العظات

الإدانة الجمعة من شهر برمهات

إنجيل هذا الصباح يا أحبائى فصل من بشارة معلمنا مارلوقا الإنجيلى البشير , يتكلم على "هل يقدر أعمى أن يقود أعمى, أم يسقط كلاهما فى حفرة ثم يقول لماذا تنظر القذى التى فى عين أخيك وأما الخشبة التى فى عينيك فلا تفطن لها " كثيرا الإنسان يا أحبائى يتأمل فى خطايا غيره و يرصدها و يدقق فى فحصها و ينظر إلى الخشبة التى فى عين أخيه و أما الخشبة التى فى عينه فلا يفطن لها . القذى هى مثلما نقول بلغتنا الدارجة خى السلاية , يعنى السلاية حاجة صغيرة جدا , يقول لك أنت لاحظت السلاية التى فى عين أخوك و لكن الخشبة التى فى عينك أنت لا تراها , خطيتك أنت لا تراها و تحرص أن تتأمل فى خطايا الناس . خطية الإدانة يا أحبائى خطية مسيطرة على كثير جدا جدا مننا, عندما تجلس فى أية حديث تجد كل الناس تتكلم فى سيرة كل الناس , و لا أحد ينجو من الإدانة , و تجد لايوجد أحد عاجبة أحد و لا أحد عاجبة حاجة , و لا يفلت من الإدانة أحد كبير أو صغير , ما هذة الحكاية !, فى الحقيقة يوجد أبعاد كثيرة , أولا بعد روحى بأن الإنسان لن يرى خطاياه , الإنسان لم يتعلم كيف أن يشفق , إنسان بعيد عن معنى الرحمة , إنسان بعيد عن معنى قبول الاخر, هذا البعد الروحى , يوجد بعد نفسى , البعد النفسى عندما تجد الإنسان لا يحب أحد إلا نفسه , ويشعر إنه بار فى عينين نفسه ويشعر إن كل إنسان أقل منه , فيجيب فى سيرة الناس , وهناك بعد نفسى اخر يقولوا عليه , علماء النفس الإسقاط , ما هو الإسقاط ؟ عندما يكون الإنسان غير راضى على نفسه يسقط عدم رضاه على نفسه على الاخرين , فبدلما يواجه نفسه بضعفاتها , يجلس ويذكر ضعفات الاخرين , هو فى الحقيقة يواجه الواقع إنه لا يقبل نفسه فى أشياء كثير و لا يقدر أن يتواجه مع سقطاته فيسقطها على غيره و يبين نفسه إنه بلا لوم . خطية الإدانة ,خطية ربنا يعلمنا بها كثير كيف لا ندين أحد , إذا كانت المرأة الخاطئة التى أمسكت فى ذات الفعل , يقول لها "أما دانك أحد ؟ وقال لها "ولا أنا أدينك " ولا أنت يا رب تدينها , وبعد ذلك قال لهم "من منكم بلا خطية ؟فليرمها بأول حجر" وكأنه يقول له لو انت تريد أن تدينها , تريد أن تحكم عليها أنا سوف أطلب منك طلب , من جهة إنها خاطئة فهى خاطئة , ولكن لكى تستحق أن تدينها يجب أن تكون أنت بلا خطية ؟ من منكم بلا خطية ؟ و لكن من منهم بلا خطية !!! كلهم رجعوا إلى الخلف وبقيت هى ويسوع فى مشهد منفرد , قال لها "و لا أنا أيضا أدينك أذهبى بسلام" رغم إنه له الحق أن يدينها و له الحق إنه يحكم عليها , لكن تأنى عليها و أعطى لها فرصة جديدة لكى تصنع توبة و تبدأ بداية جديدة , إدانة إنسان يدين غيره , يقول لك " فيما أنت تدين غيرك فأنت تحكم على نفسك " , لا تسكت على أن تأتى و تتكلم فى سيرة الناس و أنت تنسى نفسك , الأباء القديسين يقمولوا لنا " هل يوجد أحد يكون لديه ميت فى البيت و بعد ذلك يرى ميت لأحد اخر , فيجلس و يبكى عليه , ولا من المفترض أن يكون كل أحد فى حالته التى هو بها , و أنت , لماذا لا تلتزم الأعزار للناس ؟ لماذا لا يكون لديك قلب شفوق؟ لماذا لا ترحم ؟ لماذا لا تستر ؟. وطبعا كلنا نعلم القديس العظيم أبو مقار , قالوا له يوجد رجل متوانى يعرف إمرأة , قال لهم لا لا لا لا تقولوا هذا الكلام , قالوا له لا نحن متأكدين , فهى تأتى له بإستمرار , قال لهم لا تقولوا هذا الكلام , قالوا له " نحن سوف نثبت لك , وفى مرة من المرات راقبوه و وجدوا هذة المرأة دخلت عنده , قالوا له إلحق هو الان مع هذة المرأة متلبس , فيقولوا إن القديس أبو مقار أصبح فى حيرة , لا يقدر أن يقول لهم خلاص إسكتوا و إتركوه , لأنه إذا فعل هذا يكون قد قام بعمل إنحلال فى البرية و لا يقدر أن يقول لهم "هيا بنا نذهب لنظبتهم متلبسين" , فقال لبهم هيا بنا نذهب لنرى , و يقولوا عنه إنه علم بالروح إنه اخفى هذة المرأة فى المكان الذى يضع فيه سوائل و مياه و أشياء مثل هذة , فعندما دخل أبو مقار , جلس على الجرن , وقال لهم أنظروا إنه لا يوجد أحد هنا "لما دنتوه ؟؟" فيقول لك و هو خارج لكى يعُلّم الراهب قال له " احكم يا أخى على نفسك قبل أن يحكم الناس عليك ؟" و قبل أن يحكم الله عليك " . و بعد ذلك يقول لك الله فرح جدا بهذا العمل وقال لأبو مقار "طوبالك يا أبو مقار لأنك قد تشبهت بالديان تستر عيوب الناس " أنا أريدك أن تتخيل معى هذا إذا كان الله يفضح كل واحد فينا , إذا كان الله يقول على أفكار كل واحد فينا و أعمال كل إنسان فينا , ماذا سوف يكون شكلنا أو صورتنا ؟ . الله يستر علينا , فإذا كان الله يستر علينا , نحن لا نسترعلى بعض!! , و لهذا قال لك لمادذا تنظر القذى التى فى عين أخيك و أما الخشبة التى فى عينيك فلا تفطن لها يا مرائى , أنت تتكلم عن ضعفات الناس , من أعطى لك هذا الحق؟ على رأى واحد من الأباء الرهبان , إنه يقول لك إنه لم يكن اخذ الأمور بجد شوية و الرهبان كانوا يروه مستهتر شوية , لا يواظب على حضور التسبحة , لا يواظب على حضور القداسات , يعنى , يعيش معظم الوقت فى إستهتار , هم كانوا شاعرين بهذا و كانوا كثيرا ما يدينوه , ويقول لك إنه عندما قربت نياحته كان فى العادة أن يجتمع الرهبان , يأخذوا كلمة منفعة من الراهب الذى سوف ينتقل , وكأنه يريد أن يقول لهم خبرة حاجاته كلها فى هذة اللحظات الأخيرة , فعندما ذهبوا إليه وجدوه , مبتهجا فرحا بشوشا , فقالوا , كيف هذا أنت من المفترض الان أن تكون شاعر بخوف و قلق لأنك لم تكن جد , فتجاسروا و سألوه و قالوا له " قل لنا لماذا أنت مطمأن ؟؟ أنت فى الحقيقة لم تكن جد , فقال لهم أنا كنت فعلا كسلان فى أشياء كثير و لكن أنا نفذت اية واحدة و أنا على هذة الاية اخذ بها وعد ,ياترى ما هذة الاية قال " لا تدين لكى لا تدان " أنا لم أدن أحد طول عمرى ولم أضع فى فكرى إننى أنظر إلى عيوب أحد , هذة الحكاية وضعتها فى قلبى أن لا أدين أحد , فأنا واثق إن النتيجة إننى أنا أيضا لا أُدان , أنا مبرر بهذة الوصية لأنه قالها و سينفذها . و يقول لك قصة أيضا كان مرة يوجد راهب يدين أحد و جلس فى وسط الناس و قال لهم خطايا هذا الرجل الاخر , فيقول لك و هو سوف يدخل قلايته وجد ملاك يقف له على باب القلاية لكى لا يدخل , وقال له " ربنا أرسلنى أسألك , إلى إين تحب أن ترسله ؟!!" و كأنه يريد أن يقول له أنك أقمت نفسك ديانا , فيقول لك هذا الراخب سجد و بكى , عرف إن هذا ليس من حقه , هذا ليس هو مكانه , تعالى إتأمل فى الخشبة التى فى عينيك بدل ما تتأمل فى الخذى التى فى عين الناس , الذى يبصر خطاياه أعظم من الذى يبصر ملائكة , الإنسان الذى يعرف ضعفه لا يتأمل فى ضعفات الناس . فأخطر ما فى الإدانة يا أحبائى إنها تنسينا ضعفتنا , أخطر ما فى الإدانة إنها تجعلنا نشّهر بالاخرين , أخطر ما فى الإدانة إنها تكون خلفها عدم محبة , أخطر ما فى الإدانة , تعالى راجع نفسك , سوف تجد إن الناس الذين تتكلم عليهم غالبا المحبة بينك و بينهم سوف تكون مهذوذة , هذا أخطر , و نتيجة إن المحبة مهذوذة , تجد نفسك تتأمل فى عيوبهم و تشّهرها و تعلنها , هل هذا من حقنا ؟؟ و لهذا يا أحبائى هذة الخطية الله يرصدها , عندا كلم الكتبة و الفريسيين قال لهم "أنتم تنظرون إلى الخزى التى فى أعين الناس و أما الخشبة فلا تفطنون لها " " انظر إلى خطاياك" تأمل ضعفاتك " شاهد ما هى التقصيرات التى فى حياتك" لقد سمح الله يا أحبائى أن يكون الإنسان أو البشر كلهم عجينة واحدة و ضعفات كثيرة تواجهنا كلنا , يعنى لا يوجد أحد فينا معصوم من الخطية , كلنا فينا جذور جميع الخطايا . ليس من الممكن أبدا أن تكلم واحد يكون لا يحب العالم , لا يحب المال , لا يحب الشهوة , ذاته متخلص منها تماما , فجزور جميع الخطايا فينا جميعا و لكن من الممكن أن تكون بدرجات , فحتى الذى يقتل , أنا يكون فى داخلى غضب و عدم محبة , حتى الذى يزنى , فنحن من الممكن أن يكون بداخلنا شهوات , حتى الإنسان المحب للمال , فنحن أيضا محبين للمال , هل تقدر على أن تقول لى خطية يفعلها أخوك جدرها ليس موجود عندك , سوف تجد كل الخطايا جدرها موجود ة فينا . فكيف أنا أدين , فلو كان الله عملنا من نوعية ثانية إن فينا ناس لا يوجد لديها شهوة أبدا , و يوجد فينا ناس ثانى ربنا أعطى لهم حياة متواضعة تماما . كان المتواضع تماما , يجلس ليدين الإنسان على الكبرياء , وكان الذى لا يوجد لديه شهوة يدين الإنسان على الشهوات . لكن الله سمح أن كلنا نكون تحت الضعف , لماذا ؟؟ لكى نشفق على بعض , علشان خاطر لا نتأمل خطايا غيرنا , علشان خاطر لا يكون لساننا متسيب فى الإدانة و فى ذكر خطايا الاخرين , فالله يستر على العيوب , نحن نكشفها ! الله يسمح إنه يستر العيوب و يستر علينا نحن أولا , مثل القديس أنطونيوس ففى مرة سمع الرهبان يتكلموا على أحد , أنه كسلان و إنه متوانى و إنه أشياء كثيرة , ثم قال لهم " أنا أريد أن أسألكم سؤال , عندما أحد يكون يغرق , ما الذى يفعلونه له ؟؟ قالوا له نحن كلنا نمسك بيده و نصعده إلى أعلى , قال لهم "لا, أنا أرى إنكم تفعلون العكس تماما بدل ما تصعدوه إلى أعلى , تخفضوه إلى أسفل أكثر , هو غرقان و يعطى لكم زراعه و يقول لكم ساعدونى و لكن أنتم تنزلوه إلى أسفل " ما الذى سوف ينتفع منه الإنسان عندما يدين , نفترض إنسان يوجد فيه ضعفات , هل سوف ينتفع شئ عندما نتكلم عليه , و ما رأيك إنك بدل ما تتكلم عليه , تصليله و تعامله بمحبه , و من الممكن جدا أن يكون هو محتاج إلى صلاتك و محتاج إلى محبتك حتى يتخلص هو من ضعفاته , يجب أن نتعلم يا أحبائى , كيف نكون ساترين و بالطبع الإنسان عندما يُستر يتمتع بستر ربنا عليه , الإنسان عندما ينظر إلى خطاياه سوف يكون مشغول بيها و لا ينشغل بخطايا الاخرين , جميل إن الإنسان بدل مل يفكر فى عيوب غيره يفكر فى مميزات غيره التى لا يمتلكها هو , ربنا سمح إن كل إنسان من الضرورى أن يكون به فضيلة , فيقول لك على القديس يحنس القصير , أنه مرة كان يسير و وجد مكان فيه إحتفال و أحضروا فيه إمرأة راقصة , فتلاميذه أحبوا أن يداروا عليه هذا المنظر , لم يستطيعوا أن يروا هذا التجمع , فقالوا له تعالى من هذة الناحية حتى لا ترى هذا المنظر , فهو لمح المنظر , فوجدوه بكى , و لكن ما سبب بكاؤه ؟؟ قال لهم أنا أبكى على أشياء كثيرة , أولا إن هذة الإنسانة المسيه فداها و نفسى إنها تتمتع بفداء المسيح و تبدأ حياة جديدة , وثانيا قال لهم أنا أرى إن هذة السيدة تقوم بعملها بإتقان شديد لكى ترضى مريديها , أنا نفسى اتعلم الإخلاص فى العمل مثل هذة السيدة , فالإنسان الذى عينه نقية , يرى الإيجابيات و الذى عينه رضيئة يرى سلبيات حتى فى الإيجابيات , تأمل فى فائل غيرك , تنجو من إنك تتأمل فى ضعفات الاخرين , يقولوا عن مرة راهب أخذ من أبوه الروحى تدريب إنه يسهر سهرة روحية , فمن المفروض إن هذة السهرة يكون جزء منها صلاة وجزء تسبيح وجزء مع الكتاب المقدس و جزء منها مع أقوال الأباء , فهذا الراهب حضر القاس الصبح ثم سأله أبوه الروحى وقال له فرحت فى سهرتك أمس قال له ما الذى فعلته , ما هى كمية الصلاة التى صليتها , قال له الراهب طول الليل لم أُصلى , فقال له هذا يُعنى إنك قرأت فى الإنجيل فترة طويلة فقال له لا لم أقرأ فى الإنجيل, فقال له لابد إنك مكست تسبح فقال له لم أفعل ذلك ايضا , فقال له " فما الذى أنت فعلته إذا " فقال له مكست طول الليل أعد فى فضائل أخوتى و أكثر واحد أنا نفسيتى شايلة منه شوية , جلست أتأمل فى فضائله , وجدت عنده 36 فضيلة لا أمتلكها , قال له هذة طياشة ولكن صارت لك أحلى من الزكاوة , لماذا ؟؟ لأنه هو عندما يجلس و يتفكر فى فضائل غيره لاشك إنه سوف ينتفع , ما رأيك هندما تضرب نفسك , إنك بدل ما نرى الضعف الذى فى أخوك شاهد القوة التى به , بدل ما ترى النقط السودة شاهد النقط البيضاء , ربنا علمنا هذا , ربنا نجده حتى مع الخاطئ حتى مع المتوانى يتعامل معه بلطف يتعامل معه بحب , يتعامل معه بإحترام , لأنه أتى ليخلص لا ليهلك , كيف أن الله أتى ليخلص و ليفدى و نحن نمسك سيرة الاخرين , لو جلسنا فى مجلس يوجد فيه دينونة على الأقل لا تشترك , وإن إستطعت إنك تكجه الحديث لحديث اخر أفضل , وإن أردت أنك تظهر حق فى الأمر غير الذى يُقال , يكون أفضل , أو تستر على الشخص , يكون أفضل و أفضل , لا تشترك , لأن الإنسان عندما يكشف فى عيوب غيره , ربنا سوف يقول له أنت أيضا لا تستاهل سترى , كلنا نتذكر القصة الجميلة التى للقديس القوى الأنبا موسى الأسود , عندما قاموا بعمل مجمع حتى يكرشوا راهب ,ضُبط فى فعل خطية و ينتظرون الأنبا موسى يأتى ولكنه رفض و بعثوا له حتى يأتى إليهم , فقال لهم حاضر و ذهب إليهم و يحمل على ظهره شوال ثقيل كبير , فسألوه عن هذا الذى أحضره معه , فقال لهم فى الحقيقة أنا جئت أحكم على واحد ولكن خطاياى كبيرة و كثيرة و لكن للأسف هى خلفى و أنا لا أراها , فأنا أرى خطية أخى و لكنى لا أرى خطاياى أنا , ولكن فى الحقيقة خطاياى كثيرة و ثقيلة . الإنسان يا أحبائى الذى يعرف ضعفاته يستر على الناس , عود نفسك لا تشترك فى حديث تدين فيه غيرك و أن تلتمس العذر لغيرك , إذا كنت تريد أن تتأمل تأمل فى ضعفاتك أنت حتى تتمتع بالنعمة التى تستر على الجميع " لا تنظر إلى القذى التى فى عين أخيك بل أفطن إلى الخشبة التى فى عينيك" الله ينطى لنا يا أحبائى أن نبصر خطايانا وأن نتأمل فى ضعفاتنا ونرحم ونشفق على ضعفات الاخرين ربنا يُكمل نقائصنا و يُسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان و إلى دهر الدهور كلها آمين.

إقترب ملكوت السموات الجمعة الثالثة من شهر أمشير

تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائى فى هذا الصباح المُبارك , فصل من بشارة مُعلمنا مار متى البشير التلميذ الطاهر بركاته على جميعنا آمين, الإصحاح 10 عن إرسالية التلاميذ و إختيارهم و يقول " دعى الإثنى عشر و أعطاهم سُلطان على أرواح نجسة حتى يُخرجوها و يشفوا كل مرض و كل ثقل " ربنا يسوع عندما أختارهم , إختارهم و أعطاهم سلطان و إمكانيات , " أرسلهم و أوصاهم إلى طريق أمم لا تذهبوا , إلى مدينة للساريين لا تدخلوا " فكان فى ذلك الوقت , بداية تأسيس الخدمة و كان يُركز فقط على الدائرة الداخلية و قال لهم :" إذهبوا بالحرى إلى خراف بيت إسرائيل الضالة و قال لهم :" إكرزوا قائلين : " فأنت يا رب ما الذى تُريده من تلاميذك أن يقولوه للناس , ماهو غايتك و ما هو محور إهتمامك الذى أنت تُريد أن توصله إلى جميع الناس , فقال لهم أنا أريد منكم أن تكرزوا و تقولوا :" قد إقترب منكم ملكوت السماوات". إقتراب ملكوت السماوات يا أحبائى , هذا هو هدف الخدمة , أكثر شئ من المُمكن أن يُساعد الإنسان فى طريقه الروحى , إحساسه بإقتراب الله , رغبة ربنا يسوع المسيح فى إن كل الناس تعرفه , تعرفه عن طريق إقتراب ملكوت السماوات . و لهذا قال لهم , إذهبوا و قولوا لهم :"قد إقترب إليكم ملكوت السماوات " إقتراب ملكوت السماوات يا أحبائى يُسبب دافع للإنسان, فعندما يتوب الإنسان و هو لا يشعر إن الملكوت قريب , تكون توبته مهزوزة , عندما يُحاول الغنسان أن يعيش مع الله بدون مشاعر تجاه الملكوت تكون مشاعره مُزبزبه , عندما يُجاهد الإنسان بدون شعوره إن هُناك مُكافأة لهذا الجهاد , يكون مُجهد و تعبان من الجهاد , إقتراب الملكوت هو وقود الحُب الإلهى . فالعامل عندما يعمل , ينتظر أجرة , فالإنسان يُجاهد من أجل هدف , فنحن ما الذى يجعلنا نحيا بالروح و لا نُكمل شهوات الجسد ؟؟ إننا أبناء الملكوت و مدعوين إلى الملكون و ساعين إليه و الله سُر أن يُعطينا الملكوت , فنحن نُجاهد بناء على هذا الهدف , "فقد إقترب ملكوت السماوات " ما رأيك إذا كان إقتراب الملكوت هو حقيقة راسخة بداخلك ؟؟" فأنت تعرف حقيقة الملكوت مُقاومة جدا من الشيطان , فيحاول أن يجعلك تشعر إن هذا الملكوت وهم , أو ليس بوهم , يجعلك تشعر إنه بعيد أو أنت بعيد عنه , و بالتالى يكون جهادى بدون دافع و لهذا أنا متردد فى حياتى مع الله , إقتراب الملكوت يُزود الحرارة الروحية جدا , و لهذا إذا قربت إلى إنسان تقى تجد إحساسه بالملكوت قريب جدا , فتقول لى و لكن الملكوت ليس مضمون و مازال هُناك وقت كثير حتى نوصل له و لكن الإنسان التقى يشعُر إنه قريب جدا . فمُعلمنا بولس يقول :" ليكن حلمكم معلوما عند جميع الناس ", فما هو ,فقال :" إن الرب قريب" فكان المسيحيون الأوائل عندما يسلموا على بعض يقولوا إن الرب أتى . و لهذا قال يسوع للتلاميذ أن يذهبوا و يكرزوا ويقولوا: " قد إقترب منكم ملكوت السماوات " فنقول له يا رب , أنت قُلت هذا الكلام من حوالى 2000 سنة و مازلت حتى الآن لم تأتى بعد , فهذا يُعنى أنه ليس بقريب , فأقول لك لا . الذى يبعد الملكوت عنى هو انا هو خطاياى أنا , هو شرورى , هو سلوكى بحسب الإنسان الجِسدانى , هذا هو الذى يجعل الملكوت بالنسبة لى بعيد و لكن الإنسان الروحانى يشعر إن الملكوت قريب جدا , فإياك أن تعتقد إننا نقصُد بالملكوت المجئ الثانى , فقال الله :" ها ملكوت الله داخلكم , الملكوت يا أحبتئى يبدأمعنا على الارض , فالملكوت هو حالة و ليس زمن . الملكوت هو مذاقة الحياة الأبدية و أنت على الأرض , فعندما يقول لك :" قد إقترب منكم ملكوت السماوات , فأنت يجب أن تُصدق .فيقول لك , هُناك ناس عاشت على الأرض الأبدية , عشت مثلما يعيش القديسون و الملائكة , كثيرا من الناس ذاقت حلاوة الإنسان الروحانى و هُم على الأرض , فهؤلاء إفترب منهم الملكوت و عاشوا الملكوت . فالله يأخذ أى واحد فينا فى أى وقت , فعند ذلك يكون الملكوت قد أتى إليه , فالإنسان طالما هو عايش على الأرض سوف يحرم نفسه من الملكوت تحت بند إن مازال الملكوت لم يأت بعد أو مازال وقت كثير عليه , فنحن رأينا كثيرا إن الإنسان الذى يؤجل و يقول مازال الملكوت بعيد , يبعد نفسه كثيرا عن الملكوت , فعلى أن أعيش الملكوت من الآن بإحساس إن الملكوت إقترب , تجد الإنسان الذى يعيش فى تقوى الله , يكون عايش الملكوت و هو قريب بالنسبة له جدا جدا و تشعر إنه عايشه و ذاقة و مُنتطره , فنحن نقول فى قانون الإيمان :"و ننتظر قيامة الأموات و حياة الدهر الآتى آمين" , كل يوم اقول له" يا رب ليأتى ملكوتك" , كل يوم اقول له " هزذا انا عتيد أن أقف أمام الديان العادل مرعوبا و مُرتعبا من كثرة ذنوبى " فكلمة "عتيد " معناها , أمر متوقع قريب , يعنى واحد يقرع على الباب و سوف يفتح , إذا فهو أمر قريب جدا , فالإنسان القريب من الله يشعُر إن الملكوت قريب جدا , و لكن الإنسان الذى يعيش فى إنغماس الخطايا و الشرور , يقول لك " ياه ياه , ده كلام , لسه بدري أوى , مازال هُناك وقت طويل ,حتى يأتى ملكوت السماوات " . البر يا احبائى ينجذب إلى البر و لكن الشر ينفُر من البر , فتجد الشرير عنده نفورمن الحقائق الإلهية و الدينونة و الأبدية و القداسة و لكن البر تجد فيه إنجذاب , تجد هُناك توافُق , و لهذا يا أحبائى , بداية الكتاب المُقدس هو سُقوط أبونا آدم و بعدما اخطئ إختبئ , لم يستطع أن يظل على حاله لأنه شعر إنه عُريان , فخطيته عملت فاصل , عملت له عُزلة , عملت له إبتعاد , ولكن الكتاب المُقدس ظل يُهيئ الإنسان للخلاص و للفداء و ظل يُعطى له وعودو يُصلح فيه حتى وجد إنه لابد من الفداء , فأتى الفداء و المسيح أخذ جسدنا و رد لنا كرامتنا و رد لنا الملكوت المفقود و جعل فى نهاية الإنجيل , بدل ما كان الله يقول للإنسان ," إين أنت " , أصبح الإنسان هو الذى يقول له فى نهاية الإنحيل " آمين تعالى أيها الرب يسوع " فأجمل ما فى رحلة الكتاب المُقدس أن تبدأ بهروب الإنسان من الله و أن تنتهى بدعوة الإنسان إلى الله , و هو يرُد علينا و يقول لنا " نعم أنا آتى سريعا " سريعا ... و لكنك لم تأتى. فيقول لك ,لا , أنا أتيت إليك , أنا أتيت لكل إنسان و أعطيت له ملكوتى و جعلت ملكوتى يكون موجود على الأرض و أعطيت للناس مذاقة الأبدية و هم مازالوا على الأرض , نعم انا أتيت بالفعل . و هذا المجئ الثانى , هذا مجئ يتوج , هذا هو المجئ النهائى . و لكن لا نجد إنسان عاش كل حياته بعيد عن الملكوت و ينال الملكوت , فالله يُريد ان يُنادوا تلاميذه و يقولوا , " قد إقترب ملكوت السماوات " , إذا أردت ان تعرف , هل أنت بدأت أن تعيش لربنا يسوع المسيح بالفعل ؟؟ فإسأل نفسك إذا لديك إشتياقات للأبدية و هذة الإشتياقات تزداد أكثر فأكثر , فبالفعل انت تعيش مع الله . و هُنا كلامك عن السماء يزيد و شهوتك للسماء تزيد و شهوتك لمُعاشرة السمائيين تزيد و حُبك للتسبيح يزيد و حُبك للوقوف أمام الله فترات طويلة تزيد , و الجسد , تشعر إنك مُضطر عليه , قتأكلوا بالعافية , تنموا بالعافية , فلماذا كل هذا ؟؟ لأن هذة هى الأشياء التى تشعُر إنها من الممكن أن تكون غير مُرتبطة مع الأبدية , فتعملها أنت مُضطر , لماذا ؟؟ لأنك مازلت موجود فى الجسد و تظل تنحاز للروح و تظل تُقاوم الجسد و تُقاوم شهوات الجسد , فالملكوت إبتدأ , " قولوا للناس إنه قد إقترب ملكوت السماوات " , قولوا للناس إن الرب قريب , قولوا للناس إن الرب قريب , قولوا للناس إن الرب أتى , قيقول لنا الله , ان سوف أتى إليكم و أدين , و إياك أن تعتقد إذا ككان الرب تأخر شوية , فهو سوف لا ياتى , لا لا . فمثل القصة التى قالها يسوع لتلاميذه السيد الذى ترك بيته فى يد العبيد و عندما أتى و جدهم أمناء فقال عنهم فى الإنجيل , "إنه يتمنطق و يتكأهم و يقوم فيخدمهم " و لكن بعض العبيد الآخريين , بدأ " يأكل و يسكر و يشرب و يضرب " و قال عنه " يأتى سيد ذلك العبد الردئ و يشقع من وسطه و يجعل نصيبه مع عديمى الإيمان " و هُناك ترجمة أخرى تقول " و يجعل نصيبه مع الخائبين " . تقف أمام الله , تشعر إن ملكوته قريب جدا و أنت ماشى فى الشارع تشعُر إن ملكوت الله قريب جدا , و انت فى أيامك التى تقضيها على الأرض , شاعر بسلام و مُشتاق إن هذا الملكوت يأتى , لا تخاف و لاتُبعده و ليست حقيقة , تحاول إن أنت تهرب منها , أبدا , هذة حقيقة , انت تجد مسرتك فيها , حِلم حياتك " ليكُن حُلمكم معروف عند جميع الناس أن الرب قريب " . و لهذا أعطى الله لنا حياتنا حتى نُهيئ أنفسنا لهذة اللحظة , نفسنا نعلم , انت يا رب عندما بعثت تلاميذك لكى يكرزوا , ما الذى تثريده منهم أن يقولوه ؟؟ فقال لنا أنا أريد منهم ان يقولوا شئ واحد فقط " إنه قد إقترب منكم ملكوت السماوات ". هذة العبارة تذوب القلوب الخاشعة و تُهيئ , هذة العبارة تُلخص فيها كُل رغبة الإنسان فى إستعادته للفردوس المفقود . و لهذا يقولوا على الكنيسة , إنها الفردوس المُستعاد , و يقولوا عن الإنسان التقى " إن هذا هو الملكوت" و يقولوا عن القلب " إن هذا هو السماء " " إنه قد إقترب ملكوت السماوات " . إياك أن تهرب بذهنك من حقيقة الملكوت , إياك أن تكون هذة الحلقة بعيدة عن ذهنك , إياك أن تعتبر إنها بعيدة . و لكنك يجب عليك بإستمرار , بإستمرار , تقول " ليأتى ملكوتك لينا " بإستمرار , قيس نفسك على الملكوت , ربى نفسك فى الملكوت و صاحب أهل الملكوت و تعلم لغة الملكوت و إقتنى الأمور التى تفيدك فى الملكوت , يقول لك " يأتى الشُهداء حاملين عذابتهم و يأتى الصديقون حاملي فضائلهم " . هذا هو الذى يُفيد فى الملكوت . فجميل هو شعور الإنسان من حقيقة إقتراب الملكوت . فالمسيح أرسل تلاميذه حتى يكرزوا "بأن ملكوت السماوات قد إقترب". و انت تلميذه , فلابد إن هذة الحقيقة تكون قريبة منك , حتى تستكيع ان توصلها لمن هُم حولك . و لهذا نحن فى القُداس نتكلم عن الملكوت كثير و نقول :" و ظهورك الثانى الآتى من السماوات المخوف المملوء مجدا". نحن لا ننزعج من ذكر إتيانك بل بالعكس , هذا هو الذى يُعطى لنا الرجاء , هذا هو الذى يُعزينا و يُعى لنا صبر على آلام و ضيقات كثيرة , هذا هو الذى يجعل لدينا التعويض . فإذا كُنت تعيش هُنا و انت مُتضايق , إذا كُنت تعيش و أنت مُجرد و مُتألم , فكل هذا لأنك عشمك فى شئ أكثر من هذا بكثير , فأنت لا تطلب من العالم الراحة و لكنك تقول انا عررف إننى انا هُنا سوفأتعب كثيرا و عارف إننى سوف أمُر بضيقات كثيرة حتى اربح الملكوت . " قد إقترب ملكوت السماوات " فعليك يا حبيبى أن تُقرب هذذة الحقيقة لقلبك و لذهنك , صدق هذة الحقيقة و إحيا بها و عندما تجد نفسك مُثقل , فَكِر فى الملكوت . ينصحونا الآباء بإننا نقرأ كثيرا فى سفر الرؤية , التى يوجد ناس كثيرة عدو الخير أقنعهم إنه سفر صعب , فإنه يُريد 20 كتاب لتفسيره . و لكن انا أقول لك " إقرأ " إقرأو سوف تجد الملكوت قد فُتح لك , و ليس من الشرط إنك تفهم كل شئ , لأننا سوف لافهم كُل شئ إلا عندما نذهب إلى هُناك . و لكن أنا ما الذى يجب علىّ أن أفعله ؟؟ أقول لك : قرب إلى حقيقة الملكوت و إدخل جواها , إدخل داخل هذة الابدية المُبهجة المُفرحة السعيدة و إعرف مُكافأة الأبرار و إعرف عقوبة الأشرار حتى تنحاز إلى البر بسهولة , لأن الله عندما احب ان يُرسِل تلاميذه قال لهم :" إكرزوا بهذة الحقيقة , إنه قد إقترب منكم ملكوت السماوات " . عبثا يا أحبائى نُجاهد و عبثا نُضيق على أنفسنا دون أن يكون لنا امل و رجاء و تمسك بالحياة الأبدية . فُعلمنا بولس الرسول كان يقول لتلميذه تيموثاوس " إمسك بالحياة الأبدية التىغليها دُعيت " أنت مدعو إلى الحياة الظابدية و لكن ما الذى ستفعله بها ؟؟ إمسك بها .أنت مدعو دعوة أبدية , انت إبن خلاص و إبن بلركة , انت المسيح لم يبخل عليك بشئ أبدا . و لم يرى شئ يعوزك إلا و أعطاك إياه . فلماذا كل هذا ؟؟ حتى يرُدك مرة ثانية إلى الملكوت و يُعيدك ثانى إلى رُتبتك الأولى . فليس من المعقول إنه يكون عمل كل ذلك من أجلى و أنا مازلت لا أفهم أو شاعرين إننا بُعاد ... لا . نحن قريبون و نحن داخل الملكوت فِعلا . " قد إقترب ملكوت السماوات " ردد هذة الحقيقة كثيرا فى قلبك و إحيا بها و صدقها و إجعلها تكون مبدأ لحياتك و إياك أن تعتقد إن هذة الأبدية بعيدة . و لكن الله قال " ان آتى سريعا " الله يُعطينا يا أحبائى أن نحيا بحسب دعوة الملكوت . ربنا يُكمل نقائصنا و يُسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان و إلى دهر الدهور كلها آمين.

