المقالات
02 يناير 2019
جاء المسيح ينشر الحب
لهذا الشرق المُبارَك الذي وُلِدَ فيه المسيح، وبثَّ فيه تعاليمه، وللعالم كله لقد جاء المسيح ينشر الحُب. حيثما كان يتحرَّك، كان الحُب يتحرَّك. وأينما كان يقيم، كان الحُب يقيم. عرفه الجميع مُحبَّاً، ومُحبَّاً للجميع وكان يقول لتلاميذه: " وصية جديدة أنا أعطيكم: أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كان لكم حُبٌّ بعضاً لِبَعضٍ " ( يو 13 : 34، 35 )... تُرى لماذا اعتبر هذا الحب وصية جديدة؟ أليس لأنه يطلب لهم حُبَّاً من نوع خاص له عمقه. إنه الحُب الباذل، مثل حُبه هو الذي قال عنه" ليس لأحدٍ حُبٌّ أعظم من هذا: أنْ يَضعَ أحدٌ نَفْسَهُ لأجل أحِبَّائه " ( يو 15 : 13 ). وهكذا قيل عن محبته لتلاميذه: " إذ كان قد أحَبَّ خاصَّتَهُ الذين في العالم، أحَبَّهُم حتى المُنتهى " ( يو 13 : 1 ). وعبارة " حتى المنتهى " هنا، تعني أنها محبة بلا حدود ولم يكن الحُب لتلاميذه فقط، بل هى وصية للعالم كله... فلمَّا سألوه: ما هى الوصية العُظمى في الناموس ( أي الشريعة )؟ أجاب: " تُحِبُّ الربَّ إلهَكَ من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه هى الوصية الأولى والعُظمى. والثانية مثلها: تُحِبُّ قريبك كنفسِكَ. بهاتين الوصيَّتين يتعلَّقُ الناموس كله والأنبياء " ( مت 22 : 34 ـ 40 ) وكلمة ( قريبك ) هنا، تعني جميع البشر. لأننا كلنا أقرباء: أبناء أب واحد هو آدم، وأم واحدة هى حواء وطبيعي إن كان كل منا يحب جميع الناس، فلن يسرق أحداً، ولا يقتل أحداً، ولا يسئ إلى أحد، ولا يُدنِّس عفة أحد وإن كان يحب اللَّه، فلن يعصاه في شيء، ولا يكسر شيء من وصاياه. وبهذا يكون كلام السيد المسيح عن محبة اللَّه والقريب قد شمل كل نصوص الشريعة وكل وصايا الأنبياء والمحبة التي نشرها السيد المسيح تشمل محبة الأعداء أيضاً. فهو الذي قال: " أحِبُّوا أعداءكم. بارِكوا لاعِنيكم. أحسِنوا إلى مُبْغِضِيكُم، وصلُّوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ويطردونكم " ( مت 5 : 44 ). وقال تعليقاً على ذلك: " لأنه إن أحبَبْتُم الذين يُحِبُّونكم، فأيُّ أجرٍ لكم؟! أليس العشارون أيضاً يفعلون ذلك؟ " ( مت 5 : 46 ). كما أنَّ اللَّه المُحب، هو أيضاً " يشرق بشمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين " ( مت 5 : 45 ) وهكذا توصي المسيحية بأنه " إن جاعَ عدُوُّكَ فأطْعِمْهُ. وإن عَطِشَ فاسْقِهِ " ( رو 12 : 20 ). وقد ضرب السيد المسيح مثل السامرى الصالح، الذي وجد يهودياً اعتدى عليه اللصوص وتركوه بين حي وميت. فلمَّا رآه سامري مسافر، نزل واعتنى به، وعالجه وحمله إلى فندق، وأنفق عليه ( لو 10 : 30 ـ 36 ). بينما اليهود لا يعاملون السامريين ( يو 4 : 9 ). والقصد من هذا المَثل العناية بالأعداء من جهة، ومعنى كلمة القريب من جهة أخرى إنَّ محبة السيد المسيح قد شملت الغرباء مثل السامريين، وقصته واضحة في هداية المرأة السامرية، ومدينتها ( يو 4 ) ورفضه معاقبة قرية سامرية أغلقت أبوابها في وجهه. وقوله لتلميذيه وقتذاك إنه " لم يأتِ ليُهلِكَ أنْفُسَ الناس بل ليُخلِّصها " ( لو 9 : 52 ـ 59 ) وشملت محبته الأمم أيضاً أي الـ Gentiles وكان اليهود لا يقبلونهم ولا يتعاملون معهم ولا يتزاوجون باعتبار أنهم من الكفرة غير المؤمنين. ولكن السيد المسيح تعامل معهم بحب. ولمَّا جاءه قائد مائة أُممي يطلب من أجل شفاء عبد له مُشرف على الموت، وقال له: " يا سيد، لست مُستحقَّاً أن تدخل تحت سقفي. لكن قُل كلمة فيبرأ غلامي ". فمدحه السيد المسيح وشفى غلامه. وقال للجمع المحيط " إني لم أجد ولا في إسرائيل إيماناً مقدار هذا " ( لو 7 : 2 ـ 10 ) ومن محبته لهؤلاء الأمم ـ الذين كانوا يعبدون آلِهَة غريبة ـ دعا تلاميذه أن يبشِّروهم بالمسيحية ( أع 1 : 8 )، ( مر 16 : 15 ). وهكذا دخلوا في الإيمان، وتركوا عباداتهم وأصنامهم إذ قوبلوا بالمحبة وليس بالاحتقاروأحب السيد المسيح أيضاً العشارين والخُطاة، وجذبهم إليه. ومن أمثلتهم زكا العشار الذي لمَّا دخل المسيح إلى بيته، انتقده اليهود لأنه دخل عند رجل خاطئ. فردَّ المسيح قائلاً: " اليوم حصل خلاص لهذا البيت إذ هو أيضاً ابن لإبراهيم " ( لو 19 : 7 ـ 9 ). وقال عن رسالته أنه " جاء يطلب ويُخلِّص ما قد هلك " ( لو 19 : 10 ) ومحبة السيد المسيح بالذَّات شملت المرضى والمحتاجين وكل مَن صرعهم الشيطان. فكان يجول يصنع خيراً ويشفي جميع المُتسلِّط عليهم إبليس ( أع 10 : 38 ) " فأحضروا إليه جميع السُّقماء المُصابين بأمراضٍ وأوجاعٍ متنوعة، والمجانين والمصروعين والمفلوجين، فشفاهم " ( مت 4 : 24 ). وكانت المعجزات ممزوجة بالحُب، وأحياناً بعبارة " تحنن ". ونفس هذا الحنان كان له في مجال التعليم، إذ قيل عنه: " ولمَّا رأى الجموع تحنن عليهم، إذ كانوا منزعجين ومُنطرحين كغنمٍ لا راعي لها " ( مت 9 : 36 ). ونفس هذا الحنان أيضاً قيل عنه في معجزة إقامته ابن أرملة نايين من الموت ( لو 7 : 11 ـ 15 ) ومحبته شملت جميع الفقراء والمحتاجين. فقال عن الاهتمام بالجياع والعطاش والغرباء والعرايا والمحبوسين: " مهما فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي قد فعلتم " ( مت 25 : 40 ). ووعد المهتمين بكل هؤلاء بالبركة والدخول إلى ملكوت اللَّه ومحبته شملت أيضاً كل البؤساء، والمُهمَّشين في المجتمع، والذين هم في ضيق. وقد قال إنه جاء لكي " يبشر المساكين، ويعصب منكسري القلوب، ويُنادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق " ( إش 61 : 1، 2 ) كان ينشر الحُب الذي ترتبط فيه محبة اللَّه بمحبة الإنسان. كما يرتبط الحب بالإيمان وبالاحتمال. وهكذا تقول لنا المسيحية: " مَن لا يحب أخاه الذي يبصره، كيف يقدر أن يحب اللَّه الذي لم يبصره " ( 1يو 4 : 20 ). على أنَّ المحبة للإخوة، ينبغي أن تكون محبة عملية، وليست مُجرَّد كلام. فهكذا تعلمنا المسيحية " لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق " ( 1يو 3 : 18 ). وهكذا توصينا " بالإيمان العامل بالمحبة " ( غلا 5 : 6 ). فكل عمل خالٍ من المحبة، لا يقبله اللَّه المسيحية تُقدِّم لنا اللَّه المُحب، الذي أحبَّنا قبل أن نوجد ـ حينما كنا في عقله فكرة، وفي قلبه مسرة ـ ومن أجل هذا الحُب أوجدنا. وبالحُب منحنا البركة والرعاية والمواهب. وفي محبته لنا، ندعوه أباً. ونُصلِّي له قائلين: " أبانا الذي في السموات ". وفي محبته لنا ندعوه الراعي الصالح الذي يهتم بخرافه، ولا يستطيع أحد أن يخطفها من يده ( يو 10 : 11 ـ 28 ) إنه إلهنا الطيب الذي قال: " أنا أرعى غنمي وأربضها ... وأطلب الضال، وأسترد المطرود، وأعصب الجريح وأجبر الكسير " ( حز 34 : 15، 16 ). وهو الذي يعطينا دون أن نطلب، ويعطينا فوق ما نطلب. له المجد في محبته غير المحدودة.
لقداسة مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث
المزيد
01 يناير 2019
التجسـد الإلهـى
عقيدة التجسد هى أهم عقيدة فى الإيمان المسيحى لأنها هى التى تميز الفكر المسيحى.. فنجد أن العهد القديم هو بعينه إيمان المسيحية فى العهد الجديد ولكن مع زيادة أن الله تجسد العهد القديم كان ينبئ أن الله سوف يتجسد وفى العهد الجديد تحقق التجسد لذلك فلنتخيل وكأن التجسد هذا صبغة إذا وُضع فيها العهد القديم يخرج العهد الجديد ولذلك فإن الانسان المسيحى الذى لا يفهم التجسد فانه لا يفهم المسيحية ليس فقط نفهم بل ايضاً نعيش ونحيا مفاهيم التجسد.
1- ما معنى التجسد؟ 2- لماذا التجسد؟ 3- ماذا حدث فى التجسد؟
4 - ما فائدة التجسد؟ 5- ما هى الإعتراضات على التجسد؟
ما معنى التجسد؟-1
+ فى حياتنا العادية ممكن أن تتواجد فكرة معينة فى عقلك ونحن لا نراها.. وإذا حاولت وصفها فنحن لا نفهمها فتعمل لنا نموذج لنراها.. ففى هذه الحالة تصبح الفكرة تجسدت.. وايضاً الرسم والشعر والقصص والمسرحية... والمهم أن الشئ الغير محسوس يصير محسوساً والغير منظور يُصبح مرئى.
+أما فى الفكر المسيحى.. فإننا نتكلم عن تجسد الله.. الله روح لا يًرى وأراد أن نراه فأخذ لنفسه جسد لكى يجعلنا نراه.. وكما نقول فى التسبحة "غير المرئى رأوه وغير المحسوس لمسوه وغير الزمنى صار تحت الزمان".. الله غير المحدود الذى يملأ الوجود صار إنسان فى حجمنا وشكلنا ومشى على الأرض وسطنا.. وممكن أن نشبه التجسد ايضاً بالإرسال التليفزيونى الذى يًبث من الأقمار الصناعية لكل العالم.. والجهاز الصغير (التليفزيون) هو الذى يستقبل الارسال .. وهذه الموجات هى موجات كهرومغناطيسية لا تًرى.. وهكذا ايضاً إرسال الموبايل (الشبكة).. فإذا كان البشر فعلوا كل هذا.. إلا يستطيع الله أن يتجسد ويصير مرئى لكى نعرفه؟!..
+ وكلمة تجسد تعطى معلومة أن المسيح كان كائناً قبل ميلاده من العذراء مريم.. فكلمة تجسد هذه لا تقال عن ولادة أى طفل آخر لأن الطفل العادى لا يكن له وجود أساساً.. أما كلمة تجسد تعنى أنه كان موجود بدون جسد ثم أصبح موجود وله جسد.. وكما يقول معلمنا يوحنا فى رسالته الأولى "الذى كان من البدء الذى سمعناه الذى رأيناه بعيوننا الذى شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة فإن الحياة أُظهرت وقد رأيناه ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التى كانت عند الآب وأُظهرت لنا".. وكلمة أُظهرت تعنى أنها كانت موجودة ولكنها غير ظاهرة.. فالله (المسيح) كان موجود منذ الأزل ولكننا لا نراه لأنه ليس له جسد وهو أراد أن يرينا ذاته فتجسد فى شكل انسان.
2- لماذا التجسد:
+ تجسد لكى يفدينا من الموت لأن "أجرة الخطية موت" وذلك لأن الخطية إنفصال عن الله ومن ينفصل عن الله يموت.. مثل المصباح الذى ينفصل عن الكهرباء ينطفئ.. إذن فأنا حى بالله وإذا أخطأت أنفصل عن الله وأموت وليس لى رجاء.. فيجئ المسيح ويقول أنه سيموت مكانى.. وتظهر لنا مشكلة وهى أن المسيح لا يمن أن يموت.. فطبيعتة الله فكيف يموت؟!.. وكما نقول فى لحن أجيوس "قدوس الحى الذى لا يموت" طبيعته لا يموت وفى القبطى واليونانى "أثاناطوس" منها كلمة "أثناسيوس" أى "الخالد".. فكيف يموت الله؟!.. فيقول لنا أنه لكى يذوق الموت سيصبح إنسان ولكنه لا يفقد لاهوتيته.. مثل الدكتور الذى يريد أن يكون ضابط فيصبح دكتور ضابط.. وهذا هو ما حدث مع المسيح هو الله (دكتور) ويريد أن يكون انسان (ضابط) فلا يترك اللاهوت بل يدخل كلية الطهر (العذراء مريم) ويبقى داخلها 9 شهور.. ويخرج منها انسان دون أن يفقد لاهوته..
+ فالمسيح إله وانسان فى نفس اللحظة.. فممكن أن يعمل أعمال الله أو أعمال الانسان (وكل هذا فى شخصية واحدة فى انسجام بدون انقسام أو إنفصال) وكما نقول فى اللحن "لم يزل إلهاً أتى وصار ابن بشر لكنه هو الإله الحقيقى أتى وخلصنا".. ولم يتغير لاهوته.. فجاء لكى يأخذ جسد (وهذا الجسد قابل للموت فيموت به لأجلنا) وكما نقول فى الأجبية "يا من ذاق الموت بالجسد" وكما نقول فى القداس "بموتك يا رب نبشر" فالله الذى لا يموت مات من أجلنا لأنه أخذ جسد..
+ ومثال على ذلك النار لا يمكن أن تمسكها ولكن إذا وضعت فيها حديد يمكن أن تمسكها.. ويصبح الحديد مُحمى بالنار.. وبذلك أصبح الحديد يلسع مثل النار والنار يمكن مسكها مثل الحديد.. ولكن مازال النار نار(لاهوت) والحديد حديد (ناسوت).. ولم يتحول أى منهما للآخر.. ولذلك فالسيد المسيح بلاهوته اتحد بالناسوت فصار انسان حقيقى ولكنه الله يمشى ويتألم ويجوع.
+ كلمة لاهوت تعنى طبيعة الله.. وكلمة ناسوت تعنى طبيعة الانسان.. فجميعنا عندنا ناسوت كطبيعة واحدة وجميعنا متساويين فى الجوهر ولا فرق بين طفل وشيخ ورجل وامرأة أو حتى الجنين الذى فى بطن أمه فكلنا لنا طبيعة بشرية.. واتحد معنا المسيح فى هذه الطبيعة.. نمشى ونتكلم ولنا عقل ولنا حرية ولنا إرادة.. وجميعنا ننام ونجوع ونأكل ونشرب وننمو فى المعرفة ونكبر وجميعنا سنموت.. وكل انسان قابل للألم والمرض ولكن نختلف مثلاً فى نسبة الذكاء والجمال والطول والعمر.. ولكن جميعنا نشترك فى الطبيعة الانسانية والمسيح شاركنا فى هذه الطبيعة البشرية.. (نمى وكبر ونام وأكل وجاع وعطش وتألم وقبل الموت).. ولذلك نقول فى التسبحة "هو أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له نسبحه ونمجده ونزيده علواً" أخذ كل صفاتنا وأعطانا نعمته وقوته وطهارته وقداسته.. ولكننا لم نبدل الصفات بل أصبحنا شركاء فى نفس الشئ.. والمستفيد من كل هذا هو البشرية.
3- ماذا حدث فى التجسد؟
+ أن المسيح بكل قوته ولاهوته دخل فى بطن العذراء وأخذ من لحمها ودمها وخلق لنفسه جسد اتحد به (طبيعة بشرية).. وجميعنا نعرف أنه لا يمكن أن تحبل أى بنت بدون زواج.. فكيف تحبل العذراء بدون زواج؟!... والأجابة هى هكذا: فى النبات لكى يكون عندنا شجرة لابد من وجود بذرة وأرض.. وهكذا فى الانسان الأم (الأرض) والأب عنده(البذرة).. والبذرة لابد أن تزرع فى الأرض الأم لتُخرج لنا انسان.. وهذه البذرة لا تُرى بالعين المجردة ومع ذلك يولد الطفل من الأم ووزنه حوالى 3.5 كيلو.. وكل هذا الجسد أخذه من الأم (ولكن لابد من وجود البذرة).. وأنا كانسان لكى أكون موجود فإنى مُحتاج لأب يمنحنى نعمة الوجود (البذرة) ومُحتاج لأم تعطينى الجسد... والسيد المسيح كان موجود من الأصل.. إذن فهو لا يحتاج لأب يعطيه الوجود ولكنه مُحتاج أم تعطيه الجسد.. ولذلك وُلد المسيح من أم بدون أب.. لأنه ليس له جسد فقط فأخذ يختار عناصر جسده لكى يخرج "أبرع جمالاً من بنى البشر".. وطبعاً المسيح أخذ يبحث عن الأم التى ليس مثيل لها.. ثم دخل داخلها واختار أحسن الصفات فيها.. وهى أحسن امرأة فى الوجود إذ لا يوجد مثلها.. "الآب تطلع من السماء فلم يجد من يشبهك أرسل وحيده أتى وتجسد منك"...
+ سؤال: أن السيد المسيح لم يحتاج إلى أب فلماذا احتاج إلى أم.. اليس هو الخالق؟!!.. وذلك لكى يأخذ نفس طبيعتنا وليس غريباً عنا فهو (ابن الانسان).. وشارك معنا فى اللحم والدم.. وذلك لكى يكون مساوى لنا فى جوهر الطبيعة البشرية.. وقد قالها معلمنا بولس فى رسالة العبرانين "إذ قد تشارك الأولاد فى اللحم والدم تشارك فيهما هو ايضاً" وذلك لكى يبيد الخطية.. وإذا قلنا مثل البروتستانت ان العذراء علبة مجوهرات أخذنا الجوهرة وألقينا العلبة.. فالعلبة خشب والجوهرة ذهب.. ولم تأخذ الجوهرة شئ من العلبة أو من طبيعتها.. ولكننا نقول عليها أنها (أم الله) وليست (علبة الله).. لأنها هى الأرض التى أعطت المسيح الجسد.. والهراطقة قالوا عنها أنها (أنبوبة مر منها الله).. وكل هذا الكلام غير مضبوط لأنها (أم حقيقية) مثلما قالت لها أليصابات "من اين لى هذا أن تأتى أم ربى الىّ".. ويقول الكاهن فى الاعتراف فى القداس "اؤمن أن هذا هو الجسد الذى أخذه ابنك الوحيد من سيدتنا العذراء مريم"..
+ وهذا ما حدث فى التجسد أن الله بلاهوته دخل إلى بطن العذراء وأخذ من لحمها ودمها وكّون لنفسه جسد واتحد به.. ووُلد من عذراء وشابهنا تماماً ما خلا الخطية وحدها.. ومشى على الأرض كانسان وهو يحمل فى داخله كل جمر اللاهوت ولكنه أخفاه.. ولم يعلم أحد بسره سوى العذراء مريم فقط.. ولذلك جميعنا نقف أمامها مبهورين.. كيف أنها تحملت أن تُخفى فى قلبها معلومات لا أحد يقدر أن يعرفها أو يحتملها غيرها.. وهى بذلك ارتفعت فوق الطابع البشرى "أما مريم فكانت تحفظ جميع هذه الأمور متفكرة بها فى قلبها"... ولم تتكلم سوى مع أليصابات حين فتحت فمها وقالت "تعظم نفسى الرب وتبتهج روحى بالله مخلصى...." وفى عرس قانا الجليل قالت "ليس لهم خمر".. وقالت للخدّم "مهما قال لكم فافعلوه".. وهنا نجد أنها لم تتكلم سوى هذه الكلمات فقط ولم تفتح فاها بكلمات أخرى.. لا يوجد مثلها وبكل صراحة فهى تستحق أن تكون أم الله "أكسيا" أى مستحقة.. هكذا تجسد الله من عذراء بكر فتاة.
4- ما هى فوائد أو بركات التجسد؟
1- الفداء: لولا التجسد ما كان الفداء.. إذ لا أحد يفدينا غيره.
2- إكتشفنا ما لم نكن نعلمه.. إذ اكتشفنا أن البشرية محترمة فى نظر الله.. وبدأ الانسان يسترد شعوره بذاته.. إذ أن الله نزل وعاش وسطنا.. إذن فالجسد ليس شرير.. بل ايضاً ازددنا احتراماً .. وذلك مثل الأب الذى اشترى تى شيرت لابنه ولم يعجبه.. ولكنه أعجبه عندما وجد أن رئيس الجمهورية يلبس مثله.. بل أن هذا التى شيرت هو بعينه الذى كان يلبسه رئيس الجمهورية.. إذن فهذا التى شيرت أصبح له قيمة فى نظر الولد.. وهكذا ربنا أعطانا جسد فاحتقرناه لأنه ملئ بالشهوات والنجاسات.. فأرانا أن ابن الله يلبس جسد مثل جسدنا هذا.. إذن فهذا الجسد محترم.. بل أن المفاجأة الأكبر هى أننا بالمعمودية والتناول اتحدنا بابن الله فصار جسدنا جزءاً منه.. فى هذه الحالة فجسدنا غالى جداً جداً.. ولذلك نقول فى القداس للمسيح "باركت طبيعتى فيك" فطبيعتنا أصبحت مباركة ومكرمة ومحترمة..
3- أن هذا الجسد الذى اتحد به السيد المسيح عاش به على الأرض حياتنا العادية.. فقدس كل الحياة.. سواء شرب أو أكل أوصوم أو نوم أو استيقاظ أو كلام أو صمت أو عمل أو .. لأن كل هذا فعله هو.. فصارت الحياة كلها مقدسة.. فبعد التجسد لم يصبح المسيح مسيح الهيكل والصلاة فقط.. بل مسيح الحياة كلها.. فتستطيع أن تتقابل مع المسيح ليس فى الكنيسة فقط بل فى كل الأماكن لأنها كلها مقدسة.
4- المسيح بعد الموت والقيامة أخذ جسده وذهب به فى السماء فأصبح يوجد سابقة قانونية.. إذن ايضاً أجسادنا من الممكن أن تدخل معه للسماء.. لذلك يقول معلمنا بولس "دخل كسابق لأجلنا" يفتح لنا الباب.. وقال المسيح "أنا ذاهب لأعد لكم مكان".. فالسماء هى مكان للاهوت والملائكة ولكن المسيح أخذ الناسوت وأدخله فأصبح من الممكن لنا أن ندخل نحن ايضاً على حساب المسيح.
5- ما هى اعتراضات التجسد؟ يوجد ناس لا يصدقون التجسد..
1- الناس الذين يقللون من قيمة الانسان فانهم يستكثروا أن الله يصبح انسان مثل مثال الولد والتى شيرت فانه لم يعجبه التى شيرت الذى أحضره له أبوه...إذن فيجب أن نحترم الطبيعة الانسانية فلا نستغرب تجسد الله.
2- نحن نقول الله تجسد.. ولكن المعترضون فهموها بالعكس.. إننا نؤله الانسان الذى هو المسيح.. ولكننا نقول أنه المسيح هو الله ثم أصبح انسان.. مثال التلميذ الذى يقول أنه مدير المدرسة لا يقبلوه.. ولكن المدير إذا دخل الفصل وسمع شرح المدرس مثل التلميذ فلا عجب فى ذلك لأن هذا من حقه.. فعندما يتنازل الكبير نمجده وعندما يتعاظم الصغير لا نقبله.. وخصوصاً أننا نعرف "أن الله على كل شئ قدير" ولم يقل أنه على كل شئ قدير إلا التجسد.. فلا يصح أن نحد من قدرات الله..
فيجب أن نفتح قلبنا لالهنا المتضع العظيم حتى لا نجده قد "تحول وعبر
نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
31 ديسمبر 2018
إلهي عطشت إليك نفسي
كما أن قطعان الوعل تندفع نحو جداول المياه العذبة لتروي ظمأها... هكذا نفسي متعطشة اليك يا إلهي لتطفئ لهيب أشواقها.
نعم... ان نفسي ظمأى اليك يا ينبوع الحياة الدائم ... متى تسكرني نشوة عذوبتك!
متى أرحل عن أرض قفرة مجدبة لأتأمل قدرتك وجلالك وأرتوي من مياه رحمتك!
عطشت يا ربي.
عطشت يا إلهي.
متى أذهب اليك وأدنو منك!
متى تسعد نفسي بهذا اليوم يوم الفرحة واللقاء الذي صنعه الرب ليكون شهادة لنصرتي!
يوم مشرق لا يميل نهاره ولا تغرب شمسه... هناك يعوني صوت ينبعث من قلب رحيم مفعم بالحب قائلا:
أدخل الى فرح سيدك(متى 25) الى النعيم الخالد في هذا المسكن الدائم لإلهك حيث تتجلى آيات قدرته وعظمته.
أدخل الى فرح حقيقي تغمره السعادة الحقيقية ويطغى الخير على الشر ولا يتحالفان.
حياة هرب منها الحزن والكآبة والتنهد.
يا مسرة المسرات متى أدخل الى مسكن راحتي!
أميل الآن وأنظر هذا المنظر العظيم. خر3
من الذي أمسكني عنك!
إني لم أعتق بعد.
إلى متى أنتظر لأراك!
ما سر إنتظاري وانت مقصدي!
ننتظر مخلصنا الذي صالحنا الآن في جسم بشريته الممجد(فيلبي21) ننتظر عودته من العرس لكي يدعونا الى وليمته.
إلهي تعال ولا تتباطأ.
تعال واحمل الينا سلامك.
حرر نفوسنا لنتذوق حلاوة وجودك.
يا رجاء الأمم ومشتهي الشعوب أرنا وجهك فنخلص.
يا ضياء خلاصي تعال وخلص نفسي فتعترف باسمك المستوجب كل تسبيح.
سأظل من أجل شقائي المضطرب وسط أمواج فنائي رافعا إليك صوت تضرعي.
ليتك يا ربي تسمع مني صراخات الأسى حتى أبلغ ميناء السلام.
طوبى لمن لا تنزعج قلوبهم ولا تخشى العواصف الهوجاء.
الذين إستحقوا أن يجدوا عندك أمنهم وسلامهم يا صخرة خلاصي التي تتكسر عندها الامواج.
طوبى للذين في الحقيقة قد إجتازوا البحر الى البر.. وغادروا المنفى الى الوطن... وخرجوا من السجن الى السماء.
إنهم يستمتعون بلذة الراحة المنشودة.
سعداء هم الذين تخطوا الشرور... ولم يجردوا أنفسهم من الثياب التي خلعها عليهم السيد المسيح في ملكوته الابدي الممجد.
سلامك يسمو كل عاطفة
تسبح الملائكة في أنوارك وقد إنعكس على جباههم ضياء الفرح والابتهاج.
لا أنين ولا نواح.
لا خصام ولا عداء.
تملك الملائكة معك يا الله.
أنوارك وشاح لهم من بهاء كرداء ملوكي.
تيجانهم مرصعه بالآلي من نور لا ينطفئ بريقها.
يا عزاء القديسين وإكليل مجدهم.
في ديارك نعيم دائم.
أنوار ولا ظلام
سعادة ولا شقاء.
سلامة ولا ألم.
حركة بلا عناء.
خير ولا شر.
حياة ولا موت.
الحب عندك لا يفتقر.
الجمال لا يذبل.
القوة لا تقهر.
النصرة لا تخذل.
طوبى لمن يجتاز في سلام بحر هذا العالم المتلاطم الأمواج.
ولكن هل نستطيع أن نقود سفينتنا وحدنا الى بر الطمأنينة والأمان؟
إن بعدنا عن مينائك يا ربي هبت الرياح... ترنحت بنا السفينة ... تقاذفتها الأمواج ... وفغرت المياه أفواهها لتبتلعنا...
إن وطن الراحة ما زال بعيدا تفصلنا وإياه أميال طوال ... ومن ثم لا نستطيع أن نلوح للوطن ونحييه ونحن في عرض البحر نعاني الأهوال... ونذرف الدمع السخين ثمنا لبلوغه.
ربي يسوع رجاء الجنس البشري.
حصننا وقوتنا... أنوارك تضئ البحر.
هيجانه وعصيانه... وتلمع في أعيننا كنجم يهدي سبيل رحلتنا.
ذراعاك القويتان هما وصليبك دفة حياتنا وخلاصنا توجهنا وتحمينا.
شمس الحق تضئ كنجم الصباح على شاطئ الوطن وانت في لقائنا.
نضرع إليك وباسم الخلاص، ألا يفوتك ، أننا كنا مبيعين وبدمك الكريم اقتنيتنا وصالحتنا.
استمع الينا يا إله السلام ورجاء كل الارض وكل شواطئ البحار البعيدة.
نجنا ومجد إسمك لتبلغ سفينتنا ميناء الخلاص
القديس أغسطينوس
المزيد
30 ديسمبر 2018
هبنى يارب ان أبدأ
تحتاج إلى ثلاثة أمور
1- حاسب نفسك
2- قدس وقتك
3- لا تيأس
لحظة.... تخلوا فيها مع نفسك إجلس مع نفسك فى هدوءفى صدق فى أمانه فى توبة
لحظة.... أدخل إلى ذلك الإنسان الذى تجهله
لحظة.... تسلم فيها حياتك لألهك،
لحظة.... تقول فيها لا للشيطان،فيها تستوقف الزمن
لحظة.... فيها ترتقى فوق المال والذات والشهوات والكسل....
لحظة.... تشعر فيها أنك قد أبصرت نفسك بأمانه
لحظة.... تطلب فيها الخلاص من الخطايا المسيطرة والمتكررة والمحبوبه
لحظة.... تطلب فيها معونة إلهك بقلب واثقفى محبه الله،
لحظة.... لا تطلب فيها شىء سوى البدايه الجديدة
ُقَيِّم الماضى وخذ منه الخبرة، واندم على ما صدر فيه لا تقتصر على الندم، وانما والرجاء فى تحسين الحاضر.
جلسه.... جلسة حساب عتاب أو عقاب جلسة تخطيط للمستقبل في جو من الصلاة ، وعرض الأمر علي الله ، لكي تأخذ من الله معونة وإرشاداً ..
جلسة قاض عادل ، جلسة صريحة ، وحازمة وحاسب نفسك علي كل شئ :خطايا الفكر خطايا القلب و الرغبات و المشاعر خطايا اللسان خطايا الجسد خطاياك من جهة نفسك ومن جهة الآخرين ...
جلسه.... حاسب نفسك فى :علاقتك مع الله ، وتقصيراتك في الوسائط الروحية هل أنت تنمو روحياً أم حياتك واقفة ؟
2 - أبدأ الآن إنها الآن ساعة لنستيقظ أهم لحظه هى الآن
لحظة.... لا تسترجع الماضى، فأنت لا تقدر أن تصلحه ولكنك تستطيع ان نجعل اليوم أفضل منه..
لأن مراحم الرب جديدة في كل صباح من الرائع ان تكون راضي عن الامس، غير نادم.
. فإن كنت قد اخفقت، فإن الله يحول النتائج الى خيرك
مهما كانت الاسباب، ومهما كانت الاعراض.
3- لا تياس لكل الاحياء يوجد رجاء الله أعطانا زماناً جديداً لأنه ينتظرنا ويترجى توبنا
لا تستثقل خطاياك على حامل خطايا العالم لا تتشكك فى مواعيد الصادق والأمين إلهك ينتظرك ويترقب رجوعك لك الذبيحة والخاتم والحلة الأولى والحضن الأبوى ينتظرك فلا تتوانى
المزيد
29 ديسمبر 2018
ماران آثا - (نداء في نهاية السنة الميلادية وعلامات الأزمنة)
لن ينتهي العالم إلا بمجيء نعمة الرب، لذلك صيغة Μαρανα θα تأتي في صيغة الاعتراف المضارع المستمر (ربنا يأتي). وترد أيضًا في صيغة امر الطلب والترجِّي (تعالَ يا ربنا) كنداء عبادة وصلاة توسلية في اشتياق وترقب (لينتهِ العالم) و (لتأتِ نعمتُك يارب. عندما نستعجل مجيئه؛ ونعيش حاضرنا على رجاء انتظار مجيء ربنا كل يوم
لأنه حاضر معنا وحالٌّ بيننا ونحن ننظره كل يوم على المذبح؛ يكسر معنا خبزه، ثم يغيب عن ناظرينا؛ لكنه باقٍ معنا؛ ونحن نترجاه طالبين أن لا يتركنا وأن لا يغيب عنا، فقد وَعَدَنا على كل حال؛ أنه سيشرب معنا من نتاج الكرمة جديدًا في ملكوته (مر ١٤ : ٢٥). ويكفي أننا في مَعِيَّته وتحت ظل جناحَي صليبه نَبِيتُ. نذكر موته ونعترف بقيامته ونبشر بخلاصه كل يوم إلى أن يجيء (١كو ١١ : ٢٦). يأتي إلينا ويقرع أبوابنا ويتعشىَ معنا (رؤ ٣ : ٢٠)، وكل من ذاقه وخَبِر حلاوته؛ تنفتح عينه ويدرك صدق كل ما وعد به.
إننا نعيش مواعيده منذ الآن؛ حينما يكسر معنا الخبز كل يوم، مانحًا لنا الغفران والخلود الأبدﻱ. واهبًا لنا حياةً يمتزج فيها الحاضر بالمستقبل. ونحن نلحُّ عليه بلجاجة قائلين له (تعالَ يارب ولينتهِ هذا العالم). ومناداتنا له يا أبانا الذﻱ في السموات؛ تؤكد بأننا لم نأخذ روح العبودية التي للخوف بل روح التبني الذﻱ به نصرخ يا أبا الآب، في جراءة ودالة؛ حتى يأتي ملكوته.
فملكوته آتٍ آتٍ حتمًا، ونحن نترقبه بصبر واستعداد؛ لنُعِدَّ له موضع ارتكاز عندما يحُطّ على أرض الشقاء، لعله يجد الإيمان على الأرض (لو ١٨ : ٨)، وهو قد سلمنا نسخة من مشورته فيما هو مزمع أن يعمله. نناديه ونذكر وعوده ومواعيده كل يوم بندًا بندًا؛ لأن كل مشيئة صالحة هي من عنده، مختوم عليها بالدم الكريم؛ ليقودنا بدم صليبه نحو البراءة الكلية والوجود الآتي والثاني الذﻱ للغد الأبدي الخالد؛ نأخذها كوثيقة موثقة مدموغة بالدم القادر بروح إزلي علي التقديس و بفصح العبور؛ فنحلِّق بجرأة ونتراءىَ قدامه؛ طالبين نعمته صارخين بإستغاثة على من نجَّانا وأنقذنا من موت مثل هذا، وهو ينجي وسينجي أيضًا (٢كو ١ : ١٠).
لقد جاء في مجيئه الأول (تجسده) لكي يخلصنا؛ وفي مجيئه الثاني (دينونته) لكي يضمنا.. تجسّد ليخلصنا؛ وتكلم ليخلصنا؛ وصُلب ليخلصنا، وتدبير خلاصه هو في كل عمله وإرساليته وحياته وموته وقيامته. وها نحن في هذا الزمان؛ زمان الفوضى اليائسة والعاملة في كل شيء من حولنا... نترجى وجهك يا ربنا الطيب ونمتلئ رهبة في حضورك يا مليكنا محب البشر الصالح، ونتوسل مجيئك الآتي بين الذين صلبوك والذين يصلبونك كل يوم، ونقول لك : ”تعالَ إلينا اليوم يا سيدنا المسيح؛ وأضِئْ علينا بلاهوتك العالي“.
فمَن يبحث في هذا العالم عن الجمال؛ إنما يبحث عنك دون أن يدرﻱ؛ لأنك أنت الجمال الكامل والمكمِّل والفائق في القِدم، الذﻱ تنساب النعمة من شفتيه؛ والأبرع جمالاً من بني البشر. وكل من يجُول بفكره نحو الحق إنما يسعى إليك؛ لأنك الحق الحقيقي ( الأليثيا) Αληθεια الواحد والوحيد؛ الذﻱ ينبغي أن يُعرَف. وكل من يفتش عن السلام إنما يبحث عنك لتستقر فيه بسلامك غير الفاني ياملك السلام وذا المجد والاكرام . روحك يعزي كنيستك إزاء محنة التاريخ والعالم ،ويمنحنا غفرانا وصفحا ومصالحة وشركة معك ياغافر الخطايا وماسح الآثام والذنوب ومانح العطايا الي التمام ....ونحن نسبحك ونرتل لك ونباركك ونخدمك ونسجد لك ونشكرك ونمجدك ونعترف لك بلا انقطاع حتي ظهورك الاتي .
إن صلاة (ماران آثا) هي نداء قد تسجَّل في (١كو ١٦ : ٢٢)،(رؤ ٢٢ : ٢٠) كفعل رجاء وعُربون تذوُّق لمجيئك الثاني المنتظر في نهاية هذا الدهر، حيث وليمة المسيا المجيدة وسمائن البنين، وعشاء عرس الحمل الملكوتية؛ الروح والعروس يقولان : (تعالَ). ومَنْ يسمع فليقل (تعال) فهَلُمَّ نكمل خطة خلاصنا من جهة مجيئك... بنعمتك ومسرة أبيك الصالح وفعل روحك القدس القدوس، نأتيك عطشىَ فنأخذ ماء حياة مجانًا، ولن نتكلف شيئًا، فقد دفعتَ الثمن واشتريتنا بدمك الذكي الكريم، فاقتننا لك ياالله مخلصنا، وها الشاهد قد صدَّق على هذة الأقوال (نعم أنا آتٍ سريعًا). آمين (تعالَ أيها الرب يسوع). نراك وننظرك في مجد الدهر الآتي.
القمص اثناسيوس فهمي جورج
كاهن كنيسة مارمينا – فلمنج - الاسكندرية
المزيد
28 ديسمبر 2018
تدريب روحي
بمناسبة استعدادنا للعام الجديد 2019م، أحب أن يكون تأمل هذه الليلة في مزمور رقم رقم 18 وهو مزمور طويل (50 آية)، وقد صلي به داود النبي بعد أن أنقذه الله من أعدائه ومن يد شاول الملك. المزمور به تسبيح وعبارات جميلة ومعانٍ جميلة تصلح لنا جميعًا كأفراد أو مجموعات سواء الكنيسة أو الأسرة، ويصلح أن يكون تدريب روحي نبتدئ به السنة الجديدة.وسنتأمل فقط في الكلمة الأولى «أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي»... أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي.. ونحن نستعد لاستقبال عام جديد يجب أن يكون لنا خطة ويجب أن يكون لنا رؤية لهذا العام الجديد، فلتكن لنا هذه الكلمة شعارًا لنا «أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي». ولكن ماذا تعني أحبك يا رب أو ما يقصده داود النبي؟ «أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي» لها خمسة أبعاد تشرحها، وكما ذكرت في مرات سابقة أن رقم خمسة يُعبّر عن القوة (مثل أصابع اليد). «أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي» اختصر فبها المرنم خمس كلمات في كلمة واحدة، ووضعها أمامنا لكي يمكن أن تكون تأملنا أو يمكن أن نسميه خريطة طريق للعام الجديد.المعنى الأول: الشكر أول معنى لكلمة أُحِبُّكَ «أنني أشكرك» أشكرك يا رب.. العام الماضي بأيامه بما فيها أمور حلوة وأمور مُرّة عبر، ومثلما نصلي صلاة الشكر «نشكرك على كل حال ومن أجل كل حال وفي كل حال»، ومثلما تعلمنا كنيستنا أن بداية صلواتنا دائمًا هي بالشكر، وبداية يومنا هي بالشكر، ونشكر الله على عطاياه السبعة الكبيرة التي يعطيها لنا (سترتنا، وأعنتنا، وحفظتنا، وقبلتنا إليك، وأشفقت علينا، وعضدتنا، وأتيت بنا إلى هذه الساعة)، هذه العطايا التي يمنحها الله لنا جميعًا. أنا يا رب أحبــــــــــك.. هذا الحــــــــــب يبـــــــدأ دائمًا بالشكر، أشكرك على كل ما صنعته معي في العام الماضي، أشكرك على كل ما فعلته وقدمته سواء على المستوى الشخصي أو المستــــوى الجماعي، أشكرك يا رب على أمور كثيرة في حياة الإنسان دبرتها ورتّبها، ويقف الإنسان أمام الله قائلًا له: ماذا أقول يا رب أمام حسناتك الكثيرة وعطاياك الجليلة في كل صباح؟ويعلمنا الآباء أنه ليست موهبة بلا زيادة إلا التي بلا شكر، يشكر الإنسان على كل شيء، حتى على الألم والتعب وأحيانًا على الخسارة. أحيانًا يتذمر الإنسان على حياته، فقد كان يأمل أن يتحقق شيء ولم يتحقق.. وتذمُّر الإنسان يتعبه وينسيه الشكر.. يمكن أن تشكر على كل صغيرة وكبيرة، على الصحة، على الخير الذي بين يديك كثر أم قلّ، على صداقاتك ومعارفك، بل وعلى الفخاخ التي نجاك منها، على عطايا الأكل والحماية والملبس والهواء الذي نستنشقه. لو جلس الإنسان لكي ما يعدد عطايا الله له لن يحصرها أبدًا.المعنى الثانـــــــي: التوبــــــــة أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي... يعني أنني أتوب إليك.. في العام الماضي يمكن أن يكون الإنسان قد صنع بعض الأمور الخاطئة أو انجرف إلى بعض الضعفات أو بعض السهوات أو بعض الخطايا أو بعض التقصيرات، خطايا صنعها بمعرفة وخطايا صنعها بغير معرفة، خطايا خفية وخطايا ظاهرة، خطايا بإرادة وخطايا من غير إرادة. لذلك مع بداية عام جديد، جيد جدًا أن الإنسان يقدم توبة: «أتوب إليك يا رب، توّبني، أنا أحبك وأعرف إنك لا تحب الخطية لكنك تحبني حتى عندما أكون خاطئًا، لا تحب خطيتي ولا تريدها ولكنك تحب الإنسان حتى وإن كان خاطئًا، تحبه كإنسان». هل لك جلسة اعتراف وجلسة توبة حقيقية؟ هل تقدر في نهاية السنة أن تفرغ قلبك؟ هل تظنون أنه يمكننا أن نضع في كوب شيئًا صالحًا للشرب وآخر غير صالح للشرب في نفس الوقت؟ لا يمكن..! هل عزمت على التوبة وأن تنقي قلبك؟ أن تبدأ السنة الجديدة بقلب سليم؟ فكّر كيف تسكّن ضعفاتك وكيف تنقي قلبك، لأنه بدون نقاوة القلب لن يعاين أحد الله. لذلك تضع الكنيسة مزمور التوبة في بداية الصلاة هو تعبيرًا عن هذا البُعد في حب الله. مزمور التوبة مزمور فردي (أرحمني يا الله كعظيم رحمتك...)، ونقول في نهاية كل ساعة بالأجبية «ارحمنا يا الله ثم ارحمنا» بصيغة جماعية... التوبة الجماعية مجموع توبة الأفراد.. هل تطبق عبارات المزمور الخمسين على نفسك؟ هذه المزامير أو قطع الصلوات بصفة عامة هي مقاييس نقيس عليها أنفسنا، فترى أين أنت من مزمور التوبة، أين أنت من كلماته وعباراته ومشاعره ودموعه. أحبك يا ربي يا قوتي، أنت هو توبتي، وأنت الذي تساعدني على هذه التوبة.المعنى الثالث: الوعـــــد أعدك يا رب.. فرصة قوية جدًا مع بداية العام الجديد لكي تَعِد الله بتعهدات فمك لكي ما يباركك. كنت مقصرًا في الإنجيل، في الصلوات، في الأصوام، في الحياة الروحية بصفة عامة، في الاعتراف، في النسكيات، في ممارسة الأسرار... فما رأيك أن تقدم وعودًا لله من اليوم؟ قدم وعدًا بقلبك، قل: أعدك يا رب ولكني أريد منك أن تقويني. بماذا يا تُرى ستعد ربنا في نهاية السنة وأنت تستقبل عامًا جديدًا؟.. وعود تخص حياتك الروحية، حياتك الاجتماعية... ممكن أن تتصالح مع من تخاصمهم، ممكن أن تعد الله أنك تُحسّن طريقة تربية أولادك وبناتك. أحيانًا الآباء والأمهات تربيتهم يكون بها شىء خاطىء، ها توعد ربنا بإيه؟ ربنا منتظر وعدك، منتظر تعهدات فمك، وهذه التعهدات هي تعهدات قلبية. لا أريد فقط أن تقدم لله وعود، ولكني أريد أيضًا أن تقدم لإلهك أحلامًا واشتياقات، أحلام في الدراسة في الخدمة في العمل، أحلام في الحياة بصفة عامة... الأحلام تعني أن أن الإنسان حيّ، فالإنسان الميت لا يحلم. وعودك وتعهدات قلبك وأحلامك واشتياقاتك تأتي بها جميعها وتضعها أمام الله.المعنى الرابـــــــع: الصــــــــلاةالصـــــــــلاة هي العمــــــــل الأسمى الذي يمكــــــن أن يمارســـــــــه الإنســـــــــان على الأرض، هو بمثابة خيـــــط رفيع يربطك وأنت على الأرض بالله في السماء. وأقصد هنا الصلاة التي تنبع من القلب، لا من اللسان فقط، الصلاة التي هي لقاء شخصي بينك وبين المسيح، وتتشفع في الصلاة بقديسين يكونون شهودًا على هذه الصلاة، صلاة حقيقية من قلبك، تعبّر فيها عن حبك وشكرك وتوبتك وعن اشتياقاتك، وتعبر فيها عن طلبك واحتياجك ليد الله القوية أن تعمل معك. عمل الصلاة قوي، فطلبة البار تقتدر كثيرًا في فعلها، ولنا في التاريخ قصة جبل المقطم كمثال لهذا. اجعل صلواتك مرفوعة ولا تنشغل بالأمور المادية والاقتصادية والكلام الكثير والأحداث، وناس تتحدث عن كل شيء إلا الأبدية!المعنى الخامس والأخير: أخدمـــــــك أحبك يا رب لا حبًا نظريًا، ولكن أعبّر عنه عمليًا بخدمة المحتاج، المريض، الجائع، العطشان، المحبوس، المأسور، اليتيم، وخدمة أصحاب الاحتياجات الخاصة، والخدمة بكل اتساعها. فأنت لا تخدم أحدًا من الناس ولكنك تخدم الله في عيون ونفوس وفي أشخاص هؤلاء. والخدمة يا أحبائي يجب أن تكون لكل أحد بدون استثناء لأنك تخدم الله في أشخاص الناس، ويكون لديك روح الخدمة والعمل، فمن يعرف أن يعمل حسنًا ولا يعمل فتلك خطية.نصلي كل يوم صباحًا جزءًا من الاصحاح الرابع من رسالة أفسس ونقول عبارات جميلة: «اسألكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتهم إليها...»، فأنت دُعيت لكي ما تخدم، بكل صور الخدمة. من القصص اللي تعجبني كثيرًا قصة في القرن الثالث أو الرابع الميلادي، حبنما كان الجنود متجهين جنوبًا وعسكروا عند إسنا، فخرج أهل إسنا الكرام وأطعموهم وأكرموهم، فسأل جندي وثني زميله: لماذا هؤلاء الناس يفعلون هذا معنا؟ فقال له لأنهم مسيحيون. لقد خدموا بهذه الوسيلة، وكان طبق الأكل الذي قُدِّم وسيلة لجذب قلب إنسان صار فيما بعد القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة. ولهذا فإن الخدمة ليست فقط هي خدمة تعليم أو خدمة مدارس أحد، بل لها اتساعات كبيرة جدًا بأشكال كثيرة جدًا، ويمكنك أن تبتكر شكل الخدمة التي ستخدمها.الخلاصــــــــــة... ونحــــــــن نبتـــــــــدئ عامًا جديدًا (2018)، نصلـــــــــي أن يكـــــــــون عامًا سعيدًا على الجميع، وأن تنعم مصر وكل شبعها بالخير وبالفرح والسلام والمحبة. ونأخذ هذا المزمور كتدريب لكنائسنا وأسرنا، وكل بيت يمكنه أن يقرأ هذا المزمور، ويمكن أن تكبته وتضعه في مكان ظاهر، ويكون أمامك وتصلي به، وتتذكر أنه عندما وقف داود النبي وقال «أحبك يا رب يا قوتي» كان يقصد هذه الأفعال الخمسة: أشكرك، أتوب إليك، أعدك، أصلي لك، وأخيرًا أخدمك في كل مكان.وكل سنة وأنتم طيبون
قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
27 ديسمبر 2018
نصوص غنوسية عامة
إنجيل فيليب:-
ويرجع إلى القرن الثاني وقد وجدت له مخطوطة ترجع إلى القرن الثالث.
ضمن مجموعة نجع حمادي مترجمة إلى القبطية الصعيدية. وهو مجموعة من التأملات والتعاليم الغنوسية المتفرقة. وهو مثل بقية الكتب الغنوسية التي تتكلم عن المسيح الإله الذي ظهر على الأرض في شبه وهيئة الجسد دون أن يأخذ جسدًا حقيقيًا، أي مجرد روح محض يظهر لذا يقول أنه كان يظهر دائمًا في أشكال مختلفة: "يسوع أخذهم سرا، لأنه لم يظهر كما كان، ولكن لكي يستطيعوا أن يروه. ظهر لهم جميعهم. ظهر للعظماء كعظيم. ظهر للصغير كصغير. ظهر للملائكة كملاك، وللإنسان كإنسان، لهذا السبب، الكلمة تخفي نفسها من الجميع. وبالفعل، فقد رآه معتقدين أنهم رأوا أنفسهم، لكنه حين ظهر لتلاميذه بمجد على الجبل، لم يكن صغيرا. أصبح عظيما، وقد جعل التلاميذ عظماء، لكي يستطيعوا إن يروه بعظمة".
ومثل غالبية الكتب الغنوسية كان هذا الكتاب ينظر إلى الزواج كنوع من الدنس، فيقول "قال البعض: "أن مريم حبلت بالروح القدس"، أنهم مخطئون، أنهم لا يعلمون ماذا يقولون. فمنذ متى تحبل المرأة من امرأة؟ إن مريم هي العذراء التي لا قوة تدنسها، أنها لعنة عظيمة على العبرانيين، الذين هم الرسل والتلاميذ. هذه العذراء التي لا قوة تدنسها [...] القوى تدنس نفسها".
رؤيا بطرس الغنوسية:-
والتي هي في الأصل تقليد مسيحي طويل يتناول شرح ما بعد الموت، وكانت قد اختفت ولم يعرف منها شيئًا سوى مقاطع من الأصل اليوناني قبل أن تكتشف لها ترجمة إثيوبية ترجع لسنة 1911م في مخطوطتين: الأولى يرجع تاريخها للقرن الخامس عشر أو السادس عشر والثانية ربما ترجع للقرن الثامن عشر والاثنتان وجدتا في جزيرتين من بحيرة تانا وهي مترجمة عن اليونانية. وتقول أنها إعلان من يسوع المسيح إلى بطرس والرسل الآخرين، في فترة ظهورات الرب يسوع بعد قيامته، عن أحداث نهاية الأزمنة والمصير النهائي للأشرار والأبرار وتنتهي برواية صعوده إلى السماء.
ومن الواضح أن مؤلفها أراد توسيع التعليم الأخروي الوارد في الإنجيل للقديس متى وتكييفه مع وضع قارئيه. لذا يشير كثيرا إلى هذا الإنجيل، ويعرض في شكل أكمل التعليم الأخروي ليسوع.ويميز الكاتب في الفصلين الأولين بين المسيح الحقيقي، ومسيح دجال سوف يسلم للموت الذين لم تخدعهم ادعاءاته من اليهود. هذا المسيح هو سمعان بار كوسيفا (ابن الكذب) المعروف بسمعان: كوخبا (ابن النجمة)، الذي قاد ثورة اليهود على الرومان فيما بين 132-135م.
حكمة يسوع المسيح:-
وترجع أقدم مخطوطاته إلى القرن الثالث أو بداية الرابع (95) ويبدأ هكذا: "بعد أن قام (يسوع) من الأموات تبعه تلاميذه الاثنا عشر وسبعة نساء اللواتي تبعنه كتلميذات، عندما جاءوا إلى الجليل.. وهناك ظهر لهم المخلص، ليس في شكله الأصلي ولكن في الروح غير المرئي، كان ظهور ملاك عظيم من نور. أما شكله فلا أستطيع وصفه.. وقال سلام لكم، سلامي أنا أعطيكم" (96).
حوار المخلص:-
وجدت هذه الوثيقة في اللغة القبطية الصعيدية فقط في مكتبة نجع حمادي 1945. وجاء فيها سؤال التلاميذ للمسيح، هكذا: "يا رب قبل أن تظهر هنا (علي الأرض) من كان هناك (في السماء) ليعطيك المجد؟ لأنه فيك (خلالك) كل الأمجاد، ومن كان هناك ليباركك حيث منك تأتي كل البركة؟" (97).
وجاء فيه هذه الطلبة: "استمع إلينا أيها الآب البار كما استمعت لابنك الوحيد وأخذته إليك" (98).
إنجيل مريم المجدلية، إنجيل مريم:-
وقد كتب هذا الكتاب فيما بين نهاية القرن الثاني وبداية الثالث، وتوجد له ترجمة إلى القبطية ترجع للقرن الخامس، ويوجد ضمن مجموعة جون رايلانذ بمنشتسر، ويصور مريم المجدلية في صورة التلميذة المحبوبة من المخلص أكثر من غيرها، بل الأكثر شجاعة من التلاميذ والرسل جميعًا! والأكثر إدراكًا وحفظًا لكلامه، والتي سمعت منه ما لم يسمعه تلاميذه الآخرون من أسرار ملكوت الله، والرائية التي رأت المخلص في عالم النور والروحيات والسماويات، بل والأكثر ثقة وشجاعة من كل التلاميذ والرسل! ويزعم أنه بعد أن أمر المخلص تلاميذه بالكرازة في العالم أجمع حزنوا وبكوا!! فشجعتهم وطمأنتهم وشرحت لهم ما لم يشرحه المخلص لغيرها: "لكنهم حزنوا. وبكوا بكاءً شديدا، قائلين كيف نذهب لغير اليهود ونبشر بإنجيل الملكوت بابن الإنسان؟ فإن لم يحفظوه كيف سيحفظوننا؟ ثم وقفت مريم، وحيتهم جميعا. وقالت لإخوتها، لا تبكوا ولا تحزنوا ولا تتحيروا، لأن نعمته ستكون معكم بالكامل وستحميكم. لكن بالحري، دعونا نمجد عظمته، لأنه أعدنا وجعلنا للناس. وحين قالت مريم هذا. شعروا بالطمأنينة في قلوبهم، وبدأوا بمناقشة كلمات المخلص. قال بطرس لمريم، أختاه نعلم أن المخلص احبك أكثر من أي امرأة أخرى. قولي لنا كلمات المخلص التي تذكرينها وتعرفينها، ولم نسمعها من قبل. أجابت مريم وقالت، ما هو مخفي عليكم سأطالب به من أجلكم. وبدأت تقول لهم هذه الكلمات: أنا، رأيت الرب في رؤيا وقلت له، يا رب لقد رأيتك اليوم في رؤيا، فرد قائلا لي، مباركة أنت لأنك لم ترتعشي لرؤيتي. لأنه حيث يكون العقل يكون الكنز. قلت له، يا رب، كيف يرى الرؤيا من يراها، من خلال الروح أم من خلال النفس؟ أجاب المخلص وقال، لا ترى من خلال الروح أو النفس، ولكن العقل الذي بين الاثنين هو الذي يرى الرؤيا وهي [...].
كتاب الحكمة، حكمة الإيمان:-
Pistis Sophia. والذي يسمى أيضًا بحكمة الإيمان: وترجع أقدم خمس مخطوطات متبقية له لما بين 250 و300م(99)، وتعليمه غنوسي شديد الغموض يتكلم عن الأنثى الغنوسية الإلهية، صوفيا (Sophia) أو الحكمة، ذات الوجوه والأسماء العديدة فيصورها أحيانًا متوافقة مع الروح القدس، ويقول أنها هي أيضًا الأم الكونية، أم الحياة أو الأم المتألقة، القوة في الأعالي، ذات اليد اليسرى (كمضادة للمسيح الذي يفهم على أنه زوجها ذو اليد اليمنى)، كالواحدة صاحبة الرفاهية زوجة الذكر، كاشفة الأسرار الكاملة، الرحم، العذراء، قديسة الروح كلومبا (Columba)، الأم السمائية، الواحدة العجيبة أو الينا (Elena - التي القمر والصمت) المصورة كنفس (Psyche) العالم والمظهر الأنثوي للوجوس (الكلمة - Logos).
وهو عبارة عن كتابين: يبدأ الكتاب الأول منه بالحديث عن قيامة الرب يسوع المسيح من الموت "بعد أن قام يسوع من الموت". ويقول عن ظهور المسيح في شكل جسد أنه تجلى لتلاميذه بما فيهم أمه العذراء القديسة مريم ومريم المجدلية ومرثا وأخذ يتكلم معهم عن طبقات وحكام السموات: وقال له التلاميذ أيضًا: أخبرنا بوضوح كيف جاءوا من العوالم غير المرئية من عوالم الخلود إلى عالم الموت؟ فقال المخلص الكامل: ابن الإنسان توافق مع الحكمة (صوفيا) رفيقته وأظهرا نورا مخنثا عظيما، تعين اسمه الذكري "مخلص" منجب كل الأشياء. وتعين أسمه الأنثوي صوفيا منجبة كل الأشياء. والتي يدعوها البعض Pistis".
ويتحدث في الثاني عن صعود الرب يسوع المسيح إلى السموات ويروي أفراح السماء بصعوده إليها واضطراب كل قوات السماء. ثم يتحدث عن ظهوره لتلاميذه "ثم انفتحت السموات.. ورأوا يسوع وقد نزل وبهاؤه (أشرافه) ساطع جدا وكان نوره لا يقاس.. ولم يستطع البشر في العالم أن يصفوا النور الذي كان عليه"، ثم يروي خوف التلاميذ واضطرابهم لرهبة هذا المنظر "ولما رأي يسوع، الرحيم والحنان أن التلاميذ في غاية الاضطراب. قال لهم: تهللوا أنا هو لا تخافوا.. ثم سحب بهاء نوره، عندئذ تشجع التلاميذ ووقفوا أمام يسوع وخروا معا وسجدوا له بفرح وابتهاج عظيم".
كاهن كنيسة العذراء الأثرية بمسطرد
من كتاب هل هناك أسفار مفقودة من الكتاب المقدس؟
المزيد
26 ديسمبر 2018
العالم محتاج السلام
علي الرغم من كل ما في العالم من كنوز, ومن خيرات لا تحصي, ومن نتائج كثيرة لنمو العلم و المخترعات, ومن نتائج عجيبة للمدنية والحضارة والعلم ومع ذلك فإنه محتاج ولعلنا نسأل إلي أي شيء هو محتاج؟! العالم محتاج إلي السلام وإلي الهدوء, فإلي أي مكان نذهب إليه نجد احتياج العالم إلي السلام, في هذا الجو المضطرب, والذي يموج بالاختلافات في كل بلد وفي كل مكان حتى إنك لا تتصفح الجرائد في أي يوم, إلا وتجد أخبار الصحف الرئيسية عن مشاكل العالم جملة, وعن المشاكل المحلية في كل بلد تجد هذا في العناوين الرئيسية فإن دخلت إلي التفاصيل تجد ما هو أبشع نعم هذا هو العالم الذي خلقه الله في سلام وفيه كان يعيش أبونا آدم في سلام حتى مع الوحوش كانت في سلام معه, ويعيش هو في سلام معها, وتأتي إليه ويسميها بأسماء وبنفس الوضع كان يعيش أبونا نوح مع الوحوش في الفلك ويهتم بها ويغذيها, ويتعهدها بالرعاية وإن كان السلام هكذا, فإن الله قد أوصانا قائلًا: وأي بيت دخلتموه, فقولوا سلام لأهل هذا البيت، ونص الآية هو: "وَأَيُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فَقُولُوا أَوَّلًا: سَلاَمٌ لِهذَا الْبَيْتِ." (إنجيل لوقا 10: 5) وهكذا عندما كنت أزور أي بيت من بيوت أولادنا في المهجر, كانت أول عبارة أقولها عندما تخطو قدماي باب بيتهم, كنت أقول: قال الرب: وأي بيت دخلتموه فقولوا سلام لأهل هذا البيت والسلام معروف في كل تحياتنا مع بعضنا البعض فإن حضر أحد من سفر نقول له: حمدا لله علي السلامة وإن سافر, نقول له: مع السلامة, وإن وقع علي الأرض, نقول له: سلامتك. وأي اجتماع رسمي, نبدأه بالسلام الجمهوري.
والسلام علي أنواع ثلاثة: سلام مع الله, وسلام مع الناس, وسلام داخل النفس, في الفكر وفي القلب, ما بين الإنسان وبين نفسه, ولذلك فالإنسان البار هو في سلام مع الله أما إذا بدأ بالخطية يبتعد عن الله, حينئذ يفقد سلامه الداخلي, ويحتاج أن يصطلح مع الله بالرجوع إليه. غير المؤمن يصطلح مع الله بالإيمان وحياة البر.
أما المؤمن الخاطئ, فيصطلح مع الله بالإيمان وحياة البر وإلهنا المحب الغفور يكون مستعدًا لقبول ذلك الصلح, إذ يقول: ارجعوا إلي أرجع إليكم ويأتي هذا السلام أيضا بحفظ الله للإنسان: كما يقول: "وَهَا أَنَا مَعَكَ، وَأَحْفَظُكَ حَيْثُمَا تَذْهَبُ" (سفر التكوين 28: 15) أحفظك من حروب الشياطين, ومن الناس الأشرار وأحفظك من حروبك الداخلية, وأحفظ دخولك وخروجك.. وينضم إلي هذا المزمور وعود الله الكثيرة, كقوله: "هَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ». آمِينَ." (إنجيل متى 28: 20) وقوله عن الكنيسة: إن "أَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا." (إنجيل متى 16: 18).
نقطة ثانية وهي سلام مع الناس, فيها يسلم الناس علي بعضهم البعض ليس فقط بالأيدي وإنما بالقلب والشعور أيضًا وإن كانت بينهم خصومة من قبل فإنهم يتصالحون. ولأنه قد يبدو من الصعب أن تصطلح النفس مع كثير من الأعداء والمقاومين, فإن الكتاب يقول: إن كان ممكنا, فعلي قدر طاقتكم سالموا جميع الناس, وقيل علي قدر طاقتكم فإن هناك أشخاصا تحاول أن تسالمهم وهم لا يريدون إما بسبب طباعهم, أو بسبب سلوكك الطيب يكشف سلوكهم الرديء, أو لأنهم يحسدونك بسبب نجاحك, أو بسبب تدبير أو بسبب تدابير معينة يدبرونها, أو لأي سبب آخر فهؤلاء أيضًا سالمهم حسب طاقتك وإن وجد خلاف فلا يكن بسببك أنت.. قد يعاكسك الغير.. ولكن لا تبدأ أنت بالخصومة تكن حساسًا جدًا من جهة احتمال أخطاء الغير, كن واسع الصدر حليمًا وتذكر أنه قيل عن موسي النبي: "وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ." (سفر العدد 12: 3)
إن بدأ الغير بالخصومة فاحتمل, فقد قيل في الكتاب: "لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 19).. "لاَ تُجَازُوا أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 17). لذلك ابعد عن الغضب. ولا تعط فرصة لأحد أن يستثيرك فتخطئ واسمع هذه النصيحة الغالية: "لاَ يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ اغْلِبِ الشَّرَّ بِالْخَيْرِ." (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 21).. واعرف أن الذي يحتمل هو الأقوى.. أما الذي لا يستطيع أن يحتمل فهو الضعيف. لأنه لم يقدر علي ضبط نفسه.
† لا تطالب الناس بمثاليات لكي تستطيع التعامل معهم. نعم, بل تعامل معهم كما هم, وليس كما ينبغي أن يكونوا, وإلا فربما يأتي عليك وقت تختلف مع الجميع, إننا نقبل الطبيعة كما هي: الفصل المُمْطِر, والفصل العاصِف, والفصل الحار.. دون أن نطلب من الطبيعة أن تتغير لترضينا.. فلتكن هذه معاملتنا لمن نقابلهم من الناس, إنهم ليسوا كلهم أبرارًا أو طيبين. كثير منهم لهم ضعفات, ولهم طباع تسيطر عليهم, إنهم عينات مختلفة, وبعضها مثيرة, فلتأخذ منهم بقدر الإمكان موقف المتفرج وليس موقف المنفعل, وعاملهم حسب طبيعتهم بحكمة, ولكن احترس من معاشرة الأشرار الذين قد يجذبونك إلي الخطيئة معهم, "إِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 33).
النقطة الأخيرة هي السلام داخل النفس, أي السلام داخل القلب والفكر, والذي عنده مثل هذا السلام, يظهر أيضا هذا السلام في ملامح وجهه. فنجد أن ملامحه مملوءة سلامًا, ويستطيع أن يشيع السلام في نفوس الآخرين, وفي وجوده, يكون الجو مملوءًا سلامًا, ويكون مملوءا أيضا اطمئنانًا وذلك بسبب عمل الله معه, وعمل الله فيه أما الذي يفقد سلامه الداخلي, فإنه يقع في الاضطراب والخوف والقلق والشك.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
25 ديسمبر 2018
دعوة الخدمة
الدعوة للخدمة في كرم الرب هي بلا شك دعوة مفرحة، تحمل في طياتها فرح الشركة في عمل الرب، وفرح كسب النفوس للمسيح، وفرح المشاركة في بهجة السماء بخلاص النفوس. ودعوة الخدمة في الكنيسة هي دعوة لا تخص فئة معينة من المؤمنين بل تخص كل المؤمنين، فكل من يصبح عضوًا في جسد الرب لابد أن يكون له عمل في كرم الرب، ولكن دعوة الخدمة تختلف من إنسان لآخر بحسب الرسالة التي يعطيها الرب لكل عضو في الكنيسة، فالرب قد اختار إبراهيم ودعاه للخروج ليكون أمة عظيمة ويأتي من نسله المخلص، بينما دعا إرميا ليقلع ويغرس ويهدم ويبني وينذر الشعب للتوبة، واختار بطرس ليكون صيادًا للناس، بينما اختار بولس ليحمل اسمه أمام ولاة وملوك... نعم كل الدعوات هي لمجد الله وانتشار ملكوته، لكن لكل دعوة هناك رسالة محددة تُوجَّه لصاحبها.. ورغم اختلاف رسالة كل منا إلّا أن دعوة الخدمة يميزها عدة أمور..1) قبول الدعوة: فيسوع كان دائمًا يدعو الجميع، لكن دعوة الخدمة كان لابد أن يقابلها مشاعر إحساس بالمسئولية وقبول للدعوة التي يقدمها الرب. فيسوع دعا تلاميذه من على شاطئ بحيرة طبرية، وهم بكل حب قبلوا دعوته وتركوا شباكهم ومراكبهم وصيدهم الكثير وتبعوه. وشاول الطرسوسي وجّه له الرب دعوة أن يحمل اسمه وأن يتألم من أجله، وهو بكل خضوع قبل الدعوة رغم صعوبتها وعاش لأجلها. أمّا الشاب الغني الذي دعاه الرب ان يبيع كل ما له ويتبعه، فقد تعثّر ولم يستطع أن يقبل دعوة الرب له، ففقد رسالته!2) الدعوة تحتاج أن نقبلها بلا شروط: فدعوة الرب للإنسان تحتاج إلى قلب يعرف أن يقول «هأنَذا أرسِلني»، رغم أنه قد لا يعرف كل أبعاد الدعوة، وربما يجهل كل تفاصيلها، إلّا أن الدعوة تحتاج من الإنسان أن يقبلها بلا شروط، فلا يطلب شروطًا لسد احتياجاته، ولا للعمل. فمن يطلب الشروط يظن أنه موظف، أمّا دعوة الرب للخدمة فتحتاج أن يقبل الإنسان دعوته بالإيمان وبلا شروط.. فيسوع دعا بطرس ليتبعه ويكون صيادًا للناس، ولكنه لم يعرف أنه لن يملك مقدار الجزية المطلوب منه ولم يعرف كيف يسدّدها الرب عنه.. أو أنه سيُحكَم عليه يومًا بالصلب مُنكّس الرأس. شاول دُعِي ليحمل اسم الرب ويكرز به، ورغم أنه أراد أن يخدم اليهود، إلّا أن الرب اختار له أن يخدم بين الأمم، وكان عليه أن يقبل بلا شروط.3) الدعوة تحتاج لطاعة كاملة: فالدعوة تحتاج أن يقبلها الانسان بطاعة كاملة ويسلك بحسبها، فلا يقبلها الإنسان بقلبين ويعرج بين الفرقتين ليتشبّه بالعالم وهو يخدم الرب، وبينما هو يخدم يمشي مع التيارات المحيطة ليرضي العالم ويرضي الله في ذات الوقت، فالرب علّم تلاميذه إنه لا يستطيع أحد ان يخدم سيدين.. فلا يجب على الإنسان أن يقبل الدعوة بقلب منقسم.4) الدعوة بلا شك تحمل وعودًا من الرب لصاحبها: فقد وعد الرب إبراهيم أن يجعله بركة وأن يكون أمة عظيمه. ووعد إرميا أنه يواجه محاربات من الشعب لكنهم لا يقدرون عليه. ووعد بطرس أن يصير صيادًا للناس. ووعد بولس أن يكون له إناءً مختارًا. ولا شك أن دعوة الرب دائمًا تحمل لكل مدعو بركات عظيمة، أعظمها أنه حيث يكون هو يكون أيضًا خادمه.5) أخيرًا يحتاج صاحب الدعوة أن يقبل الآلام: فإبراهيم الذي وعده الرب بأرض تفيض لبنًا وعسلًا، كان الجوع أول آلامه، ورغم أنه قبل وعدًا بأن يكون أمة، انتظر عشرات السنوات ليكون له ابن. وبولس الذي وُعِد أن يحمل اسم الرب أمام الملوك والولاة، قضى سنوات من عمره في السجون، وانكسرت به السفن، ورُجِم، وقضي في عمق المياه فترات صعبة.. الخ، لكنه قبل دعوته بكل طاعة. لذلك في كل دعوة نحتاج أن نهيئ أنفسنا لقبول آلام الطريق، متذكرين قول الكتاب: «لأَنَّهُ قَدْ وُهِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِيحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأَجْلِهِ» (في1: 29).
نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد