العظات

أولاد الملوك الجمعه الثالثة من شهر طوبه

ربما لم يكن تجاوزالسادسة عشر من عمره عندما ترك قصر أبيه وكيف تخليا عن دلال الأمراء وكيف التقت رغباتهما وأتفقا سوياًبسرور ورضى قلب على ترك العالم ولكن محبتهما هونت عليهما التعب وطول الطريق والإحساس المؤلم بالتعب عاشا مع الأنبا أغابيوس ست سنوات كامله فى طاعه حقيقيه وتسليم كامل عرف أمرهما ورشح مكسيموس للبطريركيه لقاء أمهما (بماذا أقابل أنا الخاطئه نعمه الله فلست مستحقه أن يخرج من بطنى مثل هذين البارين ليكن إبناى هذان من أصفيائك ولتظهر فيهما قوتك ليصنعا العجائب مثل تلميذيك يعقوب ويوحنا إبنى زبدى إجعل نصيبهم مع قديسيك لقد تركوا الدنيا وملكها وطلبوا وجهك إحرسهم من مكائد العدو وهبنى أنا المسكينه نعمه بصلواتهما) ذهابهما إلى مصر فى الطريق شربا من ماء البحر ولم يشعرا بملوحته وتكبدا آلاماً غير عاديه فى هذه الرحله حتى أنهما فى بعض الأحيان كانا يسيران على أيديهما وأرجلهما فوق بعض الصخور الوعرة وأصبحت أقدامهما تتقرح من أسنان الصخور والاشواك وفى اليوم التاسع بلغ بهما التعب مبلغاُ عظيماً فاستلقيا تحت شجرة ووجدا أنفسهما على صخرة فى شيهيت قال الأب مقاريوس: حدث يوماً وأنا جالسٌ بالإسقيط أن أتاني شابان غريبان. أحدُهما متكاملُ اللحيةِ، والآخر قد بدأت لحيتُه. فقالا لي: «أين قلاية الأب مقاريوس»؟ فقلتُ لهما: «وماذا تريدان منه»؟ أجاباني: «نريدُ مشاهدته». فقلت لهما: «أنا هو». فصنعا مطانيةً وقالا: «يا معلم نشاءُ أن نقيمَ عندك». فلما وجدتُ أنهما في حالةِ ترفٍ ومن أبناءِ نعمةٍ وغنىً، أجبتُهما: «لكنكما لا تحتملان السكنى ها هنا». فأجابني الأكبرُ قالاً: «إن لم نحتمل السكنى ها هنا فإننا نمضي إلى موضعٍ آخر». فقلتُ في نفسي: «لماذا أنا أطردهما وشيطانُ التعبِ يشكِّكهما فيما عزما عليه»؟ فقلت لهما: «هلما فاصنعا لكما قلايةً إن قدرتما». فقالا: «أرنا موضعاً يصلح». فأعطيتُهما فأساً وقُفّةً وكذلك قليلاً من الخبزِ والملحِ وأريتهما صخرةً صلبةً، وقلتُ لهما انحتاها هنا، وأحضِرا لكما خُصّاً من الغابةٍ وسقِّفا واجلسا. وتوهمتُ أنهما سوف ينصرفان من شدةِ التعبِ. فقالا لي: «وماذا تصنعون ها هنا»؟ فقلتُ لهما: «إننا نشتغلُ بضَفرِ الخوصِ». وأخذتُ سعفاً وأريتُهما بدءَ الضفيرةِ وكيف تُخاط، وقلت لهما: «اعملا زنابيل وادفعاها إلى الخفراءِ ليأتوكما بخبزٍ»، وعرَّفتهما ما يحتاجان من معرفةٍ ثم انصرفتُ عنهما. أما هما فأقاما ثلاثَ سنواتٍ ولم يأتياني. فبقيتُ مقاتِلاً الأفكارَ من أجلِهما، إذ لم يأتيا إليّ ولا سألاني في شيءٍ. ولم يحاولا الكلامَ مع أحدٍ قط. ولم يُبارِحا مكانَهما إلا كلِّ يومِ أحدٍ فقط، حيث كانا يمضيان إلى الكنيسةِ لتناول القربان وهما صامتان. فصليّتُ صائماً أسبوعاً كاملاً إلى الله ليُعلنَ لي أمرَهما. وبعد الأسبوعِ مضيتُ إليهما لأفتقدَهما وأعرف كيف حالهما. فلما قرعتُ البابَ عرفاني وفتحا لي وقبَّلاني صامتيْن فصليتُ وجلستُ. وأومأ الأكبرُ إلى الأصغرِ بأن يخرجَ. أما الأكبرُ فجلس يُضَفِّرُ في الضفيرةِ ولم يتكلم قط. فلما حانت الساعةُ التاسعةُ أومأ إلى الشابِ فأتاه وأصلحا مائدةً وجعلا عليها ثلاثَ خبزاتٍ بقسماطات وداما صامتيْن. فقلتُ لهما: «هيا بنا نأكلُ». فنهضنا وأكلنا وأحضرا كوزَ ماءٍ فشربنا. ولما حان المساءُ قالا لي: «أتنصرف»؟ قلتُ لهما: «لن أنصرفَ. لكني سوف أبيتُ ها هنا الليلةَ». فبسطا حصيرةً في ناحيةٍ وبسطا أخرى لهما في ناحيةٍ أخرى. وحلا إسكيميهما ومنطقتيهما ورقدا قدامي على الحصيرةِ. فصليتُ إلى اللهِ أن يعلنَ لي ماذا يعملان. وإذ كنتُ راقداً ظهر فجأةً في القلايةِ ضوءٌ كضوءِ النهارِ قدامي، وكانا يشاهدانه، فلما ظنَّا أني نائمٌ، نَخَسَ الأكبرُ الأصغرَ وأقامه. وتمنطقا وبسطا أيديهما إلى السماءِ. وكنت أراهما وهما لا يبصرانني. وإذا بي أرى الشياطينَ مقبلين نحو الأصغرِ كالذبابِ. فمنهم من كان يريدُ الجلوسَ على فمِهِ، ومنهم من كان يريدُ أن يجلسَ على عينيه. فرأيت ملاكَ الربِ حاملاً سيفاً نارياً وهو يحيطُ بهما ويطردُ الشياطينَ عنهما. أما الأكبرُ فلم يقدروا على الاقترابِ منه. فما أن حان الفجرُ حتى وجدتهما وقد طرحا نفسيهما على الأرضِ وناما. فتظاهرتُ كأني استيقظتُ وهما كذلك. فقال لي الأكبرُ هذه الكلمةَ فقط: «أتشاءُ أن نقولَ الاثني عشرَ مزموراً». فقلتُ: «نعم». فقرأ الصغيرُ خمسةَ مزاميرَ وفي نهايةِ كلِّ ستةِ استيخونات الليلويا واحدة، ومع كلِّ كلمةٍ كان يقولها كان يبرزُ من فمِهِ شِهابُ نارٍ يصعدُ إلى السماءِ. كذلك الكبيرُ إذ كان يفتحُ فمَه ويقرأ كان مثلُ حبلِ نارٍ خارجاً وصاعداً إلى السماءِ. فلما انقضت الصلاةُ انصرفتُ قائلاً: «صلِّيا من أجلي». فصنعا لي مطانيةً وهما صامتان. وبعد أيامٍ قليلةٍ تنيح الأكبرُ وفي ثالثِهِ تنيح الصغيرُ كذلك. ولما كان الآباءُ يجتمعون بالأب مقاريوس كان يأخذهم إلى قلايتهما ويقول: «هلموا بنا نعاين شهادةَ الغرباءِ الصغار». دوماديوس ومكسيموس القديسان شابان صغيرا السن أدركا غنى الملكوت وعشقا شخص السيد المسيح، فتركا عظمة المُلك والجاه ووفرة الغنى والكرامة وعمدا إلى سكنى البراري والقفار. انفتاح قلبيهما على السماء حوَّل القفر إلى فردوس، وسلكا بسيرة ملائكية أدهشت القديس مقاريوس الذي كان يستصحب بعض زائريه إلى مغارتهما، ويقول لهم: "هلموا نعاين مكان شهادة الغرباء الصغار". كان يحسبهما شهيدين بدون سفك دم. نشأتهما كان هذان القديسان أخوين، وكان أبوهما فالنتيانوس القيصر الروماني (364-375) رجلاً خائف الرب وناصرًا للمسيحية، ربَّى ولديه وأختهما الصغيرة في مخافة الرب. لما كبر مكسيموس ودوماديوس اشتاقا إلى حياة الرهبنة. فطلبا من أبيهما أن يسمح لهما بالذهاب إلى مدينة نيقية ليُصليا في مكان اجتماع المجمع المقدس المسكوني الأول الذي انعقد سنة 325م. فرح أبوهما وأرسل معهما حاشية من الجند والخدم كعادة أولاد الملوك. ولما وصلا أمرا الجند أن يرجعوا إلى أبيهما ويقولوا له أنهما يريدان أن يمكثا هناك أيامًا. ثم كشفا أفكارهما لأحد الرهبان القديسين يُدعى حنا فشجعهما، ولما طلبا أن يبقيا معه اعتذر خوفًا من أبيهما وأوصاهما بالسفر إلى سوريا ليتتلمذا على يديّ القديس المتوحد الأنبا أغابيوس وهو طرسوسي من كيليكية، وكان ذا شهرة كبيرة. رهبنتهما توجها إلى الأنبا أغابيوس فقبلهما وألبسهما إسكيم الرهبنة. ولما قرب زمان نياحته سألاه ماذا يفعلان بعده. أما هو فقال لهما: "رأيت نفسي في هذه الليلة واقفًا علي صخرة جنوب مسكننا، ورأيت راهبًا واقفًا أمامي وعلي رأسه غطاء عليه صلبان. وكان في يده عصا من جريد وصليب. لما رأيته خفت، ولكنه اقترب مني وسلّم عليّ، وقال لي: "هل تعرفني؟" قفلت له: "لا يا أبي القديس". قال لي: "أنا مقاريوس المصري أتيت لأدعو أولادك لآخذهم إلى مصر". فقلت له: "ألا تأخذني معهم أيضًا يا أبي؟" فقال لي: "لا، ولكني أعلمك أنك بعد ثلاثة أيام ستتنيح وتذهب إلى السيد. وسيرسل الملك رُسلا وراء ولديه ليأخذهما إلى القسطنطينية، فاحذر ذلك ومًرهما أن ينزلا إلى مصر ليسكنا بالقرب مني. لأن السيد قد عينهما لي أولادًا، وها أنا قلت لك". ولما قال ذلك اختفي عنيِ". ثم قال لهما: "إنني كنت اشتهي أن أنظر هذا القديس بالجسد ولكنني قد رأيته بالروح، فبعد نياحتي امضيا إليه بسلام". أنعم الله عليهما بنعمة شفاء المرضى، وشاع ذكرهما في تلك البلاد خصوصًا بين التجار والمسافرين، وتعلّما صناعة قلوع المراكب فكانا يقتاتان بثمن ما يبيعانه ويتصدقان على الفقراء والمساكين بما يفضل عنهما. لقاء والدتهما والأميرة أختهما بالقديسين في إحدى المرات كان نائب الملك في الميناء مع الجند يفتش السفن الداخلة، فلاحظ اسميّ القدّيسين على إحدى السفن. استفسر من صاحب المركب عن سبب ذلك. فقال له: "هذان اسمان لأخوين راهبين كتبتُهما على قلع مركبي تبَرُّكا لكي يُنجّي الله تجارتي". ثم بيّن له أوصافهما بقوله أن أحدهما قد تكاملت لحيته والآخر لم يلتحِِ بعد، فعرفهما، وأخذ الرجل وأحضره أمام الملك ثيؤدوسيوس الذي كان رئيسا لجنود الملك فالنتينوس، وتعين ملكًا بعد وفاته. قدم الملك ثلاث قطع ذهبية لكل بحار. وصرفهم بسلام. ثم أرسل مندوبًا من قبله اسمه ماركيلوس إلى سوريا ليتأكد من الخبر قبل إذاعته في القصر. وبعد بضعة أيام عاد المندوب مؤكدًا الخبر، وكان فرح عظيم في القصر. ذهبت إليهما والدتهما والأميرة أختهما، فلما تقابلتا بالقديسين وتعرفت عليهما بكتا كثيرًا جدًا، ورغبت أمهما أن يعودا معها فلم يقبلا، وطيّبا قلب والدتهما وأختهما. ترشيح القديس مكسيموس بطريركًا للقسطنطينية بعد ذلك بقليل تنيّح بطريرك القسطنطينية فاتجهت الأنظار إلى القديس مكسيموس ليخلفه ورحّب الملك ثيؤدوسيوس بذلك، وأرسل نائبه ومعه بعض الجنود لاستدعائه، كما كتب إلى والي سوريا بذلك. تسرّب الخبر إلى الأخوين عن طريق زوجة الوالي التي كانت تحبهما كقديسين. ولما علما بذلك هربا واختفيا عند راعي غنم أيامًا كثيرة، ثم غيّرا ثيابهما ولبسا ثيابًا مدنية وتنكّرا حتى لا ينكشف أمرهما وصلّيا طالبين مشورة الله للوصول للأنبا مقاريوس. لقاؤهما مع أنبا مقاريوس سارا نحو تسعة أيام حتى أعياهما التعب وهما يسيران على شاطئ البحر. افتقدهما الرب برحمته ووجدا نفسيهما في شيهيت حيث القديس مقاريوس وعَرَّفاه أنهما يريدان السُكنى عنده. ولما رآهما من أبناء النعمة ظن أنهما لا يستطيعان الإقامة في البرية لشظف العيشة فيها. فأجاباه قائلين: "إن كنّا لا نقدر يا أبانا فإننا نمضي إلى موضع آخر". عاونهما في بناء مغارة لهما ثم علَّمهما ضفر الخوص، وعرّفهما بمن يبيع لهما عمل أيديهما ويأتيهما بالخبز. أقاما على هذه الحال ثلاث سنوات لم يجتمعا بأحد سوى أنهما كانا يدخلان الكنيسة لتناول الأسرار الإلهية وهما صامتين. فتعجب القديس مقاريوس لانقطاعهما عنه كل هذه المدة وصلى طالبًا من الله أن يكشف له أمرهما، وجاء إلى مغارتهما حيث بات تلك الليلة. فلما استيقظ في نصف الليل كعادته للصلاة رأى القديسين قائمين يُصليان، وشُعاع من النور صاعدًا من فم القديس مكسيموس إلى السماء، والشياطين حول القديس دوماديوس مثل الذباب، وملاك الرب يطردهم عنه بسيفٍ من نار. فلما كان الغد ألبسهما الإسكيم المقدس وانصرف قائلاً: "صلّيا عني"، فضربا له مطانية وهما صامتين. نصائحهما روي كاتب السيرة، الراهب بيشوي شماس الكنيسة التي بناها القديس مقاريوس الكبير نفسه، وهي أول كنيسة في الاسقيط: [حدث مرة حينما كنت معهما أن قلت لهما: لو كنتما في القسطنطينية يا أبوي فبالتأكد كنا نجدكما قد توليتما الملك". فأدارا وجهيهما وقالا بوداعة: "أين إذن روحك أيها الأخ حتى بدرت منك هذه الكلمة؟ إنها بلا شك في المكان الذي ذكرته. لقد قلنا لك عدة مرات أيها الأخ بيشوي أنك سواء كنت جالسًا معنا أو في مسكنك يجب أن تذكر دائمًا اسم الخلاص الذي لسيدنا يسوع المسيح بلا انقطاع، لأنه بالحقيقة لو كان هذا الاسم القدوس في قلبك لما قلت هذه الكلمة التي تكلمت بها الآن. من الآن فصاعدًا انتبه بالتأكيد إلى نفسك، ولا تهمل الاسم القدوس، اسم سيدنا يسوع المسيح، بل تمسك به بكل قلبك باستمرار حتى في الآلام، لأننا لو أهملناه نموت حتما في خطايانا". ومن أقوالهما: "فلنفرغ من الدالة والمزاح والكلمات الباطلة التي تجعل الراهب يخسر كل الثمار حسب الطريقة التي تعلمناها، إذ كنا لا نزال بعد في سوريا حينما كان الناس يحاولون إسعادنا دون أن يتركوننا نفكر في خطايانا. لكن الغربة والسكوت بفهم واحتمال الشدائد هذه هي خصائص الراهب. فالشدة تولد الصلاة في طهارة، والصلاة تولد مخافة الرب والمحبة، وهذا ما ينمي الإنسان، لأنه لا جاه ولا غنى ولا قوة يتقبلها الله ما لم يكن المسيح يسكن فينا".] نياحتهما بدأ القديس مكسيموس يمرض بحمى عنيفة، فلما طال عليه المرض طلب إلى أخيه الأصغر أن يذهب إلى القديس مقاريوس يرجوه الحضور. فلما أتى إليه وجده محمومًا فعزاه وطيّب قلبه. يقول كاتب السيرة: [اجتمعنا حول القديس مكسيموس لننظره فسمعناه يقول وقد خُطف عقله: "يا رب أرسل لي نورك ليضئ قدامي في هذا الطريق التي لا أعرفها. يا إلهي وخالقي خلصني من قوات الظلمة المجتمعين في الهواء، وأصلح خطواتي في هذا الطريق لأبلغ إليك باستقامة. وكن لي نعمة وقوة يا إلهي وسيدي، لأنك أنت رب النور ومخلص العالم". ثم صمت قليلاً، وتطلع القديس مقاريوس وإذا جماعة من الأنبياء والرسل والقديسين ويوحنا المعمدان وقسطنطين الملك جميعهم كانوا قائمين حول القديس إلى أن سلّم روحه الطاهرة بمجدٍ وكرامةٍ. فبكى القديس مقاريوس وقال: "طوباك يا مكسيموس". أما القديس دوماديوس فكان يبكي بكاء مرًا، وسأل القديس مقاريوس أن يطلب عنه إلى السيد المسيح لكي يُلحقه بأخيه. وبعد ثلاثة أيام مرض بحمى شديدة هو الآخر وقيل للقديس مقاريوس عن ذلك فذهب إليه لزيارته. وفيما هو في الطريق وقف فترة طويلة ينظر نحو المغارة ثم التفت ناحية المشرق، فظن من معه أنه كان يصلي ولكنه كان يتأمل خورس القديسين الذين كانوا يتقدمون روح القديس دوماديوس. نظر الأب مقاريوس نحو السماء وهو يبكي ويقرع صدره قائلاً: "الويل لي لأني لم أعد راهبًا بالكلية". ثم قال لهم: "لقد تنيح القديس دوماديوس". كانت نياحة القديس مكسيموس يوم 14 طوبة ولحقه أخوه القديس دوماديوس في 17 طوبة. قال الأب مقاريوس أن الطغمات الذين جاءوا ليأخذوا نفس دوماديوس هم الذين جاءوا لأخذ روح أخيه. وبنى القديس مقاريوس كنيسة في موضع سُكناهما وهي أول كنيسة بنيت في البرية. كما كان القديسان مكسيموس ودوماديوس أول من تنيح من الرهبان في الإسقيط، وكانت نياحتهما بعد سنة 380م.

فضائل فى داود النبى الجمعة الرابعة من شهر كيهك

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهرالدهور كلها آمين . تعيد الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك بتذكار نياحة داود النبي مرنم إسرائيل الحلو، في الحقيقة يا أحبائي أمور كثيرة جداً في شخصية معلمنا داود مفرحة،منذ نشأته وهو في بيت والده يسى كان يسلك بالاستقامة،وعندما اختاره صموئيل النبي لكي يجعله ملكا على إسرائيل رأينا كم هو حافظ على كماله، حافظ على اتضاع قلبه، حافظ على وداعته، دروس كثيرة نتعلمها من داود، تواضع داود نموذج،كيف لا يتعالى الإنسان مهما كبر ومهما ارتفع،وكيف يكون اتضاعه منهج في حياته، لن يقف على موقف،عندما يكون قليل يشعر أنه قليل، عندما يكون كبير يشعرأنه كبير لا بل قال أنا كلب ميت أو برغوت، فهو من كثرة شعوره بالاتضاع والوداعة أصبح يتذلل أمام الله يقول له أذكر يا رب داود وكل دعته، تخيل أنت عندما يكون اتضاعك هو الصفة التي تقف بهاأمام الله لكي يتدخل الله في حياتك،من منا يقدر يقول لله أذكر يارب عبدك وكل تواضعه وكل دعته،فنحن نمتلئ بالكبرياء، ويكون سائد على حياتنا،سائد على خطواتنا، سائد على أفكارنا،لكن داود النبي والملك يقول له أذكر يارب داود وكل دعته،إتضاع داود،توبة داود التي جعلتها الكنيسة تكون منهج للتائبين،أنظر مزمور ارحمني يا الله كعظيم رحمتك تفحص الكلام الذي فيه، انظر الانسحاق الذي فيه،إلى أي حد الإنسان يستكثر مراحم الله عليه، إلى أي حد يعلن ضعف وانكساره،إلى أي حد يعلن خجله وفي نفس الوقت ثقته في المغفرة، إلى أي حد يعلن ويقول لك وحدك أخطأت، الشر قدامك صنعت، لكن إذا كنت أنا سيء لكن لكي تتبرر أنت في أقوالك، لأنك قلت أنك تقبل الخطأة،أنظر ستجد داود ممتلئ دعة،ممتلئ توبة، القديس أوغسطينوس من كثرة عشقه لمزمور التوبة "ارحمني يا الله كعظيم رحمتك" كتبه على جدران حجرته لكي ما يقرأ طوال الوقت كلمة من كلمات توبة داود فصارت منهج للتائبين،الكنيسة وضعته لنا لكي نصليه في مقدمة كل صلاة،وكأن تقول لك كل صلاة لابد أن تكون مصحوبة بفضيلتين وهما: ١-الشكر . ٢-التوبة . لأجل الشكر وضعت لنا صلاة الشكر، منهج في الشكر، هذا الشكر منهج،إذا تأملت في صلاة الشكر يقول لك الشكر هذا منهج،إذن ما منهج التوبة؟ قال لك منهج التوبة في أبسط صورها هو مزمور توبة داود المزمور الخمسون،ورأينا إلى أي قدر قلبه التائب، معلمنا داود، أنظرالصلاة في داود، تريد أن تتعلم الصلاة تعلم الصلاة من المزامير، تريد أن تتعلم كيف تخاطب الله، ماذا تقول عندما تفرح، ماذا تقول عندما تحزن،ماذا تقول عندما تكتئب،ماذا تقول عند التوبة،ماذا تقول عندما تشعر بالانكسار،ماذا تقول عندما تشعر بالفرح والمسرة، ماذا تقول عندما تشعر بالندم،تريد أن تعبر لله عن كل حالاتك بأجمل طريقة هي المزامير، فالكنيسة وضعت المزامير لتكون مثل طفل يريدون أن يعلموه لغة معينة فيقوموا بأعطائه قواعد هذه اللغة، فالكنيسة تريد أن تعلمنا كيف نصلي فقالت لنا أعلمكم كيف تصلوا من خلال قواعد للصلاة، ما هي قواعد الصلاة؟ قالت المزامير هذه هي قواعد الصلاة، تريد أنت تعلم كيف تصلي، تريد أن تعرف ما هي عناصر الصلاة،الشكر،التسبيح،التوبة، الاتكال على الله،التذلل أمام الله،الطلب عن الآخرين أمام الله، ارتفاع القلب للسماء أمام الله هذه هي عناصر الصلاة ومنهجها الذي يثبت في قلبك عن طريق مزامير داود، مزامير خالدة،أصبحت إلى الآن حية،وأصبحت إلى الآن تعلم.تخيل أنت هكذا أن آبائنا القديسين صلوا المزامير أصبحت أنا أصلي نفس المزامير التي صلى بهاآبائي، القديس أنطونيوس صلى المزامير، القديس بولا صلى المزامير، أبو مقار صلى المزامير، كل هؤلاء صلوا نفس مزامير داود، فقد ترك منهج، منهج صنع قديسين، منهج ثبت فيهم كلمة الله، جعلهم يعرفوا كيف يستخدموا كلمة الله في كيفية مخاطبته كما يرضي صلاحه،هذا معلمنا داود أنظر وفاء داود،أنظر حب داود، تخيل أنت عندما يكون شخص يطارد هويطلب نفسه ولا يشفق عليه الذي هو شاول الملك وظل يسخر كل قوى البلد لمهاجمة داود، لدرجة أنه ترك الحروب الخارجية وأصبح ينهزم فيها وترك شئون المملكة الداخلية وبدأت المملكة تشكو منه لأنه لم يكن لديه غير مشكلة واحدة فقط كيف يحضرداود،ولم يستطيع احضاره،فتخيل أنت عندما تأتي لداود فرصة أنه ينتقم منه، ويقول له أنا لا أستطيع أن أعيش حياتي،لاأستطيع أن أنام، أنا عايش طريد، أنا عايش مذلول،لقدأتت الفرصة قال لك لا أبدا،مرتين تأتي فرصة لداود ولم يمد يده عليه يقولون له هذا هو، فهو نائم،يقول لهم لا أنا فقط آخذ قطعه من طرف ثوبه، وأقول له معي قطعه من طرف ثوبك بمعنى أنك كنت أمامي وكان معي سيفي لكن أنا لا يمكن أن أفعل ذلك،كيف أمد يدي على مسيح الرب، شاهد حب داود، وفاء داود، شاهد أمانة داود، شاهد وفائه مع يوناثان صديقه، شاهد وفائه عندما ظل يبحث عن كيفية تقديم معروف لأي شخص لازال باقي من بيت يوناثان،فقالوا له هناك ولد أعرج يهرب لأنه خائف منك لئلا تنتقم منه، قال لهم كيف ذلك؟ أحضروه لي،اسمه مفيبوشث، قال لهم أحضروه وقال له هذا البيت بيتك، ولا تتناول الطعام إلا على مائدتي، وأرض والدك سوف أردها لك،أصبح الولد لا يصدق نفسه،تعلموا من محبة داود، وقلب داود،وغيرة داود، وتسبيح داود، وصلاة داود،وتوبة داود، واتضاع داود.جميل جداً يا أحبائي أن تكون شخصية داود شخصية محببة لنا جداً، لأنه مدرسة في الفضيلة، متنوع، متعدد،عميق،يحارب حروب للرب، كان يعلم أن المملكة الذي هو قائم عليها مملكة روحانية، كان يدرك ذلك، قد يكون سر سقوط الملوك الذين أتوا من بعده أنهم كانوا ينظرون للمملكة علي أنها مملكة أرضية، فكان عندما يحارب في حرب كان تفكيره أنه يحارب لحساب نفسه لكي عندما ينتصر يقول أنا انتصرت، لكن داود كان يفهم أنه يحارب للرب لذلك أصبح إشارة واضحة جداً لرب المجد يسوع لأنه يفهم أن هذه مملكة روحانية،يفهم أنها مملكة سماوية، وأنه يقوم بتحقيق رمز من أعمق رموز الخلاص، ويفهم أنه يعيش منهج من أجمل مناهج تقديس الحياة لله، هذا هو داود لذلك الله وعده بحفظ المملكة على مر الدهور من أجل داود، يقول لك "حلف الرب لداود"، بماذا حلف له؟ قال له أنا أجعلك تجلس أنت ونسلك إلى الأبد على كرسي أورشليم،لماذا؟من أجل دواد، فكان يفهم أن هذه مملكة روحية، لن يهتم بالمنصب تخيل أنت عندما يكون رجل ملك ومشغول ويحارب حروب للرب و ينتصر،ومع ذلك يقول لك في منتصف الليل نهضت لأسبح الرب، وكان يقول له منذ الليل روحي تبكر إليك يا إلهي، سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك، وسط هذه المملكة الممتلئة بالمشغولية ،وصلت به الدرجة معلمنا داود أن يقول "أما أنا فصلاة"،أصبح هو كله صلاة، عندما تريد أن تصفه تقول داود صلاة،بمعنى أنك إذا أمسكت أي جزء فيه تخرج لك صلاة،تتحدث معه يكلمك بصلاة،يشعر في كل وقت أنه يقف أمام الله،"جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني لكي لا أتزعزع"، هذا هو داود تجده كيف يتعامل مع أولاده، تخيل أنت أن ابن من أبنائه وهو أبشالوم ينشق عليه، ويعمل حزب، يريد أن يأخذ المملكة من والده، يقول لك كان حسن الشكل قليلاً، وكان شعره طويل،وكان يعرف كيف يستميل الناس بلسانه و كلامه، فكان يقول لهم معذرة لأن والدي منشغل جداً فالذي لديه أي مشكلة يأتي إلي وأنا أجلس معه وأجد له حل لهذه المشكلة،وبدأ يأخذ الناس من والده،وبدأ من شناعة هذا الولد أنه يضطجع مع نساء والده،اللواتي بمثابة أمهاته، إذن تخيل أنت داود ماذا تكون مشاعره تجاه هذا الولد؟!،والذي يريد أن يفعل حرب ويأخذ المملكة من والده،فمن المفترض أنه يكون يريد أن ينهي على هذا الولد بأي شكل، وتتعجب أنه عندما كان جيش داود يخرج للقائه،داودأوصي جيشه عليه يقول لهم"ترفقوا لي بالفتي أبشالوم"، وكأنه يمثل حنان الله تجاه الخاطئ، وكأنه بمثل أحشاء الله لدى الإنسان العنيد،المستكبر،المستبيح،والذي يكسر كل الوصايا بغطرسة،والذي يريد أن يعيش مملكة له هو على حساب مملكة والده،هذا حال الإنسان الخاطئ هذا هو أبشالوم، ومع ذلك داود يوصي عليه، وعندما جاءوا يبشروا داود أن أبشالوم مات كانوا يظنون أنه سيفرح، أبدا فهو حزن عليه جداً، وأيضاً عندما جاءوا يبشروه بموت شاول حزن علي شاول جداً، ما هذا؟!، ما هذاالقلب؟! قال لك أن هذا قلب بحسب قلب الله، عندما تقف أمام الله أحذر أن يكون في قلبك شيء من أحد أبدا حتى إذا كان عدوك، حتى إذا كان يطلب نفسك، حتى إذا كان يريد أن يأخذ مملكتك الأرضية،لأنك طالما أنت منشغل بالمملكة السماوية فإن المملكة الأرضية تصبح هينة، تخيل أنت عندما يكون قلبك بهذا النقاء،هل هناك شهادة في الكتاب المقدس كله في كل الشخصيات الكتاب المقدس أجمل من الشهادة التي شهدها الله عن داود نفسه! قال لك "وجدت قلب داود بن يسي بحسب قلبي"،يا لعجب ما هذا القلب الذي بحسب قلب الله!، يا رب أنا قلبي بحسب قلب من؟،هل من الممكن أن يكون قلبي بحسب قلبك، أنت كون مشاعري بحسب مشاعرك تجاه كل الناس، شاهد الله ما مشاعره تجاه كل الناس ومطلوب منا أن تكون مشاعرنا تجاه كل الناس مثل مشاعر الله تجاه كل الناس،شاهدحب الله تجاه كل الناس،شاهد الأمانة، الحق، الإحسان شاهد إلى أي حد الله يتأنى على الجاحدين، على عبدة الأصنام، على الملحدين الذين ينكرون وجوده بكل تعسف، يظلوا يقولون تحليلات ويلجئوا للمنطق و للعقل، يسخفوا من الأمور الروحية، كل هذا والله يتأنى عليهم جداً، ما هذايارب؟! أنت لا تكره!،يقول لا أعرف الكراهية، أنا حب مطلق،وإذا هلك إنسان سأكون حزين عليه جداً،وأنا لايمكن أن أتدخل في هلاك إنسان ما لم يحكم إنسان على نفسه بالهلاك، ولا يسمع لإنذاراتي العديدة طول حياته،وإذا رجع لي في آخر لحظة أيضا أقبله،ماهذا!، قال لك قلب داود كان هكذا، كان قلبه مترفق، كان قلب حنين، كان قلب محب، أمور كثيرةجداً يا أحبائي في داود تستحق مناأننا نسجد ونتودد لداود ونقول له علمنا، قل لنا ما هي مشاعرك هذه!، علمنا كيف نصلي؟!،قل لنا كيف كانت نفسك مشتاقة للحديث مع الله جداً، كيف كان الكلام ينساب منك؟!، كيف صارت لك هذه الدالة؟!، كيف صار لك هذا اللسان؟!،كيف صارت لك هذه المشاعر المتدفقة من التعبير عن كل حالاتك؟!، كيف كنت ترفع نفسك لله؟!،كيف عندما قدمت التوبة صلاتك انتزعت لك توبة من كنزالمراحم؟!،وكيف أصبحت تعرف أن تجلب مراحم الله عليك؟!، وتقول له "يارب لا تبكتني بغضبك ولا تؤدبني بسخطك، ارحمني يارب فإني ضعيف"،كيف أصبحت دموعك هذه الشفيع لك أمام رحمة الله عندما كان يبل بدموع فراشه، لدرجة يقول لله أجمع دموعي في زق عندك، كل دمعه من دموعي أنا أريدهم يكونوا مدخرين عندك لكي تكون دموعي هذه تصبح دليل براءتي،وتكون هي المحامي،أجمع دموعي في زق عندك، يوم يارب أن تكون زعلان مني جداً وأنت متذكرخطاياي وتعدياتي التي صارت فوق رأسي، ألى أي حد دموعي هي التي من الممكن أن تشفع في؟!هذا هو داود.جميل جداً ياأحبائي أن تكون تذكار نياحة داود مع أول يوم في السنة، لكي نرى كيف نتوب،لكي نرى كيف نصلي، كيف نسبح،كيف نرنم،كيف نغني لإلهنا،كيف نغني بمراحمه وإحسانه،كيف يكون لنا مشاعر تجاه الآخرين،كيف يكون لنا اتضاع، كيف يكون لنا وداعة،كيف يكون لنا قلب بحسب قلب الله.ربنا يبارك في أيامنا،ويجعل أيامنا كلها أيام في محبته، في مخافته، نعيش أيامنا كلها أيام توبة، أيام صلاة، أيام تسبيح.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينابنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

غرباء على الارض الجمعة الأولى من شهر كيهك

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان إلى دهر الدهور كلها آمين . إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا لوقا الإصحاح 12 "لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت،بيعوا أمتعتكم وأعطوا صدقة، أعملوا لكم أكياس لا تقدم وكنز في السموات حيث لا يقرب سارق ولا يفسده سوس".يحدثنا عن تطلعات الإنسان للسماء،فكر الإنسان في السماء، كيف تهون علي الإنسان أمور هذه الحياة لطالما هو يفكر في السماء، قطيع صغير يطمئنهم ويقول لهم لا تخافوا لماذا؟ لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت، وكأنه يقول لهم أنتم هنا من الممكن أن تكونوا مظلومين،متضايقين،تعيشون في ضيق، في حزن،لكن هنا كسماء،وهذه السماء لك وعد بها، فكر كثير في أجرك، هناك أمر يا أحبائي ينقصنا جداً في جهادنا الروحي وفي حياتنا مع الله، إلى أي حد يكون حيز التفكير والاشتياق في السماء في حياتنا، تخيل أنت شخص تظل تقول له لا تحب العالم،شخص تقول له صم، عندما تقول له سامح، عندما تقول له أضبط جسدك،عندما تقول له صلي، وهو لايعرف كل هذه الأمور لماذايفعلها؟!،وماذا يأخذعنها؟!، أعمال ثقيلة لا تحبوا العالم، أنا أعيش في العالم،ولم أرى غير العالم،فكيف لا أحبه، أنا مشدود للعالم فكيفلا أحب العالم.عندما تدب في الإنسان شهوة الأبدية ورغبة الحياة الأبدية وعندما يسيطر علي الإنسان فكر السماء أمور كثيرة تسقط من نفسها،فيبدأ يشعرأن الذي يعيشه الآن فترة،وإلى أين ذاهب؟ مسافر،مهاجر،إلى أين؟ذاهب إلى وطنه الأصلي،يقول لك "إن نقض بيت خيمتنا الأرض فلنا في السماء بناء غير مصنوع بيد أبدي"،هناك سماء تنتظرني، هنا كمجد ينتظرني،هناك ملكوت ينتظرني، كان معلمنا داود يقول "أنا غريب مثل آبائي"، غريب كان يقول له غريب أنا يارب على الأرض فلا تخفي عني وصاياك، على الرغم أنه ملك، تخيل أنت احساس ملك كل أمور البلد في يده،وكل تنعمات الملك تحت يده، ومع ذلك يقول لك أنا غريب أنا لست صاحب هذه البلد، غريب، معلمنا بولس عندما كان يريد أن يمدح أبونا إبراهيم يقول لك "بالإيمان تغرب في أرض الموعد كأنها غريبة ساكنا في خيام"، أبونا إبراهيم كان دائما يسكن في خيام، أي ليس لديه مكان يستقر فيه، رغم أنه كان غني لكن كان يسكن في خيام،كان يعتبرأن سكنته في الأرض هذه فترة مؤقتة، غريب وإلى أين ذاهب بعد ذلك؟ذاهب لوطنه الأصلي،أين وطنه الأصلي؟ في السماء.هل نفكركثيراً يا أحبائي أن وطنا الأصلي في السماء؟، هل نفكر كثيراً في أنني أعيش الآن فترة غريب فيها إلى أن أذهب بيتي،إلى أن أذهب وطني السماوي، قال لك لا تخف أيها القطيع الصغير أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت،لابد أن نتعامل يا أحبائي مع فترة العالم علي أننا فيها غرباء،نحن مسافرين،فالمسافر لا يرتبط بالمكان الذي يسافر إليه، آماله كلها متعلقة على وطنه الأصلي،معلمنا بولس يقول "إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس" قال لك "وأما نحن فسيرتنا في السماويات" وبعض ترجمات تقول لك "أما نحن فمواطنتنا في السماويات،عندما يشبهوه يقول لك على سبيل المثال كل شخص يكون معه جواز سفره لبلده، يقول لك أنا معي جواز سفر مصري، شخص آخر يقول لك معي جواز سفرإنجليزي،معي جواز سفر أمريكي، معي جواز سفر كندي،.....إلخ، لكن نحن جواز السفر لدينا سماوي، أما نحن فمواطنتنا في السماء، لأي شيء أنا أنتمي؟أنتم من السماء،ما هي الصفات الموجودة في؟ صفات السماء،عندما نفكر كثير في السماء سوف نقبل الوصايا بطريقة أسهل،الأنسان ياأحبائي لكي يضبط جسده،لكي يقدر أن ينمي شهوة الحياة الأبدية لديه، لكي يقدر أن ينتظر المواعيد بصدق لابد أن يحدث داخله تغيير جوهري في قلبه وعقله، ماذا يحدث في القلب والعقل؟يحدث فيهم أن شهوة الملكوت تملك على الإنسان،أن الإنسان يبدأ يعرف كيف يتعامل مع جسده الذي يميل للأرض، يعرف كيف يضبطه، يعرف كيف يرفعه.أحد الآباء يقول لك أن الإنسان عبارة عن ثلاث مكونات،يشبه هكذا كأن رجل لديه عربة وبها إثنين من الفرس وهو الذي يقود هذه العربة،منهم فرس منضبط جداً، ملتزم جداً، قوي جداً، سريع جداً، ... إلخ،والفرس الآخر شقي جداً، كسول جداً،لا يحب العمل، لا يحب التعب،يقول لك من الذي يستطيع أن يتحكم في هذا الوضع؟الرجل الذي يقود العربة،ماذا يفعل؟ يطلق العنان للذي يحب العمل والسريع الذي بها يصعد إلى فوق والذي ينهي له العمل ويجعل الثاني ينقاد لهذا السريع، لكن إذاجاء وابتدأ هو نفسه يميل لهذا الكسلان ستجد السريع أيضاسيصبح كسول، نحن كذلك، هذا الإنسان موضوع بين النفس والروح، بين الجسد والروح، وعليك أنك تختار القيادة لمن؟ ،إذا قمت بالانحياز تجاه الروح أصبحت روحاني،وإذا قمت بالانحياز تجاه الجسد أصبحت جسداني، شاهد أنت لمن تطلق العنان؟ للروح أم للجسد؟!،إذا أطلقت العنان للروح فالروح هذا القائد سوف يأخذ الجسد ويرفعه إلى فوق، نفس الجسد الذي من الممكن أن تشكو منه أنه أرضي وأنه متعب ستجده بدأ ينقاد بسهولة،عيش فكرة أنك غريب عيش فكرة أن هذه الفترة ليست دائمة،أنت جالس هنا فترة مؤقتة إلى أن يأتي الوقت الذي تسافر فيه، أحيانا بعض الأباء عندما ينتقل شخص يقول لك سافر، سافر لأنه عاد إلى بلده.لكي يرتبط الإنسان يا أحبائي أكثر بالسماء لابد أن يفكر فيها كثيراً،لابد أن تكون شهوتها تملك على نفسه كثيراً،لابد أن يعرف أن الفترة التي يعيشها الآن هي فترة للتدريب على السماء،والإعداد للسماء، والمقدمة للسماء، ما هي السماء؟!، السماء صلاة، السماء تسبيح، السماء وجود في حضرة الله، السماء غلبة على أوجاع الزمن،في السماء لايوجد حزن،يبدأ الإنسان من الآن يعيش هذه الأفكار،يبدأ الإنسان لايتمسك بأمور العالم، ولا يود أن يكون كل رجائه هنا على الأرض،لابل رجائه في السماء، أمله في السماء، جميل معلمنا داود عندما كان يقول"ما الذي لي في السماء معك لا أريد شيئا على الأرض"، أنا لا أريد شيء، أنا أريد أن أربح نعيم الحياة الأبدية، والعجيب يا أحبائي أن الله يعلمنا من أجسادنا وضعفها أن الجسد ضعيف، يعلمنا أن الجسد زائل،يعلمنا من الأحداث التي حولنا إن الحياة غير آمنة، وإن الحياة متغيرة، حياة متغيرة وغير آمنة، جسد ضعيف،جسد معرض للأمراض، معرض للموت، وكأن ربنا يقول لك اسمع الكلام وأطعه، فأنت ترى الضعف داخلك، والعالم الذي حولك متغير،لماذا تتعلق بأمور ضعيفة؟ لماذا تتعلق بوهم وهناك الحق؟، في حقيقة الأمر السماء لا تزول، الأرض تزول، العناصر كلها تزول، كل فترة يقومون بدراسات يقول لك سوف يحدث ....،والأوزون،إلخ، ويحدثك قليلاً عن أن هناك أجرام سماوية تصطدم ببعضها،ثم هناك أجسام سوف تغطي على الشمس، هناك أشياء سوف تسقط وتضرب على الأرض، وكأن الله يريد أن يقول لك حقا أنت عرضه للخطر في هذه الأرض،لا تأمن إليها، يمكن جداً في أي وقت تجد أن العالم قد زال بكل ما فيه، تصور ذلك وكل من ارتبطوا بهذا العالم،الذين قاموا بالأكل، الشرب،البناء،التجارة،الذهاب، الرجوع،الزواج،الأنجاب، كل هذايضيع في لحظة تخيل أنتقال لك الوقت الذي نزل فيه الطوفان كانت الناس تعيش طبيعي جداً، الوقت الذي حرق الله فيه سدوم وعمورة كانت الناس تعيش طبيعي جداً، تسمع عن بلد حدث لها سيل او فيضان أو زلزال والناس كانت مستيقظة صباحاً وذاهبين إلى عملهم وكانوا يجهزوا ماذا سوف يتناولون علي الغذاء،وكانوايفعلون، وكل شئ كان يسير فجأة،إذن الإنسان الذي لا يجهز نفسه ماذا يحدث له؟ أقول لك فكر كثيراً في السماء، إن نصيبك في السماء، حياتك ليست على الأرض،والله يعلمك ويقول لك لا تأمن لهذه الأرض.أحد الآباء القديسين يقول لله"أعطنا يا الله ألا نركن إلى الظل كأنه حق"، هذه الحياة كإنها ظل، تخيل أنت أن شخص يستند بكتفه على ظل شجرة فهو يسقط، اسند رأسك، أسند ظهرك على الشجرة نفسها ليس على ظل الشجرة، ظل الشجرة هو وهم، هذه الحياة ليست دائمة،أعطني دليل واحد أن هذه الحياة دائمة، قم بمشاهدة صورة لأحبائك من عشرون عاماً سوف تقول هذا موجود وهذا غيرموجود،شاهد صورة الحي الذي تسكن فيه من ثلاثون عاماً تقول لقد تغيرت الدنيا كثيراً، أقول لك هذه هي الدنيا، العالم غير ثابت، فكيف تكون مطمئن لعالم متغير بطريقة غريبة. جميل الإنسان يا أحبائي الذي يعرف أن هذه فترة وعليه أنه يربح فيها السماء،القديس يوحنا ذهبي الفم يقول تشبيه جميل جداً يقول لك أنا أريدك أن تتخيل معي أثنين من التجار سافروا بلد لكي يتاجروا فيها، لكي يقوموا بشراءبضائع منها،ويأخذوا منها سلع ويحققوا أرباح، وهؤلاء الأثنين التجار متزوجين إثنين سيدات أخوات،وأحدهم بمجرد أن نزل في هذه البلد أول شئ فعله بدأ ينزل يبحث عن الأماكن التي يشتري منها البضائع بأرخص الأسعار،وأين الأحياء الذي يوجدبها القماش،وأين الأحياء الذي يوجدبها أجهزة، وأين الأحياء الذي يوجد بها .....،ولا ينام، كل يوم يبحث ويجتهد ويظل يكتب ويقارن أسعار ويكلم ناس كل يوم،ويظل يحاول التقليل في مصروفاته هناك،وينام في مكان متوسط، ليس غالي جدا أو رخيص جدا ويظل يجتهد،أما الثاني فبمجرد أن نزل سأل على أغلى فندق لكي ينزل فيه،وعندما نزل في الفندق سأل على أغلى الطعام، ثم بدأ يقول لهم أنا أريد مكان أتنزه فيه،أليس لديكم أماكن للخطية، بدأ يعيش هكذا العشرة أيام أو الأسبوع يظل ينفق،وينفق،وينفق،والثاني ظل يجمع،ويجمع، ويجمع، ثم عادوا هما الأثنين إلى زوجاتهم، فالرجل المسرف هذا زوجته تقول له ماذا فعلت يقول لها لا هذه بلد فقيرة جداً الأموال كلها ضاعت، كلها ضاعت لا يوجدأي شيء ولم أستطع أن أشتري شيء،فقالت له لكن كنت احضر ..... أو،يقول لها لا يوجد ويظلوا يتشاجرون، هذافنحن ياأحبائي،نحن الله أرسلنا إلى الأرض فترة لكي نتاجر فيها، نربح فيها،لا نهدأ،نكون حريصين على خلاص أنفسنا،كل يوم نجمع فضيلة، كل يوم نعمل عمل محبة وعمل رحمة،كل يوم نقف أمام الله، كل يوم نفرح إنسان، نتاجر كل يوم، كل يوم تأتي الفترة الأخيرة نقف أمام الله ومعنا ربح،ليس فقط الذي أعطاه لنا وحافظنا عليه لا الذي أعطاه لنا وأيضا زيادة،هناك إنسان يضيع ما أخذه،يعطي لله جسد متعب، نفس ملوثة،ذهن تدنس، يقول لك لا فأنا أعطيته لك حلو،كان من المفترض أنك تحافظ عليه.الحياة يا أحبائي فترة علينا أننا نجاهد فيها،نربح فيها ولا نتعلق بأمور الحياة، معلمنا بولس يقول "الذين يشترون كأنهم لا يملكون، الذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه"،جميل الإنسان يا أحبائي الذي يعرف هذه الحقيقة،الذي يحاسب نفسه كل يوم،أنا اليوم أرضيت الله أم لا؟، أنا اليوم فعلت الأعمال التي تفرح الله أم لا؟،لا تحرص جداً على أن يكون لديك مقتنيات في الدنيا وأنت غير مأمن نصيبك السماوي،لا تحرص جداً على أن تكون أهم شيء لديك أن يكون بيتك مزين، لكن احرص على أن تكون لديك زينة فضائل حقيقية.فمثلاً ذات مره كان شخص في رحلة ودخل على قلاية راهب فوجدها تقريباً فارغة،لا يوجدبها غير مكان ينام فيه، وقطعة حصير صغيرة فنظروجد الدنيا فارغة، فارغة،ورفع رأسه لفوق، وظل يلتف حول نفسه، قال له أين الأثاث الذي لديك؟ قال له أنا لا يوجد لدي أثاث،قال له كيف؟!، قال له وأنت أين الأثاث الذي لك؟،قال له أنا لم أحضرمعي الأثاث هنا لأنني في رحلة، قال له أنت في رحلة وأنا أيضاً في رحلة، أنا اعتبرت نفسي أيضاً أنني في رحلة، في فترة غربة، الذي يذهب في رحلة هل يأخذ معه أثاث منزله؟!،لا بل الأثاث لابد أن يكون في منزله،منزله الذي هو وطنه السماوي،هل تجمع في بيتك؟، هل تزين في بيتك؟، هل تجمل بيتك؟، هل تؤمن بيتك؟يقولون على أثناء العصور الوسطى كان هناك أفعال الناس تفعلها يقول لك أنهم كانوا يحضروا شخص ويجعلوه ملك عليهم،ثم بعد ذلك،بعد سنة أو سنتين يشعرون بالملل منه فيزيلوه ويجردوه من ملابسه،ويلقوه في جزيرة مقطوعه يذهب هناك يموت فيها، والملك الذي يليه يجلس سنة أو سنتين فرحين به ثم بعدذلك يزيلوه ويجردوه من ملابسه،ويلقوه في هذه الجزيرة ويموت فيها،لكن هناك ملك من أول يوم جلس،بدأ يرسل أناس إلى هذه الجزيرة،يقوم بتعميرها، وبدأيصنع مكان جيد،وبدأ يرسل أكل إلى هذه الجزيرة،وبدأ يزينها وبدأ يعمل فيها ورود وبدأ يعمل فيها حدائق، إلى أن جاء اليوم الذي هم آخذينه لكي يلقوه فيها فكان سعيد، فرح،فعندما أرسلوه لها وجد كل شيء هناك مهيئ، والحياة هناك جميلة، بمجرد أن وضع أرجله في الملك عرف أن هذا الملك غيردائم،كذلك الإنسان يا أحبائي وضع أرجله في هذه الحياة لاتظنأن هذه هي النهاية لا ليست هذه،ليست هذه النهاية،ليست هذه هي الأول والآخر، لاهي كانت البداية، فكر كل يوم أنه عليك أن تعمل أشياء حلوة في المكان الذي ستذهب إليه،هيا زين نفسك بفضيلة، هيا قف أمام الله وانت تحمل تسبحة في فمك،وانت تحمل حب في قلبك،أنت تحمل نور في عقلك، أنت تحمل تقوى ومخافة في نفسك، وأنت تحمل ارتفاع في روحك،هيا زين نفسك بفضائل حلوة لكي عندما تقف أمام الله تكون مزين فعلاً،لا تظن أن هذه هي النهاية لا أبدا.الأنسان الحكيم يا أحبائي لابد أن يأمن مستقبله، قال لك "خفة ضيقاتنا الوقتية تنشئ لنا ثقل مجد أبدي"،نحن نعيش في فترة بها ضيق لكن هذه هي التي تنشئ لنا مجدأبدي، ويقول لك أنه عندما يكون الإنسان قد تاجر في هذه الفترة تعالى شاهدنهاية هذا الإنسان،تجده سعيد، سعيد لأنه شعر أن المشوار أوشك على الانتهاء،وأوشك أن يصل،وكلما يشعر أنه أوشك علي الوصول يشعر بالاطمئنان أكثر، أحياناً الناس عندما يتقدم بها العمر تنزعج، وهذا الانزعاج من أين يأتي؟ من عدم الاستعداد، هيا استعد، متبقي لك فترة طويلة،إذن يا حظك فإنك معك الوقت، هيا أجمع أكثر،متبقي معك فترة صغيرة إذن اجتهد، المهم أنك تفكر في القادم. الحكيم يا أحبائي دائماً يفكر في القادم أكثر من تفكيره فيما مضى،دائمايفكر في كيفيةتعويض ما فات وكيفية تأمين القادم، لأن أصعب شيء أن الإنسان يضيع الآن، ومن هنا عندما يكون الإنسان يأمن القادم يقول له يارب أنا سوف أجتهد على قدر طاقتي،لا تظن ولا تفكر أن الحياة طويلة والزمن معك أبدا، بل قل اليوم يوم خلاص والوقت وقت مقبول، قل أقوم الآن، جميلة الكنيسه في الأچبية كل يوم نقول "لو كان العمر ثابتا وهذا العالم مؤبدالكان لك يا نفسي حجة واضحة"هل العمر ثابت؟ أبدا، هل العالم مؤبد؟ أبدا،العمرليس ثابت والعالم ليس مؤبد، هذا كله زائل،فمن المفترض أن الإنسان يفكر في القادم،ويكون سعيد جداً لأن حياته بدأت تقترب من النهاية،أبونا بيشوي قبل أن ينتقل للسماء بساعات قليلة وجد كل من حوله تقريباً يبكوا لأنه كان شكله واضح جداً،وجد كل من حوله يبكوا وهو مبتسم فقال لهم لماذا أنتم تبكون؟ فلم يقدروا أن يقولوا له،قال لهم أنا لست خائف، لا أنا لا أخاف من الموت، أنا سوف أقابل حبيبي المسيح، الأنسان يا أحبائي الذي يعيش بهذا الفكر يكون غالب،يكون منتصر، دائما الناس حينما ترى شخص في حالة مرض يظلوا يواسوه،يهونوا عليه، يعزوه،لكن أبونا بيشوي لا، بل هو الذي كان يعزيهم لأن داخله سلام،داخله استعداد،قام في حياته بجمع زيت، فمصباحه مصباح موقد.لذلك جميل الإنسان يا أحبائي الذي ينظر لحياته على أنها فرصة يجمع فيها زيت لكي يظل مصباحه موقد عندما يأتي العريس يجده مستعد،أحد القديسين كان يقول لله"يارب لا تأخذني وأنا في منتصف أيامي ولا تأخذني ومصباحي منطفئ بل تمهل علي لأشعل مصباحي بزيت التوبة، وأقتني منك ثياباً لأستر عورتي لأني إلى الآن ليس لي بها ثياب أقف بها أمامك حينما يقف أمامك جميع البشر، تمهل علي"،الله يتأنى علينا، أبقى حياتنا إلى الآن لكي نستعد.الله يعطينا أن نعيش أيام غربتنا على الأرض في محبته، في مخافته.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينابنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