صلاح الله الجمعة الأولى من شهر أمشير

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحدآمين .تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . من ألقاب ربنا يسوع المسيح "الراعي الصالح"،كلمة صالح لها معاني كثيرة،فمن الممكن أنه عندما نجد رجل يصنع الخير نقول عليه هذا الرجل صالح،ويمكن أنه عندما نجد شخص يساعدفقراء نقول عليه رجل صالح،فأي عطاء يمكن نقول عليه صلاح، لكن ربنا يسوع راعي صالح وكنيستنا تحب جداً أنها تلقبه بكلمة مخلصنا الصالح، صالح هنا في اللغة اليونانية تعطي معنى أجمل كثيراً من مجرد أنه يعطي،فهو يعطي وعطائه لايتوقف أبدا على المعطى له،هو يعطي دون شروط،دون حدود،يعطي حتى دون أن نسأله، يعطي حتى لمبغضيه، كل هذا في كلمة صالح، هناك شخص يعطي إذا سأله أحد،وشخص يعطي وإن لم يسأله أحد،فهذا أجمل،هناك شخص يعطي ويعرف أن الذي يعطيه لا يستحق،وشخص يعطي ويعرف أنه لا يستحق وبالإضافة إلى ذلك فهو يكرهه لكن أيضاً يعطي له، كل هذا في الصالح لذلك يقول"أنا هو الراعي الصالح"، صالح تعني أن مسئولية الخراف هي مسئوليته هو،هو الذي يطعمهم في ميعادهم،يسقيهم في ميعادهم،يخرجهم للتنزه في ميعادهم،وإن ضاع أحدهم يشعر أن هذه مسئوليته وليس لأنه هو شقي، من الصفات السلبية للخروف أن فهمه قليل،بمعنى أن أسهل شيء على الخروف أنه يضل، بمجرد الخروف أن يجد طعام يلهى به، هناك بعض الحيوانات عندما تأتي لتأكل تأكل وترفع أعينها لترى أين هي؟، لكن الخروف لا أبدا فهو يأكل ويضع وجهه في الطعام وليس له أي علاقة بشيء آخر، إذا الغنم كله تركه وذهب هو يأكل ولا يشعر بمن حوله،وهنا من المسئول أن يهتم به؟، الراعي،الراعي هو الذي يتابعه، لذلك فيمثل الخروف الضال،تجد عبارة يمكن أنت تعجب منها يقول لك "راع أضاع خروفا"، وصف الضياع ليس للخروف لكنه للراعي هو الذي أضاعه،لذلك عندما شعر بالمسئولية أغلق على 99 خروف وذهب يبحث على الخروف الذي ضل منه،وطوال فترة البحث عنه هو يشعر أنه خطأه ليس خطأ الخروف،كون أن الخروف ضل ليس سبب من الخروف لأنه هو لم يدرك، راع صالح،راعي صالح يبذل نفسه عن الخراف،صالح ما أجمل أن يختبر الإنسان في حياته صلاح الله !،أنت صالح يارب،صالح في كل ما تفعل، صالح في معاملاتك معنا، صالح مع جنس البشر، صالح مع خليقتك كلها،ترعى كل إنسان وتعطى دون أن يسأل، صالح بل تعطي أيضا للجاحدين،وتعطيل لملحدين،وتعطي للذين ينكرون وجودك، الذين يهاجمونك أنت تعطيهم، كثيراً ما نجد أشخاص كانت تشكك في وجود الله،كثيراً أناس تهاجم الوجود الإلهي،تقول لي هذه أقصى درجة،من المفترض أن الله يمسك بهؤلاء الأشخاص تحديداً ويكون له تصرف آخر فهو يهاجم وجوده، الكيان الإلهي،الذي مثل هذا يجلب له مرض،ولا يحضر له طعام، أو شراب،لايعطي له شمس،لا يعطي له رزق، لا يعطي له حياة، ولايعطي له نفس،يقول لك أبدا يعطيه، بينما هو يهينه هو يعطيه،يشرق شمسه على الأبرار والأشرار،يعطي لماذا؟ لأنه صالح هناك قصة خيالية هي غير حقيقية يقال أن من كثرة محبة الله لموسى ومن كثرة محبة موسى لله تودد موسى إلى الله أن يأخذ حكم العالم ولو للحظات،هي قصة خيالية من الخيال اليهودي،فيقول الله سمح له،فيقول لك أثناء حكم موسى للعالم أي كأنه هو المسئول عن كل تصرفات البشر يقول لك موسى يجدشخص يفعل شئ خطأ فيحكم عليه بالرجم،يجد شخص يخطئ أو يزني فيشق الأرض لتبتلعه،يجدشخص يفعل شيءخطأ على سبيل المثال يسرق من مكان مقدس فيحضر له نار،يقول لك الله قال له هذا يكفي أنت بهذه الطريقة ستنهي لي على البشر وفي لحظات،تنهي لي على البشر كلهم في لحظات، تصوروا نحن يا أحبائي إذا كان الله ينتظر لنا الخطية وكل شخص فينا فعل خطية يعاقبه في حينها، لذلك يقولوا له"أنت صالح يارب لأننا بقينا ناجين إلى الآن"،كوننا أحياء إلى اليوم، من الآيات التي كان يحبهاالمتنيح البابا كيرلس السادس آية في سفر مراثي ارميا تقول "أنه من إحسانات الرب أننا لم نفنى"،أنت صالح يارب أننا بقينا حتي الآن،كونك أنت يارب متأني علينا رغم تعدياتنا وأخطائنا، يقول لك لأني أنا صالح، هل تظن أنه يتعامل معك بفكرك؟هل يتعامل معك جيدعندما أنت تكون جيد وعندما تكون ردئ أكون أنا ردئ؟،أم أنني أعمل عقلي بعقلك،لا أنا القديم الأيام،دائما يقول لك أن الكبير يكون إدراكه أوسع، يستطيع أن يحتمل أكثر، يستطيع أن يكون ناضج في تفكيره، يستطيع أن يكون متأني،فهل الكبير هنا مقصود به الجد مثلاً؟،يقول لك لا فهو قديم الأيام،هو منذ الأزل،صالح بمعنى أنه يعطي دون أن نسأله، يعطي قبل أن نطلب، يعطي أكثر مما نسأل أو نطلب أو نفهم أو نفتكر،يعطي وإن كنا غير مستحقين، يعطي حتى للذين يهينوه،للذين ينكروا وجوده،هناك شاب قاللي أنا حزين لأنه يوجد أناس تهاجم وجود الله، أنا حزين أن أشخاص مثل هؤلاء تظل تقول أن الله غير موجود، ويقرأ أشياء في مواقع على الإنترنت تهاجم الوجود الإلهي،يقول لك أنا حزين،إذا كان هذا الشاب حزين فالله ماذا يفعل؟!،يظل يسأله أسئلة تنكر وجود الله، يدخلون مع الناس في حوارات يقول لهما الأثبات أن الله موجود؟ يقول له أن الشمس تسطع يقول لك أن هناك قوة خارقة غير طبيعية،أقول له جسدنا هذا ونظامه وحركتنا، يقول لك قوة فسيولوجية،وكل شيء يقوم بتحليله،يقول له على أمور كثيرة، يقول له أسألك سؤال هل الله يستطيع أن يفعل صخرة لا يستطيع تحريكها؟ فالولد يندهش ويسأل نفسه هل الله يعمل صخرة ولا يستطيع تحريكها؟أم أن الله يستطيع عمل صخرة ويستطيع أن يحركها،وإلابذلك يكون هناك شيء الله لا يقدر عليه أن يفعله صخرة ولا يستطيع أن يحركها،ويظلوا في جدال، يريد أن يثبت له أن هناك شيء الله لا يقدر عليه،يجعل الولد يقول أن الله لا يفعل صخرة لا يقدر أن يحركها، وكأنه يريد أن يقول له في النهاية أن الله لا يستطيع،إلى هذه الدرجة الإنسان استخدم العقل الذي أعطاه الله له لإنكار وجود الله،إذن يارب ماذا تفعل في هؤلاء الناس؟! إني أطيل أناتي عليهم،تعطي لهم!،تجعلهم أحياء إلى الآن!،تعطيهم حريات!،تعطيهم أمكانيات!،ما هذا يارب؟!،أنت صالح يارب، صالح هو الرب، صالح بمعنى العطاء المطلق الذي لا يتوقف أبدا علي شخص،معطاء، صالح، راعي صالح،بينما الله يعطي لشعبها لشريعةويعطي لموسي النبي لوحي العهد ويأمر بما يليق بقداسته وكيف يسلك شعبه في قداسة ويحافظ عليهم من تيارات العالم ويعطيلهم الشريعة، هو فوق يظل يفكر بإجتهاد وبحب كيف يؤمن شعبه من شرور أنفسهم للعالم،بينما شعبه أسفل قالوا أنهم ينكروا وجوده،يقول لك موسى مات هيا نعود ثانية فموسى كان وهم،نحن لابد أن نعاود، نريد أن نعود للأكل، الشرب، الكرات، البصل،الثوم، السمك، ويظلوا يشتهوا شروراً لدرجة أنهم أقنعوا هارون أن يصنع لهم عجل ويعبدوه،بينما أنت يارب تعطي الشريعة على الجبل هم يهينوك،وهم يعبدون عجلا مسبوكا، ومع ذلك أنت تتأنى عليهم،ولازلت أيضاً تعطي لموسى الشريعة،تخيلوا يا أحبائي أن المن والسلوى لم تتوقف ليوم واحد رغم كل إهانات الشعب طوال الرحلة،كم مرة يقولون نريد أن نرجع إلى مصر، كم مرة يقولوا لموسى النبي أخرجتنا إلى البريةلتميتنا،ليس لناطعام،وليس لنا خبز، نريد أن نرجع إلى مصر،بينما هم يقول لك ربنا أنهم يشتكوا شرور في أذاني،يظلوا يتكلمون معي بكلام صعب داخل أذني،يريد أن يقول هل تعتقد أنني لا أسمع، لا فإني سامع،أقرأ سفر العدد يقول"في أذني"كلام بمعنى الذي يقول لك أن الكلام ثقب أذاني،بينما هم يشكوا شرور في أذني الرب والرب سامع، غداً صباحا لا تعطي لهم المن أجعلهم يموتوا من الجوع، أبدا بل يعطيهم صباحاالمن يأكلوا المن ثم يعودوا ينكرون أيضاً وجود الله،يأكلون المن ويقولوا نريد أن نرجع إلى مصر،نريد أن نأكل، لكنكم تأكلون من يده!،أنتم تأكلون كل يوم بمعجزة،الله يريد أن يريكم صلاحه وحبه المطلق، أنت صالح يارب، وبالرغم من كل شرورهم في كل يوم يعطيهم عمود النار في الليل،وعمودالسحاب في النهار، يرون العمود ويرون الأكل الذي يأكلونه ومع ذلك يقول لك نريد أن نرجع،أنت صالح يارب،أنت صالح يارب لأنك تطيل أناتك على الإنسان إلى هذه الدرجة،أنت صالح يارب لأن قلبك هذا متسع للكل رغم كل التعديات التي تراها، رغم أن عيناك تفحص أعناق الظلام، أحيانا عندما يرى الإنسان وضع ما لايعجب به فإنه يتضايق،عندما يرى شخص يفعل شيءخطأ يقول لك كيف تصمتون عليه،فهو لابد أن يطرد،لكن الله يقول لك لاأنا أطيل آناتي فهذا الإنسان ضعيف،أنا أعرف ضعفه، أنا متأني عليه،أنا أثق أنه سوف يعود،وله زمن وأنا متأني عليه وفاتح له الباب لكي يأتي في أي وقت، عندما يعود الابن الضال أبوه لن ينطق بكلمة، لن يطرده،لن يعاقبه، لن يأخذ من حقوقه شيئا، بل أعطاه أكثر مما يستحق لماذا؟ لأنه صالح، قلب أب صالح،أنت صالح يارب،أنا هو الراعي الصالح، أنا الذي أطلب الضال، أسترد المطرود، أجبر الكسير، أعصب الجريح، أنا، أنا أرعى غنمي وأربضها، راعي صالح.لذلك يا أحبائي الكنيسة لا تجد أجمل من فصل الراعي الصالح لكي تقرأه لنا في تذكارات الآباء البطاركة والرعاة،لماذا؟ لكي يقول لك لابد أن الراعي يكون قلبه بحسب قلب الله، لابد أن يكون قلبه صالح، ما معني صالح؟ صالح أي يعطي، صالح بمعنى يحتمل، صالح بمعنى لا يتوقف عطاؤه على المعطي له،ما هذا الصلاح؟!، يقول لك كلما تقترب من الله كلما يكون قلبك بحسب قلب الله يكون قلبك صالح، تعلم لماذا أنت كثيراً ما تحب الانتقام؟! ،لماذا نكون كثيراً شرسين؟! يقول لك لأن قلبك بعيد على قلب الله،بمجرد أن يكون قلبك بحسب قلب الله تقتني صلاح الله،لذلك من ضمن ثمار الروح القدس "الصلاح"، الروح القدس عندما يعمل في الإنسان يجعل الإنسان صالح، صالح بمعنى أنه يعتبر ان عليه واجبات وليس له حقوق،بمعنى أنك تجد أحد ما يقول لك هذا الشخص لم يسأل علي فأنا أيضاً لا أسال عليه، يقول لك شخص لم يعطني فأنا أيضاً لا أعطيه، شخص يجعلني عدوه أنا أيضا أجعله عدوي، أقول لك لاعندما يكون قلبك بحسب قلب الله تجد فكرك تغير،لماذا؟ لأنه عندما تأتي لتنظر لنفسك أنت ستجد نفسك كثير التعدي، كثيرالخطايا، تجد أنك كثير الابتعاد عن الله، أنظر ماذا يفعل الله معك؟ تجده يعطيك طعامك في حينه الحسن،تجده يعتني بك، يهتم بك،يهتم بمشاكلك،يهتم بأمورك الخاصة جداً،لماذا؟ لأنه صالح، صالح أنت يارب،أنت صالح يارب،جميل الانسان يا أحبائي الذي يقترب من صلاح الله،أن تقل إلى الآباء القديسين،و تجد شخص مثل معلمنا بولس الرسول يقول لك أنه يقف طوال الليل وغداً صباحا سوف يتحاكم ماذايفعل؟! الشخص الذي يتحاكم غداً؟ أي أن الذي من حقه طلبة يطلبها يقول له يارب قويني، يارب انصرني على الناس الذي أنا أقف أمامهم،يارب أعطني إجابه تقنعهم، تعرف أبدا، معلمنابولس الرسول لم يشغله نفسه ولكن شاغله الذين يحاكموه كيف يخلصون؟، كيف يعرفوا الله؟،يقول له أنا طلبت من أجلك، أنا طوال الليل أنا أصلي لك أنت، لكي الله يقنعك أنت،هل من المعقول شخص سيحاكم في اليوم التالي وينتظر الإعدام أو الموت يكون منشغل بالشخص الذي سوف يحاكمه،يقول لك نعم، أنا جلست أصلي له طوال الليل لكي يجعله الله يؤمن به، أنا طلبت من الله أن أذهب لروما لكي أحاكم في روما ليس لكي أحاكم في روما أنا من الممكن أنني كنت أحاكم في أورشليم ويصدر القرار، أنا الذي جعلني أقول أنا رافع دعوه إلى قيصر لأنني أريد أن أذهب إلى روما لأنني في الحقيقة كنت أريد أن أذهب أكرز في روما،لم أستطيع أن أذهب لها وأنا حر،أذهب لها وأنا سجين،أذهب لها وأكرز فيها وأنا سجين،ما هذا القلب؟! وأنت سجين، تنشغل بخلاص الآخرين، لأن قلبه بحسب قلب الله، قلب صالح،يسأل من أجل مضايقيه ومضطهديه، شاهدنا القديس اسطفانوس عينه مفتوحة على السماء يقول له يارب لا تقم لهم هذه الخطية،لا تحسبها عليهم، يقولون أن هناك أباء شهداء كثيرين كان يبحث عن طريقة يموت بها دون أن يميته شخص، بمعنى أنه يقول لك لأنن يخائف عليك لتأخذ ذنبي ستصبح أنت قاتل، فأنا لاأريدك تميتني إذن ماذا يريدون؟! يريدون أن يروا طريقة يموتون بها ويستشهدون بها لكن بدون أن يكون هناك شخص له سبب،على سبيل المثال قد يقولون لهم يمكن أن تضعونا في مكان متهدم وهذا المكان يقع علينا ونحن نموت فتكونوا لا ذنب لكم،يظلوايفكرون في كيفية أن المضطهد لايهلك بسببه،يقول لك أن أحد القديسين من الذي كان يدخل عليه البربر بدأ يدخل في صراع يستشهد أم لا؟فقالوا له لماذا؟ أجابهم أخشى أن يهلك أحد بسببي، أناخائف، أنا لست خائف على نفسي أنا خائف على الشخص الذي يمكن أن يهلك بسببي،ما هذا القلب؟ هذا القلب الصالح، قلب صالح بحسب صلاح الله،إذن اقترب من الله ولاتظل تفكر كثيراً في نفسك، أبدا بل فكر في كيف تعطي،كيف تبذل، وكيف لايكون في نفسك شيء تجاه أي مبغض لك لماذا؟ صلاح، صلاح الله،أنت صالح يارب،الشخص الصالح يلتمس أعذارا، الشخص الصالح يلتمس العفو،الشخص الصالح يكون في قلبه بر جاء من بر المسيح،هذا الكلام صعب على طبيعة البشر ولكن قال لك"بدوني لا تقدروا أن تفعلوا شيء" لذلك ربنا يسوع يحب يشبه نفسه بالراعي، الراعي الذي يبذل نفسه عن الخراف،أنظرإلى راعي أمين والذئب قادم، الذئب هذا متوحش، تجد الراعي أول شئ يفعله يجمع خرافه في مكان آمن ويغلق عليهم ، يكون بذلك مثل جدار، مثل سور،مثل باب،يغلق عليهم،ويقف هوعلي الباب لماذا؟ لكي يكون هو أول شخص يتقابل هذا الذئب،لكن هذا الذئب من الممكن أن يفترسك؟ يقول لك نعم لكن أنا أبذل نفسي عن الخراف،إذا أكلني الذئب فهو يأكلني ويشبع لكن لا يأكل خرافي،هذا هوالراعي الصالح، لدرجة أنه يقول لك أنه إذاعرف هذا الراعي أن هناك ذئب موجود في المنطقة يدخل الغنم كله الحظيرة ويقف هوعلي الباب،فلنفترض أنه يريد أن ينام، شعر بالتعب، يقول لك عندما يريد أن ينام، ينام علي الباب،لن يدخل في مكان ليستريح فيه،لا بل ينام علي الباب،يجعل جسمه هوالذي يتصدى الباب لكي إذا دخل الذئب يدخل من عليه،يكون هو أول شخص يقابله.لذلك الله قال لك أنا هو باب الخراف،هو الباب، هو الذي تدخل من خلاله،وهوالذي يقف يحرسك ويحميك، وعندما قال هذا الكلام لم يقوله فقط، لكن قاله وفعله،بذل نفسه عن الخراف،ماذا فعل؟علق على الصليب، ومات من أجل خطايانا،البار من أجل الأثمة، هو ليس له ذنب لكن لأنه راع صالح لم يشاء أن تهلك خرافه ولكن أراد أن يقدم نفسه عوضا عنهم، لكنهم مذنبين! أنا لكي أرفع خطاياهم، لكن أنت لا تستحق هذا أنت تستحق كل خير، أنتم وضع سرورا لله،أنت لك كل المجد والإكرام كيف تهان؟!يقول لك من أجلهم،لكن هل أنت تستحق؟ يقول لك أستحق من أجلهم،لأنني الآب وضع علي إثم جميعكم، ما هذا الصلاح؟! هو صالح لذلك يقول من أجل صلاح واحدمما لم يكن كونت الإنسان،ما الذي جعل الله يكوننا؟!الصلاح، ما الذي جعل الله يعتني بنا؟ الصلاح،ماالذي جعل الله يفكر في خلاصنا؟ الصلاح، ما الذي جعله ليس مجرد أن يفكر ولكن يبذل ابنه الوحيد عنا؟الصلاح. لذلك جميل أننا نكلم الله أنه هو مخلصنا الصالح،جميل أنني أتأمل في صلاح الله معي،أنظر إليه في حياتك، شاهد صلاح الله في حياتك، شاهد ماذا أنت تفعل؟،وشاهد ماذا يفعل الله؟، أنظر إلى أي درجة الله معتني بك،أنظر إلي أي درجة الله يمد يده في حياتك، شاهد صلاح الله معك،أفترض إنسان يقول لك هل أنا أستحق أقول لك هذا من صلاح الله، من صلاح الله في كل تجربة، كل ضيقة،من صلاح الله، أنت تعرف إذا كانت حياتنا لا توجد بها ضيقات فنحن نكون متكبرين،طماعين،خطافين،هذه التجارب هي التي تجلب إلي الإنسان قليل من الانكسار،والاتضاع،والاحتمال،فإذا كان كل شئ سهل بالنسبة للإنسان فإنه يتغطرس،الإنسان منذ أن خلقوه ويريد أن يكون إله،ولا زالت تعمل فيه هذه الطبيعة القاسية الشرسة أنه يريد أن يكون إله،ما الذي يضبطه قليلاً؟؛ الضعف البشري، التجارب،الأحزان،هذه بالنسبة له أدوية، فهي بالنسبة له وسائل شفاء،هي وسائل تقويم،فمن صلاح الله أن يجرب أي إنسان لأنه يمكن جداً أن يجلب مرض للجسدمن أجل شفاء النفس.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

عذارى أقوى من الرجال الجمعة الرابعة من شهر طوبة

تُعيد الكنيسة يا أحبائى فى هذا الصبح المُبارك بإستشهاد 3 عذارى و أممهم القديسة صوفيا , 3 بنات صغيرات (12 سنة و11 سنة و 9 سنين) بستيس و هلبيس و آغابى , قصدت الكنيسة يا أحبائى أن ترفع من قيمتهم جدا , و من المهروف إننا عندما نحتفل بإستشهاد أو إنتقال أى عذارى , نقرأ فصول عذارى اليوم و كأن الكنيسة جعلت من هؤلاء إيقونة لكل العذارى , عندما يأتى أى يوم ثانى , سوف نحتفل فيه بإنتقال عذراء أو إستشهاد تجد الكنيسة تقرأ لك نفس قراءة 30 طوبة , الأمس كانت نياحة قديسة اسمها القديسة أكسانى , فيقول لك تُقرأ قراءات 30 طوبة , فعندما ترى فى اغلابية العذارى , تجد إنه تُقرأ قراءة 30 طوبة , الذى هو اليوم و كأنت الكنيسة أحبت أن تجعل منهم نموذج , فمن المعروف إن القراءات فى الكنيسة تتغير , فالأنبياء لهم قراءة والبطاركة لهم قراءة , الملائكة لهم قراءة , الرهبان لهم قراءة , السيدة العذراء لها قراءة و العذلرى لهم قراءة و كل الشهداء مثلا مستلفين من واحد كل البطاركه على نوعين تلاقى مستلفين من اثنين من الانبياء مستلفين من واحد العذارى مستلفين من بتوع ثلاثين طوبه ثلاث بنات صغار ومعهم امهم قدام جبروت والى بتهديد برعب بقلوب بسيطه ونفوس بريئه بنت 12 سنه هى اكبرهم و 11 سنه هذه بعد الاخرىوالصغيره 9 سنوات والعجيب ان امهم كانت توعظهم وتقويهم وتثبتهم وتقول لهم اياكم يغريكم بمجد العالم اياكم يميل قلبكم سوف تتعرضون لعذاب تحملوا وتقول هناك مجد سماوى منتظركم سيغريكم ولاتنظروا ولا تلتفتوااللى سيقول سوف اتزوجك واخر سيقول سوف يعطيكى كذا وكذا ولا تلتفتوا لكل ده شوف دور ام مع بناتها وهم يستشهدوا قديسه عجيبه والقسوه الشنيعه انه يذبح بناتها امام اعينها مثل بالضبط الام دولاجى واطفالها انهم ذبحوا فوق ارجلها جبابره هؤلاء القديسات مقتنعين انه يوجد هناك مجد سماوى لايوصف هناك مشهد تانى رائع انا عايزك تتخيل معايا كرامه الاربعه فى السماء شكلها ايه شوف بستيس وهلبيسواغابي وشوف امهم صوفيا دى كرامتها ايه ياما الانسان يا احبائى بيفكر فى الارض فقط وياما الانسان يتعب من الالم وهو على الارض وهذا يحرمه من امجاد سماويه كثيره وتعالى ناخذ الموضوع بشكل تاني لوكانوا ضعفوا ولو كانت امهم قالت لهم تعالو يا بنات نحن لايوجد فى يدينا شىء واحنا ربنا اكيد سوف يسامحنا هناك افراد كانوايضعفوا وهناك اخرون اشدصعوبه وهم من انكروا الايمان وبع مضى عصور الاضطهاد طلبت ان ترجع والكنيسه قبلتهم والقديس كبريانوس يكتب كيف نتعامل مع المرتديين الذين يريدون ان يرجعوا لكن الكنيسه لا تذكر كل هؤلاء الذين ضعفوا وكان ممكن من الذين ضعفوا يؤثرون فى الاخرين كان ممكن جدا ان صوفيا كان احد اقاربها انكر الايمان وهى سوف تقول انا يعنى احسن من فلان ! طيب حتموتى طيب عيالك سوف يتعذبوا طيب انتى استشهدى لكن اشفقى على اولادك انا سوف اقدمهم عذارى هدايا هو فى اجمل من انى اقدم نفوسهم له وهىتوعظهم وتقويهم ماهى هذه القوه ؟ هى قوه الحياه الابديه التى تعمل فى القلب ولاتستثقل الالم نلاقى البنات واقفين صامدين ويقولوا للبنت الكبيره سوف ازوجك شاب من اكابرالبلد اكيد البنت عندها حب للمظهر حب طبيعىنقول نعذرها هى لسه مقبله على العالم لسه غصن جديد سهل جدا انه يكسر يهتز تقول ابدا لدرجه انه من شده القسوه انه قطع ثدييها طيب بنت زى هذه الموقف هذا يتعمل فيها ويحضر ماء ساخن ويضعها بداخله علشان تنسلخ على مراى من الام والاختين الاخرتين يشاهدوا وهو يطلعها من الماء ويعرض عليها الانكار مره اخرى وتقول هى لا فيقوم بقطع رقبتها ويحضر التاليه وهى ذات ال 11 سنه من العمر هلبيس ويقول لها شوفتى الى حصل لاختك احنا مش بنهذر يقول لها انكرى وتقول له لا ويقول لها سوف يحدث لكى اكثر والكلام ما فيهوش هذار والانسان يستطيع بالمسيح يسوع ان يهزم جيوش غرباء ان يهزم حد السيف بالايمان اللى جواه وبتقواه يستطيع ان يخزي كل هؤلاء وفى الاخر ايه حيموت ما انا عارف ان اخر حاجه تقدرتعملهاانت تموتنى ولكن فلتكن اراده الله انا لى اشتهاء ان انطلق واكيد العذالرى دول فى قلبهم وفى عقلهم سير مئات والوف من الشهداء مهم لهم قدوه احنا كمان نكون مثلهم مثل ما هم وصلوا اليه كماننثبت وابنت وهى بتتعذب امها كانت تصلى لها فى نفسالوقتتنظر اليهالتعضضها بالنظرات الممتلئه بالايمان وكانها تقول لها تمسكى بالمواعيد تمسكى برب المجد لا تضعفى لا تتضايقى ارفعى عينيكى الى السماء سوف ترين عزاء والام اكثر واحده كانت قلقه بشأنها كانت البنت الصغيره 9 سنوات كانت الام قلقه بشأنها جدا لانها صغيره طفله بسهوله ينضحك عليها وهذه اكثر واحده اتعذبت واكثر واحده ثبتت واكثر واحده ربنا اتمجد فيها وربنا اراد ان يعزيهم يرموها فى النار يلاقوا ناس ماشيين معها ويطفئوا النار يضعوها فى ماء مغلى تطلع منه سليمه يضعوها فى المعصره المعصره تنكسر والذين يشاهدون التعذيب كلهم يامنوا والملك يقطع رقبه كل الناس ووعد البنت ثانيه وضغط عليها ثانيه والبنت ثابته وفى الاخر يقطع رقبتها وبعد هذا لا يموت امهم انا مش حموتك انا حخليكى كده انا حخليكى تتحصرين عليهم انا حموتك موت ادبى القديسه تلم اجساد البنات وترفعهم الى الله وتقول له انت قبلت اجساد هؤلاء من فضلك خذنى معهم فتموت وتنطلق مع بناتها هناك سمه لهذا العصر وهى سمه التدليل النفس المدلله لا تقدر ان تكون نفس ثابته مع المسيح النفس التى لا تستطيع ان تقول لا لنفسها النفس التى تاخذ من متع العالم الكثير والكثير احنا كثير من الحيان ندلل اولادنا فيكبروا عندهم شيء من الرخاوه إين الرجاء فى الحياه الابديه اين قوه الايمان اين الالم من اجل المسيح يقول الشخص انا بالكثير ممكن استحمل انا ممكن استحمل الالم فى نفسى لكن فى اولادى لا نحن نقول اذا حبيت اولادك حبهم فى المسيح يسوع لو كان فى علاقه صح بينك وبينهم لا تكون علاقه ملكيه انت لازم تعرف ان هؤلاء الاولاد ربنا هو من اعطاهم لك فانت تحبهم فيه ومن خلاله وكل دورك معاهم وكيف تساعدهم على الوصول الى الابديه ويتمسكوا بخلاص انفسهم وتكون معين لهم فى هذا الطريق ومن مساوىء التدليل ان احنا نكون معطلين لابنائنا لا تصوم لا تذهب لاتذهب الى القداس فى الصباح الباكر ولو بنت او ولد ربنا افتقدهم بنعمه يمكن تلاقى الذين حولها ينتهروها او يوبخوها ليه اصل فى الحقيقه الكيان لم يشبع بربنا لما الاقى كيان اخر شبعان بربنا له كل المجد لان الانسان لسه لم يصل الى هذا الكيان اما القديسه صوفيا فهى كيان شبعان بربنا اما هم فكانوا عايشين المسيح ان عشنا فللرب نعيش ان متنا فللرب نموت ان عشنا وان متنا فللرب نحن مش حقدر اقولك انا مش خايف لانى انا بشر لكن انا حرفع عينى باستمرار نحو السماء وبينما انا ساتالم بالجسد سارفع عينى قلبى الى فوق وسوف ارى ما لا يرى انت شايف سيف ودم وانا شايف امجاد سماويه وعرش الهى واجناد ملائكيه انت سامع اصوات بكاء ونحيب وانا سامع ترانيم الملائكه وتسابيح شوف بقى انت عايز تختار اى موقف ايه المجد ده اقولك هما دول العذارى الحكيمات والكنيسه تقول اخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس هما دول العذارى اللى قلبهم منور بالمسيح الكنيسه فى عصر الاستشهاد قدمت لنا نماذج رائعه للمؤمنين وعمل النعمه فى النفس وراينا اد ايه اقتدار النعمه فى النفس يعنى بعد ما يقطع رقبه البنت لازم هو يموت يعنى يا ابونا عاجبك التقطيع والرؤوس التى تقطع اقولك اصل احنا عنينا على الارض لكن ربنا عايز يعدنا للسماء, فإختلاف وجهات النظر , إنك تُريد مملكة أرضية و أنت تُريد سُلطان و إنك تُريد إن الله يأخذ حقك بطريقتك , و الله يُريد أن يأخذ حقط بطريقته هو , فما هى هذة الطريقة ؟؟ يُثبت المؤمنين , تقول لى , هل هذا العذاي يُثبت ؟؟ أقول لك نعم إنه يُثبت , فالله يختار منهم أجمل النوعيات , فيقول المزمور " يُدخلن إلى الملك عذارى فى أثرها , جميع صاحباتها له يُقدمن , يدخلن إلى هيكل الملك و يكون لك أبناء عوضا عن أبائك " فأنت ترى ناس تُذبح و هُم فى الحقيقة يدخلن إلى الملك ,فهذا هو الفرق بين الفكر الأرضى و الفكر السمائى , فرق كبير من إنك تقول له " هيا يا رب أوقف له يده أو أقطع له رقبته , فهناك فرقكبير من إنك تقول له يا رب أنت الذى تنتأم و من إنك تقول له يا رب إقبل هذة النفس و أعطينى نصيبها و أفطُمنى عن العالم و عن محبة العالم و عن مسرات العالم و إجعل إشتياقاتى كلها فيك أنت , فكم يا أحبائى عندما يكون الكيان شبعان بالله , النفس تكون مُبتهجة حتى بأى ألم , من قريب كانت تجلس معى فتاة فيها نعمة الله و حلوة خالص و قالت لى يا أبونا أنا أعرف إننى شخصيتين , أنا أحب الله و أحب التسبحة و أصلى و أخدم و كل شئ و لكن فى نفس الوقت , تجدنى أحب الأغانى و أعرفها و حفظاها و كل الذى يعرفنى و يرانى هنا و يرانى هنا , يقول لة أنتى 2 و لست واحد , فقالت لى لماذا أنا كذلك؟؟ فقلت لها لإنك يوجد بداخلك الله و لكنك لست شبعانة منه و لست ملآنه الكيان كله لم يمتلأ بالله , فلا تيأسى من نفسك و ظلى كلما تحبى الله , كلما ترفضى الناحية الأخرى , من الممكن أن أجبر عليك أنك ترفض هذا و أنت لست بشبعان أو ملآن من الرب يسوع المسيح , و لهذا الداخل يجب أن يشبع , يجب أن يمتلئ عندما يمتلئ و يشبع , النفس تكون مُبتهجة بعظمة ربنا فيها و تجعله يستطع بغنى و قوة يغلب و لا يشعر أبدا إنه قليل و لا يشعر بصغر نفس و يقول لك أنا قليل و لا يقول لك إشمعنا أنا , ليس لديه هذا الصراع , لماذا ؟؟ لأن الله مُلهيه بفرح قلبه , هذة هى بهجة الإنسان السعيد بعمل الله فى داخل قلبه , شوفوا الأُم التى تحب أبنائها فى المسيح و شوفوا فى الناحية الأُخرى الأم التى تُحب أولادها لنفسها , شوفوا الفرق بين العاطفة البشرية و العاطفة الروحية , هُناك فرق كبير , العاطفة البشرية عاطفة أنانية إستهلاكية , تجعل الشخص يُحب أولاده لسي لأنهم أولاده و لكن هلشان نفسه , كان مرة واحد من الحكماء قال : هذة الحياة مُتقلبة جدا , فقال لك لماذا ؟؟ فقال لك : أنا من 30 سنة كنت أحب أبويا و أمى و من 15 سنة كُنت أحب زوجتى و الآن أُحب أولادى و بعدما أولادى يكبروا و يتركونى , من الذين سوف أحبهم؟؟! سوف لا أجد , فالإنسان الذى سوف يضع عواطفه فى البشر أو الذى سوف يضع إتكاله على هذة الحياة , سوف يجد هذة الدنيا مُتقلبة , أما من ملأ كيانه بالله سوف يُحب كل الناس فى المسيح يسوع , سوف لا يشعُر أبدا إن هُناك أحد تركه لأنه مُطمأن إنه فى حضن إلهه , مُطمأن إن الله هو راعى نفسه , لا يحصُل على سلامه أو كيانه من بشر أو من أحد أو من الذين حوله و بالنسبة له , هم كيانه فى المُجتمع , ولا يعتبر إن ولاده هم الأمان بالنسبة له فى المُستقبل , و لكنه كيانه فى المسيح و أمانه فى المسيح , فهذة هى القديسة صوفيا , و هذا هو كل إنسان فهم عطايا الله صح , الذى يُحب أولاده يحبهم فى الرب , القديسة تُقدم أولادها كأنهم قرابين لله , كأنهم ذبائح ناطقة كأنهم أوانى مجد لله , و تقول له يا رب , هاأناذا و الأولاد الذين أعطيتنى إياهم, فها هم يا رب أنت أعطتهم لى و أنا أقدمهم لك , أقدمهم لك كهدايا , أقدمهم لك كبذور , أُقدمهم لك تقدمات مُفرحة , فما رأيك أنت؟؟ وجهة نظرك فى أولادك يجب أن تتغير و مُعاملتك معهم يجب أن تتغير , يجب أن تأخذ بالك جيدا من رعايتك الروحية لهم و تقول أنا غاية فرحى إننى أقدمهم إلى الله كنذور و كعذارى و كنفوس تُحب الله بكل قلبها , فكم يا أحبائى إن النفس تُرفع فى بيتها بإستمرار و يُصلوا لها و هم نفسهم يركعوا و يُصلوا , فالكُبار يُصبحوا نماذج للصُغار , فليس من الممكن إن هؤلاء البنات يفعلوا هذا و أُمهم تكون مُبتعدة عن الله , إذا فهى كانت نموذج فى البيت , كانت إنسانة مُصلية , إنسانة مُحبة لله مُحبة للإنجيل , مُحبة للقديسين و جاءت بأولادها على هذا الشكل , فعندما أتى هذا الإمتحان الصعب , ثبته . و لهذا يا أحبائى جميل إن سير القديسيين لا تمر علينا بهذة الطريقة , فسير الفديسيين بالنسبة لنا بيا أحبائى كنوز و علامات , هذة أشياء حتى تُجدد عهودنا مع الله , هذة سير حتى تُفيقنا و توقظنا , فالكنيسة تحتفل لك بواحد أو 2 أو 3 أو 4 , فلماذا كل هذا ؟؟ حتى تقول لك , إحيا بنفس هذا المنهج و بنفس الفكر , هؤلاء هم النماذج و الله يريدك أن تكون مثلهم. فتقرأ لك الكنيسة فصول و تناولك و تمنحك نعمة الغُفران و تُعطى لك نعمة و قوة و أسرار , أِسلك فى القداسة , لا تُحب العالم , حب الله , إخلى ذاتك , قف للصلاة و إذا وقعت فى ضيقة , تعالى و إصرخ , جهز نفسك لنوال الأبدية و تربحها , عندما يكون الإنسان يا أحبائى بإستمرار لديه هذا الفكر , تجده , مثلما يقول لك: "المُستعدات دخلن معه إلى العُرس " , تجد إنسان يعد نفسه بإستمرار , الله يُعطى لنا يا أحبائى أن تلتهب قلوبنا بغيرة أعمال كل هؤلاء و نُقدم له نفوسنا على مذبح الحُب الإلهى , نفوس مرضية و مقبوله أمامه , نُقدم له ذبائح عبادات , ذبائح أصوام , نُقدم له أيادى مرفوعة , "لأن بذبائح مثل هذة يُسر الله " ربنا يُكمل نقائصنا و يُسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان و إلى دهر الدهور كلها آمين.

القديسون فى حياتنا الجمعة الثانية من شهر طوبة

باسم الأب و الأبن و الروح القدس الإله الواحد آمين قلتحل علينا نعمته و بركته الإن و كل أوان و إلى دهر الدهور كلها آمين . { عجيب هو الله فى قديسيه , إله إسرائيل هو يُعطى قوة و عزاء لشعبه و الصديقون يفرحون و يتهللون أمام الله و يتنعمون بالسرور } الفترة التى نحن بها الآن يا أحبائى فترة مقدسة مليئة بأعياد القديسين و الشهداء . نحن اليوم فى 16, و فى أول يوم فى طوبة نجد إستشهاد القديس إسطفانوس و 3 طوبة , إستشهاد أطفال بيت لحم و يوم 4 طوبة هو نياحة القديس يوحنا الحبيب , فبالطبع القديسون لديهم شأن كبير فى الكنيسة و يوم 13 طوبة هو إستشهاد القديسة العذراء العفيفة دميانة , يوم 14 طوبة , نياحة القديس مكسيموس و 15 طوبة هو نياحة القديس دوماديوس , 21 طوبة نياحة السيدة العذراء مريم , 22 طوبة نياحة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس , كوكب من القديسيين و النساك و العذارى و الأباء و الرسل , القديس الشيخ الروحانى يقول { شهية هى أخبار القديسيين فى مسامع الودعاء مثل المياه الغروث الجدد } فتجد إن الغرث الجديد يكون عطشان للمياه . أخبار القديسيين يجب أن تكون شهية بالنسبة لنا , ما الذى تفعله بنا ؟؟, تعطى لنا حرارة روحية , فإذا قرأت فى سيرة القديسين مكسيموس و دوماديوس , تمتلئ غيرة و حب لله و ثقة و يقين , إن الله هو كفايتك و إن الله هو غناك و فرحك, فمكسيموس لديه 16 سنة و دوماديوس 14 سنة , فيأخذوا القرار و هما فى هذا العمر الصغبر أن يتركوا قصروالدهم و يخرجوا حتى يسكنوا فى مغارة صغيرة فى البرية قافلة قاحلة من قصر إلى مغارة , فيُقال عنهم إنهم كانوا يتنعمون بالسرور , و يقولوا عنهم , إنهم عملوا لعمل المشاريع للسفن , فواحد من كثرة محبته لهم , كتب عليه اسمهم , فعندما كتب اسمهم , فدُل عليهم و أمهم عرفت بهم فذهبت لزيارتهم , فعندما ذهبت أمهم لتزورهم , كانت متدينة , قالت له : { يا ابنى , أنت وجعت قلبى عليك , و أنا لا أستطيع أن أعيش , فإقترحت عليه أن يأتى هو , و هى قابلة إنهم يتعبدوا , قابلة إنكم تكونوا بتوليين و لكن تأتوا و أنا أقيم لكم مكان للعبادة , تعالوا و أنا سوف أقيم لكم قصر حتى تتعبدوا فيه , أو غرف تسكنوا فيها و تغلقوا على أنفسكم} فقالوا لها لالا, نحن هنا مؤتاحين جدا , من المهم إنك تصلى لنا , وبعدما خرجت من عندهم جلست تبارك الله , الذى جعل فى قلب أبنائها هذة الإشتياقات العميقة , أستطيع أن أقول لك إنه عندما يجلس الله فى داخل القلب , يجعله يمتلئ فرحا , ليس من المهم , إين يسكن أو ماذا يأكل أو يشرب ؟؟ فإذا رأيت ولد لدية 16 سنة , ترى ما هى إهتماماته , أكل و شرب و فسحة و جاه , وعندما يكون أبوه ملك , سوف يتفاخر بهذا أمام كل الناس , و لكن ما الذى يجعل ولد لديه 16 سنة , يترك كل هذا و يأخذ قرار مثل هذا ؟! فأقول لك , بالتأكيد إها محبة الله هى التى جعلت فى هذا الولد هذة الإشتياقات, فقال :{نعم أيها الحب الإلهى لقد سلبت منهمكل شئ , لأنك ملات كل شئ , و لهذا الفترة التى نحن فيها الآن , لا تجعلوا القديسون يمرون عليكوا و خلاص , القديسيين فى الكنيسة يا أحبائى هم ليسوا بمجرد ناس شرفين و لكنهم مثال يجب أن نقتضى به , فيقولوا لنا تعالوا , إقتربوا إلى المسيح , المسيح ينتظركم , نحن منتظرينك , نحن شاعرين بك نحن أعضاء فى جسد واحد , فتقول لهم و لكننا نعيش فى زملن غير زمانكم و الجسد و الشهوات والمال والضيق و الإضطهاد , فأقول لك , تعالى شاهد قديس اليوم واحد مثل فيلوثاؤس , شاهد كم من إغراءات تعرض إليها, و شاهد كم كان قوى و كيف إنه غلب و أنتصر , تري واحدة مثل الشهيدة العفيفة دميانة , شوف حلقات الإضطهاد و الضيق و العذلبلت الشرسة التى تعرضت لها القديسة , يضربوها بدبابيس أو شواكيش ,ويحفروا لها رأسها ليضعوا بها زيت مغلى , أمور بشعة لا تُتحتمل مجرد ذكرها و لكن كيف إها غجتازت كل هذة الأمور , و على هذا كله , نأتى نحن و نقول الضيق و الإضطهاد, أقول لك لا , فعندما تدخل محبة الله القلب , تُنسي الإنسان كل هذا , الله يلهيهم بفرح قلوبهم , القديسون فى حياتنا يا أحبائى واقع , القديسون فى حياتنا سند , علامات مضيئة على الطريق , هذا هو المنهج فليسوا مجرد تذكارات و كل مرة , نقول اليوم عيد فلان و نعمل له أكسياس و خلاص , ولكن يجب أن يكون هذا بمشاعر , سير القديسيين يجب أن تمنح الإنسان تقوى و خشوع , تُلهب القلب بمحبة الله , تُطفئ نيران الشهوات , تفطم الإنسان من كل محبة غريبة , فتقرأ السيرة , و تجد قلبك تحرك إلى الصلاة , يقول لك عن مكسيموس و دوماديوس عندما يصلوا تجد لهيب نار صاعد إلى السماء من فمهم , فيقولوا عن دوماديوس الأخ الاصغر , فيقول إن الشياطين تظل تُحارب فيه طويلا و تُجلب عليه كمية ذباب كبيرةجدا حوله , ولكن يقول لك , أما مكسيموس فكانت لا تستطيع أن تقترب إليه , فالقديس أبو مقار عندما رأهم قال إنى رأيت ذباب كثير حول دوماديوس و لكن كان هناك ملاك يبعد عنه هذا الذباب , فأنت تُصلى بحرارة , بإشتياق ترفع قلبك ويدك لله و إن حاربتك الشياطين ثق إنه هناك ملائكة تستطيع أن تُدافع عنك و تجد الله هو الذى يعطيك نعمة الصلاة , فلهذا سير القديسيين هى التى تُنشط فينا الحواس الروحية التى دبلت من سلطان الخطايا , تنشط فينا , الإشتياقات إلى الله التى تضعف من تيارات العالم المختلفة و لهذا أستطيع أن أقول لك إنه من الجميل جدا إنك تجدد فى نفسك إحساسك بالإستشهادأو إحساسك بالقداسة , فتجدها أعتطتك غلبة و علامات مضيئة و لهذا لا تستغب عندما يقول لك كونوا قديسيين , أحبائى نحن أعضلء فى جسد واحد الذى هو المسيح , فإذا نحن ورثة و لكن ما الذى سوف نرثة من المسيح ؟؟ سوف لا يعطى لنا قطعة أرض أو قرشين و لكن المسيح ورّثا بره , فعندما ورثنا بره , أصبح لدينا نفس نوع القداسة التى للقديسيين و فى نفس الوقت نحن لدينا الروح القدس و فة نفس الوقت نحن لدينا الوصايا و فى نفس الوقت نحن أعضاء فى نفس الجسد , فكل هذة مقومات للقداسة , وهذا الكلام ليس لبعض من الناس و البعض الآخر لا و لكن لكل المؤمنين , فيقول :{ لأنكم قدإغتسلتم بل تبررتم بل تقدستم }, نحن تقدسنا , ما الذى يجعل هناك فرق كبير بيننا و بين القديسيين ؟؟ نحن و ليس هما , لأننا مربوطين و مسلمين أنفسنا للضعف و لكن تعالى عندما يقترب قلبك من الله , تشعر إنك إقتربت من القديسيين جدا , و تشعر إنهم عيلتك و أسرتك و أهلك , فلماذا نحن عندما ندخل الكنيسة نسجد و نقبل أيقونات القديسيين , للإحساس أنهم أسرتك و عيلتك , فليس من الممكن إنك تدخل على بيت و لا تُسلم على أقاربك , فأنت تدخل الكنيسة تقبل إيقونة السيدة العذراء و الشهيد مارجرجس و القديس الظانبا أنطونيوس و مارمينا و الباكيرلس , كأنك تحتضنهم بحب و حرارة لأنهم عائلتك , هم جزا منك و هم هنا منتظرينك و أنت اتى حتى تقول لهم أنا حامل لنفس سيرتكم و حامل لنفس صفاتكم و أرجوكم ساعدونى و راعونى لأنى ضعيف , يقول لك { لستم بعد نزلاء و لا غرباء بل رعية بيت اهل الله } فقال لك {نظيرالقدوس الذى دعاكم كونوا أنتم قديسيين فى كل سيرة } فلابد أن تسير أنت أيضا على نفس المنهج و هذة الروح الإلهية , نقس صلواتهم , نفس تسابيحهم , نفس إبتهالاتهم ,و لهذا كنيستنا اسمها كنيسة مارجرجس و الأنبا أنطونيوس , فالكنيسة تملى تُسى على اسم الشهداء و القديسيين و العذارى و النُساك , لأنهم جزأمننا و نحن جزأ منهم ,و الكنيسة شاملة الكل , الكنيسة أم للكل , كل واحد فينا قطعة , و اليوم الذىتسلك فيه بروح غير روح القداسة , تكون سرت حسب الجسد , تكون قطعة غريبة عن الجسد و لكنك أنت من الجسد , أنت من نفس المنهج و الإهتمام , فقال لك { كلنا من روح واحد } فنحن أخذنا روح القداسة و لهذ ا أستطيع أن أقول لك إن سير القديسيين تحوى الإرادة الإلهية و الفكر الإلهى و ما الذى يريده الله من الإنسان , هذة هى الصورة التى يريدها الله من الإنسان , فيقول هذا هو الإنسان الذى أنا خلقته , الذى يعبدنى و يحبنى و يفضلنى عن مباهج العالم , هذا هو الذى يُعلن صدق محبة الأنسان , هذا الذى يُعلن عمل الله فى الإنسان , هذا الذى يؤكد عطيا الله للإنسان التى تنسكب على الإنسان بغنى و لهذا أستطيع أن أقول لك , عندما يأتى عليك تذكار قديس , إمسك فى سيرته , لأن هذا علامة مضيئة على الطريق , توصلك , كأنك تسير فى الطريق وهناك علامات تعلن لك عن الباقى من المسافة , فهؤلاء أيضا علامة , تؤكد لك { لأن الله لايترك نفسه بلا شاهد}, هؤلاء شهود, علامات مضيئة , إنهم يجددوا فينا الإشتياقات الروحية حتى توصلنا إلى الطريق , تملى نقول الطريق صعب و كرب و ضيق و طويل , يقول لك , كل شوية سوف أعطى لك علامة , فتخيل عندما تخرج من إسطفانوس تجد أطفال بيت لحم ثم تجد يوحنا الإنجيلى و تخرج من يوحنا الإنجيلى تجد الست دميانة , ثو تجد مكسيموس ثم دوماديوس ثم السيدة العذراء ثم الأنبا أنطونيوس,فما كل هذة العلامات , فكل شوية يقولوا لك , تعالى إكمل و عيش في هذا الطريق , نحن معك لا تقلق و لا تخاف , صور مشرقة , علامات مُضيئة , أناجيل مُعاشة نماذج حية , يقول لك , أنا إنسان عشت فى نفس ظروفك و تحدياتك و فى جسدك و فى نفس سنك و ضيقك و شهولتك و بنعمة أعتطنى إننى أغلب و لكننى كان لدى لون من ألوان الجدية , لون من ألوان ثبات العزم , أنا وضعت فى قلبى أن أكسب الأبدية و لكى أكسب اللأبدية , كان لابد أن يكون لى منهج أعيش به , فيقول لك , إن القديسيين تجد فيهم كل ما تريده , فإذا كان يوجد واحد بيننا الآن , يريد أن يعيش بمنهج فائق فة محبة الله و يُقد علاقات حارة و أصوام زائدة , أقول لك , إنك لديك الكثير من القديسيين , إشتهوا هذة الحياة و عاشوها , فلديك الكثير من الأمثلة , فهناك الأنبا أنطزنيوس و القديسين مكسيموس و دوماديوس و أبو مقار و القديس أرسانيوس , فتتعلم منهم الصلاة و الصمت و غلبة العالم , فإنها بالحقيقة , مناهج حية , وتأخذ واحد منهم صديق لك , ما من مجال من الممكن أن يكون الله مُعطيك نعمة و تجد نموذجا له فى تاريخ الكنيسة , فلنفترض واحد مثلا يريد أن يختبر قوة التوبة فى حياته , فترى القديس العظيم الأنبا موسى الأسود قتلاى قوة التوبة فى حياة هذا الرجل , فكيف إنها غيرته و بدلته و مثله القديس أوغسطينوس و ترى كيقف إنه غُلِب و أنتصر و تحول و ترى مريم المصرية وقوة توبتها و ثبات عزمها 17 سنة تُجاهد ضد حروب الجسد التى كان الشيطان قبل ذلك يوقعها فيها و هى صامدة و لا تسقط , فأى هدف تُريد إنك تصل له , سوف تجد نموذجه فى كنيستك , الواحد فينا يحب جدا أن يفهم الكتاب المقدس بعمق و يدخل إلى أعماقه ,فترى الكثير من القديسيين فى هذا المجال , ترى واحد مثل القديس يوحنا ذهبى الفم و كيف إنه شرح الإنجيل , وإدخل جواه و كل آية تجد ليها معنى و تجد لها أفراح و القدسي جيروم و القديس أُوغسطينوس له تفسيرات عظيمة فى الكتاب المقدس , فكل واحد مننا , الله أعطى له علامة بداخله , يقول له كمل فيها و سرخلفها حتى تصل , واحد فينا الله أعطى له إنه يدرس فى اللاهوت و فى العقائد , فترى القديس أثناثيوس الرسولى و قوة إيمانه الذى فأساس قوة إيمانه و وضوح اللاهوت عنده هو تقواه و أيضا القديس كيرلس الكبير , يُفهمك من هى السيدة العذراء بالظبط , فهو الذى عمل الثؤتوكيات القديس كيرلس الكبير و رد على مبتدعين و حارب شكوك قوم ترك معوجة , فما من منهج أنت تحبه و تجد لنفسك قدوة و مثال يأخذ بيدك , يباركوك يا رب فى كل مكان فى كل زمن , فلا يترك نفسه بلا شاهد , هل أنت تعتقد إن كل هؤلاء القديسيين كانوا فى جيل واحد , أبدا فىكل جيل حتى جيلنا الحالى و الكنيسة التى نحن نعيش فيها الآن و الناس التى توجد الآن فيهم قديسيين و لهذا أستطيع أن أقول لك إن الكنيسة لا تخلوا أبدا من روح القداسة و لكن عندما ينتهى من الكنيسة روح القداسة , فلم تكن كنيسة , أصبحت عالم و لكن لا الكنيسة موجودة و لكن من الممكن إن كل عصر يختلف فى عدد الشموع المضيئة التى توجد فيه , فمن الممكن أن تجد جيل فيه وفرة من القديسيين و هناك جيل يكون قليل فى عدد القديسيين , فإدرس تاريخ الكنيسة و من طرق دراسة تاريخ الكنيسة , قرن قرن أو بطرك بطرك و سوف تجد إن روح القداسة لا تختفى من الكنيسة أبدا عبر كل هذة القرون و الأجيال و لذلك عندما نقرأالإبركسيس , نقول , { لم تزل كلمة الرب تنمو و تعتز و تزداد فى كل بيعة يا أبائى و إخوتى} فكلمة الرب تظل شغالة فى كل بيعة و روح القداسة ستظل مستمرة حتى يوم المجئ الثانى و يقول لنا الله {تعالوا إلى يا مباركى أبى }إياك أن تفت عليك سيرة قديس بدون أن تأخذ منه فضيلة ,من الأمور التى من الممكن أن نقول عليها مؤسفة فى جيلنا هذا إن الماس مسكت بالقديسين حتى يعملوا لهم نعجزات فقط , فبدأوا يروا البابا كيرلس حتى يعمل لهم معجزات و لكنهم ليس لديهم أى أهتمام أن يعرفوا سيرته و لا حياته و لا صلاته و لا نسكه و لا أصوامه و لا تجرده و لكن أهم شئهو نجحنى , إعطى لى هذا, و مع ذلك هم يسمعونا فى طلباتنا و لكننا يجب أن نرى ما هو أهم من ذلك و ما هو أعمق من هذا و ليس مجرد قضاء حاجاتك , فالقديس بالنسبة لك هو علامة فى طريق خلاصك أو شئ يلهب قلبك أو شئ يُعطى لك نعمة لإستقرار الطريق و قدوة يجعلك أن تقول إن هذا هو الشئ الذى أنا أحبه و هذة هى الحياة التى أنا إخترتها , فمثلما أنت أعنت هذا القديس و نعمتك سكنت فيه بغنى حتى غبلب نفسه و غلب مجتمعه , إعطى لى أنا أيضا نعمة حتى أغلب نفسى و أغلب مجتمعى. { عجيب هو الله فى قديسيه} ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

قوة الاية الجمعة الأولى من شهر كيهك

في تذكار البابا أبرآم بن زرعة رقم 62 سنة ( 975 – 978 ) .. في عصر الدولة الفاطمية التي حكمت مصر حوالي 200 سنة وكانت فترة مؤلمة جداً على الكنيسة .. فترة ضيق واضطهاد للمسيحيين لأن الولاة الفاطميين كان لديهم كره شديد للديانة المسيحية .. وكان الإضطهاد جماعي وشرس .. وكان هدفهم إبادة المسيحيين وهدم الكنائس وفرض ضرائب باهظة عليهم .. وطلبوا إرتداء صلبان ثقيلة جداً .. ومنع تسمية المسيحيين بأسماء مسيحية .. وأخلوا ديوان المدينة من الوظائف المسيحية .. الله يعلم بكل ما تمر به الكنيسة .. فهو الراعي الصالح الذي يدبر فأرسل آباء ليكونوا معينين للشعب ومنهم البابا أبرآم الذي تعرض لأمور كثيرة جداً نريد أن نركز على أن الإنجيل يركز على بعض الأمور التي تُرى على أنها غير طبيعية .. هو يعطي في داخلها نعمة وقوة في تنفيذها .. الوالي المعز لدين الله الفاطمي والي مصر كان لديه وزير يهودي أسلم وأراد هذا الوزير إحراج المسيحية لأن الديانتان اللتان إعتنقهم يحملوا كره شديد للمسيحية .. أراد أن يأتي بمجموعة من اليهود ويقيم حوار مع الأنبا أبرآم .. وبما أن الأنبا أبرآم رجل صلاة .. بسيط .. لا يحب الحوار أو الفلسفة مما جعله يأتي بأسقف يمتلك نعمة الكلمة والحوار ومثقف ومشهور في تاريخ الكنيسة وهو الأنبا ساويرس بن المقفع .. أسقف الأشمونين .. جلس للحوار مع اليهود وظل المعز يسمع هذا الحوار ربما يجد ما يجعله يبرر ما يفعله في حق المسيحيين وقال * حتى يكون لنا زريعة في إضطهادهم * بدأ بن المقفع بقوله * كيف أتحدث مع أحد اليهود .. فالثور أفضل منه ؟ * .. فسؤل * لماذا تقول هذا الكلام ؟ * .. فأخرج بن المقفع الآية الموجودة في سفر أشعياء والموجودة في التوراة التي تقول { الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف .. شعبي لا يفهم } ( أش 1 : 3 ) .. وبدأ بن المقفع شرح جميع النبوات التي وُردت في التوراة وتحققت ومع ذلك رفضوا المسيح .. وبسبب الإحراج الشديد الذي وُضعوا فيه أرادوا الإنتقام منه .. وذهبوا يبحثون في كتب العهد القديم وأعمال الرسل والرسائل كي يهتدوا لآية تضع بن المقفع في نفس الحرج من المعروف الإنسان الذي يقرأ الكتاب المقدس ولا يوجد في داخله الروح القدس سيصطدم بآيات كثيرة تستوقفه .. فإستوفقتهم الآية التي تقول { لو كان لكم إيمان مثل حبة خردلٍ لكنتم تقولون لهذا الجبل إنتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شئ غير ممكن لديكم } ( مت 17 : 20 ) فسأل المعز البطرك عن هذه الآية وقال له * إن كان إيمانكم صحيح إنقلوا الجبل .. وإن كان غير صحيح سنعرف * .. ذهب البابا وجمع جميع الشعب والكهنة والرهبان وأمرهم بالصوم والصلاة ثلاثة أيام ووضع أمامهم الأمر ومدى خطورته مما جعل الشعب كله تذلل أمام الله .. أُنظر قوة الآية وما تحمله .. فإن كل كلمة في الإنجيل هي رسالة سماوية مسنودة بنعمة تنفيذها .. مهما كانت صعوبتها نعرف أن البابا أبرآم كان ضعيف البنيان .. فبعد ثلاث أيام من الصوم أغشى عليه ووقتها جاءته السيدة العذراء وقالت له * لا تقلق .. فإن صلوات شعب المسيح وصومهم يهز السماء والأمر سُمع في السماء .. فإن دموع شعبي لا تُنسى ولكم ما تريدون .. أخرج الآن من الباب الخلفي ستجد أمامك رجلاً حامل جرة ماء فإمسك به لأنه الرجل الذي ستتم على يديه معجزة نقل الجبل * .. وبالفعل قام البابا وتقابل مع هذا الرجل البسيط وقال له عما قالته السيدة العذراء فقال له سمعان * أنا رجل فقير ومسكين .. أنا أستيقظ مبكراً وآتي بالماء إلى الأسر الفقيرة وبعدها أذهب إلى عملي ( كان عمله تصليح الأحذية ) .. وفي الغروب أرجع إلى بيتي وأتناول القوت الضروري وأمضي الليل في الصلاة .. وما زاد عن رزقي أتصدق به للفقراء * .. حقاً إن السماء ترصد كل واحد فينا وما هو قلبه وأهدافه .. قال له سمعان أيضاً * أن من كثرة عثرات عينيه قلعتها * .. أي أنه نفذ كلام الإنجيل وهذا دليل على قوة الآية .. فالآية تقول { إن أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك }( مت 18 : 9 ) .. وهذا من الصعب تنفيذه خرج البطرك ومعه الجميع من شعب وكهنة ورهبان وشمامسة مع المجامر والصلبان وكأنهم يحتفلون بالعيد .. ألحان وتواني رغم أنهم ربما يُحكم عليهم كلهم إن لم يستطع البطرك نقل الجبل .. وقف الجميع للصلاة أمام الجبل وتلاوة كيرياليصون وهم في سجود .. عند سجودهم يتحرك الجبل .. وإذا تقدموا خطوة يتقدم الجبل .. وإذا وقفوا يقف الجبل .. وإذا سجدوا يتحرك الجبل وهكذا .. هذه هي قوة الآية التي تقدر أن تنقل الجبل نصل أحياناً إلى درجة تجعلنا لا نصدق الإنجيل .. فهذا دليل عملي .. الكنيسة عاشته والمجتمع عاشه وموقن أن الدولة عاشت هذا الحدث مما جعل الدولة تُخرج من ميزانيتها لترميم الكنائس منذ هذا الوقت من التاريخ .. دولة المعز الذي كان يفكر دائماً كيف يهدم الكنائس .. في عهده رُممت الكنيسة المعلقة .. وكنيسة أبو سيفين القديمة .. رغم أن الناس قاومت سياسة الدولة ورفضوا هذا الترميم إلا أن المعز وقف أمام الكنيسة وطلب منهم أن تُلقى الأساسات ويبدأ العمل الله لا يريد أن يستعرض قوته ولكن يريد أن يحيا أولاده في مجد .. خير دليل على هذا سمعان الخراز الذي ينفذ الوصية .. الله ينظر إلى القلوب .. ينظر إلينا بحسب وصايانا يقول القديس إيرينؤس { لا يخلص الكاهن بشرفه ولكن يخلص إن سلك حسب شرفه } { إن الإسم والشكل لا يُخلصان } .. عِش لكي تُرضي إلهك في الخفاء .. عِش فتخلص من أنانيتك .. لرسالة حب من أجل الآخر سمعان لم يمتلك قدرات أو أقوال .. ولكنه فكر أن يأتي بجرة ماء للفقراء .. فأبسط العمل له قيمة كبيرة عند الله فإنه ينظر من هيكل قدسه أعمالنا البسيطة بإتضاع .. توسل إلى الروح القدس أن تحيا آية تناسب حياتك .. إن كنت تحب العالم .. أو تحب المال .. إن أحببت أب أو أم فإن الآية وقوتها كما نقلت الجبل فبسهولة جداً جبل الآثام التي بداخلنا ينتقل بقوة روح الله المذخر لينا في الإنجيل ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل