المقالات

09 فبراير 2019

لاهُوتُ الوَقْتِ للوَقْتِ عَلاَمَةٌ

في أي امتحان يكون للوقت علامة، بحيث تكون الإجابة الصحيحة بعد انقضاء الموعد المحدد بلا معنى، لأنها أتت في الوقت الضائع، وبالتالي يكون للوقت الحاسم في تحديد العلامة المؤشر الدقيق للمستوى الذي يؤهل الممتحن للوصول إلى أعلى مستوى. لذلك بكل الجهد نفتدي الوقت، كما نصلي قائلين: (تُوبي يا نفسي ما دُمتِ في الأرض ساكنة) لأن هذا العمر ليس ثابتًا وهذا العالم ليس مؤبدًا. علامة وقتنا هي أعمال الملكوت؛ من دون التعريج بين محبة الله ومحبة العالم؛ إذ لا يمكن أن تنظر إلى السماء بعين وتكون العين الأخري ناظرة إلى الأرض في نفس الوقت؛ حتى تبلغ الشرارة مكان زيت النعمة، وتخرج قوة عظيمة من أيادينا، ولا نسلم إناءنا ليد عدونا الشرير، الذي يزأَر ليُلهينا حتى يختطف إناءنا، التي هي أشواقنا الصالحة التي يجب أن تخدم الله نهارًا وليلاً وكل الأوقات. فعلامة وقتنا هو امتحاننا وسلوكنا على طريق الملك، محروسين بعناية الملائكة القديسين ليلاً ونهارًا، مع كل السالكين بالنهار وبالليل، الذين يجتهدون من أجل حفظ نفوسهم من عثرة المهالك، فيكون تعب جهادنا حلوًا وشهيًا بلا ملل ... لأن الطوبىَ لمن يبقى في تعبه فرح القلب؛ ويدوم فيه بلا تكلف حتى باب الفردوس المفتوح. وكل واحد عمله محسوب له، إن كانت خدمة أو صلاة أو ميطانيات أو عمل خير أو ليتورجيا، فحتى الكلمة الواحدة التي يقولها الإنسان بالمحبة المسيحية في شأن الله للتعزية ... هذا كله محسوب؛ لأن مخلصنا لا يظلمنا بشيء، وكل شيء سوف يُستعلن لنا وقت خروج النفس من الجسد . الإنسان مدعو في حياته الأرضية أن يجعل من الزمن الحاضر وسيلة لتذوق الأبديات، على مسار تصاعد الزمن، لملاحظة علامة الوقت بحرص والالتفات لتحويل بصره في انتباه نحو الوقت المقبول، لأن اليوم يوم خلاص، ويوم غرس وزرع وجمع للحصاد وتخزين، فيكون خلاصنا دائمًا موضع سعي وإكمال، ولا سطوة للزمن علينا، بل يكون الزمن خاضعًا لنا، نقر ونختار مصيرنا، متحررين من المفهوم الدائري للزمن، متجهين إلى أبديتنا في اليوم الثامن الجديد. نملأ آنيتنا زيتًا دون أن نهمل فيها ثقبًا، حتى نصل إلى نهاية سعينا التي هي (علامة للوقت)؛ لئلا يصير الإناء فارغًا مما فيه، بل نحيا أمناء للوصية؛ لأن الله مخفي فى وصاياه، حتى يقبل تعبنا منا ولا يضيع ... حريصين على حالنا مميزين أعمالنا، ولا يلحقنا تفريط. عالمين أن التوبة قائمة الآن ومستعدة، وكل الفضائل تلحقها مثل السلسلة لكل من يجاهد فيها. وشأن التوبة جليل وعظيم، وهي حسنة العاقبة إلى الأبد، كسُلّم خيرات الحياة الدائمة. فنحيا ونجتاز وقتنا دون غفلة ولا استرخاء ولا دفن للوزنات ولا انعدام للنعمة بترك العلل والمطامع في نفوسنا، حتى نمضي إلى الرب بدالة، ووجوهنا مكشوفة وأعمالنا نيّرة؛ كي نستحق الدخول إلى أورشليم السمائية . لكننا لن نقوي على اجتياز الوقت، إلا بقوة ونعمة الله المقدسة، لا نميل يمنة ولا يسرة؛ بل نسلك في الطريق المستقيم كأولاد للنور، بذبيحة الروح المنسحق الخاضع لترتيب الروح القدس، والارتماء على الله والثقة به؛ لأن عنده طعام الفرح وخبز الخلود؛ ومَصل عدم الموت ونبع الخلاص وماء الحياة وحلاوة كل الحلاوة . إيماننا هو منبع التقوي، لذلك منذ الآن ينبغي أن يكون كل واحد منا كنيسة لله، لكي نرسل إلى فوق المجد والإكرام للثالوث الاقدس، باعترافنا بالإيمان الأرثوذكسي. مهتمين بكرمنا في أوان الإثمار؛ حتى لا ندع الثعالب المفسدة تُتلفه، وبشجرة حياتنا لئلا يبدد طرحها طيور السماء، وبكنزنا حتى لا ينقبه السارقون، وبمركبنا التي وسقت الخيرات الملكية لئلا يفسد العدو خطتها ... متمنطقين كجنود بأس في ميدان الركض، حتى يأتي وقتنا لنقول عند علامة النهاية يا ربي يسوع المسيح في يديك أستودع روحي .. القمص أثناسيوس چورچ كاهن كنيسة مارمينا – فلمنج - الاسكندرية
المزيد
15 أكتوبر 2019

السيد المسيح في سفر التكوين - أخنوخ البار

مسيحنا قبل الزمان، وهو كائن قبل إبراهيم وكل الأيام، لأنه بالحقيقة الله الأزلي، لذلك فنحن نراه مختبئًا بين السطور في فصول العهد القديم دعنا نستكمل مسيرة البحث عنه، واكتشافه في سفر التكوين من خلال الأحداث والآيات والرموز والشخصيات.. أخنوخ البار معروف أن أخنوخ لم يمت ولكن الله نقله إلى السماء حيًّا "سارَ أخنوخُ مع اللهِ، ولم يوجَدْ لأنَّ اللهَ أخَذَهُ" (تك5: 24) لقد كان سن أخنوخ حينما رُفع إلى السماء 365 سنة (تك5: 23)، وهذا الرقم هو عدد أيام السنة الكاملة وكأن الكتاب يقول لنا إن أخنوخ عاش حياة كاملة غير ناقصة وفي نهايتها أُصعد إلى السماء إنه رمز للمسيح الحي الذي عاش بيننا على الأرض حياة كاملة ثم بعد موته صعد إلى السماء بقوة لاهوته وبمجده الذاتي لقد كان قتل هابيل رمزًا لموت المسيح على الصليب، وكذلك صعود أخنوخ حيًّا كان أيضًا رمزًا لحياة المسيح وصعوده إلى السماء حيًّا، فالرمز لا يمكن أن يكتمل في شخص واحد المسيح وحده هو الذي تجتمع فيه جميع المعاني ويكشف لنا معلمنا بولس الرسول سر هذا الإصعاد وهو الإيمان "بالإيمانِ نُقِلَ أخنوخُ لكَيْ لا يَرَى الموتَ، ولم يوجَدْ لأنَّ اللهَ نَقَلهُ إذ قَبلَ نَقلِهِ شُهِدَ لهُ بأنَّهُ قد أرضَى اللهَ. ولكن بدونِ إيمانٍ لا يُمكِنُ إرضاؤُهُ، لأنَّهُ يَجِبُ أنَّ الذي يأتي إلَى اللهِ يؤمِنُ بأنَّهُ مَوْجودٌ، وأنَّهُ يُجازي الذينَ يَطلُبونَهُ" (عب11: 5-6) فأخنوخ البار كان يؤمن الله، ويؤمن بمجيء الفادي الذي يعطينا الحياة، لذلك أعطاه الله الحياة عربونًا لكل البشر وشهادة لكل التاريخ، وإعلان أنه توجد حياة أخرى ليست الحياة هي هنا فقط على الأرض، بل هناك حياة أبدية تنتظر البشر عندما يتركون هذه الأرض وهذه الحياة الأبدية هي المسيح "وهذا هو الوَعدُ الذي وعَدَنا هو بهِ: الحياةُ الأبديَّةُ" (1يو2: 25)، "فإنَّ الحياةَ أُظهِرَتْ، وقد رأينا ونَشهَدُ ونُخبِرُكُمْ بالحياةِ الأبديَّةِ التي كانَتْ عِندَ الآبِ وأُظهِرَتْ لنا" (1يو1: 2) ويذكر معلمنا يهوذا الرسول نبوة عن أخنوخ لم ترد في أسفار العهد القديم، لكن كانت محفوظة في التقليد الشفاهي اليهودي حيث يقول: "وتنَبّأَ عن هؤُلاءِ أيضًا أخنوخُ السّابِعُ مِنْ آدَمَ قائلاً: هوذا قد جاءَ الرَّبُّ في رَبَواتِ قِديسيه" (يه14) وهنا يكشف الكتاب عن أن أخنوخ كانت له روح النبوة، رمزًا للسيد المسيح الذي أخبرنا بكل مشيئة الآب "أنا أظهَرتُ اسمَكَ للنّاسِ الذينَ أعطَيتَني مِنَ العالَمِ" (يو17: 6)، "لأنَّ الكلامَ الذي أعطَيتَني قد أعطَيتُهُمْ" (يو17: 8)، "وعَرَّفتُهُمُ اسمَكَ" (يو17: 26)، "لا أعودُ أُسَميكُمْ عَبيدًا، لأنَّ العَبدَ لا يَعلَمُ ما يَعمَلُ سيدُهُ، لكني قد سمَّيتُكُمْ أحِبّاءَ لأني أعلَمتُكُمْ بكُل ما سمِعتُهُ مِنْ أبي" (يو15: 15)، "لأني لم أتكلَّمْ مِنْ نَفسي، لكن الآبَ الذي أرسَلَني هو أعطاني وصيَّةً: ماذا أقولُ وبماذا أتكلَّمُ" (يو12: 49) فالسيد المسيح هو الله بالحقيقة، ولكن أيضًا بتجسده صار إنسانًا، وكإنسان حقيقي صار له وظيفة النبوة حيث يخبرنا بكل مشيئة الآب وقد ذكر معلمنا يهوذا أن أخنوخ هو السابع من آدم.. لأن رقم سبعة يدل على كمال الزمان حيث إن الزمن مقسم إلى أسابيع. وكأنه يقول إن أخنوخ يرمز إلى كمال الزمان، لكي يأتي بعده (الثامن) الذي هو بداية الزمان الجديد أي الأبدية السعيدة مشيرًا إلى السيد المسيح الذي بقيامته وصعوده إلى السماء فتح لنا باب السماء وصرنا – فيه وبه – لنا الحق أن نصعد مثله ونسكن هناك بعد القيامة العامة.. إن ثبتنا في الإيمان به والمحبة والعمل بوصاياه ليتنا نسير مع الله مثلما سار أخنوخ، ونعيش أمام الله حياة كاملة مقدسة بالإيمان وبإرضاء الله، ويكون ذهننا مرتبطًا بالسماء كمثل أخنوخ الذي استحق أن ينقله الله حيًّا إلى السماء.. "فإنْ كنتُم قد قُمتُمْ مع المَسيحِ فاطلُبوا ما فوقُ، حَيثُ المَسيحُ جالِسٌ عن يَمينِ اللهِ. اهتَمّوا بما فوقُ لا بما علَى الأرضِ" (كو3: 1-2). وهذا يؤهلنا أن نتمجد مع المسيح في محبته بحسب نبوة أخنوخ "قد جاءَ الرَّبُّ في رَبَواتِ قِديسيهِ" (يه14)، "مَتَى أُظهِرَ المَسيحُ حَياتُنا، فحينَئذٍ تُظهَرونَ أنتُمْ أيضًا معهُ في المَجدِ" (كو3: 4) ليتنا ندرك مع أخنوخ أن الحياة ليست هي هذه الأرض فقط بكل طموحاتها وشهواتها العابرة وليس كل شيء هو هذا الجسد بمطالبه ورغباته وشهواته إنما هناك حياة أخرى جديرة بالاهتمام والانشغال والتعلق "لأنَّكُمْ قد مُتُّمْ وحَياتُكُمْ مُستَتِرَةٌ مع المَسيحِ في اللهِ" (كو3: 3). ربي يسوع.. دعني أُميت شهوات العالم في جسدي وحياتي. وأعيش مكرسًا لك كأخنوخ البار. ويتعلق قلبي بكَ هناك في السماء. وتصير طموحاتي سمائية. ورغباتي روحانية. ولا أشبع إلاّ بكَ. وبكل ما هو سمائي وروحاني. ولتنقلني إلى ملكوت مجدكَ. لأكون هناك فيكَ وبكَ لأستريح. نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
05 أغسطس 2019

رموز العذراء مريم في العهد القديم

خيمة الاجتماع: هي العذراء التي هي مسكن الله مع الناس (خر25:8-9) لذلك سميت بالمسكن حيث كان الله فيها يتجلي ويكلم موسي والكهنه . وكانت الخيمه مقامه بين اسبط بني اسرائيل الاثني عشر."ثم غطت السحابه (مجد الله ) خيمه الاجتماع وملا بهاء الرب المسكن فلم يقدر موسي ان يدخل خيمة الاجتماع لان السحابه حلت عليها وبهاء الرب ملا المسكن " (خر 40:35) فهي قدس لاقداس التي دخل فيها وخرج رئيس الكهنه الاعظم مرة واحدة (عب 8-1) وفي ثيوطوكية الاحد تقول عن العذراء"من يقدر ان ينطق بكرامة القبه التي صنعها موسي النبي علي جبل سيناء؟ شبهوك بها يا مريم العذراء القبه الحقيقية التي في داخلها الله" تابوت العهد: فكان يحمل عصوين واحدة لموسي واخري لهارون أما العذراء فقد حملت من صلب علي عصوين متعارضين الا وهما خشبتا الصليب (خر25 :16) وتابوت العهد العتيق حوي قسط المن اما العذراء فكانت قسطا للمن الجديد السماوي الذي لا يموت اكله (يو :38-42) فتابوت العهد مكث في بيت عوبيد ادوم ثلاث شهور قبل ان يكون فى بيت داود النبي والقديسه مريم العذراء الحاملة الرب الاله مكثت في مدينة اليهوديه ثلاث شهور. كان حمل التابوت يبعث الفرحه في الشعب " وكان داود يرقص بكل قوتة امام التابوت(2صم 6) وهكذا وصول العذراء بعث في اليصابات الفرح(لو1 :44) في ثيوتوكية الاحد "شبهت القديسة مريم بتابوت العهد المصنوع من الخشب الذي لا يسوس مغشي بالذهب من كل ناحيه وانت يا مريم العذراء متسربلة بمجد اللاهوت من الداخل والخارج " فالعذراء هي تابوت الله الحقيقي الحامله المن الحقيقي يسوع المسيح وتقول ثيؤطوكية الاربعاء " تكلموا بكرامات من أجلك يا مدينة الله لانك انت مسكن جميع الفرحين " والعذراء مريم هي الغطاء رمز الكنيسه حيث يجلس الله علي عرش رحمته وسط شعبه وهي ممتلئه بالخليقه السماويه وتقول ثيئوكوكيه الاحد "كاروبا الذهب مصوران علي الغطاء باجنحتهما كل حين يظللان علي موضع الاقداس في القبه الثانيه وانت يا مريم العذراء الوف الوف وربوات ربوات يظللان عليك مسبحين خالقهم وهوفي بطنك هذا الذي اخذ شبهنا ..." قسك المن: قد قال الرب يسوع عن نفسه" انا هوخبز الحياة الذي نزل الي السماء ليس كما اكل اباؤكم المن في البريه وماتوا, هذا هو الخبز الذي نزل من السماء لكي يأكل منه الانسان .أن اكل احد من هذا الخبز يحيا الي الابد والخبز الذي انا اعطيه هو جسدي الذي ابذله من أجل حياة العالم" ( يو6 : 49 ) وفي ثيوتوكية الاحد "انت هي قسط الذهب النقي المن المخفي في داخله خبز الحياة الذي نزل الينا من السماء واعطي الحياة وانت ايضا يا مريم العذراء حملت في بطنك المن العقلي الذي اتي من الاب " المنارة الذهبيه: في ثيؤطوكيه الاحد " انت المناره الذهبيه النقيه الحامله المصباح المتقد كل حين الذي هو نور العالم غير المقترب منه ...الذي تجسد منك بغير تغيير ...كل الرتب العلويه لم تقدر ان تشبهك ايتها العذراء , أضاء لكل انسان اتي الي العالم لانه شمس البر ولدته وشفانا من خطايانا" العليقه المتقدة بالنار تتوقد ولم تحترق وقال الرب " اني رأيت مزلة شعبي الذي في ارض مصر وسمعت الي صراخهم .... فنزلت لاخلصهم من أيدي المصريين (خر3:2-10 ) ثيؤطوكيه يوم الخميس : العليقة التي رأها موسي النبي في البريه والنار مشتعله فيها ولم تحترق اغصانها هي مثال العذراء مريم غير الدنسه الهادئه التي تجسد منها كلمة الاب ونار لاهوته لم تحرق بطن العذراء وانت بعد ما ولدتيه بقيت عذراء" عصا هارون: "وفي الغد دخل موسي الي خيمة الشهادة وأذا عصا هارون لبيت لاوي قد أفرخت فروخا وأذهرت زهرا وانضجت لوزا "(عدد 17 :8 ) العصا التي افرخت هي مثال العذراء التي ولدت الله بدون زرع بشر ثيؤتوكية الاحد " مرتفعه انت بالحقيقة اكثر من عصا هارون ايتها الممتلئه نعمة ما هي العصا الا مريم لانها مثال بتوليتها حبلت بغير مباضعه ابن العلي الكامه الذاتي" سلم يعقوب: العذراء هي الواسطه التي جعلت هناك علاقه بين السماء والارض وبقدسيتها استحقت ان تلد الرب يسوع الوسيك بين الله والناس في ثيؤطوكيه الثلاثاء "انت هي السلم الذي راة يعقوب ثابت علي الارض ومرتفع الي السماء والملائكه نازلون عليه " الجبل العقلي: ثيؤطوكية الثلاثاء " كلمة الله الاب الحي الذي نزل ليعطي الناموس علي جبل سيناء هوايضا نزل عليك ايها الجبل العقلي الناطق ... هذا هو الحجر الذي راة دانيال قد قطع من جبل ولم تلمسه يد انسان البته هوالكلمه الصادرة من الاب اتي وتجسد من العذراء بغير زرع بشر حتي خلصنا " راجع (دا 2 :34 ) وهناك رموز اخري : باب حزقيال: (حز44 :2) "فَقَالَ لِيَ الرَّبُّ: [هَذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقاً, لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ, لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقاً. اَلرَّئِيسُ الرَّئِيسُ هُوَ يَجْلِسُ فِيهِ لِيَأْكُلَ خُبْزاً أَمَامَ الرَّبِّ. مِنْ طَرِيقِ رِوَاقِ الْبَابِ يَدْخُلُ, وَمِنْ طَرِيقِهِ يَخْرُجُ». فلك نوح: وكما خلص نوح ومن معه بواسطة الفلك كذلك خلصنا نحن بتجسد الرب يسوع من العذراء مريم مدينه الله اورشاليم الجديدة: هي السماء الثانيه التي حوت في احشائها الله الكلمة شورية هارون: التي حملت جمر اللاهوت في احشائها السحابة المنيرةالتي يجلس عليها الرب الاله (اش 19) لوحا الشريعه: التي كتب عليها كلمة الله والعذراء حملت كلمة الله في احشائها سلم يعقوب: (تك 28:6-13) " وَرَأَى حُلْماً وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ وَهُوَذَا مَلاَئِكَةُ اللهِ صَاعِدَةٌ وَنَازِلَةٌ عَلَيْهَا وَهُوَذَا الرَّبُّ وَاقِفٌ عَلَيْهَا فَقَالَ: «أَنَا الرَّبُّ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ. الأَرْضُ الَّتِي أَنْتَ مُضْطَجِعٌ عَلَيْهَا أُعْطِيهَا لَكَ وَلِنَسْلِكَ." أسماء السيدة العذراء فى العهد الجديد - عذراء من الناصرة (لوقا27:1) - من حُييت من الـملاك جبرائيل (لوقا28:1) - الممتلئة نعـمة (لوقا28:1) - أم يسوع (لوقا31:1) - أم إبن العليّ (لوقا32:1) - أم إبن داود (لوقا32:1) -يأم ملك إسرائيل (لوقا33:1) - أم بفعل الروح القدس (لوقا35:1 و متى20:1) -آمـة الرب (لوقا 38:1) - أم عمانوئيل (متى 23:1) - من منها أصبح الكلـمة جسداً (يوحنا14:1) - من منهاِ ظهر الكلـمة بيننـا (يوحنا14:1) - المباركة بين النساء (لوقا41:1، يهوديت18:13) - أم الرب (لوقـا 43:1) - التى فرحت لأنها آمنتِ بـما قيل لها من قِبل الرب (لوقا43:1) - آمـة متواضعـة أمام الرب (لوقا48:1) - من تطوبها جميع الأجيال (لوقا48:1) - من منها صنع الرب العجائب (لوقا48:1) - من تحقق فيها وعد الله لإبراهيم (لوقا55:1) - أم اسحق الجديـد (لوقا37:1وتكوين14:18) - من ولدت إبنها البِكر فـى بيت لحم (لوقا7:2) - من قمّطت إبنها ولفّته ووضعته فى المزود (لوقا7:2) - إمرأة وُلد منها المسيح (غلاطية4:4 ومتى16:1) - أم الـمخلّص (لوقا11:2 ومتى21:1) - أم الـمسيّا (لوقا11:2 ومتى 16:1) - من وُجدتِ من الرعـاة مع يوسف وإبنها الـمولود (لوقا16:2) - من إحتفظت بكل شيئ فى قلبها (لوقا19:2) - من قدمتِ يسوع فـى الهيكل (لوقا22:2) - من فـى نفسها سيجوز سيف (لوقـا 35:2) - من وُجدتِ من المجوس مع الطفل يسوع (متى11:2) - من أخذها يوسف كمغتربة لأرض مصر (متى14:2) - من أخذت الطفل يسوع الى أورشليم فى عيد الفصح (لوقا42:2) - من بحثتِ عن يسوع لمدة ثلاثة أيام (لوقا46:2) - من وجدت الطفل يسوع ثانية فـى بيت أبيـه (لوقا46:2-49) - أم أطاعها يسوع فى الناصرة (لوقا51:2) - من صَحبت يسوع لعرس قانا الجليل (يوحنا1:2-2) - من قالت للخدام: "افعلوا كل ما يأمركم بـه"(يوحنا5:2) - من على يديهـا صنع يسوع أولى عجائبه الزمنية (يوحنا11:2) - من أتـممتِ إرادة الآب السماوي (متى50:12) - من إختارت النصيب الصالح كمريم أخت لعازر (لوقا42:10) - من طُوبّت لأنهـا سمعت كلام الله وحفظته فى قلبها (لوقا28:11) - أم وقفت تحت أقدام الصليب (يوحنا25:19) - من أصبحت أما للتلميذ الذى أحبه سوع (يوحنا26:19-27) - من كانت تصلّي مع الرسل فى العلّيـة (اعمال14:1) - إمرأة إلتحفت بالشمس (رؤيا1:12) - إمرأة توجت بإثنى عشر كوكباً (رؤيا12:1) - أمـاً للكنيسة المتألـمة (رؤيا2:12) - أم الـمسيـّا الـممجد (رؤيا5:12) - رمزاً لأورشليم السماويـة (رؤيا2:21) - نهر مـاء الحيـاة الخارج من عرش الله والحَمل (رؤيا1:22)
المزيد
27 أبريل 2019

سبت الفرح (يوم الرجاء)

في انتظار قيامة المخلص(1) باكر: يقول الكاهن صلاة الشكر أمام الهيكل ويرفع البخور النبوة: إش 55: 2-الخ. وأما أنتم فتأتون بفرح وتقبلون بالسرور (فرح القيامة) البولس 1 كو 5: 7-الخ لنعيد لا بالخمير العتيق ولا بخمير الشر والخبث بل بفطير البر والطهارة(2). المزمور 87: 4، مز 43: 23، 26، مز125: 2، 3 قم يا رب لماذا تنام حينئذ امتلأ فمنا فرحًا ولساننا تهليلًا. الإنجيل: مت 27: 62-66... فمضوا وضبطوا القبر وختموه مع الحراس. الثالثة: حزن صالبيه وألمهم أر 13: 15-22 أفلا تأخذك الأوجاع كالمرأة التي تلد وإن قلت كيف أصابني هذا فهو من أجل كثرة ظلمك. مز 15: 10، 11 لا تترك نفسي في الجحيم ولا تدع قدوسك يرى فسادًا (سيقوم المخلص بجسد ممجد لا يعتريه الفساد). الإنجيل:مت 16: 24-الخ الحق أقول لكم أن قومًا من القيام هاهنا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيًا في ملكوته (إشارة إلى قيامته وظهوراته لتلاميذه). الساعة السادسة: التمجد مع المخلص إش 50: 1-الخ، 51: 1-8 أنظروا إلى النور (نور القيامة) توكلوا على اسم الرب. تقووا بالله. مز 129: 1، 141: 7.. اخرج من الحبس نفسي لكي أشكر أسمك يا رب (نبوة عن قيامة المخلص من حبس وظلمة القبر). الإنجيل:مت5: 3-13 طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات افرحوا وتهللوا فإن أجركم عظيم في السماوات (تطويب وفرح وتهليل المتألمين من أجل المسيح). ملحوظة: بعد الساعة السادسة يقرأ الشعب سفر الرؤيا على الزيت المخصص لذلك (أبو غالمسيس)، وبعد قراءة سفر الرؤيا يدهن الكاهن الشعب بالزيت ثم يبدأون في صلوات: الساعة التاسعة: بعد أن يلبس الكاهن والشمامسة ملابس الخدمة الخاصة بالقداس الإلهي. إش 45: 15-20 أنت هو الله ولم نعلم يا اله إسرائيل المخلص: (فالمسيح هو إله إسرائيل الذي خلصهم بصلبه وموته عنهم). أر 31: 31-34 لأني أصفح عن ظلمهم ولا أذكر خطيتهم منذ الآن (المسيح مات لأخل خطايانا وقام لأجل تبريرنا) مز 40: 10، 5 وأنت يا رب ارحمني وأقمني (عن قيامة المخلص). الإنجيل:يو 5: 21-30 عن قيامة الأموات التي صارت قيامة المخلص برهانًا وعربونًا لها. فصول قداس سبت الفرح تتحدث كلها عن ثمار قيامة المخلص المرتقبة البولس 1 كو 15: 1-22 قيامة المسيح هي عربون قيامتنا. قد قام المسيح من بين الأموات وصار باكورة الراقدين كذلك في المسيح سيحيا الجميع كل واحد في رتبته. الكاثوليكون 1بط 1: 1-9 الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء دخول الحياة بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات، لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لأجلكم. الأبركسيس أع 3: 12-21 رئيس الحياة قتلتموه. هذا الذي أقامه الله (اللاهوت أقام الناسوت) من بين الأموات. هذا الذي نحن شهود له. (مز 3: 3، 5)، (مز 81: 8) أنا اضطجعت ونمت ثم استيقظت (موت المسيح وقيامته). الإنجيل:مت 28: 1-الخ بشارة الملاك للنسوة بقيامة المخلص.
المزيد
11 أغسطس 2018

الشفيعة المؤتمنة

"طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما... بل طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه" (لو 27:11،28). "طوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب" (لو 45:1). طوبى لمريم العظيمة التي "كانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها" (لو 19:2). طوبى لمن تكلمت بالروح القدس معلنة "هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني" (لو 48:1). نطوبك يا ذات كل التطويب لأنك بالحقيقة ارتفعت على كل السمائيين، وصرت سماء ثانية تحمل القدوس كالشاروبيم وأبهى. يا للعجب.. الأم الأعجوبة.. الأم والعذراء.. الأم والأَمَة.. الملكة والعبدة.. كيف لعقلي الصغير أن يستوعب هذه الأعجوبة. فتاة صغيرة تحمل في حضنها (يهوه).. أخبريني يا أمي كيف استوعبت الخبر.. وكيف احتملتِ الخبرة.. من تخافه الملائكة وترتعب أمامه القوات.. من يقف الكهنة أمامه بكل احتشام ويتطهرون عندما يكتبون اسمه.. كيف حملتيه أنت في بطنك وحضنك وكيف رضع من لبن ثدييك. خبريني يا عروس المسيح الباهرة كيف كان (يحبو) يسوع.. ومتى تكلم.. وكيف نطق الحروف الأولى.. أخبريني عن أسرار الملك، إذ أنه (شابهنا في كل شيء، ما خلا الخطية وحدها).. كان مثلنا "يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس" (لو 52:2) ولكنه كان "ينمو ويتقوى بالروح ممتلئاً حكمة وكانت نعمة الله عليه" (لو 40:2). اِحكي يا أم النور عن النور والبهاء الذي كان يحيط بطفلك العجيب.. وخبرينا عن المجد والوقار والرزانة والنعمة المنبعثة من شخصه القدوس.. طوباك يا مريم لأنك عاينت ما لم تره عين.. وخبرت ما لم يختبره إنسان وصدَّقتِ ما يفوق العقل.. وعقِلتِ ما يصيب بالذهول. إنني أقف من بعيد يحجبني الزمان السحيق والمكان البعيد... أقف مذهولاً من الأمر نفسه الذي استوعبتِهِ أنت وعشتِهِ. قلبي ولساني وعقلي وحواسي يتيهون.. وقلمي يعجز عن خط الكلمات.. مشاعري مختلطة ولا أستطيع الكلام أو أن أرتب العبارات.. لأنني مأخوذ ومشدود بسبب بهائك الكامل يا أم كل طهر وأصل البتولية. قالعذراء عروس الله.. "هاأنت جميلة يا حبيبتي. ها أنت جميلة عيناك حمامتان" (نش 15:1)، "كلك جميل يا حبيبتي ليس فيك عيبة" (نش 7:4)، "قد سبيت قلبي يا أختي العروس.. قد سبيت قلبي.. ما أحسن حبك يا أختي العروس.. شفتاك يا عروس تقطران شهداً، تحت لسانك عسل ولبن ورائحة ثيابك كرائحة لبنان، أختي العروس جنة مغلقة عين مقفلة، ينبوع مختوم" (نش 9:4-12). لم تكن العذراء فقط أم الله "طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما" (لو 27:11)، بل هي أيضاً عروس الله وصديقته التي كانت "تحفظ كلامه في قلبها" (لو 51:2)، لذلك فقد نالت الطوبيين "إن القديسة مريم استحقت التطويب من أجل إيمانها بالمسيح أكثر من كونها حبلت به، إن صلة أمومتها بالمسيح لم تعطها أي ميزة.. الميزة الحقيقية التي للقديسة مريم، هي في كونها حملت المسيح في قلبها كما في بطنها" أغسطينوس. لقد خضعت العذراء في حب وفرح "هاأنذا أمة الرب ليكن لي كقولك" (لو 38:1). واحتملت سيوفاً كثيرة "وأنت يجوز في نفسك سيف لتعلن أفكار من قلوب كثيرين" (لو 35:2). ولكنها في هذه كلها كانت أنموذجاً رائعاً للاحتمال والهدوء والوداعة.. ثم صاغت خبرتها هذه في عبارة نصيحة لكل الأجيال "مهما قال لكم فافعلوه" (يو 5:2). نعم يا أمي الطاهرة سأطيع أبنك وأخضع لتدبيره.. هوذا أنا عبد للرب ليكن لي كقولك وكتدبيرك لحياتي وكخطتك لي قبل أن أولد وليتمجد اسمك القدوس فيَّ وفى كنيستك. وأنت يا أمي المحبوبة.. أتوسل إليك يا حبيبتي العروس.. اسنديني بعطفك لكي أتمم مشيئة ابنك فيَّ.. ولكي أخضع لصوته الإلهي، دون تردد أو تذمر أو إحجام. وأتمم عمله فيَّ دون عائق أو مانع.. مجداً وإكراماً للثالوث القدوس وسلاماً وبنياناً لكنيسة الله. العذراء صديقة الإنسان. لقد فشلت حواء أن تكون "أم كل حي" (تك 20:3) لأنها جلبت علينا حكم موت فصار كل مولود منها ومن نسلها ابناً للموت ووقوداً للهلاك، ولكن مريم العذراء صارت وسيلة وسلَّماً ينزل عليه الله الحي.. لكي يحيي جنس البشر.. يحيينا عندما نتحد به.. في المعمودية والإفخارستيا، فنصير أيضاً أعضاء فيه.. ونصير أيضاً أبناء لمريم بسببه.. وهكذا تصير العذراء مريم (أم جميع الأحياء) وتصير بالحق (حواء الثانية).. رفعت من شأن جنسنا (أنت بالحقيقة فخر جنسنا) وصارت لنا شفيعة ترفع احتياجاتنا لابنها الحبيب، "ليس لهم خمر" (يو 3:2) وتتوسط لديه لغفران خطايانا ولكي يسندنا في جهادنا وتوبتنا وفى خدمتنا ونمونا. إن العذراء عندما رفعت احتياج الناس لابنها (ليس لهم خمر) لم تكن تلفت نظره إلى حدث فاته ولم تكن تحاول الحصول على موافقة صعبة ولكن وساطتها تكون بسبب اتحاد قلبها الرقيق برحمة ابنها وشفقته، وموقفها النبيل يعبر عن محبة ابنها وحنانه غير المحدودين.. إنها وهى الأم التي تعرف قلب الابن وما به من ينابيع الحب تجاه البشر تشفع فينا لتستجلب مراحم الله الصادقة، ولكنها أيضاً فيما تشفع فينا توجهنا أن نطيعه "مهما قال فافعلوه" (يو 2:5). فرسالة العذراء لنا أن نطيع ونخضع وننفذ مشيئة الله فينا ونحن دائماً الرابحين لأن إرادة الله لحياتنا هي دائماً للخير والبنيان. "ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده" (رو28:8). فطوبى للنفس التي تخضع للمسيح، ستستفيد بشفاعة العذراء. وطوبى للقلب الذي يعشق المسيح، ستكون العذراء سنده. وطوبى لمن جعل المسيح منتهى أمله، ستحضر العذراء إليه عند انفصال روحه من جسده. لقد صارت العذراء أماً لكل البشرية عندما قرر المسيح على الصليب مخاطباً إياها بخصوص يوحنا الحبيب "يا امرأة هوذا ابنك" (يو 26:19) وليوحنا "هوذا أمك" (يو 27:19).. لم يكن يوحنا هنا إلا نموذجاً للبشرية المخلصة المحبوبة والتي ترافق السيد حتى في آلامه.. إن كل نفس تشارك المسيح صليبه وترافقه في آلامه تصير ابنة للعذراء.. إن مكان لقاء العذراء مع يوحنا وارتباطهما برباط الأمومة والبنوة كان أمام الصليب.. يا سيدي هبني صليباً يجعلني ابناً لأمك.. إن كل آلام الصليب تهون واستخف بها.. في مقابل أن أكون ابناً لأمك البتول آخذها إلى خاصتي (يو 27:19) وتصير معي في مسكني تشاطرني الأكل والصلاة... النوم والسهر الخدمة والخلوة... كأم معينة ومنقذة في الشدائد. العذراء مثال للكنيسة : "هؤلاء كلهم (الكنيسة) كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة، مع النساء ومريم أم يسوع ومع إخوته" (أع 14:1).. إن العذراء مريم هي عضو أساسي ومشارك مع الكنيسة حتى اليوم في الصلاة والطلبة وإقتبال الروح القدس ولكن عضوية أم النور عضوية متميزة، فهي نموذج ومثال رائع لما ينبغي أن تكون عليه النفس البشرية التي هي اللبنة الصغيرة في بناء الكنيسة الكبير. كما أن العذراء بقيت عذراء بعد الولادة، كذلك الكنيسة تحفظ عذراوية كيانها المقدس بالرغم من وجودها في العالم بكل إغراءاته، فالكنيسة للعالم هي نور وملح ولكنه نور لا ينبغي أن ينطفئ وملح لا يجب أن يفسد. العذراء وقد صارت أماً لله نظرت إلى نفسها كأمة متواضعة، وكذلك الكنيسة تسلك بروح الوداعة والاتضاع والمسكنة بالروح مع كثرة المواهب والأسرار التي تمتلكها بقوة وفعل الروح القدس. العذراء في هدوء "آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب" (يو 45:1)، وسلمت أمرها للرب "ليكن لي كقولك" (لو 38:1).. كذلك الكنيسة تمسكت بالإيمان السليم وحافظت عليه في قلبها وطقسها وحياتها، مسلِّمة كل المشيئة لله الذي يقود ويدبر كل أمور الكنيسة بحكمته وعين رعايته الساهرة. العذراء مريم جاز في نفسها سيف الألم عندما شك يوسف فيها.. وبالأكثر عندما رأت ابنها الحبيب الحنون معلقاً على الصليب.. "العالم يفرح لقبوله الخلاص وأما أحشائي فتلتهب عندما أنظر إلى صلبوتك، الذي أنت صابر عليه من أجل الكل يا ابني وإلهي" (الأجبية).. وكذلك الكنيسة عاشت وتعيش مضطهدة ومتألمة ومرفوضة من العالم، كحملان وسط ذئاب (لو 3:10)، ولكما ازداد الألم والضغط على الكنيسة كلما نمت وتمجدت لأن الآلام دائماً معبرنا للمجد، ولأن رئيس خلاصنا ورأسنا هو المسيح المصلوب. العذراء خدمت البشرية واجتذبتها للخلاص بهدوئها وصمتها، "لأنك قدمت لله ابنك شعباً كثيراً من قبل طهارتك" (التسبحة اليومية).. وكذلك الكنيسة تعمل في البشرية كمثل الخميرة التي يسرى مفعولها في هدوء لتخمر العجين كله. فليست الخدمة الفعالة هي ذات الرنين العالي والشهوة الواسعة والدعاية الجوفاء.. ولكن الخدمة الفعالة هي خدمة العمق والهدوء والرزانة تلك التي خدم بها آباؤها القديسون منذ القدم، فربحوا نفوساً كثيرة للملكوت وكان النموذج الرائع لهذه الخدمة الأم العذراء بطهارتها وعمقها وزانتها المؤثرة. إن مجرد ذكر اسم العذراء يحث النفس على الخشوع والصلاة، ويملأ القلب بهجة ووقاراً، كما يشيع في الجسد القداسة والنقاء.. إنها كأم تجمعنا حولها.. وتقدمنا لابنها.. فلنهتف إذاً مع أليصابات "مباركة أنت في النساء" (لو 42:1). نيافة الحبر الجليل الانبا رافائيل أسقف عام وسط القاهرة
المزيد
15 ديسمبر 2018

سَهَرَاتُ كِيَهْك فِي التَّقْوَى الشَّعْبِيَّة

التقويم الليتورجي الذي تأسس في الكنيسة صار طريقنا التقليدي الرسمي للدخول في عمق الروحانية الأرثوذكسية... وقد صارت التسبحة الكيهكية فرصة لخبرات روحية وتأملية عميقة، وفيضًا لملء داخلي نناله، وتظل يُنبوعًا باقيًا في مسيرة الكنيسة... ذبيحة الروح المنكسر... ذبيحة البر... ذبيحة التسبيح ومحرقات سمينة مع بخور وكِباش تستقيم قدام الله الذي أعطانا روح البنوة لنسبحه ونباركه ونزيده علوًا إلى الأبد. في كنيستنا - (كنيسة التسبيح والترتيل والترنُّم) - صارت سهرات الشهر المريمي ممارَسة تَقَوية شعبية، نجتمع فيها بالأحْقاء الممنطَقة والسُرُج الموقدة مع كل الجموع الساهرة العابدة من عبيد الله القوي المتعالي، الذي غُلِب من تحننه، وأرسل لنا ذراعه العالية وأشرق لنا جسديًا... نسهر بنور اليقظة التي لا تغلبها الظلمة، منتظرين إشراقة رب الأرباب ومُنشئ الأكوان. ناهضين مع كل بني النور لنسبح رب القوات الذي اتخذ شكل العبد، ومجد ربوبيته غير منفصل عنه، نستقبل ميلاده في مجيئه إلى الأرض القفرة كي يفدينا ويهزم حِيَل الشيطان. لقد صارت سهرات كيهك متجذرة في التقوى الشعبية القبطية، حيث نقف جميعًا في وسط الجماعة في كنيسة العهد والوعد، سفينة النجاة لنسبح ربوات مضاعفة، ومسيحنا يقود قلوبنا قبل أصواتنا، لأنه هو المركز في وسط خورس المسبِّحين... نجتمع اثنين أو ثلاثة بل وألوف، حيث يأتي العريس للمنتظرين مجيئه الوشيك. وهكذا يكون شهر ديسمبر (كيهك) بجملته زمنًا يأخذ مَنحىً استعداديًا بالصوم والتسبيح، كي يأتي ويحل ملكوت الابن الوحيد الكلمة المتجسد... هذا الملكوت الذي نتدرب عليه في الكنيسة ونبدأه منذ الآن، بعد أن دخل المسيح إلى التاريخ بتجسده الإلهي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، لا ليلغي إرادتنا بل ليسند ضعفنا ويحيطنا بوصاياه المعطية الحياة. لم يأنَف من مشاركتنا بشريتنا، لكنه أهَّلنا لشركة ميراث النور... إنه (الألف) الذي جاء لتحقيق (الياء) بتدبير الخلاص الثمين، وليخلصنا من خطايانا ويكون لنا عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا. تفيض سهرات كيهك بالتسبيح والمدائح. نعترف ونمجد ونشكر فضل إنعام المسيح مخلصنا الذي رفع شأن طبيعتنا، وصار آية ومعجزة خلاصنا، عندما أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له... كذلك نمجد كورة الفرح، الملكة المشتملة بالنور والحُلة، وننطق بطوباوية سيدة الأكوان، ست الأبكار على العشرة أوتار، لأنها أول مذبح في التاريخ... ونقول لها: يا أمنا يا عذراء إحنا ولادك. ونمدحها قائلين: سَبَاني حبك يا فخر الرتب، لأنكِ عَجَب من عَجَب... ومدحك زاد قلبي فرحًا وجعل نفسي تنشرح... فمَن يمدحكِ شطرًا تشفعي فيه ألوفًا. وتأخذنا الكنيسة في تسبيحها الليتورجي إلى البشارة والميلاد، بداية الأعياد وأساس كل المحطات في طريق خلاصنا، حيث تجسد المسيح وأتى إلينا، وينتظر إرادتنا وقبولنا وتجاوبنا مع نعمة تجسده، ليصير واقعًا شخصيًا وكنسيًا وكونيًا... نلهج الهوسات والثيؤطوكيات والمدائح والطلبات والطروحات... نسجد مع الرعاة ونقدم هدايا المجوس للملك المولود، ونسبح (الذوكصا) مع القوات السماوية، ذكصولوجية مجد الله وسلام الأرض ومسرة الناس والرأي الحسن، وسط الأخبار السارة لاستعلان ظهوره في هذا العالم مُعلنين مجده كإله مولود في الجسد من عذرا بسر عجيب. يختبر الساهرون دسمًا وزخمًا روحيًا وقلبيًا عندما يتجاوبوا متأملين حضور المسيح فيهم وقبولهم معرفة السر، فبالتجسد الإلهي بطُلت الأفكار الفلسفية التي تجعل الله في حيِّز المبدأ والفكرة... وأن ما تربطه بالإنسان مجرد شريعة أو تعاليم، متذوقين عظمة سر التقوى في عبادة وفرحة عقلية... لأن آدم الحزين استرد رئاسته/ لأن آدم خلص من الغواية وحواء عُتقت من طلقات الموت/ لأن آدم الأول من التراب دخل إلى الفردوس وسُر خاطره/ لأن زلة آدم قد انحلت وتم خلاص ما قد هلك، بل وصار آدم مدنيًا في السموات/ لأن آدم الأول صار مردودًا إلى الفردوس دفعة أخرى، وصار الصلح به موجودًا، وقد كمل السر المعهود/ لأن كتاب عبودية آدم وحواء قد تمزق، وهما قد تحررا/ لأن الخطية عندما كثرت تزايدت النعمة وتفاضلت/ لأن بيت لحم مدينة الأنبياء ولدت آدم الثاني، والمغارة قد أشرق منها مجد اللاهوت الذي لخالق الأدهار. وتُدخل عبادة السهرات الكيهكية فرحة العبادة وبهجتها في نفوس العابدين بتعزية وتثبيت وتقوى ورجوع بغير ترفع... نعطي التسبيح والسجود لعظمة إلهنا العجيب الصانع الإحسان الذي يعول كل أحد بكل نوع... من اجل سر تجسده الناطق، مسبحين علانية بأحلى لهجة وبصحيح اليقين نفسًا وعقلاً ولسانًا، مرنمين بقيثارات روحية للثالوث القدوس، ناطقين بتماجيد حسنة متفقة مع الأجناد النورانية والطغمات الروحانية، مُصَلين من أجل الحُضَّار والغياب، بالأصوات الشجية والمديح الحسن بفنون. إن شعبنا التقي الساهر المحب لكنيسته - (قُم وانهضْ يا مسكين، وإلبس ثوب اليقين) - يستعد للعيد العذروي البتولي بالفرح الروحاني مع تهليل الخليقة بمجيء المخلص وكمال كل المكتوب... جاعلين الخدمة حية بقانون الصلاة وفكر إيمان الكنيسة المجتمعة، التي نُقيمها ونذوقها... فتذوب المسافات وتتحد الأجيال وتلتقي النبوات والمواعيد وتتجمع الأزمان والأوقات في ذلك اليوم... الذي فيه تلد البتول الفائق الجوهر، والأرض تقرب المغارة لمن هو غير مقترب منه، ونتطلع إلى المضجع في المذود، ونبصره كإله مالك لكل شيء، الضابط الكل، ساهرين مرنمين بالمشيئة الصالحة... شاهدين بعبادتنا (رأينا وشهدنا) شهود لله، لأنه شاء لنا ان نكون له شهودًا حتى يكون هو لنا بدوره شاهدًا ومخلصًا ومدافعًا من ضربات المكار. القمص أثناسيوس چورچ كاهن كنيسة مارمينا – فلمنج - الاسكندرية
المزيد
07 مايو 2019

القيامة والحياة الارثوذكسية

يشهد العالم اليوم تناقضين أساسيين، إذ بينما كثرت لجان الحوار اللاهوتى بين الكنائس، ازدادت أيضاً – من جانب آخر – حدة "الإستلاب" (Proselytism) أى أخذ أبناء كنيسة معينة إلى كنيسة أخرى، تختلف عنها فى العقيدة. هذا نلحظه فى الواقع العملى، كما نراه على مواقع شبكة الإتصالات والمعلومات (الإنترنيت)، الأمر الذى سيزداد مع الوقت، ومع تداخل البشر فى إطار العولمة، وما يمكن أن نسميه "العولمة الدينية"، أو "العولمة العقائدية". ويستدعى هذا أن ينمو الإنسان الأرثوذكسى فى أمرين: 1- معرفة العقيدة الأرثوذكسية، وكيف أنها مطابقة للكتاب المقدس، والتقليد الكنسى، وأقوال الآباء. 2- معايشة الحياة الأرثوذكسية، داخل الكنيسة وفى حياته الخاصة والأسرية، من خلال الممارسات البناءة مثل: حضور القداسات، والمواظبة على صلوات الأجبية، والصلوات السهمية والحرة، وكذلك من خلال التسبيح والألحان، والإندماج فى المناسبات الكنسية على مدار السنة، سواء فى الأصوام أو الأعياد... الخ. وكمثال لذلك... نتحدث عن القيامة فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إذ نراها واضحة فى عديد من الأمثلة: 1- الصوم الكبير وفيه يصوم المؤمن الأربعين المقدسة، وأسبوع الإستعداد (فرق السبوت)، ثم اسبوع الآلام... وفى هذا الصوم، الذى يسميه الآباء "ربيع السنة الكنسية"، أو "ربيع الحياة الروحية"، يتمتع المؤمن بالكثير من العطايا مثل: الصوم الإنقطاعى، وما يعطيه من ضبط للجسد واشباع للروح، من خلال الصلوات والنهضات والتناول... أناجيل التوبة، التى تؤكد لنا قبول الرب لكل التائبين: - مهما كانت خطيتهم بشعة كالإبن الضال. - أو متكررة كالسامرية. - أو لمدة طويلة كالمفلوج. - أو حتى للمولودين بها، كالمولود أعمى؛ إذ نخلص من كل هذا بالمعمودية، والتوبة المستمرة. وهكذا ننتصر بالمسيح على عدو الخير، مع دخوله الإنتصارى إلى أورشليم فى أحد السعف، فنستطيع أن نجتاز معه وادى الألم فى أسبوع الآلام. 2- أسبوع الآلام حيث الدسم الروحى بقراءات متعددة من المزامير والأناجيل، تشرح لنا آلام الرب، وتسير معه يوماً بيوم، وساعة بساعة، وحيث نسجد عند أقدام صليبه، هاتفين بكل قوة: "لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد آمين، يا عمانوئيل إلهنا وملكنا" مؤكدين إيماننا بألوهيته، وبفدائه العجيب، وحبه اللانهائى، ومستعدين أن نجتاز معه موت الصليب (بالمعمودية والتوبة والمطانيات والإماتة)، واثقين أن بعد الموت تكون القيامة، وبعد الصليب يكون القبر الفارغ! 3- ليلة أبو كالبسيس وتسمى شعبياً "أبو غالمسيس"... حيث نسهر بجوار قبر السيد المسيح فى طقس رائع، ينقسم إلى ثلاثة أقسام: أ- تسابيح الخلاص... من العهدين، إعلاناً بأن الرب أتم الخلاص، وقال: "قد أكمل" ، ونزل إلى الجحيم، وحرر المسبيين، ودخل بهم إلى الفردوس. ب- سفر الرؤيا... حيث السماء التى انفتحت، والفردوس الذى عاد، وحيث رجاء الخلود الأبدى، بعد انتهاء هذا الزمن الفانى. ج- قداس سبت النور... حيث نفرح بالمسيح الذى قطعاً سيقوم فجر الأحد، وذلك بعد أن أنجز المهمة الخلاصية المجيدة، التى جعلته يعد اللص اليمين التائب: "اليوم تكون معى فى الفردوس" ... وذلك استعداداً لقداس العيد. 4- قداس عيد القيامة بأفراحه الممتازة، وألحانه المبهجة، بدءاً من لحن "السبعة طرائق" فى بخور باكر، وحتى بهجة التناول من الجسد والدم الأقدسين، مروراً بطقس "تمثيلية القيامة" وزفة أيقونتها... حيث نادى من فى الخارج: "اخرستوس آنستى"، فجاوبهم من فى الداخل: "آليثوس آنيستى"... وإذ تنفتح الأبواب الدهرية، يدخل ملك المجد إلى عرشه المجيد، وتصدح جوقات الشمامسة لحن القيامة الجميل: "ياكل الصفوف السمائيين... رتلوا لإلهنا بنغمات التسبيح... قد قام الرب مثل النائم... وكالثمل من الخمرة... ووهبنا النعيم الدائم... وعتقنا من العبودية المرة...". مع ألحان أخرى جميلة مثل: "طون سينا نارخون لوغون"... ومعناه: "نسبح نحن المؤمنين ونمجد الكلمة المساوى للآب والروح فى الأزلية وعدم الإبتداء، المولود من العذراء لخلاصنا، لأنه سر وارتضى بالجسد أن يعلو على الصليب، يحتمل الموت وينهض الموتى، بقيامته المجيدة". و"توليثوس"... ومعناه: "أن الحجر لما ختم من اليهود وجسدك الطاهر حفظ من الجند، قمت فى اليوم الثالث أيها المخلص، مانحاً هذا قوات السموات هتفوا إليك يا واهب الحياة المجد لقيامتك أيها المسيح، المجد لملك المجد لتدبيرك، يا محب البشر وحدك". وبينما الكل يهتف باللحن الشعبى الرائع: "اخرستوس آنستى"... المسيح قام من الأموات.. بالموت داس الموت.. والذين فى القبور.. أنعم لهم بالحياة الأبدية". ترتفع أبصارنا نحو السماء، وتمتد آفاق أفكارنا نحو الأبدية العتيدة، والخلود المجيد. 5- الخمسين المقدسة إذ تبدأ بشم النسيم، حيث تتفتح الزهور، ونأكل البيض، تذكاراً للبيضة التى ذهبت بها المجدلية إلى بيلاطس، لتشرح له حقيقة القيامة، وكيف أن داخل البيضة، مع بعض التدفئة، كتكوت صغير حىَ، سيخرج منها وهى مغلقة، ودون أن يفتح له أحد. فكم بالحرى خالق الكون، كيف لا يخرج وأبواب القبر مغلقة، ودون أن يفتح له أحد، وهو رب الحياة، ومانح الحياة!! وتستمر أيام الفرح حيث لا صوم، فالعريس فى وسطنا، ولا سنكسار إذ كيف نتحدث عن قديسين فى حضرة قدوس القديسين، ولا مطانيات فلماذا الإنسحاق وقد أعطانا الرب قوة قيامته... وهكذا تجعلنا الكنيسة نحيا فى بركات القيامة العديدة، كما تتضح من خلال قراءات الخمسين المقدسة، فالرب هو: الحياة، والنور، والحرية، والخلاص، والمجد. وتختار لنا الكنيسة فصولاً مناسبة من الأناجيل والرسائل والمزامير، تتفق مع جلال المناسبة المجيدة، والقيامة المفرحة. وبعد أربعين يوماً تنادينا الكنيسة بأن نصلى مع الآباء الرسل، بعد صعود السيد المسيح، طالبين منه أن ننال بركات الصعود مثل: - ارتفاع أفكارنا وقلوبنا إلى حيث المسيح جالس... - التشفع بمسيحنا القائم... حاملاً جراحاته، فهو شفيعنا الكفارى الوحيد، القادر أن يغفر لنا خطايانا. - طلب الإمتلاء بالروح القدس يوم العنصرة، تمهيداً للإرسالية والخدمة. - انتظار المجئ الثانى، فيسوع الصاعد سيأتى ثانية فى اليوم الأخير، فى مجد عظيم، ليأخذنا إلى ملكوته العتيد. وحين تختم الخمسين المقدسة بعيد العنصرة ننال مع الآباء الرسل ملء الروح، فنخرج معهم إلى الخدمة والكرازة، فى صومهم المبارك. السنة الليتورجية إن كنيستنا القبطية قد رسمت لنا "السنة الليتورجية" بأسلوب رائع، حتى نحيا معها أحداث الخلاص، وقوة القيامة، وإرسالية الخدمة، ساعين فى طريق القداسة ونستطيع أن نجمل "السنة الليتورجية" كما يلى: تبدأ السنة بالنيروز... إذ تدعونا الكنيسة للحياة الشاهدة، بل حتى إلى الشهادة من أجل المسيح. ولكى نصل إلى هذا المستوى المبارك، نجتاز مع الكنيسة صوم الميلاد، ليولد المسيح فى قلوبنا فى عيد الميلاد المجيد. ثم نتعرف على الثالوث القدوس فى عيد الغطاس، الثيؤفانيا، الظهور الإلهى. وإذ نخطئ كبشر ضعفاء، نتوب مع يونان فى صومه القصير، ثم نتوب مع تائبى الصوم الكبير: الإبن الضال، والسامرية، والمفلوج، والمولود أعمى. وهكذا ننتصر مع الرب وبه يوم أحد السعف. فنجتاز معه الآلام فى اسبوع الآلام لنموت معه... ونقوم فى عيد القيامة معه... ونصعد بقلوبنا وأفكارنا إلى السماء فى عيد صعوده... ونصلى مع الآباء الرسل فى العلية طلباً للملء الروحى... فنمتلئ من روح الله يوم العنصرة. فنخرج للخدمة مع التلاميذ فى صوم الرسل. وإذ نجد أنفسنا فى الموازين إلى فوق، نحاول أن نقتدى بالعذراء القديسة لننال قبساً من قداستها فى صومها المشبع. وهكذا ننمو بنعمة الرب إلى الحياة الشاهدة مع شهداء النيروزإنها دعوة إلى شباب المستقبل، أن يشبعوا بكنيستهم القبطية، وكنوزها الهامة، من طقس وعقيدة وتاريخ وقديسين وأقوال آباء... بحر واسع، ومحيط شاسع، من الأغذية الروحية ووسائط النعمة حيث المذبح والذبيحة و الكهنوت وشفاعة القديسين ولذا يحس الشباب الأرثوذكسى أنهم جزء من منظومة جبارة هى: - المؤمنون... على الأرض يجاهدون... - القديسون... فى الفردوس يتشفعون... - الرب يسوع... رأس الجسد... الذى يقوده ويحييه، ويحس بكل آلامه واحتياجاته ما أجمل أن نعيش الحياة الأرثوذكسية ببساطة وتفاعل وعمق، فنستفيد بما أعده الرب لنا، من خلال كنيسته المقدسة، حيث الدسم والإرتواء. نيافة الحبر الجليل الانبا موسى أسقف الشباب
المزيد
18 ديسمبر 2018

ثلاثة حروب احرص منها في فترة الصوم

فترات الصوم في الكنيسة هي فترات للانتعاش والنمو الروحي لأولاد الله المحبين له والسائرين في الطريق بتدقيق، ولكنها أيضًا فترات يسعى فيها الشيطان باجتهاد أن يعرقل جهادك ويفقدك بركاتها بكل الطرق.وهذه ثلاثة حروب أدعوك أن تنتبه لها في فترة الصوم..1) حرب التشكُّك: فالشيطان يسعي بكل اجتهاد ليجعلك تشك في كل شيء وأي شيء. وأنت صائم: فهل الصوم ضروري لخلاصي؟ وماذا يهم الله من صومي؟ تجتهد أن تحيا في التوبة: فهل أنا أحيا في التوبة حقًا أم لا؟ وهل قَبِل الله توبتي فعلًا أم لم يقبلها؟ تتقدم للأسرار وأنت في شك: هل أنا مستحق أم غير مستحق؟ تحب أن تحيا لله: فهل أسلك طريق البتولية أم الزواج، طريق الخدمة أم طريق الوحدة؟ ارتبطت بأب اعتراف: فهل يناسبني أم يجب أن أغيره؟ تجتهد أن تحيا في الفضائل فيشكك في وداعتك ونقاوة هدفك وهدوئك ومدى نفعها كمناهج للحياة..!! وحرب التشكيك تجعل الإنسان ينقسم على نفسه في الداخل، فيواجه أفكارًا صعبة تجعله يفقد سلامه. وهنا انتبه للوصية الكتابية: «كونوا راسِخينَ، غَيرَ مُتَزَعزِعينَ» (1كو15: 58)، ولا تقبل شكًّا بل أخضع كل فكر لطاعة المسيح (2كو10: 5). قِسْ كل فكر على ضوء الوصية لأنك إن سلّمت نفسك لشكوكك قد تفقد وقتك وتوبتك وحياتك.. فيضيع عمرك في السلبيات، وتبقى واقفًا في مكانك لا تتقدم في الطريق.. بل في وقت الشكوك تمسك بهذه الثلاثة: الصلاة، وقياس فكرك على الوصية الكتابية، والمشورة الروحية.2) إلباس الخطية ثوب الفضيلة: فالشيطان دائمًا يحارب بصور ملتوية.. فقد تسخر من الآخرين وتستهزء بهم وتسيء إليهم ظانًا أن هذا نوع من اللطف!! وقد تشاهد مناظر غير عفيفة وتقول إن هذه محبة للفن ورغبة في توسيع المدارك!! وقد تستهين بوقار ملبسك وتقول إن هذا لون من النظافة والأناقة!! وقد تغطّي على الخطأ معتبرًا أن هذه هي الحكمة والكذب الأبيض!! وقد تقبل تعاليم غير صحيحة بدعوي أنها مواكبة للتطور المجتمعي!!وفي هذه الحرب على الإنسان أن يحرص ليكون أمينا مع ذاته، متضعًا أمام عيني نفسه، واحرص ألّا تعتبر نفسك الأكثر معرفة في الإيمان والروح والفضائل والوصايا، فوقتها ستصبح أقرب جدًا للسقوط، لأنك ستصبح قريبًا جدًا من الكبرياء، بل راجع نفسك أين أنت من الطريق الصحيح، ولا تسمح لذاتك أن تكون بارًا في عيني نفسك.3) فقدان فضيلة لاكتساب أخرى: فقد تفقد وداعتك ظانًا أنك تدافع عن الحق!! وقد تستمع إلى أمور معثرة ظانًا في نفسك أنك ترشد وتوجه!! وقد تسعى لتصالح الآخرين فتفقد سلامك!!وفي هذه الحرب احرص أن تقدم ذاتك قدوة بالحياة لا بالكلام. واعلم أنك تحتاج إلى الحكمة والإفراز لكيما يرشدك الرب في طريق الخلاص.في بداية الصوم كن حريصًا من هذه الثلاثة، ليكون صومك مثمرًا ونقيًا أمام الله.. فصوم القلب أمر آخر غير صوم البطن. نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد
25 أغسطس 2020

قدسية العهد القديم

لاشك أن الموقف المسيحى والكنسى الأرثوذكسى من العهد القدم، هو أن كاتبه هو الروح القدس، وأن كتابه سجلوا هذه الأسفار مسوقين من الروح القدس، لا بمشيئتهم الشخصية فقط. فقد قال معلمنا بولس الرسول:“كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ” (2تى 16:3). وقال معلمنا بطرس الرسول: “لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللَّهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ” (2بط 21:1).وقد أكد السيد المسيح نفسه، وأسفار العهد الجديد هذه القدسية،وهذه بعض الأدلة كأمثلة على ذلك: أولاً: من أقوال السيد المسيح 1- “لاَ تَظُنُّوا أَنِّى جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لأُكَمِّلَ. فَإِنِّى الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ” (مت 17:5-18). (والتكميل هنا معناه تكميل الهدف من الناموس وهو معرفة السيد المسيح، وتكميل الإنسان حتى يصنع الناموس، وذلك من خلال تجديد الطبيعة البشرية بالروح القدس. كذلك فهو تكميل الوصية حتى لا تقف عند حدود الفعل كالزنا والقتل، بل تصل إلى الدوافع الكامنة وراء ذلك كالشهوة والحقد). 2- “فَتِّشُوا الْكُتُبَ (كتب العهد القيم طبعًا فى ذلك الوقت) لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِىَ الَّتِى تَشْهَدُ لِى” (يو 39:5).. “تَضِلُّونَ إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللَّهِ” (مت 29:22). 3- “إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ” (مت 8:19)، وهذا مأخوذ عن سفر التثنية (تث 1:24-4). 4- “لاَبُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّى فِى نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ. حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. وَقَالَ لَهُمْ: هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِى أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِى الْيَوْمِ الثَّالِثِ” (لو 44:24-47). 5- قال له الكتبة والفريسيون: “يَا مُعَلِّمُ نُرِيدُ أَنْ نَرَى مِنْكَ آيَةً. فَقَالَ لَهُمْ: جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِىِّ. لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِى بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ هَكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِى قَلْبِ الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ. رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِى الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ هَهُنَا” (مت 38:12-41).وهنا يتحدث الرب ليس فقط عن سفر يونان، الذى حاول البعض أن يعتبروه أسطورة خيالية، بل عن شخص يونان، وحوت يونان، ومناداة يونان، وأهل نينوى، وتوبتهم والرمز الواضحين يونان والسيد المسيح. 6- كذلك يتحدث الرب عن ملكة التيمن. التى أتت من أقاصى الأرض لتسمع حكمة سليمان، وقال: “هُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا!” (مت 42:12).وهنا يتحدث الرب عن زيارة ملكة التيمن لسليمان، وعن حكمة سليمان.. وهذا كله فى العهد القديم. 7- حديث الرب عن الزواج من امرأة واحدة، وعن عدم الطلاق إلا لعلة الزنا، وكيف أعاد الرب الأمور إلى أصولها حينما قال: “مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هَكَذَا” (يقصد سهولة التطليق، وكيف أن التطليق سمح به موسى، من أجل قساوة قلوبهم). وكذلك حينما تحدث عن شريعة الزوجة الواحدة بقوله: “أَمَا قَرَأْتُمْ (فى العهد القديم طبعًا) أَنَّ الَّذِى خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَراً وَأُنْثَى؟ وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هَذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونُ الاِثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا” (مت 1:19-9). وواضح أن هذه كلها اقتباسات من أسفار العهد القديم، ودعوة إلى قراءة أسفاره: “أَمَا قَرَأْتُمْ”؟! 8- وفى امتداح السيد المسيح ليوحنا المعمدان، آخر أنبياء العهد القديم، تأكيد على قدسيته، وذلك حين قال: “مَاذَا خَرَجْتُمْ إِلَى الْبَرِّيَّةِ لِتَنْظُرُوا؟ أَقَصَبَةً تُحَرِّكُهَا الرِّيحُ؟ لَكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَإِنْسَانًا لاَبِسًا ثِيَابًا نَاعِمَةً؟ هُوَذَا الَّذِينَ يَلْبَسُونَ الثِّيَابَ النَّاعِمَةَ هُمْ فِى بُيُوتِ الْمُلُوكِ. لَكِنْ مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيًّا؟ نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِىٍّ. فَإِنَّ هَذَا هُوَ الَّذِى كُتِبَ عَنْهُ: هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِى الَّذِى يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ وَلَكِنَّ الأَصْغَرَ فِى مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ” (مت 7:11-11). وواضح أن الرب يقتبس من نبوات العهد القديم ما جاء عن تجسده الإلهى، وعن المعمدان كسابق له.وواضح أيضًا أن “الأصغر” هنا قد يكون السيد المسيح نفسه (لأنه أصغر سنًا من المعمدان بستة أشهر)، أو هو مؤمن العهد الجديد الذى لن يمر بالجحيم بل يدخل إلى الفردوس مباشرة، بعد أن فتح الرب الفردوس بصيبه، الأمر الذى لم يحدث مع المعمدان، إذ عبرت نفسه بالجحيم فى انتظار الفداء والفادى. 9- قال الرب لبطرس: “أَتَظُنُّ أَنِّى لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِى فَيُقَدِّمَ لِى أَكْثَرَ مِنِ اثْنَىْ عَشَرَ جَيْشًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟ فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِى أَنْ يَكُونَ؟” (مت 53:6-54). هذه مجرد أمثلة بسيطة عن مدى تقديس رب المجدللعهد القديم: أسفارة وأنبيائه، ففى النهاية هو مسيح العهدين، والعهد القديم كان مرحلة فى طريق العهد الجديد، والروح القدس هو كاتب جميع الأسفار، عاصمًا كاتبيها من الزلل. ثانيًا: آيات من الأناجيل المقدسة هذا بحر مستفيض، فالأناجيل المقدسة اقتبست كمية ضخمة من آيات العهد القديم، لتؤكد لنا الارتباط العضوى والصميمى بين العهدين. فالعهد القديم كان التمهيد والأنين والنبوات، أما العهد الجديد فكان الفرح بالخلاص والمخلص، الذى فيه تحققت كل النبوات.وكمجرد إحصاء عن هذه الحقيقة: أ- إنجيل معلمنا متى : أورد 53 إقتباسًا من العهد القديم. ب- إنجيل معلمنا مرقس : أورد 36 إقتباسًا من العهد القديم. ج- إنجيل معلمنا لوقا : أورد 25 إقتباسًا من العهد القديم. د- إنجيل معلمنا يوحنا : أورد 20 إقتباسًا من العهد القديم. واترك للقارئ الحبيب، أن يقرأ هذه الأناجيل المقدسة ويسجل فى دراسة خاصة له هذه الاقتباسات، وهى واضحة وضوح الشمس..وهذه مجرد عينة بسيطة من إنجيل واحد هو إنجيل معلمنا متى: (1:1-17) (22:1-23) (5:2-6) (15:2) (17:2-18) (23:2) (4:4،7،10) (14:4-16) (17:5) (21:5) (27:5) (31:5) (33:5) (38:5) (43:5) (29:6) (4:8) (17:8) (40:10) (9:11-10) (14:11) (3:12-6) (17:12-21) (38:12-41) (42:12) (17:13) (8:15) (3:16-4) (11:17-13) (16:18) (3:19-9) (17:19) (4:21-5) (13:21) (16:21) (25:21) (42:21) (29:22-32) (32:22-40) (21:22-46) (31:26) (53:26-54) (56:26) (6:27-10) (35:27) (42:27) (46:27) ثالثًا: من رسائل الآباء الرسل حفلت رسائل البولس والكاثوليكون باقتباسات كثيرة من العهد القديم، مؤكدة الترابط العضوى بين العهدين، وهذه مجرد أمثلة، من رسالة واحدة هى الرسالة إلى رومية: 1- “لإِنْجِيلِ اللهِ. الَّذِى سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِى الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ” (رو 1:1-2). 2- “لأَنْ لَيْسَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ النَّامُوسَ هُمْ أَبْرَارٌ عِنْدَ اللهِ بَلِ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِالنَّامُوسِ هُمْ يُبَرَّرُونَ” (رو 13:2). 3- “اسْمَ اللهِ يُجَدَّفُ عَلَيْهِ بِسَبَبِكُمْ بَيْنَ الأُمَمِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ” (رو 24:2). 4- “كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: لِكَىْ تَتَبَرَّرَ فِى كَلاَمِكَ وَتَغْلِبَ مَتَى حُوكِمْتَ” (رو 4:3). 5- “كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ” (رو 10:3). 6- “فَمَاذَا نَقُولُ إِنَّ أَبَانَا إِبْرَاهِيمَ قَدْ وَجَدَ حَسَبَ الْجَسَدِ..” (رو 1:4). 7- “كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ..” (رو 12:5). 8- “الْمَرْأَةَ الَّتِى تَحْتَ رَجُلٍ هِىَ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ بِالرَّجُلِ الْحَىِّ..” (رو 2:7). 9- “الَّذِينَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّونَ وَلَهُمُ التَّبَنِّى وَالْمَجْدُ وَالْعُهُودُ وَالاِشْتِرَاعُ وَالْعِبَادَةُ وَالْمَوَاعِيدُ. وَلَهُمُ الآبَاءُ وَمِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ” (رو 4:9-5). 10- “كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ” (رو 13:9). 11- يقول الكتاب لفرعون: “إِنِّى لِهَذَا بِعَيْنِهِ أَقَمْتُكَ لِكَىْ أُظْهِرَ فِيكَ قُوَّتِى..” (رو 17:9). 12- كما فى هوشع أيضًا: “سَأَدْعُو الَّذِى لَيْسَ شَعْبِى شَعْبِى وَالَّتِى لَيْسَتْ مَحْبُوبَةً مَحْبُوبَةً” (رو 25:9). 13- وإشعياء يصرخ من جهة إسرائيل: “وَإِنْ كَانَ عَدَدُ بَنِى إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ الْبَحْرِ فَالْبَقِيَّةُ سَتَخْلُصُ” (رو 27:9). 14- وكما سبق إشعياء فقال: “لَوْلاَ أَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ أَبْقَى لَنَا نَسْلاً لَصِرْنَا مِثْلَ سَدُومَ وَشَابَهْنَا عَمُورَةَ” (رو 29:9). 15- كما هو مكتوب: “هَا أَنَا أَضَعُ فِى صِهْيَوْنَ حَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ وَكُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى” (رو 33:9). 16- “لأَنَّ مُوسَى يَكْتُبُ فِى الْبِرِّ الَّذِى بِالنَّامُوسِ: إِنَّ الإِنْسَانَ الَّذِى يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا” (رو 5:10). 17- الكتاب يقول: “كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى” (رو 11:10). 18- “كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: مَا أَجْمَلَ أَقْدَامَ الْمُبَشِّرِينَ بِالسَّلاَمِ الْمُبَشِّرِينَ بِالْخَيْرَاتِ” (رو 15:10). 19- لأن إشعياء يقول: “يَا رَبُّ مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا” (رو 16:10). 20- “إِلَى جَمِيعِ الأَرْضِ خَرَجَ صَوْتُهُمْ وَإِلَى أَقَاصِى الْمَسْكُونَةِ أَقْوَالُهُمْ” (رو 18:10). 21- موسى يقول: “أَنَا أُغِيرُكُمْ بِمَا لَيْسَ أُمَّةً. بِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أُغِيظُكُمْ” (رو 19:10). 22- إشعياء يتجاسر ويقول: “وُجِدْتُ مِنَ الَّذِينَ لَمْ يَطْلُبُونِى وَصِرْتُ ظَاهِرًا للَّذِينَ لَمْ يَسْأَلُوا عَنِّى. أَمَّا مِنْ جِهَةِ إِسْرَائِيلَ فَيَقُولُ: طُولَ النَّهَارِ بَسَطْتُ يَدَىَّ إِلَى شَعْبٍ مُعَانِدٍ وَمُقَاوِمٍ” (رو 20:10-21). 23- ماذا يقول الكتاب عن إيليا، كيف توسل إلى الله ضد إسرائيل قائلاً: يارب قتلوا أنبياءك، وهدموا مذابحك، وبقيت أنا وحدى، وهم يطلبون نفسى، لكن ماذا يقول الوحى؟ “أَبْقَيْتُ لِنَفْسِى سَبْعَةَ آلاَفِ رَجُلٍ لَمْ يُحْنُوا رُكْبَةً لِبَعْلٍ” (رو 2:11-4). 24- “كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: أَعْطَاهُمُ اللهُ رُوحَ سُبَاتٍ وَعُيُونًا حَتَّى لاَ يُبْصِرُوا وَآذَانًا حَتَّى لاَ يَسْمَعُوا إِلَى هَذَا الْيَوْمِ” (رو 8:11). 25- وداود يقول: “لِتَصِرْ مَائِدَتُهُـمْ فَخًّـا وَقَنَصًا وَعَثْرَةً وَمُجَازَاةً لَهُمْ. لِتُظْلِمْ أَعْيُنُهُمْ كَىْ لاَ يُبْصِرُوا وَلْتَحْنِ ظُهُورَهُمْ فِى كُلِّ حِينٍ” (رو 9:11-10). 26- “كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: سَيَخْرُجُ مِنْ صِهْيَوْنَ الْمُنْقِذُ وَيَرُدُّ الْفُجُورَ عَنْ يَعْقُوبَ” (رو 26:11). 27- “مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟” (رو 34:11). 28- “أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِىَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِى يَقُولُ الرَّبُّ” (رو 19:12). 29- “لأَنَّ لاَ تَزْنِ لاَ تَقْتُلْ لاَ تَسْرِقْ لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ لاَ تَشْتَهِ وَإِنْ كَانَتْ وَصِيَّةً أُخْرَى هِىَ مَجْمُوعَةٌ فِى هَذِهِ الْكَلِمَةِ: أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ” (رو 9:13). 30- “لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَا حَىٌّ يَقُولُ الرَّبُّ إِنَّهُ لِى سَتَجْثُو كُلُّ رُكْبَةٍ وَكُلُّ لِسَانٍ سَيَحْمَدُ اللهَ” (رو 11:14). 31- “كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: تَعْيِيرَاتُ مُعَيِّرِيكَ وَقَعَتْ عَلَىَّ” (رو 3:15). 32- “لأَنَّ كُلَّ مَا سَبَقَ فَكُتِبَ كُتِبَ لأَجْلِ تَعْلِيمِنَا حَتَّى بِالصَّبْرِ وَالتَّعْزِيَةِ بِمَا فِى الْكُتُبِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ” (رو 4:15). 33- “إِنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ قَدْ صَارَ خَادِمَ الْخِتَانِ مِنْ أَجْلِ صِدْقِ اللهِ حَتَّى يُثَبِّتَ مَوَاعِيدَ الآبَاءِ” (رو 8:15). 34- “كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ سَأَحْمَدُكَ فِى الأُمَمِ وَأُرَتِّلُ لاِسْمِكَ (ثم اقتباسات أخرى متتالية)” (رو 9:15). 35- “كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: الَّذِينَ لَمْ يُخْبَرُوا بِهِ سَيُبْصِرُونَ وَالَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا سَيَفْهَمُونَ” (رو 21:15). 36- “السِّرِّ الَّذِى كَانَ مَكْتُومًا فِى الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ. وَلَكِنْ ظَهَرَ الآنَ وَأُعْلِمَ بِهِ جَمِيعُ الأُمَمِ بِالْكُتُبِ النَّبَوِيَّةِ حَسَبَ أَمْرِ الإِلَهِ الأَزَلِىِّ لإِطَاعَةِ الإِيمَانِ” (رو 25:16-26).تصور أيها القارئ الحبيب، كل هذه الاقتباسات من العهد القديم فى رسالة واحدة، فماذا نقول عن باقى الرسائل؟ إنها دراسة شيقة يمكنك أن تقوم بها، خصوصًا فى رسالتى غلاطية والعبرانيين.. لتدرك قدسية العهد القديم، والترابط العضوى بين العهدين.لهذا كان طبيعيًا أن يقول الرسول للقديس تيموثاوس: “وَأَنَّكَ مُنْذُ الطُّفُولِيَّةِ تَعْرِفُ الْكُتُبَ الْمُقَدَّسَةَ، الْقَادِرَةَ إنْ تُحَكِّمَكَ لِلْخَلاَصِ، بِالإِيمَانِ الَّذِى فِى الْمَسِيحِ يَسُوعَ. كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِى فِى الْبِرِّ، لِكَىْ يَكُونَ إنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ” (2تى 15:3-17). تيموثاوس قارئها إلى الإيمان بالمسيح والخلاص به. – ولاحظ قول للقديس تيموثاوس الرسول: أن “كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحىً بِهِ مِنَ اللهِ” (2تى 16:3)، عجبى إذن على أناس ينتقصون من قدسية العهد القديم!! ألم يقل معلمنا بطرس: “وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِىَ أَثْبَتُ، الَّتِى تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِى مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِى قُلُوبِكُمْ، عَالِمِينَ هَذَا أَوَّلاً: أَنَّ كُلَّ نُبُوَّةِ الْكِتَابِ لَيْسَتْ مِنْ تَفْسِيرٍ خَاصٍّ، لأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُك بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ اللَّهِ الْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ” (2بط 19:1-21). ولاحظ أيها الحبيب فى هذا النص: 1- أن كلمات الأنبياء هى أثبت، أى أنها ثابتة وأثبت من كلام البشر. 2- أنه يوصينا أن ندرسها إذ أننا نفعل حسنًا إذا انتبهنا إليها. 3- أنها كسراج منير فى موضع مظلم. 4- أنها مرحلة تمهيدية تقودنا إلى المسيح كوكب الصبح. 5- أن كل نبوات الكتاب هى من الله وليس بعضها. 6- أن مشيئة الإنسان ليست هى الدافع للكتابة بل روح الله. 7- أنهم قديسون، كانوا مسوقين بالروح القدس. هل بعد ذلك نتساءل عن قدسية العهد القديم؟! رابعًا: من رسائل الكاثوليكون 1- فى رسالتى معلمنا بطرس الرسول وقد إقتبس معلمنا بطرس الرسول الكثير من آيات وأحداث العهد القديم مثل: 1- “الْخَلاَصَ الَّذِى فَتَّشَ وَبَحَثَ عَنْهُ أَنْبِيَاءُ، الَّذِينَ تَنَبَّأُوا عَنِ النِّعْمَةِ الَّتِى لأَجْلِكُمْ” (1بط 10:1). 2- “رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِى فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِى لِلْمَسِيحِ وَالأَمْجَادِ الَّتِى بَعْدَهَا” (1بط 11:1). 3- “لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: كُونُوا قِدِّيسِينَ لأَنِّى أَنَا قُدُّوسٌ” (1بط 16:1) مأخوذة من (لا 44:11). 4- “لِذَلِكَ يُتَضَمَّنُ أَيْضًا فِى الْكِتَابِ: هَأنَذَا أَضَعُ فِى صِهْيَوْنَ حَجَرَ زَاوِيَةٍ مُخْتَارًا كَرِيمًا، والَّذِى يُؤْمِنُ بِهِ لَنْ يُخْزَى” (1بط 6:2) إشارة إلى (إش 16:28). 5- “الَّذِينَ قَبْلاً لَمْ تَكُونُوا شَعْبًا، وَأَمَّا الآنَ فَأَنْتُمْ شَعْبُ اللهِ. الَّذِينَ كُنْتُمْ غَيْرَ مَرْحُومِينَ، وَأَمَّا الآنَ فَمَرْحُومُونَ” (1بط 10:2) إشارة إلى (هو). 6- “فَإِنَّهُ هَكَذَا كَانَتْ قَدِيمًا النِّسَاءُ الْقِدِّيسَاتُ أَيْضًا الْمُتَوَكِّلاَتُ عَلَى اللهِ، يُزَيِّنَّ أَنْفُسَهُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِهِنَّ، كَمَا كَانَتْ سَارَةُ تُطِيعُ إِبْرَاهِيمَ دَاعِيَةً إِيَّاهُ سَيِّدَهَا..” (1بط 5:3-6). 7- “ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِى فِى السِّجْنِ.. أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى..” (1بط 19:3-20). 8- “لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلاَئِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِى سَلاَسِلِ الظَّلاَمِ طَرَحَهُمْ” (2بط 4:2). 9- “حَفِظَ نُوحًا ثَامِنًا كَارِزًا لِلْبِرِّ” (2بط 5:2). 10- “رَمَّدَ مَدِينَتَىْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ” (2بط 6:2). 11- “وَأَنْقَذَ لُوطًا الْبَارَّ” (2بط 7:2). 12- “فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ” (2بط 15:2). 13- “لِتَذْكُرُوا الأَقْوَالَ الَّتِى قَالَهَا سَابِقًا الأَنْبِيَاءُ الْقِدِّيسُونَ، وَوَصِيَّتَنَا نَحْنُ الرُّسُلَ، وَصِيَّةَ الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ” (2بط 2:3). 2- وفى رسالة معلمنا يوحنا “لَيْسَ كَمَا كَانَ قَايِينُ مِنَ الشِّرِّيرِ وَذَبَحَ أَخَاهُ..” (1يو 12:3). ومعروف أن معلمنا يوحنا كتب رسائل دفاعًا عن ناسوت السيد المسيح، أنه ناسوت حقيقى ولكن بلا خطية، كما كتب إنجيله دفاعًا عن لاهوت السيد المسيح.. وقد كتب ذلك فى أواخر القرن الأول بعد أن سادت وإنتشرت الأناجيل الثلاثة الأولى، ورسائل البولس، والكاثوليكون، بما فيها من إقتباسات كثيرة من العهد القديم. ولقد لاحظنا إقتباساته الكثيرة فى سفر الرؤيا. لذلك فلا صحة لمن يحاولون تصوير منهج الرسولين بولس ويوحنا أنه مختلف عن بطرس ويعقوب. فالكل إقتبس من العهد القديم، ولكن الموضوعات تتنوع وتحتاج إلى أسلوب حديث مختلف، لكنه متكامل مع غيره، بدليل قول معلمنا بطرس عن رسائل معلمنا بولس: “كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضًا بِحَسَبِ الْحِكْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَهُ، كَمَا فِى الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضًا، مُتَكَلِّمًا فِيهَا عَنْ هَذِهِ الأُمُورِ” (2بط 15:3-16).. وهذا يؤكد وحدة المنهج الرسولى، وخطأ من يحاولون التفريق بين الرسل. 3- وفى رسالة معلمنا يهوذا تتحدث عن أمور كثيرة من العهد القديم مثل: 1- خلاص الشعب من أرض مصر (يه 5) 2- والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم (يه 6). 3- وهلاك سدوم وعمورة (يه 7). 4- ومحاربة ميخائيل والشيطان (يه 9). 5- وطريق قايين، وضلالة بلعام، ومشاجرة قورح (يه 9). 6- ونبوة أخنوخ (يه 14). خامسًا: من سفر الرؤيا نجد فى سفر الرؤيا اقتباسات وإشارات كثيرة إلى العهد القديم مثل: 1- “وَجَعَلَنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً لِلَّهِ أَبِيهِ” (رؤ 6:1). 2- “وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، والَّذِينَ طَعَنُوهُ” (رؤ 7:1). 3- “عِنْدَكَ هُنَاكَ قَوْمًا مُتَمَسِّكِينَ بِتَعْلِيمِ بَلْعَامَ، الَّذِى كَانَ يُعَلِّمُ بَالاَقَ أَنْ يُلْقِىَ مَعْثَرَةً أَمَامَ بَنِى إِسْرَائِيلَ: أَنْ يَأْكُلُوا مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ، وَيَزْنُوا” (رؤ 14:2). 4- “هُوَذَا قَدْ غَلَبَ الأَسَدُ الَّذِى مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، أَصْلُ دَاوُدَ” (رؤ 5:5). 5- الأسباط المذكورة فى (رؤ 7). 6- “يَتِمُّ أَيْضًا سِرُّ اللهِ، كَمَا بَشَّرَ عَبِيدَهُ الأَنْبِيَاءَ” (رؤ 7:10). 7- الزيتونتان والمنارتان، هما شخصيتان من العهد القديم (رؤ 11). 8- المرأة المذكورة فى رؤيا (رؤ 12) هى الأمة اليهودية وهى أيضًا رمز العذراء الطاهرة. 9- الخروف الواقف على جبل صهيون، رمز انتصار الكنيسة على الشيطان (رؤ 14)، وكذلك سقوط بابل (الشعب الذى سبى بنى إسرائيل) رمز حروب الخطية وانتصار أولاد الله عليها. 10- “تَرْنِيمَةَ مُوسَى عَبْدِ اللهِ، وَتَرْنِيمَةَ الْخَرُوفَ” (رؤ 3:15). 11- سقوط بابل (الجديدة) رمز بابل القديمة التى سبت شعب الله (رؤ 10:18). 12- أورشليم الجديدة (رؤ 21). 13- شجرة الحياة (رؤ 22). وبعد.. فماذا نقول؟ أن مئات بل آلاف الاقتباسات من العهد القديم، وردت فى العهد الجديد، فهل يجوز أن نكابر ونفصل العهدين؟أو ننتقص من قدسية العهد القديم، وها آياته وأحداثه تملأ إصحاحات العهد الجديد؟! نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل