العظات

بذل الذات الجمعه الأولى من شهر بابه

تعودنا الكنيسة في تذكار نياحة او استشهاد الاباء البطاركة ان تقرأ علينا فصل انجيل الراعي الصالح.. صفه في الراعي انه يبذل نفسة عن الخراف وعنده استعداد ان يصارع الذئاب حتي لو عرض حياته للخطر من أجل سلامة الخراف.. اكلمكم عن بذل الذات.. بذل الذات تعلمناه من الرب يسوع نفسه لأنه احب خاصته الي المنتهي .. هو أحب وعمل وبذل نفسه عن الخراف فعلاً .. علق علي خشبه وصار ملعوناً ومات وقبر من أجل خلاصهم.. لانه الذي لم يشفق علي ابنه بل بذله لأجلنا ولذلك يقول الذي أخلي ذاته آخذا شكل العبد.. يقبل الالم والسخريه وعار الصليب باذلا لذاته المسيحي اللذي تشبع بحياه المسيح يبحث كيف يعطي نفسه للأخر وماذا يقدم له وتجده يأخد من بذل الذات منهجاً لحياته.. بولس الرسول يقول " ولا نفسي ثمينه عندي.. انفق وانفق من اجلكم" من اين اتي بولس بهذا الكلام .. قد اتي به من سيده القديسين أحبوا منهج البذل.. والراعي يبذل نفسه عن الخراف.. جميل ان الانسان يبذل نفسه عن الاخر .. اكثر شئ يزعج نفسك هي ذاتك… ماذا يعيق المحبه مثلاً ؟ انها الذات لذلك كانت قمه بذل الذات هي تكميل المحبه .. السلام يأتي من بذل الذات أشياء كثيره خاطئه اساسها الذات .. الحسد والغيرة أساسها الذات.. لكن ما رأيك في الذات المكسوره .. هي لا تتعب صاحبها بل تفرحه جرب ان تقدم نفسك من أجل الاخرين ستشعر بالارتياح.. لما تبذل ذاتك تفرح أكثر من أن تأخذ.. ومن يبذل ذاته من السهل عليه ان يحب لأن اكثر شئ يتعب الانسان الانانيه جرب تفكر في المتألمين فيمن حولك والمحتاجين أيضاً وفكر ماذا تستطيع ان تقدم لهم ستجد انك ارتحت حدث ان اصيب شخص غني بمرض الاكتئاب ولم تجدي معه كل الادويه المضاده لل‘كتئاب فأخبره احد الاطباء ان علاجه يتلخص في ان يذهب الي محطه القطار ويساعد من يجده هناك في حاجه الي المساعده وبالفعل وجد الرجل الغني سيده عجوز تريد الذهاب لمنزل ابنتها لكنها فقدت العنوان ولما ساعدها واوصلها ونظر لحظه لقاءها مع ابنتها شفيت نفسه وارتاح تماماً لن ترتاح الا لو خرجت من دائرة نفسك وتعطي نفسك للآخرالبابا بولي صاحب تذكار هذا اليوم لما وجد الاريوسيه منتشره جدا حرم من يتبع اريوس من شركة الكنيسه فنفاه الامبراطور ولكن اخي الامبراطور توسط له وارجعه مره اخري ولما مات اخي الامبراطور نفاه الامبراطور مره اخري بل وارسل له من يقتله... ولكن من اجل الكنيسه وسلامتها بذل البابا بولس نفسه وكما يقول سيدنا البابا " لما الكاهن يتعب الشعب يرتاح .. ولما الكاهن يرتاح الشعب يتعب" فعلي الكاهن أن يبذل ذاته تعود ان تتعلم كيف تكون حياتك مثل قارورة الطيب التي عندما تنسكب تنتشر رائحتها في كل المكان مثل ابونا بيشوي كامل رائحته عبر السنين تنتشر اكثر واكثر لأن خدمته كانت خدمه بذل ذات.. كذلك كل من أحبوا المسيح بذلوا ذواتهم وقدموا من اتعابهم ومن كرامتهم ومن ذواتهم .. جرب ان تساعد فقير وتطمئن عليه سترتاح طول ما الانسان عايش في دائرة ضيقة لنفسه يتعب.. لكن لو خرج من ذاته يرتاح كما ان الراعي ليس موجوداً من أجل نفسه وسعادته الشخصيه لكن للخراف مسكين الانسان الذي يعيش لأجل نفسه .. لذلك يسمح الله ان تكون اجمل ايقونه للعطاء والبذل هي الاسره لكن كل من فيها يبذل نفسه عن الاخر إبذل ذاتك .. تعلم بذل الذات من الراعي الصالح من بذل ذاته للنهايه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد الدائم اللي الابد أمين

القديسة يوستينا وقوة الغلبة على الشيطان الجمعة الثالثة من شهر توت

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين. اليوم يا أحبائي الكنيسة تعيد بتذكار السيدة العذراء لأن اليوم ٢١من شهر توت،وتعيد أيضاً بتذكار قديسة لها مكانة كبيرة جداً في قلوبنا وهي القديسة يوستينا،بنت بسيطة جميلة من أسرة متوسطة، كانت بارعة الجمال،سمع عنها الملك وتعلق قلبه بها بشدة، أي ليس فقط مجرد إعجاب، لا بل وصلت معه إلى درجة شديدة جداً تخطت كل المراحل،فبدأ يرسل لها يتودد إليها فرفضت،لماذا؟ قالت أنا مسيحية، لأن أنا لدي عريس سماوي، أنا لدي ارتباط بمن هو أعظم من الملك، من هو هذا ؟، وظل الملك يتخيل أنه كلام غيرة وحاول يبحث عن الملك الذي ترتبط به، ولكن هي كانت تتحدث عن ملك الملوك ورب الأرباب سيد ممالك الأرض كلها،ظل يحاول معها كثيرا، وأرسل وسطاء كثيرين، فعندما تحير في أمرها قال ليس هناك إلا السحرة، فالسحرة قالوا له الموضوع بسيط جداً نحن نفعل لها عمل بسيط يجعلها تأتي وتسجد لك، قال إذن هيا احضروها لي، العجيب في سيرة هذه القديسة أنه يقال كلما كانت الشياطين تذهب لها كانوا يجدونها تصلي، فلا يقدرون عليها وينصرفون سريعا،كلما يذهبون يجدوها تصلي لا يقدروا عليها،يسألهم لماذا تأخرتم؟،فيجيبون أعطنا قليل من الوقت فنحن نحاول أن نحضرها، ثم هدد الملك السحرة فجاءت فكرة شيطانية للسحرة لأنهم بالطبع كلهم يعملون مع الشيطان، قالوا نحن نجعل شيطان يتزين بزي يوستينا، يأخذ شكل يوستينا فهي فكرة بسيطة بالنسبة لهم، الشيطان أخذ شكل يوستينا وتزين بزي يوستينا وذهب إلى الملك،عندما رآها الملك ابتهج قلبه جداً، وعندما رآها قال لها السلام يا يوستينا أميرة الملكات، بمجرد أن نطق باسم يوستينا وجدنا الشيطان حرق وظل يصرخ، وبدأ السحرة نفسهم يعلنوا إيمانهم بإله يوستينا، وابتدأ كبريانوس نفسه الذي هو الساحر وكبير السحرة يعلن ايمانه بإله يوستينا، ما هذا الإله؟، وما هذه القوة التي لدى بنت ضعيفة؟،نجد معلمنا يوحنا الرسول يقول "أن الذي فيكم أقوى من الذي في العالم"، ما الذي فيكم؟ فيك اسم يسوع، فيك اسم الخلاص، فيك عمل الثالوث، فيك محبة الله ونعمة الابن وشركة الروح القدس، أنت مسكن للاهوت،أنت جبار بالمسيح يسوع،تصل بك الدرجة أن الشيطان يحرق منك،تصل بك الدرجة أن يكون الملك أمامك ضعيف،يقول لك نعم الملك يكون أمامك ضعيف،أولاد الله يا أحبائي عندما يتمسكوا بإلههم يكون فيهم عظمة وقوة رغم بساطة مظهرهم ورغم بساطة معيشتهم لكن يكون فيهم قوة في الأصل ليست من عندهم لكن من عنده هو، كثيراً جداً يا أحبائي نشعر أننا ضعفاء وغير قادرين علي شيء،لا نعرف أن نفعل شيء،والشيطان غالبنا ويغلبنا، ويغلبنا، يقول لك لأنك أنت غير مدرك السلاح الذي داخلك، غير مدرك مجرد فقط اتحادك باسم يسوع، غير مدرك مجرد رفع يدك إلى فوق ماذا يفعل؟!.أتتذكرون منذ زمان في العهد القديم عندماجعل الرب موسى يرفع يده ويشوع يحارب، كلما رفع موسى يده يحدث أن يشوع يغلب، لكن عندما يتعب موسى ويقوم بتنزيل يده ينهزم يشوع، إلى هذا القدر قيمة رفع الأيدي، إلى هذا القدر أن كلما يأتي الشيطان ليوستينا ويجدها تصلي لا يستطيع التغلب عليها؟!.أحبائي أحيانا نسمع بعض الناس يقولون ممكن أنا شخص ما يكون فعل لي عمل، عذرا يا أبانا سامحني نحن قمنا بالتجربة، يقولوا لأن الفتاة تأخرت قليلاً في الزواج، قلنا أن الموضوع بسيط، لا كيف فأنا وضعت مصيري في يد الشيطان، أنا وضعت ثقتي في مملكة عدو الخير،ذاهب لآخذ مشورته، ذاهب أقول له قل لي ماذا أفعل، لماذا؟ فهل أنا إلهي ضعيف؟، هل أنا لهذه الدرجة لا يوجد لدي يقين بالله؟.على سبيل المثال يقول البعض من وقت قريب كنا نجلس علي الشاطئ ومرت سيدة ترى الحظ فهي تسلية ما هذا؟!هي خطية عظيمة، أنت بذلك تعلن ضعف إيمانك الشديد، وبعدها تجد الذي يقول لك كلام مقلق فالسيدة قالت كلام صحيح، هل أنت تظن أن عدو الخير لا يعرف بعض الأشياء؟ لا فهو يعلم بعض الأشياء، لكن أنا لا أعلن ثقتي به أبدا، يقولون عن بعض جماعة من الشبان كانوا يجلسون في بيت طلبة وجاء إليهم أحد أصدقائهم يؤمن بهذه الأشياء، قال لهم أنا لدي استعداد أن أي شخص فيكم يطلب أي طلب أحضره له،احدهم قال له أنا أريد كراسة فأحضر له كراسة، وآخر قال له أنا أريد بنطلون فأحضر له بنطلون،كان بينهم ولد حلو مرتبط بالمذبح وشماس جميل وقف هكذا وقال له ماذا تطلب؟ قال له أنا لا أطلب شيئاً فقال له أنت خائف أن تطلب لأن عندما أحضر لك الشيء فنحن بذلك نعلن لك أننا على حق، فالولد رفع قلبه لله وقال له ماذا أفعل يارب في هذا الموقف الذي أنا فيه الآن؟ فالولد قال له أنا لدي كتاب صغير تحت وسادتي التي في منزلنا أنا أريده،فلم يحضره قال له أطلب شيء آخر قال له لا أنا أريد الكتاب الصغير الذي تحت وسادتي في منزلنا،قال له لا هذا لا أستطيع أن أحضره، كان هذا الكتاب هو الأچبية، لا يستطيع أن يحضر الأچبية،عدو الخير نعم فيه سلطان لكن الله قال أعطيتكم سلطان أن تدوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو، أنظروا القوة التي في يوستينا، صار اسمها اعظم كرازة، ما الذي جعلها تغلب يا أحبائي؟ هي قوة الله، لأن فيها رائحة المسيح، فيها قوة المسيح،يبدوا أنهم ضعفاء، شكلهم أنهم لا يحملون سلاح، ولا يهتمون بالمظاهر الخارجية لأنهم متسلحون بالله، أنظر جبروت خلاص الله في أولاده،أنظر كم من أمراء وملوك كانوا يعذبوا الشهداء وفي النهاية هم الذين يدخلوا الإيمان، يقول لك عن القديس البابا بطرس وقت استشهاده كان كل الجنود ورئيس الفريق الذي أمر باستشهاده فعلوا له كتيبة من ٢٠٠جندي لكي يستشهد لكي يعذبوه، ٢٠٠فرد معهم سيوف، يقول لك أن الهيبة والإيمان الإلهي الذي كان على وجه القديس البابا بطرس وبقوة ثباته وصلاته لم يستطيعوا أن يرفعوا السيف علي رقبته، لدرجة أن رئيس هذه الكتيبة أعلن مكافأة لمن يستطيع أن يقطع رأسه، هل الفكرة تريد مكافأة؟ لا، رجل طول بعرض ومعه سيف كبير، وشخص مربوط من يديه ورجليه فلم يقدروا،لماذا لم يقدروا؟هناك قوة، قوة جبارة يا أحبائي. أحيانا كثيرة جداً الله ينظر إلينا ويقول لنا أنا حزين عليكم لأنكم لا تشعرون بالقوة التي أعطيتها لكم،لم تشعروا أنكم أقوى من العالم، بل مغلوبين منه،لماذا مغلوبين وأنا أعطيتكم اسمي وأعطيتكم خلاصي وأعطيتكم عملي،الذي بكم أقوى، حينما تأتي إليك فكرة شريرة أرشم علي نفسك علامة الصليب وأنظر بعدها ماذا يحدث، كل شيء يهدأ، كل شيء يتبدد،عندما يكون لديك مخاوف وتكون متضايق وقلق أرشم الصليب وقل يا ربي يسوع المسيح ارحمني تشفع بالسيدة العذراء، تذكر أحد القديسين تعرض لتجارب كثيرة،تجد نفسك تقويت، وتصبح أنت غير ذلك،لماذا؟ لأنك فيك اسم حلو،وليك عربون خلاص، وهناك مخلص، عدو الخير يا أحبائي يتسلط علينا بالقدر الذي نسمح له به، يخيفنا بالقدر الذي نسمح له به،يسيطر علينا بالقدر الذي نسمح له به،لكن هل يقدرعلي أبناء الله؟ لا فهم لديهم قوة، فيهم عمل، يقولون لك أن أطفال أبرياء ماتوا من حد السيف هذه قوة وليست ضعف، هزموا جيوش غرباء، تجد معلمنا بولس الرسول صنع لك نشيد عن عمل الله في رسالة العبرانيين، وكل كلمة لها نماذج فلم يقول كلام من وحي الخيال، لا فمثلاً ناس سدوا أفواه الأسود هناك ناس سدوا أفواه الأسود بالفعل، ناس تقووا من ضعف، ناس نجوا من حد السيف، عمل الله يا أحبائي يعطي أولاد الله قوة داخلهم، تدرب على أن يكون لك علاقة متحدة بالله، اجعل لديك التصاق بالله،يقول "أما أنا فخير لي الالتصاق بالرب"، كلما يأتي علينا عدو الخير يجدنا نصلي، قائمة تصلي، النفس التي تصلي يا أحبائي الله يخضع لها كل شيء تحت أقدامها سريعا، النفس المتحدة بربنا تعيش السماء علي الأرض، النفس الدائمة الصلاة تتحلي بقوة الله،وتكون قوة الله تملأها وتجدها لها سلطان على كل أفكار عدو الخير،وتجدها غالبة نفسها، وتجدها متخطية ذاتها، لأنها آخذة من المصدر، تأخذ، تشهد،تتقوي، وعندما تأخذ وتشهد وتتقوي إذا أتت إليها تجربة أو ضيقة أو عدو الخير أتى لها بفكرة أو تسود عليها شهوتها تجد فيها قوة تستند عليها، إلى هذا الحد يا ربي أولادك فيهم سلطان كبير جدا، ترى كم الله عظيم مع أولاده، أسجد لربنا وقل له ما هذه القوة يا ربي، قم بالقراءة عن الآباء النساك والمتوحدين الذين عاشوا في البراري والقفار لم يكن لديهم أبدا شيء يؤلمهم،إلى هذه الدرجة يارب قوتك وعملك تجعلهم يسيطروا علي وحوش يقولون عن الأنبا برسوم أن ثعبان كبير عاش معه لسنين، ما هذه القوة، يقول لك أنه عندما وجده رشم علامة الصليب، ورفع يديه وصلى، يقول لك من لحظة ما صلى انتزع منه الطبع الوحشي وأصبح بالنسبة له كأنه رفيق يعيش معه، يمكن يارب أن نجعل من حولنا يكونوا رفقاء يقول لك نعم بروح الصلاة،يمكن يارب الناس الذين يشتمونا ويعيرونا ويهينونا والأجواء التي دائما تملأها الكراهية يمكن أن هؤلاء الناس تحبنا يقول لك بروح الصلاة، صلي وارفع قلبك له واعرف أن كل هؤلاء أنت مسئول عنهم أنك تغيرهم بصلاتك وبقلبك المرفوع، يمكن يارب أن تغير الناس بنا قال لك نعم ممكن أغير أناس كثيرة جداً جداً بكم،إلى هذا المقدار يارب أنا داخلي قوة وأنا لا أدري بها، يقول لك بمجرد فقط صلاة صغيرة ورشمة علامة صليب ورفعة قلب تجد الله يستخدمك، لكن ممكن اسمي مجرد اسمي أنا الشخصي يخرج شيطان تخيل يوستينا مجرد ذكر اسمها يرعب الشياطين، ما يارب هذه القوة ؟!،أنت يارب عجيب جدا في قديسيك،حقا عجيب هو الله في قديسيه تصنع اعمال عجيبة يارب، انت تعطيهم كرامة يقول لك بالطبع لابد أن أعطيهم كرامة فهم أولادي، إذا كانت هي رفضت تلتصق بالملك أو تتزوج من الملك، رغم أنها بنت وتحب مجد العالم، فهي عندما رفضت مجد العالم أنا لا أعطيها كرامة!، أنا لا أجعل اسمها يكون اسم جبار!، كل نفس يا أحبائي تركت نفسها من اجل مجد الرب لها كرامة، كل نفس رفضت العالم ربنا يعطيها سلطان علي العالم، كل نفس تركت شئ تأخذ مئة ضعف، ما هذا المجد!، يقولون لك ذات مرة لص حاول أن يصعد على سور أحد الأديرة فوجد الموضوع صعب، فجاءت إليه فكرة أن يرتدي زي راهب ويدخل إلى الدير ويسرق ويعمل ما يريده، وعلم من اللصوص أن هناك راهب مشهور يأتي ليأخذ اعترافات الراهبات اسمه دانيال،فارتدى زيهم وأخذ شكله ودخل إليهم على أنه هو دانيال، فظلوا يرحبون به وقالوا له أنت لك زمن كبير لم تأتي إلينا أنت قد شخت، وظل هو يجول في الدير ويتفحص الأشياء الغالية والثمينة في الدير، ثم قاموا بإطعامه وغسل أرجله وجاءت راهبة ضريرة لا ترى لتسلم عليه وعندها إيمان أنها إذا أخذت من المياه التي غسل بها أرجله ووضعتها علي أعينها تشفي، وبالفعل فعلت هذا فشفيت،هذا مجرد أنه أخذ اسم دانيال، اللص نفسه قال لهم أنا لست دانيال، وهو نفسه أعلن إيمانه،يمكن يارب أن مجرد اسم أحد من أولادك يكون يعيش معك ويخافك يكون اسم جبار لهذه الدرجة، يوستينا اسمها غالب، والأب دانيال اسمه غالب، ومار جرجس اسمه غالب،وكل شخص اتحد بربنا مجرد اسمه، اسمه فقط يمكن أن يكون مرعب للشيطان، وبالطبع أيضا صورته، أحيانا نجد إنسان عليه روح شريرة إذا مر بجانب مقصورة بها صورة لمار جرجس تحدث له مواقف غريبة، إذا شخص يمشي في الشارع ومعه صورة لمار جرجس وهناك شخص به روح شريرة تجده يصرخ ويقول له اخرج الذي معك لهذه الدرجة صورة مار جرجس تزعج الشيطان.يا أحبائي إله يوستينا هو إلهنا نحن، والقوة التي أعطاها ليوستينا هي القوة التي نحن مدعوين لها، ارفع يديك واتحد بإلهك، ربنا يعطيك سلطان.ربنا يعطينا غلبة، يعطينا نصرة، يعطينا قوة ندوس بها على كل ما في العالم ونتحد به.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

سفراء من السماء الجمعة الأخيرة من شهر النسىء

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . فلتحل علينا نعمتهوبركتهالآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها أمين . إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح 16، والذي فيه ربنا يسوع يكشف عن حقائق في رسالته وخدمته، فيقول "أنا خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم وأيضا أترك العالم وأذهب إلى الآب"،هذا ملخص رسالة ربنا يسوع منأين هوأتى؟آتى من عند الآب،إلى أين جاء؟ جاء للعالم، لماذاجاء؟ لكي يتمم الخلاص، يعلن عن نور الآب، يعلن عن محبة الله للبشر، وفي النهاية يعود مرة أخرى للآب.في الحقيقة القديسين قالوا لنا أن هذه هي رسالة كل مسيحي، أنه جاءمن السماءليقضي فترة على الأرض يعمل فيها رسالة إلى أن يعود ثانية للسماء،من أين نحن؟نحن من السماء،أين نعيش الآن؟ على الأرض،لكي نعودمرة ثانية للسماء،قال ذلك أنا خرجت من عند الآب،وقد أتيت إلى العالم، وأيضا أترك العالم وأذهب إلى الآب.بالطبع هذا يوضح لنا أن الابن كائن منذ البدء،أن الابن لم تكن بدايته فقط عندما جاء إلينا على العالم لابل هي كانت بداية ظهوره في الجسد لنا، لكن هو كأقنوم الابن نسميه الكائن الذي كان الدائم إلى الأبد،نسميه الذاتي أي الموجود بذاته قبل كل الدهور،خرجت من عند الآب بمعنى أنه كان موجود في حضن الآب،أقنوم الابن أحيانا نحصره فقط في فترة وجوده بالجسد في التجسد لكن لافهو موجود منذ الأزل،وكائن في حضن أبيه، وموجود قبل كل الأكوان أزلي دائم إلى الأبد، جاء في وقت ملء الزمان،أرسله الله إلى العالم،عندماجاء إلى العالم قال أنا خرجت من عند الآب،من أين جاء؟جاء من عند الآب، محمل لكم برسالة سماوية،محمل لكم بإعلان إلهي،جاء لكي يعلن لكم عن محبة الله للبشر،جاء ليظهر لكم دور الآب،جاءليعرفكم من هو الآب، وجاء لكي يكمل رسالة، ما هذه الرسالة؟ خلاص كل إنسان مجد الله، قال هكذا قال أنا مجدتك على الأرض، العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته، أنا خرجت من عند الآب وأتيت إلى العالم، أنا أتيت للعالم ومنذ ذلك الوقت أتيت العالم وأنا أعلم أنا لماذا أتيت؟، عندما جاء في عرس قانا الجليل والسيدة العذراءتقول له ليس لهما خمرا،قال لها ساعتي لم تأتي بعد، هو يعلم جيدا أن له ساعة وأنه له وقت، وهذه الساعة التي كان يقصدها هي ساعة الصليب،يارب منذ أن آتيت وأنت ساعة الصليب أمام أعينك، يقول لك نعم ساعة الصليب أمام أعيني، وساعة فداء الإنسان أمام أعيني، أتيت إلى العالم،ماذا فعل لنا عندما جاء إلى العالم؟انظرعلي أعمال يسوع، شاهد بره،شاهد حبه،شاهد اتضاعه،وشاهد إلى أي حد أظهر لنا حقائق لاهوته،وأنظر إليه في التجلي،أنظر إليه في إقامة لعازر،أنظر إليه في شفاء المقعد،أنظر إليه في شفاء المولود أعمى،أنظر إليه وهو يعلم لدرجة أن يقول لك عندما كانوا يسمعوه بهتوا من تعليمه،لماذا أتيت إلى العالم يا ربي؟ جاء لكي يعلن لنا حقيقة مجده،جاء لكي يرفع قلوبنا إليه، جاء لكي يجعلنا نفهم أمور صعب علينا جداً أن نفهمها، أنظر إلى كل أبرار العهد القديم تجدصورتهم عن الله تختلف عن أبناء بركة العهد الجديد،لذلك عندما يتكلموا عن يوحنا المعمدان يقول لك الأصغر في ملكوت السموات سيكون أعظم منه،ماذا يقصدون بالأصغر؟ قال لك الذي عاين المسيح والذي رأى فداء وخلاص المسيح،والذي تمتع ببركة فداء المسيح،الأصغر في ملكوت السماوات هذا أي شخص من كنيسة العهد الجديد يكون قد عاش في بر وتقوى الوصايا من الممكن أن يكون أعظم من يوحنا المعمدان لأن يوحنا المعمدان لم يرى الصليب، ولم يتمتع ببركة الصليب، لماذا أتيت يارب؟لكي أنقلكم من هذه الدرجة إلى هذه الدرجة،من درجة الذين كانوا يتكلمون عن الله الغير مرئي بالنسبة لهم، إلينا نحن فنقول الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه، الذي سمعناه الذي لمسته أيدينا، آتيت للعالم لكي تلمسوني، لكي تشاهدوني،لكي تعرفوني،لكيلا أكون أنا الله بالنسبة لكم الإله المحتجب،لافهو يقول لك "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد، رفع في المجد"، بدأنا نسمعه، بدأنا نعرفه،بدأنا نلمسه،وبدأنا نعرف منه من هو الله الآب،لماذا أتيت؟ أتيت لكي أكمل رسالة، لكي أرد حال الإنسان الذي افترق بالخطية والذي ابتعد لكي يعود مرة أخرى للأحضان الأبوية، فكما أنا واحد في الآب أنتم أيضا لابد أن تكونوا واحد في الآب، يكون الجميع واحدا ونكون مكملين إلى واحد، أتيت لتجعل مقامنا من مقامك،رتبتنا من رتبتك، مكاننا من مكانك،قال لك أنا أتيت لكي أعمل هذه الرسالة أنا خرجت من عندالآب آتيت إلى العالم لكي أمسك يد كل أحدمنكم وارجعه مرة أخرى في حضن الآب،مثلما أنا في حضن الآب،تكون معي في نفس المكان،مايارب هذه الرسالة؟. لذلك يا أحبائي مكاننا في المسيح يسوع غالي جدا،لا توجد قيمة لنا بدونه، تعالى أنظر لنفسك خارج المسيح ستحتقر نفسك،تعالى أنظر لنفسك خارج المسيح تمتلئ روح ضعف، أنظر لنفسك خارج المسيح تجد نفسك ممتلئ يأس وإحباط،لكن تعالى أنظر لنفسك داخل المسيح تقول لاأنالي قيمة كبيرة جداً، أنا غالي جدا، أنا محبوب جداً، أنا كرامتي كبيرة جداً،إلى هذا الحد يارب أنا لم أكن منتبه إلى مكاني، يقول لك لا أنت مكانك كبير جداً، أنت محبوب لدرجة أن الله الآب بذل ابنه لكي يردك وتعودمرة أخرى للآب،إذن إلى أين أعود؟ قال لك لكي تعود للسماء،لكي تكون مع الآب والابن والروح القدس، قال لك هذه رسالة كل مسيحي،نحن خرجنا من عند الآب،وأتينا إلى العالم لكي نعود مرة أخرى للآب، شهوة نفوسنا ياأحبائي أننا نعود،والذي يكون خرج لمهمة معينة يكون مشتاق جداً للرجوع مشتاق جداً يكمل المهمة بسلام ومشتاق جداً للرجوع هذه حياة المسيحي،نحن نتمنى يارب أن نكمل أيامنا بسلام، الرسالة التي أنت جعلتنا نعيش لها نتمنى أن نكملها، كل شخص منا له رسالة،عليك أن تنجح في عملك، عليك أن تنجح في بيتك، عليك أن تقوم بتربية أولادك،عليك أن تشهد للمسيح،عليك أن تعيش الفضيلة،عليك أن تعيش البر والتقوى،عليك أن تمجد الله في أمورك،عليك أن تعلن الله في حياتك، تظل مشتاق ومتوقع ومترقب رجوعك،مثل الذي يكون مسافر لمهمة معينة يكون مشتاق لبيته، مشتاق لأولاده، مشتاق لأحبائه،ويريد أن ينهي هذه المهمة،هذه هي حياة المسيحي على الأرض،نريد أن ننهي المهمةنعرف التي أرسلنا الله لها،لأن طالما نحن أحياء،طالما يعطينا الله حياه،لابد أن الله أعطانا حياه لهدف معين نكمله، نقول له يارب أعطينا أن نمجدك وأعطينا يارب أننا نكمل أيامنا بسلام، نكمل رسالتنا بأمانة، نمجدك كل أيام حياتنا،نريد أن تمر هذه الأيام بسرعه جدا لكي نعود لك، نريد أن نعود لك بسرعة،من هذا الذي يطلب أن أيام حياته تمضي بسرعة؟ الذي يعلم من أين جاء،وإلي أين ذهب،ولماذا يجلس هنا، تخيل أن هذه هي مشكلة معظم الناس لا تعرف من أين جاءت،وإلى أين تعود،ولماذا تجلس هنا،إذا قمت بسؤال شخص تقول له من أين جئت تجده لا يعلم ، وإلى أين تذهب يكون لايعلم،ولماذا تجلس هنا يكون لا يعلم أيضاً،تصور أنت حال هذا الإنسان، حال هذا الإنسان يبكي، عندما تجدشخص لا يعرف هو لماذايعيش،يعيش وكفى،يقضي أيام وكفى،يقوم بتسلية نفسه على التليفزيون، بعض الوقت يتكلم، بعض الوقت يخرج، بعض الوقت يأكل،بعض الوقت ينام، يقول لك لا،أنت لم تأتي إلى العالم لأجل هذا أنت أتيت لأمر أعلى بكثير من ذلك،أنت أتيت من السماء، أنت مولود من فوق وأتيت لتقضي فترة على الأرض،وتظل اشتياقاتك للسماء تزيد وتزيد، وكل يوم تقول له يارب ليأتي ملكوتك، وكل يوم تقول له أهدينا يارب إلي ملكوتك وكل يوم تقول ننتظر قيامة الأموات وحياة الدهرالآتي،أنتظرالرجوع،أريد أن أرجع، معلمنا داود النبي كان يقول له "ويل لي فإن غربتي قد طالت على الأرض"تخيل أنت أنك تشعر أن الأيام التي تقضيها على الأرض هذه اسمها أيام غربة،لماذا؟ لأني أنا أتيت من السماء وسأعود مرة أخرى للسماء، أيام غربة يقول لك نعم هي أيام غربة،كن حذر لا تطمئن لهذه الأيام التي تعيشها الآن وتظن أن حياتك دائمة،لابل تأكد أنها أيام مؤقتة،إذن بما أنها أيام مؤقتة ماذا أعمل فيها؟ أبذل فيها أقصى جهد كل يوم أمسك فيه كيف أرضي الله،إلي أن أعود،رأيت اليوم سيرة الأنبا برسوم كل يوم ماذا يفعل،إلى اي قدر احتمل،كم هو جهاده أمين، كم هو مدقق،وأيضا تعالى شاهد مكانه في السماء،فهو يعرف أنه جاء من السماء،يقضي فترة على الأرض، إلى أن يعود مرة أخرى إلى السماء،فيعيش يقول نسلك بأمانة وتدقيق، نسلك بلياقة،نسلك كأبناء النور، خرجت من عند الأب،وأنا أيضا أقول له أنت يا رب أتيت من أجلي، أنا أيضاً علي وأنا في العالم أن أعلن اسمك وأشهد لحبك وحقك، علي إن كل إنسان يراني يراك،ولان تكون حياتي حياتك،علي وأن يكون كلامي كلامك، أن يكون فكري فكرك، أن تكون سيرتي سيرتك، وهذا الذي يعطيني استحقاق أن أعودمرة أخرى للسماء، تخيل إنسان يعيش هذا الترقب وهذا التوقع،تجدقديسين كثيرة تقول لك متى نعود إلى منزلنا،يرد أن"يروح" كلمة يروح هذه جاءت من الراحة،تجد الإنسان الذي يعيش كهدف واضح في المسيح يسوع يتعامل مع أيامه على أنها أيام قليلة، يريد أن يرضي فيها الله بقدر طاقته،يريد أن يحصل فيها على أكبر فضيلة،كما قال أحد القديسين "ما حياة المسيحي إلا أن يجتهد أن يجمع زيتا"،حياة المسيحي يجتهد أن يجمع زيت نحن عذارى حكيمات علينا أننا نكون مصابيحنا باستمرار موقدة، وباستمرار نجمع زيت لكي تظل مصابيحنا دائما موقدة،لكي عندما يأتي العريس يجدمصابيحنا مستعدة، قلوبنا ممتلئة نور، فكرنا ممتلئ نور، ممتلئين بالمحبة،ممتلئين بالفكر المقدس،ممتلئين بالسيرة الروحانية،ممتلئين بروح الوداعة واللطف،ممتلئين بحب السلام،ممتلئين بكل فضيلة صالحة وكل ثمر روحاني،فهذا ماذا يفعل؟!هي سيرة الإنسان على الأرض، خرجت من عند الآب، وأتيت إلى العالم، وأذهب إلى الآب، هذه رسالة المسيح والتي منها رسالة كل مسيحي.نحن نحتفل اليوم بعشية آباءنا الشهداء، الشهداء علموا أنهم جاءوا من السماء،ويقضون فترة على الأرض وسوف يعودوا مرة أخرى إلى السماء،عندما يعرض عليهم الموت يقولون هذه فرصة، فرصة لكي نعود إلى السماء،أصبح الناس يتعجبون منهم ويندهشون وهم يسعون إلى الموت، قال لك "عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامه أفضل، لأنهم يريدون أن يعودوا،ويريدون أن يعودوا سريعاً،وأصبحوا يبحثون عن الوالي الذي يقوم بالتعذيب أكثر،يبحثواعن الوالي الذي يقطع الرقبة بالسيف، يبحثون عن أي محافظة فيها هذا الوالي، أي مقاطعه،إلى أين ذهب، يقول لك على أريانا والي أنصنا كان عنيف جدا، كان المسيحيين يذهبون له من كل مكان،لكن تقول له أنت لست من أنصنا،أنت مختبئ في بلد أخرى، يقول لك لا نحن نعلم أن لديكم والي يعذب المسيحيين،نحن جئنا له،تجد صفوف وأفواج ذاهبة إلى أريانا،ما هذا يارب؟! ما هي مشاعر هذه الناس؟ماذا تريد هذه الناس من حياتهم؟ يريدون أن يمجدوك،ويريدون أن يعودوا لك،لا تنسى أنت من أين أتيت،وماذا تفعل هنا،وإلي أين تعاود،كن كسيدك، لأن ليس عبد أعظم من سيده، خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب.ربنا يسوع يا أحبائي من يوم أن جاء وهو يعلم أنه سيأتي وقت يترك هذا العالم، فكل يوم يقضيه لكي يحقق جزء من الرسالة الإلهية،هذه هي حياة المسيحي، أعلم جيداً أنك ستترك العالم، كل يوم محسوب عليك،كل يوم عليك أن تجتهد في تحقيق رسالتك،إلي أن يأتي اليوم الذي يقول لك فيه أذهب مرةأخرى إلى الآب،تقول أنا أنتظر هذا اليوم، معلمنا بولس يقول لك"لي اشتهاء أن أنطلق" يقول لك "ويحي أنا الإنسان الشقي ما ينقذني من جسد هذا الموت"متي أعود،نجد ياأحبائي الإنسان الذي يعيش بهذا الفكر تهون عليه شهوات العالم، يدوس عليها بغنى،ويدوس عليها بقوة وسلطان، وليس مذلول لها،ولا يطلبها من قلبه، ولا حتى يميل إليها، لأنه يعرف أنها تحرمه من شهوة قلبه،ويعرف الذي لديه شهوة الملكوت وشهوة محبة الله غالبة داخل قلبه.لذلك يا أحبائي جميل الإنسان أن يراجع نفسه جداً، أنا من أين؟،وماذا أفعل هنا؟ ،وإلي أين أذهب؟ ،تصور عندما تكون هذه أهم الحقائق عدو الخير يحاول يلغيها من قلب وفكر الإنسان، لا يعلمك أنت من أين،ولماذا تعيش هنا؟،وإلى أين تعود؟،نحن نقول له لانحن نعلم جيداً، قال لك هذا "لستم من أسفل" انتم لستم من اسفل،لستم من هذا العالم،أنت لست من هنا،أنت مخلوق إلهي سماوي مرفوع إلى فوق،قم بقضاء فترتك على الأرض وأنت تحقق كل ما هو إلهي وسماوي إلى أن يأتي الوقت الذي تعود فيها مرة أخرى لكي تعودإلى وطنك الأصلي أنك تذهب للسماء.ربنا يعطينا يا أحبائي أن نحقق رسالتنا في الحياة وأن نكون مدركين أننا خرجنا من السماء لنقضي فترة على الأرض إلى أن نعود إلى السماءربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

الكنيسة حظيرة الخراف الجمعه الثانية من شهر مسرى

تقرأعلينا الكنيسه فصل من انجيل يوحنا عن الراعي الصالح.. وفي نفس الوقت يتكلم عن أن الراعي يهتم جداً بخرافه وعنده حظيره وباستمرار يطمئن علي ان الخراف داخل الحظيره ويقول " ان الذي لا يدخل من الباب الي حظيره الخراف فهو سارق ولص"نتكلم بنعمة ربنا عن الحظير إيه هي الحظيره.. هي الكنيسه.. المكان الذي يجمعنا نحن رعيه الراعي الصالح.. الراعي هو ربنا يسوع الذي يدعونا لكنيسته لنمكث بها وهو بنفسه بابها يري تصرفاتنا ويطنئن علينا في الحظيره نأخذ سلامنا.. أمننا.. نأخذ طمأنينتنا منها والراعي موجود معنا داخل الحظيره .. يحوطعلينا ويسيج حولنا ويرعانا ويشبعنا ويغنينا ويفرحنا. يقول تقليد الأباء أن المسيحيين عندما يدخلون الكنيسه يرشموا صليب ويقبلوا باب الكنيسه.. ذلك لأن المسيح هو البابهل انا عندي إيمان اني داخل الحظيره والمسيح بنفسه ماكث علي الباب.. ليسهر عليا. إن أجمل مشهد هو جماعة المؤمنين وفي وسطهم ربنا يسوع يرعاهم ويحميهم.. والحظيره بدون راعي ليس لها طعم.. وراعي بدون حظيره .. من سيرعي؟!!!فلابد وأن يكون لي مسيح وكنيسه .. هذا هام لخلاصنا يقول القديس كبريانوس " الذي لم يأخذ له من الكنيسه أماً لم يكن له الله أباً"إذاً... الله ابويا والكنيسه أمي ونلاحظ أن الكنيسه تتبنانا من لحظة المعموديه الي لحظه الانتقال وهي معنا خطوه بخطوه.. من وقت ولادة الطفل نعمل صلاة طشت فالكنيسه تبارك الولد وتروحله البيت .. وكأن الكنيسه تبارك للطفل علي اعتبار انه سيكون ابنها عما قريب.. ثم تعمده ثم تغذيه من جسد الرب ودمه وتدخله مدارس الاحد ولما يخطئ تعطيه توبه وأب إعتراف يقوده ويرشده الي ان تجاهد النفس ثم تنتقل الكنيسه هي الحظيرة التي تستلم النفس من البدايه الي النهايه وتقدم لها كل ما تحتاجه.. وتجد الخراف فيها مطمئنين وحبذا لو كانت الحظيره في مكان أخضر جميل...حبذا لو كنت فاهم العباده وتصلي بالحق وبتستعد لأخذ الجوهره الكثيرة الثمن.. لما ترفع ايديك .. لما تسجد بالروح ..تكون شبعان من الداخل فإذا خرجت الي خارج لن تجوعلانك شبعان... هذا هو عمل الحظيره ولو كانت الحظيره جميله وانت ترفض ان تأكل .. فالراعي بنفسه يجيلك ويطعمك جميل ان تكون لديك راعي صالح وحظيره غنية .. مليئه بالخير.. وأهم شئ ضروري لوجود الغنم .. هو وجود أرض تصلح للمرعي.. فجميل ان الكنيسه فيها مرعي خصب تعطيك هذا الغني داوود النبي يقول في مزمور23 الرائع الذي يعتبر أغنيه للكنيسه يقول" في مراعي خضرة يربضني الي مياه الراحه يوردني" مياه الراحه هي المعموديه .. مياه النعمه تدخل لنا من الكنيسه وتسري في كياننا من خلال الاسرار المقدسه ونجد في الكنائس الاثريه ان المعموديه كان يرسم بها راعي يقود حملانه للمياه .. هؤلاء هم جماعة المؤمنين الذين يعمدوا وينهلوا من مياة الراحه هذا هو المرعي الجميل هل انت مستمتع بالكنيسه؟ هل تشبع عندما تأتي؟ هل تأخذ أمنك وغذائك وشبعك منها؟أقول لك .. لا تخرج من الكنيسه وانت متعب وجائع ولديك أشتياقات لأمور أخري... عليك أن تخرج مشبع وتقول شبعت وفرحت وأمتلأت سلاماً أجمل مافي الكنيسه انك تشعر بدفء احضان المسيح لك.. ان سمه المؤمنين في الكنيسه هي الفرح والتسبيح.. فهم يغنوا بأعمال الله.. يأخذون من غني الراعي فرحين بوجوده في وسطهم.. مرنمين " عمانوئيل الهنا في وسطنا الان"أحتفلنا أمس بعيد التجلي .. تجلي السيد الرب علي جبل طابور أمام بطرس ويعقوب ويوحنا تلاميذه وظللتهم سحابه وظهر موسي وايليا هذه هي الكنيسه .. ربنا يسوع في وسطها وسحابه تظلل علينا كعمل الروح القدس .. المسيح موجود والمؤمنين موجودين وصوت من السماء والروح القدس مظلل علينا لذلك نجد ان بطرس استمتع بتلك اللحظات جداً وقال " جيد يارب ان نكون ههنا" لاتسمح يارب ان ننزل مرة اخري.. انت ايضاً عليك وانت بالكنيسه ان تقول " جيد يارب ان نكون ههنا" لأننا وجدنا ههنا ماتحتاج اليه نفوسنا واجسادنا وارواحنا .. نأخذ منها القوت السماوي.. وسلام .. وراحه وحل من خطايانا الثقيله ما اجمل ان يلتفت الكاهن للشعب ويقول "سلام لجميعكم" جاي الحظيرة لازم تفرح.. افرح ان الراعي الصالح في وسطها عينه عليك يقودك ويرشدك ويعلمك.... كل ما تحتاجه نفسك ستجده في الحظيره الكنيسه تعلمك وتهذبك وترقيك لكي تجعلك بالحقيقه مستحق للحياه السماويه .. تقول لك احقظ نفسك طاهراً وتقرأعليك قرايات تنقيك وتفرحك.. تغذيك ةتطعمط من المن السماوي.. من خبز الحياه الذي آكله نفسه لاتجوع.. من الجسد المقدس والدم الكريم لابد أن تستمتع بعطيته وتفرح بها. أعطاك الله الحظيره الامنه فعليك ان تعيش داخلها سعيد وتأكل من غذائها وتشعر بالأمن فيهالذلك كانت الكنيسه هي السماء التي علي الارض .. هي مدينة الله .. عمود الحق وقاعدته.. عروس المسيح .. جماعة المؤمنين الكنيسه فوق الوصف .. المكان الذي يجمع بين السماء والارض تلتقي فيه بأرواح القديسين والشهداء والنساك والابرار الذين من اول الدهور.. لو انتقل أحد الاحباء واشتقت لرؤياه تتقابل في الكنيسه مع ارواح المنتقلين لأن الكنيسه فوق الزمن وفوق الموت يقول القديس اغسطينوس "لما كان ربنا موجود بالجسد كانت الكنيسه داخله.. ولما صعد للسماء بقي هو داخل الكنيسه" هل بعين الايمان تقدر ان تدرك ان ربنا يسوع الان جالساً علي عرشه .. حتي ان ربنا يسوع يقول لك سأجعلك ليس فقط تسبحني بل أيضاً ان تتقابل معي فعلياً .. ستأخذ جسدي لتأكله ودمي لتشربه ..كما لو كنت قابلت صديقاً واحتضنته بشده وقتها فقط شعرت انك تقابلت معه.. ربنا يعطينا ان نفرح ونبتهج ونتمسك بوجودنا في الحظيره لنستمد منها أمننا وسلامنا ومحبتنا لبعضنا البعض ومحبتنا لله. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجدالدائم الي الابد امين .

التسليم الكامل الجمعة الثالثة من شهر أبيب

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . تقرأعلينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحنا،عن حديث ربنا يسوع مع معلمنا بطرس بعد القيامة، وبعدما أنكر معلمنا بطرس السيد المسيح ثلاث مرات،فسأله ثلاث مرات "يا سمعان بن يونا أتحبني قال له أنت تعلم يا سيد كل شيء أنت تعلم أني أحبك قال له أرع غنمي"،وبدأ يجدد دعوة المحبة ويجدد دعوة الخدمة،وبدأ معه بداية جديدة، ربنا يسوع متأني جداً على كل إنسان مهما كانت ضعفاته، وليس فقط يفتح مع الإنسان صفحة جديدة لكن يرده لكرامته الأولى وأكثر مما كانت، فقال له أرع غنمي، وبعد ذلك قال له كن حذر أنت دخلت في مرحلة جديدة،عندما كنت شاب وكنت صغير كنت تمنطق ذاتك وتمضي حيث تشاء،"المنطقة"تعني رباط يربط على الوسط لكي يشدد العزيمة،فعندما يأتي الإنسان يعمل أي عمل يتمنطق،قال له وأنت صغير كنت أنت تمنطق ذاتك وتمضي حيث تشاء، لكن من الآن يا بطرس فإنك تبسط يداك، ترفع يدك لفوق، وآخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء،عندما كنت شاب كنت تمنطق ذاتك وتمضي حيث تشاء، ولكن متي شخت تبسط يداك وآخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء، ما هذا الكلام يا رب؟!، هل انت تخيف معلمنا بطرس؟!، لا أنا لست أخيفه، بل أريد أن أقول لك أن الحياة معي تريد تسليم كامل، الحياة معي تريد أن تقول له يا رب قدني حيثما تشاء أنت، الحياة مع المسيح يا أحبائي تحتاج أن يقول الإنسان كل يوم من أعماق قلبه لتكن مشيئتك، تحتاج أن يكون الإنسان في حالة تسليم كامل وخضوع كامل لإرادة الله ومشيئة الله، تخيل معي المشهد أن شخص يرفع يديه إلى فوق وشخص يمنطقه ويقول له أذهب يمين أو أذهب يسار،لكن أنا كنت أريد أن أذهب إلى هنا فيقول له لا أذهب إلى هناك، يقودك حيث لا تشاء.ما هو التسليم؟ التسليم أنني أكون قابل أن أمضي حيث لا أشاء وأنافي رضا، التسليم أنني أكون قابل أن أمضي حيث لا أشاء وأنا في فرح، التسليم هو الخضوع الكامل حتى إذا كان هذا عكس مشيئتي أنا الشخصية،قال لك لأن هذا هو درجة الحب الكامل،الله عندما اختار أبونا إبراهيم قال له أخرج من أرضك ومن عشيرتك وأذهب إلى الأرض التي أنا أريك،بمعنى أنه لم يكن يعرفها، وحتى الله لايريد أن يقول إلى أين يذهب، يقول لك فمضى إبراهيم وهو لا يعلم إلى أين يذهب،لايعرف، نفس الوضع أن آخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء.جرب أن تسلم لله، جرب أن تقول له يا رب قدني حيث تشاء أنت،أنظر يارب ماتريده أنت،الذي أنت تريده لي وأنا قابل، أنا أشكرك على كل توجيه أنت تقوله لي، كل مرحلة في حياتي فهمت أنها كانت بإرادة منك، كانت جزء من خطة خلاصي، حتى لو كان هذا الأمر لا يعجبني، حتى لو كان هذا الأمر مؤلم بالنسبة لي، لكن أنا واثق أن اختيارك لي أفضل بكثير من اختياري أنا لنفسي، أنا أعلم يارب أن نظرتك أعمق وأجمل وأصح مني أنا، قدني حتى وإن كنت لا أشاء،قدني حتى وإن كنت لا أحب، قدني لأني أثق في قيادتك، قال له هذا "تبسط يداك وآخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء".لذلك ياأحبائي آبائناالرسل كانوا يذهبون من بلد لبلد،معلمنا بولس ذهب إلى كورنثوس تعب فيها قليلاً،فقال كفى أتركهاوأبحث عن بلد أخرى يمكن أن تقبلني أكثر، وتسمع كلمة ربنا أكثر،فجاء الرب وبولس سوف يتركها قال له لا تتركها يا بولس أنا لي شعب كثير في هذه المدينة، قال له إذن يارب أجلس فيها عدة أيام، أتعرف الذي قال اجلس فيها عدة أيام جلس فيها سنة ونصف!، معلمنا بولس لم يكن يجلس في أي مكان كثير،لابل ظل جالس فيها،آخر يمنطقك يقودك حيث لا تشاء، هو لايعلم مقدار الوقت الذي يجلسه، ولا إلى أين يذهب، هو يريد أن يعيش بحسب توجيه الله وإرادته هنا قال لمعلمنا بطرس "مشيرا إلى أي ميتة كان مزمع أن يموت بها"، قال له كن حذر، فالطريق معي في النهاية أنت سوف تستشهد،وتستشهد حتى إذا كنت أنت لا تريد، لكن سوف تستشهد وهذا الكلام تحقق فعلا مع معلمنا بطرس قاموا بالقبض عليه وأمسكوه،ثم جاءوا جماعه من الذين دخلوا الإيمان كانوا غير معروفين أنهم مؤمنين،فدخلوا بحيلة وقاموا بفك معلمنا بطرس وخرج من وسطهم والحراس لم يلاحظوا أن بطرس وسط هذا التزاحم،وذهب،إذن يا بطرس فأنت بذلك نجوت،قال نعم قد نجوت، قال له لكن أنا هذه المرة لم أكن أريدك أن تنجوا،لماذا يارب؟!، أنت في مرة قبل ذلك إذا تذكرت يارب أرسلت لي ملاك وأخرجتني من السجن،معلمنا بطرس الله أرسل له ملاك مرة وأخرجه من السجن، قال له لالكن هذه المرة أنا لا أريدك تخرج من السجن، قال له لماذا يارب فأنا أريد أن أخرج لكي أخدم، قال له لا، أنا أول مرة أخرجتك من السجن لكي تخدم قليلاً،فمعلمنا بطرس ظل يمشي مع هؤلاء الناس،وكانوا سوف يخرجوه من المدينة لكي يذهب إلى مدينة أخرى وبذلك ننتهي من المشكلة الكبيرة التي فيها معلمنا بطرس، وهو خارج من باب المدينة وجد ربنا يسوع المسيح داخل حاملاً الصليب،قال له أين تمضي يا سيدي؟، قال له إني ذاهب لأصلب،قال له ذاهب لتصلب،ولكنك قد صلبت!، ففهم معلمنا بطرس أن ربنا يسوع ذاهب لكي يصلب بدلاً منه،فقال لهم أرجعوني مرة ثانية، فرجع وجاءوا إليه يقولون هيا لكي تصلب قال لهم لا أنا لاأريد فقط أن أصلب لكن أنا أريد أيضاأن أصلب منكس الرأس، ليس حسنا أن أصلب كسيدي، فهم الكلمة التي قالها له، منذ زمن ولم يكن يدركها في حينها، ما معني أنك تبسط يداك وآخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء قال هذا مشيرا إلى أية ميتة كان مزمع أن يمجد بها الله، هذه هي الميتة التي كان يريده أن يموت بها ويمجد الله بها، ما هذا التسليم يا أحبائي!،ما هذا التسليم الكامل!،من الإنسان الذي يعيش ويضع إرادته في يد الله ويقول له يارب اعمل انت ماتريد!،ماتريده أنت،لتكن إرادتك إرادتي، ولتتبع إرادتي إرادتك،وليكن لنا كلينا حبا واحد أو كرهاً واحد، ماتريده أكون أنا أريده،والذي لاتريده أنا لا أريده، عبارة جميلة نصليها في القداس الغوريغوريوى نقول له "أقدم لك يا سيدي مشورة حريتي"، أنا حر،نعم الإنسان الله قد خلقه من أجمل صفاته أنه حر مريدعاقل،أقول له يارب أنت خلقتني حرمريدعاقل، أنا أحضر لك حريتي وعقلي وإرادتي وأضعهم بين يديك أقول لك أنت أعمل بهم، أقدم لك يا سيدي مشورة حريتي،حريتي تتصرف بها أنت،إذن أنا أصبحت لك أنت، أنا ملكك،جميل يا أحبائي الإنسان الذي يعيش هذا التسليم بإرادة واعية. أنظر إلي السيدةالعذراء وتسليمها،تكون بنت نذيرة للرب،ثم طلبوا منها أن تخرج فوافقت،مع من تخرجي؟ هل تريدين أن تختاري؟ قالت لا، ما ترونه أنتم، اختاروا لها رجل عجوز فتقول لهم نعم،كيف توافق؟فإن أي بنت تجلس وتضع مئات الشروط، لا بل قالت لهم نعم، أنتم ترون أنه حسنا والله يوافق عليه فأنا أوافق،وبعد ذلك يأتي إليها الملاك يقول لها "الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك والقدوس المولود منك ...." مولود كيف وأنا لست أعرف رجلا؟!، كيف؟!،كيف أصبح أم؟!، ونجدها تقول للملاك"ليكن لي كقولك،هوذا أنا أمةالرب"،الذي أنت تريده، لدرجة أن يوسف البار نفسه يشك فيها، وبعد ذلك تلد، أين تلدي؟قالت المكان الذي تروه أنتم، وبعد أن تلدي قال لها خد الصبي وأذهبي،أذهب إلى أين؟ أذهبي إلى مصر،عند من أذهب؟ليس عند أحد،وماذا عن الطريق،وماذا عن الطفل هيا أذهبي، وبعد ذلك هيا ارجعي مرة أخرى،ما هذا التسليم!،تسليم كامل، تسليم كامل في ثقة كاملة،أنه يوجد من يدبر،ويوجد من يرعي، أكثر ما يتعب الإنسان يا أحبائي هو فكره الشخصي، أكثر مايؤذي الإنسان أنه يعيش بإرادته،لكن ما أجمل الذي يسلم بالكامل ويرى كيف أن الله يدبر كل شيء، سيدنا البابا له عبارة جميلة يقول لك فيها "سعيد هو الإنسان الذي يحيا مع الله ويرى كيف أن الله يدبر جميع أموره"، جميل جداً عندما كان معلمنا بولس الرسول في المركب ورياح عاتية شديدة جداً،بدأوا يتخلصوا من الأمتعة التي معهم،من الأوزان الثقيلة، الرياح شديدة،ظلوايرفعون الشراع قليلاً،ينزلوا خشب، يرفعوا خشب، يحولوا دفة السفينة يسار قليلاً، يمين قليلاً ولكن دون جدوى،في النهاية وبعد أن أنهوا كل قدراتهم في محاولات النجاة قال "سلمنا فصرنا نحمل"،الله يريدنا أن نختبر هذا الاختبار الجميل،قل له يارب أنا لست قادر علي التفكير،ولا أعرف أن أفكر، أنا أريدك انت يارب تقودني،قدني أنت كيفما تشاء، جميل جداً عندما يقول الإنسان لله نحن لا نعلم ماذا نفعل ولكن عيوننا نحوك، نحوك عيوننا، تعالى أنت يا رب دبر وقدنا، قال له آخر يمنطقك ويقودك حيث لا تشاء، اختبار جميل يا أحبائي حياة التسليم الكامل الواعي، تسليم بالإرادة وليس بالعجز، تسليم بيقين أن الله يصنعني بحسب صلاحه وبحسب اختياره هو، وبحسب إرادته وإرادته صالحة، وهو عالم بكل شيء،قل له يارب أنت تعرف ضعفي وتعرف نفسي وتعرف ضعفاتها وتعرف ظروفي،وتعرف أتعابي،وتعرف نقاط الضعف التي بداخلي،أنت الذي تقودني،أنت الذي تدبر، أختارلي أنت، أنا أريدك أنت الذي تقول، أريدك أنت الذي تتكلم، قل كلمة، تعالى أنت وجهني، جميل الإنسان يا أحبائي الذي يسلم كل يومه إلى الله، يقول له يارب هذا اليوم ماذا تريد أنت أن أفعل فيه،ماذا تقصد يارب من حياتي، أيامي، إرادتي،يقول أنك تبسط يداك،ما رأيك كل يوم وأنت ترفع يدك للصلاة يأتي إليك إحساس أنك أنت رافع يدك لله وفي نفس الوقت تارك له وسطك هو يمنطقه،لكي هو الذي يقول لك ماذا الذي أنت تفعله. آبائناالرسل يا احبائي كل واحد فيهم لم يختار أين يخدم،وأصبح الله يقود كل واحد فيهم في المكان، والذي كان يعجز عن التحدث بلغة البلد التي ذهب إليهاالله يجعله يأخذ لغة البلد الذاهب إليها، وكان يفتح لكل واحد فيهم باب للكرازة،ولا يوجد واحد منهم ذهب دون ما أسس كنيسة قوية في المكان الذي ذهب إليه،وبعد أن أنهى كرازته يستشهد،لكن يارب أكمل النجاح أنه بعدما يكرز يفعلوا له حفلة جميلة حلوة ويكرموه و.... إلخ، قال لك لا بل تكريمه أنه يستشهد،تكريمه في النهاية يستشهد،لكي تدخل كل الأجيال القادمة بعد ذلك الإيمان ويعرفوا أن الإيمان مبني على أن هناك حبة حنطة تموت مثل سيدهم يسوع المسيح، يكونوا عارفين أن نهاية الإنسان الذي سلم حياته لله أنه في النهاية يقوم بتقديم حياته بالكامل ذبيحة كاملة مقبولة مرضية عند ربنا،لا يوجد أكثر من ذبيحة الاستشهاد دليل على التسليم الكامل، هيا نعيش التسليم،هيا نقبل إرادة الله في حياتنا، من سمات العصر ياأحبائي التمرد، من سمات العصر أن الإنسان يرفض واقعه،وتجد الإنسان يعيش متضايق ومهموم وغاضب وعصبي ويعترض على كل شيء، وفي النهاية يصبح هو المتعب من كل شيء،الله يريدك أن تقول له يارب لتكن إرادتك، حتى إذا كنت في ضيق أسندني، حتى إذا كان الأمر أنا متعب منه، تعالى أنت يارب ارفع، إنك تبسط يداك وأخريمنطقك ويقودك حيث لا تشاء.ربنا يعطينا حياة التسليم الكاملة المرضية أمامه.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

الملائكه فى حياتنا الجمعة الثانية من شهر بؤونة

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحدآمين . تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها أمين . كل عام وأنتم بخير بالطبع الملاك ميخائيل له علامة في حياة كل شخص فينا، ويكفي أننا نعلم أنه رئيس جند الرب، كل دولة لها جيش، كل دوله تقاس قوتها بقوة جيشها، المملكة السماوية جيشها هو الملائكة، ورئيس هذا الجيش هو الملاك ميخائيل،ولكي تتخيل قوة الملاك ميخائيل أقول لك يمكن أن ملاك واحد مثل الذي قام بقتل كل أبكار المصريين هذاملاك واحد فماذا عن رئيس الجند!،وفي أيام سنحاريب الملك عندما كان يعير شعب الله وكان يقول لهم أروني إلهكم الذي أنتم متكلين عليه ماذا يفعل معكم؟،أروني أليشع ما الذي يمكن أن يفعله معكم؟،الله قال له إذن انتظرقليلاً فقط أرسل ملاك واحد أثناء الليل،كم قتل هذا الملاك؟قتل ١٨٥ألف شخص،تخيل أنت عندما تستيقظ في الصباح وتجد185 ألف شخص قد أماتهم ملاك واحد، كل ذلك أنا أحاول فقط أن أعرفك على الملاك ميخائيل، إذا كان ملاك واحد فعل كلذلك،معلمنا بولس الرسول يقول لك "أليس جميعهم أرواح خادمة مرسله للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص"في رسالة العبرانيين الإصحاح ١عدد ١٤،حينئذ لابد أن تكون لنا علاقة بالملائكة،وعلى رأسهم قائد جيوش الملائكة الجليل الملاك ميخائيل، نستطيع أن نقول أننا ننتمي لدولة الملكوت ودولة الملكوت جيشها هو الملائكة، وهؤلاء الملائكة كلهم موجودين لخدمتنا، لمعونتنا، لسندتنا، هم ينفذون إرادة الله،وإرادة الله خلاصنا، إرادة الله معونتنا، إرادة الله نصرتنا،أستطيع أن أقول ونحن نعلن أننا أبناء الملكوت في نفس الوقت نعلن أننا في حماية الملائكة، لأن أي فرد يعيش في دولة فهو يعيش بقوة جيشها،لكن الكثير منا يقول لك أنا أود أن أعرف قليلاً عن الملائكة، أقول لك أنا أحدثك في ثلاث نقاط عن الملائكة : ١- الملائكة خدمة . ٢-الملائكة قوة . ٣-الملائكة عبادة . ١- خدمة : الملاك دائماً وظيفته أن يوصل رسالة فهو صاحب بشارة، الملاك هو الذي يقوم بدور الوسيط بين الأرض والسماء،الحوار الذي بين الأرض والسماء يفعله الملائكة، لذلك أستطيع أن أقول لك أن تذكر أبونا يعقوب عندما رأى سلم صاعد من الأرض للسماء قال لك وملائكة صاعدة ونازلة، صاعدة لتوصل أمور ونازلة تفعل أمور أخرى، صعدت لتوصل ونازلة بأوامر تنفذ،وملائكةصاعدة ترسل طلبات، هؤلاء هم الملائكة،لذلك أستطيع أن أقول لك أذا قمت بالتركيز في القداس تجد الكاهن يقول جملة فيرد عليه الشماس بنفس الجملة،أذكر يا رب سلام الكنيسة الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية،فيرد عليهالشماس يقول صلوا من أجل سلام..، فالكاهن أصعد إلى فوق والملاك أنزل إلى أسفل، ملاك أصعد هذه الطلبة للأب الكاهن قال له أذكر يارب هذه الطلبة لاتسكت لابد أن تنزل بالاستجابة،صاعدة ونازلةهذا عمل الملائكة،لذلك أستطيع أن أقول لك أن الملائكة خدمتهم أنهم يصعدوا لنا طلبات ويوصلوا لنا طلبات، هم أصحاب بشارة دائما،من الذي بشر زكريا بميلاد يوحنا؟ملاك،من الذي بشر السيدة العذراء بالحبل الإلهي؟ ملاك، من الذي طمأن يوسف البار على أمر الحبل الإلهي للسيدةالعذراء؟ يقول لك إذ أوحي إليه في حلم،ثم من الذي قال قم خذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر؟ ملاك، لذلك دائماً تجد هذا الملاك هو الذي يقوم بتوصيل هذه الرسائل،ويقال أنه في رحلة العائلة المقدسة كلما كانت العائلة المقدسة تسير كان هناك ملاك يسير فوق منهم، بتعبير الجيش أنه هناك قوة برية وهناك قوة جوية، قوة جوية تعمل حراسة، تعمل غطاء،تغطية الملاك يسير فوق منهم ليفعل لهم تغطية جوية،هذا بالنسبة للعائلة المقدسة، الذي بشر الرعاة ملاك،عندما كان ربنا يسوع في البستان وكان عرقه يتصبب كقطرات دم يقول لك أتى إليه الملاك وقواه،إذن الملائكةتراقبنا وتخدمنا وتقوينا،تأخذ طلباتنا وترفعها، فهل هم شاعرين بنا؟، هل هناك علاقة بيننا وبينهم؟، هل يركزوا معنا؟يقول لك جداً،ورئيس هذا الجيش كله هو الملاك ميخائيل، يالحظ الذي له علاقة برئيس الجيش مباشرة،فهي تكون نعمة مميزة جداً،الذي يعرف رئيس الجيش ذاتيايكون له حظوة عظيمة جداً، الواقفين عند القبر المقدس في القيامة كانوا ملاكين،والذي دحرج الحجر ملاك، وتقليد الكنيسة يقول من الملاك الذي دحرج الحجر؟ "ميخائيل رئيس الملائكة نزل من السماء ودحرج الحجر عن باب القبر وبشر النسوة حاملات الطيب قائلاً المسيح قام بالحقيقة قام"،لقد كانت مهمة لايصح أن يفعلها أي ملاك فلابدالذي يفعلها الرئيس،فالرئيس هو الذي دحرج الحجر وهو الذي قال البشارة للمريمات، تلاحظ دائما أن الملاك يفعل لك الأشياء الصعبة عليك، أنت تذهب إلى القبر يحمل لك الحجر، الملاك يفعل ذلك،لذلك أمور كثيرة يمكن أننا نراها لا يوجد لنا عشرة بها جداً وليس لنا علاقة بها يقول لك لا أنت مدعو أن يكون لك علاقة مع هذه القوات السمائية وخاصة الملاك ميخائيل مثلما كان الكاهن يقول لنا اسمه الشفيع في جنس البشر، هو ليس فقط الشفيع في جنس البشر لا بل أيضا في المخلوقات، فهو الطالب عن مياه النيل، هو كله عجائب لأنه مسئول عن أمن البشرية كلها، لأن هذه البشرية خلقت من الله، المسئول عن أمنها هو الجيش، ورئيس هذا الجيش هو الملاك ميخائيل.لذلك أمور كثيرة تسمع عنها بالملاك، فالذي جاء في العهد القديم ليشوع بن نون ملاك، الذي جاء لجدعون ملاك،الذي نزل من السماء وسد أفواه الأسود لدانيال ملاك،ما هذه المهام الصعبة؟! ملاك يسد أفواه الأسود أقول لك نعم سد أفواه أسود، هو صاحب جيش يحارب عنا،الذي أطعم ايليا ملاك، الذي أخرج لوط وزوجته وبناته من أرض سدوم ملاك لدرجة يقول لك أن لوط تباطأ قليلاً فالملاك شده،هو موجود لكي يحميني، يخرجني نعم هذا عمل الملاك، لذلك أستطيع أن أقول لك كلمة ملاك هي كلمة جميلة جداً، كلمة محتاجين أننا نشعر بها جداً، عندما كان معلمنا بطرس الرسول في السجن يقول لك كان محروسا بأربعة أرابع من العسكر، أربعة أرابع تعني٤ مجموعات والمجموعة عبارة عن أربعة عسكر،أي أنه يحرسه 16فرد من العسكر وبطرس نائم في السجن قال "وإذا ملاك الرب أتى وأيقظه قائلا قم عاجلا"،الملاك أيقظه وقال له"تمنطق وأذهب ورائي"، فيقول لك عبروا المحرس الأول والثاني، ثم عبروا الدهليز، ثم وجدوا باب السجن مغلق، يقول لك "وإذ الباب انفتح لهما من ذاته"،انفتحت بمفرده اوأخذه إلى التلاميذ قام بتوصيله إلى الباب وعندما دخل من عند الباب تركه، وكأنه يقول له أنا ما علي قد فعلته سلام، إلى اللقاء،فأنت في وسط أخواتك وفي وسط الأمان، ما هذا الملاك؟! نعم ملاك، هل الملاك يفعل كل هذه الأعاجيب؟أقول لك نعم، الملاك له قوة أرواح خادمة، أرواح لها قوة مقتدرة،جاءوا لكي يشفونا وجاءوا لكي يشفعوا لنا،وجاءوا لكي يعينونا ويصعدوا طلباتنا إلى فوق، تقليد جميل في الكنيسة تقول لك الشخص من يوم عماده يوكل ملاك لحراسته ومصاحبته، كل فرد فينا له ملاك انتبه!، تصور يقول لك نعم هنا كنعمة اسمها ملاك حارس، لك ملاك يمشي معك يتقدمك ويحرسك كل يوم كل الأيام، هو موجود لك أنت هل من المعقول؟!،يقول لك نعم من يوم عمادك،لأنك أنت ابن المسيح، ابن المسيح فانت تحتاج أن يكون لك حرس خاص بك يحميك من الشيطان ومن الشر، تعلم أن هذا الملاك يرافقك إلى الدينونة، يشفع فيك أمام الله لكن تصور إذا هذا الملاك لم يجد فضيلة يشفع بها تصبح مشكلة،يقول لك الشيطان يفتري على الشخص ويقول مثلاً هذا كان شرير، كان يفعل...،....، الملاك يقوم بالدفاع عنك، يقول لا هذا كان جيد، كان يعمل ....،....،تخيل أن يكون ملاكك لديه دوافع كثيرة معك في صفك،يشهد عن صلوات لك،أصوام لك، صدقات تصنعها، أعمال رحمة، نقاوة قلب، ابتعاد عن شر وشهوات والملاك يشهد بذلك،يأتي الشيطان يقول شيء ليفتري يقول له لا هذا يكذب،لا لم يكن كذلك،لا هذايفعل....، .... إلخ، هل هناك ملاك لخدمتي؟ يقول لك نعم، لذلك في رجوع الابن الضال يقول لك يكون فرح في السماء لماذا؟ الملائكةتفرح بالطبع، الملائكة تفرح جداً، الإنسان عندما يدخل تحت سيطرة عدو الخير تشعر كأن السماء تخسر، لكن عندما يتحررالإنسان ويعطي ربنا عبادة تجد الملائكة فرحة، لأنه من أكثرالأمور التي تفرح الملائكة خدمة الخلاص، هو موجود لكي يعينك، لكي يسندك، لكي يشفع فيك، ملاك يريد أن يقدم لك قوة، معونة، نعمة، حب، يرصد جهادك،يرصد تعبك، يقولون عن راهب كان يسكن في قلاية وكان يحضر الماء من عين ماء كانت بعيدة قليلاً، فكان يشعر بالتعب لكي يحضرالماء، فجاءت له فكرة أن ينقل قلايته لتكون قريبة من عين الماء،فبدأ يبني في القلاية الجديدة ثم ذهب ليحضرالماء،وجد ملاك يسيرخلفه، قال له ماذا تفعل؟فأجابه الملاك أقوم بتعداد خطواتك من قلايتك لعين الماء، قال له ولماذا؟ قال له الملاك لأنه بذلك المسافة سوف تقل،وعندما تقل المسافة البركة سوف تقل فلا تترك قلايتك،اكتشف أنه في كل مرة يذهب ليحضر فيها الماء فهذا جهد،هذه المياه جهد مقبول أمام الله كأنه يقدم ذبيحةلله، وهل يركز الملاك لهذه الدرجة؟! نعم الملاك يركز،أتعلم أنك عندما تستيقظ مبكرا قليلاً لتحضر قداس هناك نعمة تأتي لك،تقول أنا أذهب للعمل مبكراً،ولا يوجد وقت كافي أقول لك إذااستطعت الاستيقاظ مبكراً أيضا تقول لي يكون تعب وجهد إضافي أقول لك هذا التعب محسوب، هذا الجهدمحسوب،الملاك ينتبه له،ملاكك موجود لكي يشجعك على كل جهاد، على كل نعمة، تصور أنت أنه يقال عن الآباء القديسين عندما كان يجلس في قلايته كان يجلس في وقار لأنه كان يشعر أن هناك ملاك معه، تصور! بمعنى أنه لم يجلس بطريقة غيرلائقة، ولا يجلس بملابس لا تليق، لا تحت دعوى الحر أو تحت دعوى أنه لا يوجد معي شخص في المنزل،لا بل يقول لك كان يخجل من ملاكه، هل من المعقول،لكن أنا ليس معي أحد،لا أحد يراني، أنا بمفردي إذن أجلس على راحتي، يقول لك لا فهو شاعر أنه هناك ملاك بجواره، فمثلاً أتعلم أبونا روفائيل أفا مينا تلميذ البابا كيرلس السادس؟ يقول لك أكثر منظر لم أكن احتمل فيه البابا كيرلس منظره وهو نائم، لكن وماذا به وهو نائم؟!تشعر فيه بهيبة رهيبة وهونائم،وهو يستند بجانبه فقط مستريح قليلاً يقول لك تشعرفيه بهيبة،لأنهم أشخاص تشعرأنها محروسة بقوة سماوية، حتى وهم نائمون تشعر أنه هو يشعر أن كل لحظة في حياته كأنه شخص ماثل أمام الله، ما هذا؟! إعتادعلي ذلك،إعتاد على أنك تعرف أن هناك ملاك بجوارك وأنت تأكل،وأنت تسير وأنت تتحدث، في منزلك الملاك يسمع كل حديث لك. ٢- قوة : الملائكة قوة فعددهم لا يحصى، يقول لك أن أبونا يعقوب عندما رأى الملائكة صاعدة إلى السماء ونازلة من السماء قال لك ما هذا إلا جيش الله، هذا جيش، جيش كبير جداً جداً،كلنا نعرف قصة أليشع وجيحزي تلميذه،جيحزي وجد جيش آرام محاصر الجبل الذي هم جالسين به فخاف وذهب على أليشع وقال له أنجدنا، الجبل كله محاط، نحن في ضيقة انجدنا،يقول لك أليشع خرج قال له أكشف يارب عن عيني الغلام ليعرف ويرى أن الذين معنا أكثر من الذين علينا، ثم ماذا فعل بعد ذلك؟قال له أنظر هذا العدد كله، يقول لك كشف الله عن عينيه فوجد أعداد غفيرة جداً جداً جداً تحيط بالجبل قوة رهيبة للملائكة، لذلك يقول لك ألوف ألوف،ربوات ربوات،الربوة 10,000،ألوف ألوف ربوات ربوات يقول لك جمع غير محصى، أيوب الصديق يقول لك هل من عدد لجنوده،لاتعد،لا تعد، ليست مجرد أعداد لا بل هي أعداد لها قوة ولها اقتدار،مثلما كنت أقول لك واحد ملاك يقتل 185,000، ملاك يقتل كل أبكار المصريين في ليلة واحدة،منتهي السهولة لماذا؟ لأنه مقتدر بالفعل،لا تقول أنا بمفردي،لا تقل أنا خائف، لا تقل أين هم،لافأنت لابد أن تثق أنه معك،في كل مكان، قم بقراءة تاريخ الكنيسة وتعرف إلي أي حد هناك ملائكة تدافع عنا، وأن هناك قوة إلهية تحرس،تتذكر عندما أتوا ليقبضوا على ربنا يسوع في البستان فإن بطرس الرسول قد تهور قليلاً وأخرج سكينة وكان يريد أن يقطع بها أذن رئيس الجند، قال له السيد المسيح يا بطرس، أنت تظن أنا لست من الممكن أن أطلب فتأتي إلي ملائكة، لكن هم لم يأخذوا أمر، لكن إذاطلبت ستحضر،من الممكن أنالله يقدم لي أكثر من إثناعشر جيشا من الملائكة،أنافقط أرسل الرسالة أقول له تعالى لكن لا،فلابد أن يتم تدبير الخلاص،ولابد أن أسلم بأيديهم، ولابد أن أضرب وأهان وأحاكم وأصلب لكي أقوم،فهذا تدبير لابد أن يتم، لذلك أستطيع أن أقول لك أن هؤلاءالملائكة قوة جبارة جداً لحراستنا ولمعونتنا،ولابد أن نثق فيها هذه القوة،أنظركم من أحداث كثيرة ومواقف الكنيسة تقول "وأتى إليه ملاك".علي سبيل المثال الست دميانة أثناء عذابتها يأتي لها الملاك،لماذا؟لكي يشفيها من كل جراحتها، لماذا؟ قال لها كفى أنتي فقط مجرد تعزية وشفاء أقدمه لك،ليس معنى ذلك أنها لا تستشهد، لا سوف تستشهد، لكن تخيل أنت عندما يستشهد شخص ويكون قد رأى الملاك ميخائيل، ماذا يقول وقتها؟يقول أذهب له لكي أكون معه دائما، قوة إلهية، المسيحي يا أحبائي يكون فرح لأنه شاعر أننا محروسين، يقول لك "أنتم الذين بقوة الله محروسين"،نحن في حماية إله ضابط الكل، له جنود وعساكر وربوات وجمع غير محصى،عندما يقول لك "قد أتيتم إلى جبل صهيون إلى مدينة الله الحي أورشليم السماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة"، نحن ذاهبين لربوات محفل ملائكة هذا المجد الذي فيه أولاد الله، إن هؤلاءالملائكة هم الخدام لهم،نقول له "الذي يقف أمامك الملائكة ورؤساء الملائكة والأرباب والسلطات والكراسي"،ماهذا كله؟، هل هناك طغمات في الملائكةنحن لا نعلم عنها شيء؟، كان يجلس يتأمل يقول لك ترى الأرباب أم الكراسي أيهما أعلى؟!كذلك الشاروبيم والسيرافيم ما تخصص كلامنهم؟!،ومن أقرب ومن أبعد؟!،أيضاً ما هي السلاطين،ماالأجناد،ما الأرباب، ما القوات؟، كل طغمة في هؤلاء كتيبة، كل طغمة في هؤلاء لها دور ولها نظام، فالملائكة دنياأخرى، يقول لك لكنها ليست جيش لابل هي أعظم من جيش،من رئيس كل هذا؟الملاك ميخائيل، يا لحظ الذي له علاقة به،هو محظوظ جدا جدا قال لك ملائكتة المقتدرين قوة،ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم،بالطبع فهو قال لك يوصي ملائكته بكل كي يحفظوك، معلمنا بولس الرسول ذات مرة كان في مركب والمركب أوشكت على الغرق وكل الناس خائفةومرتعبة يقول لك ملاك الله جاء له وقال له لا تخف لا تغرق السفينة، قال لهم هكذا"لأنه وقف بي هذه الليلة ملاك الله الذي أنا له والذي أعبده قائلا لا تخف يا بولس ينبغي لك أن تقف أمام قيصر-بمعنى أنك لابد أن تذهب إلى روما -وهوذا قد وهبك الله جميع المسافرين معك"،إذن أنت تصبح بخير وكل المسافرين معك يصبحون بخير،من الذي قال هذا الكلام؟! ملاك الله، رأيت قوة الملائكة. ٣- عبادة : من الذي يظل يسجد ويسبح لله ويبارك عظمة الله؟ الملائكة، يسبحون على الدوام، يقولون "قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجد ملئ كل الأرض"، ربوات ربوات من الملائكة تقول كلمة قدوس قدوس،ماذا يفعلوا هؤلاء؟هم الذين يحضروا المسرة إلى الله وإلى الخليقة كلها، تعلم أن أي جيش أو أي بلد يكون لها نشيد وطني عندما يقولوه مع بعضهما البعض تكون فيها حالة من الانتماء، الزهو، الافتخار،ولابد أن يكون حماسي، ما النشيد الوطني للملائكة؟ قدوس قدوس قدوس رب الجنود السماء والأرض مملوءتان من مجدك، هذا هو النشيد الوطني، الوطني السماوي لذلك أنت عندما تقول قدوس قدوس هذه لاتقولها بدون احساس،لا بل تقولها وأنت شاعر أنك تعلم القداسة إلى الله لأن هو القدوس، أثناء الميلاد جاءوا قالوا "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" إعلان عن مجد الله وسط العالم كله، هذا هو عمل الملائكة لذلك نقول سبحيه يا جميع ملائكته سبحيه يا جميع جنوده،سبحوه في جلدقوته، سبحوه ككثرة عظمته، هذا هوعمل الملائكة التسبيح والعبادة يخروا ويسجدوا ويقدموا التقديس لله، إذن الملائكة مهمين جدا، يقول لك يخروا على وجوههم ويسجدوا ويقولوا آمين البركة والمجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة لإلهنا إلى أبد الأبدين،الله يسمع هذا التسبيح فيسر،يسر بملائكته، لأن هؤلاء هم الذين ينفذوا إرادته، تريد أن يكون لك عشرة في الملائكة في العبادة، أذهب إلى الكنيسة في العبادة، الكنيسة هذه ما اسمها؟ اسمها بيت الملائكة، كل مرة أنت تسبح فأنت تسبح مع الملائكة،لذلك نقول نحن فلنسبح مع الملائكة قائلين المجد لله، فمع من نحن نسبح؟ مع الملائكة، في ضمير الكنيسة الآن وأنتم جالسين صدقوني بين كل واحد وواحد، وبين كل واحدة وواحدة ملاك، لذلك يقول لك الذي ثبت قيام صفوف غير المتجسدين في البشر، من هم الغير المتجسدين؟ الذين ليس لهم أجساد، الذين هم الملائكة، في وسط البشر،أي في وسطكم الآن يوجد ملائكة،أيضاً أقول لك على شيء أجمل أتعلم نحن عندما نقوم بالصلاة الآن ونعبد ربنا الآن الملائكةتصلي معنا وتردد معنا نفس الألحان،لكن أتريد الحق؟!الله يحب أن يسمع صوتنا نحن أكثر من الملائكة،تقول لي لا،أقول لك انتظر فأنا أقول لك على دليل لذلك، لنفرض كلنا الآن مثلاً نقول"أبانا الذي" ووجدنا طفل لديه سنتين يقول أبانا الذي معنا كلنا نركز جداً مع الطفل وكأننا نريد أن نقول لا تتحدثوا جمعيكم نحن نريد أن نسمع الطفل،وعندما ينتهي كلنا نقول له حسنا جداً يا حبيبي، وكلنا نعانقه، تسبيح الأضعف أكثر قبولاً، تسبيح الأقل أكثر قبولاً،نحن بشر لدينا جسد، لدينا شهوة،مجذوبين للأرض،لكن الملائكة ليس لديهم جسد ولا شهوة،ومجذوبين إلى فوق،فكونهم يسبحون إلى حد كبير هذا أمر طبيعي لكن كون أنني أنا أسبح هذا شئ محبب عندالله، عبادة، أقول لك هيا نقدم عبادة، وعبادتنا تكون مسنودة بعبادتهم، أصواتنا تكون مخلوطة بأصواتهم لذلك نقول له "احسبنا مع القوات السمائية" أحسبنا مع القوات السمائية ، الله يرانا كملائكة ونحن في الكنيسة وانتبه لذلك الشماس يرتدي ملابس بيضاء لأنه ملاك،والبطرشيل يكون له طرف من أمام وطرف من خلف، ماهذه الأجنحة؟!، لذلك مع احترامي لك يا أبي وكل أخواتي الشمامسةالذي يرتدي تونيه بدون بطرشيل فهو كملاك بدون أجنحة، هناك بعض الشمامسة تستسهل وترتدي جلباب أبيض،هذه جلابية ليست تونية، ترتدي تونيه ومعها البطرشيل،البطرشيل له أجنحة، ملاك له أجنحة،فما هذا؟ أقول لك هي كذلك الملائكة، لذلك الملائكة واقفين حول العرش الإلهي نحن لنا إيمان أن الكنيسة بيت الملائكة والتسابيح التي تقدم في الكنيسة هذه تسابيح ملائكية،نقول الهوسات علامات نصرة، علامات مجد الله، أرواح القديسين كلها،لذلك أستطيع أن أقول لك نحن نقول لله"افتح شفتي وليخبر فمي بتسبيحك" مع الملائكة، يقول لك "وجاء ملاك ووقف عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب وأعطى بخور كثيراً لكي يقدمه مع صلوات القديسين"،الملائكة تأخذ صلواتنا ويصعدوها إلى فوق،يصعدها إلى فوق لماذا؟لأننا نعلم ذلك، أعطيت الذين هم على الأرض تسبيح السيرافيم،نحن نسبح تسبيح السيرافيم،إلي هذا القدر الملائكة قوة جبارة من أجلنا،إلى هذا القدر هم خدمة من أجلنا، إلى هذا القدر هم عبادة معنا، أقول لك نعم أفرح بالملائكة،اجعل لك علاقة خاصة بالملاك ميخائيل، اصنع له تذكار كل 12 في الشهر القبطي،ومن الأفضل أن يكون بيتك لا يخلو من صورة للملاك ميخائيل،يفضل أن تفعل له تمجيد صغير كل يوم، ضع صورة للملاك ميخائيل بالمديح داخل الأچبية التي تخصك،وهومديحه قصير ليس طويل، فأحيانا في بعض مدائح القديسين تكون كبيرة قليلاً،لكن هذا لا تعلم لماذا مديحه صغير؟،المفترض أن يكون كبيراً إلى حد ما،لكن عامة هي صغيرة لأنه يقول لكل أني أنا لست كل سنة أنا يومي، أنا مديحة يومية.ربنا يفرحنا بالملاك ميخائيل، يعطينا قوة الملائكة في حياتنا، يبارك في خدمتكم، يبارك في كنيستكم، يبارك في المشاريع الجديدة، يبارك في خدمة وتعب ومحبة أبونا الحبيب أبونا مرقس ربنا يبارك فيك.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

الطلبة من أجل الآخرين (قداس الجمعه الرابعه من الصوم المقدس )

إنجيل اليوم عن المرأة الكنعانية التي ذهبت وسجدت لربنا يسوع لكي يشفي ابنتها، فصل ممتلئ إيمان وممتلئ ثقة، لكن أحدثكم عن كلمة صغيرة جداً عن الطلبة من أخل الآخرين، ما الذي نعرفه عن ابنة هذه المرأة الكنعانية، كلمتين هي التي قالتهم قالت ابنتي مجنونة جداً،هذا الكلام الذي قالته أمها عنها، ابنتي مجنونة جداً،والتي ابنتها مجنونة جداً هل من الممكن أن أحد يطلب عنها،ويستجاب لها عن هذه الابنة المجنونة جداً، يقول لك نعم يمكن ذلك، هل يمكن أن نطلب عن الآخرين والله يستجيب؟، إذن ما هو الجنون؟ القديس أنطونيوس يعرف الجنون على أنه هو الخطية، يقول لك أن علامة رجاحة العقل هي البر،وعلامة اختلال العقل هي الخطية، فيكون ابنتي مجنونة جداً أو أي إنسان مجنون جداً الذي يقع تحت نير الخطية، فهذا يحتاج من؟ يحتاج إيمان كنعانية تذهب وتسجد وتترجى، ويقول لها لا يمكن الآن،ثم يمتحن إيمانها بطريقة فيها حسم قليلاً ويقول لها" ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويطرح للكلاب"، فقالت له "والكلاب أيضاً" فهي لم تعترض حتى لم تقل كلمة "ولكن،"هناك فرق بين كلمة ولكن، وكلمة والكلاب، فهي قالت "والكلاب تأكل أيضا من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها"، وجدنا ربنا يسوع يقول لها عظيم إيمانك، نحن نقف نصرخ ونسجد، ونقول له ارحمني يارب فإن العالم مجنون جداً، ارحمنا يارب، أبنائنا ساقطين تحت ضغوط شديدة جداً جعلتهم مختلين التوازن، ارحمنا يارب، الشر تزايد جداً في العالم، جداً، بل وطغى، ارحمنا يارب الشر سائد، نسجد، هل تفتكر أن سجودنا يأتي بنتيجة؟! يقول لك كن واثق من ذلك، لا تظن أن طلبتك هذه لا أحد يسمعها، لا تجعل عدو الخير يشكك ويقول لك لافهو لن يسمع لك، الدنيا من حولك مزدحمة، أحياناً تجد شخص يقول لك هل الله سوف يستجيب لمن أو لمن؟!، هو يسمع من ولا أو من؟!، يقول لك لا أبدا، فالقديسين يقولون لك ثق أن أذن الله قريبة جداً إلى شفتيك، اصرخ، قل له ارحمني يارب فإن ابنتي مجنونة جداً، اسجد له في ثقة، الناس تمنعك ولكن أنت واثق، تذهب وتسجد وتتضرع،الله يستطيع أن يرفع الغضب من أجل الأبرار كثيراً ما نجد الكتاب المقدس شرح لنا هذا الكلام، هل من الممكن مجموعة صغيرة في سدوم تطفئ غضب الله عن مدينة بكاملها؟ نعم يمكن، هل من الممكن أن يقول لك في قصة الأنبا بولا أنه من أجل الأنبا بولا كان الله يرسل فيضان النيل في حينه ويرفع غضبه عن العالم كله من أجل الأنبا بولا وهو شخص واحد، واحد، فمن الممكن أن إنسان بار يقف أمام الله يشفع في خطاه كثيرين؟، هذه الكنعانية ذاهبة لتشفع في ابنتها المجنونة جداً، لا نعرف كثيراً عن ابنتها غير ذلك،فهل يمكن أن إنسان يكون غير قادر أن يتحرك إلى التوبة والخلاص ونحن نصلي من أجله فيتحرك قلبه؟ أقول لك نعم يمكن،الله قادر، يقول لك الصلاة تحرك اليد التي تحرك العالم، الله خالق القلوب ويعرفها كلها،يمكن أنك عندما تصلي إنسان ينخس في قلبه،قد يحرك الله القلب، يزيد من الاستجابة، يجعل الإرادة تتحرك، يجعل الإنسان الذي أفسدت الخطية عقله يبدأ يعود لصورة ملامحه الأولى،وترد له كرامته،ويرد له بهائه، لذلك أستطيع أن أقول لك أن الكنعانية فيها ثقة، فيها إيمان، فيها رجاء، فيها لجاجة، فيها فضائل كثيرة جداً، نطلب من أجل الآخرين، أصعب شعوريا أحبائي أن الإنسان يعيش حياته من أجل نفسه، أصعب احساس أن الإنسان يجعل حياته محصورة في دائرة ضيقة،ما رأيك عندما يوسع الله قلبك تجاه كل مريض، كل متألم، كل بعيد، كل خاطئ، كل غير مؤمن، وكل الخليقة كلها، فهذا الذي نراه في الكنيسة، الكنيسة لا تترك فئة إلا وتطلب عنها، لأنها هي الشفيعة، فأنت كذلك مثل الكنيسة ومثل هذه المرأة الكنعانية،تتعلم منها الصلاة والطلبة من أجل الآخرين، هل تثق في رحمته؟ نعم أثق، هل تثق في قدرته؟ نعم أثق في قدرته، طلبات كثيرة يا أحبائي لنا يعطلها عدم الإيمان، قال لك هذه المرأة عظيم إيمانها، لاحظ أن الرجل قائد المئة كان رجل أممي، قال له "يارب قل كلمة فيبرأ الغلام"، لا يوجد داعي حتى أنك تأتي، قال أنا لا أرى إيمان مثل هذا في كل إسرائيل، وهذه المرأة الكنعانية تسجد وتقول له ارحمني يارب، انتبه من كلمة يارب، الاعتراف بربوبية ربنا يسوع المسيح، وهو لازال في بداية خدمته، هو يقين إيمان عالي جداً جداً، أي أنه من الممكن أن أقول لك بعد القيامة أن امرأة أممية اعترفت بربوبيته،من الممكن أن أقول لك الآن في العهد الجديد أعترف بربوبيته نعم، لكن أثناء تجسده وهو يبدأ يظهر في الهيئة كإنسان، ويجول في وسطهم كإنسان وتقول له يارب هذا معناه إيمان كبير جداً، تقول له ارحمني يارب فأن ابنتي مجنونة جداً،طلبات كثيرة يعطلها عدم الإيمان، الله يريد أن يستجيب لكنه يرى أنك غير واثق في قدرته، تضعف من ذراعه،تضعف من قدراته، وكأنك تقول له أنا أرى أن هذا الموضوع يمكن أن تفعله أو لا تفعله،تستطيع أو لا تستطيع، استجابة ذات مرة أم وطفلتها صغيرة كانوا يريدون أن يصلوا لكي يمطر الله مطرا، الأرض جفاف، فالأم أحضرت الطفلة وقالت لها هيا يا ابنتي نجلس نصلي لكي ينزل الله المطر، فوافقت الابنة وظلوا يصلوا مع بعضهما البعض، ثم قالت الطفلة لأمها هيا نخرج لنرى الله أتى بمطر أم لا؟ فأجابت الأم نعم يا ابنتي هيا، وهما يخرجون قالت الطفلة لأمها أليس من المفترض أن نحضر معنا مظلة لأجل المطر؟!البنت تشعر أن الجو سيمطر، واثقة، فنحن كنا ماذا نفعل؟! ألم نكن نصلي لأجل ذلك؟!، تخيل أنك يمكن أن تصلي، تصلي، وليس لديك فكرة أبدا أن هذا الأمر من الممكن أن يستجاب،لكن كيف؟، أسالوا تعطوا، أطلبوا تجدوا، أقرعوا يفتح لكم، المرأة الكنعانية لها لجاجة، لها طلبة، ماذا فعل الله في النهاية؟ الله استجاب لها، عادت وجدت ابنتها شفيت،يمكن أنك تصلي هكذا من أجل أولادك وتجد أن ابنك الله أنذره وأبعده عن طريق خاطئ كان يسير فيه وبدأ طريقه يستنير، لنا نموذج عظيم في القديسين وهي القديسة العظيمة مونيكا التي كانت تصلي من أجل ابنها القديس أوغسطينوس وكأنها تقول ارحمني يارب فأن ابني مجنون جداً، ترى الولد يظل يعاند، وترى الولد يظل يزيد في الشر،وتقول له يا ابني ارجع، ذات مرة تقول للقديس أوغسطينوس أنا حلمت حلم جميل، أنا رأيتك وأنت تقف معي، قال لها استحالة أنا آتي وأقف معك، أنت من الممكن أن تشك في نفسك أنت التي اتيتي ووقفتي معي ليس أنا الذي اتيت معك، انتبهي على نفسك أنت، يبدو أنك أنت التي سوف تسيري في طريقي ليس أنا الذي أذهب في طريقك،شاهد كم كان قلب الولد يفعل معها هذا وهي تظل تقول له ارحمني يارب فإن ابني مجنون جداً، لكن أنت يارب الذي تشفي، لا تيأس، ولا تكف، واجعل صلاتك ممتلئة يقين، املأ اليوم كله بروح صلاة وتضرع وهذا ينقيك أنت، ويحفظك أنت، وكن واثق أن الاستجابة قريبة لأن "الرب قريب لمن يدعوه"ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعففينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

علمنى أن أصلى الجمعه الأولى من الصوم الكبير

الاسبوع الاول من الصوم المقدس تضع الكنيسة لنا 3 أركان وهم :- 1- الصدقة 2- الصوم 3- الصلاة +الكنيسة تكلمنا اليوم عن الصلاة : " علمنا ان نصلى " وهى طلبة كل انسان على مدى الاجيال . فقال لهم ربنا على الصلاة الربانية " ابانا الذى فى السموات .... " واغفر لى خطاياى .. نجنا من الشرير . واحد عينة على السماء وليس على الارض اذا جاء اليك واحد فى نصف الليل يقرض منك رغيف خبز فاذا قلت له انك نائم فلا تتعبنى .. اذا انا اعتذرت له . ان لم أقم واعطيه لاجل انه صديقى فسوف اعطيه لاجل لجاجته . كذلك أنت فى الصلاة .أاكثر من الطلبه وقررها " اسألوا تعطوا ، اطلبوا تجدوا ، اقرعوا يفتح لكم " انسان يريد ان يبدأ عشرة مع ربنا لا ينفع ان يبدأ الا بالصلاة . يقول ماراسحق " ان ما يظن انه له باب آخر للتوبة غير الصلاة هو مخدوع من الشياطين " لابد أن ندرك أن مقدار نجاحنا فى روحيتنا يتوقف على نجاحنا فى الصلاة انا ممكن اجى للكنيسة اتصدق وافتكر ربنا فى شغلى لكن الاهم من ذلك الصلاة لانها تدل على أد ايه انك شاعر بربنا بوجوده معك وانك بتكلمه مهما كانت المحاربة من عدو الخير صعب ان تكون الصلاة غير جوهرية فى حياتنا فى بيتونا فعندما نكلم اولادنا عن الصلاة او التوبة او اى شئ الاهم من ذلك ان نمارس الصلاة امامهم ... لا تخاف من ان يراك احد وانت تصلى فى بيتك او تقول انك مكسوف من ذلك بحجة ان يجب ان تكون الصلاة فى خفاء . قف وصلى وأنت ليس فيك رغبة ان يراك أحد لكن لا تنقطع عن الصلاة اذا رأك احد لان ذلك حرب من عدو الخير احيانا اذا عزمت ان اصلى جسدى لا يساعدنى واتحارب بالسرحان وبالافكار واجد نفسى ليس لدى كلام اقوله لربنا . لازم الواحد يكون له واقفة ضد نفسه وصارع مع الله مثل ابونا يعقوب " لن اتركك ان لم تباركنى " ان كنت لا اشعر انى لم اتلامس معك واسمع صوتك اثناء الصلاة اعتبر نفسى انى لم اصلى بعد فسوف افضل واقف وأصلى . لازم اوصل للعمق . الجسد والافكار : الجسد لازم يقف معتدل اثناء الصلاة ، لا تطيع الجسد لانه متمرد يريد الراحة واللهو . القديسين يقولون " اشياء كثيره اذا كرمتها تطيعك لكن الجسد اذا اطاعته يتمرد عليك " . أدبه بالصوم لكى يقف ويطيعك اثناء الصلاة . قف وصلى ولا تحدد متى ستخلص من مدة الصلاة او اذا قال لك انه تعب وكفايه ولا تطول فى الصلاة لا تسمع له بل قف ضده وصلى وثبت وقفتك . أجبر جسدك ان يقف أحد القديسين كان يخاطب جسده قبل الصلاة ويقول له انك لا تريد ان تقف واذا وقفت اراك تقف على رجل وتبدل الآخرى وتتاوب وتنام اثناء الصلاة فقال له " قف حسنأ واعتدل وأعلم امام من أنت واقف الان . أمام من له قدره ان يلقيك فى جهنم فأعتدل وتعقل " . + لما تقف لتصلى افتكر ان :- 1- ان ترفع يديك :- ارفع يدك على مثال شكل الصليب . فتفتكر انك الآن ذبيحة لربنا وتقدم شئ به جهد وتعب ، ذبيحة غير معيوبة . ذبيحة تحرق فوق المذبح . يارب انا أقدم لك جسدى به نار فكّله كله وليكن ذبيحة رضا وسرور للرب ( سفر اللاويين ) لذلك ذبائح كثيرة فى العهد القديم كانت تقف على الكاهن فقط الذى يرفعها ولا يأكل منها الشعب لانها ذبيحة سرور ورضا للرب . قدم جسدك ذبيحة للرب بعض الآباء يقولون " اجعل لك فى خيالك ان تقف أمام ربنا مثل الشمعة التى تدوب لكى تنور . لا يوجد شمعة تنور دون ان تدوب " . تريد ان تنور دون ان تتعب وجسدك يتعب . الجسد لا يصلى غير ان يدوب نجد فى القداس " لنقف حسنأ امام الله بخوف و رعدة .. " من داخل قلبنا الجسد كسول ومتمرد " لكل خطية بشوق واجتهاد ارتكبت ولكل عذاب وحكم استوجبت ..."فالجسد يحب اللهو والمرح واللعب والفسح لكن قل له لا . سأعطى لك احتياجاتك فقط اثناء الصوم . قف ويدك لفوق ذبيحة على مثال الصليب . 2- ان تقدم مشاعرك :- قف وانت لك مشاعر لربنا قف بحب . مار اسحق يقول " انا لم أقف امامك لأعد لك الفاظاً .... بل لاسكب نفسى أمامك " المرأة الخاطية لم تقل اى شئ لكنها انحنت وقبلت قدميه وبكت ومسحت دموعها بشعر رأسها أعمال صامته لكنها بشاعر .. اجعل صلاتك بمشاعر وخشوع وافتكر عظمة ربنا وقدرته . تذكر وانت تصلى مثل العشار والفريسى " اللهم ارحمنى انا الخاطئ " اذا جاء عليك الكسل افتكر انك ذبيحة وتذكر الصليب والشبع الذى ستأخذه من صلاتك . فى أول الامر ستشعر بالتعب فى البداية فقط . مثل واحد طلع لينام على الجبل الاعداد الاول لتعد الحطب وتشعل النار لتدفأ هذه هى البداية فقط التى تتعب فيها وهى أهم مرحلة . مرحلة اعداد الحطب واشعال النار لتعد نفسك للصلاة . انسى تعب جسدك وقدمه وأنت رافع قلبك . القديسين كانوا يشعرون اثناء الصلاة ان جسدهم غير موجود لانه مأخوذ من تراب واليه يعود مأخوذ من أسفل ويميل الى أسفل لانها طبيعته لذلك يحتاج جهد أكبر وتدريب اكثر . بعد ان تقف معتدل ستتحارب احياناً بالافكار . 3- ضبط الافكار :- الافكار والسرحان والخيلات تفتكر احداث اليوم كله فى الصلاة تحاربك ... ذلك يحتاج تروفيض للذهن فالذهن له قدرات غريبة فى الخيال والتفكر لذلك يحتاج ترويض ومجهود أكبر اذا وقفت جسدك كويس وبمشاعر تساعدك شوية على ان تقاوم شرود الذهن يعطيك نعمة وله كرامة اما ربنا احد القديسين يقول " عندما تقف للصلاة ستحاربك أفكار كثيرة لكن مجرد مقاومتك لهذه الافكار لها كرامة اكثر من وقفة الصلاة ذاتها " . القلب المنكسر المتواضع لا يرذله الله انا لسه لم احس انى كلمتك وشركتك قف ولا تطاوع عدو الخير الذى يجرك لتترك الصلاة " صلى وأنت تتعلم كيف تصلى " فهى حرفة تحتاج ممارسة . حول كل ما يقلقك الى صلاة . اذا ضربك العدو بفكرة حولها الى صلاة فتجد نعمة مصحوبة مكسيموس ودمواديوس : مكيسموس اثناء صلاته تجد لهيب نار يخرج من فمه واصابعه .فكانت الشياطين تحارب دوماديوس لانه صغير فكانت تحاربه كمجموعة من الذباب امام فمه لتوقفه عن الصلاة فكان يرشم الصليب على فمه فكانت تتبدد فى الحال وتعود وترجع لتاحربه مره اخرى ويرشم الصليب وأنت تصلى العدو يحاربك بالكسل والتشتت يحاول ان يفسد عليك الصلاة لانها مهمة لكن الله يعطيك لاجل لجاجتك قف وخذ كلمة اشعر انك واقف تأخذ نعمة وكلمة من الله ولا تنسى ان تشكر اثناء صلاتك وتفتكر خطاياك وتطلب من أجل الآخرين وفى الاخر تطلب عن نفسك أوعى ان تركز فى صلاتك على نفسك لكن أطلب عن الآخرين وفى الآخر اطلب من اجل نفسك " اذكر يارب ضعفى وعلمنى ان اصنع وصاياك ، عرفني مشيئتك " الذى يجعل الهموم والمشاكل والاحزان تهون ولا تؤثر فينا هى الصلاة . مسكين الانسان الذى يقصر حياته بنفسه ويفكر فى الاحزان والاتعاب ويفكر فى الانتحار ويريد ان ينهى حياته . لا يجب ان ترمى على ربنا الله يعطينا ان تنفتح أعينا على كنوز بها صدقة وصلاة وصوم ربنا يسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً ابدياً آمين

نفسية شهيد الجمعه الخامسة من شهر طوبه

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهرالدهور كلها آمين. في هذا اليوم المبارك يا أحبائي تحتفل الكنيسة بتذكار شهيدين القديس أكليمنضس والقديس كاؤو،وكثيراً جداً في أيام الكنيسة نجد تذكارات شهداء، وفي تذكارات الشهداء تقرأ علينا الكنيسة قراءات تناسب وضع روح الاستشهاد في أبناء الكنيسة، فالمزمور يقول لنا "كثيرة هي أحزان الصديقين ومن جميعها ينجيهم الرب"، ونجدالأبركسيس يحدثنا عن رجم اسطفانوس، وهو يدعو ويقول "أيها الرب يسوع أقبل روحي"،وفي الكاثوليكون يقول لنا يا أحبائي لا تستغربوا من البلوى المحرقة التي تحدث بينكم لأجل تجربتكم،لأنه كما اشتركتم في أوجاع المسيح أفرحوا لكي تفرحوا بابتهاج في استعلان مجيئه أيضا، وإن عيرتم باسم المسيح فطوبى لكم لأن روح المجد والقوة وروح الله يحل عليكم،والبولس في رسالة العبرانيين يقول لنا فإنكم لم تقفوا حتى الدم مجاهدين ضد الخطية، يحدثنا عن الجهاد إلى الدم، ويقول لنا أنه كل تقديس في الوقت الحاضر لا تجده للفرح بل للحزن، وأما أخيراً فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام، ويأتي الإنجيل ويتوج هذا كله ويقول لنا "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد"،الكنيسةتريد أن تدرب أولادها على حياة كاملة لله،على نفس أعطت كل شيء لله،الكنيسة تريد أن تدرب أولادها على حياة في يديه، الكنيسة تريد أن تدرب أولادها على أن يحيوا بقلب شهيد ونفسية شهيد،ماقلب الشهيد؟، ما نفسية الشهيد؟بماذا يفكر الشهيد؟،أين قلبه؟،أين اشتياقاته؟،وكيف يقضي يومه؟، هل عندما تقابل مع موقف يدعوه للاستشهاد هنا أخذ قرار الشهادة أم أن الشهادة قد ابتدأت معه منذ فترة طويلة؟. في الحقيقة الاستشهاد لايمكن أن يكون وليد لحظة، لكنه وليد حياة، وليد منهج،يعيش به الشهيد، الشهادة تبدأ أولا في داخل القلب والعقل، الشهادة تبدأ في صلب الجسد مع الأهواء والشهوات، الشهادة تبدأ في إطاعة الإنجيل، الشهادة تبدأ في اشتياق الملكوت،وكلما كان الإنسان أمين في تنفيذ هذه الأمور نجد روح الشهادة قد تجلت في داخله ما أكثر ما تتلو علينا الكنيسة هذه القصة لدرجة أننا من الممكن أن نأخذها بطريقة تلقائية،وأصبحنا من الممكن أن يحدث لدينا خلط من كثرة قصص الشهداء،مثلما يقول لك أنه جاء واعترف أمام الوالي فظل يقدم له وعود،وظل يلاطفه، ثم قام بتعذيبه بأنواع عذابات شديدة، وأخيراً نال أكليل الشهادة،كثيراً جداً ما نسمعها،لكن لماذا تريد الكنيسة أن تبرزها إلى هذا الحد؟الكنيسة تريد أن تبرزها إلى هذا الحد لأنها تريد أن تقول لنا يا أحبائي أنتم أولاد شهداء، أنتم لستم من هذا العالم، أنتم أتيتم من السماء لكي ترجعوا مرة أخري للسماء،أنتم من المفترض أن تعيشوا لكي تمجدوا الله على الأرض،أنتم من المفترض أن تجهزوا أنفسكم للاستشهاد، مهما كانت ضغوط العالم، مهما كانت إغراءات العالم فلا تخضع لها يقول لك على القديس كاؤو أن رسول الملك عندما رآه وجد شكله حسن فظن أنه والي البلاد،فقدم له هدية من الأصنام غالية وجميلة جدا، وعندمارآها أمسكها وقال له هذه شكلها جميل جداً،فهي أعجبته كشكل، ثم ألقاها له على الأرض فانكسرت،يريد أن يقول له الذي أنت معجب به جداً هذا أمر زائل،ما نفسية الشهيد؟ ما قلب الشهيد؟ قلب سيطر عليه مشاعر الملكوت،نفس متطلعة باستمرار لأمجاد السماء،إنسان غلب من داخل نفسه،إنسان حفظ الوصايا، ومن هنا بدأت معه رحلة الاستشهاد، رحلة الاستشهاد يا أحبائي رحلة تبدأ في صلب الجسد مع الأهواء والشهوات،رحلة تبدأ في أنه كيف الإنسان يقطع عنه رباطات العالم، رحلة الاستشهاد يا أحبائي تبدأ بالعقل والقلب وتنتهي بقطع الرقاب أو بتعذيب الجسد، وكلما كان الإنسان أمين في حياته أكثر كلما أصبحت روح الشهادة لديه تتجلى فيه أكثر،وكلما صار لا يبالي بآلام الجسد وكلما زاد تفكيره في الأمجاد الأبدية، كلما تصغر في عينيه كل مباهج العالم،ما الذي يجعل الإنسان غير أمين في حياته مع الله، ما الذي يجعل الإنسان كسول في جهاده،ما الذي يجعل الإنسان غير قادر علي التضحية بالقليل من وقته،غير قادر أن يضحي بعمره لأن الإنسان يا أحبائي لم يذق مذاقة الأبدية وهو على الأرض، لم يحيا بقلب شهيد، لم تصبح الحياة في المسيح يسوع هي مليء الحياة، ومليء البهجة والفرح والسرور،بمجرد أن الإنسان يفقد هدفه يبدأ الإنسان ينجذب لأتعاب كثيرة، ويبدأ الإنسان ينخدع بهذا العالم، يبدأ الإنسان يخضع له بمجرد أن تعرض عليه أي ضعفة يميل إليها،بمجرد أن يوضع في الاختيار ما بين الروحي والجسدي يميل إلى الجسدي، ومن هنا نجد أن نفسيته بدأت تكون نفسية جسدانية،نفسية تتعلق بكل ما هو جسدي وكل ما هو أرضي وكل ما هو زمني،يبتدأ الإنسان يفرح بالمال، يفرح بالملكية، يبتدأ الإنسان يفرح بالأشياء، ومن هنا يعرف ويفهم أن العالم ملك عليه، متى يا أحبائي هذا العالم لا يسيطر على الإنسان؟ عندما يكون المال لديه ليس له سلطان، والأشياء لديه يزهد فيها،يوجد معه أولا يوجد لا يبالي، لدرجة أنه من الممكن أن لا يفرق بين شيء وآخر لماذا؟ لأن عينه لم تكن العين التي تنجذب لخداع الأشياء ومن هنا يبتدأ الإنسان فعلا تنبت فيه بذرة الأبدية،هذا هو الشهيد الشهيد الذي يرفض أن يسجد للأصنام، ويرفض أن ينال الحياة مهما كانت الإغراءات هذا انسان من داخله شهد للمسيح قبل ذلك بكثير أجمل شهادة نقدمها لربنا يسوع شهادة في داخل أنفسنا، شهادة له في مخادعنا، شهادة له في خفائنا وفي حياتنا، ربنا يسوع يريدنا أن نكون أمة مقدسة له،يريد أن يرى قلوب مرفوعة، يريد أن يرى ركب جاثية،يريد أن يرى أناس تصوم له،يريد أن يرى أناس تصلب نفسها بإرادتها أجمل ما في الكنيسة يا أحبائي عندما انتهى عصر الاستشهاد بعد الملك دقلديانوس الكنيسة دبت فيها روح الموت من أجل المسيح، لكن قد انتهى عصر الاستشهاد وجاء الملك قسطنطين وأعلن المسيحية كديانة رسمية، إذن كيف نستشهد؟!نحن كنا فرحين بموضوع الاستشهاد، كيف نعيش شهداء للمسيح،كيف نعيش شهداء للمسيح فدخل إلى الكنيسة عصر الرهبنة، فأقبل ألاف الشباب والشابات على الرهبنة كبديل للاستشهاد، وبدلاً من أنهم كانوا يسفكوا دمائهم من أجل المسيح،اصبحوا ينفقوا أنفسهم بالكامل من أجل اسم المسيح، لذلك قيل على الرهبان أنهم الشهداء البيض،أنهم قدموا حياتهم للمسيح وأصبحوا يشهدوا للمسيح أمام أجسادهم وأمام عدو الخير في حروب عنيفة كثيرة وهم يقدموا شهادة لله يقدموا شهادة لله أمام ضمائرهم وأمام عقولهم في نفوس مكسورة ونفوس مذبوحة من أجله كل يوم،فبدلاً من أن الشهيد كان يقدم حياته للمسيح كل يوم ابتدأ الإنسان المسيحي من فرط محبته لله يفكر كيف يقدم نفسه للمسيح كل يوم، وهذه جمال مشاعر الإنسان الذي أحب المسيح من كل القلب،كيف أقدم نفسي كل يوم للمسيح؟،كيف أصلب جسدي؟،كيف أستأثر كل فكر إلى طاعة المسيح؟،كيف محبة الملكوت تملك على قلبي؟،كيف يزداد اشتياقي إلى الفضيلة كل يوم؟،كيف أشعركل يوم أنني أرضيت فيه الله؟، كيف أشعر كل يوم أنني قطعت مسافة في رحلتي للملكوت؟. هذا هو الإنسان المسيحي، هذاهو قصد الكنيسة كيف تربي أولادها، وكيف تنشئ فيهم محبة الاستشهاد من أجل المسيح، لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد،نحن يا أحبائي لانعيش للجسد ولالسلطانه ولا لنزواته،الآباء القديسين يقولوا لنا أن النفس موضوعة بين الجسد والروح، الإنسان مكون من ثلاث جسد ونفس وروح، والنفس موضوعة بين الإثنين، بين الجسد وبين الروح ما هي النفس؟ النفس هي المشاعر، الرغبات، الأحاسيس، الميول،هذه هي النفس،فالقديسين يقولوا لنا أن الجهاد الروحي متوقف بشكل كبير جداً على النفس، إذا كانت النفس تميل إلى أعمال الجسد ووجدت مسراتها ولذاتها في أعمال الجسد صار الإنسان جسداني، وإذا كانت النفس تميل إلى أعمال الروح وتجد سعادة وسرور في الأعمال الروحية صار الإنسان روحاني،ومن هنا أنا أسأل نفسي بماذا أنتي تفرحي؟ما هو الشيء الذي يدخل المسرة إلى قلبي؟ كلما أجد أنه يمكن أن يكون الطعام هو الذي يجلب لي الفرح أعرف أنني جسداني، كلما أعرف أنه يمكن أن تكون المادة هي التي تسعدني أعرف أنني جسداني جداً، كلما أعرف أن هذه الشهوة هي التي تفرحني أعرف أنني جسداني،إذن كيف أعرف أنني بدأت أميل أن أكون إنسان روحاني؟،اجعل نفسك تميل للأعمال الروحية،لكن كيف؟بالاشتياق،بالطلب،بالتدرج، بالتعود، بالتغصب، بالاجتهاد،بالتأمل، بطاعة الأنجيل،بمحبة الصلاة والتسبيح، بالمداومة على ذلك،تجد النفس بدأت تحب الروحيات، وتميل إلى الروحيات،عندما تميل النفس للروحيات الروح تثقل وتتدرب ومن هنا سلطان الجسد يقل، فمثلما تقول كفتين ميزان الأشياء التي تضعها في كفة ستكون على حساب كفة أخرى، كلما نخدم الجسديات كلما الروح تفارقنا ،وكلما نخدم الروحيات كلما يقل سلطان الجسد،وكثافته تقل، وثقله يقل، لماذا الجسد بالنسبة لنا ثقيل جدا والسيطرة عليه صعبة؟ لأننا نظل نخدمه، لأننانظل نميل إليه،لأننانظل نخضع له، كل مرة يوحي لي بالكسل فإنني أكسل ،كل مرة يقول لي كل فإنني أكل، كل مره يزين لي الشهوة اشتهي، ومن هنا يكون الجسد له سلطان. الشهيد يا أحبائي تدرب على طاعة الروح وتدرب على قمع الجسد،فعندما أتت اللحظة التي سيقدم فيها الجسد بالكامل لينطلق الروح فسر بهذه اللحظة، من هنا يا أحبائي نحن علينا أن نسأل أنفسنا عند من نحن عبيد؟!عند الجسد أم عند الروح، من الذي نطيع رغباته أكثر، ومن هنا أعرف إذا كنت جسداني أم روحاني، لكن لنفترض أنني جسداني أقول معذرة فأنا أعيش في الجسد وثقل الجسد، والجسد ثقله ثقيل، اقول لك جاهد،الله أعطانا الحياة لكي نكسب بها الأبدية،الله أعطانا الحياة لكي نعيش فيها بسلطان الروح، الله أعطانا الحياة لكي نذكره، نسبحه،نمجده،نباركه،الله أعطي لنا الحياة لكي نشكره بها، لكي نعلن اسمه بها، جاهد طالما هناك حياة الله أعطاها لنا فهذه فرصة من رحمته إننا نميل لأعمال الروح، ومن هنا إذاعرض علينا في يوم من الأيام أن ننكر المسيح أم نقتلك،أقول لا فأنا قد مت منذ زمن، أنا تدربت على قتل جسدي منذ زمن،كثيراً احتد واشتكى عليه وأنا لم أخضع له،كثيراً ما قمت بتأديبه،قمت بتدريبه،كثيراً صلبته، ومن هنا تكون تسليم الحياة للمسيح أمر هين هنا يا أحبائي الكنيسة تريد أن تدربنا على كيف نعيش شهداء ونحن على الأرض،كيف نعيش شهداء بإرادتنا وباختيارنا، كيف نصلب الجسد، كيف لانميل إلى أعمال الجسد الله يعطينا أن نقدم شهادة له في مخادعنا، أمام عقولنا، أمام قلوبنا،نتمتع بحياة قلب شهيد ونفسية شهيد ونحن لازلنا على الأرض ربنا يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل