العظات

من أراد ان يكون أولا فليكن اخر الكل الجمعة الرابعة من شهر هاتور

تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائى فى هذا الصباح المُبارك يا أحبائى فصل من بشارة مُعلمنا مار مرقس إصحاح 10 , عندما أتى إليه التلميذان "يوحنا و يعقوب ابنا زبدى " و طلبوا منه مرة ثانية الطلب الذى طلبوه منه قبل ذلك , كانوا طلبوا منه طلب يخُص موضعهم و كرامتهم بين التلاميذ " لا يًريدوا أن يكونوا ناس عادية " و يبدو إنهم وسطوا أمهم فى هذا الطلب و جعلوها تقول لربنا يسوع " حقق هذا الطلب لابنى يعقوب و يوحنا " , فكأن ربنا يسوع يُريد أن يجعلهم يطشفوا الذى بداخلهم أمام المجموعة , فقال لهم :" ما الذى تُريدوا منى أن أفعله؟؟" فقالوا له :" أعطنا ان نجلس واحد عن يمينك و الآخر عن يسارك فى مجدك ". بالطبع هذا الطبلب ليس المقصود به بإنهم يجلسوا معه فى الابدية و لكن هم كانوا قصدهم و هُم هُنا على الأرض أن يعطوا لهم كرامة و هم فى وسط أخوتهم , فقال لهم يسوع :" لستُما تعلمان ما تطلبان " لأن طلبكم هذا منالمُفترض أن يكون طلب أبدى و ليس أرضى و يكون فى المجد الأبدى و لكى تأخذوا هذة الكرامة فى المجد الأبدى , من المُفترض أن يكون لكم جِهاد و حمل صليب و صبر و ألم مثلما أنا سأتألم , فقال لهم :" لستما تعلمان ما تطلبان , أتستطيعا أن تشربا الكأس التى أشربها أنا " هل لديكوا إستعداد أن تجتازوا فى الألم الذى أنا أتألمه , و لاعجيب يا أحبائى إنهم طلبوا منه هذا الطلب مُباشرة بعدما كان يُكلمهم عن الآلام المُزمع أن يتألم بها , فواحد يقول لهم :" ابن الإنسان سيُتفل فى وجهه و يُصلب و يُسلم إلى أيدى أثمة و يُهان و يُجلد و يُصلب و كم يكلموه عن أن يجلسوا واحد عن يمينه و الآخر عن يساره فى مجده فقال لهم :" أما الكأس التى أنا اشربها فتشربامها و الصبغة التى أنا اصطبغ بها فتصطبغان بها و أما الجلوس عن يمينى و عن يسارى فليس لى أن اعطيه إلا للذين أعد لهم ". يُريد أن يقول لهم :" هذا هو موضوع جهادكم ". فالعشرة عندما سمعوا هذا الكلام تضايقوا و قالوا فى نفسهم اشمعنا هؤلاء الذين طلبوا هذا الطلب و لماذا هذا التمييز , يقول لك :" و لما سمع العشرة ابتدؤا يتذمرون على يعقوب و على يوحنا " فأتى ربنا يسوع و قال لهم التعليم الذى هو يُريد أن يقوله لهم , فقال لهم :" أنتم تعلمون إن الذين يحسبون رؤساء الأمم يسودونهم" فهذا الرئيس الكبير يسود " و أن عُظمائهم يتسلطون عليهم فلا يكون هكذا فيكم " فأنتم غير الأمم , فيس معنى إن واحد كبير يكون هذا الذى يسود لأ أنتم غير ذلك ," بل من أراد أن يصير فيكم عظيما يكون خادم و من أراد أ يصير فيكم أولا يكون للجميع عبدا " هل أنتوا تتنافسوا على من يكون فيكم الأول ؟؟ أنا أريد إن الحكاية تتحوا , أنا اريد منكم أن تتنافسوا على من يكون فيكم فى الآخر , من الذى يضع نفسه تحت الكل , من الذى يكون فيكم عبد للكل ,"لأن ابن الإنسان أيضا لم يأتى ليُخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين ". ابن الإنسان جاء لكى يكون فى النهاية . مرة واحد قال إذا أحببنا أن نُرتب الناس فى الكنيسة , كيف سنُرتبهم ؟؟ فطبعا قالوا :" الكاهن و بعد ذلك الشماس و بعد ذلك الشعب " فبعد ذلك واحد قال :" و الأسقف و البطرك , إين سنضعهم ؟؟" فقالوا له :" البطرك ثم الأسقف ثم الكاهن ثم الشماس ثم الشعب " , فقال لهم :" لا فى الحقيقة الأمر بالعكس , الشعب ثم الشماس ثم الكاهن ثم الاسقف ثم البطرك "فقالوا له:" كيف هذا ؟؟" فقال لهم:" من هو هدف كُل هذا المنظومة " أى إذا يوجد كاهن بدون شعب , ما الذى سيفعله ؟؟ لا شئ , لا يفعل شئ , إذا الذى جعله كاهن الشعب و بالنسبة للأسقف , سيكون على من اسقف ؟؟؟ على الشعب و على الكهنة , إذا نمرة واحد فى المنطومة هو المخدوم , فيقول لهم :" أنتم لا يكون لكم هذا الفكر , ليس مُجرد إنك أصبحت رسول , معناها إنك أصبحت الكبير , بل الذى أراد فيكم أن يكون فيكم الكبير , يكون الأصغر , الذى أن يكون خادم يكون عبد , الذى أراد أن يكون الأول يكون الآخر " هذة القاعدة التى وضعها السيد المسيح , مُختلفة كثيرا عن الأشياء الوروثة , فكثير من القواعد قلبها المسيح . جاء ليخدم و يبذل نفسه فدية عن كثيرين , إذا أخذت لمحة فى حياة ربنا يسوع المسيح , فتجد تقريبا فى 3 سنين وبضعة 6 أشهر غير مفاهيم الإنسان كُلها , فى مدة بسيطة جدا جاء يخدم و لكنه يجدم بُحب و بأمانة , ببذل , جاء ليضع نفسه من أجل الجميع و لهذا خدمته كانت جذابة جدا . أنا أريدك أن تتخيل معى إن ربنا يسوع أتى لكى يأخُذ مملكة أرضية أو كرامة أرضية " يلبس ثياب ناعمة و يجلس على كراسى عالية و فى مجالس مُزينة و يجمع له حاشية من الناس الحُكام , فماذا سيكون تأثيره؟؟ و إن كان له تأثير , فسيكون بالكثير على المجموعة التى حوله و ستكون هذة المجموعة مُنافقة له و لا تتأثر به , و على هذة المجموعة و مُجرد إنه يزول , تجد كل شئ نُسى , و لكن ربنا يسوع قال لهم :" مملكتى ليست من هذا العالم" انا أتى لأملك و لكن سأملك على القلوب و على الأفكار , انا آتى لأغير مفاهيمكم , أنتوا لديكوا مفاهيم عن العظمة , لديكوا مفاهيم عن الملكية , لديكوا مفاهيم عن التسلط و أنا آتى لأقول لكم :" أما أنتم فلا يكُن فيكم هذا الفكر". أنتم شئ آخر , أنتم البير فيكم هو الأخير , أنتم العظيم فيكم هو الخادم , هو الذى يجعل نفسه عبد للجميع و رأينا هذا الكلام فى ربنا يسوع عندما وجدناه هو نفسه يُنفذه على نفسه , فقاله و نفذه , قاله و عمله وجدناه ينحنى و يغسل ارجل تلاميذه , هذة المُهمة كانت تكون لأردئ العبيد , فالعبيد نفسهم كانوا مقامات , فمثلا العبد مُثقف يأخذ أوضاع مُهمة , و العبد القديم كانوا يرقوه و أكثر واحد يعمل الأعمال التى يقولوا عنها "dirty work " , التى هى الغسيل و هذة الأشياء , العبد الجاهل و العبد الحديث ,أى أحدث عبد و أجهل عبد هو الذى يعمل هذة الأشياء, فهو يقول لهم :" أنا أريدكوا أن تعتبرونى , أحدث عبد أو أجهل عبد فيكواكلكوا , أنا الذى لا أستطيع أن أعمل شئ ". جاء يقول لهم :" أنا أنحنى و اغسل الأرجل " و لهذا بُطرس الرسول عندما أتى المسيح ليغسل قدميه , قال له :" هذا لا يصح , لايصح " فقال له ربنا يسوع :" إذا لم أغسل قدميك سوف لا يكون لكنصيب معى فى ملكوت السموات". أتى ليؤسس وضع جديد , ما هى الكرامة ؟؟ الكرامة ليست إنك تحسب نفسك رئيس على أخوتك , الكرامة إنك تجهل نقسك للكل خادما أو عبدا , هذة هى الكرامة . و لهذا القديس أوغسطينوس, كان عندما يُصلى من اجل المخدومين كان يقول لربنا :" أطلب إليك يا رب من أجل سادتى عبيدك" أى هُم عبيدك أنت و لكن بالنسبة لى هُم سادتى , ما هذا ؟؟؟ هذا هو أحساسه , فالمسيح عندما أتى أسس هذا الفكر, اسس فكر إن الكبير كبير بإنه يُعلن مسؤليته و جدمته و إنحناؤه للآخرين , هذا هو الكبير . و لكن ليس معنى الكبير أن يكون مُتسلط , التسلط معناها غستخدام السُلطة فى غير موضعها , فهذا هو التسلط , و لكن ربنا يسوع قال لنا :" لا تستخدموا سلطاتكوا فى غير موضعها " أنتوا سُلطانكوا سُلطان حُب , أنت سُلطانك سُلطان روحى , أنت سُلطانك سُلطان توبة و إرشاد , انت سُلطانك سُلطان أبدى , من أجل الملكوت حتى تأتى بكثيرين إلى المجد . فهو يضه فيهم مفاهيم . هل أنتوا تتسابقوا على من فيكم يكون الأكبر؟؟؟. لالمأكن أتمنى أن أرى هذا الكلام منكم و لهذا قال لهم :" شاهدونى أنا " فتجدوا يسوع لا تنتظر الجموعأن تأتى إليه كان يذهب و إليها , فشاهد الأماكن التى ذهب لها يسوع , ستجدها من فوق خالص لتحت خالص , الذى يأخُذ باله من جُغرافية الكتاب المُقدس , فآخر قطعة فوق , حاجة اسمها " جليل الأمم" أو يسموها " قيصرية فيلبس " هذا المكان فوق خالص , فبهذا بدأنا أن ندخل على حدود سورية , فوق خالص و حتى الأسفل , لأن أورشليم فى الجنوب . إذا أخذت بالك من خدمة يسوع فى ال3 سنين و نصف , تجده , صاعد, هابط بين هذة الأماكن , يذهب إلى كل الأماكن , ذهب إلى السامرة , مع إنها بلد رفضاه , ناس يقولوا لك :" نحن لا نُريضك " , لا نُريد أن نتعامل معك و إذا تعالمل معهم يعمل لنفسه مُشكلة لأن اليهود لا يُعاملوا السامريين و لكن يسوع يقول لك :" يجب أن أجتازها ". كفر ناحوم تُرحب به فترات و تطرده فترة , الناصرة , هذة هى البلد التى نشأ فيها و تربى فيها فكانت أكثر بلد تُرفضة , يقولوا له :" نحن نعرفك , من و أنت كُنت صغير , فأنت لاآن و تعمل علينا كبير ". و لهذا قال لهم :" لا يوجد نبى مقبول فى وطنه " و لكن يا رب و بعدين و أورشليم , ما الذى حدث بها , فكان دائما يُهان فى أورشليم و هذة هى البلد التى تأمروا عليه فيها و صلبوه , فيا رب و بعدين , إلى إين ستذهب ؟؟ يقول لك :" أنا أجول اصنع خيرا , ليس من المُهم هم أن يُرحبوا بى , فأنا لا أذهب إلى أماكن حتى أوضع فيها على الأكتاف , انا ذاهب من أجل إننى أهان , أنا آتى لأبذل نفسى فدية عن كثيرين , أنا آتى و أنا أعلم إننى فى النهاية سأصلب , أن آتى و أنا أعلم إننى سأهان . فهو بذلك يضع قانون جديد للخدمة , يضع قانون جديد للإنسان المسيحى . ليس مُجرد إنه يُريد أن يكون واحد معبود من الكل , أبدا . فتجده يذهب إلى قيصرية فيلبس و يذهب إلى الأمم و يذهب إلى الجليل و يذهب إلى الناصرة و يذهب إلى كفر ناحوم و يذهب إلى أورشليم , فى كل وقت فى مكان و فى مكان يضع بصمة , فى كل مكان يقول كلمة حياة فتجد الجموع تزدحم حوله , لأن الناس مُشتاقة إلى هذة الكلمات , الناس ذهقت من الرياء و النفاق ,الناس ذهقت من الملوك و الأباطرة الذين يلبسون من الحرير و الجالسين على عروش , و الخُدام تتهافت عليهم . يقولوا لك :" هذا الرجل بسيط جدا , هو ليس له إين يسند رأسه " و لكن على قدر بساطته فى مظهره , على قدر عُمقه فى جوهره , على قدر قوة تأثير كلامه , فتجده إنهم كانوا يتهافتوا على سماع كلامه , فتجدوا ما من مكان كان يذهب إليه يسوع , إنهكان يزدحم جدا و يقول لك :" و كان الناس تكاد أن تدوس على بعضها البعض " الناس تكون مثل ما يقولوا " بالضرب " . لأنهم وجدوه جذاب , سمعوا فيه تعاليم لم يسمعوه من قبل , فالناس كلها تتكلم بعظمة أو الناس كلها تتكلم عن وضعها و عن كرامتهو عن طاعتها و الذى لا يسمع كلمته يعمل فيه و هكذا , فوجدوا فيه كلام مُختلف , منهج مُختلف تماما , يقول له :" إن الذى يُريد أن يكون عظيم , يكون الآخر " فيقولوا :" لا , لا ,لا " هذا كلام أول مرة نسمعه . كل الحُكماءو كل دارسي جميع الأديان أجمعوا إنه لا يوجد فى التاريخ كله من تكلم عن الإتضاع إلا يسوع فكل الناس تُريد أن تجذب الذين حولها بالعظمة , فتجد الشخص عندما يسمع عن كيف إن الناس تُقدرو و تكرمومة , تجد الإنسان يحب أن يسمع أشاء مثل هذا . و لكن عندما يأتى واحدو يقول لك :" من أراد أن يكون فيكم أولا فيكن لكم اخرا " , كلام جديد , كلام لا يُستوعب من شخص يُريد أن يعيش فى المُلك الزمنى و لكن يأتى يسوع و يقول لك :" أنت مملكتك ليس من هُنا , غناك ليس من هُنا , كرامتكح ليست من هُنا, أنت من المُفترض إلا تبحث عن إنك تكون فى البداية هُنا , أنت من المُفترض أن تبحث و تعمل على كيف إنك تكون فى الأول فى الأبدية و فى الملكوت , هذة هى كرامتك . و إذا أردت أن تأخذ منهج حتى تعيش به لكى تصل ؟؟ أنظر إلى أنا , أنا قُلت لك :" من أراد أن يكون أولا يكون فليكن لكم اخرا" و أنا بالفعل فعلت هذا , فتجد ربنا يسوع المسيح سُلطانه سُلطان حُب , ملكوته ملكوت إتضاع , كلامه يُسيطر عليك , و لكن بدون أن يُغصب عليك , تجد إنه أثر قلبك دون أن يُقيدك , تجد إنه أخذ فكرك دون ان يُرهبك , لماذا ؟؟هذا عمل المسيح فى حياتنا , آتى ليجعلك تتنازل عن أمورأرضية و تجد نفسك برضاك تتنازل عن الأمور الأرضية , لأنك فى الحقيقة أخذت عوضا عنها 100 ضعف من أول عندما تأخذ قرار التنازل , فعندما تقول أنا سأسامح ,تجد نفسك امتلأت بالسلام , فى لاأمر الذى كُنت تُريد أن تسأر به لكرامتك , أول عندما تقول , سأعطى , تجد نفسك بدأت أت تشعر بسُلطان على المال و بدأت تشعر بالغنى الحقيقى , أول عندما تقول سأصلى , تبدأ أن تشعر بسيادة الروح على الجسد و بدأت تشعر بكيانك الإنسانى و كيانك الإلهى الذى لا يشبع إلا فى خالقه , أول عندما تقول أنا سأترك شئ من المُمتلكاتالأرضية , تجد عوضها أضعاف , أضعاف و لذة روحية و هُن اتجد الإنسان الروحى بداخلك يكبر , يكبر و ينمو و ينمو , هذا هو العجب , هذا هو العجب فى شخص المسيح الذى علمنا كيف نعيش الحياه و كيف أن نسمو فيها و فى نفس الوقت نذهب إلى خدمة , هذة هى روح الإتضاع . و لهذا المسيح آتى ليؤسس ملكوت الإتضاع , ملكوت الإنحناء , ملكوت غسل الأرجل و ليس ملكوت السيطرة . فهُنا يقول لتلاميذه :" أنتم تُريدوا أن تُرتبوا نفسكوا , من هو الكبير ؟؟" أنا سأقول لكم :" الكبير أكثر واحد يخدم منكوا , الكبير أكثر واحد فيكوا يبذل , الكبير أكثر واحد يجعل نفسه فى النهاية . كان يوجد تلميذ من التلاميذ , ذهب إلى ابوه الروحى و قال له :" قُل لى كلمة لاحيا " قال له :" ضع نفسك تحت الخليقة كلها و أنت تحيا ". تُريد أن تأخذ كلمة لتعيش بها " ضع نفسك تحت الخليقة كُلها و انت تحيا " فنفس الكلمة هنا قال :" من أراد أن يصير فيكم عظيما , لفيكُن لكم خادما ". و لهذا لا تتعجب عندما تأتى لتقرأ فى سير القديسين فتجد الذى ترك أمواله و الذى ترك مركزه و الذى ترك كرامته و الذى خلع رُتبه و الذى ألقى بنياشينه على الأرض و الذى ترح أموال , ما هذا ؟؟؟ هذة بالفعل ناس المملكة السمائية نبتت بداخلها , أخذوا القرار بسهولة , بدون نزاع , ففى الحقيقة شهوة الملكوت عندما تملك على كل القلب , تهون على الإنسان أشياء كثيرة . فتأمل فى الملكوت الأبدى المُنتظرك , تقول ياه , ما الذى أنا مُتمسك به هذا و لهذا عندما يأتوا و يُحبوا أن يسايسوا طفل ماسك شئ خطر عليه و أنت خائف على هذا الطفل , فمن الصعب جدا أن تأخذ هذة اللعبة منه و لكن بسهولة جدا تُحضر له شئ أحلى منه فتجده ألتفت إليها و انبهر بها و الذى كان مُمسك به تجده القاها فى الأرض و جرى خلف اللعبة الأخرى . فنجن مثل هذا , طالما نحن لا نرى الأمور الأبدية و طالما إننا لا نرى الملكوت المُنتظرنا و مُتمسكين بالأرض جدا و مُتلذذين بها , أول ما الأبدية تعمل فينا و اول ما نعلم المصير و أول ما نرى المجد الأبدى , فننظر إلى الأشياء التى فى الارض و نقول ما هذا ؟؟ ما هذا الذى أنا مُتمسك به ؟؟ هذة كلها تفاهات , هذا تُراب , هذة كلها زائلة. واحد من الأباء القديسين قال لربنا :" أعطينا يا الله ألا نركن إلى الظل كأنه حق " . هذا ظل , هذة لها أمور زائلة . هُنا يقول لهم لا تُفكروا فى كرامة الأرض , اجعل لديك غيرة على كرامتك السمائية , هذا هو االذى يكون لك غيرة فيه , فواحد مثل يوحنا المعمدان أتى و هو يلبس وبر الأبل , شوف الإنسان الذى عملت فيه الأبدية , تجده بسيط فى مظهره و لكن عميق فى جوهره . السيدة العذراء بسيطة جدا جدا , شكلها بسيط جدا و لكن هى بداخلها العرش الكاروبينى الإلهى , حاملة الإله . ما هذا؟؟ مظهرها لا يدّل على هذا . فيقول لك لا , إنه ليس بالمظهر و لا بالإمكانيات , فشاهد يسوع , بالمذود الذى ولد فيه و المكان الذى تربى به و البيئة التى عاش فيها فابوه نجار من أبسط المهن التى كان يعملوا بها جماعة اليهود , يعيش فى منتهى البساطة و ليس له مكان , ليس له رزق , ليس له ناس يعرفها من السُلطات التى حوله , أبدا . و لكن ما الذى يملكه ؟؟ هو عايش الأبدية على الأرض , آتى لينشر الملكوت . عندما يأتى ليتكلم , يتكلم عن الملكوت و يأتى يتكلم مع ناس يُكلمهم عن التوبة , يُكلم ناس , يُكلمهم عن الإستعداد, هذا هو السلاح , هذا هو الذى يملكه , هذة هى ملكة خدمته و لهذا تد الذى أتى يُريد سُلطة , تجده لا يأخذ هذا الكلام فقال لهم :" أنتوا تُريدوا أن تجعلوا واحد عن يمينى و الآخر عن يسار , هذا هو الذى عمالين تعيدوا و تزيدوا و توسطوا أمكوا فى طلبكم , و لكن أنا لم أكن أتمنى أن أسمع منكوا هذا الكلام و لكن إذا أردتوا , انا سأسمعكوا الإجابة ". ما هى الإجابة ؟؟ يجب أن تشرب من الكاس, يجب أن تصطبغ بالصبغة , يجب أن تكون أنت فى النهاية و كلما أنت تكون حببإنك تكون فى الناية , تجد ربنا هو الذى يُعطيك الكرامة مثل القديس ماراسحق قال :" من سعى وراء الكرامة هربت منه و من هرب منها بمعرفة تسعى هى وراؤه و يقول لك عن المُتنيح البابا كيرلس كان آخذ هذا القول شعار لحياته , لم يكُن حابب للكرامة ولا ساعى للكرامة , فأحب أن يعمل يختفى تماما و يذهب بعيد عن عيون الناس , فإذا ذهبن غلى الطاحونة , عندما تتامل فى مصر القديمة فى هذا الوقت , تجد إن هذا المكان , كان مكان مُتطرف , كانت قطعة للمدافن و الصراعات و لا يوجد فيها شئ أبدا و بعد ذلك عندما يجد ناس كثيرة بدأت تُقبل على هذة الطاحونة , تجده يذهب إلى مكان ىخر , فى مكان فى الخلف دير البراموس بعيدا جدا . أنا أريد أن ابعد , أنا أريد أن تكون كرامتى من عندك أنت , لا أريد كرامة الناس , فعندما هرب من الكرامة , الكرامة أتت خلفه اصبح هو أول واحد فى الكنيسة . فيجب ان أعلم ان ايضا إننى آخر واحد و يجب أن اعلم إننى خادم للكل , فكان البابا كيرلس , يجلس و يضحك على نفسه ويقول " العيل أصبح بطرك " فما هذا الأحساس الذى بداخله ؟؟ إحساسا إنه خادم للكُل و يكون للجميع عبدا , هرب من الكرامة , فسعت هى خلفه , هو إنسان غير ساعى للكرامة و لا إنه يتسلط, لا فهو يهرب. و لهذا قال لك :" تعلم من سيدك , تعلممنهأعك تعيش هذا الإتضاع و اعرف ما من خطية أساسها الكبرياءو ما من فضيلة إلا و أساسها الإتضاع . فتعالى و شوف الإنسان المُحب للعالم , فأساس محبة العالم هو الكبرياء , انا أريد هذا و ذاك و أن كذا و أنا كذا . دافع الإنسان و سعيه لإسباع شهواته هى ذاته . ليس من المهم من هو الطرف الآخر , ذاته هو أهم شئ عنده , انا أريد و أريد . فبالنسبة للعطاء , يقول , أنا الذى أريد هذة الأموال إنها تكون ملكى أنا وحدى , فتعالى شاهد الإنسان المُتضع , الإتضاع يُساعده على العطاء و العفة و ترك العالم و الصلاة و إنك تتقدم روحيا , فيقولوا إن الإتضاع :" هو أرض حاملة جميع الثمار " ربنا يُعطينا أن يكون لنا نصيبا فى ملكوت السماء بأن نكون هُنا آخر الكل , و نحيا بإتضاع كسيدنا و مُخلصنا يسوع المسيح .ربنا يُكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته , لإلهنا النجد الدائم إلى الأبد . آمين.

أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك الجمعة الخامسة من شهر بابة

تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من إنجيل مارمرقس الرسول الأصحاح العاشر من الآية 35 – 45 .. { وتقدم إليه يعقوب ويوحنا ابنا زبدي قائلين يا مُعلم نريد أن تفعل لنا كل ما طلبنا .. فقال لهما ماذا تريدان أن أفعل لكما .. فقالا له أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك .. فقال لهما يسوع لستما تعلمان ما تطلبان .. أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا وأن تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها أنا .. فقالا له نستطيع .. فقال لهما يسوع أما الكأس التي أشربها أنا فتشربانها وبالصبغة التي أصطبغ بها أنا تصطبغان وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أُعطيه إلا للذين أُعد لهم .. ولما سمع العشرة ابتدأوا يغتاظون من أجل يعقوب ويوحنا .. فدعاهم يسوع وقال لهم أنتم تعلمون أن الذين يُحسبون رؤساء الأمم يسودونهم وأن عظماءهم يتسلطون عليهم .. فلا يكون هكذا فيكم بل من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً .. ومن أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً لأن ابن الإنسان أيضاً لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فديةً عن كثيرين } ففي إحدى المرات قام يعقوب ويوحنا بالطلب من أمهم أن تتوسط لأجلهما عند يسوع المسيح وذلك لكي يُشاركوه في مجده فأحدهم يجلس عن يمينه والآخر يجلس عن يساره .. فهم خجلوا أن يقولوا مرة أخرى طلبهم من ربنا يسوع فقالوا له " ما طلبنا " .. ولكن ربنا يسوع أحب أن يكشف أفكارهم أكثر فقال يسوع { ماذا تريدان أن أفعل لكما .. فقالا له أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك } .. فإن حذفنا كلمة " في مجدك " فلا يحدث شئ .. فقال لهما يسوع { لستما تعلمان ما تطلبان .. أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا وأن تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها أنا .. فقالا له نستطيع } مارمرقس في الأعداد التي قبلها من نفس الأصحاح من عدد 30 – 35 كان ربنا يسوع يتكلم عن آلامه المُزمع أن يجتازها .. فيقول { ابن الإنسان يُسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويُسلمونه إلى الأمم فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه } .. وهم كانوا بيسمعوا هذا الحديث منه .. فكان ربنا يسوع يتكلم عن الصليب والموت .. يتكلم عن الآلام .. يتكلم عن الضيق الذي سوف يجتازه .. يتكلم عن الكأس الذي سيشربه فكان من الأولى أن يطلبا أن يجتازوا معه هذه الآلام ولكنهم طلبوا أن أحدهم يجلس عن يمينه والآخر عن يساره .. فكثيراً ما كان يتكلم معهم الرب يسوع عن أشياء وهم يُفكرون في أشياء أخرى .. فهو مثلاً كان يتكلم عن الروح القدس وهم يقولوا له " ولا سمعنا أن هناك روح قدس " .. ومرة أخرى قالوا له " أرنا الآب " ( يو 14 : 8 ) فقال لهم يسوع " أنا والآب واحد " ( يو 10 : 30 ) .. " من رآني رأى الآب " ( يو 14 : 9 ) فكانت هناك مفارقات عجيبة .. فالتلاميذ يفكروا بطريقة وربنا يسوع يفكر بطريقة أخرى .. فلا يوجد مجد بدون ألم .. فأحياناً يتوه الإنسان عن ذهنه هذه الحقيقة وهي الألم والضعف وهو يريد فقط المجد .. ولكن المجد لا يأتي أبداً إلا بالألم .. القيامة لا تأتي أبداً إلا بالصليب .. فهو أعلن مملكته على الصليب .. أعلن كمال حبه على الصليب .. الصليب هو دليل حبه العملي .. فهم هنا سمعوا عن الصليب العملي ولكنهم لم يتلامسوا معه .. ففيما هو يتكلم عن الصليب يتكلموا هم عن المجد .. فيوحنا ويعقوب لن يُدركوا المجد إلا لما يجتازوا معهُ الصليب في سفر الأعمال الأصحاح 12 كان يعقوب أول الشهداء .. { فقتل يعقوب أخا يوحنا بالسيف } .. فهو يقول أنا كنت بطلب مجد ولكن عندما رأيت الآلام فأيقنت أن الألم هو الذي يوصل للمجد .. فهو واثق أن من خلاله يصل إلى المجد .. فإن الباب الذي يؤدي هو باب مجد وألم .. هو باب قيامة وصليب كل الأباء الرسل إستشهدوا على إسم ربنا يسوع ما عدا القديس يوحنا الحبيب .. الله حفظه لرسالة معينة .. عاش لأخر القرن الأول فهو كان قريب جداً من المسيح فظهرت بدع كثيرة تقول إنه إنسان وليس إله .. فكتب إنجيل يوحنا المملوء بالبشارة الإلهية .. تظهر بدعة تقول إنه إله وليس بشر فيوحنا يكتب الرسائل ليؤكد إنه إنسان فيقول { الذي شاهدناه ولمسته أيدينا ... الحياة أُظهرت }( 1يو 1 : 1 – 2 ) .. { كل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله }( 1يو 4 : 3 ) .. يتكلم عن الأبدية والسماء فيكتب سفر الرؤيا .. لقد سمح الله أن يطوِّل عمر يوحنا وأن لا يستشهد حتى في عصر نيرون وإنه يعاصر البدع ويكتب إنجيله ليؤكد على لاهوت المسيح .. يكتب رسائله ليؤكد على ناسوت المسيح .. ويُنفى إلى جزيرة بطمس ليكتب لنا سفر الرؤيا .. فهو الأن قد انفتحت عينيهِ على أسرار كثيرة فيقول لو أعطاني مجد فإني مشتاق إلى شركة آلام المخلص عجيب يارب في تأنيك على التلاميذ .. فهو كان يمكن أن يغضب أو يثور .. فهو كان يتكلم عن الآلام والصلب والموت وهم يتكلمون عن المجد .. فهو محتاج إلى روح تكون مُشاركة في آلامه وليس من يتكلم عن المجد .. { لستما تعلمان ما تطلبان } .. فهم لا يعرفون ما هي النفقة .. أن تشربوا الكأس التي أنا أشربها وأن تصطبغا بالصبغة التي أنا أصطبغ بها .. فهم أجابوه " نستطيع " .. ولكن ليس لهم استعداد للتعب ولكنهم عندما عاشوا معه في فترة آلامه الفعلية أسلموا أنفسهم للألم فلذلك يجب أن نسأل أنفسنا هل كلامي عن الصليب نظري ؟ هل أنا واقف على حدود الكلام لكن عندما يأتي الألم أرفضه وأطلب المجد ؟ إن البركة كلها مخفية وراء الألم .. أن تشرب من الكأس التي أنا أشربها .. أن تصطبغ بالصبغة التي أصطبغ بها أنا .. الصبغة هي ألم .. دم .. إهانة .. تعري الصبغة في الكنيسة أُطلقت عليها المعمودية .. بالطميس تعني الصبغة التي هي المعمودية .. فهي الصبغة المقدسة .. فأنت الأن تقدر لأن أنت فيك صورتي .. ملامحي .. لأن أنت فيك صاحب الوجه المُتفل عليه .. فيك صاحب الوجه المضروب عليه .. فيك صاحب الرأس الذي وُضِع عليه إكليل الشوك .. فيك صاحب اليدين المُسمرتين تِقدر أم لا تستطيع ؟ هم قالوا نستطيع .. ولكن إثبتوا .. كل التلاميذ إغتاظوا .. لماذا أنتم تطلبون هذا الطلب ؟ ولكن ربنا يسوع كان يقول كلكم غير فاهمين .. كلكم غير حاسين بيَّ ولكن سوف أُبقي عليكم وأحتملكم .. { ولما سمع العشرة ابتدأوا يغتاظون من أجل يعقوب ويوحنا .. فدعاهم يسوع وقال لهم أنتم تعلمون أن الذين يُحسبون رؤساء الأمم يسودونهم وأن عظماءهم يتسلطون عليهم .. فلا يكون هكذا فيكم } هناك فرق بين الرئاسة والتسلط :- الرئاسة : هو أن يستخدم الرئيس ما فيه من سلطان . التسلط : هو أن يستخدم الرئيس ما لا في سلطانه ويتجاوز حدود سلطانه . العالم يستخدم الرئاسة والتسلط .. { من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً .. ومن أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً } .. فتعالى إلى أي فرد يضع هذا الفصل من الإنجيل أمامه أو يأمر تلاميذه بهذا الكلام .. من في التاريخ كله تكلم بهذا التعليم ؟ فهناك ناس وأشخاص قرأت الكتاب المقدس فسجدت .. الكلام إخترق أعماقهم .. الكلام إصطدم بالعقل البشري .. الكلام يخلع الإنسان العتيق .. فالإنسان يريد أن يتقوى .. يكبر .. يتسلط .. يكون له نفوذ .. ولكن الكنيسة تقول { من أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً لأن ابن الإنسان أيضاً لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فديةً عن كثيرين } هو يبذل نفسه عن كل الجهالات .. عن الكتبة والفريسيين .. فهم أفراد يريدوا مصلحتهم .. يمشون معه لمجرد الأكل .. معجزة .. حتى تلاميذه لم يُدركوه .. لم يفهموه .. ومع هذا لقد أحبهم الرب يسوع .. فهل أنت تتبع المسيح في فكره .. في منهجه ؟ فالإنسان يبحث في العالم عن كرامة .. مركز .. مال .. نفوذ .. إنتصار .. ولكن الرب يقول عكس فكري تماماً تصطبغ بالصبغة التي أصطبغ أنا بها .. تشرب الكأس التي أشربها .. فعندما كنت وسطكم كنت خادم فخلعت ثوبي ووضعت منطقة في وسطي وطلبت أغسل أرجلكم .. في التقليد اليهودي كان هناك العديد من العبيد بدرجات في البيت الواحد وكانوا يُقسمون العبد القديم .. العبد لديه مواهب .. لديه مهارات .. العبد المغضوب عليه وهو الذي كان يتقدم ويمسح الرِجل .. يغسِل ويِمسح .. فهل أنت تقبل أن تكون مثل سيدك أصغر عبد .. هل تستطيعان ؟أكثر شئ يغضِب ربنا مننا هي ذاتنا ومحبتها .. أن نحب أن نكون أولاً .. فلذلك يقول ربنا إسمع كلام الإنجيل ونصيحته " تريد أن تكون الأول كن أخر الكل " .. أحد الأباء ذهب إلى مرشده الروحي فقال له قل لي كلمة لأحيا بها .. فقال له " ضع نفسك تحت كل الخليقة وأنت تحيا " ربنا يجعلنا تلاميذ تابعين سامعين عاملين للمسيح لا بالكلام ولكن بالفعل نعمل منهجه في داخلنا فنحبه ونتمثل به ونتبعه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

معرفة الثالوث الجمعة الثالثة من شهر بابة

تقرأ الكنيسة علينا اليوم فصل من إنجيل معلمنا مار لوقا البشير إصحاح 10 .. فالتلاميذ أرسلهم ربنا يسوع للخدمة وعندما رجعوا بلغوه بثمر الخدمة فلما رجعوا وحدثوه بما فعلوا فربنا يسوع سُر بما فعلوه .. ﴿ في تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال ﴾ ( لو 10 : 21 ) .. فأنا أشكرك لأنك أخفيت أمر الكرازة عن الفلاسفة .. عن الحكماء .. عن الأبرار في أعين أنفسهم .. عن الكتبة .. عن الفريسيين .. ﴿ نعم أيها الآب لأن هكذا صارت المسرة أمامك والتفت إلى تلاميذه وقال كل شيءٍ قد دُفع إليَّ من أبي وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له ﴾( لو 10 : 21 – 22 ) .. فعلاقة الآب في الإبن والآب والإبن في الروح القدس فهم ثالوث ولكن في نفس الوقت واحد .. الآب في الإبن = 1 × 1 = 1 .. الإبن في الآب = 1 × 1 = 1 .. فكثيراً ما نتكلم عن الوحدانية وقليلاً ما نتكلم عن الثالوث ويمكن أن يكون هذا بسبب البدع التي تنقض أو تهاجم الوحدانية فتجعلنا نقلل الكلام عن الثالوث .. ولكن الكلام عن الوحدانية لا يلغي الثالوث نحن لا ننكر أن الثلاثة أقانيم واحد ولكن لكل أقنوم له صفته .. له فعله .. له عمله .. له ما يميزه .. فنحن لا نستطيع أن نقول أن الآب هو الإبن هو الروح القدس ولكن لكلٍ منهم صفة ذاتية تختلف بينهم ومع ذلك هم الثلاثة واحد . الآب خالق الإبن مولود الروح القدس منبثق فالصفة الألوهية تجمع الثلاثة أقانيم ولكن هناك صفة ذاتية .. فالصفة الألوهية مثل يعرف كل شئ .. غير محدود .. فهو ينطبق على الثلاثة .. الإبن هو آب ولكن ليس هو الآب .. فعندما نقول الآب مولود خطأ الآب منبثق خطأ الإبن آب خطأ الإبن منبثق خطأ الروح القدس إبن خطأ الثالوث واحد والوحدانية لا تلغي الثالوث .. مثل مثلث متساوي الأضلاع .. أ = ب = ج .. ولكن ليس * أ * هو * ب * هو * ج * .. فلو قلنا أنهم واحد أصبحت نقطة وليس مثلث . أ ب ج الصفة الإلوهية تجمع كل أقنوم من الثالوث ولكن هناك صفة ذاتية تخص كل أقنوم .. ﴿ ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له ﴾ .. فهناك صفات للإبن وهناك صفات للآب .. فالإبن مثلاً في شكل عجز .. في شكل ضعف .. إنه الله ولأنه أخذ شكل جسد .. عبد فحمل ضعفاتنا وأخذ شكلنا فهو شابهنا في كل شئ ما خلا الخطية وحدها .. فعندما نرى الإبن في أي صورة من الضعف لا ينبغي أن نُعثر بل نباركه أكثر لأنه مبارك .. هو الذي شابهنا في كل شئ فهو أخذ ما منا من ضعف .. فيسوع ضعف .. تألم .. أُهان .. أخذ شكا ضعف .. فهو أخذ صفة إنسانية لكي يحقق أقنومه كإبن .. يحقق أقنومه لأجل خلاصنا .. فالصفة الإلوهية لا تلغي الصفة الذاتية .. كونه إبن لا تلغي صفته كإله .. فالروح القدس منبثق لا يلغي صفته كإله وكونه إله لا يلغي روح قدس مميز فالثلاثة شكلوا مثلث متساوي الأضلاع في كل شئ فهناك تمايز في الأقانيم ولكن وحدتها لم تلغي الثالوث .. الآب اختارِك .. الروح القدس ظللِك .. الإبن تنازل وتجسد منِك .. الثالوث يعمل في وحدانية ولا يعمل أقنوم بمعزل عن الأقانيم الأخرى .. فعندما يحل الروح القدس يعمل من خلال الآب والإبن .. فالإبن لا يعمل شئ من خلال نفسه بل من خلال الآب والروح .. الآب لا يعمل شئ من خلال نفسه بل من خلال الإبن والروح .. القديس كيرلس يقول ﴿ أن كل شئ يفعله الآب بالإبن عن طريق الروح القدس ﴾ .. الآب يريد أن يخلق فالإبن يوجد الشئ .. الله قال فليكن نور( تك 1 : 3 ) عن طريق الروح القدس .. جعل نور عن طريق كلمته الإبن الله يفدي فيرسل الفادي وبركة الفداء تُنقل إلينا عن طريق الروح القدس﴿ ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ﴾ .. فتريد أن تعرف الآب إعرف الإبن .. تريد أن تعرف الروح القدس إعرف الإبن .. تريد أن تعرف الإبن إعرف الآب فالثلاثة يوجهوك لبعض لأنهم ثالوث في واحد .. فنحن لا نعرف الشمس بدون ضوئها .. حرارتها .. الشمس كفعل فإننا نتعامل معها كنور .. كحرارة .. كقرص شمس .. فنحن لا نستطيع أن نقول أن النور هو الحرارة وإن كنا نفصل النور عن الحرارة .. فهل يمكن أن نقول أن اليوم الطقس حار فنريد الشمس بنورها ولكن ليس بحرارتها ؟ ولكن هذا لا ينفع .. أو تقول أريد أن الشمس تدفيني ولا أريد حرارتها ؟! فالآب والإبن والروح القدس ثالوث في واحد ولكن الوحدة لاتلغي التمايز .. فالإبن هو الذي جاء في شكل متجسد .. هو الذي ولد من بطن السيدة العذراء .. هو الذي يدين .. هو الذي فدى الروح القدس هو الذي يعطينا روح الفهم والمعرفة .. روح الصلاة .. يعزينا .. فالآب يعزيك عن طريق الإبن فيبعث لك الروح القدس .. لا يلغي أبداً إنهم متمايزين في فعلهم فالإنسان هو نفس .. جسد .. روح .. فهم ثلاثة في واحد لا يمكن أن نفصلهم .. فالنفس نفس .. الروح روح .. الجسد جسد .. فلا يمكن أن نفصله وعند الإنفصال يصبح لا شئ فيموت .. فعندما ينفصل الروح يكون ميت .. يكون لا شئ .. فإنها طبيعة الله .. وحدانية الله أن الله واحد فقط أقنوم الله هو واحد فإن هناك وحدة ولا يكون في تكامل لأنه ليس يمكن أن نتعامل معك إنك جسد فقط ولكن إنك في نفس الوقت روح ونفس . فالإنسان جسد + نفس + روح فالنفس تتأثر بالجسد والروح الجسد يتأثر بالنفس والروح الروح يتأثر بالجسد والنفس فهم يعملوا معاً ولا نستطيع أن نلغي أحدهم فهم يعملوا معاً القديس أثناسيوس يقول ﴿ إن هناك ينبوع يخرج منه تيار والتيار فيه ماء ﴾ .. فالينبوع به ماء .. التيار به ماء فكلاهما به ماء ولكن دور الينبوع غير دور التيار .. وكذلك أيضاً في الأقانيم فكل أقنوم له دوره .. له فعله .. له تأثيره .. له عمله .. فكل مسيحي مدعو له الشركة في الثالوث القدوس .. فكنيستنا تعلمنا وهي تقول ﴿ لك المجد مع أبيك الصالح والروح القدس ﴾ .. ﴿ محبة الله الآب ونعمة الإبن الوحيد وشركة وموهبة الروح القدس ﴾ .. فنرشم الصليب ﴿ الآب والإبن والروح القدس إله واحد آمين ﴾ .. فأحياناً كثيرة ندخل في علاقة مع الإبن دون الآب أو الروح القدس .. فيجب أن تكون لنا شركة مع الروح القدس .. ﴿ ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له ﴾ فإنه كلما تقترب من معرفة الآب تجد نفسك تقترب من معرفة الإبن .. وكلما تقترب من معرفة الآب والإبن تقترب من معرفة الروح القدس فإنهم متكاملين ولا يعملوا بمعزل عن بعض .. فالإبن يدين والروح القدس لا يعزي بدون الآب والإبن .. الإبن يفدي والروح القدس ينقل لنا بركات الفداء .. فأي أقنوم لا يعمل عمله بمعزل عن الأقانيم الأخرى .. ففي سر المعمودية يأخذ عمل الآب .. الإبن .. الروح القدس في سر التناول الذي يقدس الأسرار ويحولها الروح القدس يُقدم السر نفسه الإبن عن طريق الآب في القداس حضور الثالوث الآب يدبر الإبن ينفذ الروح ينقل فشركة الثالوث القدوس شركة هامة لسلامة علاقتنا بربنا .. فعندما نريد أن نأخذ أي فضيلة نطلبها من الثالوث القدوس .. فعندما ننظر إلى أي صفة في الله نراها عن طريق الثالوث . مثل صفة الحكمة الله الآب الحكيم الإبن الحكمة الروح القدس روح الحكمة مثل صفة القوة الآب القوي الإبن القوة الروح القدس روح القوة صفة الطهارة الآب الطاهر .. القدوس الإبن القداسة الروح القدس روح القداسة فكل ما نريده في الآب نجده في الإبن ويُنقل عن طريق الروح القدس .. فلنطلب كل طِلبة من الآب ويعملها الإبن وينقلها لنا الروح القدس .ربنا يعطينا علاقة بالثالوث القدوس ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمتهولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

الآبدية على الارض الجمعة الأولى من شهر بابة

تتعود الكنيسة يا أحبائى فى تذكار العذارى , ان تقرأ علينا إنجيل العذارى الحكيمات , اليومتذكار القديسة الشهيدة أنسطاسيا . تعالوا نتكلم مع بعض عن الإستعداد للإبدية , العذارى الحكيمات إستعدوا , كانت مصيبحهم ملآنه زيت و الآنية ملآنه زيت , و هذا ازيت هو الذى اعطاهم حق الدخول إلى العريس , فكيف نحن نستعد إلى الأبدية ؟؟ القديسين يقولوا لك " أن تجمع زيتا" الأبدية يا أحبائى لابد أنتبدأ ونحن لازلنا على الأرض , الأبدية نحن مُشتاقين إليها نحن مُنظرينها, الأبدية هى فى قلوبنا , الأبدية هى مُكافأة الأبرار , لكن لابد يا احبائى ان نتدرب من الآن على الأبدية , فنحن مدعوون دعوة أبدية , الأبدية تبدأ على الأرض , فما هى الأبدية ؟؟ اقول لك " مثلا الأبدية هى الوجود الدائم فى حضرة الله ", فيقول لك " الخروف يكون فى وسطهم " يقول لك " يمسح الله كُل دمعة من عيونهم " يقوللك " هو يكون لهم إلها و هُم يكونون له شعبا " فهيا بنا نتدرب على الأبدية و نحن على الأرض , أن نحيا بإستمرار فى وجود دائم فى حضرة الله , فعندما تدرب النفس على وجود دائم فى حضرة الله , بذلك تكون بدأت الأبدية على الارض , عندما أقول " جعلت الله أمامى فى كُل حين " فتكون الأبيدة بدأت . عندما يكونفى ضميرى و فى قلبى و فى فكرى إن الله أمامى , إن وجهه يسير أمامى فيُريحنى , إن الله يتقدمنى إن الله يرعانى , إن الله يعولنى إن الله يُدبر أمورى , فعندما تتأصل فى قلبى هذة المشاعر تكون الأبدية بدأت . جميل إيليا النبى الذى كانيقول " حى هو الرب الذى انا واقف أمامه " فهو يشعر إنه يقف أمام الله الآن , فهذا بدأت الأبدية أن تعمل فيه و هو لازال على الأرض . فى سفر التثنية , الله أعطى وعد لشعبه , قال لهم " أنا سأجعلكم تعيشوا كأيام السماء على الأرض " كُلنا مُشتاقين لحياة الأبدية , كُلنا مُشتاقين إلى السماء و للمجد السمائى , لا تنتظر كثيرا . فالسماء لا تبدأ من بعد ما حياتنا تنتهى على الأرض , السماء أنت ستذوقها من الآن , السماء أنت ستعيشها من الآن و أنت على الأرض و أنت دائما فى حضرة الله , إجعل ضميرك يشعر إنك دائما فى حضرة الله , فهُناكواحد من الآباء القديسيين يقول لك " إن العالم كله يُصبح كنيسة لمن يجعل الله أمامه فى كُل حين ". فيقولوا عن واحد من الآباء, نزل لقضاء مُهمة فى البلد و هو راهب , فقالوا له " ما أحوال العالم ؟؟" فقال لهم " لم أبصر شئ, فسألوه أيضا و قالوا له :" ماذا وجدت فى المكان الفلانى؟ فقال لهم :" لم أبصر شئ " فقالوا له :" ما الذى شاهدته و ما الذى فعلته ؟" فقال لهم " أنا كنت ماشى و حاسس إننى كاشى امام مذبح الله " واحد عايشحياته و مشاعره و أحاسيسه , بكرامة الوجود فى حضرة الله , فالأبدية بدأت معه و ليست الأبدية ستبدأ بعد ذلك . فنحن من المُمكن أن نعيش الأبدية و نحن فى منزلنا و نحن ف الشارع و نحن فى دراستنا و نحن فى عملنا فالله موجود " العالم كله يُصبح كنيسة". فعندما تأتى و تقرأ فى الكتاب المُقدس , تجد إنه فى سفر التكوين ,عندما عمل الله العالم , فيقول لك " عمل النيرين العظيمين " فهذا للعالم و بعد ذلك عندما يأتى الله و يعمل خيمة الإجتماع , يقول لموسى " تعمل منارتين" مثل كلمة النيرين و كأن الله يُريد أن يجعل نيرين العالم , همانيرين فى كنيسته , و كأن العالم هيكل لله , فكل ما فى العالم , من الذى صنعه؟؟ هو الله , فربنا قريب مننا جدا و لهذا أستطيع أن أقول لك إذا أردت أن تعيش الحياة الأبدية و أنت على الرض , إشعُر بوجود الله الدائم فى كل ما تفعله " جعلت الرب أمامى فى كُل حين" 2- ماذا تُعنى حياة السماء؟؟ هى حياة بر كامل , حياة بدون خطية , حياة بلا جسد , حياة بلا شيطان , هذة هى الحياة الأبدية , لا يوجد شيطان , لا يوجد خطية , لا يوجد جسد , فتقول لى و لكن " كيف نعيش هذة الحياه هُنا؟؟" أقول لك " انت عندما تُجاهد ستغلب جسدك و تبدأ تذوق عربون جسد الأبدية , الجسد الذى يصوم الجسد الذى يخضع الجسد الذى يسجُد , هذا بالتاكيد جسد ذاق الأبدية , هذا جسد غلب خطاياه , غلب تيار الشر الذى بداخله و بدأ يُصبح هذا الجسد جسد أبدى , بدأ يعرف كيف أن يغلب حيل المُضاد ؟ بدأ يعرف كيف أن يجيب على إغواءاته المُتكررة , بدأت الأبدية تعمل فيه. فأصبح جسد بدأ يأخذ لمحة من لنحات الجسد النورانى , بدأ يتغير , بدأ يتمجد , بدأ يُصبح جسد مُقاد بالروح , بدأ يكون جسد يميل إلى الطبيعة السمائية , أكثر ما يميل إلى الطبيعة النورانية . نحن مدعوون من الآن إن أجسادنا تُدرب على الحياة الأبدية , جسد يُصلى , جسد لا يُكسل , جسد لا يُشاغبالروح , جسد مُنقاد بالروح , فهذا الجسد هو جسد الأبدية , فهذا يُساعدنى إننى أعيش حياة بر و يقول لك مُعلمنا بولس الرسول " إن السماء هى ارض يسكُن فيها البر , إستقر فيها البر , فإذا نحن عندما نعيش حياة الأبدية و نحن على الأرض , فلا ننتظرها كثيرا و لكن نشتاق إليها و نحياها من الآن . حياتنا على الأرض هى تمهيد للحياة الأبدية و لهذا الآباء يُعلمونا و يقولوا لنا " إن مصير الإنسان هو إمتداد طبيعى لما نحياه الآن , فمن يحيا الآن البر و من يحيا الآن الوجود فى حضرة الله, يكون مصيره الطبيعى , ميراث الحياة الأبدية و من يحيا بعيدا عن البر و بعيدا عن الوجود فى حضرة الله سيكون إمتداد طبيعى لمصيره فى الجحيم " و لهذا أستطيع أن أقول لك إن الأبدية هى إمتداد طبيعى لما نحياه على الآن . الذى نحن نعيشه الآن إمتداده هو الذى سنكمله . فلذلك أقول لك " عيش الأبدية و أنت على الأرض "يقول لك " جعل الابدية فى قلبهم " . الوجود الدائم فى حضرة الله و حياة البرو حياة التقوى و حياة مخافة الله , هذة هى حياة السماوات . و ما الذى يوجد فى السماء أيضا ؟؟ أقول لك إن السماء فيها تسبيح , أقول لك " كلما عشت التسبيح و أنت على الأرض بدأ يكون لك حياة السماء , بدأ يكون طعامك هو ترديد اسمه القدوس , بدأ يكون هذا هولذة نفسكو لذة قلبك , بدأت تكونحياة التسبيح السماوية , أنت تتدرب عليها على الأرض , إنك تُسبح ترنيمة النُصرة و الغلبة و الخلاص , إنك تنحنى و تقول " قدوس قدوس" إن فمك يتلو تلاوة الاسم الحلو المملوء مجد , بدأت الأبدية تكون معك . فنا الذى يوجد فى الأبدية ظ؟ فى الأبدية , يُسبحون على الدوام , يخرون و يُسبحون و يُمجدون . و لكن هل لا يوجد تسبيح على الأرض؟ أقول لك " الأرض أجمل ما يوجد عليها هو التسبيح , فإذا وقفت لُسبح, تشعر إنك لا تتنتمى إلى الأرض , تشعر إن طبعك طبع تبدل , تشعُر إن عقلك أصبح عقل فوقانى , بدأت تكون أنت واحد أجمل من كل الذى تعرفه عن نفسك , بدأت تكون أجمل من الذى أنت كُنت تتوقعه , فلماذا كُل هذا ؟؟ فالتسبيح يجعل فيك روح أبدية , سبح كثير رنم كثير ردد اسم يسوع , قُل " قدوس قدوس " إحفظ مزامير و رددها , إجعل نفسك مشغولة دائما بترديد اسم الله " يا رب يسوع المسيح ارحمنى أنا الخاطى " " يا رب يسوع المسيح أعنى " " يا رب يسوع الميسح دبر أمورى " كل طلبة عندك , إقرنها باسم يسوع , ردد اسم يسوع كثير , فتجعل الأبدية تبدأ معك على الأرض , عوّد عقلك و فمك و قلبك على أن تكون مشغول بمحبة الله , إنظر إلى أعمال و سبحه عليها , تكلم معه عن تدابير الله , تكلم مع الله عن تجسده و عن صليبه و عن فداؤه و قيانته و عمله و خلقته و عن غثفراه و عن محبته , كلم الله كثير . النفس الذى تُسبح يا أحبائى تمتلئ فرحا . القديس أثاناسيوس الرسولى يقول لك "إن التسبيح هو خير دواء لشفاء النفس " النفس تكون مجروحة و حزينة و مُحبطة , العالم ملئ بالحُزن و الإحباط و لكننى أريد أن أفرح , كيف أفرح ؟؟ لا يوجد طريقة تُفرحك إلا إنكتُسبح الله , و لهذا الإنسان الذى يُسبح تجده مليئ بالبهجة , الإنسان الذى يُسبح تجده غالب لأوجاعه , فمن إين أحضره ؟؟ أحضره من التسبيح , نحن نحتاج أن نُعيشها و نحن لا زلنا على الأرض , آخر شئ أريد أن أقوله لك , ماذا تُعنى بحياة الأبدية ؟؟ 3- الأبدية هى عشرة مع القديسين , عايشين فى محفل الملائكة , عايشين مع السيدة العذراء و مع مارجرجس و الأنبا أنطونيوس , عايشين مع مارمينا و مع أبوسيفين , عايشي مع القديسين فى الأبدية . أقول لك عيش معهم الآن , عندما تعيش مع القديسين و أنت على الأرض سيكون الإمتداد الطبيعى إنك تُكمل حياتك مع القديسين . فعندما يأتوا و يقولوا له إنك أتت لك الهجرة . فتجده يُغير نظرته فى أشياء كثيرة , عمله المشغول به هُنا , مُمتلكاته المشغول بها هُنا , الترقية التى كان مستنيها , حياته هُنا بدأت نظرته تختلف لها و بدأ يُركز هُناك , بدأ يرى هل لُغته تنفع أم لا و عمله ينفع أم لا و كل لديه مكان هُناك و هل لديه أصحاب هُناك . بدأت طريقة تفكيره فى الأمور تختلف تماما. نحن يا أحبائى مدعوون دعوة أبدية و علينا طوال فترة أيام حياتما على الأرض , نأمن أبديتنا . أرى 2 أصحابى هناك , هؤلاء هم الذين سينفعونى. الواحد عندما يُسافر منكان بعيد , يرى إين اقرباؤه هُناك ؟؟ و يبدأ يتصل بهم , و الذين لم يكُن يكلمهم فيبدأ يُكلمهم أكثر و يسأل و يستفسر و يُحاول و يرى , هل أحد سيستقبله هُناك , هل أحد سيسكنه هُناك , هل أحد سيستديفه هُناك. فنحن كذلك يا أحبائى , مُهاجرين للأبدية , فيجب أن نعرف من هُم أصحابنا هُناك و ما الذى سيفعلوه معنا , أُكلمهم من الآن . هؤلاء هُم الذين سيكونوا فى إستقبالنا . فيقولوا إن الأباء القديسين , يستقبلوا النفس من لحظة خروجها من الجسد و هؤلاء هُم الذين سيظلوا معنا إلى الأبد , فنحن نُريد دعوة خلود . و ليس من المُجرد إننا نعيش فترة على الأرض و من هُنا أقول لك , نمى عشرتك مع القديسين , الذى يُعاشر القديسين من الآن , أعلن إن رغبته و إشتياقاته فى إن يكون أصداقؤه سمائيين . و بدأ من الآن يعرف إن كل الذين حوله مُتغيرين و لكن القديسين ثابتين و كُل الذين حوله عاجزين و لكن القديسون قادرين , بدأ يضع يقينه فيهم , بدأ يُكلمهم , يُسبح لهم و يُرنم لهم , يعمل لهم تمجيد , يأخذ صورة و يتكلم معها , فعندما يصعد إلى السماء يجد القديسين و يجد نفسه عارفهم , مُتدرب عليهم و مُتدرب على لقائهم . فالإستعداد للأبدية يا أحبائى يبدأ معنا من الآن , لا تنتظر. إياك أن تتفاجئ بالأبدية و تجد نفسك غريب عنها . فتقول لى " إنها حياة غريبة عنى , أنا مالى ومال حياة الأبدية . فالكنيسة يا أحبائى كُل عبادتها و كٌل أصوامها و كُل إحتفالتها هى مُحاولة , لكى ماتجعل مؤمنيها من السماء و ليس من سُكان الأرض . فالقداس الذى نعمله هو سماء و لهذا تجدنا غيرنا شكلنا , تجدنا لبسنا أبيض , تجدنا وضعنا بخور , مسكنا مجامر , تجد صور القديسين تملئ الكنيسة , فلماذا كُل هذا ؟؟ حتى ترفع عقلك و إشتياقاتك إلى فوق . الله يُريد أن يُعطينا ايام السماء على الأرض . فإذا عشنا الوجدالدائم فى حضرة الله , تكون الأبدية بدأت معنا , نعيش حياة البر , بدأت معنا الأبدية , نعيش حياة التسبيح , هذا عربون حياة الأبدية , نعيش عشرة الأبدية , نحن بذلك أصبحنا فى أبدية صغيرة مُنتظرين و مُتوقعين سرعة مجيئه . و لهذا نحن فى الصلاة نقول " ليأتى ملكوتك " و كُل يوم نقول " ننتظر قيامة الأموات و حياة الدهر الآتى آمين " مُستعدين مُشتاقين مُنتطرين . ربنا يُعطينا يا أحبائى أن نحيا حياة السماء على الأرض . أن نحيا أبدية من الآن , أن يكون نصيبنا هو من نصيب الميراث السمائى , الذى لا يفنى ولا يتدنس و لايضمحل . ربنا يُكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته , لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان و إلى دهر الدهور كلها آمين .

دعوة للفرح الجمعة الثانية من شهر مسرى

باسم الأب و الإبن و الروح القدس الإله الواحد آمين, فتحل علينا نعمته وبركته الآن و كل آوان و إللا دهر الدهور كلها آمين. إنجيل هذا الصباح يا أحبائى يُكلمنا عن نعم "اراكم فتفرحون" الانسان عايش فى دائره من الافراح والاحزان وتجد الفرح مسلوب وتجد فيهم حزن ماالذى ياتى بالانسان بالحزن .القديس يوحنا ذهبى الفم قال اتركواالعبوس للاشرار من علامات السلامه مع الله هى الفرح لدرجه ان ربنا فى العهد القديم قال لا اراك الا فرحا عارف الذى ياتى وهو زعلان لا انا لااراك الا وانت فرحان تريد ان تتاكد من سلامه علاقه انسان مع الله مها كانت ضيقاته وتجاربه تجده فرحا .تعالوا نشوف اسباب الحزن عند الانسان , أكثر شئ يُسبب الحزن للإنسان هى الخطية , إنسان يعيش مغلوب , مقهور , حزين , لا يستطع أن يُحقق معنى حياته , فتجده من داخله مُمذق , الخطية هى مُحزنة و مألمة , فتجد الإنسان بداخله صراع و يعيش مغلوب و يعيش مهموم , لا يوجد حُزن تجده فى الإنسان مهما كان يتظاهر بأنواع الأفراح الكثيرة , إلا وتجده إنسان مهزوم من داخله و تجده حزين و تجده مُحبط و فاشل , 1)الخطية , هى أكثر الأشياء التى تُسبب حزن للإنسان . 2) الهموم, تجد الناس تعيش مهمومة , لماذا ؟ لأنهم دائما يُفكروا فى غدا و ما الذى سوف يفعلوه , و تجد علامات إستفهام على أشياء كثيرة , فتجد الإنسان يعيش مهموم, و هذا الهم يؤدى إلى الحُزن و عدم الفر ح , و إذا قلت له افرح , يقول لك , ما الذى أفرح لأجله ؟؟ فيقول لك أنا لدى و لدى و عندى وعندى..... فعنده مرض أو ضيقة أو مشكله أو إبن أو زوج أو زوجة ... , و عندما يُفكر فى بعض همومه , يجد عنده جدل و هذا الجدل يأخذه إلى أسفل , فيجعله يعيش مهموم و حزين و مكسور , و ماذا أيضا يُسبب للإنان الحُزن؟؟, أقول لك , أشياء كثيرة جدا تُسبب للإنسان الحُزن , و من أكثر الأشياء التى تُسبب للإنسان الحُزن أيضا إنه يشعُر إنه فاشل , إنه لم يُحقق الذى يأمل إنه يُحققه , فتجد الواحد ينظر إلى نفسه و ينظر إلى حياته و يقارن نفسه بأقاربه أو أحباؤه أو معارفه أو مُجرد أحد يكون يعرفه أو حتى واحد يسوق سيارة فخمة فى الشارع , و تجده يقوم يعمل مُقارنات و يأتى له إحساس من داخله , إنه لا يساوى شئ و عندما يِعر الإنسان إنه لا يُساوى شئ , يأتى له الفشل و الحزن , فأسباب الحزن كثيرة جدا , إن الإنسان يضع أمامه هدف و لا يُحققه , تجده حزين , أو إنه كان نفسه أن يقتنى شئ و لم يقتنيه تجده حزين أوإنسان إقتنى شئ و فُقد منه تجده حزين , إذا أشياء كثيرة جدا تجلب الحُزن للإنسان و لكن من إين يأتى الفرح فى وسط كل هذة الدائرة المُتعبة ؟؟ أقول لك بأمانة , إنك لا تجد أى فرح خارج عن المسيح , لأنك إذا أتيت لترى أسباب الحُزن تأتى لك الإجابة فورا , تجد إنه بالحق الهم , لا يوجد له حل إلا داخل لامسيح , و الفشل لا يوجد له حل إلا داخل المسيح , الخطية ليس لها حل إلا فى المسيح , إذا " أراكم فتفرحون" فإذا أردتنى أنت أن أفرح , فكيف أفرح , ليس من الممكن أن أفرح فى غياب المسيح. فالقديس مارإفرام رجل شاعر , مشاعره مُرهفة جدا فيشبه اللقاء مع الله " بأنه توجد أرملة , بنت صغيرة شابة , تزوجت ثم فقدت عريسها فى أيام , فبالتأكيد حُزنها سيكون حزن شديد جدا , فيقول عنها " ليس من فقدت عريس صِبلهل و التقت إلا و نست إنه كان لها ميتا " فما الذى جعلها تنسى إن لها ميتا , فنقول له " إن لقاءك يُزيل كل الأحزان " أريد أن أفرح لا يوجد فرح خارج المسيح . فإذا تقابلت معه تنسى همومك . أحبائى هُنك خطورة فى حياتنا إن هُناك مسيح نظرى فى حياتنا , هذا المسيح النظرى سوف لا يحل لى أمورى , سوف لا أشعر به أبدا , هذا المسيح النظرى من الممكن أن نكون سمعنا عنه أو قرأنا عنه أو من الممكن أن تكون رأيناه فىمواقف و لكن هُناك شئ يُسمى المسيح العملى , عندما نسمع مُعلمنا داود يقول " الذى يغفر جميع ذنوبك الذى يُشفى جميع أمراضِك الذى نجّا من الحُفرة حياتك " فمن هو المسيح الحى ؟؟ فإذا سألنا السامرية تقول لنا , هذا الذى قال لى كل ما فعلت و الذى شعرت معه إننى وُلدت من جديد , من هذا ؟؟ القديس يوحنا يقول لك :" الذى سمعناه و الذى رأيناه و الذى لمسته أيدينا " هُناك مسيح آخر غير المسيح النظرى , الذى نشعُر فى هذا المسيح النظرى إن كل المكان مُجرد كلام , فأقول لك لا , المسيح ليس كلام فقط , هو لم يأتى و ترك عرشه الإلهى و إقترب مننا جدا و شابهنا فى كل شئو أخذ جسدنا و أخذ لحمنا و عاش حياتنا و أكل من أكلنا و شرب من شُربنا و عاش نفس الطبيعة التى نحن نعيشها , حتى يظل يعيد عنا فى النهاية, لا المسيح عملى , المسيح تلامس مع حياتنا جدا و إقترب مننا جدا , فتقول لى إين الحل من كل هذا الحُزن ؟؟؟ أقول لك الحل فى المسيح , فإذا جلست معالمسيح كل يوم تشعر إن مشاكلك حُلت و رُفعت , فيأخذها هو و يقُدملك الحل و المسرة , يأخذ حُزنك فيُعطى لك فرحه " أراكم فتفرحون " جميل جدا إن الحُزن و اليأس الذى كان يُخالط التلاميذ و جالسين فى العُلية مُغلقة و لكن يقول لك , ففرح التلاميذ إذا رأوا الرب , فمتى يفرح الإنسان ؟؟ عندما يري المسيح , متى أتخلص من أحزانى الكثيرة و همومى الكثيرة , عندما أشعر إنه يُشاركنى فيها , و لكنه لا يُشاركنى فقط بل إنه يرفعها عنى و هو يُريد أن يجعل هذا الحُزن هو مصدر اللقاء و تتحول ضعفاتى هى مصادر قوة فى حياتى , فإنه لا يريد فقط منى أن أعيش فى الضعف و اتهزم و لكنه يريدأن يُحول كل ماكان يُضعفنى فى حياتى إلى قوة و يرييد أن يجعل الأشياء المُقلقة و المخيفة و المتعبة و التى تجعل الإنسان فى هم هى وسيلة لقاء و ساعتها يقول لنا " يتحول حزنكم إىل فرح" إذا حتى يبحث الإنسان عن إنه كيف ينبغى أن يفرح , يقول لك إياك تُفكر إنك تفرح إنك تأخذ يومين فى مكان آخر , فهذا يأتى بفرح نفسانى , و هذا الفرح النفسانى , يزول بزوال المؤثر و من الممكن أثناء وجودك فى مكان آخر تُغير جو , يأتى لك مُكالمة تليفون تُزعججك و تُتعبك , ففى أى مكان من الممكن أن تذهب إليه طالما المسيح ليس بموجود فإذا الهم موجود و الحُزن موجود و الفشل موجود . متى يفرح الإنسان ؟؟ فى لقاؤه , من إمتلكه شبعت كل رغباته , الذى أقتفى آثاره لم يضل قط , الذى رأى وجهه لا يحتمل أن يحيى بدون وجه السرور و السعادة , هذة هى الحياة , و لهذا أستطيع أن أقول لك , إن أردت أن تفرح , لا يوجد فرح خارج المسيح , نمى عشرتك معه ليس على مستوى المعرفة أو الكلام , راجع نفسك , ماذا يساوى المسيح فى حياتى؟؟ ما المفاعيل فى حياتى التى تثبت إننى أعرفه و إننى أتكلم معه و إننى أشعر بقوته و قدرته و غُفرانه و محبته و خلاصه و صلاحه فى حياتى أنا الخاصة , فعنما أشعر أنما بهذة المحبة و هذة القُدرة و هذا الصلاح و هذا الغفران . فلماذا أعيش فى هم؟ لماذا تخاف ؟؟ هو ضابط الكل هو معه مفاتيح الحياة و الموت , هو الذى يفتح و لا أحد يُغلق و يُغلق و لا أحد يفتح , فلماذا أخاف , إذا الإنسان الذى يعيش خارج دائرة المسيح أشياء كثيرة جدا تُقلقه و تحزنه , ليس مُجرد خبر , مجرد كلمة , فكيان الإنسان كله يُقلب , فإذا شئ ألمه فى رجله , كيانه يُقلب , إذا شئ فى معدته ألمه , تجده كيانه كله يُقلب و يذهب بالتفكير إلى بعيد و الذى يراه يجده و كأنه كبر 20 سنه . فنا كل هذا ؟؟ إنسان يعيش يتمسك بأمور أرضية و زمنية و لا ينظر إىل المسيح , فتجده الزمن يضحك عليه و العدو يلهو به و ضعف الجسد يغلبه و هموم الحياة تُخنقه , فكل هذا من إين يأتى؟؟ أتى من إنه يعيش خارج دائرة الإتكال و دائرة التسليم , فتجده لا يقتنى الفرح , " أراكم فتفرحون " إذا أردت أن تفرح إفرح بلقاؤم إياك أن تنام بدون إن تتقابل معه , تنام بهمك , تنام بهمك وتأخذه معك هذا لا ينفع , أنت من المفترض أن يكون لك وقفة صغيرة بالليل , تقول له " أبُث لديك ضيقى عند فناء روحى منى " أتكلم معه , أرى ضعفاتى فى هذا اليوم و أضعها عليه و هذا سبب الحُزن و الخطية , فالخطية عندما تبات بداخل الإنسان , يوم مع يوم مع يوم تتراكم و تعمل فى الإنسان طبقات عازلة , و لمن عندما أكشف نفسي أمامه كل يوم , أنا اليوم أحزنتك و أنااليوم أتت لى فكرة سيئة و أنا اليوم أهنت فُلان , أعطى لى يا رب توبة و نعمة و أقف نعه , وأشعر إن يومى إنتهى بسلام و أشعر إننى قادر أن أستقبل يوم جديد و أُكمل الحياة فى فرح و سلام و سرور , فالفرح يأتى من المسيح , فلا يوجد فرح خارج المسيح , مسكين الإنسان الذى يبحث عن الفرح فى تحقيق ذاته فى مجال معين أو من ملكية أو من كرامة , أبدا , فالذى ستأخذه اليوم سوف تجده غدا قدم و تجد غدا صعد الذى هو أحدث منه و تجد نفسك ذهقت , فهذة هى الحياة , الحياة يغلُب عليها الملل و الحياة يغلُب عليها القدم , الحياة يغلُب عليها الزمن , لكن الإنسان الذى يعيش فى المسيح يسوع لا يغلبه الزمن و الملل لا يخنقه و الأحزان لا تخنقه , لأنه ألقى نفسه بالكمال على النعمة التى يؤتى بها عند إستعلان ربنا يسوع المسيح إذا" اراكم فتفرحون " فتعالى إحيا فى دائرة المسيحة, تجد حياتك فيها شُكر و بالرغم من إنك يوجد أشياء كثيرة جدا ينقُصنى إلا إنك تشعر إن حياتك كلها من يده جميلة , فتفرح و تشكر على كل حال و من أجل كل حال , فتُصبح قابل لحياتك . فاليوم ترى أشياء كثيرة جدا يُريدها الإنسان و المجتمع و عدو الخير ينجح فى إنه يُكثر رغبات الإنسان و طلباته و الذى كان عنده شئ واحد لا يكتفى به و يريد منه 2 أو 3 و كل شئ يقدم بشرعة و كل شوية , أشياء جديدة نراها , شئ مُزهل فى سرعة التجديد , و تجد الإنسان جعان بإستمرار , يشعر إنه ليس يمتلك و محروم بإستمرار , فمن هذا ؟؟ أقول لك هذا الذى لم يقتنى الحقيقة و الشبع و المسيح , عندما تقتنى المسيح , لا تشعر إنه تحتاج إلى شئ مهما كان , لا تشعر إنه من الممكن أن يغلبك شئ أو يُقدرك , فكثيرا من الىباء يقول لك " لا يوجد شئ يستطيع أن يُقدرنى " لماذا لا يوجد شئ يستطيع أن يُقدره ؟؟ لأنه من داخله شبعان بالمسيح لا يحتاج إلى شئ و مُتكل على المُخلص . مرة سألوا قداسة البابا شنودة ربنا يُنيح نفسه وقالوا له:" لماذا نراك مُبتسم و فرحان فى كل وقت حتى فى أثناء المشاكل الكبيرة ؟؟"فقال لهم " أنا لا آخذ المشكلة و أضعها بداخلى , فما الذى يفعله فى المُشكلة و هناك هموم كبيرة جدا خارج الكنيسة و بداخلها ؟؟ فقال:" أنا لا أضع الشكلة بينى و بين المسيح , أنا أضع الله بينى و بين الُمشكلة فأرى المسيح و لا أرى المُشكلة , فعندماأضع المُشكلة بينى و بين المسيح أنا أرى المُشكلة و لا أرى المسيح و لكننى أضع المسيح بينى و بينها , فأرى المسيح و لا أرى المُشكلة , بل المشكلة تُقربنى أكثر بالمسيح ..."أراكم فتفرحون" و كلنا نعلم إنه له 3 كلمات مشهورة جدا " 1)ربنا موجود: فهذة الكلمة إذا قلتها بإيمان , ترتاح , و تعيش فى إطمأنان , ,2) مسيرها تنتهى:يعنى يعرف إنه زمن و متغير و متقلب ,3) كله للخير " فما كل هذا الإيمان , أقول لك هذا هو المسيح , إنسان يعيش مع المسيح , هذا منهج حياة , فيقول ربنا موجود , تقول مسيرها تنتهى , تقول كله للخير , فوضع المشكلة على المسيح و ألقاها وراء ظهره , المُشكلة , لم تأخذة و تغرق و لكنه وضع المُشكلة فى يد القادر أن يرفع , هذا هو الإنسان الذى تجده فرحان , فيقول لك " أراكم فتفرحون " لا أراك إلا فرحا , فالخطية حلها فى المسيح و التوبة , الإنسان الذى يُقدم توبة بإستمرار تجده إنسان مُقتنع بحياته و تجده إنسان مرفوع و تجده إنسان قائم , فمن إين أتت له؟ آتية له من روح الجهاد العميقة التى يُعطيها له الله , فتجده إذا كان الخاج يفنى فالداخل يتجدد يوما فيوما و تجده من داخله , هناك قوة , هناك نُصرة , تجده غالب لأوجاعه و أحزانه و آلامه و تجاربه , لدرجة إن حتى خطاياه لا تكون وسيبة إبتعاد بل وسيلة إقتراب و لهذا يقولوا عن واحد من الآباء القديسيين , كان يُعلمك تلاميذه الصلاة ,فقالوا له من هو معلمك ؟؟ من الذى علمك أنت الصلاة ؟؟ نحن نراك تتكلم فى منهج مُرتفع جدا فى الصلاة , فمن الذى علمك الصلاة ؟؟ فقال لهم الذى علمنى الصلاة ,هى تجاربى و أحزانى , فأحزانى هى التى علمتنى الصلاة , فعندما صليت فرحت و عندما كانت التجربة أصعب تقربت إلى الله أكثر و بعمق أكثر , غعندما صليت أكثر و بعمق أكثر تجاربى علمتنى الصلاة و فى الصلاة رأيت الله . عنما يتعب الإنسان من أمورالغد , فما هو الحل؟؟ , أقول لك لا يوجد حل أجمل من التسليم , أجمل من إنك تشعر إن حياتك كلها مُدبرة من يده , إجتهد فى حياتك بكل الأشكال , لكن لا تقلق لا ترتعب لا تخاف , لا تكن غير مؤمن بل مؤمن بل ثق فى القادر أن يحفظ و أن يرفع , يقول لك " القادر أن يصنع معنا أكثر جدا مما نسأل أو نطلب , مما نفهم أو نفتكر" فالإنسان الذى يدخل فى دائرة عمل الله فى حياته , يتعغير كليا , تجده يعيش نفس الضغوط و من الممكن أكثر و تجده يعيش فى دائرة من الممكن إن واحد غيره يعيش فيها , يكون مهموم و مهزوم و يكون حزين و مُكتأب , لكن لا , الذى يعيش فى المسيح يسوع تجده , متكل و مبتسم و راضى و قابل و شاكر و مُسلم و يتوب , عندما تُتعب الخطية الإنسان يا أحبائى و تُعجه , ليس لها حل غير إنه يُقدم عنها توبة حتى يقوم منها و يُرفع منها و لكن حتى نجلس لكى نتأمل فى خطايانا فقط دون أن نتوب , فالخطايا , سوف تُصبح سبب أحزان , أقول لك لا , إجعل الخطية تكون سبب توبة و التوبة الحقيقية بالتأكيد تُفرح الإنسان , لا يُمكن أن تعيش لحظة حُب على خطية إلا عندما يأتى لك مشاعر فرح فى نفس اللحظة و لهذا أقول لك : أمر الفرح هو أمر مُهم جدا للحياة الروحية , حتى تشعُر إنك بالفعل عرفت المسيح , يجب أن تكون فرحان من داخلك , مهما كانت همومك مهما كانت ضغوتك , مهما كانت ضعفاتك , مهما كانت الظروف المُحيطة بك " أراكم فتفرحون " الله يُعطينا يا أحبائى أن نفرح فيه , وأن لا تكون لنا حياة خارجه و أن نُلقى بخطايانا و همومنا و أحزاننا و حتى أوجاعنا عليه و نفرح لأننا قد ألقينا عليه كل همومنا ربنا يُكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته , لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان و إلى دهر الدهور كلها آمين .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل