الكتب

خدمة قراءة التوراة في المجمع اليهودي

لقد كانت قراءة التوراة في المجامع اليهودية عادة متأصلة في عصر المسيح والرسل والكنيسة الأولى ، ولقد لخص لنا سفر الأعمال صورة الليتورجيا المجمعية والخاصة بخدمة القراءات قائلا : « وأما هم ( بولس ومن معه ) فجازوا من برجة وأتوا إلى أنطاكية بيسيدية ، ودخلوا المجمع يوم السبت وجلسوا ، وبعد قراءة الناموس والأنبياء أرسل اليهم رؤساء المجمع قائلين : أيها الرجال الاخوة ؛ إن كانت عندكم كلمة وعظ للشعب فقولوا » ( أع 13 : 14- 15 ) . ومن تلك الآية يمكننا ملاحظة أن العبادة المجمعية الأسبوعية الرسمية كانت تقام يوم السبت ، وتنقسم القراءات إلى قراءة للتوراة وأخرى للأنبياء ويليهما العظة ، وهو ما سنبحثه بالتفصيل في الصفحات القادمة ، لنستوعب المناخ الروحي الذي انطلقت منه الكنيسة الأولى ، ومن ثم العبادة الليتورجية الكنسية فيما بعد . بداية قراءة التوراة في العبادة اليهودية لقد كانت قراءة التوراة والأنبياء أحد أقدم الممارسات الليتورجية اليهودية ، فهي تمثل النواة الأولى لأي اجتماع ليتورجي للعبادة في إسرائيل . وقد كانت بداية تلك الخدمة بعيدة كل البعد عن المفهوم الطقسي للخدمة ، فهي كانت ممارسة تعليمية قبل كل شيء ولكنها مرت بعدة تغييرات شأنها شأن كل أشكال العبادة اليهودية ، وتحولت إلى طقس وليتورجيا تعبر عن الهوية الدينية اليهودية وخاصة في فترات تراجع دور الهيكل في العبادة .

التوراة في الفكر اليهودي

عندما نسيت التوراة في إسرائيل ، جاء عزرا من بابل وأعادها ، ثم نسيت ثانية فجاء هيلل البابلي وأقامها ] ؛ إنها عبارة مألوفة في التقليد اليهودي . فلقد كانت التوراة ولاتزال ، تمثل تراث اليهودية الذي لم تطاله الأيدي . فالهيكل نقض وأورشليم سقطت في أيدي الأمم ، وفقدت الذبيحة قوتها المتمثلة في المذبح والنار ، وخرم بنو إسرائيل من رؤية ألسنة اللهب المتصاعدة من المذبح الممتزجة بشحم الذبائح والصلاة ولم يتبق لهم سوى التوراة ، عزائهم الأوحد ، الذي لم تستطع أيدي الأمم أن تعبث به . ونورد ههنا شهادة ليوسيفوس المؤرخ اليهودي الأشهر حينما قال : بالرغم من أننا فقدنا مدننا وكل ما نعمنا به من مزايا ، فإن شريعتنا ( توراتنا ) لازالت خالدة ... ] . وها هي شهادة أخرى من القرن الثاني عشر لأحد منشدي المعابد اليهودية ، والتي تحمل نفس مضمون شهادة يوسيفوس ، إذ يقول : [ لقد أنتهكت المدينة المقدسة وسائر المدن التابعة لها ؛ ترقد جميعها في الدمار ، وقد سلبت من جمالها ، وأضحى بهاؤها ظلاما ... ولم يتبق من ثرواتنا سوى التوراة ... ) ، من هنا ندرك أن اليهود هم شعب التوراة ]

دواء الخلود الافخارستيا في فكر القديس اغناطيوس الانطاكي

لقد كانت حياة الآباء إفخارستية المنحى كما كان تعليمهم إفخاريستي الطـابع . الإفخارستيا كانت بمثابـة الغـذاء الملـهب لأرواحهـم ، والــذي كـان يـجـدد الـوعي الاسـخاطولوجي ( الأخـروي ) في قلـوبهم بشـكل دائـم . فالإفخارستيا عنـد الآبـاء كـانـت شـهادة اسـخاطولوجية بالدرجة الأولى ، تضرم شوقهم للأبدية وللقيا المخلص بعيدا عن عالم الموت والفناء ، وتدفعهم للكرازة والتعليم والشهادة ي ترقب للعناق الأبدي الذي في الثالوث . ولقـد كـان القديس اغناطيوس علـى وجـه الخصـوص يحمل قلبا موقدا من جذوة الأبدية الحاضرة في الإفخارستيا . ومـن يطـالع رسـائلة القليلة تمسئـه روح ناريـة تـسـمـو بـه فـوق الزمن والأرض والخليقة الأسيرة بين جدران المادة ، إلى عالم منقوش بفرح وسلام الروح . ولكن الإفخارستيا عند القديس اغناطيوس لم تكـن فقـط كشـفا اسخاطولوجيا ولكنها كـانـت سيـر الوحـدة الـتي تجتذب شعب الله ، في المسيح ، للترائي أمام الآب .

مدخل إلى فهم كلمة الله

هذا الكتاب كان منبته حوارا مع بعض الشباب تطرقنا فيه لكلمة الله وكيف نفهمها اليوم ، ومن ثم كيفية تقديمها في شكل ملائم لمن حولنا سواء كان هذا التقديم خدمي أو كرازي . ولكن ما لفت نظري هو أن كلمة الله بدا غائما للغاية فقد كان الوعي بمفهوم الكلمة وطبيعتها وفعلها ومكانتها لا يزال مخلخلاً . لمست شكلاً من أشكال التنزيل ! ( أن النص تم تمليته كما هو على شخص ما ) في فهم كلمة الله ما يمكن تفسيره بوضوح نتيجة معايشتنا الثقافية لمعتقدات تؤمن بهذا الأمر . مفهوم وهو كما لاحظت أن هناك اتجاهان في التعامل مع الكلمة ؛ أحدهما يرتكز في النص الكتابي ولا يريد أن يخرج منه إلى أي شكل آخر من أشكال العلاقة مع الله ، وخاصة العلاقة المؤسسة على نص من النصوص القديمة ، تبلور هذا الاتجاه في استدلال البعض بالنصوص الكتابية بشكل آلي وسريع وإن كان في سياق مختلف عن سياق النص المقتبس عنه . لدى هذا الاتجاه نجد أن الممارسة الليتورجية ليست على قدم المساواة مع النص الكتابي ؛ فالنص الليتورجي بالنسبة له يمكن استبداله بالعديد من النصوص دون تأثير يذكر ! وحينما حدثته حول أقدمية بعض النصوص الليتورجية عن النص الكتابي ، بدا حائرا !!

صديق نصف الليل

إن المثـل الذي سنتناوله يتمحور بالأساس حول الصلاة وما تتطلبه من لجاجة . والصلاة لا تقف هنا منفردة كفعل يتوجه به المصلّي الله ، ولكنها تستند بالأساس على شعور وحش صادق بأبوة الله . فالله ( الأب ) هو متلقي الصلاة وهو الذي يهب ـ في المقابل ـ كنزه الثمين ؛ أي الروح القدس . واللجاجة في الصلاة كما يشرحها لنا المثـل ليست تكرارا روتينيا للنداء أو لقرع الباب ، ولكنها شعور صادق بالاحتياج ؛ شعور من القلب يصدر . وقد يكون هذا الشعور صامت بدون كلمات ، وبالرغم من هذا يبقى القلب هو المعبر الأصدق عن الاحتياج البشري . فقد يصرخ القلب طالبا المعونة بينما يصمت الفم ، إلا إن عيني الله ترصدان حركة القلب ، وتستجيب .

نحو الصلاة

إننا لا نستطيع التحدث عن الصلاة ، فالكلمات لا تعبر عن الحقائق اللامادية ، لأن الكلمة هي أداة العالم للتعبير عنه ، بينما الصلاة هي حياة تُعاش ، وخبرة نتذوقها ، بالقلب ، أداة الأبدية ، وهو الذي يستطيع أن يعبر في صمت عن الأمور اللأمنظورة . ولكننا هنا سنحاول أن نتحرك نحو الصلاة ، نقترب منها في خشوع ورهبة يجللنا صمت يليق بمحضر الله ، ندور في أفقها فنتلامس س مع الضياء المنبعث منها كهالة من نور ، نقترب منها فيدفئنا لهبها ويضرم فينا الشوق الله ، موضوع صلاتنا . الصلاة تجعل الذهن جديرا بأن يرى مجد الله في غمامة نور عظمته ، داخل بلد الكائنات الروحانية ، بعجب وصمت أوقفهما الدهش عن كل حركة . وينذهل من جمال أشعة النور الوفيرة الإشراقات التي تطلع عليه ، فترمي العالم في العجب من رؤيتها ، وهي حياة الكائنات الروحانية وتنعمها ، فتسكت حركاتها النارية ، عظمتها . يوحنا الدلياتي ( الشيخ الروحاني ) إن الصلاة ليست صرخة في بطن واد أو نداء في صحراء يتردد صداه في الأفق الممتد ليغيب ويتلاشى مع تلاشي الصوت والكلمة . كما إنها ليست ضرورة أوجدتها الديانة واختلقها الإنسان ليكلم الفراغ متوهما فيه إله النجدة والإنقاذ . إنها ليست ضرورة خيال مريض يثرثر مع ذاته متوهما في ذاته الأخرى إلها ، يخاطبه فيما يسميه صلاة !! كما إنها ليست خمرا تسكر به النفس فتتعامى عن حقائق المعقولات وتبتعد عن واقعية الأرض والجسد والزمن ، لكنها ضرورة حياة ؛ إنها فعل عميق يلمس الجانب الإلهي الخالد في تكوين الإنسان ـ الروح ـ التي هي وديعة الإله لنا وفينا

الأنبا بيشوي شمعة مضيئة في كنيستنا القبطية

يسرني يا أبنائي وأخوتي الأحباء أن اشترك معكم في الإحتفال باليوبيل الفضي لسيامة نيافة الأنبا بيشوي أسقفاً . أن أتحدث بالأكثر عن نيافة الأنبا بيشوي لما تربطني به من عوامل كثيرة من المحبة والثقة . ويسرني كثير هو الحديث ، الذي يمكن أن نقوله عن هذا الأسقف الفاضل . أولاً : هو فرع نافع ويانع من أسرة طيبة عريقة الأصل . كنت أعرف عمه الأستاذ الفونس نيقولا . وكان الأستاذ الفونس نقولا هو كبير أقباط دمياط . وكان أيضاً نائباً في البرلمان فيما قبل الثورة . وكان نقيباً للمحامين في دمياط أيضاً . وكان رجلاً فصيح اللسان قوياً في بلاغته . وكانت تربطني به رابطة محبة عميقة . وحينما كنت أذهب إلي دمياط للوعظ ، وأنا أسقف ، كنت أبيت في بيته في دمياط أو في عشته في رأس البر . أيضاً كان العم الأخر لنيافة الأنبا بيشوي أستاذاًكبيراً في الجامعة ومهندساًكبيراً أيضاً ورجلاً له مكانته . ولعله عن أسرته ورث هذ الذكاء . فمنذ طفولته وهو انسان نابغ . وحينما كان طالباً في كلية الهندسة كان الأول بإستمرار وكان ينجح بدرجة إمتياز . وعين معيداً في الكلية . ونال درجة الماجستير . ولو استمر في نهج هذا التعليم لأصبح استاذاً كبيراً في الهندسة أو عميداً ، لكنه إختار طريق الرهبنة ، وحياة الصلاة والتأمل وتكريس النفس كلية الله . بحيث لا يشغله عن الله شئ من أمور العالم كله . هذا الذكاء الذي اتصف به نيافة الأنبا بيشوي استمر معه في حياته كلها طبعاً . وكان إلي جوار الذكاء ، ولا يزال يتميز بحياة التدقيق . فهو يدقق كثيراً في كل لفظ وفي كل تصرف . ودقته أيضاً صاحبته في التفكير اللاهوتي . فكان له مركز كبير في الحوار اللاهوتي بيننا ، وبين سائر الطوائف المسيحية . ودقته أيضاً صاحبته في تحقيقاته مع الكهنة . وأصبح إنساناً في منتهی الأباء الدقة في التحقيق وفي التدقيق .

مار ديونيسيوس

قصة الكرازة في أثينا ... اقترب الرسـول بولس في رحلته الكرازية الثانية من الانتهاء ، فجاء إلى بلاد اليونان ، حيث دخل مدينة تسالونيكي ومنها انتقل إلى بيريه ، فـأحرز نجاحا باهراً في الخدمـة ، مما زاد كيد اليهود وحنقهم عليه ، فهيجوا الجمع على بولس ... ولما رأى الاخوة أن بقاء الرسول في تلك المنطقة محفوف بالخطر شیعوه في السفينة إلى أثينا ... بولس يبشر الفلاسفة الوثنيين : في صباح اليوم الرابع تطلع بولس إلى عاصمة الفن من بعيد تتلألأ تماثيلـهـا الـبرونزية الضخمة من قمم الأولمبوس فخفق قلبه جدا . فلم يجـد الجو ملائما للكرازة هناك فكان يهيم على وجـهه بين أطلال كـأنـه غـريب .. وشـاهـد كـثـرة الأصنام التي ازدحـمت في كل شـوارع المدينـة فـضـلاً عن أن مركز هذه العبادات الرئيسي كان

سيرة الشهيد مار سيدهم بشاي

بقلم صاحب النيافة الحبر جزيل الاحترام الأنبا بيشـوي سكرتير المجمع المقدس وأسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري أجمل ما في سيرة الشهيد سيدهم بشاي أنها تشبه قصة آلام السيد المسيح في كثير من نواحيها . فقد بدأ الشهيد يواجه مرحلة الاستشهاد وهو ذاهب إلي الكنيسة وقبض عليه بعد الصلاة في الكنيسة بدمياط . هكذا أيضـا السيد المسيح في ذهابه إلي أورشليـم في عيـد الفـصـح صـعـد ، إلى هيكل الرب . وفي طريقه إلـي هناك بدأ حسد اليهود له واصطدامـهم به ، ثم تآمروا عـليه ليقتلوه وقبض عليه وهو يقضي أيام عيد الفصح في أورشليم . وكما حوكم السيد المسيح مرتين ، مرة أمام مجمع اليهود ومرة أيام بيلاطس البنطي وحكم عليه بالموت في نهاية كل منهـما . هكذا حـوكم القديس سيدهم بشـاي مرتين ، مرة أمام قاضي المدينة والأخـري أمام المحافظ . وفي كل مرة حكم عليه بالموت . وبعدما حوكم السيد المسيح المحاكمة الأولي أمـام مجمع السنهدريم وحكم عليه بالموت بدأت العذابات والآلام كما ذكر في الإنجيل : « فالجميع حكموا عليه أنه مستوجب الموت . فابتدأ قـوم يبصقون عليه ويغطـون وجـهـه ويلكـمـونه ويقولون له تنبـأ وكـان الخـدام يـلـطـمـونه » ( مر ٦٤:١٤ - ٦٥).

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل