العظات

أثمار الروح الجمعة الثالثة من شهر بشنس

تنشغل الكنيسة في الفترة ما بين عيد الصعود وعيد حلول الروح القدس إستعداداً لحلول الروح القدس .. ويقول الإنجيل وقف يسوع في وسط الجموع وصاح قائلاً { إن عطش أحد فليقبل إليَّ ويشرب } ( يو 7 : 37 ) .. معروف عن يسوع أنه لم يصيح قط وهذا معناه أنه أراد التنبية على شئ خطير جداً جعله يفعل هذا .. كان هذا في العيد وهو يطلب منهم هذا .. يقول { من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي } ( يو 7 : 38 ) .. معلمنا يوحنا حتى لا نتحير قال لنا أنه كان يتكلم عن الروح الذي لم يكن قد أُعطيَ بعد ( يو 7 : 39 ) لهذا وضعت الكنيسة هذا الجزء للمؤمنين المزمعين أن يقبلوه بعد يومين في عيد حلول الروح القدس .. من التشبيهات البديعة في الكتاب المقدس عن الروح القدس أنه « ماء » لأنه لا يوجد مكان ذات قيمة ليس به ماء .. مثل قطعة الأرض الصحراوية المقفرة التي ليس لها قيمة .. ولكن عند دخول الماء إليها قيمتها تزداد ويظهر بها الحياة من خضرة ومباني وأُناس نحن أيضاً نختلف فيما بيننا ولكن الفرق في وجود الماء فينا « الروح القدس » .. الماء الذي يُروي ويُشبع لهذا خلق الله الماء أولاً ثم الأرض .. الماء يُبنى عليه الكون كله .. فإنها من أسرار الحياة .. لأنه يستطيع الإنسان الإستغناء عن الطعام لكن صعب الإستغناء عن الماء .. نسمع في العهد القديم{ سواقي الله ملآنة ماءً } ( مز 65 : 9 ) .. أي ينابيع الروح .. لهذا يجب أن نتودد للروح القدس حتى يتجدد في داخله وتجري من بطنه أنهار ماء حية من صفات الماء التنظيف وهذا هو عمل الروح القدس لأنه يقدس ويطهر من الإتساخ الذي حدث لعينك ولجسدك وعقلك وأفكارك .. هو المسئول أن يعتقق .. من تشبيهات الروح القدس أنه « نار » .. وعمل النار حرق الشوك .. قديماً كان من ثمار الخطية على الإنسان أن الأرض تُنبت لك شوكاً وحسكاً( تك 3 : 18) .. والإنسان الذي وقع في الخطية في قلبه شوك وحسك في فكره وحواسه .. إجعل الروح القدس داخلك باستمرار حتى يُرجعك إلى صورتك الأولى يقول يسوع المسيح عن الروح القدس أنه يبكت على خطية .. بر .. ودينونة ( يو 16 : 8 ) .. يبكت عن خطية عند لومه لك عليها .. ويبكت على بر عندما يقول لك لماذا لم تُمتع نفسك وتأخذ بر المسيح ؟ .. قديماً حزقيال النبي رأى رؤية جميلة جداً { ثم أرجعني إلى مدخل البيت وإذا بمياهٍ تخرج من تحت عتبة البيت نحو المشرق لأن وجه البيت نحو المشرق ( أي كنيسة العهد الجديد ) والمياه نازلة من تحت جانب البيت الأيمن عن جنوب المذبح ( أي مياه كثيرة ) ثم أخرجني من طريق باب الشمال ودار بي في الطريق من خارج إلى الباب الخارجي من الطريق الذي يتجه نحو المشرق وإذا بمياه جارية من الجانب الأيمن .. وعند خروج الرجل من المشرق والخيط بيده قاس ألف ذراعٍ وعبرني في المياه والمياه إلى الكعبين ثم قاس ألفاً وعبرني في المياه والمياه إلى الركبتين .. ثم قاس ألفاً وعبرني والمياه إلى الحقوين .. ثم قاس ألفاً وإذا بنهرٍ لم أستطع عبوره لأن المياه طمت مياه سباحةٍ نهرٍ لا يعبر } ( حز 47 : 1 – 5 ) .. هذه هي ينابيع الروح المتدفقة من الله وكنيسته .. الروح القدس الذي يريد الله أن يمتع شعبه به وأزال منك آثار خطايا وظلمة لأن ينابيع المياه من أجل نقاوتنا وبرنا .. ونحن نشتكي من عدم وجود مياه تخيل لو رأينا المياه لم تأتي عند الناس لأنها لا تخرج من عند الهيكل .. عندما يكون هناك نفوس منكسرة ومنسحقة وتإن من ضعفاتها وخطاياها .. قديماً من كذب على الروح القدس يموت .. من نشاط الروح القدس قديماً في كورنثوس .. يقول بولس الرسول عن الولد الذي أخطأ { إعزلوا الخبيث من بينكم } ( 1كو 5 : 13) .. أما الآن أصبحت الناس متآلفة مع ضعفاتها وخطاياها لأن الروح القدس ضعيف .. عمل الروح القدس فينا أن يملأنا بينابيع مياه حية لأجل الضعيف الذي بيننا .. لكي يجرف منك تيارات الشر المتراكمة .. ينابيع تعطيك سر حياة عِوَض عن الموت نرى أن المواعيد العظيمة في الكتاب المقدس أُعطيت عند آبار لأن الآبار إشارة للروح القدس .. أبونا إبراهيم أخذ الوعد بعد حفره للبير .. إسحق نبش الآبار التي ردمها الفلسطينيين .. إسحق تعرف على رفقة لكي يتزوج بها عند بير .. يعقوب يتقابل مع راحيل عند بئر .. المكان عندما يكون فيه بئر إذن هو صالح للحياة .. الله حفر بئر داخل كلٍ منا من يوم العماد .. إشرب وإشبع لأن مشكلة البئر عندما تتركه ولا تأخذ منه مثل الروح القدس فتودد إلى الروح القدس .. ولهذا يقول داود النبي { وروحك القدوس لا تنزعه مني } .. لأنه رأى شاول عندما فارقه روح الرب ودخله روح ردئ فجاءوا بداود لكي يعزف ويرنم له .. عندما أخطأ داود خاف جداً أن يفارقه روح الرب فأخذ يتودد إليه .. الروح القدس هو الذي يحرك الضمير .. هو المسئول عن تجديد ملامحنا التي أفسدتها الخطايا إقرأ عن ثمار الروح القدس .. محبة .. فرح .. سلام .. طول أناة .. لطف .. صلاح .. إيمان ( غل 5 : 22 ) .. عندما تكتشف أن حياتك غير منتظمة تُحرم من كل هذا لأن الروح القدس لا يعمل داخلك وتبذل مجهود بلا فائدة .. الأمور لا يمكن أن تتحسن لو تغيرت الظروف .. المشكلة داخل الإنسان دائماً مثل أبونا آدم فلا يوجد أسعد منه في الفردوس ولكن عندما إهتز بداخله طُرد من الفردوس .. المشكلة أنه يجب أن يراجع الإنسان ما بداخله من ميوله وأفكاره .. يجب أن يكون بداخله مقدس ومشاعره مقدسة وتسأل الروح القدس أن ينقيك رأينا قديسين أفواههم مملوءة نعمة .. وآباء الروح متجدد داخلهم .. رأينا عطايا الروح القدس السخية .. نحن أخذنا الروح القدس وعلينا أن ننشطه في هذا العيد .. فأننا لم نأخذه ثانياً ولكن نتقبله لكي يشتعل من جديد بداخلنا .. لا توجد خطية تقوى على الروح القدس .. لا توجد خطايا بلا حل فالروح القدس قادر أن يغير .. قادر أن يجعل من إنسان محب للمال إلى شخص يعطي أمواله .. قادر أن يحول من شاول الطرسوسي إلى رجل الله .. بولس الملئ بالروح القدس .. قادر أن يغير ميول وإتجاهات .. قادر أن يغير أي ضعف .. الروح القدس هو روح قداسة .. هو الذي يعطينا التوبة ويعطينا روح صلاة وبر ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

نيقوديموس الذى أتى إليه ليلا الجمعة الثانية من شهر برمهات

قي إنجيل معلمنا يوحنا التلميذ والبشير أصحاح " 3 " يتكلم عن إنسان إسمه نيقوديموس رئيس اليهود – أي المجلس الأعلى لليهود – .. هو أحد أعضاءه .. وهذا المجلس مُكون من " 72 " عضو من مشايخ اليهود يتحكموا في كل الأمور المدنية الخاصة بمصالح اليهود .. هو واحد من أعضاء هذا المجلس ذو شأن كبير جداً وكان رجل لديهِ تساؤلات عند ربنا يسوع .. يرى حياته ونِفسه يقترب إليه ولكن مركزه منعه .. تجنب الإحتكاك والحديث في الأماكن العامة والأوقات المعروفة فذهب إليهِ ليلاً القديس يوحنا يقول في إنجيله كلمة في منتهى الرقة تُعبِّر عن الحدث .. لم يقُل عليه أنه خائف أو جبان أو أي صفة سلبية واكتفى أن يقول عليه أنه " أتى إليهِ ليلاً " رغم أنه كررها أكثر من مرة .. " الذي أتى إليهِ ليلاً " .. نعرف أن نيقوديموس هو الذي ذهب مع يوسف الرامي ليُنزِلوا جسد يسوع من على الصليب .. ويتذكرها القديس يوحنا فيقول " الذي أتى إليهِ ليلاً " أيضاً نيقوديموس هذا لديهِ المعرفة ولكن ليس له حياة .. عنده معلومات ولكن ليس عنده الإيمان الحي .. في أحداث الصليب لم نجد منه أي تعاطف رغم إنه بعد ذلك لم يحتمل ما رأه من تعذيب ربنا يسوع المسيح على الصليب .. وفي النهاية طلب الجسد مع يوسف الرامي ولذلك نقول بسبب الخوف من اليهود والمركز الإجتماعي والوضع بين الناس يعوق بركات كثيرة جداً على الإنسان .. حسابات الإنسان كثيراً ما تكون خاطئة .. ينظر الإنسان للأرض ولم ينظر إلى فوق وقلبه أيضاً كذلك .. حسب حساباته بسبب الخوف من اليهود المولود أعمى لم يخاف أن يُطرد من المجمع مثل نيقوديموس .. لم يخاف أن يقول أن هذا الرجل جعلني أُبصِر .. أحياناً يحتاج الإنسان أن يعمل هذه المفاضلة في حياته ويختار .. لذلك يقول الأباء القديسين في شرحهم للكتاب المقدس أن نيقوديموس هذا له إيمان الظلمة أو الظلام .. إيمان بالليل .. الإيمان الذي لا يستطيع أن يُعلنه .. إيمان غير مُعلن .. إيمان ناقص عنصر مهم جداً حي وفعال ونشيط .. يقول الأباء القديسين أن الإيمان النشيط يُحوِّل الخائف إلى شهيد .. مثل معلمنا بطرس الرسول أصبح لديهِ قوة بعد أن كان خائف لذلك عبَّر يوحنا في رقة عن هذا الإنسان ولم يقل أنه كان خائف أو جبان ولكن عبَّر بكلمة واحدة " أتى إليهِ ليلاً " .. كما قال أيضاً معلمنا يوحنا عن يهوذا عندما أعطاه الرب يسوع لقمة يقول { أخذ اللقمة خرج للوقت وكان ليلاً } ( يو 13 : 30 ) أي هذا العمل للظلمة التي دفعته لذلك قال نيقوديموس { يا مُعلِّم نعلم أنكَ قد أتيتَ من الله مُعلِّماً } ( يو 3 : 2 ) .. هذه الكلمة تدل على أنه لديه يقين في أن ربنا يسوع عنده شئ فريد جداً .. كلمة " مُعلِّم " يقصد بها مرتبة عالية جداً مثل أستاذ جامعة .. مثل " رب .. رابي .. ربوني " .. هناك ثلاث درجات عند اليهود :- الرب ← مُعلِّم جماعة صغيرة من الأطفال . رابي ← مُعلِّم أكثر قليلاً . ربوني ← مُعلِّم المُعلِّمين . هنا يقول له " ربوني " .. { يا مُعلِّم نعلم أنكَ قد أتيتَ من الله مُعلِّماً لأن ليس أحد يقدر أن يعمل هذه الآيات التي أنت تعمل إن لم يكن الله معهُ } إنه مبهور بالآيات والتعاليم وعقله يقول أنه رابوني .. هو شخص ربنا يسوع المسيح .. هو مُعلِّم رغم أنه لم يتخرج من مدارسهم الرسمية .. هو على يقين أن معرفته كبيرة جداً .. كلمة " نعلم " أي الجميع يعلم والمجلس كله يعلم .. يوجد عند اليهود قديماً اعتقاد أن أي أحد يقوم بعمل آيات يُبقى يأخذ رتبة أو درجة أو كرامة أعظم من المُعلِّم .. لدرجة عندما يريدون قياس تقوى إنسان تُقاس بالآيات .. هذا الفكر راسخ عندهم .. أي الآيات دليل على أن المسيح رجل الله – قياس يهودي – أي أنه بدأ يؤمن أنه من عند الله ومُرسل من عنده ولكن لا يستطيع أن يعرف ويتأكد من هو المسيح وكرامة المسيح وماهيته نرى ربنا يسوع المسيح يُجاوبه إجابة مختلفة جداً وكأنه يُجيب عن أفكاره التي لم يُعلن عنها .. فقال الرب يسوع له { الحق الحق أقول لك } – إعلان عن التأكيد واليقين – { إن كان أحد لا يُولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله } .. وكأنه يقول له " إنتظر رويداً لأن هذا الكلام كله أسرار .. هذا الكلام يحتاج إلى خليقة جديدة .. وتحتاج أن تولد من فوق " .. تعجب نيقوديموس وقال { كيف يمكن الإنسان أن يُولد وهو شيخ } .. فيرد ربنا يسوع المسيح ويقول له { المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح } يريد أن يقول له هناك ولادتين واحدة من الجسد والأخرى من الروح .. فرق كبير بين ما يُنتسب للسماء بميلاده الجديد وبين ما يُنتسب إلى الأرض بميلاده الجسدي .. كل هذا يحتاج إلى إدراك على مستوى الأسرار وليس على مستوى التحليل العقلي .. لذلك حياتنا المسيحية تتلخص في أن المولود من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح وعنده دعوة مختلفة ويقين مختلف وحياة مرفوعة إلى فوق وإيمان يسلُك به ويقين في أمور غير مرئية .. هذا لأنه مولود من الروح نحن أخذنا عطية كبيرة جداً .. أخذنا ميلاد الروح .. هذا الرجل بكل معرفته لا يستوعب .. ولكن أنت بميلادك الفوقاني تقول " أؤمن وأعترف وأُصدِق " .. كيف تُصدق أن الخبز يتحول إلى جسد ؟أو كيف تُصدق أن الماء عندما ينزل فيه الطفل فإنه يُولد بالروح ويكون له نصيب في ملكوت السموات ؟ حذاري أن تكون مولود بالروح وتسلُك بالجسد .. وأنك مدعو أن تكون من مواطني السماء وأنت تعيش كمواطنين الأرض .. وأن يكون لديك المواعيد العظمى والثمينة وأنت ملهي في الأرض خسارة أن تحصر عقلك في الأمور التي تُرى .. بل أُحصر نفسك في الأمور التي لا تُرى .. أنت تسلُك كروحاني .. فهل قيود الجسد وروح العالم طاغية عليك وتقودك وتُنسيك طبيعتك ؟ أجاب يسوع وقال { إن كان أحد لا يُولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله } .. إيمان على مستوى روحي وميلاد جديد يحصل عليهِ الإنسان وطبيعة جديدة .. آه لو أدرك الإنسان أنه مولود من الروح وأعطى فرصة للروح تقوده وصدَّق المواعيد وسلك بالإيمان سيجد الكثير إختلف في حياته وأدرك أنه لا يعيش بالطعام والشراب .. أدرك معنى العفة ومعنى الحياة وجمال الأبدية .. كل هذا يأتي بالروح .. الروح في الميلاد الجديد يبطُل مفعوله .. الروح يريد أن يقوم بثورة في الداخل ونحن من نُقيِد الروح هذه كل اشتياق روحي يقودني له أتعطل وأعطل النعمة .. وهنا قال له الرب يسوع { الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب .. هكذا كل من وُلد من الروح } يريد أن يقول له أنه يأخذ الأمور على مستوى العقل فاجعلني أُحدِّثك على مستوى العقل .. فهل رأيت الريح تأتي شديدة جداً ولكنك لم تشاهد شئ ولكنك حاسس وشاعر وسامع ولكن لم ترى .. ولكنك تعرف أن هناك شئ لأنها قامت بشئ ملموس .. أوقعت شجر أو بيت ويوجد صوت الروح كذلك لا نعرف الأبعاد ولكن نعرف أفعالها .. ممكن أعطي فرصة أكبر للروح ليظهر مفعولها في حياتي .. لذلك أقول الروح القدس وروح الله والميلاد الفوقاني أعطاك تصديق لأمور لا يستطيع الآخرون أبداً أن يُدركوها أو يفهموها – أبداً – .. من قادر أن يفهم التجسد أو الصليب أو المعمودية أو الأسرار والكتاب المقدس والمواعيد وطبيعة الحياة السماوية وتفاهة العالم .. كل هذا يحتاج إلى الروح .. وأنت أخذت الروح التي تجعلك تُصدق كل هذه الأسرار .. الروح الذي يُغيِّر كيانك وفِكرك .. هل يصح أن أسلُك كما الذين لم يأخذوا هذه الروح .. كيف ؟إن أخذت الروح هل أسلُك كإنسان سماوي في ميولي واتجاهاتي وأفكاري أم يحكمني قانون العالم والجسد ؟ الروح القدس عمله سري لذلك شبَّههُ بالريح ولكنك تُدركه وتُدرك آثاره .. الكنيسة تريد أن تقول لك أنك في فترة الصوم هدفها أن نُطيع الروح والريح التي بداخلنا نخضع لها ونسلُك بالإيمان وأتحول من ميل للعالم إلى ميل للسماء .. كل نداء بر ورغبة قداسة أطاوعها أحياناً نرى أُناس درجة حياتهم الروحية تصل إلى العجب .. حياة عفة وتسامح وصوم ويُعطي ويبذل .. كل هذا يُثير العجب .. فيقول لا تتعجب لأن الأمور الروحية تحتاج إلى إيمان وتصديق ووعي لا تأخذ الأشياء بفتور ومظاهر بل أُدخل للجوهر والأعماق وكل الأسئلة لها إجابة .. إطرح نفسك .. وإن كان نيقوديموس أتى إليهِ ليلاً تعال أنت إليهِ نهاراً .. وإن كان نيقوديموس خائف فلا تخف أنت .. تكلم معه في كل وقت وهو مستعد على أن يجاوبك ويعطيك على قدرة استيعابك ويُعطيك على مستوى استعدادك .. أعطي أكثر من استحقاقات نيقوديموس .. لم يقل له لماذا تأتي ليلاً .. لم يصرِفه ولكنه أطال أناته وتكلم معه وإن كان لم يُظهر داخله ما بداخله ولكن عن طريق أسئلة جاوب عنها بفكره وعدم إيمانه هذا هو أجمل ما في شخص ربنا يسوع .. أطرح نفسي أمامه ويعلمني أسرار .. عليَّ أن أصدق وأخضع وأفعل وأغيَّر إنساني الداخلي وأتحول في النهاية إلى تلميذ لربنا يسوع المسيح .. لذلك الكتاب المقدس ومُعلمي الكنيسة يقول أن نيقوديموس هذا صار تلميذاً لربنا يسوع .. هذا هو التحول الذي النفس مدعوة له .. إن كان الإنسان في البداية متردد وخايف المسيح يقول لنا إنه يدعونا أن نُولد من فوق وعليك أن تسلُك بالروح ويتغير كيانك على مستوى فِعل حياة داخلية ربنا يعطينا أن نُدرك ونسلُك بالروح وأن نكون أُمناء لدعوتهم ونسلُك حسب ميلادنا الفوقاني ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته وبركته له المجد دائماً أبدياً آمين

نصيب الكنعانية الجمعة الرابعة من شهر أمشير

في الجزء الخاص بالمرأة الكنعانية في الإنجيل المبارك يُرينا كيف يكون الإنسان بلجاجتهِ وإيمانه ينول نصيب في مراحم الله .. وكيف أن النفس البعيدة ممكن جداً تكون قريبة .. خرج يسوع من هناك وأتى إلى تخوم صور وصيدا .. أي أقصى الشمال بالقرب إلى سوريا وهي أواخر الأماكن التي ذهب إليها الرب يسوع في كرازته هي صور وصيدا يُعرف عن هذه الأماكن أنها مليئة بالأمم .. فعندما ذهب يسوع كانت هناك إمرأة كنعانية خرجت من المسكن الخاص بها لتبحث عن موكب ربنا يسوع المسيح .. { وإذا امرأة كنعانية خارجة من تلك التخوم صرخت إليهِ قائلةً ارحمني يا سيد يا ابن داود } ( مت 15 : 22 ) .. إمرأة كنعانية غريبة عن المسيح وكيف تقول " الرب ، ارحمني " ؟! وكيف عرفت " ابن داود " ؟ من الواضح أن ربنا له في كل مكان وفي كل زمان شهود وله من يُباركه حتى لو كان غير معروف من الواضح أن هذه المرأة تحمل في قلبها إيمان عالي جداً بالسيد الرب .. بابن داود .. رغم إنها غير محسوبة بأنها من رعية بيت الله .. ولكنها أخذت نصيبها من خلال إيمانها ولجاجتها الموكب يسير وهناك ازدحام غير عادي وهي من بعيد تصرخ .. وهي تعرف إنها غير مدعوة لهذا الموكب .. فسمعها السيد المسيح وأيضاً التلاميذ .. ولكن المسيح صمت .. فقالت { ابنتي مجنونة جداً } أما يسوع لم يجبها بكلمة فازدادت في الصراخ حتى اضطرت أن تعمل لون من ألوان الإزعاج .. فتضايق التلاميذ لذلك وحاول الجميع إسكاتها ولكنها ازدادت .. وعرفوا إنها كنعانية ومع ذلك تقول" ارحمني ، ابن داود ، الرب " تكلم التلاميذ مع يسوع وقالوا له " ياريت تسكِّتها وتصرِفها " .. كل هذا والرب يسوع صامت والصُراخ يزداد .. وعندما تكلم تلاميذه قال { لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة } .. فأتت واقتربت وأيقنت أن هناك رفض فجاءت وقالت له { يا سيد أعني } ثم سجدت لهُ .. هذا هو إيمان المرأة الكنعانية والكنيسة وضعِت هذا الجزء من الإنجيل في الصوم الكبير لتقول لنا ينبغي أن تأخذ نصيبك من هذا الصُراخ لتأخذ نصيبك من الإستجابة الإبنة في الكتاب المقدس تُشير أحياناً إلى النفس .. أنت " نفسك " الشيطان أزعجها وفي بشارة معلمنا متى يقول { ابنتي مجنونة جداً } .. وأحياناً يشتكي الإنسان من نفسه المجنونة جداً .. أتفه شئ يجعله يثور .. يقع بسهولة في الخطية .. يشتهي ما لغيره .. غير مُتزن في تصرفاته .. غير حكيم في ترتيب يومه .. نفس مُنزعجة ومتقلبة المرأة الكنعانية إشتكِت من إبنتها المجنونة جداً .. بها شيطان .. النفس عدو الخير أحياناً يمتلكها ويوجهها كما هو يريد .. وهذا يحتاج صُراخ .. محتاجة أسير وراءه .. وإنت كلمته ولم يسمع .. فالمرأة من شدة مرض إبنتها تبنت هذه الآلام وظلت تصرخ وتقول { ارحمني يا سيد يا ابن داود } .. عندما تبنت هذه الآلام وهو لم يسمع لم تنصرف .. ولم ترجع كما نفعل نحن وننصرِف عن الله عندما لا يسمع .. وضَّحِت سؤال قلبها حتى لو كان هو لا يسمع تأثر التلاميذ بموقفها جداً وتشفعوا لها عند ربنا يسوع .. فإنها جاءت وسجدت سجود عبادة وليس سجود احترام .. الكنعانية آمنت أنهُ الرب وسجدت له سجود عبادة .. ما الذي عرفته عنه حتى يصل إيمانها إلى هذا الحد ؟ الكنعانية بإيمانها إخترقت حدود إسرائيل وصارت مندوبة أو سفيرة عن نصيب الأمم في المسيح .. من هم مِنْ خارج إسرائيل ينبغي أن يُشفوا .. والعدو إستعبِدهم والرب يسوع هو ينبوع الشفاء ولديهِ القدرة على الشفاء .. فقيل على الكنعانية غلبِت صمت يسوع وغلبِت رفض يسوع .. لجاجة الصلاة تغلِب الصمت وتغلِب الرفض .. وبإيمانها أثبتت إنها من البنين حتى وإن كانت كنعانية .. وأثبتت إنها أفضل من البنين عندما قالت { يا سيد أعني } وسجدت لهُ .. تعلم السجود أثناء الصلاة خاصةً أثناء الصوم الكبير وكثرة الميطانيات بخشوع وأنت تقول له " أغثني يارب " جميل في آباء الكنيسة أخذِهِم عبارات الكتاب المقدس .. صلوات قصيرة .. " إرحمني يا ابن داود " صلوة ثم تقول " إبنتي بها شيطان " ثم " أغثني يارب " .. هذه الكلمة أئن بها مثل المرأة الكنعانية التي كان بداخلها أنين لأنها ترى آلام إبنتها وترى عبودية الشيطان لها نرى رفض ليسوع لثالث مرة والرفض يزداد في قوته .. والمرأة تزداد في طلبها .. الرفض الأول عندما لم يجاوبها .. الرفض الثاني عندما قال لها { لم أُرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة } .. الرفض الثالث أصعب قال { ليس حسناً أن يُؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب } .. يوجد منهج يتِّبعه معنا ربنا يسوع المسيح .. يريد أن يرى إيماننا وصدقِنا ومحبتنا .. إنه أراد أن يُعلِّم كل من حوله بهذه المرأة والتلاميذ أيضاً كأنه يستدرج إيمانها ويُخرِج ما في باطنها من قوة لا تظن أن طِلبِتك لم تُستجاب أو حالتك غير جيدة والله لم يستجيب بعد .. فلا تظن أن صلواتك مرفوضة ممكن أن تنال ما تريده عن طريق إنك لم تنال ما تريده .. وكما يقول سيدنا البابا { كثيراً ما تكون إستجابة الصلاة في عدم استجابتها } أراد الله أن يُظهِر لجاجتها وهو عالِم في داخله أنه حتماً ينصِفها ولكنه أحب أن يُعلِّم بها .. أراد أن يُفجِّر ينبوع الإيمان بداخلها .. لم نتعود من الرب يسوع هذا الكلام الحاد .. تعودنا على الكلام اللطيف .. فإنك لا تشاء موت الخاطئ .. فأنت تدعو الكل للخلاص .. لماذا يارب تقول لها هذا الكلام الصعب ؟ يريد أن يقول لها أن الشعب يأكل على مائدة إسرائيل ويجب أن لا يُشاركهم أحد .. فإن اليهود في الموائد الفصحية ممنوع تماماً أن يقترب منهم غير المؤمنين ولا يشترك معهم هذه المرأة تعرف هذا وكان يجب أن تنصرف وهي حزينة .. ووجدناها ترد سريعاً وتضع نفسها على مستوى الكلاب وتقول { نعم يا سيد والكلاب أيضاً تأكل من الفُتات الذي يسقط من مائدة أربابها }لا تطمع في الأكل من على المائدة ولا أريد طعام البنين ولكن أطلب فُتات فقط .. أعرِف يارب إني غير مستحق أن أكُل من المائدة الخاصة بك ولكن اقبلني كأحد أجرائك وغير مستحق .. إنعِم يارب بالفُتات في معجزة إشباع الجموع تعرفنا على الفُتات .. والفُتات في المعجزة كان ضخم .. إثنتي عشرة قفة مملوءة .. هذا هو نصيب الجياع .. الفُتات من نصيب أي أحد لكن المائدة من نصيب البنين .. فإن مُنعنا من نصيب البنين نُمنع حتى من الفُتات .. فالكلب لا يُمنع من الفُتات أحد الأباء القديسين يقول على هذه المرأة أن حجتها أقوى من طلبها .. عندما تقف تتحدث إلى الله وقلبك منكسر وفي خشوع تدخل طِلبِتك إلى حضرتهِ .. لا تتكلم إليهِ بجسارة .. تقول المرأة رداً على كلام الله " نعم يارب " ولم تُقل له إنكَ أخطأت .. وتقول له " والكلاب أيضاً " .. قدمت المرأة دفاع عن كنيسة الأمم كلها إن كان الخبز للبنين فقط فإنه ظلم لأن الجياع لم تشبع .. فكيف يكون الفُتات موجود وهناك جياع ؟ أعطينا يارب تعزية صغيرة ونحن غير مستحقين أن نكون أبناء ولكن أعطيني يارب نصيب الكلاب .. أحتاج يارب إلى المائدة الخاصة بك ولا أستطيع الإنصراف بدون أن أشبع .. لا يرضى الله أن يفيض خبز من الشباعى وهناك جياع .. إنه لا يقبل أبداً تعطينا المرأة درس في اللجاجة والطِلبة .. تقول له إنها تطلب نِعمه وجُوده فكيف يأتي هو ولم تحصل هي على نِعمه ؟ كيف يكون لديها مشكلة ولم تأخذ الفرصة ؟ { نعم يا سيد والكلاب أيضاً تأكل من الفُتات الذي يسقط من مائدة أربابها .. حينئذٍ أجابَ يسوع وقال لها يا امرأة عظيم إيمانُكِ } .. أخيراً يارب نطقت بالنعمة .. وإن تأخرت فهي تأتي .. الخلاص قريب منا جداً ولكن ينتظر استحقاق وطِلبة وقلب منكسر .. { القلب المُنكسر والمتواضع لا يُرذلهُ الله } .. كما الكنعانية التي قدمت قلب منكسر .. أخذت مشوار طويل .. غريبة أن تكون كل الشخصيات التي وردت في الكتاب المقدس وظهر إيمانهم غالبيتهم من غير المؤمنين مثل قائد المئة الله رفض طلبها ولم يجبها لكي يُعلِّمنا بها .. بلغت بإيمانها ما يجعلها تُخرج سلطان الشيطان من إبنتها .. أكيد أن هذه المرأة لها نصيب في ملكوت السموات وعلِّمت كثيرين كيف تطلب وتستمر وكيف تتكلم بلياقة وبشعور عدم استحقاق هذه هي الشروط التي وضعتها لنا المرأة الكنعانية في كيفية التحدث إلى السيد الرب .. وقار + احترام + سجود .. إنها أخذت حق الأمم في خبز البنين والتي رفعت مستوى الأمم من شعب جالس في الظلمة إلى شعب أبصر نور .. شعب لا يعرف الله إلى شعب يعرف الله كما قال { سأدعو الذي ليس شعبي شعبي } ( رو 9 : 25 ) إستمر في طلبك واطلب بخشوع وتكلم معهُ لأنه السيد الرب واطلب الرحمة .. وإن لم يستجيب إستمر .. وإن لم يُجيب بكلمة أُصرخ أكثر .. ممكن تكون عدم الإجابة هي رغبة منه لكي يسمع صُراخك فازداد في اللجاجة .. بعد صُراخها سجدت ثم رَفَض فازدادت في الصُراخ واللجاجة وتقول له { نعم يا سيد والكلاب أيضاً تأكل من الفُتات الذي يسقط من مائدة أربابها } .. أراد الله أن يُعلِّمنا كيف نطلب وكيف يكون الخشوع والإنسحاق في الطِلبة .. فستجد استجابة وإن كانت مخفية وتأخرت فإنها ستأتي الله يعطينا إيمان الكنعانية حتى ننال هذا المدح والنعمة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

الدوافع والفضيلة الجمعة الثالثة من شهر كيهك

عودتنا الكنيسة في تذكار الأنبياء أن تتلو علينا ويلات الكتبة والفريسيين وكأنها تريد أن تعرفنا أن الأنبياء جاءوا منذرين للشعب ومهمتهم أن يقوِّموا كل تعدي صادر من الشعب وكأن صوت الأنبياء ينقذ كلٍ منا إلى خلاص نفسه .. إن أعمال الكتبة بها حماس واهتمام .. إنهم يطوفون الأرض والبحر ليتحول فرد واحد إلى اليهودية .. حياتهم مليئة بالتدقيق في كثير من الأمور يعشرون النعنع والشبث ( مت 23 : 23 ) .. من هنا نبحث عن أهداف الإنسان وأعماله .. فرد علينا الآباء القديسين بقولهم﴿ إن أردت أن تبحث عن القداسة في داخلك إسأل دوافعك ﴾ .. مثال على ذلك إن كنت صائم فما الدافع لصيامك ؟ بلا دافع أو لأنه لا يصح أن تصوم الكنيسة وأنت غير ذلك أو مجاملة لأهل بيتك أو بدون إقتناع ؟ ربما لتقوية الروح أو لأخذ فرصة أكبر للعبادة .. الذي يأتي إلى الكنيسة ما هي دوافعه ؟ روتين .. مجاملة .. رؤية آخرين ؟ ربما لا نستطيع أن نصل لما وصل إليه الكتبة والفريسيين رغم أنه غير مُرضي أمام الله لأنها دوافع ذاتية شكلية منحرفة .. إن الكنيسة تجعلنا نقف أمام أنفسنا كالمرآة لنرى الإنحرافات .. الهموم والمتاعب ومعرفة مدى إشتياقك لله أراد الآباء القديسين أن يعطونا مؤشرات بقولهم ﴿ إن المؤشر الحقيقي يكون عند وقوفك أمام الله في الصلاة ﴾ .. أو بقراءاتك في الكتاب المقدس لأن الدافع هو حب حقيقي .. إحذر أن تعمل أعمال فضيلة وأنت لا تعرف لماذا تفعل ذلك .. فإسأل دوافعك دائماً لأن النفس كثيرة الخداع يمكن أن تتلون وما أسهل أن يضيع هدف الإنسان .. فإن الكتبة والفريسيين عاشوا كذبة قضوا بها عمرهم أجيال وأجيال فتصور ظاهرة الرياء المنتشرة عبر الأجيال .. الله يكره الرياء ويرى شعب يكرمه بشكله لكن بدون جوهر حقيقي .. من أجل هذا يقول القديسين إن قليلاً جداً ذُكرت الويلات لأنه جاء لكي يعطي بركة لأنه نور إعلان للأمم فإنه يعطي تطويبات ولكنه إضطر أن يعطي ويل الله لم يعطي ويل للزناة أو للخطاة ولكنه أعطى ويل للمرائين .. إجعل داخلك نقي في تصرفاتك في أعمالك .. في كلامك .. في صلاتك في القداس وكما يعلمنا الآباء القديسين بما يسمى* بالغرض المستقيم * .. لماذا أصلي ولماذا أقف ولماذا أصوم ؟ إبحث في داخلك عن الدوافع الغير صحيحة وقاومها وضعها أمام الله حتى لا تكون كالقبور المبيضة ومن الداخل عظام أموات ورائحة عفنة في الشريعة اليهودية كل من يمر على أحد القبور أو جاء ظله على قبر وهو في طريقه إلى أورشليم ليقضي الفصح فإنه يتنجس ولا يصح له أن يُعيِّد الفصح خاصةً الغريب الذي يأتي ولا يعرف أماكن القبور فاستقروا على أن تُدهن القبور عند قدوم العيد بالأبيض حتى يصير علامة للغريب إكشف نفسك أمام الله حتى ترى ما يجب تغييره لذلك يحدثنا الله عن النظرة الرديئة وعن محبة العالم والمال الذي هو أصل كل الشرور .. ربنا يريد أن يدخل ويكشف أعماق الإنسان .. قديماً أمر الله الكهنة بإرتداء ملابس خاصة برئيس الكهنة مكونة من ثلاث قطع .. الجزء الخارجي عبارة عن ثوب أزرق × أحمر ويُجدل من خيوط الذهب .. والطابق الثاني من اللون الأزرق السماوي والجزء الأخير الداخلي يكون من اللون الأبيض لأنه ملاصق بالجسد .. لأن إذا كان الشكل من الخارج براق وجذاب فالمهم جداً أن من الداخل يكون أبيض .. الرداء الخارجي بلا أكمام حتى تظهر الأكمام البيضاء لأن النقاوة الداخلية يجب أن تنطبع على الأعمال فتظهر في الأيدي وأسفل عند القدمين لأن النقاوة الداخلية تظهر في الأعمال وفي الطريق نقي أولاً داخل الكأس لأن الله يهتم جداً به وهو الوحيد الذي يعرفه معك لذلك يجب أن أعرض ما بداخلي أمامه لأنه يعرف أعماق الإنسان .. يعرف كل إرادة قبيحة وكل دافع منحرف .. لذلك تهتم الكنيسة بأن تذكرنا بالويلات لتقول لنا إحذر أن تعيش في العهد الجديد وأنت إنسان شكلي مرائي كن صادق مع نفسك لأنك حبيت ربنا من كل قلبك .. أُضبط دوافعك الحقيقية واكشفها يقولوا ﴿ إن بداية معرفة الله الحقيقية هي بداية معرفة النفس الحقيقية ﴾ .. من هنا قال لهم ربنا يسوع أنكم تغلقون ملكوت السموات قدام الناس فأنتم لا تدخلون ولا تجعلون الآتين يدخلون لأنكم صعبتم الأمور على الناس تخيل أنه وصل الأمر إلى أن الشخص إذا لزم الأمر أن يغمض عينيه لكي لا تعثره مما يجعله يتخبط في طريقه في الناس والحوائط فكان يرى نفسه أكثر كرامة من غيره إذا زادت عدد الخبطات في رأسه .. وكانت هناك فئة تدعى * المرضودين * وإذا سألت أحد منهم عينك فقط المغلقة أم قلبك أيضاً ؟ إقلع عين الشر الداخلية .. جاهد .. رأوا اليهود أن المسافة بعيدة جداً عليهم .. أين هم من المخبوطين ؟الناس كانت تستصعب الحياة مع ربنا يسوع لذلك قال الله للكتبة والفريسيين أنتم أخذتم مفاتيح المعرفة ولكن لم تدخلوا ولم تدعوا الداخلون ليدخلوا .. فإن الناس كانت تتبعهم لأنهم لا يعرفوا ما ورد في التوراة لأن النسخ كانت نادرة جداً والناس تعتمد على الكتبة في التوجيه لأنهم فقط الذين يملكون نسخ من التوراة .. لذلك الرب يسوع كان يتحدث ويخاطب بإسلوبين :- (1) أما قرأتم (2) أما سمعتم لأن عامة الشعب كانت تعيش على السمع فقط دون القراءة لذلك إنطباعهم كان أن الوصية مستحيلة وصعبة إسأل دوافعك ومقدار الحب الذي تنفذ به الوصية شوف ضعفك وضعه أمام الله والله هو الذي يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا .. آمين

قزمان ودميان الجمعة الثالثة من شهر هاتور

في تذكار الشهيدين العظيمين قزمان ودميان المزمور يقول لنا { جُزنا في النار والماء وأخرجتنا إلى الراحة } ( مز 66 : 12) .. { أدخل إلى بيتك بمحرقاتٍ أُوفيك نذوري التي نطقت بها شفتاي }( مز 66 : 13 – 14) .. قزمان ودميان من أسرة بسيطة من خمسة أطفال .. توفى الأب ودخل ثلاثة أولاد الدير ودرس قزمان ودميان الطب .. الأم تقية .. كان قزمان ودميان يخدموا الله عن طريق شفاء الناس .. يُقال عنهم عندما يأتي مريض للعلاج يقف الأخوان ويرفعا يدهما إلى فوق ويُصليا على أن ينال المريض الشفاء رغم أن المرضى جميعاً من الوثنيين .. يروا الإثنان يُصليان بالدموع ويتضرعا من أجلهم .. وفي النهاية يرشم عليه علامة الصليب ويعطوا للمريض بعض من الأعشاب والعلاج ويخبروه بأنه سيُشفى باسم يسوع المسيح .. وعندما يحاول المريض إعطائهم أي مقابل يرفضوا بشدة .. شفاء كثير كان يحدث على يدهم .. وعندما يوجدوا في مكان يكون عليهم تجمع كثير من الناس ( نوع من أنواع الكرازة ) بالتأكيد بسبب كل هذه الأشفيا كثير جداً دخلوا في الإيمان .. وأما عدو الخير فلم يحتمل هذا المنظر فآثار عليهم بعض المتاعب .. إستدعاهم الوالي وحاول أن يثنيهم عن عزمهم وتم على يدهم شفاء كثير من الناس مما جعل الوالي نفسه يُعرض عليهم كمريض وتم شفائه بعد أن صليا له وطلبا له الشفاء .. فتركهم الوالي مما جعلهم يعملوا ما أرادوا .. وكان مجد عظيم للرب بواسطتهم وذاع صيطهم في أقطار المملكة كلها بعد أن جاءت إليهم الناس من كل المملكة جميل أن تستخدم وزناتك الطبيعية لمجد الله .. جميل أن تخدم الله ومجِّده بما تجيده .. المدرس .. الطبيب .. المحاسب .. وغيرهم حتى لو كانت لك إجادة في مهنة بسيطة .. يمكن أن تمجد الله وأنت في المجتمع .. يجب أن تؤثر في المجتمع عندما تعيش مع المجتمع آلامه واحتياجاته كيف يعالج أطباء الناس بلا مقابل حتى أطلقوا عليهم * مبغضي الفضة .. أو عديمي الفضة * .. مما جعل المملكة كلها تستعجب من هذا تذكر في السيرة الخاصة بهم أن دميان الأخ الأصغر عند علاجه لشخص أعطى له هدية فرفض بشدة هذه الهدية .. إلا أنه أصر على هذا مما جعل دميان يقبل هذه الهدية وقال في نفسه أن يعطيها لشخص آخر .. فعندما علم الأخ الأكبر – قزمان – بهذا حزن جداً من أخيه وقال إنه لم يلتزم بما إتفق عليه مع أخيه وإنه إختلف عن منهجه فاحتد عليه بشدة كيف نخدم المجتمع بالمهنة الخاصة بنا ؟ كيف نصل للمجتمع عن طريق محبة ليس لها هدف ؟ إخوتنا الكاثوليك عند الدخول إلى مكان للكرازة يقوموا بعمل شيئين .. بناء مستشفى وبناء مدرسة وكلٍ منهما ملحقة بكنيسة حتى يسمع المرضى أو الطلبة صوت الصلاة في خشوع .. يروا كهنة .. يروا المسيحيين المدرسين .. يروا معاملة مختلفة ( كرازة ) قزمان ودميان أيضاً كرزوا باسم المسيح بطريقة عملية بسيطة جداً وقدموا نموذج للإنسان المحب بلا هدف .. مما جعل الناس تريد أن تعرف الله بعد الشفاء فيتم شفائهم وعمادهم ويبدأ يعيش كمسيحي .. عدو الخير لم يهدأ لأن أُناس كثيرين دخلوا الإيمان عن طريق قزمان ودميان المسيحي في المجتمع إنسان محب .. عطَّاء .. أمين .. هدفه أن يشهد للمسيح .. جميل أن تعرف هدفك وعندما تسأل لماذا أنت هنا يقول لك إنه يمجد المسيح .. عندما زادت الكرازة إحتد عدو الخير وهيج عليهم المملكة مرة أخرى ولكن الأمر إرتفع إلى الرئيس وليس الوالي ويُدعى دقلديانوس .. جاء بهم وبأخواتهم الثلاثة من الدير وأتى أيضاً بأمهم .. وحتى يُزيد من أحزانهم قتل أمهم عندما رآهم متعلقين بها جميل أن تعيش شاهد للمسيح .. وأن تعرف أن رسالة في حياتك أن يظهر إسمه للناس .. وأن يُمجد المسيح من خلال مجده الشخصي .. { يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات }( مت 5 : 16) .. ويرى الناس فينا روح مختلفة .. ترى فينا حب بلا مقابل وبلا حدود .. صورة لمجد المسيح .. صورة لقوتة وإتضاعه وبذله .. وبعد كل هذا لا تجد كل الأمور سهلة .. فإنهم يطردوك ويُبغضوك ويهينوك ويُسلموك للمجامع وتُقدم للولاة .. فتقول في نفسك إنك يجب أن تكون من كبار رجال الدولة على الخدمات التي أؤديها .. ولكن لم يحدث ذلك ..{ من أجل اسمي } ( لو 21 : 17) قزمان ودميان إختاروا المجد السماوي .. رفضوا الفضة .. وكان معهم القوت الضروري وما زاد عن ذلك كانا يتصدقا به على الفقراء .. غير مرتبطين بشهرة أو كرامة .. أو محبة عالم .. يريدا المسيح فقط فهدفهم واضح واستخدما المَلَكَات والوظيفة الخاصة لأجل إسمه .. بيت يعيش للمسيح به ثلاث رهبان وإثنان لخدمة مجد الله ويُحضرا له قديسين .. بيت ينشأ في الأرض ويمتد إلى السماء عندما يفقد الإنسان كل هذه المعاني .. وبدأت الأمور داخله غير واضحة المعالم .. وابتدأ لا يرى إلا الأرض ويجري وراء شهواته ويُذل لها فحياته تُصبح بلا معنى وبلا رسالة .. رأينا قزمان ودميان وهما في سن صغير .. سن شباب .. رأينا فيهما نضج ورؤيا .. يرى الإنسان أن من حقه بعض التجاوزات في مرحلة شبابه .. هذا غير صحيح .. { اذكر خالقك في أيام شبابك } ( جا 12 : 1) .. أُذكر أن هذا هو زمن المحبة .. الجهاد والتعب .. أكثر من مرة يتعرض قزمان ودميان للإستشهاد ونرى أن الله يُرجعهم سالمين .. مرة من المرات وُضعوا في معصرة ومع ذلك جسدهم كان سليم .. { جُزنا في النار والماء وأخرجتنا إلى الراحة } .. ربنا يريد أن يقول لنا أن الجسد الذي هو محور إهتمامكم هو في يد الله لا يمكن أحد أن يمسه إلا بسماح من الله ذاته .. أنا أحدد وأقول فأنا ضابط الكل .. لا يستطيع أحد أن يأتي عليك بسوء ولا يمس شعرة أو عظمة من رؤوسكم إلا بإذني أنا .. وعندما أئذن تكون ممجد عندي يُقال عن القديس العظيم أبو مقار عندما كان يقف للصلاة يرفع يده عالياً وهذا يُزعج الشيطان جداً .. فحاول أن يعطيه إحساس أن يده ثقيلة جداً حتى يُنزلها ويأتي له بأصوات مزعجة .. يحاول يثنيه عن هذه العادة .. ولكن القديس أبو مقار يزيد من رفع يده إلى فوق .. يُقال عن عدو الخير أنه أتى بسيف وإندفع إليه حتى يقطع يده وأما أبو مقار ظل رافع يده ولا يخاف .. ونراه يقول له * لو كان سمح لك أن تقطعها فلتقطعها .. وإن لم يسمح لك لا تستطيع هذا * آبائنا الشهداء كان لديهم هذا الإحساس بأن حياتهم ليست في يد السياف .. ومصيره ليس في يد الملك .. ومستقبله مُدبر من عناية الله وإن سمح بالإستشهاد فهو غاية ما اشتهاه أن يكون مع المسيح فذاك أفضل جداً ( في 1 : 23 ) قزمان ودميان أعطوا لنا نماذج عملية لنعيش في وسط المجتمع .. كثيراً ما سمعنا عن قديسين عاشوا في صحاري وقلالي ونسك شديد ويمكن أن نقول أن سيرتهم غير مناسبة لنا لأننا نعيش في وسط الناس .. وأما قزمان ودميان فرفعوا إسم إلههم بمحبتهم وبذلهم ورؤيتهم الواضحة الله يعطينا أن نكون شهود له في كل مكان نُوضع فيه أن يجعل الجميع يمجدوه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل