المسيحية والألم موضوع الألم من الموضوعات التى شغلت أذهان الفلاسفة والمفكرين والمتدينين عبر العصور على السواء وموضوع الألم هو موضوع اليوم وكل يوم كما كان هو موضوع الماضى البعيد والقريب إنه الموضوع الذى تكتنفه تساؤلات كثيرة ، يبدو بعضها صعبا ً ومحير اً وهذا الكتاب يعالج قضية الألم من منظار مسيحى ، حينئذ يجد المؤمن نفسه أمام مفهوم جديد وذاقة جديدة حلوة للألم !
ظهرت المسيحية على مسرح الحياة ديانة لا يعتد بها ولا يؤيه لأتباعها لكنها سرعن ما شدت أنظار العالم اليها يتزايد عدد أتباعها وسمو فضيلتهم وحالما استشعرت الدولة الوثنية بالخطر يتهددها دخلت معها فى حرب ضروس بقصد إبادتها كان يمكن أن تصبح المسيحية شيئا آخر غير ما نراه ، لولا أولئك الذين ثبتوا حتى الموت وقدموا حياتهم ثمنا لحبهم لمسيحهم لقد بذل الرب يسوع دمه فى أورشليم عن حياة العالم والخليقة كلها واذ آمن الشهداء بهذا حضوا بدمائهم أرض المسكونة كلها ، تعبيرا عن حبهم ووفائهم.
إن من يريد أن يقف على سيرة كاملة للقديس بولس عليه أن يدرس حياة هذا الرجل القديس المجاهد من واقع كتاباته التى تبرز شخصيته وجمال فضيلته وعمق إيمانه وفرط إتضاعه وأصالة نسكه ووفور غيرته وكنوز محبته كم من الأكاليل وضعت لذاك الذى تعب أكثر من جميع الرسل ودعا الناس أن يمتلئوا إلى كل ملءالله وكان كل همه أن يحضر كل إنسان كاملاً فى المسيح يسوع ،و أخيرا قدم حياته ثمنا ً لحبه لإلهه ومخلصه
ماذا عن السماء ،و ماذا فى السماء من له حق التمتع بالمجد الأبدى فى السماء من هم المؤهلون لدخول السماء هل ستنتصر رحمه الله ، لتدخل جميع البشر إلى السماء ماذا سيفعل البشر فى السماء ماذا بعد أن يموت الإنسان وهل ينتقل القديسون إلى السماء مباشرة بعد أن يخلعوا الجسد هل سيأتى المسيح ثانية ما هى رسالته وماذا سيفعل إن الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها هى موضوع هذا الكتاب الذى يجمع بين دفتيه مادة روحية إلى جانب البحث اللاهوتى العقيدى ،و وفق تعاليم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
صدر الجزء الأول من كتاب بستان الروح فى عام 1960، أى منذ ربع قرن من الزمان والجزء الثانى منه ظهر أوائل عام 1963 أى منذ أكثر من اثنتى وعشرين سنة وكان الترتيب أن يظهر الكتاب فى ثلاثة أجزاء الجزء الأول يتناول حياة التوبة ،و الجزء الثانى يتناول موضوع الوسائط الروحية ، أما الجزء الثالث فقد أبقيناه للحديث عن الدرجات الروحية العليا
الجزء الأول من هذا الكتاب رأى النور حوالى منتصف عام 1960 ،و أشرنا فيه الى جزئين آخرين مكملين له . ومنذ ذلك الوقت والجميع يتساءلون فى الحاح وشغف عن جزئه الثانى
فى الذكرى السنوية العطرة لأحبائنا شهداء كنيستنا وفى بداية العام الجديد رسم لنا معلمنا بولس الرسول طريقا ً عمليا ً نصل به الى الله ( الإيمان .. والرجاء .. والمحبة )