العظات
يوحنا المعمدان - برمون الغطاس الجمعة الأولى من شهر طوبة
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحدآمين فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان إلى دهر الدهور كله آمين.
نحن في برمون الغطاس تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا مار لوقا الإصحاح ٣ والذي يحدثنا عن بداية ظهور يوحنا المعمدان فيقول"وفي السنة الخامسة عشرة من ولاية طيباريوس قيصر إذ كان بيلاطس البنطي واليا على اليهودية،وهيرودس رئيس ربع على الجليل، وفيلبس أخوه رئيس ربع على إيطورية وكورة تراخونيتس،وليسانيوس رئيس ربع على الأبلية في أيام رئيس الكهنة حنان وقيافا، كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية" لماذا أعطانا الكتاب المقدس هذاالتمهيد؟أول اسم طيباريوس قيصر واليروما، وبعد ذلك هيرودس والي اليهودية الذي في أورشليم،يريد أن يؤكد على أن أورشليم محتلة ومقسمة،وكل قسم فيها له والي،ويعطي لك اسماء الولاة تنقسم اليهودية كلها إلى أربعة أقسام وكل قسم له والي مثلما تجد لكل مدينة محافظ فيقول لك محافظ مدينة ،ومحافظ مدينة يريدك أن ترىكم أن الدولة الرومانية كانت تضع يدها تماماً على اليهودية،فيعطي لك أول اسم واليروما رغم أنه رجل بعيد عن الأمور لكن يقول لك هو المتحكم الأول هو قيصر روما، ثم بدأ يقول لك اسماء رؤساء الولايات يقول لك رئيس ربع، ورئيس ربع تعني ربع البلد هذا هو المحافظ لها أو الوالي لها،فأحب أنت شاهد أسماء كل الولاة الموجودين،ثم قال لك أيضا في أيام رئيسي الكهنة حنان وقيافا أي أنه وصف لك حال الدولة المدنية ويقول لك أيضا حال الدولة الدينية،كان رئيسي الكهنة حنان وقيافا، ومن كثرة تحكم الدولة الرومانية في الدولة اليهودية كانوا هم الذين يتحكموا في رئيس الكهنة ويعين من قبلهم،بمعنى أن يكون رئيس الكهنة رجل موالي لروما، رئيس الكهنة هذا يتعين بكلمة من قيصر ويترك منصبه بكلمة من قيصر،كان قيافا آتي بالواسطة وكان حنان هو رئيس الكهنة الرئيسي خلعوا حنان ووضعوا قيافا، فتضايق حنان فقالوا إذن أنتم الإثنين معا، ويكونوا هما الإثنين يتجسسوا على بعض،انقسامات،ولايات،تحكمات، في وسط كل هذه الظلمة يقول لك كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية بعيد عن كل هذه الضوضاء بينما هم منقسمين وبينما هم متصارعين،وبينما هم محتلين بينما هم في ذليتم تعيوحنا بحرية البرية،وبكلمة الله الساكنة فيه يقول لك كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية لذلك يا أحبائي عندما نقرأ الكتاب المقدس تقول كان من المفترض الفصل من بعد هذه التفاصيل التي ذكرت في البداية فهو يريد أن يقول لنا كانت كلمة الله على يوحنا كان من الممكن أن يبدأ به الإصحاح وكفى،فما الداعي أن يذكر ولاية وكان القيصر،و رئيس ربع على،لا فهو يريد أن يصف لك الحالة يريد أن يقول لك أنظر إلى ما بلغ إسرائيل من ذل، أنظر إلى ما بلغ إسرائيل من انقسام ومذلة وتحكم، أنظر إلى ما وصلت إليه إسرائيل من عبودية، وكل هؤلاء بما فيهم رؤساء الكهنة لايوجد بينهم أحد يتمتع بكلمة الله إلا يوحنا الذي أين يجلس؟!يقصد أن يقول لك أنه كان يجلس في البرية يقصد أن يقول لك أن إسرائيل وصلت لحالة من الذل والانقسام والمذلة شديدة جداً لكن هذه كانت إحدى علامات ظهور المخلص هي من علامات ظهور المخلص أنك لما اشتدت الحياة في الظلام يزداد الاحتياج للنور،وكلما زادت حياة العبودية يزداد الاحتياج للحرية لذلك وصف لك الحدث وأحضره لك بالتفصيل،وكلما كانت كلمة الله غائبة من هذا الوسط كله كلما كان لابد أن الله يعلن أن كلمته لها شهود،ولها أمناء وإن كانوا مخفيين في البرية إلى هذا يارب أنت لا تنظر إلى رتبة إلى هذا يارب أنت لاتبالي بكرامة بشرية إلى هذا يارب أنت من الممكن جداً أن تكون كلمتك على شخص عادي ساكن برية في قفر ولا تكن كلمتك على رئيس كهنة! يقول لك نعم جداً أنا كلمتي تستقر في إنسان متضع في إنسان مشتاق في إنسان محب في إنسان مخلص في إنسان هدفه واضح هذا هو يوحنا المعمدان كلمة الله عليه يريد أن يقول لك في وسط كل هذه الظلمة هناك نور،وإن كان النور قليل جداً فهو يريد أن يقول لك لا تنخدع جداً بالمظاهر لاتنخدع جداً بالولاة والرؤساء لا يكون المظهر هو الذي يأخذ عينك وقلبك لا فهناك مشهد آخر مشهد إلهي الله يهتم به جداً ما هو؟! يقول لك إنسان القلب الخفي يقول لك خفاء الإنسان من داخل أعماق الإنسان أعماق الإنسان هي التي يهتم بها الله يقول لك الذي مدحه من الله وليس من الناس أعماق الإنسان التي نظر إليهاالله ليس رئيس كهنة أو والي لا أبدا يقول لك لا لهذه الرتب ولكن الإنسان ينظر إلى العينان أما الله هو ينظر إلى القلب عندما جاءوا ليختاروا ملك اختاروا شخص يكون طويل وعريض،قال لك شاول رجل هيبة فهو شخصية حلوة جدا،قال لهم لا،قال لك الله ينظر إلى القلب،قال له أنا أريد داود فهذا غلام صغير قال لك لا هذا هو هذا هو ما أريده هناك أحكام عند الله لذلك تكون كلمة الله على يوحنا في البرية في وسط هذا الذل في وسط هذه المهانة في وسط هذا الانقسام قال لك نعم لكن أيضا الله أعطى للأمه اليهودية وعد أنه سيأتي منها المخلص قال لك لا يزيل قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون بمعنى أنه يظل القضيب موجود فيها لكن سيكون قد اقترب أن يزول هنا الأمة اليهودية اقتربت أن تندثر لأن التحكم الروماني فيها عالي جداً قال لك لا يزول قضيب من يهوذا حتى يأتي شيلون الذي هو ملك السلام الذي هو ربنا يسوع المسيح يوحنا الصوت القادم لكي يهيئ للكلمة الذي يعد للرب شعب مستعد جاء لكي يمهد يقول لك فجاء إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا المسيح يعمل بطرق خفية وسرية في يوحنا العالم الذي حوله كله عالم متصارع عالم منقسم اجعل لك خفاء مع الله اجعل كلمة الله تعمل في قلبك لا تهتم كثيراً ولا تنشغل كثيراً بكل ما حولك لا تنشغل كثيراً لا تركز جداً على السلبيات التي حولك لا تظل تنقد في كل هذاالأحوال أنت عملك أن تكون منصت لكلمة الله التي داخلك عملك وإن كنت في برية إلا أنت مثمر لله أنت قادر أن تجعل البرية فردوس طالما أنت في قلبك كلمة الله هذا هو الذي حدث الناس الذين يعيشون في قصور الإمبراطورية يعيشون في ظلمه،ويوحناالذي يعيش في هدوء وسكون البرية يتمتع بعذوبة وجمال الحياة مع الله ليس المهم مكان معيشتك ليس المهم المكان الذي تسكن فيه ليست مهمة الرتبة التي أنت فيها ليست مهمة المكانة الاجتماعية التي تأخذها لايهم مظهرك لايهم راتبك، المهم ماذا يوجد بداخلك يوحنا رجل فقيرجداً مظهره محتقر ولكن داخله يقول لك "كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية"، أهتم أن قلبك يكون مشغول بكلمة الله، أهتم أن يكون بينك وبين الله حديث في الخفاء أهتم ان يكون قلبك مضيء حتى إذا كنت في وسط ظلمة عندما نقرأ مثل الزوان والحنطة نجد أشخاص قد زرعوا حنطة وأتى أناس ليلا وزرعوا لهم زوان فقال أصحاب الحقل من الذي وضع الزوان هنا؟!،وقالوا أنجدونا نحن لدينا زوان فقالوا لابد أن نزيل الزوان من وسط الحنطة لكي لا تفسدها،وجدنا المثل يقول لك لا بل دعوهم ينميان معا،لماذا؟!، قال لك اجعل هذابجوار ذاك،الله أحب أن يكون النور بجوار الظلمة الخير بجوار الشر الحق بجوار الباطل الله أحب ذلك النور بجوار الشرير لكن وبعد ذلك قال لك دعوهم ينميان معا إذن ماذا نفعل؟!يوحنا المعمدان ماذا يفعل في وسط هذه الظلمة كلها قال لك كن أن تصوت الله كن صوت حق كن صوت شاهد كن أمين كن شمعة في وسط الظلمة هناك عبارة لسيدنا البابا تقول "ليس عملك أن تخلع الزوان ولكن عملك أن تنمو كحنطة" ليس عملك أن تخلع الزوان هناك أمور كثيرة ليست في أيدينا فنجد شخص يقول لك لأن الناس يفعلوا إلخ،هذا ليس في أيدينا أنت تتكلم في أشياء ليست بأيدينا اصلاحها ليس بأيدينا أن نصلح المجتمع نصلح الإعلام إلخ، لكن ما الذي في يدي؟!ليس عملك أن تنزع الزوان لكن عملك أن تنمو كحنطة هذاعملك عملك الرئيسي أنك تنمو كحنطة هذا يوحنا المعمدان في وسط هذه الظلمة كلها هو لا ينشغل بشيء غير كلمة الله التي يعمل الله بها في خفاء في قلبه جميل جداً أن البريةالمقفرة، اليابسة يحولها بعلاقته مع المسيح إلى فردوس ممتلئ بالأشجار المثمرة،وهذا جمال عمل الله في الإنسان الله يعمل في هدوء في صمت في خفاء،ومثلما نقول لأنه في كل زمان يباركك كل أحد الله لا يترك نفسه بلا شاهد أبدا لكن يكونوا قليلون أبحث في المجتمع الذي نحن نعيش فيه ستجد له شهود كثيرين لكنهم في الخفاء صوتهم منخفض مظهرهم ليس جذاب لن يأخذوا مناصب عالية لايملكون سيارات فخمة مظهرهم من حيث التقييمات البشرية مظهر يمكن أن يصل لدرجة الاحتقار مثل يوحنا لذلك اهتم بخفاء قلبك أنت فكان صوت يوحنا الذي كلمة الله داخله كان يهيئ بها الطريق يهيئ للرب شعب كان صوت يضوي في البرية خذ في اعتبارك أن نشأة يوحنا المعمدان في البرية جعلته إنسان صلب جعلته إنسان يستطيع أن يتحدى الصعاب لذلك قال لك"فجاء إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا، قال لك كما جاء في سفر أشعياء "صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب، قوموا طرقه كل واد يمتلئ،وكل جبل وأكمة ينخفض تصير المعوجات مستقيمة،والوعر يصير طرقا سهلة،ويعاين كل ذي جسد خلاص الله" في وسط هذه الظلمة!،يقول لك نعم فأنا أتي تو أعلم أن لدي مهمة محددة في وقت قصير جداً، أنا أمامي ستة أشهر وأريد أن أعد الطريق للمخلص فجاء ينادي بصوت صارخ تخيل أنت شخص في وسط هذا الجو الذي يمتلئ ظلمة انقسامات حب عالم حب ظهور شخص يصرخ ويقول لك أعدوا طريق الرب اصنعوا سبل مستقيمة ما هذا الصوت؟! هل تظن أن هذا الصوت يمكن أن يقبله أحد إلا إذا خرج من قلب منشغل بالله،وقلب فيه بهجة وقوة الحياة مع الله يقول لك لاهذا قلب منشغل بالله بشارة عجيبة جدا يريد أن كل إنسان يتمتع بالله،وخذ في اعتبارك أنه يقول لهم على أنكل وادي يمتلئ، وكل جبل وأكمه ينخفض الوادي هو الأشياء القليلة الجبل هو العالي مع من يتحدث؟! يتحدث مع الكل يريد أن يقول لك أنت إنسان تشعرأنه ليس لك نصيب في الله أبدا أنت وادي منخفض الله يملئك لكن هل أنت تشعر أنك تستغنى عن الله ومتشامخ وليس لديك أي شيء ينقصك أنت بذلك حسنا جدا مكتفي جداً يقول لك إذن أنت بذلك تنخفض،وكأنه يخاطب الأمة اليهودية ويخاطب باقي الأمم باقي الأمم أنتم تقولون أنكم بعيد عن الله ولا تعرفون الله أنتم منخفضين لافالله قادر أن يملئكم الله يحضركم أنتم متشامخين الأمة اليهودية تقول أننا أبانا هو إبراهيم وأننا نعرف الله،ونحن لا يوجد مثلنا شخص الناس التي نفوسها متشامخة الله يجعلها تنخفض فجاء يقول لك "وكل بشر وكل ذي جسد يعاين خلاص الله"خذ في اعتبارك بشارة معلمنا لوقا كتبت في اليونان أي للغرباء بمعنى أن سكانها أساسا غيرمؤمنين فهو يريد أن يقول لهم أن خلاص الله للكل لا أحد يقول أن الله لنا نحن فقط لا فهو لكل ذي جسد دعوة يوحنا موجهه لكل نفس لكي ما تتمتع كل نفس بصوت الله داخلها النفوس المنخفضة يملأهم الرجاء النفوس المتشامخة يخفضها فهذه هي كلمة الله،وأحياناً أنت تجد نفسك صغيرة تقرأ الإنجيل تجد الله أعطاك آية تفرحك وترفعك أحياناً يأخذك الغرور قليلاً تجدآية أتت لك لتنزلك في الحال لذلك انتبه هذا التوازن هوعمل نعمة الله الذي يعمل فيك أحياناً تشعرأنك قوي وروح الله يذكرك ويقول لك أنت ضعيف أحياناً عدو الخير يقول لك أنت لا قيمة لك تقول له لا أنا قوي،الله يعمل معك بذلك وبذلك لذلك أحد الآباء القديسين يقول لك "طلبت من الله قوة فأعطاني ضعفاً لكي أعلم كيف أتكل عليه" لكي أتعلم كيف أتكل على الله أنا طلبت قوة لكن هو أعطاني ضعف الجسد الذي نحن فيه لا يوجد أضعف منه الإغراءات التي حولنا موجودة ونحن ضعاف إذن ماذا بعد ذلك هل هذا الضعف يجعلنا نقف عند حد الضعف؟ يقول لك لا أبدا الله لم يقصد أنك تقف عند الضعف لكنه يريد أن يحول ضعفك لقوة لكن القوة تكون منه هو لكي تخبر برحمته الغير المحدودة وخلاصه الذي فعله الله معك لذلك هنا يقول له إذا كنت أنت وادي ستمتلئ إذا كنت أنت جبل أو أكمه ستنخفض كل البشر تأتي وتسجد أمامك يعاين كل ذي جسد خلاص الله يمجدوا اسمك يارب أشخاص كثيرين جداً أتوا لكي يعتمدوا يوحنا عندما نادى بالمعمودية وعندما أنذر وجد أعداد غفيرة أتت لكي تعتمد إذن هيا قم بتعميدهم يا يوحنا قال لاهي ليست قصة معمودية بمفردها،ولكن لابد أن أحدثهم أولا عن التوبة جميل يوحنا لا يأتي ليقول لك ذلك حسنا جداً الجموع أتت الآن هيا لأعمدهم لا بل قال لهم الآن لابدأن تتوبوا أنتم كيف تهربون من الغضب الآتي،وقال لهم كلمة "يا أولاد الأفاعي"انتبه أن يوحنا تربى في البراري منذ نشأته لوقت ظهوره لإسرائيل فإعتاد على أن في البرية يوجد أفاعي،ويعلم ماهي حيلها،وخدعها فهذه الكلمة هو أتي بها من البيئة التي عاش فيها،إذن ما هي الأفعى؟ يقول لك الأفعى هذه خبيثة جداً،يقول لك هي تتلون وتحب سكنى الجحور تحب الظلمة،والأفعى هكذا فهي يمكن جداً أنها تقتل أولادها يقول لك الأفعى عندما تأتي لتلد أولادها قبل أن يخرجوا من بطنها يكونوا قد أكلوا بطنها فهي كائن غادر ويزحف على بطنه إشارة إلى أنه كائن ترابي، لذلك الكنيسة دائما تقول لنا"أعطيتكم السلطان أن تدوسوا الحيات والأفاعي" حيل عدو الخير المختلفة فالحية والأفعى هم حيوانات تعرض الإنسان لخطر بطريق ماكر هذه هي حيل العدو فيقول لهم أنتم تسيرون بهذه الخداعات أنتم أتيتم لتعتمدوا لكن أنا لابد أن أنادي لكم بالتوبة أنتم تعيشون على الغدر على الانتقام يقول لهم مثلما الحية تأكل أولادها أنتم أيضا قتلتم أحبائكم أنتم لا تبتدأوا تقولون في أنفسكم لنا إبراهيم أبا لأني أقول لكم إن الله قادر أن يقيم أولادا لإبراهيم من هذه الحجارة، لاتتكل على الشكل لكن اهتم بجوهرعبادتك وجوهرحياتكم مع الله يقول لك الله قادر أن يقيم من الحجارة أولاد لإبراهيم يريد أن يقول أن الله يمكن أن يأتي بأي شخص ويجعله يكون ابن الموعد انتبه إلى أن الله قادر أن يقيم من الحجارة أولادا لإبراهيم هذه نبوة عننا نحن نحن كنيسة الأمم نحن الذين كنا أغراب واعتبرنا حجارة وجعلنا أولاد لإبراهيم نحن اليوم أولاد إبراهيم مع أننا لسنا من نسله لكن أصبحنا من نسله بحسب الأعمال بحسب الإيمان بحسب البر بما أن لنا إيمان إبراهيم دعوة إبراهيم بر إبراهيم نكون نحن نسله يكون الله قادر فلا تفتخروا بموضوع النسب فقط يقول لك لا بل أنت لابد أن يكون لك أعمالك فلذلك هو يقول لهم هيا تعالوا قالوا له إذن ماذا نفعل يارب؟ ماذا نفعل يا يوحنا؟ قال لهم من له ثوبان يعطي من ليس له من له طعام فليفعل أيضا هكذا بدأ يعطيهم خطوات عملية للتوبة، وهو قال لهم أن الفأس وضعت على أصل الشجرة،يريد أنه يقول له قد انتهى الأمر جميل أن الإنسان يسمع هذه الإنذارات ويقدم توبة قل له يارب أنت ناظر إلى أعمالي فماذا أقدم لك يقول لك أصنع ثمار تليق بالتوبة أجعل التوبة تشغل حياتك باستمرار حول التوبة من فكرة إلى عمل لكي تكون مستحقة للبركات مثلما فعل يوحنا المعمدان يقول له الفأس وضعت على أصل الشجرة يريد أن يقول لك أنتبه هناك دينونة،وعندما تكون شجرة لا تعطي ثمر مرة وإثنين وثلاثة والله ينذرها يقول لك هي بذلك تشغل الأرض باطل فلابد من إزالتها يارب أنا ابنك منذ قديم الزمان،وأنا معمد،واسمك دعي عليا هل أنا يوجد في ثمر أم لا هل أنا أمين وشاهد لك أم لا هل أنا محسوب عليك باطلا أنني ابنك وكفى ذلك أم أنا ابن أمين لك لذلك يا أحبائي الكنيسة تقرأ علينا هذا الفصل وهي تمهدنا للاحتفال بالغطاس تمهدنا للاحتفال بعيد العماد تمهدنا للاحتفال بعيد الظهور الإلهي يريد أن يقول لك تريد أن تحتفل بالظهور الإلهي لا تهتم بالمظاهر اصنع توبة اجعل كلمة الله تكون في خفاء اجعل كلمة الله تكون فاعلة فيك اصنع ثمار تليق بالتوبة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .
قوة الاية الجمعة الأولى من شهر كيهك
في تذكار البابا أبرآم بن زرعة رقم 62 سنة ( 975 – 978 ) .. في عصر الدولة الفاطمية التي حكمت مصر حوالي 200 سنة وكانت فترة مؤلمة جداً على الكنيسة .. فترة ضيق واضطهاد للمسيحيين لأن الولاة الفاطميين كان لديهم كره شديد للديانة المسيحية .. وكان الإضطهاد جماعي وشرس .. وكان هدفهم إبادة المسيحيين وهدم الكنائس وفرض ضرائب باهظة عليهم .. وطلبوا إرتداء صلبان ثقيلة جداً .. ومنع تسمية المسيحيين بأسماء مسيحية .. وأخلوا ديوان المدينة من الوظائف المسيحية .. الله يعلم بكل ما تمر به الكنيسة .. فهو الراعي الصالح الذي يدبر فأرسل آباء ليكونوا معينين للشعب ومنهم البابا أبرآم الذي تعرض لأمور كثيرة جداً نريد أن نركز على أن الإنجيل يركز على بعض الأمور التي تُرى على أنها غير طبيعية .. هو يعطي في داخلها نعمة وقوة في تنفيذها .. الوالي المعز لدين الله الفاطمي والي مصر كان لديه وزير يهودي أسلم وأراد هذا الوزير إحراج المسيحية لأن الديانتان اللتان إعتنقهم يحملوا كره شديد للمسيحية .. أراد أن يأتي بمجموعة من اليهود ويقيم حوار مع الأنبا أبرآم .. وبما أن الأنبا أبرآم رجل صلاة .. بسيط .. لا يحب الحوار أو الفلسفة مما جعله يأتي بأسقف يمتلك نعمة الكلمة والحوار ومثقف ومشهور في تاريخ الكنيسة وهو الأنبا ساويرس بن المقفع .. أسقف الأشمونين .. جلس للحوار مع اليهود وظل المعز يسمع هذا الحوار ربما يجد ما يجعله يبرر ما يفعله في حق المسيحيين وقال * حتى يكون لنا زريعة في إضطهادهم * بدأ بن المقفع بقوله * كيف أتحدث مع أحد اليهود .. فالثور أفضل منه ؟ * .. فسؤل * لماذا تقول هذا الكلام ؟ * .. فأخرج بن المقفع الآية الموجودة في سفر أشعياء والموجودة في التوراة التي تقول { الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف .. شعبي لا يفهم } ( أش 1 : 3 ) .. وبدأ بن المقفع شرح جميع النبوات التي وُردت في التوراة وتحققت ومع ذلك رفضوا المسيح .. وبسبب الإحراج الشديد الذي وُضعوا فيه أرادوا الإنتقام منه .. وذهبوا يبحثون في كتب العهد القديم وأعمال الرسل والرسائل كي يهتدوا لآية تضع بن المقفع في نفس الحرج من المعروف الإنسان الذي يقرأ الكتاب المقدس ولا يوجد في داخله الروح القدس سيصطدم بآيات كثيرة تستوقفه .. فإستوفقتهم الآية التي تقول { لو كان لكم إيمان مثل حبة خردلٍ لكنتم تقولون لهذا الجبل إنتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شئ غير ممكن لديكم } ( مت 17 : 20 ) فسأل المعز البطرك عن هذه الآية وقال له * إن كان إيمانكم صحيح إنقلوا الجبل .. وإن كان غير صحيح سنعرف * .. ذهب البابا وجمع جميع الشعب والكهنة والرهبان وأمرهم بالصوم والصلاة ثلاثة أيام ووضع أمامهم الأمر ومدى خطورته مما جعل الشعب كله تذلل أمام الله .. أُنظر قوة الآية وما تحمله .. فإن كل كلمة في الإنجيل هي رسالة سماوية مسنودة بنعمة تنفيذها .. مهما كانت صعوبتها نعرف أن البابا أبرآم كان ضعيف البنيان .. فبعد ثلاث أيام من الصوم أغشى عليه ووقتها جاءته السيدة العذراء وقالت له * لا تقلق .. فإن صلوات شعب المسيح وصومهم يهز السماء والأمر سُمع في السماء .. فإن دموع شعبي لا تُنسى ولكم ما تريدون .. أخرج الآن من الباب الخلفي ستجد أمامك رجلاً حامل جرة ماء فإمسك به لأنه الرجل الذي ستتم على يديه معجزة نقل الجبل * .. وبالفعل قام البابا وتقابل مع هذا الرجل البسيط وقال له عما قالته السيدة العذراء فقال له سمعان * أنا رجل فقير ومسكين .. أنا أستيقظ مبكراً وآتي بالماء إلى الأسر الفقيرة وبعدها أذهب إلى عملي ( كان عمله تصليح الأحذية ) .. وفي الغروب أرجع إلى بيتي وأتناول القوت الضروري وأمضي الليل في الصلاة .. وما زاد عن رزقي أتصدق به للفقراء * .. حقاً إن السماء ترصد كل واحد فينا وما هو قلبه وأهدافه .. قال له سمعان أيضاً * أن من كثرة عثرات عينيه قلعتها * .. أي أنه نفذ كلام الإنجيل وهذا دليل على قوة الآية .. فالآية تقول { إن أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك }( مت 18 : 9 ) .. وهذا من الصعب تنفيذه خرج البطرك ومعه الجميع من شعب وكهنة ورهبان وشمامسة مع المجامر والصلبان وكأنهم يحتفلون بالعيد .. ألحان وتواني رغم أنهم ربما يُحكم عليهم كلهم إن لم يستطع البطرك نقل الجبل .. وقف الجميع للصلاة أمام الجبل وتلاوة كيرياليصون وهم في سجود .. عند سجودهم يتحرك الجبل .. وإذا تقدموا خطوة يتقدم الجبل .. وإذا وقفوا يقف الجبل .. وإذا سجدوا يتحرك الجبل وهكذا .. هذه هي قوة الآية التي تقدر أن تنقل الجبل نصل أحياناً إلى درجة تجعلنا لا نصدق الإنجيل .. فهذا دليل عملي .. الكنيسة عاشته والمجتمع عاشه وموقن أن الدولة عاشت هذا الحدث مما جعل الدولة تُخرج من ميزانيتها لترميم الكنائس منذ هذا الوقت من التاريخ .. دولة المعز الذي كان يفكر دائماً كيف يهدم الكنائس .. في عهده رُممت الكنيسة المعلقة .. وكنيسة أبو سيفين القديمة .. رغم أن الناس قاومت سياسة الدولة ورفضوا هذا الترميم إلا أن المعز وقف أمام الكنيسة وطلب منهم أن تُلقى الأساسات ويبدأ العمل الله لا يريد أن يستعرض قوته ولكن يريد أن يحيا أولاده في مجد .. خير دليل على هذا سمعان الخراز الذي ينفذ الوصية .. الله ينظر إلى القلوب .. ينظر إلينا بحسب وصايانا يقول القديس إيرينؤس { لا يخلص الكاهن بشرفه ولكن يخلص إن سلك حسب شرفه } { إن الإسم والشكل لا يُخلصان } .. عِش لكي تُرضي إلهك في الخفاء .. عِش فتخلص من أنانيتك .. لرسالة حب من أجل الآخر سمعان لم يمتلك قدرات أو أقوال .. ولكنه فكر أن يأتي بجرة ماء للفقراء .. فأبسط العمل له قيمة كبيرة عند الله فإنه ينظر من هيكل قدسه أعمالنا البسيطة بإتضاع .. توسل إلى الروح القدس أن تحيا آية تناسب حياتك .. إن كنت تحب العالم .. أو تحب المال .. إن أحببت أب أو أم فإن الآية وقوتها كما نقلت الجبل فبسهولة جداً جبل الآثام التي بداخلنا ينتقل بقوة روح الله المذخر لينا في الإنجيل ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين
من أراد ان يكون أولا فليكن اخر الكل الجمعة الرابعة من شهر هاتور
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائى فى هذا الصباح المُبارك يا أحبائى فصل من بشارة مُعلمنا مار مرقس إصحاح 10 , عندما أتى إليه التلميذان "يوحنا و يعقوب ابنا زبدى " و طلبوا منه مرة ثانية الطلب الذى طلبوه منه قبل ذلك , كانوا طلبوا منه طلب يخُص موضعهم و كرامتهم بين التلاميذ " لا يًريدوا أن يكونوا ناس عادية " و يبدو إنهم وسطوا أمهم فى هذا الطلب و جعلوها تقول لربنا يسوع " حقق هذا الطلب لابنى يعقوب و يوحنا " , فكأن ربنا يسوع يُريد أن يجعلهم يطشفوا الذى بداخلهم أمام المجموعة , فقال لهم :" ما الذى تُريدوا منى أن أفعله؟؟" فقالوا له :" أعطنا ان نجلس واحد عن يمينك و الآخر عن يسارك فى مجدك ". بالطبع هذا الطبلب ليس المقصود به بإنهم يجلسوا معه فى الابدية و لكن هم كانوا قصدهم و هُم هُنا على الأرض أن يعطوا لهم كرامة و هم فى وسط أخوتهم , فقال لهم يسوع :" لستُما تعلمان ما تطلبان " لأن طلبكم هذا منالمُفترض أن يكون طلب أبدى و ليس أرضى و يكون فى المجد الأبدى و لكى تأخذوا هذة الكرامة فى المجد الأبدى , من المُفترض أن يكون لكم جِهاد و حمل صليب و صبر و ألم مثلما أنا سأتألم , فقال لهم :" لستما تعلمان ما تطلبان , أتستطيعا أن تشربا الكأس التى أشربها أنا " هل لديكوا إستعداد أن تجتازوا فى الألم الذى أنا أتألمه , و لاعجيب يا أحبائى إنهم طلبوا منه هذا الطلب مُباشرة بعدما كان يُكلمهم عن الآلام المُزمع أن يتألم بها , فواحد يقول لهم :" ابن الإنسان سيُتفل فى وجهه و يُصلب و يُسلم إلى أيدى أثمة و يُهان و يُجلد و يُصلب و كم يكلموه عن أن يجلسوا واحد عن يمينه و الآخر عن يساره فى مجده فقال لهم :" أما الكأس التى أنا اشربها فتشربامها و الصبغة التى أنا اصطبغ بها فتصطبغان بها و أما الجلوس عن يمينى و عن يسارى فليس لى أن اعطيه إلا للذين أعد لهم ". يُريد أن يقول لهم :" هذا هو موضوع جهادكم ". فالعشرة عندما سمعوا هذا الكلام تضايقوا و قالوا فى نفسهم اشمعنا هؤلاء الذين طلبوا هذا الطلب و لماذا هذا التمييز , يقول لك :" و لما سمع العشرة ابتدؤا يتذمرون على يعقوب و على يوحنا " فأتى ربنا يسوع و قال لهم التعليم الذى هو يُريد أن يقوله لهم , فقال لهم :" أنتم تعلمون إن الذين يحسبون رؤساء الأمم يسودونهم" فهذا الرئيس الكبير يسود " و أن عُظمائهم يتسلطون عليهم فلا يكون هكذا فيكم " فأنتم غير الأمم , فيس معنى إن واحد كبير يكون هذا الذى يسود لأ أنتم غير ذلك ," بل من أراد أن يصير فيكم عظيما يكون خادم و من أراد أ يصير فيكم أولا يكون للجميع عبدا " هل أنتوا تتنافسوا على من يكون فيكم الأول ؟؟ أنا أريد إن الحكاية تتحوا , أنا اريد منكم أن تتنافسوا على من يكون فيكم فى الآخر , من الذى يضع نفسه تحت الكل , من الذى يكون فيكم عبد للكل ,"لأن ابن الإنسان أيضا لم يأتى ليُخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين ". ابن الإنسان جاء لكى يكون فى النهاية . مرة واحد قال إذا أحببنا أن نُرتب الناس فى الكنيسة , كيف سنُرتبهم ؟؟ فطبعا قالوا :" الكاهن و بعد ذلك الشماس و بعد ذلك الشعب " فبعد ذلك واحد قال :" و الأسقف و البطرك , إين سنضعهم ؟؟" فقالوا له :" البطرك ثم الأسقف ثم الكاهن ثم الشماس ثم الشعب " , فقال لهم :" لا فى الحقيقة الأمر بالعكس , الشعب ثم الشماس ثم الكاهن ثم الاسقف ثم البطرك "فقالوا له:" كيف هذا ؟؟" فقال لهم:" من هو هدف كُل هذا المنظومة " أى إذا يوجد كاهن بدون شعب , ما الذى سيفعله ؟؟ لا شئ , لا يفعل شئ , إذا الذى جعله كاهن الشعب و بالنسبة للأسقف , سيكون على من اسقف ؟؟؟ على الشعب و على الكهنة , إذا نمرة واحد فى المنطومة هو المخدوم , فيقول لهم :" أنتم لا يكون لكم هذا الفكر , ليس مُجرد إنك أصبحت رسول , معناها إنك أصبحت الكبير , بل الذى أراد فيكم أن يكون فيكم الكبير , يكون الأصغر , الذى أن يكون خادم يكون عبد , الذى أراد أن يكون الأول يكون الآخر " هذة القاعدة التى وضعها السيد المسيح , مُختلفة كثيرا عن الأشياء الوروثة , فكثير من القواعد قلبها المسيح . جاء ليخدم و يبذل نفسه فدية عن كثيرين , إذا أخذت لمحة فى حياة ربنا يسوع المسيح , فتجد تقريبا فى 3 سنين وبضعة 6 أشهر غير مفاهيم الإنسان كُلها , فى مدة بسيطة جدا جاء يخدم و لكنه يجدم بُحب و بأمانة , ببذل , جاء ليضع نفسه من أجل الجميع و لهذا خدمته كانت جذابة جدا . أنا أريدك أن تتخيل معى إن ربنا يسوع أتى لكى يأخُذ مملكة أرضية أو كرامة أرضية " يلبس ثياب ناعمة و يجلس على كراسى عالية و فى مجالس مُزينة و يجمع له حاشية من الناس الحُكام , فماذا سيكون تأثيره؟؟ و إن كان له تأثير , فسيكون بالكثير على المجموعة التى حوله و ستكون هذة المجموعة مُنافقة له و لا تتأثر به , و على هذة المجموعة و مُجرد إنه يزول , تجد كل شئ نُسى , و لكن ربنا يسوع قال لهم :" مملكتى ليست من هذا العالم" انا أتى لأملك و لكن سأملك على القلوب و على الأفكار , انا آتى لأغير مفاهيمكم , أنتوا لديكوا مفاهيم عن العظمة , لديكوا مفاهيم عن الملكية , لديكوا مفاهيم عن التسلط و أنا آتى لأقول لكم :" أما أنتم فلا يكُن فيكم هذا الفكر". أنتم شئ آخر , أنتم البير فيكم هو الأخير , أنتم العظيم فيكم هو الخادم , هو الذى يجعل نفسه عبد للجميع و رأينا هذا الكلام فى ربنا يسوع عندما وجدناه هو نفسه يُنفذه على نفسه , فقاله و نفذه , قاله و عمله وجدناه ينحنى و يغسل ارجل تلاميذه , هذة المُهمة كانت تكون لأردئ العبيد , فالعبيد نفسهم كانوا مقامات , فمثلا العبد مُثقف يأخذ أوضاع مُهمة , و العبد القديم كانوا يرقوه و أكثر واحد يعمل الأعمال التى يقولوا عنها "dirty work " , التى هى الغسيل و هذة الأشياء , العبد الجاهل و العبد الحديث ,أى أحدث عبد و أجهل عبد هو الذى يعمل هذة الأشياء, فهو يقول لهم :" أنا أريدكوا أن تعتبرونى , أحدث عبد أو أجهل عبد فيكواكلكوا , أنا الذى لا أستطيع أن أعمل شئ ". جاء يقول لهم :" أنا أنحنى و اغسل الأرجل " و لهذا بُطرس الرسول عندما أتى المسيح ليغسل قدميه , قال له :" هذا لا يصح , لايصح " فقال له ربنا يسوع :" إذا لم أغسل قدميك سوف لا يكون لكنصيب معى فى ملكوت السموات". أتى ليؤسس وضع جديد , ما هى الكرامة ؟؟ الكرامة ليست إنك تحسب نفسك رئيس على أخوتك , الكرامة إنك تجهل نقسك للكل خادما أو عبدا , هذة هى الكرامة . و لهذا القديس أوغسطينوس, كان عندما يُصلى من اجل المخدومين كان يقول لربنا :" أطلب إليك يا رب من أجل سادتى عبيدك" أى هُم عبيدك أنت و لكن بالنسبة لى هُم سادتى , ما هذا ؟؟؟ هذا هو أحساسه , فالمسيح عندما أتى أسس هذا الفكر, اسس فكر إن الكبير كبير بإنه يُعلن مسؤليته و جدمته و إنحناؤه للآخرين , هذا هو الكبير . و لكن ليس معنى الكبير أن يكون مُتسلط , التسلط معناها غستخدام السُلطة فى غير موضعها , فهذا هو التسلط , و لكن ربنا يسوع قال لنا :" لا تستخدموا سلطاتكوا فى غير موضعها " أنتوا سُلطانكوا سُلطان حُب , أنت سُلطانك سُلطان روحى , أنت سُلطانك سُلطان توبة و إرشاد , انت سُلطانك سُلطان أبدى , من أجل الملكوت حتى تأتى بكثيرين إلى المجد . فهو يضه فيهم مفاهيم . هل أنتوا تتسابقوا على من فيكم يكون الأكبر؟؟؟. لالمأكن أتمنى أن أرى هذا الكلام منكم و لهذا قال لهم :" شاهدونى أنا " فتجدوا يسوع لا تنتظر الجموعأن تأتى إليه كان يذهب و إليها , فشاهد الأماكن التى ذهب لها يسوع , ستجدها من فوق خالص لتحت خالص , الذى يأخُذ باله من جُغرافية الكتاب المُقدس , فآخر قطعة فوق , حاجة اسمها " جليل الأمم" أو يسموها " قيصرية فيلبس " هذا المكان فوق خالص , فبهذا بدأنا أن ندخل على حدود سورية , فوق خالص و حتى الأسفل , لأن أورشليم فى الجنوب . إذا أخذت بالك من خدمة يسوع فى ال3 سنين و نصف , تجده , صاعد, هابط بين هذة الأماكن , يذهب إلى كل الأماكن , ذهب إلى السامرة , مع إنها بلد رفضاه , ناس يقولوا لك :" نحن لا نُريضك " , لا نُريد أن نتعامل معك و إذا تعالمل معهم يعمل لنفسه مُشكلة لأن اليهود لا يُعاملوا السامريين و لكن يسوع يقول لك :" يجب أن أجتازها ". كفر ناحوم تُرحب به فترات و تطرده فترة , الناصرة , هذة هى البلد التى نشأ فيها و تربى فيها فكانت أكثر بلد تُرفضة , يقولوا له :" نحن نعرفك , من و أنت كُنت صغير , فأنت لاآن و تعمل علينا كبير ". و لهذا قال لهم :" لا يوجد نبى مقبول فى وطنه " و لكن يا رب و بعدين و أورشليم , ما الذى حدث بها , فكان دائما يُهان فى أورشليم و هذة هى البلد التى تأمروا عليه فيها و صلبوه , فيا رب و بعدين , إلى إين ستذهب ؟؟ يقول لك :" أنا أجول اصنع خيرا , ليس من المُهم هم أن يُرحبوا بى , فأنا لا أذهب إلى أماكن حتى أوضع فيها على الأكتاف , انا ذاهب من أجل إننى أهان , أنا آتى لأبذل نفسى فدية عن كثيرين , أنا آتى و أنا أعلم إننى فى النهاية سأصلب , أن آتى و أنا أعلم إننى سأهان . فهو بذلك يضع قانون جديد للخدمة , يضع قانون جديد للإنسان المسيحى . ليس مُجرد إنه يُريد أن يكون واحد معبود من الكل , أبدا . فتجده يذهب إلى قيصرية فيلبس و يذهب إلى الأمم و يذهب إلى الجليل و يذهب إلى الناصرة و يذهب إلى كفر ناحوم و يذهب إلى أورشليم , فى كل وقت فى مكان و فى مكان يضع بصمة , فى كل مكان يقول كلمة حياة فتجد الجموع تزدحم حوله , لأن الناس مُشتاقة إلى هذة الكلمات , الناس ذهقت من الرياء و النفاق ,الناس ذهقت من الملوك و الأباطرة الذين يلبسون من الحرير و الجالسين على عروش , و الخُدام تتهافت عليهم . يقولوا لك :" هذا الرجل بسيط جدا , هو ليس له إين يسند رأسه " و لكن على قدر بساطته فى مظهره , على قدر عُمقه فى جوهره , على قدر قوة تأثير كلامه , فتجده إنهم كانوا يتهافتوا على سماع كلامه , فتجدوا ما من مكان كان يذهب إليه يسوع , إنهكان يزدحم جدا و يقول لك :" و كان الناس تكاد أن تدوس على بعضها البعض " الناس تكون مثل ما يقولوا " بالضرب " . لأنهم وجدوه جذاب , سمعوا فيه تعاليم لم يسمعوه من قبل , فالناس كلها تتكلم بعظمة أو الناس كلها تتكلم عن وضعها و عن كرامتهو عن طاعتها و الذى لا يسمع كلمته يعمل فيه و هكذا , فوجدوا فيه كلام مُختلف , منهج مُختلف تماما , يقول له :" إن الذى يُريد أن يكون عظيم , يكون الآخر " فيقولوا :" لا , لا ,لا " هذا كلام أول مرة نسمعه . كل الحُكماءو كل دارسي جميع الأديان أجمعوا إنه لا يوجد فى التاريخ كله من تكلم عن الإتضاع إلا يسوع فكل الناس تُريد أن تجذب الذين حولها بالعظمة , فتجد الشخص عندما يسمع عن كيف إن الناس تُقدرو و تكرمومة , تجد الإنسان يحب أن يسمع أشاء مثل هذا . و لكن عندما يأتى واحدو يقول لك :" من أراد أن يكون فيكم أولا فيكن لكم اخرا " , كلام جديد , كلام لا يُستوعب من شخص يُريد أن يعيش فى المُلك الزمنى و لكن يأتى يسوع و يقول لك :" أنت مملكتك ليس من هُنا , غناك ليس من هُنا , كرامتكح ليست من هُنا, أنت من المُفترض إلا تبحث عن إنك تكون فى البداية هُنا , أنت من المُفترض أن تبحث و تعمل على كيف إنك تكون فى الأول فى الأبدية و فى الملكوت , هذة هى كرامتك . و إذا أردت أن تأخذ منهج حتى تعيش به لكى تصل ؟؟ أنظر إلى أنا , أنا قُلت لك :" من أراد أن يكون أولا يكون فليكن لكم اخرا" و أنا بالفعل فعلت هذا , فتجد ربنا يسوع المسيح سُلطانه سُلطان حُب , ملكوته ملكوت إتضاع , كلامه يُسيطر عليك , و لكن بدون أن يُغصب عليك , تجد إنه أثر قلبك دون أن يُقيدك , تجد إنه أخذ فكرك دون ان يُرهبك , لماذا ؟؟هذا عمل المسيح فى حياتنا , آتى ليجعلك تتنازل عن أمورأرضية و تجد نفسك برضاك تتنازل عن الأمور الأرضية , لأنك فى الحقيقة أخذت عوضا عنها 100 ضعف من أول عندما تأخذ قرار التنازل , فعندما تقول أنا سأسامح ,تجد نفسك امتلأت بالسلام , فى لاأمر الذى كُنت تُريد أن تسأر به لكرامتك , أول عندما تقول , سأعطى , تجد نفسك بدأت أت تشعر بسُلطان على المال و بدأت تشعر بالغنى الحقيقى , أول عندما تقول سأصلى , تبدأ أن تشعر بسيادة الروح على الجسد و بدأت تشعر بكيانك الإنسانى و كيانك الإلهى الذى لا يشبع إلا فى خالقه , أول عندما تقول أنا سأترك شئ من المُمتلكاتالأرضية , تجد عوضها أضعاف , أضعاف و لذة روحية و هُن اتجد الإنسان الروحى بداخلك يكبر , يكبر و ينمو و ينمو , هذا هو العجب , هذا هو العجب فى شخص المسيح الذى علمنا كيف نعيش الحياه و كيف أن نسمو فيها و فى نفس الوقت نذهب إلى خدمة , هذة هى روح الإتضاع . و لهذا المسيح آتى ليؤسس ملكوت الإتضاع , ملكوت الإنحناء , ملكوت غسل الأرجل و ليس ملكوت السيطرة . فهُنا يقول لتلاميذه :" أنتم تُريدوا أن تُرتبوا نفسكوا , من هو الكبير ؟؟" أنا سأقول لكم :" الكبير أكثر واحد يخدم منكوا , الكبير أكثر واحد فيكوا يبذل , الكبير أكثر واحد يجعل نفسه فى النهاية . كان يوجد تلميذ من التلاميذ , ذهب إلى ابوه الروحى و قال له :" قُل لى كلمة لاحيا " قال له :" ضع نفسك تحت الخليقة كلها و أنت تحيا ". تُريد أن تأخذ كلمة لتعيش بها " ضع نفسك تحت الخليقة كُلها و انت تحيا " فنفس الكلمة هنا قال :" من أراد أن يصير فيكم عظيما , لفيكُن لكم خادما ". و لهذا لا تتعجب عندما تأتى لتقرأ فى سير القديسين فتجد الذى ترك أمواله و الذى ترك مركزه و الذى ترك كرامته و الذى خلع رُتبه و الذى ألقى بنياشينه على الأرض و الذى ترح أموال , ما هذا ؟؟؟ هذة بالفعل ناس المملكة السمائية نبتت بداخلها , أخذوا القرار بسهولة , بدون نزاع , ففى الحقيقة شهوة الملكوت عندما تملك على كل القلب , تهون على الإنسان أشياء كثيرة . فتأمل فى الملكوت الأبدى المُنتظرك , تقول ياه , ما الذى أنا مُتمسك به هذا و لهذا عندما يأتوا و يُحبوا أن يسايسوا طفل ماسك شئ خطر عليه و أنت خائف على هذا الطفل , فمن الصعب جدا أن تأخذ هذة اللعبة منه و لكن بسهولة جدا تُحضر له شئ أحلى منه فتجده ألتفت إليها و انبهر بها و الذى كان مُمسك به تجده القاها فى الأرض و جرى خلف اللعبة الأخرى . فنجن مثل هذا , طالما نحن لا نرى الأمور الأبدية و طالما إننا لا نرى الملكوت المُنتظرنا و مُتمسكين بالأرض جدا و مُتلذذين بها , أول ما الأبدية تعمل فينا و اول ما نعلم المصير و أول ما نرى المجد الأبدى , فننظر إلى الأشياء التى فى الارض و نقول ما هذا ؟؟ ما هذا الذى أنا مُتمسك به ؟؟ هذة كلها تفاهات , هذا تُراب , هذة كلها زائلة. واحد من الأباء القديسين قال لربنا :" أعطينا يا الله ألا نركن إلى الظل كأنه حق " . هذا ظل , هذة لها أمور زائلة . هُنا يقول لهم لا تُفكروا فى كرامة الأرض , اجعل لديك غيرة على كرامتك السمائية , هذا هو االذى يكون لك غيرة فيه , فواحد مثل يوحنا المعمدان أتى و هو يلبس وبر الأبل , شوف الإنسان الذى عملت فيه الأبدية , تجده بسيط فى مظهره و لكن عميق فى جوهره . السيدة العذراء بسيطة جدا جدا , شكلها بسيط جدا و لكن هى بداخلها العرش الكاروبينى الإلهى , حاملة الإله . ما هذا؟؟ مظهرها لا يدّل على هذا . فيقول لك لا , إنه ليس بالمظهر و لا بالإمكانيات , فشاهد يسوع , بالمذود الذى ولد فيه و المكان الذى تربى به و البيئة التى عاش فيها فابوه نجار من أبسط المهن التى كان يعملوا بها جماعة اليهود , يعيش فى منتهى البساطة و ليس له مكان , ليس له رزق , ليس له ناس يعرفها من السُلطات التى حوله , أبدا . و لكن ما الذى يملكه ؟؟ هو عايش الأبدية على الأرض , آتى لينشر الملكوت . عندما يأتى ليتكلم , يتكلم عن الملكوت و يأتى يتكلم مع ناس يُكلمهم عن التوبة , يُكلم ناس , يُكلمهم عن الإستعداد, هذا هو السلاح , هذا هو الذى يملكه , هذة هى ملكة خدمته و لهذا تد الذى أتى يُريد سُلطة , تجده لا يأخذ هذا الكلام فقال لهم :" أنتوا تُريدوا أن تجعلوا واحد عن يمينى و الآخر عن يسار , هذا هو الذى عمالين تعيدوا و تزيدوا و توسطوا أمكوا فى طلبكم , و لكن أنا لم أكن أتمنى أن أسمع منكوا هذا الكلام و لكن إذا أردتوا , انا سأسمعكوا الإجابة ". ما هى الإجابة ؟؟ يجب أن تشرب من الكاس, يجب أن تصطبغ بالصبغة , يجب أن تكون أنت فى النهاية و كلما أنت تكون حببإنك تكون فى الناية , تجد ربنا هو الذى يُعطيك الكرامة مثل القديس ماراسحق قال :" من سعى وراء الكرامة هربت منه و من هرب منها بمعرفة تسعى هى وراؤه و يقول لك عن المُتنيح البابا كيرلس كان آخذ هذا القول شعار لحياته , لم يكُن حابب للكرامة ولا ساعى للكرامة , فأحب أن يعمل يختفى تماما و يذهب بعيد عن عيون الناس , فإذا ذهبن غلى الطاحونة , عندما تتامل فى مصر القديمة فى هذا الوقت , تجد إن هذا المكان , كان مكان مُتطرف , كانت قطعة للمدافن و الصراعات و لا يوجد فيها شئ أبدا و بعد ذلك عندما يجد ناس كثيرة بدأت تُقبل على هذة الطاحونة , تجده يذهب إلى مكان ىخر , فى مكان فى الخلف دير البراموس بعيدا جدا . أنا أريد أن ابعد , أنا أريد أن تكون كرامتى من عندك أنت , لا أريد كرامة الناس , فعندما هرب من الكرامة , الكرامة أتت خلفه اصبح هو أول واحد فى الكنيسة . فيجب ان أعلم ان ايضا إننى آخر واحد و يجب أن اعلم إننى خادم للكل , فكان البابا كيرلس , يجلس و يضحك على نفسه ويقول " العيل أصبح بطرك " فما هذا الأحساس الذى بداخله ؟؟ إحساسا إنه خادم للكُل و يكون للجميع عبدا , هرب من الكرامة , فسعت هى خلفه , هو إنسان غير ساعى للكرامة و لا إنه يتسلط, لا فهو يهرب. و لهذا قال لك :" تعلم من سيدك , تعلممنهأعك تعيش هذا الإتضاع و اعرف ما من خطية أساسها الكبرياءو ما من فضيلة إلا و أساسها الإتضاع . فتعالى و شوف الإنسان المُحب للعالم , فأساس محبة العالم هو الكبرياء , انا أريد هذا و ذاك و أن كذا و أنا كذا . دافع الإنسان و سعيه لإسباع شهواته هى ذاته . ليس من المهم من هو الطرف الآخر , ذاته هو أهم شئ عنده , انا أريد و أريد . فبالنسبة للعطاء , يقول , أنا الذى أريد هذة الأموال إنها تكون ملكى أنا وحدى , فتعالى شاهد الإنسان المُتضع , الإتضاع يُساعده على العطاء و العفة و ترك العالم و الصلاة و إنك تتقدم روحيا , فيقولوا إن الإتضاع :" هو أرض حاملة جميع الثمار " ربنا يُعطينا أن يكون لنا نصيبا فى ملكوت السماء بأن نكون هُنا آخر الكل , و نحيا بإتضاع كسيدنا و مُخلصنا يسوع المسيح .ربنا يُكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته , لإلهنا النجد الدائم إلى الأبد . آمين.
راعى الخراف الجمعة الثانية من شهر هاتور
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين ، فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في تذكار نياحة الآباء البطاركة إنجيل الراعي الصالح وهو فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح العاشر.
نريد أن نتحدث قليلاً في شعورنا بأن ربنا يسوع هو الراعي الصالح بالنسبة لنا، يؤكد علينا حقيقة أنه هو الراعي الصالح، نحن خراف في القطيع المقدس، وهو الراعي لنا، هو الذي عينه علينا، يهتم بكل أحد، هو الذي يطلب، هو الذي يغذي، هو الذي يرشد، هو المسئول، لذلك نلاحظ أنه في مثل الخروف الضال عندما ضاع الخروف لم ينسب ضياع الخروف للخروف ولكن نسب ضياع الخروف للراعي، قال لك راع أضاع خروف، الخروف الذي ضاع يعتبره مسئولية الراعي، أنا هو الراعي الصالح شعور جميل أنني أشعر أنني خروف في القطيع المقدس هو الذي يرعاني، يقودني، يهذبني، يوجهني، يغذيني، يشبعني، جميل جداً أني أثق في هذا الراعي، أثق في صلاحه، أثق في محبته، أثق في توجيهه، أشعر أن هناك أمان، يقول لك أن الرعاة لكي تنتبه على أغنامها تظل ترعاهم نهارا وليلا، لكن كيف يرعونهم ليلا فهم يحتاجوا إلى أن يناموا؟! لكي ينام الراعي لابد أن تنام الخراف أولا، لنفترض أن الذئب جاء ليلاً يقول لك كان الراعي ينام عند باب الحظيرة، يضع جسده على الباب لكي إذا جاء ذئب يمر عليه فيستيقظ، لذلك قال لك أنا هو باب الخراف، باب الخراف تعني أنني أنا الجالس علي الباب والمسئول على حراستك، أي نام أنت وأنا أبذل نفسي عنك، جميل أنني أثق في هذه الرعاية، إحساسي أنني لي راع صالح مهتم بي، معتني بي، معتني بشئوني، أمور كثيرة يمنعها عني وأنا لا أشعر، مخاطر كثيرة يحميني منها وأنا لا أدري، أنا هو الراعي الصالح، وانتبه من كلمة صالح هذه الكلمة تحب الكنيسة أن تطلقها علي شخص ربنا يسوع المسيح أننا نقول مخلصنا الصالح، الصالح لها معاني كثيرة، الصالح أي الإنسان الذي يفعل الخير لأنه خير، وهناك إنسان آخر يفعل الخير من أجل ذاته ومن أجل مديح الناس، وهناك إنسان يفعل الخير من أجل أن يأخذ مقابله خيراً، كل هؤلاء من الممكن أن نقول عليهم رجل صالح، نجد إنسان يظل يوزع مال على الفقراء من الممكن أن يكون صالح ولكن يمكن أن يكون يفعل هذا لذاته، يمكن أن يفعل هذا من أجل تبادل المصالح، لكن كلمة راعي صالح كلمة صالح التي تطلق علي ربنا يسوع المسيح التي هي "أغاثو"، الأغاثو هذه معناها الصلاح من أجل الصلاح، العطاء الذي بلا شروط، الذي لا يتوقف على شخصية المعطي إليه، لا يتوقف عليه أبدا، أي لا يختار أشخاص يستحقوا أن يعطيهم، لا فكون أنه صالح هو يعطي للكل وبسخاء، نحن نقول "المشرق شمسه على الأبرار والأشرار"، الله لا يختار فئة معينة ويقول هؤلاء الناس أنا أعطي لهم طعام، كسوة، أما الناس الآخرين الأشرار لا أعطيهم ماء، كسوة، هواء، حياة، وأنتقم منهم، وأفنيهم، أبدا، فقد رأينا أن الله يتأنى علي الكل، أن الله يعطي الجميع بسخاء، حتى وإن كان الإنسان الذي أمامه لا يستحق، لأنه صالح، كيف أختبر في حياتي أنه صالح؟، لماذا صالح؟، لأنه يرعاني ويقودني في كل مراحل حياتي حتى في مراحل اضطهادي هو يرعاني، يقودني، يعتني بي، حتي إذا ابتعدت هو لا يبتعد لأنه راعي صالح، يبذل نفسه عن الخراف.
اختبارنا لرعاية الله لنا يا أحبائي تعطي لي ثقة، فرح، سلام، ... إلخ، إحساس الإنسان المسئول عن نفسه هذا قوي جداً، كل شيء يقول أنا، لا بل أنا أثق في الراعي الذي يقودني، ما سر سلام الإنسان؟ من أين جاء سلام الإنسان؟ جاء من الراعي الصالح الذي يعتني به.
نري اليوم في قصة البابا زخارياس جاء شخص يحاول يهدده لكنه لم يستجب، فقال له سوف ألقيك للسباع، فعندما ألقاه للسباع وجد أن السباع لا تؤذيه، ولأنه مقتنع أنه لا يوجد إله يعتني لهذه الدرجة، فقال لك من المؤكد أن هذا الرجل أعطى رشوة إلى حارس السباع ليأكلهم ويشبعهم، وعندما ألقينا هذا البطريرك لن يقتربوا إليه، فأحضر حارس السباع وعاقبه وطرده، وأحضر حارس غيره، ولم يطعم السباع أيام كثيرة ولكي يزيد من شراسة السباع أحضر خروف وذبحه، وأتى بدم الخروف ولطخ ثياب البطريرك به وألقاه للسباع، سباع جائعة، شئ مثير بالنسبة لهم جداً، فلم تؤذيه.
أنا هو الراعي الصالح، من هذا؟، من الذي يرعى إلى هذه الدرجة؟،أنا وأنت لابد أن نطمئن أن لنا راعي صالح، يقول لك المعتني بكل أحد، من معتني بكل أحد، حتى وإن كان هذا الإنسان لا يستحق هذه الرعاية لكن الله يتعامل من منظوره الإلهي الأبوي، أنه مسئول عن كل نفس، يا لفرح الإنسان الذي يعيش مطمئن أن له راعي صالح، يا لفرح الإنسان الذي يشعر أن الأخطار تحاوطه وهو مطمئن، يقول لك "إن قام علي قتال ففي هذا أنا مطمئن"، لماذا يكون مطمئن؟ لأنه يرعاه، راعي صالح، يرعاني، يقودني، يهتم بشئوني، يهتم بنفسي، يهتم بخلاص نفسي، يهتم بالأمور التي من الممكن أن تقلقني، يهتم بمشاكلي، راعي صالح، أنظر في تاريخ الكنيسة عن رعاية الله، أنظر إلى أي درجة العذابات والاضطهادات، وأنظر إلى أي درجة هناك ملوك وأباطرة فرغوا أنفسهم تماماً لمقاومة المسيحيين، أنظر كم من ملك أقسم ألا يبقي مسيحي على وجه الأرض، هناك ملوك تفرغوا تماماً لهذه القضية، لكن هناك راعي صالح، نعم هناك أعداد استشهدت لكنهم كانوا بالنسبة للكنيسة لم تحسب أنفسهم أنهم خسارة، ولكن كانوا بالنسبة للكنيسة هم مكسب، كانوا سر ثبات الكنيسة، لدرجة أن الآباء يقولوا لنا أن دماء الشهداء هي بذار للكنيسة، هم كانوا البذرة، هؤلاء نحن نعيش علي إيمانهم إلى الآن، عندما أشعر بالضعف، أو نفسي تشعر بالضعف، اقرأ سيرة شهيد فأقول أنا بالفعل ليس لدي حق كيف أخاف، مضغوط، إنني ليس لدي استعداد أقبل أي ألم من أجل سيدي، أنظر ماذا فعل آبائي قد صاروا بذار للكنيسة، صاروا سر قوة ليس سر هزيمة، راعي صالح، أنظر كم من حاكم مختل العقل، حاكم مفتري، حاكم ظالم، كم من حاكم وضع في قلبه ألا يبقي مكان للعبادة، هدم كنائس، حرق كنائس، هاجم أديرة، إذن ماذا بعد ذلك؟ يقول لك أنا هو الراعي الصالح، راعي يرعى شعبه، يرعى قطيعه، يعتني، يهتم، يحيط.
جميل الإنسان الذي يثق في هذا الراعي، أنظر إلى شعبه في العهد القديم من كان يرعاهم، تخيل أنت عندما يكون من اثنين مليون إلى ثلاثة مليون فرد يريدون أن يأكلوا، يشربوا لمدة 40 عام، من يرعاهم؟ أنا الراعي الصالح، من يقودهم؟ أنا أقودهم، أنا أشبعهم، أنا أغذيهم، كيف تغذيهم؟ يقول لك أنا راعي صالح هذا موضوعي أنا، عندما يغيب الإنسان عن وعيه الروحي، يغيب عن ضميره، وعن عقله، ويشعر أنه ليس هناك راعي صالح يبدأ في القلق، والخوف، لكن طالما تشعر أنه هناك راعي صالح كن مطمئن، يقول لك "لأنه هو سلامنا"، يقول لك "أنا أرعي غنمي وأربضها"، يقول السيد الرب "أنا أطلب الضال، أسترد المطرود، أجبر الكسير، أعصب الجريح، أنا أرعي غنمي وأربضها يقول الرب"، يقول لك "يكمن الحملان إلي حضنه، ويقود المرضعات"، أي أنه حتى المبتدئين، المرضعات هم الذين لازالوا في البداية، يقول لك يقودهم، يحملهم، يقوتهم، كل فرد فينا عند الله غالي، كل فرد عند الله معروف، له طريقة خلاص، وله اهتمامات الله يعرفها جيداً، من التدريبات الجميلة التي يعطيها للإنسان أن تزداد عليه التجارب فيقول لك الله تركني، الله لا يتذكرني، ماذا أكون أنا في وسط هذا الكون كله؟!، أقول لك عندما تأتي إليك مثل هذه الأفكار فكر في حياتك كلها، كم أعتني بك الله، أرجع للماضي قليلاً، راجع في حياتك، أبحث عن أعمال حسنة فعلها الله معك، بارك عمل الله في حياتك، لا تنكر، لا تجحد، لا ترفض، تأمل في رعاية الله لك، كل شخص فينا من الممكن أن يكتب كتاب عن ذكرياته مع الله، وكم فعل الله معه ووقف معه في مواقف عديدة، نحن كآباء كهنة نسمع أمور كثيرة من الناس يقول لك هذا الموضوع كان صعب جداً لكن نشكر الله أنه لم يتركنا، أنا لا أعرف هذا الموضوع كيف انقضى بيد الله، كثيراً ما نسمع عن أمور صعبة جداً ليس لها حلول لكن نجد الله رفعها، تأمل في حياتك الشخصية انت، في رعاية الله لك على مستواك الشخصي، كم أعتني بك الله، كم أهتم بك، كم أنقذك، كم دبر لك، تأمل، تأمل عمل الله في حياتك.
أحياناً نعطي تدريب بسيط ونقول أكتب خمسة أشياء فعلها الله معك، تذكر خمسة أشياء فقط، تذكر أعمال صالحة أعطاها الله لك، تذكر عطاياه لك، كون أن الله اختارك أنك تكون مسيحي هل هي ليست عطية؟!، فهو أعطاك ميراث ملكوت السموات، كون أن الله أعطاك حق أن تأكل من جسده ودمه، كون أن الله أعطاك معرفة روحية، كون أن الله يجلسك الآن داخل بيته، كون أن الله يحتملك رغم زيغانك، كون أن الله يغفر لك، كون أن الله أعطاك عقل، يعطيك قوة، صحة، بيت، أولاد، عطايا كثيرة جداً الإنسان كثيراً ما ينساها، يقول لك أنا هو الراعي الصالح، تذكر صلاحي، تذكر عطاياي، تذكر أعمالي معك، أن الإنسان ينسى عطايا الله معه فهي علامة جحود، ثبت أن إحساس الأنسان تجاه الله لا يتوقف على الله أكثر ما يتوقف على الإنسان نفسه، بمعنى إذا شعرت أنا أن الله بعيد جداً عني فهذا الشعور ناتج من أنني أنا الذي بعيد عن الله، أذا شعرت أن الله قريب جداً مني فهذا ناتج من أنني أنا قريب من الله، وإذا شعرت أن الله قاسي جداً فهو ناتج من قساوتي أنا، إذا شعرت أن الله حنين جداً فهذا ناتج من حناني أنا، أذن معرفتي عن الله هي مرآه من واقعي أنا، لذلك يمكن أن تجد أنسان متكبر يقول لك الله هذا من يكون؟!، أما الإنسان المتضع يظل يشكر في الله وعطاياه، تجد الإنسان معرفته عن الله جاءت منه هو، نتاج لحالته هو، نرى شخص مثل القديس أوغسطينوس في بداية حياته كان متحدي لله، متحدي، وكان يسخر من أمه، عندما يجدها تصلي يقول لها لمن تصلي؟!، تقول له لله، يقول لها أين هو؟!، أثبتي لي من هو الله الذي تتكلمي عنه هذا؟!، ألا تظلي تعيشين في هذا الوهم؟!، فما الذي تفعليه هذا؟!، تأتي له ذات مرة وتقول له يا ابني لقد حلمت بحلم جميل، فيقول لها بماذا حلمت؟!، تقول له حلمت بأنني وأنت واقفين معا في مكان واحد فهذا يعني أنك ستأتي إلى الله، أنا مطمئنة بهذا الحلم، لكنه من قساوة قلبه قال لها ومن قال لك أني انا الذي أتي إليك، أنا من المستحيل أن آتي إليك، وبما أنك حلمتي هذا الحلم فأنتي تأتي إلي، بمعنى أنك أنتي سوف تبتعدي عن الله ليس أنا الذي أقترب إليه، أليس أنا وأنتي أصبحنا في مكان واحد لا يمكن أن يكون مكانك أنتي سيكون مكاني أنا، لاحظ كم كانت قساوته؟!، شاهد القديس أوغسطينوس عندما أختبر عمل الله في حياته، شاهد إحساسه بأمه في حياته، أصبح يكرمها جداً، الذي كان يحتقرها جداً، من الذي تغير أمه أم هو الذي تغير؟!، هو الذي تغير، احساسه بالله تغير تماماً، من أين جاء؟، هل الله الذي تغير؟ لا بل أوغسطينوس هو الذي تغير، شعر أن له راعي صالح، أنا هو الراعي الصالح، يحتويني، يتأنى علي، يحدثني، يصبر علي إلى الزمن المحدد، لدرجة أنه كان يخاطب الله ويقول له يارب أنا شاعر أنك كنت تارك الدنيا كلها ومتفرغ لي أنا فقط، هل وصل لهذه الدرجة؟ أقول لك نعم، وصلت به الدرجة إلى أن الله ينشغل به ويدبر له كل شيء من أجل خلاصه، كان يقول لله أنت اختبر وجودي برعايتك وكأنه لا يوجد في الكون آخر سواي، لا يوجد إلا أنا، اختبر وجودي برعايتك، راعي صالح وكأنه لا يوجد في الكون آخر سواي، تسهر علي وكأنك نسيت الخليقة كلها، نسيتهم، أصبح لا يوجد عندك غيري، تهبني عطاياك وكأني أنا وحدي ينبوع حبك، ما هذا؟! أنت كنت في البداية تقول أنه لا يوجد إله، يقول لك لا هذا كان أولا، لا تذكرني بجهلي، فأنا شعرت أن الله هو لي أنا فقط، شعرت أن الله هو الراعي الصالح لي أنا فقط، يهتم بي، انا شاعر أنه يضعني علي ركبتيه ويحتضني ويترك الباقيين، هذا احساس الرعاية عندما يدخل داخل كيان الإنسان، تشعر أن الله يهتم بك انت فقط بصفة خاصة جداً، أنا هو الراعي الصالح أبذل نفسي عن الخراف، تأمل رعاية الله لك، تأمل احتضان الله لك، تأمل احتمال الله لك، تأمل احتواء الله لك، هو الضامن لك، هو الساتر عليك، هو الذي أعانك وأعالك في الفترة الماضية كلها، هو الذي يقوت بالخير عمرك، هو الذي يشبع بالخير عمرك، فلماذا تشعر بالقلق؟ إذا كان لك راعي صالح مثل هذا، طالما لك راعي صالح مثل هذا اطمئن، اطمئن وعندما يأتي عدو الخير يحاول أن يحاربك بقلق أو خوف لا تفكر في نفسك لكن فكر في الراعي الصالح، فهو لم يرعى فقط فرد أو اثنين بل يرعى الخليقة كلها، فهو دبر أمور الكون كله.
يقول لك عن شيخ وتلميذه كانوا ذاهبون لقضاء مهمه معينه فكان الشيخ يشعر بالقلق لا يستطيع أن ينام ظل يسير في الحجرة وتلميذه نائم، فتلميذه استيقظ وجده يظل يسير، فظل يفكر ماذا يفعلون في مهمتهم، فتلميذه قال له هل تثق أن الله دبر العالم كله منذ الخليقة إلى الآن قال له أثق، قال له هل تثق أن الله سيدبر العالم كله من الآن حتي المجيء الثاني قال له أثق، قال له دعه يدبر الأمور الآن، الذي دبر الأمر الذي مضى هذا كله أتظن انه لا يستطيع أن يدبر الآن؟!، قال له دعه يدبر الأمر الآن ، فقال له أنا تعلمت منك، فمن الآن أنت المعلم وأنا التلميذ.
دعه يدبر أمرك، الذي دبر القديم والجديد، الذي احتوى والذي احتمل، والذي تأنى والذي دافع، لا تظن أن هذه قصص لكي نفتخر بها بإله غير موجود لا، هذه ليست قصص لكنها تسليم حياة، لكي تقول الله الذي أعبده بروحي في الإنجيل، الله إلهي أنا، ليس إله الثلاثة فتية فقط، ليس إله يوسف فقط الذي حفظه في الغربة، ليس إله شعب العهد القديم فقط الذي عالهم في البرية القفرة أربعين سنة، ليس إله مار جرجس فقط، لا هو إلهي أنا، إلهي أنا الذي أثق في محبته، أثق في أبوته، أثق في رعايته، أنا هو الراعي الصالح.ربنا يعطينا أن نختبر صلاح الله في حياتنا، نختبر رعاية الله في حياتنا.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك الجمعة الخامسة من شهر بابة
تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من إنجيل مارمرقس الرسول الأصحاح العاشر من الآية 35 – 45 .. { وتقدم إليه يعقوب ويوحنا ابنا زبدي قائلين يا مُعلم نريد أن تفعل لنا كل ما طلبنا .. فقال لهما ماذا تريدان أن أفعل لكما .. فقالا له أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك .. فقال لهما يسوع لستما تعلمان ما تطلبان .. أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا وأن تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها أنا .. فقالا له نستطيع .. فقال لهما يسوع أما الكأس التي أشربها أنا فتشربانها وبالصبغة التي أصطبغ بها أنا تصطبغان وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أُعطيه إلا للذين أُعد لهم .. ولما سمع العشرة ابتدأوا يغتاظون من أجل يعقوب ويوحنا .. فدعاهم يسوع وقال لهم أنتم تعلمون أن الذين يُحسبون رؤساء الأمم يسودونهم وأن عظماءهم يتسلطون عليهم .. فلا يكون هكذا فيكم بل من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً .. ومن أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً لأن ابن الإنسان أيضاً لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فديةً عن كثيرين } ففي إحدى المرات قام يعقوب ويوحنا بالطلب من أمهم أن تتوسط لأجلهما عند يسوع المسيح وذلك لكي يُشاركوه في مجده فأحدهم يجلس عن يمينه والآخر يجلس عن يساره .. فهم خجلوا أن يقولوا مرة أخرى طلبهم من ربنا يسوع فقالوا له " ما طلبنا " .. ولكن ربنا يسوع أحب أن يكشف أفكارهم أكثر فقال يسوع { ماذا تريدان أن أفعل لكما .. فقالا له أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك } .. فإن حذفنا كلمة " في مجدك " فلا يحدث شئ .. فقال لهما يسوع { لستما تعلمان ما تطلبان .. أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا وأن تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها أنا .. فقالا له نستطيع } مارمرقس في الأعداد التي قبلها من نفس الأصحاح من عدد 30 – 35 كان ربنا يسوع يتكلم عن آلامه المُزمع أن يجتازها .. فيقول { ابن الإنسان يُسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويُسلمونه إلى الأمم فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه } .. وهم كانوا بيسمعوا هذا الحديث منه .. فكان ربنا يسوع يتكلم عن الصليب والموت .. يتكلم عن الآلام .. يتكلم عن الضيق الذي سوف يجتازه .. يتكلم عن الكأس الذي سيشربه فكان من الأولى أن يطلبا أن يجتازوا معه هذه الآلام ولكنهم طلبوا أن أحدهم يجلس عن يمينه والآخر عن يساره .. فكثيراً ما كان يتكلم معهم الرب يسوع عن أشياء وهم يُفكرون في أشياء أخرى .. فهو مثلاً كان يتكلم عن الروح القدس وهم يقولوا له " ولا سمعنا أن هناك روح قدس " .. ومرة أخرى قالوا له " أرنا الآب " ( يو 14 : 8 ) فقال لهم يسوع " أنا والآب واحد " ( يو 10 : 30 ) .. " من رآني رأى الآب " ( يو 14 : 9 ) فكانت هناك مفارقات عجيبة .. فالتلاميذ يفكروا بطريقة وربنا يسوع يفكر بطريقة أخرى .. فلا يوجد مجد بدون ألم .. فأحياناً يتوه الإنسان عن ذهنه هذه الحقيقة وهي الألم والضعف وهو يريد فقط المجد .. ولكن المجد لا يأتي أبداً إلا بالألم .. القيامة لا تأتي أبداً إلا بالصليب .. فهو أعلن مملكته على الصليب .. أعلن كمال حبه على الصليب .. الصليب هو دليل حبه العملي .. فهم هنا سمعوا عن الصليب العملي ولكنهم لم يتلامسوا معه .. ففيما هو يتكلم عن الصليب يتكلموا هم عن المجد .. فيوحنا ويعقوب لن يُدركوا المجد إلا لما يجتازوا معهُ الصليب في سفر الأعمال الأصحاح 12 كان يعقوب أول الشهداء .. { فقتل يعقوب أخا يوحنا بالسيف } .. فهو يقول أنا كنت بطلب مجد ولكن عندما رأيت الآلام فأيقنت أن الألم هو الذي يوصل للمجد .. فهو واثق أن من خلاله يصل إلى المجد .. فإن الباب الذي يؤدي هو باب مجد وألم .. هو باب قيامة وصليب كل الأباء الرسل إستشهدوا على إسم ربنا يسوع ما عدا القديس يوحنا الحبيب .. الله حفظه لرسالة معينة .. عاش لأخر القرن الأول فهو كان قريب جداً من المسيح فظهرت بدع كثيرة تقول إنه إنسان وليس إله .. فكتب إنجيل يوحنا المملوء بالبشارة الإلهية .. تظهر بدعة تقول إنه إله وليس بشر فيوحنا يكتب الرسائل ليؤكد إنه إنسان فيقول { الذي شاهدناه ولمسته أيدينا ... الحياة أُظهرت }( 1يو 1 : 1 – 2 ) .. { كل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله }( 1يو 4 : 3 ) .. يتكلم عن الأبدية والسماء فيكتب سفر الرؤيا .. لقد سمح الله أن يطوِّل عمر يوحنا وأن لا يستشهد حتى في عصر نيرون وإنه يعاصر البدع ويكتب إنجيله ليؤكد على لاهوت المسيح .. يكتب رسائله ليؤكد على ناسوت المسيح .. ويُنفى إلى جزيرة بطمس ليكتب لنا سفر الرؤيا .. فهو الأن قد انفتحت عينيهِ على أسرار كثيرة فيقول لو أعطاني مجد فإني مشتاق إلى شركة آلام المخلص عجيب يارب في تأنيك على التلاميذ .. فهو كان يمكن أن يغضب أو يثور .. فهو كان يتكلم عن الآلام والصلب والموت وهم يتكلمون عن المجد .. فهو محتاج إلى روح تكون مُشاركة في آلامه وليس من يتكلم عن المجد .. { لستما تعلمان ما تطلبان } .. فهم لا يعرفون ما هي النفقة .. أن تشربوا الكأس التي أنا أشربها وأن تصطبغا بالصبغة التي أنا أصطبغ بها .. فهم أجابوه " نستطيع " .. ولكن ليس لهم استعداد للتعب ولكنهم عندما عاشوا معه في فترة آلامه الفعلية أسلموا أنفسهم للألم فلذلك يجب أن نسأل أنفسنا هل كلامي عن الصليب نظري ؟ هل أنا واقف على حدود الكلام لكن عندما يأتي الألم أرفضه وأطلب المجد ؟ إن البركة كلها مخفية وراء الألم .. أن تشرب من الكأس التي أنا أشربها .. أن تصطبغ بالصبغة التي أصطبغ بها أنا .. الصبغة هي ألم .. دم .. إهانة .. تعري الصبغة في الكنيسة أُطلقت عليها المعمودية .. بالطميس تعني الصبغة التي هي المعمودية .. فهي الصبغة المقدسة .. فأنت الأن تقدر لأن أنت فيك صورتي .. ملامحي .. لأن أنت فيك صاحب الوجه المُتفل عليه .. فيك صاحب الوجه المضروب عليه .. فيك صاحب الرأس الذي وُضِع عليه إكليل الشوك .. فيك صاحب اليدين المُسمرتين تِقدر أم لا تستطيع ؟ هم قالوا نستطيع .. ولكن إثبتوا .. كل التلاميذ إغتاظوا .. لماذا أنتم تطلبون هذا الطلب ؟ ولكن ربنا يسوع كان يقول كلكم غير فاهمين .. كلكم غير حاسين بيَّ ولكن سوف أُبقي عليكم وأحتملكم .. { ولما سمع العشرة ابتدأوا يغتاظون من أجل يعقوب ويوحنا .. فدعاهم يسوع وقال لهم أنتم تعلمون أن الذين يُحسبون رؤساء الأمم يسودونهم وأن عظماءهم يتسلطون عليهم .. فلا يكون هكذا فيكم } هناك فرق بين الرئاسة والتسلط :-
الرئاسة : هو أن يستخدم الرئيس ما فيه من سلطان .
التسلط : هو أن يستخدم الرئيس ما لا في سلطانه ويتجاوز حدود سلطانه .
العالم يستخدم الرئاسة والتسلط .. { من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً .. ومن أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً } .. فتعالى إلى أي فرد يضع هذا الفصل من الإنجيل أمامه أو يأمر تلاميذه بهذا الكلام .. من في التاريخ كله تكلم بهذا التعليم ؟ فهناك ناس وأشخاص قرأت الكتاب المقدس فسجدت .. الكلام إخترق أعماقهم .. الكلام إصطدم بالعقل البشري .. الكلام يخلع الإنسان العتيق .. فالإنسان يريد أن يتقوى .. يكبر .. يتسلط .. يكون له نفوذ .. ولكن الكنيسة تقول { من أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً لأن ابن الإنسان أيضاً لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فديةً عن كثيرين } هو يبذل نفسه عن كل الجهالات .. عن الكتبة والفريسيين .. فهم أفراد يريدوا مصلحتهم .. يمشون معه لمجرد الأكل .. معجزة .. حتى تلاميذه لم يُدركوه .. لم يفهموه .. ومع هذا لقد أحبهم الرب يسوع .. فهل أنت تتبع المسيح في فكره .. في منهجه ؟ فالإنسان يبحث في العالم عن كرامة .. مركز .. مال .. نفوذ .. إنتصار .. ولكن الرب يقول عكس فكري تماماً تصطبغ بالصبغة التي أصطبغ أنا بها .. تشرب الكأس التي أشربها .. فعندما كنت وسطكم كنت خادم فخلعت ثوبي ووضعت منطقة في وسطي وطلبت أغسل أرجلكم .. في التقليد اليهودي كان هناك العديد من العبيد بدرجات في البيت الواحد وكانوا يُقسمون العبد القديم .. العبد لديه مواهب .. لديه مهارات .. العبد المغضوب عليه وهو الذي كان يتقدم ويمسح الرِجل .. يغسِل ويِمسح .. فهل أنت تقبل أن تكون مثل سيدك أصغر عبد .. هل تستطيعان ؟أكثر شئ يغضِب ربنا مننا هي ذاتنا ومحبتها .. أن نحب أن نكون أولاً .. فلذلك يقول ربنا إسمع كلام الإنجيل ونصيحته " تريد أن تكون الأول كن أخر الكل " .. أحد الأباء ذهب إلى مرشده الروحي فقال له قل لي كلمة لأحيا بها .. فقال له " ضع نفسك تحت كل الخليقة وأنت تحيا " ربنا يجعلنا تلاميذ تابعين سامعين عاملين للمسيح لا بالكلام ولكن بالفعل نعمل منهجه في داخلنا فنحبه ونتمثل به ونتبعه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين
معرفة الثالوث الجمعة الثالثة من شهر بابة
تقرأ الكنيسة علينا اليوم فصل من إنجيل معلمنا مار لوقا البشير إصحاح 10 .. فالتلاميذ أرسلهم ربنا يسوع للخدمة وعندما رجعوا بلغوه بثمر الخدمة فلما رجعوا وحدثوه بما فعلوا فربنا يسوع سُر بما فعلوه .. ﴿ في تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال ﴾ ( لو 10 : 21 ) .. فأنا أشكرك لأنك أخفيت أمر الكرازة عن الفلاسفة .. عن الحكماء .. عن الأبرار في أعين أنفسهم .. عن الكتبة .. عن الفريسيين .. ﴿ نعم أيها الآب لأن هكذا صارت المسرة أمامك والتفت إلى تلاميذه وقال كل شيءٍ قد دُفع إليَّ من أبي وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له ﴾( لو 10 : 21 – 22 ) .. فعلاقة الآب في الإبن والآب والإبن في الروح القدس فهم ثالوث ولكن في نفس الوقت واحد .. الآب في الإبن = 1 × 1 = 1 .. الإبن في الآب = 1 × 1 = 1 .. فكثيراً ما نتكلم عن الوحدانية وقليلاً ما نتكلم عن الثالوث ويمكن أن يكون هذا بسبب البدع التي تنقض أو تهاجم الوحدانية فتجعلنا نقلل الكلام عن الثالوث .. ولكن الكلام عن الوحدانية لا يلغي الثالوث نحن لا ننكر أن الثلاثة أقانيم واحد ولكن لكل أقنوم له صفته .. له فعله .. له عمله .. له ما يميزه .. فنحن لا نستطيع أن نقول أن الآب هو الإبن هو الروح القدس ولكن لكلٍ منهم صفة ذاتية تختلف بينهم ومع ذلك هم الثلاثة واحد .
الآب خالق
الإبن مولود
الروح القدس منبثق
فالصفة الألوهية تجمع الثلاثة أقانيم ولكن هناك صفة ذاتية .. فالصفة الألوهية مثل يعرف كل شئ .. غير محدود .. فهو ينطبق على الثلاثة .. الإبن هو آب ولكن ليس هو الآب .. فعندما نقول
الآب مولود خطأ
الآب منبثق خطأ
الإبن آب خطأ
الإبن منبثق خطأ
الروح القدس إبن خطأ
الثالوث واحد والوحدانية لا تلغي الثالوث .. مثل مثلث متساوي الأضلاع .. أ = ب = ج .. ولكن ليس * أ * هو * ب * هو * ج * .. فلو قلنا أنهم واحد أصبحت نقطة وليس مثلث .
أ
ب ج
الصفة الإلوهية تجمع كل أقنوم من الثالوث ولكن هناك صفة ذاتية تخص كل أقنوم .. ﴿ ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له ﴾ .. فهناك صفات للإبن وهناك صفات للآب .. فالإبن مثلاً في شكل عجز .. في شكل ضعف .. إنه الله ولأنه أخذ شكل جسد .. عبد فحمل ضعفاتنا وأخذ شكلنا فهو شابهنا في كل شئ ما خلا الخطية وحدها .. فعندما نرى الإبن في أي صورة من الضعف لا ينبغي أن نُعثر بل نباركه أكثر لأنه مبارك .. هو الذي شابهنا في كل شئ فهو أخذ ما منا من ضعف .. فيسوع ضعف .. تألم .. أُهان .. أخذ شكا ضعف .. فهو أخذ صفة إنسانية لكي يحقق أقنومه كإبن .. يحقق أقنومه لأجل خلاصنا .. فالصفة الإلوهية لا تلغي الصفة الذاتية .. كونه إبن لا تلغي صفته كإله .. فالروح القدس منبثق لا يلغي صفته كإله وكونه إله لا يلغي روح قدس مميز فالثلاثة شكلوا مثلث متساوي الأضلاع في كل شئ فهناك تمايز في الأقانيم ولكن وحدتها لم تلغي الثالوث .. الآب اختارِك .. الروح القدس ظللِك .. الإبن تنازل وتجسد منِك .. الثالوث يعمل في وحدانية ولا يعمل أقنوم بمعزل عن الأقانيم الأخرى .. فعندما يحل الروح القدس يعمل من خلال الآب والإبن .. فالإبن لا يعمل شئ من خلال نفسه بل من خلال الآب والروح .. الآب لا يعمل شئ من خلال نفسه بل من خلال الإبن والروح .. القديس كيرلس يقول ﴿ أن كل شئ يفعله الآب بالإبن عن طريق الروح القدس ﴾ .. الآب يريد أن يخلق فالإبن يوجد الشئ .. الله قال فليكن نور( تك 1 : 3 ) عن طريق الروح القدس .. جعل نور عن طريق كلمته الإبن الله يفدي فيرسل الفادي وبركة الفداء تُنقل إلينا عن طريق الروح القدس﴿ ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ﴾ .. فتريد أن تعرف الآب إعرف الإبن .. تريد أن تعرف الروح القدس إعرف الإبن .. تريد أن تعرف الإبن إعرف الآب فالثلاثة يوجهوك لبعض لأنهم ثالوث في واحد .. فنحن لا نعرف الشمس بدون ضوئها .. حرارتها .. الشمس كفعل فإننا نتعامل معها كنور .. كحرارة .. كقرص شمس .. فنحن لا نستطيع أن نقول أن النور هو الحرارة وإن كنا نفصل النور عن الحرارة .. فهل يمكن أن نقول أن اليوم الطقس حار فنريد الشمس بنورها ولكن ليس بحرارتها ؟ ولكن هذا لا ينفع .. أو تقول أريد أن الشمس تدفيني ولا أريد حرارتها ؟! فالآب والإبن والروح القدس ثالوث في واحد ولكن الوحدة لاتلغي التمايز .. فالإبن هو الذي جاء في شكل متجسد .. هو الذي ولد من بطن السيدة العذراء .. هو الذي يدين .. هو الذي فدى الروح القدس هو الذي يعطينا روح الفهم والمعرفة .. روح الصلاة .. يعزينا .. فالآب يعزيك عن طريق الإبن فيبعث لك الروح القدس .. لا يلغي أبداً إنهم متمايزين في فعلهم فالإنسان هو نفس .. جسد .. روح .. فهم ثلاثة في واحد لا يمكن أن نفصلهم .. فالنفس نفس .. الروح روح .. الجسد جسد .. فلا يمكن أن نفصله وعند الإنفصال يصبح لا شئ فيموت .. فعندما ينفصل الروح يكون ميت .. يكون لا شئ .. فإنها طبيعة الله .. وحدانية الله أن الله واحد فقط أقنوم الله هو واحد فإن هناك وحدة ولا يكون في تكامل لأنه ليس يمكن أن نتعامل معك إنك جسد فقط ولكن إنك في نفس الوقت روح ونفس .
فالإنسان جسد + نفس + روح
فالنفس تتأثر بالجسد والروح
الجسد يتأثر بالنفس والروح
الروح يتأثر بالجسد والنفس
فهم يعملوا معاً ولا نستطيع أن نلغي أحدهم فهم يعملوا معاً القديس أثناسيوس يقول ﴿ إن هناك ينبوع يخرج منه تيار والتيار فيه ماء ﴾ .. فالينبوع به ماء .. التيار به ماء فكلاهما به ماء ولكن دور الينبوع غير دور التيار .. وكذلك أيضاً في الأقانيم فكل أقنوم له دوره .. له فعله .. له تأثيره .. له عمله .. فكل مسيحي مدعو له الشركة في الثالوث القدوس .. فكنيستنا تعلمنا وهي تقول ﴿ لك المجد مع أبيك الصالح والروح القدس ﴾ .. ﴿ محبة الله الآب ونعمة الإبن الوحيد وشركة وموهبة الروح القدس ﴾ .. فنرشم الصليب ﴿ الآب والإبن والروح القدس إله واحد آمين ﴾ .. فأحياناً كثيرة ندخل في علاقة مع الإبن دون الآب أو الروح القدس .. فيجب أن تكون لنا شركة مع الروح القدس .. ﴿ ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له ﴾ فإنه كلما تقترب من معرفة الآب تجد نفسك تقترب من معرفة الإبن .. وكلما تقترب من معرفة الآب والإبن تقترب من معرفة الروح القدس فإنهم متكاملين ولا يعملوا بمعزل عن بعض .. فالإبن يدين والروح القدس لا يعزي بدون الآب والإبن .. الإبن يفدي والروح القدس ينقل لنا بركات الفداء .. فأي أقنوم لا يعمل عمله بمعزل عن الأقانيم الأخرى .. ففي سر المعمودية يأخذ عمل الآب .. الإبن .. الروح القدس
في سر التناول
الذي يقدس الأسرار ويحولها الروح القدس
يُقدم السر نفسه الإبن
عن طريق الآب
في القداس حضور الثالوث
الآب يدبر
الإبن ينفذ
الروح ينقل
فشركة الثالوث القدوس شركة هامة لسلامة علاقتنا بربنا .. فعندما نريد أن نأخذ أي فضيلة نطلبها من الثالوث القدوس .. فعندما ننظر إلى أي صفة في الله نراها عن طريق الثالوث .
مثل صفة الحكمة
الله الآب الحكيم
الإبن الحكمة
الروح القدس روح الحكمة
مثل صفة القوة
الآب القوي
الإبن القوة
الروح القدس روح القوة
صفة الطهارة
الآب الطاهر .. القدوس
الإبن القداسة
الروح القدس روح القداسة
فكل ما نريده في الآب نجده في الإبن ويُنقل عن طريق الروح القدس .. فلنطلب كل طِلبة من الآب ويعملها الإبن وينقلها لنا الروح القدس .ربنا يعطينا علاقة بالثالوث القدوس ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمتهولإلهنا المجد إلى الأبد آمين
الآبدية على الارض الجمعة الأولى من شهر بابة
تتعود الكنيسة يا أحبائى فى تذكار العذارى , ان تقرأ علينا إنجيل العذارى الحكيمات , اليومتذكار القديسة الشهيدة أنسطاسيا . تعالوا نتكلم مع بعض عن الإستعداد للإبدية , العذارى الحكيمات إستعدوا , كانت مصيبحهم ملآنه زيت و الآنية ملآنه زيت , و هذا ازيت هو الذى اعطاهم حق الدخول إلى العريس , فكيف نحن نستعد إلى الأبدية ؟؟ القديسين يقولوا لك " أن تجمع زيتا" الأبدية يا أحبائى لابد أنتبدأ ونحن لازلنا على الأرض , الأبدية نحن مُشتاقين إليها نحن مُنظرينها, الأبدية هى فى قلوبنا , الأبدية هى مُكافأة الأبرار , لكن لابد يا احبائى ان نتدرب من الآن على الأبدية , فنحن مدعوون دعوة أبدية , الأبدية تبدأ على الأرض , فما هى الأبدية ؟؟ اقول لك " مثلا الأبدية هى الوجود الدائم فى حضرة الله ", فيقول لك " الخروف يكون فى وسطهم " يقول لك " يمسح الله كُل دمعة من عيونهم " يقوللك " هو يكون لهم إلها و هُم يكونون له شعبا " فهيا بنا نتدرب على الأبدية و نحن على الأرض , أن نحيا بإستمرار فى وجود دائم فى حضرة الله , فعندما تدرب النفس على وجود دائم فى حضرة الله , بذلك تكون بدأت الأبدية على الارض , عندما أقول " جعلت الله أمامى فى كُل حين " فتكون الأبيدة بدأت . عندما يكونفى ضميرى و فى قلبى و فى فكرى إن الله أمامى , إن وجهه يسير أمامى فيُريحنى , إن الله يتقدمنى إن الله يرعانى , إن الله يعولنى إن الله يُدبر أمورى , فعندما تتأصل فى قلبى هذة المشاعر تكون الأبدية بدأت . جميل إيليا النبى الذى كانيقول " حى هو الرب الذى انا واقف أمامه " فهو يشعر إنه يقف أمام الله الآن , فهذا بدأت الأبدية أن تعمل فيه و هو لازال على الأرض . فى سفر التثنية , الله أعطى وعد لشعبه , قال لهم " أنا سأجعلكم تعيشوا كأيام السماء على الأرض " كُلنا مُشتاقين لحياة الأبدية , كُلنا مُشتاقين إلى السماء و للمجد السمائى , لا تنتظر كثيرا . فالسماء لا تبدأ من بعد ما حياتنا تنتهى على الأرض , السماء أنت ستذوقها من الآن , السماء أنت ستعيشها من الآن و أنت على الأرض و أنت دائما فى حضرة الله , إجعل ضميرك يشعر إنك دائما فى حضرة الله , فهُناكواحد من الآباء القديسيين يقول لك " إن العالم كله يُصبح كنيسة لمن يجعل الله أمامه فى كُل حين ". فيقولوا عن واحد من الآباء, نزل لقضاء مُهمة فى البلد و هو راهب , فقالوا له " ما أحوال العالم ؟؟" فقال لهم " لم أبصر شئ, فسألوه أيضا و قالوا له :" ماذا وجدت فى المكان الفلانى؟ فقال لهم :" لم أبصر شئ " فقالوا له :" ما الذى شاهدته و ما الذى فعلته ؟" فقال لهم " أنا كنت ماشى و حاسس إننى كاشى امام مذبح الله " واحد عايشحياته و مشاعره و أحاسيسه , بكرامة الوجود فى حضرة الله , فالأبدية بدأت معه و ليست الأبدية ستبدأ بعد ذلك . فنحن من المُمكن أن نعيش الأبدية و نحن فى منزلنا و نحن ف الشارع و نحن فى دراستنا و نحن فى عملنا فالله موجود " العالم كله يُصبح كنيسة". فعندما تأتى و تقرأ فى الكتاب المُقدس , تجد إنه فى سفر التكوين ,عندما عمل الله العالم , فيقول لك " عمل النيرين العظيمين " فهذا للعالم و بعد ذلك عندما يأتى الله و يعمل خيمة الإجتماع , يقول لموسى " تعمل منارتين" مثل كلمة النيرين و كأن الله يُريد أن يجعل نيرين العالم , همانيرين فى كنيسته , و كأن العالم هيكل لله , فكل ما فى العالم , من الذى صنعه؟؟ هو الله , فربنا قريب مننا جدا و لهذا أستطيع أن أقول لك إذا أردت أن تعيش الحياة الأبدية و أنت على الرض , إشعُر بوجود الله الدائم فى كل ما تفعله " جعلت الرب أمامى فى كُل حين"
2- ماذا تُعنى حياة السماء؟؟ هى حياة بر كامل , حياة بدون خطية , حياة بلا جسد , حياة بلا شيطان , هذة هى الحياة الأبدية , لا يوجد شيطان , لا يوجد خطية , لا يوجد جسد , فتقول لى و لكن " كيف نعيش هذة الحياه هُنا؟؟" أقول لك " انت عندما تُجاهد ستغلب جسدك و تبدأ تذوق عربون جسد الأبدية , الجسد الذى يصوم الجسد الذى يخضع الجسد الذى يسجُد , هذا بالتاكيد جسد ذاق الأبدية , هذا جسد غلب خطاياه , غلب تيار الشر الذى بداخله و بدأ يُصبح هذا الجسد جسد أبدى , بدأ يعرف كيف أن يغلب حيل المُضاد ؟ بدأ يعرف كيف أن يجيب على إغواءاته المُتكررة , بدأت الأبدية تعمل فيه. فأصبح جسد بدأ يأخذ لمحة من لنحات الجسد النورانى , بدأ يتغير , بدأ يتمجد , بدأ يُصبح جسد مُقاد بالروح , بدأ يكون جسد يميل إلى الطبيعة السمائية , أكثر ما يميل إلى الطبيعة النورانية . نحن مدعوون من الآن إن أجسادنا تُدرب على الحياة الأبدية , جسد يُصلى , جسد لا يُكسل , جسد لا يُشاغبالروح , جسد مُنقاد بالروح , فهذا الجسد هو جسد الأبدية , فهذا يُساعدنى إننى أعيش حياة بر و يقول لك مُعلمنا بولس الرسول " إن السماء هى ارض يسكُن فيها البر , إستقر فيها البر , فإذا نحن عندما نعيش حياة الأبدية و نحن على الأرض , فلا ننتظرها كثيرا و لكن نشتاق إليها و نحياها من الآن . حياتنا على الأرض هى تمهيد للحياة الأبدية و لهذا الآباء يُعلمونا و يقولوا لنا " إن مصير الإنسان هو إمتداد طبيعى لما نحياه الآن , فمن يحيا الآن البر و من يحيا الآن الوجود فى حضرة الله, يكون مصيره الطبيعى , ميراث الحياة الأبدية و من يحيا بعيدا عن البر و بعيدا عن الوجود فى حضرة الله سيكون إمتداد طبيعى لمصيره فى الجحيم " و لهذا أستطيع أن أقول لك إن الأبدية هى إمتداد طبيعى لما نحياه على الآن . الذى نحن نعيشه الآن إمتداده هو الذى سنكمله . فلذلك أقول لك " عيش الأبدية و أنت على الأرض "يقول لك " جعل الابدية فى قلبهم " . الوجود الدائم فى حضرة الله و حياة البرو حياة التقوى و حياة مخافة الله , هذة هى حياة السماوات . و ما الذى يوجد فى السماء أيضا ؟؟ أقول لك إن السماء فيها تسبيح , أقول لك " كلما عشت التسبيح و أنت على الأرض بدأ يكون لك حياة السماء , بدأ يكون طعامك هو ترديد اسمه القدوس , بدأ يكون هذا هولذة نفسكو لذة قلبك , بدأت تكونحياة التسبيح السماوية , أنت تتدرب عليها على الأرض , إنك تُسبح ترنيمة النُصرة و الغلبة و الخلاص , إنك تنحنى و تقول " قدوس قدوس" إن فمك يتلو تلاوة الاسم الحلو المملوء مجد , بدأت الأبدية تكون معك . فنا الذى يوجد فى الأبدية ظ؟ فى الأبدية , يُسبحون على الدوام , يخرون و يُسبحون و يُمجدون . و لكن هل لا يوجد تسبيح على الأرض؟ أقول لك " الأرض أجمل ما يوجد عليها هو التسبيح , فإذا وقفت لُسبح, تشعر إنك لا تتنتمى إلى الأرض , تشعر إن طبعك طبع تبدل , تشعُر إن عقلك أصبح عقل فوقانى , بدأت تكون أنت واحد أجمل من كل الذى تعرفه عن نفسك , بدأت تكون أجمل من الذى أنت كُنت تتوقعه , فلماذا كُل هذا ؟؟ فالتسبيح يجعل فيك روح أبدية , سبح كثير رنم كثير ردد اسم يسوع , قُل " قدوس قدوس " إحفظ مزامير و رددها , إجعل نفسك مشغولة دائما بترديد اسم الله " يا رب يسوع المسيح ارحمنى أنا الخاطى " " يا رب يسوع المسيح أعنى " " يا رب يسوع الميسح دبر أمورى " كل طلبة عندك , إقرنها باسم يسوع , ردد اسم يسوع كثير , فتجعل الأبدية تبدأ معك على الأرض , عوّد عقلك و فمك و قلبك على أن تكون مشغول بمحبة الله , إنظر إلى أعمال و سبحه عليها , تكلم معه عن تدابير الله , تكلم مع الله عن تجسده و عن صليبه و عن فداؤه و قيانته و عمله و خلقته و عن غثفراه و عن محبته , كلم الله كثير . النفس الذى تُسبح يا أحبائى تمتلئ فرحا . القديس أثاناسيوس الرسولى يقول لك "إن التسبيح هو خير دواء لشفاء النفس " النفس تكون مجروحة و حزينة و مُحبطة , العالم ملئ بالحُزن و الإحباط و لكننى أريد أن أفرح , كيف أفرح ؟؟ لا يوجد طريقة تُفرحك إلا إنكتُسبح الله , و لهذا الإنسان الذى يُسبح تجده مليئ بالبهجة , الإنسان الذى يُسبح تجده غالب لأوجاعه , فمن إين أحضره ؟؟ أحضره من التسبيح , نحن نحتاج أن نُعيشها و نحن لا زلنا على الأرض , آخر شئ أريد أن أقوله لك , ماذا تُعنى بحياة الأبدية ؟؟
3- الأبدية هى عشرة مع القديسين , عايشين فى محفل الملائكة , عايشين مع السيدة العذراء و مع مارجرجس و الأنبا أنطونيوس , عايشين مع مارمينا و مع أبوسيفين , عايشي مع القديسين فى الأبدية . أقول لك عيش معهم الآن , عندما تعيش مع القديسين و أنت على الأرض سيكون الإمتداد الطبيعى إنك تُكمل حياتك مع القديسين . فعندما يأتوا و يقولوا له إنك أتت لك الهجرة . فتجده يُغير نظرته فى أشياء كثيرة , عمله المشغول به هُنا , مُمتلكاته المشغول بها هُنا , الترقية التى كان مستنيها , حياته هُنا بدأت نظرته تختلف لها و بدأ يُركز هُناك , بدأ يرى هل لُغته تنفع أم لا و عمله ينفع أم لا و كل لديه مكان هُناك و هل لديه أصحاب هُناك . بدأت طريقة تفكيره فى الأمور تختلف تماما. نحن يا أحبائى مدعوون دعوة أبدية و علينا طوال فترة أيام حياتما على الأرض , نأمن أبديتنا . أرى 2 أصحابى هناك , هؤلاء هم الذين سينفعونى. الواحد عندما يُسافر منكان بعيد , يرى إين اقرباؤه هُناك ؟؟ و يبدأ يتصل بهم , و الذين لم يكُن يكلمهم فيبدأ يُكلمهم أكثر و يسأل و يستفسر و يُحاول و يرى , هل أحد سيستقبله هُناك , هل أحد سيسكنه هُناك , هل أحد سيستديفه هُناك. فنحن كذلك يا أحبائى , مُهاجرين للأبدية , فيجب أن نعرف من هُم أصحابنا هُناك و ما الذى سيفعلوه معنا , أُكلمهم من الآن . هؤلاء هُم الذين سيكونوا فى إستقبالنا . فيقولوا إن الأباء القديسين , يستقبلوا النفس من لحظة خروجها من الجسد و هؤلاء هُم الذين سيظلوا معنا إلى الأبد , فنحن نُريد دعوة خلود . و ليس من المُجرد إننا نعيش فترة على الأرض و من هُنا أقول لك , نمى عشرتك مع القديسين , الذى يُعاشر القديسين من الآن , أعلن إن رغبته و إشتياقاته فى إن يكون أصداقؤه سمائيين . و بدأ من الآن يعرف إن كل الذين حوله مُتغيرين و لكن القديسين ثابتين و كُل الذين حوله عاجزين و لكن القديسون قادرين , بدأ يضع يقينه فيهم , بدأ يُكلمهم , يُسبح لهم و يُرنم لهم , يعمل لهم تمجيد , يأخذ صورة و يتكلم معها , فعندما يصعد إلى السماء يجد القديسين و يجد نفسه عارفهم , مُتدرب عليهم و مُتدرب على لقائهم . فالإستعداد للأبدية يا أحبائى يبدأ معنا من الآن , لا تنتظر. إياك أن تتفاجئ بالأبدية و تجد نفسك غريب عنها . فتقول لى " إنها حياة غريبة عنى , أنا مالى ومال حياة الأبدية . فالكنيسة يا أحبائى كُل عبادتها و كٌل أصوامها و كُل إحتفالتها هى مُحاولة , لكى ماتجعل مؤمنيها من السماء و ليس من سُكان الأرض . فالقداس الذى نعمله هو سماء و لهذا تجدنا غيرنا شكلنا , تجدنا لبسنا أبيض , تجدنا وضعنا بخور , مسكنا مجامر , تجد صور القديسين تملئ الكنيسة , فلماذا كُل هذا ؟؟ حتى ترفع عقلك و إشتياقاتك إلى فوق . الله يُريد أن يُعطينا ايام السماء على الأرض . فإذا عشنا الوجدالدائم فى حضرة الله , تكون الأبدية بدأت معنا , نعيش حياة البر , بدأت معنا الأبدية , نعيش حياة التسبيح , هذا عربون حياة الأبدية , نعيش عشرة الأبدية , نحن بذلك أصبحنا فى أبدية صغيرة مُنتظرين و مُتوقعين سرعة مجيئه . و لهذا نحن فى الصلاة نقول " ليأتى ملكوتك " و كُل يوم نقول " ننتظر قيامة الأموات و حياة الدهر الآتى آمين " مُستعدين مُشتاقين مُنتطرين . ربنا يُعطينا يا أحبائى أن نحيا حياة السماء على الأرض . أن نحيا أبدية من الآن , أن يكون نصيبنا هو من نصيب الميراث السمائى , الذى لا يفنى ولا يتدنس و لايضمحل . ربنا يُكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته , لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان و إلى دهر الدهور كلها آمين .
مسيح كل أحد الجمعة الأولى من شهر توت
بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين . تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين .
تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في هذا الصباح المبارك فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح العاشر عن الراعي الصالح، الكتاب المقدس يا أحبائي هو الذي يعطينا صورة أمينة صادقة عن شخص ربنا يسوع المسيح كراعي صالح، هنا يحدثنا عن الراعي الذي يهتم بخرافه، والذي بمجرد أن تسمع خرافه صوته تتبعه، الراعي الذي يبذل نفسه عن الخراف، أريد أن آخذ منظور صغير نقف عنده في رعاية ربنا يسوع المسيح، كان يرعى كل إنسان، وكان يرعى كل الإنسان، لا يوجد فئة يا أحبائي إلا وافتقدها ربنا يسوع المسيح، وأحبها، وعلمها، وأطال أناته عليها جداً، لا يوجد فئة إلا وخاطبها ربنا يسوع بما يناسبها.
على سبيل المثال نجده الآن يتحدث عن الراعي الصالح هذا يناسب الأشخاص الذين كانوا يرعون الغنم، ويظل يحدثهم عن تفاصيل كأنه صديق معهم في المهنة، فعندما يحدثهم بأسلوبهم عن الراعي، والخروف، والذي يضيع، والحظيرة، والبحث، والراعي الذي خرافه تعرف صوته وتتبعه، هذا الكلام كله من الذي يفهمه جداً؟ الرجل الراعي، فالرجل الراعي عندما يسمع هذا الكلام يكون متأثر جداً، ويشعر أنه قريب منه لأنه يفهمه، لأنه يعرفه، ولأنه داخل منه، داخل اهتماماته، فيقول له حقا، كلامك كله صحيح، أنا الراعي الصالح، هو راعي صالح فيخاطب الإنسان بحسب ظروفه، بحسب احتياجه، سنرى الآن يا أحبائي أن ما من فئة إلا وخاطبها ربنا يسوع المسيح بما يناسبها، راعي صالح، لا يمكن فئة تسقط منه أبدا، فهو خاطب جماعة رعاة الغنم وحدثهم عن مثل الخروف الضال، يتحدث عن مدى رعاية واهتمام الراعي بكل غنم لديه.
ثم يأتي لفئة أخرى مثل المزارعين تجده يتحدث عن حبة الخردل، وتجده يتحدث عن مثل خرج الزارع ليزرع، يتحدث عن شجرة التين، الأشخاص المزارعين الذين يعملوا في هذا المجال يتفاعلون مع هذا الكلام جداً، ويشعرون أنه رفيق لهم وقريب منهم، ربنا يسوع من أهداف تجسده أنه يأتي ويصير كواحد منا، ويقترب منا جداً، ومن اهتماماتنا التي تبدو تافهة وبسيطة بالنسبة له، ما معني رجل راعي غنم فهو لا شيء، أو رجل مزارع لا شيء، فمن الممكن أننا ننظر لهذه الفئات نظرة دونية، لكن شاهد كم هو يقترب منهم، يحدثهم بأسلوبهم، ويدخل داخل اهتماماتهم ويحول هذه الاهتمامات إلى اهتمامات روحية بحيث أنه يجعله من خلال حياته العملية يتذكر أموره الروحية، وهذا إبداع، إبداع الإنسان الروحي، إبداع الإنسان الروحي أنه لا يكون هناك فاصل بين ما يفعله وبين الأمور الروحية، بين عمله وبين صلاته، بين حياته في المجتمع وبين رؤيته لله، بين عمله وتقواه، أبدا لكن على العكس قد يشعر أن الإثنين وجهين لعملة واحدة.
لذلك الآباء القديسين يعلمونا ويقولون لك صلي وأنت تعمل، وأعمل وأنت تصلي، اليدين تعملان والعقل والقلب يصليان، أنت عملك أنك رجل مزارع، حسنا أزرع، ازرع كيفما تريد، لكن وأنت تزرع تذكر أن هذه البذرة هي كلمة الله، وارجع إلى قلبك، فأنت من أي نوع من أنواع التربة، وكلما تزرع ترجوا أن تنتظر ثمر أعتبر أن الله بذر فيك كلمته وينتظر أن تصنع ثمر، ويقول لك أنت كرجل مزارع ما مشاعرك عندما تضع بذرة ولا تجد ثمر، يجعلك من خلال حياتك العملية تتذكر أمورك الروحية.
ما من فئة يا أحبائي إلا وتكلم معها بما يناسبها، شاهدنا الراعي، المزارع، وفئات أخرى كثيرة كالصيادين يتحدث مع الصياد ويقول له يشبه ملكوت السموات شبكة مطروحة في بحر، وهذه الشبكة تجمع كل شيء، ثم يقول له ماذا تفعل عندما تدخل الأسماك التي جمعتها من الشبكة، يقوم بفرزها، وعندما يفرزها الأسماك التي لا تعجبك ماذا تفعل بها؟! يقول لك ألقيها مرة أخري في البحر، قال له الملكوت هكذا شبكة مطروحة في البحر، البحر هو العالم والشبكة هي كلمة الله التي تصطاد الكثيرين، ويمكن أن تأتي لها أشخاص صادقين ويمكن أن تأتي لها أشخاص غير صادقين، يأتوا الملائكة يقوموا بالفرز في الدينونة الأمناء والأشرار يطرح الجياد عن يمينه أما الأردياء فيطرحهم في البحر، قال لك هذا هو عمل الله في العالم وعمل ملائكته، عندما يتحدث مع رجل صياد بمثل هذا فهو بذلك يقترب منه جدا، من اهتمامه، من عقله، من قلبه، راعي صالح لا يترك فئة إلا ويخاطبها، يخاطبها باهتمامها، ويشعره بأن الأمر عميق جداً ولكن في بساطة شديدة.
والآن دعنا نري فئة أخرى على سبيل المثال نجد سيدة بسيطة لا تعرف في الصيد أو الزراعة، فهذه سيدة تجلس في المنزل، لا تخرج من المنزل، لا يوجد بيت إلا ويقوم بالخبيز لأنه لم يكن يوجد أفران، فيحدثها ويقول لها "يشبه ملكوت السماوات خمير صغير تخبأ في ثلاثة أكيال دقيق لتخمر العجين كله"، تكلم عن اهتمامها وعملها في المنزل، كلما تخمر السيدة في المنزل تتذكر أن هذا هو الملكوت، الملكوت القليل الحي الفعال الذي ينتشر في صمت وهدوء وفي سرعة، هذا هو الملكوت، كيف يسود ملكوت الله على قلب الإنسان؟ خمير صغير توفر له فقط جو مهيأ، لأنه لكي يخمر أي شيء لابد أن تكون الحرارة قليلة، تكون دافئة قليلا، وتغطى لكي تعمل في صمت، تجد الحجم إزداد والرائحة ظهرت، الطعم ظهر، ما هذا كله؟! إنها الخميرة، هذا هو الملكوت، فالملكوت يظهر رائحته في الإنسان جداً، يظهر في ملامحه، يظهر في عقله، يظهر في اهتماماته في صمت شديد في خفاء شديد هذا هو الملكوت، فبذلك نجد السيدة التي تخبز قد علمها وكلمها، فهو راعي صالح يهتم بكل إنسان وبكل الإنسان، لا يوجد فئة إلا ونالت نصيبها من تعاليم ربنا يسوع المسيح.
ولكن ماذا عن الأغنياء؟! الطبقة التي يقال عليها الأرستقراطية، حدثهم عن مثل الغني ولعازر، وظل يروي لهم ويقول لهم الناس التي استوفت خيراتها على الأرض، ولكن هذه طبقة موجودة كثيراً، وفي نفس الوقت يخاطب الفقير جداً ويعزيه، يقول له انتبه لا تحكم بما يحدث الآن فهذه مرحلة، لكن أحكم بعد ذلك، بعد ذلك ما هي النهاية؟ سوف تنقلب الصورة تماماً، والذي كان يتنعم هذا سوف يتعذب، والذي كان يتعذب هذا سوف يتعزى، والرجل الذي كان يظل يحتقر هذا الفقير سوف يقول له أرجوك أنا أريدك فقط أن تأتي بنقطة صغيرة من الماء، سوف يتوسل إليك ما هذا؟! عزاء للفقير وفي نفس الوقت توبيخ وإنذار للغني، ما من فئة إلا وحدثها.
وأيضا الناس التي تعمل في الأعمال الخاصة والتجارات الثمينة قال لهم يشبه ملكوت السموات تاجر لآلئ حسنة، حتى هذه الفئة، تخيل إذا كان هناك مجموعة من الفئات ولدينا من بينهم أشخاص تجار بالذهب، لابد أن نتحدث مع تجار الذهب يقول لك كلم أيضا تجار الذهب، تاجر لآلئ حسنة بمجرد أن يسمع كلمة تاجر لآلئ حسنة ماذا يفعل؟ ينتبه جداً، ويقول إنه يتحدث علي، هذا موضوع يتعلق بي، كيف يفهمني هذا الرجل هكذا؟ يقول لك عندما يجد جوهرة غالية كثيرة الثمن ماذا يفعل؟ من شدة فرحه يمضي ويبيع كل ماله ويأخذها، ما هذا؟ تاجر لآلئ حسنة، يريد أن يقول له هذا هو الملكوت يا سيدي، وجدته أم لا؟!، تظل تبحث عن اللآلئ التي تشتريها فهي كثرت جداً لديك، أنا أعرض عليك أن تستبدل هذه اللآلئ كلها فهي لآلئ مزيفة، فأنا أعرض عليك أن تستبدل هذه اللآلئ كلها باللؤلؤة الوحيدة الغالية الكثيرة الثمن هي ربح الملكوت، هل هذه المبادلة تتوافق معك أم لا؟، إذا وجدت أنها غالية سوف تمضي من شدة فرحك، إذا وجدت أن العملية ليست رابحة فإنك حينئذ لا تقدم على هذه البيعة، كل فئة يخاطبها بأسلوبها، مع تلاميذه يكلمهم بأسلوب، مع العامة يكلمهم بأسلوب، لدرجة أنه من كثرة ما إعتاد التلاميذ أنه يتكلم معهم بمفردهم وأحيانا مع الناس فتشتتوا في مثل الوليمة والفريسي قالوا له ألنا قلت هذا المثل أم قلته للجميع؟، نحن نريد أن نعرف أنت تقول هذا الكلام لنا أم أنك تقوله للكل؟
جميل جداً أن الراعي الصالح يكون افتقدني، يكون كلمني، ويكون كلامه أثر في، ويكون كلمته هذه شعرت أنها كلمتي أنا، خاصة بي أنا، لأنه كتبها لي أنا، أرسلها لي أنا، راعي صالح يهتم بكل نفس جداً، لا يوجد نفس لا تعنيه أبدا، حتى المقاومين، حتى المعاندين، المضلين، المطرودين، المجروحين، لا يوجد فئة أبدا يزدري بها، تجد أكثر ناس تقاومه الكتبة والفريسين، شاهد كم هو علمهم، كم هو أنذرهم، كم هو فتح قلبه لهم، كم فتح صفحات جديدة، يكلم الكتبة والفريسيين يقول لهم احكي لكم قصة، لكي تحاول تفهم واحد يكون يقاومك بشدة ممكن تحكي له حكاية، فيحكي له حكاية يقول له كان شخص لديه كرم فتركه ووكل أشخاص عليه، ثم غاب، فأرسل واحد من الكرامين لكي يأخذ الأجرة منهم فعندما شاهدوه ضربوه وطردوه، فأرسل واحد آخر فجرحوه وطردوه، انتبه هنا الدرجة تزيد مرة ضربوه مرة ثانية جرحوه، أرسل واحد ثالث قال لك أهانوه وضربوه وجرحوه وطردوه تظل تزيد الدرجة، ثم قال لك لا توجد فائدة أرسل ابني لعلهم يهابوه، فبمجرد أن وجدوا ابنه قالوا هذا الحل الوحيد، هذا نقتله نهائيا لأنه الوارث فقتلوه وألقوه، قولوا لي صاحب هذا الكرم ماذا يفعل؟ بالطبع الكتبة والفريسيين يفهموا ماذا يقصد؟، فهو يحكي لهم قصتهم لكن بذوق بلطف شديد، وكأنه يريد أن يقول لهم ألستم أنتم أيضا هكذا؟!، فقولوا لي ماذا أفعل أنا معكم؟ لأنهم يعلمون أنهم يخططوا لكي يتآمروا عليه ويقتلوه، يقول لهم قولوا لي ماذا افعل؟! يريد أن يقول لهم بالطبع الله أرسل نبي، واثنين، وثلاثة، وكما قال لهم القديس اسطفانوس "أخبروني أي من الأنبياء لم تضطهدوا" قولوا لي على أحد الأنبياء قمتم بتكريمه، لا يوجد نبي تكرم، كل نبي كان الشعب يتمرد عليه، نبي مثل دانيال يوضع في جب، نبي مثل أشعياء يقتلوه وينشروا عظامه، لا يوجد نبي رحبوا به، قال لهم إذن هؤلاء هم الذين أرسلهم لكي يتابعوا كرمي، وفي النهاية أرسل ابنه لعلهم يهابوه فقتلوه، ماذا يفعل؟! لم يقدروا أن يجيبوه، فهو سؤال صعب جداً، قال لهم أنا أقول لكم، ماذا يفعل؟ يأتي هو ويأخذ هذا الكرم ويعطيه لآخرين، هذه هي كنيسة العهد الجديد الذي جاء ربنا يسوع في العهد الجديد أزال رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين، والمقيمين على الخدمة، والمقيمين على الكرم، والمقيمين على الناس والرعية، أزالهم وأقام رعاة جدد، أقام رسله، وأقام كهنوته، وأصبحوا هؤلاء هم الخدام الجدد، أين القدماء؟، وأين كرامتهم؟، انظر ما فعلوه، هم الذين حكموا على أنفسهم لا توجد فئة إلا ويخاطبها بما يناسبها، وبما تفهمه، جميل جداً أن الراعي الصالح الذي يقترب لكل نفس، الذي يكلم كل إنسان بحسب ظروفه، بحسب ثقافته، وبحسب اهتماماته، يشعر أن الله يخاطبه هو، وهو تحديداً، إذا كان راعي غنم، إذا كان رجل مزارع، إذا كان رجل صياد، إذا كانت سيدة منزل، إذا كان رجل غني، إذا كان رجل تاجر لآلئ حسنة، إذا كان من الكتبة والفريسيين، ويحكي أيضا مع تلاميذه أنفسهم ويحكي لهم بأمثلة وقصص، مع الخطاة شاهد القصص والحكايات التي قيلت للخطاة، على سبيل المثال عندما يبرز موقف مثل المرأة الخاطئة، عندما يحكي مثل كالابن الضال، يريد أن يقول للخاطئ مكانك موجود ومحفوظ لا تخف، لا تبتعد، اقترب فأنت مقبول، أنا أضمن لك ذلك، أنا الذي أقول لك أنت مقبول، ما هذا؟ لم يترك فئة، يجعل البعيد يقترب، القريب يثبت، الثابت ينمو إلى أن نصل إلى ملء قامة المسيح، وهذا هو دور الكنيسة في الرعاية، ما هو الذي تفعله الكنيسة؟ تخاطب كل الفئات، ما من فئه إلا وواجب على الكنيسه أن تخاطبها وتخاطبها بأسلوبها، تجد الناس الكبار في السن لابد أن يكون لهم خدمة، المرضى لابد أن يكون لهم خدمة، الأشخاص البعيدين والعمال والمشغولين يكون لهم خدمة ونذهب إليهم في أماكنهم، الأطفال يكون لهم خدمة، الشمامسة يكون لهم خدمة، كل الفئات، فمن من تعلمنا هذا الأسلوب؟! من الراعي الصالح، الراعي الصالح الذي بذل نفسه عن الخراف، الراعي الصالح الذي اقترب من الإنسان جداً لكي ما يقدس كل الإنسان وكل إنسان، لذلك قال لك ماذا يحدث إذا كان هذا الراعي غريب عن خرافه؟ قال لك الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه لأنها لا تعرف صوت الغريب، قال لك في كل مرة كان يكلمهم كان هناك أشخاص تتحير، تجد من يقول لك أنا استمعت لكلامه وأعجبت بهذا الكلام لكن لا أستطيع استيعاب قصده، وماذا يقول لي؟ أقول لك القصد واضح لكن أنا لا أستطيع أن أتخيل أنه يقترب مني جداً هكذا، أنا خائف لئلا يكون له قصد آخر لذلك يقول لك "أما هم فلم يعرفوا بأي شيء كان يكلمهم"، هل لا تعرفوا؟ يقول لك أنا الراعي الصالح يقول لك أنا الذي أبحث عنك، يقول لك تعال وأدخل داخل الحظيرة، تعال أنا أفتقدك، خلاصك أنا، راحتك أنا، سلامك أنا، البعد عني خسارة، البعد عني تيهان، البعد عني جوع، إذن تعالى والباب مفتوح، يعود ثانية ويقول لهم بما أنكم لم تنتبهوا أنا أوضح لكم مرة أخرى، فماذا تقول لهم لتوضح؟!، قال لهم أنا هو باب الخراف، بدأ يتكلم صراحة، في البداية كان يتكلم بمثل، لكنه الآن يقول لهم "أنا هو باب الخراف جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص ولكن الخراف لم تسمع لهم، أنا هو باب الخراف إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى"، يريد أن يقول له هل فهمت أم لا تفهم؟ الآن انتبهت؟!، يقول له تعالى وادخل من خلالي إلي، أنا باب الخراف أدخل من خلالي إلي، اتبع كلامي فتمتلكني، أدخل من خلال وصاياي فتشعر بالراحة والسلام، يدخل ويخرج ويجد مرعى، يجد خصوبة، صراع الرعاة حتى الآن على أين يرعون غنمهم؟ لأنه لا يوجد واحد يترك حقله لغنم غيره، فكل واحد صنع حقل لغنمه هو، فكان الصراع على الأماكن الخضراء، فكان من الممكن أن يذهبوا إلى بلاد غريبة لكي يجدوا فيها مراعي خضراء، هنا يقول لهم الذي يأتي إلي يجد هذا المرعى، وكان الراعي الأمين من شدة أمانته لأن الحقل متسع جداً فكانوا يفعلون مثل جدران بسيطة أو حدود خشبية ويصنعون في النهاية باب للحظيرة، فالراعي من شدة أمانته لكي لا يسمح لأي ذئب أن يأتي كان يجلس على الباب، يظل جالس على الباب، حتى عندما يريد أن ينام أو يستريح كان يسند جسمه على الباب لكي إذا جاء ذئب يمر من فوقه، فيستيقظ ويطرده أو يضحي بحياته هو أولا، هذا هو الراعي، هنا يقول لهم أنا هو الباب، أنا الذي أجلس على الباب لن تدخل إلا من خلالي، أنا الذي أجلس أسهر لرعايتك وفي نفس الوقت تدخل من خلالي، أنا هو الباب، من المؤكد أنه عندما يقول لهم أنا هو الباب تجد الرعاة يقولون له نعرف ذلك، قد لا نعرف نحن هذا الكلام، لكن يقولها لهم فيعرفوها، يخاطب كل إنسان بفئته، بثقافته، بذهنه لماذا؟ يقول لك لأنك أنت تهمني جداً جداً، أنت من الممكن أن تظن أن تعاليمي هذه عشوائية لا أبدا، فهي لكل إنسان، هي لك أنت تحديداً، لذلك الذي يريد أن يسمع صوت الله في الإنجيل سوف يسمعه، والذي يريد رسالة خاصة له تحديداً سيجدها، والذي يريد كلمة تناسب حالته سيجدها، والذي يريد كلمة تناسب ظروفه يجدها، والذي يريد كلمة تدخل داخل قلبه سيجدها، كل إنسان سيجد كلمة الله داخله لذلك هذا الراعي الصالح يكلمنا، يخاطبنا، يلح علينا، يكرر الكلام، كل هذا لكي في النهاية نقول له نتبعك يارب بكل قلوبنا، لأنه هنا قال لك خرافي تسمع صوتي فتتبعني.ربنا يعطينا أن نتبعه، وأن نميز صوته، وأن نكون خراف أمناء له، وأن نكون مستفيدين بكل تعاليمه، تدخل إلى قلوبنا فنفعل بها.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.
الاستعداد الدائم الجمعة الرابعة من شهر مسرى
إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا مار لوقا الإصحاح ١٢عن "لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم سر أن يعطيكم الملكوت، بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة، اعملوا لكم أكياس لا تقدم، و كنز لا يفنى في السماوات، حيث لا يقرب سارق ولا يفسده سوس لأنه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم أيضاً".
هذا الأنجيل يا أحبائي تعتاد الكنيسة أن تقرأه لنا في تذكار الآباء النساك، المجاهدين، الرهبان، لأنه يعبر عن ما قد فعلوه، ما الذي فعلوه؟ باعوا أمتعتهم وأعطوا صدقة، ما الذي فعلوه؟ أنهم شعروا بأن أباهم سر أن يعطيهم الملكوت، فدخلت محبة الملكوت في قلبهم بقوة وسكنت فيهم، حينئذ وجدوا أن أمور الأرض هي أمور وقتية زائلة فتركوها، تركوها بسهولة، تركوها بدون نزاع، فهو قال هكذا "لأنه حيث يكون هناك كنزكم هناك يكون قلبكم أيضا"، اليوم تذكار قديس ناسك راهب عظيم في جهاده اسمه القديس بيساريون، يقولون عن هذا القديس أنه كان دائم البكاء على خطاياه، علي ضعفاته، على ضعفات كل من حوله، كان له عبارة دائماً يقولها وهو يسير، شخص يظل يبكي، وثيابه قديمة وبالية، من الممكن أن تكون قدماه حافيتين ومظهره كمظهر شخص متسول، يقول لك ضربوني، آخذوا نقودي، طردوني، فكل شخص يتقابل معه يقول له الله يرد لك الذي أخذ منك، الله يعوض عليك، ماذا يقصد؟! يقصد الأعداء الذين طردونا وسلبونا وأخذوا مكاننا، يقصد أبونا الأول آدم وعلى كل الجنس البشري، إلى أي درجة يمكن أن يشغله جداً أمر خلاص الجنس البشري كله؟، إلى أي درجة يمكن أن يبكي على سقطة أبونا آدم؟، هل من المعقول أن شخص من كثرة اهتمامه بخلاص نفسه يصل الأمر إلى أنه يصل لأصل الداء، أصل المرض، ويبدأ يبكي على سقطة أبونا آدم، وهذه نجدها عند الآباء الذين دخلوا في عشرة عميقة مع الله، يقول لك هكذا، هناك ما يسمى بانتحاب آدم، ما معني انتحاب آدم؟ يعني البكاء على آدم، ووصلت الدرجة لذلك، إذن من هو آدم؟ هو الأصل ونحن امتداد، نفس التعدي الذي فعله نحن نفعله، فالأمر عندما يأخذ مسار من الجدية في الحياة يصل الإنسان لدرجة أنه يشعر حقا أنه سلب، يشعر بالفعل أنه ضاعت كرامته، يشعر أنه طرد من منزله، من مكانه الأول، من موضع راحته، الذي هو الفردوس.
لذلك يقول لك الكتاب "طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين"، من يقصد؟! يقصد القديس بيساريون قديس اليوم، يقصد على كل راهب، يقصد كل إنسان مجاهد، يقصد كل إنسان يقظ، يقصد كل إنسان عينه على خلاص نفسه لا تنخفض ولا تغفل، يقصد كل إنسان هدفه واضح، قال لك "طوبي لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين"، شخص طوال اليوم يبكي على أشياء مثل ذلك!، يقول لك نعم بالفعل.
جميل الإنسان الذي يشغله جداً فكرة خلاص نفسه، يكون منشغل جداً على ابديته، حريص جداً في تصرفاته، شاهدنا آباء مثل القديس بيساريون طوال الوقت وهو يسير يقول أنا سرقت، ضاعت مني مقتنياتي، طردت، شاهدنا آباء طوال الوقت وهم يسيرون يقولون عبارات قصيرة تدل على أنه في حالة اشتياق بل والتهاب، شاهدنا مثلاً قديس مثل القديس أبونا يسطس الذي كان طوال الوقت يسأل ويقول لك كم الساعة الآن، ما موضوع كم الساعة هذا؟! طول الوقت يريد أن يقول لك هذا الزمن زمن مائت، وسوف نقضي وقتنا، شاهدنا شخص طوال الوقت يقول لك "سوف يأتي قريباً"، "سوف يأتي قريباً"، الناس لم تفهم ما هي القصة سوف يأتي قريباً، شخص يقول لك من الممكن هذا الرجل عقله غير سليم، من الممكن أنه يقصد معلومة معينة، إلى أن هذا الشخص في لحظة صمت وجدوه ابتسم وقال قد جاء وفارقت نفسه جسده، هو يعيش عمره كله يقول سوف يأتي، يعيش عمره كله يتوقع انتظار مجيئه، ظل يحصي أيامه كلها من أجل أن تكون أيام للاستعداد وأيام لقبول الخلاص، هذا القديس، قال لك "طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين، الحق أقول لكم أنه يتمنطق ويتكئهم ويقف ويخدمهم"، يالها من مكافأة، المكافأة والمجد، الذي أنت تراه الآن في حالة قد تكون غير جديرة بالاحترام من ناحيتك مثل المظهر، الكلام، السلوك، الاهتمامات، يمكن أن يكون هذا هو الذي سيده سيتمنطق ويخدمه، لهذه الدرجة يقول لك نعم بالطبع، كرامة كبيرة جداً تنتظر المجاهدين، كرامة عظيمة جداً تنتظر كل من أرضي الله في خفاؤه، لا تأخذ بالمظاهر الخداعة التي أمام عينيك، لا تأخذ بالمقاييس البشرية أنها هي المعيار الرئيسي، لا الذي يلبس، لا الذي يأكل، ولا الذي يذهب ولا الذي يأتي، المعيار في الخفاء في داخل القلب، نبضات قلبك ماذا تنادي؟ اشتياقاتك الحقيقة ماذا تطلب؟، ماذا تريد؟، أنت إذا أردنا أن نضع أهداف كبيرة في حياتنا ما هي أعظم أهدافك؟ لذلك الكنيسة تقرأ لنا هذا الإنجيل لأنها تريد أن تقول لك أنا أريد أن أمسك يدك، الكنيسة تريد أن تصنع من كل واحد مننا قديس، وتقول لنا الإنجيل هو القديس، القديس هو الإنجيل، القديس هو أيقونة للإنجيل، تقرأ فصل اليوم تضع بجانبه قديسي اليوم تقول بالفعل القديس هو هذا الإنجيل، لأنه أخذ فصل الإنجيل وعاشه وطبقه، فأصبحت أفهم الإنجيل من القديس والقديس يفهم الحياة من الإنجيل، حياة القديس أصبحت إنجيل، وإنجيل القديس أصبح حياة، هذا ما تريد أن تفعله لنا الكنيسة، لذلك يقول لك أنت لابد أن تكون في حالة استعداد دائم، قال لك "طوبي لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجهده يفعل هكذا"، ماذا يفعل؟ يجاهد، يجاهد، فعن ماذا يعبر يومنا؟ تخيل إذا تأملنا يومنا كله، كم ما يخص الله في اليوم، كم يخص جهادنا الروحي، كم يخص مقاومتنا لضعفاتنا، إذن ابحث الأوقات الأخرى فيما تمضي؟، إذا جاء سيدنا في أي وقت ماذا يجدنا نفعل؟، ما هو اهتمامنا الحقيقي؟، ما شغف قلبنا؟، هذا شخص مثل القديس بيساريون قديس اليوم، يسير يبكي، يسير يبكي على خطيئته، وعلى خطية الجنس البشري كله، تشغلنا خطايانا لدرجة البكاء، يشغلنا أمر انصرافنا ولهونا عن الحياة الأبدية ودرجة التفاعل مع صوت الله للدرجة التي تجعلني أراجع نفسي طوال الوقت، الكنيسة تريد مني ذلك، الكنيسة تريد قداستنا، تريد الرؤية الصحيحة للحياة وللأبدية، تريد الرؤية الصحيحة للاهتمامات، تريد أن تقول لك جيد أن تعمل، جيد أن تذاكر، جيد أن تجتهد، ولكن ضع أمامك أمر خلاص نفسك لا يغفل عنك أبدا، أبدا، باستمرار، باستمرار، قس نفسك باستمرار على الإنجيل وعلى القديسين وأعرف أين أنت؟ وشاهد مقدار الزيغان، ومقدار التيه، مقدار الاقتراب، كل اقتراب له فرح، وكل زيغان له حزن، شاهد عندما يدخل مفعول الملكوت داخل القلب، ويملك عليه ماذا يفعل؟ إنه يسبي، يغير، يقدس، تجد اليوم البولس يقول لك "أما نحن فسيرتنا في السموات"، وكلمة سيرتنا هنا في الترجمة يقول لك مواطنتنا ليس فقط سيرتنا، يعني أننا جالسين هنا لكن مواطنتنا الحقيقية في السماء، إذن شخص مواطنته في السماء، وطنه الأصلي في السماء فهو يعيش هنا يقضي الأيام، أين قلبه؟ في وطنه، نحن سيرتنا في السموات، كل أعمالنا تكتب في السماء، اهتماماتنا في السماء، قلبنا في السماء، فكرنا في السماء، قال لك التي منها ننتظر مخلصنا ربنا يسوع الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون مشابهاً لصورة جسد مجده، ما هذا؟ يريد أن يقول لك قديس اليوم القديس بيساريون هو في جسد تواضع، هذا شكله أي أنه لم يكن أحد ينتبه له، لكن يقول لك هو سوف يغير شكل جسد تواضعنا، الحالة التي نعيشها نحن الآن إذا كنا في جسد ضعيف نجاهد ضد الخطايا، إذا كنا في جسد ضعيف غير قادر أن يعطينا الفرصة لكي نعبر عن اشتياقاتنا الروحية، عندما تقاوم ضده تأخذ وعد من الله ويقول لك فهو يغير شكل جسد تواضعك، الجسد الذي أنت لا تستطيع التحكم فيه جداً هذا سيكون الجسد بالمجد بحسب صورة استطاعته، أي أنه سوف يعطيك قوة أنت لا تتخيلها أبدا.
لذلك يقول لك اجعل سرجك تكون موقدة، أن يكون لديك حياة الاستعداد الدائم، كن باستمرار إنسان في حالة تأهب، يقول لك لتكن أحقاءكم ممنطقة وسرجكم موقدة، الأحقاء التي هي إستعداد العمل، كن باستمرار في حالة تأهب، الإنسان لم يكن يربط حقويه إلا عندما يعمل، هنا يقول لك كن دائماً رابط حقويك، دائماً رابط حقويك، تجد هؤلاء الحقوين عندما يقوموا بربطهم يعطوا عزم في العمل، هو يقول لك اجعلهم دائماً هكذا، كن باستمرار في حالة يقظة مثلما كان القديس بيساريون دائماً في حالة ابتهال، في حالة نداء متكرر، القديسين عندما قالوا لنا اجعل لديك صلوات قصيرة، صلي لديك، وضع لديك صلاة يسوع، ماذا يريد أن يفعل؟ يريد أن يمزج حياتك بصلاتك، يريد أن يجعل أنفاسك صلاة، يريد أن يجعل حتى عملك صلاة، يقول لك اعمل وأنت تصلي وصلي وأنت تعمل، اليدان تعملان والعقل والقلب يصليان، وأنت تعمل قلبك يلهج بالله، يا ربي يسوع المسيح أعني، يا ربي يسوع المسيح خلصني، يارب يسوع المسيح ارحمني، يكون هذا نداء قلبك، عندما نأتي لنشتكي لله نقول له يارب نحن منشغلين، لدينا مشغولات، يقول لك أنت مشغول نعم لكن ما الذي يأخذ قلبك؟، ما الذي يأخذ عقلك؟، أنا لم أقل لك لا تعمل لكن اعمل وليكن لهج قلبك وليكن ندائتك التي من أعماقك تكون أمين على خلاص نفسك، هذا هو ما يريده الله، أحقاء ممنطقة، سرج موقدة، تعرف أنت إلى أين تذهب، تعرف أنت ماذا تفعل، نوره الروحي يهديك، كلمة الله تهديك، فها هي السراج، كل شخص يراجع نفسه على الإنجيل، يراجع نفسه على روح الله التي داخله، ستجد الصوت واضح، لماذا نحن نتعثر كثيراً؟ لأننا أحيانا نسير بحسب فكرنا، أحيانا نسير بحسب فكر العالم، أحيانا تضيع منا الأهداف التي نريدها، ومن هنا تجد الشخص لا يعرف ما الذي يريده؟ إذن أحقاء ممنطقة، سرج موقدة لكي عندما يأتي العريس ويجدنا ساهرين سيتمنطق ويتكأ ويخدمنا، سوف يعطينا المكافأة إن كنا مستحقين، شاهد الجهاد والأتعاب، شاهد الجهاد والأتعاب التي فعلوها القديسين من أجل أن ينالوا الملكوت، عندما نقول نحن الآن أن العصر الذي نحن فيه صعب، أنه به تحديات كبيرة، أقول لك هذا لأن العصر الذي نحن فيه صعب فنحتاج أن نتمسك في الله أكثر، ليس لأنه صعب أننا نترك الأمر، لا فهو لأنه صعب يحتاج مني أني أراجع نفسي باستمرار لكي لا تتغير مبادئي، ولكي لا تبرد اشتياقات قلبي، ولكي لا تضيع رؤيتي للأبدية، إذا كان العصر صعب فيريد أن يقول لك : الله يعطي له طعم لذيذ جداً عندما تكون هناك ضغوط على الإنسان، يقول لك "حيث كثر الاثم تكثر هناك النعمة أيضاً"، ستجد أن كلما زاد الاثم في البشر كلما المتمسكين بالله والمحبين لوصاياه تزداد نعمتهم جداً، انتبه عندما نقرأ هذه الآية "حيث كثر الآثم تكثر هناك النعمة أيضاً" ليس معناها حيث كثر الآثم أنني أتجاوب مع الآثم فتكثر النعمة، لا بل حيث كثر الآثم في من حولي وأنا أرفض هنا تكثر النعمة، عندما يكثر الآثم في من حولي وأنا أرفض الآثم هنا تكثر النعمة جداً جداً جداً، على سبيل المثال عندما يذهب شاب ليعمل في مكان ممتلئ عثرات، لكنه متمسك في الله، يقول له يارب ساعدني، يارب أنا مضطر لهذه الوظيفة، أنت يارب تسندني تجد النعمة جاءت لهذا الشاب، وتجد هذا الشاب نور من داخل قلبه وعقله، حيث كثر الآثم تكثر هناك النعمة، لكن لنفترض أن شخص تجاوب مع الآثم الذي حوله، واستهتر، وسلم نفسه إلى الظروف وقال لك ماذا أفعل والظروف كانت هكذا، يقول لك لا هذا لا ينطبق عليه هذه الآية، الذي استطيع أن أقوله لك أنه حيث كثر الآثم تكثر هناك النعمة، أنه إذا كنا نحن نقول إن هذا الجيل الذي نحن فيه صعب، تحدياته كبيرة، لا أستطيع أن أعيش مع الله، أقول لك لا أنت عندما تتمسك في الله ستجد النور الذي فيك أصبح أكثر وضوحاً، هل النور يتضح أكثر في النور أم في الظلام؟ في الظلام، النور الذي فيك سوف يعلن، كلما زاد الظلام، أنت كيف تظهر كابن لربنا كلما كنت في وسط أشخاص لا يعرفوا الله، قيمتك تظهر أكثر عندما يكون الناس منصرفة عن الله أكثر، وأنت متمسك بكمالك، أنت وضعت في قلبك ألا تتنجس، أنت وضعت في قلبك أنك في وسط الجيل كله تكون أنت بالنسبة لهم شمعة، هؤلاء هم الذين أحقائهم ممنطقة، سرجهم موقدة، في كل وقت حتى متى جاء سيدهم، بمعنى في أي وقت، قال لك لأنه سيأتي بغتة فأنت لابد أن تكون في حالة إستعداد دائم، قال لك يمكن أن يأتي في الهزيع الثاني أو الهزيع الثالث طوبى لأولئك العبيد، لأنه إذا أي شخص علم متى يأتي السارق قال لك لسهر ولم يدع بيته ينقب وكونوا أنتم أيضا مستعدين لأنه في ساعة لا تعرفونها يأتي ابن الإنسان، الله يريدنا أن نعيش في حالة يقظة مستمرة، في حالة جهاد دائم، فمبارك الله الذي جعلنا لا نعرف متي سوف يأتي لأنه من الممكن إذا أعلمنا متى سيأتي لكل شخص منا يمكن أن نعيش في لهو، نعيش في استهتار، نعيش في رخاوة، وحينما نعرف نستعد لكنه جعلك تعيش التوقع والترقب في أي وقت، في أي وقت، وتظل ساهر، قال لك هذا هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على عبيده ويعطيهم طعامهم في حينه، لابد أن نعيش الترقب، كل يوم نعتبر أنه يوم مجيء لربنا، تجد الكنيسة بحكمة تقرأ لك كل يوم في صلاة نصف الليل إنجيل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات يقول لك : " ولما انتصف الليل صار صراخ هوذا العريس" ما هذا؟ يريد أن يقول لك سيأتي، لكن من الممكن أنه يأتي في وقت أنت لا تعرفه، لا تنام، وإذا نمت لا يكن مصباحك منطفئ، وإذا مصباحك منطفئ لابد أن يكون معك زيت، الله يتأنى علينا جداً، ويعلم الضعف الذي فينا، يقول لك إذا نمت اجعله موقد، وإذا انطفأ اجعل لديك زيت، هذا هو السهر الذي يريدنا الله أن نعيشه، والاستعداد الذي يريدنا الله أن نعيشه.
جميل الإنسان يا أحبائي الذي يعيش في لذة التمتع بالحياة مع الله في كل وقت يأتي سيده ويجد اسمه على شفتيه، يجده في حالة نبضات قلب مختلطة بصلوات، يقول لك عن القديس العظيم الأنبا انطونيوس يقول لك كان انطونيوس يتنفس المسيح، يتنفس المسيح أقول لك نعم كان يتنفس المسيح لهذه الدرجة!، أنفاسه هي المسيح، معلمنا بولس قال لك "لي الحياة هي المسيح" حياتي هي المسيح، ما هذه حياتي أنا؟ هي المسيح.
جميل الإنسان يا أحبائي عندما يكون رؤيته لحياته صحيحة، جميل الذي يعلم ان فترة حياته هي فترة أعطيت له من قبل مراحم الله وصلاح الله لكي ما يكون أكثر بهاء، وأكثر إشراقا، وأكثر استعدادا، "طوبي لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين"، يأتي الله ماذا تكون حالة الإنسان التي يجدها، تخيل إذا كل واحد منا يراجع نفسه يقول إذا جاء الآن المسيح سيجدني ماذا أفعل؟، سيجدني ماذا افعل؟، ما هي افكاري، ما هي اهتماماتي؟، ما هي مشاعري؟، ما هي مشغوليتي؟، ما هو وقتي؟، إذا جاء العريس الآن في أي حالة يجدني؟، يقول لك هيا فهو يعطينا فرصة لكي تصحح نفسك لكن انتبه إذا كل فرصة لم تصحح وقتها ماذا يحدث؟ وقتها يقول لك أنت أحكم على نفسك قبل أن يحكم عليك.ربنا يعطينا حياة استعداد، يقظة، يعطينا أحقاء ممنطقة، سرج موقدة، ساهرين في كل حين، غير ساهين على أمر خلاص أنفسنا.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.