من هو الأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين ؟ هو أحد علماء الكنيسة فى القرن العاشر الميلادى ألف أكثر من عشرين كتابا ً طبع وترجم معظمها إلى لغات كثيرة والباقى بعضه مخطوط وبعضه مفقود . وذكرت قائمة مؤلفاته فى كتاب مصباح الظلمة فى إيضاح الخدمة لأبى البركات بن كبر كما ذكرت فى سيرة البابا فيلوثاؤس البطريرك (63).
إن لسير القديسين والأبرار السابقين أثرا ً عميقا ً فى نفوس الراغبين فى الحياة مع الله ،و مشجعا قويا ً للسائرين فى طريق التوبة والجهاد الروحى . فلقد كان أولئك القديسون بشرا ً مثلنا تماما ً وعاشوا فى ظروف مشابهة لظروفنا من جهة الخطية ومغرياتها . ومع ذلك فقد عاشوا فى العالم دون أن يعيش العالم فى قلوبهم . كان حبهم لله أقوى من حبهم للعالم بكل ما فيه ومن فيه ، بل أقوى من حبهم لأنفسم.
أولاً : - ما هي الصلاة
۱ - يجب علينا أن نصلي ليس فقط بعادة الجسد أو بعادة رفع الصوت أو بعادة الصمت أو بإحناء الركب بل ينبغي أولاً أن نراعي العقل مراعاة مضبوطة وننتظر الله حتى يكون معنا ويطلع علـــى النفس ويشرف على مداخل الفهم ويعلمنا متى يجدر بنا السكوت ومتى يليق رفع الصوت أو الصراخ نحوه على شرط أن يكون العقل منتها انتباهاً شديداً نحو الله. فلتكن النفس بكليتها مستسلمة للرب في الصلاة بمحبة لا تسرع ور تتوه ولا تتزعزع بمشاغل فكرها بل بكل اجتهاد مخلص تعمل كل ما بطاقتها حتى تجمع ذاتها مع أفكارها أمام المسيح تلازمه بانتظار حتى يشرق عليها ويعلمها حقيقة قانون الابتهال ويلهمها الصلاة الروحانية النقية اللائقة بالله والسجود
أمامه بالروح والحق فالله هو الذي يعلمنا كيف نصلي بالروح والحق لأن الرب يحل على نية النفس الصالحة ويقيمها أمام كرسي مجده ويستريح فيها. (عظة ۳۳)
٢- إن كان أحد عرياناً من الملابس الإلهية السمائية التي هو قوة الروح القدس كما قيل إن كان أحد ليس فيه روح المسيح وعدم أن يكون من خاصته، فليبك متوسلاً بالصلاة إلى الرب حتى يهبه اللباس الروحاني ألسمائي ليستر نفسه العارية من القوة الإلهية لأنه عار يكون غيره مسكواً بالروح وهـــو مكسو بعيب الشهوات الدنية. ( عظة ٢٠)
لطالما كانت البراري المصرية ذات جاذبية خاصة ؛ فسحر الصحراء الخلاب الممتزج بقوة السكون جعلت منها محط أنظار الكثيرين على مدى العصور . ولعل ظهور الحركة الرهبانية المدفوعة بقوة روح الله ، كانت بمثابة المغناطيس الذي جذب أنظار العالم إلى الصحراء ، لا كمكان للخلوة ولكن كمكان للحياة ومعاينة الله . والحديث عن البرية لا يمكن أن يستقيم دون تذكر كوكب البرية اللامع ، أنطونيوس ، الذي دشئن من البرية مذبحاً كبيرا لتقديم ذبائح حية مرضية أمام الله . وإن مجرد ذكريات أنطونيوس هي عون كبيرا ، هكذا أعلن القديس أثناسيوس في السيرة التي خطها بيده عن أنطونيوس الذي صار مثلاً يترجى مجاراته الكثيرون ، في سعيهم نحو المخلص . فحينما بدأت الحركة الرهبانية ، بدأت في قلب أنطونيوس ذلك الشاب الذي قرر أن يتبع المخلص ويحقق الوصية في ملئها مهما كلفه الثمن ، مستندا على وعد الرب بأن الذي يصبر إلى المنتهى ، فذاك يخلص . وببزوغ نجم أنطونيوس الروحي ، الذي رفعه الروح على المنارة ليستضئ بضيائه الجميع ، بدأ التساؤل وبدأ التفكير ف مدى صدق تلك الحياة ومدى إنجيلية تلك الحركة الوليدة
قد يواجه بعض الأبناء مشكلات وصعوبات متنوعة تعرضهم في المستقبل لأزمات نتيجة تعرضهم لأخطـاء وقعت في مراحل تربيتهم ، وربما تكون بعض هذه الأخطاء غير مقصودة ، ومن ثم فنحن في حاجة إلى أن نفهم كيف ينمو الإنسان ومراحل تطوير شخصيته . وما هي العوامل التي تؤثر في نموه ، حتى نصل إلى الهدف الذي من أجله خلق الله الإنسان ، وهو أن نكون مشـابهين لصورة المسيح « لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعينهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه » ( رومية ٨ : ٢٩ ) . وأيضاً كي ينمو بشخصه من مجد إلى مجد حتى يدرك هذا الهدف . وهذا هو نفس ما قاله الرسول بولس في رسالته إلى أهل كولوسي « الذي ننادي به منذرين كل إنسـان ومعلمين كل إنسان بكل حكمة لكي نحضر كل إنسان كاملاً في المسيح يسوع » ( كولوسي ١ : ٢٨ ) . وهذا الأمر ليس بعيدا عن كل إنسـان حتى لو كانت أسـرته قد أخطـأت في تربيته ، فيمكنه بنعمة الله وعمله في حياته أن يغير من نفسه ويطور من شخصيته إلى أن يصل إلى صورة المسيح . وللأسـف ، عندما يتحدث شخص ما عن مشاكله التي جاءت نتيجـة التربية الخاطئة ، فإنه لا يجد النصيحة الصادقة من الآخرين ربما بسبب عدم معرفتهم ، بـل ربما ما يقوله هؤلاء له يتعبـه أكثر فأكثر ، وهذا ما حدث مع أيوب عندما حضر أصدقاؤه ليقدموا له تعزية ، فقال
هذا الكتاب التحفة اللوكاسية في حل المشكلات اللاهوتية بقلم نيافة العلامة الكبير الأنبا لوكاس ويتناول الكثير من الأسئلة في الموضوعات اللاهوتية والعقيدية والطقسية.
ليست ولادة السيد المسيح بالجسد من العذراء مريم هى بداية وجوده لكن ذلك الوقت بحسب التدبير ، كان هو ملء الزمان لأن يأخذ جسدا ً من أجل اتمام الفداء وخلاص العالم أما هو فبحسب لاهوته مولود من الآب قبل كل الدهور.