العظات
فلنحذر الشكلية الجمعة الرابعة من شهر مسرى
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهرالدهوركلهاآمين .
عندمايكون هناك تذكار لأحد الأنبياء تقرأ علينا الكنيسة فصل من بشارة معلمنا مار متي البشير الإصحاح 23 الفصل الذي نجد فيه ربنا يسوع يوبخ الكتبة والفريسيين ويعطيهم الويلات على نفاقهم وعلى شكليتهم في العبادة.نتعجب يا أحبائي أن ربنا يسوع مصدر كل بركة ومصدر كل نعمة يتكلم بالويل، سمعناه يتكلم بالتطويب سمعناه يتكلم بالبركة، سمعناه يتكلم بالتشجيع،رأيناكم هو يقبل الخطاة،رأيناه كم كان يدافع عن الخطاةليس فقط يقبلهم،رأيناه كم كان يدافع عن المرأة الخاطئة، وعن التي أمسكت في ذات الفعل، بينما يأتي عند الكتبةوالفريسين ويعطيهم الويل، أكثر صفة ياأحبائي تجلب غضب الله على الإنسان هي الرياء،أن الإنسان يريد أن يأخذ فقط شكل الحياة مع الله لكن الجوهر بعيد، يقول لهم أنتم تطوفون البحر والبر تصنعوا غريبا واحدا وتريدون في النهاية بعدما طفتم البحر والبر لكي تأتوا بفرد واحد وفي النهاية تجعلوه ابن لجهنم،قال لهم ويل لكم أيها القادة العميان القائلين من يحلف بالهيكل فليس بشيء ومن يحلف بذهب الهيكل كان عليه، لديهم الهيكل في الذهب،ليس الهيكل في كرامة الهيكل كهيكل، قلبوا الحقائق وغيروا الموازين.لذلك ياأحبائي الإنسان في حياته مع الله لابد أن يكون مدقق جداً، نستطيع القول أن هؤلاء الكتبة والفريسين كانوا فئات كثيرةجداً، أحياناً نسمع عن شخص يقال عليه اسمه ناموسي، يقول لك "وإذا ناموسي قام ليجربه" تسمع عن شخص آخر يقال عليه أنه فريسي،ونسمع عن آخر يقال عليه هذا من الكتبة، ماالفرق؟! أقول لك بطريقة بسيطة جداً الناموسي هو الذي يحفظ الناموس عن ظهر قلب، تخيل شخص ما نحضر له أسفار موسى الخمسة ومن بداية سفر التكوين إلى آخرعدد في سفرالتثنيةيظل يحفظ فيه ويتلوه،كلمة بكلمة،فهو بذلك اسمه ناموسي،من هو الناموسي؟ الحافظ أسفار موسى الخمسة عن ظهر قلب، كلمة بكلمة، بالحرف بالتشكيل، لم يخطئ أي خطأ هذاهوالناموسي،فمن هو الفريسي؟يقول لك عن الفريسي أنه المدقق في تنفيذ الناموس، هذا هو الفرق بين الناموسي والفريسي،الناموسي الحافظ، أما الفريسي فهو المدقق في التطبيق، وبعد ذلك هناك الكتبة، الكتبة هم الأعلى وأعلى،الذي يشرح الناموس،الذي يفسر،فالناموسي هو الحافظ، الفريسي هوالمدقق، الكاتب الذي يشرح، تخيل أنت إذا تحدثنا عن كل شخص منهم منفرداً:-
١- الناموسي :
تخيل أنت عندما يكون شخص يحفظ أسفار موسى الخمسة عن ظهر قلب ولكن مجرد حفظ باللسان أو بالذهن،هل هذا ما يريده الله، حافظ الناموس كله كلمة بكلمة،وبدأت تظن نفسك أنه لا يوجد أحد مثلك، وأخذت شكل شخص كأنه يحفظ كلام الله في فكره وفي قلبه، لكن هل تعمل بهم؟!،أم أنك تحفظ الوصية بلسانك وبعقلك وتكسرها بقلبك؟إذن ما الفائدة؟،تدقق في الحرف،الحفظ، الكلام، الكتابة لكن لاتحفظ الوصية في جوهرها، لذلك الله يقول لك "طوبى للذين يسمعون كلام الله ويحفظونه"، هل يقصد بالحفظ الذي هو الحفظ عن ظهر قلب؟لابل يقصد الذي يحفظه أي الذي يعمل به،هذا هو الهدف من الوصية أن أعمل بها،أن أعيشها بالفعل،أن أطبقها في حياتي بالفعل، أكثر مشكلة يا أحبائي تبعد الإنسان عن الله أن يحفظ ولا يعمل، يقول لك أن"سامعين عاملين لا خادعين أنفسهم"،أسمع وأعمل،نحفظ آيات لكن هل نعمل بها،نجد أن هناك مسافة كبيرة بيننا وبين الآية،جميعنا نحفظ ونردد مع بعض "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم لأن العالم يمضي وشهوته معه أما الذي يصنع مشيئة الله فهذا يثبت إلى الأبد"، وكلنانحفظ "إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفي بهم" ، ونحفظ "حب قريبك كنفسك" ، ونحفظ "ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل" ، نقول الآية وأقول لك أكمل تكمل على الفور،لكن هل نعمل بها؟! هذا هو الناموسي،الناموسي الذي يحفظ فقط، أقول لك لا أنتبه كل آية أجلس تودد للآية، وقل لنفسك أين أنا من الآية؟،وقل يارب اعطني قوة لفعلها، يارب ساعدني أن أعيشها، يارب كيف لا أحب العالم، أنا مربوط رباطات كثيرة وثقيلة كيف اتخلص منها؟، كيف أحل من هذه الرباطات،كيف إن كان لي قوت وكسوة أكتفي بهم؟، أنا بداخلي طمع شديد،أناداخلي بئر من الرغبات لا يشبع،كيف أكتفي؟،الكاهن يصلي لنا في القداس ويقول "لكي يكون لنا الكفاف في كل شيء كل حين نزداد في كل عمل صالح"،يريد أن يقول لك تريد أن يكون لديك زيادة قم بزيادة الأعمال الصالحة لكن أمور العالم يكون لديك فيها كفاف،تعيش الوصية،أتتذكر الشاب الغني الذي سأل المسيح "ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية؟"قال له قل لي ما المكتوب في الناموس؟ هل تحفظه؟! قال له أنا أحفظ كل الناموس قال له إذن هذا جيد جداً، أنت متفوق افعل هذا فتحيا، هناك فرق بين الحفظ والتطبيق، هناك فرق بين المعرفة والعمل،لا تكتفي فقط بمرحلة المعرفة لا بل اعمل،لذلك تجد البولس يقرأ،ثم بعدذلك الكاثوليكون،ثم بعد ذلك الإبركسيس، بعد ذلك تجد هناك أوشيه للإنجيل،لماذاالإنجيل؟ قال لك لابدأن يكون هناك صلاة نصليها قبلما نقرأ الإنجيل،هي صلاةللإنجيل التي تقول"فلنستحق أن نسمع ونعمل"، وكأننا نصلي قبلما نسمع الإنجيل ونقول يارب ساعدنا، ساعدنا أننا نسمع ونعمل، ساعدنا نسمع ونعمل، كل آية اسأل نفسك أين أنت من هذه الآية؟!،هل تطبقها أم لا؟،هل تعيشها أم لا؟،لم أنسي ذات مرة بنت صغيرةجداً حوالي ثمان سنين جاءت تعترف ثم قالت لي هناك زميلة لي في المدرسة تجلس بجواري كان معها(براية) شكلها حلو جدا تضيءوتدور..... إلخ، أنا في الحقيقة قد ظننت أنها أخذتها وكنت سأقول لها لا نأخذ شيء يخص أحد وكنت سوف أتكلم معها،قلت لها هل أخذتيها؟ قالت لي لا،فسألتها إذن بماذا تعترفي! قالت لي لأنني اشتهيتها،فهناك وصية تقول لك "لا تشتهي مالقريبك"،مجرد ان البنت اشتهت هذه البراية جاءت لتعترف بأنها اشتهتها،عش الوصية وراقب نفسك ستجد هناك أمور كثيرة مكسورة تحتاج للتصليح، أحياناً نكتفي بالمعرفة،ونظن أننا عرفنا لا،عندما يقول لك "تحب الرب إلهك من كل قلبك" من كل قلبك،تفحص ما في قلبك،تفحص كمية المشاعر التي لديك الموزعة يميناً ويساراً عندما تركز على محبة المسيح فماذا تصبح كل قلبك، كل قدرتك، كل نفسك، تحب قريبك كنفسك، هذه الآية يوجد بها قوة مختبئة داخلها،أسرار لا تعطى إلا لمن يبحث عنها،للمجتهد،للذي يطرق،للذي يبحث، قوة مسخرة فيها، تحمل داخلها أسرار،مجرد أنك تعزم على فعلها تنكشف لك قوتها،تأخذ نعمتها،تأخذ بركتها، تأخذ قدرة فعلها، لكن كلما أنت تشاهدها من الخارج لا تفتح لك أبدا،نحن تعجبنا عندما وجدنا عدو الخير وهو يجرب ربنا يسوع وجدناه يحفظ الآيات،قال له "مكتوب أنه يوصي ملائكته بك ويحفظونك في سائر طرقك"، مكتوب كان يجربه بالمكتوب، الشيطان يحفظ،فهؤلاء الناموسين نقول لهم لا ليس الحفظ يكفي،و نحن أيضا نقول لأنفسنا أنا كل آية أحفظها لابد أن أكون أحفظها بقلبي قبلما أحفظها بذهني،لابد أن أعيش هذه الوصية قبلما أكون مجرد أعرفها،لن ننسي أبدا موقف السيدة العذراء في عرس قانا الجليل قالت له "ليس لهم خمر"، فذهبت للناس وقالت لهم كلمة قالت لهم"مهما قال لكم فافعلوه"،وكأن كلمة السيدة العذراءلازالت تقولها لنا إلى اليوم،تقول لنا كل مايقوله لكم في الإنجيل وكل الوصايا الذي قالها لكم مهما قال لكم حتى إذا كنتم غير قادرين علي تنفيذها لكن الذي يقول لكم فافعلوه، مهما قال لكم فافعلوه، قال لهم أملأوا الأجران ماء، فيقول لك قد ملأوها إلى التمام، الوصية عندما تقال لك قل نعم، ساعدنا يارب أن نطبقها وننفذها ونعيشها حتى إذاكنا غيرقادرين،أنت يارب الذي تعينني، الإنسان الذي ينظر على الوصايا من بعيد يشعرأنها ثقيلة جداً، لكن بمجرد أن يدخل داخلهايشعرأنها لذيذة جداً، القديس أنطونيوس تأتي له آية تلمسه وهي"إن أردت أن تكون كاملاً أذهب وبع كل ما لك وتعالى اتبعني" ،آية صعبة جداً، لكنه وضع في قلبه أن ينفذها،شاهد كمية السعادة الذي أخذها عندما نفذها، أحياناً نعتبر أن هذه خسارة لكن إذا سألته هو تشعرأنه رابح،قد خسر ماديات لكن ربح روحيات، لذلك عندما جاء لينصح تلاميذه قال لهم "أعلموا يا أولادي أن ليست كل الوصايا صعبة أوثقيلة،الوصاياليست صعبة وليست ثقيلة بل نور حقيقي وسرور أبدي لكل من أكمل طاعتها"نور حقيقي، مختبئ داخلها نور، لذلك تجد القديسين أناس قد حفظوا الإنجيل، كان المتنيح أبونا بيشوي كامل يحب أن يعمل تأمل جميل وهو أنه يجلس ينظر لكل قديسو يبحث عن الآية التي حركت هذا القديس،علي سبيل المثال اذا كان الأنبا انطونيوس الآية التي حركته هي "إن أردت أن تكون كاملاً أذهب وبع كل ما لك"، مارجرجس "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد"،القديس أبانوب "لا تهتموابالغد، العالم يمضي وشهوته"، الست دميانة، مارمينا، أبو سيفين، الأنبا بيشوي، الأنبا باخوميوس، مكسيموس ودوماديوس، وكل قديس ضع له الآية التي تناسبه،ستجد كل منهم يعتبر هو شرح الآية، سيرته شرح الآية،وهذاما تفعله كنيستنا أنها تجعل لك فصول من الإنجيل وتجدهامشروحة بسيرة قديس.
٢- الفريسي:
المدقق، الذي يضع العشور بالوزن،بالحبة،يقوم بتعدادالحبوب لديه ويخرج منها العشور،يزن عيدان النعناع التي لديه ويخرج منها العشر،هناك وصية عن مثلاً تقديس السبت فلايمشي أيام السبت، ويكون له عدد خطوات معينة يوم السبت، في الختان يكون له شروط، عيد الفصح في الذبائح، مدقق جداً لدرجة شديدة جداً،حتى أن فئة الفريسيين ينبثق منها فئات كثيرة حوالي سبع أو ثمان فئات، منها فئة اسمها المرددون، المرددون هم أن الشخص نظراً لكثرة ما يريد أن يظهر للجميع كم هو قديس يسيروهو منغلق العينين لكي لا ينظر للعالم، ولا الأمور التي في العالم، فعندمايسير وعينيه مغلقة فإنه يتخبط،فعندما يتخبط ينجرح، وكلما كان عدد الجروح التي فيه أكثر كلما أثبت أنه رجل بار أكثر وأكثر، لاحظ الشكلية، لاحظ الفريسية،لاحظ الإنسان كم يمسك في الفرع ويترك الأصل،لكن هل أنت تغلق عيناك وقلبك بماذا ينشغل؟!،لكن وماذا عن أفكارك الداخلية الذي لا أحد يعرف أن يحفظها أبدا ولا أحد يستطيع أن يراقبها غير الله،الذي قال لك كل شيء مكشوف وعريان لذاك الذي معه أمرنا،لذلك أستطيع أن أقول لك هذا الذي يعد الخطوات وبعض الأشياء، والذي يعشر الحبوب بالميزان،قال لك"تعشرون النعناع والشذب"قال لك نعم لكن للأسف تتركوا الرحمة والمحبة،تأكلون مال اليتيم ولعلة تطيلون في الصلوات،تتمسك بجزء لكن تترك الجوهر،قال له تظل تغسل الكأس والصحفة وتنظفها من أجل شرائع التطهير لكن من داخلها مملوءة اختطاف وأموات، قال لك فهم مثل القبور المبيضة من الخارج لكن داخلها عظام أموات،ما هي القبور المبيضة من الخارج؟ كان يقول لك الأفراد وهم ذاهبين لأورشليم للفصح كلهم أو قد يكون أكثر من 95% من الذين يذهبوا لأورشليم يكونوا زوار فلايعرفوا البلد،فعندما يسيروا في الطرق من الممكن جداً أنهم يمروا على مقابر وهم لايعرفون،فلكي ينبهوا الناس أن هذه مقابر، لأن الذي يلمسها يكون نجس أو مجرد الذي ظله يقع عليها، بمعنى أن شخص يسير وظله جاء على قبر فإنه يتنجس، فكانوا لكي يحذرون الناس أنهم لا يمروا على مقابر يجعلوها لهم بألوان بيضاء وفاتحة بحيث أنها تكون ظاهرة،و بالطبع في كل عيد يقوموا بتبييضها من جديد،فيقول لهم تظلوا تبيضون المقابر، فأنتم مثل هذه المقابر مهتمين أن المقبرة يكون شكلها من خارج أبيض لكن أنظرداخل المقبرة مافيها؟!فيهانتن،وكأنه يريد أن يقول لهذا الرجل الفريسي فأنت كثيراً ما تهتم بالخارج لكن لا تهتم بالخفاء،لاتهتم بعمقك، أحيانا نحن نهتم بشكلنا من الخارج لكن من داخلنا يكون هناك أفكار كثيرة وأمور كثيرة متعبة،يدقق جداً في الأطعمة، يجرب أشياء، ويحرم أشياء،وماذا عن كلامه، نظراته، أفكاره،واهتمامات قلبه، أيهما أهم؟
لذلك وجدنا القديسين يدققوا لكن يدققوا في حياتهم الداخلية،كثيرا تسمع عن كلام أحد من القديسين يقول لك مبدأ حراسة الفكر، يحدثك عن يقظة الحواس،يحدثك على العين المدربة، يحدثك على العين المصلوبة، هل هناك عين مصلوبة؟يقول لك نعم هناك عين مصلوبة العين المنضبطة، العين المختونة، العين التي قطع منها الشر،لا أحد يأخذفي اعتباره موضوع العين، لكن هو الإنسان المدقق مدقق في خفائه، لايجلس ليعد عيدان النعناع ويعشرهاويكون هو بذلك أصبح رجل حافظ للناموس لابل دقق من داخلك، يقول لك في بستان الرهبان عن راهب كان كلما تأتي له فكرة جيدة ويطيعها يحضرقطعة حجر صغيرة ويضعها في سلةعلي يمينه،وعندما تأتي له فكرة رديئة ويطيعها أو عندما يدين أحد في فكره أوعندما يقول كلمة لا تليق يضع الحجر في سلةعلي يساره، وفي نهاية اليوم يقوم بتعداد الحجر في كل سلة، إذا وجد أن الذي على اليسار أكثر معناه أنه فعل خطايا كثيرة هذا اليوم فماذايفعل؟! يعاقب نفسه ويقول أنا لن أأكل،لماذا لن تأكل؟لأنني اليوم أدنت،تكلمت كلام لا يليق،فعلت خطايا كثيرةفلم يأكل،ويسهر ساعتين أو ثلاثة يسجد أمام الله ليقدم توبة،وإذا وجد أن الحجرالذي علي اليمين أكثر يأكل قليلا ويشكر الله وينام، تخيل أنت هذا الرجل غداً في اليوم التالي كيف يكون حاله؟! هل تكون حواسه متسيبةأم أكثر تدقيقا؟، التدقيق الذي يريده الله تدقيق في الداخل، وكأن الله يريد أن يقول لك حاول أنك تكون مدقق في خفاياك، نحن نصلي ونقول له"يارب وكل فكر لا يرضي صلاحك يا الله محب البشر فليبعد عنا".
لذلك أحيانا الناس كثيراً ما تهتم بأمور نعم هي من المفترض أن نهتم بهالكنه يعتبر أن هذه أهم شيء، فيقول لك أنا غسلت فمي،غسلت أسناني،يقول لك أنا قد تأخرت دقيقتين أودقائق عن الاحتراس ليلا، أقول لك كل هذا جيد لكن الأهم منه ماهي أفكارك، قلبك، مشاعرك، اهتماماتك هذا هو الرجل الفريسي المدقق،لاتكن مدقق في أمور صغيرة تارك أمور كثيرة داخلك.
٣- الكاتب :
الكاتب هو المعلم الذي يشرح،أحيانا الإنسان يأخذ نصيب كبير من المعرفة هذا شيء جيد،لكن الأهم هل المعرفة معها تقوى أم معرفة فقط،يعلم لمجرد التفاخر، يعرف لكي يقال عنه أنه يعرف،قال لكم لا بل الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة، لا القصة ليست مجرد معلومات نحن لانخرج علماء، أو أطباء كنيستنا تخرج قديسين، لذلك تلاحظ أن هؤلاء القديسين يجمعهم خط البساطة، لماذا؟ لأنه إنسان بدأ يعرف أن العلم الذي تعلمه كله قبل ذلك ليس هو ما كان يريد أن يعرفه فالعلم كان يريد أن يعرف به الله، تلاحظ معلمنا بولس الرسول يقول لك كل الذي سبق هذه كلها حسبتها نفاية، كل هذا لا شيء، أنا منذ أن عرفت المسيح عرفت أشياء كثيرة جديدة هذه هي كانت الهدف من كل معرفة، هذاالكاتب،الكاتب الذي يجلس بزهو،يتفاخر،ويجلس على كرسي عالي ويحضر له عدد من التلاميذيظلوا يسجدون له ويقولون له معلمي، معلمي ويسألوه ويجاوب بزهو،ويسألوه السؤال الذي يليه يجاوب بزهو قال لك لا الله لا يريد ذلك.
لذلك ربنا يسوع قال لهم أن"كل كاتب متعلم يخرج من داخله جدداوعتقاء"،هذا الكاتب المتعلم،هذا الذي داخله جددا وعتقاء،لماذا؟ لأن المعلومة لاتخرج من ذهنه لكن تخرج من قلبه لأنه ليس مجرد شخص فيلسوف لابل هو أساسه تقي، أساسه إنسان يخاف الله، أساسه إنسان عابد لله، أساسه إنسان مصلي،لذلك كنيستنا تقول لك اللاهوتي الحقيقي هو المصلي، يقول لك سر نقاوة إيمان أثناسيوس تقواه، فالذين عرفوا حقائق اللاهوت الدقيقة؟،يتحدثون عن لاهوت الابن والأب والروح القدس، الوحدة، ووظائف اللاهوت وعملها بمنتهى التدقيق، وكلام عن التجسد كلام بديع،أقول لك هذا الكلام كله جاء من أين؟أقول لك الذي أفهمه أن له علاقة بالمسيح فعلا.لذلك كنيستنا كنيسة تقوى،عندما تحب أن تعرف أكثر أدخل بعمق داخل المسيح أكثر،تجد الإنجيل يفتح لك وتفهم أموركثيرة، تجد اللاهوت يفتح لك، تجدالكنيسة وأسرارها تفتح لك، هذا هو الكاتب،هذا هو الكاتب الذي كان يأخذ معرفة فقط احذر، احذر من الحفظ بدون العمل، وأحذر من أنك تكون فريسي،أنك تدقق لكي يقولون الناس عنك أنك مدقق،لكنك من داخلك يوجدتسيب، وأحذر أنك تكون مكتفي بمجرد المعرفة للفخر لكن أعرف وأعمل .ربنا يعطينا التطويب،وأن نكون من المختارين له، الذين يراه مف يمدحهم،ويقول لهم نعما أيها العبد الصالح والأمين كنت أمين في القليل أقيمك على الكثير.ربنا يكمل نقائصناويسندكل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .
إحتقروا العالم الجمعه الاولى من شهر مسرى
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحدآمين . فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تعيد الكنيسة يا أحبائي في هذا اليوم بتذكار قديس اسمه القديس أبالي بن يسطس بن الوالي أرمانيوس،هو حفيد ملك مملكة الروم، أي أنه هو ولي عهد المملكة، هو الملك المنتظر،عندما أتى دقلديانوس ودخل في حرب وأخذ المملكة كان الشعب كله يرفض دقلديانوس،وإذا أراد أبالي أن يدخل في صراع مع دقلديانوس كان سيأخذ المملكة، والشعب كله ينقلب على دقلديانوس، لكن سنكسار الكنيسة اليوم يقول لك أن أبالي فضل المملكة الباقية ولكي يتخلص دقلديانوس منه كولي عهد للمملكة أرسله إلى أحد البلاد وشتته هو وأسرته، وهناك نال إكليل الشهادة.
إلى أي حد ياأحبائي عندما يكون هناك شاب صغير يكون محب للسلطة، محب للمال، محب للمظهر، محب للجاه، إلى أي حد النعمة التي تكون في قلب شاب صغير تجعله ينتصر على رغباته،يتغلب على ذاته، ينتصر على حب العالم الذي داخله،مامعنى أن النعمة تجعل إنسان يفضل المملكة الباقية، إلى أي حد الإنسان يا أحبائي يقف أمام هؤلاء القديسين مندهش من عمل روح الله فيهم،وانتصار عمل النعمة فيهم، كم هوقوي، كم هم غلبوا أنفسهم، غلبوا طبعهم، غلبوا العالم وممالك العالم، ممالك العالم أصبحت بالنسبة لهم تراب، وزوال.مكسيموس ودوماديوس هربوا من الملك، القديسة دميانة ضحت بالمملكة وبالغنى،كثيراً ما نجد في القديسين أمراء وملوك،كثيراً ما نجد فيهم أغنياء،كثيراً نجد فيهم أولاد غنى، أولاد تنعم، قديس مثل القديس أرسانيوس كان يقال عنه أنه كان لديه ألف غلام في خدمته، ألف غلام في خدمة أرسانيوس لأنه كان معلم أولاد الملوك،تخيل معي إذا أحضرنا لك مدرس يقال عليه هذاالمدرس لا يعلم إلا أولاد الملوك فقط فيكون لديه جاه كبير، وكان الملوك بالطبع ينفقوا الكثير على أولادهم، معلم أولاد الملوك ماذا فعل؟!،تجده يسكن في مغائر وجبال وشقوق الأرض،يأكل أبسط الطعام،تجده يعيش على عمل يديه، بعدما كان لديه ألف غلام في خدمته.
متى يا أحبائي يغلب الإنسان شهوة هذه الحياة؟ يقول لك عندما ينتصرعمل الله داخله،متى يكون الإنسان مغلوب من شهواته؟،متى يكون الإنسان مشدود لأسفل؟متى يكون الإنسان مذلول للمال؟، متى يكون الإنسان أطماعه وشهواته هي التي يعيش لأجلها،عندما يكون مرتبط بالأرض،عندما تكون عينيه على أسفل، عينيه لا ترتفع إلى فوق، أنظرإلى أبالي بن يسطس إذا كان فضل مملكة والده وعاش ومات فمن كان سيتذكره؟!،وما المجد الذي كان ينتظره في السماء؟،على العكس كان سيهلك،ويأخذ دينونة، وفي العالم كله لم يكن أحد يتذكره، فهو خلد نفسه، هو اختار ميراث الحياة الأبدية الذي لا يزول.
أتعرف ما الذي جعل قلب القديسين يكون قوي؟! أنهم قاموا بعمل داخلهم عملية مفاضلة واضحة جداً، الأرض أم السماء، الغنى الأرضي أم الغنى السماوي،التمتع بشهوات العالم أم التمتع بأمجاد الحياة الأبدية،وأخذوا القرار وعاشوا بناء عليه، الرجل الذي يقول لك عليه تاجر اللآلئ الحسنة ماذافعل؟ هو رجل تاجر لآلئ حسنة يعرف أن يقدر اللآلئ جيداً،وهو في الحقل وجد لؤلؤة،تاجراللآلئ الحسنة يري اللؤلؤة يستطيع أن يقدرها،و عندما قدرها وجدها غالية جداً،فماذا فعل؟يقول لك وهو في هذه الأرض خبأها ثانية وذهب يسأل عن ثمن هذه الأرض فوجده غالي جدا أغلى بكثير من القيمة الطبيعية لهذه الأرض، فماذا فعل؟ يقول لك مضى وباع كل ما له، كل الأراضي التي لديه قام ببيعها لكي يشتري هذه الأرض،لكنه في الحقيقة لم يقم بشرائها من أجل هذه الأرض لكنه قام بشرائها من أجل اللؤلؤة التي بداخلها،فالإنسان الذي يجد غنى الحياة الأبدية يكتشف هذه اللؤلؤة، يكتشف الغنى والمجد السماوي ونعمة الحياة الأبدية،ويتذوقها وهولازال على الأرض، فيحدث أن أمور العالم تتصاغر جداً في عينيه، تجد الناس تتصارع على المال،تتصارع على كيف تشبع شهواتها، الناس تعيش للأرض،يحبون الامتداد والاتساع، الناس تعيش في هذه المفاهيم،لكن تجده بدأ يضحي بسهولة، يقول لك عن القديس أبانوب الذي احتفلنا بعيد استشهاده منذ أسبوع، عندما جاءوا ليعذبوه قال له الوالي يا ابني ارحم نفسك أنت لاتزال مجرد طفل صغير،فقال له أن العالم يمضي ويزول، طفل صغير بدأت لديه فكرة أن العالم يمضي تسيطر عليه،وعندما يبتدئ يدرك أن العالم يمضي فماذا يفعل؟ لابدأن يبحث عن العالم في الأمور التي لا تزول ولا تمضي،إذن أين هي؟! قال لك في الحياة الأبدية، هي عملية مقايضة، اكتشف الكنز السماوي، اكتشف الفرح الإلهي، اكتشف التعزيات، اكتشف نعمة عمل الروح القدس داخلك، اكتشف الكنز الذي بداخل كل كي تستطيع أن تضحي وتدوس وتغلب،هذه هي عملية المقايضة هذه هي عملية التبادل، قال لك مضى وباع كل ماله،هذا أبالي بن يسطس ترك الملك،ترك هذا الغنى الأرضي، احتقر كل هذا، لكنه سوف يموت، يتعذب، يقول لك لأنني لدي شهوة الملك الأبدي، أناأريد أن أكون هنا كفي الحياة الأبدية.الإنسان يا أحبائي عندما يكتشف مجد وجمال الحياة الأبدية تجدأن العالم يتصاغر في عينيه جداً، يقول لك عن مرة أحد الأغنياء ذهب وأخذ جراب كبير (شوال)ممتلئ بعملات فضة، وسمع عن مجد وقوة وبركة وتعاليم القديس العظيم أبو مقار،فذهب إلى القديس أبو مقار وأخذله جرا بالفضة وقال له خذ هذه الفضةاصنع بهم صدقة، فيقول لك أن القديس أبو مقار قال له لا نحن لا يوجد لدينا أي احتياج لهذا المال هنا، قال له لا من المؤكد أن لديكم احتياجات، قال له لا يوجد احتياج للمال،لكن أنت ممن أين تأكلون وتشربون قال له نحن نعمل،نعمل عمل أيدينا بسيط ناكل منه،قال له إذن يا سيدي بدلاً من أنك تعمل،لاتعملوا وهذه هي النقود، قال له لا فنحن لانعمل من أجل النقود نحن نعمل لكي نتعب،لكي يتعب جسدنا، فقال له خذ هذه النقودهل هناك أحد يرفض النقود،فالناس خارجاً تتصارع على المال،قال له لا ليس يوجد لدي اي احتياجات للمال أشكرك،ثم قال له أبو مقار إذا كان هناك أحد من الرهبان يحتاج فضة أعطيها له قال له أن مجموعة الرهبان الذين أعرفهم قبلما أجئ إليك سألتهم وجميعهم قالوا لي نفس هذه الإجابة،ففرح القديس أبومقارقال له كم عددهم؟!، قال له حوالي ٧ أو ٨ رهبان فقال له إذن انتظر،فقام أبومقار ليدق أجراس الدير، وكان لديه في ذاك العصر 2200 راهب، فقام بوضع جراب الفضة في ممر وقال لهم قفوا صف، وكل راهب يمربجانب هذا الشوال يأخذ منه قدر احتياجه ، 2200راهب يقفوا صف على جراب الفضة،بالطبع الرجل الغني كان يظن أنه من أول ١٠أو 15 أو حتى على 100 راهب يكون انتهي أمر هذا الشوال، لكنه مرعليهم بعد قليل ليجد الشوال لازال موجود،قليلاً ويمرمرة أخرى إلى أن مر ال2200 راهب والشوال موجود مثلما هو، قال له أنا متعجب،أتعجب لأناس تمربجوار المال وتفض يدها وتبعدها هكذا وكأنه يقول ليس لنا حاجة بهذا المال،قال له هل تسمحلي أن أعيش في وسطكم؟!، هذا الدرس جعله يشتاق أن يعيش في وسطهم، قال له لكن ماذاأفعل بهذه النقود إذن؟!فأنااتخذت قرار أنني لاأريد أنأعودبهم مرة ثانية، قال له إذا كنت تنوي هذاقم ببناء بيعة لله بهم، يقال أن هذه النقود هي التي بني بها موضع دير البراموس الموجود إلى اليوم،لأنه كان مسكن للقديس أبو مقار وتلاميذه في ذاك العصر، إلى هذه الدرجة يا أحبائي يكون الإنسان غالب، فهوليس شخصأ وأثنين فقط بل جميعهم،جميعهم لماذا؟! لأنه عينيه مرفوعة إلى فوق،لا ينشغل بالأمور السفلى،لا ينزعج بها،فأسفل هذا هو وضعه تحت قدميه، كما قال القديس العظيم أوغسطينوس"أنا جلست على قمة العالم، أنا لايوجد شيء يغلبني أبدا، جلست على قمة العالم حينما صرت لا أريد شيئا ولا أشتهي شيئا من العالم"، طالما أنا لاأريد شيء فأنا أكون مالك لنفسي، مالك لروحي، مالك لرغباتي، ولا توجدشهوة تغلبني،أوتضغط علي ،أوتسيطرعلي أبدا، هؤلاء هم أولاد الملوك والأمراء الذي نغلبوا،قم بفحص نفسك إلى أي درجة العالم يسيطر عليك، افحص نفسك إلى أي درجة المال مرغوب داخلك،لكن ما هذه أصنام، هذه معطلات،إذن لا نعيش في العالم ولا نستخدم المال!أقول لك لاعيش في العالم واستخدم المال لكن لا تتعبد له، لا تجعل قلبك فيه، لا تحزن على فقدانه، ولا تفرح باقتنائه، استخدمه فقط.يقول لك الآباء القديسين حينما تكتشف أن قلبك موجود في شيء ما أحزن على نفسك وأبكي عليها، لدرجة يقول لك لا تمتلك شيئاً تحزن على فقدانه، لا تمتلك شيئاً تتألم وتحزن على فقدانه،لهذه الدرجة؟! يقول لك نعم،لا تجعل قلبك في شيء أبدا،وهذاهو الكلام الذي قاله معلمنا بولس الرسول عندما قال"الذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه، الذين يشترون كأنهم لا يملكون"، يشترون كأنهم لا يملكون بمعنى أن ممتلكاته ملكه حقا لكن هي لاتملكه، لاتسيطرعليه،هؤلاء هم الملوك والأمراء الذين اختاروا المملكة السماوية،شاهد السعادة التي داخل قلبهم، تعتقد الإنسان من ماذا يتألم؟!، ومن ماذايحزن؟، ومن ماذايقلق؟، من رغباته وشهواته، تجد الإنسان يعيش خاضع لأصنام صنعها داخله، وهذه هي سبب شقائه، سبب تعبه، تجد الإنسان عندما يغلب الأصنام التي داخله تبدأ فيه سعادة الحياة الأبدية تعمل من هنا من على الأرض،تجده يعيش بلا هم،تجده يرفع قلبه وذهنه نقي أمام الله، عقله غير مشوش، نفسه لا تكون مرتبطة بالأرض،هو غلب جسده وانتصر عليه،هذا الكلام كله يعطي فرصة أكثر للروح أنها تنطلق،يعطي فرصة أكثر للنمو،لماذا يقول لك الإنسان أنا أصلي ولاأشعر؟، أقرأ الإنجيل ولاأفهم؟، أحضر الكنيسة ولا أركز؟، أقول لك إذن أدخل داخل نفسك وافحص، افحص كم توجد آلام داخلك تتعبك وتربطك لأسفل.
في سفر يونان يقول لك"الذين يراعون بأباطيل كاذبه يتركون نعمتهم"،ما الذي يجعل الإنسان قلق؟ الأرض، المال، يقول لك على قصة لطيفة يقول لك ذات مرة كان شخص يركب قطار ومعه حقيبة نقود،والطريق طويل ثم بدأ يشعر بالتعب ويريد أن ينام فينعس قليلاً ثم يخاف على الحقيبة،يحتضنها، وينعس قليلاً ويظل يمسك الحقيبة، كل فترة يستيقظ ينظر إليها موجودة أم لا، قال لا يمكن ذلك،لابد أن أركز أكثر،وأمضي هاتين الساعتين المتبقين مستيقظ لئلا تسرق مني الحقيبة،يظل يحاول ويجاهد مع نفسه ليغلب النعاس إلى أن غلبه النعاس فنام وسرقت الحقيبة،استيقظ من الغفوة وجدها قد سرقت، أول فكرة أتت له قال إذن أخيرا سوف يمكنني أن أنام، ما هذا؟!، أقول لكما الذي يجعل الإنسان مرتبط بالأرض، تجد أمور الروحيات على العكس تماماً،لا يمكن أن تأخذ نعمة روحية تقلقك أبدا،لا يمكن أن تأخذ نعمة روحية تذلك أبدا أو تهينك أو تأتي بكل أسفل، تخيل أنت الإنسان يتعبد للأمور التي تهلكه،يبحث عما يضره وتجده هذا هو الذي يمسك فيه، أقول لكل أن هذه خدعة عدو الخير، وهذه الحرب القائمة بين أولاد الله وبين مملكة الظلمة، اسمها مملكة ظلمة، يوجد فيها ضلال، فيها قلب حقائق،يزين لك الحياة الأرضية وكأنها ممتدة جداً،يزين لك المال وكأنه هو الذي فيه القوة وهوالذي فيه السعادة، لا قوة ولا سعادة ولا الحياة ممتدة، العالم يمضي وشهوته، اختار المملكة الباقية،عندما تجد الحياة الأبدية دبت داخلك ستجد نفسك تفكر كيف تصنع صدقة،كيف تعطي الفقراء،كيف تكون أمين في رفع قلبك لله كل يوم،وكيف تعيش الملكوت السماوي من داخلك،"ها ملكوت الله داخلكم"، يا سعادة الإنسان يا أحبائي الذي يعيش الحياة الأبدية وهولازال على الأرض،تجده يغلب،ومثلما تقول دبورة القاضية في سفر القضاة"بعز يا نفسي دوسي"، تدوس بعز،هذا هو أبالي داس بعز، لم يشعر أبدا أنه خاسر،أو نادم، أوقلبه منقسم، ولا يقول يا ليتني كنت أخذت المملكة، رغم أنه ذاهب للموت، يقول لك الموت مع المسيح خير من الحياة في المملكة الأرضية، العبودية من أجل المسيح أفضل من الحرية في العالم، أنا اخترت وأنا سعيد ومقتنع، عيني مرفوعة إلى فوق، وقلبي مرفوع إلى فوق،المقتنيات لا تسعدني،أنا أعرف أنني أعيش فترة، هذه فترة طالت أم قصرت هي فترة، كمثل شخص تجده كل يوم يمر عليه يقول لك هذايوم مضى،هذا يوم مضى، وكأنه يحسب لنفسه من عمره أن هذا يوم مضي من العمر،تجد أحيانا الناس الذين يكون لديهم أشياء ينتظروها،تجد أحيانا هناك أبناء في الجيش يقوم بعمل جدول واليوم الذي يمضي يحذفه من الجدول،يحذفه،منتظر الآخر.فنحن كذلك كل يوم يمر من حياتنا هذا يوم، يارب علمنا أننا نرضيك فيه ونرضيك في اليوم الذي يليه،علمنا أن نرضيك كل يوم،نحن منتظرين ومتوقعين استعلان مجيئك.
هذه يا أحبائي النفوس التي تمسكت بالمملكة السماوية، الله يعطينا قلوب مرفوعة،عيون مفتوحة، ربنا يعطينا شهوة الحياة الأبدية لكي نستطيع أن نغلب ونعيش منتصرين وأعظم من المنتصرين.ربنا يكمل نقائصنا ويسندكلضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .
قراءات الشهيد مارجرجس المزاحم الجمعة الثالثة من شهر بؤونة
بسم الأب والابن والروح القدس إله واحدآمين .فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تعيد الكنيسة اليوم يا أحبائي باستشهادالقديس مار جرجس المزاحم،القديس مارجرجس المزاحم من أب غير مسيحي مسلم، وأم مسيحية، الأم قامت بتربيته على مخافة الله ومعرفة المسيح،وعندما كبر ونمى في الفضيلة كانت أمه أحيانا تأخذه معها الكنيسة، وكان يرى الشعب وهو يتناول،فاشتهي أن يتناول، فقالت أمه له لا يمكن، لماذا؟! لأنك لم تعتمد،كل مااستطاعت أمه أن تفعله هو أنهاأعطت له لقمة بركة،أكل لقمة البركة فيقول لك كانت في فمه أحلى من العسل،قال لها إذا كانت لقمة البركة التي يأخذها جميع الناس مذاقها بهذاالجمال فكيف يكون التناول الذي يأخذه المؤمنين داخل الهيكل؟!،اشتهي أن ينال سر المعمودية،فتعمد ومارس الأسرار، تزوج من مسيحية، وبعد ذلك عرف أمره،اجتمعوا حوله،قاموا بتعذيبه، فترك البلد وذهب إلى بلد أخرى لا أحد يعرفه فيها، بعد فترة قليلة بدأت الناس تعرفه،طلبوه للعذاب واستشهد وقطعت راسه،وكانوا يريدون بعد أناس تشهد أن يحرقوا جسده،فجسده لم يفسد من الحريق، ألقوه في البحر إلى أن عثرت عليه امرأة قديسة فقامت بتكفينه ووضعت جسده بإكرام، قصة لكن في الحقيقة خلفها معاني كثيرة.كم أن الإنسان يا أحبائي عندما يعرف المسيح يمكن أن يفطم من محبة العالم، من علاقاته العاطفية،كيف أن الإنسان محبة المسيح تشبعه،تجذبه،ترفعه فوق نفسه، فوق أسرته الضيقة، تنقله لدرجة يكون فيها أقرب إلى درجة الملائكة.الكنيسة ياأحبائي عندما تحتفل بشهيد، تجدها تخرج من كنوزها كل ما هو جميل،نجد البولس اليوم من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى اهل رومية يتكلم كأنه يتكلم بلسان مار جرجس المزاحم، يقول لك "من الذي يفصلنا عن محبة المسيح"، كأن مار جرجس المزاحم هو الذي يقول لنا هذا، الكنيسة تعتبر يا أحبائي أن قراءات القداس تدور حول القديس اليوم، وكأن القداس اليوم احتفال بقديس اليوم، حفلة على شرفه، والكنيسة عندما تريد أن تقيم حفلة لا يوجد لديها أجمل من حفلة القداس،فهذه هي الحفلة، فبدلاً من أن نقول لكم كل يوم تعالوا حفلة لقديس معين،فحفلتنا هي القداس،فحفلتنا اليوم هوقداس من أجل القديس مارجرجس المزاحم،فالكنيسة تقول لك ها صورته أمامك،وها سيرته أمامك، والقراءات أمامك لكي تعيش بنفس المنهج، فيقول لك "من الذي يفصلنا عن محبة المسيح أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف كما هو مكتوب أننا من أجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا"، ما الذي يفصلني عن محبة المسيح؟ سيف،جوع، عري، شدة، ضيق أبدا، من أجلك نمات كل النهار.
محبة المسيح يا أحبائي عندما تدخل في قلب الإنسان تغربه عن نفسه،كما قال القديس الشيخ الروحاني "إن محبة المسيح قد غربتني عن البشر والبشريات"، قال لك "أولئك يارب الذين أشرقت عليهم بشعاع من حبك لم يحتملوا السكنى بين الناس"، بمجرد أن محبة المسيح تدخل بقلب الإنسان يبحث كيف يرضيه، يبحث كيف يكون معه في ملكوته،فيجد الاستشهاد فيقول مستعدة نفسي،ماالذي يفصلني عن محبةالمسيح؟ لاشيء،ثم يقول لك معلمنا بولس "فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا قوات ولا علو ولا عنف ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلناعن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا"، لا يوجد شيءيفصلنا أبدا،شاهد عدد الأمور التي قالهامعلمنا بولس الرسول لدرجة قال لك ولا أمور حاضرة فسكت قليلاً ثم عادوقال لك ولا مستقبلة، تقول لي وهل أنت تعرف ما في المستقبل؟ أقول لك مهما حدث في المستقبل،ثم قال لك ولا خليقة أخرى حتى إذا أحضروا لون من ألوان الخليقة الأخرى التي لا نعرفها أيضا لا تفصلنا عن المحبة التي في المسيح يسوع،لماذا؟ لأنها محبة أساسها متين لا تتزعزع.أنا أريكم كيف تحتفل الكنيسة بالقديس نحن رأينا هذا البولس،نشاهد الكاثوليكون معلمنا بطرس الرسول يحدثك عن أن المسيح قد تألم فيقول لك "إذ قد تألم المسيح بالجسد عنا تسلحوا أنتم أيضا بهذا المثال"،لماذا أنت مندهش أن مار جرجس يهان أو يتألم،فالمسيح نفسه يتألم،أنت أيضاً تسلح بهذا المثال،فأن من تألم في الجسد كف عن الخطية، ثم يقول لك "إنما نهاية كل شيء قد اقتربت"، إنسان مستعد للاستشهاد يحسب هذه الدنيا زائلة،فبما أن نهاية كل شيء قد اقتربت فتعقلوا إذن وأسهروا للصلوات، هذا إنسان يشعر أن النهاية بدأت تقترب،ابتدأ الإنسان يشعر أنه غير قادر أن يعيش لغير المسيح،لماذا؟ فهويعرف أنه يستعد للأبدية، يعرف أنه يعيش بحسب نعمةالله، لذلك كان يتكلم عن احتمال الألم، وأن من تألم في الجسد كف عن الخطية.الشهيد يا أحبائي هو أجمل أيقونة لصدق العلاقة مع الله،الشهيد هو أجمل أيقونة للحب الإلهي، الشهيد هو صورة لإنسان أدرك ماذا فعل المسيح من أجله، فيقول لك إذا كان المسيح مات من أجلي فماذا أفعل أنا لكي أقدم له، أموت من أجله، بعد ذلك الإبركسيس يحدثنا عن معلمنا بولس عندما دخل السجن هو وسيلا، دخل السجن وضرب وربطوه في مقطرة،وقال لك "أمروا أن يضربا بالعصي فعندما ضربوهم ضربات كثيرة ألقوهما في السجن وأوصوا حافظ السجن أن يحرسهما بضبط"، وكأن القراءات كلها مرتبة على الألم والضيق الألم من أجل المسيح، السجن، الاحتمال،وقال لك"وهو إذ قد أخذ وصية مثل هذه ألقاهما في السجن الداخلي"، عندما وجدأنهم موصي عليهم قال أن هؤلاء الجماعة لابد أن يعاملوا معاملة خاصة فيها شدة قليلاً، فوضعهم في السجن الداخلي، وضغط أرجلهما في المقطرة، ليس فقط وضعهم في سجن داخلي لكن قام بربط أرجلهم في مقطرة، وفي نحو منتصف الليل كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله والمسجونون يسمعونهما،فحدثت بغتة زلزلة عظيمة حتى تزعزعت أساسات السجن، الصلاة زعزعت أساسات السجن، فماذاحدث؟الأبواب انفتحت،وعندما فتحت الأبواب انحلت أيضا قيود ليس فقط بولس وسيلا بل جميع المسجونين، كل القيود انحلت،بالطبع مسجونين، مقيدين، حدث زلزلة، هرج ومرج،و أبواب انفتحت، فماذايفعلون؟!يهربوا مسرعين!،فعندما استيقظ حافظ السجن ووجد أبواب السجن مفتوحة استل سيفه وكان مزمعا أن يقتل نفسه، هو لايريد سيفه لكي يفعل بهم شيئاً فهو قد أدرك ماحدث،أدرك أن كلهم هربوا، أبواب مفتوحة،الجدران متزعزعة، فبذلك من المؤكد أن كلهم هربوا فالرجل أراد أن يقتل نفسه، فيقول لك عن معلمنا بولس الرسول "فنادي بولس بصوت عظيم لا تفعل بنفسك شيئا رديا لأن جميعنا ههنا"، حتى المسجونين الآخرين موجودين، لا يوجد مسجون قد هرب أبدا، فأخذ ضوء ونهض إلى داخل وخر لبولس وسيلا وهو مرتعد، حافظ السجن هو الذي يخر لبولس، هو الذي يسجد لبولس،ليس هو الذي يضرب بولس، منذ قليل كان يضربه لكن عندما عرف من هذا خر لبولس،يقول لك فأخرجهما وقال لهما يا سيدي ماذا ينبغي لي أصنعه لكي أخلص، فكرزوا له، فقال له آمن بالرب يسوع ورجع واعتمد هو وأهل بيته.الكنيسة يا أحبائي تريد أن تشير إلينا إلى أي درجة الإنسان عندما يعيش داخل المسيح يسوع وداخل محبته يتخطى نفسه يتخطى الألم، متي يزيد الألم؟عندما يكون الإنسان محصور داخل نفسه، عندما يكون الإنسان ليس لديه رؤية، لكن عندما يكون الإنسان يتألم داخل المسيح يهون عليه الألم،لذلك هنا الكنيسة تعود وتقول لك مزمور اليوم يقول "نور أشرق للصديقين"لماذا؟ لاتظن أن هؤلاءالقديسين كانت الحياة بالنسبة لهم عذاب، ظلمة،سجن،جلد،فقط لا فهناك نور، قم بقراءةسير الشهداء تجده يقول لك يتعذب في النهار والذي تأتي له السيدة العذراء، والذي يأتي له الملاك ميخائيل،والذي يأتي له ربنا يسوع بنفسه،والذي يستيقظ صباحا يجدوه سليم،ما هذا؟!،لأن هناك نور القصة ليست كلها ألم،القصة داخلها تعزيات، داخلها سرور، قال لك "نورأشرق للصديقين، فرح للمستقيمين بقلبهم،أفرحوا أيها الصديقون بالرب واعترفوا لذكر قدسه"،وهنا تقرأ لنا الكنيسة فصل من بشارة معلمنا لوقا أصحاح٢١ يقول لك "وقبل هذا كله يلقون أيديهم عليكم"، كل هذامن أجل مار جرجس المزاحم، وكأن مثلما أقول لكم أن محور القداس هو قديس اليوم، عندما يكون اليوم تذكار نبي تجدالقراءات تناسب نبي، قديسة تجدالقراءات تناسب قديسة، شهيدة تجد القراءات تناسب شهيدة، بطريرك تجد القراءات تناسب بطريرك، راهب تجدالقراءات تناسب راهب، ملاك تجدالقراءات تناسب ملاك،شهيد تجد القراءات تناسب شهيد، والجميل في الكنيسة أنه يمكن أن تجد أحيانا يكون هناك شهيد جندي نجدالقراءات تناسب جندي،هناك شهيد مثل شهيداليوم فهوليس جندي هو شهيد عادي نجدالقراءات تناسب شهيد عادي، أحيانا شهيد مثلاً يكون قد تعذب بأنواع معينة من العذابات، يأتي لك بالقراءةالتي تناسب نوع العذاب الذي تعذبه هذا الشهيد،على سبيل المثال شهيدمثل الأمير تادرس يكون مثلاً ألقوا عليه ثعبان فيقول لك"تطأالأفعى والحيات"،تجد مثلاً أبو سيفين يقول لك"جزنا في النار والماء وأخرجتنا إلى الراحة"،يقول لك "تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار" لماذا؟ لأنه جندي،تجد كل قديس له قراءاته، هنا هذا الشهيد وقف أمام ملوك وولاة قال لك "قبل كل هذا يلقون أيديهم عليكم، يطردونكم" فعلا طرد،وذهب وترك مكان، لمكان، لمكان، ويسلمونكم إلى مجامع وتحبسون وتقدمون أمام ملوك وولاة كل هذا لأجل اسمي، إذا كان مارجرجس المزاحم عاش حياته الطبيعية ربما كان قد وصل لدرجة في البلد، أوأخذ كرامة معينة لكن كرامة زمنية، ربما كان عاش مكرم في العالم لكن هنا قال لك أبدا فهم أصبحوا يهينوه،يضربوه، يطردوه لكن لماذا كل هذا؟! قال لك لأجل اسمي،فيكون لكم ذلك شهادة فضعوا أيضاً في قلوبكم أن لا تهتموا بما قد تحتجون به لأني أنا أعطيكم فما وحكمة التي لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها، وسوف تسلمون من الوالدين والإخوة،يقولون أن والد مار جرجس المزاحم هذا كان هو السبب وراء أن مار جرجس يتعذب وأن هو الذي أرسل أشخاص لكي تتابعه وتعرف عنه،وهم الذين وشوا به، والده، قال لك "سوف تسلمون من الوالدين والأخوة والأقارب والأصدقاء ويقتلون منكم وتكونون مبغضين من الجميع من أجل اسمي"،ثم في النهاية يقول لك "وشعرة من رؤوسكم لا تهلك بصبركم تقتنون أنفسكم"،نقول له كيف شعرة من رؤوسكم لا تهلك إذا كان الشهيد يتألم آلام مبرحة؟! ، إذا كنانسمع عن شهداء تقطعت أعضاء أجسادهم،قديس مثل القديس يعقوب المقطع إذا كان يديه الإثنين وأرجله الإثنين قدقطعوا،كيف تقول لنا شعرة من رؤوسكم، هو في الحقيقة هذا التعبير تعبير أبدي ليس تعبير زمني،بمعنى يريد أن يقول لهم كل هذا ولا يوجدشيءيمسكم في الأبدية، شعرة من رؤوسكم لا تسقط لماذا؟لأن الله ما الذي يعنيه؟، هل يعنيه شكلنا ونحن هنا على الأرض، شخص ضرب أوأذنه قطعت أووجه هتشوه،ليس هذا ما يعنيه،الذي يعنيه المنظر الأبدي للإنسان، يقول له كل هذالا يمسك، كل هذا لا تتأثر به،كل هذا ليس له أي تأثير على مستقبلك الأبدي لا تخف.هذه هي الكنيسة ياأحبائي،الذي يتفاعل مع الكنيسة يدرك أن هذه الكنيسة وعد الأنجيل،وكم تستخدم الإنجيل بمهارة، في كل قديس تعرف تخرج من الكنز الذي لديها ما يناسب القديس،الشهيد، البطريرك، النبي، الملاك، وقراءات للسيدة العذراء وقراءات للأنبياء لماذا؟ لأنها كنيسة قد شبعت بالكتاب المقدس فتعرف أن تخرج الفصل المناسب، المزامير لديها محفوظة منقوشة في قلبها،بمجرد أن تجد قديستخرج المزمور الذي يناسبه،تخرج فصلا لإنجيل الذي يناسبه،تخرج البولس، الكاثوليكون،الإبركسيس، لماذا؟ لأن الكنيسة عاشت الإنجيل،ونستطيع أن نقول أن الكنيسة هي كنيسة الإنجيل والإنجيل هو إنجيل الكنيسة.القديس مار جرجس المزاحم يا أحبائي يعلمنا درس صغير،كم هو تأثير الأم،فأمه هي التي سقته الإيمان،أمه هي التي عرفته سير القديسين، أمه هي التي عرفته أقوال الآباء،أمه هي التي علمته قوة الاحتمال بدليل أنها كانت مسيحية ومسيحيتها هذه كانت معلنة وفي نفس الوقت كان زوجها يحترمها ويقدرها، أم نقلت لابنها الإيمان،لكن الأب هو الذي كان في يده السلطة،ونحن نعلم أنه منا لممكن أن الولد يميل للسلطة أكثر ما يميل للضعف،هو يرى في أمه الإيمان والضعف،ويري في أبيه عدم الإيمان والقوة، فمن يتبع؟ تبع الإيمان لأن الإيمان يكون حركة قلبية من داخل الإنسان، شاهد ورأى،لأنه رأى في أمه أمور تمس قلبه،وتغير قلبه، وتقدسه،ورأى في أمه مجد الحياة الأبديةلذلك انجذب قلبه إليها.كل شهيد يا أحبائي يعلمنا درس مهم،أننا نفطم من محبة العالم، كل شهيد يعلمنا أنه من يفصلنا عن محبة المسيح، كل شهيد يعلمنا كيف نعيش العالم ونحن لدينا إستعداد أننا نميت أعضاءنا التي على الأرض، كل شهيد يعلمنا أن الحياة الأبدية أهم بكثير من الحياة الزمنية، كم يعيش الإنسان؟ قد يكون 20 سنة أو١٠ سنين أو 30 سنة ماذا تساوي هذه السنين بالنسبة للحياة الأبدية؟!، كل يوم في حياتك امسك فيه، امسك في كل يوم كإنه آخر يوم من أيام عمرك، قل يارب علمني أن أصنع مرضاتك في هذا اليوم، أعطيني أن أقدم لك جسدي كشهيد على مذبح محبتك، كل يوم يارب كيف أرضيك فيه، كيف حياتي كلها تنتهي وكأنني قدمت لك عمري كله.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبدياآمين .
البابا أثناسيوس الرسولى الجمعة الأولى من شهر بشنس
أثناسيوس الرسولى القديس
أقامه الله ليكمل شهاده الرسل بالإبن وتألم مثلهم لذلك لقب بالرسولى
لقد كانت محبته للسيد المسيح وتقواه ويقينه من صلاح الله ومحبته للبشر هما سر فهمه للاهوت والدفاع عن الحق وغسم اثاناسيوس معناه الخالد وقف ضد بطاركه واساقفه وأباطره لمده سته وأربعون عاماً
وهنا نرى أن المسيا الذى غلب على الصليب لايزال يغلب كل جيل ساهراًعلى كنيسته كاسراً قوه الموت
ولد فى الاسكندريه حوالى سنه 297وكلنا يذكر قصه صفولته وهو يقوم بتمثيل طقس المعموديه مع اصدقائه من الصبيه
أعجب به البابا الكسندروس ورسمه شماساوصار سكرتيرا خاصا به
عاش عصر الإستشهاد وعرف العديد من الشهداء والمعترفين ويقال أنه حضر إستشهاد لبابا بطرس خاتم الشهداء وسمع الصوت الآتى من السماء قائلاً آمين حين تضرع أن يكون دمه هو آخر دم يسفك شهادة للمسيح
وإستلم منهم معنى الجهاد والحب الحقيقى لله وفى شبابه قضى فترة تحت إرشاد العظيم أنطونيوس
ذهب إلى مجمع نيقيه 325م
كان يملك الحقيقه فى قلبه لا فى عقله ولسانه يتكلم بمشوره الروح القدس شاب له وجه ملائكى أرعب أعداء الكنيسه دافع عن لاهوت الإبن ووضع عباره هومو أوسيوس أى واحد مع الآب فى الجوهر او من ذات جوهر الآب .إختاروه لبطريركيه أما هو فهرب عند معلمه أنطونيوس فى البريه وأخذوه للرسامه
وخلف الكسندروس
قضى معظم حياته يقاوم هرطقه آريوس رغم حرمه إلا أنه إستمر فى عناد دبروا ضده مكايد وأقنعوا قسطنطين أن ينفيه إلى فرنسا ثم إلى روماوكان سبب بركه للغرب ثم نفى إلى صحراء مصر أتت إمرأه وإدعت فى وسط مجمع ليحاكمه أته أفسد عفتها وطلبت الأساقفه أن يرد على الإتهام فصمت وبدأ تلميذه تيموثاوس يرد على الإتهام هل تقابلت معكى هل دخلت بيتك فقالت نعم أنت هو وهكذا بطلت المحاوله
رعى الكنيسه لفتره 46عاما قضى منها 17 سنه منفيا
أطلق عليه ضد العالم أبو الارثوذكسيه عندما نمدح اثاناسيوس نمدح الفضيله وديع ولطيف لاهوته ممذوج بالروحيات
إذا وجدت كلمه لاثاناسيوس ولم تجد ورقه لتكتبها أكتبها على قميصك
تجسد الكلمه كتبه وعمره حوالى 25 سنه _ضد الاريوسيين
حياة انطونيوس
تهافت العالم على جسده غربا وشرقاً نقل إلى القسطنطينيه وفرنسا وأسبانيا وأحضره البابا شنوده إلى مصر فى 1973
الطريق
الذى يتكلم أنا هو إسم الله فى العهد القديم اهيه
ا،ا الوجود الاعظم ليس لى شبيه اكون الذى اكون انا الاله اصل الوجود عله المعلولات
الطريق هو المعالم والعلامات يمكن ان تصل به لانك داخله كما حدث فى الصعلك حملتكم على اجنحه النسور وجئت بكم الى
ود اتحدبه لتصل فالق
الانفصال عن المسيح يضيع اى صوم او وسيله دن المسيح ضلال
الحق البر القداسه المطلقه يحيا الحق الامانه الصدق النور الالهى يشرق على الذهينير الذهن والقلب ن ف
الحياة هو انفاسنا به نحيا ونتحرك ونوجد يعطى الحياة الروحيه
هو القائد وليس الجسد يعطى حياة ابديه وهناك لنا منازل كثيره
مكافئة المحبيــن للقيامة الجمعة الثانية من شهر برمودة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحدآمين .فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا مرقس الإصحاح 16والذي يتحدث عن أحداث القيامة المقدسة،يحدثنا عن المريمات اللواتي ذهبن باكراً جدا عند القبر،يقول"وباكرا جداً في الأحد من السبوت أتين إلى القبر، إذ طلعت الشمس وقلن فيما بينهن من يدحرج لناالحجرعن باب القبر وتطلعن فرأين الحجر قد دحرج لأنه كان عظيم جدا،ولما دخلن القبر رأين شاباً جالساً عن اليمين مرتدياحلة بيضاء فخفن، فقال لهن لا تخفن يسوع الناصري المصلوب الذي تطلبنه قد قام ليس هو ههنا".
١- المحبة تغلب العوائق :
محبةالمريمات يا أحبائي محبة فائقة، قد يكون موقف المريمات يسبب خجل للتلاميذ لأنهم مع أنهم نساء،والمعروف عن النساء أنطبعهم ضعيف، إلا أنهم غلبوا طبعهم،غلبوا الضعف، غلبوا العوائق،وذهبوا للقبر،لذلك أريد أن أتحدث معكم عن محبة ربنا، محبة ربنا يا أحبائي تجعل الإنسان يتخطى ضعفاته، ضعف طبع الجنس، ضعف الطبع البشري،ضعف المعوقات الخارجية والتي لا يتغلب عليها الإنسان أبدا إلابمحبة الله،المحبة تغلب المعوقات،مثلما قال عنها الكتاب "تحتمل كل شيء وتصبر على كل شيء وترجو كل شيء ولا تسقط أبدا"، هذه هي المحبة،عوائق كثيرة تنتظر المريمات :
١- عائق ضعفهم البشري كنساء.
٢- عائق الخوف.
اللواتي هن متحمسين له وذاهبين لأجله ليضعوا له أكفان وأطياب هو شخص مات موتة عار،شخص كل الناس تبرئت منه، كل الناس تخلت عنه،شخص الدولة كلها انقلبت عليه، فكيف يقولون أننا نتبعه؟، كلنا شاهدنا موقف التلاميذ وهم جالسين في العلية أبواب مغلقة،هاربين، خائفين،مذعورين، مرعوبين، والمريمات ذاهبين يقولوا نحن نريد أن نضع عليه أكفان،المحبة تغلب الخوف يا أحبائي، المحبة تغلب الطبع، محبة تغلب العوائق،لكن الليل مظلم نحن سنخرج والظلام باق لكي عندما نصل للقبر يكون النور بدأ يسطع والشمس بدأت تشرق، لكنهم في الطريق كان قبر يسوع خارج أورشليم، خارج البلد،وضع في الأطراف، ومعروف أماكن المقابر أنها أماكن مخيفة خاصة إذ لم يوجد بها أفراد، بالإضافة إلى أن اللواتي ذاهبين لزيارته ليس مجرد شخص قد توفي وهم عائلته وذاهبين له لا بل هوشخص على قبره حراس، شخص علق على خشبة على صليب والذي يعلق على خشبة يكون ملعون، شخص الناس كلها هتفت وقالت اصلبه، اصلبه، الناس كلها قالت دمه علينا وعلى أولادنا، الناس كلها مؤيدين لفكرة صلبه ولفكرة موته،والمريمات ذاهبين يقولوا نحن نتبعه،محبة يا أحبائي قوية كالموت،الإنسان أحياناً يقول لماذا أنا كسلان؟،لماذا لايوجد لدي اشتياقات حلوة تجاه الله، لماذا لا أفعل أعمال محبة كثيرة؟، اقول لك لأن الحب قليل،الحب عندما يكون قليل العوائق تغلبه، يقول لك أنا مشغول، يقول لك الحب عندما يزيد في قلب الإنسان يغلب،يغلب المشغولية،يغلب الضعفات،يغلب العوائق، يغلب الظلمة،يغلب الخوف، يغلب الحراس، عوائق كثيرة تنتظرهم،فالبلد أساساً لها أبواب،لابد أن يعبروا الأبواب أولا ثم بعد ذلك يذهبوا إلى القبر،وعندما يصلن إلى القبر، القبر عليه حجر، عليه حراس، إذا قاموا بالتفكيرقليلاً في هذه العوائق لن يخرجوا من منازلهم أبدا،لكن ماالذي يجعل هذه العوائق كلها تزول من أمامهم؟محبتهم لله، لن يروا أن الدافع الذي يذيب هذه العوائق كلها هو المحبة.إذا كان في العرف اليهودي أساساً المرأة صعب جداً أنها تسير في الشارع بمفردها، إذا كان العرف اليهودي ينظر للمرأة بطريقة فيها نقصان شديد، وازدراء شديد، كيف يغلبوا هذه العوائق كلها؟ يقول لك لأن رصيد المحبة لديهم مرتفع جداً،مرتفع جداً، ساهرين يجهزوا الأطياب،أخذوا الأطياب رغم أنهم يعلموا أن القبر صعب الوصول إليه،ويعلمون أن عليه حجر، إذن ماذا تفعلوا بهذه الأطياب التي معكم؟!،سوف تقولوا لهم أرفعوا لنا الحجر، وحتى وهم في الطريق بدأ هذا السؤال يقلقهم قليلاً، قال لك من يدحرج لنا الحجر؟ لكن المحبة تجد إجابة عن كل سؤال،أو تجعل أنه لا يوجد سؤال، أوتجعل المستحيل يكون سهل،خرجوا ومعهم رصيد من الحب كبير، يكفيهم هذه الرحلة الشاقة،وكفي لأنه يغلب هذه العوائق كلها.المحبة يا أحبائي عندما تدخل قلب الإنسان تجعله يتجاوز حتى نفسه،تجعله يقول مع معلمنا بولس الرسول "ولا نفسي ثمينة عندي"،تجعله يحتمل كل شيء، ويصبر على كل شيء،ويرجو كل شيء،رصيد محبة في القلب يا أحبائي يصنع معجزات وعجائب،خرجوا وتخطوا كل العوائق إلى أن بدأوا يقتربوا جداً من القبر، فينظروا ليجدوا الحجر قد دحرج لأنه كان عظيم جدا.
٢- المحبة تعاين الأمور السمائية :
ما الذي يجعل الإنسان يستحق أن يرى بركات القيامة، أن يرى بركات في حياته، أن يعلن له أسرار، أن يكشف له الأمور الغامضة؟ أقول لك لا يوجد أكثر من المحبة،عندما دخلن القبر رأين شاباً جالساً عن اليمين مرتديا حلة بيضاء "ملاك"،المحبة تجعلك ترى الملائكة، المحبة تجعلك ترى القيامة،ترى القبر الفارغ، ترى الحجر الذي دحرج،كيف دحرج؟!،بدون تدخلك أنت الله يرسل ملاك ويدحرجه لك، الأمور التي تبدو مستحيلة المحبة تذللها، الحجر يدحرج،نرى ملائكة،نعاين قيامة، تعالى اجعل إنسان يعيش مع ربنا برصيد من الحب كبير تكشف له أسرار، تعلن له إلهيات، تجد اتصاله بالسماء وثيق، تجد الإنجيل مفتوح أمامه،لايوجد عليه حجر، لايوجدعليه ختم،تجد لديه الفهم للأسرار الإلهية سهل، ما الذي جعله سهل؟ أنه عالم!، أنه ذكي!، أنه يقرأ كثيراً!،يقول لك لا أبدا،بل لأنه داخله رصيد من المحبة كبير،والذي داخله رصيد من المحبة كبير يرى به ما لا يرى وما لا يراه الآخرين، وما لا يفهمه الآخرين، تجد الله يعطيه أمور سمائية، فائقة، جميلة،المريمات يرون الحجر المدحرج، يدخلوا داخل القبر الفارغ ويرون النور،و يرون الملائكة،الملائكة تحدثهم، يقلن نحن كن آخر ما نطمع إليه أننا نتلامس مع جسده المائت ونضع له أطياب،هذه كل آمالنا، هذا ما نطمع إليه،يقول لك لا بل أن الرغبة التي لديك بالنسبة لك أنت تراها في خيالك لكن أنا بالنسبة لي الذي أنا أريد أن أعطيه لك هذا قليل فأنا أريد أن أعطيك أكثر من ذلك بكثير، أنا لاأجعلك تلمس جسد مائت لا لكني أجعلك تعاين قيامة، أنا لا أجعلك تدخل داخل قبر وأنت خائف من دخوله من كثرة الظلمة، أنا أجعلك تدخل قبر كله نور، وكله ملائكة، أنا أجعلك تتلامس مع أمور إلهية سماوية رغم أنك ذاهب إلى مكان موحش، ومكان مخيف، أنا أجعلك تذهب إلى مكان ما ذهبت إلى مثله مطلقا، أنا أجعلك تذهب إلى رحلة تظل تتذكرها كل أيام حياتك، وتكون هذه أبهج الأيام وأبهج اللحظات في حياتك،ما الذي يجعل لحظات حياتنا ممتعة؟ يقول لك المحبة،قف أمام الله بمحبة، تجد نفسك اغتنيت،اكتفيت،شبعت،نورت،فرحت، رغم أن الدنيا مظلمة، رغم حكاية القبر، رغم حكاية الصليب المتعبة والمؤلمة، رغم تخلي الناس، .....، .... إلخ،كل هذا سيزول، بماذا يزول؟ بمحبتك، المحبة تزيل العوائق، المحبة تجعلك تعاين الإلهيات كل الناس يا أحبائي الذين عاشوا السماء على الأرض كان رصيد محبتهم لله كبير جعلهم لا يتذكروا أنفسهم، وجعل أعينهم تكون مفتوحة ومكشوفة على أسرار سماوية، الناس يكونوا حولهم ويعيشون نفس الأمور التي يعيشوها لكن هؤلاء يرون أمور أخرى،المحبة تعطي القلب المفتوح والعين المستنيرة.
٣- المحبة تحول الإنسان إلى شاهد :
عندما أعلن لهم القيامة لأنهم أحبوا قال لهم ليس هو ههنا هوذا الموضع الذي وضعوه فيه، لكن أذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس أنه يسبقكم إلى الجليل هناك ترونه كما قال لكم، المحبة تحول الإنسان إلى شاهد إلى أمين، إلى كارز، ما الذي يجعل الإنسان يكرز؟ أقول لك أن محبته جعلته يتذوق أشياء وجعلته يرى أشياء الذين حوله لا يرونها،أقول له لايصح ذلك،بل مثلما شاهدت أنت لابد أن غيرك أيضا يشاهد، لابد أنك أيضا تجعل غيرك يتحمسوا أنهم يروا،أذهبوا وقولوا للتلاميذ،ويخص أيضا بطرس لئلا يضعف، يخاف، يبعد، لا أذهبوا قولوا للتلاميذ وقولوالبطرس أنه يسبقكم إلى الجليل هناك ترونه،لاحظ أن التلاميذ كانوا قد تشتتوا،وتقريباً أكثر من ثلثي التلاميذ أساساً جليلين أي من الجليل، فقال لهم إذا كنتم هربتم شمال أو يمين تجمعوا مرة أخرى في الجليل التي هي بلدكم ومسقط رأسكم، تجمعوا وأسبقوني للجليل وأذهبوا وعيشوا في بيوتكم، وكونوا مع بعضكم، اجتمعوا مع بعض، ولا تخافوا وأنا سآتي إليكم، ماذا يفعل؟ !يعطيهم مسئولية،الإنسان يا أحبائي الذي داخله محبة لربنا كبيرة تجده هو نفسه ذاق، هو نفسه عاش، هو نفسه أحب،فهذه الاختبارات التي أخذها يقول له الله هذه ليست لك، لا بل هذه لإخوتك،لابد أن تنادي، لا يصح أنك أنت تشاهد القيامة وهم لا يشاهدوها،لا يليق أنكم تتمتعوا ببركة معينة وأخوتكم يحرموا منها،قولوا لهم، اشهدوا لهم،تتصور أنت أن التلاميذ الذين يكرزون للعالم كله تبلغ أقوالهم إلى أقصى أقطار المسكونة، تخيل أنت إذا كانت القيامة وهي ركيزة الإيمان المسيحي،لا يعرفوها، قلقين،خائفين، متشككين،والذين يذهبوا إليهم ليقولوا لهم خبرالقيامة مريمات،أقول لك ماذاتفعل المحبة؟ المحبة تجعل الإنسان يسبق،يسبق غيره، حتى إذا كان له منصب، حتى إذا كان له ظروف مختلفة،المحبة تجعل الإنسان يسبق الكثيرين لأن الله لا يقيم الناس بحسب رتبهم لكن بمقدار محبتهم،كثيراً سنجدفي السماء أسرار، ستجد أشخاص مجهولين،سنجد نساء، سنجد فتيات، سبقوا أشخاص يمكن أن يكون لهم رتب، يمكن أن يكون لهم كرامات،كثيراً ما نجد أشخاص في أعين الناس قليلة لكنهم أمام الله لهم كرامة كبيرة، ما الذي ميزهم؟،ما الذي أعطاهم هذه الكرامة؟ محبتهم، ما الذي جعل المريمات شهودللقيامة، كارزات القيامة؟ محبتهم، والمحبة مثلما يقولوا تجعل القلب الخائف قلب شهيد،تحول الخائف إلى شهيد،هؤلاء هم المريمات،تحولوا إلى شهود للقيامة شهدوا للتلاميذ،الذي يجعل الإنسان يا أحبائي يكون داخله غيرة على أخوته محبته لله،داخله غيرة على كل من حوله يتمنى أنه يتذوق،يرى، يعرف، وعندما يعطي الله للإنسان إعلان لمحبته له يبدأ يتجاوب مع هذا الحب، يبدأ يثقل قلبه بإخوته،يبدأيضع في قلبه مسئولية تجاه الآخرين يقول لك لا أذهبوا إلى إخوتي وقولوا لبطرس أن يسبقوا إلى الجليل هناك يرونني،فليس هم الذين يسبقوا بل أنا أسبقهم إلى الجليل، يقول لك خرجن بمعنى هربن من القبر لأن رعدة وحيرة، بالتأكيد الموقف يا أحبائي كان يفوق احتمالهم،ومع ذلك تلقوا الخبر وذهبوا و شهدوا ونادوا،وبالفعل بمجرد أن التلاميذ سمعوا هذا الخبر وجدنا بطرس ويوحنا يركضون لكي يذهبوا ويروا هم أيضاً،والذين شاهدوا قالوا لغيرهم،والذي لم يقدر أن يذهب إلى القبر ربنا يسوع جاء له،وذهب لهم في العلية،و ذهب إليهم وهم على بحر طبرية، وذهب لتلميذي عمواس،ويظل يجول يفتقد الكل، يثبت الكل، رجع كل إنسان دخل إليه خوف أو ضعف أو شك، وعرفهم ما معني يقين القيامة، إلى هذه الدرجة يارب أنت مهتم بكل إنسان إلى هذه الدرجة أنت تسعي لكل نفس،وإلى هذه الدرجة تود أن تجمع الكل حولك،وتريد أن الجميع يشهدون لقيامتك، يقول لك نعم لأن الذي يتلامس مع القيامة يتغير،ما الذي غير التلاميذ يا أحبائي؟القيامة، فهم عاشوا معه، سمعوا كل تعاليمه،شاهدوا كل معجزاته،شاهدوا صلبه،وإلى هنا خافوا، إلى هنا الذي أنكر،الذي ابتعد،الذي تشتت،هل التعاليم كلها ليست كافية؟، هل المعجزات كلها ليست كافية؟،أقول لك لازال هناك شيء باقي،ما المتبقي؟ أقول لك أن القيامة هي ختم أعمال المسيح كلها، هي التي أكدت كل الأعمال السابقة،هذه هي التي أعطت لكل الأعمال السابقة قيمة أعلى من قيمتها بكثير،يقول لك هذا الذي شاهدناه يعلم قد قام،فقيامته أعطت قوة لتعاليمه، هذا الذي شاهدناه مصلوب قام فقيامته أعطت قوةلصلبه، هكذا يا أحبائي صارت القيامة هي المحرك للكرازة كلها،لذلك كان ربنا يسوع يؤكد على حقيقة قيامته وتمتع تلاميذه وكنيسته بالقيامة،رأيناالمحبة الإنسان يا أحبائي عندما يريد أن يطمئن على نفسه يسأل نفسه كم رصيد محبته؟،المحبة تغلب العوائق،المحبة تغلب تعب الجسد، المحبة تغلب الكسل، المحبة تغلب قلة الإمكانيات،المحبة تغلب الضعف البشري، المحبة تغلب ضعفات الطبع،المحبة تغلب الظروف المحيطة،المحبة تستحق أن تعلن لنا الإلهيات،المحبة تجعل من الإنسان شاهد وكارز بأسرار القيامة والأسرار الإلهية ربنا يعطينا يا أحبائي أن يكون لنا هذا الحب،أن يكون لنا هذه الغيرة، أن تكون لنا هذه الأمانة ربنا يكمل نقائصنا ويسندكل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
حيث أمضى أنا لا تقدرون أن تأتوا الجمعة الثالثة من شهر برمهات
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائى فى هذا الصباح المُبارك , فصل من بشارة مُعلمنا مار يوحنا " و أيضا أنا أمضى و ستطلبوننى ولا تجدوننى وتكوتون فى خطاياكم و حيث أمضى أنا لا تقدرون أن تأتوا " ظو قال لهم "حيث أمضى أنا لا تقدرون أن تأتوا " فبالطبع تعجبوا من هذة الكلمة , ما الذى يقصده , ما المكان الذى سيذهب إليه و نحن لا نقدر انا نكون معه فيه , قال اليهود " ألعله يقتل نفسه لأنه يقول " حيث أمضى أنا لا تقدرو أنتم ان تأتوا " فكروا إنه من الممكن ان يقتل نفسه , فمن الممكن و نحن سائرين وراه و نجده فجأة ألقى نفسه من جبل فبهذا سوف لا نستطيع أن نُكمل معه , فماذا يُعنى " حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم ان تأتوا " , لا يقدروا أن يستوعبوا , فما الذى كان هو يتكلم عنه ؟؟ هو فى الحقيقة كان يتكلم عن الصليب " حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم ان تأتوا " و لهذا أحيانا تجدوا ربنا يسوع يُعبر تعبيرات فيها شئ من السر , و لكن لماذا كل هذا , فقال لك لأن " سر الرب لخائفيه ", ليس أى احد أنا سأقول له , إننى سأصلب , أنا أقول لتلاميذى , و لكن اليهود سأقول لهم , أنا فى الحقيقة سأذهب إلى مكان , أنتوا لا تقدروا أن تذهبوا أنتم إليه , فلما ظنوا إنه سيقتل نفسه , الذى يجعلكوا لا تستوعبوا الكلام الذى أنا أقوله , فقال لهم :" أنتم من أسفل و أنا من فوق , أنتم من العالم , أما أنا فلست من العالم , قد لكم أنكم تموتون فى خطاياكم لأنكم إن لم تؤمنوا إنى انا هو تموتون فى خطاياكم ". قال لهم " أنتم من أسفل . كثير الإنسان يا أحبائى يصطدم من الوصايا و يضطرب و يتسائل و يخاف و ياتى له شئ من الهم و الحُزن , و لماذا هذا ؟؟ فقال لأن الإنسان لا يقدرأن يُخطى تجاه وصية , لأنه يجد الوصية صعبة , عندما بقول له "تضبط نفسك " أو " بع كل مالك و اتبعنى" أو " أحب قريبك كمفسك " او " أحب عدوك " . فيجد الوصية صقيلة , يقول له " ما قصدك منها أنا لا أستوعبها " , قصدك أن أعمل كذا , فيقول له " فى الحقيقة , حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم أنا تأتوا "لماذا ؟؟؟ لأنكم أنتم من اسفل اما أنا فمن فوق , أول يا أحبائى عندما يتجاوز الإنسان جسده و ضعفاته و يبدأ يسلك بحسب الروح يستطيع أن يفهم و يستطيع ان يتبع و يجد الوصية لذيذة تُضئ العينين من بُعد و يُحبها و يتودد إليه و يُنفذها بفرح . فالسر من إلن أتى ؟؟" أنا من أسفل أم أنا من أعلى , إذا كُنت أنا من أسفل سوف تُصبح المسافة كبيرة جدا , الوصية ثقيلة جدا و الكلام ألغاز و الامر غير مفهوم , فماذا يُعنى " حيث أمضى انا لاتقدروا انتم أن تمضوا " معناها إنه يوجد مسافة بينى بين الله , لا تقدرواأن تستوعبوا الصليب , من يُصدق إن ابن الله يُصبح بشر , ماذا يُعنى ان يُصبح ابن الله عبد , ماذا يُعنى إن ابن الله , البشر و العبد يُجلد و يُعرى و يُتفل عليه و يُهان , ماذا يثعنى إنه يُعلق كمجرم " حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم ان تأتوا ". حتى الىن يا أحبائى , ناس كثيرة جدا تنظر إلى الصليب على إنه عثرة , تنظر إلى الصليب على إنه ضعف , صعب جدا فهم الصليب لأنه " حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا" " انتم من أسفل اما أنا فمن فوق " , سر الرب يا أحبائى فى لاإتضاع و فى الإخلاء , عندما يقبل الإنسان هذا الأمر و يقبل أن يتحنى من داخله و يقبل أن يغفر و يتنازل عن ما فى الأرض , تبدأ السما تُفتح له و عندما تُفتح السماء له يبدأ يفهم الأسرار التى كانت صعبة و مقفولة و التى كان من المُستحيل أن يفهمها " حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم ان تمضوا ". كل نفس يا أحبائى تُرفض التجربة , كل نفس تُرفض الصليب , كل نفس تُرفض إنها تعيش للسماء , و تُصمم يعيش من أسفل و عندما يصر الإنسان على إنه يكون من أسفل لا يقدر أبدا أن يرتفع إلى أعلى و لا نصوم صوم روحانى حتى نكون من فوق و ليس من أسفل , هيا بنا نُطيع الوصايا و نرفع أيدينا للصلاة .هيا بنا نُضبط أنفسنا و أجسادنا حتى نكون مُستعدين إلى المكوت و أصبح من فوق و أول ما نكون من فوق نستطيع أن نفهم الوصايا التى من فوق , نستطيع ان نستوعب الحقائق المكتومة و المقفولة و الغامضة , و تجد الإنسان بدأ يكون عنده إستنارة فى قلبه و عقله و حواسه و يستوعب الكلام و بسهولة و يتجاوب , فتعالى كلم إنسان عايش فى المسيح و يسلك فى المسيح , كلمته عن اى وصية و افتح له الإنجيل , تجد هناك إستوعاب و تجاوب و حُب و في إنجذاب , هذا أتى من غين ؟؟ لأن الإنسان قلبه مفتوح , و تعالى فى نفس الوقت عن إنسان عايش بالأسفل و كلمه عن الوصية , تجده مشدود تجده سرحان , تجده مستصعب الأمر جدا , تجده يتسائل هل هذا الكلام لةى أنا و هل ينفع و هل هذا الكلام واقعى ؟؟ و هل هذا الكلام يُناسب العصر الذى انا فيه ؟؟ و يظل يتسائل , هذا الكلام يا أحبائى أتى من إن الإنسان يكون عايش لأسفل فقال هم " أنتم من اسفل أما أنا فمن فوق و لهذا قال لهم " أنتم ستموتون فى خطاياكم ", قالوا له " من أنت " فقال لهم " إنى انا هو " , و ما كلمة أنا هو , أقول لكم , هو كان تملى يُعبر عن نفسه أنا هو أى أنا أهيا " أنا الكائن و يقولوا عليها " ايجو ايمى " أى أنا هو , فلماذا أنا هو " لأنالله يا احبائى صعب جدا تُعرفه فى كلمة أو فى قصة أو فى موضوع " فعندما تأتى و تقول لهم من أنت ؟؟ يقول لك " أنا هو " أى أنا هو الكائن , أنا هو الخالق , أنا هو الوجود أنا هو الرازق , انا هو النور , كثير جدا كان يقول عن نفسه انا هو و ضع بجانبها كل الصفات التى من الممكن أن تصف بها الله , من أنت يا رب بالنسبة لى ؟؟ أنت سر حياتى , أنت رازقى , أنا غافر خطاياى , أنت مُخلصى , أنت راعى , أنت من بالنسبة لى ؟؟ , قال لهم إذا لمتعرفوا من أنا ستموتون فى خطاياكم , فأنا كلمتكوا مرارا و لدى الكثير أن أقوله من أجلكم . الغريب يا أحبائى إن ربنا يسوع يكون عارف إن قلوب أمامه مُغلقة و يُكلمهم و يقترب إليهم و يحاول يجذبهم إلى فوق , عجيب ربنا يا أحبائى يتعامل معى كل القامات , حتى الذين يُرفضوه , بذل معهم اكبر جُهد من الذين قبلوه , قال لهم " كلمتكم مرارا, أحبائى كثيرا ما يُكلمنا الله و ما يشدنا إلى أعلى و كثيرا يُكشف لنا الله الاسرار و كثيرا يقول لنا " حيث أمضى أنا تعالوا أنتوا ورايا و لا يقول لنا " حيث أمضى أنا لا تقدرون انتم أن تأتوا , أبدا هو يقول أتبعونى و اريدك أن تكون معى باستمرار , فأنا أقول له " أتبعك يا سيد أينما تمضى " . أنا سأسير خلفك , أنا سأتبعك بكل قلبى . يقول لى و لكن إحذر عندما تأتى و تسير خلفى , أنا طريقى صعب و ليس سهل , أقول له حاضر, ير , ستتعب أقول له حاضر , ستنكر نفسك , حاضر , ستحمل صليب, حاضر , تُريد أن تعيش مع المسيح , فهذا هو الطريق , هذا هو الذى أنا عينى عليه , فملكوت الله لا يؤخذ بالراحة , ملكوت الله يا أحبائى هو طريق الصليب , قال لهم " حيث أمضى انا لا تقدرون أنتم أن تمضوا " من فينا يُحب طريق الصليب ؟؟؟ تقول لى " كلمة الصليب فى حد ذاتها كلمة تجعل الإنسان يخاف , أقول لك " من المفروض إن كلمة الصليب تكون أكثر كلمة مُفرحة بالنسبة لك و أكثر كلمة مقبولة و أول ما يأتى عليك ألم أو ضيق , تقول له " أشكرك يا رب " لماذا ؟؟ أقول لك " اضمن إن بهذا الطريق أنت ستصل إلى الملكوت , قال لهم " حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم أن تأتوا " من يا رب يستطيع أن يسير خلفك , حتى الصليب , قليل جدا و لكن من يمشى خلفك فى موكب , من يسير خلفك و كل الناس تهتف لك ؟؟ كثير جدا , من يسير خلفك فى وليمة , كثير جدا , من يسير خلفك و أنت تعمل مُعجزة تبهر بها الجميع ؟؟ كثير جدا و لكن من يسير خلفك و أنت حامل الصليب؟؟ قليل قليل جدا جدا , من يقف بجانبك فى آلامك الشديدة أو أثناء الصليب ؟ قليل جدا , سمعنا عن أشخاص معدودين , من هم ؟؟ السيدة العذراء و يوحنا الحبيب بعض المريمات , يوسف الرامى , اسماء ثليلة جدا معدودة على أصابع اليد الواحد و لكن تعالوا نرى كم واحد كان موجود وقت دخوله لأورشليم ؟؟ يقولوا تقريبا تقريبا حوالى 3 مليون كانوا يهتفوا له , من 3 مليون لأقل من 5 , هذا هو طريق الصليب " حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم ان تمضوا " هل لديك إستعداد لحمل الصليب ؟؟ هل تحب طريق الملكوت ؟؟ هل تحب إنك تتبعه أينما يمضى ؟؟ ارفع عينك لفوق " الكنيسة عندما تحب تفتخر بشئ تحب أن تضعها فوق كل رسومتها , فتضع الصليب , وفوق الكنيسة من الخارج من الشارع تجد الصليب فوق الكنيسة و هو أكثر شئ يُبرزو يُوضح الكنيسة , تُريد أن تضع على صدرك علامة تُميزك ضع صليب , هل تُحب الصليب , هل انت عايش الصليب فعلا " حيث أمضى أنا لا تقدرون أنتم أن تمضوا ". طريق الصليب يا أحبائى هو طريق القداسة و الفضيلة و السماء , طريق الصليب هو الطريق المضمون ,الذى يجعلنى أمشى بالفعل فى خطواته , اتبع خطواته , اسير خلفه , و اتبعه , تعرف ما هى نهاية الطريق ؟؟ يقول لك " انا أسير خلفه و الراجل كويس و جميل و يُحضر لى كل طلباتى , أقول لك و لكن " احذر لأن فى هذا الطريق يوجد صليب , ستُكمل ام سترجع إياك ان تمضى نص السكة و يعد ذلك تعود و إياك ان تعود فى النهاية , لأن الذين رجعوا فى النهاية أصعب من الذين رجعوا فى الأول " و لهذا ربنا يسوع يقول لك :" ستظل سائر خلفى " احذر لأن فى نهاية قصتى صليب , تحب تسير فيها للآخر أم لا " { طوبى للإنسان يا أحبائى الذى يُعانق الصليب بفرح } { طوبى للإنسان الذى يقبل ما ياتىه الله عليه بشُكر } { طوبى للإنسان ذو العين المُستنيرة و يفهم أن هذة وسيلة خلاصه ونجاته و الطريق للعبور للمجد و إنه يفهم إن هذا هو منهج مُخلصه و سيده يسوع المسيح } إذا كانسيدى صُلب و إذا كان سيدى سلك هذا الطريق , هل من الكثير علىّ إننى أسلكه , هو سلك طريق جوع و عطش و إهانة , هو سلك طريق ضيق , هو سلك الطريق الذى من فوق و ليس الذى من أسفل , الماس كان نفسهم إنه يكون ملك , مُتوج و جالس على العرش و الناس تسجُد له , انتوا تُريدوه الآن , لا ينفع , " اما أنا فمن فوق " , أنتوا تُريدوا المجد و الشُهرة و النُصرة و المال الآن , الإنسان يا أحبائى الذى واضع الأهداف الروحية فى فكره , يعرف جيدا إن مجده ليس من الأرض و لكن مجده من السماء و لهذا يا أحبائى تجد الإنسان الذى يضع عينه على فوق , تجده يقبل بشُكر أعمال الله معه و يعرف إنها جُزأ من خطة خلاصه . مرة واحدة كانت تُعاتب الله ,تُعاتبه بشدة , تقول له " يا رب حصل كذا و حدث كذا و كذا و أنا لا أعرف ما الذى أنت فعلته هذا ؟؟فيقول لك ربنا أحضر لها صوت بسيط و قال لها :" أنا لم اعمل فقط , انا مازالت سأفعل و أفعل " يقول لها أنا لسه بعمل , من قال لك إننى عملت خلاص ,انا مازلت أشكل فيكِ من جديد ,ربنا يُريد أن يعمل فينا يا أحبائى , يُريد ان يثغير فينا أشيائ و كيف ستتغير هذة الأشياء ؟؟ كيف هذة الأشياء تبيض ؟؟ كيف تلمع ؟؟ , أى شئتُيده أن يبيض , لابد أن يجتاز مراحل دقيقة جدا محتاجة ألم و مُعاناه . الله يُرد أن يُغير فينا أشياء كثيرة , إخضع ليد الله و قُل له يا رب عاملنى " كما تُحب و كما ترغب و كما تُريد , أنا خزف يم يديك "أنتم من أسفل أما أنا فمن فوق " قول له :" يا رب أنا إنسان مولود من أسفل و لكن حياتى معك ستجعلنى من فوق و عندما اكون مولود من فوق , أمضى معك , حيث تُريد انت و عندما أكون مولود من فوق , أفهم كل أعمالك و حيث تمضى أنت , أستطيع أنا أيضا أن أمضى و حيث تمضى أنت , يكون طريقى هو طريقك , فإن كان طريقك , طريق الآلام , فإعطنى نعمة أن أحتمل الآلام و غن كان طريقك طريق السماء , فإكشف عو عينى حتى أعرف طريق السماء , لأنى أنا من أسفل , صعب علىّ , أن أعرف طريق السماء بدونك , اكشف عينى و أجعلنى أرى القوة التى أنا نفسى أن أراها فوق و أرى المجد الذى انا نفسي فيه , اكشف عن عينى حتى أرى الغنى الذى أنا أحلم به , اكشف عن عينى حتى أرى الفضائل و أرى الأمجاد و أرى القديسين و ساعتها حيث أمضى أنا أقدر أنا أن أمضى خلفك , فأكون انا من فوق و استطيع إننى أتبعك لأنك طؤيقك من فوق " الله يُعطينا يا أحبائى عين مُستنيرة , الله يُعطينا إستعداد لطريق الألم و الصليب , ربنا يُعطينا إستعداد أن نمضى معه حتى و إن مضى إلى الصليب ربنا يُكمل نقائصنا و يِسند كل ضعف فينا بنعمته , لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين .
أتستطعان أن تصطبغ بالصبغة التى اصطبغ بها أنا الجمعة الأولى من شهر هاتور
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائى فى هذا الصباح المُبارك فصل من بشارة مُعلمنا مارمرقس التلميذ الطاهر بركاته على جميعنا آمين , إصحاح( 10 : 35 -43 ) "و تقدم إليه يعقوب و يوحنا ابنا زبدى قائلين :" يا معلم , نُريد أن تفعل لنا كل ما طلبنا". فقال لهما :" ماذا تُريدان أن أفعل لكما؟". هما كانوا مرة قبل ذلك وسطوا أمهم و هما كانوا معها إنهم يُريدوا أن يُشاركوه فى مجده , يُريدا واحد أن يجلس عن يمينه و عن يساره فى المجد , و لمن فى الواقع , كان يوجد ناس حول يسوع فى ذلك الوقت , فإتكسفوا أن يقولوا له ما الذى كانوا طالبينه منه . فقالوا له الآن , نحن نُريد أن تفعل لنا الذى كُنا طالبينه منك قبل ذلك . و لكن يسوع أحب أن يكشف أفكارهم أكثر , فقال لهم " ما الذى طلبتموه منى قبل ذلك ؟؟ " فإضطروا أن يقولا له , فقالاله :" أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك و الآخر عن يسارك فى مجدك". فإذا حتى كُنا أالنا كلمة مجدك , كُنا نفهم من الكلام إنهم يُريدا أن يكونا معه بإستمرار , و لكنهم قالواله " واحد يجلس عن يمينك و الآخر يجلس عن يسارك فى مجدك ". ففال لهما يسوع :" لستما تعلمان ما تطلُبان . أتستطيعان أن تشربا الكأس التى أشربها أنا , و أن تصتبغا بالصبغة التى أصتبغ بها أنا؟. فقالا له :" نستطيع". إذا قرأت بشارة مُعلمنا مُرقس الأعداد التى تسبق هذة بالضبط , فيسوع كان يتكلم فيها عن آلامه المُزمع أن يجتازها , فكان يقول لهم:" إن إبن الإنسان سيسلم لإيدى أثمة و يتأمروا عليه و يتشاوروا عليه و يصلبوه و يقتلوه و يُتفل على وجهه , فتخيلوا أنتوا , بعد كل ذلك الذى قاله و يأتوا فى النهاية و يقولا له , كُنا نُريد أن تفعل لنا الذى طلبناه منك قبل ذلك , واحد يجلس عن يمينك و الآخر يجلس عن يسارك فى مجدك . فهو كان يتكلم من شوية عن الآلام و العذابات و الكأس التى سيشربها و الضيق الذى سيتعرض لها المسيح و فكان من الأولى إنكم تقولا له إنكما تُريدان أن تجتازا معه هذة الآلام و هذة الضيقات , و لكننا وجدناهم يقولا له , نُريد أن واحد يجلس عن يمينك و الآخر يجلس عن يسارك فى المجد . مُفارقة عجيبة جدا يا أحبائى . كثيرا ما تحمل ربنا يسوع المسيح من تلاميذه ضعفات كثيرة جدا . فمثلا كان يتكلم مرة عن الروح القدس , فيقولوا له :" و لا سمعنا إنه يوجد روح قُدس , و مرة أخرى كان يتكلم و يقول " أنا و الآب واحد " فيقولا له "أرنا الآب و كفانا ",فبقول لهم " من رآنى فقد رأى الآب ", هُنا يتكلم عن آلامه , يقولا له " نجلس واحد عن يمينك و الآخر عن يسارك فى مجدك " , مُفارقة عجيبة , هو يُفكر بطريقة و هم يُفكروا بطريقة أخرى , هو يُفكر إنه لا يوجد مجد بدون آلام و لا يوجد قيامة بدون صليب . أحيانا يا أحبائى الإنسان يتوه غن ذهنه هذة الحقيقة , يُريد المجد فقط , يُريد القوة فقط لا يقبل الضعف و لكن ربنا يسوع أظهر لنا إن قوته من خلال إنه يغلب الضعف , المجد لا يأتى بدون ألم , القيامة لا تأتى أبدا إلا بالصليب , أحيانا نريد مسيح بدون جُلجثة , بدون صليب , أقول لك " لا أبدا " فهو أعلن مماكته على الصليب , أعلن كمال حُبه على الصليب , فالصليب جوهر إذا بعدت عنه تكون بعدت عن المسيح و عن المسيحية , فهذا هو الصليب العملى , هنا هم يسمعوا عن الصليب النظرى , فهو يُحكى لهم عن الصليب و لكنه لم يتلامس مع حياتهم , فبينما هو يتكلم عن الصليب , هما يتكلما عن المجد و لهذا جميل جدا إن يعقوب و يوحنا رغم عظامتهم لم يُدركا أسرار الصليب إلا عندما سلكوا معه طريق الصليب و إجتازوه معهم و لهذا أستطيع أن أقول لك , إذا قرأت بعد ذلك ترى يعقوب و يوحنا , فأصبحوا عملاقة , فيقول عن يعقوب , فى كنيسة الرُسل عندما أحبوا أن يقتلوهم , فقالوا نُجلب إلينا كبيرهم , و من هو كبيرهم ؟" هو يعقوب , فيقول لك فى أعمال 12 " فى ذلك الوقت مد هيرودس الملك يديه إلى أُناس لُيسئ إليهم , فقتل يعقوب يعقوب أخا يوحنا بالسيف" فبدأ بكبيرهم يعقوب , هذا هو الذى كان يقول له , أريد أن أجلس عن يمينك و أخى عن شمالك فى مجدك . و لكن الآن الحكاية لم تُصبح مجد يا يعقوب , فيقول يعقوب لنا , أنا فى الحقيقة كُنت جاهل , أنا عندما رأيت آلامك و عندما أيقنت إن الآلم هو الذى يوصل إلى المجد , فتطلبت الألم و أنا واثق إنك سوف تُعطى لى من خلاله المجد , لكن ليس بجهل أطلب المجد و خلاص ... لا . فالباب الذى يؤدى إلى المجد هو الآلم , الباب الذى يؤدى إلى القيامة هو الصليب . و نجد إن كل التلاميذ إستشهدوا ماعدا يوحنا إبن زبدى , و لماذا هو لم يستشهد ؟؟! هو لم يستشد لأن الله حرصه من أجل رسالة مُعينة , لأنه عاش حتى أواخر القرن الأول , فالقديس يوحنا عندما عاش حتى أواخر القرن الأول , و هذا كان أكثر واحد قريب جدا إلى المسيح , ظهرت بدع كثيرة جدا جدا , تُشكك فى المسيح , فظهرت بدع كثيرة جدا تقول عنه إنه إنسان فقط و ليس إله , فكتب بشارة يوحنا البديعة المملوءة بالأسرار الإلهية و الكشف الإلهى , الله حفظه حتى يكتب هذة الرسالة , فبعدها بشوية , جاءت ناس و قالت العكس , إنه كان إله و لم يكُن إنسان , فيكتب يوحنا رسائله الثلاثة , إن يسوع كان إنسانا , فيقول فى رسالته " الذى لمسناه بأيدينا " و إن الخياة أظهرت , و يقول أيضا " إن كل روح لا يعترف بإن يسوع قد جاء إلى العالم " فبدأ عن ناسوته ومن هُنا سمح الله أن يُبقى يوحنا لأواخر القرن الأول و لا يستشهد فى أيام نيرون فى أواخر الستنات , حتى يُعاصر كل هذة البدع و يكتب إنجيله على لاهوت المسيح و يكتب رسائله ليؤكد على ماسوت المسيح , ثم يُنفى إلى بطمس فيكتب لنا أسرار ملكوت السماوات من خلال سفر الرؤيا , فهل تتوقعوا إن هذا هو الذى كان يقول له أجلس عن يمينك , .. فبالتأكيد إنها كانت فترة جهل , لكن انا الآن عينى فُتحت على أسرار جديدة , أنا الآن إذا أعطوا لى الإختيار سأطلب الألم و لا أطلب المجد , أنا الآن مُشتاق لأنى أكون فى شركة آلام المُخلص , عجيب أنت يا رب فى تأنيك على تلاميذك . فكان من الممكن يسوع عندما يسمع كلام مثل هذا , يغضب و يثور عليهما . فأنا أكلمكم على إننى سيُتفل فى وجهى , أكلمكم على الإهانات التى انا سوف أجتازها و الآلام و أنتم أكثر المُقربين إلىّ , كان يليق بكم إنكم تقدموا لى روح مُشاركة فى آلامى و لكن لا تكلمونى عن إن واحد يجلس غن يمينى و الآخر عن يسارى فى المجد و لهذا هو هنا قال لهم " لستما تعلمان ما تطلبان " أنتم لا تعلموا إن الذى أنتم تطلبوه له نفقة , فما هى النفقة " فقال لهم :" أن تشربوا الكأس التى انا أشربها " هما ساعتها قالوا له نعم " نستطيع " و لكنهم قالوها له و هما لا يدركون الكلمة التى قالوها , قالوها و ليس لديهم أى إستعداد للتعب , لكن عندما رأوا آلام المُخلص و عاشوا معه فى فترة آلامه الفعلية , هُنا ساعتها أسلموا نفسهم للآب , و لهذا كل واحد فينا يسأل نفسه " أنا إيمانى بالصليب نظرى ؟؟ مجرد مثل يعقوب و يوحنا الذين يعلموا الكلام عن الصليب , فيسوع كان عمّال يُكلمهم عن الصليب , هل أنا واقف عند هذة الحدود ؟ لكن عندما يأتى إلىّ ألم أرفضه و أطلب المجد فقط . أقول لك لا , هُناك شئ كبير جدا أنت مُفتقضه فى حياتك , ما هى ؟؟ إنك تكون عارف جيدا إن البركة مخفية وراء الألم , أن تشرب لاكأس التى شرب , أن تصتبغ بالصبغة التى إصتبغ هو بها . فما هى الصبغة ؟؟ الصبغة هى الألم , الدم , الإهانة , التعرى . و لهذا كلمة الصبغة , الكنيسة أطلقتها على المعمودية , كُل واحد فينا إصتبغ بهذة الصبغة , المعمودية التى هى ال "Baptism" و التى تُعنى الصبغة , فالصبغة , تُعنى , إننى أدخل بلون و أتصبغ و أكون واحد آخر , فتُعنى النغير تماما , صِبغة مُقدسة . فقال لهم " أتستطيعا أن تصتبغا بالصبغة التى أنا أصتبغ بها ؟؟" " تستطيعا غنكم يكون فيكم صورتى و ملامحى , أنا صاحب اليدين المثقوبتين , أنا صاحب الوجه الُمتفل عليه , صاحب الوجه الذى لُطم عليه , أنا صاحب الرأس الذى وضع فيه إكليل شوك , هل تستطيعا ان تكون هذة هى صبغتكا و هذا هو منهج حياتك ؟؟ و يعقوب و يوحنا ساعتها قالال له " نستطيع " و فى الحقيقة أثبتوا بالفعل إنهم قالوا " نستطيع " و لهذا للأسف التلاميذ العشرة إتغاظوا , و قالوا لهما , لماذا أنتما بالأخص اللذان تطلبان هذا الكلام ؟؟ و ربنا يسوع كأنه كان يُريد أن يقول لهم فى ذلك الوقت " أنتم كلكوا لا تفهموا شئ " "كلكوا لا تشعروا بى " لكن انا سأظل عليكم , فيقول عنهم الكتاب " و لما صعد معه العشرة إبتدأوا يتزمرون على يعقوب و يوحنا , فدهعاهم يسوع و قال لهم "أنتم تعلمون إن الذين يُحسبون رؤساء الأمم , يسودونهم , أنتم تتصارعوا فى من منكم يكون الأكبر" , أنتم تعلمون إنه فى قانون العالم إن الكبير يسود على الصغير و إن الرئيس يسود و يتسلط و إن عُظامئهم يتسلطون عليهم و جذ بالك هُناك فرق بين الرئاسة و التسلط , الرئاسة أن يستخدم الرئيس سُلطانه , أما التسلط فهو يستخدم ما لا فى سُلطانه , يُعنى أن يتجاوزحدود سُلطانه , فهذا يُسمى تسلط , كأنه يُريد أن يقول لهم , العالم من الممكن أن يكون فيه رئاسه بل و أكثرمن الرئاسة , من الممكن أن يوجد تسلُط . و لكن قال لهم " أما أنتم فلا يكون هكذا فيكم " أنتوا لا, لا رئاسة و لا تسلط , فقال لهم " من أراد أن يصير فيكم عظيما ,يكون لكم خادما , من أراد أن يصير فيكم أولا, يكون للجميع عبدا . تعالى و أنظر إلى أى واحد يضع هذا الفصل أمامه , فيقول لك " من الذى يقول هذا التعليم العظيم ؟" ليس من الممكن أبدا , أن يأمر أحد تلاميذه بهذا الكلام , فالذى يريد ان يكون فيكم أولا , يكون فى الآخر!!! من فى لبتاريخ كله تكلم فى هذة التعاليم و لهذا عندما قرأت ناس فى الكتاب المقدس و خضعت لعمل الروح سجدت , عندما قرأت ناس فى الكتاب المُقدس , الكلام إخترق أعماقهم لأنه كلام جديد , أنه كلام يصتضدم لاعقل البشرى و يصتضم بالإنسان العتيق الذى يُريد أن يتسلط و الذى يُريد أن يقوى و الذى يُريد أن يتوسع و الذى يُريد أن يكون له نُفوذ و الذى يُريد أن يكبر و يجد تعاليم المسيح , فيقول له ,إذا أردت أن تكون فى الأول , خليك فى الآخر , " من أراد أن يصير فيكم أولا يكون للجميع عبدا , لأن ابن الإنسان أيضا , لم يأتى ليُخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين " بذلت نفسك عن هذا الشعب مع كل هذة الجهالت التى أنت تراها . الكتبة و الفريسيون و ناس يُريدوا مصلحتهم , الذين يُريدوا أن يمشوا معك لمجرد إنه يأكل و الذى يُريد أن يمشى معك حتى تعمل له معجزة , حتى تلاميذك يا رب , غير مُدركين من أنت و مع هذا يقول " أحب خاصته الذين فى العالم , أحبهم إلى المُنتهى ". فتعالى شوف هل أنت ماشى مع يسوع المسيح صح و لا لأ ؟؟ هل أنت ماشى معه بمنهجه أو بفكره؟؟ أم إنك تُريد من المسيح , مُجرد مجد , مُجرد مصلحة , مُجرد إنتصار , مُجرد كرامة أو مركز , يقول لك " أنت عكس فكرى تمام , لأنك غير مُتشبه بى , إذا تشبهت بى , تصتبغ بالصبغة التى أنا إصتبغتها , تشرب الكأس التى أنا شربتها و تكون مثلى . فأنا عندما كُنت فى وسطكم , كُنت خادم , أنا خلعت ثوبى و وضعت منطقة فى وسطى و طلبت إننى أغسل أرجلكم كعبد , بل و كأصغر عبد . فى التقليبد اليهودى , كان الذى يعمل هذة الوظيفة , أقلعبد لأن العبيد كانوا درجات , العبد القديم و العبد الذى لديه مهارات و العبد الذى لديه مواهب و العبد الذى لا يفهم شئ و المغضوب عليه , يقوم بالأعمال الحقيرة مثل غسل الأرجل و تقديم الطعام و المسح , فهذا هو العبد المغضوب عليه , فجاء يسوع و قال لنا , أنا هو هذا العبد المغضوب عليه , و يسألنا نحن سؤال , كل تستطيعوا أن تكونوا مثلى و لهذا قالوا له , تستطيعان أن تشربا الكأس التى أشربها أنا , أن تصتبغا بالصبغة التى أصتبغ بها أنا . فأكثر شئ يا أحبائى يتوهنا عن المسيح ذواتنا , أكثر شئ يُفقدنا الرؤية السليمة , أن نُحب أن نكون أولا . تعالى و إسمع نصيحة الإنجيل و إحيا بها , يقول لك , إذا أردت ان تكون أول الكُل , كُن خادم للكل , فواحد من الآباء ذهب إلى مُعلمه الروحى و قال له " قُل كلمة لإحيا " قال له :" ضع نفسك تحت الخيقة كُلها و أنت تحيا " ربنا يُعطى لنا يا أحبائى أن نكون تلاميذ تابعين للمسيح لا بالكلام , بل بالعمل و الفعل , نحمل منهجه فى داخلنا فنحبه و نقتنع به و نتمثل به ربنا يُكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته ,لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان و إلى دهر الدهور كلها آمين .
لا تخافوا الجمعة الثانية من شهر أبيب
تقرأ علينا الكنيسة يا احبائى فى هذا الصباح المُبارك فصل من بشارة مُعلمنا مار لوقا البشير بركاته على جميعنا آمين إصحاح 12 عندما يقول لنا " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد " كثير الإنسان يتعرض إلى مخاوف أو يعيش فى سجن من الخوف . عدو الخير يستغل أمور طبيعية وضعها الله للإنسان حتى يجعله يعيش فى دائرة من الرُعب , حتى يجعله فاقد لسلامه , الخزف غريزة طبيعية , ربنا أعطانا غرائز و التى يقولوا عنها إنها دوافع طبيعية من أجل حفظ الحياه , من أجل بقاء نوع الإنسان و جعل لكل غريزة دافع , فجعل لدينا غريزة الأكل و جعل دافعهاهو الجوع , لماذا ناكل و لماذا نجوع ؟؟ حتى نعيش , من محبة ربنا لنا أعطانا غرائز حتى تُبقى لنا حياتنا و الخياه تستمر . غريزة الخوف لماذا أعطاها لنا الله ؟؟ حتى يُبقى على حياتنا , الإنسان إذا لم يكن يخاف , من الممكن أن يترك نفسه فى مخاطر تعرضه إلى الموت و إذا كنا لا نخف تجد واحد مثلا رأى سيارة قادمة عليه يقف و هو لا يخاف يجد السيارة داسته , فالخوف أمر طبيعى , من محبة ربنا علينا , ربنا وضعه فى الإنسان من أجل الإبقاء على الحياه. و لكن ما الذى فعله عدو الخير ؟؟ دخل فى هذا الخوف و قال:" انا سأعمل بكل هذة الغرائز " فبدأ يعمل بالشهوة , بدأ يعمل بالأكل و بالخوف , فيُفسدها و نجح فعلا إنه يُسقط الإنسان و جعله فعلا يأكل و يشتهى و يخاف و يختبئ من ربنا , فأصبح يوجد خوف إنه يبعد عن ربنا و لهذا الإنجيل المقدس يقول لك اليوم :" لا تخافول " , عندما تأتى تعمل بحث فى الكتاب المُقدس عن كلمة " لا تخافوا " أو " لاتخف" أو " لا تخافى" مثلما قال الملاك للسيدة العذراء مريم " أو " لاتخف لأنى معك" تجدها فى الإنجيل 360 مرة و كأن الله يهمس فى أذنك لا تخف كل يومعلى مدار السنة كلها " لا تخف " لأن الخوف ليس من الله , الخوف يزرعه فيك عدو الخير , حتى يجعلك فاقد للسلام و الإطمأنان فى دراسة تقول إنه أكثر من 92% من مخاوف الإنسان لاتحدث , أشياء تقلق الإنسان و تخوفه و لا تحدث لماذا ؟؟ لأنها من العدو , هو يُريد أن يجعل الإنسان يعيش مُشوش لا يُريده أن يهدأ أو يستقر أو يتطمأن و لهذا مُعلمنا بولس الرسول يقول:" لأنه هو سلامنا "الذى يعيش مع الله يكون فى داخله سلام , يكون داخله سلام , حتى و إذا كان هُناك مخاطر أو مخاوف و لهذا قال :" لا سلام قال إلهى للأشرار " إذا الخوف هو ثمر خطية , الخوف هو نتيجة للإنفصال عن الله , فعندما انا أنفصل عن الله , أنفصل عن السلام و لهذا من ثمار الروح القدس " محبة , فرح, سلام " عكس الخوف , تجد نفسك ملئ بالسلام , تجد نفسك غير خائف , غير مُضطرب , فتاتى لك أفكار على الغد , تقول :" لا" أنافى يد الله و لتكن إرادته و لهذا من الممكن إن الإنسان يكون عايش فى دائرة من الخوف يجب أن يُقاومها و يجب أن يمتلأ بالسلام من اجل إنه يطرد المخاوف التى داخله , فما الذى يخاف منه الإنسان ؟؟ يقول لك " اكثر شئ يخاف منه الإنسان الغد , تجد الإنسان يلاسم لنفسه أوهام و خيالات على الغد و بعد لك تأتى له المخاوف و يقول لك :" سأخسرأو سأمرض , أحد من اسرتى سينتقل و كذا و كذا و كذا " فتقرأ شئ فى الجريدة أو فى تسمع شئ فى التلفزيون , تجد مخاطر كثيرة مُحيطة بالإنسان , تجعل الإنسان يعيش فى فزع , أقول لك " عندما يأتى لك هذا الأمر , فكر نفسط بمواعيد الله "فلماذا الكتاب المُقدس قال :" إن الخوافين , سوف لا يدخلوا السماء ", فأنت يا رب أعطيت لنا الخوف شئ طبيعى , يقول لك :" نعم , الخوف الطبيعى انا أعلمه جيدا " و أنا قاصد إننى أعطيه لك لأنى انا أحبك فكون إنك تخاف من خطر , تخاف من حرامى , و تهرب منه .كون إنك تخاف من سيترة ,تخاف من قطار , تخاف من دور عالى , هذة كلها أشياء طبيعية جدا و لكن الذى ليس هو طبيعى , الغير طبيعى إنك تفقد سقطك فى مواعيد الله و هذة شائعة مُنتشرة فى هذا الجيل , نعم , فى كل الأجيال بل فى جيلنا كثرت أكثر لأن هُناك مُتغيرات كثيرة , فبوسائل الإعلام , أصبحت تعلم كل شئ يحدث فى كل العالم الآن , البيت الذى هُدم و الرجل الذى قُتل أو مات و الزلزال , فربنا يقول :" قصاد كل تقدم ضريبة " هناك ضريبة تُدفع , على قدر ما هى مُفيدة و لكن لها اضرار , الخوف , فما الذى انا أفعله قصاد الخوف ؟؟أفتكر مواعيد الله , افتكر مواعيد الل , يقول لك :" من ذا الذى قال فكان و الرب لم يأمر" , فلا شئ يخرج إلا بأذن من الله , لا تخف كله بأمر الله , فطالما الأمر بيدك إذا سأحيا فى هدوء و سلام , يقول عن مرة تلميذ و مُعلمه كانوا ذاهبين إلى مُهمة رسمية لمُقابلة أحد أكابر الدولة , فكان فى هذة الليلة , المُعلم قلق جدا , فعمال ذاهب و راجع فى الغرفة و يُفكر و التلميذ نام , فإستيقظ وجد مُعلمه ذاهب و يتحرك كثيرا فى الغرفة , فقال له " نا بك يا مُعلمى " فقالله :"انا أفكر فى الأمر الذى يخص الغد و ما الذى سأقوله و قالله :" نام أنت لاتشغل بالك " فقال له تلميذه " أنا سوف لا انام إلا إذا أنت نمت معى " فقال له :" يا بنى انا لازم أفكر فى كل الأشياء التى سيقولها لنا هذا الرجل "فقال له تلميذه :" يا أبى تثق إن الله الذى دبر كل الماضى بكل مهارة و غتقان ؟؟ " فقال له:" أثق " فقال له :" نثق إن الله سيُدبر المُستقبل بكل مهارة وإتقان ؟؟" فقال له :" أثق " فقال له :" دع الذى دبر الماضى و سيُدبر المُستقبل يُدبرالآن و نام "فقال له مُعلمه :" فعلا معك حق " الذى دبر كل الذى مضى و واثقين إنه سيُدبر كل المُستقبل , غير واثقين إنه سيُدبر هذة اللحظة !!. يقول لك :" لا تهتم الغد " قال لك :" مُلقين كل همكم عليه و هو يعتنى بكم ". جميل جدا إننى أمسك فى مواعيد الكتاب المُقدس , فهذا كلام الله , فإذا أحد فينا قال لواحد كلمه يظل ماسكها له طول عمرة ,فيقول له :" أنت قُلت لى إنك ستُعطنى كذا , ها , هل ستُعطيها لى ام لا ؟؟ فلماذا نحن لا نمسك بكلمة الله ؟؟ فهذا وعد , هذة وعود , و نحن نقول :" إن مواعيد الله صادقة و غير كاذبة ". أنت قُلت , فكر الله فقال :" انظروا إلى طيور السماء , انظروا إلى زنابق الحقل ", هُنا عندما يقول لك:" لا تخافوا " ليس فقط هذا بل أيضا :" شعور رؤسكم مُحصاة ". فما الذى تُريده أيضا ليُطمأنك ؟؟ و لهذا حكاية الخوف من الغد و إن الخواف لا يدخل السماء فمعناها إنه يقول لله :" أنالا أثق بك و لا أثق فى تدابيرك , بل أثق فى قدراتى و ذكائى و فى علاقاتى " فيقول لك :" شوف ما الذى ستفعله لك كل هذة الأشياء " و يجعلك تعيش فى مزيد من الخوف و هذة تُدخلك على الخوف الثانى إن الإنسان أحيانا يُعالج الخوف بالممتلكات فيجد المُمتلكات أخافته اكثر من إنها طمأنته فالممتلكات تُخيف جدا , فعندما تجد الإنسان لديه ثروات كثيرة , تجده خائف عليها جدا فتجده يقول لك :" أنا أريد أن أعمل تأمين ضد السرقة , تأمين على الحياة " و كلما كثرت مُمتلكاته , تجد القلق زاد أكثر , ما أجمل صورة القديس أبو مقار عندما تجده فاتح لك يده فى الصورة و لا يوجد شئ فيها كأنه يُريد أن يقول لك " أنا لا أمتلك شئ الذى يُريد شئ يأتى و يحصل عليه "فى سفر مراثى أرميا يقول لك " ليُزل الله جميع المُرتبطين بالأرض ", الذى ارتبط بالأرض اتزل , يقول لك :" أنا كُنت فقط أريد أن أعمل شئ للأطفال ". اريد لك تُريد أن تعمل شئ للأولاد , ازرع فيهم البر و التقوى و مخافة الله و الحُب الحقيقى و الفضيلة و روح العبادة و روح الصلاة , طالما أنت زرعت فيهم هذا , أنت ضمنت مُستقبلهم . ما الذى أنت تخاف منه ؟؟ مستقبل التعليم , مستقبل الكليات , أقول لك " الأهم من هذا إنه يكون إنسان بار و تقى و آمين و ناجح ", طالما أنت زرعت فىه هذة الأشياء, تكون زرعت فيه الأساسيات , فعدو الخير يستغل الظروف و يستغل ضعف الإنسان و يُجلب له أفكار و يُحيط الإنسان بالإفكار المُخيفة و لكن يسوع يقول لك :" لا تخافوا , لا تخافوا " , قال لك :" من يمسكم يمس حدقة عينى " قال لك :"انا حملتكم على أجنحة النسور ". تعرف أنت كيف يُعلم النسر أطفاله الطير؟؟ يأخذه على جناحه و يصعد به إلى أعلى الجبل و يرفع النسر جناحه فوق خالص فما الذى يفعله النسر المولود؟؟ تجده إنه بالفطرة بدأ من الخوف يُرفرف و النسر الكبير يأتى و يفرد جناحه تحته و لكنه تركه ليطير و إذا وجده سقط يأخذه على جناحه و يرفعه لفوق حتى يتعلم الطير , فربنا يقول لك :" أنا حملتكوا على أجنحة النسور " أنت شكلك تعمل ما تُريد و لكن هُناك جناح تحتك و الجناح حافظك , رافعك , حاملك " لا تخاف اطمأن "عندما تأت لك فكرة , رد عليها بفكرة و عندما يأتى لك خوف من أمر مُعين ارشم على نفسك علامة الصليب و اطرد هذة الفكرة , لأن هذة الفكرة من الممكن أن تمنعك عن دخول الفردوس لأنها تفقدك الثقة فى مواعيد الله , تجعلك تعيش كأنك انت المسؤل عن نفسك فتقول :" أن ضعيف , انا أستطيع , أنا فى الحقيقة , لا أستطيع أن أعمل شئ " أنا يا رب أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى , فأنت رجائى , انت حظى فى أرض الأحياء , أنا من غيرك , لا أعرف , بليد , لا أستطيع و لكن انا بك و نعمتك أنا أستطيع , انا لا أخاف من الغد , إياك أن تعتقد إن كثرة المُقتنيات هى التى تُجلب لك السلام و لا الإرتباطط بالعالم و لا إنك تقتنى أمور أكثر فمن الممكن ان تكون هذة الأمور هى التى تُجلب لك إنزعاج أكثر و فقد لسلامك أكثر , جميل جدا القديس يوحنا ذهبى الفم عندما وقف أمام الإمبراطور و قال له " أنا سأذلك , أنا سأرعبك , أنا سأمنع عنك الأكل " فقال له القديس يوحنا " و هل أنت لا تعرف إننى أصوم بإستمرار, فأنت من الممكن الأكل الذى تمنعه عنى , إذا بعثته لى ستجدنى أنا لا آكل "و إذا منعتنى من مُمتلكات , هل أنت لا تعرف إننى لا أملك شئ ". هل تعتقد بما إنى أنا يطرك أنا عندى مُقتنيات كثير ,أبدا أنا لاأمتلك شئ , يقول له:" سأنفيك " يقول له القديس " هذا لا يُهم أنا غير مربوط بمكان مُعين فأنا إذا ذهبت إلى مكان جديد سأرى خليقة الله , سأرى شعب الله و من الممكن إن الله يجعلنى رسالة فى المكان الذى أنت ستُرسلنى إليه لأنه مكتوب " للرب الأرض و ملؤها " . ما الذى يُخيف الإنسان ؟؟ نفسه , مُقتنياته , ذاته,