العظات
الفضيلة والدوافع الجمعة الأولى من شهر كيهك
عودتنا الكنيسة في تذكار الأنبياء أن تتلو علينا ويلات الكتبة والفريسيين وكأنها تريد أن تعرفنا أن الأنبياء جاءوا منذرين للشعب ومهمتهم أن يقوِّموا كل تعدي صادر من الشعب وكأن صوت الأنبياء ينقذ كلٍ منا إلى خلاص نفسه .. إن أعمال الكتبة بها حماس واهتمام .. إنهم يطوفون الأرض والبحر ليتحول فرد واحد إلى اليهودية .. حياتهم مليئة بالتدقيق في كثير من الأمور يعشرون النعنع والشبث( مت 23 : 23 ) .. من هنا نبحث عن أهداف الإنسان وأعماله .. فرد علينا الآباء القديسين بقولهم﴿ إن أردت أن تبحث عن القداسة في داخلك إسأل دوافعك ﴾ .. مثال على ذلك إن كنت صائم فما الدافع لصيامك ؟ بلا دافع أو لأنه لا يصح أن تصوم الكنيسة وأنت غير ذلك أو مجاملة لأهل بيتك أو بدون إقتناع ؟ ربما لتقوية الروح أو لأخذ فرصة أكبر للعبادة .. الذي يأتي إلى الكنيسة ما هي دوافعه ؟ روتين .. مجاملة .. رؤية آخرين ؟ ربما لا نستطيع أن نصل لما وصل إليه الكتبة والفريسيين رغم أنه غير مُرضي أمام الله لأنها دوافع ذاتية شكلية منحرفة .. إن الكنيسة تجعلنا نقف أمام أنفسنا كالمرآة لنرى الإنحرافات .. الهموم والمتاعب ومعرفة مدى إشتياقك لله أراد الآباء القديسين أن يعطونا مؤشرات بقولهم ﴿ إن المؤشر الحقيقي يكون عند وقوفك أمام الله في الصلاة ﴾ .. أو بقراءاتك في الكتاب المقدس لأن الدافع هو حب حقيقي .. إحذر أن تعمل أعمال فضيلة وأنت لا تعرف لماذا تفعل ذلك .. فإسأل دوافعك دائماً لأن النفس كثيرة الخداع يمكن أن تتلون وما أسهل أن يضيع هدف الإنسان .. فإن الكتبة والفريسيين عاشوا كذبة قضوا بها عمرهم أجيال وأجيال فتصور ظاهرة الرياء المنتشرة عبر الأجيال .. الله يكره الرياء ويرى شعب يكرمه بشكله لكن بدون جوهر حقيقي .. من أجل هذا يقول القديسين إن قليلاً جداً ذُكرت الويلات لأنه جاء لكي يعطي بركة لأنه نور إعلان للأمم فإنه يعطي تطويبات ولكنه إضطر أن يعطي ويل الله لم يعطي ويل للزناة أو للخطاة ولكنه أعطى ويل للمرائين .. إجعل داخلك نقي في تصرفاتك في أعمالك .. في كلامك .. في صلاتك في القداس وكما يعلمنا الآباء القديسين بما يسمى * بالغرض المستقيم * .. لماذا أصلي ولماذا أقف ولماذا أصوم ؟ إبحث في داخلك عن الدوافع الغير صحيحة وقاومها وضعها أمام الله حتى لا تكون كالقبور المبيضة ومن الداخل عظام أموات ورائحة عفنة في الشريعة اليهودية كل من يمر على أحد القبور أو جاء ظله على قبر وهو في طريقه إلى أورشليم ليقضي الفصح فإنه يتنجس ولا يصح له أن يُعيِّد الفصح خاصةً الغريب الذي يأتي ولا يعرف أماكن القبور فاستقروا على أن تُدهن القبور عند قدوم العيد بالأبيض حتى يصير علامة للغريب إكشف نفسك أمام الله حتى ترى ما يجب تغييره لذلك يحدثنا الله عن النظرة الرديئة وعن محبة العالم والمال الذي هو أصل كل الشرور .. ربنا يريد أن يدخل ويكشف أعماق الإنسان .. قديماً أمر الله الكهنة بإرتداء ملابس خاصة برئيس الكهنة مكونة من ثلاث قطع .. الجزء الخارجي عبارة عن ثوب أزرق × أحمر ويُجدل من خيوط الذهب .. والطابق الثاني من اللون الأزرق السماوي والجزء الأخير الداخلي يكون من اللون الأبيض لأنه ملاصق بالجسد .. لأن إذا كان الشكل من الخارج براق وجذاب فالمهم جداً أن من الداخل يكون أبيض .. الرداء الخارجي بلا أكمام حتى تظهر الأكمام البيضاء لأن النقاوة الداخلية يجب أن تنطبع على الأعمال فتظهر في الأيدي وأسفل عند القدمين لأن النقاوة الداخلية تظهر في الأعمال وفي الطريق نقي أولاً داخل الكأس لأن الله يهتم جداً به وهو الوحيد الذي يعرفه معك لذلك يجب أن أعرض ما بداخلي أمامه لأنه يعرف أعماق الإنسان .. يعرف كل إرادة قبيحة وكل دافع منحرف .. لذلك تهتم الكنيسة بأن تذكرنا بالويلات لتقول لنا إحذر أن تعيش في العهد الجديد وأنت إنسان شكلي مرائي كن صادق مع نفسك لأنك حبيت ربنا من كل قلبك .. أُضبط دوافعك الحقيقية واكشفها يقولوا ﴿ إن بداية معرفة الله الحقيقية هي بداية معرفة النفس الحقيقية ﴾ .. من هنا قال لهم ربنا يسوع أنكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس فأنتم لا تدخلون ولا تجعلون الآتين يدخلون لأنكم صعبتم الأمور على الناس تخيل أنه وصل الأمر إلى أن الشخص إذا لزم الأمر أن يغمض عينيه لكي لا تعثره مما يجعله يتخبط في طريقه في الناس والحوائط فكان يرى نفسه أكثر كرامة من غيره إذا زادت عدد الخبطات في رأسه .. وكانت هناك فئة تدعى * المرضودين * وإذا سألت أحد منهم عينك فقط المغلقة أم قلبك أيضاً ؟ إقلع عين الشر الداخلية .. جاهد .. رأوا اليهود أن المسافة بعيدة جداً عليهم .. أين هم من المخبوطين ؟ الناس كانت تستصعب الحياة مع ربنا يسوع لذلك قال الله للكتبة والفريسيين أنتم أخذتم مفاتيح المعرفة ولكن لم تدخلوا ولم تدعوا الداخلون ليدخلوا .. فإن الناس كانت تتبعهم لأنهم لا يعرفوا ما ورد في التوراة لأن النسخ كانت نادرة جداً والناس تعتمد على الكتبة في التوجيه لأنهم فقط الذين يملكون نسخ من التوراة .. لذلك الرب يسوع كان يتحدث ويخاطب بإسلوبين :-
(1) أما قرأتم (2) أما سمعتم
لأن عامة الشعب كانت تعيش على السمع فقط دون القراءة لذلك إنطباعهم كان أن الوصية مستحيلة وصعبة إسأل دوافعك ومقدار الحب الذي تنفذ به الوصية شوف ضعفك وضعه أمام الله والله هو الذي يكمل نقائصنا
ويسند كل ضعف فينا آمين
طوبى للمساكين بالروح الجمعة الاولى من شهر نسئ
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحدآمين .تحلعلينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكلأوان إلى دهر الدهور كلها آمين .
إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا مار لوقا البشير الإصحاح٦،حينما كان ربنا يسوع المسيح يمضي الليل كله في الصلاة،ثم ذهب إلى تلاميذه وبدأ يتكلم معهم،وبالطبع كان هناك ضغوط كثيرة على تلاميذه، ضغوط من أنفسهم فكانوا يسألون أنفسهم هل الذي تركنا كل شيء وتبعناه هو يضمن لنا حياة،هل سنعود ثانيةللماضي الذي كنا نعيش فيه، ضغوط من المجتمع فقد كان هناك أشخاص ضد ربنا يسوع المسيح وبالتالي كانوا ضد التابعين له، لكن ربنا يسوع قام بتصحيح أفكارهم، وقال لهم أنكم ستكونوا أشخاص مختلفة لأن مصيركم ومكافأتكم ليست على الأرض،هيا لنطبق الكلام على أنفسنا نفس الوضع، أحيانا يأتي إلينا هذا الشك هل أنا مع السيد المسيح وأنا أسيرمعه في حياتي، وأعيش معه،مطلوب مني تنازلات في أمور كثيرة، لكن هل سيقوم بتعويضي،هل سأظل سعيد،هل أشعربالندم يوم ما على أنني تبعته،ومن الممكن أيضا أن من حولي يقولون ليلا تكون متدين كثيراً وكن شخص عادي،هنا ربنا يسوع قال لهم لا كن حذر، رفع عينيه إلى تلاميذه وقال لهم "طوباكم أيها المساكين بالروح لأن لكم ملكوت السموات، طوباكم أيها الجياع الآن لأنك ستشبعون،طوباكم أيها الباكون الآن لأنكم ستضحكون،طوباكم إذا أبغضكم الناس وأفرزوكم وعيروكم وأخرجوا اسمكم كشرير من اجل ابن الإنسان، افرحوا في ذلك اليوم وتهللوا فهوذا أجركم عظيم في السماء"، ربنا يسوع يا أحبائي يريد أن ينقلنا من حياة أرضية إلى حياة سماوية، من اهتمام أرضي إلى اهتمام سماوي، من حياة حسب الجسد إلى حياة حسب الروح، فيقول لنا إذا كنتم تعابى، متضايقين،مضغوطين،حزانى، جياع، مضطهدين طوباكم،نقلا لموضوع في أذهاننا للعكس تماما فماذا هو؟، بدلا مما كنت أقول لنفسي ماالذي يجعلني في هذا الحال؟،و لماذا لاأعيش مثلي مثل باقي الناس؟بدأ يقول لي لا فأنت طوباك،هذه الرسالة يا أحبائي لابد أن تأتي داخل قلوبنا، و كلمة الإنجيل تدق في قلبك وتقول لك طوباك.ولكني أعيش مضطهد، أنا لست آخذ لحقي يقول لك طوباك،أناأعيش ولست أتمتع بالدنيا مثل الباقين فالإنجيل يحاصرني، كلمة ربنا تقيدني هل أنت بذلك تشعرأنك محروم؟ أقول لك لا،فأنت طوباك، وأول تطويبه قال طوباكم أيها المساكين بالروح،ما هذا المساكين بالروح؟، هل الروح تكون مسكينة؟، يقول لك نعم الروح تكون مسكينة بمعني أنها روح خاشعة، روح منكسرة، روح منسحقة، روح غيرمتشامخة، غير متعالية، غير متكبرة، غير متغطرسة لأن في الحقيقة ياأحبائي أساس جحود الإنسان يأتي من كبريائه، أساس ضعف الإنسان يأتي من شعوره أنه قوي ويستطيع،على عكس المسكين بالروح الذي يقف أمام الله ويقول له تصرف أنت يارب، المسكين بالروح هوالذي باستمرار يقف أمام الله ويعلن ضعفه أمامه، المسكين بالروح الذي يقف أمام الله ويضع كل همومه أمامه في ثقة أنه يستطيع حلها، المسكين بالروح الذي لا يفكر كثيراً في قدراته وفي نفسه لذلك معلمنا داود يقول في المزمور "لأن الرب لا يسر بساقي الرجل"، مامعني ساقي الرجل؟ أي قدرته، قوته، إمكانياته الشخصية، الرب لا يسر بساقي الرجل بل يسر الرب بخائفيه وبالراجين رحمته، هذه هي الصفة التي تفرح الله، متى؟ عندما يكون الإنسان مسكين بالروح،ما الذي يجعل الإنسان يبتعد؟ ذاته، غروره، قدراته، نفسه،أنا أستطيع وأنا أعرف، لكن بمجرد أن يتواضع الإنسان يا أحبائي، وبمجرد أن يشعر الإنسان داخله أنه مسكين بالروح، نعم الله تنسكب عليه، يوجد مثل يقول لك "المياه لا ترتفع في العالي"، كذلك النعمة لا تسكن في المتكبرين، لا تستقر،فإذا وضعنا قليل من المياه في مكان تجدها في النهاية تستقر في أكثرمنطقة منخفضة، كذلك المسكين بالروح فنفسه هذه هي موضع استقرار للنعمة، النعمة تستريح داخله، لماذا؟ لأنه لايتكل على ذاته، ولا على قدرته، ولا على غناه، ولا على ذراعه، بل على الرب إلهه، من هنا ياأحبائي قال لهم أنتم والتلاميذ مساكين بالروح فطوباكم،أتريدون أن تتحولوا لأشخاص متكبرة وأقوياء، وتستطيعوا فعل هذا وذاك، لكنك سوف تفقد سماتك كمسكين بالروح،وحينئذ تفقد معها ملكوت السماء، تفقد ميزتك وقوتك،ماذا كانت خطية أبونا آدم من الأساس؟الكبرياء،يريد أن يصير مثل الله، مثل العلي، يريد أن يكون معادل لله، هذا يا أحبائي أساس مشكلة الإنسان في كبريائه وغروره وعناده وزيغانه، لكن عندما يكتشف الإنسان ضعفه وعندما يقول له ارحمني يارب فإني ضعيف، يقول لك نعم، هذا هو.لذلك معلمنا داود النبي ربط بداية معرفته بالله بالاتضاع،قال "قبل أن أتواضع أنا تكاسلت"،حين لم أكن متضع أنا كنت كسلان على أنني أجئ إليك،وكنت أحل أموري بفهمي،بذراعي، بإمكانياتي قبل أن أتواضع أنا تكاسلت،قال له طوباكم أيها المساكين بالروح، اسأل نفسك هل أنت مسكين بالروح،مسكين بالروح أم دائما تفكر في نفسك، دائما تشعرأنك سوف تفعل كل شيء وتشعر أنك أفضل من الجميع،وفقدت مزاياك بأنك مسكين بالروح،أرأيت المثل الذي قاله ربنا يسوع المسيح عن الفريسي والعشار،رأيت الرجل العشار، إنه يوجد لديه صفات سئيةكثيرة لكنه مسكين بالروح فقط، وقف من بعيد لم يشأ أن يرفع رأسه، وقال ارحمني أنا الخاطئ،مسكين بالروح يا أحبائي يستطيع أن يغتصب مراحم الله، يستطيع أن يفتح له أبواب الملكوت المغلقة لأنه مسكين بالروح،والذي يظل يقول أشكرك لأني لست مثل باقي الناس الخاطفين، الطامعين الزناة هذايغلق أمام نفسه أبواب المراحم،لأنه يعلن أنه مستحق للنعمة،فمن مستحق للنعمة؟!لا أحد مستحق النعمة إلا الذي يعطى هذه النعمة، بأعمالك لا، قال لك "وبأعمالي ليس لي خلاص"، لا من أعمال البر فعلناها بل بمقتضى رحمته،رحمته يعطيها لمن؟يعطيها للمتضعين،لذلك قال "إلى هذا أنظر".إذن لمن تنظر يارب؟ قال لك إلى المسكين المرتعب من كلامي إلى هذا أنظر،فهو يقول لتلاميذه طوباكم أيها المساكين بالروح لأنكم تركتم كل شيء وتتبعوني فالعالم كله ضدكم، كل الأشياء تركتموها من أجلي، العالم يضطهدكم، العالم يفتري عليكم، العالم يحاصركم،قال لهم طوباكم أيها المساكين بالروح،لماذا؟ لأنه يفعل هذه المقارنة دائما،دائما ينقلنا من الأرض للسماء، قال لك لأن لكم ملكوت السموات، الباكون الآن ستضحكون، إذا طردتم الآن وعيروكم قال لك أفرحوا لأن أجركم عظيم في السماء.الله يريد أن ينقل مركز تفكيرنا يا أحبائي للسماء، كل مكافأته سماوية، وكل كلامه ووعوده وعود سماوية، إذا كان الإنسان لا يصدق فلن يستفيد،إذا إنسان لايشتاق للحياة السماوية، كأنك تقول لأحد على هدية وهو لا يقدرها، تخيل إذا كان هناك شخص لايعرف الذهب ولايسمع عنه مطلقاً وتقول له إذا فعلت شيء ما سأحضر لك ميدالية ذهبية، هو لا يعرف هذا الذهب،لذلك يا أحبائي الله يريدنا له،يريدنا في ملكوته،يريدنا نتمتع به، طوباكم أيها المساكين بالروح.الإنسان يا أحبائي حياته تنحصر كثيراً في الغرور، في الذات، في الإمكانيات البشرية، إذا كان لديك إمكانيات مادية فأنت رجل جيد ومتفوق، لديك ذكاء،لديك منصب كبير، جيد كل هذا جيد،لديك علاقات قوية، كل هذا يجعل الإنسان يتكل على نفسه، والذي يتكل على نفسه مقدار ثقته في الاتكال على الرب يكون قليل،لذلك يقول لك "الاتكال على الرب خير من الاتكال على البشر، والرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء"، لذلك يقول لك طوبي لجميع المتكلين عليه، من الذي يتكل عليه يا أحبائي؟ المساكين بالروح،أسال نفسك هل أنا مسكين بالروح؟أنا من داخلي أشعر إنني متضع؟،الحقيقة بأمانة أمام الله هل أنا من داخلي مسكين بالروح؟مسكنة الروح ياأحبائي تقتنى بأن الإنسان يكون موجود باستمرار أمام الله، ويعلم ضعفاته جيدا،الذي يعرف ضعفاته جيداً جدا يقول هل إلى هذا المقدار يارب أنا ضعيف؟،إلى هذا المقدار يوجد بي كل هذه الضعفات وأنت تقبلني؟،مسكين بالروح، لا يتكبر، فعلى ماذايتكبر؟فهو يعرف الضعف الذي به،لا يشعرأنه أفضل من غيره بالعكس فمن الممكن أن يأتي له شعور الخطاة الذين أولهم أنا مثلما نقول في الصلاة، يشعر أنه من الممكن أن يكون غيري يسقط بدون تدبير، بدون إرادة، بدون اشتياق للسقوط، لكن أنا أسقط بتدبير وبإرادة وباشتياق للسقوط،فبذلك أنا أسوأ، عندما يكون يا أحبائي الإنسان مسكين بالروح فإن أبواب المراحم الإلهية تفتح أمامه، ومحبة الله تنسكب في قلبه،طوباكم أيها المساكين بالروح قد رأى التلاميذ بدأ يأتي إليهم تساؤلات داخلهم،فهو يجيب لهم على التساؤلات، رأى التلاميذ بدأوا يشعروا أنه من الممكن لا يستطيعوا أن يستمروا،ويرى الضغوط عليهم كثيرة فيفرحهم.نحن كذلك يا أحبائي لابد أن نأخذ مواعيد الله لنا، لابد يا أحبائي أن نتمسك بكلمة ربنا،لأن حياتنا بدون الوعود الإلهية ستضعف، كشخص يظل يتعب ولايعرف ماذا يأخذ؟!،لا بل أمسك في هذه الوعود، ومثلما نقول مواعيده حقيقية وغير كاذبة، مواعيد صادقة، مواعيد أمينة، هذه المواعيد التي تطمئن، قال لهم طوباكم أيها المساكين بالروح، أنظر إلى آبائنا القديسين قد تتنوع جميع فضائلهم ولكن يشتركوا في فضيلة الاتضاع، لأنه إنسان بدون اتضاع لا يستطيع أن يتذوق النعمة أبدا،القديسين يقولوا أن الاتضاع هو أرض حاملة لجميع الأثمار، كأن شخص لديه أرض بعد ذلك يفكر في أن يزرعها هذا أوذلك لكن المهم الأرض نفسها، كيف يفكر أن يزرع وليس لديه أرض،الاتضاع هو هذه الأرض، أرض حاملة جميع الأثمار، لذلك يقال"أن الاتضاع خلص كثيرين بلا تعب، وتعب كثير بلا اتضاع لا ينفع شيء"، تعب كثير بلا اتضاع تعني أن شخص يصوم كثير، ويعطي ربنا كثير، ويتعب كثير في الخدمة،تعب كثيرلكن بلا اتضاع، لاينفع شيء لأنه تعب لحساب الذات البشرية، والذات تتلذذ بأعمال التي تعطيها كرامة أمام الناس، لذلك هنا يقول لتلاميذه طوباكم أيها المساكين بالروح، أعود ثانية لأسأل نفسي هل أنا مسكين بالروح؟،أنا من داخلي أقف أمام الله وأقول له أنا ضعيف، أقول له ارحمني فإني خاطئ، المسكين بالروح يعرف يسجد، المسكين بالروح يعرف يقرع صدره، المسكين بالروح يعرف يتحدث أمام الله، المسكين بالروح يعرف يكسب الآخرين ومحبتهم، المسكين بالروح لايتعالى على الآخرين، لذلك تجد الجميع يستريح له، لماذا؟ لأن الناس تتعب من المتكبر، تنفر منه، تتضايق منه، لا ترغب أن تكمل حياتها معه، لكن الإنسان المسكين بالروح به علامات جاذبية شديدة، إنسان يفرح من حوله،لذلك يثبت الله فينا هذه التعاليم يا أحبائي، كلما تضغط عليك الدنيا، وكلما تتضايق، وكلما تشعر أن الظروف ضدك، وكلما تشعرأنك محصور في دائرة حزن اقرأ هذه المواعيد،عندما يقول لك طوباكم أيها المساكين بالروح،عندما يقول لك طوبى لكم أيها الحزانى الآن لأنكم ستضحكون،الإنجيل يعطينا وعود يا أحبائي، ويجعل نظرتنا لا تكن فقط نظرة إلى الأيام القليلة التي نحن نعيشها الآن،لا بل الوعود كلها وعود أبدية،المواعيد كلها مواعيد سماوية، وعلى الإنسان الذي يشتاق وينتظر ويستعد للحياة الأبدية أن يتلذذ بهذه المواعيد.ربنا يعطينا ياأحبائي أن نحيا مسكنة الروح بشعور حقيقي في داخلنا، وأن نعرف خطايانا،ونقربها،ونقف أمام ربنا مثلما نقول في القداس "الذي الكل مذلول وخاضع" نقف أمام الله بشعور الانسحاق بشعور أننا حقا مساكين بالروح، وبمجرد أن نكون مساكين بالروح يكون لنا ملكوت السماء ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماأبديا آمين.
نتبعك يارب بكل قلوبنا
إن المكان الذي يذهب فيه ربنا يسوع المسيح يزدحم جداً بالناس .. كثيرين أرادوا أن يسيروا وراءهُ وتسمع تعاليمه وترى مُعجزاته .. لكن ربنا يسوع أراد أن يُقلل من هؤلاء وهذا ليس لأنه لا يحبهم بل أنه أراد أن من يسير وراءهُ يتبعه بالحقيقة { إن كان أحد يأتي إليَّ ولا يُبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضاً فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً } ( لو 14 : 26 ) .. تبعية يسوع المسيح ليست شكلية أو انفعالية أو لمصلحة .. فإنها يجب أن تكون تبعية قلبية .. كما تقول الكنيسة في صلاتها { نتبعك يارب بكل قلوبنا } .. لماذا طلب ربنا يسوع في وصاياه أن يكون بها نوع من أنواع الجهاد والسهولة ؟ إعتبر يسوع وصاياه عبارة عن مصفاة كبيرة تُصفي الجيد من الردئ .. وصايا تفرز الصالح من الشرير .. يركز على التبعية الحقيقية .. يجب أن يكون هو مركز الحياة والإهتمامات .. وعندما نشعر أن علاقتنا مع الله ضعيفة وفاترة جداً بلا أي عزاء نعرف أن هناك عوائق .. بها لون من الجمود .. أحد القديسين يقول لابد أن تُخلي المكان ليسوع .. لا يستقيم أن يكون قلب الإنسان بهِ إهتمامات كثيرة تأخذ عقله وفكره ويريد أن يسير مع يسوع !ثم قال لهم أيضاً { ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً } ( لو 14 : 27 ) .. الله أمرنا بمحبة الأعداء وبهذا نقول أنه لا يريد أن نُبغض الأقارب ولكن يريد أن لا يكون الأهل مركز الإهتمام والعواطف وكل شحنات العاطفة التي يجب أن تكون ليسوع والأمور الروحية الله سمح أن يكون الإنسان محدود حتى تكون طاقة الإنسان المحدودة يوجهها في أمور زمنية .. نرى الإنسان يزداد في إنحصاره ولكن عندما تُوجه إلى أمور روحية نرى عاطفته تنمو .. هذا شرط يضعه الله لنا .. ربنا يسوع لا يفرح بعدد كبير يأتي وراءه ولكنه يفرح بالخائفين له ويُطيعوا وصاياه .. المسيحي الحقيقي ذات النفس الأمينة تعرف من يجلس أمامه بنفس متواضعه وقلبه مرفوع ويشتاق للخلاص من خطاياه .. الله يعقد اختبار لكي يفرز أو يُزكي .. الوصية مجال اختبار ومجال للإعاقة لتُؤدب كثيرين لذلك قال { هذا قد وُضِع لسقوط وقيام كثيرين } ( لو 2 : 34 ) كيف أُبغِض أمي وأبويا وأخواتي وأبنائي ؟ عليك أن تفهم الآية جيداً .. ربنا يسوع يريدك أن تحب كل هؤلاء ولكن من خلاله هو .. تحب الجميع في المسيح .. محبة تُؤدب الجميع لأن الإنسان يحب بطريقة خطأ .. محبة استهلاكية وعصبية وأن هؤلاء هم الذين أستمد منهم أمني ووجودي وقُوتي وسلامي الله يريد أن يفطمنا عن الحياة البشرية وأنا أُوجِد لنفسي وسائل للحياة البشرية .. والله يريدنا أن يكون هو سلامنا وأهلنا .. نرى قديسين يُقدمون أنفسهم شهداء لأنهم أحبوا في المسيح وقدموا أنفسهم وأولادهم عطية للمسيح لابد أن تكون العلاقات الأُسرية في المسيح يسوع .. الأبناء عطية الله لنا لأن البنون ميراث وثمرة البطن عطية من الله ( مز 127 : 3 ) .. فعليك أن ترتبط بالعاطي وليس العطية حتى تنمو العلاقة وتزداد بيني وبين الله وليس الأبناء .. لا تجعل الأبناء تُشغِل عن محبة الله .. لا تجعل الأبناء تأخذ كل التفكير والعواطف عدو الخير يصنع لنفسه مراكز في داخلنا ويصنع مركز في العاطفة .. عدو الخير يجعل العاطفة عند الإنسان تأخذه من الله .. الإنسان يشغِل نفسه وعاطفته بعيد عن الله .. يجب أن تكون العلاقات الأُسرية في المسيح يسوع .. عاطفة للمسيح وليس بعيد عنه لا تندهش عندما تسمع الله يقول أن عدو الإنسان أهل بيته ( مت 10 : 36 ) لأن العاطفة تُوجه توجيه خاطئ .. العاطفة تجعل الإنسان يُشفق على أسرته وهذا يجعله يساعده على الكسل ( أنت مريض لا تذهب للكنيسة .. لا تصوم .. لا تقف ) .. علاقتنا العاطفية عائق وإن كان شكلها أو مظهرها محبة كل من كانوا وراءه كان يريد أن يقول لهم عليهِم أن يُحبوه هو .. والمحبة للأسرة من خلالي .. ويكون هو مركز الحياة .. { اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره } ( مت 6 : 33 ) .. { تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فِكرك } ( مت 22 : 37 ) .. لا يصح أن يكون القلب مقسوم .. إعطي ربنا كل قلبك .. حِب من خلاله كل الناس .. عامل أولادك على أنهم سيورثون السماء معك وهم وسيلة بركة فتحبهم وتخدمهم من أجل أنهم عطية ربنا .. هذه علاقات بلا عثرة .. الله سمح أن يُرينا ذاته من خلال علاقتنا .. لو ضاع الهدف .. لو لم يكن المسيح في المنتصف العلاقة تشوهت { ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً } .. كن أمين في جهادك مع الله .. الحياة مع الله ربما يكون بها ألم ونفقة .. الحياة ليست معهُ سهلة ولكنك يجب أن تحمل الصليب .. لم يجعل هذه الأمور إختيارية فقال " من لا يحمل .. لا يكون لي تلميذاً " نفي مُطلق .. يقول للجميع الذين يسيرون وراءه أنتم حاملين صليب أم أنتم تسيرون ورائي فقط ؟ .. لذلك هو نفسه – الله – حمل الصليب { ينبغي أنهُ كما سلك ذاكَ هكذا يسلُك هو أيضاً } ( 1يو 2 : 6 ) مسيحيتنا مسيحية جميلة صادقة لابد أن نُدركها ونفهمها في عُمقها حتى لا نكون كالجموع الكثيرة التي تسير وراءه .. لذلك خَتَم كلامه وقال { من منكم وهو يريد أن يبني برجاً لا يجلس أولاً ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله } ( لو 14 : 28 ) .. أي هل سألتم أنفسكم ما يجب أن تفعلوه لكي تسيروا ورائي ؟ أنت أيضاً المسيحي فإن المسيحية لها نفقة .. أن تعيش في عفة وأمانة حتى لا يضع الأساس ولا يقدر أن يُكمِّله فيبتدئ الجميع يهزأون به الحياة مع المسيح تريد جدية وأمانة وصِدق .. ربنا يسوع المسيح ينظر إلى كل نفس تتبعه لكي تتبعه بالصواب من كل القلب وهي تحمل الصليب وهو غير مشغول بشئ وتكون مقدسة وهو يُعين في كل الأعمال .. الله يريد أن تكون الوصايا له وليس منه .. هو قادر أن يعطينا نعمة وقوة على تنفيذ وصاياه ربنا يدِّينا قوة ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته وبركته له المجد دائماً أبدياً آمين
الرياء وعلاجه الجمعه الثالثه من كيهك
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهرالدهوركلها آمين .
إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل في بشارة معلمنا متى الإصحاح 23 والذي يقال عليه إنجيل الويلات، دائما في نياحة الأنبياء يقرأ إنجيل الويلات لأنهم كانوا صوت الله للبشرية،وكثير من الناس استجابت وكثير من الناس لم تستجيب،وليس فقط لم يستجيبوا لافهم بدأوا يقاوموا الأنبياء ويقتلوا الأنبياء ويرفضوا صوت الله الذي يأتي لهم عن طريق الأنبياء، وهذا كان أكبر توبيخ لهم عن رفضهم لعمل الله في حياتهم،لكن هل هم أخذوا شكل الأشخاص الأشرار البعيدين عن الله ورافضين صوته، لافهم عندما كانوا يقتلوا الأنبياء كان لديهم إحساس أنهم يدافعوا عن الحق،كانوايعيشون في الشر لكنهم آخذين شكل البر ويعملوا أعمال رديئة وقبيحة لكن يعطوها صورة الحماس والغيرة والدفاع عن الحق، لذلك نجد دائما في تذكار نياحة الأنبياء يقرأ علينا إنجيل الويلات ربنا يسوع في إنجيل متى ابتدأ تعليمه بالتطويبات، وهنا في متى 23 ينهيها بالويلات،بمعنى أنه في البداية يجذب الجموع بأنه يشجعهم ويطوب الفضيلة ويطوب البر ويطوب الرحماء ويطوب الودعاء ويطوب أنقياء القلوب ويطوب المطرودين من أجل البر يطوب كل الفئات التي تعيش في مخافة الله وطاعة الوصية،لكن الذين رفضوا واستهانوا فهم يأخذون الويلات، يارب أنت أتيت لكي تبارك ليس لكي تعطي الويلات، يقول لك لا فالويل للذي يظل يسمع كل هذا الكلام ولا يعمل به بل ويقاومه أيضا، لذلك أنا أقول لهم لأنكم تغلقون ملكوت السموات أمام الناس أما أنتم لا تدخلون ولا تدعون الآتين أن يدخلوا، كانوا يضعون على الناس أحمال عسرة،كانوا يحملون الناس فوق طاقتهم، وكل هذا للأسف بحسب الشكل ليس بحسب البر ولا إرضاء الله، شكل فقط، أهم شيء لديهم الشكل.
ولكي نأخذ درس لحياتنا في ما سبب الرياء؟، وما علاجه؟ في الحقيقة نستطيع نقول أن سببه أمرين، وعلاجه أمرين عكس السبب بالضبط،الرياءسببه أساساً كبرياء وحب ظهور، وعلاجه اتضاع وخفاء،الكبرياء فهو يريد أن يأخذ شكل أنه رجل متدين جداً،يريد أن يثبت للجميع أنه أفضل منهم فماذا يفعل؟ يظهر نفسه أنه صائم جداً، وجهه عابس،يظهر نفسه أنه مجهد جداً من شدة الصوم،فهل أنت تريد أن تصوم لأنك تريد أن ترضي الله بمحبة له؟، هل الدافع لديك من داخل قلبك؟، لافي الحقيقة هو فقط بالأكثر يريد أن يقول لهم أنا أفضل منكم،يريد أن يأخذ شكل البر،يريد أن يقول لهم أنا أفضل منكم كلكم،يريد أن يقول لهم أنظروا كم أنا رجل بار!،رجل تقي!،أنظروا كم أنا أحب وأخاف الله، كل ذلك بحسب الشكل، ذاته، من الممكن يا أحبائي أن الإنسان يعمل أعمال كثيرة في حياته إرضاء لذاته وليس لإرضاء الله،من الممكن أن يعيش الإنسان في أموركثيرة جداً يكون أهم شيء فيها شكله، أهم شيء فيها الناس ماذا ستقول عليه، مرض خطير جداً مرض الكبرياء والرياء يا أحبائي فهو مرض يصيب الإنسان في مقتل،لماذا؟، لأنه يحول هدف الحياة من إرضاء الله إلى إرضاء الذات والناس،يكون أهم شيء لديه شكله،يدققون في الوصايا جداً،ليت هذه الجموع كانت تدقق في الوصية من أجل طاعة الله ومحبته فيكونوا قديسين عظماء جداً، كثيراً ما رأينا قديسين تدقق لكن في الخفاء، لا فهو يدقق ويحفظ الناموس، الناموسين يا أحبائي كانوا يحفظون أسفار موسى الخمسة بالكلمة،لم يخطأ في حرف، تخيل أنت شخصي حفظ أسفار موسى الخمسة عن ظهر قلب،بمجرد أن يحفظهم يأخذ لقب ناموسي،يظل يحفظ ويحفظ من أجل أن يأخذ لقب ناموسي، تخيل أنت شخص يكون الإنجيل بالنسبة له تجارة، الإنجيل بالنسبة له معرفة،الإنجيل بالنسبة له عقل،فماذا فعلت منه؟ لا فهو يحفظ فقط، وكان كل شخص يدخل في فئة يحب أن يكون متقدم جدا في هذه الفئة، الناموسي يحفظ ولكن الكاتب يفسر،فالكتبة أعلى منهم، هؤلاء الكتبةكانوا يفسروا غوامض الأمور التي في الأسفار،تأتي لتقرأ تفسير الآباء القديسين تجد أن أبعادهم كلها حب لله،الله فتح لهم غموض وفتح لهم أسرار وأعماق من كثرة محبتهم،إقرأ للقديس يوحنا ذهبي الفم، إقرأ للقديس أوغسطينوس تأملاته في الكتاب المقدس تقول ما هذا؟!، كيف أخذوا هذا الكلام؟، كيف عرفوا هذه الأسرار؟،يارب!أنا قد قرأت هذه الإصحاحات مئات المرات ولم تأتي لي هذه الفكرة التي يتكلموا عنها،الله كشف لهم أعماق كثيرةجداً لأنهم كانوا يفسرون بحب، لكن الآخر كان يفسر ليس حب في كلمة الله، ولا في حب الله ذاته،لكن لكي تألهه الناس، كل ما يهمه هو الناس، كل شيءذاته، أهم شيء هو نفسه،وصلت بهم الدرجة أنه لكي تمدحهم الناس كان يمكن أن أفراد منهم يمشون وهم مغلقين أعينهم،ليمثلوا أنهم نساك،وأنهم أشخاص لا تريد أي عثرة،لايريدون أن ينظروا وجه امرأة،لايريدون التأمل في مباهج الحياة،يسير وهو يغلق عينيه، فكان عندما يسير يظل يصطدم بالناس، وفي الجدران،لدرجة أن هؤلاء أصبحوا فئة اسمها المرددون، وكان يعتبر نفسه كلما كان رجل تقي أكثركلما كان لديه جروح أكثر، كلما كان في وجهه تشوهات ليرينا أن كل هذا ثمن الوصية، إنه مسكين، لذلك في النهاية قال لهم ويل لكم،قال له أنك إذاأتيت لله بقلب خاطئ وأنت خاطئ فعلا،لكن أتيت إليه بقلب خاطئ أنت أرحم بكثير،الخاطئ يكون ارحم بكثير منك،فالذي تفعله يبعدك،الذي تفعله يجعلك تأخذ شكل ومجد ليسلك، يجعلك بدلاً من أنك تريد أنت فعل الوصية يبعدك عن الوصية،بدلاً أن يعطيك بركة يعطيك لعنة،يعطيك ويل،الذات، هذه الذات خداعة جداً ياأحبائي،قم بفحصها تجد هذه الذات أساس البغضة وأساس حب العالم وأساس كراهية، الذات أساس الخصام،الذات أساس حب المال،الذات حب الكرامة، حب المتكآت الأولى، شكل التقوى، كل هذا من الذات، إلى هذا الحد؟!، أقول لك نعم الذات،هذه الذات خطيرة جداً، يريد الإنسان أن يكون جيد،يريد الإنسان أن يكون أحسن من كل الناس، وبمجرد أن يري شخص جيد يشعر بالغيرة،لا يقدر،الذات تذل الإنسان وتهينه، وبالطبع هذه الذات كلما الإنسان ترك نفسه لها لا تقف عند حد معين، بل تظل تكبر وتكبر إلى أن تنتفخ جداً،إذا قال له أحد كلمة أو ملحوظة أو رأي تجده قد ثار وغضب، لكنك كنت تظل تتكلم عن الاحتمال،أنت تحفظ الوصايا،لكن لا يستطيع، لا يحتمل،إذ اقام شخص بعمل شيء فيه حتى وإن كان بسيط لا يحتمل، لماذا؟الذات،هؤلاء هم الكتبة والفريسيين المراؤون،هذه الذات يا أحبائي التي أحدرت السمائيين إلى الأرض،منهم؟! رتبة الشيطان (سطانائيل)،ما الذي أصعده؟قال أصعد إلى برج عالي، يريد أن يصير مثل الله،هذه الذات،الذات هي أساس خراب الإنسان.لذلك يا أحبائي نتعلم من الكتبةوالفريسيين الانسحاق على مستوى تعلم الفضيلة من نقيضتها،هناك آباء قديسين كانوا ينصحونا هذه النصيحة يقول لك تعلم الفضيلة من نقيضتها،أحد الآباء يقول لك تعلمت الصمت من الببغاء، بمعنى أنه عندما ترى نقيض الفضيلة تكرهها، فمن الممكن أن شخص يتعلم الطهارة عندما يرى دنس،من الممكن شخص يتعلم النسك والزهد من كثرة ما يرى أناس تعيش في طرف،يقول ما هذا الذي يعيشون لأجله؟!،هل هذا هدف؟، هل هذه سعادة؟،هل هذا الذي يفرح؟، من الممكن أن الإنسان يتعلم الفضيلة من نقيضتها،الكتبة والفريسيين يعلمونا معنى الخفاء،ومعنى الاتضاع،إذاذهبنا في هذا الطريق سنكون ذهبنا وراء منهج الفريسي ونحن نريد أن نسير خلف منهج العشار.لذلك يا أحبائي الويل لهم،وظل يقول لهم أنتم قادة عميان، قائلين من يحلف بالهيكل فليس بشيء ومن يحلف بذهب الهيكل كان عليه، أيها الجهال والعميان أيهما أعظم الذهب أم الهيكل الذي يقدس الذهب، فإنهم تركوا جوهر الأمور وتمسكوابالشكل،بالحرف، أصبح لديهم ذهب الهيكل هذا هو الغالي، والهيكل نفسه هذا ليس له اهتمام،هل من الممكن أن تحلف بذهب الهيكل؟! لا فهي تكون مشكلة كبيرة،لكن تحلف بالهيكل نفسه ليست مشكلة، قال لهم أيهما أعظم الهيكل أم الذهب؟،ما قيمة الذهب وهو غير موجود في الهيكل؟!، الهيكل هو الذي يعطي للذهب قيمة، وظل يقول لهم أنتم تعشرون النعناع والشبت والكمون وتركتم عنكم أثقل الناموس الحكمة والرحمة والإيمان،يعشر النعناع، تخيل أنت عندما يأتي ليقدم التقدمة إلى الله كل شيء في بيته يوزنه ويأتي بالعشر،تخيل إذاشخص لديه قليل من الكمون يأتي بعشرهم،لديه ملح يأتي بعشرهم،لديه نعناع يأتي بعشرهم،إلى هذا الحد أنا مدقق، هذا شيء جميل، لكن هل تدقق في مشاعرك، في أفكارك، في لسانك، في حركاتك، في اهتماماتك الروحية، في إرضائك لله، هل تدقق من داخلك في تطبيق الوصية أم أن الفكرة هي أنك تزن كل شيء لديك وتعطي العشرلله، لافأنت تمسك في الشكل،فمثلاً كان يقول لك إلى الآن لديهم عيد اسمه عيد الفطير،الذي يكون بعد الفصح، يقول لك عيد الفطير هذاالشخص لابد أن يفتش بيته باجتهاد لئلا يكون هناك أي قطعة خميرة في أي ركن من البيت،ويضئ شمعة ويظل يبحث في أركان البيت لئلا تكون هناك قطعة خميرة صغيرة، تصور إلى الآن الجماعة اليهود المتشددين الذين لديهم مخابز بالطبع لابد أن يكون في مخبزه خميرة فيأتي قبل عيد الفطير ويقوم ببيع هذا المخبز على الورق لشخص آخر يكون غير يهودي،و بعد العيد ينقل الملكية مرة أخرى لنفسه، أنظر إلى أي حديبحث عن كيف يطبق الوصية بحرفها، لكن ماذاعن الجوهر؟،ما شكل داخل قلبك؟، هل أنت تبحث داخل قلبك على أي خمير؟،لذلك معلمنا بولس قال لهم الخمير هوخمير الشر،ماذا أنتم تفهموا؟نقي قلبك من خمير الشر،الخميرالعتيق، هذا هو الذي تنقي قلبك منه، ليست مشكلة الخميرة،ليس المقصود به مجرد خميرة،لذلك قال لهم نعيد بفطير، ماذا يعني نعيد بفطير؟ يعني نعيد بطهارة،يقول له يا من فتش أورشليم بسراج،أنت أيضا فتش قلبك بسراج أبحث داخله عن خميرة، هل داخله خطايا، داخله رياء، داخله غرور، داخله حب العالم، وحب المال، إلخ،هذا هو الخمير الذي تنقيه منه لذلك الكتبةوالفريسيين يعطونا درس كم يفعل الإنسان من أعمال كثيرة جداً لكنها غير مرضية أمام الله، أعمال كثيرةجداً، يقول لك لابد أن يسير الشخص عدد خطوات معينة يوم السبت،ولا يتحدث يوم .... ويعمل .....،أمور كلها في منتهى التدقيق لكن للأسف جوهرها ليس هو الحب لله، بل حب الظهور، حب المتكآت الأولى، حب مدح الناس، حب أن يأخذ كرامة في أعين الناس، ما هذه الأمور ياأحبائي؟هذه مشكلة الإنسان عندما يفقد هدفه، ويفقد من عقله أنه موجود أمام الله، ونسى الله،وبدأ يفكرفقط في الناس،ما العلاج؟ العلاج العكس بالضبط الاتضاع والخفاء،ما معني اتضاع؟ يعني أني دائما أتذكرأنني مجرد انسان يد الله هي التي صنعته، شكلته،أخذني من تراب الأرض، وصنعني، وأنا ما أنا، وأنا لا يسكن في شيء صالح،وأعرف خطاياي جداً،وأعرف ضعفاتي جداً.
الاتضاع يا أحبائي يقول عليه القديسين أنه أرض حامله جميع الأثمار لأن الإنسان من نفسه تكون نفسه مسكينة، المساكين بالروح، أول التطويبات المساكين بالروح،يقولون عن أحد رهبان سوريا جاءلزيارة أديرة مصر كانوا دائما يحبون أن يتجولوا ويزوروا الأبرار ليتعلموا منهم دروس ويذهبوا ينقلون خبرتهم لبلادهم، مثل دير السريان كان من كثرة محبة الآباء السريان لمصر أتوا وبنوا دير في مصرلكي يتتلمذوا على آباء برية مصر،فكانوا عندمايعاودوا إلي بلادهم ويتحدثوا عن رهبان مصر يقولون "نحن عجبنا لقوم ينكرون فضائلهم ويظهرون أخطائهم، ينسبون إلى أنفسهم أخطاء ليست فيهم وفضائلهم ينكرونها". كل البشرتفعل غير ذلك، كل البشر تنسب إلى نفسها فضائل وتنكر أخطائها،ولكن هؤلاءالرهبان ينكروا فضائلهم الموجودة فيهم وينسبوا لأنفسهم أخطاء ليست فيهم،فمثلاً القديس الأنبا مكاريوس عندماقالوا له أنت أخطأت مع فتاة وأصبح لك طفل قال لهم نعم،بمعنى أنك توافق أنك زنيت وأصبح لديك طفل يقول نعم أنا موافق، والفضيحة التي تأخذها قال أنا محتمل الفضيحة،وعندما أقرت هذه الفتاة بما حدث معها وبرأت القديس أتوا ليعتذروا تخيل أنت شخص يسترد كرامته المفقودة لسنين، وذل وإهانة فهم اربطوه بجرار واستهزأوا به إنها فضيحة،وعندما ذهبوا ليعتذروا له ترك المكان ومضى ما هذا؟ نفس متضعة لا تنتظر مديح من الناس،عكس الكتبة والفريسيين يكون ممتلئ أخطاء وينتظر مديح من كل الناس،لكن لا هذا ممتلئ بر ويظل يأخذ من الناس إهانة، وعندما يقومون بمديحه يهرب من هذا المديح،أقول لك هذا عكس الكتبة والفريسيين، فهو ممتلئ اتضاع وممتلئ حب خفاء،الاتضاع يا أحبائي أن الإنسان يعرف أنه موجود في حضرة الله،والموجود في حضرة الله وأمام بر الله هو من ذاته يتصاغر، لماذا يتصاغر؟لأنها عملية مقارنة عندما يقارن نفسه بنفسه أو يقارن نفسه بالناس من الممكن أن يشعر أنه قامة كبيرة قليلاً، لكن عندمايشعرأنه موجود في حضرة الله، الكلي القداسة،يشعر أنه لاشيء، هذا هو ياأحبائي الاتضاع الحقيقي، عندما يجلس شخص مع شخص مثله يشعر أنه مساوي له،لكن عندمايجلس مع شخص أقل يشعرأنه أعلى،فعندمايجلس مع شخص كبير جداً جداً،تخيل مثلاً كاهن يجلس مع كاهن لكن إذا كان كاهن مع أسقف يشعرأنه أقل قليلاً أما إذا كان كاهن أمام بطريرك يشعرأنه قليل جداً، الإنسان كلما كان موجود في حضرة الله يشعرأنه قليل هذايا أحبائي الاتضاع، الاتضاع أن الله يكشف للإنسان أخطائه وضعفاته فيشعرأنه إنسان خاطئ، ويقول على نفسه فعلاً أنه أول الخطاة،يقول الخطاة الذين أولهم أنا، هذا الإنسان المتضع أما المتكبر ماذا يقول؟ يقول لا بل الناس هي الخطاة، الناس هي التي تفعل ...،...،...،... ويلقي كل الاتهامات على الآخرين، وهو بريء، مظلوم.لذلك يا أحبائي نحتاج جداً أن نقتني فضيلة الاتضاع،والاتضاع تجلب خفاء،أن لا تعرف شمالك ما تفعله يمينك،يكون يحيا الخفاء جدا،يحب يفعل أعمال كثيرة جداً لا تنسب إليه بل تنسب لغيره،يحب يفعل أشياءكثيرة جداً وهو لا يظهر أبدا،يحب يكون بينه وبين الله أسرار،عمق عطايا ،عبادة، يخفي صومه، يحب يخفي عطاياه،يحب يخفي دموعه، يحب يخفي انفعالاته،هناك أشخاص أخري تريد أن تظهر انفعالات من أجل الناس فقط، شخص يريد أن يظهر دموعه لأجل الناس فقط، يا للرياء.لذلك يا أحبائي الرياء مرض خطير،مرض خطير يا أحبائي عندما يصيب الإنسان، كلما الإنسان تأصل في داخله شعور بوجود الله أحب الخفاء لأنه يرضي الله،أبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية،فهو يفعل الفضيلة من أجل الله موضوع الناس لايشغله أبدا، وموضوع رأي الناس فيه موضوع لا يشغله،لأنه يعرف ما هو عند الله، هو يحب الله جداً،يرضي الله جداً، الله يسيطر على فكره وقلبه ومشاعره،وأي شيءيفعله فهو يفعله من أجل الله فالناس موضوع هامشي جداً، لدرجة أن معلمنا بولس الرسول قال "إن كنت بعد أرضي الناس أنا لست بعد عبدا للمسيح" أنا لاأسير بحسب فكر الناس ولا حسب هوى الناس، لا أنا أفعل الحق.لذلك ياأحبائي تجد الإنسان الذي يعيش في بر الله ومحبة الله يتقن تمام الحياة الخفاء،كثير من الناس ياأحبائي نعرف عنها أسرار بعد نياحتها،كثيراً ما نعرف عن ناس أعطت عطايا كثيرة جداً،وتعول بيوت كثيرة جداً، ولا أحد كان يعلم بها،كثيراً ما نعرف أن هناك شباب صغيرة يمكن أن يكون حدث لهم ظروف في حياتهم ونعرف أنه كان يصرف على أسر، يا ابني من أين كنت تأتي بمال لكل هذا؟ كان يخدم مرضى، كان يذهب يخدم قرى،بدون أن يعلم أحد، لأن كلما الإنسان ياأحبائي كان داخله حضور الله أصبح هناك خفايا بينه وبين الله، حكايات بينه وبين الله،عندما الناس تزيد قيمتها في أعين الإنسان يكون يريد أن يعمل أي عمل حتى وإذا كان صغير، يكون مثلما الذين يأتون ببوق لكي يجمعوا الناس لكي يعرفوه مما يفعلوه، حب الخفاء جداً لأن أي عمل منظور هو عمل تتوقع له آفات كثيرة، أي عمل منظور توقع منه أنه يكون له حروب كثيرة، أي عمل منظور توقع أن نتائجه ستكون نتائج غيرمضمونة، كلما يعيش الإنسان يا أحبائي في بر ومخافة الله كلما كان يفعل العمل وهو لديه طلبة في قلبه أن الله يحرس هذا العمل ويخفيه، فتجد شعوره أنه ذا العمل بينه وبين الله يزيد ويزيد وتكون هذه هي متعته،يكون لديه لذة،لديه لذة في أنه يعيش في هذا الخفاء، وصلب القديسين يا أحبائي لدرجة أنه كان من الممكن أن يدعي على نفسه أنه"عبيط" آسف في الكلمة، القديسة التي ادعت على نفسها أنها "هبيلة"، لماذا تفعلي هذا يا ابنتي وأنتي بنت ملك، القديسة أناسيمون بنت ملك تتصنعي أنك هبيلة ويعطوك الأعمال البسيطة والحقيرة ويظلوا يستهزؤون بك طوال النهار ومحتملة، محتملة لدرجة أنهم يقولون عندما قام راهب قديس بزيارة هذا الدير فيحضروا له كل الراهبات فيسأل الراهبة يقول لها لازال هناك راهبة لم تأتي،فقالت له لا، لا يوجد، فقالت له البنت الهبيلة، قال لها الهبيلة هذه هي التي أنا كنت أسال عنها،قال لها أخشى أن أقول لك أن هذه الهبيلة هي أكثر العاقلات،فأتت إليها وجعلتها تعترف لها في الحديث، قالت لها ولماذا تركتينا نفعل بك كل هذا الكلام؟!،قالت لها أنتم كلكم أبرار، كلكم أبر مني، لا يوجد بينكم مستهزئة، وحينما اكتشفوا سرها تركت المكان ومضت.كلما الإنسان يا أحبائي أحب الخفاء،أحب أن يكون بينه وبين الله عمق خفي شديد جداً، والناس لا تكون الأمر الذي يشغله.ربنا يعطينا أن نقتني اتضاع حقيقي يرضيه،ونقتني خفاء في أعماقنا.يكمل نقائصئاويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهناالمجد دائما أبديا آمين.
كثيرة هى احزان الصديقين الجمعة الرابعة من شهر بابة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلهاآمين .
تقرأ علينا الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا لوقاالاصحاح 12، وهي تحتفل بقديس عظيم هو القديس إيلاريون وهو من أشهر الآباء الرهبان النساك، فيتكلم عن "كثيرة هي أحزان الصديقين ومن جميعها ينجيهم الرب"، وكأن الإنسان الذي أحب أن يعيش مع المسيح لابد أن يعيش من الباب الضيق،والباب الضيق ممتلئ بالإحزان، لكن على قدر امتلائه بالأحزان فهوممتلئ أيضا أفراح، إذا كان القديس إيلاريون يقول لك عنه في سيرته كان يصوم بالأسبوع، وكان يسير بالباب الضيق،يرفض تنعمات الجسد،إذن من المؤكد أن هذه الأمور من الممكن أن تجعل الإنسان متضايق، أقول لك بحسب الشكل يمكن أن يحدث ذلك، لكن أنظر إلى الفرح الروحاني الذي يأتي له،أنظر عندما يقول الصديقون يفرحون ويتهللون أمام الله ويتنعمون بالسرور،تجد شكله من الخارج شكل رجل فقير وبسيط، تقول ما الذي يجعله يعيش هذه الحياة؟، ما الذي يجبره علي ذلك؟، ما الذي يجبره أن يترك أحبائه ويعيش في مكان منعزل ويأكل القليل؟،ما الذي يجبره أن يعيش بلا نسل؟، ما الذي يجبره أن يعيش بعيد عن تنعمات الحياة ؟،فإن الإنسان يظل يأخذ من تنعمات الحياة ولا يشعر بالسعادة والفرح، فماذا يفعل هذا؟ أقول لك لا فإنه وضع يده علي كنز آخر، لأنه اكتشف جوهرة أخرى غالية الثمن،فهويتهلل أمام الله ويتنعم بالسرور،لذلك الكنيسة تختار لنا الفصل الذي يقول "لا تخف أيها القطيع لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت" ،الذي يريد أن يعيش في الحياة الروحية يا أحبائي لابد أن يعرف يكون قطيع صغير،لا يقول الناس كلها تفعل ...،....ولماذا أنا لا أفعل؟،لاينظر للناس أبدا،الكثير من الناس الآن يقولون ماذا نفعل؟فجميع الناس تسيرعلى هذا،جميع الناس تفعل ذلك،جميع الناس تتحدث هكذا،جميع الناس ترتدي هكذا،جميع الناس تأكل هكذا، يقول لك لا،أنت قطيع صغير،أنت مجموعة قليلة وسط العالم،أنت قطيع صغير، أكثر طريقة يا أحبائي تأمن الإنسان من حروب الحياة ومتغيراتها أن الإنسان يضع في قلبه أنه قطيع صغير، لماذا تفعل الناس هكذا؟هذا أسلوبهم،وهذا اتجاههم، وهذه هي اهتماماتهم،نحن قطيع صغير وأبانا وعدنا وسرأن يعطينا الملكوت،كلما تشعر بصغر النفس وكلما تجد العالم كثير من حولك والمبادئ غير ثابتة، وكلما تجد نفسك ضعيفة، أقول لك من داخلك قل أنا قطيع صغير،من أكثر الطرق التي يستخدمها عدو الخير في حروبه هي حرب خفية جدا جدا اسمها حرب الأغلبية، ما حرب الأغلبية؟يجعل الدنيا كلها تسير في تيار بعيد عن الله، يضمن بهذا أن الناس كلها تسير في تيار واحد والكل يبعد والذي تكلمه يقول لك أنا أسير مثل الناس، الله يقول لك لا أنت لابد أن تعرف أنك قطيع صغير، كل الناس تكذب، كل الناس متعلقة بالعالم،كل الناس تحب المال، كل الناس تختلف مع بعضها على الأمور الأرضية، كل الناس تنظر علي الأرض وتنسى السماء،يقول لك كل هذا لكن أنت لابد أن تضع في قلبك أنك قطيع صغير.الإنسان الذي يسلك بحسب المسيح يا أحبائي لابد أن يعرف أن الباب ضيق وقليلون الذين يجدونه،يقول لك "ما أضيق الباب وما أكرب الطريق"، وقال لك"لا تخف أيها القطيع الصغير أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت"،ما الذي يعزي في هذه الحالة؟، ما الذي يعزي شخص يعيش عكس الجميع؟ ما الذي يعزي شخص يعيش بحسب القطع الصغير؟يقول لك المكافأة، الملكوت،العطية،ما الذي يعزي شخص يرى كل الناس طامعه وتأخذ من بعضها وتخطف من بعضها وتعيش بالمكر والخداع؟ يقول لك فهل أنا الذي أكون مختلف؟، يقول لك أنت قطيع صغير،أنت لديك وعدآخر أن أباكم سرأن يعطيكم الملكوت،لذلك قال لك"حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم، لتكن أحقاؤكم ممنطقة، وسرجكم موقدة"،يريد أن يرفع عقلك لأمور أخرى وهي الحياة الأبدية، يريد أن يشغلك بأمور أعلى وأكبر،يريد أن يجعلك تعيش سهران تعيش بأحقاء ممنطقة،مثل الشخص الذي يحب أن يقوم بمهمة تحتاج عزم وقوة فيربط وسطه، هو يقول لك ذلك، يقول لك لتكن أحقاؤكم ممنطقة،وسرجكم موقدة، مصباحك موقد، يعني أن لديك استنارة من الداخل،لديك في الداخل سراج موقد،ماذا يفعل هذا؟هذا ينيرعقلك وقلبك وطريقك وسلوكك وإرادتك ويجعلك تعرف كيف تميز،مثلما قال معلمنا بولس الرسول "نميز بين الأمور المتخالفة"،ما الأمور المتخالفة؟ الأمور الي تجعلك في حيرة، صح أم خطأ،هؤلاء الناس نكلمهم أم لا،بما نرد عليهم، الإنسان الساهر على خلاص نفسه يعرف ماذا يقول جيدا،ويعرف من يعاشر،ومع من يتحدث، وماذا يقول له، يظل يقول لك"حتى إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين الحق أقول لكم أن هي تمنطق ويتكئهم"،نحن تمنطقنا من أجله وهو يتمنطق من أجلنا،نحن نقدم له نية عمل، ونعمل من أجله بكل محبة،وهو أيضا يقول لنا أفعل من أجلكم بكل محبة،وهنا يلتقي الأحباء، لقاء النفس بعريسها، لقاء إنسان مجاهد بربنا يسوع المسيح الذي يقوم بمكافأته، تخيل لقاءات الآباءالذين جاهدوا مع الله ماذا يكون شكلها؟،قديس اليوم القديس إيلاريون الذي جاهد وتعب كل هذه الأتعاب ربنا يسوع بماذا يكافأه؟، يقول لك يصل بأحد القديسين وهو القديس بولا الطموهي أن من كثرة نسكه ومن كثرة بكائه ومن كثرة تعبه ظهر له ربنا يسوع المسيح رب المجد ذات مرة وقال له كفاك تعبا يا حبيبي بولا،كفى، تخيل ربنا يسوع عندما يقول لشخص كفاك تعبا،لأنه وجده سهران،وجده مجاهد بحسب النعمة وحسب القصد، لأنه وجده مجتهد جدا وصل لدرجة أنه يقول له كفاك تعبا، بالطبع نحن نشعر بالغيرة من القديس بولا لأن من المؤكد أن الله يريد أن يقول لنا كفى استهتار،راحة،وكأننا نريد أن نقول له أننا نريد أن نتعب من أجلك،نريد أن نفعل مثل معلمنا بولس الذي قال "من أجلك نمات كل النهار، قد حسبنا مثل غنم للذبح"،هذه النفس يا أحبائي،النفس المتمسكة بالمواعيد الإلهية، لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت،قطيع صغير، قطيع صغير مقدس،مبارك وسط العالم هو نور، وسط العالم شاهد،وسط العالم كارز، وسط العالم شفاعة، قداسة، بر،رحمة، حق، قطيع صغير، دائما يا أحبائي المصباح يأخذ مساحة صغيرة من الحجرة،مساحته صغيرة لكن تأثيره قوي، قطيع صغير، الملح قليل لكن تأثيره قوي، كمية الملح التي توضع في الأكل قليلةلكن تأثيرها قوي.هكذا المسيحي، نحن نعيش في وسط العالم يا أحبائي قطيع صغير، كثيرون يقولون لكن كم عددنا؟ قد يقول لك أحد نحن عددنا .... وآخر يقول ....،يقول لك لانحن آخذين وعد،نحن قطيع،من الممكن في الأماكن التي يحدث فيها كثرة تجد فيها الهدف يضيع، لأن الله يقصدأننا نكون قطيع صغير،وكثير من الناس اسمها مسيحيين لكنهم لم يسلكوا بحسب المسيح، السالكين بحسب المسيح يكونوا قطيع صغير، ذات مرة في أمريكا كان يوجد ولد صائم وأصدقائه كلهم في الفصل يقولون له أنت الوحيد الصائم، أنت الوحيد الذي لا تأكل هامبرجر أو اللحمة طوال الصوم، أنت فقط، فنقول لهذا الولد أنت قطيع صغير،لا تظن أن لكثرة عددهم يكونوا هم الذين على حق لا أنت قطيع صغير،أنت تسلك بحسب الوصية الإلهية، فهو قال قليلون الذين يجدونني، عندما ترى معلمنابولس الرسول وهو يصف الوعد بالدخول أرض كنعان، قال أن هذا الوعد كان لآلاف، لكن هل دخلوا؟لم يدخلوا،قال "وبأكثرهم لم يسر الله"،لأن الذين سوف يدخلون قطيع صغير، الذين ينالون المواعيد الألهية الذي نأبي هم سر أن يعطيهم الملكوت كم عددهم؟ لا فهم قليلون،لا تأخذ بالشكل أوبالعدد، أهم شيء إنسان القلب الخفي،الذي مدحه من الله وليس من الناس وهم قطيع صغير جداً، فهم يرضوا الله في الخفاء، فهم آخذين مواعيد تثبتهم ضد أي باطل، ضد أي غش، ضد أي رياء، ضد أي ظلم يشعروا أنهم آخذين مكافأتهم من إلههم، قطيع صغير أباهم سر أن يعطيهم الملكوت،عندما يرى الشخص مجاهد ناس مستهترة فهو يزيد في جهاده لا يزيد في الاستهتار،عندما تري الشر من حولك كثيراً أرفع قلبك لله أكثر، عندما ترى الشر حولك كثيراً لا تطفئ أنت أيضا الشمعة التي معك، لأن الشمعة التي معك قيمتها تزيد أكثر كلما الدنيا أصبحت مظلمة أكثر، كلما الدنيا أظلمت أكثر كلما زادت قيمة الشمعة،لذلك أنت قطيع صغير، في وسط عائلتك أنت قطيع صغير، وسط جيرانك أنت قطيع صغير، وسط بلدك أنت قطيع صغير، أنت لابد أن تضع في قلبك أنك ترضي الله في خفاءك حتى إذا كان من حولك تاركين الوصية، حتي لو كانوا يسلكون باستهتار،أنت أسلك بأمانة، أنت قطيع صغير، أنت مدحك من الله وليس من الناس،معلمنا بولس الرسول كان يحدث أنه من الممكن أن يدخل بلد كلها عبدة أوثان،القديس مارمرقس فهو دخل بلد قطيع صغير،تخيل إذا كان شخص في بلد، قطيع صغير جداً،كذلك المسيحي يا أحبائي، المسيحي قطيع صغير قليل لكن تأثيره قوي،لدرجة أن وصفه أحد الكتاب الغير مسيحي قال أنا مندهش كم هؤلاء الناس قليلون لكنهم مؤثرين،وكم هم قليلون لكنهم ثابتين، صحيح قليلون لكن ثابتين،و قليلون لكنهم مؤثرين، قاموا بمحاولة القضاء على المسيحية وأن يقدموا أكبر عدد ممكن من الشهداء لكي تنتهي المسيحية وتفاجأوا أن الناس تزداد ثبات في الإيمان،وتفاجأوا أن الذين يدخلون الإيمان بالاضطهاد أكثر بكثير من الذين يستشهدوا، قالوانحن نقتل واحد يأتي آلاف، عند قراءة سيرة مارجرجس تجد كل مؤامرة كانوا يدبروها لمار جرجس ليقضوا بها على حياته فإن هذا الموقف يتحول إلى مجد للمسيح وكرازة بالمسيح، حتى الفتاة التي ربطوها معه لكي تسقطه يجدوها في آخر الليل ساجدةبجانبه تصلي، الصحراء آمنت، كثير من البلد آمنوا حتى وصلوا لدرجة أن ابن الملك آمن.ما هذا الكلام يا أحبائي؟ هذا الكلام لأنه قطيع صغير ثابت ليس لمجرد أنه يجد الأغلبية تعبد أوثان فيقوم بالتبخير للأوثان، لا الإنسان ياأحبائي الذي يعيش في مخافة الله ومحبة الله يقول إن عيرنا بسبب البر فطوبانا، في قصيدة من قصائد سيدنا البابايقول"سأطيع الله حتى إذا أطعت الله وحدي"، حتى إذا كنت أنا فقط، والقديس أثناسيوس وقف ضد العالم كله،يقولون له هل أنت تفهم أحسن من الجميع؟!، هل تفهم أكثر من كل هؤلاء الأساقفة؟!، اجعل نفسك مثلهم وكفى،لا فهوقطيع صغير،أنا لا أترك إيماني تحت بند الأغلبية.أيضاً عندما جاءوا ليرسلوا جواسيس لأرض الميعاد وجدنا كل الناس خائفة من أرض الميعاد، وكل الجواسيس الذين ذهبوا (وكان عددهم اثنى عشر) يقال أن عشرة من الاثني عشر أشاعوا مذمة الأرض،قالوا أنها أرض تأكل سكانها، هل كل هذا الصبر الذي نحن فيه لأجل هذه الأرض السيئة؟!،أرض رديئة،أرض تأكل سكانها، رأينا هناك بني عناق أشخاص طوال القامة وضخمة، أشخاص يفهمون في الحرب أذلونا واستعبدونا، ما هذا فنحن صبرنا كل هذا وتائهين كل هذا لكي في النهاية نصل لهذه الأرض، الأرض التي تأكل سكانها، يقول لك عن يشوع وكالب أنهم اسكتا الشعب، وجميع الناس كانوا يريدون أن يعاودوا مرة أخرى إلى مصر، فهم يشعرون بالندم على مجيئهم أرض الميعاد،يقول أنهم اسكتاالشعب، وقالوا إنها أرض جيدة جدا جدا، إن سر بنا الرب يعطيها لنا،أصبحت هناك رؤية مختلفة، من الممكن أن شخص ينظر إلى حياة الفضيلة على أنها خسارة،وهل هذه هي الحياة التي يتعب الشخص من أجل أن يأخذها،فأنا لم آخذ منها شيء، لكن شخص آخر يقول أنها جيدة جدا أن سر بنا الرب يعطيها لنا لناوعديا أحبائي أننا قطيع صغير،لاتخف،لا تخف، من الممكن يا أحبائي أننا نمر بأحداث تجعل الناس قلقة،وتقول ماذا يارب تفعل معنا؟، هل يارب تتركنا؟، هل يارب سنرى ضيقات كثيرة؟،نحن يارب لا نعرف،ولماذا تفعل هكذا؟ أقول لك قل له يارب نحن معك، وطالما نحن معك نكون مطمئنين،نحن معك يارب حتى إذا كان هناك ضيقات ستكون وسط الضيق، حتى إذا كان هناك ألم أنت وسط الألم،طالما أعيننا عليه لا يدخل إليناخوف،متي يدخل الخوف يا أحبائي؟ عندماتتحول أعيننا عن المسيح،عندما جاء معلمنابطرس ليسير على الماء،متى أرتبك؟! أرتبك عندما نظر لثلاثة مشاهد:
١- بمجرد أن نظر إلى البحر.
٢- بمجردأن نظر إلى نفسه.
٣- بمجرد نزول عينه من على المسيح.
بذلك إنتهى الأمر الغرق قادم،الخوف،القلق،أين الحل؟!أن تنسى نفسك وتنسى البحر وأنظر إلى المسيح ماذا سيحدث لك؟ستجد نفسك ارتفعت فوق الأرض، هذا هو ياأحبائي عندما تتحول أعيننا من على المسيح وتنظر إلى البحر، البحر يكون ممتلئا لاضطراب، العالم هذا هو البحر،شبهه ربنا يسوع المسيح وقال يشبه ملكوت السموات شبكة مطروحة في البحر، البحرهو العالم،بمتغيراته وتحدياته ومخاوفه هذا العالم، لكن الذي معه المسيح وعين المسيح تكون عليه العالم لا يهمه ولا يغلبه،لذلك لا تنظر كثيراً إلى العالم ولا تنظر إلى نفسك، نفسك بمعنى ماذا تستطيع أنت فعله،شخص يظل يفكر في تأمين نفسه يقول لك أنا لابد أن أهاجر،شخص أخر يقول نجمع بعض النقود،....،.....إلخ يقول لك ستنظر إلى نفسك لا فالحل ليس أنك تنظر إلى نفسك،وليس الحل أنك تنظر إلى البحر، الحل فيه هو، معلمنا بولس الرسول قال لك هو سلامنا،من أين يأتي السلام؟السلام منه هو،الخوف ثمرةخطية،القلق ثمرة خطية،بمجرد أن ينظر الإنسان إلى المسيح تتبدد هذه المخاوف،قل له يارب أنا معك لا أريد شيئا على الأرض، إن قام علي قتال ففي هذا أنا مطمئن،مهما يحدث يارب طالما أنا في يدك أنا سعيد،طالما أنت معي فأنا لا أريد شيء آخر، أنت فرحي، أنت سلامي، أنت غايتي، أنت سروري،أنت إكليلي، وأنت عزائي، أنا خسارتي الوحيدة حينما أشعر أني بعيد عنك، أنا فعلاً الذي يفقدني سلامي هو أن علاقتي بك تهتز، لكن طالما أنا فيك وأنت في أنا أرتفع فوق كل هذه الهموم،قال لك لا تخف أيها القطيع الصغير، لنا وعد يا أحبائي أننا قطيعه، وهذا القطيع لابد أنه يهتم به،وأن يعتني به، ويكون لدينا هذا الإيمان يا أحبائي، نحن نعيش كقطيع مقدس، يسير في رحلة وهذه الرحلة يريد منها السماء، ونحن نسير في هذه الرحلة وهو قائد هذه الرحلة، وأعيننا عليه وأعيننا علي السماء، وهو بالتأكيد سيصلنا إلى السماء، لكن كيف؟ هذه هي طريقته، هو يفعل معنا ما يريده المهم أننا نريد أن نذهب إلى السماء وهو يقودنا إلى السماء.لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت.ربنا يثبت فينا كلامه، نحن نحتاج كثيراً أن نقرأ في الإنجيل ولسنا نحتاج إلى مشاهدة الأخبار، الأخبار مزعجة تفقد السلام، وتجلب الخوف، وكل شخص بكلمة وحتى عندما نجلس لنتحدث مع بعضنا البعض تجد الناس كلها الآن تفهم في السياسة، كيف في خلال أشهر أصبح الجميع محللين سياسيين،أصبح كل شخص يشعر أنه لديه الخبر المخفي الذي لا أحد يعرفه،أقول لك أجلس وأقرأ في انجيلك،صلي صلاة وأرفع يدك إلى إلهك ستجد نفسك كل هذا الكلام الذي تسمعهوكأنك في عالم آخر، وفي أحداث أخرى، قل لنفسك نحن بخير نشكر الله، دائما يا أحبائي الإنسان الذي يعيش في المسيح يشعر أنه مختبئفي حصن منيع، لأن "اسم الرب برج حصين يلجأ إليه الصديق".ربنا يعطينا نعمة، ويعطينا سلام، لا نخف لأن أبانا سر أن يعطينا الملكوت.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
الكمال المسيحى الجمعة الرابعة من شهر توت
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .فلتحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين .
اليوم ياأحبائي الكنيسة تحتفل بتذكار بشارة الملاك لزكريا الكاهن بميلاد يوحنا المعمدان، ويقول "كان في أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من أيام فرقةأبيا وامرأته كانت من بنات هارون واسمها أليصابات وكان كلاهما بارين أمام الله، سالكين في جميع وصايا وحقوق الرب بلا لوم".أريد أن أتكلم معكم قليلاً عن حياة الكمال، الكمال نسبي، لأن الكمال لله وحده، الله هو المطلق، لكن نسبيا الإنسان يكون لديه اشتياق أن يصل للكمال من خلال البر والفضيلة والوصية، في أوشيه الراقدين نحن نتذكر أباءنا الذين انتقلوا،ونحن نقول على أنفسنا "وأما نحن يا ربنا فهب لنا كمالا مسيحيا الذي يرضيك أمامك"،تجد طالب يتمني أن يحصل علي 100% فهذا الطالب ماذا يفعل؟،من المؤكد أن الذي يريد أن يحصل على 100% يكون جاد جدا، من المؤكدالذي يريد أن يحصل علي 100% يكون مدقق جداً، وحريص جداً، لا يضيع الوقت مطلقاً، لا يعاشر أي شخص،ولا يتكلم بأي كلام ، يريد أن يصل للكمال،يريد أن يأخذ أو يحصل على أكبر نتيجة تجده حتى إذاعاشر يعاشر أشخاص متفوقين، مجتهد، شاعر بمسؤولية ، لا يحتمل اللهو، لا يحتمل تضييع الوقت،يحب الجدية ويحب التدقيق، الهدف أمام عينيه باستمرار وهو أن يحصل على أكبر درجة، لذلك يا أحبائي هذه صورة مبسطة لموضوع الكمال،فنحن كذلك الشخص فينا لابد أن يكون عينيه علي السماء وعلى الأبدية، ويريد أن يكون مكانه جميل في السماء،يريد أن يكون مع القديسين، يريد أن يكون مع الأبرار فلابد أن يعيش معيشتهم،ولابد أن يبدأ بمعاشرتهم من الآن،ولابد أن حياة القداسة تكون بالنسبة له هدف،ولابد باستمرار أن يكون مدقق، ولابد أن يكون باستمرار أمين، ولابد أن يكون باستمرار حريص،بعكس المستهتر، الذي يضيع الوقت، يعاشر أي شخص،يفعل أي شيء، يتكلم بأي كلام، يضيع وقته في أمور كثيرة، هذا شخص وهذا شخص آخر،لذلك عندما يقوموا بإدخال الطلبة إلى دراسة يدخلوهم في نفس الميعاد،ويعطوهم نفس المنهج،ويكونوا هؤلاء الطلبة تقريبا في نفس العمر،ويأتوا لهم بنفس المدرسين،ويأتوا لهم نفس الامتحان،ويعطوهم نفس الفترة التي من بداية الدراسة وبين الامتحان ما المتبقي الآن؟ المتبقي هو عمل هذا الطالب، والطالب الآخر،الله يفعل معنا كذلك، أرسلنا إلى العالم، كل ما في العالم يسير علي الكل، الجسد هذا لدى كل الناس ليس عند واحد فقط، المال هو عندالجميع، مباهج الحياة عند كل الناس، الشهوات عند كل الناس، الاحتياجات عند كل الناس، المشاعر عند كل الناس، الوقت عند كل الناس،متبقي أن كل أحد فينا يقول هو ماذا يريد؟، فتجد شخص عاش حياته بجدية، عاش حياته بأمانة،يضع أمامه هدف وهو أنه يريد أن يأتي بأفضل النتائج، الذي دائما يقول لك لا يهم أنا أريد أي شيءهكذا تجده فقد الكثير لكن الذي يضع أمامه هدف عالي تجده باستمرار لديه غيرة على أنه باستمرار يكون للأفضل، وباستمرارلديه رغبةللأمام.دائمايقال هكذا أن جهاد الإنسان هو محاولته لتقليل المسافة بين الواقع والمفترض،أنا الواقع لدي في منطقة معينة لكن المفترض أكون أمام، فأكون أنا بذلك أقلل المسافة بين الواقع والمفترض، الواقع هو حالنا الآن، لكن المفترض هو القداسة،إذن فأنا لابد أن أقترب من القداسة، تقليل المسافة بين الواقع والمفترض، هيا كل شخص فينا يبحث أين الواقع لديه،نقول له أنا بالخلف جداً يقول لك إذن هيا نتقدم،لا نضيع الوقت، هيا نكون أمناء، تجد الشخص المجتهدالذي يحب الكمال لا يتكلم عن الآخرين ولا ينتقد،لا يدين،تجد حياته يظل ينظر لنفسه يظل يحاول يفحص نفسه ويحاول أن يكون أفضل باستمرار.هذه يا أحبائي حياة الكمال، حياة الكمال التي يشتاق لها الإنسان يا أحبائي،ويطلبها بكل قلبه، إن الله يعطينا كمال،تجد هذا الإنسان المجتهد الأمين حياته مبهجة، تجده عندما يكون مدقق فإنه يدقق في أوقاته، في أفكاره في عينه، في نظراته، في حواسه،يدقق في مشاعره، ترى جرحت أحد!، ترى يوجد إنسان متضايق مني!، هل أنا استهنت بأحد؟!، هل قلت كلمة بها استخفاف على أحد؟!، هل أنا أستطيع القول أن مشاعري نقية أمام الله، ما شكل مشاعري؟، ما مقدار محبة العالم داخلي؟، كل هذه الأمور يا أحبائي تفرق كثيراً مع الإنسان في حياة الكمال لديه،هذا اشتياق،هذه شهوة نفوسنا أن يكون لنا حياة الكمال، زكريا وأليصابات يقول لك عنهم أنهم كانوا بارين، سالكين في جميع طرقه وأحكامه بلا لوم، ما هذه القوة؟ قوة،من الممكن أن الظروف كانت تساعدهم،من الممكن أن الوسط المحيط بهم يساعدهم،فنحن نعيش الآن في وسط صعب والزمن صعب ولا نستطيع أن نكون مثل زكريا وأليصابات،فهم كانت الظروف تساعدهم، أقول لك من قال لك أن الظروف كانت تساعدهم؟،فهم كانوا في عصر مظلم،أستطيع أن أقول لك أن الله قصدأن البشرية تمر بمراحل بها شدة ظلام قبل أن يأتي،دائما يقولون أكثر ساعات الليل ظلمة هي الساعات ما قبل شروق الشمس الفجر، قبل هذا الفجر تكون أكثر ساعات مظلمة، قبل أن يأتي المسيح كانت أكثر ساعات مظلمة، العصر الذي قبل مجيء المسيح كان الإنسان قد وصل لقمة فشله وعجزه، زكريا وأليصابات ولدوا في هذا العصر، ولدواوعاشوا في هذا العصر الملوث،أستطيع أن أقول لك حتى الكهنوت رئيس الكهنة كان يتعين بالرشوة، رئيس الكهنة أكبر رمز ديني، حنان وقيافا إذاقرأتم تاريخهم تاريخ صعب، تاريخ كله شر،تصور أن هؤلاء هم رؤساء الكهنة وزكريا كاهن في وسط هذا الجو المعتم، الجو الذي يمتلئ فساد وتدليس ووسائط ورشاوي،صفات صعبة جداً، وكلنا نعرف أن الكهنة كان لهم تصرفات غير مسؤولة، وغير منضبطة حتى في العبادة،زكريا كان وسط هذا الجو،ومع ذلك كان بار،وسط هذه الأجواء كان بار،لأن يا أحبائي البر لايريد أن يتوقف على من حوله فقط لا ما الذي يقتنع به؟،ماذا يريد؟، هو يريد الكمال،فنحن كذلك ياأحبائي لابد أن يكون لدينا محبة للكمال، لا تقل لي كل الناس تفعل، كل الناس تعيش في المال،وتعيش في العالم، كل الناس تتحدث، أقول لك لا أنت شخص آخر، الذي يريد أن يكون مجتهد، يريد أن يكون أمين،الذي يريد أن يحصل على الدرجات النهائية لايقول هذا الكلام،فهو يظل يحاسب نفسه ويقول يارب سامحني على الكلمة التي خرجت مني، يا رب سامحني على فكرة أتت إلي،إني أدنت أحد بفكري، يارب سامحني على مشاعر خاطئة دخلت قلبي،سامحني يا رب أن قلبي غير صافي تجاه شخص ماسامحني، يظل يفحص نفسه ويحاسب نفسه بدقة شديدة،هذا هو الإنسان الذي يريد حياة الكمال،كانوا بارين أمام الله سالكين في جميع طرقه وأحكامه بلا لوم، أكبر خطأ يا أحبائي يجعلنا نتساهل ونتسيب أننا نلتمس عذراً لأنفسنا،وبعد ذلك تجد قلبك ذهب بعيد، وتجد نفسك ابتعدت كثيراً عن الوصية وعن الخير وعن البر، لانريد أن نقترب، ويوجد في كل زمان من يبارك الله، فرغم أن هذا الزمن صعب ستجد الله يرسل لنا نماذج حلوه تشدنا وترفعنا إلي فوق،الله أرسل في عصر زكريا وأليصابات هو أرسلهم لكي يكونوا نور في الطريق،الله قصد هذا يا أحبائي يكون في وقت ما كان الشعب كله يضل تجد أرميا النبي نور في وسط هذه الظلمة،تجد أشعياء أتى نور في وسط هذه الظلمة،لماذا؟ لأن الله قال أرسلتكم نور للعالم، وأرسلتكم كحملان في وسط ذئاب، الإنسان الذي يتعلل بالظروف المحيطة التي حوله ويقول كل الناس تفعل ذلك هو ليس راسخ في الفضيلة، هو ليس راسخ في أمانة وحفظ الوصية، هو يريد أن يعيش حسب الظروف،عندما يكون في وسط جماعة جيدة يكون جيد، عندما يكون في وسط جماعة رديئة يكون هو ردئ،لا يصح، هذاالموضوع لا يليق،الإنسان لابد أن يكون حافظ عهد الله،حافظ وصايا الله، حافظ محبة الله في قلبه ، يخبئ كلام الله في قلبه، هذا هو الإنسان يا أحبائي الذي يريد أن يكون حقا في نور طاعة الله ونور محبة الله، وكثيراً الله يا أحبائي يرسل لنا نماذج في وسطنا، تعيش في وسطنا لكي تعلمنا و توبخنا وتوقظنا.عندما نتحدث الآن عن التدقيق تذكرت شاب صغير ذهب إلى السماء بعد أن انتهي من امتحانات الثانوية العامة وهو ابن أبونا روفائيل برنابا، ولد صغير قبل نياحته كان لديه امتحان عاد من الامتحان يضع يده في جيب والده أبونا ويخرج الصليب من جيبه يقول له بابا أقرأ لي التحليل،يقول له لماذا يا حبيبي؟قال له أناغشيت، كيف غششت؟!، ولماذا؟قال له أقرأ لي التحليل أولا، أبونا قرأ له التحليل وقال له أخبرني ماذا حدث؟ فقال له لأنه في آخر اللجنة الأولاد ظلوا يغششوا بعض، ويقولون الأسئلة وأنا كان يوجد سؤال متردد به فسمعت الإجابة، فعندما أنا سمعت الإجابة أنا راجعت الإجابة ووجدت إجابتي صحيحة، قال لي إذن أنت بذلك لم تغش، قال له لا أنا أيضا إذاكانت الإجابة لدي خطأ أنا كنت أصححها، أنا أعتبر أننى غشيت، التدقيق وطبعا الولد وقد حصل علي 100%،الله اختاره ويعيش في وسط أصحابه، يعيش في وسط هذا الزمن وشاب عادي لكن من داخله تدقيق، حب الله، مخافة الله، يصلي الأچبية كاملة،شاب صغير،عندما تنيح برنابا الذي لديه من العمر١7سنة كان قد قرأ الكتاب المقدس 20مرة، شاب صغير ولد صغيروقد يقول أحدكم 20 مرة!، لكن يارب هو قضى من هذه الفترة حياته كم سنة طفوله، نقول مثلاً عشر سنين الطفولة، بمعنى أن الذي عاشهم وهو مدرك قليلاً يكون سبع سنين فقط، فنحن ماذانفعل؟.هيايا أحبائي الإنسان تأكله غيرة الأعمال الحسنة،هيا الإنسان من داخله يقول أنا أريد أن أغير في برنامج يومي واهتماماتي وأسلوبي وأفكاري،لا أظل أدين في الآخرين وأظل أصنف الناس، وأظل أتعالي على الناس و.... و ..... إلخ، بتبديد الوقت والطاقة محبتك لله تقل جداً لأن لا يوجدلها مكان، لذلك يا أحبائي يقول لك "هب لنا كمالا مسيحيا" تجد الإنسان لايعاشر المستهترين،يغلق أبواب ونوافذ الخطايا من البداية،لا ينتظر أن يسمع في أشياء تضايقه أو تعثره أو يشاهدأشياء بالساعات تتعب حواسه ومشاعره وفي النهاية تسقط، يقول لك لا من البداية، من الأول يكون حريص على فكره، على عينه، على قلبه وعلى مشاعره، يريد أن يعيش حياة كمال، كمال مسيحي فعلاً.على سبيل المثال يقولون عن راهب كان متوحد وعاش في مغارة صغيرة، وكانت هناك سيدة سيئة السمعة، كانت تمرعليه الشيطان أرسلها تريد أن تغويه يوم وراء يوم وراء يوم ولا يتكلم معها ولايجيبها أبدا إلى أنذات مر وكانت تحدثه فقال لها انتظري كنت أريد أن أقول لك شيء، فقالت له أخيراً تحدثت!،ماذا تريدأن تقول؟قال لها كنت أريدك تحضري لي قليل من الحجارة، قالت له نعم، تحت أمرك، لكن ماذا تريد أن تفعل بهم؟قال لها أريد أن أغلق بهم الشباك الذي تمري به من جهتي.
الإنسان ياأحبائي يريد أن يدقق،لابد أن يكون أكثر تدقيق، وأكثر حرص الإنسان يا أحبائي الذي يحب اللهو ينشغل بالله أكثرمشكلة تقلق هو تضايقه أن يكون مقصر مع الله، لا توجدمشكلة أخرى تقلقه أو تضايقه ، إذا قمت بمعاشرة رهبان أتقياء ويكونوا يحبوا الله ستجد الراهب من هؤلاء إذاجلس معك متضايق اعلم أن هناك مشكلة واحدة تضايقه ليس لديه غيرها،تعلم ما هي؟!أنه لم يكمل اليوم قانونه، فهذا الموضوع يجعله متضايق،وكأنه يقول لك امشي، أنا غير قادر كفى، المشكلة التي تجعله متضايق أنه اليوم لم يكمل القانون، طبعا قانونه الذي هو الأچبية كلها والتسبحة،لم يستطيع أن يفعلهم أو مضتمنهم أجزاءفيظل متضايق،هذا هو الذي يجعله متضايق،ما الذي يجعلنا متضايقين يا أحبائي؟ أشياءكثيرة لماذا؟ لأننانريد .....،......،.....، هيا نرفع أعيننانحوالسماء، وهيا نعرف ماذا نريده من حياتنا؟،تجد الإنسان الذي عينه على السماء عشرته مع القديسين قوية لأنه يحب هذا المنهج،ويحب هذه السيرة،و عندمايأتي لقياس نفسه يقيس نفسه على الكمال فيجد نفسه بعيد، في الموازين إلى فوق،لا يشعر أبدا أنه اكتفى، معلمنا بولس يقول لك "ليس إني بلغت لا يقولك لعلي أبلغ"،لماذا قال لك لعلي أدرك الذي أدركني،لذلك أنسى ما هو وراء وأمتد إلى ما هو أمام،ليس المهم الآن، لا بل المشكلة في المتبقي لي،عندمايكون شخص مسافر لا يحسب في السفر المسافة التي قطعها،دائما يحسب المسافة المتبقية،يضعون لافتة يقول لك مثلاً متبقي 150كيلو،لم يقل لك أنت قطعت 70كيلو،فنحن دائما نضع أعيننا على السماءكم متبقي؟ ،متبقي كثير، إلان هيا نجري في الطريق،هيا نكسب وقت، هيا نختصر وقت، أسعى لعلي أدرك أنسى ما هو وراء وامتد إلى ما هو أمام.هذا أحبائي قانون الجهاد الروحي، عندما يأتي لقياس نفسه يقيس نفسه على السماء،معلمنا بولس الرسول حذرنا من الناس قال لك "الذين يقيسون أنفسهم على أنفسهم"،لاعندما تريد أن تقيس نفسك قس نفسك على ثلاث نقاط:-
١- ربنا يسوع.
٢- الوصايا.
٣- القديسين.
قس نفسك على هؤلاء :
١- ربنا يسوع :أنظر ربنا يسوع هو جاء على الأرض لكي يعرفني أنا ما المفترض أن أكون؟.
٢- الوصية : أنظر إلى نفسك من الوصية.
٣- القديسين :قس نفسك على القديسين.
حينئذنشعر أننا في الموازين إلى فوق، إذن ماذا نحتاج؟ أنسى ما هو وراء وامتد إلى ما هو أمام،ضع حياة الكمال هدف، ولا تتعلل بأعذار كثيرة، ولا تنظر إلى من حولك، ولا تقيس نفسك لا على نفسك ولا على من حولك، لكن قس نفسك على ربنا يسوع، وعلى الوصية، وعلى القديسين، وقل له "أما نحن يا ربنا هب لنا كمالا مسيحيا الذي يرضيك أمامك".ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماأبديا آمين .
مثل وكيل الظلم الجمعة الاولى من شهر نسئ
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحدآمين . فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان إلى دهر الدهور كلها أمين.
عادة يا أحبائي الكنيسة تقرأ علينا على مدار السنة أناجيل تتوافق مع قديس اليوم، بحيث أنه للعذار ىنقرأ إنجيل العذارى الحكيمات،البطريرك نقرأ انجيل الراعي الصالح،الشهيد نقرأ لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، نبي نقرأ إنجيل الويلات،راهب نقرأ إنجيل التطويبات،يوجد خط روحي للقراءات، لكن الشهر الصغير أو شهر نسئ الذي نحن فيه والذي هو عبارة عن مجرد ستة أيام يكون نهاية السنة، فالكنيسة تعامله بمعاملة خاصة،لا نقرأ بحسب قديس اليوم نقرأ قراءات خاصة بنهاية العالم وزوال الحياة، والاستعداد للمجيء، والاستعداد لإنقضاءالدهر،والاستعداد لنهاية الزمن ونوال الحياة الأبدية،لذلك تقرأ لنا اليوم الكنيسة إنجيل فصل من بشارة معلمنا لوقاعن مثل الوكيل الذي يقال عليه اسم وكيل الظلم، لماذا سمي وكيل الظلم؟ هو مؤتمن على مال سيده وهذا كان شيء معروف جداً في المجتمع اليهودي، وحتى كان لدينا في المجتمع المصري من زمن ليس ببعيد، يكون لكل رجل غني لديه أملاك كثيرة،ولديه أراضي يقوم بتأجيرها،ولديه منازل يقوم بتأجيرها،يكون لديه شخص يجمع له هذه النقود،فهذا الرجل الوكيل المؤتمن على مال سيده يبدو أنه كان يسير في طريق الحق، وكان رجلي تعامل بالحق،وهناك أشخاص لا تحب الحق،فقاموا بالوشاية عنه إلى الرجل صاحب المال،قالوا له،هذاالرجل يسير بطريقة غير جيدة، هذا رجل بطال، وهذاالرجل يخدعك،وهذاالرجل يأخذ مالك،فأحضره صاحب المال وقال له أنا سمعت أنك تفعل ....،....قم بتصفية حسابك في خلال شهر انت ستترك العمل،فهذا الرجل قال ماذا أفعل؟ فأحضر الأفراد المديونين،وظل يقول لكل فرد أنت كم عليك؟ يقول له مئة يقول له إذن نجعلهم خمسون أو نكتبهم خمسون،وهكذا لكن يقال أيضا أن هذا الرجل لم يفعل تصرف خطأ لأنهم يقولون أنهم كانوايتفقون مع الذين يبيعوا لهم لكي يضمنوا حقوقهم بالاتفاق أن يكتبوا بالزيادة بالاتفاق بمعنى أنه إذا أنت آخذت ثمانين سوف نكتب مئة تأتي بحق الثمانون فأنت بذلك قد أنهيت، فكان هذا شيء من الاتفاق فهذا الرجل أحضر هؤلاء العملاءوقال له أنا فقط الذي أعرف أنك أخذت ثمانون، لكن الرجل صاحب المال لديه ورق يثبت أنك أخذت مائة، فنحن نكتب الحق،نكتب أنك أخذت ثمانون،لكن تتعهد أنك تدفع لهذا الرجل الثمانون،فجعل الناس تضمن حقوقها لأن الرجل صاحب المال من الممكن أن يكون لا يعرف هذا الأمر، وعلى العموم إذا كان هذا الأمر صح أوخطأ لكن المدح الذي أخذه هذا الرجل أخذه على الحكمة التي تصرف بها،ما هي الحكمة التي تصرف بها؟ قال لك هو في الحقيقة يتحقق بهذا الرجل أجمل صفة تريد الكنيسة أن تعلمها لنا،وربنا يسوع يريد أن يعلمها لنا حكمة هذا الرجل أنه نظر للأمام، قال لك ماذا أفعل؟هذا الرجل سوف يجعلني أترك العمل، وأنا لن يكون لدي عمل،والقادم مجهول بالنسبة لي، أبسط شيء أحاول أن أقوم بتأمين القادم،كيف؟بأني أربح الناس الذين حولي،فمدحه لأنه بحكمة فعل هذا، بحكمة أنه عرف أنه قد اقترب من النهاية،ويستعد للرحيل فيجهز نفسه للمرحلة التي تليها،الكنيسة تريد أن تقول لنا أننا اقتربنا من النهاية ولابد أن نستعد للرحيل فلابد أن نأمن المرحلة القادمة حتى متى فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية،هذا الوكيل يتصرف بحكمة،ينظر للأمام،يفكر كيف يأمن الغد،كثيراً يا أحبائي نجد أشخاص تعيش اليوم فقط،كثيراً الإنسان يعيش الزمن فقط، لايتطلع للأبدية،لا يتطلع للحياة الآتية،لكن نحن سوف نخرج من هذا العالم، وسوف نخرج منه فارغين،فما الذي نفعله من أجل الغد،نظل نجمع النقود، لا فالأمر هو أن الله يريد أن يقول لك عندما تخرج من هذا العالم سيأتي عدو الخير يشتكي عليك ويقول أنك سيء وخاطئ وظالم،ما الذي سوف يشفع فيك؟ أعمالك التي أنت فعلتها للمستقبل الأبدي،تسير بحسب كلامهم فهم يقولون عليك كلام سيء كثير، لكن ماذا بينك وبين الله؟، هل أنت تنظر إلى مستقبلك الأبدي أم لا؟،هذا يا أحبائي أجمل ما في مثل وكيل الظلم، لذلك قال لك أصنعوا لكم أصدقاء من مال الظلم حتى متى فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية.لكن لماذا يسمي المال بمال الظلم؟،لماذا ربنا يسوع أطلق على كلمة المال أنه مال ظلم؟، في الحقيقة يا أحبائي حياة الفردوس لا يوجد فيها مال،والحياة الأبدية لا يوجد فيها مال،فلماذا جاء هذا المال؟في الحقيقة هذا المال جاء نتيجة ثمرة الخطية، نتيجة صراع الإنسان مع شهواته ولذاته وطلباته، لكن حالة الفردوس التي خلق فيها الإنسان خلق له أرض، زرع، حيوانات،وخلق له طبيعة كاملة لمن يريد أن يأخذ منها أي شيء يعتبرها حق له، في حالة الفردوس كانت الأرض تعطي قوتها،فكانت الأرض تعطي ثمار والناس تأخذ منها،و عندما حدثت الخطية الأرض لم تعد تعطيك قوتها،وبدأ يقول له بعرق جبينك تأكل خبزك،فمن تعب هو الذي يأكل،لكنما الفرق بين الذي يتعب يأكل و الذي لايتعب لا يأكل،بدأ يكون هناك شخص غني وشخص فقير،وفي البداية لم يكن هناك مال، كانت الناس يقومون باستبدال السلع مع بعضهما البعض، الذي لديه أرض يأتي بمحصول زراعي من الممكن أن يشتري به غنم،والذي لديه غنم من الممكن أن يشتري بها طيور،والذي لديه طيور من الممكن أن يشتري بها مواد غذائية،فكانوا يقومون بإستبدال السلع مع بعضهما البعض،حتى أنه كان منذ قديم الزمن يدعون البقال بدال، بحيث أنه شخص معه دجاجة يستبدلها مثلا ب 20 بيضة،يعطي له بيضة يعطي بدلاً منها زيت،يعطي شيء يأخذ بدلاً منه شيء آخر،لم يكن هنا كمال، إلى أن بدأ الأمر يحتاج إلي تقنين قليلاً،فبدأ أن يكون هناك عملة، وعندما أصبح هناك عملة بدأ المال يدخل إلى العالم،إذن لماذا سمي المال بمال الظلم؟لأنه في الحقيقة من الممكن جداً أن يكون تقسيمه غيرمنطقي،من الممكن أن شخص يتعب ولا يكون معه مال،وشخص آخر يكون لا يتعب ويكون معه،من الممكن أن يكون شخص يعمل بطريقة فيها غش وخداع وادعاء الشطارة والذكاء ويكسب أكثر من شخص آخر أمين جداً ودقيق جداً،فالموضوع أننا أصبحنا لا نستطيع أن نقول عليه هو معيار حقيقي لسلوك الإنسان، أن الذي معه كثيراً يكون مجتهد أكثر،الذي معه كثير يكون أمين أكثر، لا ليس شرط،لذلك سمي بمال الظلم،بمعنى أن لا نستطيع أبدا أن نأخذبه، ولا نستطيع أن نأخذعليه،نأخذ عليه بمعني أننا لا يكون اتكالنا عليه، ولا نجعل ثقتنا فيه لأنه من الممكن في لحظة تجد شخص قد سرق،فقدشيء نصب عليه في البيع،شخص بدد،من الممكن أن تجد خسائر كثيرة جداً ومفاجآت كثيرة جداً من الممكن أن الإنسان يتعرض لها في حياته،فلذلك سمي بمال ظلم،لذلك استطيع أقول لك أن عدو الخير يتدخل في موضوع المال جداً، يفرق الناس بالمال، ويقسم الناس بالمال، ويكره الناس بالمال،أصبح بالنسبة له هذا المال وسيلة شديدة جداً من أدوات حربه،لأنه كل الموضوع أن لديه قليل من الأسلحة يظل يحارب بها الإنسان من قديم الأزل، لديه سلاح المال، سلاح الشهوة، سلاح محبة العالم، سلاح الزمن وخوف الناس، معه أسلحة ويظل يضرب الناس بها،وجميعهم يقعون بها إلا الثابتين في الله، فمن ضمن الأسلحة الفتاكة لدي عدو الخير هوالمال، يفرق الناس به، ويكره الناس في بعضهم البعض، ويقسم الناس فئات، ويجعل أشخاص تتعالى على أشخاص،وأشخاص تحتقر أشخاص،وأشخاص تكره أشخاص،وأشخاص تضحك على أشخاص، وأشخاص تسلب أشخاص، وأشخاص تفتخر على أشخاص، وهذاهو مايريده أن يقسم الناس،فأصبح العدو يتحكم في أمور كثيرة جداً من المال، وكثير جداً من الناس التي تمسك بصناعة المال وتتحكم في رؤوس الأموال يحركها العدو،فشاهد ما ينقق على الكراهية، على الأسلحة، على محبة العالم وضع فيها بند ترفيه،وضع فيها بند الشهوة وشاهد ما ينفق على الخير، ستجد نسبة ضئيلة جداً، فتجد الشخص يفعل أشياء مغالة فيها وينفق الكثير والكثير ويأتي عند الله ويحسبها بتدقيق بالضبط ويكون بخيل جداً لأقصى درجة، ومن الممكن أن ينسى أيضا الله لأن المال بدأ يكون وسيلة من الوسائل التي يستخدمها العدو لتوجيه الإنسان في الخطأ،لذلك سمي بمال الظلم،لكن كيف يتحول المال إلى حق؟ إذا وضع في يدي الله، إذا استخدم للبر،إذا رأيت أخي اقل مني فأقوم بمساعدته.
ذات مرة جاء شخص يقول لي لدينا ميراث في العائلة وفي الحقيقة نحن مختلفين عليه، وأنا أخجل أني أسألك،قلت له لماذا؟ قال لأنه من المفترض أن الولد يكون ضعف البنت فهذا الكلام يسري علينا،فأجبته لا هذا الكلام ليس لنا، قال لي لكن أخوتي سوف يغضبوا،قلت له أنا لا أعرف ذلك، أنا أقول لك الحق، قلت له أتريد الحقيقة؟! هي أن تقسموا بينكم حسب الاحتياج، أنت الله أعطاك وأخيك أقل إذن أعطي أخيك أكثر منك، أخيك لديه أولاد وبنات،والذي لديه شخص سوف يتزوج،قسم بحسب الاحتياج،لكن إذا لم نصل لهذه القامة فيكون التقسيم بالمساواة، لا يوجد ما يسمى ولد ضعف بنت، ليس المرأة من دون الرجل،متي نسير بحسب الاحتياج؟ إذا رجعنا بقلبنا مثل أيام كنيسة الرسل حينما كانوا يضعون كل الممتلكات التي لديهم تحت أقدام الرسل وتوزع حسب احتياج كل أحد، يقول لك "وكان كل شيء بينهم مشتركا"،متي يكون المال مشترك بيني وبين أخوتي؟عندما تكون عيني ليست على الأرض، عندما أنظر للأبدية،وبمجرد أني أيقنت أن هذه الحياة الحاضرة حياة زائلة،وعندما أفهم أن هذا المال مجرد وسيلة، يقولون "المال عبد جيد وسيد ردئ"،لذلك المال أصبح وسيلة في يد عدو الخير يصنع بها الفرقة، يستخدم في أسلحة دمار يدمر به شعوب، يفرق به شعوب، ويصبح سبب الحروب سبب الحروب أساسا الخيرات،الخيرات التي هي معناها الغنى، فتجدهم يريدون أن يأخذوا دولة من أجل بترول،يريدون أن يدمروا منطقة من أجل أن يأخذوا خيراتها،إذا كانت هناك منطقة لا يوجد بها خيرات لن تجدأحد يطمع فيها أبدا،فالموضوع كله يأتي من السلب، والسلب معناه الظلم طالما نحن نعيش هنا على الأرض في الخطية فإنه يسود علينا قانون الظلم،لكن طالما نحن نعيش في البر يسود علينا قانون الحق، كيف يتحول المال إلى حق؟عندما يكون المال وسيلة لمساعدة الآخرين، وعندما يكون المال وسيلة لعمل الرحمة، عندما يوزع بطريقة لا يحكمها الظلم لكن يحكمها العدل والحق، وكثير من الناس أغنياء أتقياء الله أعطاهم هذا الشعور،فما هو الشعور؟أنه يشعر بالفعل أن المال وسيلة لعمل المحبة وعمل الرحمة، لذلك أستطيع أن أقول لك الإنسان يستخدم المال في الإحسان، ويستخدم المال في عمل صدقات وعمل رحمة، وأن يجعل قدراته وإمكانياته تكون لصالح مجد الله، كثيراً ما نتحير في موضوع المال،لماذا يارب تجعل هذا الشخص رغم أنه لا يعرفك معه الكثير وهذا الرجل الطيب الذي لا يملك إلا قوته، قال لك معذرة،الله ينظر لكل هذه الأمور، وكل إنسان يحتمل ضيق من أجل الله يحسب له فضيلة، فهذا الإنسان الفقير من الممكن أن يكون بحسب الناس فقير لكن الله أراد له الفقر لكي يخلص بفقره، وهذا الإنسان الغني هوغني لأن الله يريده أن يخلص بغناه، لكن إذا الإنسان أفسد خطة الله ولم يفهم أن الله يريد أن هذا يخلص بالغنى وهذا يخلص بالفقر لإنحرف الإنسان عن قصد الله.لذلك يا أحبائي ما أجمل الإنسان الذي يتعلم من مثل هذا الرجل وكيل الظلم،كيف يستخدم المال في تأمين مستقبله الأبدي كيف يعرف أنه مجرد وكيل على المال، ويستخدم المال في حساب خلاص نفسه، هناك مثل جميل قيل عن فتاة في الكتاب المقدس وهي بنت بسيطة جداً كان اسمها "طابيثا أو غزالة"فهي كانت تحضر أرامل البلد كلها، كل أرامل البلد وتصنع لهم أقمصة،فكانت تجيد الخياطة، فذات يوم مرضت وماتت فقاموا باستدعاء بطرس الرسول فعندما استدعوا بطرس الرسول يقولون له هناك فتاه انت قلت يبدوا أن معلمنا بطرس لم يكن يتذكر هذه الفتاه، فكانوا يريدوا أن يذكروه بها، كم كانت فتاة حلوة، جيدة،ونريدك أن تصلي من أجلها لكي تقوم وتشفيها، فلكي يعرفوه عليهاماذا فعلوا؟! يقولون لك فاجتمعت إليه جميع أرامل المدينة،فمعنى ذلك أنها خدمت كل الأرامل اللواتي في البلد،وكانوا يروه القمصان التي كانت تصنعها لهم،فهي انتقلت لكن أعمالها تتكلم، هي انتقلت لكن عمل الرحمة باقي،وكانت هذه هي وسيلة التعريف لديها، ومعلمنا بطرس صلي لهاوقامت من الموت، لكن ما أريد أن أقوله لكم أنه كيف يستخدم الإنسان عطايا الله له؟ ويعرف حقا أنه مجرد وكيل عليها وعليه أن يستخدمها لصالح البر، هذا هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على جميع أمواله لذلك أستطيع أن أقول لك أنه كل شخص فينا وكل عطية معه لابد أن يفكر فيها جيداً،هل انا أمين عليها بالفعل، هل أنا أستخدمها إلى البر،هل قمت بأخذها لنفسي أم قمت بمساعدة من حولي بها،هل قمت بأخذها لنفسي أم قمت بها بعمل رحمة،هل الموهبة والملكة التي معي تأمن مستقبلي الأبدي؟،كثيراً ما نجد يا أحبائي طبيب، مدرس،....،....إلخ يقول لي يا أبي أنا أريد أن أخذ بركة، هل أنت نسيتني؟لماذالم ترسللي من إخوة الرب لكي أعالجهم،هل أنت نسيتني؟ إذن بماذا أذكرك؟، هو الذي يعرض خدمته، وكذلك المدرس يقول لي أنا أعطي دروس لكن لابد أن يكون معي من أولاد يسوع أرسل لي من تريد،فكل منهم يعرف امكانياته فيريد أن يخدم بها،شخص يقول لي يا أبي أنا مديون لله بكثير إذا سمحت لا تنساني، فهو يريد أن يستخدم العطية لكي يعمل بها محبة ورحمة مع الآخرين هذا هوالوكيل الآمين، هذا وكيل أمين،قم بمراجعة نفسك، العطايا التي أعطاها الله لك أخذتها لنفسك أم تفعل بها محبة، تؤمن بها مستقبلك الأبدي أم لا، لذلك قال لك "إن كنتم أمناء فيما للغير كيف تكونوا غير أمناء فيما هو لكم، إن كنت غير أمناء في مال الظلم من يأتمنكم على الحق"، إذا كنا غير أمناء في الأمور التي هي في الأساس لاتخصنا فكيف نأخذالاشياء التي نستحق أن نأخذها، لذلك أستطيع أن أقول لك أنظر إلي الملكات التي أعطاها الله لك كيف تستخدمها،معلمنا بولس الرسول أعطى له الله مجموعة ملكات، يوم أن عرف المسيح قال أنا أخدم الله بالملكات التي لي، ثقافتي يارب تحت رجليك، علمي تحت رجليك، كل معرفتي للناموس تحت رجليك، اللغات التي أنا أتقنها أتقن اليونانية، العبرية تحت رجليك، استخدمها لخدمتك، أعرف كيف أكلم اليوناني، وأعرف كيف أكلم اليهودي، تحت رجليك أخدم بهم، وبدأ يضع إمكانياته كلها تحت يد الله، وقال لك ما كان لي ربحا، الأمور القديمة حسبتها نفاية من أجل فضل معرفة المسيح، موسى النبي صاحب مواهب كثيرة، كان ابن لابنة فرعون، لكن عندما وجد أن خلاص شعبه يقتدي منه الرسالة أنه يستخدم مواهبه لصالح خروج بني جنسه قال لك "بالإيمان موسي لما كبر أبى أن يدعى ابن لابنة فرعون مفضلا بالأحرى أن يذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع بالخطية حاسبا عار المسيح غنى أفضل من خزائن مصر"هذا مال الظلم حسب عار المسيح غنى أفضل من خزائن مصر، لذلك أستطيع أن أقول لك أنت لابد أن تعرف أن الله يعطيك إمكانيات لكي تكون لك رسالة أعلى بكثير من أنك مجرد تأخذها لنفسك، لاهي ليست لنفسك،بل أعطي،ياليتنا يا أحبائي ندرك أن إمكانياتنا ليست لنا،أن إمكانياتنا هي عطايا من الله ونحن ما إلا وكلاء عليها، وهذه الإمكانيات الله أعطاها لنا لكي نأمن بها مستقبلنا الأبدي.الكنيسة يا أحبائي كل يوم في أيام الشهر الصغير، شهر نسئ تقرأ لنا قراءة خاصة تهيئ قلوبنا لاستعداد زوال العالم، تهيئ قلوبنا للحياة الجديدة.ربنا يعطينا ياأحبائي أن يكون الزمن هو زمن توبة، زمن استعداد، زمن نجمع به لأنفسنا خلاص ونعمة ورحمة. ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
طوبى للمساكين بالروح الجمعه الثانيه من أبيب
يقرأ هذا الفصل فى الإحتفالت بأعياد القديسين وبخاصة آباء الرهبنه الثلاثة مقارات او أى تذكار لأبناء ابو مقار صفات الطوباويين انطبقت عليهم تماماً من وداعه ونقاوة قلب وحزن وضيق
هى دستور المسيحيه اسمى تعاليم قيلت للبشر غاندى حين طلبوا منه أن يلقى كلمه للشعب قرأ لهم الموعظه على الجبل ولما سألوة ما تقرأ قال لهم الكتاب المقدس هو تاج الكتب والعظه على الجبل هى درة هذا الكتاب انها كلمات تصل بالانسان للسماء يكفى انها تثبت اها هو الله لانها لاتخرج من انسان هى عميقه عمق الله 9 تطويبات
طوبى اى سعاده وبركه لمن يتمتع بها ليس بركه مؤقته بل حاله سعادة وبركة وغبطه
ابحث كيف تحياها كمنهج طوبى للمساكين بالروح يشعر انه فقير جدا جدا بدون الله لا يستطيع ان يقدم على اى عمل بدون الله اتضاع لان أشر رزيله تكون فى انسان هى الكبرياء الاتضاع اساس كل فضيله بالاتضاع يرجع الإنسان إلى الفردوس راينا فى الفريسى يعمل أمور كثيرة بكبرياء
يظهر الإتضاع فى كلامة فى نظراته فى تعليقاته ف مشية بل وفى اكله وفى مظهرة وفى مشيته سهل جدا التعامل معه يسهل جدا توجيهه بسلاسه جدا يقبل التعليم واللتوجيه ولانه متضع فيشعر جدا بالاحتياج للصلاة لانه يشعر انه محتاج جدا لله
ما اجمل مسكنه الروح ما أجمل سليمان وهو ملك لتقريبا اعظم مملكه عبدك فتى صغير لا يعلم الدخول ولا الخروج وملكوا عبدك عل شعبك العظيم هذا فاعطى عبدك قلبا فهيما
المسكين بالروح يطلب دائما يارب دبرنى ارشدنى
طوبى للحزانى لانهم يتعزون ليس اى حزن ليس بحسب العالم ينشىء موت مكسب كرامة ذات اى امر من امور الأرض يمكن ان ينجح عدو الخير ان يصيبة بحزن لكى ما يسقط فى الإحباط واليأس فيسقط فى اى خطيه هذا حزن ينشىء موت ولكن هناك حزن بحسب مشيئة الله يحزن على خطاياة مثل أرسانيوس وداود سمعوا طوبى ايها الباكون واللذين يزرعون بالدموع وهى لا تجلب إكتئاب لان الله سيهب تعزيه وفرح لا ينطق بها وتفوق الوصف وليس حزين على خطيته بل وعلى خطايا غيرة رأيت خطايا إخوتك ماذا فعلت كثيرا ما تغربنا عن الوصيه رأينا معلمنا بولس إن لى حزن فى قلبى لا ينقطع – ثلاث سنين ليل نهار لم أفتر عن أن أنذر بدموع ماذا نفعل يا أحبائى تجاة سلبيات نراها ننقدها ندين نستهزىء ما ابعد أن تكون هذه مسكنه بالروح
لا تهرب من التبكيت لئلا تقلل تعزياتك اخضع للتبكيت تتعزى
الوداعه هى بين الغضب واللا مبالاة موسى النبى حليماً جداً ولكن حين رأى شعب الله يعبد العجل يغضب من أجل مجد الله اما فيما لنفسه لم يغضب حين تكلمت عليه مريم اخته اما شاول فكان كاصم اجلس تحت قدمى الذ قال تعلموا منى لانى وديع ومتواضع القلب
طوبى للجياع والعطاش للبر قد يجوع الإنسان إلى منصب أو طعام أو إقتناء شىء أما الجياع للبر للفضيلة والعطشان كيف أجوع للروحيات تشتاق نفسى إليك مثل الإيل للمياة يتجه لله بشعور الجائع والعطشان انت تتعزى بقدر جوعك وعطشك تشبع وترتوى وهذا سر عدم شعورنا بالصلاة كان من يأخذ من المن بين مقلل ومكثر والله يعطى يالله اليك ابكر عطشت نفسى إاليك
طوبى للرحماء لأنهم يرحمون كونوا رحماء كما أن اباك رحيم عيش المشكله كأنك انت صاحبها أذكروا المقيدين كأنكم مقيدين طبع الرحمه والحنان ليس فقط فى الماديات الخطاة المسيئين إليه
الحكم بلا رحمه لمن لم يستعمل الرحمه ان لم ترحمنى انت اصنع رحمه كن رحيم مع الكل مبادىء عكس العالم اسمى تعاليم للبشر والمسيح قال وعمل
طوب لأنقياء القلب اى هناك دافع واحد وهو إرضاء الله ومحبته يمكن بدافع الناس او ارضاء الذات وجهك يارب التمس لاهوت الله لايرى وهو معاينه عقليه قلبيه وهى المكافاة العظمى أظهر له ذاتى وهو يرى تدابير الله بوضوح فى امور الحياة طوبىلكم اذا طردوكم وعيروكم من اجلى لا تحزن ان ضايقوك لأن أجرك سماوى المسيح رفعنا لمستوى الأنبياء لانهم هكذا فعلوا بالانبياء اللذين كانوا قبلكم
أنت قطيع صغير
ملكوت الله عرس مفرح وأول ظهور للسيد المسيح مع تلاميذه فى عرس والكنيسة تاخذ هذا اليوم وتجعله عيداً سيدياً لان فكر المسيح انه يريد ان يعلن ان ملكوته والحياة معه فرح ومن ينال الوعد هم القطيع الصغير – عروس المسيح قطيع صغير من جه العدد اللذين يتمتعون بالمسيح هم قطيع صغير اقليه بالنسبه للخارجين رغم انهم جمع لا يحص ولكنهم ليسوا الغالبيه وكثيرون سيخرجون... احذر ان تحيا بحسب قانون الغالبيه افرح انك من الاقليه لا تسلك حسب المجموعه. اللذين يتمتعون بالمسيح اقليه كثيرون يظنون ان الصح فى الاغلبيه الصح فى القله لا تسلك حسب المجموعه او الاغلبيه لا تسلك بحسبهم لانك قطيع صغير ليس الكل بحب ان يسلك بحسب مشيئة الله وقد تتسائل وهل الله برحمته يترك كل هؤلاء رحمته وعدلته تقتضى ان من يقبل صليبه وخلاصه ويحياة يخلص وارادته للجميع التوبه ويترك الانسان لحريته اراده الانسان تجعله يهلك لكن ليس الجميع يقبلون فى تاريخ الكنيسة القديسون اقليه نوح اياك رايت بارا فى هذا الجيل 8
انفس وسط كل السكان لاننزعج ان راينا انفسنا ضد التيار لا تنزعج او تتطرب القليل هم المختارين- انت قطيع صغير لا تنبهر بالعدد قيل عنى بنى إسرائيل أن اللذين خرجوا من أرض مصر قاربوا الثلاثه ملايين ولكن بأكثرهم لم يسر الله – تعالى قول نذهب فسحه ولا ملهى وقول تسبحه ولا قداس – أصحاب الاشتياقات المقدسة نادرين
فى اوائل العهد المسيحى كانت الأديرة يسكنها آلاف الرهبان كان طريق الساحل الشمالى لا تنقطع منه أصوات التسابيح لدرجه كانوا يعطون الأديرة أرقام لتمييزها – الأنبا شنوده رئيس المتوحدين كان يسكن فى ديرة أكثر من 22 الف راهب – قرأت إحصائية عن رهبان مصر وجدت انهم لا يتعدون 1500 راهب و1000 راهبه الامر لا يؤخذ بالعدد ولكن هو قطيع صغير
السالكين بالوصيه قليلون من يقال عنهم ان ثوب الرهبنه افتخر بهم قليلون هى قاعده الباب ضيق قليلون اللذين يجدونه لا تطلب الباب الواسع ولا كثرة العدد لانها فى الحقيقة مؤشرات مقلقه لانها ضد الوعد قليلون اللذين يجدونه
اللذين تجسسوا ارض الميعاد اثنى عشر عشرة اشاعوا مذمة الارض واثنين مدحوها
لو تاملنا بنى اسرائيل بدون موسى لوجدناهم مثلما فعلوا مع هاون
الملح قليل ولابد ان يكون قليل – المصباح صغير ولكنه يتشر ضوءه -
صغير فى امكانياته هم اقل رغم انهم مختارين والاب سر ان يعطيهم الملكوت انظروا ليس كثيرون شرفاء حكماء اختار الله المذدرى الضعيف الغير موجود اختارنا ونحن ضعفاء ومسرتى فى ضعف القطيع ليس لنا امكانيات ماديه ضخمه ما اجمل شعور الفقر فى الكنيسة كل ما تتكل الكنيسة على امكانيات العالم خاف على الكنيسة جدا حين يكون لها امكانيات العالم وارجع للتاريخ تجد الكنيسة حين كانت فى فقر وعوز كانت غنيه بالروح واول ما الكنيسة تتفتح على العالم وتفتخر بغناها ومجدها الارضى تنسى رسالتها ودعوتهاالله رغبته ومسرته ان تكون الكنيسة قطيع صغير منبوذين مضطهدين هذا منتهى العدل لئلا يشتكى احد على مختارى الله لانهم ضعفاء
مسرة الله هى دخولك السماء هو يقبلك ويفرح بميراثك الملكوت
بيعوا ما لكم واعطوا صدقه لا تقتنى واى خسارة تخسرها من اجل السماء انت الكسبان
لا تتضايق من الظلم اصنع كنز فى السماء – نجد الانبا بولا رفض دخول فى صراع وفى النهايه ترك وربح وكسب –الخسارة من اجل المسيح مكسب وبدا فى التمتع بالملكوت وكسب وربح لها اجر عظيم فى السماء افرحوا لان اجركم عظيم فى السماوات – الله لا يرجع ولا يكذب احذر ان يرسخ ف داخلك ان كلام المسيح مبالغ فيه مثلنا سمعت من ابوك الجسدى او مدرس او صديق ولكنه يعد باجر عظيم من اجله حين يرفضك او يهينك العالم له اجر عظيم وكل من ايقن صدق وعده ادرك المكسب – حين تقرا تاريخ الكنيسة تختم على صدق مواعيد الله – المسيح دافع عن اولاده عبرالتاريخ ولا تخف انت كسبان مهما خسرت
اسهروا تيقظوا ترقبوا لا تتله بالعالم انت فى المسيح احذر من هذه الدوامه نحن عمله مخلوقين لاعمال صالحه سبق الله واعدها – لك رساله اهم بكثير من مجرد الاكل والشرب والتعليم هذا عملك الرئيسى شهادتك للمسيح وباقى الامور لمجرد تدبير شئون الحياة
يجب ان تكون فى ترقب لانك لا تعرف فى ايه ساعه ياتى افعلوا كل شىء لمجد الله فى الهزيه الاول الثانى كانها تقسيمه للعمر الطفوله الشباب الرجوله الشيخوخه المهم نكون فى سهر ويقظه وترقب