العظات
الشباب والإيجابية
نَتَذَكَّر مَعاً يَا أحِبَّائِي مَا قَالَهُ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فِي إِنْجِيل مُعَلِّمنَا لُوقَا البَشِير الأصْحَاح العَاشِر عَنْ السَّامِرِي الصَّالِح الرَّجُل الَّذِي كَانَ نَازِلاً مِنْ أَرِيحَا ( لو 10 : 30 ) وَكَانَ طَرِيق أَرِيحَا بِهِ لُصُوص وَقُطَّاع طَرِيق .. هذَا الرَّجُل تَعَرَّض لِهُجُوم مِنْ بَعْض اللُصُوص الَّذِينَ ضَرَبُوه وَعَرُّوه وَسَرَقُوه وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ وَفَرُّوا .. بَعْد ذلِك مَرَّ بِهِ كَاهِن رَأه وَهُوَ يَتَألم فَجَازَ مُقَابِلَهُ وَاستَمَرَ فِي طَرِيقه( لو 10 : 31 ) ثُمَّ مَرَّ بِهِ لاَوِيٌّ فَجَازَمُقَابِلُهُ وَمَضَى أيْضاً فِي طَرِيقَهُ ( لو 10 : 32 ) ثُمَّ مَرَّ بِهِ سَامِرِي عَلَى دَابَّتِهِ وَأحْضر خَمْر وَزِيْت وَضَمَدَ لَهُ جَرَاحه وَرَفَعَهُ عَلَى دَابَّتِهِ وَأنْزَلَهُ فِي فُنْدُق لِلإِعْتِنَاء بِهِ وَعِنْدَ عَودَتِهِ سَيُحَاسِبَهُ ( لو 10 : 33 – 35 ) نَأخُذ مِنْ هذَا الْموضُوع تَأمُّل عَنْ الإِيجَابِيَّة وَنُنَاقِش هذَا الْموضُوع فِي أربع نِقَاط وَهيَ :-
نظرة جديدة لسر الإعتراف
مِنْ سِفر الأعمال 19 : 18 [ وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَأتُونَ مُقِرِّينَ وَمُخْبِرِينَ بِأفعالِهِمْ ] .. مِنْ إِنجِيل مَارِمرقُس 1 : 5 [ وَخَرَجَ إِليهِ جَمِيعُ كُورةِ اليَهُودِيَّةِ وَأهلُ أُورُشَلِيمَ وَاعتمدُوا جَمِيعُهُمْ مِنْهُ فِي نهرِ الأُرْدُنِّ مُعْتَرِفِينَ بِخَطَايَاهُمْ ] .. هذَا هُوَ إِعتِراف وَلِنَتَحَدَّث فِي سِر الإِعتِراف عَنْ :-
صوم الحواس
الصُوم فِترة مُقَدَّسة الهدف مِنْهَا أنَّ الإِنسان يُضبُط نَفْسه وَفِكره وَشَهَوَاته كُلَّهَا عِندما نبدأ الصُوم نَقُول لإِنَفُسَنَا هُناكَ أشياء لاَ نأكُل مِنْهَا رغم أنَّ هذِهِ الأشياء مِنْ المُمكِنْ أنْ نَكُون نُحِبَهَا .. وَهذَا معناه أنَّنَا نُحِب رَبِّنَا أكثر مِنْ شهواتنا .. أنَّنَا نُحِب رَبِّنَا أكثر مِنْ أنَفُسَنَا أنَّنَا نُحِب رَبِّنَا أكثر مِنْ أي شِئ آخر .. فِعلاً إِنَّنَا نُحِب أنْ نأكُل أشياء كَثِيرة لَكِنْ مِنْ أجل رَبِّنَا نِضَحِّي وَنَقُول لِرَبِّنَا أنَّنَا نُحِبَّه أكثر مِنْ أي شِئ آخر وَأنَّ رَبِّنَا قبل نَفْسِي وَقبل شهوِتِي وَهُناكَ نِقاط مُهِمَّة جِدّاً وَهيَ أنَّ الصُوم هُوَ لَيْسَ مُجرَّد الصُوم عَنْ الأكل لأِنَّ الصُوم عَنْ الأكل هُوَ أمر سهل مِنْ المُمكِنْ أي شخص يفعله .. فَمَثَلاً هُناكَ أشخاص نباتِيين أي هُمْ الَّذِينَ لاَ يأكُلُوا اللحُوم .. فَهَذَا لاَ يعنِي أنَّهُمْ صَائِمُون .. فَمِنْ المُمكِنْ يَكُون يُمارِس رِجِيم أوْ خَائِف عَلَى صِحِتَّه مِنْ الدُهُون الَّتِي بِاللُحُوم .. أوْ هُناكَ مواد وَعناصِر بِاللُحُوم تُؤذِي القلب وَالصِحَّة وَالشرايين فَلِهذَا يأكُل الأكل النباتِي .. فَهَذَا لاَ يعنِي أنَّهُ صَائِم فَهُناكَ إِختِلاف فَالموضُوع لَيْسَ موضُوع أكل يمتنِع عنه وَيِعَوَّض عنه بِأنواع أُخرى .. فَالموضُوع هُوَ أعلى وَأعمق بِمَرَاحِل .. فَالصُوم هُوَ عمل رُوحانِي قبل مَا يُصبِح عمل جسدِي .. فَالصُوم لاَبُد أنْ يَكُون فِيهِ أنَّ الجسد يصُوم وَمَعْهُ خمس حاجات تصُوم أيضاً مَعْهُ .. فَالصُوم أوَّلاً بِالجسد وَمَعَ الجسد يصُوم أيضاً :-
الخطية أثارها وعلاجها
نِقرَا مَعاً يَا أحِبَّائِي الأصْحَاح السَّابِع مِنْ رِسَالِة مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول إِلَى أهل رُومية 7 : 14 – 25 { فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ وَأمَّا أنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الخَطِيَّةِ . لأِنِّي لَسْتُ أعْرِفُ مَا أنَا أفْعَلُهُ إِذْ لَسْتُ أفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أفْعَلُ . فَإِنْ كُنْتُ أفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِنِّي أًصَادِقُ النَّامُوسَ أنَّهُ حَسَنٌ . فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أفَعْلُ ذلِكَ أنَا بَلِ الخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ . فَإِنِّي أعْلَمُ أنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ . لأِنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأمَّا أنْ أفْعَلَ الحُسْنَى فَلَسْتُ أجِدُ لأِنِّي لَسْتُ أفْعَلُ الصَّالِحٌ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَُّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أفْعَلُ . فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أفْعَلُ فَلَسْتُ بَعْدُ أفْعَلُهُ أنَا بَلِ الخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ . إِذاً أجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أنْ أفْعَلَ الحُسْنَى أنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي . فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ البَاطِنِ . وَلكِنِّي أرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الخَطِيَّةِ الكَائِنِ فِي أعْضَائِي . وَيْحِي أنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ . مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا المَوْتِ . أشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ المَسِيح رَبِّنَا . إِذاً أنَا نَفْسِي بِذِهْنِي أخْدُمُ نَامُوسَ اللهِ وَلكِنْ بِالجَسَدِ نَامُوسَ الخَطِيَّةِ }نِعمة الله الآب تَحِل عَلَى أروَاحنَا آمِين سَنَتَكَلَّم اليَوْم عَنْ :-
تقديس المشاعر
المَشَاعِر هيَ عَطِيَّة مُقَدَسة لله وَهيَ مِنْ أجمل عَطَايا الله لِلإِنسان وَلِكي نَعرِف قِيمة المَشَاعِر تعالُوا نَتَخَيل أنفُسَنا بِدُون مَشَاعِر سَنَكُون فِي حالة جمُود بِدُون تَفاعُل بِدُون رَغَبات .. نَحيا معاً عَلَى مُستوى أقل مِنْ الحيوان لأِنَّ الحيوان لديهِ مَشَاعِر يُعَبِّر عَنْها المَشَاعِر هِيَ طاقة مُقَدَسة أعطاها الله لِلإِنسان وَمَيَّزه بِها لِكي تَكُون جُزء مِنْ تكوِينه وَمِنْ حياته وَهيَ مِنْ النَاحِية الرُّوحِيَّة مِنْ أسَاسِيات الحياة الرُّوحِيَّة أنْ يَكُون لِلإِنسان مَشَاعِر .. [ تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قلبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ ] ( مر 12 : 30 ) .. [ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ ] ( مر 12 : 31 ) .. إِذا لَمْ يَكُنْ لديكَ مَشَاعِر فَكيفَ تَقِف فِي حضرة الله وَتُطِيل مَعْهُ الحدِيث .. لَوْ الإِنسان لديهِ مَشَاعِر بَلِيدة يُقال عَنْهُ إِنسان جَامِد غِير مُتَفَاعِل لَكِنْ الَّذِي لديهِ فِيض مَشَاعِر وَيعرِف كيفَ يُعَبِّر عَنْها يَكُون إِنسان مَشَاعره مُقَدَسة تخدِمه فِي عِلاَقته بالله وَالنَّاس .. إِذاً المَشَاعِر هِيَ عَطِيَّة إِيِجَابِيَّة مُقَدَسة فِي سِفر الأمثال [ لاَ تَفِضْ يَنَابِيعُكَ إِلَى الخارِج سَوَاقِي مِيَاهٍ فِي الشَّوَارِعِ ] ( أم 5 : 16) .. عندك ينبُوع مملؤ ماء لَكِنْ فِي أرض جافة .. لاَبُد أنْ تستغِل هذَا الينبُوع فِي مكانه الصَحِيح لَكِنْ لَوْ أهدرته فِي أرض جافة فِي الشَوَارِع فَلَنْ تستفِيد .. المَشَاعِر يَنَابِيع أعطاها الله لِلإِنسان لِيَتَمَتع بِها وَهيَ خِير لِمَنْ حوله .. المَشَاعِر هِيَّ هِيَّ أبنِي بِها نَفْسِي وَهِيَّ هِيَّ مُمكِنْ أدَّمر بِها نَفْسِي لَوْ بددتها فِي هذَا العُمر المَشَاعِر مُتَدَفِقة دَافِئة وَقَوِية جِدّاً لَكِنْ أجمل شِىء أنْ تُوَّجه بِطَرِيقة صَحِيحة.
أناوالآخر
بِنِعمة رَبِّنا سَأتَكَلَّم معكُمْ فِي موضُوع يَمِس حياتنا العَمَلِيَّة جِدّاً وَهُوَ عَنْ " أنَا وَالآخر " .. القِدِيس بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالَتَهُ إِلَى فِيلِبِّي 2 : 4 – 5 يَقُول [ لاَ تنظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآِخَرِينَ أيضاً . فَليَكُنْ فِيكُمْ هذَا الفِكرُ الَّذِي فِي المَسِيحِ يَسُوعَ أيضاً ] .. سَأتَكَلَّمْ مَعْكُمْ فِي ثَلاث نُقط وَهُمْ :-
كونوا بسطاء كالحيات بسطاء كالحمام
نِقرَا مِنْ سِفر مُلُوك أوَّل إِصحَاح 3 : 5 – 15 { فِي جِبْعُونَ تَرَاءَى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ فِي حُلْمٍ لَيْلاً . وَقَالَ اللهُ اسْألْ مَاذَا أُعْطِيكَ . فَقَالَ سُلَيْمَانُ إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ مَعَْ عَبْدِكَ دَاوُدَ أبِي رَحْمَةً عَظِيمَةً حَسْبَمَا سَارَ أمَامَكَ بِأمَانَةٍ وَبَرٍّ وَاسْتَقَامَةِ قَلْبٍ مَعَْكَ فَحَفِظْتَ لَهُ هذِهِ الرَّحْمَةَ الْعَظِيمَةَ وَأعْطَيْتَهُ ابْناً يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّهِ كَهذَا الْيَوْمِ . وَالآنَ أيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي أنْتَ مَلَّكْتَ عَبْدَكَ مَكَانَ دَاوُدَ أبِي وَأنَا فَتًى صَغِيرٌ لاَ أعْلَمُ الْخُرُوجَ وَالدُّخُولَ . وَعَبْدُكَ فِي وَسْطِ شَعْبِكَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ شَعْبٌ كَثِيرٌ لاَ يُحْصَى وَلاَ يُعَدُّ مِنَ الكَثْرَةِ . فَأَعْطِ عَبْدَكَ قَلْباً فَهِيماً لأِحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ الْخِيرِ وَالشَّرِّ لأِنَّهُ مَنْ يَقْدُِرُ أنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ العَظِيمِ هذَا . فَحَسُنَ الكَلاَمُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لأِنَّ سُلَيْمَانَ سَأَلَ هذَا الأمْرَ . فَقَالَ لَهُ اللهُ مِنْ أجْلِ أنَّكَ قَدْ سَألْتَ هذَا الأمْرَ وَلَمْ تَسْأَلْ لِنَفْسِكَ أيَّاماً كَثِيرَةً وَلاَ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ غِنًى وَلاَ سَأَلْتَ أنْفُسَ أعْدَائكَ بَلْ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ تَمْيِيزاً لِتَفْهَمَ الحُكْمَ . هُوَذَا قَدْ فَعَلْتُ حَسَبَ كَلاَمِكَ . هُوَذَا أعْطِيْتُكَ قَلْباً حَكِيماً وَمُمَيِّزاً حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ . وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ أيْضاً مَا لَمْ تَسْأَلْهُ غِنًى وَكَرَامَةً حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَكُونُ رَجُلٌ مِثْلَكَ فِي المُلُوكِ كُلَّ أيَّامِكَ . فَإِنْ سَلَكْتَ فِي طَرِيقِي وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَاياي كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أبُوكَ فَإِنِي أُطِيلُ أيَّامَكَ . فَاسْتَيْقَظَ سُلَيْمَانُ وَإِذَا هُوَ حُلْمٌ . وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَوَقَفَ أمَامَ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَقَرَّبَ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ وَعَمِلَ وَلِيمَةً لِكُلِّ عَبِيدِه }" مجداً لِلثَّالُوث الأقدس " نَحْتَاج يَا أحِبَّائِي فِي حَيَاتنَا إِلَى حِكمة الحَيَّات وَبَسَاطِة الحَمَام .. قَدْ نَجِد فِي التعبِيرِين تَنَاقُض وَلكِنَّهُ التَنَاقُض الَّذِي تَمْنَحَهُ النِّعمة لِلحَيَاة المَسِيحِيَّة هذِهِ الحَيَاة الَّتِي تُعْطِي لِلإِنْسَان تَمَيُّز وَسُلُوك بِمَقَايِيس مُخْتَلِفة فَهيَ حَيَاة تَجْمَع المُتَنَاقِضَات كَمَا يُطْلِق عَلَيهَا الآباء القِدِيسُون " البَارَادُوكس " وَلِنَفْهمْ مَعنَى هذَا المُصطلح نَأخُذ الصَلِيب كَمِثَال .. فَالسَيِّد المَسِيح عَلَى خَشَبِة الصَلِيب المُقَدَّسة عُريَان .. مُتَألِّم .. ضَعِيف .. مُهَان .. مُحتقر .. وَفِي نَفْس الوقت قَوِي جِدّاً .. جَبَّار جِدّاً مُتَسَلِّط جِدّاً .. قَادِر جِدّاً .. غَافِر لِلخَطَايَا .. يَقبل التُوبة .. هذِهِ هِيَ الحَيَاة المَسِيحِيَّة نَرَى نَفْس المعنَى أيضاً فِي تَعَالِيم القِدِيس بُولِس حِينَ يَقُول { كَفُقَرَاءَ وَنَحْنُ نُغْنِي كَثِيرِينَ . كَأنَّ لاَ شَيْءَ لَنَا وَنَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيْءٍ } ( 2كو 6 : 10) .. فَالحَيَاة المَسِيحِيَّة تَجْمَع الضَعْف وَالقُوَّة .. البَسَاطة وَالحِكمة .. تَجْمع الجَسَدِي وَالرُّوحِي .. الفقر وَالغِنَى .. هذَا مِنْ عَمَل النِّعمة الَّتِي تَجْعل الإِنْسَان يَجْمع المُتَنَاقِضَات ..لِنُنَاقِش يَا أحِبَّائِي البَسَاطة وَالحِكمة كَمَا أوصَانَا رَبِّنَا يَسُوع المَسِيح لَهُ المجد مِنْ خِلاَل النِقَاط التَالِية :-
هدف الحياة
يقول بولس الرسول في رسالته إلى فيلبي ﴿ لكن ما كان لي ربحاً فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة بل إني أحسب كل شيءٍ أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي ﴾( في 3 : 7 – 8 ) .. ما أجمل أن يعرف الإنسان هدفه وغايته في الحياة ويحيا من أجله .. أن يعرف غرضه ويسعى إليه كما يقول بولس الرسول ﴿ أسعى نحو الغرض ﴾ ( في 3 : 14) .. والرب يسوع المسيح يقول ﴿ لأجل هذا أتيت إلى هذه الساعة ﴾ ( يو 12 : 27 ) لأنه يعرف هدف مجيئه .. ويقول الكتاب المقدس ﴿ وحين تمت الأيام لارتفاعه ثبَّت وجهه لينطلق إلى أورشليم ﴾ ( لو 9 : 51 ) .. ثبَّت السيد المسيح نظره على هدفه الذي جاء إليه ولم ينصرف عن خطته خطة الخلاص * هدف * .. فما أصعب أن يعيش الإنسان بلا خطة .. بلا أمل .. بلا رجاء .. بلا رسالة وبلا هدف سوف يغلبه الملل ورتابة الحياة التي تقوده إلى الضجر والضيق .. ولكي يقاوم وينتصر على هذا الإحساس عليه بتحديد هدفه وترتيب أولوياته .. بذلك يكون الإنسان راضي عن نفسه وعن حياته .. تُقسم الأهداف والأولويات إلى :-