العظات

المساكين بالروح الجمعة الأولى من شهر مسرى

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهرالدهور كلها آمين انجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا متى الإصحاح(٤،٥)والذي فيه ربنا يسوع المسيح يعطي أسمى تعاليم سمعتها البشرية، وهي الموعظة على الجبل،حيث أخذ الجموع وصعد بهم على الجبل، أعطاهم ناموس العهد الجديد،وهذا يعني أنه لم يأخذ فئة معينة ولكن قالها للجموع وكأنه يريد أن يقول أن الجميع مدعوين للكمال، أخذهم على جبل عال لأن التعاليم سامية، أخذهم على جبل عال لكي يذوقوا معنى الارتفاع، أخذهم على جبل عال في موضع خلاء لكي يتخلصوا من ضوضاء العالم ومشغوليات العالم، أخذهم على جبل عال لكي ما يكونوا مهيئين لسماع الأمور العالية جميل الإنسان يا أحبائي أن يكون له فترات يصعد بها في قمم روحية لكي يسمع ويعمل ويتمتع بالتعاليم،جميل أن يكون لنا جلسات منفردين مع كتابنا المقدس،نشعر فيها أننا من سكان الجبال، نشعر فيها أننا تخلصنا من كل ما هو أرضي، ومن كل ما هو يعيق سماع صوت الله، أخذهم على جبل عال وانتبه إلى أن ناموس العهد القديم أعطي على جبل(جبل موسى في برية سيناء)، ورب المجد يسوع يريد أن يؤسس ناموس العهد الجديد فآخذهم أيضا على جبل، فتح فاه وعلمهم، كان قديمًا الله يتكلم بالرموز، بالأنبياء، بالنبوات،لن يتكلم بطريقة مباشرة، لكن اليوم أصبح هو قائم في وسطهم،فكان يفتح فاه ويعلمهم تعليم مباشر جميل أن يكون لنا تمتع بسماع صوته بطريقة مباشرة، التطويبات يا أحبائي التي أعطاها ربنا يسوع المسيح تسع تطويبات،وكلمة طوبى كلنا نعرف أن معناها يالسعادة، يالبهجة،يالفرح، السعادة الناتجة عن البركة، السعادة الناتجة عن تطبيق الوصية، هذه هي التطويب، التطويب الحقيقي الإنسان الذي يسلك بحسب الوصية، يفتح لنا طريق السعادة وطريق البركة،استطيع أن أقول لك أنه كان هناك مفهوم قديمًا عن البركة أو عن الطوبى غير مفهوم العهد الجديد، كان الإنسان قديمًا لكي يطبق الوصية الله يوعده ويقول له أنا سوف أكثر من نسلك، أنا أجعلك ترث الأرض، أنا أكثر عليك الخير، كانت البركة في العهد القديم مرتبطة بالأرض ثلاث عطايا: ١- النسل . ٢- الأرض . ٣- الخير . هؤلاءهم يعتبروا بركة الإنسان،هذا مفهوم العهد القديم،لكن هذه الأمور لم تعد موجودة في العهد الجديد أنك لكي تشعر ببركة الله يكون لديك نسل، خير، أرض لا ليست هذه هي أبدا، لذلك ربنا في العهد القديم كان عندما يبارك أبونا إبراهيم كان يوعده بالسعة في الأرض والكثرة في الأولاد والوفرة في الخير، حتى عندما جاء يوعد بني إسرائيل بالخروج من أرض مصر كان يريد أن يغريهم قال لهم ستذهبون إلي أرض تفيض لبنا وعسلا،كانت البركات تفهم بطريقة أرضية، أرض تفيض لبنا وعسلا، الأرض، النسل، الخير هذا هو الذي يشعرهم أن إلههم معهم، غير ذلك لا،انتبه أن هذا المفهوم موجود إلى اليوم عند اليهود، إلى اليوم مفهومه عن الأرض مرتبط بالإله،إلى اليوم،إلى اليوم مفهوم الأرض لديه أنها ميراث من الله، لذلك الأرض بالنسبة له تمثل رمز ديني،لذلك تجد الأمور لديه فيها لون من ألوان العصبية، لماذا ؟لأنه يعرف في فكره أن الأرض مرتبطة بالبركة،فإذا خسر الأرض فبذلك خسر البركة، هذا مفهومه لذلك أستطيع أن أقول لك أن مفهوم العهد الجديد عن البركة في المسيح يسوع لم يعد بالنسل، الأرض، الخير ولكن أصبح بالبركات الأبدية، يقول لك "طوبي للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات" ، شخص يسأله ماذا يعني هو ملكوت السموات؟! أعطني نسل، أعطني أرض، أعطني خير، يقول لك لا أبدا فذلك كان قديمًا، لذلك حتى ربنا في العهد القديم كان عندما يعطيهم البركات كان هناك جبل يعطي عليه بركة وجبل يعطي عليه لعنة،عندما كان يعطي البركة يقول لك "يأمر لك الرب بالبركة في خزائنك، وفي كل ما تمتد إليه يدك، ويبارك في الأرض التي يعطيك الرب إلهك"،ماهذا؟!نعم، أهم بركة الذي يدخل المخازن لديك، أهم شيء الأرض هذا مفهوم العهد القديم لكن بركات الروح هذه نحن نأخذها في العهد الجديد لذلك يا أحبائي جميل جداً أنني لا أحيا مع الرب بفكر مادي، جميل أني لا أربط الأمور المادية بالأمور الروحية، أقول إذا الله أعط اني يكون جيداً وإذالم يعطني أغضب، أنا في الصحة أكون جيد والله يكون راضي عني،أما إذا جاءت لي تجربة مرض فبذلك يكون الله غاضب علي أقول لك أبدا بل على العكس،عندما شاهدنا ربنا يسوع المسيح أتى إلينا على الأرض لم يكن له مكان أين يسند رأسه،إذن ليس له ملكية خاصة، لم يكن لديه مال، ولم يكن معه خير بالفكرالأرضي،على العكس هو كان عندما يريد أن يأكل كانت الناس هي التي تستضيفه،عندما أراد أن يشبع الجموع قال لهم ماذا لديكم أنتم؟فهو ليس لديه، فعاش في وسطنا كفقير،لكي يقول لك البركة ليس بالغنى البركة ليست بالممتلكات، البركة ليست بكثرة ما لديك، لكن البركة في المواعيد الإلهية كيف تتحقق في حياتك؟،كيف تشعر أن الله معك؟،ويبارك كل أعمالك ويقدس كل حياتك فتشعر بهذا في عقلك وفي قلبك، تشعر أنك ورثت بركات، وأن الخير يعمل في داخلك لكن خير بمفهوم روحاني، خير بمفهوم سماوي، ليس خير بالمفهوم الأرضي،ابتدأ ربنا يسوع المسيح في التطويبات بطوبي للمساكين بالروح،لماذا هذه الطوبى أول طوبى أعطاها؟ أقول لك لأن أكثر ما أضر بالإنسان هو عندما تخلى عن مسكنة الروح، عندما أحب الكرامة ، أحب الانفصال عن الله، أحب أن يصير مرتفعاً مثل العلي سقط، فالله في أول تطويب يريد أن يقول له أريد أن أرجعك ثانية لأول بركة في الطريق الذي فقدته، المكان الذي ضللت منه أنا أريد أرجعك له،التي هي مسكنةالروح، بمجرد أن النفس تقتني مسكنة الروح تعرف أنها سوف تسلك بقية الطريق بطريقة صحيحة،ما هي مسكنةالروح؟ مسكنةالروح تعني أن الإنسان يشعر أنه أمام الله في حالة انكسار وفي حالة تذلل،الشيطان يا أحبائي يريد أن يضع فينا فكرغرور، فكر كبرياء يقول لك أصير مثل العلي،أستطيع أن أقول لك أن الإنسان عندما يفقد المسكنة بالروح يفقد الصورة الإلهية ومعها يفقد الفردوس، لذلك ربنا يسوع عندما جاء يعيش على الأرض عاش مسكين بالروح، "أخلى ذاته أخذا شكل العبد صائرا في الهيئة كإنسان وأطاع حتى الموت موت الصليب"جاء ليضع ناموس جديد، فكر جديد، لذلك استطيع أن أقول لك المسكنة بالروح أن الإنسان يشعر بانكسار وتذلل وخضوع أمام الله،بمجرد أن تشعر بالانكسار والخضوع أمام الله ترث ملكوت السموات،أستطيع أن أقول لك أن أكثر فئة الله يقاومها هم المستكبرين، وأكثر فئة الله يزكيها هم المتضعين، أكثر مشكلة تفصل الإنسان عن الله هي ذاته،أن الإنسان يشعر في نفسه أنه يستطيع، أن الإنسان يشعر في نفسه أنه يكتفي، بمجرد أن الإنسان يريد أن يأخذ ما يكفيه من نفسه، وقدرته من نفسه فبذلك عزل نفسه عن إلهه، فعزل نفسه عن مصدر القوة والقدرة والبركة، من هنا يسقط، لكن عندما أقول له ارحمني يارب فإني ضعيف، عندما أقول له أذكر يارب داود وكل دعته، عندما يكون لدي دعة أمام الله وقتها تكون نفسي مهيئة للبركات، لذلك يقول لك إلى هذا أنظر، إلى من؟ إلى المسكين المرتعب من كلامي، السيدة العذراء تقول لك "أنه نظر إلى أتضاع أمته"نظر إلى اتضاعها،من أكثر الصفات التي جذبت قلب الله إلى السيدة العذراء اتضاعها،أي أنه من الممكن أن شخص يقول لك أجمل صفة في السيدة العذراء هي طهارتها أقول لك لا فطهارتها جاءت من وداعتها، تواضعها هو سبب طهارتها، نظر إلى اتضاع أمته، صارت مسكن للاهوت لأنها متضعة، إذا كانت السيدة العذراء غير متضعة وسكن في أحشاءها ابن الله الكلمة كانت من الممكن أن تتكبر وتتعالى وكانت يمكن أن تفقد كل شيء لذلك جميل أنني يكون لدي مسكنة الروح، أسأل نفسي هل أنا مسكين بالروح؟،هل أنا أقف أمام الله بقلب منكسر؟،هل أنا أجلس في الكنيسة الآن وداخلي أفكار خاصة بي وداخلي أمور تفصلني عن إلهي؟، وأظل أدبر حياتي بذاتي، أظل أثق في قدراتي، أقولك لك نعم هنا تفقد الطريق مباشرة، لكن أقول لك اتكل عليه، قل له يارب ارحمني فإني ضعيف، قل له يارب دبر حياتي بحسب إرادتك، قل له يارب أنت الذي تتولي كل شيء، لأني مسكين وبائس أنا، بمجرد أنك تقول هذا الكلام ماذا يحدث؟! تنال استعطاف المراحم الإلهية، شخص يظل يترجى، ومن يترجى؟ يترجى عنصر المراحم، يترجى مصدر كل رحمة، عندما يجدك أنت تترجاه فماذا يفعل؟ يتحنن، لذلك كل إنسان متكل علي ذاته أو علي قدراته يفقد البركات،تعالى وشاهد على سبيل المثال هل الله وقف مع يعقوب المسكين أم عيسو المتكبر؟يقف مع يعقوب، هل يقف مع داود أم يقف مع شاول؟ يقف مع داود،يقف مع يوسف أم يقف مع أخوته؟ يقف مع يوسف، الله يريد أن يقول لك أنا سر نجاحك، أنا سر بركتك، لا تنظر إلى نفسك،وإلى امكانياتك،أنظر إلي أنا، هابيل رجل مسكين يقف معه لكن قايين رجل قوي يقول له أنت تتكل على قوتك، هل يقف مع العشار أم يقف مع الفريسي؟، يقف مع الذي قلبه منكسر، لكي تستطيع أن تعبد إلهك لابد أن تعبده بقلب منكسر، لكي تستطيع أن تأخذ بركة منه لابد أن تحدثه باتضاع، بمسكنة، بمذلة، كيف لإنسان أن يقتني مسكنة الروح إن لم يشعر في أعماقه حقيقة أنه مسكين بالروح؟،إذن قم بالنظر إلى نفسك واتكل على نفسك حتى في أمر توبتك أوفي أمر خلاصك هل ستجد نفسك تتوب؟! لا أبدا بل تقوم وتسقط بعدها بلحظات،وأيضاً تعالى اتكل علي نفسك أنك تدبر أمر تجد الأمور كلها تتعثر، قم بتجربة نفسك من مننا لم يجرب نفسه؟،جميعنا جربنا أنفسنا كثيراً جداً، أقول لك لماذا كل هذا؟ الله يريد أن يقول لك تعلم، تخلى عن امكانياتك الخاصة،لا تثق في قدراتك، قل له يارب إني عليك توكلت، قل له يارب أنا كلي لك،أنا ليس لي ولكن المجد كله لك أنت،إذا كان علي أنا لا يوجد لدي غير ضعف، أذا كانت علي امكانياتي فإمكانياتي ضعيفة وحقيرة، شاهد امرأة مثل المرأة الكنعانية استطاعت أنها تغتصب منه الرحمة،لماذا؟ وجدها مسكينة،مسكينة بالروح، جاء يقول لها "ليس حسنا أن يأخذ خبز البنين ويطرح إلى الكلاب" ينظر إلى رد فعلها، قالت له "حسنا قلت والكلاب أيضا تأكل من الفتات الساقط من موائد أربابها"، أنت معك حق، من يقول هذا الكلام إن لم يكن بالفعل يشعر أنه مسكين؟ جميل يا أحبائي أن الإنسان يختبر مسكنة الروح في حياته، جميل ألا يتعامل مع من حوله بتعالي أو غرور أو كبرياء أبدا، من الأمور العجيبة جداً يا أحبائي أن شخص مثل أبونا أبراهيم كان رجل غني جداً جداً وكان لديه من الغنم والبقر ما لا يعد ولا يحصى، ومع كل هذا الغنى كان هناك أمر عجيب جداً يفعله ومعتاد عليه أنه عندما يرى أناس غرباء يسرع إليهم ويسجد لهم، هل رأيت شخص غني يسجد لأحد؟!، أبونا أبراهيم عندما جاءوا إليه الثلاثة الغرباء يقول لك جرى عليهم وسجد، تسجد لمن؟! أنت رجل لديك غنم، لديك حشم، لديك خدام، لماذا تسجد؟، لماذا تذل لأحد؟، يقول لك سجد لهم، ويريد أن يمسك بهم ليدخلوا لديه ليأكلوا، وهما يقولون له لا يوجد داعي، يقول لهم لا، وعندما يتحدث معه يقول له "يا سيد أن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك"،أرجوك ويكلمه يقول له يا سيد، أنت رجل غني، الإنسان عندما يكون غني ومتكل على غناه يهلك، لكن عندما يكون إنسان غني لكن هذا الغنى يستخدمه في خدمة الآخرين يخلص، غناه أعطاه اتضاع، يسجد ويتحدث مع الضيوف ويقول له يا سيد أن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك، عبدك! أنت لديك عبيد يا أبونا إبراهيم كثيرة، يوم أن لوط حدث معه مشكلة في معركة كدر لعومر، اخترت من عبيدك أي أنه ليس كل عبيدك، اخترت منهم ٣١٨ فكم عبد لديك إذن؟! فالذي لديه عدد قليل جداً من العبيد أو الذين يعملوا لديه يشعر أنه رجل ذو مركز كبير، لكن هو لديه ٣١٨ عبد غير الذين لا نعرفهم، ولديه من الممتلكات ما لا يحصى، هذا أبونا ابراهيم، فعندما أراد أن يخطب لابنه اسحاق شاهدوا مقدار الهدايا التي أرسلها لكي يخطب بها، ذهب، غنم، بقر، جمال، ما هذا كله؟ غني، غني ومع هذا الغنى يسجد، عندما ذهب ليشتري المغارة فهم يقولون أن أبونا أبراهيم لم يقتني شيء في حياته إلا مغارة أو مقبرةعندما ذهب ليشتريها سجد للناس الذين يشتري منهم، لدرجة أنهم شعروا بالخجل منه كانوا يقولون له لماذا تفعل هذا؟!،إننا لا نستحق أنك تأتي وتشتري منا شيء، لا هو كذلك، هو رجل لديه مسكنة بالروح، قالوا له كيف تسجد لنا وأنت رئيس من الله علينا؟!، كيف؟ مسكين بالروح، الإنسان المسكين بالروح يا أحبائي سهل عليه أن يحترم أي شخص، نحن أحيانا نتعامل مع الأمور بشيء من المادية في تقييم الأشخاص، فتجد كلما كان الشخص مثلاً لديه مركز أعلي تجدنا نحترمه أكثر، كلما كان الشخص معه نقود أكثر نحترمه أكثر،وكلما كان الإنسان ليس لديه مركز لا نحترمه، وكلما كان ليس معه نقود لا نحترمه، أقول لك الإنسان هو الإنسان، من المفترض أنك تقدم مبادئك أنت، من المفترض أنك تكون مثل أبونا أبراهيم عندما تكون مسكين بالروح تتعامل مع الكل بحب واتضاع واحترام، عندما يكون داخلك مسكنة الروح تعرف تكسب الجميع، طوبى للمساكين بالروح، أبونا إبراهيم بالرغم من غناه فهو رجل مسكين بالروح، أستطيع أن أقول لك عندما يكون الإنسان مسكين تجده مسكين حتى في جسده، تجده حتى في طريقة معاملته مع المال يكون مسكين، حتى في طريقة معاملته مع طعامه، شرابه، ملابسه يكون مسكين لماذا؟ تجده مكتفي، تجده قانع، تجده شاكر، تجده فرح،الإنسان عندما يتكبر يصبح متمرد، لن يرضي بشيء أبدا، لن يرضي بأي مال، ولا أي مظهر، وكلما يكون لديه يكون غير مكتفي، ودائماً يريد أكثر وأكثر، أقول لك نعم لأنه فقد المسكنة بالروح، المسكين أمام نفسه يكون بالفعل هذه المسكنة حقيقية وليست تمثيل،هو مقتنع وليس مفتعل، مقتنع، عندما يأتي داود النبي يتحدث عن نفسه هو مقتنع أنه مسكين، لا يقول ذلك تمثيل، ليس مجرد شخص يقول كلام في مرحلة وينتهي أبدا هو مقتنع أنه مسكين، طوبي للمساكين بالروح، ما هي المكافأة؟ طالما مسكين بالروح فهو عرف الطريق، تكون المكافأة هي أفضل مكافأة هي ميراث ملكوت السماء، لذلك في ملكوت السماء ستجد كل الناس مساكين، كل الذين ورثوا الملكوت أشخاص مساكين بالروح، ليس من الممكن أن تجد إنسان في الملكوت متكبر أو متغطرس أبدا، تجد الناس الذين ورثوا الملكوت شاعرين بعدم استحقاق، شاعرين أن هذا المجد كثير عليهم، شاعرين أنهم من كثرة مراحم الله أنه قبلهم، يقولون أن أحد القديسين الشيطان أراد أن يقع به في خطية الكبرياء فيقول له أنه هناك كثير من الجداء وهناك كثير من الخراف، فالله يعلم خرافه يريد أن يقول له أنا سيء يقول لك فانصرف عنه الشيطان مخزيا،لماذا ؟ لم يجد ثغرة يدخل إليه، الإنسان يا أحبائي لابد أن يشعر في نفسه بعدم الاستحقاق، وعدم الاستحقاق هذا هو الذي يعطيه استحقاق، عندما تدخل للتناول لابد أن تشعر بعدم الاستحقاق، الآباء القديسين يقولون لنا الشعور بالاستحقاق هو الشعور بعدم الاستحقاق، قف أمامه مسكين لأنك تجد الكنيسة تظل تساعدك كيف تكون مسكين، تظل تقول لك ارفع قلبك وقل يارب ارحم، تظل تقول لك ارفع قلبك وقل انعم لنا بمغفرة خطايانا،ارفع قلبك وقل له أنت الذي الكل مذلول وخاضع، ارفع قلبك وقل له أننا يا سيدنا أهلا، ارفع قلبك وقل له أنت جعلتنا أهلا الآن أن نقف في هذا الموضع المقدس، بمعنى أنه من جهة أنفسنا نحن لا نستحق، لكن من جهة محبتك ورحمتك أنت الذي تعطي لنا، طوبي للمساكين بالروح، قيم نفسك هل أنت مسكين بالروح؟، هل وصلت إلى هذه القامة؟،إذن أبدأ واجتهد،تخلص من كل تعالي، تخلص من كل زائدة في نفسك، تخلص من اتكالك على نفسك أوعلى شخصك أو على قدراتك أو على مالك أو حتى على برك، لأن برك لا ينجي، ولكن الذي ينجي مراحم الله. ربنا يعطينا مسكنة الروح كعطية من عنده يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماً أبديا آمين.

ويلات الفريسيين الجمعة الثالثة من شهر أبيب

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . رب المجد يسوع كان يقصد أن تكون خدمته في وسط أنواع كثيرة من الناس لكي يعطينا صورة عن نماذج الإنسان ككل،كيف يتعامل مع التقي؟، كيف يتعامل مع الشرير الذي يريد أن يتوب؟، كيف يتعامل مع الشرير الذي لا يريد أن يتوب؟، لكن من أخطر النوعيات التي أبرزها لنا ربنا يسوع هو الشخص الذي يأخذ شكل التقوى ولا يريد أن يتوب ويصر أنه يأخذ شكل التقوى، وهؤلاء هم جماعة الكتبة والفريسيين، هو يقف في وسطهم لكن يقولون أنهم ينظرون رديئا، ويكلمونه في أمور كثيرة، ويمكرون ليصطادوه بكلمة من فمه،إنهم يقفوا أمام المخلص،يقفوا أمام الحق، أمام ينبوع القداسة،وفي نفس الوقت يظلوا يصطادوه بكلمة، يظلوا يفكروا بمكر، يفكروا بحيلة، كيف يصطادوه بكلمة، لم ينتفعوا منه، يقول ذلك عندما أتى جموع كثيرة حول يسوع قال لهم أنا أريدكم أن تنتبهوا من خطية هؤلاء الناس، احترزوا من خمير الفريسيين الذي هو ريائهم، يريد أن يقول لهم أكثر صورة للإنسان في حياته تعطله عن الحضور مع الله هو الرياء، الذي لايعرف حقيقة نفسه، ويحاول أن يظهر بشكل آخر، لدرجة أنه يصدق هذا الشكل، في حين أنه يفقد تماماً قوته،خمير الفريسيين الذي هو ريائهم، هذا الخمير سريع الانتشار جداً، الخمير في الأساس هو فطر، بمجرد أن تضعه في مكان تجده انتشر بسرعة جداً، كذلك الرياء، مرض يضرب الحياة يجعل الإنسان يعيش بالشكل دون جوهره تماماً، وهذا مرض يمكن أن نعاني منه كثيراً، أن يكون واقع الإنسان وشكله من الخارج مختلف عن حياته الداخلية تماماً، أصعب موقف على الإنسان أن يصدق نفسه أنه يعيش مع الله وهو بعيد تماماً عن الله، أصعب شيء على الإنسان أن يأخذ منظر شجرة مثمرة في حين أنه شجرة بلا ثمر في العهد القديم عندما جاء أبونا اسحاق يبارك أولاده فكان يريد أن يبارك ابنه البكر الذي هو عيسو، وجميعنا نعرف الخدعة التي فعلها أبونا يعقوب فأخذ شكل عيسو وأخذ ملابس عيسو، عيسو كان لديه شعر في جسده فأحضر شعر ماعز ووضعه علي يده وذهب ليقدم لوالده صيده،فسأله والده من أنت؟ فقال له أنا عيسو، قال له لكن هناك أشياء تدل علي أنك لست عيسو، قال له أنا أؤكد لك أني عيسو،فقال له إذن تعالى،فوالده لم يكن يرى جيداً، فقال له تعالى لألمسك، فعندما لمسه وجد أن الملامسة ملامسة عيسو، فقال له الصوت صوت يعقوب!، لست أنت عيسو الصوت صوت يعقوب أنا أعرف صوت يعقوب، الصوت صوت يعقوب واليدين يدان عيسو،تناقض، نجد الآباء القديسين يأخذوا هذا الأمر ويقولون لك أحياناً نحن نظهر بهذا التناقض، الصوت صوت يعقوب بمعنى هذا هو المنظر الخارجي، الكلام الذي نقوله، اليدين يدان عيسو التي هي الأعمال، تجد شخص كلامه جيد لكن أعماله متنافية تماماً مع ما يقوله، الصوت صوت يعقوب لكن اليدان يدان عيسو، كثيراً ما يحمل الإنسان هذا التناقض في داخله، لذلك الإنسان كثيراً يكون له أشكال كثيرة جداً يعيش بها، يكون له شكل يعيش به مع نفسه، وله شكل يعيش به في بيته، وله شكل يعيشه به مع من حوله، هناك أشكال أخرى كثيرة لكن هؤلاء الثلاثة يظهروا كم أن حياة الإنسان بها تناقض. ١ـ حياة الإنسان مع نفسه:يكون الإنسان يعرف ما هي أفكاره، يعرف ما هي نياته، فلا يعرف الإنسان إلا روح الإنسان الساكنة فيه، يكون يعرف، هل هو يحارب الشهوات أم هو ساعي للشهوات، هو نفسه يعرف،هل هو محب للمال أم يستخدم المال، هو يقول، هو يعلم، هل هو يحب الله من كل القلب أم هو خيال في حياته؟، هو يعرف، هل هو متكل على الله بكل قلبه أم هو يسعى في كل أمور حياته بفكره الخاص؟، هو يعرف، فهي حياة الإنسان مع نفسه. ٢ـ حياة الإنسان في بيته :هذه تظهره علي حقيقته جداً، الإنسان الذي صوته هادئ مع الناس لكن صوته عالي في البيت، الإنسان الذي يكون لطيف في كلامه لكن غضوب في البيت، الإنسان الذي يكون رقيق في تصرفاته خارج بيته ولكن عنيف داخل البيت، فهذا يظهر ما حقيقته؟، الإنسان يعيش هذا التناقض، حياة مع نفسه، حياة في بيته، حياة مع الناس، أقول لك انتبه بالطبع هناك حياة في الكنيسة هذه تكون في أجمل صور الإنسان، كيف تكون حياة الإنسان خاليه من الرياء؟، كيف يكون واقع الإنسان من الداخل مثل الخارج؟، معادلة تحتاج إلى نعمة، تحتاج صدق، تحتاج قوة حق إلهي، لكي يتوحد الإنسان في خوف الله، هناك شخص في العهد القديم جموع كثيرة تقرأ كلامه وتقول لك هذا الرجل قديس وفي نفس الوقت الكنيسة كثيراً ما تضعه في صف الناس الخطاة والمدانين، لكن كلامه حلو جدا، شخص اسمه بلعام بن بعور، فهو يقول لك "وحي الرجل المفتوح العينين، أراه ليس الآن"، يقول لك "لتمت نفسي موت الأبرار،لتكن آخرتي كآخرتهم"، كلام جميل جداً، ليس من الممكن أن يخرج من رجل خاطئ، لكن تأتي لتنظر لبلعام في حقيقة الأمر هذا الكلام الذي يقوله خالي تماماً من معناه، هذا الكلام يقوله للاستهلاك،يأتي بالاق يقول له ألعن الشعب فهو كان رجل نبي، يقول له ألعن الشعب ويعطي له نقود ويأخذ النقود،والنقود تكون في يده وأمام الجميع يقول "إذا أعطاني بالاق ملء بيته فضة وذهب كيف ألعن الرب؟"، كلام جميل، لكن تجد الأفعال أفعال أخرى تماماً، لدرجة أنه في النهاية أشار على بالاق الملك وقال له لكي تلعن هذا الشعب ليس بالكلام فلكي تلعن هذا الشعب والرب يغضب عليه لابد أن يقع الشعب في خطية، قال له ما رأيك؟ قال له نسقطه في خطية،قال له الملك فماذا نفعل؟! قال له نلقي لهم معثرة، أي نضع لهم نساء خليعات، فعندما ينتشروا في وسطهم ينتشر الزنا فيأتي غضب الله على الشعب دون أن نكون نحن الذين قمنا بلعنه، قال له هذه فكرة جيدة قال له حسنا ذلك، هل يعقل أنت يا بلعام صاحب هذه الفكرة الشيطانية! وأنت الذي تقولها للملك لكي تجلب غضب الله على الشعب وفي نفس الوقت أنت صاحب كلام لو أعطاني بالاق ملء بيته فضة وذهب كيف ألعن شعب الله، هل يعقل كلامك يكون لتمت نفسي موت الأبرار ولتكن آخرتي كآخرتهم، وتقول على نفسك رجل مفتوح العينين، أحياناً الإنسان يعيش هذا التناقض وأصعب ما في الأمر أنه يصدق نفسه أنه يعيش في فئة الأبرار، ويل لكم أيها الكتبة والفريسيين المراؤون "رياء" جميل الإنسان الذي يعرف نفسه، جميل الإنسان الذي يعرف يصنف نفسه بطريقة صحيحة، لذلك يقول لك أن أهم شيء أنك تعرف خطاياك، أهم شيء أنك تعرف ضعفك، أهم شيء أنك تعرف نقائصك، والذي يعرف مرضه قريب من الشفاء، الذي يعرف خطاياه قريب من البرء، الذي يعرف خزيه يعرف كيف يطلب النعمة، لكن لكي يكون هو لا يعرف خزيه ولا يعرف ضعفه ويظهر عكس ذلك تماما ويظل يستهلك كل قواه الروحية في مجرد قشور خارجية فتأخذ العافية الروحية لديه فتخرج في شكل أوراق من الخارج بدون ثمر، لذلك تجد ربنا يسوع المسيح أمام الناس كلها يقول لهم احترزوا من خمير الفريسيين الذي هو ريائهم، احترزوا،رغم أن ربنا يسوع المسيح مصدر كل بركة وجدناه يلعن هؤلاء الناس، ووجدنا أنه يقول الويل لكم، الذي جاء لكي يعطي التطويب للإنسان التقي جاء في نفس الوقت يعطي الويل للإنسان المرائي، كثيراً الإنسان حياته يكون فيها هذا التناقض، يقولون عن موقف كان فيه شاول الملك دخل حرب مع عماليق ثم أوصاه صموئيل النبي قائلاً أن الله يقول أن أي غنائم تأخذها من هذه الحرب تحرمها للرب، أي تجعلها للرب، أي تتقدم في هيكله، تتقدم في صورة ذبائح،الله يقول لك كيف تتصرف بها لكن أي شيء تأخذه من هذه الحرب تحرمه،فوافق، ثم جاء شاول ودخل الحرب وانتصر، فوجد هناك غنم وبقر كثير فبدأت نفسه تميل أنه يأخذ هذا الغنم والبقر، قال ثم ماذا بعد إذا جاء صموئيل ماذا أفعل؟، قال إذن أنا سوف اختار منها الجيد والضعيف اجعله للرب،فذهب صموئيل وهو قادم من بعيد وشاول يظل يرحب به ويقول له تعالى يا مبارك الرب كلام جميل، فقام صموئيل بسؤاله سؤال مباشر هل حرمت الغنم والبقر؟ قال له نعم، فسأله هل أقمت كلمة الله؟ قال له نعم، نعم بالفعل لم آتي تجاههم، قال له بمعنى أنهم الآن في الهيكل؟ قال له نعم، وكان هذا الكلام داخل بيت شاول، فقال له صموئيل إذن ما صوت البقر والغنم هذا الذي أنا أسمعه؟لم يستطيع أن يجيب، فبدأ يخزى أحياناً نحن كذلك، نظهر بشكل معين، ونقول كلام معين، لكن هناك أشياء في تصرفاتنا عكس الكلام الذي نقوله، قال له ما هذا صوت الغنم والبقر الذي في آذاني، الإنسان يا أحبائي لابد أن يوحد قلبه في خوف الله، ولابد أن يعرف نفسه، وأن يعرف ضعفه، لابد أني أعرف أنني مقصر، وأعترف بتقصيري هذا ، أكثر كلمة نقولها ونحن نقف أمام الله كلمة ارحمني، كلمة أنا خاطئ، كلمة كرحمتك ولا كخطاياي، كلام نعلن به عن رغبتنا في أننا نحتاج نعمة وقوة من أجل التوبة والرحمة، لا نقف أمامه بتعالي أو بتفاخر أبدا، فشرط الاستفادة من العبادة أنني أقر بضعفي وأقر بخطاياي، من هنا أستطيع أن أقول لك يمكنك أن تستفيد، يمكنك أن تفرح ، يمكن أن تتعزي،تستطيع أن تتعلم، لكن إذا بدأت تأخذ شكل غير واقعك ستجد نفسك فقدت بركتك، وتجد نفسك تظل تزداد في الرياء، لأنها تكون لون من ألوان الكذبة التي يصدقها الإنسان ويظل يعيش فيها وتأخذ منه عمر طويل لكي يتخلص منها، لذلك الأمر يحتاج صدق، يحتاج نعمة،يحتاج أن الإنسان يقف مع نفسه كثير، جميل أن الإنسان يراجع نفسه، جميل أني أطابق أعمالي مع أقوالي،جميل أني أطابق شكلي مع نفسي، شكلي مع بيتي، شكلي مع الناس، جميل أني أقف أمام الله وأعلن كل ضعفاتي أمام الله لكي أسلك باستقامة قلب، واستقامة قصد،احترزوا من خمير الفريسيين الذي هو ريائهم، احترز من أن يكون أنت واقعك مختلف عن داخل قلبك،وعن اشتياقاتك الحقيقية، وهذا التناقض الله فاحص القلوب يكشفه جداً، وكلما يعيش الإنسان في هذا التناقض كلما تثبت هذه الصورة داخله كلما يصعب جداً الإصلاح، الخاطئ يا أحبائي يقول أنا خاطئ فكل نعمة الله له، أما الإنسان الذي يكسر كل الوصايا،آخذ في نفسه صورة البر هذا يبعد نفسه عن مراحم الله بيده،يأخذ على نفسه حكم لعنة بإراداته، لذلك يا أحبائي جميل جداً أن الإنسان يحاول أن ينظر كم من الرياء الذي يعيش فيه؟، لدرجة أن علماء الفلاسفة يقولون أننا نعيش في أرض أسمها أرض النفاق، أرض الرياء، أقول لك لا المسيحي لا يعرف هذا الكلام، المسيحي كان حتى لا ينافق الملك، ولا يرائي حتى الرئيس، يوحنا المعمدان عندما علم أن هناك خطأ عن هيرودس ذهب ووبخ هيرودس وقال له لا يحل لك أن تأخذ هيروديا زوجة أخيك امرأة لك، لا يوجد رياء بل يوجد حق، لديه حق داخله، قوة الحق التي داخله معلنة، يقول لك عن يوحنا المعمدان حيث أن القديس يوحنا ذهبي الفم كان يحب أن يتحدث كثيراً عن يوحنا المعمدان لأنه كان هناك اتفاق في الشخصية، فيوحنا ذهبي الفم كان رجل حق، رجل مال، فتجده معجب جداً بيوحنا المعمدان فكان يكتب عنه كثيراً ، فكان يقول لك أن يوحنا المعمدان فضل أن يكون بلا رأس على أن يكون بلا ضمير، أريد أن أقول لك أن قوة الحق التي داخل الإنسان تجعل صورته موحدة بينه وبين نفسه، بينه وبين الله، بينه وبين الناس،بمجرد أن الإنسان حياته تتوتر بينه وبين الله سوف تتوتر علاقته مع نفسه، علاقته مع الناس، الإصلاح يأتي من أن حياتي أمام الله تكون حياة مستقيمة، فأجد هناك استقامة داخل نفسي،أجد هناك استقامة أمام الناس لذلك يا أحبائي ربنا يسوع كان يرى رياء الفريسيين فكان يقاومه، لم يكن يصمت عنه،ربما كان ربنا يسوع المسيح يواجه أمور كثيرة جداً بلطف شديد،أنظر كم مقدار اللطف الذي تعامل به مع السامرية، أنظر كيف تعامل مع المرأة التي أمسكت في ذات الفعل بمنتهى الرقة واللطف، أما الكتبة والفريسيين فكان يوبخ وكان يحذر من ريائهم ربنا يعطينا يا أحبائي أن يكون لنا قلب واحد،أن يكون لنا فكر واحد، أن يكون لنا شكل واحد، أن نقر بضعفنا، أن نقر بخطايانا،وأن نجتهد أن لا نظهر أبدا بغير واقعنا، بل في كل اتضاع وكل انكسار أمام الله نقر بضعفاتنا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماً أبديا آمين .

مفهوم العظمة الجمعة الأولى من شهر أبيب

إنجيل معلمنا مرقس أصحاح 9 : 33 – 34 ربنا يسوع تقابل مع تلاميذه وقال لهم { بماذا كنتم تتكالمون فيما بينكم في الطريق .. فسكتوا لأنهم تحاجوا في الطريق بعضهم مع بعضٍ في من هو أعظم } .. كلٍ منهم أراد أن يُثبِت أنه الأعظم بينهم بدليل سواء الأكبر سناً أو أول من دعاه يسوع أو يسند له مهام أكثر أو المحبوب عنهم وهكذا هذا هو صراع هذه الحياة .. نرى من يعيش لمجرد أنه أراد أن يُثبت أنه الأعظم .. عندما نرى واحد مثل يوحنا المعمدان رجل براري يأكل جراد وعسل نحل ويلبِس جِلد ماعز فهو ليس بعظيم أبداً .. وإن قيسَ ربنا يسوع نفسه على مقياس العظمة الأرضية نجده غير عظيم لأنه ليس له أين يسند رأسه وليس له مال أو مركز في المجتمع .. فإن مقاييس العظمة التي نقيس عليها العظمة غير مُنطبِقة عليه بالتأكيد هذا الكلام عمل نوع من أنواع الإنقسام بينهم .. فرد الرب يسوع عليهم وقال { إذا أراد أحد أن يكون أولاً فيكون آخر الكل وخادماً للكل } ( مر 9 : 35 ) نرى الكتاب المقدس يذكر لنا هذا الموضوع عدة مرات .. سمح الله لهم أن يدخلوا في امتحان صعب بعد هذه المناقشة ويسقطوا فيه .. بعد واقعة النقاش هذه في من يكون الأعظم دخلوا الإمتحان الثاني وهو أنهم رأوا شخص عليه روح شريرة ولم يستطيع أحدهم إخراجه .. من يبحث عن الأعظم لا يستطيع أن يتحدى مملكة العدو وجاء الرب يسوع وقال لهم { هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة والصوم }( مت 17 : 21 ) المرة الثانية قبل دخول الرب يسوع بستان جثسيماني سألوا أنفسهم هذا السؤال فيما هو الأعظم بينهم .. سقطوا في الإختبار الثاني .. عندما دخل ليُصلي وأمرهم بالسهر سقطوا في وصية السهر وناموا .. فم يسقط في تجربة العظمة لا يستطيع أن يجاهد جهاد روحي مرضي أمام الله .. { إذا أراد أحد أن يكون أولاً فيكون آخر الكل وخادماً للكل } .. هنا تبدأ العظمة وهنا نستطيع أن نغلب مملكة العدو ويسهر ويواظب على الصلاة نحتفل بالقديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين .. وهو صبي صغير كان يعطي طعامه للرعاة ويصوم هو للمساء .. وبعد الإنتهاء من عمله في رعاية الغنم وهو فتى صغير يدخل في مكان مُظلم للصلاة حتى الليل ثم يذهب إلى والده .. في يوم ذهب والده لصاحب العمل يعاتبه على أنه بيأخر إبنه حتى الليل وهو فتى صغير السن .. فقال صاحب العمل لوالده أنه يصرِفه في العصر ويجعله يمضي مُبكراً .. فراقبه أبوه ليعرف إلى أين يذهب الفتى بعد العمل فوجدهُ يدخل إلى مكانٍ ما ليصلي حتى يأتي الليل فم يجد لذته مع الله لا يبحث فيما هو أعظم .. من يعرف أن عظمته في المسيح لا يبحث عن عظمته بين الناس .. العظمة مع المسيح هي التي تعطي له كرامة وسط الناس .. محبة الجميع تجعل الجميع يُعطوا له كرامة إستخدم ربنا يسوع المسيح مناهج تربوية في التعليم .. { فأخذ ولداً وأقامهُ في وسطهم ثم احتضنهُ وقال لهم من قبل واحداً من أولادٍ مثل هذا باسمي يقبلني ومن قبلني فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني }( مر 9 : 36 – 37 ) .. هنا يقول له يوحنا { رأينا واحداً يُخرِج شياطين باسمك وهو ليس يتبعنا فمنعناه لأنه ليس يتبعنا } ( مر 9 : 38 ) .. فإن الذات داخلهم جعلتهم عندما يروا أي شخص يفعل شئ ولم يكن معهم يكون خاطئ .. هذا لأن الهدف ضاع في وسطهم ونظروا إلى أنفسهم ليس على أنهم جماعة مقدسة ولكنها جماعة قوة المفهوم في الحياة المسيحية والروحية إننا واحد في المسيح يسوع وكلٍ منا يُكمِّل الآخر .. فعندما ترى أحد لديهِ موهبة عليكَ أن تفرح .. داء الإنسان في الكرامة .. داء الإنسان في الذات والصراع على العظمة ويرغب أن يكون أولاً .. وهنا يقلِب لنا الرب يسوع القاعدة { إذا أراد أحد أن يكون أولاً فيكون آخر الكل وخادماً للكل } .. ولأن هذا صعب جداً تحقيقه فعليكَ أن تُجاهد حتى تكون هكذا .. كرامة الإنسان في المسيح يسوع .. في البذل والعطاء وليس في الأخذ .. كرامته في الإتضاع وليس في الإرتفاع .. كرامته في خدمته للآخرين وليس في التعاظُّم على الآخرين مقاييس العظمة عند ربنا يسوع المسيح مقاييس مختلفة تماماً عن مقاييس الأرض .. لذلك هناك أُناس في الملكوت ليس لهم كرامة على الأرض .. على رأي الست العذراء في التسبحة الخاصة بها عندما قالت { أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المُتضعين } ( لو 1 : 52 ) .. سنرى مفاجأت في السماء .. أُناس لم يُعطوا أي كرامة على الأرض ولكنهم سبقونا في السماء ولكنهم استوفوا أجرهم على الأرض العظمة في المسيح يسوع .. يحيرنا هذا السؤال كثيراً وصراع العظمة يأخذنا في الحياة .. تملِّي هناك أُناس تريد أن تكون الأعظم والأكبر وموضع احترام وتقدير كل الناس .. كن هكذا من خلال إرضائك لله .. إذا اقتنيت المسيح اقتنيت كل شئ .. من أخذ المسيح أخذ الجوهرة الغالية الكثيرة الثمن رأينا ناس تخلوا عن تيجان المُلك وثياب المُلك والقصور والكرامة وسكنوا البراري والشقوق يعيشون في خفاء .. مثل الملكة أناسيمون التي تخلت عن المُلك وأرادت أن تعيش مجهولة .. إنها تفهم مفهوم العظمة وأن العظمة في المسيح يسوع .. عظمته في الأبدية وليست على الأرض الإنسان المُزكَّى بحسب تعبير معلمنا بولس الرسول { الذي مدحه ليس من الناس بل من الله }( رو 2 : 29 ) .. مفهوم العظمة هو أن يوجد خفاء بينه وبين الله ويكون لديهِ رصيد في الملكوت ويكون مكانة الإنسان عند ربنا في موضِع راحة ومتقدم بسبب تقواه وبره التلاميذ أنفسهم سقطوا في هذا الإختبار ولكنهم عندما رأوا ربنا يسوع المسيح في الصليب وعندما تلامسوا مع قيامته وحل عليهم الروح القدس رأينا أن المفهوم تغيَّر تماماً .. كل واحد يُقدم الآخر وكيف كلٍ منهم يُقبِل على الإختفاء .. وجدنا واحد مثل معلمنا بطرس الرسول عندما يختار موته يقول إنه لا يرغب أن يموت كما مات المسيح وطلب أن يُصلب مقلوب ومُنكس الرأس حتى لا يكون مثل سيده مفهوم الصليب في حياتهم قَلَب القواعد .. مفهوم العظمة على الصليب مفهوم مختلف .. الإنسان الذي يبذل نفسه عن الآخرين وموضع احتقار من كل الناس ومن وُضِع عليه ظُلم البشرية هذا هو الأعظم .. وهو الذي قال { وأنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إليَّ الجميع } ( يو 12 : 32 ) .. لهذا يُقال عن ربنا يسوع المسيح أنه مَلَكَ على خشبة .. فلا يوجد ملك يملُك خشبة .. فالملك يجلس على العرش ويلبِس ثياب ناعمة .. كل هذا من أجلنا حتى يُغيِّر مفهوم العظمة كن آخر الكل .. لكي تكون عظيم لا تفكر فيما هو لنفسك .. هذا هو ما يريد الإنسان أن يقتنيه بكل أمانة وكل إتقان .. جرب كيف تبحث عن الخفاء والعطاء وكيف تُقدم غيرك عن نفسك وكيف تكون عظيماً لدى الله .. إستمد العظمة من مصدر العظمة .. لا تأخذ العظمة من ذاتك حتى لا تظهر حقيقتك الضعيفة .. فلا يوجد شئ يستحق العظمة من عظَمَتُه من المسيح يشعر أنه أقل الناس .. والناس تشعر أنه أعلى الناس .. ربنا يسوع المسيح أوقف طفل في وسطهم حتى لا يتوارث هذا التفكير في كنيسته وخاصته .. لابد أن يزول هذا الفكر من داخلك .. ربنا يسوع المسيح جاء لكي يخدم ويضع نفسه تحت أرجلنا .. عاش بلا كرامة لكي يعطينا الكرامة .. رغم إنه غني إفتقر لكي يُغنينا بفقره .. أي عظمة خارجة عن المسيح هي عظمة زائفة .. المال .. الشهرة .. المنصِب .. المقتنيات القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين رغم صِغَر سنه إلا إنه إكتشف الطريق وهو في أبسط نماذج العطاء .. أعطى طعامه للرعاة .. المُحب للصلاة ربنا أعطاه أسرار في اللاهوت لم يعطيها الله لحكماء .. الله استخدمه منارة .. إنه كان مصدر التعليم ضد بدعة نسطور الذي أراد أن يفرق بين اللاهوت والناسوت وأنهم طبيعتين ومشيئتين .. من أين أتى هذا القديس بهذا الكلام ؟ من الصلاة والنسك ومن الوحدة والتخلي .. هنا ترى مفهوم العظمة ويكشف لك الله أسرار وتشعر بالغِنى ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

لا تخف أيها القطيع الصغير الجمعة الثالثة من شهر بؤونة

إنجيل معلمنا لوقا الإصحاح " 12 " يقول { لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سُرَّ أن يعطيكم الملكوت } ( لو 12 : 32 ) .. إن بداية هذا الإصحاح تتحدث عن آداب الطريق .. عن الذين يقتلون الجسد .. وأن لا تهتموا بما تأكلون أو بما تلبسون .. كان يحدثهم عن صعوبة الطريق الضيق وبعدها بدأ في حديثه معهم وطلب منهم أن لا يخافوا .. { لا تخف أيها القطيع الصغير } في بداية الطريق نكون كثيرين ولكن في نهايته نُصبح غير ذلك .. وكما نقرأ في سفر العدد أن أعداد الأسباط في البرية كان كثيراً .. فإن متوسط السبط حوالي 50.000 شخص .. وإذا تتبعنا الذين دخلوا إلى أرض كنعان من كل سبط نراهم أقل بكثير .. أيضاً في السبي بعد رجوعهم .. كثير منهم رفضوا الرجوع وأصبح السبط أقل كثيراً جداً .. هذا لأن في الطريق حدث غربلة .. بعدما كانوا قطيع كبير أصبحوا قطيع صغير لهذا وعدهم بالهدية الكبيرة { يعطيكم الملكوت } .. أي إن سرتم في الطريق الضيق فهناك في نهايته مسرة في إنتظاركم .. القديس أبو مقار يقول لأولاده { إثبتوا في الطريق الضيق .. ها أن الطريق ضيق وكرب .. ولكن المدينة تنتظركم مليئة أفراح وسرور } يريد أن يطمئنهم في الطريق .. فمهما قلَّت في الطريق فهو يريد أن يسلمها في يد الآب سالمة .. أي أنتم الآن غير معرضين للتوهان والضياع أو ذئب يبتلعكم .. عندما يوجد ألم .. أو وجع .. أو خطية محيطة بنا بسهولة فسُر لأن أباكم سُر أن يعطيكم الملكوت .. لذلك يقول لهم { بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة .. اعملوا لكم أكياساً لا تفنى وكنزاً لا ينفذ في السموات } .. فإنك إقتربت في الطريق إلى الملكوت والذي معك لا يفيدك بشئ فإنك سوف تترك هذا العالم فما فيه لا يفيدك .. لهذا بيع أمتعتك .. فمن يسير في الطريق الروحي يتعرض لعملية تعزيل طول عمره فيحتقر ممتلكات الأرض وقلبه يرتفع في السماء الأموال تجعلنا نعيش في قلق .. تفسد حياتنا .. علينا أن نبيع كل هذا بسهولة .. بيع أمتعتك واعطي صدقة .. إعملوا لكم أكياساً لا تفنى .. فكيس المال ينبغي أن تحوله إلى صدقة لكي يكون كنزك في السماء .. إصنع رحمة تتحول إلى كنزك الذي في السماء .. بدِّل كيس النقود بكيس النعمة والمجد الذي لا يفنى .. يقول لهم في العالم أنت مُعرض للسرقة والفساد .. لذلك قال يسوع لتلاميذه { حين أرسلتكم بلا كيسٍ ولا مزودٍ ولا أحذية هل أعوزكم شيء } ( لو 22 : 35 ) .. سؤال واضح حتى يقول لهم لماذا القلق إذن ؟عندما تقرأ عن شعب إسرائيل تعرف أن الله أعانهم 40 سنة .. خرجوا من بيوتهم ليس معهم وجبة طعام ليوم واحد .. خرجوا ولم يختمر عجينهم بعد .. لهذا جعلهم الله يحتفلوا طول العمر بعيد يُسمى * عيد الفطير * .. لكي يُذكرهم بعجين آبائهم عندما خرجوا في عُجالة وليس معهم طعام وأنا أعلتهم 40 سنة .. لذلك يقول لهم لا تخافوا .. عندما خرجوا لم يكن معهم سوى ملابسهم المرتدية وأحذية في أرجلهم وليس معهم بديل .. لذلك طوال أربعين سنة لا تفنى الأحذية والملابس والطعام والشراب كان يرسله لهم يومياً من السماء لذلك عليك الإعتماد والإتكال الكامل على ربنا .. ممكن أن تقف أمام الوصية وقامتك لا تساعدك على تنفيذها .. ولكن على الأقل لا تتكل على المال .. واعرف أن سر سلامك ليس في المال ولا يقينك في المال .. إعرف أن المال زائل .. عندما لا تعرف أن تنفذ الوصية أطلب نعمة فهي قادرة أن تُحكمني للخلاص .. الوصية فيها سر تنفيذها أحد القديسين يقول { أن طاعة المسيح في وصاياه تُلزم السماء بأن تُقدم معونة }الأنبا أنطونيوس عندما أطاع الإنجيل ألزم السماء بأن تعوله وتُعينه .. لهذا يقول { حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم أيضاً } ( لو 12 : 34 ) .. من ينفذ الوصية قلبه في الوصية .. حِفظ الوصية في القلب تجعل الفكر ينتقل شيئاً فشيئاً إلى الوصية .. الإنسان حُبه للوصية زاد .. إستيعابه لها أيضاً زاد والخوف والقلق من الأمور الأرضية قل معلمنا داود كان يقول { محبوب هو اسمك يارب فهو طول النهار تلاوتي } ( مز 118 ، قطعة 13 ) .. الإنسان الذي كنزه في الوصية قلبه في الوصية .. فحاول أن تقوم بعملية التعزيل هذه .. إجعل كنزك في وصية .. رددها كثيراً .. إجتهد في كيف تنفذها .. إسعى فيها ثم أطلب وبذلك تكون موضع صلاتك واشتياقك وبعدها تجتهد أكثر { لتكن أحقاءكم ممنطقة وسرجكم موقدة } ( لو 12 : 35 ) .. أي الآن تجاهدوا ولكن في النهاية مكافأة الإنسان الذي اجتهد .. إنشغل بالوصية وبالله .. إملأ وقتك بنعمة الإستعداد .. عليك أن تعرف أن المجئ قريب لذلك عليك بمزيد من الإجتهاد والسهر والعمل .. إستعداد النفس للقاء العريس * الأحقاء * أي المنطقة أعلى الفخذ وكان الجلباب الذي يُلبس قديماً كان يعوق عن العمل لهذا كان يربط الوسط كي يزداد عزمه في العمل وقامته مشدودة ومستعد للعمل .. أما عن السُرج الموقدة فهي النفس السهرانة .. أي إجعل روحك موقدة بصلاة .. بتلاوة تسبيح .. إجعل فكرك يتحد بالمسيح لفترة طويلة فيحدث إستنارة للعقل إجعل الجسد يخدم الروح .. بالطهارة والجهاد .. بلا دنس .. بالبصيرة الداخلية ونور المعرفة .. فعندما يأتي العريس يفتحون له في الحال لأن هناك سهر وليس نوم وغفلة .. { فطوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين .. الحق أقول لكم إنه يتمنطق ويُتكئهم ويتقدم ويخدمهم } ( لو 12 : 37 ) .. في البداية أنت تحاول أن تثبت إستحقاقك لأنك عبد .. وبعدها إنتقلت إلى درجة البنين تُصبح شريك في الحب والمجد .. الآن هو يخدمنا وهذا ما يحدث في كنيسته الآن عندما يُطعمنا جسده ودمه .. مكافأة عبيد سهرانين .. لذلك القداس بعد التسبحة يأتي ويمسح كل دمعة من عيوننا الحياة الروحية لا ترتبط بالزمن إطلاقاً .. لكن بالإنسان الساهر بالفرح واليقظة .. فعدو الخير يشغلنا بتحديدات للأزمنة .. فإن ملكوت الله لا يأتي بمراقبة .. فنحن القطيع الصغير الذي أحب أن يعيش معاه مهما انشغلنا وكانت الهموم والصعوبات كثيرة والأوجاع مضادة .. ومهما كان فيه عوائق .. هذا يجعلنا نتمسك أكثر لأن هناك مسرة تنتظرنا .. لا تقلد الأغلبية فكونوا أنتم مستعدين لأنه في ساعة لا تظنون يأتي إبن الإنسان .. الأغلبية تعيش في منهج ثاني .. أنت قطيع صغير ضع في قلبك أن لا تحيا بمنهجهم .. معلمنا بولس يقول { لا تُشاكلوا هذا الدهر } ( رو 12 : 2 ) .. عِيش بمنهج الإنجيل لكي تستحق كلمة * طوبى لأولئك العبيد * ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

طريق النجاة من الويلات الجمعة الأولى من شهر بؤونة

يُحدثنا إنجيل معلمنا متى الإصحاح " 23 " عن الويلات .. ودائماً عودتنا الكنيسة أن تتلو علينا هذا الجزء في تذكار الأنبياء .. فإنهم صوت الله الذي يُنذر الشعب رغم وجود الكثير والكثير منهم لم يتجاوب مع هذا الصوت .. من هنا يُذكرنا الله بالويلات لمن لا يسمع ويتجاوب .. بشارة معلمنا متى حملت التطويبات في بدايتها والويلات في نهايتها .. فكل من لا يسمع للتطويب إستحق الويلات لم نتعود في حياتنا على كلمة * الويل * من الله .. فإنه مصدر البركة ومعروف عنه اللطف والوداعة .. ولكنه كررها تسع مرات لينذر كل من حاول كسر الناموس بتعدي .. رغم حزنه عليهم وكما بكى على أورشليم وقال { لأنكِ لم تعرفي زمان افتقادِك } ( لو 19 : 44 ) .. أعطاهم الويل وهو يبكي عليهم لأنهم لايقوموا بكسر الناموس فقط بل أضلوا الشعب أيضاً يوجد فئات كثيرة من الكتبة والفريسيين .. الفريسي هو الشخص المدقق جداً في أعمال الناموس .. أما الناموسي هو الذي يحفظ أسفار التوراة .. أي أسفار موسى الخمسة عن طريق حفظ كل حرف وأعداد الحروف وهكذا .. أما الكتبة هم علماء – أي حافظ للناموس وفاهم – أي يحفظ وقادر أيضاً على الشرح ويعلم الفكر اللاهوتي .. أما الغيورين فهم فئة ثورجية ضد من يخدش تعاليمهم ومنهم سمعان الغيور .. هناك أيضاً الأسيديون أي متصوفين يميلوا إلى المذاهب النسكية والهدوء .. أيضاً هناك الهرادسة أي حزب يتبع هيرودس الملك لأنه كان صاحب سلطان وحاشية وظلوا يتبعونه حتى بعد مماته كل مجموعة من هؤلاء ترى أنها هي التي تُرضي الله وتُحقر من شأن الآخر .. وهذا في حد ذاته كسر للناموس .. ولا أحد منهم قدم للناس تعاليم الله الصحيحة لهذا أعطاهم الويل كثير من الكهنة يقومون بعمل مقارنة بين التطويبات والويلات .. على سبيل المثال أول التطويبات طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات ( مت 5 : 3 ) .. فهم أول من كسر فكر المسكنة بالروح .. فإنهم كانوا يضعون جلاجل في ثيابهم حتى عندما يمر من أمام الناس في الميادين والأسواق يعرفون عنه أنه ناموسي مدقق .. أو فريسي حافظ للناموس وبهذا يستحق التبجيل والجميع يقول له يا سيدي يا سيدي ( مت 23 : 7 ) .. ولهذا عندما بدأ الرب يسوع الويلات قال لهم { لأنكم تُغلقون ملكوت السموات قدام الناس فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون } ( مت 23 : 13) فمن تحب التفاخر والتظاهر لا تدخل الملكوت ومنعت الداخلين .. أضلوا الناس بتعاليم كاذبة ومزيفة .. لهذا أعطاهم الله مصدر كل بركة الويلات قديماً في العهد القديم كان يوجد جبل للبركة وجبل للعنة .. تخرج من الأول الوصية وتخرج من الثاني اللعنة للذي لم ينفذ الوصية .. وكما قال في سفر أرميا { هأنذا أجعل أمامكم طريق الحياة وطريق الموت }( أر 21 : 8 ) .. كل نفس تتبع التطويب وتشتاق إليه وتعيش روح الوداعة وتقبل أن تعيش متألمة على الأرض .. وجائعة من أجل البر .. والحزن الذي يتحول لفرح تستحق التطويبات مشكلة الكتبة والفريسيين إنهم يقولون وصايا ولا يستطيعون تنفيذها .. يعطوا تعاليم قاسية جداً وهم في تسيب ظاهر جداً .. إن كل من يزداد صرامة مع نفسه يزداد حنو على الآخرين .. إذا رأيت شخص رحيم مع من حوله تعرفه بإنه داخله تقوى .. والعكس من يزداد قسوة على الآخرين تعرف أن داخله لا توجد محبة لله .. فإن جوهر الحياة المسيحية أن يعيش الإنسان في روح الوصية .. عكس الكتبة والفريسيين الذين أحبوا مناصبهم أكثر من الشريعة .. أحبوا أنفسهم أكثر من الله .. العالم أكثر من الأبدية .. كل ما بغض الإنسان نفسه واشتاق للأبدية وارتفع عن مباهج العالم عرف كيف يصل إلى الأبدية طافوا البر والبحر من أجل إحضار فرد لليهودية .. مثل شاول الطرسوسي قبل أن يعرف المسيح كان يرى أن كل إنسان غير متشدد هو إنسان كافر ويستحق الموت لأنه لا يعرف الناموس .. كان من الأفضل أن يترك هذا الفرد أُممي عن كونه يهودي فدخوله للإيمان سيُصبح أسهل إن كان أممياً .. لأن اليهودي يرى إنه يعرف الله فلا يقبل أن يُحدثه أحد عن هذا .. لهذا فإن مقاومتهم للحق الإلهي عالية جداً أنت أيضاً إجعل غيرتك في الحب الإلهي .. غيرة عدل فلا تفرح إذا دخل فرد واحد إلى الإيمان المسيحي لأنك إزددت بفرد ولكن إفرح لأن هناك فرد عرف المسيح والحب الإلهي .. علينا أن نلتفت للطوبى حتى لا نستحق اللعنة .. كن مع الوصية بجوهرها وليس شكلها .. حِب الصوم لأنه يضبط نفسك وإنه نمو للروح .. لا الصوم الشكلي – طعام .. شراب .. شكل – ربما إذا سألت دوافعك عن سبب صيامك فلا تعرف لماذا .. فأنت تصوم لكي تنمو روحك الأنبياء أنذرونا وعلمونا ولكن ما هي إستجابتك لكلامهم ؟ صموئيل النبي رُفض في النهاية وأرادوا لأنفسهم ملك مثل كل الشعوب .. هذا ما حدث مع المسيح في النهاية رفضوه لأنهم أرادوا مملكة زمنية وليست مملكة روحانية .. أرادوا ملك يرُد المُلك لإسرائيل .. أرادوا من يحررهم من عبودية الرومان فطلبوا بصلبه .. كل هذا لأن أعينهم كانت على الأرض وصايا الإنجيل وصايا قديمة .. تضُر .. تجعلنا نسامح ونترك حقوقنا .. هذه أفكار قديمة ولكنها هي كنز الحياة إن خالفتها ترث اللعنة .. فإن أكثر ما يديننا في اليوم الأخير هي الوصايا .. وكما أعطى الله موسى الوصايا منقوشة على حجارة سنرى الوصايا منقوشة في الأبدية بأحرف من نور .. وكل من أطاعها سيكون في حالة نشوة وفرح لهذا نقول إجعل نصيبك مع المطوبين .. أُطلب نعمة لتنفيذ الوصاي ونطلب من الله أن يعطينا روح الإنجيل ونتمسك بالطوبى ويِبعِد عنا اللعنة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

نحن حديث الابن مع الابن الجمعة الثالثة من شهر بشنس

إنجيل يوحنا أصحاح " 17 " .. هناك جزء يُقال عليه الصلاة الوداعية أو الشفاعية التي دارت بين الابن والآب قبل دخول الابن في معصرة الصليب .. كلمات قالها رب المجد يسوع عبَّرت عن ما بقلبه تجاهِنا .. حديث بين الابن والآب .. ربما نظن أن هناك حديث سري بينهما أو حديث يخص كل من الآب والابن .. ولكن ما يفرحنا جداً أننا وجدنا أنفسنا موضِع هذا الحديث الابن يُحدِّث الآب .. حديث له قُدسية .. ونحن كأننا تجاسرنا وأنصتنا عن ماذا يقول الابن للآب .. وجدنا الابن يتكلم عنا نحن .. وما يشغل الآب والابن هو نحن .. نحن المُبتعدين عن الأسرار الإلهية وجدنا أننا محور الأسرار الإلهية والمعرفة الإلهية .. يقول { وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني }ربنا يسوع جاءَ للعالم لكي يُعطينا المجد .. أي مجد ؟ نفس المجد الذي أعطاه الآب للابن .. { ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد } ( يو 17 : 22 ) .. الابن يشتاق ويتضرع إلى الآب أن يكون في المؤمنين نفس مجده .. ليس فقط ذلك بل يريد أن يكونوا نفس الوحدة { أنا فيهم وأنت فيَّ } أي الثلاثة هم واحد .. فالابن فينا والآب في الابن .. أي الآب فينا { ليكونوا مُكملين إلى واحدٍ وليعلم العالم أنك أرسلتني وأحببتهم كما أحببتني } ( يو 17 : 23 ) .. لو أدركنا محبة الابن لينا لما تهاونَّ أبداً في قداستنا .. ولا تهاونَّ في أمر المجد الذي يريد أن يُعطينا إياه .. وما فعلنا خطايا تفصلنا عن الله .. لأن الابن يشتاق أن نكون واحد معه على مثال وِحدته مع الآب أن يكون هو فينا كما أن الآب فيه .. الله يريد لكل ابن أن يكون في وحدة كاملة .. أن يكون في معية الثالوث .. مُشترِك في رحمة وتدبير الثالوث .. أن لا نكون أبداً غُرباء عن الآب والابن .. عندما تتكلم الناس عن الله يشعروا بلون من ألوان الغُربة أحد الفلاسفة منذ سنوات كتب " حوار مع الله " .. إعترض الناس جداً على هذا .. كيف يكتب هذا الفيلسوف حديث مع الله .. فغيَّر هذا الشخص كلامه وكتب تعديل يقول " حديث إلى الله " .. صعب جداً على العالم أن يقبل أن يكون هناك أحد يتكلم مع ربنا الله يُعلن لنا من داخله أنه يريد أن نكون واحد معهُ .. أي كأنك تتكلم مع نفسك .. هو فينا .. لذلك هو عندما يُريد أن يُوقظنا يفعل هذا بإيقاظنا من داخلنا .. وعندما يريد أن يسمعنا يجعلنا نتكلم كأننا مع أنفسنا .. هو يسكن فينا .. في أعماقنا .. القديس أوغسطينوس ظلَّ كل حياته يبحث عن الله ولم يجده .. ثم قال أنه تأخر كثيراً في البحث عن الله .. تعب كثيراً حتى وجده وعندما وجده وجدهُ فيه .. يقول { يوم وجدتك وجدتك عميقاً أعمق من أعماقي وعالي أعلى من عُلوي .. يا لغباوتي كنت أبحث عنكَ خارجاً عني ولكن أنت كنت فيَّ } .. الابن يتضرع إلى الآب لكي نكون واحد فيه .. ليكونوا كاملين في الوحدة ليعلم هذا العالم الابن يحبنا على مستوى محبة الآب له .. محبة لا تُوصف .. محبة إلهية يقول عنها { محبة أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة } ( أر 31 : 3 ) .. بلا حدود .. الابن يتكلم بأنه ليس أكثر حُباً لنا من الآب ولكنه يتكلم بلساننا .. يتكلم كنائب عنا .. يُعبِّر عن ما يُريده للبشر .. لأنه حين تجسد أخذ شكل الإنسان فصار كواحد منا ونائب عنا .. يتكلم عن اشتياقاتنا .. ما هذا الحب ؟ { أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني } ( يو 17 : 24 ) .. يريد أن يكون أبناءه معهُ في السماء ليروا مجده .. فإن مجد الابن في السماء نقرأ عنه في سفر الرؤيا نحن رأينا صورة ربنا يسوع المسيح وانطبعت لدينا صورته وهو في صورة إخلاؤه .. ولكن لا نتخيله في مجده إلا قليل .. رأيناه إنسان يُولد في مذود .. رأيناه يجوع ويعطش ويتألم ويتكلم .. يُظلم ويُفترى عليه .. رأيناه يصمُت .. لكن عندما نتفرس في مجده عندما نقرأ عنه في سفر الرؤيا نجده يقول أن عيناه محميتان .. وشعره أبيض مثل الثلج .. وقضيب المجد الذي في يده ( رؤ 1 : 14) .. يتكلم عن الملائكة والأربع حيوانات الغير متجسدين الحاملين العرش الإلهي .. ويريد أن يأتي أولاده معهُ لكي يُشاركوه في هذا المجد وحوله ربما تكون تسابيح الملائكة أقل إكراماً عنده من تسابيح بني البشر لذلك نقول { الذي أعطى الذين على الأرض تسبيح السيرافيم } .. أحد الأباء القديسين يقول { حينما يُسبح البشر الله يأمر أن تسكت الملائكة } .. من هنا نقول أن مجد الابن يريد أن يُشركنا فيه .. تفرس في مجد الابن وانظر الإشتياقات التي يريد يسوع المسيح أن نكون فيها .. وانظر ما يفكر هو فيه وما نحن نفكر فيه .. وما يشغِله وما يشغِلنا .. نحن نفعل مثل الأب الذي يبني قصر لابنه ويُزينه ويضع فيه لمساته وكل ما فيه يُريده أن يكون كامل .. والابن مغموس في وحل وطين .. فيأتي الأب ويقول له " تعال وانظر نظرة واحدة على ما فعلتهُ لك " وهو لا يريد أن يكلف نفسه ليرى ما فعلهُ أبوه له نريد أن ندخل نفس الشركة ونفس الحب والمجد .. ندخل في مواعيد الله لنا .. مواعيده صادقة غير كاذبة .. انظر اشتياقات الابن لنا وما يريده لنا .. إنصت جيداً واستمع لأن لك كنز ومجد .. ومن يدخل في الكنز والمجد إغراءات العالم لا تجذبه .. فمجد العالم لا يُفرحه .. إسلوب العالم لا يقنعه لأنه دخل في دائرة المجد الإلهي والحب الإلهي .. { أنا فيهم وأنت فيَّ } { إنك أحببتني قبل إنشاء العالم } ( يو 17 : 24 ) .. مجد الابن يريد أن يُشرِكنا فيه .. أب له مكان جيد وكل وسائل التنعم فهذا المكان ليس له طعم بلا الأحباء .. فالابن مجد السماء بالنسبة له هو كل ما يشغِله فينا أن نتنعم بهذا المجد .. أن نرى نحن ميراثنا وغِنانا .. فإنه غني لينا ومُمجد لينا .. يريد أن أولاده يشتركوا معهُ في هذا المجد .. تخيل لو عندك هذه المواعيد وكل هذا الحب والمجد وأنت تريد أن تعيش وأنت مغموس في الخطية إرفع عينك وقلبك إلى فوق ولا تجعل أي شئ يشغِلك .. إن كنت تعيش في العالم وتعمل أو تذاكر فكن أمين لأن عينك على المجد السماوي والأجر السماوي .. العالم يجب أن لا يشغِلك .. لكن مجد السماء يشغِلك .. مجد الإنسان ليس طمعك ولكن مجد الابن هو طمعك .. هذا هو تجاه الابن لنا .. يحبنا على نفس مستوى محبة الآب له .. يعطينا نفس المجد ونفس الوحدة والكرامة والمكان .. هذه هي العظمة التي يريد ربنا يسوع المسيح أن يورثها لنا { أما أنا فعرفتك وهؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتني وعرفتهم اسمك وسأُعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني بهِ وأكون أنا فيهم } ( يو 17 : 25 – 26 ) .. هذه هي رسالة الابن .. جاء لكي ينقل لنا خيرات الآب .. أُرسِلَ من الآب من أجل أن يفتقد العالم وينقِل لهُ الخيرات .. مثل أبونا يعقوب عندما أرسل خير لأولاده وهم في الغربة عن طريق إبنه يوسف .. { فقال له اذهب انظر سلامة إخوتك } ( تك 37 : 14) .. خذ لهم طعام وشراب وطمأني عليهم .. خذ لهم شئ من عندي .. وبحث يوسف عن إخوته وأعطاهم خير الآب الرب يسوع مُحمَّل بخيرات الآب .. فإرساله في حد ذاته يُعبِّر عن محبة الله لنا فإن بعِدنا أو تُهناأو أخطأنا أو ضللنا الطريق فالآب لن يتركنا .. ماذا فعل ؟ فإنه أرسل إبنه رسالة حب .. جاء عندنا ليفتقدنا ويبعدنا عن طريق الضلالة .. لذلك في صلاة القسمة نقول { وجعل ظلمة الضلالة التي فينا تُضئ من أجل إتيان إبنك الوحيد بالجسد } جاء ليعطينا نور الآب ومجد الآب ووحدة الآب ومكانة مع الآب .. فكَّر في هدف الابن لك ومحبة الابن لك تنصُرك وتغمُرك وتجعلك لا تفكر إلا فيه .. تجعلك حتى لو كنت مشغول جداً إلا أنك مرفوع عن مستوى أي مشغوليات الله يُثبِّت في قلوبنا محبته التي يشتاق أن يُعطينا إياها يثبِّت فينا مجده ووحدته لكي ما يكون لنا أهداف الابن ثابتة في حياتنا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

إن حرركم الابن الجمعة الأولى من شهر بشنس

إنجيل معلمنا يوحنا الإصحاح الثامن .. ربنا يسوع يخاطب فئة جديدة على معرفته .. فئة اليهود الذين آمنوا { فقال يسوع لليهود الذين آمنوا به } ( يو 8 : 31 ) .. بلا شك أن كثير من اليهود الذين سمعوا يسوع ورأوا أعماله إنتسبوا إليه ولكن القيود من العادات اليهودية والثقافة اليهودية صعب جداً التخلص منها بسهولة .. ربنا يسوع رأى أنهم جاءوا ليتبعوه ومازالت في أذهانهم وقلوبهم الكثير والكثير من الطباع اليهودية .. فقال لهم لكي تكونوا تلاميذي عليكم أن تثبتوا في كلامي .. أي تثبتوا في وصاياي ومحبتي .. ثم قال لهم { وتعرفون الحق والحق يحرركم } ( يو 8 : 32 ) .. أجابوه قائلين { إننا ذرية إبراهيم ولم نُستعبد لأحدٍ قط .. كيف تقول أنت إنكم تصيرون أحراراً } ( يو 8 : 33 ) .. فأجابهم يسوع وقال { الحق الحق أقول لكم إن كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية والعبد لا يبقى في البيت إلى الأبد أما الابن فيبقى إلى الأبد } ( يو 8 : 34 – 35 ) .. أي إن أردتم أن تثبتوا في بيتي فلابد أن يكون عندكم فهم جديد لمعنى الحق والحرية ووصاياي ربنا يسوع المسيح ناظر إلى أعماق قلوبهم .. وكما رأينا بولس الرسول وهو يكرز لليهود دخلوا الإيمان إلا أنهم كانوا غير قادرين على التخلص من العادات اليهودية .. لهذا يقول الرب يسوع { إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً } ( يو 8 : 36 )نلخص العبودية في ثلاث كلمات أو مجالات :- 1- مجال الشكل :- يهتم الإنسان بشكله الخارجي .. وما يقوله الناس عنه .. يهتم جداً بكيفية نوال كرامة أو مدح .. يأخذ الأمور بشكلها السطحي .. نفذ اليهود الوصية من حيث شكلها مثال { تعشرون النعنع والشبث } ( مت 23 : 23 ) .. فإن الله يريدك أن تعترف بفضله ولا تتكل على المال .. تؤمن أن من الله الجميع ومن يدك وأعطيناك .. أي تعطي نفسك أكثر من إعطاء مالك .. لهذا كان بولس الرسول في رسالته لأهل كورنثوس يقول الله لا يريد مالك بل إياك ( 2كو 12 : 14 ) .. أيضاً في سفر التثنية يقول لهم على الوصية { ولتكن عصائب بين عينيك } ( تث 6 : 8 ) .. أي إجعل الوصية أمامك دائماً .. ولكنهم وضعوا الوصايا في العمامة الخاصة بهم بدلاً من أن يجعلوها أمامهم .. إهتموا بالشكل وليس الجوهر .. فالرب يسوع يريد أن نسلك في الوصية وليس أن يضعوها في العمامة أو في طرف الجلباب .. وكما يقول الكتاب المقدس { حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام } ( أف 6 : 15) .. يوجد الكثير شكلهم الخارجي متدين ولكن أعماقه مهمل جداً لربنا يسوع المسيح يقول الآباء هناك لونان من الإلحاد :0 1. إلحاد نظري ← أي يقول أنه لا يوجد إله وهم أقلية .. ولكن ما هو أخطر من ذلك هو الإلحاد العملي . 2. إلحاد عملي ← أي أن الإنسان في سلوكه وأعماقه لا يُبالي بوجود الله .. فهو الأخطر لأنه لا يعترف بوجود الله في حياته .. ولا في سلوكه .. ولا يجعل الله أمامه . راجع نفسك ما بين شكلك وجوهرك .. ما بين واقعه وما بين المفروض .. ما بين السلوك وما بين الوصية .. ما بين ما يريده وما يفعله لكي يقرب المسافات .. عبودية الشكل .. عبودية الخارج .. عبودية المظهر .. الرياء .. النفاق .. كل هذا عليك التحرر منه .. ولا تستطيع ذلك إلا إذا فتحت قلبك للمسيح وعندما يدخل المسيح يكشف لك العيوب والأخطاء .. بهذا تستطيع في المسيح يسوع التخلص .. من أجل هذا قال لهم { إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً } .. { تعرفون الحق والحق يحرركم } .. فالمسيح يسوع هو الذي يوحد قلبك . 2. مجال الذات:- أي عبد لذاتك .. لكرامتك .. وما يقوله الآخرين عنك .. أهم شئ عنده ذاته .. توجهاته كلها حسب الذات .. هذه هي أخطر ألوان العبودية .. لذلك يقول الآباء القديسين { ليس لي عدو إلا ذاتي .. ولا أكره إلا خطاياي } .. لأن عبودية الذات تُضيع الهدف .. تجعل حياتك الروحية مستهلكة فيما لا يفيد أو ينفع .. عبودية الذات تجعلك تسعى وراء شهواتك ورغباتك .. تلذذ ذاتك .. تريد أن تأخذ بلا عطاء .. تريد كرامة لا تسامح .. فإن الذات حجر عثرة في سبيل تقدم الإنسان الروحي .. يختلط عليه الأمر عند نجاحه بين أن يمجد الله في نجاحه أو بين أن يمجد ذاته عدو الخير ينجح أن يحول أهداف الحياة كلها إلى أهداف تخدم الذات .. فإن كرامتك من كرامة ربنا إلهك ومخلصك .. إنها عبودية مرة .. فإن صاحبها صعب عليه جداً أن يعتذر أو يسامح .. صعب يغفر .. أقام من ذاته إله داخل نفسه .. القديس يوحنا فم الذهب يقول { عبودية الخطايا أشرس من عبودية سيد منتقم قاسي } .. لكي تتحرر من عبودية الذات فالطريق الوحيد في المسيح يسوع .. الذي تعرى على الصليب .. تعرى أنت من كل غطاء تحاول أن تجعله عليك .. غطاء خطايا تؤدي للموت .. هنا نقول المسيح هو الذي يقدر أن يحررك . 3. مجال الخطية :- الشهوة .. الأنانية .. حب العالم .. لأن من يفعل الخطية عبد للخطية .. عبودية شرسة .. العبودية عملت على وجود رباطات .. الخطية تستعبد وتستخدم إلى النفس الأخير .. لابد من حرية ومن إنفكاك من إرتباطات الخطية .. { كل من يعمل الخطية هو عبد للخطية } .. رأينا شمشون عندما تعرف على إمرأة وسألته { أخبرني بماذا قوتك العظيمة وبماذا تُوثق لإذلالك } ( قض 16 : 6 ) .. ثلاث مرات تسأله نفس السؤال وفي كل مرة ينقلب عليه الفلسطينيين ولكنه ضَعَف وأذل نفسه لتلك المرأة حتى قال لها في النهاية أن قوته تكمن في شعره .. عدو الخير أيضاً يتلو علينا نفس السؤال ونحن نقول له كيف وهو يقوم بربطنا في الخطية أيضاً رأينا في العهد القديم منسى الملك الذي قام بشرور كثيرة جداً .. خمسة وخمسون سنة ملك ولك أن تتخيل كل هذه السنوات ملك وفي النهاية عندما أُخذ للسبي رُبط في سلاسل وإنساق إلى السبي مثل الحيوانات .. منتهى الإحتقار .. فإن الخطية تقوم بكل هذا الإحتقار .. عندما أراد منسى الملك الحرية صلى فسمع الله إلى صلاته إجتهد وصلي باستمرار لكي يرفع الله عنا خطايانا الثقيلة .. يحررك ويعطيك حرية حقيقية الرب يسوع عُلق على الصليب وسمر يديه لكي يعطينا نحن أيادي حرة .. ربنا يسوع المسيح القادر وحده أن يحررنا .. يحررنا من كل شكلية .. ومن عبودية ذواتنا وخطايانا .. فإن حرركم الإبن فبالحقيقة نصير أحرار ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

القيامة حياة انتصار على الموت الجمعة الثالثة من شهر برمودة

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . الكنيسة يا أحبائي من كثرة فرحها بالقيامة جعلت القيامة نقطة تحول،وتحتفل بها لمدة خمسين يوماً،القيامة يا أحبائي هي رجاء الإنسان في الحياة،القيامةهي الحياة الجديدة، القيامة هي الغلبة على الخطية والموت، القيامةهي الحياة بحسب الإنسان الجديد،إذاأردنا يا أحبائي نتأمل أن ربنا يسوع المسيح تجسد من السيدة العذراء، من الروح القدس،وولد وعاش، صنع معجزات، أقام موتى،شفى مرضى، فتح أعين عميان ،علم،أرسل تلاميذ،صلب،مات، وضع في قبر، واعتبرنا أن حياته انتهت عند القبر،إذا اعتبرنا إن حياة ربنا يسوع المسيح انتهت بالموت ماذاكان سيكون موقف الإنسان؟،حقا هو صلب ومعنى صلب ومات أنه أتم الفداء، هو مات فبذلك فدانا، لكن لم يقم، لكن عندما مات الموت غلبه، هو قال من البداية أن أجرة الخطية موت فهو جاءومات، إذن نستطيع أن نقول أن الموت أقوى منه،نستطيع أن نقول أنه وقع تحت العقوبة ذاتها، نستطيع أن نقول أن سلطان عدو الخير في أن يفني الإنسان قد كمل،فيكون بذلك ربنا يسوع المسيح الذي جاء لكي يطلقنا ويعفينا ويعطينا رجاء الحياة الأبدية لم يعطينا، لذلك يا أحبائي نقطة التحول في حياتنا أن المسيح مات وقام، عندما مات أكمل التدبير بالموت، ولكنه انتصر على الموت، يقول لك "إذ لم يكن ممكنا أن يمسك منه"، عدو الخير يا أحبائي أراد أن يمسك رب المجد يسوع بالموت، أراد أن يبتلعه بالموت، أراد أن يقتنصه كفريسة مثلما اقتنص كل الأبرار، لكن ربنا يسوع المسيح ليس فقط هو أفترس كفريسة من الموت لا بل هو بلع الموت وأطلق كل المأسورين،هوجاء للعدو لكي يأخذه ويقيده مثلما هو سبى كل أبرار العهد القديم، فرب المجد يسوع هو الذي قيده وأطلق كل الأسرى،يقول لك كرز للأرواح الذين في السجن، الذين منهم؟ الذين هم في الهاوية، يقول تشبيه عندما يكون شخص مأخوذ كرهينة وناس تظل تهدده بالموت وهذا الرهينة يظل يستغيث فيأتي شخص يدفع فدية للناس الذين آخذوا هذه الرهينة،يدفع فديةلكي يطلقوه،نجد هؤلاءالأشخاص الذين آخذين هذا الرجل رهينة يأتي شخص يدفع لهم فديةلكي يطلق الرهينةفيأخذوا الآخر ويقيدوه بجانبه،فإذا كان ربنا يسوع المسيح مات ولم يقم فيكون هو فدانا، دفع الفدية لكن بدلاً من أن يطلقنا مسك هو أيضا معنا، وهو أيضا قبض عليه، هو أيضا ربط بجانبنا،وأصبحنا كلنا في الجحيم، لكن على العكس ربنا يسوع المسيح عندما جاءليفدينا ماذا فعل؟دفع الفدية،وقام بأطلاقنا وربط الذين أخذونا كرهينة، أباد الموت بالموت، داس الموت، غلب الموت، جاءلكل الأبرار وكل أتقياء العهد القديم الذين كانوا مأخوذين كرهينة في الهاوية أطلق كل الأسرى، قال لهم أخرجوا يا أسرى الرجاء، يقول لك "بدم عهد قد أطلقت أسراك" ،لذلك يقول لك أخرج نفسي من الحبس، يقول لك أنا الذي سقطت في بئر ليس فيه ماء، ما هذا كله؟ هذا عبارة عن سلطان الهاوية،القيامة نقلتنا من سلطان الهاوية إلى سلطان ملكوت الله، إلى سلطان الحياة الأبدية، لذلك القديسين كانت القيامة بالنسبة لهم محور حياة، أفرح بالقيامة من داخلك لأنها غيرت منهج حياتك، تخيل أنت إذا كنت تعيش قبل مجيء المسيح فماذا يكون إحساسك بالموت؟أنك ستذهب للجحيم، إحساسك بالموت أنك أنت سوف تسبىب الموت،إحساسك بالموت أنك ستذهب لموضع مظلم،لذلك كان أبرار العهد القديم كان الموت بالنسبة لهم حزن ونواح وكآبة وصراخ ومناحات تستمر بالأيام، لماذا؟! ذاهب إلى الجحيم،إذا أنت تخيلت نفسك أنك تعيش في عصر قبل المسيح ستجد أنت لا تحتمل هذه الحياة، لذلك المسيح عندما جاء وصنع القيامة جعلنا نعيش الآن على رجاء القيامة، جعلنانعيش الآن لانخاف من الموت لأنه غلب الموت، غلبه لنا، حتى وأن كنا سنجتاز الموت إلا أننا نثق أنه غلب الموت من أجلنا، ومن هنا أصبح الإنسان يعيش على رجاء الحياة الأبدية، من الممكن أن الإنسان عندما يعيش في التقوى ويدخل في حياة مفرحة مع الله يبدأ يشتاق الموت لأنه سيكون وسيلة الدخول إلي الحياة الأبدية،يشتاق إلي ميراث الحياة الأبدية،يشتاق أن يعبر هذا العائق،سيصير الموت بالنسبة له عائق يحرمه من التمتع بالأمجاد، شاهد النظرة بين العهد القديم والعهد الجديد، ماهذا الفارق؟ القيامة، القيامة جعلتنا نشعر أننا غالبين سلطان الموت لذلك لا تتعجب عندما تجد شبان وفتيات وأطفال يستخفوا بالموت، ويطلبوا الموت، ويسعوا إلى الموت لأنهم واثقين، واثقين أن الذي غلب الموت من أجلهم أعطاهم هذه القوة،وأعطاهم هذا الميراث،ميراث غلبة الموت، من هنا القيامة غيرت وجهة نظر الإنسان في حياته نفسه،القيامة أعطت للإنسان رجاء جديد، أعطت للإنسان معنى لحياته،الإنسان بدون القيامة يعيش في كآبة، يعيش بدون رجاء،يعيش في انتظار المجهول، أما نحن أبناء القيامة،نحن أبناء الملكوت، لن نعيش في انتظار المجهول،لا فنحن نعيش في اشتياق بل وفي توقع لمتى نترأى أمامك يارب،لذلك معلمنا بولس الرسول كان يئن،كان يقول متى يارب؟ ،متى؟"لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جداً"، معلمنا بولس الرسول يقول لك "ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت"،متي أخلع الجسد؟، يقول لك إننا نئن مشتاقين أن نخلع هذا الجسد،نئن مشتاقين لماذا؟ من ماذا أنت تئن؟ يقول لك أنا أئن من الحياة لأنني لدي حياة تنتظرني أنا أعيش على رجائها،أعيش بتوقعها،أعيش في اشتياق إليها، كل لحظة من لحظات حياتي أنا أترجى الانتقال،من أين جاء هذا؟جاء من روح القيامة داخلك لذلك ياأحبائي أفرحوا بالقيامة من داخلك، اجعل القيامة تأخذ قوتها داخلك أن هذا انتصار،أن هذه غلبة،أن هذه حياة جديدة،أن هذا نور الأبدية أشرق عليك من داخل قلبك،لم يعد هناك ظلام،لم يعد هناك قبر،لم يعد هناك موت،أصبح كل هذه وسائل لربح حياة أبدية،ابتلع الموت إلى غلبة، يقول لك "أين شوكتك ياموت، أين غلبتك يا هاوية"، لم يعد للموت غلبه على أولاد الله، القيامة يا أحبائي حياة متجددة يوم فيوم،القيامة ليست يوم، ليست فترة، القيامة سلوك،القيامة حياة،القيامة فكر،القيامة إيمان،إيمان راسخ،أنه لا يكون موت لعبيدك بل هو انتقال، القيامة إيمان راسخ، أن لنا رجاء الحياة الأبدية،القيامة غلبة علي الموت الداخلي، غلبه على الخطايا، القيامة فرحة من الداخل،لذلك الإنسان المسيحي تعرفه أنه إنسان من داخله فرحان، لا توجد مشكلة تغلبه،ولا ألم يغلبه لأن هو غلب أصعب مشكلة تغلب الإنسان وهي الموت هو غلبه، الذي يغلب الكبير يعرف يغلب الصغير،الذي غلب الموت يغلب الخطية،الذي غلب الموت يغلب مشكلة، الذي غلب الموت يغلب أي عائق لماذا؟ لأنه غلب الكبير،المسيح غلب لنا أكبر عدو، ثمن الخطية الذي هو الموت هو دفعه، وأعطى لنا نحن حياة لذلك استطيع أن أقول لك أن الكنيسة تطمئن عليك وتقول لك افرح خمسين يوم لكي تتمكن القيامة منك،لكي القيامة تدخل داخل حواسك،لكي تكون القيامة جزء من تفكيرك، قلبك،وجدانك،كيانك،سلوكك، فأنت تشكلت بالقيامة،فأستطيع أن أقول لك أنك اسمك إنسان القيامة،أنك أنت إنسان غالب الموت،أنك إنسان الفرح، إنسان الرجاء، هذا يا أحبائي مجد القيامة الذي أعطاه لنا ربنا يسوع المسيح بقيامته، تخيل عندما يكون هو فعل ذلك من أجلك وأنت لا تشعر،أو أن هذه القوة لم تنتقل إلى حياتك، أو هو قام أو لم يقم لايوجد اختلاف، أقول لك كيف؟! هو لم يقم لنفسه ولكنه قام لنا،من هو؟! إنه رئيس الحياة، إذا كان علي القيامة فأحدالآباء القديسين قال لك ليست المعجزة في أنه قام ولكن المعجزة الحقيقية في أنه مات، المشكلة ليست في الذي قام لأنه هو رئيس الحياة، لكن رئيس الحياة كيف يموت؟! هذه هي المعجزة، المعجزة أنه مات لذلك يقول لك قبل الموت في جسده، قبل الموت بمعنى كأنه قال للموت تعالى، الموت ليس له سلطان عليه أن يميته قال له لابل تعالى، يقول له أنا لا أقوى عليك، يقول له تعالى أنا سوف أغلب لك،أنا سأنهزم لك،مثلما يكون هناك شخص قوي جداً يلاعب ابنه في مسابقة ولكي يرفع من معنوياته ينهزم له،كذلك ربنا يسوع المسيح اتغلب من الموت من أجلنا لكن بإرادته، من هنا أستطيع أن أقول لك عندما يكون المسيح فعل كل هذا،فهذايحتاج أن يترجم في حياتك لفضله عليك، لحياته التي أنت تعيش بها،للأبدية التي هو أعدها لك وأنت سعيد، هذا هو ميراث عبيد الرب وبرهم من عندي يقول الرب ربنا يعطينا روح قيامة في قلوبنا، في عقولنا، في سلوكنا، نعيش ونحن شاعرين أننا نعيش غالبين، نعيش فرحين، لأن المسيح مات وقام من أجلنا، ربنا يعطينا فرح، بهجة،قوة قيامته.ربنا يكمل نقائصنا ويسندكل ضعف فينا بنعمته لإلهناالمجد دائماً أبدياآمين .

إيمان المرأة الكنعانية الجمعة الثانية من شهر برمهات

نتحدث عن لقاء ربنا يسوع المسيح مع المرأة الكنعانية الغريبة عن الإيمان .. لأنها لم تتربى في وسط أورشليم .. ولم تعاشر أناس لهم معرفة بالله أو الأنبياء أو بالنبوات .. وربما لم تسمع أبداً عن المسيا .. ولكن نجد في هذه المقابلة أنها عبَّرت عن إيمان عميق ربما لا نجده في أورشليم كلها .. ذهب يسوع إلى تخوم صور وصيدا في الشمال والمرأة الكنعانية تسكن على الحدود .. خرجت تقول إرحمني يا إبن داود ( مت 15 : 22 ) عندما عرفت إنه بالقرب منها إذا دققنا في قراءة هذا الفصل الخاص بها في الكتاب المقدس .. نراها تقول كلمة * يارب * أربع مرات .. كيف يصعد مستوى الإيمان في قلب وعقل إنسان إلى أن يصل بأن يقول على إنسان لا يعرفه* يارب * .. إنسان يأكل ويشرب ويمشي وتقول له * يارب * .. عندما رأته صرخت تقول يارب إرحمني يا إبن داود .. إبنتي بها شيطان يعذبها جداً .. وكأن ربنا يسوع يعرف مقدار الإيمان الذي في هذه المرأة وأحب أن يُزيد من وضوحه لنا وإبرازه لهذا لم يستجب لها من البداية ولم يجبها بكلمة كنا نتصور أنه سيفرح بإيمان هذه المرأة ويستجيب لعباراتها ويقول لمن معه * أنظروا إيمانها وتعلموا !! * .. ولكن لم يحدث هذا ورأينا تلاميذه يقولون له ﴿ إصرفها لأنها تصيح وراءنا ﴾ ( مت 15 : 23 )يبدو أنها كانت تردد هذه العبارة كثيراً جداً * إرحمني يارب يا إبن داود * كيف عرفت الرحمة .. وكيف عرفت أنه الرب .. وكيف عرفت أنه إبن داود .. كل هذا وهو لم يجيب .. ولا يوجد أحد في تلاميذه إستعطف هذه المرأة وهي لم تصمت .. بعد هذا نجده يقول لهم ﴿ لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ﴾ ( مت 15 : 24 ) .. أما هي عندما وجدت أن الكلام والصراخ لم يأتي بنتيجة أتت وسجدت له قائلىً أعني ( مت 15 : 25 ) يضعها رب المجد في إختبار أصعب من الإنتهار والتوبيخ ونجده يقول لها ﴿ ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب ﴾ ( مت 15 : 26 ) .. معروف في أعراف اليهود أن الطعام وفضلاته يُطرح للكلاب فنجده يقول لها أنه لا يصح أن تحصلي على نفس الميراث والغِنى الخاص بالشعب .. ونراها تقول ﴿ نعم يا سيد ﴾ .. إنها توافقه على كلامه وتعلم أنه ليس حسناً أن يُؤخذ أكل البنين ويطرح للكلاب .. وتقول ﴿ والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها ﴾ ( مت 15 : 27 )إنها تترجى أن تأكل من الفتات فقط لأنها تعرف أن الخبز للبنين ولكنها ترغب في الفُتات .. ونجده يقول لها ﴿ عظيم إيمانِك ليكن لكِ كما تريدين ﴾ ( مت 15 : 28 ) .. عجيب الإنسان الذي يتحلى بإيمان مثل هذا هذه المرأة توبخنا .. فإننا نعلم الكثير والكثير عن ربنا يسوع لكن درجة إيماننا لم يصل إلى إيمان هذه المرأة .. كلٍ منا إذا تحدث إلى الله ولم يجيبه بكلمة ينصرف عنه ويظن أنه لم يسمعه وأنه لن يحاول مرة أخرى .. أما المرأة فقد إستمرت رغم أن الجو المحيط بها غير مشجع .. أما هي تحاول وتسجد وتجد كلمات إنتهار ومع ذلك ترد بكل إتضاع .. إيمان قوي وعجيب .. علينا أن نتعلم كيف نقف أمام الله بثبات .. وإيمان .. ولجاجة .. وإتضاع .. المرأة الكنعانية علمتنا دروس علينا أن نتعلمها إلهنا قادر .. والمرأة الكنعانية تثق أن الله أقوى من الشيطان الذي في إبنتها .. حتى لو لم يسمعها فالمرأة تقول لنا أن نستمر .. حتى لو كان الوضع غير مشجع .. وإن قدمت أكثر من ذلك وسجدت ولم يوجد أي نتيجة إستمر وإذا رأيت إنتهار وتوبيخ .. كما تسمع من يقول لك أنك خاطي ولم أسمعك .. فالمرأة تقول أعرف أنك تحب الخطاة والضعفاء واخترت الجُهال .. أعرف أنك مسيح السامرية ومسيح زكا ومسيح المجدلية .. من الممكن جداً أن يمدحها الله من البداية ولكنه أجل مدحه لها بكلمة * عظيم إيمانِك *حتى نتعلم نحن .. تأنى لكي يعطيها فرصة لتُظهر إيمانها ونتعلم نحن نحن نحتاج أن نثبت في طِلبتنا .. غير مرتابين البتة .. وعندما نطلب علينا أن نعرف أنه قادر وكما نقول ﴿ يا من يصنع أكثر مما نسأل أو نفهم ﴾ .. الشكوى التي تقول * أن إبنتي مجنونة جداً .. أو بها شيطان يزعجها * .. هذا هو سلطان الخطية وشكوى كل إنسان أمام الله لأن العدو مسيطر عليه وكما يقول القديس أنطونيوس أن أكبر دليل على إختلال العقل هو الخطية لأنه يفعل أمور غير منطقية ويُفسد ملامح الله .. يجب أن أئن أمام الله من الإختلال الذي بداخلي وأصرخ حتى لو لم يجيبني بكلمة .. فالله يريد أحياناً أن يتأنى علينا ليزكينا .. ليزيد مقدار المكافأة فإسأل لتُعطى .. أُطلبوا تجدوا .. ويجب عندما تسأل أن تثبت في سؤالك مهما كان طريقة الإجابة تريد أن تسمع كلمة * ليكن لك ما تريد * فإجعل إيمانك مثل المرأة الكنعانية .. تريد أن تنال إحسانات بلا عدد قدم طِلبة بلا فتور .. لا تتوانى ولا تتراجع أبداً ولا تجعل بداخلك ظنون مهما كان .. لهذا يُتلى مزمور ﴿ إستمع صوت تضرعي إذ أستغيث بك وأرفع يديَّ إلى هيكل قدسك ﴾( مز 28 : 2 ) مع الجزء الخاص بإنجيل متى الخاص بالمرأة الكنعانية .. لأنه يجب عند التحدث مع إلهك أن تتحدث إليه بإستغاثة .. أي أنك في خطر شديد ونجاتك في الإستغاثة .. وكما فعلت المرأة وهي تسجد له وتقول أغثني يارب إعتراف بأنه رب .. وأنه سيد وقادر .. أحياناً نتحدث إلى الله ونتهمه بالضعف وإن طِلبتنا أعلى من قدراته ولا نعطيه الثقة لكي يعمل .. بهذا الإسلوب يسمع الله الإنسان على الرغم من أنه يهينه فعلينا أن نتحدث إليه بإيمان وإستغاثة ولجاجة وإتضاع .. جميل أن تطلب بالإتضاع .. أي أنه ليس لي حق لكن أنا أطلب رحمتك .. لأنه ليس حسناً أن يُطرح للكلاب .. لكن أنا واثق أنك ستستجيب وأنك ستسمع صلاتي ولا تردني فارغاً .. أثق في غفران خطاياك .. أثق في محبتك ربنا يسوع رأى في المرأة الكنعانية إيمان يفوق إيمان تلاميذه لهذا تأنى عليها .. فالله عندما يتأخر هذا ليس معناه أنه نساك ولكن هو يريد أن يُظهر ما بداخلك من صبر واحتمال ويكافئك .. ومجرد أن يكون هناك عذر نبتعد وننسى ما نريده .. كم مرة يعطينا فرصة لنُظهر عظمة إيماننا ونحن نعطيه خزي وأُظهر ضعف الإيمان .. لهذا المرأة الكنعانية تعلمنا أن نصبر بإيمان وحب وثبات .. المرأة إعتبرت نفسها مثل الكلب وقالت له ﴿ والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها ﴾ .. هذا الإتضاع هو الذي أدخل الطِلبة إلى قلب يسوع المسيح .. من له السلطان أن يقول للمرأة ﴿ ليكن لكِ كما تريدين ﴾ ؟نحن ليس لنا حقوق لأننا عبيد بطالين ولكن نحن نأخذ من حسناته ومن محبته ورحمته .. لا نيأس حتى وإن كنا نشعر أنه لا يسمع .. علينا أن نستمر .. كما فعلت المرأة التي تئن من الشيطان الذي بإبنتها .. فعندما ترى أحد أعزائك بداخله شيطان يغويه فإنك عليك التحول إلى الله بالصراخ لكي يشفيه .. وإن لم يسمع إستمر وهكذا طول عمرك أصرخ من أجله بإتضاع لتسمع كلمة * ليكن لك ما أردت * .. الله لا يعلن عمله في إنسان إلا بقدر ما يعلن هذا الإنسان عن إيمانه .. هذه الغلبة التي نغلب بها العالم .. هذا الذي يحدد عمل ربنا يسوع المسيح في حياتك ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل