الكتب
شاهد وشهيد
+ كلمتا « الشهادة » و « الاستشهاد » هما في حقيقة جوهرهما تعبير واحد : إنجيلي ، كنسي ، روحي : • فهو تعبير إنجيلي : لأنه ورد في الكتاب المقدس مراراً كثيرة ، وبالأخص في كلمات ربنا يسوع المسيح لتلاميذه وهو يخبرهم عن عملهم الكرازي العتيد أن يتمموه فقال لهم : « وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض ، ( أع 1 : ۸ ) . وهو تعبير كنسى : يعبر عن حياة الكنيسة عموماً باعتبارها أم الشهداء الجميلة ، وأم الشرفاء النبيلة التي كتبت بدماء أبنائها الشهداء أروع صفحات التاريخ حباً ووفاء لعريسها السماوى . وهو تعبير روحي : لأنه متصل بالإيمان والحياة مع الله ، إذ يقـول الرسول يوحنا : « مـن يؤمـن بابن الله فعنده الشهادة في نفسـه .. وهـذه هي الشهادة أن الله أعـطـانـا حـياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه (١يو ه : ۱۰ ، ۱۱ ) .
روحيات وفضائل
+ الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح الحق .. الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا » ( يو ٤ : ٢٣ ، ٢٤ ) . بهذه الكلمات المقدسة من فم الرب الاله والمخلص يسوع المسيح دخلت النعمة الالهية لقلب المرأة السامرية ، لتحدث فيها تغييراً جوهرياً نقلها من الظلمة إلى النور ، ومن جحيم الشر إلى بستان الروح .
+ والانسان المؤمن ـ بدءاً من ولادته روحياً في الكنيسة المقدسة بواسطة الماء والروح – يحتاج للنمو الدائم في الحياة الروحية والتقوى واقتناء الفضائل ، من خلال جهاد روحی مستمر ، وعبادة ملتهبة بمحبة الله ، وعشرة صادقة يتذوق فيها حلاوة الرب وهذه كلها تقوده للإلتزام بالشهاده للمسيح وخدمة النفوس التي مات الرب لأجلها ، ولسان حاله : « إذ الـضـرورة موضوعة على فويل لي إن كنت لا أبشر » ( 1 کو ٩ : ١٦ ) .
+ عن هذه الرحلة الروحية للإنسان تتحدث فصول هذا الكتاب الذي يشمل موضوعات رئيسية متعددة عن أساسيات البناء الروحي للإنسان ، مع دراسة مركزة لأهم الفضائل المسيحية التي ينبغي أن تتجمل بها النفس لتفوح منها رائحة المسيح الزكية .
بولس الرسول قراءة فى حياة عملاق
+ هذا الكتاب هو محاولة متضعة للإقتراب من عظمـة الإناء الذي حمل عصارة الحب والإيمان والحياة لشعوب العالم وبقاع الأرض . هذا الرسول العملاق والكارز الجبار قد يكون من الصعب أن نلـم بـكل جوانب العظمة والجبروت في حياته في سطـور محدودة ، لكننا نقترب من حياتـه وكتاباته بتواضع شـديد ، لنلمس عـمل الله العجيب في اختيار هذا الانـاء وتتويبـه ، وتحويله من العنف والغيرة المرة إلى سـفير عن المسيح ، وحامل صـليب ، ورسـول مصالحة ، وكارز للمسكونـة وخادم لـكـل الـعـالم ، وشـاهـد بالكلمـة ، ومنادي بحق المسيح . وأخيرا " شـهيد من أجـل الرب كعروس نقية وبكر بتول يزف كعذراء عفيفة لرجل واحد هو المسيح ( ۲ کو ۲:۱۱ ) .
+ الدارس لهذه الشخصية الجبارة لابد أن يقف بإمعان ليدرس جانبين هامين يتعلقان بهذا الرسول :
أولا : حياته الخصبـة : التي شهد لها سـفر أعمال الرسل بوضوح وأفـرد لها معظم أصحاحاتـه بـدءاً من الأصحاح التاسع وحتى نهاية السفر .ومن هذه الصفحات الرائعة في حياته سنختار بعض المواقف والأحداث .
ثانياً : رسائلـه الغنيـة الأربعة عشر التي تعتبر مرجـعاً أصيلاً في الفكر
اخرستوس انيستي
+ قيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات تشكل في مسيحيتنا جوهر الايمان والعـقـيـدة ، فهي مـحـور تديننا ومـوضـوع أفـراحنا وأمـجـادنا ، فـبـدونـهـا يبطل الايمان وتتوقف الكرازة وينتفى عمل الشـهـادة الله ( ۱ کوه ۱ : ۱۳-۱۷ ) . + وتظل القيامة هي مبعث الفرح والقوة والانتصار لكل المؤمنين الحقيقيين الذين يعيشون لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام حتى كما أقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا يسلكون هم أيضاً في جدة الحياة . + لقد سكبت القيامة على البشرية فيضاً مذهلاً من المكاسب والأمجاد التي تؤول لرفعة الانسان ومتعته الحقيقية بالحياة ، فالرب يسوع بقيامته المجيدة سبى الجحيم سبياً وحطم أبوابه النحاس وكسر متاريسه الحديد كسراً وأبدل العقوبة بالخلاص .. وهكذا وهبنا النعيم الدائم وعتقنا من العبودية المرة . إذن لنا أن نفرح ونبتهج ونهتف في عز وانتصار : « أين شوكتك ياموت . أين غلبتك ياهاوية » ( ١ كو ١٥ : ٥٥ ) .
الام ربي
أسبوع الآلام هو أقدس أسابيع السنة وأكثرها دسماً وخشوعاً ، وأعمقها تأثيراً في النفس العابدة ، لأنه يحملنا في رحلة حياة وخلاص من خلال تتبع الآم ربنا يسوع المسيح التي توجت بصليبه المحيى وسفك دمه الطاهر عليه من أجل خلاصنا وتجديد طبيعتنا وانقاذنا من الموت والهلاك الأبدى .
وكنيستنا القبطية المحبوبة في هذا الأسبوع – وإن كانت تتشح بالسواد طقساً وترتيباً – لكنها في طاقة روحية جبارة تقدم لأبنائها العابدين جرعات حياة دسمة للغاية تبنى إيمانهم وتثبت يقينهم في الرب المخلص : باسوتير إن أغاثوس : مخلصى الصالح .
+ وقد قصدنا في هذا الكتاب أن نقدم صورة واضحة لجمال أسبوع الآلام ومعانيه العميقة الأثر من خلال مايزيد عن ٤٠ موضوعاً تشمل حقائق الخلاص وأحداث الآلام التي اجتاز فيها مسيحنا المتألم وربنا المخلص حتى قال : قد أكمل .
+ وسوف يجد القارىء – كما عودناه – تنوعاً واضحاً في موضوعات الكتاب ليشمل : الجوانب العقيدية الإيمانية – والكنسية الطقسية – والروحية التأملية – والكتابية التفسيرية – مع وقفات عبادية خشوعية . وبهذا نرجو لقراء الكتاب دخولاً إلى ملحمة رائعة شمولية مع الرب يسوع : المصلوب المتألم لنتلامس في عمق واختبار مع هذا الخلاص العجيب الذي كيف ننجو نحن إن أهملناه ( عب ۲ : ٣ ) وبالأحلى طوبى لنا إن استوعبناه وعشناه وتذوقناه .
سفر الرؤيا رحلة سماوية
رؤيا يوحنا اللاهوتی سفر سماوى أبدى ملائكي . * هو سماوى لأنه يتحدث عن السماء وميراث الملكوت المعد للقديسين والأبرار وخائفي الرب . * وهو أبدى لأنه يربطنا بالأبدية السعيدة ، التي وإن كانت غير منظورة لنا الآن بالحواس البشرية لكننا نقترب منها بالايمان والثقة من خلال مواعيد الله العظمى والثمينة ، ومن خلال كل الأوصاف الخالدة للسماء التي رسمها الروح القدس بيد يوحنا الرائي في هذا السفر . * وهو ملائكي لأننا نحلق من خلاله مع الطغمات الملائكية ونعايش بالتسبيح كل رتب السمائيين التي يذخر السفر بإشارات كثيرة عنها . لا يصح كـمـؤمنين ومتشوقين لهذا الملكوت أن نهرب – كما يفعل الكثيرون – من دراسة هذا السفر والتمتع بجماله ، فكل مافيه من رموز وإشارات وألوان وأرقام وحروب وصراعات لها دلالات قوية ومعان روحية خلال مايقوله ويكشفه الروح القدس للكنائس . وكنيستنا القبطية المحبوبة تعطى اهتماماً كبيراً لهذا السفر حيث يقرأ بكامله في ليلة سبت الفرح ( سهرة أبو غالمسيس ) وبهذا تتهيا أذهاننا للخلود والأبدية كحقيقة مواكبة لفرحة أحتفالنا بقيامة الرب من الأموات . لقد عرضنا لهذا السفر من خلال دراسة مركزة لأهم ماورد فيه من حقائق وموضوعات رئيسية ، ولست أدعى أني قد أتيت بتفاسير جديدة
ميلاديات
شهر كيهك المبارك هو من أحلى شهور السنة القبطية ، وهو من أجمل مواسم العبادة في كنيستنا المحبوبة : ففيه تمارس الكنيسه حياة ملائكية سماوية قوامها الأول هو التسبيح والصلاة والتأمل ممزوجاً بالنغم واللحن لنلتف حول واحدة من أعظم عقائدنا المسيحية ، بل هي مدخل جميع العقائد : عقيدة التجسد الالهى . « عـظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد » ( ۱ تی ١٦:٣ ) وفي هذه الدراسة نقدم لك أيها القارىء العزيز والمسبح عشرة مفاتيح للغني الكنسي والمتعة الروحية في هذا الشهر . ليتك تعيش فيها وتدعو الآخرين لتذوقها معك . وشهر كيهك هو تمهيد کنسى رائع لدخول المؤمنين في الاحتفال بميلاد ربنا يسوع المسيح واستعلان الله للبشرية من خلال التجسد الالهى ، لذا نهتف مع اشعياء النبي قائلين : « لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعـى اسمه عجيباً مشــــــــرا الها قديراً أبا أبـديـا رئيس الـسـلام » ( أش ٦:٩ ) .
المسيح إلهنا
الرب يسوع المسيح الهنا الذي نعبـده هـو اله الالهة ورب الأرباب وملك الملوك ، فيه صفات وخصائص الاله والأنسان معاً في طبيعة واحدة هي طبيعة الاله الابن الكلمة المتجسد : إبن الله الحي الكائن قبل الدهور والدائم إلى الأبد ، هو عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا .وهذا الكتاب يعرض لمجموعة ضخمة من ألقاب السيد المسيح وخصائصه كما وردت في بشارة القديس يوحنا الأنجيلي ورسائل القديس بولس الرسول . وليس الهدف مجرد دراسة صفات تخص شخص المسيح له المجد في ذاته وجوهره فقط بل الهدف أيضاً التعرف ـ بقدر الإمكان ـ على نصيبنا نحن وعلاقتنا بهذه الألقاب والخصائص ؛ بمعنى ماهو أثرها وفاعليتها في حياتنا وعلاقتها بتديننا وجهادنا المسيحي .لقد قصدنا شمولية الدراسة لتكون : لاهوتية ، إنسانية ، كتابية ، روحية . لاهوتية : لأننا سنعرض فيها ـ بأسلوب مبسط ـ للاهوت السيد المسيح وعمله الفدائي والخلاصي لأجل الأنسان .
إنسانية : إذ نتعرف على نصيب الانسان المؤمن في التمتع بالمسيح المحبوب .
الخادم رسالة المسيح ج1
الخدمة المسيحية في وضعها الأصيل هي خدمة حب مقدس الله والناس ، حب يملأ قلب الإنسان الخادم إذ يعيش مع الله ويذوق حلاوة عشرته فينادى للآخرين : « ذوقـوا وأنـظـروا مـا أطـيـب الرب » ( مز 34 : ٨ ) والخدمة الحقيقية المثمرة هي خدمة روح وحياة ، والانسان الخادم ينال غاية إيمانه في خلاص نفسه ونفوس الآخرين « نائلين غاية إيمانكم خلاص النفوس ، ( ابط ۹ : ۱ ) . هذه الحقيقة تتطلب بناء روحياً لحياة الذين يخدمون حتى يفيض عمل الروح القدس فيهم ويثمر بهم ثمراً متزايداً لحساب مجد الله . كيف يعيش الخادم وكيف تبنى شخصيته وماهو الأساس الروحي لحياته هذا ما نود أن نحدثك عنه في هذا الكتاب الذي يصدر بمشيئة الله في ثلاثة أجزاء .والجزء الأول الذي بين يديك الآن يتناول الجوانب الروحية المتعددة لحياة الخادم مبتدئين بحياة الرب يسوع مثلنا الأعلى في الخدمة الذي قال : « بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا »