العظات
صداقة القديسين
بنعمة ربنا سنتحدّث عن جُزء بسيط مِن سِفر صموئيل الثانى 1 : 23 – 27[ شاول ويوناثان المحبوبان والحُلوان فِى حياتِهِما لمْ يفترِقا فِى موتِهِما 0أخفّ مِنَ النسور وأشدّ مِنَ الأسود0يا بنات إِسرائِيل ابكيِنَ شاول الّذى ألْبَسَكُنّ قِرمِزاً بالتنّعُمِ وجعل حُلىّ الذّهبِ عَلَى مَلاَبِسِكُنّ0 كيفَ سَقَطَ الْجبابِرة فِى وَسَطِ الْحرْبِ0 يوناثان عَلَى شوامِخِك مَقْتُول0قَدْ تَضَايَقْتُ عَلَيْكَ يا أخىِ يُوناثان0 كُنْتَ حُلواً لىِ جِداً0مَحَبّتُكَ لىِ أعْجَبُ مِنْ مَحَبّةِ النّسِاءِ0 كَيْفَ سَقَطَ الْجَبابِرةُ وَبَادَتْ آلاَتُ الْحَرْبِ ]" مجداً للثالوث الأقدس "داود النبى يُحِب يوناثان إِبن شاول الملِك جِداً ، وتعلّقت أنفُسهُم بِبعض جِداً رغم أنّ الّذى ينظُر لهذهِ الصداقة يُلاحظ أنّ هُناك فيها شىء مِنَ التعجُب لأنّ داود هو الّذى كان مُرشّح لِمُلك بنى إِسرائيل ويوناثان إِبن شاول الملِك أيضاُ مُرشّح للمُلِك ، فمِنَ المفروض أنّ الإِثنينِ مُتنافِسينِ ومع هذا كانوا فِى حُبٍ شديد جِداً ، لِدرجة أنّ اليوم الّذى قيل فيهِ لداود عن موت يوناثان بكى بُكاءً صعب جِداً وحزِن جِداً وجعل كُلّ الناس تأتىِ لترثىِ وتبكى على يوناثان ، فإِنّ داود قال [ يا بنات إِسرائيل ابكين شاول000كيف سقط الجبابرة فِى وسط الحرب ] ،[ قد تضايقت عليك يا أخىِ يوناثان 0 كُنت حُلو لىِ جِداً ] 0فسوف نتحدّث معاً عن موضوع صداقة القديسين صداقة القديسين عِبارة عن إِتحاد روحىِ ، صداقة مِنَ نوع روحانىِ ، لا تستطيع أن تفهمه إِلاّ بالروح ، تجِدهُم مُتحدِين ببعض بإِتحاد وثيق دون أى منفعة ، دون أى تعارُض ، دون أى مصلحة ، دون وجود مصالح ذاتيّة فِى الوسط ، دون غيره ، دون حسد ، دون حِقد ، محبّة روحانيّة فكثيراً ما نجِد بين أبائنا القديسين صداقات روحانيّة جِداً مِثل صداقة داود النبىِ ويوناثان ، فإِنّ داود هُنا عِندما كان يتكلّم عن شاول مع أنّ شاول كان يكره داود وكان شاول يذوق الويل والمُر لداود ، وهُنا يقول [ يا بنات إِسرائيل ابكين شاول الّذى البسكُنّ قرمزاً بالتنّعُم وجعل حُلى الذهب على ملابِسكُنّ ] وهُنا داود يُريد أن يقول أنّ المملكة فِى عصر شاول إِزدهرت ، وأنّ الناس الّذين كانوا فُقراء أصبحوا أغنياء ، فالفضل فِى هذا للملِك شاول ، فإِنّ هذا الكلام خارِج مِنَ فم داود النبىِ الّذى كان يُعتبر عدو مُنافِس لشاول وكان شاول يُطارِد داود ليقتُلهُ أينما ذهب ، ومع ذلك يقول داود [ ابكين شاول ] ، ويقول داود ليوناثان [ كُنت حُلواً لىِ جِداً ] فكان هُناك نماذِج كثيرة مِنَ القديسين كُلّ واحِد فِى حُبّه للآخر محبّة حُلوة جِداً ، أعجب وأجمل مِنَ محبّة النساء مثلما يقول داود النبىِ ، هُناك كثيراً مِنَ القديسين لهُم صداقات مع أُمِنا العذراء توصِل لِمحبّة حُلوة جِداً جِداً وشفاعة وطلبة وتوسُلّ وخضوع ، لابُد يا أحبائى أن يكون لينا هذا الحُب بيننا وبين القديسين ، حُب صداقة ، حُب روحانىِ ، حُب مِنَ الداخِل ، ويكون لنا شُفعاء مِنَ القديسين ، ويكون كُلّ شخص مِنِّنا صديق للقديسين ، فيُقال عن القديس البابا كيرلس السادس أنّ صداقتهُ للقديس مارِمينا كانت تفوق عن صداقة إِثنين إِخوات توأم ، فإِن الإِخوات التوأم تكون روحهُم فِى بعض وطريقة تفكيرهُم زى بعض ولا ينفصِلوا أبداً ، هكذا صداقة مارِمينا والبابا كيرلس ، وكثير ناس كانوا يروا البابا كيرلس يسير وكان يسير بِجواره القديس مارِمينا وكانوا يهتِفوا بإِسم مارِمينا ، فكان يسألهُم البابا كيرلس لِماذا تهتِفون بإِسم مارِمينا ؟ فكانوا يُجاوِبوه بأنّهُم كانوا يروا مارِمينا يسير بِجواره فكثيراً ما كان يرى البابا كيرلس السادس أشخاص حزانى وبِهُم هِموم فكان يدعو لهُم ويقول " مارِمينا ويّاكُم " ، وعِندما يقولها لأى شخص يشعُر بعد ذلك بأنّ هُناك قوّة دخلت إِليهِ ، فعِندما يوصىِ مارِمينا البابا كيرلس بأنّهُ يعمّر لهُ الدير بِتاعه فيكون رد البابا كيرلس " حاضر " ويهتِم بتعمير الدير بِتاعه ، ويوم ما يحِب البابا كيرلس أن يُدفِن يوصىِ بأنّهُ يُدفِن فِى دير مارِمينا حبيبة ، فإِنّهُ حُب روحانىِ يصِل إِلى درجِة كبيرة جِداً جِداً أكبر مِنَ أى تعبيرات جسديّة فهُناك تكون عِشرة وصداقة وروحانيّات وطلبات بين القديسين والأشخاص ، فكان البابا كيرلس مع السيّدة العذراء هُناك عِشرة قويّة ، فكثيراً مِنَ الناس تأخُذ مِنَ أُمِنا العذراء أُماً لها كأنّها أُم لهُم ، فإِذا إِتخذنا مِنَ القديسين إِخوة لنا فنأخُذ أُمِنا العذراء أُم لنا ، فكان البابا كيرلس يهتِم بأن يُنير قنديل أُمِنا العذراء بنفسه كُلّ يوم طوال ما هو فِى منزله وطوال ما هو فِى الرهبنة وطوال ما هو بطرك فإِنّهُ كان يحِس بِمِنَ تكون هذهِ المرأة بالنسبة لهُ ، ففِى داخله عِشرة جميلة داخِل قلبه وداخِل حياته ، وكما كُنّا نقول أنّ مارِمينا كان يترأى كثيراً للبابا كيرلس ، فكذلك السيّدة العذراء كانت تترأى مع البابا كيرلس فيجِب أن نخرُج مِنَ إِطار الشكليّة ، مِنَ إِطار المعرفة العقليّة التّى بيننا وبين القديسين ، فعِندما يسألنا أحد ما الّذى تعرِفهُ عن مارِمينا ؟ فنرُد عليه ونقول نعرف عنّه إِنّه كان بطل وكان شُجاع وكان جُندى ! فهذا لا يكفىِ ، يجِب أن يكون لِكُلّ واحِد منّا لهُ عِلاقة شخصيّة وعلاقة قوية كشفيع وكأب ، علاقة روحانيّة ، مثلما يكون للإِنسان إِتكال على شخص يكون لهُ سُلطان أو يكون لهُ جاه أو يكون لهُ معارِف ، لابُد أن يكون لنا قوّة هذهِ العلاقة مع القديسين فإِنّ الكنيسة أُمِنا يا أحبائى تؤمِنَ بأنّ كُلّ أيقونة للقديس هى حضور للقديس ، فكُلّ أيقونة يا أحبائى يتِم التبخير أمامها ويُعطى السلام لِهذا القديس لأنّ الكنيسة تؤمِنَ أنّ جماعة المؤمنين مُتحِدة بِجماعة المُنتصِرين ، وتؤمِنَ أنّها حِضور للسماء وحِضور للأرض فِى نُقطة إِلتقاء واحِدة ، ففِى الكنيسة تكون مليئة بأيقونات القديسين لأنّنا نؤمِنَ بأنّهُم يكونون جالِسين معنا ، فهُم سبقونا وأكملوا وغلبوا ونحنُ أيضاً عتيدين أن نُكمِل خلاصنا بيهُم وبواسِطتهِم وبشفاعتهِم ، لِذلك يا أحبائى وجود أيقونات عديدة فِى الكنيسة فإِنّ هذا معناه أنّنا جالسين مع رعيّة بيت أهل الله ، جالسين مع الأعضاء الحيّة ، جالسين مع النفوس التّى إِتحدت بِمُخلّصها وجاهدت وغلبت وكسبت ، فإِنّهُم هُم القدوة ، هُم العلامات التّى على الطريق الّذى يجِب كُلّ واحِد يرى أى علامة مِنَ هؤلاء فيعترِف أنّهُ كسب ودخل للسماء ، فالصداقة هُنا صداقة وعِشرة وحُب فيُقال عن أحد الأباء البطاركة فِى الصوم الكبير كان زيادة فِى النُسك وزيادة فِى حُب العِشرة العميقة مع ربنا فإِنّهُ أحبّ أن يلبِس مِنَ الداخِل مسوح( خيش ) وبما أنّهُ بطرك وراهِب وأنّهُ كان يخجل أن يوصىِ أى حد أن يخيّط لهُ هذهِ المسوح لأنّهُ إِذا قال لأى أحد بخصوص هذا الموضوع فعِندما يعرِف فيبتدى أن يقول للناس والناس تتكلّم عنّه بأنّ البطرك سوف يلبِس مسوح ، فهو كان نِفَسه يلبِس مسوح ولكنّهُ لا يعرِف مَنَ الّذى يُخيّط لهُ هذهِ المسوح ؟ وكان محتار مَنَ الّذى يعمل لهُ هذهِ المسوح وظلّ يُصلّىِ ويتشفّع بأُمهِ السيّدة العذراء ، فإِنّ السيّدة العذراء جاءت لهُ ومسكت المسوح وخيّطتها لهُ على مقاسه وألبسِتها لهُ وهو فرِح جِداً بأنّ المُشكِلة التّى كانت لديهِ إِتحلِت وأنّ المسوح عملتها لهُ السيّدة العذراء ، ولِذلِك حتى لا يعرِف أى شخص بخصوص هذا الموضوع ففِى يوم مِنَ الأيام جاء لهذا البطرك شخص ليعترِف عِندهُ وكان إِعترافه فيهِ شىء مِنَ الصعوبة وكان بإِعترافه تجاوزات ، فكان البطرك إِنتهرهُ بِشدّة وحزن منهُ جِداً وقال لهُ إِنت عملت شىء مُحزِن جِداً وبِذلِك إِنت تحزِن المسيح وإنت مِنَ المُمكِن أن تكون سبب لعنة للكنيسة ، فكان البطرك وبّخ هذا الشخص بِشدّة ، فخرج هذا الشخص مِنَ عِند البطرك وهو حزين جِداً لأنّهُ أحسّ أنّهُ مِنَ المُمكِن أن تكون توبته هذهِ توبة غير مقبولة لأنّ البطرك يعتبر إِنتهرهُ ، فإِنّ هذا الشخص وهو خارِج مِنَ عِند البطرك تقابل مع سيّدة وقالت لهُ أُدخُل وقُل للبطرك بتقول لك الخيّاطة بتاعتك إِقبل توبتىِ ، فدخل وقال لهُ عِندما خرجت تقابلت مع سيّدة جميلة جِداً وشكلها وديع جِداً وتقول أنّها الخيّاطة بتاعتك ، فإِستغرب البطرك وقال أنا ليس عِندى خيّاطات ، فرد عليه الرجُل أنا لا أعرِف فهى قالت لىِ ذلك ، فلّما راجِع نفسه شويّة البطرك فعرِف أنّ هذهِ السيّدة هى العذراء مريم فمِنَ المُمكِن أن يكون لنا علاقة بيننا وبين أبائنا القديسين ، علاقة حُب وأبوّة وبنّوة ، علاقة سد إِحتياجاتنا ، بس المُهِم يكون للإِنسان العِشرة الروحانيّة معهُم ، العِشرة الروحانيّة التّى تُعطىِ للإِنسان دالّة معهُم وتُعطىِ لهُ رؤية ، فكُلّ قديس بِكُلّ صِفاته يُحاوِل كُلّ شخص إِنّه يتبِّعها ويحاول أن يسعى وراها ويمشىِ وراها فيُقال عن القديس البابا كيرلس السادس عِندما كان يُبخِرّ أمام كُرسىِ مارِمرقُس كان يقِف بالبخور لِمُدّة طويلة وكان يضحك ، ففِى مرّة مِنَ المرّات سألهُ تلميذه وقال لهُ يا سيّدنا إِنت لِماذا تفعل كُلّ هذا ؟ إِنّك تُعطىِ بخور وتنحنىِ وتضحك 00لِماذا كُلّ هذا ؟ والكنيسة لا يوجد بها أى شخص ، فرد البابا كيرلس عليه وقال لهُ أنّ مارِمرقس جالِس يا إِبنىِ على الكُرسىِ مبسوط وبيضحك ، أنت لا تراه ، فقال لهُ أنا لمْ أراه يا سيّدنا ، فقال لهُ ربنا يُدّيك يا إِبنىِ وتراه ، فإِنّهُ يشعُر فِعلاً أنّهُ أمام حضره القديس وهو بيصلّىِ معاه وهو بيصلّىِ لهُ وهو بيتشفّع بيه ، فإِنّ القديسين أعضاء حيّة وليس أموات ولا هُم عِظام ولا هُم مُجرّد صور ولكنّهُم أحياء لِذلِك يا أحبائى هذهِ العِشرة والمحبّة يجِب أن تُترجم فِى حياتنا إِلى عِلاقة عِشرة قويّة فِى الداخِل ، ويكون لِكُلّ واحِد فينا قديس وقديسة وعشرة وعشرين نتشفّع بيهُم ، يجِب أن نُعّوِد أنفُسنا عِند وقوفنا للصلاة أن لا نختِم الصلاة سريعاً بل نُردّد أسماء القديسين الّذين نعرِفهُم ، فنطلُب مِنَ أُمِنا العذراء مريم والشهُداء والقديسين والبطارِكة والأباء والنُسّاك والأبرار ونطلُب لِكُلّ الأسماء الّذين نعرِفهُم ، ومِنَ المُمكِن أن نوزّع خطايانا على القديسين وطلباتنا على القديسين ، فمثلاً نقول بِشفاعة الأنبا أبرآم ونطلب منهُ ونقول يا أنبا أبرآم أعطينا رحمة مِثل التّى كانت لديّك ، ونطلُب مِنَ الأنبا بيشوى ونقول لهُ إِشفع فينا عِند المسيح حتى يُخلّصنا مِنَ الكسل الّذى فِى الصلاة فأنت كُنت بتجاهِد جِداً وأنت كُنت بتربُط شعرك ، ونطلُب مِنَ السيّدة العذراء ونقول لها أعطينا الدالّة التّى لك ، أعطينا حِضورك وأعطينىِ أحشائك التّى إِحتوت جمر اللاهوت ، فأنتِ لُغز بالنسبة لىِ وكُلّ واحِد منّا يظِل يعدّد فِى الطلبات والتشفُعات بالقديسين وأشعُر بأنّهُم أرواح خادِمة وأشعُر بيهُم ونذكُر أسمائهُم و ليس لِمُجرّد خِتام الصلاة سريعاً نذكُر شفاعة العذراء فقط ولكِنّنا نُكلّم ناس لهُم سُلطان وحضور ولهُم دالّة ولهُم صفة أمام المسيح ، ونطلُب مِنَ أبو سيفين سيف الجِهاد الروحىِ لطرد الشياطين بهِ ، ونطلُب مِنَ مارِجرجس شجاعة الإِيمان وعفّة الحواس وقوّة الشباب وإِعلان الإِيمان أمام الملوك ، ونطلُب مِنَ كُلّ قديس عطيّة سماويّة وأكيد هُم لا يبخلوا علينا بيها أبداً فيُقال عن القديس الأنبا بيشوى أنّهُ عِندما كان يقرأ سِفر أرميا النبىِ كان يأتىِ لهُ أرميا النبىِ بِنِفَسه ويجلِس بِجواره ويشرح لهُ الكثير مِنَ المعانىِ ، لِذلِك يُقال عن القديس الأنبا بيشوى ( بيشوى الأرمىِ أو بيشوى أرميا الجديد ) ، فإِنّ مِنَ المُمكِن قديس مِنَ خِلال صداقتهُ لنبىِ يشعُر بأنّهُ يفهم بِنِفَس إِسلوب هذا النبىِ 0ياه000لهذهِ الدرجة000نعم لهذهِ الدرجة فمِنَ المُمكِن وإِذا كُنت بقرأ المزامير ألقى نِفَسىِ لا أستطيع أن أفهم أى جُزء فمِنَ المُمكِن أن أقول يا داود النبىِ تعالى وفهّمنىِ هذهِ الآية ، مِمكِن جِداً لأنّهُ هو الّذى كاتبها ومِنَ المُمكِن أنّ داود النبىِ يأتىِ ويفهّمها لىِ ونحنُ فِى هذهِ الحالة لا نشعُر بأنّهُم هُم فِى سماء ونحنُ فِى أرض ولا نكون فِى عُزلة عنهُم أبداً ولكِنّنا كنيسة واحِدة ، كنيسة مُتصِلة ، فيجِب أن نشعُر بالعِشرة مع القديسين وأنّنا نسيج واحِد ، وأنّهُم فِى السماء موجودين لأجل خدمِة خلاصِنا وموجودين مِنَ أجل إِحتياجاتنا ، وأنّهُم موجودين مِنَ أجل أنّهُم يساعدونا فِى طريق الجِهاد ويتشفّعوا لينا أمام الملِك المسيح عن ذلاّتنا وهفواتنا وضعفاتنا ويعطونا قوّة ومعونة فِى جِهادنا الروحىِ قيل عن الأنبا شنودة رئيس المتوحدين أنّهُ عِندما كان يقرأ أسفار الأنبياء كان يأتىِ لهُ كُلّ نبىِ مِنَ الأنبياء ويجلِس بِجواره ويُفهّمهُ النبّوة بِتعته ، ومثلما كان الأنبا بيشوى صديق أرميا النبىِ وكان الأنبا شنودة صديق لِحزقيال النبىِ وكان يجلِس بِجوارهِ وذات مرّة أعطى الأنبا شنودة رئيس المتوحدين إِلى أحد تلاميذه تدريب يسهر الليل كُلّه يقرأ أسفار الأنبياء الصِغار الإثنى عشر بالعهد القديم ، فهذا التلميذ ظلّ يقرأ إِلى أن نام أثناء القراءة ، فكان قد قرأ حوالىِ 4 أسفار مِنَ الأنبياء الصِغار ، فظهر حزقيال النبىِ إِلى الأنبا شنودة وقال لهُ إِذهِب وأيقظ تلميذك فإِنّهُ قد قرأ 4 أنبياء فقط فإِنّ كُلّ سِفر كان يقرأهُ كان النبىِ كاتِبهُ يذهِب إِليهِ وكان يقِف معهُ ، فإِنّ هُناك 4 أنبياء واقفين ، إِيِقظهُ حتى يُكمِل الإِثنى عشر حتى نجتمِع كُلّنا معاً ، فذهِب الأنبا شنودة حتى يوقِظ تلميذه فقال لهُ لِماذا تكاسلت ونِمت ياإِبنىِ إِنت وصلت إِلى أى جُزء ؟ فقال لهُ عِند السِفر الخامس ، فقال لهُ طيّب يا إبنىِ كمِلّ ، إنت تعرِف إِنّك عِندما كُنت تقرأ السِفر كان يأتىِ النبىِ كاتِبهُ ويقِف معك ، لِماذا كسّلت ؟ هيّا لِتُكمِل باقىِ الأسفار أنا عاوز أقول أنّ هُناك علاقة حياة بيننا وبين القديسين وبين الأنبياء ، فإِذا أحد منّا تشفّع بقديس فلا يفتكِر أنّ هذا القديس لا يسمع أو لا يأخُذ باله ، أبداً فإِنّهُم أحياء لله ، لِذلك الكنيسة تضع مجمع قديسين فِى القُداس وفِى التسبِحة مجمع طويل جِداً لِنتشفّع بِكُلّ القديسين لأنّهُم سندنا وقوّة الكنيسة وأنّهُم علامات بأنّ الكنيسة تحيا فِى طريق المسيح بِدون أخطاء وبِلا عيب وأنّهُم العلامات التّى تُحقّق سلام وأمان الكنيسة لِذلِك الكنيسة فِى كُلّ قُدّاس فِى قمّة صلاة القُدّاس إِستدعاء الروح القُدس ، كُلّ القديسين والشُفعاء بتوعها وتتكلّم عن الأنبياء والرُسُل والأبرار والنُسّاك والمتوحدين ، ولابُد أنّ الكنيسة تستدعىِ كُلّ هذهِ الأرواح وكُلّ الآباء القديسين والسيّدة العذراء ويوحنا المعمدان وإِستفانوس والبطاركة ورؤساء البطاركة ، والكنيسة تقوم بإِستدعاء الكثير والكثير والكثير مِنَ القديسين لأنّهُم أعضاء حيّة فِى الكنيسة ، فإِنّهُم سِر غلبة الكنيسة وسِر قوّة الكنيسة ، فإِنّهُم أعمِدة الكنيسة فهُناك قديسين كثيرين بينّهُم وبين بعض دالّة وعِشرة وحُب ، فإِنّهُم يقولوا عن القديس يوحنا ذهبىّ الفم أنّهُ كان مُحِباً جِداً للقديس العظيم بولس الرسول لِدرجِة أنّهُ كان سِر فلسفِة يوحنا ذهبىّ الفم وإِنطلاقه فِى الكلام ، وقوّة عِظاته ترجع لِقوّة عِشرته مع بولس الرسول ، وكأنّ بولس الرسول بِقوّة كلامه التّى نقرأها فِى كلامه نُلاحِظ أنّها موجودة فِى القديس يوحنا ذهبىّ الفم ، فلِذلك لقّبتهُ الكنيسة بِهذا اللقب فإِنّ كُلّ كلِمة يقولها كأنّها ذهب ، فهذا جاء مِنَ عِشرته القويّة مع القديس بولس الرسول وقيل عن القديس يوحنا ذهبىّ الفم أنّ أحد تلاميذه دخل عليه ولقاه أنّهُ جالِس مع شخص وكُلّ ما يدخُل عليه يلاقيه جالِس مع نِفَس الشخص ، وبعد وقت دخل عليه مرّة أُخرى يلاحظ أنّ نِفَس الشخص يجلِس معهُ ، وبعدها قال التلميذ للقديس يوحنا أنّ الضيف الّذى كان يجلِس معك غاب جِداً وأنّ الناس مصالِحها تعطّلِت ، فقال لهُ القديس يوحنا يا إِبنىِ كان لا يوجِد أى شخص عِندى ، فهل لاحظت أى شخص خرج مِنَ عِندى ؟ فقال لهُ التلميذ لأ يا أبانا ، ولكِن عِندما كُنت أدخُل إِليّك كُنت أرى شخص يجلِس معك00فمَنَ هذا الشخص ؟ وعِندما رفع عينه هذا التلميذ رأى صورة جميلة للقديس بولس الرسول وقال لهُ هذا الشخص الّذى كان يجلِس معك ، فقال لهُ القديس يوحنا أُسكُت( بس خلاص ) فلابُد يا أحبائى أن يكون لينا الإِحساس بأنّ القديس كائن حىّ أعرِفهُ ويعرِفنىِ وينظُر لإِحتياجاتىِ ويكون شريك لىِ وأتشفّع بيه أمام المسيح ، إِذا كان هذا واحِد وصل وأنهى جِهاده بِسلام وإِتكلِلّ بأكاليل مجد وكرامة ، فالمفروض تكون علاقتىِ بهُ قويّة ، حتى نأخُذ مِنَ حياته وصِفاته فكثيراً مِنَ الناس نِفوسها مُتعلّقة بالقديسين بِمحبّة عجيبة جِداً وبِعِشرة قويّة ، وقوّة الكنيسة فِى أنّها مؤسّسة على دم المسيح والّذى رواها هو دم 00بِذار دم شُهداء وأعراق قديسين أحبّوا المسيح بِكُلّ قلوبهُم ، لِذلِك فإِنّ لا يوجد أحد منهُم لهُ طلِبة عِند المسيح والمسيح يُخزِلهُ ، ولا يُمكِن أنّ شخص أرضى المسيح بِجِهادات كثيرة جِداً ويكون لهُ طلِبة عِند المسيح ويقول لهُ المسيح 000لأ ، فإِنّهُم ياما تكون لهُم دالّة وشفاعة وكثيراً ما يكون لهُم قبول أمام عرش المجد قبولهُم أمام عرش المجد هذا الّذى يُعطيهُم قوّة وسُلطان ، هذا الّذى يُعطيهُم أصالة ، وهذا هو الّذى يُعطينا دافعة تِجاههُم ، ولابُد أن ندخُل معهُم فِى عِشرة نتعّود فِى بيوتنا أن يكون لنا شفاعة مع قديس اليوم ، ومِنَ المُمكِن أن نظلّ طوال اليوم فِى ترديد إِسمهُ ونطلُب شفاعتهُ ، ونهتِم بتواريخ القديس أكثر مِنَ تواريخ عيد الميلاد ، فعِندما نرتبِط بالقديسين ونعّود أولادنا بأنّهُم يرتبِطوا بالقديسين فنكون بنقدّم لهُم كنز مِنَ المُمكِن أن لا يعرِف أى أحد أن يُقدّمهُ لهُم ، لِذلك لابُد أن يكون لنا عِشرة مع قديسى الكنيسة ، ومِنَ المُمكِن أن نقتنىِ مجموعة صور للقديسين مُختلِفة الأحجام كتذكار لهُم ، ومِنَ المُمكِن أن نُجهّز مكان خاص ونضع فيهِ صورة قديس اليوم ونعمل لهُ تذكار فِى هذا اليوم بوضع صورته فِى هذا المكان ، وبهذا نكون أعضاء فِى الكنيسة الحيّة ، فنحنُ ليس ناس بِدون جذور ولا ناس مِنَ غير قوّة ، لِذلك نقول فِى القُدّاس " لِكى يكونوا هُم عِوضاً عنّا 00يتشفّعون فِى طلباتنا00وضعفِنا ومسكنتنا " ، فهُم عِوضاً عنّا ، إذا كانوا هُم واقفين ويتشفّعوا عِوضاً عنّا ، فكيف يكون قديس مِنَ القديسين يتشفّع عنّا ونحنُ لا نُكّون عِلاقة معهُ ؟فإِذا كان لنا قضيّة ووكِلّنا عنّا مُحامىِ فكيف لا يكون لنا عِلاقة مع هذا المُحامىِ الّذى سيُدافِع عنِنا ، فإِنّ القديسين مُحاميين عنِنا فهُم يتشفعون فِى ذُلِنا وضعفِنا ومسكنتنا ، فهُم المُحاميين الّذين لنا ، فمِنَ الُممكِن ربنا يُعطينا نِعمة ومعونة بِقوّة وبِشفاعة صلواتهُم ، فكيف نحنُ لا نطلبهُم ؟ لِذلك يا أحبائى هُناك ناس تدخُل فِى عِشرة قويّة مع قديس لِدرجِة أنّها تعرِفهُ مِنَ صِفاته ، إِذا كان شخص لهُ قضيّة ومُحتاج شفاعة مِنَ القديسين فهُناك قديسين مُميّزين بالنسبة للقضايا مِثل القديس أبو سيفين و الأمير تادرُس 0 فإِنّ هذا الكلام يأتىِ مِنَ عِشرة وليس مِنَ فراغ فهى حياة تسلُّم ، والكنيسة بتسلّم هذهِ الحياة ويجِب أنّ كُلّ واحِد مِنّا يسلّم هذهِ الحياة لأولادنا فإِنّ القديسين علامات نور تكون محفورة بِداخِل أذهاننا وداخِل قلوبنا وداخِل حياتنا وليس مُجرّد تذكارات بِدون معنى ولا بِدون حياة فيُقال عن إِحدى الأُمهات رؤساء الأديُرة أنّها على عِلاقة قويّة جِداً بالقديسين ، تعرفهُم وتراهُم وتمشىِ معهُم فيكلّفوها بأمور ، وفِى ذات مرّة مِنَ المرّات كان يتِم توضيبات بكنيسة على إِسم القديسة دميانة وأثناء قيام العُمال بهذهِ التوضيبات فإِنّ العُمّال رأوا واحدة منّورة نازلة مِنَ أعلى ومشِت وسط الرملة والزلط ومشيت إِلى أن وصلِت إِلى المذبح ووضعِت يداها على المذبح ، فالعُمّال خافوا وذهبوا إلى الأُمهات الراهِبات وحكوا الّذى حدث ، فقالوا الأُمهات الراهِبات إِنّها القديسة دميانة ، إِنّها مبسوطة بالكنيسة التّى تتدشّن وهى أحبّت أن تأتىِ لتُعطىِ لكُم علامة مُفرِحة وتُعطينا إِحساس بِحضورها ، وعِندما جاءت رئيسة الدير وقالت إِحكوا لىِ ما الّذى حدث ؟ وعِندما حكوا لها الموضوع فقالت لهُم : ما الّذى كانت ترتديه وما هو كان شكلها ؟ فأجابوها وأروها علامات أقدامها التّى كانت فِى الرملة عِندما سارت وسط الكنيسة فإِنّها كانت واضِحة جِداً جِداً فعِندما رأت علامات الأقدام قالت لهُم أنّها أقدام السيّدة العذراء وليس الست دميانة ، فأنّها مِنَ أرجُلها ومِنَ الملامح ومِنَ طريقة المشى ومِنَ الملابس عرفِت مَنَ تكون هذهِ التّى ظهرت ، فإِنّ الناس التّى لها علاِقة بالقديسين تستطيع أن تُميّزهُم جيّداً وبِصفاتِهِم وبطريقة مشيهِم ، فهذهِ هى علاقة قويّة 00علاقة حياة لِذلِك يا أحبائى فِى كُلّ تذكار قديس لابُد أن يكون لنا إِحساس بالقديس ، فلا يجِب أن يكون مثلاً اليوم تذكار للملاك ميخائيل ويمُرّ علينا كأنّهُ أمر عادى ، فإِنّ الملاك ميخائيل هو رئيس جُند الرّبّ ، فإِنّ الكنيسة تقول عنهُ فِى تذكاراتِها أنّهُ رئيس جُند الرّبّ الّذى يقف أمامك ويشفع فِى البشر 0فإِنّ الملاك ميخائيل يقِف أمام الرّبّ ومع كُلّ سجود لهُ مع عظمِة وبهاء الله أنّهُ يدعوه أن يترأف على البشر ، ويتغاضى عن ضعف وخطايا البشر 0فإِذا كُنت أنا ليا هذا الشفيع فكيف أن أترُكهُ ؟ فإِذا كان كُلّ مجد هذا القديس أمام عظمِة العرش فكيف أن أحرِم نِفَسىِ مِنَ العلاقة التّى بينىِ وبينّهُ ؟ فكثيراً أشخاص يعيشون مع عِلاقة رائعة مع القديسين ويتشفّعوا بيهُم 00أتذكّر واحدة كان لها طلِبة عِند ربنا فكانت تضع ميعاد لهذهِ الطِلبة وكانت تتنفّذ فكان الميعاد هو 21 طوبة فهو ميعاد نياحة السيّدة العذراء مريم فهى مع كُلّ مُشكِلة وطِلبة فإِنّها تضع ميعاد مُعيّن وهو عيد نياحة السيّدة العذراء 0
فمِنَ المُمكِن أن يكون لأى شخص طِلبة مُعيّنة فيضع لها تاريخ 9/3 وهو تاريخ نياحة البابا كيرلس السادس ، فإِنّهُ يضع هذهِ الطِلبة على البابا كيرلس ، يُقال عن القديسين أنّهُم يُحبّوا جِداً الأشخاص التّى تصنع تذكاراتهُم ويُحبّوا جِداً الناس التّى يُمجدّونهُم فِى تاريخ تذكاراتِهِم ، ويُقال أنّ القديسين يُلبّوا طِلبات الأشخاص التّى تكون فِى يوم عيده بالذات ويكون لهذا الطلب إِحتمال كبير لتلبيته فإِذا كان عيد ميلاد أحد أولادكُم وفِى هذا اليوم عِندما يطلُب أى طلب فلا تكسفوه ، فكذلِك فِى أيام أعياد القديسين عِند وجود طِلبة لنا عِندهُم سوف يُلبّيها لأنّ هذا اليوم فِى السنة هو الإِحتفال بهُم فعِندما يطلُب أى طِلبة مِنَ ربنا فلا يكسفهُ فلابُد أن يكون هذا الأمر راسخ وأصيل فِى حياتنا ، ويُقال أنّ ذات مرّة سيّدة عملت بعض أعمال صدقة لإِخوة الرّبّ فِى تذكار نياحة البابا كيرلس فأتت بأُرز ومكرونة وأشياء أُخرى ووضعِت كُلّ جُزء فِى كيس وهى تعرِف بعض العائلات لِتوزّع عليّهُم الأشياء التّى نذرتها هذهِ ، فإِنّها قامت بمجهود كبير جِداً لأنّها كانت تذهب لِكُلّ أُسرة إِلى المنزِل وكانت تصعد على سلالِم وتمشىِ مشاوير كبيرة جِداً ، وفِى أخر اليوم عِندما ذهبت لمنزلها وهى مُجهدة جِداً مِنَ كُلّ هذا المجهود الكبير ، وهى عِندما وصلت لمنزلها وعِندما بدأت تجلِس لترتاح رأت أمامها البابا كيرلس وهو سعيد ويبتسِم وقال لها كُلّ شىء وصلنىِ ، كُلّ تعبِك هذا وصلّىِ ، وكُلّ شىء وكُلّ تعب إِنتِ تعبتيه وصلنىِ لِذلِك فِى تذكار القديسين لابُد أن نتشفّع بيهُم وتعمل أعمال خاصة لهُم ويكون لينا إِحتفال خاص بيهُم لأنّهُم لهُم المجد والكرامة التّى تليق بيهُم لأنّهُم قديسى الله الّذين أحبّوه وأرضوه إِذا كان داود النبىِ تعلّقت نفسه بيوناثان للدرجة التّى كان يقول عليه أنّهُ كان حُلو جِداً لهُ ، ونحنُ أيضاً يكون لنا عِشرة مع كُلّ قديس وتقول أنت كُنت لىِ حُلواً جِداً ربنا يسوع المسيح الّذى أعطانا أن نكون فِى كنيستهُ التّى بها طغمات مِنَ القديسين والملائكة ورؤساء الملائكة والّذى أعطانا كُلّ هذهِ الكنوز قادر أن يُمتّعنا ييركتهُم حتى يكونوا هُم عِوضاً عنّا ويتشفّعون فِى ذُلّنا وضعفنا ومسكنتنا ربنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ ولإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين .
بنوة المسيح لله
جزء من رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 1:1 – 4" الله بعدما كلّم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة 0كلّمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى إبنه الذى جعله وارثا لكل شىء الذى به أيضا عمل العالمين0الذى وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيرا لخطايانا جلس فى يمين العظمة فى الأعالى 0صائرا أعظم من الملائكة بمقدار ماورث إسما أفضل منهم "الله كلّمنا فى إبنه0لدينا مشاعر أمينة وصادقة نحو إعداد خلاص ربنا للبشرية وتهيئة أنفسنا لإستقباله وقدومه0المسيح إبن الله ينال هجوم كثير من غير المؤمنين وينال صعوبات كثيرة ليس من غير المؤمنين فقط بل من العقل البشرى وكل نفس تبتعد عن فكر الله يصعب أن تستوعب أن يكون المسيح إبن الله يقال" لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " الله يولد كيف ؟ مبدع الكون كيف تكون له صاحبة ؟ يتزوجها وينجب منها00هذا كفر0أن تقول أنّ المسيح هو إبن الله هذا كفركلمة " إبن " مشكلة0كلمة من الأسلوب البشرى ومن الصعب التكلّم عن الإلهيات بلغة البشرية والله عندما كلّم الإنسان كلمة بلغة البشرية ليستطيع فهمه يقول لى كلمة " إبن الله " فهى كلمة بشرية فى حدود اللغة لكى نفهم بعض الحقائق اللاهوتية لكن فى الحقيقة أنه ليس تعبير دقيق عن حقيقة ما بين الله وإبنه المسيح فكلمة " إبن " من اللغة البشرية الضّيقة التى حدودها قليلة وفكرها عاجز لكى تعبّر عن حقيقة الإلهيات صعب أن تعبّر عنها باللغة البشريةالقديس إغريغوريوس الناطق بالإلهيات :" ما من مرة نتكلّم عن اللاهوت إلاّ وجرحناه "نحن نخطأ عندما نتكلّم عن اللاهوت لأننّا نتكلّم بلغة البشر فالتعبير فيه شىء من العجز فاللغة لاتسغفنا لكى نأتى بتعبيرات بشرية نعبّر بها عن الإلهيات الأمر لا يقع تحت الماديات والعقليات أو المحسوسات فاللغة لا تسعفنا0بنّوة المسيح لله تختلف عن البنّوة البشرية إذا كان شخصين شخص والمسيح إبن الله00فيه إختلافات بين طبيعة بنّوة المسيح لله وطبيعة بنّوة شخص لشخص آخر0
(1) بنّوة روحية وعقلية ليست جسدية :-
من المستحيل أن يكون المسيح نتج نتيجة تزاوج أو تناسل بين الله وكائن آخر ثم جاء المسيح0بنّوة روحية دون تناسل مثل شخص يقول أنّ هذا الموضوع من بنات أفكارى 00يعنى عقلى تزوج ! هل عندما أقول أنّ هذا الشخص إبن مصر يعنى أنّ مصر تزوجت و أنجبت ؟رب المجد بنّوته لله الآب بنّوة روحية عقلية0جهاز مولّد الكهرباء فهو يولّد الكهرباء0هذا يعنى أنّ مولّد تزوج مولّدة وأنتجوا كهرباء !العقل يفكّر والإنسان ينطق وكل كلمة هى ناتجة من العقل0والشمس تولّد حرارة وإشعاعات 00هل نتيجة تزاوج ؟ لا00لا ليس كل لفظ " إبن " يكون نتيجة تناسل0
(2) بنّوة أزلية :-
شخص له تاريخ عيد الميلاد قبل هذا اليوم لم يكن موجود " كائن فى حضن أبيه منذ الأزل " ‘ إنها بنّوة ليست لها بداية وقال لهم : " أنّه قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن " طبيعته من طبيعة رسم جوهر الآب00الآب أزلى فالإبن أزلى00الآب كائن فالإبن أيضا كائن لا يوجد إبن بالجسد له صفة الأزلية لذلك أنه كائن مع الآب بغير إفتراق ميخا النبى : " مخارجه منذ القدم ومنذ أيام الأزل " " فى البدء كان الكلمة " البدء ليس له تاريخ قبل كون الأكوان0قبل كل الأزمان كان يسوع المسيح إن كان الإبن هو عقل الله الآب 00وإذا قلنا أنّ الإبن ولد فى تاريخ محدّد 00فهل معنى هذا أنّ قبلها أنّ الله الآب لم يكن له عقل ؟ لاهل عندما أريد أن أقول لك كلمة 00ولم أراك فى هذا الوقت وعندما رأيتك قلتها لك 00هل هذه الكلمة إتولدت عندما رأيتك0؟00لا00إتولدت قبلها بمدة 0كانت فى عقله 00إقنوم الإبن كائن فى حضن أبيه ولكن جاء وقت وظهر فى الجسد" عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد " بنّوتة أزلية 00كلمة " إبن " لا تتفق مع الأزلية فلا يوجد تعبير أقرب " من إبن الله " لتشبيه العلاقة بين الله والآب ولكى لا نقول إنها وافية وشاملة وفى النهاية لغة بشر ومن الصعب أن نعبّر بلغة البشر عن أمور إلهية فلابد من التعبير عنها بلغة إلهية ونحن لا نكن آلهة ولن نفهم والله كلّمنا بلغتى كإنسان وكلّما النفس ترتقى فى معرفة الله تفهم أسراره وكلّما يعلن عهده وبره لمحبيه ولحافظى عهده0
(3) بنّوة غير منفصلة :-
أى إبن منفصل عن أباه 0الآب له تفكير والإبن له تفكير آخر 0الآب له سلوك والإبن له سلوك آخر0الآب له تاريخ ميلاد والإبن له تاريخ ميلاد آخر0إذا كانت بنّوة إلاّ إنها منفصلة0العلاقة بين الآب والإبن من حيث اللاهوت لا يوجد فيها إنفصال00لا يوجد فيها إذ كل منهما له فكر0كيان واحد " أنا فى الآب و الآب فىّ " بغير إنفصال0 " مثلما نفسك لم تنفصل عن جسدك وروحك لم تخرج من ذاتك " ، كائن واحد الثلاثة مع بعض0هكذا الكيان الإلهى لا تقول أنهّ يوجد إنفصال بين الله الآب والله الإبن هو ذات من نفس الذات 0هو جوهر من نفس الجوهر 00إذا كان الله خالق فالإبن خالق00وإذا كان الله قادر فالإبن قادر00إذا كان الله يدين فالإبن يدين0كل صفات الله الآب أعلنها لنا فى إبنه0كل صفات الله الآب كائنة فيه00لاهوت الآب هو لاهوت الإبن00" أرسلنى الآب الحى وأنا حى بالآب " ما الفرق بين بنّوة المسيح لله و بنوّتنا نحن له ؟
" الذين ينقضون بروح الله فأولئك هم أولاد الله "ما الفرق بين طبيعة إن أنا إبن ربنا والمسيح إبن الله0يوجد فرق بين الطبيعة الجوهرية وطبيعة التبنّى0بنوّتنا من النعمة00من التبنّى00من التفضلّ من الله " إنظروا أية محبة الله الآب حتى ندعى أولاد الله " الفرق بين بنّوة المسيح للآب وبنّوتنا له : أنها بنّوة جوهرية00لا يوجد إختلاف بين جوهره كإبن وجوهره كآب أمّا أنا إبن الله بالنعمة البابا شنوده : نحن نقول له البابا 00أيوجد فرق بين بنوّتنا للبابا شنوده وبنوّتنا لله فالإبن المسيح من نفس جوهر الآب 0بنوّتنا للآب بنّوة نعمة وتبنّى فضل من محبتة ومن نعمته من قبل إحساناته علينا دعانا أولاد له ورحمته بنوّة الإبن للآب بنّوة جوهرية حقيقية طبيعية يحمل نفس جوهره ويحمل نفس صفاته بنوّتى أنا لله بنّوة نسبية لكن بنّوة الإبن للآب بنّوة حقيقية0أنا إبن مصر بنّوة نسبية بنّوة المسيح للآب بنّوة لا نظير لها وغير موصوفة يعنى بنّوة لا يعبر عنها بلغة بشرية" وحيد الجنس "" أمونوجنيس "كلمة " إبن " لا تشمل كل هذا الكلام معا ولكنها قريبة من اللغة البشرية وتعبّر عن حقيقة العلاقة بين الله والإبن0فالإبن يحمل صفات ورسالة أبوه ويكون وافى لوالده فهذه الكلمة تهاجم كثيرا " إبن " الله له إبن هذا كفر00كلمة لا تفى المعنى حقه0قاصرة00عاجزة" من رآنى فقد رأى الآب " سمعان الشيخ : " أنه يكون لسقوط وقيام كثيرين وأنه علامة تقاوم " لابد أن يكون لديك الإيمان الراسخ الثابت " هو أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له "لقب " إبن الإنسان " يثبت أنهّ أخذ جسدا وصار إنسانا وأنهّ شابهنا فى كل شىء ماعدا الخطية وحدها بدأ المسيح يستخدم عبارة " إبن الإنسان " فى مواقف كثيرة تقال فيها عبارات عن طبعه كإله لا عن طبعه كإنسان إنجيل مرقس 2: 5 " أنّ لإبن الإنسان سلطان أن يغفر الخطايا على الأرض " أنه ليس إنسانا وصار إلها ولكنّه إلها وصار إنسان0وأنهّ فى جوهره إله وأصبح إنسانا0فى جوهره إله وعندما ظهر فى الجسد يثبت أنهّ إنسان مثلنا يقول :" من الآن ترون السماء مفتوحة وملائكة الله يصعدون وينزلون على إبن الإنسان " يو 5: 27 " أعطاه سلطان أن يدين أيضا لأنهّ إبن الإنسان "فالدينونة إختصاص الله الآب ولكن فى هذه الحالة الإبن هو الذى يدين00الله شابهك فى كل شىء ليستعلن فى الأبدية لا يكون غريب بالنسبة لك ولا تخاف منه لأنهّ إقترب إليك الأنبياء قالوا له :" لا تكن لى رعبا "" بأحشاء رحمة إلهنا التى بها إفتقدنا المشرق من العلا " أخذ فقرنا وخطايانا وحكم الموت كل هذا من حبه لنا ولابد أن يكون إنسانا أتأمّل فى هذه النبوة وأكون أمين لها لأنى أصبحت من أحد أعضاءها بولس الرسول : " إن كنّا أولاد فنحن ورثة أيضا " الإبن عندما أخذ صورة بنويتنا وبارك طبيعتنا وأعطانا مجده ونعمته وقرّبنا لله دالة وشفاعة وأصبح من المسئولية أن نحيا كأولاد الله0ولذلك نحن قدّام نعمة ربنا ورحمته لا نعرف ماذا نقول ولا نستطيع تقديم ذرة حب أمام جبال المراحم التى أفاض بها علينا ولا نستطيع تسبيحه وتمجيده كما يستحق حبه 0لا نستطيع تقديم الحب والخضوع والبنّوة الحقيقية 0أخذت جسدكم لكى أباركه وأرفعكم تحرّر من قيودك : إلبس نعمتى وإملأ مصباحك بالزيت 0هذا الجسد لابد أن يجاهد ويسهر ويعطى لله حقه كأب مسكين الإنسان الذى لا يقدّم صلاة أو خضوع وشكر ويفقد ميراثه و يحيا فقير وهوغنى ويفقد حقه فى بنوّته للآب بنّوة المسيح بنّوة روحية فتشملنا وتنتقل إلينا ولأنّه تشارك معنا فى اللحم والدم وكل جزء من أعضاءنا ملك له ربنا يفتح أذهاننا لكى نفهم طبيعة لاهوته وحقيقة بنّوته0وشرط معرفة الله الآب هوالإقتراب إليه" الذى يحبنى أعلن له ذاتى " ربنا يسند كل ضعف فينا بنعمته أمين
لماذا الفداء
" فإنّ كلمة الصليب عند الهالكين جهالة وأمّا عندنا نحن المخلّصين فهى قوة الله ، لأنه مكتوب " سأبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء " أين الحكيم ؟ أين الكاتب ؟ أين مباحث هذا الدهر ؟ ألم يجهل الله حكمة هذا العالم ؟ لأنّه إذ كان العالم فى حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة ، إستحسن الله أن يخلّص المؤمنين بجهالة الكرازة لأنّ اليهود يسألون آية واليونانيين يطلبون حكمة ولكنّنا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا0 لليهود عثرة ولليونانيين جهالة0 وأمّا للمدعوين يهودا و يونانيين فبالمسيح قوة الله وحكمة الله0لأنّ جهالة الله أحكم من الناس 0وضعف الله أقوى من الناس0} 1كو1: 18 – 25 { كان كل رجاء اليهود فى شخص المسيح هو أن يكون المسيح ملكا يرّد لهم الملك المفقود ويحررهم من قيود العبودية والإستعمار الرومانى ، وعندما علموا عند ميلاده أنّ نجم فى السماء أشار لمكان ميلاده وأنّ السماء إرتّجت لميلاده علموا أنّ المولود هو ملك اليهود وأنّه سّيرد لهم مملكة داود الساقطة فإبتدأوا يضعوا آمال كبيرة على المسيح ولكنهم وجدوه شخصية عادية جدا ، وعندما وجدوا المسيح مصلوبا على الصليب عثروا فيه وقالوا أنّ هذا المصلوب لا يمكن أن يكون ملكا لهم وإعتقدوا أنّه لا يستطيع أن يرّد الملك لإسرائيل حيث كانوا يطلبون ملكا أرضيا ولكن المسيح كان قد جاء ليردّ للإنسان مكانته الأولى ويردّ للإنسان الملك الروحى لا الأرضى وبهذا كان الصليب عثرة لليهود ، وأمّا اليونانيين فكانوا ناس عقلانيين وكانوا يطلبون الحكمة ويطلبون إلها يتكلّم بلباقة وبفلسفة عالية ولكنهّم وجدوا المسيح إنسانا عاديا يتكلم بأمثال بسيطة فسخروا من المسيح وإعتبروا الصليب جهالة ، فكان قمة الجهالة فى نظر اليونانيين هو صلب المسيح حيث أنّ الإله لا يمكن أن يشتم ويجرح ويصلب فإعتبروا الصليب جهالة وكل غنى الكنيسة ومجدها فى الصليب ، وهو رمز المسيحية وفخرها ، وعلى عكس الغير المسيحيين الذين يرفضون الصليب بشّدة فإنّ المسيحيين يتمسّكوا بالصليب بشدة ، ويمكن أن يتفق غير المسيحيين معنا فى أمور كثيرة إلاّ الصليب فيؤمنون مثلا بأنّ المسيح بلا عيب وأنّه حمل به من الروح القدس وأنّ المسيح إنسانا له سلطان على الأرض وفى السماء ويؤمنون أيضا بحكمته وفلسفته وسلطانه ومعجزاته وأمثاله لكنهّم لا يؤمنون أبدا بالصليب وذلك لأنّ الصليب كنز الكنيسة وكنز الكرازة وجوهرها كما أنّ عدم أعترافهم بالصليب بسبب إنكارهم عن المسيح صفة الكفارية والفدائية عن شعبه0والصليب هو الطريق الذى يستطيع الإنسان به أن يعيش على قواعد المسيحية0كما أنّ كل أفراح الصليب كامنة فى أحزانه وعار الصليب كامن فى مجده وكان يمكن لله أن يعّد طريقه يخلّص بها العالم أبسط من الصليب فكان يمكن أن يجدّد الله طبيعة الإنسان بأن يسامح آدم ويغفر له خطيته ، ولكن الله كان قد قال لآدم ( يوم أن تأكل من هذه الشجرة موتا تموت ) ولكن آدم أكل من الشجرة وبذلك أصبح الإنسان مستوجب الموت وكان الله لا يمكن أن يسامح آدم لأنّ هذا العهد بينه وبين الإنسان بألاّ يأكل من الشجرة كان أول عهد بين الله والإنسان فكان الله لا يستطيع أن يسامح الإنسان وبذلك دخل الموت إلى العالم وسقط الإنسان فى الخطية وأصبحت الخطية متوارثة من جيل إلى جيل وكما يقول بولس الرسول " من أجل ذلك دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا إجتاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع " ( رومية 5: 12 ) وهذا الإنسان هو آدم وبذلك وقع على الكل حكم الموت وكان الحل هو أن يتغيّر الإنسان ليس من الخارج فقط بل يجب أن يكون التغيير فى جوهره وفى طبيعته وكما أنّه هناك مدربين يروضّون الوحوش ويدرّبوها ولكن أحيانا تعود هذه الوحوش إلى طبيعتها الوحشية وتفترس مدربيها كذلك فإن آدم كان دائما يعود إلى الخطية حيث أنّ الخطية أصبحت إحدى سماته ودخلت الخطية إلى طبعه فأصبحت طبيعة الإنسان شريرة ومخالفة لله لذلك كان الإنسان يحتاج لتغيير فى طبعه وفى جوهره0
وفى العهد القديم فسد طبع الإنسان وكان يحتاج إلى الفداء وكان يمكن أن يقول الله للبشرية مغفورة لكم خطاياكم فالله رؤوف ورحوم ولكن ذلك معناه أنّ الله أخطأ فى تقييم القضية فكان يمكن لله أن يقول للإنسان أنه إذا أكل من الشجرة سيحرمه من شىء معيّن ولا يقول أنّ العقوبة ستكون الموت وبذلك يصبح المعنى أنّ الله أعطى للإنسان عقوبة لا تتناسب مع الجرم ، وبالخطية أصبح الإنسان مديونا ولابد أن يكون الإنسان نادم على خطيته حتى يفى الله عنه الدين وبذلك أصبح الإنسان يحتاج لندمه وتوبتة هو وغفران الله له وسداده للدين الذى لا يستطيع الإنسان أن يفى به وحده بل يحتاج لمعونة الله حيث كانت الخطية غير محدودة لأنها كانت موجهّة إلى ذات الله غير المحدود ، والله لا يستطيع أن يفى عن الإنسان دينه بدون توبة وندم صادقين من الإنسان ، ولم تكن توبة الإنسان كافية حتى يفى الله بالدين نيابة عن الإنسان فإقترح الله على آدم حل مؤقت وهو أن يتوب آدم ويفى عنه كائن آخر بالدين بدلا منه وهذا الكائن هو الخروف أو الذبيحة حيث أنّ آدم عندما تعرّى فى الفردوس بسبب الخطية صنع الله له جلدا يلبسه وهذا الجلد مصنوع من الخروف أو الذبيحة وبذلك كانت الذبيحة وسيلة لصلح مؤقت بين الله والإنسان وأصبحت الذبيحة تحمل عن الإنسان ذنوبه و تنقّى الإنسان من شروره أمام الله ، و فكر الذبيحة معترف به فى كل الديانات سواء الشعوب الوثنية أو عند إخواتنا المسلمين الذين يعترفون بعيد الأضحى والذى تقدّم فيه ذبيحة أو خروف لله وكانت الذبيحة حل مؤقت لذلك كان يجب إيجاد حل نهائى لهذه القضية المعقّدة والتى كان حلها مستحيلا عند البشر ولكن الله لا يوجد عنده مستحيل فهو المتحكّم فى كل شىء فى الكون فى الأرض وما عليها والسماء والبحر وما فيهما ، وكان الحل هو تجسّد الله بغير إستحالة فوجد الله أنّ الخطية أحدثت إنفصالا بين الله والإنسان وأدخلت الموت إلى العالم وأصبحت غير محدودة وبما أنّ الخطية الغير محدودة صنعها إنسان كان يجب أنّ الذى يرفعها عن العالم يكون إنسانا ويكون غير محدود ويكون قدوس بلا خطية لذلك كان الحل هو تجسّد الله ، فلا ملاك ولا رئيس ملائكة ولا نبى ولا رئيس آباء إستطاع الله أن يوكّله على خلاص الإنسان بل تجسّد الله بغير إستحالة ليرفع عن الإنسان الخطية فقبل أن يصبح إنسانا و فضّل التألّم عن التنعّم وفضّل الشقاء عن الراحة وفضّل الصليب عن العرش الذى يحمله الكاروبيم ورضى أن ينفصل عن بهاءه ومجده وعظمته ليخلّص العالم ولا يتركه يهلك ولذلك فإن الجسد والدم الذخيرة الحية فى الكنيسة هما قوة الكنيسة وعظمتها وهما كفاّرة وفداء للشعب وأصبحت كل عثرة وكل جهالة فى الصليب مصدر فرح للإنسان لأنّ الله بالصليب صنع الخلاص فى وسط الأرض كلها وبسط يديه على عود الصليب لكى يحتضن الكل ويغفر للكل وأصبح الصليب لا يحدّه زمان أو مكان لذلك فإن ذبيحة الصليب ذبيحة ممتدّة إلى الأبد تشفع فينا أمام عرش النعمة وبالصليب أخذ الإنسان طبيعة جديدة فمثلا مارجرجس عندما وضعوه مع الفتاة الخاطئة وربطوهما معا إستطاع أن يغلب شهواته وإستطاع أن يغلب الخطية وإستطاعت الطبيعة الجديدة التى أخذها بالفداء وبالصليب أن تنتصر على طبيعة الإنسان الجسدانية الشهوانية ولذلك فيجب على الإنسان أن يتعلّم من الصليب ومن جراحات وآلام الصليب وأن يتعلّم من محبة الله الذى لم يكتفى بأن يقدّم لنا آية أو معجزة بل رضى أن يقدّم نفسه ذبيحة عنّا لأجل خلاصنا ورجوعنا إلى الله و المجد لله دائما أبديا أمين
مساو الأب فى الجوهر
الإبن يسوع المسيح هو نور من نور .. له نفس صفات الآب ونفس الطبيعة
أزلي أبدي :-
الإنسان محدود له بداية ونهاية .. أما المسيح له ميلادان ميلاد في الزمان وميلاد قبل الزمان .. مولود من الآب قبل كل الدهور .. وهذه هي الأزلية .. { قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن }( يو 8 : 58 ) .. { من الكائن والذي كان والذي يأتي } ( رؤ 1 : 4 ؛ 4 : 8 ) .. { والآن مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم } ( يو 17 : 5 ) .. { أنا هو الألف والياء البداية والنهاية } ( رؤ 1 : 8 ) .
هو الحياة ومُعطي الحياة :-
الله وحده هو الحي بذاته وأصل الحياة .. { أنا أنا هو وليس إله معي .. أنا أُميت وأُحيي }( تث 32 : 39 ) .. أقول حي أنا إلى الأبد .. ويسوع يقول عن نفسه { أنا هو القيامة والحياة }( يو 11 : 25 ) .. { أنا هو الطريق والحق والحياة } ( يو 14 : 6 ) .. من يجرؤ من البشر أو حتى الملائكة يقول ذلك .. { فيه كانت الحياة } ( يو 1 : 4 ) .. { وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد } ( يو 11 : 26 ) .. { كما أن الآب له حياة في ذاته كذلك أعطى الابن أيضاً أن تكون له حياة في ذاته } ( يو 5 : 26 ) .. { أنا هو خبز الحياة } ( يو 6 : 35 ) .. الحياة الروحية .. الشركة مع الله{ أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل } ( يو 10 : 10) .. ويعطي الأبدية والقيامة( يو 5 : 21 ، 28 ){ أنا أعطيها حياة أبدية } ( يو 10 : 28 ) .
يغفر الخطايا :-
الله وحده غفر خطايا المفلوج ( مر 2 : 3 – 5 ؛ لو 5 : 20 ) .. وفي بيت سمعان غفر خطايا المرأة الخاطئة حتى أن المتكئين تذمروا قائلين من هذا الذي يغفر خطايا أيضاً ( لو 7 : 49) .. وحين غفر خطايا المفلوج قرنها بشفاؤه كدليل عملي وقال لهم أيهما أيسر أن يُقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك أم أن يُقال قم وامشي ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا ( مر 2 : 9 – 10 ) .
يعلم الخفايا والسرائر :-
الله وحده هو عالم الخفايا والسرائر .. { فاحص القلوب والكُلى الله البار } ( مز 7 : 9 ) .. أنت وحدك تعرف قلوب بني البشر ( 1مل 8 : 39 ) .. للسامرية إدعي زوجِك .. لأن لك خمسة أزواج .. إنساناً قال لي كل ما فعلت ( يو 4 : 16 ) .. وكثيراً ما كان يعرف أفكار التلاميذ .. وعلم يسوع أفكارهم كشف لنثنائيل أمر حدث في طفولته .. من أين تعرفني .. قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك .. فقال للمسيح .. يا مُعلم أنت إبن الله ( يو 1 : 47 ) .. حين أصدر هيرودس أمر بقتل الأطفال .. وضعته أمه في سفط وأخفته بيت أغصان إحدى أشجار التين قال لبطرس { قبل أن يصيح الديك مرتين تُنكرني ثلاث مرات } ( مر 14 : 30 ) حين أراد أن يوفِّي الضريبة قال لبطرس يُلقي بصنارته والسمكة التي يصطادها سيجد فيها إستاراً يدفع عنه وعنه ( مت 17 : 24 – 27 ) إلقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن فتجدوا ( يو 21 : 6 ) { هذا يقوله ابن الله الذي له عينان كلهيب نارٍ ورجلاه مثل النحاس النقي ؛ فستعرف جميع الكنائس أني أنا هو الفاحص الكُلى والقلوب وسأعطي كل واحدٍ منكم بحسب أعماله }( رؤ 2 : 18 ؛ 23 ){ السرائر للرب إلهنا والمُعلنات لنا ولبنينا إلى الأبد } ( تث 29 : 29 ) .. { هو يكشف العمائق والأسرار .. يعلم ما هو في الظلمة } ( دا 2 : 22 ) .
هو الديان :-
{ الله هو الديان } ( مز 49 : 6 ) .. { ارتفع يا ديان الأرض } ( مز 94 : 2 ) .. { ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذٍ يجلس على كرسي مجده .. ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعضٍ كما يميز الراعي الخراف من الجداء } ( مت 25 : 31 – 32 ) .. { لأن الآب لا يدين أحداً بل قد أعطى كل الدينونة للابن } ( يو 5 : 22 ) .. { ها أنا آتي سريعاً وأجرتي معي لأجازي كل واحدٍ كما يكون عمله } ( رؤ 22 : 12 ) .
العصمة من الخطأ :-
ليس إلا الله .. { من منكم يبكتني على خطية } ( يو 8 : 46 ) .. رغم غضبهم منه{ الجميع زاغوا وفسدوا } ( رو 3 : 12) .. { لك وحدك أخطأت } .. { ويل لي لأني هلكت }( أش 6 : 5 ) .. { إن قلنا أننا بلا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا } ( 1يو 1 : 8 ) .. { رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء } ( يو 14 : 30 ) .. { الذي لم يفعل خطية ولا وُجد في فمه غش }( 1بط 2 : 22 ) .. { القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله } ( لو 1 : 35 ) .. { قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات } ( عب 7 : 26 ) .
هو مُعطي الشريعة :-
من له سلطان إعطاء تشريع جديداً ؟ { سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل ..... أما أنا فأقول لكم } ( مت 5 : 21 – 22 ) .. { فإن ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً } ( مت 12 : 8 ) المسيح الإبن مساو للآب .... في الجوهر{ ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي } ( يو 14 : 6 ) .. { يا سيد أرنا الآب وكفانا } ( يو 14 : 8 ) .. { الذي رآني فقد رأى الآب } ( يو 14 : 9 ) .. { ليس أحد يعرف الابن إلا الآب .. ولا أحد يعرف الآب إلا الابن } ( مت 11 : 27 )في الكرامة .. { من لا يُكرم الابن لا يُكرم الآب } ( يو 5 : 23 ) .
قادر على كل شئ :-
{ بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً } ( يو 15 : 5 ) .. { حامل كل الأشياء بكلمة قدرته }( عب 1 : 3 ) كائن في كل مكان .. { ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء } ( يو 3 : 13 ) .. { ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر } ( مت 28 : 20 ) .. { حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم } ( مت 18 : 20 ) .
الرعاية في البيت
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل عينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي في تذكار نياحة الآباء البطاركة فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح العاشر فصل الراعي الصالح، يحدثنا عند ربنا يسوع عندما قال عن نفسه "أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف". نحن كل شخص في حياته لابد أن يكون كسيده راعي صالح، الزوج في منزله راعي صالح، والأم والزوجة راعي صالح، والشاب والفتاة الذين مازالوا في الدراسة أو في الجامعة أو في عمل أو في مدرسة راعي صالح، كل شخص يا أحبائي عليه أن يفكر في نفسه كيف يكون كسيده راعي صالح، راعي صالح بمعنى أن يهتم بمن حوله، بمعنى أنه يحاول يقدم لمن حوله ما يحتاجون، شخص يسألني وأنا من يقدم لي إذا كنت أنا أفكر في من حولي، أقول لك في الحقيقة لكي يشبع الإنسان فهذا صعب وأكثر طريقة تقوم بإشباعه أنه يعطي وليس يأخذ، أكثر طريقة تشبعه أن يعطي وليس يأخذ، فمهما أخذ الإنسان تجده دائماً جائع، الشيء الذي يشبعه أنه يعطي، ماذا يعطي؟ يعطي حب، اهتمام، ابتسامة، صلاة، رعاية، يشبع الاحتياجات، الأب في المنزل والأم لابد أن يعرفوا أن لديهم دور كبير جداً في شيء اسمه الرعاية، في شيء اسمه تسديد الاحتياجات، لابد أن نعرف أن الأب في البيت ليس مجرد مصدر للمال، لا فمن الممكن أن تكون ظروف الحياة وضغوطها حولت دور الأب في البيت أن تكون فكرته عن دور الأب في البيت أن يكون مصدر للمال، ومن الممكن أيضا ان تكون تحولت الفكرة عن الأم أنها مصدر للطعام، لا أبدا فالدور أكبر من ذلك بكثير، الأم ليست فقط لتقدم الطعام، الأب ليس لمجرد تقديم المال، لا فالدور أكبر بكثير من ذلك، نحن علينا أن نهتم بالروح ونهتم بالنفس ونهتم بالجسد، لكن اهتمامنا بالجسد فقط فهذا معناه عبودية للأمور الزائلة، الإنسان عندما أخطأ في أيام أبونا آدم، آدم قبل أن يخطئ الله أعطى له سلطان على الطبيعة، سلطان على الحيوانات، سلطان على البحر، سلطان على الكون كله، الله أعطى له سلطان على الطبيعة، وكانت الطبيعة خاضعة له، ولكن بعد أن سقط انفصل عن الله، وبعدما انفصل عن الله تمردت عليه الطبيعة وخضع هو للطبيعة بعد أن كانت الطبيعة هي التي تخضع له، بعد أن كانت حيوانات البرية هي التي تخضع له، بدلاً من أن الأرض هي التي تخضع له أصبح هو الذي يخضع لها، وقال له "بعرق جبينك تأكل خبزك"، فكلما أنفصل الإنسان عن الله كلما عاش تحت وطأة هذه العقوبة، التي هي أن الطبيعة تسود عليه، أو في حقيقة الأمر أن الأمور المادية والأمور الزائلة تتسلط عليه، تصبح هذه الأمور هي التي تعطي له الحياة، كلما انفصل عن الله، وكلما أتحد بالله عاد إلى الصورة الأولى أن الطبيعة تخضع له، إذن الإنسان بارتباطه بالله تصبح الأمور المادية بالنسبة له سهلة، أذن يا أحبائي لابد أن نعرف أن دورنا أكبر بكثير من مجرد أن نأكل ونشرب، لا فهناك احتياجات للجسد، احتياجات للنفس، احتياجات للروح، ولابد أن كل أسرة تعرف أن لها دور مع بعض، أنهم يذهبوا إلى السماء معا، أنهم يرتبطوا بالله معا، أنهم ينموا معا، أنهم يصلوا معا، لكن إذا كان هناك عنصر غير مستجيب، فلنظل مع المستجيب، وأما إذا لم نجد أي شخص مستجيب لتكن أنت، لتكن أنت، أبونا إبراهيم أثناء ترحال حياته ذهب إلى أماكن كثيره جدا، لكن كل مكان يذهب إليه كان يقول: "وبني هناك مذبح للرب"، كل مكان يذهب إليه وبني هناك مذبح للرب، وأنا أشعر بالسعادة جداً عندما ادخل منزل أو عندما أصلي صلاة تبريك لشباب سيتزوجون ويقولون لي هنا ركن الصلاة، هذا المكان الذي نقف لنصلي فيه، أنا عندما أقوم بالتبخير أشعر أن هناك مكان يوجد به أيقونة وبجانبه قنديل أو شمعة أو مصباح مضيء، هذا ركن الصلاة، لابد أن يكون لديك في البيت مذبح، هنا مذبح للرب هذا المكان الذي نصلي فيه، نحن لا نعيش لكي نأكل ونشرب فقط، الحياة ليست أرض، الحياة ليست زمن، الحياة ليست جسد، الحياة ليست استهلاك، لا فالحياة أرقي من ذلك بكثير، وأجمل من ذلك بكثير، لذلك تجد نفسك وأنت بعيد عن الله كل شئ لا يوجد له مذاق، ستجد نفسك دائما مشدود وغاضب وبعدما نشبع الجسد تماماً تجدنا كلنا نعيش دائرة حزن واكتئاب، فكان من المفترض أن الإنسان يهتم بالجسد ليصبح سعيداً أبدا، لماذا؟ لأنه ليس من يقوم بإشباعي، فهذا ليس محور الحياة.
حينئذ يا أحبائي أنا الراعي الصالح لابد أن كل شخص في المنزل يكون له دور في الأبعاد العميقة التي لدي الإنسان، الحب جميعنا نحتاج الحب، كل من في المنزل يحتاج إلي الحب، كل شخص فينا لابد أن يقدم حب للآخر، الابن يقدم لوالده ولوالدته ولإخوته، الأخت تقدم لإخوتها، والأب والأم، والزوج يقدم لزوجته، والزوجة تقدم لزوجها، كل شخص يحتاج للحب، راعي صالح، يقول أن ربنا يسوع المسيح الشاب الغني نظر إليه وأحبه، هذه النظرة يمكن أن تكون نظرة حب، نظرة حنو، يوجد بها شعور بالقبول، في يعض الأحيان يا أحبائي تجد أقرب الناس لبعضهم هم أكثر ناس يقومون بأذية بعضهم البعض، من أكثر الناس الذين يشعرون إن كل شخص فينا لا يوجد له قيمة، وأنه غير محبوب، وأنه مرفوض، وأنه مرذول، وأنه سيء جداً، وأنه حتى الله لا يحبه، لماذا؟ لأننا لا نستطيع أن نقوم بتوصيل لبعض الأمور التي تكون أهم من أمور الجسد، من الممكن أن نكون نقدم أمور جسدية فهي تعبير عن الروح والنفس، عندما يقوموا بدراسة احتياجات الإنسان يجدوا أن أقل احتياجات لديه هي الاحتياجات الجسدية، نجد الاحتياجات الروحية والنفسية أكثر عمقاً، وعندما تشبع هذه الاجتياحات نجد الجسد خاضع ومتشبع، وعندما لا تشبع الجسد يتمرد ويظل يطلب، يطلب، يطلب، يطلب ولا يشعر بالشبع، شعور القبول .
ما أجمل ربنا يسوع المسيح وهو يتحدث مع السامرية ويعطيها قبول في الحديث، فهو لم يشعرها بالرفض، أو مدى قبحها، قال لها حسنا قلتي، أنتي بالصواب أجبتي، يريد أن يقول لها أنتي بداخلك شيء جميل جداً، فأصبحت هذه السيدة في حالة من الاندهاش، كيف يكلمها بذلك؟، كيف يقوم بمقابلتها؟ فالجمزع ترفضها وتحتقرها، إذا كل شخص فينا قدم للآخر يا أحبائي الحب والقبول الذي يحتاجه فهذه هي الرعاية الصالحة، هذه الرعاية الصالحة، ستجد ربنا يسوع المسيح مع المرأة الخاطئة التي قامت بسكب الطيب على أقدامه، كل المنزل رافضها، وكل من في المنزل مندهش لماذا هو يتركها تعمل كل هذا؟!، وكل من في المنزل يقولون هذه السيدة من قام بإدخالها من الإساس، لكن بينما هم يقولون في أنفسهم "لو كان هذا نبيا لعلم من هذه المرأة وما حالها أنها خاطئة"، وعندما يود الكتاب المقدس أن يصفها يقول إذا امرأة خاطئة في المدينة بمعنى أنها مشهورة، ليست في نطاق ضيق لكن في المدينة، بمعنى أن صيتها في الشر واسع، فهذه السيدة أبسط شيء لها أن ترفض، تطرد، لا المسيح يقوم بقبولها، ويقبل تقدمة توبتها ومحبتها، ويمدح توبتها، ما هذا يا أحبائي؟، نحن نحتاج أن نقدم لأولادنا أشياء يحتاجوها، أنا الراعي الصالح كل شخص فيكم راعي صالح في منزله، قدموا لأبنائكم أشياء يريدوها ليس فقط أمور الجسد، إذا قال الأب لابنه أنا أحبك، إذا الأم قالت لابنها أنا أحبك، إذا قالوا له أنت جميل، إنت متفوق، أنت تعرف في اشياء عديدة إذا قمنا بالشكر فيه أمام الناس كثيراً، فالتوبيخ الكثير يجرح، علاقتنا مع أقرب ما يكون لنا دائماً تكون علاقة متوترة لأننا نرى أخطاءهم، وأظل أركز عليه، الذي لا يقوم بالمذاكرة، والذي لم يقوم بسماع الكلام، والذي يعود متأخر والتي فعلت
فدائما ننقل لأولادنا صورة مشوهه عن أنفسهم، وبالتالي صورة مشوهة عن الله، أن الله لا يحبني، وأن الله لا يقبلني، وأن قبلني يكون بشروط وما أصعب شروطه، ما هو الشرط الذي أقدمه لابني لكي يشعر أنه مقبول؟ شرط الكمال، بمعنى أنه عليه أن يأتي بالدرجات النهائية في كل المواد، وكل تصرفاته ملتزمة تماماً، ويجلس هادئ، ويسمع الكلام وعندما يقوم بفعل كل هذا ننقل له شعور أنه مقبول وأننا راضيين عنه ونحن أيضاً متغصبون، فهذا ينقل لأولادنا أن الله يصعب إرضائه، ينقل لهم أنه دائماً شخص قليل في حين أن دورنا هو أن نسند أولادنا ونعرفهم أنهم مقبولين ومحبوبين ونحن نقبلهم حتى بأخطائهم، فهل هذا معناه أني لا أوبخهم؟ لا قم بتوبيخهم، لابد أن نعلم، لا أن تقول، لكن عندما تقوم بالتوبيخ لابد أن تعرف إن أنا أرفض التصرف ليس الشخص، في الكثير من الأحيان عندما نقوم بانتهار شيء نوصل للشخص الذي أمامنا إننا نكرهه، لا أنا أرفض التصرف ولا أرفضك أنت، أنا غير موافق على هذا، غير موافق على ذلك لكن أنت حبيبي وأنت جميل وأنت تفعل أشياء كثيرة جيدة لذلك أتمني أن تفعل أشياء أخرى وعموماً على قدر استطاعتك، لابد يا أحبائي نقدم الرعاية أنا الراعي الصالح، في مهارة اسمها تسديد الاحتياجات، الإنسان مثلما يجوع للأكل يجوع للحب أيضا، الإنسان مثلما لديه رغبة في الحياة لديه رغبة في الأبدية، الإنسان مثلما لديه ميول للخطية لديه رغبة للكمال، لذلك نحن لابد أن نشبع الاحتياجات العميقة والإيجابية، يشعر أنه مقبول، يشعر أنه محبوب، يشعر أنه يحترم، يشعر أننا نفهمه، يشعر أننا شاعرين به وشاعرين باحتياجاته، فهذا الكلام كله يعمل رعاية، أنا أريدك أن تتخيل معي الراعي الصالح إذا كانت كل اهتماماته فقط هي الأكل فأصبح لا يهتم بالذئاب، لا يهتم بمتى يأتي الليل، لا يهتم إذا فقد خروف، لا يهتم إذا كان خروف يشكو من وجع بساقيه، لا يهتم بأولاده أي غنمه، لا يهتم بكل هذا يقول أنا دوري أكل فقط لا ليس دورك الأكل فقط، لكن رعاية شاملة، نحن يا أحبائي دورنا مع بعض رعاية شاملة، كل فرد ينظر لاحتياجات الآخر، وبالطبع احتياجات الطفل، تختلف عن احتياجات الكبير، تختلف عن احتياجات المراهق، وعن احتياجات الزوج، وعن احتياجات الزوجة، وعلى كل واحد فينا أن يفهم احتياجات الآخر.
ما أجمل يا أحبائي الزوجة التي تعرف احتياجات زوجها، وما أجمل الزوج الذي يعرف احتياجات زوجته، وما أجمل أن أعرف احتياجات الطفل، واحتياجات المراهق، واحتياجات المراهقة، لابد أن أعرف ذلك.
ذات مرة كنت أشرح موضوع لأولاد مقبلين على الزواج، فقمت بسؤالهم من منكم قام بقراءة شئ عن هذا الموضوع؟ فوجدت شخص من وسط تقريبا ١٢٠ شخص، شخص واحد! ,فقلت لهم يا أولاد الذي يقوم بعمل مشروع فراخ أو أرانب يقوم بالقراءة كثيراً جداً لكي يعرف طريقة تربية هذه الفراخ، ويظل يدرس الأمراض التي تصيبها، وما هي مواسمها، ويسأل ويرى، يبحث، يري فيديوهات، ... إلخ فكيف يا أحبائي أن حياتنا نفسها، جوهر حياتنا نفسها لم يأخذ الاعتناء منا، على أساس أنه يسير أوتوماتيك، لا هو لا يسير أوتوماتيك، من الممكن أن أكون أنا سبب تعب لكل من حولي، في حين أني أرى أني أفعل كل ما في استطاعتي، فما هو كل ما في استطاعتي؟ هو أني أعمل وأجلب النقود!، لا ليس هذا فقط ما نحتاجه، فنحن نحتاج أشياء أخرى، نحتاجك أنت، نحتاج التحدث معك، تحتاج أن تسمعهم، تحتاج أن تفهمهم.ذات مرة طفل في أمريكا يحب والده وكان يعلم أنه مشغول دائماً، فكان يعلم أن ثمن ساعة العمل لوالده بمبلغ كبير، كان في ذلك الوقت ثمن الساعة حوالي 30 دولار، فحدث أن الولد ظل يأخذ من والده نقود تارة ٢دولار، ثم تارة أخرى ٢دولار، وهكذا إلى أن قال له يا أبي أريد 7 دولار فقال له الأب ذلك كثير جداً، لماذا تطلب كل هذه النقود؟! فأجابه الطفل لأني قمت بادخار 23 دولار ومتبقي لي سبعة دولارات لكي أدخر30 دولار وهم ثمن ساعة العمل لديك، لأني أريدك أن تجلس معي ساعة، يريد أن يقول لك أنا أحتاج إليك.نحن في تفكيرنا أن كل شخص منا في البيت هو يريد أن يأكل ويشرب فقط، لا فهو لديه احتياجات أخري أهم، وإذا كانت الكنيسة اليوم تقرأ لنا فصل الراعي الصالح فهي تريد أن تقول لنا لابد أن نهتم ببعض، ونقوم برعاية بعض، ونقوم برعاية الضعفاء، ونرى الذي يشعر أنه ضعيف وأنه قليل، فالطفل الذي يكون شقي قليلاً فنحن قمنا بنقل صورة له أنه منحرف، إذن فبذلك يقول لنا لا تسألوني عن شيء لأنني منحرف، يكفي ذلك فأنتم مصرين علي تصنيفي هكذا، فلماذا تطلبون مني شيئاً جيداً، لماذا تريدون مني أن أذهب للكنيسة بما أنني شخص منحرف، فأنتم تقولون علي ذلك وقمتم بإشاعتها وأعلمتوا جميع الناس بها، إذن يكفي ذلك، لا فنحن لابد أن نعرف أننا دورنا مع من حولنا أهم وأعمق بكثير من أننا نحضر النقود والطعام، لا، أنا هو الراعي الصالح، الراعي الصالح يعرف خاصته، يعرفها باسمها، يعرفها بظروفها، يعرفها بأحوالها.لذلك يا أحبائي هيا نهتم داخل منازلنا هيا نهتم بأحبائنا، هيا نهتم بأقربائنا، هيا نهتم بزملائنا، لكي نكون كمثال سيدنا وأن يكون كل شخص فينا راعي صالح، الله يوجه حياتنا، ويصحح أخطأنا، ويقوم بتقويم كل خطأ فينا.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائماً أبديا آمين.
سرخيس وواخس
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته ورحمته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين.
اليوم تذكار اثنين قديسين شباب أصدقاء، ضباط في الجيش، أحدهما اسمه واخس والآخر اسمه سرجيوس، جاءوا أمام الوالي واعترفوا أمامه بالإيمان بالمسيح، فأرسلهم إلى والي آخر فعذبهم وأستشهد أحدهم في البداية الذي هو واخس، بينما سرجيوس صديقه أصبح حزين عليه إلى أن رأى رؤية أنه في مكان جميل، مطمئن، سعيد، فتعزت نفسه وتقوى وأيضا كان مصيره أنه تعذب كثيراً وفي النهاية نال إكليل الشهادة، اثنين من الشباب في مركز مرموق في حياتهم، ضباط، قد تجد أن الضباط يكون فيهم كبرياء أنه إنسان له سلطان، إنسان موضع احترام وتقدير من الجميع، لكن في الحقيقة لكي يعيش الإنسان مع المسيح لابد أن يكون لديه ثلاثة مقومات هامة جداً:
١- لابد أن يكون غالب العالم .
٢- لابد أن يكون لديه قوة إيمان .
٣- لابد أن يكون لديه إيمان بالحياة الأبدية.
أولا: غالب العالم :
نحن نعيش الآن يا أحبائي في صراع، في صراع ما بين أننا نكون مغلوبين لأنفسنا والعالم أم غالبين أنفسنا وغالبين العالم، وفي الحقيقة لن تستقيم حياتنا مع الله أبدا طالما نحن مغلوبين لأنفسنا وللعالم، لأن الكتاب المقدس واضح جداً عندما يقول "لا تحبوا العالم"، ولأنه لا يصح أن نجمع بين الإثنين، ولأن الإنسان عندما يكون مغلوب لنفسه ومغلوب للعالم تكون الحياة الروحية والحياة مع الله بالنسبة له من باب الأوهام، وهم بمعنى أنه من الممكن أن يسمع عظة، من الممكن أن يحضر الكنيسة، من الممكن يقول لك إلى هنا وكفى من أجل ظروفي، ما هي ظروفك هذه؟! في الحقيقة هو مغلوب من نفسه ومغلوب من العالم، لكي نبدأ أول نقطة في حياتنا مع المسيح بطريقة صحيحة لابد أن نغلب أنفسنا ونغلب العالم كيف أغلب نفسي؟ بمعنى أن يكون المسيح أهم مني، كيف أغلب نفسي؟ بمعنى أنه في بداية أول قرار في اليوم أنني عندما أستيقظ أصلي هذا أول قرار في اليوم، هذه أول بداية، بهذا بدأت أعرف ما معنى أن أغلب نفسي، هذا قرار الاستيقاظ، قرار الصلاة، يأتي يوم الجمعة أقرر أنني صائم، يقال لك نعم ولكن لا تبالي، فتقول لا بل أنا صائم، أبدا لابد أن أغلب نفسي، يوم بعد يوم بعد يوم يتكون لديك فكرة أنك غالب، والذي يغلب نفسه يعرف أن يغلب العالم، هيا نأخذ تدريب كيف نغلب أنفسنا، هذه النفس تريد الكسل، تريد الشهوة، تريد الأرض، تريد الذات، تريد السلطة، تريد المال، هذه رغبات الإنسان الطبيعية، لكي أعيش مع المسيح لابد أن أغلب نفسي، مثلما قال معلمنا بولس "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في"، الخطوة الأولى يا أحبائي هي أننا نحتاج أن نتمسك بإلهنا ونطلبها منه كثيراً أقول له أعطني غلبة على نفسي، الذي يغلب نفسه يعرف أن يغلب العالم، العالم يصبح صغير بالنسبة له، لكن يا سرجيوس أنت ضابط، أنت الكل يحترمك، هل يوجد مثلك؟!، يقول لك لا فهذا الكلام كله باطلا أمام حياتي للمسيح، المسيح أغلى بكثير.
فماذا يا أحبائي لو نضع أنفسنا في اختبارات فعلية كم هي كرامة المسيح في حياتي الفعلية؟!، ماذا يا أحبائي إذا قمنا بقياس أنفسنا هل أنا أخضع إلى الوصية أم أخضع لنفسي، من إلهي؟، من ناموسي؟، من سيدي؟، من الذي اجتهد أن أخضع له؟، غلبوا أنفسهم وغلبوا العالم، غالبين العالم، الإنسان يا أحبائي الذي يغلب العالم يكون العالم بالنسبة له صغير جداً، صغير جداً، شاهد أنت مباهج العالم كيف تخضع لها الشعوب، شاهد الإنسان يشتهي ....، ....، .... إلخ، الإنسان الذي يعيش في المسيح يا أحبائي يشبع، الإنسان الذي يعيش في المسيح تختلف أولوياته وتتبدل، كما قال القديس أوغسطينوس "من أمتلكك شبعت كل رغباته" لماذا كل الوقت تريد ....، ....، .... إلخ، ولماذا طوال الوقت غير سعيد، غير فرحان، غير راضي، بالطبع تجد الإنسان يدخل في موجة اكتئاب، وتجده دائما مزاجه ليس على ما يرام، لأنه في الحقيقة هو يحاول أن يشبع ذاته ويلذذها لكن هو يجري خلف سراب، لماذا؟ لأنها لن تشبع، لن يأتي عليها وقت وتقول هذا يكفي، فإذا قمنا بإستبدال عمل شخص بعمل آخر يأخذ فيه راتب أكثر بعشر مرات ستجده أيضا غير سعيد، لماذا؟ لأنه عندما تكثر الخيرات يكثر الذين يأكلونها، لأن الفكرة ليست في كم راتبك، ليست في كم دخلك، لكن بماذا في قلبك، فكرك، وتوجهاتك، وهذا الأهم والأصعب، تريد أن تجاهد بالفعل جاهد أنك تكون غالب لنفسك.
ثانياً: قوة إيمان :
الغالب نفسه وغالب العالم يستطيع أن يقول أنا أتبع سيدي وإلهي وربي ومخلصي يسوع المسيح، ولكنهم سيفعلون فيك عذابات كثيرة، نعم سيفعلون في هذا وحتى إذا فعلوا في أكثر من ذلك لأن كما ذكرنا في النقطة الأولى أنا غالب نفسي وغالب العالم يفعلوا ما يفعلوه لكن المسيح أهم، قوة الإيمان، يقول لك على الآباء الرسل "وكانوا يؤدون الشهادة بكل مجاهرة" بكل مجاهرة، انتبهوا ألا يشعر أحد مننا في يوم من الأيام أنه لا يستطيع أن يجاهر بأنه مسيحي، لا يستطيع أن يعرف الجميع أنه مسيحي، لا يستطيع أن يقول اسمه، لا أرجوك قل لنفسك هكذا أنا كل الصفات في يمكن أن تكون رديئة إلا إنني مسيحي، كل صفة في من الممكن أن يكون فيها ضعفات لكن نقطة القوة الوحيدة التي في أن اسم ربنا يسوع المسيح دعي علي، قوة، مجاهرة، ذهبوا وقالوا للملك نحن مسيحيين، قوة إيمان، كما قال معلمنا بولس "لأني عالم بمن آمنت"، أنا أعرف، أنا أعرف بمن آمنت، لذلك الكنيسة دائما تحب أن تتلو قانون الإيمان، وكلنا نقول معا "بالحقيقة نؤمن"، ما هذا؟! نحن نعلن إيماننا، نجاهر بإيماننا، نفرح بإعلان إيماننا، نفخر بإعلان إيماننا، هكذا هو المسيح يا أحبائي، الذي يتبع المسيح يا أحبائي يشبع ويفرح ويكتفي، فسر قوة الإنسان في المسيح يسوع.
ثالثاً: إيمان بالحياة الأبدية :
فأنا لماذا أكون غلبت نفسي؟، لماذا أنا أجاهر بالإيمان؟، هل لأني إنسان بائع نفسي وبائع عمري؟! لا أنا أعرف لماذا أنا أفعل هذا، لماذا؟ من أجل الحياة الأبدية، من أجل الميراث الأبدي، لأن أنا أنظر إلي أشياء أعلى بكثير من الأرض، لأن أنا أعرف "إن نقض بيت خيمتنا الأرضي فلنا بناء في السماء"، إيمان بالأبدية، كم نفكر في الأبدية؟، وكم نحن مهتمين بها؟، وأحاول وأجتهد أن أعرف مكاني هناك ما هو شكله؟، ولما اسعى؟، هذا الكلام لابد أن تفكر فيه كثيراً لأن تفكيرك في الأبدية سوف يحميك من أشياء كثيرة وأنت هنا على الأرض، سوف يهون عليك زمان الغربة، سوف يهون عليك أتعاب الحياة، سوف يجعلك تدوس بغنى، لست مقهور، مغلوب، محروم، متضايق لا بل انت من داخلك مقتنع بما تفعله، لماذا؟ من أجل الحياة الأبدية، أنك لك مكان، لك ميراث، لك سماء، لك أفراح تنتظرك، يوجد مشهد أسفل صعب جداً منظر الموت ومنظر الدم، نحن جميعاً تأثرنا على استشهاد أبونا سمعان الذي ذبح بشكل صعب جداً وقاسي، لكن انتبه هذا المنظر الذي أسفل لكن هناك منظر آخر سماوي لابد أن تكون أعيننا وقلبنا وثقتنا فيه، أنه على قدر قسوة المنظر الذي أسفل على قدر مجد و فرح وبهاء بالمنظر السماوي، واخس وسرجيوس ومئات الألوف من الشهداء، هذا المنظر إذا رأيته مشهد موجع للقلب، تقابلت معه فتاة في الطريق أشفقت عليه وظلت تبكي، وأسقته ماء، قال لها لا تبكي، اذهبي إلى هذا المكان الأمامي عند الميدان لكي عندما استشهد حاولي أن تأخذي جسدي، فهي أشفقت عليه والدم يسيل منه فأحضرت جزة صوف من حيوان وأخذت الدم في جزة الصوف، لم يهون عليها أن نقطة دم الشهيد تنزل على الأرض لأنه قيمة غالية، المنظر قاسي نعم لكن قم وشاهد المنظر السماوي ماذا يكون؟ المشهد السماوي يا أحبائي أن له مجد في السماء، له كرامة في السماء، و كل هذا المشهد القاسي الذي أسفل يهون لأنه ليس هو هذا المشهد الحقيقي، لكن المشهد الحقيقي هو مشهد الإكليل، المشهد الحقيقي هو انقضاء هذا الزمان الزائل، وانقضاء زمن الغربة على الأرض، وانقضاء الحياة الزمنية، لكن يفتح باب طاقة الحياة الأبدية، يفتح باب الحياة الجديدة، الجسد الجديد الممجد، هل يوجد لدينا إيمان بهذا الكلام أم لا؟.
لذلك يا أحبائي نجد جهادنا ضعيف، ضعيف جداً، وتجدنا بخلاء جداً لماذا؟ لأني أنا لا أعرف ما الذي سوف آخذه في النهاية؟، فلماذا أتعب؟، مثلما يعطوا لشخص راتب قليل فيقول لك أنا أعمل على قدر نقودهم، بمعنى أنه يتكاسل عن العمل، بينما هو يستطيع أن يعمل أكثر، يقول لك نعم بالطبع لكن إذا الرواتب أصبحت غير ذلك، فأنا أعرف وأستطيع.
نحن أيضا يا أحبائي إذا كان لدينا إيمان بالمكافأة، إيمان الحياة الأبدية، إيمان بالميراث الذي لنا قال لك "رثوا الملك المعد لكم قبل تأسيس العالم"، إذا كان لدينا إيمان بمكانتنا فوق في السماء أننا نحافظ عليها سوف يهون علينا أمور كثيرة، لذلك يا أحبائي هيا نعيش هؤلاء الثلاثة خطوات :
١- هيا نغلب أنفسنا والعالم، احذر أن تغلبك نفسك، احذر أن يذلك العالم أو يهينك، احذر أن تكون خاضع للعالم لا بل قل مع معلمنا بولس الرسول "العالم مصلوب لي وأنا للعالم" بمعنى أنه ليس يجذبني ولست أنا منجذب له.
٢- قوة الإيمان، أغلى نعمة فيك إيمانك بربنا يسوع المسيح، أجمل نعمة فيك إيمانك بربنا يسوع المسيح.
٣- إيمانك بالأبدية، أنني لن أعيش من أجل الأرض وهذا الزمن زائل، وأنا أتعشم أن يكون لي مكان في السماء، وأثق أن الله يجهز لي مكان في السماء لأنني ابنه، وقال "حيث أكون أنا هناك يكون خادمي"
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .
الكنيسة والقديسين الجمعة الاولي من أبيب
بسم الآب والأبن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين .
اليوم والغد يا أحبائي تحتفل الكنيسة برموز عظيمة من آبائنا القديسين، فاليوم تذكار نياحة القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وتذكار استشهاد القديس أغناطيوس الأنطاكي، وغداً نحتفل بعيد الأنبا بيشوي الرجل البار الكامل حبيب مخلصنا الصالح ونعيد أيضًا للقديس العظيم الأنبا كاراس .
كنيستنا يا أحبائي كنيسة قداسة، كنيسة قديسين عاشروا المسيح وأحبوه بصدق ليس مجرد كلام، لكن تركوا إلينا خطواتهم لكي ننظر إلى نهاية سيرتهم ونتمثل بإيمانهم، لذلك أود أن أقول لكم ثلاث نقاط صغيرة لكي ترى القداسة وهم:
١- مقابلة عشق بعشق.
٢- تطبيق عملي للإنجيل.
٣- علامات على الطريق.
أولا : مقابلة عشق ببعشق :-
القديس يوحنا سابا أو يقولون عليه الشيخ الروحاني يقول لك: "أولئك يا رب الذين أشرقت عليهم بشعاع من حبك لم يحتملوا السكنى بين الناس بل تركوا كل شيء وسعوا خلف الغني بحبه ساعة ما أدركوا مقدار محبته في قلبهم ما صبروا أن يبقوا في أفراح العالم لحظة واحدة". ساعه ما أدركوا مقدار محبته في قلوبهم ما صبروا أن يبقوا في أفراح العالم لحظة واحدة، أي أنهم تركوا الأب والأهل والأخوة والأصدقاء وصاروا يسعون في طريق الأتعاب بلا شبع يسرعون في حمل فضائلهم، الله أشرق عليهم بشعاع من حبه هم أيضا قاموا بمبادلة الحب بحب، فلم يحتملوا السكنى بين الناس، فهم يريدوا أن يبقى معهم بمفردهم.
هذه هي القداسة يا أحبائي، الأنبا شنودة رئيس المتوحدين طفل صغير، أرسله والده وهو صغير ليعمل في القطيع الذي يمتلكه خاله، والأنبا بيجول رجل تقي، يجعل الطفل الصغير يعمل معه، يقول أن الطفل كان يتصدق بطعامه على الرعاة منذ أن كان طفل صغير، ووالده لاحظ أن الطفل شنودة يعود إلى منزله في وقت متأخر، فذهب إلى خال الطفل الأنبا بيجول وقال له أنا أرسلت إليك الطفل الصغير فهو صبي صغير يعود إلي الساعة العاشرة مساءاً والساعة التاسعة مساءاً تمهل قليلاً على الطفل، لماذا تجعله يعمل لهذا الوقت المتأخر؟!، فأجابه لا، أنا لم أستبقيه لوقت متأخر، فهو يعمل بالكثير إلى الساعة الرابعة وأقول له تفضل بالذهاب إلى المنزل الساعة الثالثة أو الرابعة فهو طفل صغير، قال له لكنه لا يأتي الساعة الثالثة ولا الرابعة ولا الخامسة ولا حتى الساعة السادسة فهو يأتي بعد الساعة التاسعة فقال له كيف؟!، فقاموا بمراقبة الطفل وجدوا الطفل بمجرد أن يقول له خاله إذهب إلى المنزل الولد يذهب إلى كهف بعيد قليلاً يدخل ليصلي ولا يشعر بالوقت بالرغم أنه طفل صغير، وعندما كانوا يقوموا بمراقبته يقول لك وجدوا وجهه مضيء ووجدوا شعاع نار يخرج من أصابعه وهو طفل صغير، أولئك يارب الذين أشرقت عليهم بشعاع من حبك لم يحتملوا السكنى بين الناس، "شعاع من الحب".
ما هي حياة القداسة يا أحبائي؟! أبحث عن ماذا أعطاني الرب، وما المفترض أن أعطيه أنا، أنظر مقدار محبة الله لنا، من المفترض أنا أحبه إلى أي حد؟!، الحب يغير، مقابلة عشق بعشق، كان أبونا بيشوي كامل يقول لك من أجمل المناظر التي أراها هي قبر القديسة دميانة، الذي يقع في البراري، يقول لك أن فوق منه يوجد مذبح، فالمسيح مذبوح من أجل دميانة، ودميانة مذبوحة من أجل المسيح.
هكذا يا أحبائي كل شخص فينا، المسيح أحبنا، ذبح من أجلنا، ونحن أيضا يكون لدينا استعداد أن نذبح من أجله أو نحيا من أجله، من أجلك نمات كل النهار، هذه يا أحبائي حياة القداسة، مقابلة عشق بعشق، حب بحب فهي مبادلة، من أخطر الأشياء يا أحبائي أن الإنسان يكون بليد في محبته لله، لأنه غير مدرك ماذا فعل الله معه؟، وبلادة الحب تأتي بالكسل، وتأتي بانفصال في تنفيذ الوصية، وتجعل الصوم ثقيل، وتجعل الصلاة تكاد أن تكون معدومة بلادة الحب، فأين الحل؟! أدرك محبة الله في داخلك.
"ساعة ما أدركوا مقدار محبته في قلبهم ما صبروا أن يبقوا في أفراح العالم لحظة واحدة " .
إدراك محبة الله، ترك كل شيء، لماذا؟ لأنه وجد الجوهرة الغالية الكثيرة الثمن، وجد الكنز المخفي الذي يقول لك مضى وباع كل شيء لكي يقتنيه، هذا يا أحبائي جمال الحياة مع الله، اكتشف محبة الله لك، اكتشف فدائه، خلاصه، محبته، غفرانه، تجسده، صليبه، كل هذا من أجلي ومن أجلك، يالها من سعادة للشخص الذي شعر بمقدار محبة الله له، يا لسعادة الشخص الذي محبة الله ثابتة في داخله لا تتغير ولا تتشوه حسب الظروف. "ونحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا" البار من أجل الآثمة.
ثانياً : وصية عملية :-
الإنجيل يكون عملي، الإنجيل يا أحبائي لم يعطى لنا لمجرد المعرفة، لا بل الإنجيل للحياة، الإنجيل يا أحبائي لا لنعرف آيات ونقوم بحفظها ونعتبر أنفسنا أشخاص متفوقين في الإنجيل، الإنجيل ليغير حياتنا، هذا هدف الإنجيل، وهدف أي قراءة، أي دراسة في الإنجيل ليست للمعرفة فقط ولكن لتغيير الحياة، فهم أطاعوا الأنجيل، مثلما قال معلمنا بولس الرسول "شكراً لله لأنكم أطعتم من القلب صورة التعليم التي تسلمتموها"، أطع من قلبك التعليم الذي يقال لك، كثيراً ما نسمع يا أحبائي لكن عند التنفيذ تجد حواجز كثيرة جدا جدا، وكثيراً جدا لا تكون لدينا رغبة في التغيير، نسمع ولكن نريد أن نظل كما نحن، ونري نماذج والكنيسة تعطي لنا نماذج لكن تجد نفسك تنظر إلى الخلف، ولا تريد أن تتغير يقول لك لا كن حذر.
القديس أغناطيوس الأنطاكي قديس اليوم هو الذي صار أسقف بعد معلمنا بطرس، هناك عصر معروف باسم عصر الآباء الرسوليين، من هم الآباء الرسوليين؟ هم الذين خلفوا الرسل مباشرة، مثل بوليكاربوس، أغناطيوس، هؤلاء الذين جاءوا بعد الرسل مباشرة، الملك وجد أن كرازته تتسع والكثير من الناس تدخل الإيمان، فقام بأغوائه وأغرائه، لكن دون جدوى، فأرسله لروما لكي يستشهد، وبالطبع شعبه كله كان يبكي فهو كان أسقف لم يكن رجل من عامة الشعب، فكروا أن يفعلوا شئ مثلما نحن بعقلنا البشري نريد أن نحل مشكلة، قالوا نعطي رشوة للجنود لكي يتركوه، فذهبوا بالفعل للتفاوض معهم عن النقود، والجنود لديهم استعداد أن يفعلوا أشياء مثل هذه من أيام السيد المسيح عندما أعطوهم رشوة لكي يقولوا أنهم أتوا ليلا وسرقوه، فموضوع الرشوة للحراس وللجنود كان معروف جدا، فقالوا نعطي الجنود رشوة لكي يطلقوا لنا القديس أغناطيوس، والقديس أغناطيوس علم بذلك، فمن المفترض بفكرنا البشري يكون سعيد ويقول أنظروا أولادي يريدوا أن ينقذوني، شكرا لهم كثيرا، ويصلي للرب لكي يتمم الموضوع ويخرج، ولكنه في الحقيقة غضب وقال لهم : "لا تصنعوا بي شفقة في غير موضعها، وأتركوني لأطحن، أتركوني لأنياب الوحوش، أريد أن أقدم خبز لله". يقول لك وأما أغناطيوس فكان متعطشا للاستشهاد، ما هذا الكلام؟ كان متعطشا للاستشهاد!، ويقول لك وهو مقيد وسائر في الموكب كان يقبل السلاسل، ما هذا يا أحبائي؟!، وصية عملية، مقابلة حب بحب، يعيش الأنجيل، ستجد الوصية ليست لمجرد المعرفة أو للذة العقلية أو للافتخار لا فهي للحياة.
لذلك يا أحبائي في هذه الأيام الكنيسة مثل الأم التي تعطي ابنها وجبة ضخمة جدا، تقول له "كل" أو مثل الولد الكسلان الذي يمسكوا يده ويجعلوه يجري، أو الولد الذي لا يفهم شيء يقول له تعال سوف أعطيك درس مخصوص تعالى وتعلم، ردد، هذه سير القديسين الموضوعة لنا يا أحبائي، لكي تقول لنا الكنيسة "انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم" كنيستك غنية، تعطيك نماذج حية، طفل صغير صار أب ورئيس جماعة الرهبان، قالوا لخاله الأنبا بيجول صلي له، قال لا هذا الولد هو الذي يضع يده علي، ليس أنا الذي أضع يدي عليه، وأمسك بيد شنودة وهو طفل صغير ووضعها على رأسه، قال له أنت ستصبح رئيس للمتوحدين وستصبح أب ومدبر لجماعة كبيرة من الرهبان، وبالفعل بنى أثنين من الأديرة، وكل دير يوجد به في المتوسط ألفين راهب، يقودهم ويعلمهم ويرشدهم لقد صار بركة كبيرة.
القديس أغناطيوس الأسقف والشهيد يترك نموذج لأبنائه حيث قال من الممكن وأنا حي ومتواجد مع أبنائي ألا يستفادوا مني، لكن من الممكن أن يستفادوا بموتي، من الممكن عندما يروني وأنا أقبل الاستشهاد بفرح أن حياتهم تتغير أكثر من العظات.
هذه يا أحبائي عظمة القديسين في كنيستنا، إنجيل عملي، لذلك لا توجد فضيلة تشتاق إليها، ويكون من الصعب عليك تنفيذها إلا ما تجد لها تطبيق عملي، "إذا أردت أن تكون كاملا إذهب بع كل أموالك وأعطيه للفقراء وتعالي أتبعني" وصية صعبة جداً، وأريد أن أفهمها وأن أشرحها وأن أعرف كيف أنفذها تجد الأنبا أنطونيوس، "ينبغي أن يصلى كل حين" كيف؟! تجد الأنبا بيشوي يشرحها، كيف يشرحها؟ فأنت تعلم ماذا كان يفعل لكي يصلي وجميعنا نعلم ورأينا الحبل النازل من قلايته، عندما يقول لك "أعطوا تعطوا" عندما يحدثك عن الرحمة تجد الأنبا إبرآم، عندما يقول لك "لم يحبوا حياتهم حتى الموت" وعندما يقول لك "عذبوا ولم يقبلوا النجاة"، يوجد ألوف من الشهداء وعلى رأسهم أميرهم القديس والشهيد مار جرجس ما هذا؟! كل وصية لديها التطبيق العملي لها، لذلك يقال أن أجمل شرح للآية هم القديسين، إنجيلنا مشروح بالقديسين ومعاش بالقديسين، "مشروح ومعاش".
ثالثاً : علامات علي الطريق :-
خطوات على الطريق أنا رأيت الآن أنهم يقابلوا عشق بعشق، وأعلم أنهم يقوموا بتطبيق ما جاء بالإنجيل، فأين أنا؟، أين نفسي، لابد أن أضع نفسي في الموضوع، ولكني يا رب بعيد جدا جدا، هذا الكلام صعب علي جدا، يقول لك أبدأ بداية صغيرة، بداية صغيرة جدا، بدلا من أنك بعيد عن الصلاة تماما أبدأ بالصلاة حتى وإن كان قليلاً، بدلا من أنك بعيد عن العطاء جداً وتعيش في أنانية نفسك، لا أبدأ اجتهد أنك تقوم بتجربة بركة العطاء، بدلاً من أنك تعيش للعالم وأفراحه وملذاته أبدأ أعرف كيف تعيش للمسيح، حتى ولو بمقدار بسيط والله يعطيك أن تذوق من حلاوته، علامات على الطريق، يقول لك تعالى سر خلفي، أنظر ماذا فعلت أنا، أنظر أنا كم تعرضت لضغوط، كم تعرضت لعذابات ولتهديدات ولإغراءات لكن كل هذه كانت بالنسبة لي لا شيء، لماذا؟! لأني كان هناك شيء أمام عيني هذا الذي يشغلني، هو الذي آخذ قلبي، آخذ فكري، فأصبحت هذه الأشياء لا تؤثر في، ولا تغير في قلبي كثير، ما هذا؟! هذا عمل المسيح يا أحبائي، وهذا هو جمال عمل المسيح في كنيسته، في أولاده، اجتهد اجتهد أن يكونوا هؤلاء ليسوا مجرد قديسين عاشوا فترة وقد انتهت حياتهم، لا، فحياتهم باقية.
لذلك الكنيسة تصنع لهم تذكارات باستمرار، لماذا هذه التذكارات، هي لنا يا أحبائي، لماذا تقرأ لنا الكنيسة السنكسار؟ لكي تقول لنا هيا أكملوه، فهو لا زال مفتوح ونحن نرى يا أحبائي في كل جيل أن الله يختار أشخاص أمناء يصبحون سنكسار مفتوح، والسنكسار لا ينتهي. ما هذا الموضوع؟! إن كل واحد منا مدعو لأن:
١- يقابل عشق بعشق.
٢- يكون إنجيل عملي.
٣- أن يكونوا علامات على الطريق.
تريد أن تسأل نفسك أين أنت؟ إذهب خلفهم، تريد أن تتشجع إذهب خلفهم، تريد أن تتعزى إذهب خلفهم، لذلك يا أحبائي ليس فقط نتشفع بالقديسين لكي يقوموا بعمل بعض الطلبات مثل النجاح، العمل، السفر للخارج، الزواج، لا فأنا أريد أن أقول له علمني الصلاة، علمني الجهاد، أفطمني من العالم، أفطمني من نفسي، أعطني شجاعة الاعتراف بك، فرحني بك، حببني فيك، حاول ألا تكون سير القديسين لمجرد أنك تستخدمهم في قضاء أمور أرضية أو زمنية، لا فهم موجودين لأمر أكبر من ذلك بكثير، إنهم يقولوا لك هيا تعالى خلفنا، لذلك الكنيسة تتزين بالقديسين وتجدهم موضوعين أمامك، لكي يقولوا لك هيا تعالى خلفنا، لماذا أنت جالس هكذا ولماذا هذا الكسل؟، فالكنيسة يا أحبائي تزين لنا بالقديسين، لكي يكونوا هم فرحتنا وبهجتنا.
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.