بر البيت الجمعة الثانية من شهر هاتور

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهرالدهور كلها آمين. تعيد الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك بتذكار نياحة القديسة حنة زوجة يواقيم والدة السيدة العذراء والدة الإله، عائلة مقدسة مباركة إذا انتبهنا لكي نركز نجد أن جدة السيدة العذراء كان اسمها مريم، كان لديها ثلاث بنات، بنت اسمها مريم، حيث كان من الممكن أن تسمى البنت باسم والدتها، وأيضاً كان من الممكن أن يسمى إثنين أخوة بنفس الاسم،مثلما حدث مع السيدة العذراء،مريم الكبيرة الجدة لديها ثلاث بنات مريم وصوفيا وحنة، مريم أنجبت سالومة، صوفيا أنجبت أليصابات، حنة أنجبت السيدةالعذراء، أليصابات والدة يوحنا المعمدان، مريم والدة سالومة،حنة والدة السيدةالعذراء،أنظروا إلى الشجرة،لذلك عندما أراد الربأن يختار من هي التي تكون أم لأم والدة الإله كانت القديسة حنة قديسة عظيمة لها تذكارات في كل الكنائس، الكنيسة اللاتينية تصنع لها تذكار،كنائس أخواتناالكاثوليك يصنعوا لها تذكار ويصنعوا لها احتفالات، يصنعوا لها كنائس باسمها، لأنها إنسانة شهد عنها التاريخ أنها كانت إنسانة بارة جداً وتقية جداً، من المعروف عنها أنها كانت امرأة صلاة، معروفة أنها كانت امرأة دموع، وبالطبع كان لديها ألم في حياتها وتجربة،في عصرهم كانت تعتبر من أقصى التجارب التي تأتي على امرأة وهي تجربة عدم القدرة على الإنجاب، كانت تصلي كثيراً إلى أن وصلت لسن كبير والله تحنن عليها وأعطاها السيدة العذراء، كانت النتيجة أنها تنذر السيدةالعذراء للهيكل وتجعلها لديها ثلاثةسنوات،ثم تذهب وترسلها إلى الهيكل بعد ذلك،وليس مثلما شخص يقول لك هذه أول فرحتي، يقول لك أنا كنت أنتظرها بعد شوق كبير،نعطي الله إذا أعطى لنا طفل آخر لكن الأول ليس له داعي، اجعلنا نحتفظ به،لا أحد يضمن؛فهي لا تعرف، لكن تشاء عناية الله بعد ذلك أنها تنجب بنت أخرى وتسميها مريم أيضاً،هذه هي التي يقال عنها أنها اسمها مريم الأخرى أو مريم التي لإكلوبا، إنسانة تقية قديسة توهب باكورة بناتها للمسيح إلى الله، وفي نفس الوقت هي ليست ضامنة أنها يكون لديها أبناء أخر، فهذا يدل على مدى تعلقها بالله،وإيمانها بالله،وثقتها في الله،ومحبتها إلى الله، تعطي له ابنتها وهي ذاهبة له بها إلى الهيكل وهي فرحة،تقدمة، تقدمة حب لله.أحدالآباء القديسين يقول لك ليس فضل لك أن تعطي إلى الله ما يطلبه منك ولكن الفضل لك إن أعطيت إلى الله ما تحتاجه أنت، ليس فضل لك أن تعطي الله مايطلبه لكن الذي أنت تحتاجه، وكذلك في الفقير يقول لك ليس الفضل لك أن أعطيت للفقير ما يحتاجه ولكن الفضل لك أن أعطيت للفقير ما أنت تحتاجه، هي محتاجة لهذه البنت،معروف جداً أن غريزة الأمومة هي غريزة عالية جداً عند السيدات، الله يعطيها هذه الثمرة وترسلها للهيكل بكل حب وكل إيمان، وكانت الثمرة أن هذه تكون السيدة العذراء، والجميل أن السيدة العذراءتكون راضعة هذا الإيمان،وتكون فيها هذه التقوى ورثتها،و تكون فيها هذه الروح سائرة في جسدها وفي مشاعرها، فعاشت كتقدمة إلى الله،وكنذيرةإلى الله في الهيكل، ويقولون في التقليد شيء عجيب جدا أن كثير من الأطفال في هذا السن يبكون وخاصة عندما تجد أن والدتها تتركها، يقول لك السيدة العذراء لم تكن تبكي أبدا، ويقولون أن عندما غادر والدها ووالدتها حنة ويواقيم الهيكل كانت لم تلتفت إليهم،أي لاتنظر لهم وتبكي وحزينة لا فهي وارثة إيمان، حب أخذته مع رضاعتها، حياة تسلمتها،فالحياة في المسيح يسوع يا أحبائي حياة تسلم وتعاش أكثر من أن تعلم،لذلك هذه الشجرة الجميلة تذكرنا بأننا كيف يكون حالنا في بيوتنا، وماذا نسلم أبنائنا،وماذا نعطي لهم،وماذا نعلمهم،وماذا يشربوا مننا،وماذا يأكلون مننا،وماذا يرضعون مننا،قالوا الإيمان العديم الغش الذي تسلمته من والدتك وجدتك، إيمان عديم غش،يرضع،بتسليم، بدون ازدواجية،لايتحدثون أو يسمعون عن الصلاة ولم يروا أحد يصلي،لا فهم يرون أهلهم يصلون في المنزل،يرونهم أناس أتقياء،يرونهم رافعين أيديهم في المنزل،يرونهم ساجدين في المنزل،يرونهم صائمون،يرونهم يقرأون في الكتاب،يرونهم إلى أي قدر متعلقين بالله،يرون إلى أي قدر ثقتهم في الله وليس في أمر آخر،ويرونهم إلى أي قدر يدوسون على أمور هذا العالم،وارثين للفضيلة،وارثين روح عالية جداً،ماذا تعلم أولادك؟ تعلمهم كيف يغلبوا العالم، من أين يأتي؟يأتي بتسليم.جميل عندما يكون بيتنا بيت صلاة، من الممكن أن نحدث أولادنا كثيراً عن الصلاة لكن ذلك يختلف عما يرونا ونحن نصلي، أصعب شيء يا أحبائي أن الإنسان يكون مقسم من داخله،ويعيش شخصيتين، يسمع كلام ويقول كلام لكن لا يفعله، أجمل شيء أن تكون الفضيلة معاشه نموذج واضح، علاقتي بالله هي علاقة قوية أساسها في بيتي، أساسها في حجرتي، أساسها في مخدعي، أساسها في خفاء بيني وبين الله، لكن على أهل بيتي من الممكن ألا أستطيع أن أخفي فيكون أمر تقريباً معروف، أولادي عندما يعرفوا ماذا يفعل أبي الآن؟أبي يصلي، ماذاتفعل أمي الآن؟تقرأ الإنجيل، أصبحت الفضيلة ليست كلام نظري، أصبحت الفضيلة حياة،أصبح هذا شيء طبيعي جداً في البيت أن الولد يصلي،والبنت تصلي أمر طبيعي، تصوروا عندما نجد في أولادنا نكتشف ظاهرة عجيبة جدا يقول لك أنا أحرج أن أقفل أصلي في المنزل،لماذا يا حبيبي؟!من أي شئ تحرج؟!، لأن الصلاة هذه سلوك غريب عن البيت،فإذا خرج متحمس من الكنيسة واعترف وأب اعترافه نصحه وأرشده حبيبي لابد أن تصلي تجدأن هناك حاجز كبير بينه وبين الصلاة لأن البيت لم يأخذ على فعل الصلاة أمر غير طبيعي، لدرجة أنه من الممكن أن يندهشوا لماذا هذا الكلام؟! يقول لك لابد في المنزل أن نخصص ركن اسمه ركن الصلاة، نضع فيه عدد من الأيقونات ونقف فيه ونضع فيه إثنين من الأچبية أوثلاثة،ونضع فيه مجموعة من الصور وصليب ونقف نصلي، هذا المكان مكان الصلاة، جميل أننا نصلي مع بعض وإن لم يتاح فليصلي كل فرد على حدا،بيوتنا بيوت صلاة، بيوتنا بيوت فضيلة، فيها الفضيلة معاشه ليست نظريات،ليس كلام ليس نسمع كثيراً ولا نفعل، وتخيل أنت أنسان يريد أن يعيش مع الله بدون أن يصلي كيف؟!، كيف يكون له علاقة بالله وهو لم يقف أمامه، لا يتحدث معه،لا يطرح همومه أمامه،لايقدم توبة أمامه،لايفحص نفسه أمامه،لايترجاه،لايطلب،لا يرفع يده،لايحني ركبته، إذن كيف؟!كيف يكون لنا علاقة مع الله؟، يقول لك "الذي يظن أن له باب للتوبة غير الصلاة هو مخدوع من نفسه ومن الشياطين"، تريد أن تتوب الذي يتوبك الصلاة،تريد أن تأخذ قوة في حياتك ضد همومك ومشاكلك وترتفع فوق منها كيف؟ بقدراتك البشرية تسقط، تضعف، تنهار، مشاكل تلاحقك اليوم الواحد من كثرة المشاكل التي يكون فيه يمكن أن تنساها، هموم كثيرة،ماذا إذا لم تعرف طريقك للنجاة؟،إذالم يكن هناك صلة بينك وبين الله، أصبحت تعيش جسد بدون روح،يكون ميت، له شكل الحياة فقط، لكن فاقد للجوهر، وطالماالروح ليست متصلة بخالقها أصبحت لا يوجدفيها جوهر الحياة، سر الحياة هو رئيس الحياة،عندما تنفصل النفس عنه أصبحت النفس تعيش بقدراتها الذاتية وبذكائها وبعقلها وبجسدها وهذه حياة مميتة،تجد الإنسان يعيش كئيب، مهموم، مضغوط،متعب،لماذا؟ لأنه لا يوجد اتحاد بالله، بيت صلاة، بيت يوجد فيه تقوى، بيت يوجد فيه فضيلة،بيت يوجدفيه قداسة،بيت يوجد فيه بركة بيت يوجد فيه طهارة،تجد الفضيلة سلوك عادي، المحبة شيء متأصل في البيت، صعب جدا نظل نتحدث عن المحبة ونجد الأقرباء لا يحبون بعضهم،و عندما تأتي سيرة الأقارب في البيت تجد هناك غيرة وتجدهم يتحدثون عليهم بأخطاء،ويتحدثوا، ويتحدثوا، ويقولون فعلوا ....،إلخ،فالولد الصغير والبنت الصغيرة من أين تتعلم المحبة إذا كان أقرب المقربين لا يوجد محبة،فيصبح الذي نعيشه كذب،نفاق، ماذا تسلم؟لم يتسلم شيء، وفي النهاية نقول الولد يبعد، البنت تبعد، هو يبعد لأنه يعيش في انفصام،لا يرى وحدة، يرى الكنيسة تقول كلام، والبيت يسمع هذا الكلام معه ويرى أن البيت يذهب إلى الكنيسة لكنه يرى الحياة غير ذلك تماماً،ينشأ لديه أن الله موضوع للاستهلاك، موضوع شرفي، موضوع نظري لكن أين التطبيق؟!. السيدة العذراء وارثة الإيمان جميل،أليصابات من أمها صوفيا،سالومة من أمها مريم، والجدة ربتهم في مخافة الله،بيت يصنع قديسين، بيت به مخافة الله وحب لله،نحن كثيراً نكون فرحين بحضورنا إلى الكنيسة،وفرحين أن أولادنا يحبوا الكنيسة، لكن لا تظن أن الكنيسة تكفي أبدا، الكنيسة لا تكفي أبدا بدون أن يكون هناك حياة في البيت، وبدون أن تكون الفضيلة معاشه في البيت، كلنا نعرف روسيا عندما ظلت لأكثر من 120 عاماً يوجد بها شيوعية، يحرم على الإنسان أن يقتني كتاب مقدس،يقبض عليه ويقتل ويلقي في معتقلات، يموت من شدة البرد، يموت من شدة التعذيب، 120 عاماً، المسيحية تهمة يعاقب عليها القانون، إذن ماذا فعل المسيحين؟ظلوا في المنزل، وحتى وهم في المنزل كانوا يخافون،لأنه كان يمكن أن يلقون القبض عليهم، كان ممكن تجدهم يضعون أيقونة لقديس لكن يضعوها خلف منظر لأحد زعماء روسيا أو منظر طبيعي،عندمايحبوا أن يصلوا يقوموا بقلب الأيقونة،لكن في الوقت العادي يقلبوها على المنظر الآخر،غيرقادرين أن يعلنوا،ظلوا على ذلك 120 عاماً،ثم وجدنا رئيس من ضمن رؤساء روسيا الذي هو ميخائيل جورباتشوف كانت جدته تقية جداً، وكانت أمه إنسانة بارة، مزروع فيه المسيحية،وجدناه بلباقة، بروح أخذها من التحرر الذي وجده يسير في العالم كله وقال لهم نحن نقوم بفتح الكنائس،والذي يود أن يعبد ليعبد، وكل واحد له دينه، وقال هناك حرية،بالطبع الناس توقعت أنه عندما تفتح الكنائس لا أحد يدخل، ناس لها 120عام لم تدخل كنيسة،بمعنى أنه لا الابن وليس الأب وليس الجد دخل كنيسة، لكن حينما فتحت الكنائس يجدوها ممتلئة على آخرها، يقيموا قداس يجدوا الناس تقول المردات، أين حفظت؟!، وأين عرفوها،كيف عرفوا أن يصلوا؟!، من أين أتى لهم اشتياق الكنيسة،ومعرفة الكنيسة وأسرار الكنيسة،فعندما كانت الكنيسة مغلقةلم تكن الكنيسة التي في البيت مغلقة، كانت دائمة التعليم، ورثواالحياة، ورثوا التقوى، ورثوا مخافة الله،أخذوا الكنز، وحتى النفوس التي تنيحت في هذه الفترة كلهم بالتأكيد ذهبوا إلى السماء لأنهم كانوا يعيشون على الرجاء،كانوا يعيشون بالتقوى ومخافة الله في بيوتهم، ويوم أنفتحت الكنيسة وجدناالله يستقبل إليه شعبه في بيته،فلم يعد أهم شيء أن يكون الفرد في الكنيسة لا، أين البيت؟، كيف تكون الأسرة أسرة مقدسة؟،كيف تكون الأسرة مباركة؟،كيف السلام يحل في البيت من مجرد فقط شخص يصلي؟،يمكن أن تكون حجرتك وبيتك أقدس مكان في المدينة كلها لأن فيه رفع يد، سجود، وجود في حضرة الله، لايوجد مصدر يصنع سلام وحب ويجلب بركة في البيت مثل منظر أحدهم وهو واقف ليصلي.يقولون عن أحد الآباء الأساقفة كان ذهب رحلة للخارج وهو المتنيح الأنبا بيمن ذهب رحلة، طاف بلاد كثيرة جداً جداً، وكان يوجد دالة وحب، وكان السفر خارج هذا شيء نادر، فعندما عاود قالوا له أحكي لنا عن كل بلد، قل لنا أجمل مناظر رأيتها أين رأيتها؟! فقل لهم أجمل منظر رأيته في لبنان، قالوا له بالتأكيد شجر الأرز والتفاح والمناظر الطبيعية والجبال،قال لهم لا بل أجمل منظر رأيته عندما كنت ذاهب بالسيارة على مكان مرتفع قليلاً على جبل،فقمت بالنظر ناحية اليمين فوجدت شباك لمنزل رأيت فيه شاب ساجداً،رافع يديه الأثنين يصلي، هذا أجمل منظر رأيته في الرحلة كلها فهل هناك منظر أجمل من ذلك؟!، لا تمثال ولا متحف ولا طبيعة ولا شجرة ولا جبل، هل هناك منظر أجمل من ذلك؟!،هناك منظر أجمل من ذلك يفتح القلب، يزيد من الاشتياق لله،يعرفنا أن الحياة مع ربنا حقيقة، إنها يقين،أنه يوجد إله،وأن هناك عبادة،هنا كاتصال،هناك روح،خالق موجود وهناك ضعف بشري، محتاج نعمة ومعونة من الله، بيت صلاة.جميل عندما يقف البيت مرة يصلوا مع بعضهم البعض،يقرأون الكتاب المقدس مع بعض، جميل عندما يحضر البيت قداس معا، كلنا نحب تماڤ إيريني، تماڤ إيريني كان والدهم يأخذهم وهم صغار وكانوا كثيرين،ويظل يسأل كل أحد منهم ويقول له عن ماذا كان الإنجيل اليوم يتحدث؟، عن ماذا تحدث الكاثوليكون؟، وهم أطفال صغار، عن ماذا تحدث البولس؟، تقول لي ياأبي أنا نفسي لم أركز،إذن فلتقوم بالتركيز،وهيا نرتب مع بعض مع أولادنا نتناقش في القراءات، كانت عن ماذا؟وكل أحد يجيب يقول له إذن بما أنك أجبت بشكل صحيح فماذا تطلب مني؟فيحضر له الهدية التي يطلبها،هي بنفسها كانت تحكي هذا الكلام، إيمان موروث، بيت غذاء الروح لديه شيء مهم بل وأهم من غذاء الجسد، تفحصوا درجة عنايتنا بجسد أولادنا وتفحصوا درجة عنايتنا بأرواح أولادنا،أطعمنا الجسد هذا شئ جميل، ألبسناه حلو جدا،قمنا بتدفئته شيء جميل،قمنا بتنزيهه شيء جيد، رفهنا عنه شيء جيد جداً، لكن ماذا عن الروح؟ ما مقدار عنايتنا بالروح؟، ما فائدة أن أولادنا ينموا فقط بالجسد ونهتم بكل أمورهم إلا الأمور الروحية؟،لذلك أستطيع أن أقول لك أجعل بيتك يكون بيت فيه تقوى، تقوى حقيقية،وهذا الكلام مفيد لنا ويفيد خلاص نفوسنا، دائما يقول لك أن البيت خير معين لك على توبتك،أنت تتقدس بالبيت والبيت يتقدس بك،أنت بركة لأولادك وأولادك بركة لك، يمكن أن تكون هناك أمور لم تكن تستطيع أن تفعلها لكن البيت يجعلك تفعلها،وأنت تجد الفضيلةتسلم بطريقة تلقائية وتسري في بيتك،فتكون هذه سمات في البيت تكون هذه طبيعة في البيت، ماطبيعة هذا البيت؟حب،مخافة إلى الله، فضيلة،عطاء،فيه عمل رحمة،فيه شفقة على الآخرين،فيه نظر لاحتياجات الآخرين،تجد الإنسان قد تربى حسنا، لايعلم كيف يقتني مال لكن يعلم كيف يتصرف في المال، وما هي أولوياته في المال، هذا الكلام جزء كثير موروث،بيت فيه تقوى أنظرعندما يكون الولد والبنت يشعرأنه غني بالمسيح، يشعرأنه قوي بالفضيلة، يشعرأنه مؤمن، يشعرأن له نماذج توضع أمام عينيه،هؤلاء هم القدوة له، وهم أهله، هم شغفه،منهم هؤلاءالقديسين والقديسات، وتجد كل منهم مولع بسيرة ومولع بقديس أو قديسة،بدلاً من أن يكون كل الذي يشغله مغني أو ممثلة أو.... أو ... إلخ، يقول لك لافهوحدث له إحلال،وحدث له ارتقاء بفكره، بنفسه،بغرائزه،أصبح يعيش في عالم روحي،يجعله كيف يستطيع أن يغلب على الأمور المحيطة به بسهولة، بيت مقدس.اليوم تذكارالقديسة حنة هي إنسانة تقية بارة،أنجبت لنا السيدة العذراء، ورأينا أخواتها،وأخواتها من أنجبوا؟، جميل عندما تكون الأسرة كلها فيها روح مرتفعة، فيها روح عبادة، فيها روح مخافة الله، فيها فضيلة حقيقية في الخفاء قبلما تكون في العلن.ربنا يبارك في بيوتنا ويساعدنا على رضاه ويساعدنا على حفظ وصاياه.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

القديس يحنس القصير الجمعة الثالثة من شهر بابة

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحدآمين .فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهوركلهاآمين . تعيد الكنيسة في هذا اليوم المبارك يا أحبائي بتذكار قديس من عظماء قديسي أباء الرهبنة وهو القديس يوحنا القصير،في الحقيقة سيرته والحديث عنه يملأ الإنسان بالغيرة الروحية؛ هو مولود في صعيد مصر ناحية طيبة أسوان والأقصر، من أسرة تقية، له أخ واحد، وهذا الأخ هو أيضا ترهب، منذ كان طفل صغير لديه ثم اني سنوات اشتاق أن يكون بجملته لله فذهب للتلمذة عند شيخ قديس كان مشهور جدا اسمه الأنبا بموا، الأنبا بموا كان يدقق جداً في اختياره لمن يصلح للرهبنة، وظل في البداية يصعب له الأمور ويقول له أنت لا تصلح،الحياة عندنا هنا صعبة،أنت جسدك ضعيف،أنت مرفه، أنت مدلل،فقال له جربني، فيقول أنه بعد مدة من امتناعه أن يأخذه قبله بعدما استشار في الصلاة ربنا يسوع، وربنا يسوع أيد وبارك اختياره، أريد أن أتحدث معكم في نقاط قليلة لكن الكلام كثيرعن القديس يحنس القصير، سوف أتحدث في أربع نقاط بالضبط : ١- طاعته . ٢- التدقيق في حياة القديس يحنس . ٣- اتضاعه . ٤- عقله الملتصق بالله . أولا : طاعته: أشهر قصة عن طاعة القديس يحنس أن معلمه الأنبا بموا أحب أن يختبره مرة فأعطى له عود يابس أي عصا مثل الخشبة وقال له أذهب وازرعها، وحدد له المكان الذي يزرعها فيه،وكان هذا المكان يبعد عن المكان الذي يجلسوا فيه بحوالي 12ميل، الميل يزداد عنا لكيلو بمسافة،الميل أكثر من الكيلو،أي أن المكان يبعد حوالي ١٣-١٤كيلو، ويذهب ليزرع هذه الخشبة،بالطبع هي قطعة خشب والمنطق يقول أنها لا تزرع،لكنه يذهب ويضع هذه الخشبة على بعد ١٢ميل،يقول لك كان يذهب ليرويها مرتين في اليوم،أي أنه كان يقضي معظم يومه في الطريق بين الذهاب والعودة، يقول لك كان يمضي في العشية ويعود في الصباح، وعلى ذلك هل هذه الخشبة تكبر أو تنمو؟! أبدا، فكم من الوقت ظل على هذا الحال؟ ثلاثة سنوات،ثلاثة سنوات يذهب ويعاود كل هذا الطريق،لماذا؟! لأن معلمه قال له أزرعها، بالطبع تشاء محبة الله أن شيء مثل هذا تتعظم،كان من الممكن إذا لم تزهر هذه الخشبة ولم تثمر كانت القصة تكتب في إطار الخيال، لكنها أثمرت وبالطبع عندما أثمرت فرح وسجد وشكر الله، ورجع لأبوه الروحي ومعه الثمرة،الرجل سجد وأصبح يطوف على كل الرهبان يقول لهم خذوا كلوا من ثمرة الطاعة،الذي يذهب منكم دير السريان هذه الشجرة موجودة إلى الآن لأن دير السريان تم تسميته من الأساس على اسم القديس يحنس القصير، فديرالسريان اسمه ديرالعذراء والقديس يحنس القصير، أنظر شجرة الطاعة، أنظر طاعته،ما هذه الطاعة!،هل هوساذج؟،هل هو لا يفهم؟لا فهو يفهم، كانت تعليمه عجيبة،تشعر أنه رجل حكيم جداً،إذن هذا الحكيم جداً كيف يلغي عقله؟! لذلك الآباء القديسين عندما يقوموا بتعريف الطاعة يقولون عنها كلام في منتهى حكمة يقول لك الطاعة هي "عدم تمييز ولكن في وفرة من التمييز"،عدم التمييز أنه قطعة أو خشبة ويزرعها هذا عدم تمييز، فهو شخص لا يفهم، عدم تمييز لكن في وفره من التمييز،وأيضا القصة التي تشبهها وهي أن القديس بموا يقول له هناك في خلف المدينة الذين نحن جالسين فيها مقابر، هذه المقابر يسكن فيها ضبعة،أذهب وأحضر لي الضبعة فيذهب ويجري خلف الضبعة ويقولون له لا تذهب ولا تقرب من المكان الذي هي فيه،فهي متوحشة، فهي أكلت كثير من الناس، يقول لهم معلمي قال لي أحضرها،يذهب للضبعة يقول لها أن معلمي أمرني أن أحضرك إليه، فتأتي الضبعة خلفه،تسيرمعه، في تآلف عجيب، وتأخذ معه المشوار كله،ويرجع لمعلمه ويسجد له ويقول له أحضرت الضبعة،لدرجة معلمه تعجب وخاف عليه أن يتكبرقال له هذه ليست ضبعة هي كلب،لهذه الدرجة يقول لك نعم،يقول لك أراد مرة أن يختبره فقام بطرده من القلاية، قال له أنت لا تصلح وأنا لست أحب أن أعيش معك ولا أود أن تكون لي تلميذ وطرده خارج القلاية، ماذا فعل؟ظل جالس،كم ظل جالس؟ظل سبعةأيام،تخيل أنت شخص يطرد ويظل جالس سبعة أيام،وهل يتركه القديس بموا وشأنه؟ لا فكان يخرج كل يوم ممسك بيده قطعة جريدة يضربه بها لكي يطرده يقول له أذهب قلت لك أذهب، يقول لك في اليوم السابع خرج الأنبا بموا وهو يذهب للكنيسة أي من المؤكد أن كان هذا يوم الأحد،فوجدأنه هناك سبعةملائكة كل ملاك يمسك بإكليل ويضعه على رأس القديس يحنس القصير، ما هذه عظمة الاتضاع؟!،ما عظمة الطاعة؟!، ما هذا الرجل؟!،هذا الشخص نستطيع نقول عليه أن الله يرسل لنا نماذج لكي يعلمنا بها، يقول لك القديس بموا عندما كبر وشاخ فكان يمرض، فكان مثل الذي لديه مرض في صدره فكان يبصق كثيراً ويفرز إفرازات كثيرة من جسمه، وهو كان يخدمه بكل طول آناه، وكان يظل مستيقظ لا ينم،يظل يجلس تحت فراشه، يقول لك طوال مدة ١٢عاماً هذه وكان الأنبا بموا لا يريحه بكلمة،أي لا يقل له كلمة شكر، طول 12عام يخدمه لم يكن يقول له كلمة شكر لدرجة أنه في آخر حياته أحضر الرهبان كلهم وامسك يده وقال لهم هذا ملاك وليس إنسان، تعالى أفكر في كمية الطاعة التي في حياتنا، وأنظركمية التمرد والعصيان وفكري وذاتي وأنا أنا ثم أنا ثم أنا. ثانيا : التدقيق: كان مدقق جداً،أي إذا سمع حديث لا يسره فلايشترك فيه ولا يكمل،وكثيراً يقول لك أنه يكون يسير مثلاً وكان الجماعة العرب يهابوا الرهبان جداً،يشعرون أنهم رجال الله،وهو تحديداً كان مشهور، يأخذ معه بعض السلال التي صنعها لكي يبيعها يقولوا له أعطنا السلال التي تخصك نضعها على الجمل وأركب معنا، وبالطبع فإنه كان يسير معهم وهو ليس مسئول عن الأحاديث التي يتحدثون بها، يسمعهم بالطبع كانوا يتحدثون بكلام خارج،وقد يكون كلام غير مهذب، كلام لايليق به،فكان الحل الذي يجده الأنبا يحنس أن يترك السلال على الجمل وينزل ويعود مسرعاً على قلايته،لماذا؟يقول لك إني قد سمعت حديث لا يليق أن أسمعه،وفي مرة أخرى يذهب يجد هناك مشاجرة بين رهبان يحتدوا على بعضهم البعض في الحديث فأتى ليدخل قلايته وجد نفسه لا يستطيع أن يدخل، ماذا فعل؟! ظل يدور حول القلاية،فقال له أحد الرهبان يا أبانا أمامك القلاية فقم بالدخول، فقال لهم لا فأنا أحاول أن أخرج من أذني الأحاديث التي سمعتها، لاأريد أن ادخل القلاية وبداخلي هذه الأفكار والأحاديث،كان يدقق،الأنسان اليوم عندما يتعرض لعثره هل يهرب أملا؟!فهو قد ضحى بالسلال التي معه عدة مرات، هذه القصة تحدث في حياة القديس يحنس عدة مرات، يترك السلال ويعاود مسرعاً،يعودمسرعاً ولا يهتم بالسلال، فالأخطر من السلال أن أذنه قد تلوثت، وبالطبع ما تسمعه الأذن يدخل على القلب ويدخل على الفكر، وهذه الأفكار سوف يحارب بها مرة أخرى.لذلك يقول لك إذا أردت أن تحافظ على نفسك لابد أن يكون لك حراسة، لابد أن تضيق على نفسك بحيث أن كلا تعطي فرصة للأعداء أن يحاربوك، العقل الذي يريد أن يلتصق بالله لابد أن يكون عقل مدقق، تخيل أنت عندما يكون الشخص هو الذي يبحث عن العثرة بيده،تخيل أنت عندما يكون شخص جالس أمام التليفزيون بقصد مشاهدة منظر قبيح، تخيل أنت شخص يحب أن يشترك في أحاديث عالمية غير نافعة بل هدامة بل قبيحة، ما هذا؟!،أنظرالقديسين ماذا نتعلم منهم؟! يقول لك حتى إذاسمعت أذنك كلمة بدون قصد، أو إذا سمعت كلمة وأنت مضطر من حديث لا يليق حاول لا تدخل بيتك قبل أن تكون أخرجتها من أذنك،هل الكلام يمكن أن يخرج من أذنك؟!،هذا صعب جداً، فمن الممكن أن يكون الله قد فعل لنا حراسة على العين لكن لم يفعل حراسة على الأذن،فالعين إذا رأت منظر قبيح يمكن غلقها أو تحويلها، العين يمكن أن تغلق ويمكن أن تتحول،أما الأذن لاتغلق ولا تتحول، إذا حولت وجهي هنا أو هناك سأسمع أيضاً، لا أستطيع أن أغلقها،وليس من المعقول أن أضع يدي في أذني، لكن عينك تستطيع أنت غلقها وتحولها،إذن ما هوالحل في الأذن؟! قال لك أنت يمكن أن تحرس أذنك بأنك تكون يقظ فيما تسمعه، وإذا سمعت أحاديث لا تليق حاول أن تخرجها منك بصلوه صغيرة، بطلبة،فتجدها خرجت منك، لذلك معلمنا بولس يقول لك "أناس مستحكة مسامعهم"،مستحكةمسامعهم أي ملتهبة من كثرة الأمور الخارجة فتفعللون من الألوان الالتهاب. ثالثا : اتضاعه: متضع جداً رغم أنه شيخ وقور جداً، لكن يحمل في نفسه صورة الله الذي أخلى ذاته آخذا شكل العبد، متضع جداً، كان القديس يحنس جسمه صغير لكن كان ممتلئ حكمة، عندما يجلس يتجمع حوله مئات من التلاميذ،يظلوا يسألوه، فكان هناك للأسف الطبع البشري موجود في كل الفئات، فكان هناك شيوخ رهبان كانوا يشعرون بالغيرة منه،أنهم أكبر منه أو أقدم منه وليس أحد يأتي يسألهم مثلما يذهبون إليه ويسألوه، فكانوا يهاجموه،فعندما يجدوه يجلسو أمامه تلاميذ كثيرة فأحد التلاميذ قال لهم هذا الرجل ساحر،لا تسيروا خلفه،هوممتلئ سحر، لاحظ عندما يدخل الشيطان قلب إنسان وشيطان الغيرة يحاربه، أعرف ذلك أنه عندما تدخل الغيرة إلى قلب إنسان فتطرد منه خوف الله مباشرة، فيقول لهم هذا ساحر، فأصبحوا التلاميذ كلها متضايقين جداً أنه يقول على يحنس القصير ذلك، هو يرد عليه ويقول له الأمر هكذا كما تقول أنت يا أبانا،أنا بالفعل مثلما تقول أنت، لكن يقولله ولكنك بنيت حكمك هذا على ما نظرت من الخارج فماذا عساك كنت تقول إذا رأيت الداخل،فهو يريد أن يقول له أنا أقبح مما أنت تقوله،وإذا أنت بنيت كلامك على الخارج فالذي من الداخل أيضاً أقبح،أحدهم قال له أنك ساحر، والآخر قال له أنا أشاهدك تزين في نفسك وتجمل في نفسك مثل الزانية التي تريد أن تجمع حولها عشاقها، قال له كما قلت،مثلما أنت تقول بالضبط، وأنا أخطأت،وأيضاً عاد وقال له إن كنت قد قلت هذا وأنت ترى الخارج فماذا كنت تقول إذا رأيت الداخل، ما هذا العجب؟!، ما هذا الإنسان المتضع الذي يقبل هذه الإهانة لدرجة أنه لا يتزعزع،عندما كانوا تلاميذه يسمعوه يقولون له فهل أنت لم تغضب من داخلك؟يقول لهم القول المشهور أنا ما اضطربت قط ولكن كما كان الخارج هادئ مثلما رأيتموني من خارج هادئ هكذا كان الداخل أيضاً.هذا الاتضاع يا أحبائي عطية من الله، الاتضاع يعني أن النفس عرفت خطاياها، عرفت ضعفاتها، إنسان وقف كثير أمام الله، والذي يقف أمام الله كثيراً يشعرأنه صغير،ليس لأنه إحساس بصغر النفس، هناك فرق بين الاتضاع وصغر النفس، صغر النفس أن أشعربأنني قليل جداً جداً خارج المسيح فأنا قليل فقط، لكن الاتضاع أنا قليل أمام المسيح،مثلما يقولون هكذا عندما تكتب مثلاً رقم واحد وتضع بجواره صفر أصبح عشرة، تضع صفرين أصبح مائة،فأين الفرق هل في الصفر أم في الواحد؟ في الواحد،الذي يعطي قيمة للأصفار، فكلما أنا تصاغرت أمام الله فهذا اتضاع،لكن إذ أتصاغر أمام نفسي فهذا صغر نفس، أنا أصفار كثيرة بدون واحد صحيح، أصفاري كثرت، فهو هكذا، هو يشعرأنه قليل جداً لأنه يشعر أنه يقف أمام الله كثيراً، كلما جلس الشخص أمام شخص قيمته أكبر كلما يشعرأنه أقل بالأكثر،إذا جلسنا أمام أب أسقف نشعر أننا قليلون وهو كبير،إذا وقفنا أمام سيدنا البابا نشعر أننا قليلون جداً،نقف أمام ربنا يسوع نشعرأننا لاشيء،هذا هو، وقوفك أمام الله كثيراً يجعلك تشعرما معنى كلمة اتضاع،ماذا يعنيأن "أنا ما أنا"، ماذا يعني "أحيا لا أنا بل المسيح"،ما معني"الذي لي"،ما معنى"منه وله وبه كل شيء"، ما معني"لا أنا" هذا هو،لانأخذها إلا إذا قربنا للمسيح، متضع جداً لذلك وهو ذات مرة كان معه تلاميذه يقول لهم من الذي باع يوسف فكلهم قالو له أخواته هم الذين باعوه، قال لهم لا،قالوا له الغيرة هي التي باعت يوسف، قال لهم لا،قالوا له إذن ماالذي باع يوسف؟ قال لهم الإتضاع هو الذي باعه،فمن الممكن أن يدافع عن نفسه، كان من الممكن أن يقول للأشخاص الذين قاموا بشرائه أن الناس الذين باعوني هم إخوتي،يظلوا يتحققوا في الأمر، كان من الممكن أن يدافع عن نفسه،كان من الممكن أن يدافع عن نفسه عندافتراء امرأة فوطيفار عليه، أبدا اتضاعه، لكن يقول لك أن هذا الاتضاع كان هو السبب الذي رفعه وأعطاه مسكن في المساكن العلوية، وأعطاه أن يكون رئيس على خزائن مصر كلها. رابعا:عقل ملتصق بالله: شخص مطيع في هذه الحالة،متضع،مدقق، عقله متحد بالله باستمرار، باستمرار،لذلك تجده باستمرار يفكرفي أمور إلهية،مرة وجدوه شارد فسألوه فأجابهم أنا أفكر في السبعة رتب السماوية وهم الشاروبيم، السيرافيم، الكراسي، السلاطين، الأرباب، ماالفرق بينهم؟ يظل يسألهم، أنظر بأي شئ مشغول،شاهد هذا العقل المشغول، لدرجة ذات مرة قالوا له أننا نشكر الله يا أبانا أن هذه السنة كان بها مطر كثير والنخل أثمر وجلب سعف كثير، وهذا سوف يساعدنا أننا من جريد النخل هذا نصنع سلال كثيرة، ونعمل أعمال يدويةكثيرة، ويكون لدينا خير كثير،يقول لهم هكذا يا أحبائي حينما يمطر روح الله على النفس هكذا تثمر وتزهر وتكثر أثمارها،يطبق لهم الكلام على كلام الأنجيل، عقله مشغول،عقله مشغول بأمور إلهية فائقة سامية.باستمرار يا أحبائي العقل هو الميدان الخطير للحرب بيننا وبين عدو الخير،حين يبدأ عدو الخير بمحاربة إنسان يحاربه من عقله، العقل هو غرفة العمليات، هوالأساس،الجسد ينفذ إرادة العقل،فالعقل عندما يكون مصان، مؤمن، محمي،يكون هذا هو التحكم الأكبر، وجدوه مرة وهو يأكل كان يبكي فقالوا له لماذا تبكي فنحن نأكل، فهناك من يأكل باستهتار،وهو يضحك، وهو يمزح، قالوا له لماذا تبكي وأنت تأكل فأجابهم الذي أنا آكله هذا مال صدقة،ثمن هذا الأكل كان يمكن أن يكون نصيب الفقراء لكن أنا أأكل منها فأنا حزين أنني أأكل من أكل أشخاص كان من المفترض أن يأكله فقراء، لهذه الدرجة تفكيرك هكذا، لكن هذا حق طبيعي، أنت يمكن أن تقول أنا أعطي حياتي كلها لله،فما هي المشكلة؟!أي انه ليس هناك مشكلة في الطعام،فغيري يفعلو يفعل، لا بلا لإنسان الذي عقله في الله،ومشغول بكيف يرضي الله، وعقله هذا متحد بالله، لا يتلفظ بأمور العالم، ولا يسمح لنفسه أبدا أنها تتلوث بأمور العالم لدرجة أنه يقول لك كان أحياناً مثلاً يجلس ليعمل في السعف الذي يجدله،ويمكن مثلاً أن يصنع سلة من المفترض أن هذه السلة لها استدارة معينة، لها نهاية معينة، كان من كثرة الصلوات وهو يعمل يجد نفسه جدل مسافة كبيرة جداً جداً من السعف وهو لا يعرف في النهاية ماذا يفعل بها،فكان يعاقب نفسه يفكها ويجدلها مرة ثانية،وبالطبع عندما يفكها ويجدلها مرة أخر ىتصبح أصعب،عقله مشغول،قصته الشهيرة أنه وهو يجد لا لسعف ويظل يصلي يأتي له الرجل العربي الذي يشتري منه السلال، فيطرق الباب،فيفتح له بعد مدة، يقول له ماذا تريد؟!يقول له أريد السلال،يقول له حقا أنت تريد السلال، يدخل، فينساه بالخارج،ويكمل صلاته، الرجل يطرق ثانية؟ يدخل له ثانية،وهكذا لدرجة أنه آخر مرة خرج له ظل يقول السلال للجمال،السلال للجمال،حتي لا ينسى مرة أخرى،فكان ينسى،لهذه الدرجة عقله مشغول بالله ملتصق بالله.ماذا يوجد في عقلنا يا أحبائي تدخل عقلك تجد به ورشة،ورشة وازدحام أفكار كثيرة،هموم كثيرة،مشاغل كثيرة، طموحات كثيرة،فكم مساحة الله في العقد؟!، يأخذ كم من المائة؟، مع إن كل مانفعله هذا لا يستوعب طاقة عقولنا،أي ما نفعله كله يقولون هكذا أن الإنسان يعيش عمره كله لا يستثمر أكثر من 5% من طاقته العقلية، أما ال95% فارغين، تخيل أنت عندما تعطي طاقات عقلك لله ماذا يحدث؟ تقديس كياني،عقل متحد بالله، اجتهد أنك تأخذ سيرة هؤلاء القديسين ليس لمجرد أن تقرأها.اليوم نعيد للقديس يحنس القصير لكن لابد أننا نقترب منه، لابد أننا نرى، قال لك ما هو الإنسان؟كذلك يقول لك طالما أنا اجلس في الأرض أنا معرض لحروب وذئاب وأسود تأتي تفترسني، لكن أنا لكي أحمي نفسي أصعد فوق شجرة،هكذا العقل المرتفع، بمجرد أن يرتفع عقلك تصبح أمور كثيرة كانت تشغلك وتقلقك جداً صغيرة،نتعلم من القديس يحنس نأخذ بركته نتعلم منه طاعته،تدقيقه،اتضاعه، العقل الملتصق بالله.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كلضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

الشهيدة أربسيما واخواتها العذراى الجمعة الرابعة من شهر توت

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . في هذا اليوم المبارك يا أحبائي تعيد الكنيسة بتذكار مجموعه من الراهبات وعلى رأسهم عذراء شهيرة اسمها أربسيما، وكانت أربسيما من العائلة المالكة لروما،من أقارب الإمبراطور أوغسطس قيصر، كانت فائقة الجمال، فتاة صغيرة،من العائلةالمالكة لملك روما، أكبر مملكة في العالم في ذلك الوقت، فائقة الجمال،لكنها أحبت مملكة ربنا يسوع المسيح وفضلتها على الممالك الزائلة والفانية، كان هناك ديرفي روما باسم القديس بولس الرسول،ومنذ كانت فتاة صغيرة كانت تذهب تتردد على ديرمار بولس، وتتلمذت على يد الأم رئيسة الدير، كان اسمها الأم كيريانية،كانت تسمع كلامها جداً،وكانت مطيعة لها جداً، وبدأت تعطيها تدريبات منذطفولتها،وبدأت تفطم من محبة العالم، وبدأت تكون زاهدة جداً وناسكة جداً، رغم أنها من عائلة مالكة، ورغم أنها جميلة المظهر، وبالطبع كانت هذه الأمور كثيراً ما تجذب الإنسان، فالإنسان بطبعه ينجذب للأسفل، والإنسان بطبعه محب للعالم،محب للفخر،محب للزهو،القديسة أربسيما رغم هذا الغنى يقول لك أنها منذ كانت طفلة صغيرة كانت تأكل بقول وقليل من الماء، فالأم الرئيسة وجدت أنها تنمو في النعمة فرسمتها راهبة.كان الملك دقلديانوس كل فترةيحب أن يتزوج، وكان لديه زوجات، عندما كان يحب أن يتزوج أتت له هذه المرة فكرة غريبة،أرسل رسامين يرسموا له أجمل الفتيات، كل يوم يحضروا له مجموعة من الصور مرسومة لكي يختار،وإذا لم يعجبه أحد يرسلهم اليوم التالي ثم ثالث يوم ثم ..... ثم عاشر يوم،يظل يختار إلى أن انتهوا تقريبا من البحث في كل الأماكن التي بها النساء والفتيات،إلى أن قالوا لهم هناك مكان يعتبر دير لكن المفترض أنه لا يوجد فتاه منهم تنوي الزواج، لكن بينهم بنت فائقة الجمال،قالوا لنذهب،فذهبوا إلى الدير، اقتحموه وظلوا يبحثوا عن الفتاة فائقة الجمال إلى أن وجدوا أربسيما،أوقفوها أمامهم وفي بضع دقائق كان الرسامين جميعهم رسموها، وبالطبع كل رسام يبدع لكي تصبح صورته هي أكثر صورة معبرة،ذهبوا إلى الملك دقلديانوس بالصورة أعجبته جداً فحدد موعد العرس،فهولم يأتي إلى ذهنه أبدا أنهاسترفض،غيرممكن، مستحيل، لم ولن تحدث أن الملك يطلب فتاةللزواج والفتاة هي التي ترفض،فحددميعاد العرس،وأرسل الدعاوي للملوك والأمراء ورتب كل شيء، أرسل ليحضرها وجدهم يقفوا جميعهم في حالة صلاة،متمسكين بالله، قالوا هي لن تأتي،بالطبع وجدوا أن الأمر صعب جداً أنهم يتحدوا الملك،فظلوا هؤلاءالعذارى يصلوا إلى أن أرشدهم الله وقال لهم أنكم لابد أن تتركوا المكان،بالتأكيد كان هذا المكان غالي لديهم، فهذا هو المكان الذي أحبوافيه الرب،وعبدوا فيه الله، واشتياقاتهم فيه ونمت وكبرت،ومكان له تاريخ،فلم يودوا أن يتركوا الفتاة بمفردها أربسيما،فرئيسة الدير قالت أنناجميعا نذهب،تخفوا وذهبوا وهربوا،أتوا إلى الإسكندرية،ظلوا بها قليلاً، بعد ذلك قالوا أننابجوار أورشليم فلابد أن نزور أورشليم، فزاروا أورشليم، وهم في أورشليم ظهرت السيدة العذراء للأم الرئيسة وقالت لها أنا أريدكم أن تذهبوا إلى أرمينيا،فقالت نعم لنذهب إلى أرمينيا، في الطريق من أورشليم إلى أرمينيا حدثت معهم معجزات كثيرة، يشعروا بالجوع فيرسل لهم الله طعام،يشعروا بالعطش يفجر الله لهم ينابيع ماء،فالبلاد التي يمروا بهاكانوا يروا فيهم عظمة وقوة وقدرة، بلاد تعبدالأصنام،يمروا بجانبها يرشمواعلي الأصنام علامة الصليب فتسقط الأصنام، يجدوا بلاد يقدموا أبنائهم ذبائح إلى الآلهة،لكن إذا كانت الآلهة تسقط من مجرد مجموعة فتيات إذن فنحن ما نفعله هذا خرافة ،أننانقدم أبنائناذبائح للآلهة،فبدأت الناس تدخل في الإيمان عن طريق هؤلاء العذارى، وبدأوا يخرجوا شياطين،بدأوايشفوا المرضى،بدأت الأوثان تتحطم،إلى أن ذهبوا واستقروا في أرمينيا، عندما ذهبواواستقروا في أرمينيا هدأوا قليلاً، بدأت الأمور تستقر،بدأوا يعبدوا الله،لكن دقلديانوس لن يهدأ، ظل يبحث عنهم، حتى عرف أن هناك مجموعة من الراهبات ذهبوا إلى أرمينيا من بينهم أربسيما،فأرسل إلى ملك أرمينيا خطاب وبالطبع البلاد تخاف من بعضها لأنه من الممكن أن فتاة مثل هذه تصنع حرب بين مملكتين،أرسل له خطاب يستلطفه به ويقول له أنتبه أتوا إليك جماعة من الممكن أن يحولون لك البلد كلها إلى بلد مسيحية،انتبه منهم فهؤلاء لا يخاوفوا من العذاب،لا يخافوا من الموت،وينتشروا بسرعة، وهم أساسا لايحبوا المملكة الأرضية لأن لهم مملكة أخرى،وهم يفصلوا الزوج عن الزوجة، الأب عن الأولاد،وظل يحرضه عليهم،ويقول له هؤلاءلايخافوا أحد،هم لا يكرمون آلهتنا، هم يصفوا آلهتنا بصفات ساذجة، من المفترض ألا تسكت عليهم، لاتتركهم عندك،فهم يعبدوا عظام موتاهم،هم أعدادهم تتزايد، فهم لا يهابوا أحد،انتبه،ثم في النهاية قال له أن في وسطهم بنت جميلة جداً جداً أنا كنت أريدها، لكن إذ تريدها أنت فلا أعزها عليك،أرسل الملك اسمه ترايداتة ملك أرمينيا يبحث عنهن،شعرت الراهبات أن الدير محاصر،فهن ماذا فعلوا؟!نلاحظ أن في كل أزمة يمروا بها يقفن ليصلوا، وقفن ليصلوا ويقلن يارب أنت الذي تنقذنا،أنت يارب الذي حفظت إبراهيم من طغيان الكنعانيين،أنت الذي حفظت نوح من الطوفان، أنت الذي حفظت الثلاث فتية،لاتهملنا، لا تتركنا،إلى أن دخل الجنود اقتحموا الدير ظلوا يبحثواعن أربسيما حتى وجدوها،فقالوا لهانحن أحضرنا لكي هدايا كثيرة من عند الملك ثياب، حلل، حلي، ذهب،فتزيني لكي عندما تأتي معنا للملك تكوني في صورة جميلة، فيقول لك وجدوها هكذا وقفت أمامهم كلهم وظلت تصلي فحدث بروق ورعود حتى أنهم أنفسهم جاءت لهم حالة من الخوف والذعر وتركوا المكان وذهبوا، وحتى خيولهم ارتعبت وسقطت فشكروا الله، قالوا حسنا إذن فقد نجانا الله، نشكر الله، فالجنود ذهبواإلى الملك وقالوا له عماحدث،فأرسل جنود غيرهم وقال لهم لا تأتوا بدونها، في هذه المرة سمح الله أن يعرفوا يأخذوا أربسيما وأحضروها للملك، قال لهم أدخلوها حجرتي وأغلقوا علينا، بالطبع هي فتاه عاجزة، تدخل مع ملك رجل خبير حرب، له قوة،وجدهاأيضاً واقفة تصلي، يارب انقذني،أنت يارب الذي تستطيع أن تمر بي هذا الزمن الصعب،وتقول أمام الملك تخاطب الله وتقول له "لا تجعل بتوليتي تطرح في المزابل"، ولاتجعل الأعداء ينتصروا على أولادك، لأنه مكتوب "أن الرب لا يضع عصا الأشرار تستقرعلى نصيب الصديقين"، كان يجدها تقفل تصلي فلم يستطع أن يلمسها،لم يستطيع أن يأتي بجوارها،لا يستطيع اقتحامها أبدا، ثم وجدها تصلي كثيراً،فبدأ يحاول أن يقترب منها،وجدها بقوة شديدة جداً تنظر إليه،وجدها تدفعه دفعه شديدة جداً، هذا الملك الجبار سقط على الأرض،فقامت بفتح الباب وخرجت منه بمنتهى القوة، إذا كان الملك نفسه سقط على الأرض وهي فتحت الباب وخرجت وهو بالداخل فليس أحد من الحراس ولا من الجنود أبدا أستطاع أن يقترب منها،ماهذا كله!،أرسل مرة أخرى وأحضروها مرة أخرى وقفت أيضاً أمامه تتحداه،قالوا له انتبه فهذه بنت صغيرة لاتستطيع أنت فعل أي شئ بدون إذن الرئيسة،أنت تحضر الرئيسة وهي التي تقنعها أن تتزوجك، قال لهم أحضروا لي هذه الرئيسة،فأرسل يحضر الرئيسة فظلت تقويها،تشددها،تعزيها، وتقول لها أنتي من البداية نذرتي نفسك للمسيح،أكملي المسيرة، لا تضعفي،لا تنظري لمملكة الأرض،وبدأت تقويها،يقول لك التي أحضروها لكي تقنعها زادتها قوة لدرجة أن الملك قال لهم أضربوا هذه السيدة فأحضرواحجارة وضربوها على فمها وهي تتحدث،حتى أن أسنانها أصبحت تنكسر،وهي أيضاً تظل تتكلم، ثم عندما وجدوا هذاالأمر قالوا كفى إذن هذه البنت غير مستجيبة أحضروها،قاموا بربطها في أعمدة، وظلوا يضربوها بالحجارة،وأيضاً عذابات أخرى كثيرة عذبها بها،أقلعوا لها أعينها،قطعوا لها لسانها، قطعوها إلى قطع، هذه البنت الصغيرة،منتهى القسوة!،ثم قالوا أن مجموعتها كانوا قد وصلوا تقريباً لما فوق الثلاثون عذراء، متواجدين في مكانهم، قالوا أذهبوا وأنهوا حياتهم كلهم،فعلوا في هؤلاء البنات مثلما فعلوا في أربسيما بالضبط، لدرجة أنهم أنهوا حياتهم كلهم وكان هناك راهبة عاجزة، تجلس في مكان بعيد لم يصلوا إليها،فهذه الراهبة العاجزة التي تجلس في مكان بعيد عندما وجدتهم يذبحوا في الراهبات ظلت تحدث أصوات وتطرق وتضرب بالعكاز وتفتح وتغلق الباب وتفعل أصوات لكي تلفت النظر إليها فأتوا إليها وقتلوها هي أيضاً، يقول لك بعدما حدث هذا الأمر الملك نفسه جاء له مرض نفسي،احتقر نفسه جدا، ما هذا الذي فعله؟!،ماهذه القسوة،ولماذا أكون أناني هكذا،فجاء له مرض نفسي احتار فيه الأطباء وبدأ يهيم على وجهه في الصحراء،لكن أخته كانت تقيةقليلاً، فيقولون أنهاجاءت لها السيدةالعذراء،قالت لها أخوكي ظلم رجل تقي وألقاه في جب منذ ١٥عام، لكن أنا لم أتركه وأعوله وأرعاه،من هو هذاالشخص الذي كان ظلمه؟ هوالقديس غريغوريوس الأرمني،كان هذا الملك ألقاه في الجب ١٥عاما، لكن كان الرب يعوله عن طريق أرملة ترسل له أكله كل يوم،لكن ماالمطلوب؟ قالت لها يذهب ويخرج غريغوريوس،وغريغوريوس يصلي له فيشفى،أنظر هذاالجبروت فذهب وأخرج غريغوريوس فصلى له فشفي الملك،وبذلك دخل الملك الإيمان، فعندما دخل الملك الإيمان فدخل قصره الإيمان، وعندما دخل قصره الإيمان كثير من البلد دخلوا الإيمان،أرأيتم أربسيما!،رأيتم أربسيما كم هي عظيمة،ورأيتم كم هي أثرت، رغم أنها فتاه صغيرة إلا أنها تحسب من الأقوياء،أريد أن أقول لك من خلال القصة التي قمنا بقراءتها ثلاث كلمات مهمين جدا فيرأيتم ماذا تفعل التلمذة؟، رأيتم كم كانت مطيعة للرئيسة؟، رأيتم كم كانت خاضعة؟. أولا : التلمذة : منذ أن كانت فتاة صغيرة وهي مطيعة،الكتاب يقول لك "طريق الجاهل مستقيم في عينيه أما سامع المشورة فحكيم"، يقول لك أنه لابد أن كل إنسان يكون له مشي، لابد أن يكون لك شخص ما تتلمذعلي يديه، تتعلم منه، تتعلم منه صفاته،تعاليمه، خضوعه،منهجه، لدرجة أن الآباء يقولون"بقدر أمانتك لمشيرك أو لمعلمك بقدر ماتلقي هم خلاصك عليه"،وانتبه إلى أن المسيحين الأوائل في بداية الإيمان في العصر الرسولي كان الناس لايقال عنهم مسيحي كان يقال عنهم تلميذ، أي شخص يسيرخلف يسوع يكون اسمه تلميذ، يقول لك هذا تلميذ ذاك،اسمه المسيحي تلميذ،لماذاسمي تلميذ؟لأنه متضع،لأنه ليس مغرور، لأنه يحب أن يأخذ المشورة،تلميذ،لذلك فإننا نجد ربنا يسوع المسيحي دعو أحبائه الذي يسيرون خلفه تلاميذا،جعلهم تلاميذ،فالتلميذ هذا لا يمكن أن يكون متكبر، لابد أن يكون خاضع،لابد أن يكون مطيع، لابد أن يكون أمين،الكتاب يقول لك "ويل لمن هو وحده"،أنظروا هذه المجموعة قاموا بتقوية بعضهم إلى أي درجة، وكل واحد يقوي الآخر، وكل واحد رصيد للآخر،كنيستنا كنيسة تلمذة، وتعلمنا كيف نكون خاضعين كل أيام حياتنا لذلك يحذرك يقوللك "لا تكن حكيماً في عيني نفسك"،لا تقل أنا لاأسمع لأحد، أنا لا أعرف أحد، أنا لا يوجد أحد يفهم مثلي، كل إنسان لابد أن يكون له مشير،كن محب للتلمذة،كن محب للخضوع، واسمع كل توجيه ببساطة، واجتهد أن تنفذه. ثانيا : الصلاة : رأيتم كم كانت قوة الصلاة، رأيتم كم هي مقتدرة، رأيتم كم ضيق مر بها،أنظركم كانت القسوة من المحيطين بها ومع ذلك الصلاة كانت تقويهم،لاتظن أن الصلاة فقط لحل المشكلة،بمعنى أنه ذات مرة أتى الجنودلكي يقبضوا عليها فنجد الله أحضر بروق ورعود ونار وخافواوهربوا، بينما المرة التي تليها قبضوا عليها، فهل نقول قد حدث ذلك لأن المرة الأولي كان الله معهم أما المرة الثانية لم يكن معهم،أقول لك لا ليس كذلك،ليست كل مرة أصلي معناها أن المشكلة لابد أن تحل، لا بل أنا أصلي ولتكن إرادة الله، وفي نفس الوقت يارب إذا أنت لم تشاء أن تحل المشكلة أعطني قوة وأعطني نعمة أن أتحمل هذه المشكلة،هذا هوماحدث،أربسيما والعذارى ليست كل مرة نجاهم الله وفي النهاية تقطعوا إلى قطع،فهل بذلك تركهم الله؟!لا هولم يتركهم، أنا أصلي لكي أقول له يارب نجيني وأحفظني،لكن أنت يارب لم تسمح أن تنجيني فأعني،قويني،اسندني،أنت الذي تعبر عني هذه المحنة، لذلك أستطيع أن أقول لك أنظركم من فتيات صغيرات يتحدوا ملوك!،يقفوا بقوة وجبروت، حقا يقول لك المزمور"عجيب هو الله في قديسيه"،وقوة أربسيماجاءت من صلاتها، شجاعتها جاءت من صلاتها، قوة تفوق قوة الرجال، الملك يريد أن ينفرد بها وجدوها تقف لتصلي لم يقدر أن يقتحمها، واقفة لتصلي،قلبه يذوب داخله لكن الشيطان يسيطر عليه، لن يستطيع،يجدها تقف تنطق بكلمات إلهيه، ما هذا؟! أقول لك تعلم في أي ضيقة لا تجلس تفكر كثيراً، تهم كثيراً، يأتي إليك اكتئاب وحزن تظل تشكو،وتظل تقول جاء لي .....وحدث لي ....،..... إلخ، ارفع يدك للصلاة،يقول لك معلمنا داود "أبث لديه ضيقي"،تعلم أن تطرح ثقلك عليه،تعلم أن تخاطبه، فمن الممكن أن يسمح لنا الله بضيقات وشدائد وأحزان لنتعلم الصلاة، قديس من القديسين اسمه القديس مكسيموس المعترف كان دائم الصلاة،فتلاميذه سألوه من الذي علمك الصلاة،من معلمك الحلو هذا الذي علمك الصلاة،قال لهم"الذي علمني الصلاة هو تجاربي وشدائدي و أحزاني"،لأن الإنسان عندما يوضع في ضيقة فوق طاقته يستطيع بالحقيقة أن يصرخ لله،هذا هوعمل الصلاة في حياتنا. ثالثا : الله يتمجد : الله يريد أن يتمجد بحياتها،تقول لي لكنها ماتت في النهاية، استشهدت، قطعت،ماتت موتة شنيعة، أقلعوا لها عيناها،قطعوا لها لسانها،فأين مجد الله؟!يقول لك أربسيما إلى هذا اليوم سيرتها تعتبر في حد ذاتها أنشودة حب لله،سيرتها في حد ذاتها كرازة، سيرتها في حد ذاتها تقويةللعذارى،سيرتها تقول للفتيات لا تحبوا العالم،لاتتخلوا عن عفتكم،لا تتخلوا عن مسيحكم،لا تتخلوا عن إيمانكم،أنتم أقوى من ذلك بكثير، أغلى من ذلك بكثير،ليس لأنكم أقوى لا بل لأن ألهكم هو ألهكم،يستطيع أن يقويكم،يستطيع أن يجعلكم تغلبوا،ويستطيع أن يتمجد في حياتكم مهما كانت بسيطة، فهو قادر، وحتى إذاكنتم بشكلكم جميل لكن أجمل ما فيكم شكلكم الخارجي، أنا أريدك أن تتخيل معي أن أربسيما تقدم لها الملك ووافقت وتزوجت الملك وأصبحت بنت من ضمن البنات الكثيرة الذين تزوجهم الملك، فمن كان سيتذكرها، في السماءأو في الأرض،من كان يتذكرها!،وما العمل الذي كانت سوف تفعله؟!، لكن عظمة العمل الذي فعلته أربسيما أنها قدمت لنا نموذج،أصبح اسمها اسم خالد،هي ربحت، ربحت السماء، والرهبات ربحوا،كل بلد كان يدخلون فيها يؤمنوا باسم ربنا،الملك آمن، أرمينيا كلها آمنت، ولازالت أربسيما تجذب عذارى، تجذب قلوب، تشهد للمسيح بسيرتها العطرة،أنظرمجدها الآن في السماء،لاتظن أن أي ضيقة وأي شدة تأخذ نتيجتها، في النهاية، يقول لكلا نتيجتها ليست في النهاية،هناك مجد الله يريد أن يعمله في حياتنا من داخلنا، من الداخل، من الجوهر،الله يريد أن يقول لك أنك من الممكن أن تتألم على الأرض لكن تتمجد في السماء،يمكن أن تنغلب على الأرض لكن تنتصر في السماء،لذلك يقول لك "كحزاني ونحن دائما فرحون،كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء"،لاتظن أن الأمر يقاس بالمظهر، ولا يقاس بنتيجته الآن، أقول لك لا،فكلما تحملته وكل ماتحملوه يأخذوا عنه مئة ضعف كأجرسماوي،لكن الناس الآخرين الملوك، والأباطرة، والجنود الذين عذبوهم الذي لم يدخلوا الإيمان فماذا يكون نصيبهم؟ ،نصيبهم في البحيرة المتقدة نار وكبريت،فهل هم كانوا وقتها يرون ذلك؟ أبدا كانوايرون أنهم الأقوى والأحسن،والذين لهم المقدرة،وهم الذين يستطيعوا أن يذلوها، وهم الذين يعرفوا كيف يحضروها، وفي النهاية تقف هي أعظم منهم جميعا، لذلك أستطيع أن أقول لك تعلم،كنيستنا غنية، كل سيرة والأخرى تقول لك رأيت أولادي،رأيت الذين أحبواالمسيح،رأيت الذين أحبوا الأبدية،رأيتكم أعطيت لهم من قوة،رأيت كم أعطيتهم من نعمة،فغلبوا أنفسهم وغلبوا العالم وغلبوا ملوك وغلبوا أمراء،ونالوا مجد سماوي، رأيت التلمذة،رأيت الصلاة، رأيت مجدالله.ربنا يعطيناوينفعنابسيرة القديسة أربسيما والعذارى أخواتها. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبدياآمين .

فلنحذر الشكلية الجمعة الرابعة من شهر مسرى

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهرالدهوركلهاآمين . عندمايكون هناك تذكار لأحد الأنبياء تقرأ علينا الكنيسة فصل من بشارة معلمنا مار متي البشير الإصحاح 23 الفصل الذي نجد فيه ربنا يسوع يوبخ الكتبة والفريسيين ويعطيهم الويلات على نفاقهم وعلى شكليتهم في العبادة.نتعجب يا أحبائي أن ربنا يسوع مصدر كل بركة ومصدر كل نعمة يتكلم بالويل، سمعناه يتكلم بالتطويب سمعناه يتكلم بالبركة، سمعناه يتكلم بالتشجيع،رأيناكم هو يقبل الخطاة،رأيناه كم كان يدافع عن الخطاةليس فقط يقبلهم،رأيناه كم كان يدافع عن المرأة الخاطئة، وعن التي أمسكت في ذات الفعل، بينما يأتي عند الكتبةوالفريسين ويعطيهم الويل، أكثر صفة ياأحبائي تجلب غضب الله على الإنسان هي الرياء،أن الإنسان يريد أن يأخذ فقط شكل الحياة مع الله لكن الجوهر بعيد، يقول لهم أنتم تطوفون البحر والبر تصنعوا غريبا واحدا وتريدون في النهاية بعدما طفتم البحر والبر لكي تأتوا بفرد واحد وفي النهاية تجعلوه ابن لجهنم،قال لهم ويل لكم أيها القادة العميان القائلين من يحلف بالهيكل فليس بشيء ومن يحلف بذهب الهيكل كان عليه، لديهم الهيكل في الذهب،ليس الهيكل في كرامة الهيكل كهيكل، قلبوا الحقائق وغيروا الموازين.لذلك ياأحبائي الإنسان في حياته مع الله لابد أن يكون مدقق جداً، نستطيع القول أن هؤلاء الكتبة والفريسين كانوا فئات كثيرةجداً، أحياناً نسمع عن شخص يقال عليه اسمه ناموسي، يقول لك "وإذا ناموسي قام ليجربه" تسمع عن شخص آخر يقال عليه أنه فريسي،ونسمع عن آخر يقال عليه هذا من الكتبة، ماالفرق؟! أقول لك بطريقة بسيطة جداً الناموسي هو الذي يحفظ الناموس عن ظهر قلب، تخيل شخص ما نحضر له أسفار موسى الخمسة ومن بداية سفر التكوين إلى آخرعدد في سفرالتثنيةيظل يحفظ فيه ويتلوه،كلمة بكلمة،فهو بذلك اسمه ناموسي،من هو الناموسي؟ الحافظ أسفار موسى الخمسة عن ظهر قلب، كلمة بكلمة، بالحرف بالتشكيل، لم يخطئ أي خطأ هذاهوالناموسي،فمن هو الفريسي؟يقول لك عن الفريسي أنه المدقق في تنفيذ الناموس، هذا هو الفرق بين الناموسي والفريسي،الناموسي الحافظ، أما الفريسي فهو المدقق في التطبيق، وبعد ذلك هناك الكتبة، الكتبة هم الأعلى وأعلى،الذي يشرح الناموس،الذي يفسر،فالناموسي هو الحافظ، الفريسي هوالمدقق، الكاتب الذي يشرح، تخيل أنت إذا تحدثنا عن كل شخص منهم منفرداً:- ١- الناموسي : تخيل أنت عندما يكون شخص يحفظ أسفار موسى الخمسة عن ظهر قلب ولكن مجرد حفظ باللسان أو بالذهن،هل هذا ما يريده الله، حافظ الناموس كله كلمة بكلمة،وبدأت تظن نفسك أنه لا يوجد أحد مثلك، وأخذت شكل شخص كأنه يحفظ كلام الله في فكره وفي قلبه، لكن هل تعمل بهم؟!،أم أنك تحفظ الوصية بلسانك وبعقلك وتكسرها بقلبك؟إذن ما الفائدة؟،تدقق في الحرف،الحفظ، الكلام، الكتابة لكن لاتحفظ الوصية في جوهرها، لذلك الله يقول لك "طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه"، هل يقصد بالحفظ الذي هو الحفظ عن ظهر قلب؟لابل يقصد الذي يحفظه أي الذي يعمل به،هذا هو الهدف من الوصية أن أعمل بها،أن أعيشها بالفعل،أن أطبقها في حياتي بالفعل، أكثر مشكلة يا أحبائي تبعد الإنسان عن الله أن يحفظ ولا يعمل، يقول لك أن"سامعين عاملين لا خادعين أنفسهم"،أسمع وأعمل،نحفظ آيات لكن هل نعمل بها،نجد أن هناك مسافة كبيرة بيننا وبين الآية،جميعنا نحفظ ونردد مع بعض "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم لأن العالم يمضي وشهوته معه أما الذي يصنع مشيئة الله فهذا يثبت إلى الأبد"، وكلنانحفظ "إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفي بهم" ، ونحفظ "حب قريبك كنفسك" ، ونحفظ "ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل" ، نقول الآية وأقول لك أكمل تكمل على الفور،لكن هل نعمل بها؟! هذا هو الناموسي،الناموسي الذي يحفظ فقط، أقول لك لا أنتبه كل آية أجلس تودد للآية، وقل لنفسك أين أنا من الآية؟،وقل يارب اعطني قوة لفعلها، يارب ساعدني أن أعيشها، يارب كيف لا أحب العالم، أنا مربوط رباطات كثيرة وثقيلة كيف اتخلص منها؟، كيف أحل من هذه الرباطات،كيف إن كان لي قوت وكسوة أكتفي بهم؟، أنا بداخلي طمع شديد،أناداخلي بئر من الرغبات لا يشبع،كيف أكتفي؟،الكاهن يصلي لنا في القداس ويقول "لكي يكون لنا الكفاف في كل شيء كل حين نزداد في كل عمل صالح"،يريد أن يقول لك تريد أن يكون لديك زيادة قم بزيادة الأعمال الصالحة لكن أمور العالم يكون لديك فيها كفاف،تعيش الوصية،أتتذكر الشاب الغني الذي سأل المسيح "ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية؟"قال له قل لي ما المكتوب في الناموس؟ هل تحفظه؟! قال له أنا أحفظ كل الناموس قال له إذن هذا جيد جداً، أنت متفوق افعل هذا فتحيا، هناك فرق بين الحفظ والتطبيق، هناك فرق بين المعرفة والعمل،لا تكتفي فقط بمرحلة المعرفة لا بل اعمل،لذلك تجد البولس يقرأ،ثم بعدذلك الكاثوليكون،ثم بعد ذلك الإبركسيس، بعد ذلك تجد هناك أوشيه للإنجيل،لماذاالإنجيل؟ قال لك لابدأن يكون هناك صلاة نصليها قبلما نقرأ الإنجيل،هي صلاةللإنجيل التي تقول"فلنستحق أن نسمع ونعمل"، وكأننا نصلي قبلما نسمع الإنجيل ونقول يارب ساعدنا، ساعدنا أننا نسمع ونعمل، ساعدنا نسمع ونعمل، كل آية اسأل نفسك أين أنت من هذه الآية؟!،هل تطبقها أم لا؟،هل تعيشها أم لا؟،لم أنسي ذات مرة بنت صغيرةجداً حوالي ثمان سنين جاءت تعترف ثم قالت لي هناك زميلة لي في المدرسة تجلس بجواري كان معها(براية) شكلها حلو جدا تضيءوتدور..... إلخ، أنا في الحقيقة قد ظننت أنها أخذتها وكنت سأقول لها لا نأخذ شيء يخص أحد وكنت سوف أتكلم معها،قلت لها هل أخذتيها؟ قالت لي لا،فسألتها إذن بماذا تعترفي! قالت لي لأنني اشتهيتها،فهناك وصية تقول لك "لا تشتهي مالقريبك"،مجرد ان البنت اشتهت هذه البراية جاءت لتعترف بأنها اشتهتها،عش الوصية وراقب نفسك ستجد هناك أمور كثيرة مكسورة تحتاج للتصليح، أحياناً نكتفي بالمعرفة،ونظن أننا عرفنا لا،عندما يقول لك "تحب الرب إلهك من كل قلبك" من كل قلبك،تفحص ما في قلبك،تفحص كمية المشاعر التي لديك الموزعة يميناً ويساراً عندما تركز على محبة المسيح فماذا تصبح كل قلبك، كل قدرتك، كل نفسك، تحب قريبك كنفسك، هذه الآية يوجد بها قوة مختبئة داخلها،أسرار لا تعطى إلا لمن يبحث عنها،للمجتهد،للذي يطرق،للذي يبحث، قوة مسخرة فيها، تحمل داخلها أسرار،مجرد أنك تعزم على فعلها تنكشف لك قوتها،تأخذ نعمتها،تأخذ بركتها، تأخذ قدرة فعلها، لكن كلما أنت تشاهدها من الخارج لا تفتح لك أبدا،نحن تعجبنا عندما وجدنا عدو الخير وهو يجرب ربنا يسوع وجدناه يحفظ الآيات،قال له "مكتوب أنه يوصي ملائكته بك ويحفظونك في سائر طرقك"، مكتوب كان يجربه بالمكتوب، الشيطان يحفظ،فهؤلاء الناموسين نقول لهم لا ليس الحفظ يكفي،و نحن أيضا نقول لأنفسنا أنا كل آية أحفظها لابد أن أكون أحفظها بقلبي قبلما أحفظها بذهني،لابد أن أعيش هذه الوصية قبلما أكون مجرد أعرفها،لن ننسي أبدا موقف السيدة العذراء في عرس قانا الجليل قالت له "ليس لهم خمر"، فذهبت للناس وقالت لهم كلمة قالت لهم"مهما قال لكم فافعلوه"،وكأن كلمة السيدة العذراءلازالت تقولها لنا إلى اليوم،تقول لنا كل مايقوله لكم في الإنجيل وكل الوصايا الذي قالها لكم مهما قال لكم حتى إذا كنتم غير قادرين علي تنفيذها لكن الذي يقول لكم فافعلوه، مهما قال لكم فافعلوه، قال لهم أملأوا الأجران ماء، فيقول لك قد ملأوها إلى التمام، الوصية عندما تقال لك قل نعم، ساعدنا يارب أن نطبقها وننفذها ونعيشها حتى إذاكنا غيرقادرين،أنت يارب الذي تعينني، الإنسان الذي ينظر على الوصايا من بعيد يشعرأنها ثقيلة جداً، لكن بمجرد أن يدخل داخلهايشعرأنها لذيذة جداً، القديس أنطونيوس تأتي له آية تلمسه وهي"إن أردت أن تكون كاملاً أذهب وبع كل ما لك وتعالى اتبعني" ،آية صعبة جداً، لكنه وضع في قلبه أن ينفذها،شاهد كمية السعادة الذي أخذها عندما نفذها، أحياناً نعتبر أن هذه خسارة لكن إذا سألته هو تشعرأنه رابح،قد خسر ماديات لكن ربح روحيات، لذلك عندما جاء لينصح تلاميذه قال لهم "أعلموا يا أولادي أن ليست كل الوصايا صعبة أوثقيلة،الوصاياليست صعبة وليست ثقيلة بل نور حقيقي وسرور أبدي لكل من أكمل طاعتها"نور حقيقي، مختبئ داخلها نور، لذلك تجد القديسين أناس قد حفظوا الإنجيل، كان المتنيح أبونا بيشوي كامل يحب أن يعمل تأمل جميل وهو أنه يجلس ينظر لكل قديسو يبحث عن الآية التي حركت هذا القديس،علي سبيل المثال اذا كان الأنبا انطونيوس الآية التي حركته هي "إن أردت أن تكون كاملاً أذهب وبع كل ما لك"، مارجرجس "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد"،القديس أبانوب "لا تهتموابالغد، العالم يمضي وشهوته"، الست دميانة، مارمينا، أبو سيفين، الأنبا بيشوي، الأنبا باخوميوس، مكسيموس ودوماديوس، وكل قديس ضع له الآية التي تناسبه،ستجد كل منهم يعتبر هو شرح الآية، سيرته شرح الآية،وهذاما تفعله كنيستنا أنها تجعل لك فصول من الإنجيل وتجدهامشروحة بسيرة قديس. ٢- الفريسي: المدقق، الذي يضع العشور بالوزن،بالحبة،يقوم بتعدادالحبوب لديه ويخرج منها العشور،يزن عيدان النعناع التي لديه ويخرج منها العشر،هناك وصية عن مثلاً تقديس السبت فلايمشي أيام السبت، ويكون له عدد خطوات معينة يوم السبت، في الختان يكون له شروط، عيد الفصح في الذبائح، مدقق جداً لدرجة شديدة جداً،حتى أن فئة الفريسيين ينبثق منها فئات كثيرة حوالي سبع أو ثمان فئات، منها فئة اسمها المرددون، المرددون هم أن الشخص نظراً لكثرة ما يريد أن يظهر للجميع كم هو قديس يسيروهو منغلق العينين لكي لا ينظر للعالم، ولا الأمور التي في العالم، فعندمايسير وعينيه مغلقة فإنه يتخبط،فعندما يتخبط ينجرح، وكلما كان عدد الجروح التي فيه أكثر كلما أثبت أنه رجل بار أكثر وأكثر، لاحظ الشكلية، لاحظ الفريسية،لاحظ الإنسان كم يمسك في الفرع ويترك الأصل،لكن هل أنت تغلق عيناك وقلبك بماذا ينشغل؟!،لكن وماذا عن أفكارك الداخلية الذي لا أحد يعرف أن يحفظها أبدا ولا أحد يستطيع أن يراقبها غير الله،الذي قال لك كل شيء مكشوف وعريان لذاك الذي معه أمرنا،لذلك أستطيع أن أقول لك هذا الذي يعد الخطوات وبعض الأشياء، والذي يعشر الحبوب بالميزان،قال لك"تعشرون النعناع والشذب"قال لك نعم لكن للأسف تتركوا الرحمة والمحبة،تأكلون مال اليتيم ولعلة تطيلون في الصلوات،تتمسك بجزء لكن تترك الجوهر،قال له تظل تغسل الكأس والصحفة وتنظفها من أجل شرائع التطهير لكن من داخلها مملوءة اختطاف وأموات، قال لك فهم مثل القبور المبيضة من الخارج لكن داخلها عظام أموات،ما هي القبور المبيضة من الخارج؟ كان يقول لك الأفراد وهم ذاهبين لأورشليم للفصح كلهم أو قد يكون أكثر من 95% من الذين يذهبوا لأورشليم يكونوا زوار فلايعرفوا البلد،فعندما يسيروا في الطرق من الممكن جداً أنهم يمروا على مقابر وهم لايعرفون،فلكي ينبهوا الناس أن هذه مقابر، لأن الذي يلمسها يكون نجس أو مجرد الذي ظله يقع عليها، بمعنى أن شخص يسير وظله جاء على قبر فإنه يتنجس، فكانوا لكي يحذرون الناس أنهم لا يمروا على مقابر يجعلوها لهم بألوان بيضاء وفاتحة بحيث أنها تكون ظاهرة،و بالطبع في كل عيد يقوموا بتبييضها من جديد،فيقول لهم تظلوا تبيضون المقابر، فأنتم مثل هذه المقابر مهتمين أن المقبرة يكون شكلها من خارج أبيض لكن أنظرداخل المقبرة مافيها؟!فيهانتن،وكأنه يريد أن يقول لهذا الرجل الفريسي فأنت كثيراً ما تهتم بالخارج لكن لا تهتم بالخفاء،لاتهتم بعمقك، أحيانا نحن نهتم بشكلنا من الخارج لكن من داخلنا يكون هناك أفكار كثيرة وأمور كثيرة متعبة،يدقق جداً في الأطعمة، يجرب أشياء، ويحرم أشياء،وماذا عن كلامه، نظراته، أفكاره،واهتمامات قلبه، أيهما أهم؟ لذلك وجدنا القديسين يدققوا لكن يدققوا في حياتهم الداخلية،كثيرا تسمع عن كلام أحد من القديسين يقول لك مبدأ حراسة الفكر، يحدثك عن يقظة الحواس،يحدثك على العين المدربة، يحدثك على العين المصلوبة، هل هناك عين مصلوبة؟يقول لك نعم هناك عين مصلوبة العين المنضبطة، العين المختونة، العين التي قطع منها الشر،لا أحد يأخذفي اعتباره موضوع العين، لكن هو الإنسان المدقق مدقق في خفائه، لايجلس ليعد عيدان النعناع ويعشرهاويكون هو بذلك أصبح رجل حافظ للناموس لابل دقق من داخلك، يقول لك في بستان الرهبان عن راهب كان كلما تأتي له فكرة جيدة ويطيعها يحضرقطعة حجر صغيرة ويضعها في سلةعلي يمينه،وعندما تأتي له فكرة رديئة ويطيعها أو عندما يدين أحد في فكره أوعندما يقول كلمة لا تليق يضع الحجر في سلةعلي يساره، وفي نهاية اليوم يقوم بتعداد الحجر في كل سلة، إذا وجد أن الذي على اليسار أكثر معناه أنه فعل خطايا كثيرة هذا اليوم فماذايفعل؟! يعاقب نفسه ويقول أنا لن أأكل،لماذا لن تأكل؟لأنني اليوم أدنت،تكلمت كلام لا يليق،فعلت خطايا كثيرةفلم يأكل،ويسهر ساعتين أو ثلاثة يسجد أمام الله ليقدم توبة،وإذا وجد أن الحجرالذي علي اليمين أكثر يأكل قليلا ويشكر الله وينام، تخيل أنت هذا الرجل غداً في اليوم التالي كيف يكون حاله؟! هل تكون حواسه متسيبةأم أكثر تدقيقا؟، التدقيق الذي يريده الله تدقيق في الداخل، وكأن الله يريد أن يقول لك حاول أنك تكون مدقق في خفاياك، نحن نصلي ونقول له"يارب وكل فكر لا يرضي صلاحك يا الله محب البشر فليبعد عنا". لذلك أحيانا الناس كثيراً ما تهتم بأمور نعم هي من المفترض أن نهتم بهالكنه يعتبر أن هذه أهم شيء، فيقول لك أنا غسلت فمي،غسلت أسناني،يقول لك أنا قد تأخرت دقيقتين أودقائق عن الاحتراس ليلا، أقول لك كل هذا جيد لكن الأهم منه ماهي أفكارك، قلبك، مشاعرك، اهتماماتك هذا هو الرجل الفريسي المدقق،لاتكن مدقق في أمور صغيرة تارك أمور كثيرة داخلك. ٣- الكاتب : الكاتب هو المعلم الذي يشرح،أحيانا الإنسان يأخذ نصيب كبير من المعرفة هذا شيء جيد،لكن الأهم هل المعرفة معها تقوى أم معرفة فقط،يعلم لمجرد التفاخر، يعرف لكي يقال عنه أنه يعرف،قال لكم لا بل الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة، لا القصة ليست مجرد معلومات نحن لانخرج علماء، أو أطباء كنيستنا تخرج قديسين، لذلك تلاحظ أن هؤلاء القديسين يجمعهم خط البساطة، لماذا؟ لأنه إنسان بدأ يعرف أن العلم الذي تعلمه كله قبل ذلك ليس هو ما كان يريد أن يعرفه فالعلم كان يريد أن يعرف به الله، تلاحظ معلمنا بولس الرسول يقول لك كل الذي سبق هذه كلها حسبتها نفاية، كل هذا لا شيء، أنا منذ أن عرفت المسيح عرفت أشياء كثيرة جديدة هذه هي كانت الهدف من كل معرفة، هذاالكاتب،الكاتب الذي يجلس بزهو،يتفاخر،ويجلس على كرسي عالي ويحضر له عدد من التلاميذيظلوا يسجدون له ويقولون له معلمي، معلمي ويسألوه ويجاوب بزهو،ويسألوه السؤال الذي يليه يجاوب بزهو قال لك لا الله لا يريد ذلك. لذلك ربنا يسوع قال لهم أن"كل كاتب متعلم يخرج من داخله جدداوعتقاء"،هذا الكاتب المتعلم،هذا الذي داخله جددا وعتقاء،لماذا؟ لأن المعلومة لاتخرج من ذهنه لكن تخرج من قلبه لأنه ليس مجرد شخص فيلسوف لابل هو أساسه تقي، أساسه إنسان يخاف الله، أساسه إنسان عابد لله، أساسه إنسان مصلي،لذلك كنيستنا تقول لك اللاهوتي الحقيقي هو المصلي، يقول لك سر نقاوة إيمان أثناسيوس تقواه، فالذين عرفوا حقائق اللاهوت الدقيقة؟،يتحدثون عن لاهوت الابن والأب والروح القدس، الوحدة، ووظائف اللاهوت وعملها بمنتهى التدقيق، وكلام عن التجسد كلام بديع،أقول لك هذا الكلام كله جاء من أين؟أقول لك الذي أفهمه أن له علاقة بالمسيح فعلا.لذلك كنيستنا كنيسة تقوى،عندما تحب أن تعرف أكثر أدخل بعمق داخل المسيح أكثر،تجد الإنجيل يفتح لك وتفهم أموركثيرة، تجد اللاهوت يفتح لك، تجدالكنيسة وأسرارها تفتح لك، هذا هو الكاتب،هذا هو الكاتب الذي كان يأخذ معرفة فقط احذر، احذر من الحفظ بدون العمل، وأحذر من أنك تكون فريسي،أنك تدقق لكي يقولون الناس عنك أنك مدقق،لكنك من داخلك يوجدتسيب، وأحذر أنك تكون مكتفي بمجرد المعرفة للفخر لكن أعرف وأعمل .ربنا يعطينا التطويب،وأن نكون من المختارين له، الذين يراه مف يمدحهم،ويقول لهم نعما أيها العبد الصالح والأمين كنت أمين في القليل أقيمك على الكثير.ربنا يكمل نقائصناويسندكل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

إحتقروا العالم الجمعه الاولى من شهر مسرى

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحدآمين . فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . تعيد الكنيسة يا أحبائي في هذا اليوم بتذكار قديس اسمه القديس أبالي بن يسطس بن الوالي أرمانيوس،هو حفيد ملك مملكة الروم، أي أنه هو ولي عهد المملكة، هو الملك المنتظر،عندما أتى دقلديانوس ودخل في حرب وأخذ المملكة كان الشعب كله يرفض دقلديانوس،وإذا أراد أبالي أن يدخل في صراع مع دقلديانوس كان سيأخذ المملكة، والشعب كله ينقلب على دقلديانوس، لكن سنكسار الكنيسة اليوم يقول لك أن أبالي فضل المملكة الباقية ولكي يتخلص دقلديانوس منه كولي عهد للمملكة أرسله إلى أحد البلاد وشتته هو وأسرته، وهناك نال إكليل الشهادة. إلى أي حد ياأحبائي عندما يكون هناك شاب صغير يكون محب للسلطة، محب للمال، محب للمظهر، محب للجاه، إلى أي حد النعمة التي تكون في قلب شاب صغير تجعله ينتصر على رغباته،يتغلب على ذاته، ينتصر على حب العالم الذي داخله،مامعنى أن النعمة تجعل إنسان يفضل المملكة الباقية، إلى أي حد الإنسان يا أحبائي يقف أمام هؤلاء القديسين مندهش من عمل روح الله فيهم،وانتصار عمل النعمة فيهم، كم هوقوي، كم هم غلبوا أنفسهم، غلبوا طبعهم، غلبوا العالم وممالك العالم، ممالك العالم أصبحت بالنسبة لهم تراب، وزوال.مكسيموس ودوماديوس هربوا من الملك، القديسة دميانة ضحت بالمملكة وبالغنى،كثيراً ما نجد في القديسين أمراء وملوك،كثيراً ما نجد فيهم أغنياء،كثيراً نجد فيهم أولاد غنى، أولاد تنعم، قديس مثل القديس أرسانيوس كان يقال عنه أنه كان لديه ألف غلام في خدمته، ألف غلام في خدمة أرسانيوس لأنه كان معلم أولاد الملوك،تخيل معي إذا أحضرنا لك مدرس يقال عليه هذاالمدرس لا يعلم إلا أولاد الملوك فقط فيكون لديه جاه كبير، وكان الملوك بالطبع ينفقوا الكثير على أولادهم، معلم أولاد الملوك ماذا فعل؟!،تجده يسكن في مغائر وجبال وشقوق الأرض،يأكل أبسط الطعام،تجده يعيش على عمل يديه، بعدما كان لديه ألف غلام في خدمته. متى يا أحبائي يغلب الإنسان شهوة هذه الحياة؟ يقول لك عندما ينتصرعمل الله داخله،متى يكون الإنسان مغلوب من شهواته؟،متى يكون الإنسان مشدود لأسفل؟متى يكون الإنسان مذلول للمال؟، متى يكون الإنسان أطماعه وشهواته هي التي يعيش لأجلها،عندما يكون مرتبط بالأرض،عندما تكون عينيه على أسفل، عينيه لا ترتفع إلى فوق، أنظرإلى أبالي بن يسطس إذا كان فضل مملكة والده وعاش ومات فمن كان سيتذكره؟!،وما المجد الذي كان ينتظره في السماء؟،على العكس كان سيهلك،ويأخذ دينونة، وفي العالم كله لم يكن أحد يتذكره، فهو خلد نفسه، هو اختار ميراث الحياة الأبدية الذي لا يزول. أتعرف ما الذي جعل قلب القديسين يكون قوي؟! أنهم قاموا بعمل داخلهم عملية مفاضلة واضحة جداً، الأرض أم السماء، الغنى الأرضي أم الغنى السماوي،التمتع بشهوات العالم أم التمتع بأمجاد الحياة الأبدية،وأخذوا القرار وعاشوا بناء عليه، الرجل الذي يقول لك عليه تاجر اللآلئ الحسنة ماذافعل؟ هو رجل تاجر لآلئ حسنة يعرف أن يقدر اللآلئ جيداً،وهو في الحقل وجد لؤلؤة،تاجراللآلئ الحسنة يري اللؤلؤة يستطيع أن يقدرها،و عندما قدرها وجدها غالية جداً،فماذا فعل؟يقول لك وهو في هذه الأرض خبأها ثانية وذهب يسأل عن ثمن هذه الأرض فوجده غالي جدا أغلى بكثير من القيمة الطبيعية لهذه الأرض، فماذا فعل؟ يقول لك مضى وباع كل ما له، كل الأراضي التي لديه قام ببيعها لكي يشتري هذه الأرض،لكنه في الحقيقة لم يقم بشرائها من أجل هذه الأرض لكنه قام بشرائها من أجل اللؤلؤة التي بداخلها،فالإنسان الذي يجد غنى الحياة الأبدية يكتشف هذه اللؤلؤة، يكتشف الغنى والمجد السماوي ونعمة الحياة الأبدية،ويتذوقها وهولازال على الأرض، فيحدث أن أمور العالم تتصاغر جداً في عينيه، تجد الناس تتصارع على المال،تتصارع على كيف تشبع شهواتها، الناس تعيش للأرض،يحبون الامتداد والاتساع، الناس تعيش في هذه المفاهيم،لكن تجده بدأ يضحي بسهولة، يقول لك عن القديس أبانوب الذي احتفلنا بعيد استشهاده منذ أسبوع، عندما جاءوا ليعذبوه قال له الوالي يا ابني ارحم نفسك أنت لاتزال مجرد طفل صغير،فقال له أن العالم يمضي ويزول، طفل صغير بدأت لديه فكرة أن العالم يمضي تسيطر عليه،وعندما يبتدئ يدرك أن العالم يمضي فماذا يفعل؟ لابدأن يبحث عن العالم في الأمور التي لا تزول ولا تمضي،إذن أين هي؟! قال لك في الحياة الأبدية، هي عملية مقايضة، اكتشف الكنز السماوي، اكتشف الفرح الإلهي، اكتشف التعزيات، اكتشف نعمة عمل الروح القدس داخلك، اكتشف الكنز الذي بداخل كل كي تستطيع أن تضحي وتدوس وتغلب،هذه هي عملية المقايضة هذه هي عملية التبادل، قال لك مضى وباع كل ماله،هذا أبالي بن يسطس ترك الملك،ترك هذا الغنى الأرضي، احتقر كل هذا، لكنه سوف يموت، يتعذب، يقول لك لأنني لدي شهوة الملك الأبدي، أناأريد أن أكون هنا كفي الحياة الأبدية.الإنسان يا أحبائي عندما يكتشف مجد وجمال الحياة الأبدية تجدأن العالم يتصاغر في عينيه جداً، يقول لك عن مرة أحد الأغنياء ذهب وأخذ جراب كبير (شوال)ممتلئ بعملات فضة، وسمع عن مجد وقوة وبركة وتعاليم القديس العظيم أبو مقار،فذهب إلى القديس أبو مقار وأخذله جرا بالفضة وقال له خذ هذه الفضةاصنع بهم صدقة، فيقول لك أن القديس أبو مقار قال له لا نحن لا يوجد لدينا أي احتياج لهذا المال هنا، قال له لا من المؤكد أن لديكم احتياجات، قال له لا يوجد احتياج للمال،لكن أنت ممن أين تأكلون وتشربون قال له نحن نعمل،نعمل عمل أيدينا بسيط ناكل منه،قال له إذن يا سيدي بدلاً من أنك تعمل،لاتعملوا وهذه هي النقود، قال له لا فنحن لانعمل من أجل النقود نحن نعمل لكي نتعب،لكي يتعب جسدنا، فقال له خذ هذه النقودهل هناك أحد يرفض النقود،فالناس خارجاً تتصارع على المال،قال له لا ليس يوجد لدي اي احتياجات للمال أشكرك،ثم قال له أبو مقار إذا كان هناك أحد من الرهبان يحتاج فضة أعطيها له قال له أن مجموعة الرهبان الذين أعرفهم قبلما أجئ إليك سألتهم وجميعهم قالوا لي نفس هذه الإجابة،ففرح القديس أبومقارقال له كم عددهم؟!، قال له حوالي ٧ أو ٨ رهبان فقال له إذن انتظر،فقام أبومقار ليدق أجراس الدير، وكان لديه في ذاك العصر 2200 راهب، فقام بوضع جراب الفضة في ممر وقال لهم قفوا صف، وكل راهب يمربجانب هذا الشوال يأخذ منه قدر احتياجه ، 2200راهب يقفوا صف على جراب الفضة،بالطبع الرجل الغني كان يظن أنه من أول ١٠أو 15 أو حتى على 100 راهب يكون انتهي أمر هذا الشوال، لكنه مرعليهم بعد قليل ليجد الشوال لازال موجود،قليلاً ويمرمرة أخرى إلى أن مر ال2200 راهب والشوال موجود مثلما هو، قال له أنا متعجب،أتعجب لأناس تمربجوار المال وتفض يدها وتبعدها هكذا وكأنه يقول ليس لنا حاجة بهذا المال،قال له هل تسمحلي أن أعيش في وسطكم؟!، هذا الدرس جعله يشتاق أن يعيش في وسطهم، قال له لكن ماذاأفعل بهذه النقود إذن؟!فأنااتخذت قرار أنني لاأريد أنأعودبهم مرة ثانية، قال له إذا كنت تنوي هذاقم ببناء بيعة لله بهم، يقال أن هذه النقود هي التي بني بها موضع دير البراموس الموجود إلى اليوم،لأنه كان مسكن للقديس أبو مقار وتلاميذه في ذاك العصر، إلى هذه الدرجة يا أحبائي يكون الإنسان غالب، فهوليس شخصأ وأثنين فقط بل جميعهم،جميعهم لماذا؟! لأنه عينيه مرفوعة إلى فوق،لا ينشغل بالأمور السفلى،لا ينزعج بها،فأسفل هذا هو وضعه تحت قدميه، كما قال القديس العظيم أوغسطينوس"أنا جلست على قمة العالم، أنا لايوجد شيء يغلبني أبدا، جلست على قمة العالم حينما صرت لا أريد شيئا ولا أشتهي شيئا من العالم"، طالما أنا لاأريد شيء فأنا أكون مالك لنفسي، مالك لروحي، مالك لرغباتي، ولا توجدشهوة تغلبني،أوتضغط علي ،أوتسيطرعلي أبدا، هؤلاء هم أولاد الملوك والأمراء الذي نغلبوا،قم بفحص نفسك إلى أي درجة العالم يسيطر عليك، افحص نفسك إلى أي درجة المال مرغوب داخلك،لكن ما هذه أصنام، هذه معطلات،إذن لا نعيش في العالم ولا نستخدم المال!أقول لك لاعيش في العالم واستخدم المال لكن لا تتعبد له، لا تجعل قلبك فيه، لا تحزن على فقدانه، ولا تفرح باقتنائه، استخدمه فقط.يقول لك الآباء القديسين حينما تكتشف أن قلبك موجود في شيء ما أحزن على نفسك وأبكي عليها، لدرجة يقول لك لا تمتلك شيئاً تحزن على فقدانه، لا تمتلك شيئاً تتألم وتحزن على فقدانه،لهذه الدرجة؟! يقول لك نعم،لا تجعل قلبك في شيء أبدا،وهذاهو الكلام الذي قاله معلمنا بولس الرسول عندما قال"الذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه، الذين يشترون كأنهم لا يملكون"، يشترون كأنهم لا يملكون بمعنى أن ممتلكاته ملكه حقا لكن هي لاتملكه، لاتسيطرعليه،هؤلاء هم الملوك والأمراء الذين اختاروا المملكة السماوية،شاهد السعادة التي داخل قلبهم، تعتقد الإنسان من ماذا يتألم؟!، ومن ماذايحزن؟، ومن ماذايقلق؟، من رغباته وشهواته، تجد الإنسان يعيش خاضع لأصنام صنعها داخله، وهذه هي سبب شقائه، سبب تعبه، تجد الإنسان عندما يغلب الأصنام التي داخله تبدأ فيه سعادة الحياة الأبدية تعمل من هنا من على الأرض،تجده يعيش بلا هم،تجده يرفع قلبه وذهنه نقي أمام الله، عقله غير مشوش، نفسه لا تكون مرتبطة بالأرض،هو غلب جسده وانتصر عليه،هذا الكلام كله يعطي فرصة أكثر للروح أنها تنطلق،يعطي فرصة أكثر للنمو،لماذا يقول لك الإنسان أنا أصلي ولاأشعر؟، أقرأ الإنجيل ولاأفهم؟، أحضر الكنيسة ولا أركز؟، أقول لك إذن أدخل داخل نفسك وافحص، افحص كم توجد آلام داخلك تتعبك وتربطك لأسفل. في سفر يونان يقول لك"الذين يراعون بأباطيل كاذبه يتركون نعمتهم"،ما الذي يجعل الإنسان قلق؟ الأرض، المال، يقول لك على قصة لطيفة يقول لك ذات مرة كان شخص يركب قطار ومعه حقيبة نقود،والطريق طويل ثم بدأ يشعر بالتعب ويريد أن ينام فينعس قليلاً ثم يخاف على الحقيبة،يحتضنها، وينعس قليلاً ويظل يمسك الحقيبة، كل فترة يستيقظ ينظر إليها موجودة أم لا، قال لا يمكن ذلك،لابد أن أركز أكثر،وأمضي هاتين الساعتين المتبقين مستيقظ لئلا تسرق مني الحقيبة،يظل يحاول ويجاهد مع نفسه ليغلب النعاس إلى أن غلبه النعاس فنام وسرقت الحقيبة،استيقظ من الغفوة وجدها قد سرقت، أول فكرة أتت له قال إذن أخيرا سوف يمكنني أن أنام، ما هذا؟!، أقول لكما الذي يجعل الإنسان مرتبط بالأرض، تجد أمور الروحيات على العكس تماماً،لا يمكن أن تأخذ نعمة روحية تقلقك أبدا،لا يمكن أن تأخذ نعمة روحية تذلك أبدا أو تهينك أو تأتي بكل أسفل، تخيل أنت الإنسان يتعبد للأمور التي تهلكه،يبحث عما يضره وتجده هذا هو الذي يمسك فيه، أقول لكل أن هذه خدعة عدو الخير، وهذه الحرب القائمة بين أولاد الله وبين مملكة الظلمة، اسمها مملكة ظلمة، يوجد فيها ضلال، فيها قلب حقائق،يزين لك الحياة الأرضية وكأنها ممتدة جداً،يزين لك المال وكأنه هو الذي فيه القوة وهوالذي فيه السعادة، لا قوة ولا سعادة ولا الحياة ممتدة، العالم يمضي وشهوته، اختار المملكة الباقية،عندما تجد الحياة الأبدية دبت داخلك ستجد نفسك تفكر كيف تصنع صدقة،كيف تعطي الفقراء،كيف تكون أمين في رفع قلبك لله كل يوم،وكيف تعيش الملكوت السماوي من داخلك،"ها ملكوت الله داخلكم"، يا سعادة الإنسان يا أحبائي الذي يعيش الحياة الأبدية وهولازال على الأرض،تجده يغلب،ومثلما تقول دبورة القاضية في سفر القضاة"بعز يا نفسي دوسي"، تدوس بعز،هذا هو أبالي داس بعز، لم يشعر أبدا أنه خاسر،أو نادم، أوقلبه منقسم، ولا يقول يا ليتني كنت أخذت المملكة، رغم أنه ذاهب للموت، يقول لك الموت مع المسيح خير من الحياة في المملكة الأرضية، العبودية من أجل المسيح أفضل من الحرية في العالم، أنا اخترت وأنا سعيد ومقتنع، عيني مرفوعة إلى فوق، وقلبي مرفوع إلى فوق،المقتنيات لا تسعدني،أنا أعرف أنني أعيش فترة، هذه فترة طالت أم قصرت هي فترة، كمثل شخص تجده كل يوم يمر عليه يقول لك هذايوم مضى،هذا يوم مضى، وكأنه يحسب لنفسه من عمره أن هذا يوم مضي من العمر،تجد أحيانا الناس الذين يكون لديهم أشياء ينتظروها،تجد أحيانا هناك أبناء في الجيش يقوم بعمل جدول واليوم الذي يمضي يحذفه من الجدول،يحذفه،منتظر الآخر.فنحن كذلك كل يوم يمر من حياتنا هذا يوم، يارب علمنا أننا نرضيك فيه ونرضيك في اليوم الذي يليه،علمنا أن نرضيك كل يوم،نحن منتظرين ومتوقعين استعلان مجيئك. هذه يا أحبائي النفوس التي تمسكت بالمملكة السماوية، الله يعطينا قلوب مرفوعة،عيون مفتوحة، ربنا يعطينا شهوة الحياة الأبدية لكي نستطيع أن نغلب ونعيش منتصرين وأعظم من المنتصرين.ربنا يكمل نقائصنا ويسندكلضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل