العظات

الملائكه فى حياتنا الجمعة الثانية من شهر بؤونة

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحدآمين . تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها أمين . كل عام وأنتم بخير بالطبع الملاك ميخائيل له علامة في حياة كل شخص فينا، ويكفي أننا نعلم أنه رئيس جند الرب، كل دولة لها جيش، كل دوله تقاس قوتها بقوة جيشها، المملكة السماوية جيشها هو الملائكة، ورئيس هذا الجيش هو الملاك ميخائيل،ولكي تتخيل قوة الملاك ميخائيل أقول لك يمكن أن ملاك واحد مثل الذي قام بقتل كل أبكار المصريين هذاملاك واحد فماذا عن رئيس الجند!،وفي أيام سنحاريب الملك عندما كان يعير شعب الله وكان يقول لهم أروني إلهكم الذي أنتم متكلين عليه ماذا يفعل معكم؟،أروني أليشع ما الذي يمكن أن يفعله معكم؟،الله قال له إذن انتظرقليلاً فقط أرسل ملاك واحد أثناء الليل،كم قتل هذا الملاك؟قتل ١٨٥ألف شخص،تخيل أنت عندما تستيقظ في الصباح وتجد185 ألف شخص قد أماتهم ملاك واحد، كل ذلك أنا أحاول فقط أن أعرفك على الملاك ميخائيل، إذا كان ملاك واحد فعل كلذلك،معلمنا بولس الرسول يقول لك "أليس جميعهم أرواح خادمة مرسله للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص"في رسالة العبرانيين الإصحاح ١عدد ١٤،حينئذ لابد أن تكون لنا علاقة بالملائكة،وعلى رأسهم قائد جيوش الملائكة الجليل الملاك ميخائيل، نستطيع أن نقول أننا ننتمي لدولة الملكوت ودولة الملكوت جيشها هو الملائكة، وهؤلاء الملائكة كلهم موجودين لخدمتنا، لمعونتنا، لسندتنا، هم ينفذون إرادة الله،وإرادة الله خلاصنا، إرادة الله معونتنا، إرادة الله نصرتنا،أستطيع أن أقول ونحن نعلن أننا أبناء الملكوت في نفس الوقت نعلن أننا في حماية الملائكة، لأن أي فرد يعيش في دولة فهو يعيش بقوة جيشها،لكن الكثير منا يقول لك أنا أود أن أعرف قليلاً عن الملائكة، أقول لك أنا أحدثك في ثلاث نقاط عن الملائكة : ١- الملائكة خدمة . ٢-الملائكة قوة . ٣-الملائكة عبادة . ١- خدمة : الملاك دائماً وظيفته أن يوصل رسالة فهو صاحب بشارة، الملاك هو الذي يقوم بدور الوسيط بين الأرض والسماء،الحوار الذي بين الأرض والسماء يفعله الملائكة، لذلك أستطيع أن أقول لك أن تذكر أبونا يعقوب عندما رأى سلم صاعد من الأرض للسماء قال لك وملائكة صاعدة ونازلة، صاعدة لتوصل أمور ونازلة تفعل أمور أخرى، صعدت لتوصل ونازلة بأوامر تنفذ،وملائكةصاعدة ترسل طلبات، هؤلاء هم الملائكة،لذلك أستطيع أن أقول لك أذا قمت بالتركيز في القداس تجد الكاهن يقول جملة فيرد عليه الشماس بنفس الجملة،أذكر يا رب سلام الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية،فيرد عليهالشماس يقول صلوا من أجل سلام..، فالكاهن أصعد إلى فوق والملاك أنزل إلى أسفل، ملاك أصعد هذه الطلبة للأب الكاهن قال له أذكر يارب هذه الطلبة لاتسكت لابد أن تنزل بالاستجابة،صاعدة ونازلةهذا عمل الملائكة،لذلك أستطيع أن أقول لك أن الملائكة خدمتهم أنهم يصعدوا لنا طلبات ويوصلوا لنا طلبات، هم أصحاب بشارة دائما،من الذي بشر زكريا بميلاد يوحنا؟ملاك،من الذي بشر السيدة العذراء بالحبل الإلهي؟ ملاك، من الذي طمأن يوسف البار على أمر الحبل الإلهي للسيدةالعذراء؟ يقول لك إذ أوحي إليه في حلم،ثم من الذي قال قم خذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر؟ ملاك، لذلك دائماً تجد هذا الملاك هو الذي يقوم بتوصيل هذه الرسائل،ويقال أنه في رحلة العائلة المقدسة كلما كانت العائلة المقدسة تسير كان هناك ملاك يسير فوق منهم، بتعبير الجيش أنه هناك قوة برية وهناك قوة جوية، قوة جوية تعمل حراسة، تعمل غطاء،تغطية الملاك يسير فوق منهم ليفعل لهم تغطية جوية،هذا بالنسبة للعائلة المقدسة، الذي بشر الرعاة ملاك،عندما كان ربنا يسوع في البستان وكان عرقه يتصبب كقطرات دم يقول لك أتى إليه الملاك وقواه،إذن الملائكةتراقبنا وتخدمنا وتقوينا،تأخذ طلباتنا وترفعها، فهل هم شاعرين بنا؟، هل هناك علاقة بيننا وبينهم؟، هل يركزوا معنا؟يقول لك جداً،ورئيس هذا الجيش كله هو الملاك ميخائيل، يالحظ الذي له علاقة برئيس الجيش مباشرة،فهي تكون نعمة مميزة جداً،الذي يعرف رئيس الجيش ذاتيايكون له حظوة عظيمة جداً، الواقفين عند القبر المقدس في القيامة كانوا ملاكين،والذي دحرج الحجر ملاك، وتقليد الكنيسة يقول من الملاك الذي دحرج الحجر؟ "ميخائيل رئيس الملائكة نزل من السماء ودحرج الحجر عن باب القبر وبشر النسوة حاملات الطيب قائلاً المسيح قام بالحقيقة قام"،لقد كانت مهمة لايصح أن يفعلها أي ملاك فلابدالذي يفعلها الرئيس،فالرئيس هو الذي دحرج الحجر وهو الذي قال البشارة للمريمات، تلاحظ دائما أن الملاك يفعل لك الأشياء الصعبة عليك، أنت تذهب إلى القبر يحمل لك الحجر، الملاك يفعل ذلك،لذلك أمور كثيرة يمكن أننا نراها لا يوجد لنا عشرة بها جداً وليس لنا علاقة بها يقول لك لا أنت مدعو أن يكون لك علاقة مع هذه القوات السمائية وخاصة الملاك ميخائيل مثلما كان الكاهن يقول لنا اسمه الشفيع في جنس البشر، هو ليس فقط الشفيع في جنس البشر لا بل أيضا في المخلوقات، فهو الطالب عن مياه النيل، هو كله عجائب لأنه مسئول عن أمن البشرية كلها، لأن هذه البشرية خلقت من الله، المسئول عن أمنها هو الجيش، ورئيس هذا الجيش هو الملاك ميخائيل.لذلك أمور كثيرة تسمع عنها بالملاك، فالذي جاء في العهد القديم ليشوع بن نون ملاك، الذي جاء لجدعون ملاك،الذي نزل من السماء وسد أفواه الأسود لدانيال ملاك،ما هذه المهام الصعبة؟! ملاك يسد أفواه الأسود أقول لك نعم سد أفواه أسود، هو صاحب جيش يحارب عنا،الذي أطعم ايليا ملاك، الذي أخرج لوط وزوجته وبناته من أرض سدوم ملاك لدرجة يقول لك أن لوط تباطأ قليلاً فالملاك شده،هو موجود لكي يحميني، يخرجني نعم هذا عمل الملاك، لذلك أستطيع أن أقول لك كلمة ملاك هي كلمة جميلة جداً، كلمة محتاجين أننا نشعر بها جداً، عندما كان معلمنا بطرس الرسول في السجن يقول لك كان محروسا بأربعة أرابع من العسكر، أربعة أرابع تعني٤ مجموعات والمجموعة عبارة عن أربعة عسكر،أي أنه يحرسه 16فرد من العسكر وبطرس نائم في السجن قال "وإذا ملاك الرب أتى وأيقظه قائلا قم عاجلا"،الملاك أيقظه وقال له"تمنطق وأذهب ورائي"، فيقول لك عبروا المحرس الأول والثاني، ثم عبروا الدهليز، ثم وجدوا باب السجن مغلق، يقول لك "وإذ الباب انفتح لهما من ذاته"،انفتحت بمفرده اوأخذه إلى التلاميذ قام بتوصيله إلى الباب وعندما دخل من عند الباب تركه، وكأنه يقول له أنا ما علي قد فعلته سلام، إلى اللقاء،فأنت في وسط أخواتك وفي وسط الأمان، ما هذا الملاك؟! نعم ملاك، هل الملاك يفعل كل هذه الأعاجيب؟أقول لك نعم، الملاك له قوة أرواح خادمة، أرواح لها قوة مقتدرة،جاءوا لكي يشفونا وجاءوا لكي يشفعوا لنا،وجاءوا لكي يعينونا ويصعدوا طلباتنا إلى فوق، تقليد جميل في الكنيسة تقول لك الشخص من يوم عماده يوكل ملاك لحراسته ومصاحبته، كل فرد فينا له ملاك انتبه!، تصور يقول لك نعم هنا كنعمة اسمها ملاك حارس، لك ملاك يمشي معك يتقدمك ويحرسك كل يوم كل الأيام، هو موجود لك أنت هل من المعقول؟!،يقول لك نعم من يوم عمادك،لأنك أنت ابن المسيح، ابن المسيح فانت تحتاج أن يكون لك حرس خاص بك يحميك من الشيطان ومن الشر، تعلم أن هذا الملاك يرافقك إلى الدينونة، يشفع فيك أمام الله لكن تصور إذا هذا الملاك لم يجد فضيلة يشفع بها تصبح مشكلة،يقول لك الشيطان يفتري على الشخص ويقول مثلاً هذا كان شرير، كان يفعل...،....، الملاك يقوم بالدفاع عنك، يقول لا هذا كان جيد، كان يعمل ....،....،تخيل أن يكون ملاكك لديه دوافع كثيرة معك في صفك،يشهد عن صلوات لك،أصوام لك، صدقات تصنعها، أعمال رحمة، نقاوة قلب، ابتعاد عن شر وشهوات والملاك يشهد بذلك،يأتي الشيطان يقول شيء ليفتري يقول له لا هذا يكذب،لا لم يكن كذلك،لا هذايفعل....، .... إلخ، هل هناك ملاك لخدمتي؟ يقول لك نعم، لذلك في رجوع الابن الضال يقول لك يكون فرح في السماء لماذا؟ الملائكةتفرح بالطبع، الملائكة تفرح جداً، الإنسان عندما يدخل تحت سيطرة عدو الخير تشعر كأن السماء تخسر، لكن عندما يتحررالإنسان ويعطي ربنا عبادة تجد الملائكة فرحة، لأنه من أكثرالأمور التي تفرح الملائكة خدمة الخلاص، هو موجود لكي يعينك، لكي يسندك، لكي يشفع فيك، ملاك يريد أن يقدم لك قوة، معونة، نعمة، حب، يرصد جهادك،يرصد تعبك، يقولون عن راهب كان يسكن في قلاية وكان يحضر الماء من عين ماء كانت بعيدة قليلاً، فكان يشعر بالتعب لكي يحضرالماء، فجاءت له فكرة أن ينقل قلايته لتكون قريبة من عين الماء،فبدأ يبني في القلاية الجديدة ثم ذهب ليحضرالماء،وجد ملاك يسيرخلفه، قال له ماذا تفعل؟فأجابه الملاك أقوم بتعداد خطواتك من قلايتك لعين الماء، قال له ولماذا؟ قال له الملاك لأنه بذلك المسافة سوف تقل،وعندما تقل المسافة البركة سوف تقل فلا تترك قلايتك،اكتشف أنه في كل مرة يذهب ليحضر فيها الماء فهذا جهد،هذه المياه جهد مقبول أمام الله كأنه يقدم ذبيحةلله، وهل يركز الملاك لهذه الدرجة؟! نعم الملاك يركز،أتعلم أنك عندما تستيقظ مبكرا قليلاً لتحضر قداس هناك نعمة تأتي لك،تقول أنا أذهب للعمل مبكراً،ولا يوجد وقت كافي أقول لك إذااستطعت الاستيقاظ مبكراً أيضا تقول لي يكون تعب وجهد إضافي أقول لك هذا التعب محسوب، هذا الجهدمحسوب،الملاك ينتبه له،ملاكك موجود لكي يشجعك على كل جهاد، على كل نعمة، تصور أنت أنه يقال عن الآباء القديسين عندما كان يجلس في قلايته كان يجلس في وقار لأنه كان يشعر أن هناك ملاك معه، تصور! بمعنى أنه لم يجلس بطريقة غيرلائقة، ولا يجلس بملابس لا تليق، لا تحت دعوى الحر أو تحت دعوى أنه لا يوجد معي شخص في المنزل،لا بل يقول لك كان يخجل من ملاكه، هل من المعقول،لكن أنا ليس معي أحد،لا أحد يراني، أنا بمفردي إذن أجلس على راحتي، يقول لك لا فهو شاعر أنه هناك ملاك بجواره، فمثلاً أتعلم أبونا روفائيل أفا مينا تلميذ البابا كيرلس السادس؟ يقول لك أكثر منظر لم أكن احتمل فيه البابا كيرلس منظره وهو نائم، لكن وماذا به وهو نائم؟!تشعر فيه بهيبة رهيبة وهونائم،وهو يستند بجانبه فقط مستريح قليلاً يقول لك تشعرفيه بهيبة،لأنهم أشخاص تشعرأنها محروسة بقوة سماوية، حتى وهم نائمون تشعر أنه هو يشعر أن كل لحظة في حياته كأنه شخص ماثل أمام الله، ما هذا؟! إعتادعلي ذلك،إعتاد على أنك تعرف أن هناك ملاك بجوارك وأنت تأكل،وأنت تسير وأنت تتحدث، في منزلك الملاك يسمع كل حديث لك. ٢- قوة : الملائكة قوة فعددهم لا يحصى، يقول لك أن أبونا يعقوب عندما رأى الملائكة صاعدة إلى السماء ونازلة من السماء قال لك ما هذا إلا جيش الله، هذا جيش، جيش كبير جداً جداً،كلنا نعرف قصة أليشع وجيحزي تلميذه،جيحزي وجد جيش آرام محاصر الجبل الذي هم جالسين به فخاف وذهب على أليشع وقال له أنجدنا، الجبل كله محاط، نحن في ضيقة انجدنا،يقول لك أليشع خرج قال له أكشف يارب عن عيني الغلام ليعرف ويرى أن الذين معنا أكثر من الذين علينا، ثم ماذا فعل بعد ذلك؟قال له أنظر هذا العدد كله، يقول لك كشف الله عن عينيه فوجد أعداد غفيرة جداً جداً جداً تحيط بالجبل قوة رهيبة للملائكة، لذلك يقول لك ألوف ألوف،ربوات ربوات،الربوة 10,000،ألوف ألوف ربوات ربوات يقول لك جمع غير محصى، أيوب الصديق يقول لك هل من عدد لجنوده،لاتعد،لا تعد، ليست مجرد أعداد لا بل هي أعداد لها قوة ولها اقتدار،مثلما كنت أقول لك واحد ملاك يقتل 185,000، ملاك يقتل كل أبكار المصريين في ليلة واحدة،منتهي السهولة لماذا؟ لأنه مقتدر بالفعل،لا تقول أنا بمفردي،لا تقل أنا خائف، لا تقل أين هم،لافأنت لابد أن تثق أنه معك،في كل مكان، قم بقراءة تاريخ الكنيسة وتعرف إلي أي حد هناك ملائكة تدافع عنا، وأن هناك قوة إلهية تحرس،تتذكر عندما أتوا ليقبضوا على ربنا يسوع في البستان فإن بطرس الرسول قد تهور قليلاً وأخرج سكينة وكان يريد أن يقطع بها أذن رئيس الجند، قال له السيد المسيح يا بطرس، أنت تظن أنا لست من الممكن أن أطلب فتأتي إلي ملائكة، لكن هم لم يأخذوا أمر، لكن إذاطلبت ستحضر،من الممكن أنالله يقدم لي أكثر من إثناعشر جيشا من الملائكة،أنافقط أرسل الرسالة أقول له تعالى لكن لا،فلابد أن يتم تدبير الخلاص،ولابد أن أسلم بأيديهم، ولابد أن أضرب وأهان وأحاكم وأصلب لكي أقوم،فهذا تدبير لابد أن يتم، لذلك أستطيع أن أقول لك أن هؤلاءالملائكة قوة جبارة جداً لحراستنا ولمعونتنا،ولابد أن نثق فيها هذه القوة،أنظركم من أحداث كثيرة ومواقف الكنيسة تقول "وأتى إليه ملاك".علي سبيل المثال الست دميانة أثناء عذابتها يأتي لها الملاك،لماذا؟لكي يشفيها من كل جراحتها، لماذا؟ قال لها كفى أنتي فقط مجرد تعزية وشفاء أقدمه لك،ليس معنى ذلك أنها لا تستشهد، لا سوف تستشهد، لكن تخيل أنت عندما يستشهد شخص ويكون قد رأى الملاك ميخائيل، ماذا يقول وقتها؟يقول أذهب له لكي أكون معه دائما، قوة إلهية، المسيحي يا أحبائي يكون فرح لأنه شاعر أننا محروسين، يقول لك "أنتم الذين بقوة الله محروسين"،نحن في حماية إله ضابط الكل، له جنود وعساكر وربوات وجمع غير محصى،عندما يقول لك "قد أتيتم إلى جبل صهيون إلى مدينة الله الحي أورشليم السماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة"، نحن ذاهبين لربوات محفل ملائكة هذا المجد الذي فيه أولاد الله، إن هؤلاءالملائكة هم الخدام لهم،نقول له "الذي يقف أمامك الملائكة ورؤساء الملائكة والأرباب والسلطات والكراسي"،ماهذا كله؟، هل هناك طغمات في الملائكةنحن لا نعلم عنها شيء؟، كان يجلس يتأمل يقول لك ترى الأرباب أم الكراسي أيهما أعلى؟!كذلك الشاروبيم والسيرافيم ما تخصص كلامنهم؟!،ومن أقرب ومن أبعد؟!،أيضاً ما هي السلاطين،ماالأجناد،ما الأرباب، ما القوات؟، كل طغمة في هؤلاء كتيبة، كل طغمة في هؤلاء لها دور ولها نظام، فالملائكة دنياأخرى، يقول لك لكنها ليست جيش لابل هي أعظم من جيش،من رئيس كل هذا؟الملاك ميخائيل، يا لحظ الذي له علاقة به،هو محظوظ جدا جدا قال لك ملائكتة المقتدرين قوة،ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم،بالطبع فهو قال لك يوصي ملائكته بكل كي يحفظوك، معلمنا بولس الرسول ذات مرة كان في مركب والمركب أوشكت على الغرق وكل الناس خائفةومرتعبة يقول لك ملاك الله جاء له وقال له لا تخف لا تغرق السفينة، قال لهم هكذا"لأنه وقف بي هذه الليلة ملاك الله الذي أنا له والذي أعبده قائلا لا تخف يا بولس ينبغي لك أن تقف أمام قيصر-بمعنى أنك لابد أن تذهب إلى روما -وهوذا قد وهبك الله جميع المسافرين معك"،إذن أنت تصبح بخير وكل المسافرين معك يصبحون بخير،من الذي قال هذا الكلام؟! ملاك الله، رأيت قوة الملائكة. ٣- عبادة : من الذي يظل يسجد ويسبح لله ويبارك عظمة الله؟ الملائكة، يسبحون على الدوام، يقولون "قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجد ملئ كل الأرض"، ربوات ربوات من الملائكة تقول كلمة قدوس قدوس،ماذا يفعلوا هؤلاء؟هم الذين يحضروا المسرة إلى الله وإلى الخليقة كلها، تعلم أن أي جيش أو أي بلد يكون لها نشيد وطني عندما يقولوه مع بعضهما البعض تكون فيها حالة من الانتماء، الزهو، الافتخار،ولابد أن يكون حماسي، ما النشيد الوطني للملائكة؟ قدوس قدوس قدوس رب الجنود السماء والأرض مملوءتان من مجدك، هذا هو النشيد الوطني، الوطني السماوي لذلك أنت عندما تقول قدوس قدوس هذه لاتقولها بدون احساس،لا بل تقولها وأنت شاعر أنك تعلم القداسة إلى الله لأن هو القدوس، أثناء الميلاد جاءوا قالوا "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" إعلان عن مجد الله وسط العالم كله، هذا هو عمل الملائكة لذلك نقول سبحيه يا جميع ملائكته سبحيه يا جميع جنوده،سبحوه في جلدقوته، سبحوه ككثرة عظمته، هذا هوعمل الملائكة التسبيح والعبادة يخروا ويسجدوا ويقدموا التقديس لله، إذن الملائكة مهمين جدا، يقول لك يخروا على وجوههم ويسجدوا ويقولوا آمين البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة لإلهنا إلى أبد الأبدين،الله يسمع هذا التسبيح فيسر،يسر بملائكته، لأن هؤلاء هم الذين ينفذوا إرادته، تريد أن يكون لك عشرة في الملائكة في العبادة، أذهب إلى الكنيسة في العبادة، الكنيسة هذه ما اسمها؟ اسمها بيت الملائكة، كل مرة أنت تسبح فأنت تسبح مع الملائكة،لذلك نقول نحن فلنسبح مع الملائكة قائلين المجد لله، فمع من نحن نسبح؟ مع الملائكة، في ضمير الكنيسة الآن وأنتم جالسين صدقوني بين كل واحد وواحد، وبين كل واحدة وواحدة ملاك، لذلك يقول لك الذي ثبت قيام صفوف غير المتجسدين في البشر، من هم الغير المتجسدين؟ الذين ليس لهم أجساد، الذين هم الملائكة، في وسط البشر،أي في وسطكم الآن يوجد ملائكة،أيضاً أقول لك على شيء أجمل أتعلم نحن عندما نقوم بالصلاة الآن ونعبد ربنا الآن الملائكةتصلي معنا وتردد معنا نفس الألحان،لكن أتريد الحق؟!الله يحب أن يسمع صوتنا نحن أكثر من الملائكة،تقول لي لا،أقول لك انتظر فأنا أقول لك على دليل لذلك، لنفرض كلنا الآن مثلاً نقول"أبانا الذي" ووجدنا طفل لديه سنتين يقول أبانا الذي معنا كلنا نركز جداً مع الطفل وكأننا نريد أن نقول لا تتحدثوا جمعيكم نحن نريد أن نسمع الطفل،وعندما ينتهي كلنا نقول له حسنا جداً يا حبيبي، وكلنا نعانقه، تسبيح الأضعف أكثر قبولاً، تسبيح الأقل أكثر قبولاً،نحن بشر لدينا جسد، لدينا شهوة،مجذوبين للأرض،لكن الملائكة ليس لديهم جسد ولا شهوة،ومجذوبين إلى فوق،فكونهم يسبحون إلى حد كبير هذا أمر طبيعي لكن كون أنني أنا أسبح هذا شئ محبب عندالله، عبادة، أقول لك هيا نقدم عبادة، وعبادتنا تكون مسنودة بعبادتهم، أصواتنا تكون مخلوطة بأصواتهم لذلك نقول له "احسبنا مع القوات السمائية" أحسبنا مع القوات السمائية ، الله يرانا كملائكة ونحن في الكنيسة وانتبه لذلك الشماس يرتدي ملابس بيضاء لأنه ملاك،والبطرشيل يكون له طرف من أمام وطرف من خلف، ماهذه الأجنحة؟!، لذلك مع احترامي لك يا أبي وكل أخواتي الشمامسةالذي يرتدي تونيه بدون بطرشيل فهو كملاك بدون أجنحة، هناك بعض الشمامسة تستسهل وترتدي جلباب أبيض،هذه جلابية ليست تونية، ترتدي تونيه ومعها البطرشيل،البطرشيل له أجنحة، ملاك له أجنحة،فما هذا؟ أقول لك هي كذلك الملائكة، لذلك الملائكة واقفين حول العرش الإلهي نحن لنا إيمان أن الكنيسة بيت الملائكة والتسابيح التي تقدم في الكنيسة هذه تسابيح ملائكية،نقول الهوسات علامات نصرة، علامات مجد الله، أرواح القديسين كلها،لذلك أستطيع أن أقول لك نحن نقول لله"افتح شفتي وليخبر فمي بتسبيحك" مع الملائكة، يقول لك "وجاء ملاك ووقف عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب وأعطى بخور كثيراً لكي يقدمه مع صلوات القديسين"،الملائكة تأخذ صلواتنا ويصعدوها إلى فوق،يصعدها إلى فوق لماذا؟لأننا نعلم ذلك، أعطيت الذين هم على الأرض تسبيح السيرافيم،نحن نسبح تسبيح السيرافيم،إلي هذا القدر الملائكة قوة جبارة من أجلنا،إلى هذا القدر هم خدمة من أجلنا، إلى هذا القدر هم عبادة معنا، أقول لك نعم أفرح بالملائكة،اجعل لك علاقة خاصة بالملاك ميخائيل، اصنع له تذكار كل 12 في الشهر القبطي،ومن الأفضل أن يكون بيتك لا يخلو من صورة للملاك ميخائيل،يفضل أن تفعل له تمجيد صغير كل يوم، ضع صورة للملاك ميخائيل بالمديح داخل الأچبية التي تخصك،وهومديحه قصير ليس طويل، فأحيانا في بعض مدائح القديسين تكون كبيرة قليلاً،لكن هذا لا تعلم لماذا مديحه صغير؟،المفترض أن يكون كبيراً إلى حد ما،لكن عامة هي صغيرة لأنه يقول لكل أني أنا لست كل سنة أنا يومي، أنا مديحة يومية.ربنا يفرحنا بالملاك ميخائيل، يعطينا قوة الملائكة في حياتنا، يبارك في خدمتكم، يبارك في كنيستكم، يبارك في المشاريع الجديدة، يبارك في خدمة وتعب ومحبة أبونا الحبيب أبونا مرقس ربنا يبارك فيك.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

الطلبة من أجل الآخرين (قداس الجمعه الرابعه من الصوم المقدس )

إنجيل اليوم عن المرأة الكنعانية التي ذهبت وسجدت لربنا يسوع لكي يشفي ابنتها، فصل ممتلئ إيمان وممتلئ ثقة، لكن أحدثكم عن كلمة صغيرة جداً عن الطلبة من أخل الآخرين، ما الذي نعرفه عن ابنة هذه المرأة الكنعانية، كلمتين هي التي قالتهم قالت ابنتي مجنونة جداً،هذا الكلام الذي قالته أمها عنها، ابنتي مجنونة جداً،والتي ابنتها مجنونة جداً هل من الممكن أن أحد يطلب عنها،ويستجاب لها عن هذه الابنة المجنونة جداً، يقول لك نعم يمكن ذلك، هل يمكن أن نطلب عن الآخرين والله يستجيب؟، إذن ما هو الجنون؟ القديس أنطونيوس يعرف الجنون على أنه هو الخطية، يقول لك أن علامة رجاحة العقل هي البر،وعلامة اختلال العقل هي الخطية، فيكون ابنتي مجنونة جداً أو أي إنسان مجنون جداً الذي يقع تحت نير الخطية، فهذا يحتاج من؟ يحتاج إيمان كنعانية تذهب وتسجد وتترجى، ويقول لها لا يمكن الآن،ثم يمتحن إيمانها بطريقة فيها حسم قليلاً ويقول لها" ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب"، فقالت له "والكلاب أيضاً" فهي لم تعترض حتى لم تقل كلمة "ولكن،"هناك فرق بين كلمة ولكن، وكلمة والكلاب، فهي قالت "والكلاب تأكل أيضا من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها"، وجدنا ربنا يسوع يقول لها عظيم إيمانك، نحن نقف نصرخ ونسجد، ونقول له ارحمني يارب فإن العالم مجنون جداً، ارحمنا يارب، أبنائنا ساقطين تحت ضغوط شديدة جداً جعلتهم مختلين التوازن، ارحمنا يارب، الشر تزايد جداً في العالم، جداً، بل وطغى، ارحمنا يارب الشر سائد، نسجد، هل تفتكر أن سجودنا يأتي بنتيجة؟! يقول لك كن واثق من ذلك، لا تظن أن طلبتك هذه لا أحد يسمعها، لا تجعل عدو الخير يشكك ويقول لك لافهو لن يسمع لك، الدنيا من حولك مزدحمة، أحياناً تجد شخص يقول لك هل الله سوف يستجيب لمن أو لمن؟!، هو يسمع من ولا أو من؟!، يقول لك لا أبدا، فالقديسين يقولون لك ثق أن أذن الله قريبة جداً إلى شفتيك، اصرخ، قل له ارحمني يارب فإن ابنتي مجنونة جداً، اسجد له في ثقة، الناس تمنعك ولكن أنت واثق، تذهب وتسجد وتتضرع،الله يستطيع أن يرفع الغضب من أجل الأبرار كثيراً ما نجد الكتاب المقدس شرح لنا هذا الكلام، هل من الممكن مجموعة صغيرة في سدوم تطفئ غضب الله عن مدينة بكاملها؟ نعم يمكن، هل من الممكن أن يقول لك في قصة الأنبا بولا أنه من أجل الأنبا بولا كان الله يرسل فيضان النيل في حينه ويرفع غضبه عن العالم كله من أجل الأنبا بولا وهو شخص واحد، واحد، فمن الممكن أن إنسان بار يقف أمام الله يشفع في خطاه كثيرين؟، هذه الكنعانية ذاهبة لتشفع في ابنتها المجنونة جداً، لا نعرف كثيراً عن ابنتها غير ذلك،فهل يمكن أن إنسان يكون غير قادر أن يتحرك إلى التوبة والخلاص ونحن نصلي من أجله فيتحرك قلبه؟ أقول لك نعم يمكن،الله قادر، يقول لك الصلاة تحرك اليد التي تحرك العالم، الله خالق القلوب ويعرفها كلها،يمكن أنك عندما تصلي إنسان ينخس في قلبه،قد يحرك الله القلب، يزيد من الاستجابة، يجعل الإرادة تتحرك، يجعل الإنسان الذي أفسدت الخطية عقله يبدأ يعود لصورة ملامحه الأولى،وترد له كرامته،ويرد له بهائه، لذلك أستطيع أن أقول لك أن الكنعانية فيها ثقة، فيها إيمان، فيها رجاء، فيها لجاجة، فيها فضائل كثيرة جداً، نطلب من أجل الآخرين، أصعب شعوريا أحبائي أن الإنسان يعيش حياته من أجل نفسه، أصعب احساس أن الإنسان يجعل حياته محصورة في دائرة ضيقة،ما رأيك عندما يوسع الله قلبك تجاه كل مريض، كل متألم، كل بعيد، كل خاطئ، كل غير مؤمن، وكل الخليقة كلها، فهذا الذي نراه في الكنيسة، الكنيسة لا تترك فئة إلا وتطلب عنها، لأنها هي الشفيعة، فأنت كذلك مثل الكنيسة ومثل هذه المرأة الكنعانية،تتعلم منها الصلاة والطلبة من أجل الآخرين، هل تثق في رحمته؟ نعم أثق، هل تثق في قدرته؟ نعم أثق في قدرته، طلبات كثيرة يا أحبائي لنا يعطلها عدم الإيمان، قال لك هذه المرأة عظيم إيمانها، لاحظ أن الرجل قائد المئة كان رجل أممي، قال له "يارب قل كلمة فيبرأ الغلام"، لا يوجد داعي حتى أنك تأتي، قال أنا لا أرى إيمان مثل هذا في كل إسرائيل، وهذه المرأة الكنعانية تسجد وتقول له ارحمني يارب، انتبه من كلمة يارب، الاعتراف بربوبية ربنا يسوع المسيح، وهو لازال في بداية خدمته، هو يقين إيمان عالي جداً جداً، أي أنه من الممكن أن أقول لك بعد القيامة أن امرأة أممية اعترفت بربوبيته،من الممكن أن أقول لك الآن في العهد الجديد أعترف بربوبيته نعم، لكن أثناء تجسده وهو يبدأ يظهر في الهيئة كإنسان، ويجول في وسطهم كإنسان وتقول له يارب هذا معناه إيمان كبير جداً، تقول له ارحمني يارب فأن ابنتي مجنونة جداً،طلبات كثيرة يعطلها عدم الإيمان، الله يريد أن يستجيب لكنه يرى أنك غير واثق في قدرته، تضعف من ذراعه،تضعف من قدراته، وكأنك تقول له أنا أرى أن هذا الموضوع يمكن أن تفعله أو لا تفعله،تستطيع أو لا تستطيع، استجابة ذات مرة أم وطفلتها صغيرة كانوا يريدون أن يصلوا لكي يمطر الله مطرا، الأرض جفاف، فالأم أحضرت الطفلة وقالت لها هيا يا ابنتي نجلس نصلي لكي ينزل الله المطر، فوافقت الابنة وظلوا يصلوا مع بعضهما البعض، ثم قالت الطفلة لأمها هيا نخرج لنرى الله أتى بمطر أم لا؟ فأجابت الأم نعم يا ابنتي هيا، وهما يخرجون قالت الطفلة لأمها أليس من المفترض أن نحضر معنا مظلة لأجل المطر؟!البنت تشعر أن الجو سيمطر، واثقة، فنحن كنا ماذا نفعل؟! ألم نكن نصلي لأجل ذلك؟!، تخيل أنك يمكن أن تصلي، تصلي، وليس لديك فكرة أبدا أن هذا الأمر من الممكن أن يستجاب،لكن كيف؟، أسالوا تعطوا، أطلبوا تجدوا، أقرعوا يفتح لكم، المرأة الكنعانية لها لجاجة، لها طلبة، ماذا فعل الله في النهاية؟ الله استجاب لها، عادت وجدت ابنتها شفيت،يمكن أنك تصلي هكذا من أجل أولادك وتجد أن ابنك الله أنذره وأبعده عن طريق خاطئ كان يسير فيه وبدأ طريقه يستنير، لنا نموذج عظيم في القديسين وهي القديسة العظيمة مونيكا التي كانت تصلي من أجل ابنها القديس أوغسطينوس وكأنها تقول ارحمني يارب فأن ابني مجنون جداً، ترى الولد يظل يعاند، وترى الولد يظل يزيد في الشر،وتقول له يا ابني ارجع، ذات مرة تقول للقديس أوغسطينوس أنا حلمت حلم جميل، أنا رأيتك وأنت تقف معي، قال لها استحالة أنا آتي وأقف معك، أنت من الممكن أن تشك في نفسك أنت التي اتيتي ووقفتي معي ليس أنا الذي اتيت معك، انتبهي على نفسك أنت، يبدو أنك أنت التي سوف تسيري في طريقي ليس أنا الذي أذهب في طريقك،شاهد كم كان قلب الولد يفعل معها هذا وهي تظل تقول له ارحمني يارب فإن ابني مجنون جداً، لكن أنت يارب الذي تشفي، لا تيأس، ولا تكف، واجعل صلاتك ممتلئة يقين، املأ اليوم كله بروح صلاة وتضرع وهذا ينقيك أنت، ويحفظك أنت، وكن واثق أن الاستجابة قريبة لأن "الرب قريب لمن يدعوه"ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعففينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

علمنى أن أصلى الجمعه الأولى من الصوم الكبير

الاسبوع الاول من الصوم المقدس تضع الكنيسة لنا 3 أركان وهم :- 1- الصدقة 2- الصوم 3- الصلاة +الكنيسة تكلمنا اليوم عن الصلاة : " علمنا ان نصلى " وهى طلبة كل انسان على مدى الاجيال . فقال لهم ربنا على الصلاة الربانية " ابانا الذى فى السموات .... " واغفر لى خطاياى .. نجنا من الشرير . واحد عينة على السماء وليس على الارض اذا جاء اليك واحد فى نصف الليل يقرض منك رغيف خبز فاذا قلت له انك نائم فلا تتعبنى .. اذا انا اعتذرت له . ان لم أقم واعطيه لاجل انه صديقى فسوف اعطيه لاجل لجاجته . كذلك أنت فى الصلاة .أاكثر من الطلبه وقررها " اسألوا تعطوا ، اطلبوا تجدوا ، اقرعوا يفتح لكم " انسان يريد ان يبدأ عشرة مع ربنا لا ينفع ان يبدأ الا بالصلاة . يقول ماراسحق " ان ما يظن انه له باب آخر للتوبة غير الصلاة هو مخدوع من الشياطين " لابد أن ندرك أن مقدار نجاحنا فى روحيتنا يتوقف على نجاحنا فى الصلاة انا ممكن اجى للكنيسة اتصدق وافتكر ربنا فى شغلى لكن الاهم من ذلك الصلاة لانها تدل على أد ايه انك شاعر بربنا بوجوده معك وانك بتكلمه مهما كانت المحاربة من عدو الخير صعب ان تكون الصلاة غير جوهرية فى حياتنا فى بيتونا فعندما نكلم اولادنا عن الصلاة او التوبة او اى شئ الاهم من ذلك ان نمارس الصلاة امامهم ... لا تخاف من ان يراك احد وانت تصلى فى بيتك او تقول انك مكسوف من ذلك بحجة ان يجب ان تكون الصلاة فى خفاء . قف وصلى وأنت ليس فيك رغبة ان يراك أحد لكن لا تنقطع عن الصلاة اذا رأك احد لان ذلك حرب من عدو الخير احيانا اذا عزمت ان اصلى جسدى لا يساعدنى واتحارب بالسرحان وبالافكار واجد نفسى ليس لدى كلام اقوله لربنا . لازم الواحد يكون له واقفة ضد نفسه وصارع مع الله مثل ابونا يعقوب " لن اتركك ان لم تباركنى " ان كنت لا اشعر انى لم اتلامس معك واسمع صوتك اثناء الصلاة اعتبر نفسى انى لم اصلى بعد فسوف افضل واقف وأصلى . لازم اوصل للعمق . الجسد والافكار : الجسد لازم يقف معتدل اثناء الصلاة ، لا تطيع الجسد لانه متمرد يريد الراحة واللهو . القديسين يقولون " اشياء كثيره اذا كرمتها تطيعك لكن الجسد اذا اطاعته يتمرد عليك " . أدبه بالصوم لكى يقف ويطيعك اثناء الصلاة . قف وصلى ولا تحدد متى ستخلص من مدة الصلاة او اذا قال لك انه تعب وكفايه ولا تطول فى الصلاة لا تسمع له بل قف ضده وصلى وثبت وقفتك . أجبر جسدك ان يقف أحد القديسين كان يخاطب جسده قبل الصلاة ويقول له انك لا تريد ان تقف واذا وقفت اراك تقف على رجل وتبدل الآخرى وتتاوب وتنام اثناء الصلاة فقال له " قف حسنأ واعتدل وأعلم امام من أنت واقف الان . أمام من له قدره ان يلقيك فى جهنم فأعتدل وتعقل " . + لما تقف لتصلى افتكر ان :- 1- ان ترفع يديك :- ارفع يدك على مثال شكل الصليب . فتفتكر انك الآن ذبيحة لربنا وتقدم شئ به جهد وتعب ، ذبيحة غير معيوبة . ذبيحة تحرق فوق المذبح . يارب انا أقدم لك جسدى به نار فكّله كله وليكن ذبيحة رضا وسرور للرب ( سفر اللاويين ) لذلك ذبائح كثيرة فى العهد القديم كانت تقف على الكاهن فقط الذى يرفعها ولا يأكل منها الشعب لانها ذبيحة سرور ورضا للرب . قدم جسدك ذبيحة للرب بعض الآباء يقولون " اجعل لك فى خيالك ان تقف أمام ربنا مثل الشمعة التى تدوب لكى تنور . لا يوجد شمعة تنور دون ان تدوب " . تريد ان تنور دون ان تتعب وجسدك يتعب . الجسد لا يصلى غير ان يدوب نجد فى القداس " لنقف حسنأ امام الله بخوف و رعدة .. " من داخل قلبنا الجسد كسول ومتمرد " لكل خطية بشوق واجتهاد ارتكبت ولكل عذاب وحكم استوجبت ..."فالجسد يحب اللهو والمرح واللعب والفسح لكن قل له لا . سأعطى لك احتياجاتك فقط اثناء الصوم . قف ويدك لفوق ذبيحة على مثال الصليب . 2- ان تقدم مشاعرك :- قف وانت لك مشاعر لربنا قف بحب . مار اسحق يقول " انا لم أقف امامك لأعد لك الفاظاً .... بل لاسكب نفسى أمامك " المرأة الخاطية لم تقل اى شئ لكنها انحنت وقبلت قدميه وبكت ومسحت دموعها بشعر رأسها أعمال صامته لكنها بشاعر .. اجعل صلاتك بمشاعر وخشوع وافتكر عظمة ربنا وقدرته . تذكر وانت تصلى مثل العشار والفريسى " اللهم ارحمنى انا الخاطئ " اذا جاء عليك الكسل افتكر انك ذبيحة وتذكر الصليب والشبع الذى ستأخذه من صلاتك . فى أول الامر ستشعر بالتعب فى البداية فقط . مثل واحد طلع لينام على الجبل الاعداد الاول لتعد الحطب وتشعل النار لتدفأ هذه هى البداية فقط التى تتعب فيها وهى أهم مرحلة . مرحلة اعداد الحطب واشعال النار لتعد نفسك للصلاة . انسى تعب جسدك وقدمه وأنت رافع قلبك . القديسين كانوا يشعرون اثناء الصلاة ان جسدهم غير موجود لانه مأخوذ من تراب واليه يعود مأخوذ من أسفل ويميل الى أسفل لانها طبيعته لذلك يحتاج جهد أكبر وتدريب اكثر . بعد ان تقف معتدل ستتحارب احياناً بالافكار . 3- ضبط الافكار :- الافكار والسرحان والخيلات تفتكر احداث اليوم كله فى الصلاة تحاربك ... ذلك يحتاج تروفيض للذهن فالذهن له قدرات غريبة فى الخيال والتفكر لذلك يحتاج ترويض ومجهود أكبر اذا وقفت جسدك كويس وبمشاعر تساعدك شوية على ان تقاوم شرود الذهن يعطيك نعمة وله كرامة اما ربنا احد القديسين يقول " عندما تقف للصلاة ستحاربك أفكار كثيرة لكن مجرد مقاومتك لهذه الافكار لها كرامة اكثر من وقفة الصلاة ذاتها " . القلب المنكسر المتواضع لا يرذله الله انا لسه لم احس انى كلمتك وشركتك قف ولا تطاوع عدو الخير الذى يجرك لتترك الصلاة " صلى وأنت تتعلم كيف تصلى " فهى حرفة تحتاج ممارسة . حول كل ما يقلقك الى صلاة . اذا ضربك العدو بفكرة حولها الى صلاة فتجد نعمة مصحوبة مكسيموس ودمواديوس : مكيسموس اثناء صلاته تجد لهيب نار يخرج من فمه واصابعه .فكانت الشياطين تحارب دوماديوس لانه صغير فكانت تحاربه كمجموعة من الذباب امام فمه لتوقفه عن الصلاة فكان يرشم الصليب على فمه فكانت تتبدد فى الحال وتعود وترجع لتاحربه مره اخرى ويرشم الصليب وأنت تصلى العدو يحاربك بالكسل والتشتت يحاول ان يفسد عليك الصلاة لانها مهمة لكن الله يعطيك لاجل لجاجتك قف وخذ كلمة اشعر انك واقف تأخذ نعمة وكلمة من الله ولا تنسى ان تشكر اثناء صلاتك وتفتكر خطاياك وتطلب من أجل الآخرين وفى الاخر تطلب عن نفسك أوعى ان تركز فى صلاتك على نفسك لكن أطلب عن الآخرين وفى الآخر اطلب من اجل نفسك " اذكر يارب ضعفى وعلمنى ان اصنع وصاياك ، عرفني مشيئتك " الذى يجعل الهموم والمشاكل والاحزان تهون ولا تؤثر فينا هى الصلاة . مسكين الانسان الذى يقصر حياته بنفسه ويفكر فى الاحزان والاتعاب ويفكر فى الانتحار ويريد ان ينهى حياته . لا يجب ان ترمى على ربنا الله يعطينا ان تنفتح أعينا على كنوز بها صدقة وصلاة وصوم ربنا يسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً ابدياً آمين

نفسية شهيد الجمعه الخامسة من شهر طوبه

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهرالدهور كلها آمين. في هذا اليوم المبارك يا أحبائي تحتفل الكنيسة بتذكار شهيدين القديس أكليمنضس والقديس كاؤو،وكثيراً جداً في أيام الكنيسة نجد تذكارات شهداء، وفي تذكارات الشهداء تقرأ علينا الكنيسة قراءات تناسب وضع روح الاستشهاد في أبناء الكنيسة، فالمزمور يقول لنا "كثيرة هي أحزان الصديقين ومن جميعها ينجيهم الرب"، ونجدالأبركسيس يحدثنا عن رجم اسطفانوس، وهو يدعو ويقول "أيها الرب يسوع أقبل روحي"،وفي الكاثوليكون يقول لنا يا أحبائي لا تستغربوا من البلوى المحرقة التي تحدث بينكم لأجل تجربتكم،لأنه كما اشتركتم في أوجاع المسيح أفرحوا لكي تفرحوا بابتهاج في استعلان مجيئه أيضا، وإن عيرتم باسم المسيح فطوبى لكم لأن روح المجد والقوة وروح الله يحل عليكم،والبولس في رسالة العبرانيين يقول لنا فإنكم لم تقفوا حتى الدم مجاهدين ضد الخطية، يحدثنا عن الجهاد إلى الدم، ويقول لنا أنه كل تقديس في الوقت الحاضر لا تجده للفرح بل للحزن، وأما أخيراً فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام، ويأتي الإنجيل ويتوج هذا كله ويقول لنا "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد"،الكنيسةتريد أن تدرب أولادها على حياة كاملة لله،على نفس أعطت كل شيء لله،الكنيسة تريد أن تدرب أولادها على حياة في يديه، الكنيسة تريد أن تدرب أولادها على أن يحيوا بقلب شهيد ونفسية شهيد،ماقلب الشهيد؟، ما نفسية الشهيد؟بماذا يفكر الشهيد؟،أين قلبه؟،أين اشتياقاته؟،وكيف يقضي يومه؟، هل عندما تقابل مع موقف يدعوه للاستشهاد هنا أخذ قرار الشهادة أم أن الشهادة قد ابتدأت معه منذ فترة طويلة؟. في الحقيقة الاستشهاد لايمكن أن يكون وليد لحظة، لكنه وليد حياة، وليد منهج،يعيش به الشهيد، الشهادة تبدأ أولا في داخل القلب والعقل، الشهادة تبدأ في صلب الجسد مع الأهواء والشهوات، الشهادة تبدأ في إطاعة الإنجيل، الشهادة تبدأ في اشتياق الملكوت،وكلما كان الإنسان أمين في تنفيذ هذه الأمور نجد روح الشهادة قد تجلت في داخله ما أكثر ما تتلو علينا الكنيسة هذه القصة لدرجة أننا من الممكن أن نأخذها بطريقة تلقائية،وأصبحنا من الممكن أن يحدث لدينا خلط من كثرة قصص الشهداء،مثلما يقول لك أنه جاء واعترف أمام الوالي فظل يقدم له وعود،وظل يلاطفه، ثم قام بتعذيبه بأنواع عذابات شديدة، وأخيراً نال أكليل الشهادة،كثيراً جداً ما نسمعها،لكن لماذا تريد الكنيسة أن تبرزها إلى هذا الحد؟الكنيسة تريد أن تبرزها إلى هذا الحد لأنها تريد أن تقول لنا يا أحبائي أنتم أولاد شهداء، أنتم لستم من هذا العالم، أنتم أتيتم من السماء لكي ترجعوا مرة أخري للسماء،أنتم من المفترض أن تعيشوا لكي تمجدوا الله على الأرض،أنتم من المفترض أن تجهزوا أنفسكم للاستشهاد، مهما كانت ضغوط العالم، مهما كانت إغراءات العالم فلا تخضع لها يقول لك على القديس كاؤو أن رسول الملك عندما رآه وجد شكله حسن فظن أنه والي البلاد،فقدم له هدية من الأصنام غالية وجميلة جدا، وعندمارآها أمسكها وقال له هذه شكلها جميل جداً،فهي أعجبته كشكل، ثم ألقاها له على الأرض فانكسرت،يريد أن يقول له الذي أنت معجب به جداً هذا أمر زائل،ما نفسية الشهيد؟ ما قلب الشهيد؟ قلب سيطر عليه مشاعر الملكوت،نفس متطلعة باستمرار لأمجاد السماء،إنسان غلب من داخل نفسه،إنسان حفظ الوصايا، ومن هنا بدأت معه رحلة الاستشهاد، رحلة الاستشهاد يا أحبائي رحلة تبدأ في صلب الجسد مع الأهواء والشهوات،رحلة تبدأ في أنه كيف الإنسان يقطع عنه رباطات العالم، رحلة الاستشهاد يا أحبائي تبدأ بالعقل والقلب وتنتهي بقطع الرقاب أو بتعذيب الجسد، وكلما كان الإنسان أمين في حياته أكثر كلما أصبحت روح الشهادة لديه تتجلى فيه أكثر،وكلما صار لا يبالي بآلام الجسد وكلما زاد تفكيره في الأمجاد الأبدية، كلما تصغر في عينيه كل مباهج العالم،ما الذي يجعل الإنسان غير أمين في حياته مع الله، ما الذي يجعل الإنسان كسول في جهاده،ما الذي يجعل الإنسان غير قادر علي التضحية بالقليل من وقته،غير قادر أن يضحي بعمره لأن الإنسان يا أحبائي لم يذق مذاقة الأبدية وهو على الأرض، لم يحيا بقلب شهيد، لم تصبح الحياة في المسيح يسوع هي مليء الحياة، ومليء البهجة والفرح والسرور،بمجرد أن الإنسان يفقد هدفه يبدأ الإنسان ينجذب لأتعاب كثيرة، ويبدأ الإنسان ينخدع بهذا العالم، يبدأ الإنسان يخضع له بمجرد أن تعرض عليه أي ضعفة يميل إليها،بمجرد أن يوضع في الاختيار ما بين الروحي والجسدي يميل إلى الجسدي، ومن هنا نجد أن نفسيته بدأت تكون نفسية جسدانية،نفسية تتعلق بكل ما هو جسدي وكل ما هو أرضي وكل ما هو زمني،يبتدأ الإنسان يفرح بالمال، يفرح بالملكية، يبتدأ الإنسان يفرح بالأشياء، ومن هنا يعرف ويفهم أن العالم ملك عليه، متى يا أحبائي هذا العالم لا يسيطر على الإنسان؟ عندما يكون المال لديه ليس له سلطان، والأشياء لديه يزهد فيها،يوجد معه أولا يوجد لا يبالي، لدرجة أنه من الممكن أن لا يفرق بين شيء وآخر لماذا؟ لأن عينه لم تكن العين التي تنجذب لخداع الأشياء ومن هنا يبتدأ الإنسان فعلا تنبت فيه بذرة الأبدية،هذا هو الشهيد الشهيد الذي يرفض أن يسجد للأصنام، ويرفض أن ينال الحياة مهما كانت الإغراءات هذا انسان من داخله شهد للمسيح قبل ذلك بكثير أجمل شهادة نقدمها لربنا يسوع شهادة في داخل أنفسنا، شهادة له في مخادعنا، شهادة له في خفائنا وفي حياتنا، ربنا يسوع يريدنا أن نكون أمة مقدسة له،يريد أن يرى قلوب مرفوعة، يريد أن يرى ركب جاثية،يريد أن يرى أناس تصوم له،يريد أن يرى أناس تصلب نفسها بإرادتها أجمل ما في الكنيسة يا أحبائي عندما انتهى عصر الاستشهاد بعد الملك دقلديانوس الكنيسة دبت فيها روح الموت من أجل المسيح، لكن قد انتهى عصر الاستشهاد وجاء الملك قسطنطين وأعلن المسيحية كديانة رسمية، إذن كيف نستشهد؟!نحن كنا فرحين بموضوع الاستشهاد، كيف نعيش شهداء للمسيح،كيف نعيش شهداء للمسيح فدخل إلى الكنيسة عصر الرهبنة، فأقبل ألاف الشباب والشابات على الرهبنة كبديل للاستشهاد، وبدلاً من أنهم كانوا يسفكوا دمائهم من أجل المسيح،اصبحوا ينفقوا أنفسهم بالكامل من أجل اسم المسيح، لذلك قيل على الرهبان أنهم الشهداء البيض،أنهم قدموا حياتهم للمسيح وأصبحوا يشهدوا للمسيح أمام أجسادهم وأمام عدو الخير في حروب عنيفة كثيرة وهم يقدموا شهادة لله يقدموا شهادة لله أمام ضمائرهم وأمام عقولهم في نفوس مكسورة ونفوس مذبوحة من أجله كل يوم،فبدلاً من أن الشهيد كان يقدم حياته للمسيح كل يوم ابتدأ الإنسان المسيحي من فرط محبته لله يفكر كيف يقدم نفسه للمسيح كل يوم، وهذه جمال مشاعر الإنسان الذي أحب المسيح من كل القلب،كيف أقدم نفسي كل يوم للمسيح؟،كيف أصلب جسدي؟،كيف أستأثر كل فكر إلى طاعة المسيح؟،كيف محبة الملكوت تملك على قلبي؟،كيف يزداد اشتياقي إلى الفضيلة كل يوم؟،كيف أشعركل يوم أنني أرضيت فيه الله؟، كيف أشعر كل يوم أنني قطعت مسافة في رحلتي للملكوت؟. هذا هو الإنسان المسيحي، هذاهو قصد الكنيسة كيف تربي أولادها، وكيف تنشئ فيهم محبة الاستشهاد من أجل المسيح، لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد،نحن يا أحبائي لانعيش للجسد ولالسلطانه ولا لنزواته،الآباء القديسين يقولوا لنا أن النفس موضوعة بين الجسد والروح، الإنسان مكون من ثلاث جسد ونفس وروح، والنفس موضوعة بين الإثنين، بين الجسد وبين الروح ما هي النفس؟ النفس هي المشاعر، الرغبات، الأحاسيس، الميول،هذه هي النفس،فالقديسين يقولوا لنا أن الجهاد الروحي متوقف بشكل كبير جداً على النفس، إذا كانت النفس تميل إلى أعمال الجسد ووجدت مسراتها ولذاتها في أعمال الجسد صار الإنسان جسداني، وإذا كانت النفس تميل إلى أعمال الروح وتجد سعادة وسرور في الأعمال الروحية صار الإنسان روحاني،ومن هنا أنا أسأل نفسي بماذا أنتي تفرحي؟ما هو الشيء الذي يدخل المسرة إلى قلبي؟ كلما أجد أنه يمكن أن يكون الطعام هو الذي يجلب لي الفرح أعرف أنني جسداني، كلما أعرف أنه يمكن أن تكون المادة هي التي تسعدني أعرف أنني جسداني جداً، كلما أعرف أن هذه الشهوة هي التي تفرحني أعرف أنني جسداني،إذن كيف أعرف أنني بدأت أميل أن أكون إنسان روحاني؟،اجعل نفسك تميل للأعمال الروحية،لكن كيف؟بالاشتياق،بالطلب،بالتدرج، بالتعود، بالتغصب، بالاجتهاد،بالتأمل، بطاعة الأنجيل،بمحبة الصلاة والتسبيح، بالمداومة على ذلك،تجد النفس بدأت تحب الروحيات، وتميل إلى الروحيات،عندما تميل النفس للروحيات الروح تثقل وتتدرب ومن هنا سلطان الجسد يقل، فمثلما تقول كفتين ميزان الأشياء التي تضعها في كفة ستكون على حساب كفة أخرى، كلما نخدم الجسديات كلما الروح تفارقنا ،وكلما نخدم الروحيات كلما يقل سلطان الجسد،وكثافته تقل، وثقله يقل، لماذا الجسد بالنسبة لنا ثقيل جدا والسيطرة عليه صعبة؟ لأننا نظل نخدمه، لأننانظل نميل إليه،لأننانظل نخضع له، كل مرة يوحي لي بالكسل فإنني أكسل ،كل مرة يقول لي كل فإنني أكل، كل مره يزين لي الشهوة اشتهي، ومن هنا يكون الجسد له سلطان. الشهيد يا أحبائي تدرب على طاعة الروح وتدرب على قمع الجسد،فعندما أتت اللحظة التي سيقدم فيها الجسد بالكامل لينطلق الروح فسر بهذه اللحظة، من هنا يا أحبائي نحن علينا أن نسأل أنفسنا عند من نحن عبيد؟!عند الجسد أم عند الروح، من الذي نطيع رغباته أكثر، ومن هنا أعرف إذا كنت جسداني أم روحاني، لكن لنفترض أنني جسداني أقول معذرة فأنا أعيش في الجسد وثقل الجسد، والجسد ثقله ثقيل، اقول لك جاهد،الله أعطانا الحياة لكي نكسب بها الأبدية،الله أعطانا الحياة لكي نعيش فيها بسلطان الروح، الله أعطانا الحياة لكي نذكره، نسبحه،نمجده،نباركه،الله أعطي لنا الحياة لكي نشكره بها، لكي نعلن اسمه بها، جاهد طالما هناك حياة الله أعطاها لنا فهذه فرصة من رحمته إننا نميل لأعمال الروح، ومن هنا إذاعرض علينا في يوم من الأيام أن ننكر المسيح أم نقتلك،أقول لا فأنا قد مت منذ زمن، أنا تدربت على قتل جسدي منذ زمن،كثيراً احتد واشتكى عليه وأنا لم أخضع له،كثيراً ما قمت بتأديبه،قمت بتدريبه،كثيراً صلبته، ومن هنا تكون تسليم الحياة للمسيح أمر هين هنا يا أحبائي الكنيسة تريد أن تدربنا على كيف نعيش شهداء ونحن على الأرض،كيف نعيش شهداء بإرادتنا وباختيارنا، كيف نصلب الجسد، كيف لانميل إلى أعمال الجسد الله يعطينا أن نقدم شهادة له في مخادعنا، أمام عقولنا، أمام قلوبنا،نتمتع بحياة قلب شهيد ونفسية شهيد ونحن لازلنا على الأرض ربنا يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

أولاد الملوك الجمعه الثالثة من شهر طوبه

ربما لم يكن تجاوزالسادسة عشر من عمره عندما ترك قصر أبيه وكيف تخليا عن دلال الأمراء وكيف التقت رغباتهما وأتفقا سوياًبسرور ورضى قلب على ترك العالم ولكن محبتهما هونت عليهما التعب وطول الطريق والإحساس المؤلم بالتعب عاشا مع الأنبا أغابيوس ست سنوات كامله فى طاعه حقيقيه وتسليم كامل عرف أمرهما ورشح مكسيموس للبطريركيه لقاء أمهما (بماذا أقابل أنا الخاطئه نعمه الله فلست مستحقه أن يخرج من بطنى مثل هذين البارين ليكن إبناى هذان من أصفيائك ولتظهر فيهما قوتك ليصنعا العجائب مثل تلميذيك يعقوب ويوحنا إبنى زبدى إجعل نصيبهم مع قديسيك لقد تركوا الدنيا وملكها وطلبوا وجهك إحرسهم من مكائد العدو وهبنى أنا المسكينه نعمه بصلواتهما) ذهابهما إلى مصر فى الطريق شربا من ماء البحر ولم يشعرا بملوحته وتكبدا آلاماً غير عاديه فى هذه الرحله حتى أنهما فى بعض الأحيان كانا يسيران على أيديهما وأرجلهما فوق بعض الصخور الوعرة وأصبحت أقدامهما تتقرح من أسنان الصخور والاشواك وفى اليوم التاسع بلغ بهما التعب مبلغاُ عظيماً فاستلقيا تحت شجرة ووجدا أنفسهما على صخرة فى شيهيت قال الأب مقاريوس: حدث يوماً وأنا جالسٌ بالإسقيط أن أتاني شابان غريبان. أحدُهما متكاملُ اللحيةِ، والآخر قد بدأت لحيتُه. فقالا لي: «أين قلاية الأب مقاريوس»؟ فقلتُ لهما: «وماذا تريدان منه»؟ أجاباني: «نريدُ مشاهدته». فقلت لهما: «أنا هو». فصنعا مطانيةً وقالا: «يا معلم نشاءُ أن نقيمَ عندك». فلما وجدتُ أنهما في حالةِ ترفٍ ومن أبناءِ نعمةٍ وغنىً، أجبتُهما: «لكنكما لا تحتملان السكنى ها هنا». فأجابني الأكبرُ قالاً: «إن لم نحتمل السكنى ها هنا فإننا نمضي إلى موضعٍ آخر». فقلتُ في نفسي: «لماذا أنا أطردهما وشيطانُ التعبِ يشكِّكهما فيما عزما عليه»؟ فقلت لهما: «هلما فاصنعا لكما قلايةً إن قدرتما». فقالا: «أرنا موضعاً يصلح». فأعطيتُهما فأساً وقُفّةً وكذلك قليلاً من الخبزِ والملحِ وأريتهما صخرةً صلبةً، وقلتُ لهما انحتاها هنا، وأحضِرا لكما خُصّاً من الغابةٍ وسقِّفا واجلسا. وتوهمتُ أنهما سوف ينصرفان من شدةِ التعبِ. فقالا لي: «وماذا تصنعون ها هنا»؟ فقلتُ لهما: «إننا نشتغلُ بضَفرِ الخوصِ». وأخذتُ سعفاً وأريتُهما بدءَ الضفيرةِ وكيف تُخاط، وقلت لهما: «اعملا زنابيل وادفعاها إلى الخفراءِ ليأتوكما بخبزٍ»، وعرَّفتهما ما يحتاجان من معرفةٍ ثم انصرفتُ عنهما. أما هما فأقاما ثلاثَ سنواتٍ ولم يأتياني. فبقيتُ مقاتِلاً الأفكارَ من أجلِهما، إذ لم يأتيا إليّ ولا سألاني في شيءٍ. ولم يحاولا الكلامَ مع أحدٍ قط. ولم يُبارِحا مكانَهما إلا كلِّ يومِ أحدٍ فقط، حيث كانا يمضيان إلى الكنيسةِ لتناول القربان وهما صامتان. فصليّتُ صائماً أسبوعاً كاملاً إلى الله ليُعلنَ لي أمرَهما. وبعد الأسبوعِ مضيتُ إليهما لأفتقدَهما وأعرف كيف حالهما. فلما قرعتُ البابَ عرفاني وفتحا لي وقبَّلاني صامتيْن فصليتُ وجلستُ. وأومأ الأكبرُ إلى الأصغرِ بأن يخرجَ. أما الأكبرُ فجلس يُضَفِّرُ في الضفيرةِ ولم يتكلم قط. فلما حانت الساعةُ التاسعةُ أومأ إلى الشابِ فأتاه وأصلحا مائدةً وجعلا عليها ثلاثَ خبزاتٍ بقسماطات وداما صامتيْن. فقلتُ لهما: «هيا بنا نأكلُ». فنهضنا وأكلنا وأحضرا كوزَ ماءٍ فشربنا. ولما حان المساءُ قالا لي: «أتنصرف»؟ قلتُ لهما: «لن أنصرفَ. لكني سوف أبيتُ ها هنا الليلةَ». فبسطا حصيرةً في ناحيةٍ وبسطا أخرى لهما في ناحيةٍ أخرى. وحلا إسكيميهما ومنطقتيهما ورقدا قدامي على الحصيرةِ. فصليتُ إلى اللهِ أن يعلنَ لي ماذا يعملان. وإذ كنتُ راقداً ظهر فجأةً في القلايةِ ضوءٌ كضوءِ النهارِ قدامي، وكانا يشاهدانه، فلما ظنَّا أني نائمٌ، نَخَسَ الأكبرُ الأصغرَ وأقامه. وتمنطقا وبسطا أيديهما إلى السماءِ. وكنت أراهما وهما لا يبصرانني. وإذا بي أرى الشياطينَ مقبلين نحو الأصغرِ كالذبابِ. فمنهم من كان يريدُ الجلوسَ على فمِهِ، ومنهم من كان يريدُ أن يجلسَ على عينيه. فرأيت ملاكَ الربِ حاملاً سيفاً نارياً وهو يحيطُ بهما ويطردُ الشياطينَ عنهما. أما الأكبرُ فلم يقدروا على الاقترابِ منه. فما أن حان الفجرُ حتى وجدتهما وقد طرحا نفسيهما على الأرضِ وناما. فتظاهرتُ كأني استيقظتُ وهما كذلك. فقال لي الأكبرُ هذه الكلمةَ فقط: «أتشاءُ أن نقولَ الاثني عشرَ مزموراً». فقلتُ: «نعم». فقرأ الصغيرُ خمسةَ مزاميرَ وفي نهايةِ كلِّ ستةِ استيخونات الليلويا واحدة، ومع كلِّ كلمةٍ كان يقولها كان يبرزُ من فمِهِ شِهابُ نارٍ يصعدُ إلى السماءِ. كذلك الكبيرُ إذ كان يفتحُ فمَه ويقرأ كان مثلُ حبلِ نارٍ خارجاً وصاعداً إلى السماءِ. فلما انقضت الصلاةُ انصرفتُ قائلاً: «صلِّيا من أجلي». فصنعا لي مطانيةً وهما صامتان. وبعد أيامٍ قليلةٍ تنيح الأكبرُ وفي ثالثِهِ تنيح الصغيرُ كذلك. ولما كان الآباءُ يجتمعون بالأب مقاريوس كان يأخذهم إلى قلايتهما ويقول: «هلموا بنا نعاين شهادةَ الغرباءِ الصغار». دوماديوس ومكسيموس القديسان شابان صغيرا السن أدركا غنى الملكوت وعشقا شخص السيد المسيح، فتركا عظمة المُلك والجاه ووفرة الغنى والكرامة وعمدا إلى سكنى البراري والقفار. انفتاح قلبيهما على السماء حوَّل القفر إلى فردوس، وسلكا بسيرة ملائكية أدهشت القديس مقاريوس الذي كان يستصحب بعض زائريه إلى مغارتهما، ويقول لهم: "هلموا نعاين مكان شهادة الغرباء الصغار". كان يحسبهما شهيدين بدون سفك دم. نشأتهما كان هذان القديسان أخوين، وكان أبوهما فالنتيانوس القيصر الروماني (364-375) رجلاً خائف الرب وناصرًا للمسيحية، ربَّى ولديه وأختهما الصغيرة في مخافة الرب. لما كبر مكسيموس ودوماديوس اشتاقا إلى حياة الرهبنة. فطلبا من أبيهما أن يسمح لهما بالذهاب إلى مدينة نيقية ليُصليا في مكان اجتماع المجمع المقدس المسكوني الأول الذي انعقد سنة 325م. فرح أبوهما وأرسل معهما حاشية من الجند والخدم كعادة أولاد الملوك. ولما وصلا أمرا الجند أن يرجعوا إلى أبيهما ويقولوا له أنهما يريدان أن يمكثا هناك أيامًا. ثم كشفا أفكارهما لأحد الرهبان القديسين يُدعى حنا فشجعهما، ولما طلبا أن يبقيا معه اعتذر خوفًا من أبيهما وأوصاهما بالسفر إلى سوريا ليتتلمذا على يديّ القديس المتوحد الأنبا أغابيوس وهو طرسوسي من كيليكية، وكان ذا شهرة كبيرة. رهبنتهما توجها إلى الأنبا أغابيوس فقبلهما وألبسهما إسكيم الرهبنة. ولما قرب زمان نياحته سألاه ماذا يفعلان بعده. أما هو فقال لهما: "رأيت نفسي في هذه الليلة واقفًا علي صخرة جنوب مسكننا، ورأيت راهبًا واقفًا أمامي وعلي رأسه غطاء عليه صلبان. وكان في يده عصا من جريد وصليب. لما رأيته خفت، ولكنه اقترب مني وسلّم عليّ، وقال لي: "هل تعرفني؟" قفلت له: "لا يا أبي القديس". قال لي: "أنا مقاريوس المصري أتيت لأدعو أولادك لآخذهم إلى مصر". فقلت له: "ألا تأخذني معهم أيضًا يا أبي؟" فقال لي: "لا، ولكني أعلمك أنك بعد ثلاثة أيام ستتنيح وتذهب إلى السيد. وسيرسل الملك رُسلا وراء ولديه ليأخذهما إلى القسطنطينية، فاحذر ذلك ومًرهما أن ينزلا إلى مصر ليسكنا بالقرب مني. لأن السيد قد عينهما لي أولادًا، وها أنا قلت لك". ولما قال ذلك اختفي عنيِ". ثم قال لهما: "إنني كنت اشتهي أن أنظر هذا القديس بالجسد ولكنني قد رأيته بالروح، فبعد نياحتي امضيا إليه بسلام". أنعم الله عليهما بنعمة شفاء المرضى، وشاع ذكرهما في تلك البلاد خصوصًا بين التجار والمسافرين، وتعلّما صناعة قلوع المراكب فكانا يقتاتان بثمن ما يبيعانه ويتصدقان على الفقراء والمساكين بما يفضل عنهما. لقاء والدتهما والأميرة أختهما بالقديسين في إحدى المرات كان نائب الملك في الميناء مع الجند يفتش السفن الداخلة، فلاحظ اسميّ القدّيسين على إحدى السفن. استفسر من صاحب المركب عن سبب ذلك. فقال له: "هذان اسمان لأخوين راهبين كتبتُهما على قلع مركبي تبَرُّكا لكي يُنجّي الله تجارتي". ثم بيّن له أوصافهما بقوله أن أحدهما قد تكاملت لحيته والآخر لم يلتحِِ بعد، فعرفهما، وأخذ الرجل وأحضره أمام الملك ثيؤدوسيوس الذي كان رئيسا لجنود الملك فالنتينوس، وتعين ملكًا بعد وفاته. قدم الملك ثلاث قطع ذهبية لكل بحار. وصرفهم بسلام. ثم أرسل مندوبًا من قبله اسمه ماركيلوس إلى سوريا ليتأكد من الخبر قبل إذاعته في القصر. وبعد بضعة أيام عاد المندوب مؤكدًا الخبر، وكان فرح عظيم في القصر. ذهبت إليهما والدتهما والأميرة أختهما، فلما تقابلتا بالقديسين وتعرفت عليهما بكتا كثيرًا جدًا، ورغبت أمهما أن يعودا معها فلم يقبلا، وطيّبا قلب والدتهما وأختهما. ترشيح القديس مكسيموس بطريركًا للقسطنطينية بعد ذلك بقليل تنيّح بطريرك القسطنطينية فاتجهت الأنظار إلى القديس مكسيموس ليخلفه ورحّب الملك ثيؤدوسيوس بذلك، وأرسل نائبه ومعه بعض الجنود لاستدعائه، كما كتب إلى والي سوريا بذلك. تسرّب الخبر إلى الأخوين عن طريق زوجة الوالي التي كانت تحبهما كقديسين. ولما علما بذلك هربا واختفيا عند راعي غنم أيامًا كثيرة، ثم غيّرا ثيابهما ولبسا ثيابًا مدنية وتنكّرا حتى لا ينكشف أمرهما وصلّيا طالبين مشورة الله للوصول للأنبا مقاريوس. لقاؤهما مع أنبا مقاريوس سارا نحو تسعة أيام حتى أعياهما التعب وهما يسيران على شاطئ البحر. افتقدهما الرب برحمته ووجدا نفسيهما في شيهيت حيث القديس مقاريوس وعَرَّفاه أنهما يريدان السُكنى عنده. ولما رآهما من أبناء النعمة ظن أنهما لا يستطيعان الإقامة في البرية لشظف العيشة فيها. فأجاباه قائلين: "إن كنّا لا نقدر يا أبانا فإننا نمضي إلى موضع آخر". عاونهما في بناء مغارة لهما ثم علَّمهما ضفر الخوص، وعرّفهما بمن يبيع لهما عمل أيديهما ويأتيهما بالخبز. أقاما على هذه الحال ثلاث سنوات لم يجتمعا بأحد سوى أنهما كانا يدخلان الكنيسة لتناول الأسرار الإلهية وهما صامتين. فتعجب القديس مقاريوس لانقطاعهما عنه كل هذه المدة وصلى طالبًا من الله أن يكشف له أمرهما، وجاء إلى مغارتهما حيث بات تلك الليلة. فلما استيقظ في نصف الليل كعادته للصلاة رأى القديسين قائمين يُصليان، وشُعاع من النور صاعدًا من فم القديس مكسيموس إلى السماء، والشياطين حول القديس دوماديوس مثل الذباب، وملاك الرب يطردهم عنه بسيفٍ من نار. فلما كان الغد ألبسهما الإسكيم المقدس وانصرف قائلاً: "صلّيا عني"، فضربا له مطانية وهما صامتين. نصائحهما روي كاتب السيرة، الراهب بيشوي شماس الكنيسة التي بناها القديس مقاريوس الكبير نفسه، وهي أول كنيسة في الاسقيط: [حدث مرة حينما كنت معهما أن قلت لهما: لو كنتما في القسطنطينية يا أبوي فبالتأكد كنا نجدكما قد توليتما الملك". فأدارا وجهيهما وقالا بوداعة: "أين إذن روحك أيها الأخ حتى بدرت منك هذه الكلمة؟ إنها بلا شك في المكان الذي ذكرته. لقد قلنا لك عدة مرات أيها الأخ بيشوي أنك سواء كنت جالسًا معنا أو في مسكنك يجب أن تذكر دائمًا اسم الخلاص الذي لسيدنا يسوع المسيح بلا انقطاع، لأنه بالحقيقة لو كان هذا الاسم القدوس في قلبك لما قلت هذه الكلمة التي تكلمت بها الآن. من الآن فصاعدًا انتبه بالتأكيد إلى نفسك، ولا تهمل الاسم القدوس، اسم سيدنا يسوع المسيح، بل تمسك به بكل قلبك باستمرار حتى في الآلام، لأننا لو أهملناه نموت حتما في خطايانا". ومن أقوالهما: "فلنفرغ من الدالة والمزاح والكلمات الباطلة التي تجعل الراهب يخسر كل الثمار حسب الطريقة التي تعلمناها، إذ كنا لا نزال بعد في سوريا حينما كان الناس يحاولون إسعادنا دون أن يتركوننا نفكر في خطايانا. لكن الغربة والسكوت بفهم واحتمال الشدائد هذه هي خصائص الراهب. فالشدة تولد الصلاة في طهارة، والصلاة تولد مخافة الرب والمحبة، وهذا ما ينمي الإنسان، لأنه لا جاه ولا غنى ولا قوة يتقبلها الله ما لم يكن المسيح يسكن فينا".] نياحتهما بدأ القديس مكسيموس يمرض بحمى عنيفة، فلما طال عليه المرض طلب إلى أخيه الأصغر أن يذهب إلى القديس مقاريوس يرجوه الحضور. فلما أتى إليه وجده محمومًا فعزاه وطيّب قلبه. يقول كاتب السيرة: [اجتمعنا حول القديس مكسيموس لننظره فسمعناه يقول وقد خُطف عقله: "يا رب أرسل لي نورك ليضئ قدامي في هذا الطريق التي لا أعرفها. يا إلهي وخالقي خلصني من قوات الظلمة المجتمعين في الهواء، وأصلح خطواتي في هذا الطريق لأبلغ إليك باستقامة. وكن لي نعمة وقوة يا إلهي وسيدي، لأنك أنت رب النور ومخلص العالم". ثم صمت قليلاً، وتطلع القديس مقاريوس وإذا جماعة من الأنبياء والرسل والقديسين ويوحنا المعمدان وقسطنطين الملك جميعهم كانوا قائمين حول القديس إلى أن سلّم روحه الطاهرة بمجدٍ وكرامةٍ. فبكى القديس مقاريوس وقال: "طوباك يا مكسيموس". أما القديس دوماديوس فكان يبكي بكاء مرًا، وسأل القديس مقاريوس أن يطلب عنه إلى السيد المسيح لكي يُلحقه بأخيه. وبعد ثلاثة أيام مرض بحمى شديدة هو الآخر وقيل للقديس مقاريوس عن ذلك فذهب إليه لزيارته. وفيما هو في الطريق وقف فترة طويلة ينظر نحو المغارة ثم التفت ناحية المشرق، فظن من معه أنه كان يصلي ولكنه كان يتأمل خورس القديسين الذين كانوا يتقدمون روح القديس دوماديوس. نظر الأب مقاريوس نحو السماء وهو يبكي ويقرع صدره قائلاً: "الويل لي لأني لم أعد راهبًا بالكلية". ثم قال لهم: "لقد تنيح القديس دوماديوس". كانت نياحة القديس مكسيموس يوم 14 طوبة ولحقه أخوه القديس دوماديوس في 17 طوبة. قال الأب مقاريوس أن الطغمات الذين جاءوا ليأخذوا نفس دوماديوس هم الذين جاءوا لأخذ روح أخيه. وبنى القديس مقاريوس كنيسة في موضع سُكناهما وهي أول كنيسة بنيت في البرية. كما كان القديسان مكسيموس ودوماديوس أول من تنيح من الرهبان في الإسقيط، وكانت نياحتهما بعد سنة 380م.

فضائل فى داود النبى الجمعة الرابعة من شهر كيهك

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهرالدهور كلها آمين . تعيد الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك بتذكار نياحة داود النبي مرنم إسرائيل الحلو، في الحقيقة يا أحبائي أمور كثيرة جداً في شخصية معلمنا داود مفرحة،منذ نشأته وهو في بيت والده يسى كان يسلك بالاستقامة،وعندما اختاره صموئيل النبي لكي يجعله ملكا على إسرائيل رأينا كم هو حافظ على كماله، حافظ على اتضاع قلبه، حافظ على وداعته، دروس كثيرة نتعلمها من داود، تواضع داود نموذج،كيف لا يتعالى الإنسان مهما كبر ومهما ارتفع،وكيف يكون اتضاعه منهج في حياته، لن يقف على موقف،عندما يكون قليل يشعر أنه قليل، عندما يكون كبير يشعرأنه كبير لا بل قال أنا كلب ميت أو برغوت، فهو من كثرة شعوره بالاتضاع والوداعة أصبح يتذلل أمام الله يقول له أذكر يا رب داود وكل دعته، تخيل أنت عندما يكون اتضاعك هو الصفة التي تقف بهاأمام الله لكي يتدخل الله في حياتك،من منا يقدر يقول لله أذكر يارب عبدك وكل تواضعه وكل دعته،فنحن نمتلئ بالكبرياء، ويكون سائد على حياتنا،سائد على خطواتنا، سائد على أفكارنا،لكن داود النبي والملك يقول له أذكر يارب داود وكل دعته،إتضاع داود،توبة داود التي جعلتها الكنيسة تكون منهج للتائبين،أنظر مزمور ارحمني يا الله كعظيم رحمتك تفحص الكلام الذي فيه، انظر الانسحاق الذي فيه،إلى أي حد الإنسان يستكثر مراحم الله عليه، إلى أي حد يعلن ضعف وانكساره،إلى أي حد يعلن خجله وفي نفس الوقت ثقته في المغفرة، إلى أي حد يعلن ويقول لك وحدك أخطأت، الشر قدامك صنعت، لكن إذا كنت أنا سيء لكن لكي تتبرر أنت في أقوالك، لأنك قلت أنك تقبل الخطأة،أنظر ستجد داود ممتلئ دعة،ممتلئ توبة، القديس أوغسطينوس من كثرة عشقه لمزمور التوبة "ارحمني يا الله كعظيم رحمتك" كتبه على جدران حجرته لكي ما يقرأ طوال الوقت كلمة من كلمات توبة داود فصارت منهج للتائبين،الكنيسة وضعته لنا لكي نصليه في مقدمة كل صلاة،وكأن تقول لك كل صلاة لابد أن تكون مصحوبة بفضيلتين وهما: ١-الشكر . ٢-التوبة . لأجل الشكر وضعت لنا صلاة الشكر، منهج في الشكر، هذا الشكر منهج،إذا تأملت في صلاة الشكر يقول لك الشكر هذا منهج،إذن ما منهج التوبة؟ قال لك منهج التوبة في أبسط صورها هو مزمور توبة داود المزمور الخمسون،ورأينا إلى أي قدر قلبه التائب، معلمنا داود، أنظرالصلاة في داود، تريد أن تتعلم الصلاة تعلم الصلاة من المزامير، تريد أن تتعلم كيف تخاطب الله، ماذا تقول عندما تفرح، ماذا تقول عندما تحزن،ماذا تقول عندما تكتئب،ماذا تقول عند التوبة،ماذا تقول عندما تشعر بالانكسار،ماذا تقول عندما تشعر بالفرح والمسرة، ماذا تقول عندما تشعر بالندم،تريد أن تعبر لله عن كل حالاتك بأجمل طريقة هي المزامير، فالكنيسة وضعت المزامير لتكون مثل طفل يريدون أن يعلموه لغة معينة فيقوموا بأعطائه قواعد هذه اللغة، فالكنيسة تريد أن تعلمنا كيف نصلي فقالت لنا أعلمكم كيف تصلوا من خلال قواعد للصلاة، ما هي قواعد الصلاة؟ قالت المزامير هذه هي قواعد الصلاة، تريد أنت تعلم كيف تصلي، تريد أن تعرف ما هي عناصر الصلاة،الشكر،التسبيح،التوبة، الاتكال على الله،التذلل أمام الله،الطلب عن الآخرين أمام الله، ارتفاع القلب للسماء أمام الله هذه هي عناصر الصلاة ومنهجها الذي يثبت في قلبك عن طريق مزامير داود، مزامير خالدة،أصبحت إلى الآن حية،وأصبحت إلى الآن تعلم.تخيل أنت هكذا أن آبائنا القديسين صلوا المزامير أصبحت أنا أصلي نفس المزامير التي صلى بهاآبائي، القديس أنطونيوس صلى المزامير، القديس بولا صلى المزامير، أبو مقار صلى المزامير، كل هؤلاء صلوا نفس مزامير داود، فقد ترك منهج، منهج صنع قديسين، منهج ثبت فيهم كلمة الله، جعلهم يعرفوا كيف يستخدموا كلمة الله في كيفية مخاطبته كما يرضي صلاحه،هذا معلمنا داود أنظر وفاء داود،أنظر حب داود، تخيل أنت عندما يكون شخص يطارد هويطلب نفسه ولا يشفق عليه الذي هو شاول الملك وظل يسخر كل قوى البلد لمهاجمة داود، لدرجة أنه ترك الحروب الخارجية وأصبح ينهزم فيها وترك شئون المملكة الداخلية وبدأت المملكة تشكو منه لأنه لم يكن لديه غير مشكلة واحدة فقط كيف يحضرداود،ولم يستطيع احضاره،فتخيل أنت عندما تأتي لداود فرصة أنه ينتقم منه، ويقول له أنا لا أستطيع أن أعيش حياتي،لاأستطيع أن أنام، أنا عايش طريد، أنا عايش مذلول،لقدأتت الفرصة قال لك لا أبدا،مرتين تأتي فرصة لداود ولم يمد يده عليه يقولون له هذا هو، فهو نائم،يقول لهم لا أنا فقط آخذ قطعه من طرف ثوبه، وأقول له معي قطعه من طرف ثوبك بمعنى أنك كنت أمامي وكان معي سيفي لكن أنا لا يمكن أن أفعل ذلك،كيف أمد يدي على مسيح الرب، شاهد حب داود، وفاء داود، شاهد أمانة داود، شاهد وفائه مع يوناثان صديقه، شاهد وفائه عندما ظل يبحث عن كيفية تقديم معروف لأي شخص لازال باقي من بيت يوناثان،فقالوا له هناك ولد أعرج يهرب لأنه خائف منك لئلا تنتقم منه، قال لهم كيف ذلك؟ أحضروه لي،اسمه مفيبوشث، قال لهم أحضروه وقال له هذا البيت بيتك، ولا تتناول الطعام إلا على مائدتي، وأرض والدك سوف أردها لك،أصبح الولد لا يصدق نفسه،تعلموا من محبة داود، وقلب داود،وغيرة داود، وتسبيح داود، وصلاة داود،وتوبة داود، واتضاع داود.جميل جداً يا أحبائي أن تكون شخصية داود شخصية محببة لنا جداً، لأنه مدرسة في الفضيلة، متنوع، متعدد،عميق،يحارب حروب للرب، كان يعلم أن المملكة الذي هو قائم عليها مملكة روحانية، كان يدرك ذلك، قد يكون سر سقوط الملوك الذين أتوا من بعده أنهم كانوا ينظرون للمملكة علي أنها مملكة أرضية، فكان عندما يحارب في حرب كان تفكيره أنه يحارب لحساب نفسه لكي عندما ينتصر يقول أنا انتصرت، لكن داود كان يفهم أنه يحارب للرب لذلك أصبح إشارة واضحة جداً لرب المجد يسوع لأنه يفهم أن هذه مملكة روحانية،يفهم أنها مملكة سماوية، وأنه يقوم بتحقيق رمز من أعمق رموز الخلاص، ويفهم أنه يعيش منهج من أجمل مناهج تقديس الحياة لله، هذا هو داود لذلك الله وعده بحفظ المملكة على مر الدهور من أجل داود، يقول لك "حلف الرب لداود"، بماذا حلف له؟ قال له أنا أجعلك تجلس أنت ونسلك إلى الأبد على كرسي أورشليم،لماذا؟من أجل دواد، فكان يفهم أن هذه مملكة روحية، لن يهتم بالمنصب تخيل أنت عندما يكون رجل ملك ومشغول ويحارب حروب للرب و ينتصر،ومع ذلك يقول لك في منتصف الليل نهضت لأسبح الرب، وكان يقول له منذ الليل روحي تبكر إليك يا إلهي، سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك، وسط هذه المملكة الممتلئة بالمشغولية ،وصلت به الدرجة معلمنا داود أن يقول "أما أنا فصلاة"،أصبح هو كله صلاة، عندما تريد أن تصفه تقول داود صلاة،بمعنى أنك إذا أمسكت أي جزء فيه تخرج لك صلاة،تتحدث معه يكلمك بصلاة،يشعر في كل وقت أنه يقف أمام الله،"جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني لكي لا أتزعزع"، هذا هو داود تجده كيف يتعامل مع أولاده، تخيل أنت أن ابن من أبنائه وهو أبشالوم ينشق عليه، ويعمل حزب، يريد أن يأخذ المملكة من والده، يقول لك كان حسن الشكل قليلاً، وكان شعره طويل،وكان يعرف كيف يستميل الناس بلسانه و كلامه، فكان يقول لهم معذرة لأن والدي منشغل جداً فالذي لديه أي مشكلة يأتي إلي وأنا أجلس معه وأجد له حل لهذه المشكلة،وبدأ يأخذ الناس من والده،وبدأ من شناعة هذا الولد أنه يضطجع مع نساء والده،اللواتي بمثابة أمهاته، إذن تخيل أنت داود ماذا تكون مشاعره تجاه هذا الولد؟!،والذي يريد أن يفعل حرب ويأخذ المملكة من والده،فمن المفترض أنه يكون يريد أن ينهي على هذا الولد بأي شكل، وتتعجب أنه عندما كان جيش داود يخرج للقائه،داودأوصي جيشه عليه يقول لهم"ترفقوا لي بالفتي أبشالوم"، وكأنه يمثل حنان الله تجاه الخاطئ، وكأنه بمثل أحشاء الله لدى الإنسان العنيد،المستكبر،المستبيح،والذي يكسر كل الوصايا بغطرسة،والذي يريد أن يعيش مملكة له هو على حساب مملكة والده،هذا حال الإنسان الخاطئ هذا هو أبشالوم، ومع ذلك داود يوصي عليه، وعندما جاءوا يبشروا داود أن أبشالوم مات كانوا يظنون أنه سيفرح، أبدا فهو حزن عليه جداً، وأيضاً عندما جاءوا يبشروه بموت شاول حزن علي شاول جداً، ما هذا؟!، ما هذاالقلب؟! قال لك أن هذا قلب بحسب قلب الله، عندما تقف أمام الله أحذر أن يكون في قلبك شيء من أحد أبدا حتى إذا كان عدوك، حتى إذا كان يطلب نفسك، حتى إذا كان يريد أن يأخذ مملكتك الأرضية،لأنك طالما أنت منشغل بالمملكة السماوية فإن المملكة الأرضية تصبح هينة، تخيل أنت عندما يكون قلبك بهذا النقاء،هل هناك شهادة في الكتاب المقدس كله في كل الشخصيات الكتاب المقدس أجمل من الشهادة التي شهدها الله عن داود نفسه! قال لك "وجدت قلب داود بن يسي بحسب قلبي"،يا لعجب ما هذا القلب الذي بحسب قلب الله!، يا رب أنا قلبي بحسب قلب من؟،هل من الممكن أن يكون قلبي بحسب قلبك، أنت كون مشاعري بحسب مشاعرك تجاه كل الناس، شاهد الله ما مشاعره تجاه كل الناس ومطلوب منا أن تكون مشاعرنا تجاه كل الناس مثل مشاعر الله تجاه كل الناس،شاهدحب الله تجاه كل الناس،شاهد الأمانة، الحق، الإحسان شاهد إلى أي حد الله يتأنى على الجاحدين، على عبدة الأصنام، على الملحدين الذين ينكرون وجوده بكل تعسف، يظلوا يقولون تحليلات ويلجئوا للمنطق و للعقل، يسخفوا من الأمور الروحية، كل هذا والله يتأنى عليهم جداً، ما هذايارب؟! أنت لا تكره!،يقول لا أعرف الكراهية، أنا حب مطلق،وإذا هلك إنسان سأكون حزين عليه جداً،وأنا لايمكن أن أتدخل في هلاك إنسان ما لم يحكم إنسان على نفسه بالهلاك، ولا يسمع لإنذاراتي العديدة طول حياته،وإذا رجع لي في آخر لحظة أيضا أقبله،ماهذا!، قال لك قلب داود كان هكذا، كان قلبه مترفق، كان قلب حنين، كان قلب محب، أمور كثيرةجداً يا أحبائي في داود تستحق مناأننا نسجد ونتودد لداود ونقول له علمنا، قل لنا ما هي مشاعرك هذه!، علمنا كيف نصلي؟!،قل لنا كيف كانت نفسك مشتاقة للحديث مع الله جداً، كيف كان الكلام ينساب منك؟!، كيف صارت لك هذه الدالة؟!، كيف صار لك هذا اللسان؟!،كيف صارت لك هذه المشاعر المتدفقة من التعبير عن كل حالاتك؟!، كيف كنت ترفع نفسك لله؟!،كيف عندما قدمت التوبة صلاتك انتزعت لك توبة من كنزالمراحم؟!،وكيف أصبحت تعرف أن تجلب مراحم الله عليك؟!، وتقول له "يارب لا تبكتني بغضبك ولا تؤدبني بسخطك، ارحمني يارب فإني ضعيف"،كيف أصبحت دموعك هذه الشفيع لك أمام رحمة الله عندما كان يبل بدموع فراشه، لدرجة يقول لله أجمع دموعي في زق عندك، كل دمعه من دموعي أنا أريدهم يكونوا مدخرين عندك لكي تكون دموعي هذه تصبح دليل براءتي،وتكون هي المحامي،أجمع دموعي في زق عندك، يوم يارب أن تكون زعلان مني جداً وأنت متذكرخطاياي وتعدياتي التي صارت فوق رأسي، ألى أي حد دموعي هي التي من الممكن أن تشفع في؟!هذا هو داود.جميل جداً ياأحبائي أن تكون تذكار نياحة داود مع أول يوم في السنة، لكي نرى كيف نتوب،لكي نرى كيف نصلي، كيف نسبح،كيف نرنم،كيف نغني لإلهنا،كيف نغني بمراحمه وإحسانه،كيف يكون لنا مشاعر تجاه الآخرين،كيف يكون لنا اتضاع، كيف يكون لنا وداعة،كيف يكون لنا قلب بحسب قلب الله.ربنا يبارك في أيامنا،ويجعل أيامنا كلها أيام في محبته، في مخافته، نعيش أيامنا كلها أيام توبة، أيام صلاة، أيام تسبيح.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينابنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

غرباء على الارض الجمعة الأولى من شهر كيهك

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان إلى دهر الدهور كلها آمين . إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا الإصحاح 12 "لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت،بيعوا أمتعتكم وأعطوا صدقة، أعملوا لكم أكياس لا تقدم وكنز في السموات حيث لا يقرب سارق ولا يفسده سوس".يحدثنا عن تطلعات الإنسان للسماء،فكر الإنسان في السماء، كيف تهون علي الإنسان أمور هذه الحياة لطالما هو يفكر في السماء، قطيع صغير يطمئنهم ويقول لهم لا تخافوا لماذا؟ لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، وكأنه يقول لهم أنتم هنا من الممكن أن تكونوا مظلومين،متضايقين،تعيشون في ضيق، في حزن،لكن هنا كسماء،وهذه السماء لك وعد بها، فكر كثير في أجرك، هناك أمر يا أحبائي ينقصنا جداً في جهادنا الروحي وفي حياتنا مع الله، إلى أي حد يكون حيز التفكير والاشتياق في السماء في حياتنا، تخيل أنت شخص تظل تقول له لا تحب العالم،شخص تقول له صم، عندما تقول له سامح، عندما تقول له أضبط جسدك،عندما تقول له صلي، وهو لايعرف كل هذه الأمور لماذايفعلها؟!،وماذا يأخذعنها؟!، أعمال ثقيلة لا تحبوا العالم، أنا أعيش في العالم،ولم أرى غير العالم،فكيف لا أحبه، أنا مشدود للعالم فكيفلا أحب العالم.عندما تدب في الإنسان شهوة الأبدية ورغبة الحياة الأبدية وعندما يسيطر علي الإنسان فكر السماء أمور كثيرة تسقط من نفسها،فيبدأ يشعرأن الذي يعيشه الآن فترة،وإلى أين ذاهب؟ مسافر،مهاجر،إلى أين؟ذاهب إلى وطنه الأصلي،يقول لك "إن نقض بيت خيمتنا الأرض فلنا في السماء بناء غير مصنوع بيد أبدي"،هناك سماء تنتظرني، هنا كمجد ينتظرني،هناك ملكوت ينتظرني، كان معلمنا داود يقول "أنا غريب مثل آبائي"، غريب كان يقول له غريب أنا يارب على الأرض فلا تخفي عني وصاياك، على الرغم أنه ملك، تخيل أنت احساس ملك كل أمور البلد في يده،وكل تنعمات الملك تحت يده، ومع ذلك يقول لك أنا غريب أنا لست صاحب هذه البلد، غريب، معلمنا بولس عندما كان يريد أن يمدح أبونا إبراهيم يقول لك "بالإيمان تغرب في أرض الموعد كأنها غريبة ساكنا في خيام"، أبونا إبراهيم كان دائما يسكن في خيام، أي ليس لديه مكان يستقر فيه، رغم أنه كان غني لكن كان يسكن في خيام،كان يعتبرأن سكنته في الأرض هذه فترة مؤقتة، غريب وإلى أين ذاهب بعد ذلك؟ذاهب لوطنه الأصلي،أين وطنه الأصلي؟ في السماء.هل نفكركثيراً يا أحبائي أن وطنا الأصلي في السماء؟، هل نفكر كثيراً في أنني أعيش الآن فترة غريب فيها إلى أن أذهب بيتي،إلى أن أذهب وطني السماوي، قال لك لا تخف أيها القطيع الصغير أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت،لابد أن نتعامل يا أحبائي مع فترة العالم علي أننا فيها غرباء،نحن مسافرين،فالمسافر لا يرتبط بالمكان الذي يسافر إليه، آماله كلها متعلقة على وطنه الأصلي،معلمنا بولس يقول "إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس" قال لك "وأما نحن فسيرتنا في السماويات" وبعض ترجمات تقول لك "أما نحن فمواطنتنا في السماويات،عندما يشبهوه يقول لك على سبيل المثال كل شخص يكون معه جواز سفره لبلده، يقول لك أنا معي جواز سفر مصري، شخص آخر يقول لك معي جواز سفرإنجليزي،معي جواز سفر أمريكي، معي جواز سفر كندي،.....إلخ، لكن نحن جواز السفر لدينا سماوي، أما نحن فمواطنتنا في السماء، لأي شيء أنا أنتمي؟أنتم من السماء،ما هي الصفات الموجودة في؟ صفات السماء،عندما نفكر كثير في السماء سوف نقبل الوصايا بطريقة أسهل،الأنسان ياأحبائي لكي يضبط جسده،لكي يقدر أن ينمي شهوة الحياة الأبدية لديه، لكي يقدر أن ينتظر المواعيد بصدق لابد أن يحدث داخله تغيير جوهري في قلبه وعقله، ماذا يحدث في القلب والعقل؟يحدث فيهم أن شهوة الملكوت تملك على الإنسان،أن الإنسان يبدأ يعرف كيف يتعامل مع جسده الذي يميل للأرض، يعرف كيف يضبطه، يعرف كيف يرفعه.أحد الآباء يقول لك أن الإنسان عبارة عن ثلاث مكونات،يشبه هكذا كأن رجل لديه عربة وبها إثنين من الفرس وهو الذي يقود هذه العربة،منهم فرس منضبط جداً، ملتزم جداً، قوي جداً، سريع جداً، ... إلخ،والفرس الآخر شقي جداً، كسول جداً،لا يحب العمل، لا يحب التعب،يقول لك من الذي يستطيع أن يتحكم في هذا الوضع؟الرجل الذي يقود العربة،ماذا يفعل؟ يطلق العنان للذي يحب العمل والسريع الذي بها يصعد إلى فوق والذي ينهي له العمل ويجعل الثاني ينقاد لهذا السريع، لكن إذاجاء وابتدأ هو نفسه يميل لهذا الكسلان ستجد السريع أيضاسيصبح كسول، نحن كذلك، هذا الإنسان موضوع بين النفس والروح، بين الجسد والروح، وعليك أنك تختار القيادة لمن؟ ،إذا قمت بالانحياز تجاه الروح أصبحت روحاني،وإذا قمت بالانحياز تجاه الجسد أصبحت جسداني، شاهد أنت لمن تطلق العنان؟ للروح أم للجسد؟!،إذا أطلقت العنان للروح فالروح هذا القائد سوف يأخذ الجسد ويرفعه إلى فوق، نفس الجسد الذي من الممكن أن تشكو منه أنه أرضي وأنه متعب ستجده بدأ ينقاد بسهولة،عيش فكرة أنك غريب عيش فكرة أن هذه الفترة ليست دائمة،أنت جالس هنا فترة مؤقتة إلى أن يأتي الوقت الذي تسافر فيه، أحيانا بعض الأباء عندما ينتقل شخص يقول لك سافر، سافر لأنه عاد إلى بلده.لكي يرتبط الإنسان يا أحبائي أكثر بالسماء لابد أن يفكر فيها كثيراً،لابد أن تكون شهوتها تملك على نفسه كثيراً،لابد أن يعرف أن الفترة التي يعيشها الآن هي فترة للتدريب على السماء،والإعداد للسماء، والمقدمة للسماء، ما هي السماء؟!، السماء صلاة، السماء تسبيح، السماء وجود في حضرة الله، السماء غلبة على أوجاع الزمن،في السماء لايوجد حزن،يبدأ الإنسان من الآن يعيش هذه الأفكار،يبدأ الإنسان لايتمسك بأمور العالم، ولا يود أن يكون كل رجائه هنا على الأرض،لابل رجائه في السماء، أمله في السماء، جميل معلمنا داود عندما كان يقول"ما الذي لي في السماء معك لا أريد شيئا على الأرض"، أنا لا أريد شيء، أنا أريد أن أربح نعيم الحياة الأبدية، والعجيب يا أحبائي أن الله يعلمنا من أجسادنا وضعفها أن الجسد ضعيف، يعلمنا أن الجسد زائل،يعلمنا من الأحداث التي حولنا إن الحياة غير آمنة، وإن الحياة متغيرة، حياة متغيرة وغير آمنة، جسد ضعيف،جسد معرض للأمراض، معرض للموت، وكأن ربنا يقول لك اسمع الكلام وأطعه، فأنت ترى الضعف داخلك، والعالم الذي حولك متغير،لماذا تتعلق بأمور ضعيفة؟ لماذا تتعلق بوهم وهناك الحق؟، في حقيقة الأمر السماء لا تزول، الأرض تزول، العناصر كلها تزول، كل فترة يقومون بدراسات يقول لك سوف يحدث ....،والأوزون،إلخ، ويحدثك قليلاً عن أن هناك أجرام سماوية تصطدم ببعضها،ثم هناك أجسام سوف تغطي على الشمس، هناك أشياء سوف تسقط وتضرب على الأرض، وكأن الله يريد أن يقول لك حقا أنت عرضه للخطر في هذه الأرض،لا تأمن إليها، يمكن جداً في أي وقت تجد أن العالم قد زال بكل ما فيه، تصور ذلك وكل من ارتبطوا بهذا العالم،الذين قاموا بالأكل، الشرب،البناء،التجارة،الذهاب، الرجوع،الزواج،الأنجاب، كل هذايضيع في لحظة تخيل أنتقال لك الوقت الذي نزل فيه الطوفان كانت الناس تعيش طبيعي جداً، الوقت الذي حرق الله فيه سدوم وعمورة كانت الناس تعيش طبيعي جداً، تسمع عن بلد حدث لها سيل او فيضان أو زلزال والناس كانت مستيقظة صباحاً وذاهبين إلى عملهم وكانوا يجهزوا ماذا سوف يتناولون علي الغذاء،وكانوايفعلون، وكل شئ كان يسير فجأة،إذن الإنسان الذي لا يجهز نفسه ماذا يحدث له؟ أقول لك فكر كثيراً في السماء، إن نصيبك في السماء، حياتك ليست على الأرض،والله يعلمك ويقول لك لا تأمن لهذه الأرض.أحد الآباء القديسين يقول لله"أعطنا يا الله ألا نركن إلى الظل كأنه حق"، هذه الحياة كإنها ظل، تخيل أنت أن شخص يستند بكتفه على ظل شجرة فهو يسقط، اسند رأسك، أسند ظهرك على الشجرة نفسها ليس على ظل الشجرة، ظل الشجرة هو وهم، هذه الحياة ليست دائمة،أعطني دليل واحد أن هذه الحياة دائمة، قم بمشاهدة صورة لأحبائك من عشرون عاماً سوف تقول هذا موجود وهذا غيرموجود،شاهد صورة الحي الذي تسكن فيه من ثلاثون عاماً تقول لقد تغيرت الدنيا كثيراً، أقول لك هذه هي الدنيا، العالم غير ثابت، فكيف تكون مطمئن لعالم متغير بطريقة غريبة. جميل الإنسان يا أحبائي الذي يعرف أن هذه فترة وعليه أنه يربح فيها السماء،القديس يوحنا ذهبي الفم يقول تشبيه جميل جداً يقول لك أنا أريدك أن تتخيل معي أثنين من التجار سافروا بلد لكي يتاجروا فيها، لكي يقوموا بشراءبضائع منها،ويأخذوا منها سلع ويحققوا أرباح، وهؤلاء الأثنين التجار متزوجين إثنين سيدات أخوات،وأحدهم بمجرد أن نزل في هذه البلد أول شئ فعله بدأ ينزل يبحث عن الأماكن التي يشتري منها البضائع بأرخص الأسعار،وأين الأحياء الذي يوجدبها القماش،وأين الأحياء الذي يوجدبها أجهزة، وأين الأحياء الذي يوجد بها .....،ولا ينام، كل يوم يبحث ويجتهد ويظل يكتب ويقارن أسعار ويكلم ناس كل يوم،ويظل يحاول التقليل في مصروفاته هناك،وينام في مكان متوسط، ليس غالي جدا أو رخيص جدا ويظل يجتهد،أما الثاني فبمجرد أن نزل سأل على أغلى فندق لكي ينزل فيه،وعندما نزل في الفندق سأل على أغلى الطعام، ثم بدأ يقول لهم أنا أريد مكان أتنزه فيه،أليس لديكم أماكن للخطية، بدأ يعيش هكذا العشرة أيام أو الأسبوع يظل ينفق،وينفق،وينفق،والثاني ظل يجمع،ويجمع، ويجمع، ثم عادوا هما الأثنين إلى زوجاتهم، فالرجل المسرف هذا زوجته تقول له ماذا فعلت يقول لها لا هذه بلد فقيرة جداً الأموال كلها ضاعت، كلها ضاعت لا يوجدأي شيء ولم أستطع أن أشتري شيء،فقالت له لكن كنت احضر ..... أو،يقول لها لا يوجد ويظلوا يتشاجرون، هذافنحن ياأحبائي،نحن الله أرسلنا إلى الأرض فترة لكي نتاجر فيها، نربح فيها،لا نهدأ،نكون حريصين على خلاص أنفسنا،كل يوم نجمع فضيلة، كل يوم نعمل عمل محبة وعمل رحمة،كل يوم نقف أمام الله، كل يوم نفرح إنسان، نتاجر كل يوم، كل يوم تأتي الفترة الأخيرة نقف أمام الله ومعنا ربح،ليس فقط الذي أعطاه لنا وحافظنا عليه لا الذي أعطاه لنا وأيضا زيادة،هناك إنسان يضيع ما أخذه،يعطي لله جسد متعب، نفس ملوثة،ذهن تدنس، يقول لك لا فأنا أعطيته لك حلو،كان من المفترض أنك تحافظ عليه.الحياة يا أحبائي فترة علينا أننا نجاهد فيها،نربح فيها ولا نتعلق بأمور الحياة، معلمنا بولس يقول "الذين يشترون كأنهم لا يملكون، الذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه"،جميل الإنسان يا أحبائي الذي يعرف هذه الحقيقة،الذي يحاسب نفسه كل يوم،أنا اليوم أرضيت الله أم لا؟، أنا اليوم فعلت الأعمال التي تفرح الله أم لا؟،لا تحرص جداً على أن يكون لديك مقتنيات في الدنيا وأنت غير مأمن نصيبك السماوي،لا تحرص جداً على أن تكون أهم شيء لديك أن يكون بيتك مزين، لكن احرص على أن تكون لديك زينة فضائل حقيقية.فمثلاً ذات مره كان شخص في رحلة ودخل على قلاية راهب فوجدها تقريباً فارغة،لا يوجدبها غير مكان ينام فيه، وقطعة حصير صغيرة فنظروجد الدنيا فارغة، فارغة،ورفع رأسه لفوق، وظل يلتف حول نفسه، قال له أين الأثاث الذي لديك؟ قال له أنا لا يوجد لدي أثاث،قال له كيف؟!، قال له وأنت أين الأثاث الذي لك؟،قال له أنا لم أحضرمعي الأثاث هنا لأنني في رحلة، قال له أنت في رحلة وأنا أيضاً في رحلة، أنا اعتبرت نفسي أيضاً أنني في رحلة، في فترة غربة، الذي يذهب في رحلة هل يأخذ معه أثاث منزله؟!،لا بل الأثاث لابد أن يكون في منزله،منزله الذي هو وطنه السماوي،هل تجمع في بيتك؟، هل تزين في بيتك؟، هل تجمل بيتك؟، هل تؤمن بيتك؟يقولون على أثناء العصور الوسطى كان هناك أفعال الناس تفعلها يقول لك أنهم كانوا يحضروا شخص ويجعلوه ملك عليهم،ثم بعد ذلك،بعد سنة أو سنتين يشعرون بالملل منه فيزيلوه ويجردوه من ملابسه،ويلقوه في جزيرة مقطوعه يذهب هناك يموت فيها، والملك الذي يليه يجلس سنة أو سنتين فرحين به ثم بعدذلك يزيلوه ويجردوه من ملابسه،ويلقوه في هذه الجزيرة ويموت فيها،لكن هناك ملك من أول يوم جلس،بدأ يرسل أناس إلى هذه الجزيرة،يقوم بتعميرها، وبدأيصنع مكان جيد،وبدأ يرسل أكل إلى هذه الجزيرة،وبدأ يزينها وبدأ يعمل فيها ورود وبدأ يعمل فيها حدائق، إلى أن جاء اليوم الذي هم آخذينه لكي يلقوه فيها فكان سعيد، فرح،فعندما أرسلوه لها وجد كل شيء هناك مهيئ، والحياة هناك جميلة، بمجرد أن وضع أرجله في الملك عرف أن هذا الملك غيردائم،كذلك الإنسان يا أحبائي وضع أرجله في هذه الحياة لاتظنأن هذه هي النهاية لا ليست هذه،ليست هذه النهاية،ليست هذه هي الأول والآخر، لاهي كانت البداية، فكر كل يوم أنه عليك أن تعمل أشياء حلوة في المكان الذي ستذهب إليه،هيا زين نفسك بفضيلة، هيا قف أمام الله وانت تحمل تسبحة في فمك،وانت تحمل حب في قلبك،أنت تحمل نور في عقلك، أنت تحمل تقوى ومخافة في نفسك، وأنت تحمل ارتفاع في روحك،هيا زين نفسك بفضائل حلوة لكي عندما تقف أمام الله تكون مزين فعلاً،لا تظن أن هذه هي النهاية لا أبدا.الأنسان الحكيم يا أحبائي لابد أن يأمن مستقبله، قال لك "خفة ضيقاتنا الوقتية تنشئ لنا ثقل مجد أبدي"،نحن نعيش في فترة بها ضيق لكن هذه هي التي تنشئ لنا مجدأبدي، ويقول لك أنه عندما يكون الإنسان قد تاجر في هذه الفترة تعالى شاهدنهاية هذا الإنسان،تجده سعيد، سعيد لأنه شعر أن المشوار أوشك على الانتهاء،وأوشك أن يصل،وكلما يشعر أنه أوشك علي الوصول يشعر بالاطمئنان أكثر، أحياناً الناس عندما يتقدم بها العمر تنزعج، وهذا الانزعاج من أين يأتي؟ من عدم الاستعداد، هيا استعد، متبقي لك فترة طويلة،إذن يا حظك فإنك معك الوقت، هيا أجمع أكثر،متبقي معك فترة صغيرة إذن اجتهد، المهم أنك تفكر في القادم. الحكيم يا أحبائي دائماً يفكر في القادم أكثر من تفكيره فيما مضى،دائمايفكر في كيفيةتعويض ما فات وكيفية تأمين القادم، لأن أصعب شيء أن الإنسان يضيع الآن، ومن هنا عندما يكون الإنسان يأمن القادم يقول له يارب أنا سوف أجتهد على قدر طاقتي،لا تظن ولا تفكر أن الحياة طويلة والزمن معك أبدا، بل قل اليوم يوم خلاص والوقت وقت مقبول، قل أقوم الآن، جميلة الكنيسه في الأچبية كل يوم نقول "لو كان العمر ثابتا وهذا العالم مؤبدالكان لك يا نفسي حجة واضحة"هل العمر ثابت؟ أبدا، هل العالم مؤبد؟ أبدا،العمرليس ثابت والعالم ليس مؤبد، هذا كله زائل،فمن المفترض أن الإنسان يفكر في القادم،ويكون سعيد جداً لأن حياته بدأت تقترب من النهاية،أبونا بيشوي قبل أن ينتقل للسماء بساعات قليلة وجد كل من حوله تقريباً يبكوا لأنه كان شكله واضح جداً،وجد كل من حوله يبكوا وهو مبتسم فقال لهم لماذا أنتم تبكون؟ فلم يقدروا أن يقولوا له،قال لهم أنا لست خائف، لا أنا لا أخاف من الموت، أنا سوف أقابل حبيبي المسيح، الأنسان يا أحبائي الذي يعيش بهذا الفكر يكون غالب،يكون منتصر، دائما الناس حينما ترى شخص في حالة مرض يظلوا يواسوه،يهونوا عليه، يعزوه،لكن أبونا بيشوي لا، بل هو الذي كان يعزيهم لأن داخله سلام،داخله استعداد،قام في حياته بجمع زيت، فمصباحه مصباح موقد.لذلك جميل الإنسان يا أحبائي الذي ينظر لحياته على أنها فرصة يجمع فيها زيت لكي يظل مصباحه موقد عندما يأتي العريس يجده مستعد،أحد القديسين كان يقول لله"يارب لا تأخذني وأنا في منتصف أيامي ولا تأخذني ومصباحي منطفئ بل تمهل علي لأشعل مصباحي بزيت التوبة، وأقتني منك ثياباً لأستر عورتي لأني إلى الآن ليس لي بها ثياب أقف بها أمامك حينما يقف أمامك جميع البشر، تمهل علي"،الله يتأنى علينا، أبقى حياتنا إلى الآن لكي نستعد.الله يعطينا أن نعيش أيام غربتنا على الأرض في محبته، في مخافته.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينابنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

بر البيت الجمعة الثانية من شهر هاتور

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهرالدهور كلها آمين. تعيد الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك بتذكار نياحة القديسة حنة زوجة يواقيم والدة السيدة العذراء والدة الإله، عائلة مقدسة مباركة إذا انتبهنا لكي نركز نجد أن جدة السيدة العذراء كان اسمها مريم، كان لديها ثلاث بنات، بنت اسمها مريم، حيث كان من الممكن أن تسمى البنت باسم والدتها، وأيضاً كان من الممكن أن يسمى إثنين أخوة بنفس الاسم،مثلما حدث مع السيدة العذراء،مريم الكبيرة الجدة لديها ثلاث بنات مريم وصوفيا وحنة، مريم أنجبت سالومة، صوفيا أنجبت أليصابات، حنة أنجبت السيدةالعذراء، أليصابات والدة يوحنا المعمدان، مريم والدة سالومة،حنة والدة السيدةالعذراء،أنظروا إلى الشجرة،لذلك عندما أراد الربأن يختار من هي التي تكون أم لأم والدة الإله كانت القديسة حنة قديسة عظيمة لها تذكارات في كل الكنائس، الكنيسة اللاتينية تصنع لها تذكار،كنائس أخواتناالكاثوليك يصنعوا لها تذكار ويصنعوا لها احتفالات، يصنعوا لها كنائس باسمها، لأنها إنسانة شهد عنها التاريخ أنها كانت إنسانة بارة جداً وتقية جداً، من المعروف عنها أنها كانت امرأة صلاة، معروفة أنها كانت امرأة دموع، وبالطبع كان لديها ألم في حياتها وتجربة،في عصرهم كانت تعتبر من أقصى التجارب التي تأتي على امرأة وهي تجربة عدم القدرة على الإنجاب، كانت تصلي كثيراً إلى أن وصلت لسن كبير والله تحنن عليها وأعطاها السيدة العذراء، كانت النتيجة أنها تنذر السيدةالعذراء للهيكل وتجعلها لديها ثلاثةسنوات،ثم تذهب وترسلها إلى الهيكل بعد ذلك،وليس مثلما شخص يقول لك هذه أول فرحتي، يقول لك أنا كنت أنتظرها بعد شوق كبير،نعطي الله إذا أعطى لنا طفل آخر لكن الأول ليس له داعي، اجعلنا نحتفظ به،لا أحد يضمن؛فهي لا تعرف، لكن تشاء عناية الله بعد ذلك أنها تنجب بنت أخرى وتسميها مريم أيضاً،هذه هي التي يقال عنها أنها اسمها مريم الأخرى أو مريم التي لإكلوبا، إنسانة تقية قديسة توهب باكورة بناتها للمسيح إلى الله، وفي نفس الوقت هي ليست ضامنة أنها يكون لديها أبناء أخر، فهذا يدل على مدى تعلقها بالله،وإيمانها بالله،وثقتها في الله،ومحبتها إلى الله، تعطي له ابنتها وهي ذاهبة له بها إلى الهيكل وهي فرحة،تقدمة، تقدمة حب لله.أحدالآباء القديسين يقول لك ليس فضل لك أن تعطي إلى الله ما يطلبه منك ولكن الفضل لك إن أعطيت إلى الله ما تحتاجه أنت، ليس فضل لك أن تعطي الله مايطلبه لكن الذي أنت تحتاجه، وكذلك في الفقير يقول لك ليس الفضل لك أن أعطيت للفقير ما يحتاجه ولكن الفضل لك أن أعطيت للفقير ما أنت تحتاجه، هي محتاجة لهذه البنت،معروف جداً أن غريزة الأمومة هي غريزة عالية جداً عند السيدات، الله يعطيها هذه الثمرة وترسلها للهيكل بكل حب وكل إيمان، وكانت الثمرة أن هذه تكون السيدة العذراء، والجميل أن السيدة العذراءتكون راضعة هذا الإيمان،وتكون فيها هذه التقوى ورثتها،و تكون فيها هذه الروح سائرة في جسدها وفي مشاعرها، فعاشت كتقدمة إلى الله،وكنذيرةإلى الله في الهيكل، ويقولون في التقليد شيء عجيب جدا أن كثير من الأطفال في هذا السن يبكون وخاصة عندما تجد أن والدتها تتركها، يقول لك السيدة العذراء لم تكن تبكي أبدا، ويقولون أن عندما غادر والدها ووالدتها حنة ويواقيم الهيكل كانت لم تلتفت إليهم،أي لاتنظر لهم وتبكي وحزينة لا فهي وارثة إيمان، حب أخذته مع رضاعتها، حياة تسلمتها،فالحياة في المسيح يسوع يا أحبائي حياة تسلم وتعاش أكثر من أن تعلم،لذلك هذه الشجرة الجميلة تذكرنا بأننا كيف يكون حالنا في بيوتنا، وماذا نسلم أبنائنا،وماذا نعطي لهم،وماذا نعلمهم،وماذا يشربوا مننا،وماذا يأكلون مننا،وماذا يرضعون مننا،قالوا الإيمان العديم الغش الذي تسلمته من والدتك وجدتك، إيمان عديم غش،يرضع،بتسليم، بدون ازدواجية،لايتحدثون أو يسمعون عن الصلاة ولم يروا أحد يصلي،لا فهم يرون أهلهم يصلون في المنزل،يرونهم أناس أتقياء،يرونهم رافعين أيديهم في المنزل،يرونهم ساجدين في المنزل،يرونهم صائمون،يرونهم يقرأون في الكتاب،يرونهم إلى أي قدر متعلقين بالله،يرون إلى أي قدر ثقتهم في الله وليس في أمر آخر،ويرونهم إلى أي قدر يدوسون على أمور هذا العالم،وارثين للفضيلة،وارثين روح عالية جداً،ماذا تعلم أولادك؟ تعلمهم كيف يغلبوا العالم، من أين يأتي؟يأتي بتسليم.جميل عندما يكون بيتنا بيت صلاة، من الممكن أن نحدث أولادنا كثيراً عن الصلاة لكن ذلك يختلف عما يرونا ونحن نصلي، أصعب شيء يا أحبائي أن الإنسان يكون مقسم من داخله،ويعيش شخصيتين، يسمع كلام ويقول كلام لكن لا يفعله، أجمل شيء أن تكون الفضيلة معاشه نموذج واضح، علاقتي بالله هي علاقة قوية أساسها في بيتي، أساسها في حجرتي، أساسها في مخدعي، أساسها في خفاء بيني وبين الله، لكن على أهل بيتي من الممكن ألا أستطيع أن أخفي فيكون أمر تقريباً معروف، أولادي عندما يعرفوا ماذا يفعل أبي الآن؟أبي يصلي، ماذاتفعل أمي الآن؟تقرأ الإنجيل، أصبحت الفضيلة ليست كلام نظري، أصبحت الفضيلة حياة،أصبح هذا شيء طبيعي جداً في البيت أن الولد يصلي،والبنت تصلي أمر طبيعي، تصوروا عندما نجد في أولادنا نكتشف ظاهرة عجيبة جدا يقول لك أنا أحرج أن أقفل أصلي في المنزل،لماذا يا حبيبي؟!من أي شئ تحرج؟!، لأن الصلاة هذه سلوك غريب عن البيت،فإذا خرج متحمس من الكنيسة واعترف وأب اعترافه نصحه وأرشده حبيبي لابد أن تصلي تجدأن هناك حاجز كبير بينه وبين الصلاة لأن البيت لم يأخذ على فعل الصلاة أمر غير طبيعي، لدرجة أنه من الممكن أن يندهشوا لماذا هذا الكلام؟! يقول لك لابد في المنزل أن نخصص ركن اسمه ركن الصلاة، نضع فيه عدد من الأيقونات ونقف فيه ونضع فيه إثنين من الأچبية أوثلاثة،ونضع فيه مجموعة من الصور وصليب ونقف نصلي، هذا المكان مكان الصلاة، جميل أننا نصلي مع بعض وإن لم يتاح فليصلي كل فرد على حدا،بيوتنا بيوت صلاة، بيوتنا بيوت فضيلة، فيها الفضيلة معاشه ليست نظريات،ليس كلام ليس نسمع كثيراً ولا نفعل، وتخيل أنت أنسان يريد أن يعيش مع الله بدون أن يصلي كيف؟!، كيف يكون له علاقة بالله وهو لم يقف أمامه، لا يتحدث معه،لا يطرح همومه أمامه،لايقدم توبة أمامه،لايفحص نفسه أمامه،لايترجاه،لايطلب،لا يرفع يده،لايحني ركبته، إذن كيف؟!كيف يكون لنا علاقة مع الله؟، يقول لك "الذي يظن أن له باب للتوبة غير الصلاة هو مخدوع من نفسه ومن الشياطين"، تريد أن تتوب الذي يتوبك الصلاة،تريد أن تأخذ قوة في حياتك ضد همومك ومشاكلك وترتفع فوق منها كيف؟ بقدراتك البشرية تسقط، تضعف، تنهار، مشاكل تلاحقك اليوم الواحد من كثرة المشاكل التي يكون فيه يمكن أن تنساها، هموم كثيرة،ماذا إذا لم تعرف طريقك للنجاة؟،إذالم يكن هناك صلة بينك وبين الله، أصبحت تعيش جسد بدون روح،يكون ميت، له شكل الحياة فقط، لكن فاقد للجوهر، وطالماالروح ليست متصلة بخالقها أصبحت لا يوجدفيها جوهر الحياة، سر الحياة هو رئيس الحياة،عندما تنفصل النفس عنه أصبحت النفس تعيش بقدراتها الذاتية وبذكائها وبعقلها وبجسدها وهذه حياة مميتة،تجد الإنسان يعيش كئيب، مهموم، مضغوط،متعب،لماذا؟ لأنه لا يوجد اتحاد بالله، بيت صلاة، بيت يوجد فيه تقوى، بيت يوجد فيه فضيلة،بيت يوجدفيه قداسة،بيت يوجد فيه بركة بيت يوجد فيه طهارة،تجد الفضيلة سلوك عادي، المحبة شيء متأصل في البيت، صعب جدا نظل نتحدث عن المحبة ونجد الأقرباء لا يحبون بعضهم،و عندما تأتي سيرة الأقارب في البيت تجد هناك غيرة وتجدهم يتحدثون عليهم بأخطاء،ويتحدثوا، ويتحدثوا، ويقولون فعلوا ....،إلخ،فالولد الصغير والبنت الصغيرة من أين تتعلم المحبة إذا كان أقرب المقربين لا يوجد محبة،فيصبح الذي نعيشه كذب،نفاق، ماذا تسلم؟لم يتسلم شيء، وفي النهاية نقول الولد يبعد، البنت تبعد، هو يبعد لأنه يعيش في انفصام،لا يرى وحدة، يرى الكنيسة تقول كلام، والبيت يسمع هذا الكلام معه ويرى أن البيت يذهب إلى الكنيسة لكنه يرى الحياة غير ذلك تماماً،ينشأ لديه أن الله موضوع للاستهلاك، موضوع شرفي، موضوع نظري لكن أين التطبيق؟!. السيدة العذراء وارثة الإيمان جميل،أليصابات من أمها صوفيا،سالومة من أمها مريم، والجدة ربتهم في مخافة الله،بيت يصنع قديسين، بيت به مخافة الله وحب لله،نحن كثيراً نكون فرحين بحضورنا إلى الكنيسة،وفرحين أن أولادنا يحبوا الكنيسة، لكن لا تظن أن الكنيسة تكفي أبدا، الكنيسة لا تكفي أبدا بدون أن يكون هناك حياة في البيت، وبدون أن تكون الفضيلة معاشه في البيت، كلنا نعرف روسيا عندما ظلت لأكثر من 120 عاماً يوجد بها شيوعية، يحرم على الإنسان أن يقتني كتاب مقدس،يقبض عليه ويقتل ويلقي في معتقلات، يموت من شدة البرد، يموت من شدة التعذيب، 120 عاماً، المسيحية تهمة يعاقب عليها القانون، إذن ماذا فعل المسيحين؟ظلوا في المنزل، وحتى وهم في المنزل كانوا يخافون،لأنه كان يمكن أن يلقون القبض عليهم، كان ممكن تجدهم يضعون أيقونة لقديس لكن يضعوها خلف منظر لأحد زعماء روسيا أو منظر طبيعي،عندمايحبوا أن يصلوا يقوموا بقلب الأيقونة،لكن في الوقت العادي يقلبوها على المنظر الآخر،غيرقادرين أن يعلنوا،ظلوا على ذلك 120 عاماً،ثم وجدنا رئيس من ضمن رؤساء روسيا الذي هو ميخائيل جورباتشوف كانت جدته تقية جداً، وكانت أمه إنسانة بارة، مزروع فيه المسيحية،وجدناه بلباقة، بروح أخذها من التحرر الذي وجده يسير في العالم كله وقال لهم نحن نقوم بفتح الكنائس،والذي يود أن يعبد ليعبد، وكل واحد له دينه، وقال هناك حرية،بالطبع الناس توقعت أنه عندما تفتح الكنائس لا أحد يدخل، ناس لها 120عام لم تدخل كنيسة،بمعنى أنه لا الابن وليس الأب وليس الجد دخل كنيسة، لكن حينما فتحت الكنائس يجدوها ممتلئة على آخرها، يقيموا قداس يجدوا الناس تقول المردات، أين حفظت؟!، وأين عرفوها،كيف عرفوا أن يصلوا؟!، من أين أتى لهم اشتياق الكنيسة،ومعرفة الكنيسة وأسرار الكنيسة،فعندما كانت الكنيسة مغلقةلم تكن الكنيسة التي في البيت مغلقة، كانت دائمة التعليم، ورثواالحياة، ورثوا التقوى، ورثوا مخافة الله،أخذوا الكنز، وحتى النفوس التي تنيحت في هذه الفترة كلهم بالتأكيد ذهبوا إلى السماء لأنهم كانوا يعيشون على الرجاء،كانوا يعيشون بالتقوى ومخافة الله في بيوتهم، ويوم أنفتحت الكنيسة وجدناالله يستقبل إليه شعبه في بيته،فلم يعد أهم شيء أن يكون الفرد في الكنيسة لا، أين البيت؟، كيف تكون الأسرة أسرة مقدسة؟،كيف تكون الأسرة مباركة؟،كيف السلام يحل في البيت من مجرد فقط شخص يصلي؟،يمكن أن تكون حجرتك وبيتك أقدس مكان في المدينة كلها لأن فيه رفع يد، سجود، وجود في حضرة الله، لايوجد مصدر يصنع سلام وحب ويجلب بركة في البيت مثل منظر أحدهم وهو واقف ليصلي.يقولون عن أحد الآباء الأساقفة كان ذهب رحلة للخارج وهو المتنيح الأنبا بيمن ذهب رحلة، طاف بلاد كثيرة جداً جداً، وكان يوجد دالة وحب، وكان السفر خارج هذا شيء نادر، فعندما عاود قالوا له أحكي لنا عن كل بلد، قل لنا أجمل مناظر رأيتها أين رأيتها؟! فقل لهم أجمل منظر رأيته في لبنان، قالوا له بالتأكيد شجر الأرز والتفاح والمناظر الطبيعية والجبال،قال لهم لا بل أجمل منظر رأيته عندما كنت ذاهب بالسيارة على مكان مرتفع قليلاً على جبل،فقمت بالنظر ناحية اليمين فوجدت شباك لمنزل رأيت فيه شاب ساجداً،رافع يديه الأثنين يصلي، هذا أجمل منظر رأيته في الرحلة كلها فهل هناك منظر أجمل من ذلك؟!، لا تمثال ولا متحف ولا طبيعة ولا شجرة ولا جبل، هل هناك منظر أجمل من ذلك؟!،هناك منظر أجمل من ذلك يفتح القلب، يزيد من الاشتياق لله،يعرفنا أن الحياة مع ربنا حقيقة، إنها يقين،أنه يوجد إله،وأن هناك عبادة،هنا كاتصال،هناك روح،خالق موجود وهناك ضعف بشري، محتاج نعمة ومعونة من الله، بيت صلاة.جميل عندما يقف البيت مرة يصلوا مع بعضهم البعض،يقرأون الكتاب المقدس مع بعض، جميل عندما يحضر البيت قداس معا، كلنا نحب تماڤ إيريني، تماڤ إيريني كان والدهم يأخذهم وهم صغار وكانوا كثيرين،ويظل يسأل كل أحد منهم ويقول له عن ماذا كان الإنجيل اليوم يتحدث؟، عن ماذا تحدث الكاثوليكون؟، وهم أطفال صغار، عن ماذا تحدث البولس؟، تقول لي ياأبي أنا نفسي لم أركز،إذن فلتقوم بالتركيز،وهيا نرتب مع بعض مع أولادنا نتناقش في القراءات، كانت عن ماذا؟وكل أحد يجيب يقول له إذن بما أنك أجبت بشكل صحيح فماذا تطلب مني؟فيحضر له الهدية التي يطلبها،هي بنفسها كانت تحكي هذا الكلام، إيمان موروث، بيت غذاء الروح لديه شيء مهم بل وأهم من غذاء الجسد، تفحصوا درجة عنايتنا بجسد أولادنا وتفحصوا درجة عنايتنا بأرواح أولادنا،أطعمنا الجسد هذا شئ جميل، ألبسناه حلو جدا،قمنا بتدفئته شيء جميل،قمنا بتنزيهه شيء جيد، رفهنا عنه شيء جيد جداً، لكن ماذا عن الروح؟ ما مقدار عنايتنا بالروح؟، ما فائدة أن أولادنا ينموا فقط بالجسد ونهتم بكل أمورهم إلا الأمور الروحية؟،لذلك أستطيع أن أقول لك أجعل بيتك يكون بيت فيه تقوى، تقوى حقيقية،وهذا الكلام مفيد لنا ويفيد خلاص نفوسنا، دائما يقول لك أن البيت خير معين لك على توبتك،أنت تتقدس بالبيت والبيت يتقدس بك،أنت بركة لأولادك وأولادك بركة لك، يمكن أن تكون هناك أمور لم تكن تستطيع أن تفعلها لكن البيت يجعلك تفعلها،وأنت تجد الفضيلةتسلم بطريقة تلقائية وتسري في بيتك،فتكون هذه سمات في البيت تكون هذه طبيعة في البيت، ماطبيعة هذا البيت؟حب،مخافة إلى الله، فضيلة،عطاء،فيه عمل رحمة،فيه شفقة على الآخرين،فيه نظر لاحتياجات الآخرين،تجد الإنسان قد تربى حسنا، لايعلم كيف يقتني مال لكن يعلم كيف يتصرف في المال، وما هي أولوياته في المال، هذا الكلام جزء كثير موروث،بيت فيه تقوى أنظرعندما يكون الولد والبنت يشعرأنه غني بالمسيح، يشعرأنه قوي بالفضيلة، يشعرأنه مؤمن، يشعرأن له نماذج توضع أمام عينيه،هؤلاء هم القدوة له، وهم أهله، هم شغفه،منهم هؤلاءالقديسين والقديسات، وتجد كل منهم مولع بسيرة ومولع بقديس أو قديسة،بدلاً من أن يكون كل الذي يشغله مغني أو ممثلة أو.... أو ... إلخ، يقول لك لافهوحدث له إحلال،وحدث له ارتقاء بفكره، بنفسه،بغرائزه،أصبح يعيش في عالم روحي،يجعله كيف يستطيع أن يغلب على الأمور المحيطة به بسهولة، بيت مقدس.اليوم تذكارالقديسة حنة هي إنسانة تقية بارة،أنجبت لنا السيدة العذراء، ورأينا أخواتها،وأخواتها من أنجبوا؟، جميل عندما تكون الأسرة كلها فيها روح مرتفعة، فيها روح عبادة، فيها روح مخافة الله، فيها فضيلة حقيقية في الخفاء قبلما تكون في العلن.ربنا يبارك في بيوتنا ويساعدنا على رضاه ويساعدنا على حفظ وصاياه.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

القديس يحنس القصير الجمعة الثالثة من شهر بابة

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحدآمين .فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهوركلهاآمين . تعيد الكنيسة في هذا اليوم المبارك يا أحبائي بتذكار قديس من عظماء قديسي أباء الرهبنة وهو القديس يوحنا القصير،في الحقيقة سيرته والحديث عنه يملأ الإنسان بالغيرة الروحية؛ هو مولود في صعيد مصر ناحية طيبة أسوان والأقصر، من أسرة تقية، له أخ واحد، وهذا الأخ هو أيضا ترهب، منذ كان طفل صغير لديه ثم اني سنوات اشتاق أن يكون بجملته لله فذهب للتلمذة عند شيخ قديس كان مشهور جدا اسمه الأنبا بموا، الأنبا بموا كان يدقق جداً في اختياره لمن يصلح للرهبنة، وظل في البداية يصعب له الأمور ويقول له أنت لا تصلح،الحياة عندنا هنا صعبة،أنت جسدك ضعيف،أنت مرفه، أنت مدلل،فقال له جربني، فيقول أنه بعد مدة من امتناعه أن يأخذه قبله بعدما استشار في الصلاة ربنا يسوع، وربنا يسوع أيد وبارك اختياره، أريد أن أتحدث معكم في نقاط قليلة لكن الكلام كثيرعن القديس يحنس القصير، سوف أتحدث في أربع نقاط بالضبط : ١- طاعته . ٢- التدقيق في حياة القديس يحنس . ٣- اتضاعه . ٤- عقله الملتصق بالله . أولا : طاعته: أشهر قصة عن طاعة القديس يحنس أن معلمه الأنبا بموا أحب أن يختبره مرة فأعطى له عود يابس أي عصا مثل الخشبة وقال له أذهب وازرعها، وحدد له المكان الذي يزرعها فيه،وكان هذا المكان يبعد عن المكان الذي يجلسوا فيه بحوالي 12ميل، الميل يزداد عنا لكيلو بمسافة،الميل أكثر من الكيلو،أي أن المكان يبعد حوالي ١٣-١٤كيلو، ويذهب ليزرع هذه الخشبة،بالطبع هي قطعة خشب والمنطق يقول أنها لا تزرع،لكنه يذهب ويضع هذه الخشبة على بعد ١٢ميل،يقول لك كان يذهب ليرويها مرتين في اليوم،أي أنه كان يقضي معظم يومه في الطريق بين الذهاب والعودة، يقول لك كان يمضي في العشية ويعود في الصباح، وعلى ذلك هل هذه الخشبة تكبر أو تنمو؟! أبدا، فكم من الوقت ظل على هذا الحال؟ ثلاثة سنوات،ثلاثة سنوات يذهب ويعاود كل هذا الطريق،لماذا؟! لأن معلمه قال له أزرعها، بالطبع تشاء محبة الله أن شيء مثل هذا تتعظم،كان من الممكن إذا لم تزهر هذه الخشبة ولم تثمر كانت القصة تكتب في إطار الخيال، لكنها أثمرت وبالطبع عندما أثمرت فرح وسجد وشكر الله، ورجع لأبوه الروحي ومعه الثمرة،الرجل سجد وأصبح يطوف على كل الرهبان يقول لهم خذوا كلوا من ثمرة الطاعة،الذي يذهب منكم دير السريان هذه الشجرة موجودة إلى الآن لأن دير السريان تم تسميته من الأساس على اسم القديس يحنس القصير، فديرالسريان اسمه ديرالعذراء والقديس يحنس القصير، أنظر شجرة الطاعة، أنظر طاعته،ما هذه الطاعة!،هل هوساذج؟،هل هو لا يفهم؟لا فهو يفهم، كانت تعليمه عجيبة،تشعر أنه رجل حكيم جداً،إذن هذا الحكيم جداً كيف يلغي عقله؟! لذلك الآباء القديسين عندما يقوموا بتعريف الطاعة يقولون عنها كلام في منتهى حكمة يقول لك الطاعة هي "عدم تمييز ولكن في وفرة من التمييز"،عدم التمييز أنه قطعة أو خشبة ويزرعها هذا عدم تمييز، فهو شخص لا يفهم، عدم تمييز لكن في وفره من التمييز،وأيضا القصة التي تشبهها وهي أن القديس بموا يقول له هناك في خلف المدينة الذين نحن جالسين فيها مقابر، هذه المقابر يسكن فيها ضبعة،أذهب وأحضر لي الضبعة فيذهب ويجري خلف الضبعة ويقولون له لا تذهب ولا تقرب من المكان الذي هي فيه،فهي متوحشة، فهي أكلت كثير من الناس، يقول لهم معلمي قال لي أحضرها،يذهب للضبعة يقول لها أن معلمي أمرني أن أحضرك إليه، فتأتي الضبعة خلفه،تسيرمعه، في تآلف عجيب، وتأخذ معه المشوار كله،ويرجع لمعلمه ويسجد له ويقول له أحضرت الضبعة،لدرجة معلمه تعجب وخاف عليه أن يتكبرقال له هذه ليست ضبعة هي كلب،لهذه الدرجة يقول لك نعم،يقول لك أراد مرة أن يختبره فقام بطرده من القلاية، قال له أنت لا تصلح وأنا لست أحب أن أعيش معك ولا أود أن تكون لي تلميذ وطرده خارج القلاية، ماذا فعل؟ظل جالس،كم ظل جالس؟ظل سبعةأيام،تخيل أنت شخص يطرد ويظل جالس سبعة أيام،وهل يتركه القديس بموا وشأنه؟ لا فكان يخرج كل يوم ممسك بيده قطعة جريدة يضربه بها لكي يطرده يقول له أذهب قلت لك أذهب، يقول لك في اليوم السابع خرج الأنبا بموا وهو يذهب للكنيسة أي من المؤكد أن كان هذا يوم الأحد،فوجدأنه هناك سبعةملائكة كل ملاك يمسك بإكليل ويضعه على رأس القديس يحنس القصير، ما هذه عظمة الاتضاع؟!،ما عظمة الطاعة؟!، ما هذا الرجل؟!،هذا الشخص نستطيع نقول عليه أن الله يرسل لنا نماذج لكي يعلمنا بها، يقول لك القديس بموا عندما كبر وشاخ فكان يمرض، فكان مثل الذي لديه مرض في صدره فكان يبصق كثيراً ويفرز إفرازات كثيرة من جسمه، وهو كان يخدمه بكل طول آناه، وكان يظل مستيقظ لا ينم،يظل يجلس تحت فراشه، يقول لك طوال مدة ١٢عاماً هذه وكان الأنبا بموا لا يريحه بكلمة،أي لا يقل له كلمة شكر، طول 12عام يخدمه لم يكن يقول له كلمة شكر لدرجة أنه في آخر حياته أحضر الرهبان كلهم وامسك يده وقال لهم هذا ملاك وليس إنسان، تعالى أفكر في كمية الطاعة التي في حياتنا، وأنظركمية التمرد والعصيان وفكري وذاتي وأنا أنا ثم أنا ثم أنا. ثانيا : التدقيق: كان مدقق جداً،أي إذا سمع حديث لا يسره فلايشترك فيه ولا يكمل،وكثيراً يقول لك أنه يكون يسير مثلاً وكان الجماعة العرب يهابوا الرهبان جداً،يشعرون أنهم رجال الله،وهو تحديداً كان مشهور، يأخذ معه بعض السلال التي صنعها لكي يبيعها يقولوا له أعطنا السلال التي تخصك نضعها على الجمل وأركب معنا، وبالطبع فإنه كان يسير معهم وهو ليس مسئول عن الأحاديث التي يتحدثون بها، يسمعهم بالطبع كانوا يتحدثون بكلام خارج،وقد يكون كلام غير مهذب، كلام لايليق به،فكان الحل الذي يجده الأنبا يحنس أن يترك السلال على الجمل وينزل ويعود مسرعاً على قلايته،لماذا؟يقول لك إني قد سمعت حديث لا يليق أن أسمعه،وفي مرة أخرى يذهب يجد هناك مشاجرة بين رهبان يحتدوا على بعضهم البعض في الحديث فأتى ليدخل قلايته وجد نفسه لا يستطيع أن يدخل، ماذا فعل؟! ظل يدور حول القلاية،فقال له أحد الرهبان يا أبانا أمامك القلاية فقم بالدخول، فقال لهم لا فأنا أحاول أن أخرج من أذني الأحاديث التي سمعتها، لاأريد أن ادخل القلاية وبداخلي هذه الأفكار والأحاديث،كان يدقق،الأنسان اليوم عندما يتعرض لعثره هل يهرب أملا؟!فهو قد ضحى بالسلال التي معه عدة مرات، هذه القصة تحدث في حياة القديس يحنس عدة مرات، يترك السلال ويعاود مسرعاً،يعودمسرعاً ولا يهتم بالسلال، فالأخطر من السلال أن أذنه قد تلوثت، وبالطبع ما تسمعه الأذن يدخل على القلب ويدخل على الفكر، وهذه الأفكار سوف يحارب بها مرة أخرى.لذلك يقول لك إذا أردت أن تحافظ على نفسك لابد أن يكون لك حراسة، لابد أن تضيق على نفسك بحيث أن كلا تعطي فرصة للأعداء أن يحاربوك، العقل الذي يريد أن يلتصق بالله لابد أن يكون عقل مدقق، تخيل أنت عندما يكون الشخص هو الذي يبحث عن العثرة بيده،تخيل أنت عندما يكون شخص جالس أمام التليفزيون بقصد مشاهدة منظر قبيح، تخيل أنت شخص يحب أن يشترك في أحاديث عالمية غير نافعة بل هدامة بل قبيحة، ما هذا؟!،أنظرالقديسين ماذا نتعلم منهم؟! يقول لك حتى إذاسمعت أذنك كلمة بدون قصد، أو إذا سمعت كلمة وأنت مضطر من حديث لا يليق حاول لا تدخل بيتك قبل أن تكون أخرجتها من أذنك،هل الكلام يمكن أن يخرج من أذنك؟!،هذا صعب جداً، فمن الممكن أن يكون الله قد فعل لنا حراسة على العين لكن لم يفعل حراسة على الأذن،فالعين إذا رأت منظر قبيح يمكن غلقها أو تحويلها، العين يمكن أن تغلق ويمكن أن تتحول،أما الأذن لاتغلق ولا تتحول، إذا حولت وجهي هنا أو هناك سأسمع أيضاً، لا أستطيع أن أغلقها،وليس من المعقول أن أضع يدي في أذني، لكن عينك تستطيع أنت غلقها وتحولها،إذن ما هوالحل في الأذن؟! قال لك أنت يمكن أن تحرس أذنك بأنك تكون يقظ فيما تسمعه، وإذا سمعت أحاديث لا تليق حاول أن تخرجها منك بصلوه صغيرة، بطلبة،فتجدها خرجت منك، لذلك معلمنا بولس يقول لك "أناس مستحكة مسامعهم"،مستحكةمسامعهم أي ملتهبة من كثرة الأمور الخارجة فتفعللون من الألوان الالتهاب. ثالثا : اتضاعه: متضع جداً رغم أنه شيخ وقور جداً، لكن يحمل في نفسه صورة الله الذي أخلى ذاته آخذا شكل العبد، متضع جداً، كان القديس يحنس جسمه صغير لكن كان ممتلئ حكمة، عندما يجلس يتجمع حوله مئات من التلاميذ،يظلوا يسألوه، فكان هناك للأسف الطبع البشري موجود في كل الفئات، فكان هناك شيوخ رهبان كانوا يشعرون بالغيرة منه،أنهم أكبر منه أو أقدم منه وليس أحد يأتي يسألهم مثلما يذهبون إليه ويسألوه، فكانوا يهاجموه،فعندما يجدوه يجلسو أمامه تلاميذ كثيرة فأحد التلاميذ قال لهم هذا الرجل ساحر،لا تسيروا خلفه،هوممتلئ سحر، لاحظ عندما يدخل الشيطان قلب إنسان وشيطان الغيرة يحاربه، أعرف ذلك أنه عندما تدخل الغيرة إلى قلب إنسان فتطرد منه خوف الله مباشرة، فيقول لهم هذا ساحر، فأصبحوا التلاميذ كلها متضايقين جداً أنه يقول على يحنس القصير ذلك، هو يرد عليه ويقول له الأمر هكذا كما تقول أنت يا أبانا،أنا بالفعل مثلما تقول أنت، لكن يقولله ولكنك بنيت حكمك هذا على ما نظرت من الخارج فماذا عساك كنت تقول إذا رأيت الداخل،فهو يريد أن يقول له أنا أقبح مما أنت تقوله،وإذا أنت بنيت كلامك على الخارج فالذي من الداخل أيضاً أقبح،أحدهم قال له أنك ساحر، والآخر قال له أنا أشاهدك تزين في نفسك وتجمل في نفسك مثل الزانية التي تريد أن تجمع حولها عشاقها، قال له كما قلت،مثلما أنت تقول بالضبط، وأنا أخطأت،وأيضاً عاد وقال له إن كنت قد قلت هذا وأنت ترى الخارج فماذا كنت تقول إذا رأيت الداخل، ما هذا العجب؟!، ما هذا الإنسان المتضع الذي يقبل هذه الإهانة لدرجة أنه لا يتزعزع،عندما كانوا تلاميذه يسمعوه يقولون له فهل أنت لم تغضب من داخلك؟يقول لهم القول المشهور أنا ما اضطربت قط ولكن كما كان الخارج هادئ مثلما رأيتموني من خارج هادئ هكذا كان الداخل أيضاً.هذا الاتضاع يا أحبائي عطية من الله، الاتضاع يعني أن النفس عرفت خطاياها، عرفت ضعفاتها، إنسان وقف كثير أمام الله، والذي يقف أمام الله كثيراً يشعرأنه صغير،ليس لأنه إحساس بصغر النفس، هناك فرق بين الاتضاع وصغر النفس، صغر النفس أن أشعربأنني قليل جداً جداً خارج المسيح فأنا قليل فقط، لكن الاتضاع أنا قليل أمام المسيح،مثلما يقولون هكذا عندما تكتب مثلاً رقم واحد وتضع بجواره صفر أصبح عشرة، تضع صفرين أصبح مائة،فأين الفرق هل في الصفر أم في الواحد؟ في الواحد،الذي يعطي قيمة للأصفار، فكلما أنا تصاغرت أمام الله فهذا اتضاع،لكن إذ أتصاغر أمام نفسي فهذا صغر نفس، أنا أصفار كثيرة بدون واحد صحيح، أصفاري كثرت، فهو هكذا، هو يشعرأنه قليل جداً لأنه يشعر أنه يقف أمام الله كثيراً، كلما جلس الشخص أمام شخص قيمته أكبر كلما يشعرأنه أقل بالأكثر،إذا جلسنا أمام أب أسقف نشعر أننا قليلون وهو كبير،إذا وقفنا أمام سيدنا البابا نشعر أننا قليلون جداً،نقف أمام ربنا يسوع نشعرأننا لاشيء،هذا هو، وقوفك أمام الله كثيراً يجعلك تشعرما معنى كلمة اتضاع،ماذا يعنيأن "أنا ما أنا"، ماذا يعني "أحيا لا أنا بل المسيح"،ما معني"الذي لي"،ما معنى"منه وله وبه كل شيء"، ما معني"لا أنا" هذا هو،لانأخذها إلا إذا قربنا للمسيح، متضع جداً لذلك وهو ذات مرة كان معه تلاميذه يقول لهم من الذي باع يوسف فكلهم قالو له أخواته هم الذين باعوه، قال لهم لا،قالوا له الغيرة هي التي باعت يوسف، قال لهم لا،قالوا له إذن ماالذي باع يوسف؟ قال لهم الإتضاع هو الذي باعه،فمن الممكن أن يدافع عن نفسه، كان من الممكن أن يقول للأشخاص الذين قاموا بشرائه أن الناس الذين باعوني هم إخوتي،يظلوا يتحققوا في الأمر، كان من الممكن أن يدافع عن نفسه،كان من الممكن أن يدافع عن نفسه عندافتراء امرأة فوطيفار عليه، أبدا اتضاعه، لكن يقول لك أن هذا الاتضاع كان هو السبب الذي رفعه وأعطاه مسكن في المساكن العلوية، وأعطاه أن يكون رئيس على خزائن مصر كلها. رابعا:عقل ملتصق بالله: شخص مطيع في هذه الحالة،متضع،مدقق، عقله متحد بالله باستمرار، باستمرار،لذلك تجده باستمرار يفكرفي أمور إلهية،مرة وجدوه شارد فسألوه فأجابهم أنا أفكر في السبعة رتب السماوية وهم الشاروبيم، السيرافيم، الكراسي، السلاطين، الأرباب، ماالفرق بينهم؟ يظل يسألهم، أنظر بأي شئ مشغول،شاهد هذا العقل المشغول، لدرجة ذات مرة قالوا له أننا نشكر الله يا أبانا أن هذه السنة كان بها مطر كثير والنخل أثمر وجلب سعف كثير، وهذا سوف يساعدنا أننا من جريد النخل هذا نصنع سلال كثيرة، ونعمل أعمال يدويةكثيرة، ويكون لدينا خير كثير،يقول لهم هكذا يا أحبائي حينما يمطر روح الله على النفس هكذا تثمر وتزهر وتكثر أثمارها،يطبق لهم الكلام على كلام الأنجيل، عقله مشغول،عقله مشغول بأمور إلهية فائقة سامية.باستمرار يا أحبائي العقل هو الميدان الخطير للحرب بيننا وبين عدو الخير،حين يبدأ عدو الخير بمحاربة إنسان يحاربه من عقله، العقل هو غرفة العمليات، هوالأساس،الجسد ينفذ إرادة العقل،فالعقل عندما يكون مصان، مؤمن، محمي،يكون هذا هو التحكم الأكبر، وجدوه مرة وهو يأكل كان يبكي فقالوا له لماذا تبكي فنحن نأكل، فهناك من يأكل باستهتار،وهو يضحك، وهو يمزح، قالوا له لماذا تبكي وأنت تأكل فأجابهم الذي أنا آكله هذا مال صدقة،ثمن هذا الأكل كان يمكن أن يكون نصيب الفقراء لكن أنا أأكل منها فأنا حزين أنني أأكل من أكل أشخاص كان من المفترض أن يأكله فقراء، لهذه الدرجة تفكيرك هكذا، لكن هذا حق طبيعي، أنت يمكن أن تقول أنا أعطي حياتي كلها لله،فما هي المشكلة؟!أي انه ليس هناك مشكلة في الطعام،فغيري يفعلو يفعل، لا بلا لإنسان الذي عقله في الله،ومشغول بكيف يرضي الله، وعقله هذا متحد بالله، لا يتلفظ بأمور العالم، ولا يسمح لنفسه أبدا أنها تتلوث بأمور العالم لدرجة أنه يقول لك كان أحياناً مثلاً يجلس ليعمل في السعف الذي يجدله،ويمكن مثلاً أن يصنع سلة من المفترض أن هذه السلة لها استدارة معينة، لها نهاية معينة، كان من كثرة الصلوات وهو يعمل يجد نفسه جدل مسافة كبيرة جداً جداً من السعف وهو لا يعرف في النهاية ماذا يفعل بها،فكان يعاقب نفسه يفكها ويجدلها مرة ثانية،وبالطبع عندما يفكها ويجدلها مرة أخر ىتصبح أصعب،عقله مشغول،قصته الشهيرة أنه وهو يجد لا لسعف ويظل يصلي يأتي له الرجل العربي الذي يشتري منه السلال، فيطرق الباب،فيفتح له بعد مدة، يقول له ماذا تريد؟!يقول له أريد السلال،يقول له حقا أنت تريد السلال، يدخل، فينساه بالخارج،ويكمل صلاته، الرجل يطرق ثانية؟ يدخل له ثانية،وهكذا لدرجة أنه آخر مرة خرج له ظل يقول السلال للجمال،السلال للجمال،حتي لا ينسى مرة أخرى،فكان ينسى،لهذه الدرجة عقله مشغول بالله ملتصق بالله.ماذا يوجد في عقلنا يا أحبائي تدخل عقلك تجد به ورشة،ورشة وازدحام أفكار كثيرة،هموم كثيرة،مشاغل كثيرة، طموحات كثيرة،فكم مساحة الله في العقد؟!، يأخذ كم من المائة؟، مع إن كل مانفعله هذا لا يستوعب طاقة عقولنا،أي ما نفعله كله يقولون هكذا أن الإنسان يعيش عمره كله لا يستثمر أكثر من 5% من طاقته العقلية، أما ال95% فارغين، تخيل أنت عندما تعطي طاقات عقلك لله ماذا يحدث؟ تقديس كياني،عقل متحد بالله، اجتهد أنك تأخذ سيرة هؤلاء القديسين ليس لمجرد أن تقرأها.اليوم نعيد للقديس يحنس القصير لكن لابد أننا نقترب منه، لابد أننا نرى، قال لك ما هو الإنسان؟كذلك يقول لك طالما أنا اجلس في الأرض أنا معرض لحروب وذئاب وأسود تأتي تفترسني، لكن أنا لكي أحمي نفسي أصعد فوق شجرة،هكذا العقل المرتفع، بمجرد أن يرتفع عقلك تصبح أمور كثيرة كانت تشغلك وتقلقك جداً صغيرة،نتعلم من القديس يحنس نأخذ بركته نتعلم منه طاعته،تدقيقه،اتضاعه، العقل الملتصق بالله.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كلضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل