المقالات
02 مايو 2022
حاجتنا إلى القيامة
المسيح قام ... بالحقيقة قام
لقد قام السيد المسيح من الأموات من أكثر من ألفي عام ، والحقيقة أننا نحن الذين في حاجة شديدة لأن نقوم من الأموات كما يقول الرسول لكل من واحد منا « قم أيها النائم واستيقظ من الأموات فيضيء لك المسيح » ( أف ١٤ : 5 ) ويقول أيضا أنها الآن سـاعـة لنستيقظ من النوم ( الموت ) ... قد تناهى الليل وتقـارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور ( رو ۱۱ : ۱۳ ) لقد سيطر علينا ثبات نوم الموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس وسيطرت علينا أعمال الظلمة بعدنا عن الله وصرنا أكثر اقترابا من العالم وسيطر علينا العالم بغروره وشهواته وملذاته وكل ما فيه رغم أن الرسول ينصحنا لاتحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم ( ۱ یو ١٧ : ٢ ) . وأيضا قول الرسول يعقوب « أما تعلمون أن محبة العالم عداوة لله فمن كان محبا العالم فقد صار عدوا لله ( يع ٤ : ٤ ) لم نعد نفكر في السماء وفيما هو فـوق صـار كل تفكيرنا أرضـيـا وهكذا أيضـا مـشـاعـرنا رغم أن الرسـول يقول : إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله ( كو ۱ : ۳ ) . نحن في حـاجـة لأن نقـوم مـع المسيح الذي قـام ظـافـرا منتصرا على الموت وعلى الشيطان وعلى العالم كله . ونحن نود أن نقوم وننتصر ونغلب ونصـارع ضد كل هؤلاء الاعداء جميعا حتى يكون لنا نصيب وميراث فيما هو فوق . نحن في حاجة لأن نعيش القيامة الثانية قيامة التوبة والرجوع إلى الله وأن نمسك فـيـه بكل قـوة مثلما فعلت مریم المجـدليـة التي أمسكت به ولم ترد أن ترخه ( نش ٤ : ٣ ) الأيام أصبحت شديدة وقاسية ونحن صـرنا ضعفاء وفي أمس الحاجة إلى قـوة تسندنا نظیر قوتنا التي خارت وأنهكت لهذا يسعفنا الرسول بالعلاج فيقول : « لأعرفه وقوة قيامته وشركة ألامه متشبها بموته ( في ۱۰ : ۳ ) .
إذن فلندخل إليه في شركة ألامه بالصبر والجهاد والاحتمال وطول الأناة ونحن ناظرون إلى رئيس الإيمان ومكمله الرب يسوع ( عب ۲:۱۲ ) حتى نكون مستحقين أن نحصل على قوة وأمجاد قيامته ونظفر بإكليل المجد الذي قيل عنه ومتى ظهر رئيس الرعاة تنالو اكليل المجد الذي لايبلى ( ابط٥ : 4 ) .
القمص هدرا وديع ـ سوهاج
المزيد
27 أبريل 2022
عن قيامة المسيح
قيامة المسيح حقيقة ذات أهمية كبري. فالمسيح هو الإنسان الوحيد الذي مر من علي وجه هذه الأرض و الذي أعْتُقِدَ أنه قد مات، و لكنه قام من بين الأموات و هو الآن حي إلي الأبد. إذ أنه قال بنفسه:سفر الرؤيا 1: 18" كنْتُ مَيْتاً ، وَلَكِنْ هَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِين."هدف هذا المقال هو إيضاح حقائق قيامة المسيح أولاً، ثم إظهار شهود قيامته و أخيراً إيضاح الآثار العظيمة التي كانت لقيامته.
1. قيامة المسيح: الحقائق
لكي نري ما تقوله كلمة الله عن قيامة المسيح، فدعونا نبدأ من مرقس 16: 1- 6" وَ لمَّا انْتَهَي السَّبْتُ، اشْتَرَتُ مَرْيَمُ المَجْدَليَّةُ وَ مَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَ سَالُومَةُ طُيُوباً عِطْرِيَّةَ لِيَأتِينَ وَ يَدْهُنَّهُ. وَ فِي الْيَوْم الأَوَّل مِنَ الاسْبُوع ، أَتَيْنَ إلي القَبْرِ بَاكِرَاً جِدَّاً مَعَ طُلوع الشَّمْس. وَ كُنَّ يَقُلْنَ بَعْضُهُنَّ لِبَعْضِ: "مَنْ يُدَحرِجُ لَنَا الحَجَرَ مِنْ عَلَي بَابِ القَبْرِ؟" لَكِنَّهُنَّ تَطَلَّعْنَ فَرَأيْنَ أنَّ الحَجَرَ قدْ دُحْرِجَ، مَعَ أَنَّهُ كانَ كَبِيراً جِدَّاً. وَ إِذْ دَخَلْنَ القَبْرَ، رَأَيْنَ فِي الجِهَةِ اليُمْنَي شَابّاً جَالِساً، لَابِساً ثَوْباً أَبْيَضَ، فَتَمَلَكَهُنَّ الخَوْفُ. فَقَالَ لَهُنَّ: " لَا تَخَفْن. أَنْتُنَّ تَبْحَثْنَ عَنْ يَسُوعَ النَّاصِريِّ الَّذِي صُلِبَ. إنَّهُ قامَ! لَيْسَ هُوَ هُنَا. ""تلك السيدات قد ذهبن لكي يقمن بدهن جسد السيد المسيح بالاطياب و الزيوت. وكن يتوقعن ان يجدن المسيح في نفس المكان حيث دُفِن. و تعجبن من الحجر و كيف تم تحريكه. لكن الله اراحهن من حيرتهن: لقد أقام يسوع المسيح من بين الأموات! ووجدت تلك السيدات ملاكاً، و الذي أخبرهن بما حدث : " إنَّهُ قامَ! لَيْسَ هُوَ هُنَا ". فقد قام يسوع المسيح من الأموات. لقد فسد كل من مات. و لكن يسوع المسيح لم يري فساداً، لكنه أُقيم من بين الأموات و هو حي إلي الأبد. كما تقول لنا أعمال الرسل 13: 34- 37" و إنَّهُ أقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، غيرَ عَتِيدٍ أنْ يَعُودَ أيْضاً إلي فسادٍ، فَهَكذا قَالَ: إنِّي سَأُعْطِيكُمْ مَرَاحِمَ دَاودَ الصّادِقَةَ. ولذلكَ قالَ أيْضَاً فِي مزمورٍ آخَرَ: لنْ تَدَعَ قُدّوسَكَ يَرَي فساداً. لِأنَّ دَاودَ بَعدَ ما خَدَمَ جيلهُ بِمَشُورَةِ اللهِ، رَقَدَ وانضَمَّ إليَ آبَائِهِ، ورأَى فَسَاداً، و أمّا الَّذي أَقَامَهُ اللهُ فلم يَرَ فساداً"اي إنسان آخر، ماعدا يسوع المسيح، قد رأي الفساد. جميع الناس الآخرين المشهورين الذين عاشوا عبر القرون رأوا الفساد. جميع مؤسسي الأديان المختلفة قد ماتوا. رأوا الفساد. و لكن هذا لم يحدث ليسوع المسيح. و هذا أحد الأسباب التي تجعل المسيحية مختلفة جداً، فرئيسها حي الآن و سيظل حياً إلي الأبد.
2. قيامة المسيح: الشهود
بالرغم من أننا قد رأينا شاهد كلمة الله فيما يخص قيامة المسيح، فهناك أيضاً العديد من شهود العيان لهذا الحدث العظيم. فكورنثوس الأولي آية رقم 15 تعطينا تقريراً مفصلاً لهؤلاء الذين شاهدوا المسيح بعد قيامته.
كورنثوس الأولي 15: 3- 8" فالْوَاقِعُ أنِّي سَلَّمْتُكُمْ فِي أوَّل الأَمْر، مَا كُنْتُ قَدْ تَسَلَمْتُهُ، وَ هُوَ أنَّ المَسِيحَ مَاتَ مِنْ أجْلِ خَطَايَانَا وَفْقَاً لِمَا فِي الكِتَابِ. وَ أنَّهُ دُفِنَ، وَ أَنَّهُ قامَ فِي اليَوْم الثَالِثِ وَفْقاً لِمَا فِي الكِتَابِ. وَ أنَّهُ ظَهَرَ لِبُطْرُسَ، ثُمَّ لِلأثْنَيْ عَشَرَ وَ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ لأَكْثَرَ مِنْ خَمْس مِئَةِ أخ مَعاً مَازَالَ مُعْظَمُهُمْ حَيَّاً، فِي حِين رَقَدَ الآخَرُون. ثُمَّ ظَهَرَ لِيَعْقُوبَ، وَ بَعْدَ ذلِكَ لِلرُّسُل جَميِعاً. وَ آخِرَ الجَمِيع، ظَهَرَ لِي أنا أيْضَاً "و لقد قمت بالتأكيد في الفقرة السابقة علي الذين رأوا المسيح بعد قيامته. حتي و لو لم يره أحد، و الشاهد الذي قد أعطاه الله في كلمته لابد و أن يكون كافياً للإيمان بالقيامة. إنك لا تقوم بالإيمان بشيء بسبب شخص آخر أو بسبب رؤيتك له و إنما لأن كلمة الله تقول ذلك. و لكن، في حال قيامة المسيح، كلمة الله تشير إلي العديد من الشهود المباشرين. كذلك بالنظر إلي تسجيل الإنجيل الذي يوضح أن التلاميذ قد لمسوا جسد المسيح المُقام و أنه قد أكل و شرب معهم كما تقول( أعمال 10: 41) " أكلنا و شربنا معه " . و كما تقول ( أعمال 1: 3) " الَّذينَ أراهُمْ أَيْضَاً نَفْسَهُ حَيّاً ببَراهينَ كَثِيرَةٍ، بَعْدَ ما تَأَلَّمَ". و لمدة أربعين يوماً ظل يسوع المسيح يُظهر نفسه حياً ببراهين كثيرة (ليس فقط واحد أو اثنين).في المحكمة، الشاهد الذي يُعْطَى الأهمية الكبري هو شاهد العيان. و هناك العديد من الاشخاص الذين رأوا يسوع المسيح في جسده المُقام. و هؤلاء هم الشهود المباشرين علي قيامته. اليوم، يكفي فقط و جود شاهدين لبرهنة حقيقة ما. و لكن في هذه الحالة، هناك مئات الشهود و لايزال لدينا أناسا غير مؤمنين آتين بعد ألفي عام قائلين: " تعالوا إلي. أنا سأقول لكم ما حدث في ذلك اليوم". كيف يعرفون؟ أكانوا هناك؟ لا! أنا افضل الشاهد الذي يذكره الله في كلمته. هو بالتأكيد يعلم ما قد حدث.
3. قيامة المسيح: الآثار
بمعرفة ما تقوله كلمة الله عن قيامة المسيح، فسنستطيع أن نكمل اختبار آثار قيامته . و هو بخلاف الأحداث الأخري و التي تقل أهميتها بمرور الزمن، و قيامة المسيح لها تأثير كبير علي حياة البشر الآن كما كانت لها و قت حدوثها. و سنُرِي أسباب ذلك فيما يلي.
3. 1 قيامة المسيح: سبب تبريرنا.
لكي نري آثار قيامة المسيح، دعونا نبدأ من رومية 4: 25 حيث تقول:
رومية 4: 25" الَّذِي أُسْلِمَ [يسوع المسيح] لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ مَعَاصِينَا ثُمَّ أُقِيمَ مِنْ أجْلِ تَبْرِيرِنَا "لقد أُسلم يسوع المسيح للموت من أجل معاصينا ثم أٌقيم من أجل تبريرنا. حقيقة أنك الآن بار أمام الله فهي مُقامة علي أساس أن يسوع المسيح قد أُقيم من بين الأموات. فبدون قيامة المسيح لن يكون هناك تبرير. إنه بهذه البساطة. و في مقال "البر و الكتاب المقدس" و "خُلِصَ و تبرر بالنعمة" فلقد رأينا أنه لكي ننال البر لابد و أن نؤمن بالرب يسوع المسيح و قيامته. و لكن، هذا الشرط ( أن تؤمن بيسوع المسيح و تصبح باراً أمام الله) اصبح متاحاً لأن يسوع المسيح قد أٌقيم من بين الأموات. كم هو رائع أن تكون باراً أمام الله!! و كل هذا بسبب قيامة يسوع المسيح. فقيامته ليست فقط حدثاً تاريخياً . فتأثيرها يظل موجوداً في يومنا هذا كما كان قبل 2000 عام.
3. 2 قيامة المسيح: سبب ولادتنا من جديد
وكما رأينا أنه بسبب قيامة المسيح فقد أصبحنا أبراراً بعد إيماننا به، فدعونا الآن نتوجه إلي رسالة بطرس الأولي 1: 3 و التي تقول:
بطرس الأولي 1: 3" مُبَارَكٌ اللهُ أَبو رَبِّنا يَسوعَ المَسيحِ، الَّذِي حَسَبَ رَحْمَتِهِ الكَثِيرَةِ وَلَدَنا ثَانِيَةً لِرَجَاءٍ حَيٍّ، بِقيامَةِ يَسُوعَ المَسِيحِ مِنَ الأَمواتِ"لقد ولدنا الله ثانية لرجاء حي. اليوم، عندما يؤمن الإنسان بيسوع المسيح، فقد وُلِدَ ثانية. و لكن لاحظ أن هذا قد اصبح متاحاً فقط " بِقيامَةِ يَسُوعَ المَسِيحِ مِنَ الأَمواتِ ". لو لم يُقَام يسوع المسيح من الأموات، فما كنا نقدر علي أن نولد ثانية. فحتماً يمكن أن نفهم بشكل أفضل الآثار العظيمة لقيامة المسيح لملايين الناس الذين آمنوا أو يؤمنوا أو سيؤمنوا بيسوع المسيح، و عندما نعرف النتيجة: كل واحد منهم قد ولد ثانية - بسبب قيامة المسيح و إيمانهم به- ، ابن أو ابنة لله. و لكن، آثار قيامة المسيح لا تنتهي هنا. دعونا نكمل.
3. 3. قيامة المسيح: سببا لإرسال الروح القدس.
أثر آخر من آثار قيامة المسيح تُعطَي لنا في أعمال 2 . فالفقرة تشير إلي يوم العنصرة، حيث حل الروح القدس لأول مرة. و كان بطرس يتحدث إلي اليهود الذين كانوا هناك و كانوا مندهشين من حقيقة تكلم التلاميذ بألسنة ( أنظر أعمال الرسل 2: 1- 13)، حيث قال:أعمال الرسل 2: 22- 23، 32- 33" فَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، اسْمَعُوا هَذَا الْكَلاَ مَ: إِنَّ يَسُوعَ النَّاصِرِيَّ رَجُلٌ أَيَّدَهُ اللهُ بِمُعْجِزَاتٍ وَعَجَائِبَ وَعَلاَمَاتٍ أَجْرَاهَا عَلَى يَدِهِ بَيْنَكُمْ، آَمَا تَعْلَمُونَ. وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ سَمَحَ اللهُ ، وَفْقاً لِمَشِيئَتِهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، أَنْ تَقْبِضُوا عَلَيْهِ وَتَصْلُبُوهُ وَتَقْتُلُوهُ بِأَيْدِي الأَثَمَةِ....... فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلكَ. وَإِذْ رُفِعَ إِلَى يَمِينِ اللهِ، وَأَخَذَ مِنَ الآبِ الرُّوحَ الْقُدُسَ الْمَوْعُودَ بِهِ، أَفَاضَهُ عَلَيْنَا. وَمَا تَرَوْنَهُ الآنَ وَتَسْمَعُونَهُ هُوَ نَتِيجَةٌ لِذَلكَ . "ما الذي " رأوه و سمعوه"؟ لقد رأوا و سمعوا التلاميذ يُظهرون الروح القدس بتكلمهم بألسنة. فالدليل علي أن الروح القدس قد سُكِبِ هو أنهم رأوهم و سمعوهم يتحدثون بالسنة. و لكن، لاحظ أن يسوع المسيح قد قام أولاً من الأموات ثم اخذ الروح القدس الموعود به الذي أفاضه علينا. وكلمة "إذ" المكتوبة بالخط العريض تقول لنا أن كل ما يأتي بعدها، هو نتيجة لما قبلها.حقيقة أن الروح القدس قد أصبح متاحاً فهو بسبب قيامة المسيح. و بدون قيامته لن يكون هناك كلمة إذ و ما قد أتي بعدها( إفاضة الروح القدس). و لكن المسيح قام بالحقيقة من الأموات! و نفس الروح القدس الذي ظهر في يوم الخمسين متاح اليوم لأي إنسان يؤمن بالمسيح!
3. 4. قيامة المسيح: لقد قمنا معه!!
لكي نري آثاراً أخري لقيامة المسيح دعونا نذهب إلي أفسس 2 حيث تقول:
أفسس 2: 4- 7" أَّما اللهُ، وَهُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، فَبِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ العَظِيمَةِ الَّتِي أحَبَّنَا بِهَا، وَ إذْ كُنَّا نَحْنُ أيْضاً أمْوَاتاً بالذُّنُوبِ، أَحْيَانَا مَعَ المَسِيحِ، إنَّمَا بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخِلَّصُونَ، وَ أَقَامَنَا مَعَهُ وَ اجْلَسَنَا مَعَهُ فِي الأمَاكِن السَّمَاوِيَّةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ "وفقاً لهذه الفقرة، عندما أقام الله يسوع المسيح من الأموات، فقد قمنا معه أيضاً. و عندما أُقيم ، فقد أقامنا معه. و عندما جلس يسوع المسيح في الأماكن السماوية، فأجلسنا معه هناك أيضاً. و تلك لم تتحقق بعد. ستتحق عندما يعود المسيح. و لكن، لاحظ أنه من وجهة نظر الله، فهو شيء قد تحقق عندما اقام يسوع المسيح من الأموات. و هذا ما تعنيه كل تلك نون الجماعة في ( أحيانا، أقامنا و أجلسنا) . و لو لم يُقام المسيح من بين الأموات لم يكن من الممكن أن يحدث كل هذا. و لكن يسوع المسيح بالحقيقة أُقيم من الأموات، حي و جالس في الأماكن السماوية. و هذه بعض من الآثار العظيمة لقيامة المسيح.
4. قيامة المسيح: النتيجة
و لختم هذا المقال عن قيامة المسيح: قيامته حقيقة التي لها مئات الشهود، وليس فقط بعض. الأكثر من هذا أن قيامة المسيح ليست فقط حقيقة تاريخية، و لكن آثارها مازالت حتي يومنا هذا قوية كما كانت وقت حدوثها. و كما رأينا، بعد الإيمان بقيامة يسوع المسيح و الاعتراف بانه السيد الرب (رومية 10: 9) ، فقد وُلِدنا من جديد، أبراراً و قد مُنِحنا الروح القدس كعطية بالإضافة إلي أننا قد أُقِمنا و أُجلسنا معه في السماء. هذه كلها حقائق ووقائع ، و هي حقائق الآن لأن المسيح قد أُقيم من الأموات .
تاسوس كيولاشوجلو
المزيد
26 أبريل 2022
تعليق الأذهان بالذبيحة والفداء
قيامة الرب ابتهجت نفوس التلاميذ والكنيسة كلها وستبقي موضوع فرحها وتسبيحها لكن هذا الفرح وتلك البهجة بالقيامة لن تنزع صورة الصليب بل تؤكدها وتثبتها عبر الأجيال وإلي الأبد.
ولعل هذا ما دعي الكنيسة أن تطلق على عيد القيامة "عيد الفصح " إذ تريد أن لا تنتزع صورة الذبح التي للحمل الحقيقي عن أذهان أولادها.
لهذا لا عجب إن رأينا الكنيسة في فجر عيد القيامة في فجر عيد القيامة أو قل عيد الفصح تقيم القداس الإلهي ليأكل أولادها من جسد الرب المذبوح ويشربون دمه المسفوك.. ففي عيد القيامة تمتعهم ببركات الصليب وتذوقهم من الحمل الحقيقي.. لأن القيامة أكدت الذبيحة وكشفت عملها لنا نحن البشريون.
هو عيد المصلوب وليس آخر.
هو عيد الفصح المذبوح الذي لا يزال دمه يطهرنا من كل خطية!
لذا أينما تحدث الكتاب عن القيامة ربطها بالصليب وعندما نعيد بالقيامة إنما نعيش في أحضان المصلوب ونشرب من جراحاته المحيية.
أعزائي... إن الرب هو الذي سبق فأعد لنا أولًا هذا العيد وهو الذي يتعطف بنا ويتحَنَّن علينا بأن نعيد به عامًا بعد عام فقد أرسل ابنه للصليب من أجلنا ووهبنا بهذا السبب العيد المقدس الذي يحمل في طياته كل عام شهادة بذلك إذ يتم العيد كل عام في نفي الوقت (بنفس المناسبة). وهذا أيضًا ينقلنا من الصليب الذي قدم للعالم إلي ذاك الذي هو موضوع أمامنا إذ منه ينشئ لنا الله فرحًا بالخلاص المجيد ويحصرنا إلي نفس الاجتماع ويوحدنا في كل مكان بالروح راسمًا لنا صلوات عامة ونعمة عامة تحل علينا من العيد.
أخوتي.. إننا ننتقل هكذا من أعياد إلي أعياد ونصير من صلوات إلي صلوات ونتقدم من أصوام إلي أصوام ونربط أيامًا مقدسة بأيام مقدسة. لقد جاء مرة أخري الوقت الذي يجلبنا إلي بداية جديدة تعلن عن الفصح المبارك الذي فيه قدم الرب ذبيحة إننا نأكله بكونه طعام الحياة ونتعطش إليه مبتهجة نفوسنا به كل الأزمان كأنه يفيض بدمه الثمين.إننا نشتاق إليه على الدوام شوقًا عظيمًا وقد نطق مخلصنا بهذه الكلمات في حنو محبته موجهًا حديثًا إلي العطشى إذ يريد أن يروي كل عطشان إليه قائلًا "إن عطش أحد فليأت إلي ليشرب (يو27:7). ولا يقف الأمر عند هذا الحد أنه إذا جاءه أحد يروي عطشه فحسب بل عندما يطلب إنسان يعطيه المخلص بفيض زائد مجانًا لأن نعمة الوليمة لا يحدها زمن معين ولا تنقض عظمة بهائها بل هي دائمًا قريبة تضيء أذهان المشتاقين إليها برغبة صادقة لأن في هذه الوليمة فضيلة دائمة يتمتع بها ذوي العقول المستنيرة المتأملين في الكتاب المقدس نهارًا وليلًا مثل الرجل الذي وهب نعمه كما جاء في المزامير "طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة المنافقين وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس لكن في ناموس الرب يلهج نهارًا وليلًا" (مز2، 1:1). لأن مثل هذا لا تضئ له الشمس أو القمر أو مجموعة الكواكب الأخرى بل يتلألأ ببهاء الله الذي فوق الكل.
البابا اثناسيوس الرسولى
المزيد
25 أبريل 2022
عودة الأمل - تأملات حول شخصيات في القيامة: تلميذي عمواس
سبب الظهور:
لعل سببًا رئيسيًا من أسباب ظهور السيد المسيح لتلميذي عمواس خصيصًا هو مدى اليأس الذي سيطر عليهما، حتى أنهما تركا باقي التلاميذ وهربا. لذلك احتاجا أن يظهر الرب لهما ويعيد إليهما الأمل والرجاء، لكي ما يعودا إلى موضعهما مرة أخرى.. إنه درس هام نحتاجه في حياتنا: كيف نحيا في الأمل ولا نفقده؟ وكيف نساعد غيرنا على العودة إليه؟
قراءة متأنية:
لعلنا نكتشف أن سر شقاء ويأس هذين التلميذين هو عدم القراءة المتأنية في كتب العهد القديم، التي لما ذكرها وفسّرها لهما الرب، عاد إليهما الأمل وعادا إلى التلاميذ. إننا لكي نفهم العهد الجديد، علينا أن نفهم جذوره في العهد القديم، فالقديم اُستُعلِن في الجديد، والجديد كان مستترا في القديم.
التأنّي:
إن هذين التلميذين قد تعجّلا في الهروب والرجوع إلى قريتهما. كان الأجدر بهما التأني وانتظار ما سيحدث، وهل ما سمعاه حقيقي أم لا؟ وهل تمت القيامة فعلًا أم لا؟ إنه التعجُّل الذي يضيّع صاحبه. لنترك الأيام تظهر الحقائق وتحل المشاكل، والرب قادر أن يتدخل في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة، فقط علينا بالصبر لأن «من يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص» (مت24: 13).
الكرامة:
«ثم اقتربوا إلى القرية التي كانا منطلقين إليها، وهو تظاهر كأنه منطلق إلى مكان أبعد، فألزماه قائلين: "امكث معنا لأنه نحو المساء وقد مال النهار"، فدخل ليمكث معهما» (لو24: 28، 29). إنه درس في الكرامة.. كيف لا نفرض أنفسنا على أحد أو على مكان إلّا بدعوة.. وكيف نحترم إرادة الآخرين وتكون لنا الحساسية في التعامل معهم. فالرب نفسه قال: «اسألوا تُعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم» (مت7:7).
الانشغال بالرب:
إن تلميذي عمواس على الرغم من أن الرب اقترب إليهما ومشى معهما، ولكن أُمسِكت أعينهما عن معرفته (لو24: 15-16).. ولكن ما هو السبب؟ لعله يكون الانشغال بالمادة عن الروح، والانشغال بالأحداث الزمنية والحوادث المكانية.. إنك لن تتمتع برؤية الرب إلّا في الصفاء، فطالما أنت مشغول لن تراه جيدًا. إن لم يصفُ ذهنك لن تستطيع التحدث مع الرب والتمتع به، ولن تفهم ما تقرأ وتستوعبه، ولن تثمر في عملك، سيكون معك ولكنك لن تكون معه. سيكون إلى جوارك ولكنك لن تشعر به. أود أن تحاول أن تفرغ عقلك ولو جزئيًا من المشغولية لتنشغل بالرب، وستجد عينيك قد انفتحتا، وقلبك التهب، وستعود إلى أملك وإلى وضعك الأول، أفضل مما كنت.. ليعطنا الرب أن نتمتع به كما تمتع تلميذا عمواس.. آمين.
نيافة الحبر الجليل الانبا تكلا اسقف دشنا
المزيد
23 أبريل 2022
عظة القديس أثناسيوس الرسولى باكر سبت الفرح
قد حان وقت العيد أيها الإخوة الأحباء، وهو وقتنا الحاضر هذا فإفرحوا فيه كل حين أيها الفرحون بالرب كما هو مكتوب وهو الآن يشير إلى كل أحد بواسطة من أرسله ليكرز به قائلاً يا يهوذا أصنع إعيادك وأوف نذورك، وقدم للرب ثمرة اعمالك كل سنة بنية طاهرة حسب ما أوصاك بها الرب. فكما أنه بآلات الفلاح تصعد ثمرات السنة فلنصعد ثمرة أعمالنا في كل سنة للرب كما أوصانا فلنثمر ثمراً مضاعفا إذ نشرب من يبنوع الحياة بثبوتنا في الرب كثبوت الأغصان في الكرمة إذ فلنسع إلى قدام ولا نخاف الذي قال احفظ الشهر الجديد لتصنع فيه فصح الرب إلهك، لأن فصح الرب ليس هو لإنسان بل للرب ومعنى ذلك أننا نترك عنا الأعمال القديمة ونتجدد بأعمال جديدة هذا الأمر الذي لما لم يتأمل فيه اليهود صاروا بلا عيد مع أنه قد قيل تصنع الفصح للرب إلهك فيعبر عنك شر المهلك. هذا وقد تحققنا أن هذه الوصية ليست بوصية بسيطة. بل هي مثال عمل كامل مختص بالله لأن العمل بالقول لا تزن ولا تسرق لا تشهد بالزور مع باقي الوصايا، هو لنا حصن منيع تحتمي فيه النفس فتعتبر بالسيرة المستقيمة وهو إكليل الانتصار للدعوة السماوية.
المزيد
15 يناير 2022
«فولدت ابنها البكر» (لو2: 7)
نصت شريعة العهد القديم على تقديس الابن البكر، حسب قول الرب: «قَدِّسْ لِي كُلَّ بِكْرٍ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ. إِنَّهُ لِي» (خر13: 2)، وكانت البكورية صفة لمن يحملها مثل «نَادَابُ البِكْرُ» (عد3: 2). فالمولود الأول يُكرَّس لله، قبل أن يُعرَف إذا ما كان له إخوة بعده أم لا. أيضًا أبكار الحصاد والكروم والزيت (خر13؛ لا23: 10-14؛ 27: 26-29؛ عد15: 19-21؛ 18: 13-20؛ 19: 23)، فبتقديم البكر للرب يتقدس الكل. لقد دعا الله في حديثه مع موسى، إسرائيل: «ابْنِي الْبِكْرُ» (خر4: 22)، وأطلق على جماعة المفديين المقدسيين اسم «َكَنِيسَةِ أَبْكَارٍ» (عب12: 23).التعبير اليونانيّ prwtotokoj من الكلمات الخاصة بالترجمة السبعينية للعهد القديم، إذ أنها لم تَرِد في أية نصوص يونانيّة قبلها، وقد وردت فيها حوالي130 مرة بمعنى [الابن البكر، أو الابن المولود أولًا]. وهذه الكلمة هي ترجمة للكلمة العبرية "بوكير" ومعناها "بكر" وذلك عندما تأتي لتصف بكر الإنسان أو الحيوان، وفي الجمع ”بكوريم“ ومعناها ”أبكار“ عندما تصف أبكار المزروعات.المسيح الهنا باكورة الجميع، قد وُلد من العذراء بالروح القدس، لكي يكون متقدمًا بين الجميع «بكر كل خليقة» (كو1: 15)، ليس بمفهوم أنه واحد من الخليقة، أو الأول بين إخوة عديدين، فهو المولود الأزليّ من الآب، المولود قبل أيٍّ من المخلوقات. فالعذراء ظلت عذراء لم يكن لها ابن آخَر إلاَّ ذلك الذي هو من الآب، الذي قال عنه: «أَنَا أَيْضًا أَجْعَلُهُ بِكْرًا أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ» (مز89: 27). فهو البكر «اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ» (كو1: 17). مكان الصدارة والسمو فوق كل خليقة مادية وغير مادية، وكمصدر ونبع الفداء. فالقديس بولس الرسول يؤكد على ذلك في رسالة العبرانيين، «مَتَى أَدْخَلَ الْبِكْرَ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: وَلْتَسْجُدْ لَهُ كُلُّ مَلاَئِكَةِ اللهِ» (عب1: 6)، فإذا كان البكر قد دخل إلى العالم، هذا يعني أنه ليس من العالم، أي منفصل عن العالم، ليس من جهة المكان بقدر ما هو من جهة الطبيعة. فإنه يختلف عن سكان العالم في الطبيعة، ولكن دخل بأن صار إنسانًا، (أقنوم الكلمة اتخذ من أحشاء العذراء طبيعة إنسانيّة كاملة)، وبذلك –كما يقول القديس كيرلس الكبير– يُدعى بكرًا من جهة التدبير peri thj οikonomiaj لأنه من جهة ألوهيته هو الابن الوحيد فهو كلمة الآب؛ لأن ابن الله المساوي للآب، هو واحد ووحيد، ولكنه يصير بكرًا بتنازله إلى مستوى المخلوقات (القديس كيرلس الكبير، تفسير إنجيل لوقا). وهذا ما يؤكده القديس أثناسيوس الرسولي في رسالته (ضد الآريوسيين 2: 62،61).النعم التي نالتها البشرية من البكر: بهذا العمل التدبيريّ، أنه صار بكرًا، نلنا نحن البنوة، فيقول القديس كيرلس أيضًا: [بسبب محبة الآب لخلائقه، قد دعا الابنُ نفسَه بكرًا لكل خليقة (1كو1: 15). فهو بكر من أجلنا نحن، حتى تصير الخليقة كلها كأنها مُطعَّمة فيه، كما في أصل جديد غير مُستهدَف للموت، فتنبت من جديد من الكائن الأزلي نفسه] (الكنز في الثالوث 25). ويضيف القديس يوحنا ذهبي الفم: [هو "البكر" ونحن إخوته. هو الوارث ونحن شركاؤه في الميراث. هو الحياة ونحن الأحياء. هو القيامة ونحن القائمون. هو النور ونحن المستنيرون. كل هذه تفيد الاتحاد ولا تترك فرصة لوجود أقل فجوة بيننا وبينه] (تفسير كورنثوس الأولى، العظة الثامنة).
القمص بنيامين المحرقي
المزيد
11 يناير 2022
قتل الاطفال
لما بدأ هيرودس باهلاك اطفال البلد اخذ يقتلهم من عمر سنتين وما دون،صنع الجبان حربا جديدة وصار سخرية لانه دعا الى المعركة بني سنة ليقتلهم،سُحبت قرعة الصبيان في ارض اليهودية، وكانوا يُقتلون بدل الملك الآتي الى العالم، لما قُتلوا صاروا شهودا جددا للابن، وبآلامهم مهدوا درب قتل الابن،الندماء الاعزاء وصلوا الى زفاف الختن، ومن رقابهم قدموا له الدم البكر،ابناء السكين الذين ولدهم بطن الآلام، صاروا فعلة للملك المسيح بعذاباتهم،السيف المسلول الذي قتلهم صار مربيا لهم،وكنف الرمح حملهم ورتل لهم،صرخت الامهات لانهن رأين فضاعة موت اولادهن المقتولين بامر الملك الغاشم،ولولت الجفنات على عناقيدها الباكرة لان الخنزير دخل وعصرها وهي على اغصانها،بكت حقول ابراهيم بشدة لان البَرَد نزل وانثر منها سنابلها،صرخ قطيع اسحق من الألم، لان الذئب دخل ليفتك بحملانه العزيزة،كان يسمع صراخ الآلام عند بنت يعقوب لانها رأت ابناءها يُقتلون من قبل هيرودس،راحيل بكت على بنيها لانهم غير موجودين، وفي الايحاءات انصت ارميا وسمع صوتها،كان النبي قد سمع صوت بكاء عظيم في الرامة: راحيل تبكي ولا تريد ان تتعزى،سمى الجماعة براحيل بنت لابان امّ يوسف الذي تنهد ابوه بسبب عذابه،لم يكن الشيخ يعقوب يريد ان يتعزى لما كان يظن بان يوسف قُتل من قبل اللصوص،ولم تكن الجماعة تعود لتتسلى لما كانت تفكر بان الملك مقتول مع الاطفال،مصر معتادة ان تحافظ على مخلّصي الشعب، /144/ ولما يُظن بانهم مقتولون فانهم احياء فيها،كان يوسف حيا في مصر، وصنع ابوه حدادا عليه ولم يكن يريد ان يتعزى بسبب حبيبه،انتقل ربنا الى هناك ليهرب من هيرودس، وكانت راحيل تبكي لانه مقتول مع الاطفال،قال لها النبي: كفى فان لدموعك اجرا، اعني ان الملك حي لا تحزني عليه،ان رب يوسف في مصر وهو هري الشبع، فيسليك مثل يوسف الذي ابهج اباه هناك،نزوله الى مصر كمّل اسرارا خفية لان الآب دعاه في النبؤة: ابني من مصر، لما كمل الملك دربه بين المصريين، كان يُقتل بدله صبيان اليهودية، ترك هيرودس جميع الملوك الموجودين في المنطقة وشنّ حربا ليتقاتل مع الاطفال، وقف امامه صبيان صهيون ليمنعوه، واستل سيفه على الجميلين وذبحهم،الاثيم اباد فوج الملك ولم يؤذه شخصيا، لقد طُعن جيشه لينجو هو من السكين،اصطف الاطفال وقاتلوا هيرودس وغلبوه لانهم لم يستسلموا لقائد الجيش،اصطف ومات جميعهم في المعركة،ولم يكشفوا عن موضع الملك لئلا يلحق به ضرر،يا هيرودس بماذا اذنب اطفال الشعب ضدك، معركتك هي جريمة لانك تحارب مع الاطفال،؟
تفتخر بالانتصار على رضّع الحليب، وجيشك انكسر في الحرب لان الملك لم يمت،انتصر الاطفال وغلبوك لتصير سخرية، لان قائد الجيش لم يقطعه السكين،مات الشباب ولم يمت الختن لان وقته لم يحن، طُعن المتكئون وصاحب العرس لم يُهن،ذهب الختن ليدعو مصر لتأتي عنده، وتسلط السيف على جميع شبابه قبل عودته،جاء ليصنع عرس الدم في ارض اليهودية، فدُعي اطفال البلد الى الذبح،دخل دم الاحباء الى العرس بدل المهر، ليتلألأ العرس بالدم منذ البداية،كان القتل مرسوما سريا على الوليمة، وكل من جاء ليكون صديق (الختن) سكب دمه،خرج السرّ وقطف العنبات الباكرة، وعصر منها خمرا جديدا للختن الملك،كان ابن البتول قد دعا له اصدقاء بتولين، ليصوروا قتله وذبيحته بالدم البتولي،الانقياء قُتلوا لاجل النقي دون ان يذنبوا /146/ ليمهدوا الدرب للدم الطاهر الذي سيُسكب، كان الملك قد امر ان يخرج السيف ويقتل ابناء سنة وسنتين الموجودين في تخومه، استل السيف لقتل الاطفال، وكانوا يُقتلون بدون اذْن حيثما وُجدوا،صدر امر هيرودس، ومعه السيف ليفتك بصبيان البلد ويقتلهم، كثرت التساءلات على الذكور من قبل القتلة، وكانوا يُقتلون بلا رحمة على (صدور) امهاتهم، سيافو هيرودس خرجوا الى البلد، وبللوا الارض بالدم الزكي الذي سفكوه،رفعوا السيوف على اكناف الامهات، وافرغوها من ثمراتها التي كانت تحملها،سكبوا الدم وملأوا حضن الوالدات، ومُتن خوفا لانهن شاهدن موت اعزائهن،كان الطفل يمسك الثدي فاصطاده السيف، وبالدم والحليب بللوا امه التي تحمله،يوجد مَن قُطع رأسه وهو نائم في كنف امه، ومن النوم انتقل الى الموت بصمت عظيم،
يوجد مَن اخذوه من ركبتي امه التي كانت تحمله، وسكبوا دمه وزالت انغامه الحبيبة،الشهود الصامتون لم يتكلموا لما كانوا يُذبحون، /147/ ليصوروا سكوت مخلص الكل، البسطاء الذين دخل السيف وقتلهم، لم يكونوا يعرفون ان يسالوا لماذا السيف،؟
المظلومون الذين شاهدوا النور قليلا، ولم يشبعوا منه لان سيف الملك الوثني المخيف ذبحهم،المحكومون عليهم لم يكونوا يتكلمون لما قُتلوا، لكنهم تقدموا بالسكوت الى السكين،كانوا معترفين، وابانوا الافعال بدل الكلمات، واعلنوا خبر الايمان بدون جدال،الكهنة الاطهار الذين لم يعرفوا الشر نهائيا القوا دمهم قدام الله بدل المباخر،الحملان الوديعة الذين قُدموا للسكين وقُتلوا لاجل الراعي وهم ساكتون،الاطفال الذين سحب الاثمة السيف عليهم، وذُبحوا بدل الملك الذي جاء الى خاصته،الفعلة الذين خرجوا ليمهدوا سبيل الصلب، وبألمهم بللوها بالدم اللائق به،الذبائح الكاملة الغريبة عن كل الارجاس، وقد قُطعت بطهر بدل رئيس الاحبار،المحسودون الذين لم يذنبوا ضد احد في ارض اليهودية، واستل الاثمة السيف عليهم،الاطفال الذين شرعوا يحبَون على طريق العالم، ادركهم السيف وقطع اعضاءهم،الاطفال الذين ماتوا دون ان يعرفوا لماذا، ذاك الذي كانوا يُقتلون لاجله عرف (لماذا قُتلوا)،ابناء يمين الملك الوليد الذين قاموا معه، واحتملوا الآلام من اجله من قبل هيرودس،خرجت النار والسيف المسلول واباداهم بدل ذلك الآتي ليلقي النار في العالم كله،كان لائقا بهم ألمهم لاجله لانهم استحقوا ان يكونوا في جوار ولادته، مهّد له طريق الآلام ليمشي عليه، وكل من جاء الى الولادة صادفه السيف معه،تسلط السيف على ابناء سنة من (تاريخ) ولادته، لئلا تتوقف مسيرة درب الدم،خرج الاطفال الاحباء ليمهدوها بعذاباتهم الى ان ياتي ملك الآلام ليمشي عليها،صار صبيان البلد رهائن مقتولين لاجل الابن، وارسلهم ليهيئوا مكان الصلب.
المسيح يبشر الاطفال بنزوله الى الشيول ليبعثهم
لما قُتلوا ارسلهم الى موضع الموت، ليُسمعوه بان الملك سياتي عند الموتى،قيلت مثل هذه الامور من قبل المخلص للصبيان الذين بدأوا المسيرة في درب الصلب قبله اذهبوا وقولوا للملك الغاشم، هانذا آت، تكفى دعوتك السريعة لي الى موضع رئاستك،سآتي في طريق الآلام الذي صممتُه، وساحلّكَ من سلطة رئاستك، لي وقت قصير للعمل من بعد ارسالي، وبعدئذ سآتي بجبروت عندك،بتمردك اهنتَ الانسانية كثيرا، فهانذا اغلبك بالانسانية التي قهرتها،أفرِغ المكان ليدخل الاحياء الى زنزاناتك، سآتي وسيخرج الصفوف الذين حبستهم،اذهبوا ايها الاولاد وامكثوا هناك في موضع الشيول، الى ان آتي وسافرغها من الموتى، بعد قليل سادرككم في الظلمة، وساشرق عليكم نورا عظيما لتفرحوا به،اذهبوا وامكثوا في المحصنة المليئة بالموتى، فلن اتاخر وساقلعها لئلا تقوم بعدُ،ناموا عن العالم، واستريحوا من سرير كل الاجيال، ولما انقضها ساوقظكم مع الكثيرين،اسبقوني قليلا في سبيل الآلام الى ان آتي، وساختمها بالصلب حتى ابعثكم،ادخلوا وانتظروني في الهوة العظمى مدينة الطغمات، ولما اتالم اصرخ فيها وستسقط كلها،اذهبوا الى السبي مع الكثيرين الذين قادهم الموت، /150/ وهانذا آت لاحطم قوسه واعيدكم.
الاطفال سخروا من الموت
سخر الاطفال من السيف لما قُتلوا، لان طريق الملك كان يمُهد بآلامهم،ضحكوا على الموت لانهم لم يعرفوا ما هو طعمه، ولم يحزنوا لما جُذبوا نحو السكين،قام الاولاد ولعبوا بالافعى، والصبيان (لعبوا) بالموت ولم يشعروا بانه مرّ،من صبيان بيت لحم ظفر السيف اكليلا للملك المسجود له الذي اتى ليموت ويبعث الكل،
اخذوا دمهم كباكورة، وادخلوه قدامه، ليُكرم الدم الزكيء بالدم الطاهر.
طلبات لاجل البيعة
ربي، ليكن لك قتلُ الاطفال مبخرة طاهرة، وبه صالح العالم المحتاج الى المغفرة،ليستتب السلام على اولاد البيعة التي تتمسك بك، وازجر عنها الشكوك والانقسامات والخصام،بصليبك اختم ابوابها العالية من الخصامات، ولا يدخلها الجدال المقلق من قبل الباحثين،ليقم امانك على زواياها المخصبة، وليمزج حبك خمره فيها لتتنعم به،ليكن سلامك حافظا لابوابها باحتراس، وكل من ياتي ويطأ عتبتها يجد الامان،فيها تتضع عزة السلاطين،ولتتسلط هي وحدها على الارض بالسيادة،لتطأ الملوك بعقب صلبك العالي، ولتربط السادة بنير الامان،لتصطفّ فيها الاجواق للتسبيح لا للجدال، وليصعد منها صوت التهليل لا النقاش،لينحنِ فيها العظماء الذين قبضوا على زمام البلدان، وبحللهم تكنس التراب من عتبتها،ليكن صليبك علامة كبرى على ابنيتها، وليجمع اليها كل الجهات بكراماتها، لتحنِ بأس جميع الملوك بلطفها، ولتنفذ مشاريعها باعزاء العالم،ليستولِ صغارها على البلدان بسِيَرهم، ولتخضع لسلطتها كل السلطات،ليكن سادة العالم عبيدا يطيعونها، وليقبّل جميع السادة تراب رِجليها،ليرتفع قرنها على الحكام وسلطاتهم، وليكن الرؤساء وولاياتهم موطئا لرِجليها،لتقبض على الجهات، وليخضع لها ملوك العالم، ولتقبّل تيجان جميع السلاطين عقبيها، لتلقِ نيرها على اكتاف الهمجيين، ولتضع المحراث-الصليب على اعناقهم بمحبة،لتمد صفوفها على الجهات وتخضعها، /152/ ولتتسلط على كل الولايات وتامرها باسمك،لتُحنِ بأس جميع الاعزاء تحت عتبتها، وليدخلوا امامها بنذورهم بتمييز،لتكن سيدة للملوك وللقضاة في العالم، ولتأمرهم مثل العبيد لمشاريعها،ليكن رؤساء الارض موطئا لمجدها، ولتقمهم لخدمتها بمحبة،ليكثر امنها، وليرعد جمعها، وليبتهج اولادها، وليرتفع قرنها، وليتعزز مجدها، وليعظم اكليلها،ليمتليء حضنها، وليقع اعداؤها، ولتطأ مبغضيها، ولينفتح فمها، وليرتفع صوتها، ولتُبهِج المستيقظين،لتغفر للبشر، ولتضمد المرضى، ولتشفي المجروحين، ولتمتليء بالبتولين، ولتبتهج بالكاملين، ولتفرح بالكهنة.
الخاتمة
بصليبك اختمها هي واولادها، لانها مفتخرة بك، ولتصلني انا ايضا نفخة المراحم، وبها يُغفر لي.
كمل (الميمر) على الكوكب الذي ظهر للمجوس وعلى قتل الاطفال
القديس ماريعقوب السروجى
المزيد
07 يناير 2022
ميامر الأعياد السيدية
(نبتدئ بعون الله تعالى وحُسن توفيقه، بشرح ميمر قاله الأب المكرم القس بولس البوشي، على الميلاد المجيد، بركاته علينا آمين).
المجدُ لك أيها المولود من الآب قبل كل الدهور، الذي وُلد اليوم جسدانياً من البتول للخلاص.
المجدُ لك يا شمسَ البرِّ، الذي أشرق علينا اليوم بشعاع لاهوته، وأضاء المسكونة.
المجدُ لك أيها المسيح الملك، مالك السموات والأرض، الذي أخذ صورة العبد، لكي يُعطي عبيده الحرية التي تليق به.
المجدُ لك أيها الخالق السماوي الذي افتقد خليقته الترابيين، وتعاهدهم بالصلاح، لكي يصيروا واحداً مع السمائيين.
المجد للذي أضاء شعاعُ لاهوته بالمولد البتولي في أقاصي الأرض، حتى أتوْا إليه المجوس ساجدين.
المجد للذي فحصوا لأجل مولده في الناموس والأنبياء، وأقرُّوا له عابدين.
المجد للذي سبَّح لمولده السمائيون، وسجد له الأرضيون.
أنا أسأل صلاحك، يا مَن رفع عنا العار والخزي بمولده من البتول.
أطلب إلى محبتك، يا مَن تواضع وصار معنا على الأرض وهو في السماء لم يَزَل.
أصرخ إليك، يا من صار إنساناً، لم يترك عنه شرف لاهوته الكائن له قبل الدهور.
أشرِقْ شعاع لاهوتك في مخادع نفسي، يا شمس البر، لأتكلَّم بمولدك العجيب.
أرشدني يا نور الحق الذي أرشد المجوس لمعرفته، لأُخبر بتواضعك وإتيانك إلينا.
هب لي فصاحة القول، يا مَن وَهَبَ الخلاص للعالم مجاناً، وبتواضعه صار معهم على الأرض كالإنسان، وهو بلاهوته حالٌّ في كل مكان، لكي ما أفتح فمي وأنذر بمجيئك الذي صار بكل العلانية.
لك المجد أيها المسيح الذي وُلد اليوم من البتول بالجسد. أسبِّح لك مع الملائكة، وإليك أُسرع مع الرعاة، ولك أسجد مع المجوس، ومن أجلك أفحص (الكتب) مع كتبة الناموس، ولإتيانك الكريم أترنَّم مع الأنبياء، وأُحضِر شواهدهم (من النبوَّات)، وأُبشِّر بك مع الإنجيليين، وأُقدِّم في الوسط مقالاتهم، وباسمك القدوس أفتح فمي، وبذكرك المجيد تتهلل شفتاي، وأصرخ بصوت أفضل من (صوت) القرن، وأفرح وأسرُّ في هذا العيد المجيد اليوم، وأذكر ما نطق به النبيُّون، وكرز به المُرسَلون.
هَلُمَّ في وسطنا اليوم يا يعقوب إسرائيل، أبو الأسباط ورأس القبائل، وأخبرنا بمجيء سيدنا المسيح الحق إلينا. قال: «لا يزال رئيسٌ في يهوذا، وأقدام بني البشر، حتى يأتي الذي له المُلك وعليه تتوكَّل الشعوب، وإيَّاه ترجو الأمم» (تك 49: 10).
بحقٍّ، إن هذه النبوَّة واضحةٌ جداً لا يحتاج معها إلى نبوَّة أخرى، وذلك أن المُلك قد كان في بني إسرائيل من قبيلة يهوذا، إلى سبي بابل، وأيضاً أقاموا عليهم رؤساء من قبيلة يهوذا أيضاً إلى مجيء المسيح. فلما كان مولد المسيح الرب، ملكت عليهم الأممُ وكتبوا أسماءهم في الجزية. كما شهد بذلك الإنجيلي المغبوط لوقا قائلاً: «وفي تلك الأيام»، أعني مولد الرب بالجسد، قال: «خرج أمرٌ من أوغسطس قيصر بأن يُكتتب جميع المسكونة». وبيَّن لنا أن في الزمان الذي قد مضى لم يكن كذلك، فقال: «وهذا الاكتتاب الأول في ولاية قيريانوس على الشام» (لو 2: 1-2)، أعني أن هذا أول اكتتاب كان على اليهود ليؤخذ منهم الجزية، فكان الأمر من قيصر ملك الروم برومية، ليُعلمنا أن الروم قد ملكوا عليهم، والمتولِّي من قِِبله قيريانوس منتدبٌ على الشام لكتابة الأسماء وأخذ الجزية.
لأن هيرودس الكبير أبا أرشلاوس، قد كان في ذلك الزمان (متولِّياً) على الخِراج (الجزية). فقد صحَّ أن عند مولد المسيح نُزع منهم المُلك والرئاسة معاً، وأقاموا (في عهد) ذمَّة تحت يد ملوك الأمم. لأن الله عَلِمَ بغلظ قلوبهم، وكذلك أبطل مجيء الأنبياء أيضاً، «لأن الناموس والأنبياء إلى يوحنا»، كما قال الرب، «ومنه يُبشَّر بملكوت الله» (لو 16: 16)، الذي هو مجيء الرب الكريم إلينا. حتى أن اليهود إلى اليوم لا يقدرون (أن) يزيدوا على هؤلاء الأنبياء المعروفين، الذين كانوا قبل تجسُّد المسيح، وهم أربعة وعشرون نبيّاً. فقد صح بهذه العلامة أن المسيح قد جاء لأنه نزع منهم المُلك والرئاسة، وأبطل مجيء الأنبياء، ونزع من أيديهم البيت المقدس أيضاً، الذي كانوا يخدمون فيه بالسُّنة (أي الناموس) العتيقة، وهي ضحايا الحيوان ودم الجداء، وتطهير الزوفا، وأكمل ذلك بجسده ودمه وتطهير المعمودية. فمَن أطاع منهم الإيمان، قَبِلَه؛ والذين لم يطيعوا، بدَّدهم في آفاق الأرض تحت يد ملوك الأمم يسودونهم بغير تعاهُد.
اليوم، يا أحبائي، كَمُلت نبوَّات الأنبياء في مولد الرب من البتول مرتمريم. إشعياء (النبي) يُعلن ذلك قائلا: «هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً، ويُدعى اسمه: عمانوئيل» (إش 7: 14)، «الذي تفسيره: الله معنا» (مت 1: 23).
حزقيال النبي يُعلِّمنا بسرٍّ عجيب قائلاً: «إني رأيتُ في المشارق باباً مُغلقاً مختوماً بخاتم عجيب، لم يدخله أحدٌ غير رب القوات، فإنه دخل وخرج ولم يُفتح الباب ولا تغير الخاتم» (حز 44: 1-2). وهذا سرُّ نبوَّةٍ على الميلاد البتولي من الطاهرة مريم من غير زرع بشر. يُخبرنا بأن المولود منها هو ربُّ القوات، ولهذا حفظ بتوليتها في تجسُّده، وفي ولادته منها، وبعد ولادته أيضاً، لأن له الاستطاعة في كل شيء.
إشعياء (النبي) يقول: «وُلد لنا ابنٌ، وأُعطِيَ لنا غلامٌ، الذي سلطانه على منكبيه، وهو الإله القوي السلطان، ملاك المشورة العُظمى يُدعى» (إش 9: 6). حقَّق لنا النبي ميلاده بالجسد، ثم بيَّن لنا أنه الإله القوي السلطان في القِِدَم والأزلية.
إرميا (النبي) يُخبرنا بأن الإله سوف يكون مع الناس على الأرض بالتجسُّد العجيب، قائلاً: «إن الله سوف ينزل على الأرض، ويمشي بين الناس» (إر 14: 8؛ 23: 5).
حزقيال (النبي) يُعلِّمنا بمِثل ذلك قائلاً: «سيعلمون أني أنا الرب إلههم، إذا ظهرتُ بين الناس، وكلَّمتُهم بإعلان» (34: 23-30).
وعلى مثل هذا أيضاً تنبَّأ داود قائلاً: «إله الآلهة يظهر في صهيون» (مز 50: 1-3)، أعني أن أولئك إنما سُمُّوا (أُطلق عليهم) آلهة، لأن كلمة الله صارت إليهم، فأما هذا الذي يظهر بصهيون فهو إلهُ الآلهة بحقٍّ، وربُّ الأرباب وكل الكافة، بشرف اللاهوت وليس بالاسم المستعار.
ومثل هذا قال إشعياء النبي: «تظهر كلمة الله في أورشليم، ومن صهيون تخرج السُّنة (الشريعة)» (إش 2: 3). وداود يُعلِّمنا أن المولود من الآب قبل كل الدهور هو المولود من البتول بالجسد، قائلاً: «الرب قال لي أنت ابني، وأنا اليوم ولدتك» (مز 2: 7)، أعني الميلاد بالجسد. وقال: «من البطن قبل كوكب الصبح ولدتك» (مز 110: 3 سبعينية). وقال: «يأتي الله جهراً وإلهنا لا يصمت» (مز 50: 3). وقال: «الرب أرسل لك عكَّاز قوة من صهيون، وتملك في وسط أعدائك» (مز 110: 2). وقال: «صهيون الأُم تقول: إنسانٌ حلَّ فيها، وهو العليُّ الذي أسَّسها» (مز 87: 5).
وقال عوزيا (هوشع Wch) النبي: «يأتي الربُّ حقاً، ويظهر على الأرض» (هو 6: 3). وقال ناحوم النبي: «هوذا آتي وأسكن فيكِ، قال الرب الضابط الكل». وقال صفونيا النبي: «تعزِّي يا صهيون ولا تسترخي يداك، فإن الرب إلهنا قوي، يأتي ويحلُّ فيكِ ويُنجِّيكِ» (صف 3: 16). قال زكريا: «يا ابنة صهيون، هوذا أنا أجيء وأسكن فيكِ، قال الرب» (زك 2: 10). قال ملاخيا النبي: «هوذا الرب يأتي ويُشرق لأتقيائه، وشمس البر اسمه» (ملا 4: 2).
بحقٍّ، يا أحبائي، إن شمس البر قد أشرق لنا اليوم بالميلاد من البتول. المولود من الآب قبل كل الدهور، ميلاداً أزلياً بلا ابتداء لا يُدرَك ولا يحدُّ له زمان، وُلد اليوم للخلاص. الذي لا يُحوَى ولا تُدركه العقول، استُعلِن اليوم متجسِّداً. المرهوب من القوات العقلية، ويعلو كل رئاسة وسلطان، ويفوق شرفُ لاهوته كلَّ البرايا، شاء أن يتنازل ويُخالط طبيعتنا المسكينة. الذي هو جالسٌ على كرسي مجده فوق أعلى السموات، ظهر بين البشر ولم يترك عنه علو شرفه، بل هو يملأ الكل ببساطة (جوهر) لاهوته غير المُحتوى عليه.
عظيمةٌ هي جداً كرامة هذا العيد المجيد اليوم، أيها الأحباء، ويجب علينا كلنا إكرامه وتشريفه، و(أن) نبتهجَ فيه ونُسرَّ؛ لأنه إن كان (يوم) مولد رؤساء هذا العالم وملوك الأرض (الذين) يموتون وتزول رئاستهم، تجدهم يكرمونه ويذكرونه بينهم مع خواصهم في كل عام - كما كُتب أنْ وافى مولد لهيرودس الملك، فصنع وليمةً لعظمائه ومقدِّمي الجليل ورؤساء مُلكه (مر 6: 21) - فكم أحرى يحقُّ علينا من الفرح والمسرة، أن نُعيِّد بكل اهتمام حسن، في يوم تذكار مولد ملك الملوك ورب الأرباب وسيد السادات، الذي يسود بجبروته كل البرية، ولا سيما أن تجسُّده ومولده لم يكن من أجله، بل من أجلنا نحن، ومن أجل خلاصنا، نزل من السماء وتجسَّد من مريم العذراء، ووُلد جسدانياً، لكي يولدنا نحن روحانيين. تواضع لكي يرفعنا. اتحد بطبيعتنا الحقيرة لكي يُعطينا نحن موهبة الروح القدس. سمَّى ذاته ابن البشر، لكي يُسمِّينا نحن بنين لله الآب.
وليس هذا المجلس الجليل اليوم خُلواً من خواصه ورؤساء مملكته الأبدية، بل هم حاضرون معنا متكلِّمون، وبيننا ناطقون، لكي يفرحوا بأقوالهم التي من تلقاء الروح. ومَن هم أولئك؟ هم أنبياؤه الأطهار، ورسله الأفاضل، خواصه الأبرار المطَّلعون على سرِّه (مز 25: 14)، الذين منحهم موهبة روح قدسه.
أما الأنبياء فقد تقدمتْ دعوتُهم، أولئك الذين أنبأوا بالروح على مجيئه الكريم (أع 3: 22-24). وهوذا بنداء، بدعوة الرسل المَوَالي السادات رؤساء أئمة كل المسكونة، أنهار ماء الحياة، كما تنبأ حزقيال النبي قائلاً: «الجميلون في إنذارهم»، كما تنبأ ناحوم النبي قائلاً: «ما أجمل أقدام المبشِّرين بالخيرات» (نا 1: 15)، «الذين خرجت أصواتهم في كل الأرض، وبلغ كلامهم أقطار المسكونة» (مز 19: 4؛ رو 10: 18).
هلمُّوا الآن أيها الإنجيليون المبشِّرون بالحياة، لكي ما نأخذ منكم سياقة (مضمون) القول، لأنكم مُعاينون الإله الكلمة وخَدَمه وخواصه، وبكم نزيِّن القول. متى الرسول الإنجيلي يشرح لنا قائلاً: «لما وُلد يسوع في بيت لحم يهوذا» (مت 2: 1)، أراد بذكره بيت لحم ليُبيِّن أن كُتب الأنبياء ذكرت أنه (في) بيت لحم يولد. لأنه خاصة دون الإنجيليين كتب إنجيله عبرانياً. وكذلك ذكر النسبة (سلسلة الأنساب) وبدأ بها من إبراهيم، لأن إليه خاصة تنتهي النسبة في تناسل العبرانيين لا غير.
فأما لوقا، لمَّا كتب إنجيله يونانياً، لم يَرَ أن يُحزن الأمم الذين آمنوا بالمسيح، بأن المسيح ليس منهم تجسَّد، ولذلك أخذ (في ذِكْر الأنساب) من أسفل (أي ابتداءً من اسم يسوع) وهو طالع. فلما بلغ إلى إبراهيم، لم يقتصر على ذلك، بل أوصل النسبة إلى نوح، لأنه صار أباً لكل القبائل والألسن. ثم زاد ذلك فلسفة بتأييد الروح، فانتهى إلى آدم، لكي يشرح لهم نسبة التوراة بتلخيص، ويُفرِّحنا نحن كافة المؤمنين بأن المسيح تجسَّد من نسل آدم أبينا كلنا، ودعا (يسوع المسيح) آدمَ ثانياً ليكون أباً ورئيساً لكل الأحياء، كما يُلائم لاهوته، والمُقدِّم كل الخيرات، والسابق في البعث من بين الأموات.
ومتَّى لما كتب إنجيله عبرانياً ببيت المقدس (أي بأورشليم)، شرح الأمور لليهود الذين آمنوا على ما في الناموس. ثم ذكر في النسبة (أي في سلسلة الأنساب) امرأتين من الأمم، وهما ثامار وراحاب، ليُبيِّن لهم أنهم اشتركوا مع الأمم في التناسل، وأن جنسهم منهم، فلا يأنفوا أن يشاركوهم في الإيمان ويُخالطوهم، ولا سيما أن المعمودية قد طهَّرت الجميع.
ثم بدأ يتكلَّم على شيء بشيء، ويأخذ عليه الشهادة من الأنبياء، فقال: «لما وُلد يسوع المسيح في بيت لحم يهوذا، في أيام هيرودس الملك»، أراد بذكر هيرودس لِمَا جرى له مع المجوس، وبحثه عن المولود، وقتله الأطفال. قال: «إذا مجوسٌ وافوا من المشرق إلى أورشليم، قائلين: أين هو المولود ملك اليهود؟ لأننا رأينا نجمه في المشرق، ووافينا لنسجد له».
يا لهذا السر العجيب والسياسة الإلهية، وكيف دبَّر الله الأشياء بلطف، واجتذب إليه هؤلاء المجوس من الجانب الذي هم متمسكين به، فلهذا اجتذب إليه هؤلاء المجوس من صنعتهم التي فيها تربوا وهم بها مغتبطون. وذلك أنهم كانوا من بلاد فارس من جنس بلعام العرَّاف (عد 22: 5)، وكان عندهم كُتب تعليم منه، وكانوا يرون مع هذا علم تسيير الكواكب. إلا أنهم قرأوا وفهموا لأجل المسيح الملك الحقيقي. ولم تكن قلوبهم مائلة لغواية عبادة الأوثان. ولما علم الله صحة يقينهم، وأنهم يُذعنون للحق إذا ظهر لهم، أظهر لهم قوةً سمائية شبه نجم. ولم يكن يتقدَّم مثله شيء في كافة الكواكب، يدلُّ (على) أن الذي يُولد في ذلك الحين يسود كل الممالك جميعاً والرئاسات، ولا يكون لمُلْكه انقضاء.
والدليل أن (النجم كان) قوةً من الله، ولم يكن من هؤلاء الكواكب الظاهرة، أن أفعاله مختلفة عن سائر النجوم. أول ذلك أنه كان يظهر لهم نهاراً ويختفي ليلاً، يدلُّ (على) أن المولود هو نهارٌ وشمس البر. ثم كان يسير من الشمال إلى اليمين منحرفاً قليلاً إلى الغرب، وهو من أرض فارس إلى بيت المقدس، يدلُّ (على) أن كماله يكون بأورشليم (لو 13: 32). وكان يسير بسيرهم ويقف لوقوفهم، يدلُّ على أن الربَّ يُلاطف البشرية ويُكمل الأشياء الجسدية. وكان سيره عجيباً أسفل بالقرب منهم، يدل على اتضاع الرب المولود بالجسد، وكونه قد صار معنا على الأرض وهو يعلو الكل بلاهوته. وكان قُرْبه منهم لكي يتقدَّمهم، كمثل مرشد لهم، إلى الموضع الذي يريدون نحوه مستقيمين بلا اعوجاج، ليدل أن المولود هو الذي يتقدَّم لنا في كل الخيرات، ومرشد لنا إلى أورشليم العليا، ملكوت السموات، كما قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة» (يو 14: 6). ومع هذا بأسره لم يقدر ضوء الشمس أن يخفيه، ليدل (على) أن المولود يعلو ويفوق كل بهاء وحُسْن، ويفضُل على كل اسم مما يُرَى ومما لا يُرَى. وكما تنبأ عنه داود قائلاً: أنه «بهي في الحُسْن أكثر من بني البشر» (مز 45: 2). أعني وإن كان ظهر بالجسد ووُجد بالشكل كالإنسان، فهو يفوق الكل ببهاء لاهوته.
ألأنبا بولس البوشي أسقف مصر
المزيد
06 يناير 2022
(ترجام) على الميلاد
يعقوب يتكلم
يلزمني اليوم ان اقول باصوات مليئة تمييزا مع الحشود العلوية: المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام والرجاء الصالح لبني البشر.اليوم سمعت ترتيلة التراتيل هذه باصوات ثلاثية من قبل الطغمات الروحية التي هي موزعة بمعرفة الهية وتعطي للسماء المجد، وللارض السلام، ولبني البشر الرجاء.على باب المغارة كانت تُنشد ترتيلة واحدة في ثلاثة اقسام من قبل السماويين بصوت عال. ولماذا وزع الملائكة الترتيلة الى ثلاثة اشكال ولم يقولوا شيئا واحدا في الاعالي، وعلى الارض، وللناس، لكنهم اعطوا لموضع واحد المجد، وللآخر السلام، وللآخر الرجاء.؟
المجد لله في العلى
المجد والسلام والرجاء في الاعالي وعلى الارض ولبني البشر. زمر قابلو الحكمة الازلية التهليل بعدالة وركبوا تمجيدهم كما يليق بطبيعتهم وكما حسن لارادتهم الصالحة قاسوا والّفوا الترتيل بمعرفة غير زائلة.المجد لله في الاعالي، الموضع السباق في الشعور الذي يسبق (لنيل) المجد. الملائكة الذين صاروا اولين بالسر يكونون الاولين في المجد، ويسبح هلاء غير الغاضبين نظرا لوجود السلام في الاعالي.
على الارض السلام
على الارض حيث لا يوجد سلام ليكن اولا السلام، وبعدئذ يكون فيها المجد. لا يُزرع مجد العلويين في الارض ما لم تُستاصل لعنة الاشواك منها بواسطة الصليب. الآن يصير فيها السلام المصالح للغاضبين ومنها بدأ المجد لكي تسبح الارض ايضا كالسماء.لما توجه من موضعه ليحل في البتول اعطي السلام للبتول ولما بلغ الزمان ليخرج الى الارض بالولادة اعطي السلام للارض ليحل فيها وهي آمنة. اذاً حسنا قيل من قبل الملائكة: على الارض السلام والرجاء الصالح لبني البشر.
الرجاء الصالح لبني البشر
لم يكن رجاء لبني البشر لانهم كانوا ساقطين من درجة ذخيرة البنين وكانوا مطرودين من الانتساب الى بيت الله. لقد اخزاهم التجاوز على الوصية وصاروا غرباء عن عن بيت الآب وقد القيوا من جنة عدن واستقبلتهم الشيول حفرة الموتى. سقطوا من الاعالي العالية وصاروا مدهورين في الاعماق السفلية. حرموا من مائدة الملك وصاروا ترابا ماكلا للتنين. شُلحوا من المجد الروحي واتشحوا بالاوراق لباس الخزي، نُزعت عنهم حلة النور وها انهم مرتدون في الشيول نسيج العنكبوت. دُهوروا وزلوا وسقطوا وابتلعتهم الهوة وامسوا ترابا وصاروا بدون رجاء.لما اراد الآب ان يبين لهم مراحمه الازلية الموجودة فيه ازليا ارسل ابنه الى العالم وصار من امرأة وبدخول الخطيئة فُتح الباب للنعمة واحس الملائكة (وعرفوا) ان يقولوا: اذاً الرجاء الصالح لبني البشر. يُمحى التعدي على الوصية، ويُنقض القصاص، ويوفى الدَين، ويُمزق الصك، ويُفتح الفردوس، والكاروب الحارس يُطرد، آدم المطرود يعود، وحواء المهتوكة تصير عفيفة، والحية الغشاشة تُرض، والشيطان الماكر يُفضح، وقوس الموت العالي يُكسر من جنس البشر، ولاجل كل هذه الامور يوجد للبشر رجاء عظيم لا صغيرحسنة هي تقسيمات الترتيلة التي رُتلت اليوم في بيت لحم من قبل الملائكة الحكماء ازليا لله في الاعالي المجد الواجب له، على الارض السلام المحتاجة اليه، وللبشر الرجاء الذي لم يكن موجودا لهم.
الميلاد فرح السماويين والارضيين
هذا هو العيد الثري الذي يوزع لكل الاماكن كل الثروات بحكمة، هذه هي الترتيلة التي تعطي المجد لله، وللارض السلام، ولبني البشر الرجاء. هذا هو اليوم المليء بكل العجائب وترعد فيه كل الامجاد وتُرى فيه الاعجوبة ويُسمع فيه صوت نشيد جموع العلويين الذين يرتلون بحركات روحية لرب العلويين الذي رضي ان يصير رفيقا للسفليين.
مريم توفي دَين ابويها آدم وحواء
اليوم نبت جذر من جذع بيت يسى ليصير قضيبا للعالم الذي بلغ الشيخوخة حتى يستند عليه.
اليوم انفتح فم حواء لتتكلم بصوت عال ووجهها مسفر لان ذنبها قد غُفر بواسطة البتول الثانية التي اوفت دَين ابويها بخزينة الكنوز الذي ولدته للبرية.
الحية صمتت وتكلم جبرائيل
اليوم لتسكت الحية لان جبرائيل يتكلم، ليبطل الكذب لان الحقيقة تُترجم، ولتزل الامور الاولى لان كل شيء قد تجدد منذ البداية بواسطة ولد البتول.
لا يحرس الكاروب شجرة الحياة، وقد وُضعت ثمرتها في المذود
اليوم لتترك يد الكاروب رمح النار لان شجرة الحياة لم تعد تُحرس وهوذا ثمرته موضوعة في المذود ليصير ماكلا للناس الذين تشبهوا بارادتهم بالحيوانات.
غيّر آدم اوراق عريه بلباس النور
اليوم غيّر آدم اوراقه بلباس النور وبتمجيده اخزى الحية التي لدغته واخذت منه حلته.
رب عدن لبس الاقماط ليوشح آدم بحلة المجد
اليوم رب عدن كان مرتديا الاقماط بدل الاوراق ليبدل المجد بالاهانة ولكي يعاد الى آدم مجده الاول.
لا جدال على نبؤة اشعيا: هوذا العذراء قد ولدت
اليوم ليبطل المعلمون من الجدال، وليسد التعقيب فمه عن البتول التي حبلت وهي غير متزوجة، وولدت وهي مختومة، وبتوليتها تلحق ولادتها، وتقف حقيقة بتوليتها (وتشهد) على حليبها.
اليوم ليضرب اشعيا على قيثارته وليحرك اوتار تجليه بالروح وهو يقول ليس: هوذا البتول تحبل وتلد، بل: هوذا البتول قد حبلت وولدت كما قلتُ، اذاً صور الشهادة واختم الناموس لان خفاء الاسرار قد اتضح.
صارت المغارة خدرا للختن السماوي
اليوم صارت المغارة خدرا للختن السماوي الذي شاء ان يتحد بجنس الارضيين ويسندهم ليصعدوا من العمق الى العلى تحقق حلم يعقوب الذي شاهد السلم: نزل الرب ليُصعد البشر
اليوم فُسر جليا وحي يعقوب فالرب الذي كان واقفا على قمة السلم ها انه قد نزل ليُصعد بني البشر الى السماء.
اشرق النور من المغارة لينير المسكونة
اليوم اشرق الصباح من المغارة والشمس العظيم من الثقوب المجوفة لينير باشراقه الاعماق السفلى المحل الذي يسهل على الشمس انارته.
اليوم قفزت الشمس الى الوراء اثنتي عشرة درجة ضوئية /546/ (34) لانها قد استولت عليها ووقفت على راسها لكي يتعاظم بها النهار الحقيقي الذي يطرد ويخنق باشراقه ظلال الخطيئة.
وُلد لنا الولد المولود ازليا من ابيه
اليوم وُلد لنا ولد كان ولدا لابيه قبل ان يصير العالم حتى ان العقول لا تدركه.ليبطل الزواج ولترتقص العفة لان البتول ولدت بلا زواج اليوم ليبطل الزواج من عمله ولو هو طاهر ويفسح المجال للبتول التي تلد بلا نكاح ليتبارك بولدها اولاد الزواج اليوم ترقص العفة، والزنى لا يُسمع لانه لما يبطل الزواج كيف يوجد الزنى بعدُ.؟اليوم لتبتهج البتولات بالبتول التي ولدت ليس لينتظرن حتى تلد (بتول) اخرى لكن ليسبحن بعجب ذلك الذي اشرق من طغمتهن.
تفرح الوالدات لان مريم اللامتزوجة اختلطت بهن اليوم لتفرح الوالدات لان البتول اختلطت بهن، وهوذا العجب يُرى في جمعهن بواسطة اللامتزوجة التي ترضع وطبع بتوليتها قائم.تعجب يوسف من ولادة مريم للنار الملفوفة في الاقماط
اليوم العجب ليوسف، والاندهاش لمريم، من البتول حليب، ولد بدون زواج، وارث بدون نكاح، رجل السماء في المغارة، النار في الاقماط، اللهيب الذي يرضع الحليب، الشعلة التي تُلاطف على الصدر، المحمول من قبل الكواريب يحمله ذراعان، رب المركبة الذي تزيحه الصبية، مجري الامواج لليم الكبير الذي يرضع قطرات من ثديي الشابة.
يلزم التعجب من الكلمة المولود الذي لا يحدد ولا يجادل بخصوصه
اسكت لانه لا يُحدد، لا يُنطق لماذا اتكلم،؟ لا يحتويه فم فليرهبه اللسان، لا تحبسه الكلمة ليفزع منه التفتيش، ليكرم بالسكوت، ليسجد له بدون تعقيب، انه فوق كلمة الناطقين، ليصفه الحب بالبساطة بهذه العبارات الحسنة التي القاها اليوم جمع آل جبرائيل المسجور، ليلهج جمع البيعة وهو يقول: المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام والرجاء الصالح للبشر.البشر والملائكة يسبحون سوية: المجد لله من الاعماق ومن الاعالي
هناك كما كان الملائكة يعرفون بالسر، كان الملائكة فقط يسبحون بعجب، اما الآن وقد اتضحت الخفايا علنا واحس بنو البشر بالرجاء وامتلأت الارض بالسلام يجمل بالسفليين ان يقولوا مثل العلويين، ويجب على الترابيين ان يسبحوا مثل الروحيين، ولنقل سوية نحن وهم: المجد لله من الاعماق كما في الاعالي.ولتكن مشيئته على الارض كما في السماء، ليتبارك بالرعب من قبل السفليين كما (يتبارك) من قبل العلويين، ليرعد مجده بفم الترابيين كما (يرعد) بفم الروحيين.
لعنة الاشواك زالت وصار الرجاء للبشر
لقد صار السلام على الارض لان لعنة الاشواك استُئصلت بالاكليل، كثر الرجاء لبني البشر لان طريق الفردوس مُهدت ليسير عليها المخلصون بدون خوف من الرمح.اذاً المجد لله في الاعالي، المجد لله من الاعماق، المجد لله على الارض كما في السماء لان الكل تجدد بواسطة الولد الذي (صدر) منه، والكل قد تبارك، والكل خُلص.
الخاتمة
الذي له التسابيح من الكل آمين.
القديس ماريعقوب السروجى
المزيد