المقالات

13 فبراير 2023

كيف نحب الاخرين ج٣

تكلمنا في المقالات السابقة عن المحبة الحقيقية وكيف أنها تختبر بالألم وأنها إذا أختبرت ولم تتراجع فإنها تتزكى ... وأن محبتنا للآخرين يجب أن تكون هادفة وأن الهدف الأول من محبتنا هو خلاص من نحبهم قبل أي شيء آخر . وأنه من المفروض أن نحب الآخرين بطريقة تفيدهم ولا تضرهم ... ثم تكلمنا عن ثلاث أنواع من المحبة الضارة ، ونستكمل عن أنواع أخرى من هذه المحبة الضارة : 4 ـ المحبة التي تسحوذ على الآخرين : هناك أناس يعتبرون المحبة نوعاً من الإحتواء الحية تسعى نحو إلغاء شخصية الآخرين ، وحرية وقدرته على التعبير واتخاذ القرارات ... ومثل هذه مثل الأب الذي يحب أولاده بطريقة تجعله يتخذ كل ما يخص حياته من قرارات . ولا يتصور أنه من الممكن ـ بعد كبرهم ـ أن تكون لهم شخصيتهم المميزة ، وإرادته المدركة الواعية ، وقدرتهم على الإختيار لأنفسهم دون أن يكون في ذلك تمرد وعصيان وخروج على طاعة الوالدين - كذلك ترى بعض الآباء والأمهات يعتقدون أن محبتهم لأولادهم تستلزم أن يختاروا لهم ملابسهم ، والكلية التي يلتحقون بها ، وطريق الرهبنة أو طريق الزواج ، وشريك الحياة الذي سوف يرتبطون به مدى الحياة . وهكذا . الوضع السليم هو أن يقوم الوالدان بالتوحيه ، والإرشاد والقيادة ، والتدرج في تنمية شخصية الأولاد حتى يبلغوا إلى حد القامة في الجسد والنفس والروح . يفرحون بتكامل شخصیته ونموها نمواً صحيحاً مدركاً . وينسحب الوالدان بالتدرج ليتركا لهذه الشخصية أن تتحمل مسئولياتها وتصبح قادرة على إتخاذ قرارات إن المحبة السليمة أو السوية تحول شخصية الإبن إلى صديق يستند على ذراع أبيه ، يستلهم منه الخبرة ، ويعتر بنصائحه وارشاداته ، ويعتبر البعض منها دستوراً لحياته . إنه لا يتبرم بنصائح أبيه لأنه ينتفع منها دون أن يشعر أ يكبل حريته . وما أجمل المثال الذي قدمه السيد المسيح في علاقته مع تلاميذه حينما قال لهم « لا أعود أسميكم عبيداً بل أحباء لأنى أعلمتكم يكل ما سمعته من أبي » إن الله نفسه يمنح لعبيده الحرية ليحبوه ويخدموه بإرادتهم . ولاشك أن امتلاك قلوب الآخرين عن طريق محبتنا المضحية الباذلة الحانية لهو انجح بكثير من امتلاك قلوبهم عن طريق أسعباد إرادتهم بدعوى حرصنا على مصلحتهم ورغبتنا في اسعادهم . لأن سعادة المرء الحقيقية هي في أن يصنع الخير بإرادته وبمسرة قلبه . ألم يصنع السيد المسيح هكذا حينما نقلنا من ناموس العبودية إلى ناموس روح الحياة ؟ إن المحبة تحسب محبة بمقدار ما فيها من بذل وعطاء وتحرير لمشيئة الآخرين ... ولهذا الحديث عودة أخرى . ٥- المحبة التي يشوبها الرياء : هذا النوع من المحبة يعنى أننا تتودد إلى من نحب ونظهر محبتنا له ، ولكنها محبة تسعى لكسب المودة وإثبات الوجود بطريقة ذاتية صعبة ، دون أن تحمل جوهر المحبة الحقيقية واحرص على خير من تحب . إنها محبة بلسانين لسان يتودد في الحضرة ، ولسان ينتقد في الغيبة . إنها لا تصارح من تحب بكل ما تراه خطأ ، أو عيباً ، أو تقصيراً ، بل على العكس قد تمدح العيوب والأخطاء يقصد التودد في الحضرة دون مبالاة بما يمكن أن ينجم عن ذلك من عواقب وآثار وخيمة . وتعود هي نفسها لتنتقد هذه العيوب أو ما تراه هي عيوباً دون أن تعطى فرصة لمن تحب للدفاع عن النفس أو لإصلاح الخطأ إن وجد . لهذا قال الكتاب « المحبة فلتكن بلا رياء » ( رو ۱۲ : ۱۰ ) . نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد الثالث عشر عام ١٩٨٨
المزيد
19 مايو 2023

مائة درس وعظة ( ١٤ )

لقاء مع الله ينبغي أن يصلي كل حين ولا يمل » ( لو ١٨ : ١) خلق الله الإنسان كائناً عـاقـلاً وأعطى له نعمة الحرية ، وحرية العمل وأعطى له قلبا كمكان للقاء مع الله. الصلاة تعبير عن رغبة الإنسان فى الله . الإنسان يقف أمام الغاز الحياة وهو متحير ، ماذا تعنى حياة ؟ خير ؟ خطية موت قلق ؟ هذه أسئلة الوجود الإنساني الكبيرة وليس لها إجابة إلا في الله ، وبالتالي الإنسان في داخله عطش وحنين لله .. يبحث عن الله .. يرغب في المحبة .. فتزرع في داخله روح الصلاة أولا : كـيـف نصلی :- ١- ضع في ذهنك قبل بدء الصلاة انك داخل إلى الحضرة الإلهية بكل خشوع ووقار واحترام. ۲- ادخل الصلاة بروح الشكر ، أعمال الله مع كل إنسان لا تنتهي ، فاشكره على نعمه الكثيرة . ٣- فـي جـو الصلاة اكشف عن خطاياك ، لا تقل أنك جـيـد ولست مثل باقي الناس ٤- تذكر مجتمعك الذي تعيش فيه ( أسرتك ، كنيستك ، وطنك ) ، صل من أجل هؤلاء بأسمائهم ، واذكر ذاتك في النهاية كـأنك تقول مع داود النبي إلى متى يارب تنسـانی ( من ۱:۱۳ ) ، وارفع قلبك إلى الله بهذه الصلوات بلجاجة . ثانيا : ماذا تمتلك في الصلاة ؟ في صلاتك امتلك هذه الأربعة : ١-الإيمان : الذي أسـاسـه وعـود الله . ٢- الانتباه : انتبه في صلاتك ولا تسمح لشيء أن يشتت ذهنك . ٣- الاستمرار : يعلمنا الآباء : « لكي يتعلم الإنسان عادة معينة لابد أن يمارسها أربعين يوما متصلة على الأقل .. ٤- الهـدوء : صل بهدوء بعيدا عن أي تشويش أو ضوضاء أو إزعاج . ثالثا :. مـاذا تطلب من الله في صلاتك ؟ ۱- ملكوت السموات : نصيبك في السماء أغلى من كل شيء ، لذلك « اطلبوا أولا ملكوت الله ويره » ( مت ٦ : ٣٣) ٢- التغيير بالصلاة غير الله طبيعة الأسود في قصة دانيال النبي ، وطبيعة النار في قصة الثلاثة فتية ، وطبيعة الماء عند عبور موسى النبي البحر الأحمر ، اطلب من الله أن يغـيـر قلبك وأن يعطيك قلباً نقيا جديدا . ۳- تحـقـيق وعـوده في الوقت المناسب ٤- فرح القلب وسعادة الحياة . ه نزع عدو الخير من طريقك وكل أفكاره المزعجة . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
20 فبراير 2023

أضـواء من الإنجيـل كيف نحب الآخرين ( 4 )

لكي نستطيع أن نحب الآخرين يلزمنا أن نرى فيهم شيئاً أو أشياء جميلة تجتذب مشاعرنا نحوهم وتحبب إلينا التأمل في صفاتهم الجميلة ... كما أنه من المفيد أن نتذكر إحسانات الآخرين إلينا ، ونجتذب إلى ذاكرتنا باستمرار كل أفعال المحبة الحسنة التي عاملونا بها ... إنه نوع من الوفاء والإخلاص أن لا تنسى شيئا من تعب المحبة . أولا : محبتنا الله : الكائن غير المحدود الذي ينبغي أن نتجه محبتنا إليه هو الله الذي أحبنا أولاً ، وأحبنا فضلاً . وحينما تحب الله فسوف يمكننا أن نحب إخوتنا أيضاً ... حينما نحب الخالق فسوف نحب الخليقة في إطار محبتنا له . من الأمور التي تجعلنا تتزايد في محبتنالله ، أن نتأمل في صفات الله الجميلة ، تلك الصفات التي تفوق كل تصور الخليقة العاقلة . ومن هذه الصفات نذكر ما يلى : الصفاء والبساطة وعدم التعقيد ، وعدم الحقد ، وسهولة الصداقة التي لا تتخلى أبدأ « إن كنا غير أمناء فهو يبقى أميناً لا يقدر أن ينكر نفسه » . الأبوة التي لا تتخلى ، بل تتقدم لكي تبذل وتضحى إلى أقصى الحدود . الحنو النادر الذي لا ينسى تعب المحبة ، ومشاعر الحب القديمة مثلما قال : ذكرت لك غيرة صباك ، محبة خطبتك ، ذهابك ورائى في البرية » ( أر ٢ : ٢ ) . الذكاء والحكمة والفطنة الكاملة : وأبرز ما يمكننا التأمل فيه في هذا المجال هو الفطنة العجيبة التي دبر بها الرب عملية الخلاص والفداء سواء في إعداده للبشرية على مدى آلاف السنين قبل مجيء المخلص ، أو في تتابع الأحداث التي وقعت منذ أن تجسد الكلمة الأزلى في بطن العذراء مريم إلى أن صعد إلى السماوات بعد موته وقبره وقيامته متمماً كل ما سبق فانبأ الأنبياء عن الخلاص الذي كان الرب قد وعد به ، وكان مزمعاً أن يتممه . من أحداث تشابكت ، واشترك فيها من الأصدقاء والأعداء ما لا يمكن أن يحدث إتفاقاً فيما بينهم . بل يعلم الله السابق ومشورته المحتومة تم كل شيء ، وأكملت النبوات بحكمة وفطنة عجيبين !! وهكذا ما عبر عنه معلمنا بولس الرسول في سالته إلى أهل أفسس فقال : « مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح ..و الذي منه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته التي أجزلها لنا بكل حكمة وفطنة . إذ عرفنا بسر مشيئته ، حسب مسرته التي قصدها في نفسه ، لتدبير ملء الأزمنة ، ليجمع كل شيء في المسيح ، ما في السماوات وما على الأرض » ( أف 1 : ۳- ۱۰ ) . المعرفة غير المحدودة الممتلئة من الجمال الفائق الأخاذ : الله هو نور وساكن في النور وملائكة نور تخدمه . والنور يشير إلى الإنارة التي تمنح الإستنارة أي المعرفة المضيئة . لها فالكاروبيم وهم من أعلى طغمات الملائكة وهم ممتلئون أعيناً ، أي ممتلئون من الفهم والمعرفة . أليس هذا ما تعبر به أحياناً حينما تقول لشخص « إنت كلك نظر ... إنت كلك عيون » ونقصد بذلك أنه ممتلىء فهماً حسناً .. ما إن التأمل في الله يملأ عقولنا من المعرفة الروحانية ، ويرفع عقولنا نحو أمجاد السماء وهذا نوع من سعادة أبدية ، إذ أننا كلما ازددنا معرفة الله ، كلما زاد فرحنا ... وهذا يقودنا إلى المزيد من محبتنا له ، بشرط أن لا ترتفع قلوبنا بسبب إزدياد معرفتنا . الصلاح الكلى والكراهية المطلقة للخطيئة ، تلك الخطيئة التي تشوه جمال الكائنات العاقلة ، مثلما حدث للشيطان الذي قال الله عنه في سفر حزقيال : « أنت خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال ... أنت كامل في طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك إثم ... فأطرحك من جبل الله وأبيدك أيها الكروب المظلل ... قد ارتفع قلبك لبهجتك . أفسدت حكمتك لأجل بهائك .. قد نجست مقادسك بكثرة آثامك يظلم تجارتك » ( حز ۲۸ : ۱۲ ، ١٥ -١٨) . المحبة الكائنة في الله منذ الأزل ، أي المحبة بين الأقانيم ، والتي يريد السيد المسيح أن يسكبها فينا بروحه القدوس ، « ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم » ( يو٢٦:١٧) . حينما تتأمل الحب الكائن في الله نتعلم المحبة ، ونتحرر من الأنانية أي الإنحصار حول الأنا ... كما أننا أن نتعلم من الله كيف نكون واحداً في المسيح « ليكون الجميع واحداً كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضاً واحداً فينا وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد » ( یو ۱۷ : ۲۱ ، ۲۲ ) . نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد الخامس عشر عام ١٩٧٨
المزيد
24 أبريل 2023

أسئلة عن القيامة والرد عن التشكيك

سؤال: لماذا يفسر ظهور يسوع بعد الصلب على أنه دليل على قيامته بينما هناك تفسير آخر لذلك بأنه لم يمت من الأساس لأن شخصاً آخر قد صلب بدلاً منه وأن الله قد أنقذه من الصلب؟ الإجابة: هذا السؤال به اعتراف ضمني أن السيد المسيح ظهر بعد الصلب. وظهوره بعد الصلب هو دليل على قيامته من الأموات. أما القول بأن ظهور المسيح لا يثبت قيامته لأن شخصاً آخر هو الذي صلب ثم الذي ظهر هو المسيح بعد مرور الأزمة، فهو تقليل من أهمية ظهور السيد المسيح بعد القيامة.ولكن، عند ظهور السيد المسيح بعد القيامة أظهر جراحاته للتلاميذ مما يؤكد أنه هو المصلوب المائت والقائم. فيقول الكتاب "ولما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع وكانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود جاء يسوع ووقف فى الوسط وقال لهم سلام لكم. ولما قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب" (يو٢٠: ١٩-٢٠). وفي الأحد التالي قال لتوما: "هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً أجاب ثوما ربي والهي" ( يو٢٠: ٢٧-٢٨)إذن هو ليس مجرد ظهور شخص أفلت من الصلب لكنه ظهور المصلوب نفسه. نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن كتاب القيامة والرد علي الشكوك
المزيد
27 فبراير 2023

أضواء من الإنجيل كيف نحب الله ؟ ( ٥ )

بارکی یا نفسى الرب ولا تنسى كل حسناته الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفى جميع أمراضك الذي يفدى من الحفرة حياتك الذي يكللك بالرحمة والرأفة الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك . ( مز ١٠٣: ٢-٥ ). تكلمنا سابقاً عن تأملنا في صفات الله الجميلة كوسيلة لنمو محبتنا له ويلزمنا أيضاً أن نتذكر إحسانات الله ومعاملاته الخصوصية معنا لكي تنمو هذه المحبة . ليتنا ندون في مذكرة خاصة كل المواقف التي نشعر فيها بعمل الله معنا ولأجلنا وما أكـثـر هـذه المـواقـف في كـل يـوم مـن أيـام حياتنا إننا نستطيع أن نختبر عمل الله معنا جـديـداً في كل يوم ، ونختبر حب الله متدفقاً باستمرار حتى نـقـول مـع الـقـديـس أوغسطينوس « تأخرت كثيراً في حبك أيها الجمال الفائق في القدم ، والدائم جديداً إلى الأبد » - ليتنا لا ننسى أفضال الله علينا التي تكاد لا تحصى ... وبمـقـدار تـذكـرنـا لهـذه الأفضال ، مقدار إزدياد إحسانات الله علينا لأنه « لـيـس عـطـيـة بلا زيادة إلا التي بلا شكر » كما قال الآباء : إن تـذكـرنا هذه الإحسانات هو نوع من الوفاء والعرفان بالجميل ، بل هو أقل ما يمكن عمله لكي نكافىء الرب عن كل ما يحسن به إلـيـنـا ... أما تجاهل هذه المحبة الإلهية ، فهو نـوع مـن الجحود ، وقساوة الـقـلب ، وعدم الوفاء . ولعلنا لا نقبل على أنفسنا أن نصل إلى هذا المستوى . والآن ما هي الأمـور الـتـي يمـكـنـنا أن نتذكرها من إحسانات الله ؟ ... لعلنا نتأمل في كلمات المزمور ( ١٠٣ : ٢ - ٥ ) « بارکی یا نفسی الرب ، ولا تنسى كل حسناته » . ١ ـ الذي يغفر جميع ذنوبك : إذا استرجعنا شريط حياتنا ، سوف نرى كـم مـن مـرة غـفـر الـرب لـنـا مـن الذنوب والخطايا ما يصعب حصره واحصاؤه ... إنه قـلـب غـافـر محب مستعد أن يقبل توبتنا ورجوعنا إليه باستمرار . والعجيب أن يغفر « جميع » الذنوب إذا لا توجد خطية مع التوبة ـ مهما عظمت ـ لا يغفرها الله . ماذا كان ممكناً أن يحدث ، لو أن الرب حاسبنـا وعـاقـبـنـا حسبما تستوجب جميع خطايانا ؟ ! إن الخطية خاطئة جداً ، وهي تحزن قلب الله القدوس الرافض للشر وللخطية بصفة مطلقة ، ولكنه مع هذا أرسل إبنه الوحيد كـفـارة لخطايانا لأنه أحبنا . أي إن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم ... لأنه جعل الذي لم يعرف خطيـة خـطـيـة لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه » ( ٢ کوه : ۱۹ - ۲۱ ) . كان دم المسيح المـسـفـوك هـو الثمن الفادح للـغـفـران ... فأى شكر وأى عرفان نقدمه في مقابل ذلك الدم الثمين . إن كلمة « الذي يغفر جميع ذنوبك » تـذكـرنـا بمـديـونيتنا غير المحدودة لله ... حتى نقف مبهورين - مشدوهين ومشدودين إلى ذلك الحب الفائق العجيب ... !! ٢ـ الذي يشفي كل أمراضك : الرب هو الطبيب الحقيقى لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنـا . إنه لا يغفر الخطية فقط ، بل يـشـفـى جراح خطايانا كما قال اشعياء النبي « بـجـراحـاتـه شـفـيـنا » ( اش ٥٣ : ٥ ) . الخطية مرض ويلزم الشفاء من هذا المرض ، أي ينتقل الإنسان من ظلمة الخطية وآثارها المريعة المدمرة لكيانه إلى طريق القداسة المنير ، أن يتحرر الإنسان من مشاعر الخطية ومحبتها وذكرياتها الملبسة للموت ، أن يبدأ في كراهية الخطية ، أن يمتلىء قلبه من حب حتى يصل إلى نقاوة القلب الحقيقية . إن روح المسيح يعمل في الإنسان الـتـائـب ، حتى يبرأ من كل مرض أعتراه . الروح القدس النارى يطهر قلب من الخطية ويسكب فيه محبة الله . ومن جانب آخر كم من مرة شفانا الرب أيضاً من أمراضنا الجسدية ، وأنقذ حياتنا من الموت ، وأعطانا فرصاً جديدة للحياة ؟ إن المرض قد دخل إلى العالم بعد سقوط الإنسان ، وهو سلاح قد يستخدمه الشيطان أحـيـانـاً للقضاء على البشر ، ولكن الرب الـشـافي كـثـيـرا مـا تحـتـن على الجـمـوع « والمحتاجون إلى الشفاء شفاهم » ( لو٩ : ١١ ) . كان الشفاء الذي صنعه السيد المسيح هو إيذانا ببداية عهد الشفاء للبشرية مـن كـل نتائج الخطية حتى أنها ترنمت قائلة : مع المـرنم « الذي يشفي كل أمراضك » ( مز ۱۰۳ : ۳ ) . نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد السابع عشر عام ١٩٨٨
المزيد
13 يونيو 2023

أبعاد حياة الشركة (٤) أعضاء كثيرة وجسد واحد

تحدثنا فيما مضى عن بعدين من أبعاد حياة الشركة وهما : أتحادنا بالسيد المسيح رأس الجسد، واتحادنا بالقديسين السمائيين الأعضاء الظافرة في الجسد المقدس ، الذي هو الكنيسة . وحديثنا اليوم عن البعد الثالث في حياة الشركة وهو: اتحادنا باخوتنا المؤمنين ، من خلال سر الأفخارستيا . سر الشركة : التناول في الكنيسة يدعى سر الافخارستيا ، أو الشكر، أو الشركة المقدسة Holy Communion ذلك لأننا من خلال هذا السر المقدس ننال نعمة الثبات في الرب ، ونشكر الرب على عطاياه الكثيرة ، ونتحد معاً في جسد واحد «كأس البركة التي نباركها، أليست هي شركة دم المسيح ؟! الخبز الذي تكسره ، أليس هو شركة جسد المسيح ؟! فإذن نحن الكثيرين خبز واحد ، جسد واحد، لأننا جميعنا نشترك في الخبز الواحد» (اکو۱۰: ١٦ ،١٧) لهذا تحرص كنيستنا على تقديم قربانة واحدة كحمل مهما كان عدد المتناولين، وكذلك كأس واحدة لنشرب منها جميعاً ، فتحس بالوحدة التي لنا في المسيح . والحقيقة أن الأفخارستيا هي محور الحياة المسيحية والكنيسة ، لأننا فيها : ١- نتحد بالسيد المسيح إذ نتناول جسده ودمه الأقدسين . ٢ - نتحد بالسمائيين ، إذ يحضرون معنا القداس ، سواء أكانوا القديسين أو الملائكة . ٣ ـ تتحد ببعضنا البعض كمؤمنين فنصير اعضاء كثيرة ولكن جسد واحد » (اکو ۱۲ : ۲۰). العضو والفرد : هناك فرق شاسع بين الفرد والعضو فالفرد منفصل، مستقل بذاته ، أما العضو فليس له وجود ولا قيمة إلا باتصاله ببقية الأعضاء ، واتحاده بها داخل الجسد الواحد . والعضو له وظيفة محددة ، وخدمة هامة لبقية أعضاء الجسد، وإلا صار « زائدة » يستحسن استئصالها . كذلك فالعضو مختلف تماماً عن بقية الأعضاء، ولكنه يتكامل معها ، ومن مجموع الأعضاء المتنوعة يتكون الجسد .ومن المستحيل أن يرى إنسان في نفسه أنه مكتف بذاته ،فهو بهذه الطريقة يتصور أن الجسد يمكن أن يختزل إلى عضو واحد ... « لو كان كل الجسد عيناً ، فأين السمع ؟ ولو كان الكل سمعاً ، فأين الشم » ( ۱كو۱۲ : ۱۷). تطبيقات حياتية : ١- لو عاش المؤمن بهذا الإحساس ، إحساس العضوية في الجسد الواحد ، لن يسقط في الكبرياء ، لأنه سيشعر أنه محتاج إلى كل أخوته ويستحيل أن ينفصل عنهم أو يكتفى بنفسه . ٢ ـ كذلك فإنه سيحاول أن يكتشف دوره في الجسد الواحد ، ما كان الصلاة من أجل الكنيسة كالآباء النساك المتوحدين ، أو الكرازة بالكلمة كالخدام برتبهم ودرجاتهم، أو عمل المحبة والانتقاد ، أو تقديم نشاطات كثيرة متنوعة ومتكاملة . ٣- وحين يحس بهذا الدور ، فو لن يستكبر، بل سيسلك باتضاع عالماً أن دوره هذا عطية من الروح القدس ، ولا قيمة له بدون الأدوار الأخرى لغيره من الأعضاء . ٤ ـ ولن يحسد غيره لما عنده من مواهب ، لأن الرب قد خصه هو بمواهب وعطايا أخرى نافعة . ه ـ ولن يهمل في حق بقية الأعضاء الجريحة والمتألمة والفقيرة والبعيدة والمرتدة ، إذ سيحس أنها كلها تنتمى إليه، ومسئولة إنها الوحدة المقدسة التي لنا في المسيح، فهل تذوقتها أيها القاريء الحبيب أرجو ذلك لتحيا جميعا إحساس الشركة المقدسة ... والرب معك . نيافة الحبر الجليل الانبا موسى اسقف الشباب
المزيد
13 مارس 2023

أضواء من الإنجيل : ٧- كيف نحب الله ؟

تكلمنا عن أهمية احسانات الله لكى تنمو محبتنا له ... ونتابع كلمات المزمور « بارکی یا نفسي الرب ولا تنسى كل حديثنا حسناته » ( مز ۱۰۳ ) . 4 ـ الذي يكللك بالرحمة والرأفة : الإكليل هو ما يحيط بالرأس ومعنى أن الرب يكللنا بالرحمة أى أنه يضع حول رؤوسنا إكليلا من رحمته ... وكل من يرانا يبصر عمل رحمة إلهنا واضحاً في حياتنا ... لهذا قال القديس زكريا الكاهن حينما ولد يوحنا المعمدان « ليصنع رحمة مع آبائنا و يذكر عهده المقدس ... أن يعطينا أننا بلا خوف و منقذين من أيدى أعدائنا ، نعبده بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا ... باحشاء رحمة إلهنا التي بها أفتقدنا المشرق من العلاء » ( لوا : ۷۲ ، ٧٤، ٧٥ ، ۷۸ ) . نطق زكريا الكاهن بالروح القدس بهذه الكلمات ، معبراً عن الرحمة الإلهية التي بسببها سوف يمكن للبشر الذين يقبلون خلاص الله أن يتخلصوا من سلطان الشيطان ، وأن يعبدوا الرب بقداسة وبر كل أيام حياتهم ... إنه يعبر عن إكليل الرحمة الذي وضع على رأس البشرية بأحشاء رحمة إلهنا التي بها أفتقدنا المشرق من العلاء » ( لوا : ۷۸ ) . الإنسان الذي يتكلل برحمة إلهنا يذكر دائماً أن كل ما في حياته من أمور مقدسة ، إنما هو ثمرة الرحمة الغنية التي أحاطته و يبقى مديوناً لها إلى الأبد . إن قيام حياتنا وإكليلها هو الرب يسوع المسيح ، لهذا قال الكتاب « البسوا الرب يسوع » وحينما نتكلل بالرب يسوع ، فإننا نتكلل بعنوان الرحمة . لأننا في المسيح قد نلنا الرحمة الموعود بها « ليصنع رحمة مع آبائنا و يذكر عهده المقدس » ( لوا : ۷۲ ) . إن أفضال الرب تطوق أعناقنا ، وتحيط برؤوسنا وتغطيها ، حتى أننا نليس إكليلا من رحمة . لهذا يقول المزمور « مثل إرتفاع السموات فوق الأرض ، قويت رحمته على خالقیه » ( مز ١٠٣ : ۱۲ ) أما عن الرأفة فإن الرب كثيراً ما يتراءف علينا ، ويعاملنا برفق ، و يرثى لضعفنا . لأن « الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة ، لا يحاكم إلى الأبد ولا يحقد إلى الدهر . لم يصنع معنا حسب خطايانا ، ولم يجازنا حسب آثامنا » ( مز ۱۰۳ : ۸ . ۱۰).وأجمل لقب يحب الرب أن ندعوه به هو لقب الأبوة كما يحلو له أن يشبه نفسه في علاقته معنا ، بعلاقة الأب بابنائه مثلما يقول : « كما يتراءف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه . لأنه يعرف جبلتنا يذكر أننا تراب نحن » ( مز ١٠٣ : ١٣، ١٤ ) . وما أروع هذا الإحساس في داخلنا ، حينما نشعر بترفق الرب بنا ، وبأنه يعاملنا برأفة كثيرة . فتتهلل أنفسنا وتقول « الذي يكللك بالرحمة والرأفة » ( مز ١٠٣ : ٥ ) . لقد اقتبس القديس غريغوريوس الناطق بالإلهيات هذه الآية في قداسه الغريغوري فقال « مكللنا بالمراحم والرأفات » . وفي ختام صلوات الكنيسة تردد قول المزمور « ليتراف الله علينا ويباركنا ، ويظهر وجهه علينا ويرحمنا » ( مز ٦٧ ( 66 ) .ه ـ الذي يشبع بالخير فيتجدد مثل النسر شبابك : الجميل في ذلك أن الله لا يكتفي بكل ما سبق من إحسانات ، بل إنه يشبعنا من خيراته ونعمه ... « يفتح يديه و يشبع كل حى غنى من رضاه » ... يملأ حياتنا فرحاً ونعيماً وشبعاً وحلاوة ... بل يدعونا أن نفتح أفواهنا لكي تمتلىء من حلاوة محبته . أولاً : في سر الإفخارستيا : أعطانا الرب خبز الحياة الأبدية ، ودعانا إلى الثبات فيه بالتناول من جسده ودمها « أنا الخبر الحي الذي نزل من السماء إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد . والخبر الذي أنا أعطى هو جسدي الذي أبذله من أجل حيوة العالم » ( يو ٦ : ٥١) « من يأكل جسدى و يشرب دمى قله حيوه أبدية ، وأنا أقيمه في اليوم الأخير . لأن جسدى ودمى مشرب حق . من يأكل جسدى و يشرب دمى يثبت في وأنا فيه » ( يو ٦: ٥٤ - ٥٦ ) . لا توجد كلمات بشرية تستطيع أن تعبر عن عظمة هذا السر ، ومقدار فاعليته في حياتنا ، وتأثيره في تجديد شبابنا الروحي .... إنه يعطى لمغفرة الخطايا ، وحياة أبدية لمن يتناول منه بإيمان . ثانياً : فعل الروح القدس الذي نلناه في سر المسحة المقدسة الروح القدس يشبع بالخير عمرنا ... يعلن أسرار الله لنا ... يدخلنا إلى شركة الحياة الروحية مع الله ... يرفع عقولنا نحو السماء ... يضرم محبة الله في داخلنا ... يشفع فينا في الصلاة بآنات لا ينطق بها ، و يشبعنا من الخيرات الروحية « بإسمك أرفع يدى ، فتشبع نفسى كأنها من شحم ودسم » ( مز ٦٣ : ٤ ، ٥ ) ... يرافق كلمات الكتاب المقدس حتى يستعلن المسيح لنا ، ويحول الكلام إلى حياة في داخلنا ... يمنحنا ثماراً روحية مثل الفرح والسلام ، ويجتذبنا إلى كل ما هو سمائي ، وكل ما هو صالح وكل ما هو جليل ... ألم يقل السيد المسيح « من آمن بي كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حي » (يو ٣٨:٧ ) . ( وللحديث بقية ) نيافة مثلث الرحمات الانبا بيشوى مطران دمياط ورئيس دير الشهيدة دميانة عن مجلة الكرازة العدد الثانى عام ١٩٨٩
المزيد
02 يونيو 2023

مائة درس وعظة ( ١٦ )

كيف أرضى الله « طرقك يارب عـرفني . سـبلك علمنی . دربـني في حقك وعلمنى ، لأنك أنت إله خلاصی » ( مـز ٢٥: ٤ - ه ) . نتأمل في عـبـارة من تحليل صـلاة الساعة السادسة : « أعطنا يا الله وقتاً بهيا ، وسيـرة بلا عيب ، وحـيـاة هادئة لنرضى اسمك القدوس » . نطلب من الله ثلاثة أشياء في منتصف اليوم وسط مسئولياتنا : أولاً : وقتاً بهيا :- ۰۱ هو وقت مفيد لله . ٢- هو وقت تملأه بأفكار أو أعـمـال أو أقوال تمجد اسم الله . ۳- هو وقت تملأه بالروحيات من خلال الكتاب المقـدس ، حـفظ لحن ، صـلاة اعتراف ، قراءة كتاب روحي ، خلوة ، إرشاد روحی. ٤- هو وقت تملأه بمشاعر التوبة . ٥ - هو وقت تقضيه في الافتقاد . ٦- هو وقت تقضيه في قراءة روحية أو ثقافية لبنائك . هو وقت تقـضـيـه في حل المشاكل بروح الرجاء اسـأل نفسك كل يوم مـاذا صنعت في وقتك المنير ؟ الله يمنحك كل صباح أربعة وعشرين ساعة . ثانياً : سيرة بلا عيب :- السيرة هي أحداث حياتك :- ١- سيرة طاهرة نقية : أي سيرة تكون فيها قدوة ونموذجاً . وهي السيرة التي تنتشر بالقداسة وتمـجـد صـاحـبـهـا بعـد انتقاله من هذا العالم . ٢- العـيب : هو السلوك الظاهري من :حلفان وروح الغضب و ... إلخ . ثالثاً : حياة هادئة : - ۱- نجـد الـهـدوء في ثلاثة أمـاكن ( الريف- البرية- البحر ) . ۲- بعض الناس يصنعون سلاماً ولكن هناك البعض الآخر يصنعون مشاكل . ۳- طوبى للبـيـت الـهـادئ والخـدمـة الهادئة والكنيسة الهادئة والمدينة الهادئة . ٤- هدوء الفكر وهدوء حل المشكلات وهدوء الحوارات . نرضى اسمك القدوس بهذه الثلاثة : الوقت البهي ، والسيرة التي بلا عيب ، والحـيـاة الهـادئة . ونصليها في سـاعـة الصليب ، لأنه هو الوحيد الذي يعطينا الوقت البـهى والسـيرة التي بلا عيب والحياة الهادئة . قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
22 مارس 2023

الصوم وروحانيته

الصوم ليس مجرد فريضة جسدية انه ليس مجرد الامتناع عن الطعام فترة زمنية ثم الانقطاع عن الأطعمة ذات الدسم الحيواني، إنما هناك عنصر روحي فيه.. أول عنصر روحي هو السيطرة على الإرادة بنفس الإرادة التي تحكمت في الطعام يمكن أيضًا السيطرة على الكلام، بالامتناع عن كل لفظ غير لائق، وكذلك السيطرة على الفكر وعلى المشاعر. قال مار إسحق: "صوم اللسان خير من صوم الفم، وصوم القلب عن الشهوات خير من صوم الاثنين". العنصر الثاني في الصوم الروحي، هو التوبة: ونلاحظ في صوم أهل نينوى أنهم لم يصوموا فقط وانم أيضًا "رجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في أيديهم "وأن الرب نظر إلى هذه التوبة أكثر مما نظر إلى الصوم" فلما رأى الله أعمالهم، أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة، ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه" (يونان 3:8-10) وهكذا يصحب الصوم أيضًا بالتذلل والانسحاق أمام الله وهذا واضح في صوم نينوى، إذ لبسوا المسوح وجلسوا على الرماد. كما هو واضح في سفر يوئيل "قدسوا صوما، نادوا باعتكاف ليخرج العريس من مخدعه والعروس من حجلتها ليبك الكهنة خدام الرب بين الرواق والمذبح ويقولوا: أشفق يا رب على شعبك" (يوئيل 2: 15 - 17) والصوم لا يقتصر على منع الجسد من غذائه وإنما يجب فيه من الناحية الايجابية تقديم غذاء للروح وهكذا يرتبط الصوم بالصلاة كما تذكر صلوات الكنيسة، وكما حدث في كل الأصوام المشهورة في الكتاب، كصوم نحميا وعزرا ودانيال وأهل نينوى وكما تدل عليه عبارة "نادوا باعتكاف" إنه فرصة روحية نذل فيه الجسد لتسمو الروح إذلال الجسد هو مجرد وسيلة أما الغرض فهو سمو الروح فتأخذ فرصتها في الصلاة والتأمل والقراءة وكل وسائط النعمة بعيدا عن معطلات الجسد ونلاحظ أن الصوم غير الروحي مرفوض من الله كما رفض صوم المرائين (مت 5)، وصوم الفريسي (لو 18: 9)، والصوم الخاطئ في سفر إشعياء (اش 58: 3-7). قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل