المقالات

09 نوفمبر 2018

إمتحنوا كل شئ ج2

ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَعْرِفُوا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ بَيْنَكُمْ وَيُدَبِّرُونَكُمْ فِي الرَّبِّ وَيُنْذِرُونَكُمْ، وَأَنْ تَعْتَبِرُوهُمْ كَثِيرًا جِدًّا فِي الْمَحَبَّةِ مِنْ أَجْلِ عَمَلِهِمْ. سَالِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَنَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْذِرُوا الَّذِينَ بِلاَ تَرْتِيبٍ. شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ. أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ انْظُرُوا أَنْ لاَ يُجَازِيَ أَحَدٌ أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ، بَلْ كُلَّ حِينٍ اتَّبِعُوا الْخَيْرَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ افْرَحُوا كُلَّ حِينٍ.صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ.لاَ تَحْتَقِرُوا النُّبُوَّاتِ.امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ.امْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَمِينٌ هُوَ الَّذِي يَدْعُوكُمُ الَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ صَلُّوا لأَجْلِنَا. سَلِّمُوا عَلَى الإِخْوَةِ جَمِيعًا بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ أُنَاشِدُكُمْ بِالرَّبِّ أَنْ تُقْرَأَ هذِهِ الرِّسَالَةُ عَلَى جَمِيعِ الإِخْوَةِ الْقِدِّيسِينَ. نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ الجزء الثانى من هذه اللؤلؤة هو ازاى الإنسان يقيس أو ماهى المقاييس المتاحة لنا حتى أستطيع أن أمتحن كل شيء؟!. اولا : كيف نمتحن الأشياء وبماذ نقيس الأمور التي نمتحنها في حياتنا ؟ وذكر قداسة البابا مسيرة الإنسان ومراحل الإنسانية الخمس وهي: 1.المرحلة الأولى: بعد الخلق : فيها عبد الإنسان في حياته الطبيعة القمر، الشمس، النجوم، الأشجار. وصار إله الطبيعة هو المتاح أمام الإنسان ونتذكر قصة يونان النبي لما البحر هاج وقال للبحارة إن إلهي خالق البحر والرياح والسماء والأرض فانزعجوا ..!. 2. المرحلة الثانية: عبادة الأصنام: تماثيل من حجارة أو معدن وغيره إلى أن عرف الإنسان الإله الواحد. وبعد مرور الزمن والثورة الصناعية والاختراعات صار العالم يمجد عقله إلى أن حدث في الثلاثين العام الأخيرة ظهر الإله الثالث. 3. المزاج ويوجد فرق بين العقل والمزاج العقل يمثل الجماعية أما المزاج يمثل الفردية وصار الإنسان يعبد فرديته وأنانيته. مثل التليفون الأرضي كان يخدم الكثيرين إلى أن ظهر الموبايل وأصبح فردي وصار كل شخص له رقمه وصار الإنسان يعبد مزاجه وأنانيته الطاغية. ويقول الكثير من العلماء منذ اختراع عصر الموبايل انتهت الإنسانية. وتأتى الوصية هنا امتحنوا كل شيء. ثانيا : مقاييس امتحان الانسان لنفسه ونضع 5 مقاييس لامتحان كل شيء: 1- الكلمة المقدسة وهي التي تستطيع أن تقيس كل شيء وفي حرب إبليس أراد أن يقيس بمقياس الكلمة بعد صيام المسيح 40 يومًا وبدأ عدو الخير يخبره بأن يحول الحجارة لخبز حتى يأكل، ويكون الرد بمقياس الكلمة ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله. وصار المكتوب الوصية هو المقياس القوى لسلامة مايعرض علينا. حتى لو ظهرت الوصية لا تناسب عصرنا فهى ثابتة وتناسب كل العصور والأزمنة ويجب أن يكون المقياس بوصية الله الكاملة. وطول الأناة إحدى الوسائل التى تساعدنا بالمقياس فنحن نتعرض لكثير من الألم لكن كلمة الله: فى العالم سيكون لكم ضيق، لكن ثقوا أنا غلبت العالم. 2- الإفراز والحكمة: كيف يكون الإنسان حكيمًا فيوجد الكثير من التصرفات لا تنجح سوى بالحكمة. ودائما ما يشار إليها فى قديم الزمان بالشعر الأبيض مثل قصة داود وأيوب الصديق. ولكن كثيرا ما نحتاج موهبة الحكمة، فيقول سليمان الحكيم الأصحاح الثاني من سفر الأمثال إذا دخلت الحكمة قلبك، ولذت المعرفة لنفسك. فالعقل يحفظك، والفهم ينصرك. لإنقاذك من طريق الشرير، والقديس الأنبا أنطونيوس يقول لاولاده عن موهبة الإفراز “فالآن يا أحبائي الذين صرتم لي أولادًا اطلبوا نهارًا وليلًا لكي تأتي عليكم موهبة الإفراز هذه . وسمى القديس انطونيوس الإفراز عين النفس والنعمة هي التى تساعد الإنسان فى هذه الحكمة. وقال الأنبا موسى الأسود إن الشياطين لم يقدروا عليه فهو كان منتبه لا يقع فى اليأس أو الكبرياء. مثل قصة البنت المريضة التى اخبرهم الطبيب بانها ستموت بعد أسابيع مثل تلك الشجرة التى كلما سقطت ورقة من أوراقها تقترب البنت من الموت فقامت الأم باخذ ورق وربطتها في الشجرة حتى لا تسقط آخر ورقة وتموت ابنتها مما اعطي الامل للابنة في الحياة فالمشورة والحكمة تحقق نجاحات كثيرة وفكرة التوبة بوجود أب اعتراف تساعده أكثر على الحفاظ على ذاته. فالإرشاد والمشورة أحد وسائل الحكم على الأشياء. 3- الصلاة : التى ترتفع من الإنسان، الصلاة فى حد ذاتها تكون وسيلة تعطى الإنسان تشجيع ودفعة للأمام. مثل نحميا النبى الذى لم يلتفت للأعداء وقال العبارة الشهيرة إله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبنى وعندما نصلي بالمشورة وكلمة الله مع روح الصلاة يجتمعوا لأخذ خطوة صحيحة فى حياة الإنسان. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
08 نوفمبر 2018

الكتب المسماة بأناجيل الآلام

إنجيل بطرس إنجيل نيقوديموس | أعمال بيلاطس إنجيل برثولماوس أسئلة برثلماوس إنجيل بطرس: ويرجع إلى القرن الثاني (41)، ويجمع بين كل ما جاء في الأناجيل القانونية الأربعة الموحى بها عن أحداث محاكمة وصلب وموت وقيامة الرب يسوع المسيح مع مسحة غنوسية خاصة في وصف قيامته من الأموات. وقد وجدت نسخته في أخميم في شتاء 1886-1887م، وهو الآن في متحف القاهرة. وفيه يوصف المسيح بالرب وابن الله، فقد جاء فيه: "فلنسوق الآن ابن الله فقد أعطينا سلطانًا عليه... فلنكرم ابن الله بمثل هذه الكرامة". و"وفى الليلة التي بزغ فيها يوم الرب، بينما كان الحراس يحرسون حراساتهم، اثنين في كل ساعة، رن صوت عال في السماء ورأوا السموات مفتوحة ونزل منها رجلان في بهاء عظيم ونزلا مباشرة إلى القبر. وبدأ الحجر الذي وضع على باب القبر يتدحرج من ذاته وجاء على جانب وفُتح القبر ودخل الشابان. وعندما رأى أولئك الجنود ذلك أيقظوا قائد المئة والشيوخ. لأنهم كانوا هناك للمساعدة في الحراسة. وبينما كانوا يعلنون الأمور التي رأوها رأوا ثانيه ثلاثة رجال خارجين من القبر واثنين منهم يساندان واحدًا وتبعهم صليب. ووصلت رؤوس الاثنين السماء ولكن رأس ذلك المُنقاد منهم باليد تجتاز السموات. وسمعوا صوت من السماء يقول: لقد بشرت الراقدين. وسُمعت إجابة من الصليب: نعم" (42). إنجيل نيقوديموس | أعمال بيلاطس: والمعروف أيضًا بأعمال بيلاطس (43)؛ ويرجع نصه إلى القرن الخامس الميلادي وأن كان هو مُستمَدّ من كتابات وتقاليد سابقة. نجده في أصله اليوناني، والسرياني، والأرمني، والقبطي، والعربي واللاتيني. ويرى تشندورف، مكتشف المخطوطة السينائية، اعتمادًا على إشارات وردت في كتابات يوستينوس وترتليان، أنه يرجع إلى القرن الثاني وهو زمن يكفي لانتشار الأسطورة. ويُعتبَر دفاعًا ضد اتهامات الحكم الروماني أيام ماكسيميليان دازا (311-312م). ويزعم هذا الكتاب المنحول، أن مسيحي اسمه حنانياس، اكتشف قصة وضعها نيقوديموس بالعبرية، تتناول محاكمة يسوع أمام بيلاطس، وترجمها إلى اليونانية عام 425م. هذه القصة تروي محاكمة وموت يسوع ودفنه بصورة متلاحقة، كما تروي رواية لنقاش حدث في المجلس الأعلى اليهودي موضوعه القيامة، كما تروي وصف لنزول يسوع إلى الجحيم على لسان شاهَدين. ويتكون النص من قسمين القسم الأول من النص مصدره على ما يبدو أعمال بيلاطس، التي ذكرها آباء الكنيسة. ثم يقدم رواية لنزول المسيح إلى الجحيم. وكان هذا الكتاب المنحول هو الملهم الأساسي لدانتي الريجيري في كتابته الملحمة الإلهية المكونة من ثلاثة أجزاء الفردوس والمطهر والجحيم. إنجيل برثولماوس: ويسمي في النص القبطي "كتاب قيامة يسوع المسيح بحسب برثلماوس" (44). ويذكره القديس جيروم في مقدمة تفسيره للإنجيل للقديس متى. ويبدأ الكتاب بوصف مجد المسيح القائم من الأموات وبرثلماوس يسأله قائلًا: "أكشف لي يا رب أسرار ملكوت السموات" ثم يشرح النص نزول المسيح إلى الهاوية فيما بين موته على الصليب وقيامته من الأموات، ويبشر يهوذا الذي يجده هناك، ويخلص المسيح كل أحد في الهاوية عدا يهوذا وقايين وهيرودس الكبير. ويتبع ذلك الرجوع بالذاكرة إلى الخلف ليصف الليلة التي نزل فيها الله والملائكة، الشاروبيم الملتهبين للأرض وإقامة يسوع من الموت. وتستمر أسئلة برثولماوس وإجابات المخلص. أسئلة برثلماوس: يصف هذا النص كيفية نزول المسيح إلى الهاوية بكلمات ينسبها للمسيح نفسه (45)، ثم يتحول لمناقشة الحبل العذراوي عندما أتت مريم العذراء بين التلاميذ، ثم يسأله التلاميذ عن رؤيا الهاوية فتحيط بالأرض ملائكة لتجعلهم يروا ذلك ثم يعودون إلى الأرض ثانية بعد أن القوا عليها لمحة. وأخيرا يطلب برثولماوس أن يرى الشيطان، فيرى التلاميذ جوقة من الملائكة تسحب الشيطان من أعماق الهاوية مربوطا بقيود، هذا المشهد يقتل التلاميذ ويصبحون أمواتا، فيعيدهم الرب يسوع ثانية إلى الحياة ويعطي لبرثولماوس سيطرة على الشيطان، فيسأل برثولماوس الشيطان كيف صار عدوا وأسئلة أخرى من هذا القبيل يكشف من خلالها أصل الشيطان كملاك وكيف سقط وتحول إلى شيطان. كاهن كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد من كتاب هل هناك أسفار مفقودة من الكتاب المقدس؟
المزيد
07 نوفمبر 2018

الشهوة: أنواعها وخطورتها

الشهوة هي أصل وبداية خطايا كثيرة فالزنى يبدأ أولًا بشهوة الجسد والسرقة تبدأ بشهوة الاقتناء أو شهوة المال والكذب يبدأ بشهوة في تبرير الذات أو في تدبير شيء ما والقتل يبدأ بشهوة الانتقام أو بشهوة أخرى تدفع إليه فإن حارب إنسان شهواته الخاطئة وانتصر عليها، يكون قد انتصر على خطايا عديدةهنا وتحضرني عبارة عميقة في معناها، قالها مرة الأستاذ مكرم عبيد، وهى: افرحوا لا لشهوة نلتموها، بل لشهوة أذللتموها من أكثر العيوب أن يقال عن شخص ما إنه "شهواني" أي أنه يقاد بواسطة شهواته، وليس بضميره أو عقله والشهوة إن بدأت، لا تستريح حتى تكمل. وما دام الأمر هكذا، فالهروب منها أفضل. فلماذا تدخل معها في صراع أو في نقاش؟! إنك كلما أعطيتها مكانًا في ذهنك، أو تهاونت معها واتصلت بها، حينئذ تقوى عليك، وتتحول من مرحلة الاتصال، إلى الانفعال، إلى الاشتعال، إلى الاكتمال. وتجد نفسك قد سقطت فتتدرج من التفكير فيها إلى التعلق بها، إلى الانقياد لها، إلى التنفيذ، إلى التكرار، إلى الاستعباد لها. وقد يلجأ الشخص إلى طرق خاطئة لتحقيق شهواته: إلى الكذب أو الخداع أو الاحتيال وربما إلى أكثر من هذاوقد يظن البعض -إذا ما أرهقته أفكار شهوة ما- إنه إذا ما أكملها بالفعل، سيستريح من أفكارها الضاغطة!! كلا، فهذا خداع للنفس فإن الشهوة لا يمكن أن تشبع... وكلما يمارس الإنسان الشهوة، يجد فيها لذة. واللذة تدعوه إلى إعادة الممارسة. والقصة لا تنتهي إن إشباع الشهوة لا ينقذ الإنسان منها، بل يزيدها إنسان مثلًا يشتهى المال. وكلما يجمع مالًا يشتاق إلى مال أكثر. وموظف طموح يشتهى الترقي. فكلما يصل إلى درجة يشتهى درجة أعلى. ويعيش طول عمره في جحيم الشهوات التي لا تنتهي، ولا يشبعه شيء وصدق سليمان الحكيم حينما قال: "العين لا تشبع من النظر، والأذن لا تمتلئ من السمع. كل الأنهار تجرى إلى البحر، والبحر ليس بملآن"فلا تظن إذن أن الإشباع ينقذك من الشهوة. لأنه لا ينقذك منها سوى ضبط النفس، والهروب. سواء الشهوة التي تأتيك من الحواس أو من الفكر والقلب، أو التي تأتيك من الغيروقد يعالج الإنسان شهوة رديئة، بأن يجعل شهوة مقدسة تحل محلها. فالجسد يشتهى ضد الروح، والروح تشتهى ضد الجسد. الجسد قد يشتهى الخطية، والروح تشتهى حياة البر والفضيلة. فإن أشبعت الروح فيما تشتهيه، حينئذ تنجو من شهوات الجسد ما أجمل ما قاله أحد الروحيين عن التوبة، "إنها استبدال شهوة بشهوة". فبدلًا من شهوة الخطيئة، تحل محلها شهوة الفضيلة والقرب إلى الله. وأيضًا شهوة الكرامة والعظمة والعلو، يمكن أن تعالجها شهوة الاتضاع. وشهوة الضجيج تحل محلها محبة الهدوء. وهكذا دواليك من الأساطير التي تقال عن بوذا Buddha مؤسس الديانة البوذية إنه جلس في يوم ما تحت شجرة المعرفة. فعرف أن كل الناس يبحثون عن السعادة، وأن الذي يريد السعادة عليه أن يتخلص من الشقاء. ووجد أن للشقاء سبب واحد، وهو وجود رغبة أو شهوة لم تتحقق. وهكذا علّم الناس أن يبتعدوا عن الشهوات والرغبات لكي يعيشوا سعداء على أن تعليم بوذا هذا، غير ممكن عمليًا. لأنه من المستحيل أن يعيش إنسان بدون أية رغبة أو شهوة. إنما الحل المعقول أن تكون له رغبات وشهوات غير ضارة، أو هي تتفق من وصايا الله ذلك لأن هناك شهوات مؤذية ومدمرة. ولعل في أولها شهوة الشيطان في أن يدمر حياة البر مع جميع الأبرار وأعوانه يفعلون مثله إن الذي يدمن المخدرات، إنما بشهوة الإدمان يدمر نفسه، وقد يؤذى غيره أيضًا. والذي يقع في شهوة الخمر والمسكر، بلا شك يدمر معنوياته وكرامته. والذي تسيطر عليه شهوة الزنى، يدمر عفته وأخلاقياته، ويدمر أيضًا من يشاركه في الخطيئة أو من يكون فريسة له وشهوة الحقد أيضًا شهوة مدمرة، وكذلك شهوة الانتقام. وجميع الشهوات التي يقع فيها البشر، تدمرهم خلقيًا واجتماعيًا. وإن لم يحسوا هذا التدمير على الأرض، فإن شهواتهم ستدمر مصيرهم الأبدي إن الشيطان حينما يقدم للإنسان شهوة تشبعه، فإنه لا يفعل ذلك مجانًا أو بدون مقابل!! إنما في مقابل تلك الشهوة، يسلب روحياته منه، ويسلب إرادته، ويضيّع مستقبله في الأرض والسماء. لذلك علينا أن نهرب من شهواته ومن إغراءاته، واضعين في أذهاننا نتائجها وأضرارها والشهوات التي بها يضر الإنسان غيره، عليه أن يضع أمامه احترام حقوق الغير، وسمعته، وعفته. ويقول لنفسه: واجبي هو أن أنفع غيري. فإن لم أقدر على منفعته، فعلى الأقل لا أضره أما الشهوات التي يضر بها نفسه، فعليه أن يتمسك بكل القيم والمثاليات شاعرًا أن الخضوع لأية شهوة إنما هو ضعف لا يليق بمن يحترم شخصيته، ويرتفع بها عن مستوى الدنايا والشهوات الخاطئة ليس من نتائجها فقط أن يضر الإنسان نفسه، أو أن يضره غيره، إنما هي أيضًا تفصل الشخص عن الحياة مع الله، وتدفعه إلى كسر وصاياه. وهذا أمر خطير لذلك نصيحتي لك: اسلك ايجابيًا في حياة النزاهة والعفة. عالمًا أن الإيجابيات تنجيك من السلبيات. وأيضًا اعرف ما هي المصادر التي تجلب لك الشهوة بكافة أنواعها، وتجنبها... فهذا أصلح بكثير من تترك الباب مفتوحًا فتدخل منه الشهوة، ثم تقاومها. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
06 نوفمبر 2018

لماذا خلق الله الجنس؟

كان من الممكن -لو أراد الله للبشرية إن تستمر- أن خلقنا بتكوين آخر يسمح بامتداد النوع وحفظه دون الحاجة إلى هذه الشركة دون جنسين مختلفين ونحن نعرف -علميا- ذلك الذي نسميه: التلقيح الذاتي مثلًا أو إن يخلق الله الإنسان بغريزة تتحرك في وقت معين بهدف حفظ النوع وترقد هادئة بقية العام، لكن الله -في الواقع- أراد بالجنس ما هو ابعد من مجرد حفظ النوع وذلك ما انفرد به الإنسان دون سائر المخلوقات لقد أراد بالجنس نوعا من الحب والشركة والاتحاد بين الإنسان والله، وبين الإنسان والآخر. وهذا يتحقق -بصورة خاصة- في سر الزواج المقدس، حينما يعطى الإنسان المؤمن نفسه للآخر بلا تحفظ، ويتحد الاثنان بالروح القدس ليصيرا واحدا، ويصير كل واحد منهما زوجا. لذلك فكل انحراف بالجنس عن ذلك المسلك الطبيعي المقدس هو تعبير عن انحراف في "تيار الحياة". 1) الذاتية ليس من شك إن الله خلق الإنسان ليحيا في شركة معه، ولذة الطرفين تكمن في هذه الشركة، "لذتي مع بنى آدم" لكن مشكلة الإنسان تحدث حين ينعكف على ذاته، وينحصر داخل نفسه، لا يعطى شيئا للغير ولا حتى لله. هذه الاكتفائية بالذات هذه الأنانية والعزلة هي القوة الأولى التي تنحرف بالجنس ليصير ضارًا. هنا يبدأ الشباب يحصل على لذته من نفسه، ويتعبد لذاته وكبريائه، ويحطم الآخرين ليرتفع هو هذا الانغلاق الأناني هو المحرك الأول لشهوات الجسد سواء ما كان منها ذاتيًا (كالعادات الشبابية) أو مع الآخرين (كالعلاقات المنحرفة) الذات هي المحرك فهو يحب نفسه ويريد إن يمتعها ولو على حساب آخر. لذلك فالإحساس بالمسيح، والاقتراب منه، والانفتاح لعمل السماء والنعمة، يصحح تيار الحياة وهذا أمر ضروري لحفظ الجنس في إطاره الصحيح والتخلص من هذه الانحرافات المسيح يخرج النفس من عزلتها لتتحد به وبالبشرية كلها " افتحي لي يا أختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي" (نش5: 2). المسيح ينادى نفسك يا أخي الشاب. فهل تفتح له قلبك؟ وهل تدخل في حوار واقعي معه؟ وهل تسلم له حياتك ليخلصها من كل أنانية بغيضة فتعيش بالمحبة وللمحبة؟ إن الإيمان بشخص المسيح، والحديث الهادئ معه في الإنجيل أو المخدع أو القداس، هو دواء لكل الشهوات الرديئة: "عند إصعاد الذبيحة على مذبحك، تضمحل الخطيئة من أعضائنا بنعمتك " (قسمة القداس الإلهي). لذلك فالسؤال الأول المطروح أمامي كشاب هو: هل عرفت المسيح حقا؟ وهل دخلت في حديث معه؟ وهل أحبه لصفاته العذبة وعمله الفدائي لأجلى، إن لم تكن قد دخلت في هذه الشركة فهيا الآن اجلس في هدوء وتصور رب المجد أمامك وأبدأ حديثا معه، وإن بدأ الحديث فلن ينته. 2) المادية يحس الإنسان بنشوة خاصة في ممارسة الجنس سرعان ما تتحول إلى ضيق وفراغ، إن هو مارس الجنس خلوا من المحبة النقية الكائنة في سر الزيجة، لذلك فهذه النشوة الشعورية الحسية، التي كثيرا ما تشد الشباب للانحراف، تحتاج إلى اختبار لنشوة روحية هادئة تنقل الإنسان من مستوى الجسدانيين إلى مستوى الروحانيين. مشكلة الشباب أنهم لا يريدون إن يحيوا الحياة في ملئها ونقاوة قصدها وهم إن تذوقوا هذه الحياة سيتأكدون أنها أفضل وأعمق وأبقى من لذة الخطية، التي تنفي عن الحياة جديتها وعمق مصيرها. وهذا السقوط إلى المستوى الحسي والمادي ينسحب إلى (أو هو في الحقيقة ينبع من) الاستعباد للمادة بوجه عام، وعدم قدرة الإنسان على رؤية غير المنظور من خلال المنظور، إن الوهم الذي يقع فيه معظم الناس هو إن المادة في ذاتها تقدر إن تهب الحياة والسعادة وهذا الوهم كان نتيجة سقوط آدم لكن ابن الله الكلمة الذي خلق كل شيء حسنا، صحح هذه الرؤية بتجسده إذ لبس المادة ولمسها واكل منها وهكذا تقدست المادة أو بالحري استعلنت نعمة الله من خلالها، ومن ثم وهبنا بصيرة جديدة هي عطية الإيمان: إن نرى ونطلب بالإيمان مجد الكلمة من وراء الجسد والمادة.. هذا الإيمان نختبره ونمارسه من خلال الأسرار الكنسية، وفى ممارستها تتجدد فينا قوة هذه البصيرة وتشحذ وهكذا نستطيع إن نعيش في الخليقة الجديدة، بالحياة الروحية أي بروح الله المنسكب علينا من العلاء، فلن نقف بحسنا ومشاعرنا عند حد المادة، ولن نظن إن سعادتنا وكفايتنا كامنة في المنظور، بل في ابن الله الكلمة واهب الحياة وغاية الحياة. هل ذقت يا أخي الشاب حلاوة صفاء الحياة الروحية هذه؟ وهل ترن في أذنيك أنغام أورشليم؟ التي سبقنا إليها انطونيوس وبولا وأغسطينوس؟ تلمس في هدوء بصيرة الإيمان التي فيك، حتى ترى الله في كل خليقة وكل إنسان، فيتنقى العالم أمامك ويتطهر. 3) الفراغ يستحيل إن يعيش الإنسان في فراغ، والفراغ هنا ليس فراغ الوقت بل خلو الحياة، حين تكون الحياة خلوا من رسالة. هنا الضياع والسقوط في العبث الذي طبع الأدب الفرنسي لزمان غير قليل، وأنتشر في بقاع كثيرة بعد ذلك. إن مَنْ يقرأ لصموئيل بيكيت Samuel Beckett أو اونسكو سيشعر بمرارة ما يعانيان من ضياع معنى الحياة والوجود في نظرهما وحين يفقد الإنسان رسالته في الحياة إلى مأساة ويتحول الآخرون إلى جحيم، لأنهم سيعطلون طوح الذات. لكن الرب يفتح لنا هنا أفقا رائعة: "أحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا" الإنسان هنا، وجد لكي يخدم ويتحد بالمحبة مع البشرية كلها، وحين يشعر الإنسان انه "رسول محبة" للإنسانية ينسى ذاته ويتذكر أخاه فلا يعد أنانيا بل محبا للجميع من قلب طاهر بشدة. لا تجلس متباكي على بعض المتاعب الجنسية عندك، لكن أخرج إلى الطرقات لتبحث عن الخراف الضالة والمجهدة، وتدعوها إلى وليمة المحبة في بيت الرب، والى شركة الوجود في حضرة الله، هل تشعر يا أخي الشاب أنك "رسول محبة"؟ تقدم الخدمة لكل فقير أو بعيد، وتقدم من حبك لكل محروم ومتضايق، هل تخدم الرب بأمانة وأتساع قلب؟ أم أنك تحيا لتكون نفسك ماديا، وتمتع نفسك بما في هذا الدهر وتترك أخوة لك -فقراء في الروح أو المادة- يتضورون جوعًا. فلتكن لك رسالة وخدمة، واخرج من بيتك لتزرع الحب والسلام في كل الأرض . 4) التوتر حين يعانى الشباب توترا وقلقا نفسيا من اجل المستقبل مثلا، أو من اجل متاعب مادية أو اجتماعية في محيط الأسرة، ينعكفون على الخطية لاستجلاب لذة تعويضية عن المرار الذي يعيشونه. لذلك يلزم للشباب الذي ينشد الطهارة ألا يترك نفسه لأي سبب أو لأي مشكلة، بل يسلمها في هدوء بين يدي الله، واثقا أنه أبن لأب يرعى احتياجاته ويعطيه الطعام في حينه الحسن، ويعمل كل شيء حسنا في وقته. إن لحظات المخدع التي تتحاور مع الله بخصوص مشاكلك المادية والعلمية والعائلية.. تهدى نفسك وتسكب السلام في داخلك، فلا تشعر بجوع عاطفي، ولا بتوتر نفسي يدفعك للسقوط، خصوصا في الأفكار الشريرة أو العادات الضارة كالعادة الشبابية أو عادة التدخين أو غيرها. والآن يا أخي الحبيب.. مزيدا من الحب للمسيح والتطلع للسماء، والمحبة للآخرين، والسلام الداخلى.. وهكذا تحصل على الطهارة والقداسة التي بدونها لن يرى احد الله. "من لي في السماء ومعك لا أريد شيئًا على الأرض" (مز73: 25) نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد
05 نوفمبر 2018

علاقة الله بالإنسان

1- في البدء بالفردوس كانت العلاقة بين الله وآدم مليئة بالدفء والحب والدالة.. والآيات التالية تدّل على عمق هذه العلاقة القوية: "وبارَكَهُمُ اللهُ وقالَ لهُمْ: أثمِروا واكثُروا واملأَُوا الأرضَ، وأخضِعوها... وقالَ اللهُ: إني قد أعطَيتُكُمْ كُلَّ بَقلٍ يُبزِرُ بزرًا علَى وجهِ كُل الأرضِ..." (تك28:1-29). "وأخَذَ الرَّبُّ الإلهُ آدَمَ ووَضَعَهُ في جَنَّةِ عَدنٍ ليَعمَلها ويَحفَظَها" (تك15:2). "وقالَ الرَّبُّ الإلهُ: ليس جَيدًا أنْ يكونَ آدَمُ وحدَهُ، فأصنَعَ لهُ مُعينًا نَظيرَهُ" (تك18:2). "وجَبَلَ الرَّبُّ الإلهُ مِنَ الأرضِ كُلَّ حَيَواناتِ البَريَّةِ وكُلَّ طُيورِ السماءِ، فأحضَرَها إلَى آدَمَ ليَرَى ماذا يَدعوها، وكُلُّ ما دَعا بهِ آدَمُ ذاتَ نَفسٍ حَيَّةٍ فهو اسمُها" (تك19:2). حقًا قيل في إشعياء عن الإنسان: "هذا الشَّعبُ جَبَلتُهُ لنَفسي. يُحَدثُ بتسبيحي" (إش21:43). 2- الســقوط فجأة انقطعت هذه العلاقة الجميلة، وصارت هناك قطيعة بسبب الخطية.. وبدلاً من الدالة والحب والفرح صار هناك خوف واختباء ورعب.. "وسَمِعا صوتَ الرَّب الإلهِ ماشيًا في الجَنَّةِ... فاختَبأَ آدَمُ وامرأتُهُ مِنْ وجهِ الرَّب الإلهِ في وسطِ شَجَرِ الجَنَّةِ... فقالَ: سمِعتُ صوتكَ في الجَنَّةِ فخَشيتُ، لأني عُريانٌ فاختَبأتُ" (تك10،8:3).. وبدلاً من البركة صارت هناك لعنة وعداوة (راجع تك14:3-19) وطُرد آدم من وجه الرب.. "فطَرَدَ الإنسانَ، وأقامَ شَرقيَّ جَنَّةِ عَدنٍ الكَروبيمَ، ولهيبَ سيفٍ مُتَقَلبٍ لحِراسَةِ طريقِ شَجَرَةِ الحياةِ" (تك24:3) 3- الذبيحة الدموية لم تعُد العلاقة حبًا وودًا، بل تحولت إلى خصومة وعداوة وحاجز متوسط بين السمائيين والأرضيين، وساد الرعب والموت. ولم يكن من الممكن أن يقترب الإنسان إلى الله بدون دم.. فعمل الله أول ذبيحة ليعلّم آدم أنه: "بدونِ سفكِ دَمٍ لا تحصُلُ مَغفِرَةٌ" (عب22:9). ونستدل على هذه الذبيحة من الآية القائلة: "وصَنَعَ الرَّبُّ الإلهُ لآدَمَ وامرأتِهِ أقمِصَةً مِنْ جِلدٍ وألبَسَهُما" (تك21:3).. كان هذا الجلد هو جلد أول ذبيحة، ليعرف آدم أنه لن يُستَر عريه بدون الذبيحة وكان كذلك في ذبائح ابنَيْ آدم.. فقَبِل الله ذبيحة هابيل إذ كانت دموية، بينما رفض ذبيحة قايين إذ أنها نباتية بدون سفك دم.. "وقَدَّمَ هابيلُ أيضًا مِنْ أبكارِ غَنَمِهِ ومِنْ سِمانِها. فنَظَرَ الرَّبُّ إلَى هابيلَ وقُربانِهِ، ولكن إلَى قايينَ وقُربانِهِ لم يَنظُرْ" (تك4:4-5) لقد ضاعت العلاقة الجميلة والحب والفرح، وحلَّ محلهما الدم والموت!! 4- عصر الآباء.. (ما قبل الناموس) الآباء والمذبح.. على الرغم من الدالة والحب بين الله والآباء.. فقد كانت الصلة الأساسية التي تربطهم بالله هي المذبح والذبيحة، علامة على الحاجة إلى الكفارة والفداء بدم المسيح.. وهذا ما نراه متكررًا في سفر التكوين. نوح: "وبَنَى نوحٌ مَذبَحًا للرَّب. وأخَذَ مِنْ كُل البَهائمِ الطّاهِرَةِ ومِنْ كُل الطُّيورِ الطّاهِرَةِ وأصعَدَ مُحرَقاتٍ علَى المَذبَحِ، فتَنَسَّمَ الرَّبُّ رائحَةَ الرضا" (تك20:8-21). أبرام: "وظَهَرَ الرَّبُّ لأبرامَ وقالَ: "لنَسلِكَ أُعطي هذِهِ الأرضَ". فبَنَى هناكَ مَذبَحًا للرَّب الذي ظَهَرَ لهُ" (تك7:12). إسحاق: "فبَنَى هناكَ مَذبَحًا ودَعا باسمِ الرَّب" (تك25:26). يعقوب: "وأقامَ هناكَ مَذبَحًا ودَعاهُ إيلَ إلهَ إسرائيلَ" (تك20:33). نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
04 نوفمبر 2018

دوافع الخدمة

مِنْ سِفْر أرْمِيَا النَّبِي ﴿ قَدْ أقْنَعْتَنِي يَارَبُّ فَاقْتَنَعْتُ وَألْحَحْتَ عَلَيَّ فَغَلَبْتَ صِرْتُ لِلضَّحِكِ كُلَّ النَّهَارِ كُلُّ وَاحِدٍ اسْتَهْزَأَ بِي لأِنِّي كُلَّمَا تَكَلَّمْتُ صَرَخْتُ نَادَيْتُ ظُلْمٌ وَاغْتِصَابٌ لأِنَّ كَلِمَةَ الرَّبِّ صَارَتْ لِي لِلعَارِ وَلِلسُّخْرَةِ كُلَّ النَّهَارِ فَقُلْتُ لاَ أذْكُرُهُ وَلاَ أنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ وَلَمْ أسْتَطِعْ ﴾ ( أر 20 : 7 – 9 ) الله كَلَّفْ أرْمِيَا بِإِنْذَار وَتَأدِيبَات الشَّعْب إِذَا إِسْتَمَرَ فِي شُرُورِهِ وَأنَّهُ سَيَسْمَح لَهُمْ بِالسَبْي وَالعُبُودِيَّة وَأنَّ الهِيكَل سَتَزُول مِنْهُ الذَّبَائِح وَالتَّقْدُمَات وَبَدَأَ أرْمِيَا النَّبِي يَتَكَلَّمْ لكِنُّه كَمَا قَالَ * صِرْتُ لِلهِزْءِ وَالسُّخْرَة وَالعَار كُل النَّهَار * أي لاَ إِسْتِجَابَة فَقَالَ ﴿ لاَ أذْكُرُهُ وَلاَ أنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ ﴾ نَعَمْ لأِنَّهُ لاَ فَائِدَة مِنْ الشَّعْب لِذلِك سَأصْمُت لكِنْ لَمْ أسْتَطِع لِمَاذَا يَا أرْمِيَا ؟ لأِنَّ إِسْم الله كَالنَّار فِي قَلْبِي مَحْصُورَه فِي عِظَامِي مِنْ خِلاَل مَا نَرَاه فِي أرْمِيَا النَّبِي نَجِد أنَّ دَوَافِعْ الخِدْمَة عِنْدُه كَانَتْ دَوَافِعْ مَحَبَّة كَبِيرَة لله وَأنَّهُ يُوْجَدٌ عِنْدُه مَسْئُولِيَّة وَغِيرَة وَأنَّ إِسْم الله دَاخِلُه مَحْصُور فِي قَلْبُه وَعِظَامُه لِذلِك سَنَتَكَلَّمْ عَنْ أرْبَعِة كَلِمَات مُهِمَّة لاَبُدْ أنْ يَخْتَبِرْهَا الخَادِم لِيَعْرِف هَلْ خِدْمِتُه تَسِير فِي الطَّرِيق الصَّحِيح أم لاَ :- 1- أنْ تَكُون مَحَبِّتُه لله أمِينَة:- الَّذِي تَذَوَّق مَحَبِّة الله بِأمَانَة لاَ يَسْتَطِيع أنْ يَكْتَفِي بِهِ وَحْدُه الَّذِي تَذَّوَق صَلاَح الله وَغُفْرَانُه لَنْ يَكْتَفِي بِهَا لِنَفْسُه بَلْ تِلْقَائِي يَخْدِم لِذلِك مِنْ أجْمَل تَعْرِيفَات الخَادِم أنَّهُ تَائِب يَقُودٌ تَائِبِينْ كُلَّمَا كَانَ الخَادِم أمِين فِي تُوبْتُه وَمُتَجَدِّد كُلَّمَا إِسْتَطَاعَ أنْ يَقُودٌ مَخْدُومِيه لاَبُدْ لِلخَادِم أنْ يَكُون مُخْتَبِر مَحَبِّة الله وَيَشْعُر أنَّ الله يَحْمِلُه وَيُعْطِيه الأدْوِيَة المُؤدِيَة إِلَى الحَيَاة وَيَحْتَوِيه وَيُخَلِّصُه إِخْتِبَار مَحَبِّة الله عَلَى المُسْتَوَى الشَّخْصِي مُهِمْ جِدّاً وَكَمَا قَالَ بُولِس الرَّسُول ﴿ الَّذِي أحَبَّنِي وَأسْلَمَ نَفْسَهُ لأِجْلِي ﴾ ( غل 2 : 20 ) بِدُون هذَا الإِخْتِبَار خِدْمِتِي خِدْمَة شَكْلِيَّة غِير فَاعِلَة لأِنَّهَا لَيْسَتْ نَابِعَة عَنْ حُبْ وَاخْتِبَار وَتُوبَة وَبِذلِك تَكُون خِدْمَة عَقْلِيَّة قَدْ يَكُون الخَادِم قَدِير فِي كَلِمَاتُه لكِنُّه غِير مُؤثِّر بَيْنَمَا الخَادِم المُخْتَبِر مَحَبِّة الله قَادِر أنْ يَنْقِل الكَلاَم وَيِعَيِّشُه لِلمَخْدُوم لأِنَّهُ إِخْتَبَر الأمر وَبَدَلاً مِنْ أنْ يَقُول * المَجْدُ لَك يَا مَنْ تَحْتَمِلْنِي * يَسْتَطِيع أنْ يَقُول * المَجْدُ لَك يَا مَنْ تَحْتَمِلْنَا * الإِحْتِمَال إِنْتَقَل مِنْ إِخْتِبَارِي الشَّخْصِي أنَا إِلَى إِخْتِبَار المَخْدُومِين وَبِذلِك يَسْتَطِيع الخَادِم أنْ يِوَصَّل صُورِة الله المَحْبُوب الغَالِي لِلمَخْدُوم وَيِعَرَّفُه أنَّهُ مَوْضِع سَعْي الله وَلَذِّتُه حَتَّى وَإِنْ كَانْ شَخْص مُتْعِب مَفْقُود خِدْمِة الحُبْ مُهِمَّة إِخْتِبِر مَحَبِّة الله هُنَاك كَلِمَة وَإِنْ كَانَتْ كَلِمَة مُسْتَهْلَكَة لكِنَّهَا إِخْتِبَار مُهِمْ جِدّاً عَلَى المُسْتَوَى الشَّخْصِي وَهيَ * إِنَّنَا نُحِبْ الله * الحُبْ يَنْمُو بِالعَطَايَا وَالعَوَاطِف وَاللِقَاء النَّاس تَنْمُو بَيْنَهَا المَحَبَّة بِاللِقَاءَات المُسْتَمِرَّة بَيْنَهُمْ وَعِنْدَمَا يَتَذَوَقُوا الإِخْتِبَار الشَّخْصِي لِبَعْضِهِمْ يَزْدَاد الحُبْ بَيْنَهُمْ هكَذَا اللِقَاءَات الدَّائِمَة مَعَ الله تُنَمِّي المَحَبَّة فِي القَلْب وَمَا أرْوَع تَشْبِيهَات القِدِيس يُوحَنَّا الدَّرَجِي عِنْدَمَا قَالَ ﴿ لِيُقَبِّلَك ضَمِيرِي كَمَا قَبَّل يَعْقُوب حَبِيبُه يُوسِف ﴾ تَخَيَّل لِقَاء أبِينَا يَعْقُوب بِحَبِيبُه يُوسِف بَعْد أنْ كَانَ يَعْرِف أنَّهُ مَات ثُمَّ عَرَفْ أنَّهُ حَي يَقُول الكِتَاب ﴿ بَكَى عَلَى عُنُقِهِ زَمَاناً ﴾( تك 46 : 29 ) تَخَيَّل أنَّ لِقَاءَك بَالله عَلَى مُسْتَوَى لِقَاء يَعْقُوب بِحَبِيبُه يُوسِف !! لِقَاء حُبْ عَمِيق جِدّاً صَلِّي كَثِيراً وَتَعَانَق مَعَ يَسُوع فِي صَلَوَاتَك سَتَجِد أنَّكَ قَدْ صِرْت مُتَأنِّي وَمُحِبْ وَلأِنَّكَ إِنْ لَمْ تَأخُذ مِنْ مَحَبِّة الله وَتَشْبَع سَتَكُون خِدْمِتَك مُذَبْذَبَة لأِنَّ العَوَاطِف البَشَرِيَّة مُذَبْذَبَة وَتُحِبْ الإِسْتِهْلاَك وَلَهَا عَوَائِق لكِنْ مَحَبِّة الله مَحَبَّة بَاذِلَة ثَابِتَة . 2- أنْ يَمْتَلِئ بِمَحَبِّة الله:- المُرْوَى يُرْوِي إِنْ عِشْت مَعَهُ يَصْعَد كَلاَمُه مِنْ قَلْبَك إِلَى فَمَك﴿ مِنْ فَضْلَةِ القَلْبِ يَتَكَلَّمُ الفَمُ ﴾ ( مت 12 : 34 ) سَتَجِد أنَّ كَلاَمَك وَفِكْرَك هُوَ كَلاَم وَفِكْر الْمَسِيح عِشْ خِدْمِة التَّشَبُّع بِالْمَسِيح تَجِد أنَّ كُل مَا فِيك مِنْهُ تَجْلِس مَعَهُ كَثِيراً فَتَأخُذ مِنْهُ كَثِيراً وَتَتَلَذَّذ كَثِيراً وَتُرِيدْ أنْ تُعْطِي مَنْ حَوْلَك مِمَّا تَذَوَقْتَهُ السَّامِرِيَّة تَحَوَّلَتْ مِنْ خَاطِئَة إِلَى تَائِبَة إِلَى كَارِزَة التُوبَة وَالكِرَازَة خَطْوَة وَاحِدَة تِتُوب وَتِكْرِز قَالَتْ تَعَالُوا لأُِكَلِّمَكُمْ لاَ عَنْ نَفْسِي بَلْ عَنْهُ عَنْ خَطِيِتِي وَغُفْرَانُه عَنْ قُبْحِي وَحَلاَوْتُه السَّامِرِيَّة كَانَتْ تَعْرِف سِتَّة رِجَال كَمَا قَالَ الكِتَاب وَرَقَمْ " 6 " هُوَ رَقَمْ يُشِير لِلنَقْص مَنْ الَّذِي دَخَل رَقَمْ " 7 " ؟ الْمَسِيح يَسُوع تَوِّبْهَا وَمَلأهَا فَلَمْ تَنْظُر لآِخَر﴿ مَنْ إِمْتَلَكَك شَبَعَتْ كُل رَغَبَاتُه ﴾ بَعْد أنْ شَبَعِت كَرَزِت لِذلِك خِدْمِتْنَا هِيَ دَعْوَة لأِوْلاَدْنَا أنْ يَتُوبُوا فِي ثِقَة أنَّ الله سَيَقْبَل كَمَا نَتُوب نَحْنُ وَهُوَ يَقْبَل نَحْنُ لَسْنَا أصْحَاب فَضْل وَكُلَّمَا نَتُوب كُلَّمَا إِسْتَطَعْنَا أنْ نَدْعُو أوْلاَدْنَا أنْ لاَ يَسْتَثْقِلُوا خَطَايَاهُمْ عَلَيْهِ لأِنَّهُ فَعَلَ مَعَنَا وَعَمَلُه وَاضِح فِي حَيَاتْنَا الخَادِم لَهُ إِخْتِبَارُه وَلَهُ حَيَاتُه لِذلِك عِنْدَمَا يَعْرِف الخَادِم الْمَسِيح يَجِبْ أنْ يَتَزَايِد فِي مَعْرِفَتُه فَيَجْلِس مَعَ الإِنْجِيل أكْثَر وَمَعَ التَّسْبِيح أكْثَر وَعَلاَمِة الخِدْمَة الصَّحِيحَة هِيَ أنْ تُحِبْ الجُلُوس مَعَ الْمَسِيح أكْثَرهذَا يُعْلِنْ أنَّ خِدْمِتَك لَيْسَت ذَاتِيَّة وَنُعْلِنْ أنَّنَا عَرَفْنَا الْمَسِيح وَالمَخْدُوم يُعْلِنْ أنَّهُ عَرَفْ الْمَسِيح عِنْدَمَا عَرَفَك وَأنْتَ تَقِلْ وَالْمَسِيح يَزْدَاد عِنْدَ المَخْدُوم إِمْتَلِئ وَغَمْر يُنَادِي غَمْرالحَيَاة مَعَ الله لَيْسَ بِهَا إِكْتِفَاءوَكَمَا يَقُول الأبَاء﴿ يَسْتَقْطِبْهُمْ بِالكَمَال وَلاَ يَسْتَطِيعُوا أنْ يَسْتَقْطِبُوه ﴾أي الحَيَاة مَعَ الله لَيْسَ بِهَا إِنْتِهَاء تَخْرُج مِنْ قُدَّاس وَأنْتَ مُنْتَظِر قُدَّاس اليُوْم التَّالِي تَخْرُج مِنْ إِصْحَاح فِي الإِنْجِيل مُشْتَاق لِلإِصْحَاح التَّالِي تِنْهِي وَقْفِة الصَّلاَة وَإِنْتَ مُشْتَاق لِوَقْفِه صَلاَة أُخْرَى وَإِنْتَ دَاخِلَك تَتَمَنَّى ألاَّ تَنْتَهِي هذِهِ الوَقْفَة المُشْبِعَة فِي حُضُور الله لأِنَّ الحَيَاة تُعْطِي جِدَّة وَكُل يُوْم فِي العِلاَقَة الحَيَّة يُوْجَد تَجْدِيد . 3- أنْ تَكُون عِنْدُه غِيرَة عَلَى خِدْمِة الله:- الخَادِم لاَبُدْ أنْ تَكُون لَهُ غِيرَة عَلَى كُل عُضْو﴿ نُحْضِرَ كُلَّ إِنْسَانٍ كَامِلاً فِي الْمَسِيحِ يَسُوع ﴾ ( كو 1 : 28 )﴿ مَنْ يَعْثُرُ وَأنَا لاَ ألْتَهِبُ ﴾ ( 2كو 11 : 29 ) تَشْتَاق أنْ تُعَرِّف كُل شَخْص عَلَى الْمَسِيح وَتَحْزَن إِنْ غِيرَك لَمْ يَعْرِفُه بَعْد حَتَّى وَإِنْ كَانْ غِير مَسِيحِي سَتَجِد نَفْسَك تَرْفَع قَلْبَك لله لِكَيْ يِعْرَّفُه طَرِيقُه وَكَمَا قَالَ أرْمِيَا ﴿ فَقُلْتُ لاَ أذْكُرُهُ وَلاَ أنْطِقُ بَعْدُ بِاسْمِهِ فَكَانَ فِي قَلْبِي كَنَارٍ مُحْرِقَةٍ مَحْصُورَةٍ فِي عِظَامِي فَمَلِلْتُ مِنَ الإِمْسَاكِ وَلَمْ أسْتَطِعْ ﴾ نَار وَغِيرَه دَاخِلُه المُتَنَيِح أبُونَا بِيشُوي كَامِل كَانَ يَنْظُر لِلخِدْمَة فَيَعْرِف مَنْ مِنْ المَخْدُومِين لَمْ يَأتِي فَيَذْهَب لِيُحْضِرُه قَلْبُه مُلْتَهِب يَقُول فِي نَفْسُه خِسَارَة أنْ لاَ يَعْرِف أحَدٌ الله خِسَارَة إِنْ فُلاَن لَمْ يَأتِي اليُوْم لِيَتَعَرَّف عَلَى الْمَسِيح أكْثَر فَيُحِبُّه أكْثَر فَيِتْعَب وَيِبْذِل مِنْ أجْل أنَّ الكُلَّ يَعْرِفُه تَعَبْ الخِدْمَة يُعْلِن مِقْدَار المَحَبَّة لله يُقَال عَنْ أبِينَا يَعْقُوب أنَّ السِّنِين الَّتِي عَمَلَ فِيهَا مِنْ أجْل رَاحِيل ﴿ وَكَانَتْ فِي عَيْنَيْهِ كَأيَّامٍ قَلِيلَةٍ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ لَهَا ﴾ ( تك 29 : 20 ) غِيرَه القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِي الفَمْ قَالَ ﴿ إِنْ كُنْت تَقُول لِي أنَّكَ مَسِيحِي وَلاَ تَشْعُر أنَّ لَكَ إِلْتِزَام أنْ تَخْدِم أرَى أنَّكَ كَمِثْل مَنْ يَقُول أنَّ الشَّمْس لاَ تُعْطِي شُعَاع وَحَرَارَة إِذاً لَيْسَت شَمْس تَقُول لِي إِنَّهَا خَمِيرَة وَلاَ تُخَمِّر إِذاً لَيْسَت خَمِيرَة كَأنَّكَ تَقُول لِي عِطْر وَلاَ يُعْطِي رَائِحَة إِذاً لَيْسَ عِطْراً ﴾ هذَا هُوَ الْمَسِيحِي هُوَ شَمْس تُعْطِي شُعَاع وَحَرَارَة هُوَ خَمِيرَة تُخَمِّرهُوَ عِطْر يُعْطِي رَائِحَة الْمَسِيح الذَّكِيَّة لَمْ أسْتَطِع الإِمْسَاك لِذلِك الخَادِم يَفْتَقِد وَيَسْأل وَيَعْرِف هذَا وَذلِك وعِنْدُه غِيرَه﴿ هَلاَك وَاحِدٌ كَهَلاَك مَدِينَة ﴾ .. نَعَمْ هذَا هُوَ الخَادِم وَالمَخْدُوم لِذلِك أمر خَطِير جِدّاً أنْ تَشْعُر أنَّهُ لاَ يُوْجَد شِئ يُحَرِّكَك لِلخِدْمَة لأِنَّ هذَا مَعْنَاه أنَّكَ لَمْ تَذُق وَلَمْ تَخْتَبِر مَحَبِّة الله وَلَمْ تَشْعُر أنَّهُ إِلْتِزَام القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِي الفَمْ يَقُول ﴿ حِينَمَا أرْعَى شَعْبِي أشْعُر أنَّ إِبْرُوشِيَتِي هِيَ عَالَمِي وَلكِنْ عِنْدَمَا أتَحَلَّى بِرُوح الكِرَازَة أشْعُر أنَّ العَالَم هُوَ إِبْرُوشِيَتِي ﴾فَرْق كَبِير بَيْنَ الإِبْرُوشِيَّة هِيَ عَالَمَك وَالعَالَمْ هُوَ إِبْرُوشِيِتَك كَمَا إِسْتَلَمَ القِدِيس إِغْرِيغُورْيُوس إِبْرُوشِيِتُه وَبِهَا سَبْعَة عَشَر أُسْرَة مَسِيحِيَّة وَتَنَيَّح وَبِهَا سَبْعَة عَشْر أُسْرَة غِير مَسِيحِيَّة غِيرَه﴿ مَنْ يَضْعُفُ وَأنَا لاَ أضْعُفُ ﴾ ( 2كو 11 : 29 ) جَمِيل فِي الطَقْس أنَّهُ عِنْدَ صَرْف الذَّبِيحَة أنَّهَا لاَ تُصْرَف قَبْل أنْ يَجْمَع الأب الكَاهِن الجَوَاهِر الَّتِي تُمَثِّل النِّفُوس البَعِيدَة الأعْضَاء الَّتِي تَاهَت مِنْ الجَسَد وَيَطْلُب مِنْ الشَّمَاس أنْ يَفْحَص مَعَهُ وَكَأنَّهُ لاَ يَعْتَمِد عَلَى نَفْسُه فَيَطْلُب المُسَاعَدَة وَلاَ يَهْدأ حَتَّى يَجْمَع كُل الجَوَاهِر لِلجَسَد الوَاحِدٌ لِذلِك لَيْتَكَ تَشْعُر يَا خَادِم الله أنَّ كُل مَخْدُوم جَوْهَرَة تَائِهَة فَلاَ تَهْدأ حَتَّى تَشْعُر أنَّ الجَسَد كُلُّه تَجَمَّع مَعاً . 4- أنْ يَكُون مُطِيع لِلإِنْجِيل:- كَمْ مَرَّة قَالَ إِذْهَبُوا إِكْرِزُوا نَادُوا بَشَّر؟ الكِتَاب مُمْتَلِئ بِهذِهِ الكَلِمَات﴿ هَأنَذَا أرْسِلْنِي ﴾ ( أش 6 : 8 ) .. إِذاً هِيَ طَاعَة وَأمر إِنْجِيلِي فَلاَ تَشْعُر أنَّكَ مُتَفَضِّل أنَّكَ تَخْدِم بَلْ هِيَ طَاعَة لأِمرأنْتَ جُنْدِي فِي جِيش الْمَسِيح وَعَلَيْكَ أنْ تُطِيع﴿ يَنْبَغِي أنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أيْضاً ﴾ ( 1يو 2 : 6 ) تَخْدِم فِي كُل الحَالاَت وَكُل الأوْقَات وَفِي كُل الأوْسَاط المَرْأة المُمْسِكَة فِي ذَات الفِعْل كَانَت فِي الفَجْر أي أنَّ يَسُوع كَانَ يَخْدِم فِي اللِيل مَعَ السَّامِرِيَّة كَانَتْ خِدْمِتُه السَّاعَة الثَّانِيَة عَشْر ظُهْراً عَلَى الجَبَل فِي البَحْر فِي المَجْمَع أثْنَاء المَسِير قَالَ أسْرَار حَتَّى فِي لَحَظَات الإِسْتِرْخَاء يُقَال عِلْمِياً أنَّ المَعْلُومَة لاَ تَثْبُت إِلاَّ وَالنَّاس مُهَيَّأة بَعْد الفِصْح إِتَّكأ أي إِسْتَرْخَى وَأعْطَاهُمْ السِّر﴿ خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي ﴾ ( مت 26 : 26 ) أهَمْ المَعْلُومَات أعْطَاهَا حَتَّى فِي وَقْت الإِسْتِرْخَاء حَتَّى عَلَى الصَّلِيب كَانَ يَخْدِم وَيَطْلُب مِنْ أجْل صَالِبِيه وَكَرَز لِلِّص اليَمِين وَيَفْتَح لَهُ بَاب الفِرْدُوس الخِدْمَة طَاعَة أنْ تُطِيع أمر الْمَسِيح وَتَسْلُك بِحَسَبْ أمْرُه وَالخِدْمَة وَاجِبْ رَاجِع نَفْسَك فِي هذِهِ الدَّوَافِع حَتَّى لاَ تَكُون قَدْ دَخَلْت الخِدْمَة مِنْ أجْل شَخْص أوْ أصْحَاب أوْ تَكُون قَدْ دَخَلْت فِي مَاكِينِة الخِدْمَة وَهُنَاك دَوَافِع أُخْرَى كَثِيرَة لِلخِدْمَة وَبِحَسَبْ مِقْدَار مَحَبِّتَك لله وَامْتِلاَءَك وَغِيرْتَك وَطَاعْتَك تَعْرِف نَجَاح خِدْمِتَك وَأي خَلَلْ فِي هذَا المِيزَان يُعْلِنْ أنَّ الخِدْمَة بِهَا أخْطَاء مُجَرَّدٌ أنْ تَمِل مِنْ الخِدْمَة أوْ تَشْكُو مِنْ الأوْلاَدٌ أوْ الوَقْت أوْ حَتَّى لَوْ لَمْ تَأتِي إِلَى الخِدْمَة لاَبُدْ أنْ تُتَابِع مِنْ الخَارِج خِدْمِتَك تَابِع تُوبِة أوْلاَدَك وَاعْتِرَافْهُمْ وَتَنَاوُلَهُمْ و أسَاسِيَات الحَيَاة مَعَ الله لَوْ لَمْ تَعِشْهَا لَنْ تَعْرِف كَيْفَ تَخْدِم وَلاَ تَكُون الخِدْمَة عِلاَقَة شَخْصِيَّة فَقَطْ بَلْ أسَاسِيَات الحَيَاة الرُّوحِيَّة حَتَّى تُحْضِرَهُمْ لِلْمَسِيح حَتَّى وَلَوْ بِالصَّلاَة بِرِحْلَة بِقُدَّاس الإِنْسَان الَّذِي عِنْدُه الغِيرَه الغِيرَه تِغْلِب الصِّعَاب رَبِّنَا يُكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُل ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين القس أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس - محرم بك الأسكندرية
المزيد
03 نوفمبر 2018

عِظَةُ القُدَّاسِ الإِلَهِيِّ

كانت عظة الرب يسوع المسيح ؛ التي وردت في إنجيل لوقا ( 6 ؛20 )هي التي أعطت المفتاح لما كان آباؤنا في القرون الأولى يفعلونه في كنائسهم، أثناء الليتورچية الإلهية ؛ تلك التي تطورت حتى ازدهرت في أيام العلّامة أوريجين وديديموس الضرير. والعظة تأتي ضمن قداس الموعوظين (قداس الكلمة) لتكون توزيعًا له ، وخطبة للعريس الحمل ؛ الذﻱ نتحد به اتحادًا وثبوتًا متبادلاً في (قداس المؤمنين) ؛ عند تناولنا من أسراره الإلهية وقت التوزيع ؛ إذ لا يوجد فصل بين الكلمة المقروءة على المنجلية والكلمة المذبوحة على المذبح ، ولهما وحدتهما الجوهرية التي لا تنفصل. وعظة القداس لو أُلقيت على أصولها ، تكون موضوعة للتأكيد على ارتباط قراءات قطماروس القداس بالافخارستيا ، ولتبرز الوحدانية بين الليتورچيتين.. فهي توزيع للكلمة التي تؤهلنا لنكون أنقياء من أجل الكلام الذﻱ كلمنا به مسيحنا ؛ حتى يتسنَى لنا الارتباط وشركة أسراره الذكية السمائية .. لذا العظة هي جزء حيوﻱ من القداس ؛ يأتي في سياق ليتورچي للخدمة السرائرية ، موضوعة بين قسمَي القداس لتربط كرازة الإنجيل بالافخارستيا ؛ حيث مركزنا الواحد شخص ربنا يسوع المسيح محور اجتماعنا (كموعوظين ومؤمنين). نستمع إلى تفسير فصول الكلمة في عظة تتبعها شركة افخارستيا ، فنأخذها بجدية وإلتزام ووقار ، واقفين بخوف أمام الله ؛ سامعين كلمة الإنجيل المقدسة ؛ التي وضعها الطقس الليتورچي لتجعل مسيح الإنجيل حاضرًا معنا في العلية ، فتنفتح أعيننا ويمكث معنا ، عندما نصنع ذكر آلامه المقدسة ؛ ونقرِّب له قرابينه من الذﻱ له ؛ على كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال ، لا بإعتباره فعلاً ماضيًا ؛ لكن كفعل حاضر ومضارع ومستمر ، حتى مجيئه الثاني الآتي من السموات ؛ المخوف المملوء مجدًا ... وهنا يكون القداس كرازة بالإنجيل في كل ملئه ، وتُستعلن الكلمة مسموعة ومقروءة ومرنمة ومأكولة ومشروبة معًا ... حيث يكون الإنجيل (ليتورچية) والليتورچية (إنجيلاً) في بنية عبادة مُحْكَمة الارتباط والتكوين البنيوﻱ... كلمة منطوقة افخارستيًا ، ترتبط ببعضها ارتباطًا لاهوتيًا وروحانيًا مع كل ما تحمله من خبرة تقوًى روحانية ؛ فلا نعود نميز بين من (يفسر) من ... الإنجيل يفسر الافخارستيا ؛ وهي بدورها أيضًا تفسره. إن عظة القداس فعل ليتورچي كامل ؛ تأتي بعد القراءات ؛ شاهدة لكلمة الله الحية؛ لا في حبر وورق ؛ ولكن معطاة على المذبح خلاصًا وغفرانًا للخطايا ؛ وحياة أبدية لكل من يتناول منه... نستمع إلى القراءات الموضوعة في القطماروس حسب ترتيب السنة الطقسية الليتورچية ، ثم تأتي العظة لتعد المؤمنين وتذكِّرهم بأنهم قد صاروا هكذا ؛ وأنهم لم يعودوا موعوظين فيما بعد ؛ لكن عليهم أن يستعدوا مميزين مستحقين للاتحاد بالثالوث القدوس (واحد هو الآب القدوس ؛ واحد هو الابن القدوس ؛ واحد هو الروح القدس القدوس). فكما نتقابل مع ربنا ومخلصنا في جسده ودمه عند (التوزيع) ، نتقابل معه لنتأهل بالفهم والإدراك الروحي للالتقاء معه هو ذاته في كلمات الوعظ ، التي هي (توزيع قداس الكلمة). فلا نكون مجرمين في جسد الرب ودمه ؛ لأن من لا يبالي بكلمة الله لا يمكنه أن يميز جسد الرب عندما يتقدم إلى مائدته السرية ... نتزود في العظة ببذار الإنجيل إلى أن نقترب من العلامة المحسوسة لكلمة الله (جسده ودمه الكريميْن) ، نتعرف ونتحد به معرفة الثبوت ، ونقول "ألم يكُنْ قلبنا ملتهبًا فينا؟! إذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب" (لو ٢٤ : ٣٠) ؛ وكلمته المشروحة التي توزع في العظة تعلن الافخارستيا في معناها وقوتها ؛ لأن رسالة الإنجيل المعاش هي وحدها القادرة على السماح لنا بالاشتراك في صبغة ذبيحة كأس مسيحنا الأبدية. لكي وبهذا تقدم العظة الخلاص المفرح لمن يأخذ كأس البركة ويتناول ويدعو بإسم الرب ؛ ويوفي له نذوره ويرد له إحساناته ... عظة مبنيّة على ما تتضمنه قراءات الإنجيل الخاص المختار لقداس اليوم ، مشروحًا بالآباء ومعاشًا في القديسين ؛ ومختبرًا في الليتورچيا ؛ ومترجمًا عمليًا في الحياة والسلوك. وبذلك يكون مضمون عظة القداس متمحورًا حول القراءات ، وهي بمثابة برقع أو مرآة لصعيدة الكلمة بنورها المحيي ، مربوطة بخدمة الليتورچية وبرسالة الدخول في الاتحاد مع الله والبقاء في علم معرفته الإلهية ؛ عندما تتحد بالأذهان لتدرك التعاليم الإنجيلية، فنسمع ونعمل بها بطلبات القديسين .. معتقدين وعاملين ما يرضيه . وقد قيل عن الكنيسة نفسها "أما كلمة الله فكانت تنمو وتزداد" (أع ١٢ : ٢٤) وبالافخارستيا نتحد بذاك الذﻱ أتى وسكن بيننا في أقواله وكلامه. على الواعظ أن يربط بين كلمة البشارة وسر الافخارستيا ، لتكتمل كلمة الإنجيل في الأسرار وتصير معقولة ؛ حتى وإن كانت - غير مرئية - من المرئيين ؛ وكأن الواعظ يمثل الكاهن الأعظم ؛ موزعًا الروح والحياة من على منبر الكنيسة ، ومبقيًا على بقاء الخيوط التي تربط كلمة الله بالسر المقدس ؛ منسوجة بإحكام ، تأكيدًا على أن الكنيسة وحدها هي الحارسة والحافظة للمعنى الحقيقي للكتاب المقدس....لاننا بعد العظة تنكشف لنا الاسرار الهية غير المائتة،وماتم الانباء عنه بخصوص حضور الملك المسيح وسر تجسد الكلمة ،الذي نخدمه بالانافورا وتقدمة الكلمة ونشترك في لاهوت الكلمة وعمل محبته الالهية ...نسمعه ونعيش ونشترك ونقتني حياته وحضوره،وما كنا ننتظره ونتهيئا له قد اتي الينا وجذبنا لاكتعليم لكن كحدث وفعل شركة ،وقد اكتملت الكلمة الممنوحة ،وصارت منظورة كل يوم علي المذبح . وبحسب قوانين وتقليد الكنيسة الأصلية ؛ يجب أن يكون الواعظ أحد الرتب الكهنوتية الثلاثة : الأسقفية أو القسيسية أو الشماسية ؛ ومن المشهود لهم ، فكان من أشهر الآباء الوعاظ في الكنيسة الأولى أثناسيوس الرسولي وكيرلس الأول عمود الدين وأوغسطينوس وكبريانوس القرطاجي وأمبروسيوس وذهبي الفم وكيرلس الأورشليمي . هذا وقد رتبت الكنيسة أوشية خاصة من أجل عظة الموعوظين. القمص اثناسيوس فهمي جورج كاهن كنيسة مارمينا – فلمنج - الاسكندرية
المزيد
02 نوفمبر 2018

″امتحنوا كل شئ”

نقرأ لاجل تعليمنا من رسالة بولس الرسول الاولي إلي أهل تسالونيكي الاصحاح الخامس ِ 21 امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ. 22 امْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرّ. 23 وَإِلهُ السَّلاَمِ نَفْسُهُ يُقَدِّسُكُمْ بِالتَّمَامِ. وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ كَامِلَةً بِلاَ لَوْمٍ عِنْدَ مَجِيءِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 24 أَمِينٌ هُوَ الَّذِي يَدْعُوكُمُ الَّذِي سَيَفْعَلُ أَيْضًا. 25 أَيُّهَا الإِخْوَةُ صَلُّوا لأَجْلِنَا. 26 سَلِّمُوا عَلَى الإِخْوَةِ جَمِيعًا بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. 27 أُنَاشِدُكُمْ بِالرَّبِّ أَنْ تُقْرَأَ هذِهِ الرِّسَالَةُ عَلَى جَمِيعِ الإِخْوَةِ الْقِدِّيسِينَ. 28 نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. آمِينَ.كلمة امتحان كلمة معروفة عند كل طالب وتعطي شكل من اشكال الخوف ولكن الحياة لا تخلو من الامتحانات لتقييم حياته وسلوكه ومسيرته وبها يختبر مقدار معرفته وتحصيله وايضاً تكشف جودة الأشياء وهذا شئ معروف في كل العالم وأمور كثيرة حتي المعادن تختبر بالنار .امتحنوا كل شئ في ماذا؟نمتحن انفسنا قي خمس مجالات: 1- امتحن الإيمان الإيمان هو الذي يكون العقيدة و السلوك الروحب وسلوك الحياة ويجب أن تحذر من الا يكون إيمانك شكلي أو نظري و الايمان ليس لحظة بل حياة .هل ايمانك بالمسيح هو المنظم لحياتك؟ فكيف تمتحن إيمانك؟ يجب أن يكون ايمانك صحيح في التعليم و العقائد الايمان ليس مجرد لاهوت الايمان هو الحياة الطاهرة فايمانك يعني حياتك الطاهرة الايمان أي اهتمامك بالآخرين الايمان أن يكون الانسان بلا رياء الايمان النقي يجب أن يحفظ الإنسان نفسه من أعمال الظلمة. فصاحب الايمان القويم لا يشترك في أعمال الظلمة 2- امتحن اقوالك نشاط الكلام أكثر شئ يمارس يومياً لذلك احذر من اللسان الواشي والنتبه من التملق فالتملق هو الجرعات الزائدة من المديح فاحذر من الذي يتملقك كأنه حيه انتبه ايضا من الخبثاء المخادعين انتبه من الانسان المجادل الذي يملأ الهواء كلاما اذا امتحن اقوالك وكلامك وما تسمعه 3- امتحن العمل يوجد من يعمل غصب عنه ويوجد من يعمل عمل بسيط بفرح ولهدف في نظرية الحياة يقولوا جيا يبني وجيل يجني وهذا يجعل كل عمل له قيمة .فهل تقدسك عملك وتفعله بامانة؟ هل تؤديه كما يجب الانسان في عمله يحتاج الامانة وطول الاناة و العمل مهما كان صغير له قيمته 4- ممارسة الاسرار “سر التناول” كنائسنا مليئة بالقداسان فهل تتناول وانت تشعر بعظمة هذا السر .هل تتقدم ولديك شعور بعدم الاستحقاق؟ هل وقار السر وعيبته انت تمارسه صح ؟واكبر امتحان لتقدمك للاسرار هو التوبة 5- امتحن نفسك في التعليم المعرفة تتضاعف في العالم كل فترة قصيرة .هل تتنتبه ولا متماشي مع الريح وتدخل اي تعليم في عظة او خدمة .انتبه في التعليم ولا يكون أي تعليم مقبول الانسان كان يتعلم من مصدر واحد اما الان الانسان يتعلم من اكثر من مصدر وقيس علي ذلك كمية المعرفة .لذلك كتابك المقدس هو مصدرك الرئيسي لتعليمك الخلاصة “امتحن كل شئ” نكمل المرة القادمة عن كيف نمتحن الاشياء؟ لالهنا كل مجد وكرامة من الان وإلي الأبد آمين قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
01 نوفمبر 2018

الكتب المسماة بأناجيل الأقوال والأخلاقيات

إنجيل توما إنجيل المصريين اليوناني إنجيل توما: وهو غير إنجيل الطفولة لتوما (35)، ويرجع إلى القرن الثاني وقد ذكره كل من القديس هيبوليتوس (230م) والعلامة أوريجانوس (233م)، وقد اكتشفت نصوصه كاملة ضمن مجموعة نجع حمادي. وهو عبارة عن مجموعة من الأقوال السرية المنسوبة للرب يسوع المسيح. ومن نفس نوعية الكتب الغنوسية التي تقول بتعدد أشكال للمسيح لأنه من وجهة نظرهم ظهر، كإله، في هيئة ومنظر وشبه جسد، شبح، وقد جاء في أحد أقواله: "قال يسوع لتلاميذه: "قارنوني بشخص واخبروننى بمن أشبه؟ قال سمعان بطرس: "أنت مثل ملاك بار". قال متى: "أنت مثل فيلسوف حكيم"، قال توما "يا معلم، يعجز فمي أن يقول مثل من أنت". قال يسوع: "أنا لست معلمك، ولكنك شربت فانك سكرت من عين الماء المتدفقة التي اعتنيت ُ أنا بها". وأخذه يسوع جانبا وأخبره عن ثلاثة أشياء، وعندما عاد توما لرفقائه سألوه: ماذا قال لك يسوع؟ قال لهم توما: أن أخبرتكم عن واحدة مما قال لي، فستلتقطون حجارة وترجمونني بها، وستخرج نارا من الحجارة وتلتهمكم". كما يشرح فكرة الخلاص عن طريق المعرفة، معرفة الإنسان لنفسه، في جوهرها الروحي، ومعرفة الإله السامي عن طريق المسيح المنبثق منه، المولود منه، كنور من نور، والذي يدعو للنسك والتعفف عن العلاقات الزوجية، ويرى خلاص المجدلية في أن تكون روحًا حيًا يشبه الذكور، فيقول: "قال سمعان بطرس لهم: "لترحل مريم عنا لان النساء لا تستحق الحياة". فقال يسوع: "أنا سوف أقودها لأجعلها ذكرا حتى تصبح هي أيضا روحا حيا يشبهكم أيها الذكور، لأن كل امرأة تجعل نفسها ذكرا ستدخل ملكوت السموات". إنجيل المصريين اليوناني: ويرجع إلى القرن الثاني (36)، وكان أول من أشار إليه هو القديس أكليمندس الإسكندري (37) من القرن الثاني، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وهو غير الكتاب المعروف بإنجيل المصريين القبطي، والذي اكتُشف في نجع حمادي ويرجع للقرن الرابع. وجاء فيه: "لأنه (يسوع) يقول: ليس كل من يقول لي، يا رب يا رب يخلص، بل الذي يفعل البر" (38). وقال القديس أبيفانيوس عن أصحاب هرطقة سابيليوس (39) أن "كل خطأهم وقوته هو أنهم يأخذون (يستخرجون) عقائدهم من بعض الأبوكريفا، خاصة المسمي إنجيل المصريين، كما يسميه البعض، لأنه مكتوب فيه مثل هذه الأشياء الناقصة كأنها جاءت سرا من المخلص، كالتي كشفها للتلاميذ أن الأب والابن والروح القدس واحد ونفس الشخص والأقنوم" (40). كاهن كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد من كتاب هل هناك أسفار مفقودة من الكتاب المقدس؟
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل