعاد :- أولا : - علاقتك ، مع الله لا تنس أنك إنسان مخلوق ، والله خالقك فـأنت ملك لله .. فكرا وقلبا وجسدا وروحا .. ١- ما هي علاقتك بالله :- 1- هل تعيش خارج دائرة الله ب- هل تتذكر الله في المناسبات . ج- هل أنت في علاقة دائمة ويومية مع الله . ۲- اكتشف أبعاد علاقتك الله:- ا- صلواتك . ب أصوامك ج- ارتباطك بالكتاب المقدس . د- ارتباطك بالأسرار المقدسة . هـ- ارتباطك بنصيب الله فيما بين يدك من مال أو وقت أو جهد و ارتباطك بسير القديسين الذين طبقوا وصايا الله في حياتهم . ۳- هل تفكر في نصيبك السماوي ؟ أم مهموم بالأرض ؟ هل تفكر في اليوم الذي ستقف فيه أمام الله ؟ وماذا ستقول له ؟ وماذا سيقول لك ؟ مـخـيـف هـو الـوقـوع في يدي الله الحي ! » ( عب ١٠ : ٣١) . ثانيا : - علاقتك مع البشر :- ١- ما هي علاقتك بالمجتمع الذي تعيش فيه:- أ- أسرة صغيرة . ب عائلة كبيرة ج- عملك د- جيرانك . هناك إنسان من الصعب عليه أن يقول أخطأت أو يلوم نفسه . ۲- هل وجودك في مجتمعك سبب فرح أم سبب حزن ؟ هل أنت مصطلح مـع مـجـتـمـعك ؟ هل تصنع السلام مع من حولك ؟ هل تتحمل الآخر ؟ ٣- لا تتخيل أن حياتك سوف تنتهى على الأرض ، فالإنسان كائن سام مخلوق على صورة الله والحكمة والعقل والحرية ، سوف يحاسبه الله عنها يوما ما ثالثاً : علاقتك ذاتك:- ۱- فكرك : من الضروري أن تكشفه لأب اعترافك ، وتحترس من الأفكار التي تلح عليك . ۲- کلامك : ما هو شكل كلامك ؟ الفاظك ؟ حد عن الآخرين ؟ نقلك للأخبار ؟ « بكلامك تتبرر وبكلامك ندان » ( مت ١٢ : ٣٧) . ٣- أفعالك : التي تصنعها سواء كانت خفية أو ظاهرة ، بسيطة أو كبيرة . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
05 مايو 2023

مائةدرس وعظة ( ۱۲ )

صوت الله « هأنذا واقف على الباب وأقرع . إن سمع أحـد صـوتى وفتح الباب ، ادخل إليه وأتعشى معه وهو معى » ( رؤ٣ : ١٤) . الكتاب المقدس يمتلئ بفعل السـمع أو الاستماع ، منها :- في العهد القديم : « أميلوا آذانكم وهلموا إلى اسـمـعـوا فـتـحـيـا أنفسكم ، وأقطع لكم عـهـداً أبدياً ، مـراحـم داود الصـادقـة ( إش٥٥ : ٣ ) وفي صـمـوئيل الأول : « هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة ، والإصغاء أفضل من شحم الكباش » ( ۱ صم ١٥ : ٢٢) . وفي العهد الجديد : « اليوم ، إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم » ( مز ٩٥ : ٩) . خلاصة هذه الآيات أن الله يتكلم ، ولكن من يسمعه ؟! كلمـة اسـمـعـوا أو فـعـل السـمـع مـرادف للطاعة ، ولأن هذا الفعل تكرر كثيراً في الكتاب المقدس ، تكون طاعة صـوت الله هي من أولويات حياة الإنسان المسيحي . أولا : ما هو صوت الله ؟ ۱- صوت الله في العهد القديم كان من أجل الإرشاد والتوجيه . ۲- كانت وسيلة صـوت الله في العـهـد القديم الشريعة المكتوبة وأصوات الأنبياء . ۳- في العهد الجديد اسـتـمـر صـوت الله يصل للبـشـر مـن خـلال الأسفار المقدسة والكنيسة وأبائها ، لأن روح الله يعمل كل يوم . ثانياً : كيف نسمع صوت الله ؟ ١- طاعـة إيمانيـة : بالرغم من صـعـوبة الأحداث المحيطة بنا .. هل كان أبونا إبراهيم يعـرف المكان الذي طلب منه الله أن يذهب إليـه ؟! أو لديه فكرة عن إمكانيات المكان ؟! ( تكوين ۱۲ ). ۲- انفتاح قلبي : ليديا بائعة الأرجـوان ، امرأة من قمة السلم الاجتماعي في مدينة فيلبي ، عندما استمعت إلى بولس الرسول فتحت قلبها فصارت أول مؤمنة في مدينة فيلبي ( أع ١٦ ) . ٣- عمل بالوصية : الحياة المسيحية حياة عمل ، حـيـاة فـعل ، فالسيد المسيح علمنا العمل ، تعمل بما استجبت له إيمانياً وفتحت له قلبك . ثالثاً : أسباب عدم سماع صوت الله :- ۱- غلظة القلب : أو بمعنى أصح قلبـه ليس فيه محبة ، والمثال القريب هو مثال الشاب الغني . قـال : « مـاذا أعـمـل لأرث الـحـيـاة الأبدية ؟ » . « فنظر إليه يسوع وأحبه ، وقال له : يعـوزك شيء واحـد : اذهـب وبع كل مـا لك وأعط الفـقـراء ، فيكون لك كنز في السماء ، وتعال اتبعني حاملاً الصليب » ( مر ١٠ : ٢١) ، فيقول عنه الكتاب : إنه مـضـى حـزيناً . ولا نعرف كيف انتهت حياته ! ٢- الكبرياء : أحياناً الإنسان لا يرى إلا ذاته ولا يسمع إلا ذاته .. وأقـرب مـثـال هم الكتبة والفريسيون الذين رأوا حقائق كما في قصة شفاء المولود أعمى ( يوحنا ٩ ) ومع ذلك بدأوا يحققون معه . ٣- العناد : أمر مدمر في حياة أي خادم أو بيت أو في كنيسة من الكنائس . ٤- الخوف : مثال بيلاطس الذي عرضت عليـه القـضـيـة وهـو لم يستطع أن يحكم ، وغسل يديه ، ولكنه لم يسـتـمـع بـسـبب الخوف . رابعاً : مواصفات صوت الله :- ١- قـريـب جـداً : قـد يتكلم إليك الله من قرب إنسان إليك ، أو من طفل صغير ، وربما من الشريك أو من الصديق . هو فعلاً على البـاب يقرع والـبـاب هـو باب القلب والقلب هو كيان الإنسان ، قريب . جدا .. الله يقرع وينتظر الاسـتـجـابة .. لذلك عندما تكون حاضراً في قداس أو اجتماع ، كن في غاية الإصغاء فقد تأتى لك كلمـات الله في رسالة .. فلا تضيع الفرصة . ٢- يشتاق للإنسان : كم من مرة قرع الله على باب قلبك ؟ كم مـن مـرة قـرأت ووجـدت رسالة ؟ أعلم أيها الحبيب أن صـوت الله يشتاق إليك دائماً . إن قـرعـات الله تختلف ، هناك قـرعـات رقيقة . وله أيضـاً قـرعـات شديدة كالتـجـارب وأحياناً المرض أو المشاكل والمتاعب ، كلها طرق لصوت الله المشتاق إليك . ٣- مستعد أن يعمل معك جداً : لن يعاتبك لتأخرك أو معرفتك له في آخر سنين عمرك أو بعد أن عشت الحياة طولاً وعرضاً .. بل إن من حلاوة صـوت الله أنه لا ينظر إلى الماضي ، هو يبدأ صفحة جديد كما نصلى « فلنبدأ بدءاً حسناً » . كل يوم فصـوت الله يأتيك بحب ، يأتيك بشـوق ، يأتيك باستعداد للعمل معك ، فلا تهمل صوت الله ، وأعط فرصة لصوت الله أن يتكلم . تدرب وأنت تصلي أن تجعل في صلواتك فترات صمت ، لكي تعطى فـرصـة لله أن يتحدث إليك . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
28 أبريل 2023

مائةدرس وعظة ( ١١ )

من له أذنان للسمع مصادر سماع صوت الله « من له أذن فليـسـمـع مـا يقـولـه الروح للكنائس » ( رؤ ٣ : ٢٢) ليس المهم ما نسمع ولكن لمن نسمع ؟ وكيف نسمع ؟ فالأذن يمكن أن تتحكم في مصير الإنسان . أولاً : انتبه :- أريدك أن تنتبه إلى ثلاثة أمور :- الأمر الأول : لا تخدع نفسك أنك متدين . ١- كثيرون يعتمدون في تدينهم على الأذن ولكنها لا تكفي . « إذا يا إخوتى الأحباء ، ليكن كل إنسان مسرعاً في الاستماع ، مبطئاً في التكلم ، مبطئاً في الغضب » ( يع ١: ١٩ ) . « ولكن كونوا عاملين بالكلمة ، لا سامعين فقط خادعين نفوسكم » ( یع ١ : ٢٢) . ٢- لا تخدع نفسك ، عش الحقيقة الوصية ، عش الإيمان الحقيقي ، ادخل إلى العمق ولا تكتف بالقشور . ٣- وجودك في الوصية واستماع الكلمة هو الحياة . الأمر الثاني : اقـبل الوصـيـة كـرسـالة شخصية إليك . ۱- قل لنفسك هذه رسـالة لى وليس لغيري أو لتعليم غيري .. مثلما يفعل بعض الخدام . ٢- المقياس في الدينونة ليس بمـعـرفـة الوصية ولكن بتنفيذ الوصية . ٣- الـوصـيـة تكشف ضـعف الإنسـان ونقائصـه ، ويقولون كثيراً عن وصـايا الكتـاب المقدس إنهـا كـمـرأة تكشف للإنسان تفاصيل حياته . الأمر الثالث : انتهز الفرصة ۱- « اليوم إن سمعتم صـوته فلا تقسوا قلوبكم » .. انتهز الفرصة ، فـرصـة صـوم قريب ، مناسبة ما ، فرصـة الصـحـة التي يعطيها لك الله . ۲- انتبه جيداً في قراءات القداس ، فالله يرسل لك رسالة خاصة . ثانياً : ماذا نسمع ؟ نسمع صوت الله في أشكال مختلفة من خلال بعض المصادر :- ۱- صوت الضمير : استمع إلى صـوت الضمير ولا تدع ضميرك نائماً أو غائباً أو مـسـتـريـحـاً .. اجعل ضـمـيـرك مـيـزاناً حساساً وحياً .. فـتأنيب الضمير أحـد مراحل التوبة في حياة الإنسان . ۲- صـوت الـوصـية : استمع إلى صـوت الوصية . الوصية هي الكتاب المقدس كله . وأقول الآباء هي توضيح للـوصـيـة .. اسـمـع الوصـيـة من خلال القراءة ، الدراسـة التأمل ، الحـفظ ، وأطع الوصـيـة لتكون حياتك . ۳- صـوت أب الاعـتـراف : استمع إلى صوت أب الاعتراف الروحي ، أو من يقدم لك الإرشاد الروحي . المفترض أنه توجد علاقة روحية قوية بين المعترف وأب الاعـتـراف ، ليس كل كاهن أب اعـتـراف فأب الاعتراف هو شخص اخـتـبـر وعـرف مـا يسـمـى بطب النفوس . فأب الاعتراف الروحي الممتلئ من روح الله تستطيع أن تسـتـمـع إلى صـوته باطمئنان ، فهذا ليس صـوته بـل صـوت. ٤- صوت الطبيعة : استمع إلى صوت الطبيعة . فالطبيعة تتكلم لأنهـا خـلقـة الله ..« السموات تحدث بمجد الله ، والفلك يخبر بعمل يديه » ( مز ١٩ : ١ ) . 5 - صوت الحـيـاة : استمع إلى صـوت الحياة ( قصص حياة الآخرين ) .فكل قصة من قصص الناس هي قصة حياة تساعدك على فهم الحياة أكثر .. فقراءة مذكرات الآخرين تعطينا رؤية للحياة . 6- صوت الآباء : استمع إلى صوت الآباء ( التقليد ) وأقوالهم . صـوت الآخـر : اسـتـمـع إلى صـوت الآخـر ( هو الشخص الـقـريب منك ) في الأسرة مثلاً . استمع إلى كل شخص قريب منك أب أو أم ، أخ أو أخت ، صغير أو كبير ، بنت أو ولد .. يقولون إحـدى العـبـارات : « إني أرى أبعد من أبي ، ولكن هذا ليس إلا لأنه يحملني فوق كتفه » . قل له : يارب أنا أريد أن أسمعك كل يوم ، وأريد أن أفـهـم رسـالتك لي كل يوم ، ولا أتركك كل يوم إلا إذا بعثت لي رسـالة شخصية وأنا أنتظر رسالتك .. أعيش وصيتك .. أفرح بوجـودك في حياتي .. وأجعل أذني حساسة لوصيتك وكلمتك النافعة لي . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
21 أبريل 2023

مائة درس وعظة ( ١٠)

فلنبدأ « احفظنا ولبندأ بدءا حسناً » ( من صلاة باكر ) قـال أحـد الـفـلاسـفـة : إن البداية هي نصف العمل ، لأن البداية تحـتـاج إلى طاقة وعزيمة ليبدأ بها الإنسان . أولا : ما هي فكرة البداية ؟ 1- خطوة المعونة والنعـمـة : أن تبـدأ ويبدأ هو معك . تكون نـعـمـة الله مـعك ويد الله حاضرة ، فعندما تبدأ بإخلاص اعلم أن الله يبدأ معك . ۲- خطوة الجهاد أن تبدأ وتكون صاحب مبادئ . المبـادئ هي النقطة التي يبـدأ بـهـا الإنسان تفكيره . إذا أردت أن تكون مـسـيـرتك في الحياة ناجحة ، لابد أن يكون لديك مبادئ وأفضل المبادئ هي وصايا الكتاب . لا تتخل عن مبادئك ، لكي مـا يصلح الله طريقك . يهوذا بدأ جيدا وكـان تـلـمـيـذا من تلاميذ السـيـد المسيح ، ولكن لماذا انحـرف ؟ لأنه لم يكن لديـه مـبـادئ ، ولذلك نجده سريعا يتخلى عن موقعه وينتهي بیده . ۳- خطوة الكمال : والذي يبدأ عليه أن يكمل إلى نهاية الأمر لأن « نهـاية أمـر خـيـر من بدايتـه ( جا ٧ : ٨) . ثانيا :۔ نوعيات من البدايات ۱- البداية الكاملة : الحسنة ، الصالحة ، بداية الأبرار أو عزم الصديقين . ٢- البداية الخاطئة : بداية الأغبياء كما تشرحها رسالة غلاطية : « أهكذا أنتم أغبياء ! أبعـدمـا ابتدأتم بـالـروح تـكـمـلـون الآن بـالج سـد ؟ » ( غلا ۳ : ۳ ) . ٣- البداية الهوائية - بداية يكون فيها الإنسان سطحيا بلا عمق ، متحمسا بلا حرارة . - بداية المستهزئين . - يجب أن يوفر الإنسان كل إمكانيات النجاح حتى تكون البداية صحيحة . ثالثا :. مبادئ في طريق النجاح هناك ثلاثة مـبـادئ رئيـسـيـة تجـعل طريقك وحياتك ترضى الله . ١- الأمانة - أمانتك الحياتية ، إخلاصك ، وفاؤك ، وأمـانتك : في عملك ، في دراستك ، في وقتك .. أمانتك من داخلك دون أن ينظرك أحد . إذا اخـتـرت طريقا معينا في كل الطرق المتـاحـة ، فـاسـلـك فـيـه بـأمـانة متناهية مثل أمانة يوسف الصديق في كل مراحل حياته . « كن أمـينا إلى الموت فـسـأعطيك إكليل الحياة » ( رؤ ۱۰ : ۲ ) . ۲- النظام أو التدقيق - « فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق ، لا كجهلاء بل كحكماء » ( أف ٥ : ١٥) . الإنسـان الذي يجـعل النظام هـو البداية أو أحـد مـبـادئه يحقق نتائج إيجابية . مثلاً : الأجبية تغرز مبدأ النظام في مسيرتك الروحية . ٣- الهمة أو الحماس « ملعون من يعمل عمل الرب برخاء » ( إر ٤٨ : ١٠ ) . - « الرخـاوة لا تمسك صـيـدا ( أم ١٢ : ٢٧) - في ( أف ٦ ) حـيـاة الجندية الروحية « إن مصارعتنا ليست مع دم ولحم ، بل مع الرؤسـاء ، مع السـلاطين ، مع ولاة العالم على ظلمـة هذا الدهر ، مع أجناد الشـر الـروحـيـة فـي السـمـاويات » ( أف ٦ :١٢ ) . الإنسان الذي يرى هـدفـه يجـتـهـد إليـه ، وإذا أصـابـه الـفـتـور في بعض الأحيان يحتمي بهدفه الذي يتطلع إليه . هذه المبادئ الثلاثة تساعد الإنسان أن يبدأ بدءا حسنا ويكمل . نصلى من أجل البـداية كل يوم « احفظنا ولنبدأ بدءا حسنا » . ابدأ بداية جديدة ، ابدأ بأمانة ، ابدأ بنظام ، ابدأ باجتهاد . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
31 مارس 2023

مائةدرس وعظة ( ٩ )

مقياس الحياة الروحية « الخطاة الذين تـابـوا عـدهـم مـع مؤمنيك . ومؤمنوك عدهم مع شهدائك . والذين ههنا اجـعـلـهـم مـتـشـبـهين بملائكتك » ( القداس الإلهى ) نتأمل في إحدى صلوات القداس الغريغوري : « الخطاة الذين تابوا عدهم مـع مـؤمنيك . ومـؤمنـوك عـدهـم مـع شـهـدائك . والذين ههنا اجـعلهم متشبهين بملائكتك » كمقياس للحياة الروحية . أولا :. الخطاة الذين تابوا ۱- كلنا مـولـودون بالخطيـة التي ورثناها عن أبينا آدم .. « والجـمـيع زاغـوا وفـسـدوا وأعـوزهـم مـجـد الله » ( رومية ٣ : ١٢ ۔ ۲۳ ). ۲- الخطية هي التعدى على وصية الله . ٣- الخـاطئ الـذي يعيش على الأرض إذا ظل يعيش في خطيـتـه صـارت حـيـاته في الأرض إلى الـهـلاك ، ولايـوجـد له منفـذ إلى الخـلاص إلا مـن خـلال شخص ربنا يسـوع المسيح . ٤- عندما يجتهد كل إنسان وينـمـو في حياته ويترك الخطية ، يتدرج إلى أعلى حيث التوبة . ه - الإنسان التائب هو الذي يرفض الخطية بكل ما فيها ، ولا يقبلـهـا ويحترس منها . ٦- التـوبة ترفـعك إلى السـمـاء والتوبة هي التي تحول الخطاة والزناة إلى بتوليين كقول القديسين وهي التي تمنح للإنسان حياة جديدة . ثانيا :. عدهم مع مؤمنيك : ۱- هي درجة الحياة بالإيمان . ٢- الإيمان رغم التعريفات الكثيرة له إلا أن الإنسـان يشـعـر ويحس به في قلبه . ٣- الإيمان هو أن تقول في قلبك : إن غير المستطاع عند الناس مـسـتطاع عند الله .. هذا هو الإيمان في أبسط صوره . ٤- عين الإيمان هي أن ترى يد الله تعمل في كل شيء وكل حدث . ثالثـا مـؤمـنـوك عـدهـم مـع شهدائك ١- أن يكون المؤمنون في حالة إيمان نقى وقـوى يصل إلى درجة الشهادة يكون المؤمن شاهدا وشهيدا للمسيح . ۲- درجـة الشـهـادة هي درجـة الاستعداد القلبي . ۳- آباؤنا الشـهـداء عـاشـوا بهـذا نقى وقـوى يصل إلى درجة الشهادة يكون المؤمن شاهدا وشهيدا للمسيح . ٤- نشـتـهى أن يتـوب الكل لأننا لا نـحـمـل أي مـشـاعـر سلبية تجاه أي أحد . رابعا :۔ متشبهين بملائكتك ١- الملائكة هم سكان السماء ، أي أن تحيا على الأرض حياة سماوية أو حياة ملائكية . ٢- الحـيـاة الـسـمـاوية هي أن تفكر دائمـا في الـسـمـاء ، ويكون فكرك مشغولاً بالسماء . ۳- اجعل بيتك سماويا ، اجعل قلبك سماء ، أنت مدعو إلى السماء . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
24 مارس 2023

مائة درس وعظة (٨)

اشتياقي للحياة الأبدية ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ « وإذا واحـد تقـدم وقال له : أيها المعلم الصـالـح ، أي صـلاح أعـمـل لتكون لي الحياة الأبدية ؟ » ( مت ١٩ : ١٦ ) ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ صـاحـب هـذا السـؤال هو الغنى الحـزين لأنه مـضـى حـزينا أو الغنى المحبوب لأن يسوع نظر إليه وأحبه . أولاً : - صفات الشاب الغنى كان هذا الشاب يتمتع بعدة صـفـات جيدة منها أنه : 1- كان غنيا والمال بركة من الله . ٢- يتمتع بالنشاط والحيوية والقوة . ٣- رئيس من رؤساء الدين له وقـاره واحترامه . 4- كـان مـؤدبا لأنه جثا أمام السيد المسيح . ٥ - كان مشتاقا للسماء وكان حافظاً للوصايا . المال جاء في الكتاب في أكثر من ألفي موضع ، وأشـهـر عـبـارة هي : « لا يقدر خادم أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحـد ويحب الآخـر أو يلازم الواحـد ويـحـتـقـر الآخر . لا تقدرون أن تخدموا الله والمال » ( لو ١٦ : ١٣ ) .ومشكلة هذا الشاب أن تدينه كـان يغطى جـزءا من حياته وليس حـيـاته كلـهـا ، الله أعطى الإنسـان الدين لكي يرتقي في مشاعره وفي عبادته ، ويكون أكـثـر رقي في أفكاره وسلوكـيـاتـه وأفعاله . وهذه مشكلة كثير من الناس .. التي تأخذ جزءا من الـوصـيـة أو جزءا من الحياة المسيحية . ثانيا : - نقائص الشاب الغني :- وقع هذا الشاب في نقائص كثيرة : - ١- خاطب السيد المسيح كمعلم وما أكثر المعلمين ، وليس الله الواحد . ٢- كان يعبد بالحقيقة صنما داخليا لا يراه وهو محبة المال . ٣- كـان يـحـفظ الوصـايا نظريا ولا يعيشها عمليا . ٤- كـان يفترض أن كنزه في الأرض وليس في السماء . ه - كـان ينقـصـه أن يتبع الراعي الصالح . ٦- كـان يـعـتـقـد أن غناه المادي دليل الرضى السماوي . الله يعطينا المواهب والمال كـوكـلاء ، ونحن لا نملك شيئاً ، ماذا تفعل بما لك الزائد عن احتياجاتك ؟ هل تنفقه ببذخ ، وهذه خطية ؟! هل تتـدخـره للمـسـتـقـبل الأرضى فقط ، وهذه تحتمل أن تكون خطية ؟! هل تـنـفـقـه لـفـائـدة الآخـرين ، وهنا عين الصواب ؟! ثالثاً : - ماذا أفعل لأرث الحـيـاة الأبدية ؟ ۱- اذهب : في طريق التـوبة ، عش التوبة وغير طريقتك وفكرك . ( حياة التوبة ) ۲- بع كل مـالك : عش حياة الحرية ، لا تربط قلبك بشيء أرضى . ( حياة الحرية ) ٣- وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السـمـاء : عش حـيـاة العطاء لتـشـعـر بالسعادة . ( حياة العطاء ) ٤- تعال اتبعنی : عش حياة الوصية . واتبع خطوات المسيح . ( حياة الوصية ) ٥ - حـامـلاً الصليب : حـيـاة الـجـهـاد الروحي ، متشبهاً بسيدك الذي حمل صليب الفداء من أجلك ومن أجلى ومن أجل كل إنسان . مضى الشاب الغنى حـزينا لأنه كان ذا أموال كثيرة ، وأمواله صنعت حاجزا بينه وبين السماء . أما أنت أيها الحبيب فاعلم أن كل شيء مستطاع عند الله ، فيستطيع المسيح أن يساعدك ويسندك . فليعطنا مسيحنا أن تكون حياتنا في هذا الطريق ، لكيـمـا نرث جميعاً الحـيـاة الأبدية والملكوت السماوي. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
17 مارس 2023

مائة درس وعظة ( ٧ )

توبنى فأتوب في التوبة نضع أمامنا أربعة مبادئ . ۱- حاضر في كل مكان . ۲- قادم في كل مكان . ۳- حاضن لكل إنسان . ٤- قادر على كل شئ . يا سيد ، اتركها هذه السنة أيضا ، حتى أنقب حـولـهـا وأضع زبلاً . فإن صنعت ثمـراً ، وإلا ففيما بعد تقطعها » ( لو ١٣ : ٨ ، ۹ ) .في القرن الرابع الميلادي سميت عظات للقديس يوحنا الذهبي الفم « عظات التماثيل » ولها قصة .. ففي ذلك الوقت فرض الإمبراطور ضرائب على الشعب ، فهاج الشعب وكسروا تماثيل الإمبراطور والإمبراطورة ، ووسط هذا الهياج اكـتـشـفـوا مـقـدار الجـرم ولجأوا إلى الكنيسة لأن في ذلك الزمـان كـان يوجـد مـا يسمى بـ حق اللجـوء الكنسي » وهذا الحق يمنع القبض على إنسـان داخل الكنيسـة فاستغل القديس يوحنا الذهبي الفم بطريرك القسطنطينية هذا الأمر وهذه الفترة لكي ما يصنع شيئين :۔ الأول : يرفع الصلوات طلبـا للـرحـمـة والغفران الثاني : تقديم عظات تحث كل إنسان على الـتـوبة وهي التي سـمـيت باسم « عظات التماثيل » . إن توبة الإنسـان هـو عـمله الأول كل يوم وفي كل وقت . في التوبة الشـخـصـيـة والـجـمـاعـيـة نضع أمامنا أربعة مبادئ أولا : الله حاضر في كل مكان ها أنا مـعكم كل الأيام إلى انقـضـاء الدهر » ( مت ٢٨ : ٢٠ ) وفي نفس الوقت في العالم سيكون لكم ضيق ، ولكن ثقـوا أنا قد غلبت الـعـالـم » ( يو ١٦ : ٣٣ ) وهذا هو صـدق مسيحيتنا . نتذكر قصة يوسف الصديق وما تعرض له من ضيقات . ثانيا : الله قادم في كل زمان « عند المساء يبيت البكاء ، وفي الصباح ترنم » ( مز ٣٠: ٥) فالشمس أقوى من كل ظلام ، ولكن لله مواقيت ومواعيد . نتذكر قصة لعازر وأخته .. ومع ذلك تأخر عنهم أربعة أيام ولكنه أتى أخيرا ( يوحنا ١١) . ثالثا :. الله حاضن لكل إنسان موت المسيح له المجد على الصليب فاتحا ذراعـيـه لـحـضـن كل إنسـان ، فالله هو الذي يعطى التعزية ويعطينا صبرا ويسند الإنسان ، لن تجد راحة إلا في حضن المسيح ، ولن تجد تعزية إلا عندما ترتمي تحت رجلي المسيح في صلواتك ، وإنجيلك يدعوك كل يوم « تعالوا إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحـمـال ، وأنا أريحكم . احـمـلوا نيـري عليكم وتعلموا منى ، لأني وديع ومـتـواضـع القلب ، فـتـجـدوا راحـة لنفوسكم » ( مت ١١ : ٢٨ ، ۲۹ ) نتذكر قصة داود وشاول وكيف أنقذه الله ( صموئيل الأول والثاني ) . رابعا : الله قادر على كل شيء إن هذا الـعـالـم كله في يد الله وهـو قـادر على كل شيء ، والحلول التي يوجـدها الله لم تكن تخطر على قلب بشر . نتذكر قصة الفتية الثلاثة وأتون النار وكيف أنقذهم الله ، ثق أن كل الأحداث الله قادر أن يحولها إلى أتون بارد . لا تقف عند الأحداث بل تطلع لـتـرى يد الله تمتد في كل شيء وتحرك كل شيء . مثل قصة أيوب البار وما تعرض له من ضـيـقـات ، وكان الله يريد أن يعلمه شيئاً ويحرره من خطية البر الذاتي ، وفي النهاية يقول : « بسمع الأذن قد سمعت عنك ، والآن رأتك عيني » ( أيوب ٥ : ٤٢ ) . + توبتك هي الأساس وسط أي أحداث « إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون » ( لو ١٣ : ٣) . تدريب من ( رومـيـة ٨ ) نضـع أمـامك هذه الآيات لتجعلها منظومة لحياتك : ( رو ۳۸ : ۸-۳۹ ) : « فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قـوات ، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ، ولا علو ولا عمق ، ولا خليقة أخرى ، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا » . ( رو ۲۸ : ۸ ) : « نحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحـبـون الله ، الذين هم مدعوون حسب قصده .. ( رو ۱۸ : ۸ ) : « فإني أحسب أن آلام الزمـان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا .. ( رو ۸ : ۸ ) : « فـالذين هم في الجـسـد لا يستطيعون أن يرضوا الله » .الله بكل قـدرتـه يصنـع خـيـرا للإنسـان بشرط واحد « القلب التائب » . ونحن لا نستطيع أن نرى السـمـاء وأمجادها لأن خطيتنا تحجب عنا رؤيتها ، ولكن الإنسان الذي يقـدم تـوبة حقيقية يستطيع أن يراها . عند الضيقات نرفع عيون قلوبنا إلى أمجاد السماء ، فآلام الأرض تجعل الإنسان يشتاق بالأكثر إلى السماء ، فهذه الآلام من أجل توبة الإنسان وشهادته للمسيح . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
10 مارس 2023

مائة درس وعظة ( ٦ )

العبادة الشكلية « یا معلم ، نعلم أنك صادق وتعلم طريق الله بالحق ، ولا تبـالـي بأحـد ، لأنك لا تنظر إلى وجـوه الناس " ( مت ١٦:٢٢ ) . مظاهر العبادة الشكلية ١- الصلاة غير الفاعلة : هي الصلاة الظاهرة من الشفتين أو من اللسان ولا تتعدى ذلك الأعماق كما هي لا تتغير . ۲- المعرفة العقلانية : فنجد شخصا ما موسوعة ، ولكن ليست موسوعة اتضاع بل موسوعة كبرياء يفتخر بذاته وبما يحصله من مـعـارف ، وأحيانا تكون معرفة في الكتاب المقدس وأقوال الآباء وأحيانا يعطيه الله ملكة الحفظ ولكن كل هذا حـديث الـعـقـل وليس في القلب وليس في الكيـان وليس بالروح . ونقرأ في (متی ۱۳:۲۳ ) « ويل لكم أيهـا الكـتـبـة والفريسيون المراؤون ! » وكانت طائفة الكتبة والفريسيين من أعلى طوائف اليهود ، فكلمة « فریسی » معناها « مفرز » وهم أشخاص متميزون جدا ( الكتبة هم الناسخون ) . ٣- الحرفية : الحياة المسيحية تعتمد على الحياة القلبية ، وتعتمد على الروح ولا تعتمد على الحرف ، ومن يحيا بالحرف يتـأخـر ، ومن يعش بالناموس وفكر الناموس الجـاف دون روحه يكن متأخرا كثيرا ، لذلك قال ربنا يسوع المسيح : « ما جئت لأنقض بل لأكمل » ( مت 17 : 5 ) ، فما جاء السيد المسيح لينقض العهد القديم ، فتقرأ العهد القديم بروح الـعـهـد الجـديد ، مـثـل مـا تقـرأ رسالة العبرانيين ، فهي رسالة في العهد الجديد ، ولكنها تحكي كيف نفهم العهد القديم بروح العهد الجديد ، أما الإنسان المراثي ( بحرفيته أو بنامـوسيته ) فليس له روح العهد الجديد ، لأن الله في العهد الجديد أعطانا الحرية من خلال عمل الروح القدس .. والذي يضبطنا هو روح الحق . 4- التقرب الشكلي إلى الله : يتظاهر بقربه من الله « يسرون بالـتـقـرب إلى الله ( إش ٢ : ٥٨ ) من خلال تأدية طقوس وممارسات معينة دون أن يدخل جوهرها . تصـور إنسانا يقضى يومه صائما ويمارس ممارسات الصيام المعتادة ، ويبدأ بعد فترة الصـوم ( في نفس يوم الصـوم ) غضبـه يظهر أو سلوكه ينحـرف !! فهذا تقـرب شكلي .. فـالصـوم هو ممارسة ووسيلة لتساعد الإنسان في نموه الروحي وليس هدفا في حد ذاته . حياة الصوم أولا : الصوم غير المقبول :- ۱- صوم بلا ضبط : هو صـوم يسـر صـاحـبـه ولا يسر الله . ۲- صـوم بلا صمت : الصـوم لا يكون عن الطعام فقط بل أيضا عن الكلام ، فأنت في فترة الصـوم عليك أن تضبط كل صغيرة وكبيرة وكل كلمة وتختار الصمت وتنشغل بداخلك . ۳- صـوم بلا تذلل : كأى شكل بلا جـوهـر مـجـرد منظر خارجی. ثانياً :. بركات الصوم : ۱- صلوات مستجابة : لأنك عندمـا تـحـيـا جـو الـصـوم تشـعـر بالانسحاق والخشوع وتخرج من داخلك صلوات عميقة وتدخل فيها روح الإيمان ، صلوات مرفوعة من قلب نقى. ٢- التلذذ بالرب : فأنت تصوم عن الطعام لكي تتـحـول لذة الطعام في داخلك إلى لذة للرب ويكون المسيح هو لذتك . ٣- الشعور بالسمو : كما يقول داود النبی : « لیت لی جناحا كـالحـمـامـة فأطير وأستريح ! » ( مزه 6 : 5 ) ، يرتفع فوق الماديات وحتى فوق احتياجات الجسد ، ويشعر أن رباطات الأرض تصير ضعيفة ، ويشعر أنه يقترب من السماء ويحيا بهذه الروح . ٤- الصحة الجسدية : تقريباً ثلث سكان العام نباتيون ، والطعام النباتي يمنح الإنسان شكلاً من الطاقة الهادئة . ه- الاستنارة : ليست للعين الجسدية بل للعين القلبية . لذلك أدعوك فـي فـتـرة الـصـوم القـادم أن تقـرأ ( أصحاح 58 من سفر إشعياء النبي ) وقس نفسك علیه کتدریب روحی . ثالثاً :. كيف نصوم ؟ الكنيسـة تقـدم لنا في فترة الصـوم المقـدس ثلاثة أنواع من الغذاء 1- الغذاء الروحي : الذي تقدمه الكنيسة هو كل شكل للعبادة وممارسة الأسرار . جـمـيـل أن تتقابل مع أب اعـتـرافك قـبـل الصـوم وتضع خطة للصوم .الغذاء الروحي يتجلى في القداسات المتأخرة ، ويمكن خلال فترة الصـوم أن يكون حضورك للقداس يوميا ، إن كانت ظروفك تسمح .فترة غذاء روحي جيد تصحبها توبة وصلوات وألحان وميطانيات . يجب ألا تنشغل بشيء ولا تنشغل بإنسان ، وأن تكون لك فترات خاصة بك . ۲- الغذاء الذهني : يعتمد أساسا على القراءات الإنجيلية ، والكنيسة تعلمنا في فترة الصوم المقدس أن نقرأ النبوات .يجب أن نقرأ يومياً وليست قراءة فقط بل ادرس وافهم وعش . قراءة النبوات مفيدة جدا وتكشف مقاصد الله في حياتك . أيضا قراءة الكتب الروحية تساعدك في الحياة النسكية ، القراءة تساعدك ألا تنشغل بشيء آخر . ٣- الغذاء النسكي : الصوم الانقطاعي شيء مهم لتقوية الإرادة . الطعام النباتي هو طعـام هادئ الطاقـة وصـحى ومفيد للإنسان . الميطانيات ( سجدات التوبة ) من القلب وليس بالجسد ، وهي مرتبطة بالصلوات .. فيها الصلاة القصيرة « ياربي يسوع المسيح ابن الله ارحمني أنا الخاطئ » ، وأنت تسجد وترشم نفسك بعلامة الصليب .. ممكن تبدأ باثنتي عشرة ميطانية في أول يوم ، وتزداد واحدة كل يوم مع الصـوم ، وتقدمها بروح الصلاة وتقدمها في بدء النهار أو في آخر الليل ، وتقدم الميطانيات كوسيلة مساعدة لتركيز الذهن وفيها تعب ، وهذا التعب يذكرك بأتعاب المسيح من أجلك ومن أجل كل البشر قضاء فترات اعتكاف تستفيد منها كفترات تأمل وقراءة وصلاة أو ترنيم وتسبيح الزهد أيضا في الملبس وفي الكلام والطعام . حاول أن تعيش بفكر روحي خلال فترة الصوم . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
03 مارس 2023

مائة درس وعظة ( ٥ )

التمرد « الروح القدس الذي أعطاه الله للذين يطيـعـونه ( أع ٣٢ : ٥ ) التمرد صورة من صور الخطية تقابلها فضيلة الطاعة والخضوع . أولا : ـ نماذج للعصيان في تاريخ البشرية وعلاقة الإنسان بالله . ١- في الكتاب المقدس:- أ- إنسان يتمرد على وصية الله : مثال آدم وحواء ، وكذلك حنانيا وسفيرة . ب إنسان يتمرد على عطايا الله : مثل يهوذا الذي اختاره السيد المسيح وأعطاه نعما كثيرة وفي نهاية حياته تمرد . ج- إنسان يعصى أعمال الله : تمرد الشعب على صموئيل النبي وطلبوا أن يكون لهم ملك مثل باقي الشـعـوب ويجيب صـمـوئيل أن الله هو ملككم ولكنهم رفضوا واختاروا ملكا ( شاول الملك ) ويسقط هذا الملك في خطايا عديدة بعد ذلك . ونحن كثيرا ما لا تعترف بهذه الخطية وتمردنا على وصايا الله أو عطاياه أو أعـمـالـه ، « لأنه كـمـا بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة ، هكذا أيضا بإطاعة الواحـد سيجعل الكثيرون أبرارا » ( رو ٥ : ١٩ ) .. وهنا يربط بولس الرسول بين معصية آدم وطاعة السيد المسيح . ۲- في تاريخ الكنيسة :- يظهر بين الحين والآخـر إنسـان يـتـمـرد على الكنيسة وإيمانهـا وطـقـوسـهـا ، وأشـهـرهـم أريوس وهرطقته التي استمرت عشرات السنين ، وكذلك مقدونيوس ونسطور وغيرهم من الهراطقة في كل زمان. ۳- في الحياة اليومية:- أ- العناد عند الأطفال : وتبدأ عندما يسمع الطفل « لا » كثيرا ويرددها . ب- العناد عند المراهقين : وهي أخطر وتظهر بقـوة مع التطور التكنولوجي وانبـهـار الإنسان بما صنع وابتكر وأنتج . ثانيا :. صور التمرد : - 1- التمرد على سلطة الله ظهرت في العالم موجات الحاد غير عادية « قال الجـاهـل في قلبـه : ليس إله » ( مـز ١ : ٥٣ ) وظهـرت فلسفات منذ مائة عام مهدت لهذا الأمر .. أن الله له السماء ونحن البشر لنا الأرض . ٢- التمرد على الذات ويسمى في علم النفس عدم قبول الذات ، يكون الإنسان في خصومة مع نفسه وفي حالة صراع يمكن أن يصل إلى مرض نفسي ويؤدي به إلى طريق الإدمان أو الجريمة أو الإباحيات . ٣- التمرد على سلطة الأسرة :- الأسرة التي أوجدها الله في صورتها الجميلة .. ولكن يبدأ الإنسان في التمرد على سلطة الأسرة ونسميه بالابن العاق . « أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب » ( أف ١ : ٦ ) « أيتها النساء ، اخضعن لرجالكن » ( كو ١٨ : ٣ ) وهذا خضوع الحب في إطار الأسرة . وترتيب الأسرة من رجل وامرأة وأبناء هو ترتيب إلهي . 4- التمرد على المجتمع کشخص يسير ضد مجتمع بأكمله ويسمى بالخائن لمجتمعه . ثالثاً : كيف نواجه التمرد ؟ 1- طريقة الحوار « الحوار » داخل البيت أو الكنيسة أو المجتمع هو عمل إنساني راق وهو فن يدرس . فـإذا لم يـوجـد الحوار وجد الشجار ، أو الحوار الصامت وهو ما يسمى بثقافة الجدار . - مثال : حوار السيد المسيح مع توما كـحـوار ایجابی عملی. ٢- الصبر « بصـبـركم اقتنوا أنفسكم » ( لو ١٩ : ٢١ ) وهي فضيلة اقتناء الذات ، الله مـات عنا على الصليب ونحن نقتني أنفسنا بالصبر . - مثال : البارة مونيكا مع ابنها أوغسطينوس ابن الدموع. 3- جو المحبة المحبة تصنع العجائب ، فإذا تلامس المعاند مع من يحبه سيتغير تماما . - مثال : محبة السيد المسيح لبطرس بعد إنكاره . أخطر ما يواجه الإنسان السائر في طريق الرب أن يعاني من خطية الرياء ، أو ما نسميه بشكلية العبادة ، من الخارج ممارساته كلها حسنة ولكن من الداخل ليس لـهـا أصل وليس لـهـا جـوهر فالرياء خطية خفية تتسلل إلى نفوس المتعبدين ، والإنسان يخدع نفسه بشكليات العبادة لكن لا تـوجـد داخله توبة ، ولذلك صـدق أباؤنا الذين وضعوا المدائح والترانيم عندما قالوا على الصوم الكبير ( يا دوبك 55 يوم ) وكلمـة ( يا دوبك ) تعنى بالكاد ، بالكاد الإنسان جني ثمرة التوبة وبالكاد يحصد ثمرا . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل