الكتب

من تفسير وتأملات الآباء الأولين -سفر عزرا

إن كان سفرا عزرا ونحميا اللذان في الأصل هما سفر واحد، يصلحان لكل العصور، فهما بالأكثر يناسبان المؤمنين في بداية القرن الواحد والعشرين، إنه سفر المؤمن المعاصر! الجالس على العرش يحرك كل العروش يقف الإنسان المعاصر في حيرة، لا يستطيع أن يتنبأ ماذا يحدث في المستقبل القريب أو البعيد. حتى رجال السياسة في العالم صاروا يخشون المستقبل. وكأن العالم قد صار ألعوبة في أيدي أناسٍ مجهولين. سفر عزرا يقدم للمؤمن طمأنينة، أن فوق كل العروش والسلاطين والقادة والمتآمرين، سواء كانوا الظاهرين أو الخفيين، يوجد صاحب العرش، ضابط العالم، في يده التاريخ كله. فبحسب الفكر البشري لم يكن ممكنًا للشعب المسبي أن يصدق بأن وثنيًا يعتقد أن الرب إله السماء قد دفع إليه جميع ممالك الأرض وأوصاه أن يبني له بيتًا في أورشليم. نقف في هذا السفر في دهشة أمام يد الله العجيبة الصالحة التي عملت في كل الاتجاهات بما لم يكن يتوقعه أحد قط! يد الرب إلهه عليه! سرَّ قوة عزرا ونجاحه في مهمته الشاقة تلك العبارة التي كثيرًا ما تكررت: "يد الرب إلهه عليه" (7: 6، 9، 28؛ 8: 22، 31). فكان عزرا يثق بأن الرب إلهه أمين في وعوده، رحوم نحو مؤمنيه، قدير وصالح، يُخرج من الأحداث المرة عذوبة لشعبه ومؤمنيه، يحميه تحت يده الإلهية، فلا يقدر أن يقترب إليه أحد بدون سماحه الإلهي. إنه سفر انفتاح عيني المؤمن، ليدرك أنه لا يعمل وحده، بل يد الرب إلهه عليه، تسنده، وتعمل به وفيه، وتحقق أهدافه التي خلقه الله ليحققها.عاش الكاتب العظيم رجل الكتاب المقدس عزرا، كما في حضن الله القدوس، يؤمن بالعمل الجماعي خلال شعبٍ طاهرٍ لا يطيق الخطية. جاد في مواجهتها، ليختبر بالحق عربون السماء بالحياة المقدسة المتهللة في الرب.إنه الرجل الشجاع الذي لا يُداهن أحدًا، حتى رئيس الكهنة وكل القيادات. يعمل بروح التواضع، لكن بدون مداهنة على حساب الحياة المقدسة. قائد ناجح لعل من أبرز ما اتسم به هذا القائد الشجاع القديس أنه حسب حياته جزءً لا يتجزأ من خطة الله العاملة عبر التاريخ، فلم يفصل عمله عن عمل الله مع سابقيه، ولا استخف بالقيادات التي جاءت لاحقة له. فيكتب بكل قوةٍ واعتزازٍ عن عمل الله مع القائدين السابقين له زربابل الوالي ويشوع الكاهن، كما يقف بجوار الوالي الجديد بعده نحميا يعمل معه بقوة! بالحق قدم عزرا نفسه درسًا عمليًا للقادة كما للشعب.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين- أَخْبَارِالأَيَّامِ الثانى

أخبار الأيام الثاني § أبرز السفر السابق اللَّه بكونه الملك الحقيقي، حاثًا إيانا على التشبه بداود الملك لا شاول، أما هذا السفر فيحثنا على طلب هذا الملك (14:7؛ 6:11؛ 4:14،7؛ 2:15،4،12،13،15؛ 4:17؛ 3:19، 3:20،4؛ 9:22؛ 5:26؛ 19:30؛ 21:31؛ 3:34 الخ)، ولنقم له فينا بيتًا. § لهذا أظهر العلاقة بين الملوك في عروشهم وهيكل الرب ملك الملوك. § يغطي حقبة تبلغ حوالي 400 عامًا من بدء حكم سليمان حتى صدور الأمر من قورش بإعادة بناء أورشليم. وقد أبرز مجهودات بعض ملوك يهوذا للإصلاح وإن كانت قلوبهم لم تكن مستقيمة تمامًا. § سرّ النصرة هو إعداد القلب لطلب وجه الرب (16:11؛ 14:12؛ 3:19؛ 19:30) "فإن تواضع شعبي... وصلوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الردية، فإني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم" (14:7). مملكة سليمان وهيكله ص1-9 وهب اللَّه سليمان حكمة وقوة وغنى ومجدًا، ولم يكن يعوزه شيء. هكذا من يطلب وجه الملك السماوي ينال شبعًا حقيقيًا. 1. طلب الحكمة 1. 2. بناء الهيكل 1-5. 3. تدشينه 6-7. 4. حركة تعمير 8. 5. ملكة سبأ 9. لعل من أهم بركات عليه هو "المصادر البشرية، إذ أرسل إليه حورام ملك صور رسالة يمتدحه فيها ويقدم له "حورام" الماهر في الصناعة يعمل مع حكماء داود وسليمان! (11:2-16). من يطلب وجه الملك السماوي يجد وجوه الآخرين منجذبة إليه تشتهي العمل معه.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين- أَخْبَارِالأَيَّامِ الأَوَّلُ

سفر أخبار الأيام الأول والثاني يحتويان على تاريخ الأمة اليهودية كما هو مكتوب في سفري صموئيل الثاني والملوك الثاني أيّ أنهما يشتملان على تاريخ اليهود من بداية حكم شاول الملك إلى صدقيا الملك. فهل يعني هذا أن أخبار الأيام (1، 2) هما تكرار لما ورد في أسفار الملوك؟ بالتأكيد لا، فالواقع أن سفري أخبار الأيام هما مثل آخر لقانون الاعادة فبالرغم من أنه هناك بعض التكرار إلا أن هناك حكمة في هذا، مثال ذلك: هناك بعض التكرار في كل من إنجيلي مرقس ولكن الروح القدس في حكمة يراعي في توصيل كلمة الله أن يعطي الحقيقة مركزة ثم يعود ويختار بعض الأجزاء ليسلط الضوء عليها. وكأن الروح القدس ينظر إلى المساحة خلال تليسكوب ثم يختار جزءًا معينًا ويوضحه لنا بالتفصيل تحت الميكرسكوب. هذا هو ما حدث تمامًا في سفري أخبار الأيام الأول والثاني. هذان السفران كما قلنا ليسا مجرد تكرار لنفس المادة، بل بالاحرى يعّبران عن رأي الله في تاريخ شعبه. فبينما سفر صموئيل الثاني وسفري الملوك الأول والثاني يمثلان التاريخ السياسي لإسرائيل ويهوذا، فأن سفري أخبار الأيام الأول والثاني يقدمّان التاريخ الديني لنسل داود في مملكة يهوذا. أو من الممكن أن يقال أنهما يمثلان وجهة النظر الكهنوتية والروحية، بينما الأسفار السابقة تمثل وجهة النظر النبوية والأخلاقية. سوف نرى في سفري الأخبار أن الله يتخطى الأساس الذي كتب في أسفار صموئيل والملوك لكي يُؤكد أشياء يعتبرها مهمة، فمثًلا: 1. التركيز في سفر أخبار الأيام الأول يقع على داود، والتركيز في سفر أخبار الأيام الثاني يقع على نسله. وعند ذكر انقسام مملكتي الشمال والجنوب نجد أن مملكة الشمال قد أهملت. 2. سفر الأخبار لا يذكر خطية داود لأن الله غفرها له تمامًا ولذلك لا يذكرها ثانية. 3. سفر الملوك يعطي تاريخ الأمة من وجهة نظر العرش، بينما سفر الأخبار يعطيه من وجهة نظر المذبح. في سفر الملوك القصر هو المركز، بينما في سفر الأخبار المركز هو الهيكل. 4. سفر الأخبار هو تفسير لسفر الملوك لأننا كثيرًا ما نرى ذكر العبارة الآتية في الملوك: "أليس هو مكتوب في سفر أخبار ملوك إسرائيل؟" سفرا أخبار الأيام كانا في الأصل سفرًا واحدًا، مثل أسفار صموئيل والملوك، وقد تم تقسيمها إلى جزئين في الترجمة السبعينية في القرن الثالث قبل الميلاد. في ذاك الوقت أُعطيت اسم "Pawa leipomenon " أو التي لم تُذكر "الأشياء المحذوفة" إشارة إلى الأشياء في أسفار صموئيل والملوك. اسم "أخبار الأيام" يرجع إلى القديس جيروم في الفولجاتا (385- 405 ق. م) وهو الذي رأى أنه حيث أن السفرين يعتبران ملخصًا للعهد القديم لذلك من الأفضل أن يسميا "أخبارChronicon " كل التاريخ المقدس . حسب التلمود اليهودي يعتبر عزرا الكاهن الذي كتب السفر المنسوب له في العهد القديم، هو كاتب سفري أخبار الأيام. وهذا مؤكد من كثيرين من الشّراح كما أنه واضح من محتويات سفري الأخبار التي تُشير إلى مؤلف كهنوتي بسبب التأكيد على الهيكل، الكهنوت، والخط الثيوقراطي لداود في مملكة يهوذا الجنوبية. هناك تشابه كبير بين أسلوب سفري الأخبار وسفر عزرا حيث أنهم يشتركون في وجهة النظر الكهنوتية: تواريخ الميلاد (genealogies )، العبادة في الهيكل خدمة الكهنوت، والطاعة للتشريع الإلهي. كذلك فإن الآيات الختامية في سفر أخبار الأيام الثاني (2أخبار 36: 22- 23). مكررة مع تغيرات بسيطة في أفتتاح سفر عزرا (1: 1، 3).

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-ملوك الثانى

سفر الملوك الثاني إلى السبي • يبدأ سفر الملوك الأول بالمملكة في أوج عظمتها وينتهي سفر الملوك الثاني بالسبي الذي تنبأ عنه موسى النبي (تث49:28). يبدأ الأول بأول ملك خلف داود الملك، وينتهي الأخير بآخر خلف له، الملك يهوياكين الذي اُقتيد أسيرًا إلى بابل، وأحسن أويل مردوخ معاملته (28:25-30). يبدأ الأول ببناء الهيكل وينتهي الثاني بدماره. • يحتوى هذا السفر تاريخ قرابة 300 عامًا، يبدأ بأخزيا ملك إسرائيل وموت يهوشفاط حتى السبي، يضم حياة 19 ملكًا لإسرائيل كلهم أشرار، 19 ملكًا وملكة ليهوذا منهم ثمانية ملوك صالحين لكن الشر ساد عليهم في النهاية. بينما تكررت العبارة: "عمل الشر في عينيّ الرب" 20 مرة، تكررت "عمل المستقيم في عينيّ الرب" 6 مرات. • تكررت عبارة "عمل الشر في عيني الرب" 21 مرة، لكن وسط هذا الظلام نجد عبارة "رجل اللَّه" تكرر 36 مرة. وسط الأشرار يرسل اللَّه رجاله القديسين يشهدون له [صنع إليشع النبي ضعف معجزات أبيه إيليا]. اللَّه لم يشأ أن يستأصلهم (23:13). • فضل الملوك حزقيا ينجب أشر ملوكها منسى (ص21) علامة المسئولية الشخصية لكل أحد. • قام الأنبياء في 1،2 مل بدورٍ رئيسي لتبكيت الملوك والقادة والشعب.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين-ملوك الاول

الكتاب المقدَّس ليس سجلاً تاريخيًّا يعرض أحداثًا خاصة بأمَّة معيَّنة أو بأشخاص معيَّنين، إنَّما هو حديث يمس ملكوت الله وسط شعبه، وملكوته داخل كل نفس بشريَّة. لهذا فإنًَّه وإن استعرض تاريخ إسرائيل قبل الانقسام وبعده، إنَّما يستعرض معاملات الله معنا، ويكشف لنا عن حقيقة تمس أعماقنا، وهي أن نقبل الله مخلِّصنا ملكًا على قلوبنا، يدير كل حياتنا حتى نبلغ شركة أمجاده.لقد أوضح لنا في سفر التكوين (36: 31) وجود ملوك لأدوم قبل قيام إسرائيل، لكن مجد هذا العالم يزول كالعشب، أمَّا مملكة الله فتبقى إلى الأبد، إذ جاء السيِّد المسيح ابن داود يملك أبديًّا ويقيم من مؤمنيه ملوكًا يتمتَّعون بشركة مجده. سفرا صموئيل الأول والثاني أشبه بمقدِّمة لسفري الملوك، حيث يرويا أصل الحكومة الملكيَّة في شاول وأصل العائلة الملكيَّة في داود. وقد اهتم السفران "ملوك الأول والثاني" على وجه الخصوص ببيت داود الذي منه يأتي كلمة الله متجسِّدًا. موضوع السفرين: سفرا ملوك الأول والثاني اللذان في الأصل هما سفر واحد يرويان قصَّة أسرة داود الملوكيَّة. لقد تحقَّق الوعد الإلهي لداود بقيام سليمان ابنه ملكًا وبنائه لهيكل الرب. لكن عدم أمانة سليمان وغباوة ابنه رحبعام قادا المملكة إلى الانقسام. يعالج هذان السفران فترة تبلغ حوالي 455 عامًا، من عام 1015 إلى 560 ق.م، أي من اعتلاء سليمان الحكم حتى ملك أويل مردوخ البابلي[1]. ويمكن تقسيم هذه الفترة إلى ثلاث مراحل: المرحلة الأولى (1015 - 975 ق.م): وهي فترة حكم سليمان، حيث المملكة غير المنقسمة التي تضم الاثنى عشر سبطًا لإسرائيل، تحوي هذه المرحلة وصفًا لحكم سليمان (1 مل 1-11): أ. بداية الحكم، أي توليه العرش وسلطانه (1-2). ب. تزايد قوَّته ومجده (3: 1، 5: 14)، وبناء الهيكل وحبه للتعمير وتدشين الهيكل (5: 15، 9: 9)، واهتمامه بالأسطول التجاري والبحري (28: 9-10) وانتشار شهرة حكمته على مستوى عالمي فائق وتزايد ثروته (ص 10). ج. بداية انحداره بسبب تعدُّد الزوجات والعبادة الوثنيَّة (ص 11)، فتمرَّد سليمان على الله بسبب زواجه من الوثنيَّات أدى إلى تمرًّد عشرة أسباط ضد بيت داود. المرحلة الثانية (975 – 722 ق.م): تبدأ بانقسام المملكة إلى مملكتين، يعيشان جنبًا إلى جنب تارة في خصومة وصراع بينهما وأخرى في تحالف. انتهت هذه الفترة بتحطيم مملكة إسرائيل، العشرة أسباط، على أيدي الآشوريِّين. تبدأ هذه المرحلة بتمرُّد العشرة أسباط على أسرة داود الملكيَّة وإقامة مملكة مستقلة، وقد مرت المملكتان (إسرائيل ويهوذا) في ثلاثة أدوار: أ. عداوة بين المملكتين من أيَّام يربعام إلى عمري ملك إسرائيل (1:12، 28: 16). ب. تكوين صداقة والتزاوج بين الأسرتين الملكيتين في أيَّام آخاب وأولاده حتى هلاك يورام ملك إسرائيل وأخزيا ملك يهوذا بواسطة ياهو (16: 29، 2 مل 10). ج. تجديد العداوة بين المملكتين منذ تولي ياهو الملك على إسرائيل وعثليا ملكة يهوذا حتى تدمير مملكة إسرائيل في السنة السادسة من حزقيا ملك يهوذا (ص 11- ص 17). المرحلة الثالثة (722 – 560 ق.م): وهي تحتضن فترة استمرار مملكة يهوذا حتى تدمرت تمامًا على أيدي البابليِّين الذين حملوا الشعب إلى بابل، أرض السبيّ. وتستمر حتى السنة الـ 37 من سجن يهوياكين في السبيّ (ص 18- ص 25).

من تفسير وتأملات الآباء الأولين - صموئيل الثانى

لما كان هذا السفر في الأصل العبري هو تكملة لسفر صموئيل الأول لذا نرجوا الرجوع إلى مقدمة السفر السابق. بحسب التقليد اليهودي هذا السفر من وضع ناثان النبي وجاد النبي وبعض ممن تربوا في مدارس الأنبياء التي أنشأها صموئيل النبي. دُعي في الترجمة السبعينية "سفر الممالك الثاني". تاريخ كتابته: بعد انقسام المملكة وقبل السبي، حيث يُذكر فيه مدة حكم داود الملك كاملة (٢ صم ٥: ٥)، ويذكر ملوك يهوذا تمييزًا لهم عن ملوك إسرائيل (١ صم ٢٧: ٦). سماته: ١. موضوعه هو عرض لحياة داود الملك بعد جهاده في السفر السابق مع شاول الملك وموت الأخير على أيدي الأعداء في نهاية السفر السابق. عرض لتبوّء داود العرش وحروبه وإصعاده التابوت إلى أورشليم، كما عرض لسقطات داود في بعض الخطايا وما سببته له من متاعب وأحزان لم تنقطع. بمعنى آخر هذا السفر يمثل تاريخ الشعب في مدة حكم داود، حوالي أربعين عامًا. وتعتبر دراسته ذات أهمية خاصة لكل من يريد أن يفهم مزامير داود. لا نعجب من تخصيص جزء كبير من الكتاب المقدس لترجمة شخص واحد، فإن داود في الواقع هو المؤسس الحقيقي للمملكة وليس شاول، أعد لإبنه المواد وهيأ الجو لبناء الهيكل، ورتب خدمة العبادة، ووضع أكثر المزامير، وتنبأ عن السيد المسيح مشتهى الأمم الذي جاء من نسله حسب الجسد. ٢. شمل هذا السفر قصائد وأناشيد متعددة مثل رثاء داود لأبنير (٢ صم ٣: ٣٣-٣٤)، ونشيد النصرة (٢ صم ٢٢)، وكلمات داود الأخيرة (٢ صم ٢٣). ٣. يكشف هذا السفر عن سمو حياة داود العجيبة، كما عن ضعفاته وما قدمته الخطية من ثمار قاتلة... وكأنه لا يوجد من يقدر أن يتبرر أمام الله حتى رجاله العظماء! يمثل هذا السفر تحذيرًا لكل إنسان خاصة بالنسبة للمؤمنين، وكما يقول القديس بولس الرسول: "إذًا من يظن أنه قائم فلينظر أن لا يسقط" (١ كو ١0: ١2). هذا ما دفع القديس يوحنا الذهبي الفم أن يهتم بخلاص نفسه وسط خدمته لشعب الله؛ إذ يقول: "إن كلامي أكثر فائدة لحياتي من الذين يسمعونني"[1].

من تفسير وتأملات الآباء الأولين - صموئيل الاول

تسميته: سفرا صموئيل الأول والثاني في الأصل العبري سفر واحد يحمل اسم "صموئيل"، ليس فقط لأن صموئيل يحتل الدور الرئيسي في الجزء الأول من السفر، وإنما أيضًا لأنه هو أول من مسح ملوكًا لإسرائيل: شاول، داود، وهو أول من قدم هذا النوع من الكتابة النبوية التاريخية بوحي الروح القدس، كما قام بأدوار رئيسية أخرى وردت في هذا لسفر.كلمة "صموئيل" ليس كما يظن البعض تعني "سأل الله"؛ معتمدين على العبارة: "ودعت اسمه صموئيل، قائلة: "لأني من الرب سألته" (1 صم 1: 20)؛ إنما تعني "سمع الله"، فإن كانت حنة قد قالت "من الرب سألته" إنما عنت أن "الله سمع سؤالها". عبارة "سألت الله" أقرب إلى "شاول" منها إلى صموئيل[1]. ويرى البعض إن كلمة "صموئيل" تعني "اسم الله" أو "اسمه إله"[2]. قُسم السفر إلى اثنين في الترجمة السبعينية لمجرد أسباب عملية، إذ كانت هناك حاجة إلى استخدام درجين (لفتين roll) عوض درج واحد. واعتبرتهما ضمن "أسفار المملكة"، حيث ضمت الأسفار الحالية الأربعة (1 صم، 2 صم، 1 مل، 2 مل) بكونها تحوي تاريخًا كاملاً لمملكتي إسرائيل ويهوذا. وقد اتبع القديس جيروم ذات التقسيم في ترجمة الفولجاتا اللاتينية، ودعاها "أسفار الملوك"Regum (1 مل، 2 مل، 3 مل، 4 مل)[3]، عوض "أسفار المملكة".أُخذ بهذا التقسيم في الكتاب المقدس العبري في القرن الرابع عشر، وظهر في الطبعة الثانية لدانيال بومبرج Danial Bomberg في فينيسيا عام 1517.إذن جاءت التسمية الحالية "صموئيل الأول وصموئيل الثاني" عن العبرية، مع استخدام التقسيم اليوناني. كاتبهما: بحسب التقليد اليهودي[4] الذي تسلمته كنيسة العهد الجديد كاتب السفرين هما صموئيل النبي - رئيس مدرسة الأنبياء ومؤسسها - إلى ما قبل خبر نياحته وجاد وناثان لتكملة السفرين (1 أي 29: 29-30). واضح أن مدرسة الأنبياء التي أسسها صموئيل النبي كانت مركز الثقافة اليهودية، لذا احتفظت بسجلات خاصة بمعاملات الله مع شعبه، كما يظهر من القول: "فكلم صموئيل الشعب بقضاء المملكة وكتبه في السفر ووضعه أمام الرب" (1 صم 10: 25). يشير (2 أي 9: 29) إلى ناثان النبي ومعه أنبياء آخرون كمصدر لتاريخ مُلك سليمان.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين - راعوث

قصة راعوث ونعمى هي قصة كل جيل، فقد تمتعت نعمى كسيدة يهودية بنعم إلهية كثيرة إذ تعرفت على الناموس وبعض النبوات وسمعت عن الخلاص وعن أعمال الله مع آبائها، لكنها وقت الضيق هربت من يهوذا كما من المسيح الخارج من سبط يهوذا لتعيش فى الحياة السهلة التي لموآب، وكأنها بالنفس التي بعد أن تذوقت نعمة الله جحدته وقت التجربة منطلقة من أحضان يهوذا الحقيقي إلى العالم تشتهي أن تشبع منه، وكما توجد نعمى توجد أيضًا راعوث في كل جيل التي نشأت فى وسط موآب "بيت أبيها الوثني" لكنها سمعت عن الإله الحيّ فخرجت بالإيمان منطلقة إلى بيت لحم لتلتقي مع كلمة الله المتجسد لتجد فيه شعبها وراحتها.لقد جاء السيد المسيح "لسقوط وقيام كثيرين" (لو 2: 34)، تسقط نعمى المستهترة بنعمة الله وتقوم راعوث الموآبية بإيمانها الحيّ به.

من تفسير وتأملات الآباء الأولين - القضاة

إن كان سفر يشوع هو سفر الخلاص المجاني، فيه يتسلم يشوع قيادة الشعب ليدخل بهم إلى أرض الموعد، يغلب الأمم الوثنية ويملك ويقَّسم، فإن سفر القضاة يكشف عن حال الإنسان في أرض الموعد، وقد إستهان بعطية الله العظمى، وتَراخى في المطالبة بمواعيده الإلهية المجانية، إذ فترت غيرة الشعب وانصرف غالبيته إلى مشاركة الأمم الوثنية التي تركوها في وسطهم في عبادتهم والتلذذ معهم بالخطية. لكن الله لا يترك أولاده في الرجاسات إنما يؤدب مستخدمًا الأمم ذاتها كعصا قاسية للتأديب، حتى متى رجع الشعب يرسل لهم الله خلاصًا وينقذهم.نستطيع أن نقول بأن هذا السفر هو سفر حياة كل مؤمن ذاق عذوبة الحياة الجديدة في المسيح يسوع بكونها الأرض الروحية التي تفيض لبننًا وعسلاً، لكن عوض الإنطلاق فيها من قوة إلى قوة يتراخى مستهينًا بفيض نعمة الله، فيرتد إلى الحياة الجسدانية والفكر الأرضي القاتل، الأمر الله يدفع الله إلى تأديبه بالضيقات والآلام حتى يرده إليه إبنًا مقدسًا في الحق.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل