العظات

درس من شخصية نحميا والجدية

درس من شخصية نحميا والجدية 1 جدية نحميا سبى نبوخذ نصر إسرائيل إلى بابل وهدمت أسوار أورشليم وصار الهيكل خراب إلى أن أنتهت مملكة بابل وأتت مملكة مادى وتولى كورش الملك وأمر برجوع بنى إسرائيل ورجعوا فى ثلاثة أفواج الفوج الأول بقيادة زربابل 537ق م الثانى بقيادة عزرا 458 ق م والثالث بقيادة نحميا 445 ق م فلما سمعت هذا الكلام جلست وبكيت ونحت أياماً وصمت وصليت أمام إله السماء الشعور بالمسؤلية يعترف بخطايا بنى إسرائيل التى أخطأنا بها إليك فإنى أنا وبيت أبى قد أخطأنا لقد أفسدنا أمامك لماذا وجهك مكمد وأنت غير مريض ما هذا إلا كآبة قلب كيف لا يكمد وجهى والمدينة بيت مقابر آبائى خراب وأبوابها قد أكلتها النار فلم أخبر أحداً بما جعله إلهى فى قلبى لأعملة فى أورشليم ,هلم فنبنى سور أورشليم ولا نكون بعد عاراً,إله السماء يعطينا النجاح ولا نكون بعد عاراً ثابت أمام إستخفاف الأعداء هل يحيون الحجارة من كوم التراب وهى محرقه إن ما يبنونه إذا صعد ثعلب فإنه يهدم حجارة حائطهم وكان للشعب قلب فى العمل نح 2:4 أقمنا حراساً ضدهم نهاراً وليلاً بسببهم كان نصف غلمانى يشتغلون فى العمل ونصفهم يمسكون الرماح والأتراس والقسى والدروع ....ولم أكن أنا ولا إخوتى ولا غلمانى ولا الحراس الذين ورائى نخلع ثيابنا كان كل واحد يذهب بسلاحه إلى الماء نح 23:4 وتمسكت بشغل هذا السور ولم أشتر حقلاً إنى أنا عامل عملاً عظيما ًفلا أقدر أن أنزل فالآن ياإلهى شدد يدى وحين هدد بالقتل أشاروا عليه أن يهرب فقال أرجل مثلى يهرب كمل السور فى اثنين وخمسين يوماً , إنه من قبل إلهنا عمل هذا العمل البناء الداخى للشعب نح 9 إنفصل نسل إسرائيل من جميع بنى الغرباء ووقفوا وأعترفوا بخطاياهم وذنوب آبائهم وقرأوا فى سفر شريعة الرب إلههم ربع النهار وفى الربع الأخير كانوا يحمدون ويسبحون للرب إلههم نح 3:9 كن جاداً تحديد الهدف الشعور بالمسؤليه الإجتهاد فى العمل التخطيط السليم إستخدام جميع الإمكانيات وتوظيفها الهدف بناء السور خلاص النفس البناء الروحى ربح الملكوت النجاح فى الحياة هدف وقتى هدف مرحلى هدف سامى وجميعهم فى خدمه الهدف السامى ودائما يكون الهدف السامى يتحكم فى كل الاهداف المرحلية قصه رجل أتاه ملاكه ليخبره بحزنه على إنصرافه عن الله وسأله ماذا تريد فطلب طلبات وأدرار الكرة الأرضيه وتحققت ولكن بعد أربعين سنة فوجد نفسه قد شاخ وأعلمه انه باق له ثلاثة ايام ويموت فإنزعج وطلب أن يصلى ويعطى ثروته .....ثم إرجع له الملاك الكرة الأرضية ليعود إلى شبابه ترى سيعيش كما كان قبل طاقاتى كلها توضع لحساب المسيح لا تحزن إن لم تحقق هدفك ولكن إحزن إن لم تحقق هدفك ولا تنشغل بأهداف ثانوية أنا مجدك على الأرض العمل الذى اعطيتنى لاعمل قد أكملته ثبت وجهه نحو أورشليم كن مثابراً وأشعر بضرورة ماتعمل وقيمتة ها أنا عامل عملاً عظيماً

الحشمة من وجهة نظر الاباء

مِنْ رِسالة مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول الأُولى إِلَى أهل كُورنثُوس الأصْحَاح 6 الأعداد 13 ، 19 ، 20 [ الجَسَدَ لَيْسَ لِلزِّنَا بَلْ لِلرَّبِّ وَالرَّبُّ لِلجَسَدِ . أمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّ جَسَدَكُمْ هُوَ هَيْكَلٌ لِلرُّوحِ القُدُسِ الَّذِي فِيكُمُ الَّذِي لَكُمْ مِنَ اللهِ وَأنَّكُمْ لَسْتُمْ لأِنْفُسِكُمْ . لأِنَّكُمْ قَدِ اشْتُرِيتُمْ بِثَمَنٍ فَمَجِّدُوا اللهَ فِي أجْسَادِكُمْ وَفِي أرْوَاحِكُمُ الَّتِي هِيَ للهِ ] .. نِعمة الله الآب تَحِل عَلَى أرواحنا جَمِيعاً آمِين كُنْت إِتكلِّمت معاكُمْ قبل كِده عِدَّة مرَّات عَنْ الحِشمة وَكُنْت كَلِّمتُكُمْ 3 مرَّات قبل كِده وَهَاقُول عَنَاوِين الثَلاَث مرَّات السَابِقة وَالنَّهارده بِإِذن الله بَكَمِّل وَلكِنَّه يُعتبر مُستَقِل ..النَّهارده هَنِكَلِّم عَنْ الحِشمة مِنْ وِجهه نظر الآباء القِدِّيسِين .. كُنْت كَلِّمتُكُمْ فِي المرَّة الأُولى عَنْ( الجَسَد وَمفهُوم الجَسَد ) وَقُلنَا أنَّ مفهُوم الجَسَد فِي المَسِيحِيَّة هُوَ أنَّهُ شِئ مُقَدَّس مِنْ الله كَقُول مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول [ أمَا تَعْلَمُونَ أنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ ] ( 1كو 3 : 16 )وَقُلنَا أنَّ هُناك فَارِق بينَ معنيان لِلجَسَد المعنى الأوَّل وَهُوَ " السُومَا " وَالمعنى الثَّانِي وَهُوَ" السَّارِكس " .. وَالسَّارِكس وَهُوَ الجَسَد الَّذِي يعمل فِي تيار الشَّر وَالسُوما هُوَ الجَسَد المُقَدَّس .. علشان كِده أبُونَا فِي القُدَّاس بِيقُول لَمَّا يَسُوع تَجَسَّد [ آفِتشِي سَارِكس ] يعنِي[ الجَسَد البَشَرِي ] .. أمَّا فِي نِهايِة القُدَّاس بِيقُول [ بِي سُومَا إِثؤواب ] وَيعنِي [ الجَسَد المُقَدَّس ] .. إِحنَا بِنَاخُذ " سَارِكس " أي " الجَسَد فِي الشَّر " وَيَتَحَوَّل إِلَى " سُومَا " يعنِي " جَسَد مُقَدَّس " بِتاعنا .. وَوِجهه نظر المَسِيحِيَّة فِي الجَسَدَان يعنِي شِئ مُقَدَّس كَقُول مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول [ لأِنَّنَا رَائِحَةُ المَسِيحِ الذَّكِيَّةُ ] ( 2كو 2 : 15 ) .. وَلَيْسَ شِئ دَنِس كَمَا فِي بعض الدِيَانات الَّتِي تنظُر إِلَى الجَسَد عَلَى أنَّهُ نَجَاسة .. [ ألَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أنَّ أجْسَادَكُمْ هِيَ أعْضَاءُ المَسِيحِ ]( 1كو 6 : 15 ) أمَّا فِي المرَّة الثَّانِية فَتَكَلَّمنَا عَنْ ( لِمَاذا نَلْبِس ؟ ) .. إِحنَا لِيه بِنِلْبِس ؟ قُلنَا أنَّ الإِنْسَان فِي البِداية – أي بِدَايِة الخَلِيقة – كان رَبِّنَا خلقه مِنْ غِير ثِياب وَلكِنْ لَمَّا أكل مِنْ الشَّجرة حَس إِنَّه هُوَ عِريان [ وَلكِنَّنِي أخَافُ أنَّهُ كَمَا خَدَعِتِ الحَيَّةُ حَوَّاء بِمَكْرِهَا هكَذَا تُفْسَدُ أذْهَانُكُمْ عَنِ البَسَاطَةِ الَّتِي فِي المَسِيحِ ] ( 2كو 11 : 3 ) .. وَهذَا مَا حدث أنْ خَدَعِت الحَيَّة حَوَّاء لأِنَّهُ كَانَ عِريان مِنْ الأوِّل وَلكِنَّهُ لَمْ يَحِس .. إِذن يُبقَى الإِحساس بِالعُري دَخل بِدِخُول الخَطِيَّة أي الشَّر هُوَ الَّلِي خلَّى الإِنْسَان يِكتِشِف إِنَّه عِريان فَحب يُستُر نَفْسه بِورق التِين فَلَقاه رِداء كَاذِب وَبعد كِده رَبِّنَا سَتَره بِأقمِصة مِنْ جِلد .. إِذن رَبِّنَا هُوَ الَّلِي عَايِز يِستُرنَا مِنْ العُري .. إِذن هُوَ أمر إِلهِي وَكُنَّا إِكَلِّمنَا فِي المرَّة الثَّالِثة عَنْ ( الجَمَالَ وَمفهُوم الجَمَال ) وَقُلنَا أنَّ الجَمَال هُوَ مِنْ الله وَيَلِيق بِهِ أنْ يُمَجِّد الله .. وَقُلنَا أنَّ أسْتِيرَ المَلِكة كَانِت جَمِيلة وَبِجَمَالهَا أنقَذِت شعبَهَا .. [ فَأحَبَّ المَلِكُ أسْتِيرَ أكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النِّسَاءِ وَوَجَدَتْ نِعْمَةً وَإِحْسَاناً قُدَّامَهُ أكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ العَذَارَى ] ( أس 2 : 17 ) .. وَقُلنَا أنَّ مُوسى النَّبِي كَانَ جَمِيل وَجَمَاله هُوَ الَّلِي جَذب إِبنة فِرعُون أنَّهَا تأخُذه .. إِذن مُمكِنْ الجَمَال يِخَلَّص وَمُمكِنْ الجَمَال يِهلِك وَالكِتاب يَقُول لَنَا [ الحُسْنُ غِشٌّ وَالجَمَالُ بَاطِلٌ ] ( أم 31 : 30 ) وَالنَّهارده هَنِكَلِّم معاكُمْ شِوية عَنْ وِجهة نظر آبَائِيَّة فِي هذَا الأمر .. لِيه بَكَلِّمَكُمْ عَنْ الموضُوع ده لأِنَّهُ فِي الحَقِيقة يعنِي شِوية نِلاَحِظ بعض التَجَاوُزات فِي مَلاَبِس الفَتَيات المَسِيحِيات وَيُلاَحظ بعض المَظَاهِر الخَارجة عَنْ تَعَالِيم الكَنْيسة .. وَيُلاَحظ أنَّهُ فِي وَسط المُجتمع الَّلِي إِحنَا عايشِين فِيه دِلوقتِي لَمَّا يكُون فِي ناس شكلهَا يعنِي كِده مِزَوِدَاهَا حَبِتِين فِي الزِينة وَالملبس يِعرف إِنْ الفتاة دِي فَتَاة مَسِيحِيَّة .. فَهذَا أمر مُؤسِف جِدّاً عَلَى الكَنِيسة وَعَلَى المَسِيح وَعَلَى المَسِيحِيَّة عَلَشان كِده لاَزِم نِعرف إيه هِيَّ وِجهة نظر الكَنِيسة كَمَا يَقُول مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول لِينَا[ لِكي تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ وَبُسَطَاء أوْلاَداً للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأنْوَارٍ فِي العالم ] ( في 2 : 15 ) .. وَنِعرف أيضاً إيه هِيَّ وِجهة نظر قِدِيسِي الكَنِيسة مِثْل قُول مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول [ لأِنَّ مَنْ يزرعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَاداً . وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُِدُ حيوةً أبَدِيَّةً ] ( غل 6 : 8 ) النَّهارده بِإِذن الله عَايِز أكَلِّم معاكُمْ فِي 3 نِقاط بِنِعمة رَبِّنَا .. (1) أهَمِية تَعَالِيم للآباء فِي الكَنِيسة .. وَبعد كِده (2) رأي بعض الآباء وَهَأعطِي لَكُمْ 3 نَمَاذِج مِنْ الآباء بِسُرعة خَالِص قِدِيس إِسمه القِدِيس كِبريَانُوس وَقِدِيس إِسمه القِدِيس يُوحَنَّا فم الذَّهب وَالثَّالِث قِدِيس إِسمه إِكلِيمندُس .. الثَّلاثة دُول عَايزِين نِعرف قَالُوا إيه عَنْ المَلاَبِس وَالثِياب وَالزِينة وَمُستحضرات التَجمِيل وَالأصباغ – كُلَّ حاجة .. قَالُوا كُلَّ حاجة كُوَيِس – .. (3) كَلِمة مِنْ عِندَ الرَّبَّ يَسُوع .. يعنِي 3 نِقاط :-

الصليب فى سفر التكوين

الصليب فى سفر التكوين الصليب فى فكر الله منذ الأزل وأعلنه الوحى الإلهى لنا فى الكتاب المقدس من خلال نبوات ورموز وعلامات كثيرة ندرس بعض منه فى سفر التكوين :- الصليب فى حياة أبونا آدم : تك 14:3 قال الله للحية أضع عداوة بينك وبين المرأة ، وبين نسلك ونسلها ، وهو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه وقد وضع الله عداوة بين إبليس والمرأة حتى يأتى السيد المسيح من نسل المرأة – دون زرع بشر – يسحق رأس الحية بالصليب التى سحقت عقب البشرية ... الصليب فى حياة هابيل الصديق:- ذبيحة هابيل الصديق كانت ترمز الي ذبيحة المسيح المحروقه علي الصليب وكانت مقبوله عند الله . احبنا المسيح ايضا و اسلم نفسه لاجلنا قربانا و ذبيحة لله رائحة طيبة (أفسس 5 : 2)وحين يقول الكتاب حسده لأخوه وقتله فى الحقل وهذا ما حدث مع السيد المسيح فصلبه على أيدى اليهود الذين أسلموه حسداً وصلبوه فى فستان الصليب فى حياة نوح :- كان الطوفان رمزا لعمل التجديد للطبيعة البشرية ، والفلك رمزا للصليب الذى حمل السيد المسيح معلقا لأجلنا ، فحمل فيه الكنيسة التى هى جسده المقدس ، كان لا بد من هلاك العالم القديم [ اإنسان القديم ] فى مياة المعمودية ليقوم العالم الجديد أو الإنسان الجديد الذى على صورة خالقه يحمل جدة الحياة أو الحياة المقامة فى المسيح يسوع إقامة مذبح للرب :- بدأت الحياة الجديدة بالعبادة خلال الذبيحة كما خلال الصليب ، فانتزعت اللعنة عن الأرض ( ع 21 ) ... أخيرا ما قدمه نوح كان رمزا لعمل السيد المسيح الذبيحى فى كنيسته ، وكما يقول الكاهن : [ الذى أصعد ذاته ذبيحة مقبولة على الصليب عن خلاص جنسنا ، فاشتمه أبوه الصالح وقت المساء على الجلجثة ] . أقام الله ميثاقا مع نوح وبنيه ، وجعل قوس قزح علامة للميثاق بينه وبينهم ، وبينه وبين نسلهم من بعدهم ، إذ جاء التأديب خلال الطبيعة ( الطوفان ) أقام الله العلامة فى الطبيعة علانية ( قوس قزح ) ، أما فى العهد الجديد إذ حمل السيد المسيح تأديبنا فى جسده جعل العلامة فيه خلال جراحات الصليب . الصليب فى حياة أبونا إبراهيم :- معركة كدرلعومر ورد السبي ورد الأملاك كانت إشارة واضحة لمعركة الصليب بين ربنا يسوع والشيطان التي فيها إسترد ربنا يسوع المسبيين والتي فيها يسوع جرد الرياسات والسلاطين وأظهرهم ظافراً بالصليب الحيوانات المشقوقة والطيور : بقى اليوم كله فى طاعة لله يزجر الجوارح دون أن يرى شيئا أو يسمع صوتا ، وقبيل مغيب الشمس صار فى سبات ووقعت عليه رعبة مظلمة وعظيمة .. لماذا ؟" غابت الشمس فصارت عتمة ، وإذا تنور دخان ومصباح نار يجوز بين تلك القطع " ( ع 17 ) ، إشارة إلى خلاص الناس فى الرب واستنارتهم بالروح القدس النارى . الرب الراقد على الصليب إذ ينزل إلى الجحيم يحملنا على كتفيه ويخرج بنا كما بأملاك جزيلة ، حاملا غناه ، وواهبا إيانا غنى الروح ، حتى متى جاء غروب العالم وإنقضاء الدهر يعلن خلاص أجسادنا ، ويعلن يومه العظيم كما بنار . ذبيحة اسحق الذي قدم ذاته للموت هو رمز لذبيحة الصليب حيث بذل الرب يسوع نفسه كرائحة ذكيه لله أبيه .(فيلبي2: 6)"اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله لكنه اخلى نفسه اخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس و اذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه و اطاع حتى الموت موت الصليب لذلك رفعه الله ايضا و اعطاه اسما فوق كل اسم"" فقال إبراهيم لغلاميه : إجلسا أنتما مع الحمار ، وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد ثم نرجع إليكما ... فأخذ إبراهيم حطب المحرقة ووضعه على إسحق إبنه وأخذ بيده النار والسكين وذهب كلاهما معا " ( ع 5 ، 6 ) . الخادمان اللذان أمرهما إبراهيم بالبقاء مع الأتان يشيران إلى الشعب اليهودى الذى لم يستطع أن يصعد ويبلغ إلى موضع الذبيحة ، إذ لم يريدوا الأيمان بالمسيح ، الآتان تشير إلى المجمع اليهودى ، والكبش الموثق فى الغابة بقرنيه يبدو أنه يرمز إلى المسيح ، لأن المسيح أوثق بين الأشواك بقرون إذ علق على خشبة الصليب وسمر بالصليب كان الكبش قويا ، وربطه إشارة إلى إرادة السيد المسيح أن يربط لاهوته حتى يتمم عملية الفداء الذى جاء من أجله .. ولا ينتقم من صالبيه ! عندما حمل إسحق الخشب للمحرقة كان يرمز للمسيح ربنا الذى حمل خشبة الصليب إلى موضع آلامه ، هذا السر سبق فأعلنه الأنبياء ، كالقول : " وتكون الرئاسة على كتفيه " ( إش 9 : 5 ، 6 ) أما القول : " فذهب كلاهما معا " فتشير إلى أن هذه الذبيحة هى ذبيحة إبراهيم كما هى ذبيحة إسحق ، قدم إبراهيم إبنه الوحيد خلال الحب الفائق ، وقدم الإبن ذاته خلال الطاعة الكاملة ، فحسبت الذبيحة لحساب الأثنين معا . الصليب فى حياة أبونا يعقوب :- السلم : إذ انطلق يعقوب هاربا من وجه أخيه عيسو ، محروما من عاطفة والديه واهتمامهما ، صار فى الطريق وحده معرضا لمخاطر كثيرة ، وسط هذا الضيق وضع يعقوب رأسه على حجر واضطجع فى ذلك الموضع ليرى السموات مفتوحة ، وسلما سماويا منصوبا على الأرض رأسه يمس السماء ، الأمر الذى لم يكن ممكنا أن يشاهده حين كان مدللا فى الخيمة تهتم به والدته وتضع الوسائد الناعمة تحت رأسه ! وسط الضيق والحرمان يتجلى الله ليسد كل عوز ويعطى بفيض أكثر مما نسأل وفوق أن نطلب إن كان الحجر هو السيد المسيح فإننا لا ننعم به فى حياتنا ؛ إذا كنا نعيش مدللين نطلب الإتكاء على الآخرين أما السلم الذى رآه يعقوب فهو صليب ربنا يسوع المسيح الذى بالإيمان نرتفع خلاله لننعم بالسماء عينها ثم أخذ الحجر وأقامه عمودا وصب عليه زيتا ،وانفتاح السماء على الأرضيين : فقد تمت المصالحة خلال السلم الحقيقى : " صـليب ربنــا يســــــوع " قطع العهد بين يعقوب ولابان:- رأى لابان أنه من الحكمة أن يقيم عهدا مع يعقوب صهره حتى لا يسىء أحدهما إلى الآخر ، وقد أقام يعقوب عمودا ، ثم عملوا رجمة ( كومة ) من الحجارة ليأكلوا عليها وليمة مصالحة ، ويكون العمود والرجمة شهادة وتذكارا للميثاق الذى قطعاه إن هذا العمود يشير إلى صليب ربنا يسوع الذى ارتفع على جبل الجلجثة مقدما جسده ودمه ذبيحة حب لنا وأقام هناك مذبحا ودعاه إيل إله إسرائيل " 20:33. أى دعاه : [ الله إله إسرائيل ] ، فقد جاء ليستقر فى حضن الله خلال الذبيحة المقدسه ليكن لنا فى قلبنا مذبح للرب ، فتكون أعماقنا كنعان الروحية التى يتجلى الله فيها خلال ذبيحة الصليب ! الصليب فى حياة يوسف المفترى عليه :- إذ نزل يوسف من بيت أبيه بالحب يبحث عن إخوته الضالين يقول الكتاب : " فلما أبصروه من بعيد قبلما اقترب إليهم احتالوا له ليميتوه ، فقال بعضهم لبعض : هوذا هذا صاحب الأحلام قادم ، فالآن هلم نقتله ونطرحه فى إحدى الآبار ونقول وحش ردىء أكله ، فنرى ماذا تكون أحلامه " ( ع 18 – 20 ) . تشفع فيه رأوبين فلم يقتلوه بل خلعوا عنه القميص الملون وألقوه فى بئر ماء فارغ . وإذ جلسوا يأكلون رأوا قافلة إسمعيليين قادمة من جلعاد جمالها محملة كثيراء وبلسانا ولاذنا لينزلوا بها إلى مصر فأشار عليهم يهوذا ببيعه عبدا لهم ، فباعوه بعشرين من الفضة ، وإذ رجع رأوبين إلى اخوته لم يجد يوسف فى البئر فمزق ثيابه ولم يعرف كيف يتصرف . ما فعله اخوة يوسف هنا حمل رمزا لما فعله اليهود مع السيد المسيح فى جوانب متعددة منها :- أ – لقد تحمل يوسف تعنيفا مرا من اخوته ، وقدم اليهود لوما للرب قائلين : " إننا لم نولد من زنا " ( يو 8 : 41 ) .. ب – عنما رأى اخوة يوسف اخوهم قادما ، ناقشوا موته ، وذلك كما فعل اليهود بيوسف الحقيقى ، المسيح الرب ، إذ صمم الجميع على خطة واحدة أن يصلب ، اغتصب اخوة يوسف ثوبه الخارجى الملون ، ونزع اليهود عن السيد المسيح ملابسه عند موته على الصليب ، تعرى لكى يستر خطايانا ! إذ نزع الثوب عن يوسف ألقى فى جب أى حفرة ، وإذ حطموا جسد المسيح نزل هو إلى الجحيم . رفع يوسف من الجب وبيع للإسماعيليين أى للأمم ، والمسيح إذ عاد من الجحيم إشتراه الأمم بثمن الإيمان ، هكذا كان يوسف رمزا للسيد المسيح والمشاورة ضده ، وفى إلقائه فى الجب ، وفى خلع ثيابه ، وفى بيعه للأمم . جـ - كما اشار يهوذا ببيع يوسف هكذا باع يهوذا السيد المسيح ... د – إذ ألقى الأخوة يوسف فى البئر الفارغة من الماء " جلسوا ليأكلوا طعاما " ( ع 25 ) ... وهكذا إذ دبر اليهود قتل السيد المسيح جلسوا يأكلون الفصح القديم كطعام يشبع أجسادهم لا نفوسهم بركة يعقوب لابني يوسف منسي وافرايم علي شكل الصليب حيث وضع يمينه بفطنه علي الاصغر دلاله علي ان البركه لن تاخذ الا بالصليب الذي باركه الرب بصلبه بدلا من كونه رمزا للعار والخذي فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و اما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله لانه مكتوب سابيد حكمة الحكماء و ارفض فهم الفهماء اين الحكيم اين الكاتب اين مباحث هذا الدهر الم يجهل الله حكمة هذا العالم لانه اذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله ان يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة لان اليهود يسألون آية و اليونانيين يطلبون حكمة و لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة و لليونانيين جهاله 1كو1: 18

إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفـــــــــــال

إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفـــــــــــال كَانَ التَلاَمِيذ مَشْغُولِين مِين هُوَ الرَئِيس وَمَنْ هُوَ الأعْظَم .. مَنْ الرَئِيس فُوْق فِي السَّمَاء ؟فَهُمْ بِيَبْحَثُوا عَنْ الشَكْل وَالوَظَائِف .. كَانَ هَؤلاَء التَلاَمِيذ يَحْمِلُوا إِسْمَك لِيُوَاجِهُوا بِهِ مُلُوك وَأبَاطِرَة وَوَلاَة وَجَلْد وَسَيْف .. هَلْ إِنْتَ يَارْبَّ مِش حَاسِس بَِضَعْفُهُمْ . وَلَكِنْ جَمِيل جِدّاً مَحَبِّة الله الَّلِي عَارْفَه كُلَّ الأُمُور وَتَكْشِف كُلَّ الضَعَفَات إِنَّه قَادِر أنْ يَجْعَل أوَانِي لِلمَجْد .. الْمَسِيح رُوحه القُدُّوس سَيُغَيِّر كُلَّ الضَعَفَات .. كُلَّ الضَعَفَات تَكُون مَاضِي .. فَهُوَ عَمَل نِعْمَة الله المُغَيِّرَة فِي الضَعْف البَشَرِي . رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح شَايِفْهُمْ يَقُولُوا مَنْ هُوَ الأعْظَمْ وَالأفْضَل .. عَجِيب أنَّ رَبَّنَا يَسُوع الْمَسِيح عَارِف ضَعَفَاتنَا وَمُتَأنِّي .. وَالغَرِيب أنْ نَكُون مَعَ يَسُوع فِتْرَة طَوِيلَة وَضَعَفَاتنَا كَثِيرَة وَخَطَايَانَا مَعَانَا وَمِنْ الوَاضِح أنَّ النَّاس دِي لَيْسَ مِنْهَا رَجَاء . الرَّبَّ دَخَل فِي حِوَار مَعَ بَعْض النَّاس وَقَالُوا إِنْتَ عَمَلْت كُلَّ شِئ مِنْ أجل الإِنْسَان وَلَكِنْ العَالم سَيَعْرِفُوا إِزَاي إِنَّك هُوَ الْمَسِيح ؟!!! فَرَد الْمَسِيح عَنْ طَرِيق تَلاَمِيذِي .. فَضَحَكُوا هَؤلاَء النَّاس .. هَلْ هُمَّ دُول الَّلِي يِتحَمِّلُوا الكِرَازَة ؟ فَأجَابَهُمْ يَسُوع إِنِّي أثِق فِيهُمْ وَقَدْ كَان وَصَارُوا مَوْضِع ثِقَة وَمَسْئُولِيَة وَأوَانِي لِلرُّوح .. عَجِيبَة نِعْمِة رُوح رَبِّنَا الَّتِي تُغَيِّر الإِهْتِمَامَات .. مَهْمَا كَانِت إِهْتِمَامَاته أرْضِيَّة وَفِكْره مَحْصُور فِي الأرْضِيَات وَكَأنَّ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح يَقُول لَنَا أنَا بَشْتَغَل فِي نَاس فِيهُمْ نَفْس الضَعْف . وَلإِنْحِصَارهُمْ فِي ذَاتهُمْ رَاحُوا لِيَسُوع لِيَسْألوه مَنْ هُوَ الأعْظَمْ فِي مَلَكُوت السَّموَات ؟ فَدَعَا طِفْلاً وَسَطْهُمْ وَقَالَ { الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّموَاتِ } ( مت 18 : 3 ) .. تَجَاوَز عَنْ ضَعَفَاتهُمْ مِنْ يُوْم مَا اخْتَارهُمْ هُمْ مَسَاكِين فِي كَرَامَة وَهُوَ يَرْفَع مِنْ شَأنُهُمْ لِيُعْطِيهُمْ مَفَاتِيح مَلَكُوت السَّموَات .. إِنْتَ عَارِف إِنِّي ضَعِيف ..كُلَّ فِكْرِي فِي الأرْض وَلَكِنْ إِقْتِدَار النَّعْمَة المُغَيِّرَة الَّتِي تُحَوِّلنَا مِنْ أوَانِي لِلهَوَان إِلَى أوَانِي لِلمَجْد . يَسُوع عَالِج الضَعْف بِطَرِيقَة إِيجَابِيَّة ( بِالتَفْكِير الإِيجَابِي & التَفْكِير البَنَّاء ) .. إِنْتُمْ بِتفَكَّرُوا بِطَرِيقَة أرْضِيَّة وَأمَّا إِحْنَا بِطَرِيقَة سَمَاوِيَّة .. كَانَ مِنْ المُمْكِن أنْ يَقُول الْمَسِيح لَهُمْ هكَذَا وَتُصْبِح خِنَاقَة فَكَان يِكُون فِهْمُهُمْ بَسِيط .. وَلَكِنْ تَصَرُّف رَبِّنَا يَسُوع الإِيجَابِي البَنَّاء لَمَّا جَاب الطِفْل وَقَالَ { إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّموَاتِ } .. مَثَل لاَ يُنْسَى ..عَلَشَان كِده إِحْسَاسهُمْ بِالعَظَمَة هُوَ أعْظَم عَائِق لِدُخُول مَلَكُوت السَّموَات .. { إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّموَاتِ } .. " لَنْ تَدْخُلُوا "مَعْنَاهَا " مُسْتَحِيل " وَلِذلِك كَانَ لاَبُد مِنْ التُوبَة - فَالتُوبَة مِيطَانيَة تَغيِير الإِتِجَاة وَالمَفْرُوض الإِنْسَان أنْ يَتَغَيَّر .. يَارْبَّ إِزَاي أتغَيَّر ؟ إِزَاي يِكُون لِيَّ الفِكْر بِتَاع الْمَسِيح يَسُوع ؟وَهَلْ أنَا مَاشِي صَحْ وَلاَّ .. لأ .. ؟ .. لاَزِم نِرْجَع وَنَصِير مِثْل الأوْلاَد .. نَتَغَيَّر لِلْمَسِيح يَسُوع .. نَعِيش فِي وَصِيَة الإِنْجِيل وَفِي وَصِيَة الْمَسِيح فَهُوَ يُقَدِّس طَبْعَك وَيُغَيِّر فِكْرَك . عَجِيب أنَّ رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح لَمَّا جَاءَ يُكَلِّمَهُمْ وَضَعَهُمْ فِي خَجَلٍ شَدِيد وَكَأنَّهُ يَقُول مِش عَايِز أتكَلِّم مَعَاكُمْ كَثِير بِدُون سَفْسَطَة فِي الكَلاَم وَكَثْرِة كَلاَم .. فَدَعَا طِفْلاً وَأقَامَهُ فِي وَسَطِهِمْ فَمَنْ إِتَضَعْ مِثْل هَذَا الصَبِي فَهُوَ الأعْظَمْ فِي مَلَكُوت السَّموَات .. العَظَمَة هِيَ الإِتِضَاع .. فَالعَالم يِغْرِينَا بِالرِئَاسَة وَالعَظَمَة وَيِجْعَلهَا مَوْضِع الصِرَاع وَيِخْسَّرْنَا المَلَكُوت .. تِعِيش فِي هذِهِ البَسَاطَة وَهذِهِ القَامَة هِيَ الرُّجُوع فِي حَالِة البَرَارَة الأُوْلَى .. هِيَّ دِي تِجْعَلَك عَظِيم .. إِرْجَع فِي قَامِة الطِفْل الصَغِير . يِسْتَخْدِم طُرُق إِقْنَاع قَوِيَة جِدّاً وَفِي نَفْس الوَقْت بَسِيطَة جِدّاً .. العَالم الآن يَتَفَنن فِي فَنْ التَدْرِيس وَتَقْدِيم المَعْلُوْمَة .. فَهُوَ لَمْ يَقُل فَقَطْ { إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ } بَلْ أيْضاً أحْضَر الطِفْل .. فَالْمَسِيح لَهُ كُلَّ المَجْد صَاحِب مَنْهَج فِي التَعْلِيم .. لَمَّا يِتَكَلِّمُوا عَنْ وَسَائِل الإِيضَاح رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح كَانَ يَسْتَخْدِم وَسِيلِة إِيضَاح لِيُقَرِّب الحَقِيقَة وَيُقَدِّم فِي ذلِك أمْثَال لِلتَوْضِيح مِثْل الدِرْهَمْ المَفْقُود( لو 15 : 8 – 9 ) الرَّاعِي وَالخَرُوف ( مت 18 : 12 – 13 ) مُمْكِنْ أي وَاحِد عَايِش يِتعَرَّض لِهَذَا المَوْقِف .. فَأحْضَر فِي هَذَا المَثَل طِفْل وَوَقَّفه فِي وَسَطِهِمْ أوْ مَثَل خَرَجَ الزَّارِع يِزْرَع وَكَانَ الرَّجُل يَضْع البِذَار وَيَجْعَلَهُمْ يَتَخَيَّلُوا الكَلاَم ( لو 8 : 5 ) .. فَالْمَسِيح صَاحِب أُسْلُوب بَدِيع ..الْمَسِيح صَاحِب أُسْلُوب بَدِيع عَايِز النَّاس .. يِنْزِل لِمُسْتَوَى النَّاس ثُمَّ يَصْعَد بِهُمْ فِي أفَاق الرُّوح . قِصَّة تُوَضِّح أهَمِيِة الإِتِضَاع .. زَي رَاهْبَة تُرِيد أنْ تَعْمَل أعْمَال عَظِيمَة مِثْل إِنْشَاءَات عَنْدَهَا آمَال كِبِيرَة وَطُمُوحَات عَاليَة وَالأُم الرَئِيسَة تَمْنَعْهَا فِي كَثِير مِنْ الأحْيَان مِنْ أدَاء أُمُور عَظِيمَة .. فَذَهَبِت هَذِهِ الرَاهِبَة لِتَشْتَكِي إِلَى أب إِعْتِرَافهَا عَنْ مَنْع الأُم الرَئِيسَة لَهَا فِي تَصَرُّفَاتهَا وَآمَالهَا العَظِيمَة . فَرَد عَلِيهَا الأب الكَاهِن إِنَّهَا هِيَ تِمْنَعِك مِنْ الأُمُور العَظِيمَة لِتُسَاعِدِك عَلَى الإِتِضَاع حَتَّى لاَ تَنْشَغِلِي بِأُمُور عَظِيمَة وَلاَ تَنْسِي حَقِيقِة أنْ تَرْجَعِي وَتَصِيرِي مِثْل الأطْفَال .. هِيَّ دِي القَامَة الَّتِي سَتَدْخُل مَلَكُوت السَّموَات . الوَاحِد يَتَأمَّل عِنْدَمَا يَقِف أمَام الطِفْل يَقُول دَه إِيه الزَمَن الَّذِي أحْدَث لِي هَذَا الفَسَاد طِبَاعِي فِسْدِت وَغَرِيزتِي تَدَنَّسِت وَصُوْرِتِي تَشَوَّهِت .. الْمَسِيح يِقُول إِرْجَع جِوَاك إِمْكَانِيَات تِعِيش فِي طَهَارِة الأطْفَال فِي عَالم كُلَّه دَنَس .. تِعِيش فِي بَسَاطِة الأطْفَال فِي عَالم كُلَّه كَرَاهِيَّة بِالرُّوح القُدُس الخَلاَّق .. الْمَسِيح إِسْتَوْدِعهُولَك مِنْ الدَّاخِل يِشَكِّل فِي إِنْسَانَنَا البَاطِنِي لِيِرْجَع فِي قَامِة الطُفُولَة ..طُول مَا نُقْعُد مَعَ رَبِّنَا وَنُقَف أمَامه الصُورَة تِنْطِبِع فِينَا وَتِغَيَّرْنِي إِلَى حَالِة البَرَارَة الأُوْلَى . { إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّموَاتِ } .. لاَ تُفَكِّر كَثِيراً فِي عَظَمَة عَلَى الأرْض .. فَكَّر إِزَاي تِكُون عَبْد وَخَادِم لِلكُلَّ وَتَضَعْ نَفْسَك لأِجْل الكُلَّ .. سَأل شَخْص أحَد القِدِّيسِين قَالَ لَهُ قُلْ لِي كَلِمَة لأِحْيَا ؟ فَرَد وَقَالَ لَهُ { ضَعْ نَفْسَك تَحْت الخَلِيقَة لِتَحْيَا فِي بَسَاطَة وَتَوَاضُع } .. كَمَا يُقَال نَحْنُ نَطْلُب الرَّحْمَة بِسَذَاجَة .. فَنَحْنُ عَارْفِين إِنِّنَا لاَ نِسْتَهِلهَا .. مِثْل وَاحِد مَعَهُ جِنِية وَيِكَلِّمَك فِي مَائَة جِنِية أوْ مَائَة ألف جِنِية .. مِثْل الَّذِي يَقُول " يَارْبَّ أعْطِنِي المَلَكُوت بِسَذَاجِة الأطْفَال " الطَّهَارَة .. الحُب .. الرَّحْمَة .. كُلَّ عَطِيَّة صَالِحَة .. فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح إِخْتَارْهُمْ لِيُعْلِن مَجْده فِيهُمْ فِي الأرْض .. فَنَقُول بِرَجَاء مَهْمَا كَانَ فِكْرَك ضَعِيف فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح قَادِر أنْ يِشَكِّلَك مِنْ جَدِيد .. جَمِيع التَلاَمِيذ سَفَكُوا دِمَائِهِمْ وَأصْبَحُوا عُظَمَاء فِي مَلَكُوت السَّموَات وَإِنْ كَانُوا فِي البِدَايَة غِير مُسْتَحِقِين . فَرَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح قَادِر أنْ يُشَكِّلْنَا مِنْ جَدِيد إِذَا خَضَعْنَا لِعَمَل الرُّوح القُدُس حَتَّى الصُورَة تَكْتَمِل وَنَصِل إِلَى قَامِة الطُفُولَة وَيَكُون لَنَا كَرَامَة فِي مَلَكُوت السَّموَات رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِيِنَا بِنِعْمِته لَهُ المَجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

فَلِنشكُر صانِع الخيرات

مُعَلِّمنا بُولُس الرَّسُول بيوصِينا وصِيَّة جمِيلة جِدّاً بِيقُول لِينا كِده [ شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيءٍ ] ( أف 5 : 20 ) ، " فِى كُلَّ حِين " يعنِى فِى كُلَّ وقت ، " عَلَى كُلَّ حال " يعنِى عَلَى كُلَّ حاجة ، يعنِى تُشكر فِى كُلَّ وقت عَلَى كُلَّ حاجة ، لَمَّا تُشكر فِى كُلَّ وقت عَلَى كُلَّ حاجة معناها إِنْ حياتنا كُلَّها تُبقى حياة شُكرما أجمل كنِيسِتنا القبطِيَّة الَّلِى وضعت صَلاَة الشُكر فِى مُقَدِمة كُلَّ صلواتها ، فما مِنْ صَلاَة تُصَلِيها فِى الكنِيسة إِلاَّ وَبِدَايِتها صَلاَة الشُكر ، رفع بخُور باكِر بِدَايته صَلاَة الشُكر ، رفع بخُور عشِيَّة بِدَايِتها صَلاَة الشُكر ، القُدَّاس الإِلهِى بعد أبونا ما بِيختار الحَمَل بِدَايته صَلاَة الشُكر ، صَلاَة الإِكلِيل بِدَايِتها صَلاَة الشُكر ، صَلاَة المعمودِيَّة بِدَايِتها صَلاَة الشُكر ، عايِز أقول لكم أكتر مِنْ كِده حَتَّى صَلاَة الجنازة بِدايِتها صَلاَة الشُكر ، طب تُشكر عَلَى إِيه ؟ يقولَّك لإِنْ إِحنا [شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيءٍ ] ، لأنَّنا واثِقِين أنَّهُ صانِع خيرات حا ناخُد الموضُوع فِى كلمتين :-

أما مريم فكانت تحفظ جميع هذه الأمور

{ وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا } ( لو 2 : 19) تَحَلَّتْ حَيَاة العَذْرَاء بِالصَمْت وَالخَفَاء فَكَانَتْ :- 1/ تحْفَظْ الكَلِمَة 2/ تحْفَظْ السِّر 3/ تحْفَظْ الكَرَامَة لِذلِك إِسْتَحَقَتْ أنْ تَكُون مُسْتَوْدَع لِكَلِمَة الله .

دراسة فى سفرصموئيل الاول ج7

الأصْحَاحُ السَّادِسَُ عَشَرَ :- " مَسَحَ داوُد مَلِكاً " رفض الله شاوُل مِنْ المُلك بِسبب تعدياته الكثِيرة00مرَّة قدَّم ذبِيحة وَعِندما سألهُ صَمُوئِيل النبِى عنها قال لَهُ لأِنَّكَ تأخرت عَنْ المجِئ00وَفِى حرب عمالِيق قَالَ لَهُ الله حرِّم كُلّ شئ لِعمالِيق فوجدناه إِحتفظ بِبعض الذبائِح وَبعض الغنائِم ، وَلَمَّا سألهُ صَمُوئِيل النبِى قَالَ أنّ الشَّعْب هُوَ الَّذِى فعل ذلِك وَإِحتفظ بِبعض المواشِى وَالغنم لِتقدِيم ذبائِح لله فَرأينا صَمُوئِيل النبِى يقُول لَهُ عِبارة جمِيلة [ هَوذا الإِستماعُ أفضلُ مِنَ الذَّبِيحةِ وَالإِصغاءُ أفضلُ مِنْ شحمِ الكِباشِ ] ، الله لاَ يفرح بِذبائِح مِثلما يفرح بِالطاعة لِكلامه00صَمُوئِيل أعلن أمام شاوُل أنّ الرَّب قَدْ رفضهُ وَوجد آخر غيرهُ [ فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ حَتَّى متى تنُوحَ عَلَى شَاوُلَ وَأنَا قَدْ رَفضتهُ عَنْ أنْ يَمْلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ ] ، صَمُوئِيل لازال يبكِى عَلَى شَاوُل رغم أنَّ الله رفضهُ فِى بِدايِة السِفر قُلنا أنَّ هذا السِفر هُوَ سِفر الصلاة00صَمُوئِيل رجُل مُصَلِّى00إِنْ كانت لديهِ مُشكِلة مَعَْ شَاوُل كيف يحِلّها ؟ هل بِالتوبِيخ وَالكلام ؟ بِالصلاة00مُمكِن يوبّخ لكِنْ ليس لِلحظات ثُمَّ يمضِى الأمر وَينتهِى00لاَ00كان يمضِى وقت طوِيل فِى الصلاة مِنْ أجل شَاوُل وَليتنا نتعلَّم ذلِكَ عِندما تُصادِفنا مُشكِلة مَعَْ شخصٍ مَا بدل ما نتكلَّم نُصَلِّى مِنْ أجله00حَتَّى أنَّ الله قَالَ لِصَمُوئِيل هل أنت أحنّ مِنِّى عَلَى شَاوُل00صَمُوئِيل يُمّثِل قلب مُتسِع جِدَّاً00قلب يحمِل صلاح الله00يحمِل قلب بِحسب قلب الله 00ينُوح عَلَى إِنسان رفضه الله إِلاَّ أنَّهُ عِندهُ آراء فِى توبة الكثِيرِين وَهذا يُعرِّفنا مسئوليتنا نحو إِخوتنا ، حَتَّى الَّذِينَ تركُوا الإِيمان وَالجاحِدين وَالغير مُستمِعِين لِصُوت الله هل أنَا أُصَلِّى مِنْ أجل إِخوتِى وَالضُعفاء وَالمُعانِدِين وَالمُتمردِين ؟ 00صَمُوئِيل لاَ يُصَلِّى فقط بَلْ وَينُوح وَالنواح درجة أعلى مِنْ البُكاء 00هُوَ بُكاء بِحُزن مِنْ هُنا يقُول لَهُ حَتَّى متى تنُوح عَلَى شَاوُل وَأنَا قَدْ رفضتهُ ؟ وَلِنرى الدرجة الَّتِى يصِل لها القلب الواسِع بِالإِيمان أنَّهُ ينُوح عَلَى إِخوتِهِ الساقِطين تحت نِير الخطايا قَالَ الله لِصَمُوئِيل إِطوِى صفحة شَاوُل [ إِملأْ قرنكَ دُهنْاً وَتعالَ أُرْسِلْكَ إِلَى يَسَّى الْبيتلحمِيِّ ] 00إِملأ قرنك دُهن وَأنَا أُرسِلك إِلَى يسَّى البيتلحمِى أبو داوُد مُجرّد أنْ تتخلَّص مِنْ شَاوُل أنَا أُرسِلك لِبيت يسَّى [ لأِنِّي قَدْ رأيتُ لِي فِي بنِيهِ مَلِكاً ] 00أنت يا الله تعلم شعبك كُلّه00كُلَّ أولادك بيت بيت وَشخص شخص وَقرية قرية نعم أعرِفهُمْ الله يقُول لِصَمُوئِيل أنَا رأيت لِى فِى أولاد يسَّى أحدهُمْ ينفع مَلِكَ لإِسرائِيلَ وَكما يقُول المزمُور [ عينايَ عَلَى أُمناء الأرضِ ] ( مز 101 : 6 )00أىّ الله يعرِف الكُلّ[ العارِف قلب كُلّ أحد القُدُّوس المُسترِيح فِى قديسيه ]هُوَ يقُول أنَا قَدْ رأيت لِى فِى بيت يسَّى مَلِكَ 00يا الله الَّذِى لاَ يعلمهُ النَّاس أنت تعلمهُ00الصبِى الصغِير داوُد الَّذِى فِى قرية صغِيرة وَلَهُ سبعة إِخوه غيرهُ أنت تعرِفهُ أحياناً يضربنا عدو الخير ضربة صعبة وَهى أنْ نتساءل هل يعرفنا الله وَيشعُر بِنا ؟ماذا أُمَثِل لله ؟ أنَا واحِد وسط ملايِين ؟00لاَ00الله يعرفك وَكما قَالَ لأرميا[ قبلما صَوَّرتُكَ فِي البطنِ عرفتُك وَقبلما خرجتَ مِنْ الرَّحِمِ قدَّستُكَ ] ( أر 1 : 5 )وَكما يقُول لِيعقُوب [ أنت لِي ]00أنت مِلكِى الله يُرِيد أنْ يُقِيم لِنَفْسِهِ أشخاص يختارهُمْ لِيعملُوا لِحِساب ملكوته00نِعمة العهد الجدِيد جعلتنا كُلِّنا ملُوك [ وَجعلنا مُلُوكاً وَكهنةً للهِ ] ( رؤ 1 : 6 )00الله يُرِيد أنْ يُعلِن غايتهُ فِينا وَيُقِيم مِنْ كُلٍّ مِنَّا مَلِكَ لَهُ وَمسِيح لَهُ الله يُحِب ذلِكَ وَيُرِيد أنْ يملُكَ عَلَى كُلّ نَفْسَ لَهُ وَيُعطِيها أنْ تصلُح لِمملكة وَكما يقُول عَنْ النَفْسَ البشريَّة [ فَبسطتُ ذيلِي عليكِ000 فَصِرتِ لِي 000 فَصلُحتِ لِمملكةٍ ] ( حز 16 : 8 – 13 ) قَالَ الله لِصَمُوئِيل قَدْ رأيت لِى مَلِكاً فِى بيت يسَّى [ فَقَالَ صَمُوئِيلُ كيف أذهبُ0إِنْ سَمِعَ شَاوُلُ يقتُلُنِي ] 00صَمُوئِيل حركته محسُوبة هُوَ مِنْ حقَّه يذهب لأىّ مكان لِيُقِيمْ طقُوس دِينيَّة لكِنْ ليس مِنْ حقَّه أنْ يمسح مَلِكَ فِى وجُود مَلِكَ الله حلَّ لَهُ المُشكِلة فَقَالَ لَهُ خُذ لِنَفْسَكَ ذبِيحة وَقدِّمها عَنْ بيت يسَّى البيتلحمِى وَأجمع القرية كُلّها وَبِذلِكَ يكُون لَكَ الحقَّ فِى أنْ تدخُل القرية00ذهب صَمُوئِيل كما قَالَ لَهُ الله وَجمع أهل القرية كُلّهُمْ وَلكِنْ هذا الأمر لَمْ يكُونُوا مُعتادِين عليه قَالَ لَهُ الله [ خُذْ بِيدِكَ عِجلةً مِنَ البقرِ وَقُلْ قَدْ جِئتُ لأِذبح لِلرَّبِّ0 وَأدعُ يَسَّى إِلَى الذبِيحةِ وَأنَا أُعَلِّمُكَ ماذا تصنعُ وَأمسحْ لِيَ الَّذِي أقُولُ لَكَ عَنْهُ ] 00أنَا أعلم مَنَ الَّذِى ستمسحهُ لِى00الَّذِى أقُولُ لَكَ عنهُ00لَوْ عرفنا أنَّ الله إِختارنا ملُوك لتعاملنا مَعَْ أنفُسِنا بِإِحساس مُختلِف00لَوْ عرفنا أنَّنا مُختارِين لعرفنا إِرادة الله أنَّهُ يُعطِينا كرامة عظِيمة كما قَالَ مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى رِسالته لأهل أفسُس [ كَمَا إِختارنا فِيهِ قبل تأسِيسِ العالم ِلِنكُون قدِّيسيِن وَبِلاَ لُومٍ قُدّامهُ فِي المحبَّةِ ] ( أف 1 : 4 )00عِندما أعرِف إِنِّى مُختار مِثْلَ داوُد أعرِف كَمْ أعطانِى الله مَا لاَ أستحِقهُ فَأتعامل مَعَْ نَفْسِى بِطرِيقة مُختلِفة وَقَالَ الله لِصَمُوئِيل [ إِمسح لِيَ الَّذِي أقُولُ لَكَ عَنْهُ0 فَفَعَلَ صَمُوئِيلُ كما تكلَّمَ الرَّبُّ وَجَاءَ إِلَى بيتِ لَحمٍ ] وَمِنْ الآنَ نضع صُورة لِداوُد وَنُطّبِقُها عَلَى المسِيح وَسنجِد أوجه مُقارنة أكثر مِنْ 20 – 30 نُقطة 0 أوَّلاً :- داوُد وَالمسِيح مِنْ بيت لحم00عِندما ذهب صَمُوئِيل لِبيت لحم [ فَإِرتعد شُيُوخُ الْمدِينةِ عِنْدَ إِستقبالِهِ وَقَالُوا أسَلاَمٌ مجِيئُكَ ] 00أجِئت فِى سلام ؟نحنُ بلد صغِيرة لِماذا جِئت ؟ أحياناً النِفُوس الغير مُهيَّئة لِعطايا الخلاص ترتعِد فِى حِين أنَّ النِفُوس المُهيَّئة لِعطايا الخلاص تمتلِئ بِالسلام00هل أنَا نَفْسِى مُهيَّئة لَمَّا تأخُذ عطايا الخلاص ؟هل ترتعِد أم تمتلِئ بِالسلام ؟قَالَ لهُمْ صَمُوئِيل [ سَلاَمٌ0 قَدْ جِئتُ لأِذبحَ لِلرَّبِّ0 تَقَدَّسُوا وَتعالوا معِي إِلَى الذَّبِيحةِ] 00 أنَا أُرِيد أنْ أُقّدِم ذبِيحة وَأشكُر الله00وَكلِمة " تقدَّسُوا وَتعالوا معِى لِلذَّبِيحة "نقولها بِإِستمرار لأِنْفُسِنا وَنحنُ ذاهِبِين لِكُلّ قُدَّاس لأِنَّهُ لابُد أنْ نُقّدِس أنفُسِنا لِلذَّبِيحة إِحذر أنْ تتقدَّم لِلذَّبِيحة بِدُون تقدِيس صادِق لأِنَّ الذَّبِيحة تحتاج تقدِيس فِكر وَقلب وَنَفْسَ بِالتوبة وَالإِستعداد قَالَ صَمُوئِيل النبِى لِيسَّى البيتلحمِى هات أولادك لِى واحِد واحِد00فَأتى بِالبكرِ وَهُوَ أَلِيآبَ وَتوقَّع صَمُوئِيل أنَّ البِكر هُوَ الَّذِى يختاره الله00وَسأل الله هل هُوَ الَّذِى تُرِيده يارب ؟ فَقَالَ الرَّبّ [ لاَ تنظُرْ إِلَى منظرِهِ وَطُولِ قامتِهِ ] 00طُول القامة يُذكِّرنا بِشَاوُل الَّذِى كان أطول إِنسان فِى البلد كُلّها[ لأِنَّهُ ليس كما ينظُر الإِنسان لأِنَّ الإِنسان ينظُر إِلَى العينين وَأمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ ينظُرُ إِلَى القلبِ] 00إِحذر أنْ تنظُر لِلمظهر لاَ تختار الطوِيل أوْ ذُو العينين00الإِنسان ينظُر لِلعينين لكِنْ الله يختار بِحسب القلب[ وجدت داوُد عبدِي حسب قلبِي ]00لِذلِكَ الكِتاب يقُول[ لاَ تحكمُوا حسب الظَّاهِر ] ( يو 7 : 24 )00لاَ تغتر بِالمظهر وَ لاَ تُقيِّم الأمور مِنْ الخارِج 00حاوِل أنْ تكُون لَكَ نظرة عمِيقة لِلأمُور00فَقَالَ لَهُ [ فَدَعَا يَسَّى أبِينادابَ وَعَبَّرَهُ أمَامَ صَمُوئِيلَ0 فَقَالَ وَهذا أيضاً لَمْ يخترهُ الرَّبُّ0 وَعَبَّرَ يَسَّى شَمَّةَ0 فَقَالَ وَهذا أيضاً لَمْ يخترهُ الرَّبُّ0 وَعَبَّرَ يَسَّى بَنِيهِ السَّبْعَةَ أمَامَ صَمُوئِيلَ فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى الرَّبُّ لَمْ يخترْ هؤُلاءِ ] بدأ يَسَّى يدعِى أولاده السَّبعة كُلّهُمْ لكِنْ الله لَمْ يختار مِنهُمْ أحد00وَسأل صَمُوئِيل يَسَّى أليس لديك أولاد أُخرى ؟ يَسَّى عبَّرَ عَلَى صَمُوئِيل كُلَّ أولاده الَّذِينَ كانُوا فِى الذَّبِيحة وَقَدْ تخيَّل أنَّهُمْ هُمْ أولاد يَسَّى فقط وَليس لَهُ آخر لَمْ يحضر الذَّبِيحة 00لكِنْ يَسَّى قَالَ لَهُ يوجد ولد صغِير فِى الحقل حَتَّى لاَ نترُك كُلِّنا عملنا وَ لاَ نتغيَّب عَنْ رعية الغنم فَأخذت أولادِى الكِبار لأِنَّهُمْ أهم وَتركت الصغِير يرعى الغنم [ بَقَي بعدُ الصَّغِيرُ وَهُوذا يرعى الغنمِ0 فَقَالَ صَمُوئِيلُ لِيَسَّى أرسِلْ وَأتِ بِهِ ]داوُد رقم ثمانية بين إِخوتِهِ 00وَرقم ثمانية يُشِير إِلَى الحياة الجدِيدة لأِنَّ الله خلق الخلِيقة فِى سِتَّة أيَّام وَإِستراح فِى اليوم السَّابِع00وَرقم ثمانية يُشِير لِحياة جدِيدة حياة أُخرى وَالمسِيح جاء لِيُعطِينا حياة جدِيدة 00حياة أُخرى00الملكُوت السَّماوِى00هذا هُوَ رقم ثمانية فِى داوُد إِذاً داوُد إِشترك مَعَْ المسِيح مِنْ حيثُ المولِد مدِينة بيت لحم وَفِى رقم ثمانية أيضاً رقم ثمانية يُشِير دائِماً إِلَى ما هُوَ فوق الزمان أىّ الأبدِى وَالمسِيح مَلِكَ سماوِى00وَكُون أنَّ داوُد أخِر إِخوته إِذاً لاَ يُعتبر أنَّ المسِيح جاء رأس الخلِيقة فِى البِداية لأِنَّ رأس الخلِيقة هُوَ آدم لكِنَّهُ جاء فِى مِلء الزمان مولُود مِنْ إِمرأة00إِذاً وجه التشابُه كبِير هُنا أيضاً داوُد يرعى الغنم وَالمسِيح شبَّه نَفْسَه بِالراعِى الصالِح وَسيرعى خِراف الله الناطِقة أىّ شعبه وَكنِيسته00قَالَ صَمُوئِيل لِيَسَّى إِحضِر الصغِير [ فَأرسل وَأتَى بِهِ0 وَكَانَ أشقرَ مَعَْ حَلاَوَةِ العينينِ وَحَسَنَ الْمنظَرِ ] 00جمِيل المنظر جِدَّاً وَهادِئ00أشقر أىّ بِهِ ملامِح الجمال وَمُرِيح لِلنَفْسَ جِدَّاً00إِذاً حَتَّى فِى الملامِح تطابُق بين داوُد وَالمسِيح الَّذِى قِيل عَنْهُ [ حلقةُ حلاوة وَكُلّهُ مُشتهياتٌ ] ( نش 5 : 16 )00[ أبرعُ جمالاً مِنْ بنِي البشر0 إِنْسكبتِ النِّعمةُ عَلَى شفتيك ] ( مز 45 : 2 ) [ فَقَالَ الرَّبُّ قُمِ إِمسحهُ لأِنَّ هذا هُوَ ]00ما أروع تدابِيرك يارب تختار الصغِير الَّذِى بِلاَ قِيمة تختار المنسِى وَالغير محسُوب أهل لِلذَّبِيحة00نعم يارب أحكامك غير أحكام البشر00أىّ لَوْ أخذنا رأى يَسَّى فِى أولاده يقُول أنَّ السَّبعة أبناء الكِبار أهم مِنْ الصغِير( داوُد ) كُلَّ إِبن مِنْ السَّبعة مُهِمْ أمَّا الثامِن فَلاَ00أترُكهُ مَعَْ الغنم00ألاَ يوجد عِندك يا يَسَّى آخر يرعى الغنم لِنأخُذ داوُد وَنمسحهُ مَلِك ؟ يقُول00لاَ00يكفِيهِ الغنم00لكِنْ هذا هُوَ مَنَ إِختارهُ الله فَقَالَ الله لِصَمُوئِيل قُمْ إِمسح لِى داوُد [ فَأخذَ صَمُوئِيلُ قرنَ الدُّهنِ وَمَسَحَهُ فِي وَسطِ إِخوَتِهِ 0 وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى داوُد مِنْ ذلِكَ اليومِ فَصَاعِداً ] 00الله يُحِب أنْ يختار المُذدرِى وَغير الموجُود00يختار الَّذِى قَدْ لاَ يُعطِيه النَّاس أهميَّة أوْ قِيمة كافية00هذِهِ حِكمة الله وَلِنُلاحِظ أنَّ كُلَّ البركات الَّتِى أُعطيت فِى العهد القدِيم لَمْ تُعط لِبكر بَلْ لآخرلِكى يُمّهِد أذهاننا أنَّ الَّذِى سيأتِى إِنْ لَمْ يكُنْ هُوَ رأس الخلِيقة بِحسب الخلِيقة آدم إِلاَّ أنَّهُ سيصِير رأس الخلِيقة آدم الثانِى وَيصِير أخونا البِكر وَمُتقدِمنا فِى كُلَّ شئ وَقائِد موكِب نُصرتنا فَنجِد أنَّهُ مِنْ البِداية مُنذُ هابِيل وَقايِين وَالبركة لهابِيل00إِسماعِيل وَإِسحق أخذ إِسحق الوعد وَالبركة رغم أنَّهُ ليس البِكر بِحسب الجسد00عِيسُو وَيعقُوب أخذ يعقُوب البركة رغم أنَّهُ الأصغر00أولاد يهُوذا فارِص وَتارِح كانت البركة لِتارِح الأصغر00أفرايِم وَمِنسَّى أولاد يوسِف وضع يعقُوب أبِيهِ يديهِ معكُوسة عَلَى رأس أفرايِم وَمِنسَّى رغم أنَّ يوسِف حاول أنْ يُصّحِح وضع يدىّ يعقُوب لكِنَّهُ رفض وَجعلهُما بِشكل علامِة الصلِيب لِيأخُذ الأصغر البركة00وَعِندما كلَّمهُ يوسِف لِيُعطِى البركة لِلبكرِ وَأنَّهُ أخطأ الوضع قَالَ لَهُ يعقُوب أُصمُت هذا أصح ، هُنا الله يُمّهِد أذهاننا لِلمسِيح الَّذِى سيصِير بِكر الخلِيقة وَكلِمة " داوُد " تُعنِى " محبُوب " [ وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِندِ شَاوُل وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيٌّ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ ]00هل أنت يارب تُجرِّب النَّاس بِالشَّرُور ؟ هل مِنْ المُمكِنْ أنْ تضع فِى إِنسان رُوح ردِئ ؟00لِنرى أنَّ الرُّوح يأتِى وَيعمل فِينا كُلِّنا لكِنْ مَعَْ غير مُستحقِيه لاَ يبقى الرُّوح أبداً00لاَ يبقى فِى مَنَ يتهاونُون بِهِ بِسبب عدم ثباتِهِم وَثبات عزمِهِم فِى الحِفاظ عَلَى نِعمة الرُّوح وَعِندما يستهزأ الإِنسان يكُون هُوَ الَّذِى رفض رُوح الله فَيُهيئ بِذلِكَ نَفْسَه لِيكُون مسكن لِلرُّوح الردِئ دُون مُقاومة 00إِذاً مَنْ الَّذِى يسمح لِلرُّوح الردِئ أنْ يأتِى ؟الشخص نَفْسَه00نعم هُوَ بِسماح مِنْ الله لكِنْ الَّذِى فعل ذلِكَ هُوَ الشخص نَفْسَه مَعَْ تهاوُن شَاوُل هذا ما حدث00بغتهُ رُوح ردِئ00فَلاَ تقُل أنَّ الله هُوَ الَّذِى أرسل الرُّوح الردِئ بَلْ شَاوُل هُوَ الَّذِى رفض قبُول رُوح الرَّبّ00بدأ شَاوُل يكتئِب وَيحزن وَيُصبِح ذِهنه غير موزُون فَأتُوا إِليهِ بِحُكماء فَقَالُوا أنَّ بِهِ شيطان وَالعِلاج أنْ يأتُوا إِليهِ بِإِنسان يعزِف لَهُ00مَنَ ؟ قالُوا يوجد إِبن لِيَسَّى البيتلحمِى يُجِيد العزف وَالترنِيم [ فَأجاب وَاحِد مِنَ الغِلمانِ وَقَالَ هُوذا قَدْ رأيتُ إِبناً لِيَسَّى البيتلحمِيِّ يُحسِنُ الضَّربَ وَهُوَ جَبَّارُ بأسٍ وَرجُلُ حربٍ وَفصِيحٌ وَرجُلٌ جَمِيلٌ وَالرَّبُّ مَعَْهُ ] 00سِر قوَّتِهِ أنَّ الرَّبّ معهُ00لِنرى تدابِير الله أنَّهُ سمح أنْ يكُون لِداوُد مواهِب كثِيرة لِيستخدِمها لِمجد إِسمه وَلِيُعِدّه لِلمملكه فَأىّ مكان أفضل لِداوُد لِيتعلَّم سِياسِة المملكة فِيهِ ؟ هُوَ قصر المَلِكَ00كيف يدخُلهُ وَهُوَ راعِى غنم بسِيط ؟ يقُول الله أُرسِل رُوح ردِئ لِشَاوُل فَيحتاج لإِنسان يعزِف لَهُ وَأُرسِل لَهُ داوُد لِيعزِف لَهُ وَبِذلِكَ يدخُل القصر وَيتعلَّم وَيتربّى عَلَى رِعاية المملكة [ ما أبعد أحكامهُ عَنِ الفحصِ وَطُرُقهُ عَنْ الإِستقصاءِ ] ( رو 11 : 33 )أفضل مكان يُعِد فِيهِ مُوسى لِيكُون قائِد لِلشَّعْب هُوَ قصر فرعُون وَتربَّى مُوسى فِى قصر فرعُون لِيقُود الشَّعْب00أيضاً تربَّى داوُد فِى قصر شَاوُل كى يُعِدّهُ الله قائِد وَمَلِك لِلشَّعْب00تدابِير فائِقة يعجز الإِنسان عَنْ وصفها لِذلِكَ طاقِتنا وَمواهِبنا الله يستخدِمها لِمجده00داوُد كان موهِبة صغِيرة جِدَّاً لكِنْ الله إِستخدِمها إِستخدام عجِيب مواهبك بسِيطة ضعها فِى يد الله لِيستخدِمها لِمجده00داوُد يعرِف العزف وَالترنِيم وَيضرب بِالمقلاع00شئ بسِيط قَدْ لاَ يهتم الإِنسان بِهِ لكِنْ الله يُعِد بِها الإِنسان لِخلاصه أُنظُر الله يُرِيد أنْ يستخدِم مواهِبك الضعِيفة لِيتمجّد بِها00فَكَانَ داوُد يذهب لِشَاوُل لِيعزِف لَهُ 00[ وَكَانَ عِندما جاء الرُّوحُ مِنْ قِبَلِ اللهِ عَلَى شَاوُلَ أنَّ داوُدَ أخَذَ العُودَ وَضَرَبَ بِيدِهِ فَكَانَ يرْتاحُ شَاوُلُ وَيَطِيبُ وَيذهبُ عَنْهُ الرُّوحُ الرَّدِيُّ ]00بعض الآباء يُفّسِرُون القِيثارة الَّتِى كان يعزِف بِها داوُد أنَّها كلِمة الله الَّتِى تُعلَّمِنا صُوت الخلاص وَتُعطِى قوَّة عَلَى غلبة الرُّوح الشَّرِير 0 الأصْحَاحُ السَّابِعَُ عَشَرَ :- " جُليات وَ دَاوُدَ " قِصَّة جُليات وَداوُد نركِّز فِيها عَلَى بعض النِقاط00الشعبان مُجتمِعان فوق الجِبال لِلحرب كُلٍّ مِنهُما ينتظِر نزول الآخر كى يُحارِبهُ00وَهُما خائِفان مِنْ بعضِهِما وُكُلٍّ مِنهُما لَهُ تارِيخ طوِيل فِى الحرُوب 00وَكان معرُوف أنَّ الشَّعْب الَّذِى ينزِل أوَّلاً مِنْ فوق الجبل يستطِيع الشَّعْب الآخر أنْ يضربهُ مِنْ فوق بِسهُولة00لِذلِكَ لاَ ينزِل الإِثنان وَ لاَ يترُكان المكان فوق الجِبال وَتمُر الأيَّام وُهُما مُترصِدان لِبعضِهِما بِالأسلحة فَخرج جُليات مِنْ شعب الأعداء مادام الأمر لاَ يسِير جيش ضِدّ جيش فَليكُنْ رجُل ضِدّ رجُل00إِذاً الشخص رمز لِلمجموعة00إِنْ غلبت أنَا تكُونوا لنا عبِيد وَإِنْ غلب هُوَ نكُون لكُمْ عبِيدإِذاً الحرب هى ليست شخص لِشخص بَلْ شعبين ضِدّ بعضِهِما00هذِهِ الحرب تُشِير لِلحرب الرُّوحيَّة00عِندما تُحارِب عدو الخير وَتغلِب أنت تكُون الكنِيسة كُلّها غالبة وَلكِنْ عِندما تُغلب مِنْ عدو الخير تجعل الكنِيسة كُلّها مغلُوبة وَهذا هُوَ سِر التوبة وَالإِعتراف أنَّهُ عِندما غُلِبت الكنِيسة كُلّها أمام عدو الخير إِذاً لابُد أنْ تأتِى وَتعتذِر لِلكنِيسة كُلّها الَّتِى غلبتها مِنْ عدو الخيرلِنرى الصِفات الَّتِى قِيلت عَنْ جُليات [ فَخَرَجَ رَجُلٌ مُبارِزٌ مِنْ جُيُوشِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ إِسمُهُ جُلياتُ مِنْ جَتَّ طُولُه سِتُّ أذرُعٍ وَشِبرٌ ]00" جَتَّ " أحد دول فلسطِين الَّتِى ذهب لها تابُوت العهد فَضُرِبت بِالبواسِير00طولهُ سِتَّة أذرُع وَشِبرٌ وَالذِراع حوالِى 45سم أىَّ طُولهُ ثلاثة أمتار[ وَعَلَى رَأسِهِ خُوذَةٌ مِنْ نُحاسٍ وَكَانَ لاَبِساً دِرْعاً حرشفيَّاً وَوزنُ الدِّرعِ خمسةُ آلاَفِ شاقِلِ نُحاسٍ0 وَجُرمُوقَا نُحاسٍ عَلَى رِجليهِ وَمزراقُ نُحاسٍ بينَ كتِفيهِ ]00يحمِل دِرع وزنةُ خمسة آلاف شاقِل فِضَّة وَالشاقِل يُساوِى 12 – 15 جم أىّ حوالِى 75كجم الدِرع فقط00وَيحمِل دِرُوع أُخرى00كُلّ جُزء مِنْ جسدهِ حَتَّى الأذرُع وَالأرجُل مُغطَّاه منظره مهُول بِآلات الحرب الَّتِى يحمِلها [ فَوَقَفَ وَنادى صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ لَهُمْ لِماذا تخرُجُونَ لِتَصْطَفُّوا لِلحربِ أمَا أنَا الْفِلِسْطِينِيُّ وَأنتُمْ عبِيدٌ لِشَاوُلَ0إِختارُوا لأِنْفُسِكُمْ رَجُلاً وَلِينزِلْ إِلَيَّ0 فَإِنْ قَدَرَ أنْ يُحارِبنِي وَيقتُلنِي نصِيرُ لَكُمْ عبِيداًوَإِنْ قَدَرْتُ أنَا عليهِ وَقتلتهُ تَصِيرُونَ أنْتُمْ لنا عبِيداً وَتخدِمُونَنَا ]00عِندما يُغلب الإِنسان مِنْ شهوتِهِ يُذِل نَفْسَه وَالكنِيسة كُلِّها [ وَقَالَ الْفِلسْطِينِيُّ أنَا عيَّرتُ صُفُوفَ إِسْرَائِيلَ هذا اليوم0 أعطُونِي رَجُلاً فَنَتَحَاربَ مَعاً0 وَلَمَّا سِمَعَ شَاوُلُ وَجَمِيعُ إِسْرَائِيلَ كَلاَمَ الْفِلِسْطِينِيّ هذا إِرتاعُوا وَخافُوا جِدَّاً ]00إِرتعب اليهُود لأِنَّ الحرب أصبحت الآن رجُل ضِد رجُل00وَمَنَ الَّذِى سيُضّحِى بِنَفْسِهِ لِيُحارِب هذا الْفِلِسطِينِى00أصبح الشَّعْب كُلّه فِى أزمة صعبة وَرهِيبة00داوُد حَتَّى الآنَ لَمْ يأتِ وَمادام المسِيح غير موجُود إِذاً الغلبة مُستحِيلة00مادام داوُد غير موجُود ستكُون فِى موقِف شَاوُل وَالشَّعْب مُرتعِد00لاَ تدخُل الحرب بِقُدراتك وَذاتك لأِنَّ الحرب لِلرَّبّ00وَكما قَالَ مُعلّمِنا بولس الرسُول [ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ0هَادِمِينَ ظُنُوناً وَكُلَّ عُلْوٍ يرتفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ اللهِ00] ( 2 كو 10 : 4 – 5 ) 00قادِرِين بِالله وَليس بِذواتنا [ وَكَانَ الْفِلِسْطِينِيُّ يتقدَّمُ وَيقِفُ صباحاً وَمَساءً أربعِينَ يَوْماً ] 00كُلَّ يوم صباحاً وَمساءً يقُول نَفْسَ الكلام لِمُدّة 40يوم00كلام سخِيف00أليس لديكُمْ رجُلاً يأتِى لِيُحارِبنِى رقم أربعِين هُو حاصِل ضرب 4 x 10 00عشرة رقم يُشِير لِلكمال00رقم أربعة يرمُز لِلإِتجاهات الأربعة لِلأرض00أىّ رقم 40 يُشِير إِلَى مِلء أزمِنة العالم 00المُعيِّر يقِف وَيُعيِّر الأرض كُلّها وَكُلّ أولاد الله فِى كُلّ زمان وَكُلّ مكان حَتَّى جاء داوُد لِيُحارِب كمال الأزمِنة أربعِين يوم حَتَّى يأتِى مِلء الزمان [ فَقَالَ يَسَّى لِداوُد إِبنِهِ خُذْ لإِخوتِكَ إِيفَةً مِنْ هذا الفرِيكِ وَهذِهِ العشر الخُبزاتِ وَأركُضْ إِلَى الْمحلَّةِ إِلَى إِخوتِكَ ]00أبناء يَسَّى السَّبعة دخلُوا الحرب أمَّا الثامِنْ داوُد فَهُوَ صغِير وَغير كُفء فِى نظر النَّاس 00فَأرسلهُ أبوه وَمعهُ طعام لِيفتقِد سلامِة إِخوته " الإِيفة " تُساوِى ثلاثة كِيلات00يَسَّى قَالَ لِداوُد خُذ هذِهِ الثلاثة كِيلات فرِيك وَالعشر خُبزات وَأذهب إِطمئِن عَلَى إِخوتك00عِندما نقرأ الكِتاب بِتدقِيق نجِد أنَّ هذِهِ هى نَفْسَ مُكوِّنات ولِيمة أبِينا إِبراهِيم قدَّم فِيها ثلاثة كِيلات دقِيق وَعشر خُبزات إِبراهِيم أدرك بِالسِر الولِيمة الَّتِى تصِله إِلَى العشاء الأخِير وَإِستقبال المسِيح وَالغلبة00الثلاثة هى الثالُوث وَالعشرة هى الوصايا00إِذا تحمَّلت بِسِر الثالُوث القُدُّوس وَتزيَّنت بِالوصايا العشر سيُقّدِم لَكَ المسِيح الغلبة لاَ محالة ( تك 18 ) داوُد أتى بِإِرسالية مِنْ الأب أىّ يَسَّى لِيطمئِن عَلَى إِخوتِهِ [ إِفتقِدْ سَلاَمَةَ إِخوتِكَ وَخُذْ مِنْهُمْ عُرْبُوناً ]00عِندما أتى المسِيح قِيل عنهُ أنَّهُ خُبز الحياة00وَأتى المسِيح أيضاً مِنْ عِند الآب لِيفتقِد سلامتنا وَفِى نَفْسَ الوقت أتى وَمعهُ خُبز وَقوَّة الحياة خُذْ مِنهُمْ عربُون أىّ هات مِنهُمْ علامة تدُل عَلَى سلامِتهُمْ لأِنِّى خائِف عَلَى إِخوتك هات علامِة سلامة رِسالة أوْ مندِيل أوْ00أىّ شئ مِنهُمْ يدُل عَلَى سلامِتهُمْ قدِيماً كَانَ معرُوف أمر العربُون00مِثال لِذلِكَ يوسِف عِندما أراد إِخوته أنْ يثبِتُوا لأبِيهِ يعقُوب أنَّهُ مات جاءوا بِقمِيصه مُلُّوث بِالدم 00أىّ لابُد مِنْ علامة محسُوسة يُخاطِبُون بِها بعضهُمْ [ وَكَانَ شَاوُلُ وَهُمْ وَجَمِيعُ رِجالِ إِسْرَائِيلَ فِي وادِي الْبُطْمِ يُحارِبُونَ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ0 فَبَكَّرَ داوُدُ صباحاً وَترَكَ الغنمَ مَعَْ حَارِسٍ ]00بكَّر داوُد00إِستعداد وَطاعة لأِبيِهِ وَالمسِيح أطاع الآب [ مِنْ أجلِ السُّرُورِ الموضُوعِ أمامهُ00] ( عب 12 : 2 )[ مَعَْ كونِهِ إِبناً تعلَّمَ الطَّاعَةَ00] ( عب 5 : 8 ) داوُد أطاع [ وَذَهَبَ كما أمرُه يَسَّى وَأتَى إِلَى الْمِتراسِ وَالجيشُ خارِجٌ إِلَى الإِصطِفَافِ وَهتفُوا لِلحرْبِ0وَإِصطفَّ إِسْرَائِيلُ وَالْفِلِسْطِينيُّونَ صَفَّاً مُقابِلَ صَفٍّ ]00ذهب داوُد وَرأى الأزمة وَسأل وَعرف الأمر00وَلنرى ماذا قَالَ داوُد [ فَكَلَّمَ داوُدَ الرِّجالَ الواقِفِينَ معهُ قائِلاً ماذا يُفعلُ لِلرَِّجُلِ الَّذِي يقتُلُ ذلِكَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَيُزِيلُ العارَ عَنْ إِسْرَائِيلَ0 لأِنَّهُ مَنْ هُوَ هذا الْفِلِسْطِينِيُّ الأغلفُ حَتَّى يُعَيِّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ] 00هل أنت يا داوُد آخر غير الَّذِى نراهُ نحنُ ؟ هل لَكَ عُيُون غير عيوننا ؟ ألم تخف مِنْ جُليات مِثلنا أم لأِنَّكَ أتيت لِتنظُر تتكلَّم بِهذا الكلام ؟ هل تتكلَّم مِنْ فراغ ؟النَفْسَ الَّتِى بِها قوَّة الله وَمُختبِره عمله تشعُر أنَّها مُحمَّله بِقوَّة تفُوق طاقِة جيش [ إِنْ يُحارِبنِي جيش فَلْن يخافَ قَلبِي ] ( مز 26 مِنْ مزامِير صلاة باكِر ) 00عِندما نقرأ هذا الكلام نقُول أنَّهُ كبِير جِدَّاً عَلَى داوُد الصغِير00لاَ00داوُد مملؤ إِيمان وَثِقة فِى قوَّة وَعمل الله يقُول داوُد مَنْ هذا الفلسطينِى الأغلف حَتَّى يُعيِّر صُفُوف الله الحيِّ [ فَكَلَّمَهُ الشَّعْبُ بِمِثْلِ هذا الكَلاَمِ قائِلِينَ كذا يُفعلُ لِلرِّجُلِ الَّذِي يقتُلُهُ ]00بدأوا يقُولُون لَهُ عَلَى المُكافأة00وَلمحهُ أخوه الأكبر ألِيآبَ وَسألهُ ماذا أتى بِكَ إِلَى هُنا [ فَحَمِيَ غَضَبُ ألِيآبَ عَلَى داوُد وَقَالَ لِماذا نَزَلْتَ وَعَلَى مَنْ تركْتَ تِلْكَ الغُنيماتِ القلِيلةَ فِي الْبَرِّيَّةِ ]00لِماذا تركت الغنم ؟ وَبدأ ألِيآبَ يُوّبِخ داوُد[ أنَا عَلِمْتُ كِبرياءَكَ وَشَرَّ قَلْبِكَ لأِنَّكَ إِنَّمَا نَزَلْتَ لِكَىْ تَرَى الحَرْبَ ]00أنت ولد مغرُور وَمُتكّبِرمُنذُ أنَّ مسحهُ صَمُوئِيل وَإِخوتهُ يغِيرُون مِنهُ00يقُول لَهُ ألِيآبَ أنَا عالِم غرُورك وَشرّ قلبك أنت أتيت لِترى الحرب وَتتطفَّل عَلَى ما يحدُث00داوُد يُجِيب بِمُنتهى الحِكمة[ فَقَالَ داوُد ماذَا عمِلتُ الآنَ ]00إِنِّى أسأل فقط00داوُد فِى قلبِهِ وَنيتِهِ أنْ يدخُل الحرب مَعَْ شَاوُل وَلَمْ يستطِيع أنْ يُخبِر إِخوته فِى المرَّة السابِقة أراد يُوناثان أنْ يدخُل الحرب وَلَمْ يستشِر شَاوُل00عِندما تُحمل النَفْسَ بِقوَّة الله تشعُر أنَّها غير مُحتاجة لِمشُورة أحد 00وَكما قَالَ مُعلّمِنا بولس الرسُول أنَّ الله سُرّ أنْ يختاره مِنْ بطن أُمِّهِ [ لِلوَقتِ لَمْ أستشِرْ لحماً وَدَماً ] ( غل 1 : 16 )0الإِعلان فِى القلب يكُون إِعلان فائِق يفُوق طاقِة البشرعِندما ندرِس الكِتاب المُقدَّس نجِد دائِماً أنَّ الَّذِينَ يعملُون أعمالاً عظِيمة يعملُوها فِى صمت00نحميا ظلَّ 4 – 5 أيَّام فِى أُورُشلِيم يتفقّد السُور دُون أنْ يُخبِر أحد وَلَمْ يتكلَّم00إِبراهِيم عِندما قدَّم إِبنه إِسحق ذبِيحة لَمْ يُخبِر أحد00يُوناثان لَمَّا دخل الحرب لَمْ يتكلَّم مَعَْ أحد00وَداوُد هُنَا لَمْ يتكلَّم مَعَْ أحد إِلاَّ شَاوُل كى يستأذِنهُ [ فَقَالَ داوُد لِشَاوُلَ لاَ يسقُط قلبُ أحدٍ بِسببِهِ0 عبدُك يذهبُ وَيُحارِبُ هذا الْفِلِسْطِينِيَّ] 00لِنرى كيف تكلَّم داوُد مَعَْ شَاوُل لأِنَّ داوُد لَمْ يكُنْ قَدْ ذهب لِشَاوُل لِيعزِف لَهُ مُنذُ فترة فَنْسَى شَاوُل داوُد نظراً لِطُول الفترة وَلِمرض شَاوُل [ فَقَالَ شَاوُلُ لِداوُد لاَ تستطِيع أنْ تذهب إِلَى هذا الْفِلِسْطِينِيِّ لِتُحارِبَهُ لأِنَّكَ غُلاَمٌ وَهُوَ رَجُلُ حَرْبٍ مُنذُ صِباهُ ]00موقِف إِخوة داوُد بِهِ حسد وَرفض وَالمسِيح كَانَ مرفُوض مِنْ إِخوتِهِ [ إِلَى خاصتِهِ جاء وَخاصتهُ لَمْ تقبلهُ ] ( يو 1 : 11 )00 [ أسلموهُ حَسْداً ]( مت 27 : 18 ) قَالَ شَاوُل لِداوُد أنت غُلام صغِير وَهُوَ رجُل حرب مُنذُ صِباه00داوُد يُرِيد أنْ يدخُل الحرب بِأىّ وسِيلة [ فَقَالَ داوُد لِشَاوُل كَانَ عبدُك يرعَى لأِبيِهِ غَنَماً فَجاءَ أسَدٌ مَعَْ دُبٍّ وَأخَذَ شَاةً مِنَ القطِيعِ0 فَخَرجتُ وراءهُ وَقتلتُهُ وَأنقذتُها مِنْ فِيهِ وَلَمَّا قَامَ عَلَىَّ أمسكتُهُ مِنْ ذَقْنِهِ وَضربتُهُ فَقتلتُهُ ]00لاَ تخف فَأنَا قتلت أسد وَدُب مِنْ قبل أرجُوك إِسمح لِى00النَفْسَ المملؤة بِعمل الله تشعُر بِقوَّة خفيَّة لاَ نستطِيع أنْ نصِفها[ وَهذا الْفِلِسْطِينِيُّ الأغلفُ يكُونُ كواحِدٍ مِنهُما لأِنَّهُ قَدْ عَيَّرَ صُفُوفَ اللهِ الْحَيِّ ]لاَ تخف هذا الفلسطِينِى سيكُون مِثلهُما00لِنرى الغِيره وَالثِقة فِى عمل الله وَالرجاء00يُوناثان كَانَ واثِق أنَّ الله سيدفع لَهُ الشَّعْب قبل الحرب وَقُلنا مَا أجمل أنْ يثِق الإِنسان فِى عمل الله قبل الشئ وَليس بعده 00هكذا داوُد لَهُ نَفْسَ الثِقة [ وَقَالَ داوُد الرَّبُّ الَّذِي أنقذنِي مِنْ يَدِ الأسدِ وَمِنْ يَدِ الدُّبِّ هُوَ يُنقِذُنِي مِنْ يَدِ هذا الْفِلِسْطِينِيِّ ]00شَاوُل قَالَ لَهُ إِذهب وَألبِسُهُ زى الحرب وَلَمْ يسترح فِيهِ داوُد فخلعهُ00فَقَالَ لَهُ شَاوُل هل ستذهب لَهُ بِدُون عِداد حرب ؟ موقِف مُضحِك الأسلِحة هى قُدرات البشر أسلِحة بشريَّة00داوُد لَمْ يدخُل بِأسلِحة بشريَّة رفضها وَلَمْ يحتمِلها00النَفْسَ الَّتِى تعِيش فِى ثِقة فِى عمل الله لاَ تحتمِل وَ لاَ تثِق فِى قُدرات البشر وَ لاَ أسالِيب البشر بَلْ ترفُضها [ إِذْ قَدْ طرحنا عنَّا ] أىّ طرحها هُنا نجِد داوُد يأخُذ بِيدِهِ عصا وَالعصا هى الصلِيب إِشارة خفيَّة عَنْ الصلِيب فِى الكِتاب [ وَأخَذَ عصاهُ بِيدِهِ وَانتخبَ لَهُ خمسةَ حِجارةٍ مُلْسٍ مِنَ الوادِي وَجعلها فِي كنفِ الرُّعَاةِ الَّذِي لَهُ أيْ فِي الجِرَابِ وَمِقلاَعَهُ بِيدِهِ وَتقدَّمَ نحو الْفِلِسْطِينِيِّ ]00أخذ عصاهُ وَخمسة حِجارة مُلس أى ملساء وَتقدَّم بِالحِجارة وَالمقلاع نحو الفلسطينِى وَعِندما نظرهُ جُليات تعجَّب مَعَْ حلاوة منظرِهِ وَصِغر سِنِّهِ وَمظهرهُ المُدلّل00منظر مُضحِك منظر داوُد مَعَْ جُليات فَقَالَ جُليات [ ألَعَلِّي أنَا كلبٌ حَتَّى أنَّكَ تأتِي إِليَّ بِعِصِيٍّ0 وَلعن الْفِلِسْطِينِيُّ داوُد بِآلِهتِهِ0 وَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّ لِداوُد تَعَالَ إِليَّ فَأُعطِي لحمكَ لِطُيُور السَّماءِ وَوُحُوشِ البرِّيَّةِ ]جُليات لعن داوُد وَألِهتهُ وَقَالَ لَهُ إِنْ كُنت قَدْ جِئتُ لِتُحارِبنِى فَتَعَالَ نعلم أنَّ العصا هى الصلِيب وَالحِجارة فِى الكِتاب المُقدَّس دائِماً تُشِيرُ لِلمسِيح وَهُوَ قَالَ عَنْ نَفْسَه [ فَالحجر الَّذِي رفضهُ البنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رأسَ الزَّاوِيَةِ ]( 1 بط 2 : 7 )00وَمُعلّمِنا بولس الرسُول قَالَ عنَّا نحنُ كنِيسة العهد الجدِيد حِجارة الله الحيَّة00وَمِنْ علامات الخلاص فِى نهر الأردُن أنَّهُمْ رفعُوا حِجارة مِنْ النهرِأيضاً فِى سِفر الرؤيا قَالَ الَّذِى يغلِب أُعطيه حصاه بيضاء أى حِجارة00رمز لِلمسِيح داوُد قَالَ لِجُليات [ أنت تأتِي إِلَيَّ بِسيفٍ وَبِرُمحٍ وَبِتُرسٍ0 وَأنَا آتِي إِليكَ بِاسمِ رَبِّ الجُنُودِ إِلهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ ]00أنت معك أسلِحة بشريَّة أمَّا أنَا فَمعِى ربّ الجُنُود00ثُمَّ قَالَ لَهُ كلِمة رائِعة [ هذا اليومَ يحبسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي ]كلِمة فِى مُنتهى القوَّةألم ترى منظرهُ يا داوُد ألم تخفَ مِنْ هيئِة جُليات ؟ يقُول داوُد00لاَ00ثُمَّ يُكمِل كَلاَمَه لِجُليات [ فَأقتُلُكَ وَأقطعُ رأسكَ0 وَأُعطِي جُثثَ جيشِ الْفِلِسْطِينيِّيِنَ هذا اليوم لِطُيُورِ السَّماءِ وَحيواناتِ الأرضِ فَتعلمُ كُلُّ الأرضِ أنَّهُ يوجد إِله لإِسْرَائِيلَ ] 00سبق وَقُلنا أنَّ الشَّعُوب تتعارف عَلَى الآلِهه بِالنُصرة فِى الحرُوب وَالإِله الأقوى هُوَ الَّذِى يغلِب فِى الحرب إِنْ كان شعب يعبُد بقره وَآخر يعبُد الشَّمس وَدخلا فِى حربٍِ معاً فَإِذا غلب الشَّعْب الَّذِى يعبُد الشَّمس إِذاً إِلههُ هُوَ الأقوى وَالكُلّ يعبُد الشَّمس 00لِذلِكَ أحبَّ الله إِستخدام الحرُوب فِى العهد القدِيم لِيُعلِن نَفْسَه كَإِله وَليس لإِنَّهُ يغوِى الحرُوب 00لِذلِكَ يقُول عنهُ المزمُور [ القاهِر فِي الحرُوب هذا هُوَ مَلِكَ المجد ]أنت أتيت لِتُكلّمنا عَنْ السَّلام فَلِماذا الحرُوب ؟ يقُول لأِنَّهُ هُوَ الأسلُوب الَّذِى كانُوا يتعارفُون بِهِ قدِيماً عَلَى الآلِهه 00لاَ يفهمُون مجد الإِله إِلاَّ مِنْ الحرب00دخل داوُد وَأخذ المقلاع [ وَضرب الْفِلِسْطِينِيَّ فِي جبهتِهِ فَارْتَزَّ الحجرُ فِي جبهتِهِ وَسقط عَلَى وَجهِهِ إِلَى الأرضِ] 00داوُد أخذ الخمس حِجارات معهُ إِحتياطِى لكِنَّهُ مِنْ الأُولى أصاب الفلسطِينِى رغم أنَّ كُلَّ ما فِى جُليات كان مُختبئ تحت آلات الحرب إِلاَّ جبهتِهِ00نساهاالله لَهُ تدبِير يعرِف كيف يغلِب 00يقُول الآباء[ لَمْ يُدرِك جُليات أنَّ جبهتهُ مكشُوفة ]00الله يعرِف كيف يجعلنِى أغلِب سيرى لِى أسلُوب لِلغلبة وَإِنْ كان المنظر لاَ يُوحِى بِالغلبة لكِنَّهُ سيجعلنِى أغلِب لَمْ يُدرِك جُليات أنَّ السيف وَالرُمح لاَ يقدِر أنْ يحمِيهِ لكِنْ مِقلاع الكِلاب يستطِيع أنْ يهِزّ كيانه 00كلام قوِى 00داوُد يُرِيد أنْ يُمِيته وَلَمْ يكُن معهُ سيف فَأخذ سيف جُليات وَقطع رأسهُ[ وَأخذ داوُد رأسَ الْفِلِسْطِينِيِّ0 وَأتَى بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ0وَوَضع أدواتِهِ فِي خيمتِهِ] 00المجد لَكَ يارب صُورة رائِعة لِغلبة أولاد الله وَغلبة الله عَلَى الصلِيب إِذْ محى الصك المكتُوب عليناوَعِندما يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول[ إِذْ جرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أشهرهُمْ جِهاراً 00] ( كو 2 : 15 ) 00هذِهِ عادة قدِيمة فِى الحرُوب عِندما يغلِب شعب آخر فِى حربٍ يأتِى بِقاداتِهِ وَيُجرِّدهُمْ مِنْ رُتبهُمْ وَيزِفّهُمْ وسط الشَّعْب الغالِب مُجرّدِين مِنْ رُتبهُمْ 0داوُد لَمْ يزِف جُليات مهزُوم بَلْ زفَّ رأسهُ00المسِيح غلب الشيطان سحقهُ وَأتى بِرأسِهِ وَوضعهُ فِى البُحيرة المُتقِدة بِنارٍ وَكبرِيت00وضعهُ فِى خيمتِهِ00مَا أجمل أنَّنا نُعلِن إِنتصار الله فِى حياتنا وَالإِنسان الَّذِى كَانَ أداه فِى يَدِ الشيطان يُقّدِم أعضاءه أداهَ بِر فِى يَدِ الله وَيُصبِحُ عبد لِلقداسة الشَّعْب كُلَّه تعجَّب وَهتف وَشعب فِلِسطِين هرب00سأل شَاوُل عَنْ داوُد فَقَالَ لَهُ أبنير رئِيس الجيش أنَّهُ لاَ يعلمهُ وَهُوَ ليس مِنْ الجيش لأِنَّهُ لَوْ كَانَ مِنْ الجيش لعرِفهُ أبنير00فَسألهُ شَاوُل [ إِبنُ مَنْ أنتَ يَا غُلاَمُ0 فَقَالَ داوُد إِبنُ عبدِكَ يَسَّى البيتلحِمِيِّ ]00داوُد يقُول " عبدك " بعد أنْ إِنتصر وَجعل الشَّعْب ينتصِرمَا أجمل النَفْسَ الَّتِى تغلِب وَتتضِع00وَسنرى فِى الإِصحاحات القادِمة مزِيد مِنْ إِتضاع داوُد رغم إِنتصاراته ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين.

مثل الزارع الأحد الأول من هاتور

مثل الزارع (الأحد الأول من هاتور) التقى السيّد المسيح بالجموع خارج البيت، إذ يقول الإنجيلي: "في ذلك اليوم خرج يسوع من البيت وجلس عند البحر. فاجتمع إليه جموع كثيرة حتى أنه دخل السفينة وجلس، والجمع كلّه وقف على الشاطئ" [1-2]. أمّا عند تفسيره المثل للتلاميذ، فكان معهم داخل البيت بعدما صرف الجموع [36]، فماذا يقصد بالبيت؟ أولاً: ربّما قصد بالبيت "الكنيسة المقدّسة كجماعة المؤمنين" فقد خرج السيّد المسيح خارج ليلتقي مع جماهير غير المؤمنين، الذين لم يدخلوا بعد في العضويّة الكنسيّة، ولا وُلدوا كأبناء لله... يخرج إليهم ليلتقي معهم خلال محبّته بكلمة الكرازة، ويجلس عند البحر، الذي يُشير إلى العالم المملوء اضطرابًا، لكي يدخل بهم إلى كنيسته، بدخوله هو إلى سفينة إنسانيّتنا وحديثه معهم عن ملكوت السماوات خلال الأمثال. بحبّه يتحدّث مع الجميع، لكنّه لا يأتمن أحدًا على أسرار الملكوت وتذوّق الأمجاد الأبديّة خارج البيت. إنه يصرف الجماهير ليلتقي مع تلاميذه وحدهم داخل البيت، ويحدّثهم في أمورٍ لا ينطق بها ومجيدة. يقول العلاّمة أوريجينوس: [عندما يكون يسوع مع الجموع يكون خارج بيته، لأن الجموع خارج البيت. هذا العمل ينبع عن حبّه للبشر، إذ يترك البيت ويذهب بعيدًا إلى أولئك الذين يعجزون عن الحضور إليه.] ثانيًا: يُشير البيت أيضًا إلى السماء بكونها هيكل الله. فإذ عجزت البشريّة عن الارتفاع إلى السماء لتلتقي بخاِلقها نزل هو إليها. إنه كمن يخرج من البيت ليلتقي بالبشريّة خلال إنسانيّتهم، حتى بدخوله إليهم لا يهابونه كديّان هوذا الزارع قد خرج غاية الله فينا هو "الخروج exodus"، ينطلق بنا كما مع بني إسرائيل من أرض العبوديّة إلى خيرات أرض الموعد. إنه يشتهي أن يخرج بنا من عبوديّة الخطيّة إلى حرّية مجد أولاد الله. ولما كان الخروج بالنسبة لنا مستحيلاً خرج هو أولاً كما من أمجاده، حتى يخرج بنا نحن أيضًا من طبيعتنا الفاسدة، فنلتقي معه وفيه، متمتّعين بالطبيعة الجديدة التي على صورته. السيّد المسيح هو الزارع الذي يخرج دومًا ليلقي ببذار حبّه فينا لكي تثمر في قلبنا شجرة حب يشتهي الله أن يقطف ثمارها، قائلاً: "قد دخلتِ جنتي يا أختي العروس، ألقى الله بذاره في الفردوس، لكن أبويْنا الأوّلين قبِلا الزوان عِوض بذار الرب، فخرجا يحملان ثمار المرارة والعصيان. عاد الله وخرج إلى شعبه خلال موسى لينطلق بهم من أرض العبوديّة، مقدّمًا لهم الشريعة كبذارٍ إلهيّة البذار ما هي البذار التي يلقيها السيّد المسيح في حياتنا كما في الأرض؟ قديمًا كان موسى والأنبياء يتقبّلون الكلمة من الله، أي يستعيرونها لكي ينعمون بها في حياتهم ويقدّمونها للشعب، إنها عارية! أمّا السيّد المسيح فهو بعينه الكلمة الإلهي، يوَد أن يُدفن في قلب المؤمن، لكي يُعلن ذاته شجرة حياة في داخله. إنه لا يقدّم شيئًا خارجًا عنه استعارة، إنّما يقدّم حياته سرّ حياة لنا، وقيامته علّة قيامتنا، ونصرته بكر نصرتنا، وأمجاده سرّ تمجيدنا! إنه الباذر والبذرة في نفس الوقت. الأرض الأرض التي تستقبل السيّد المسيح نفسه كبذرة لها أن تقبله أو ترفضه، وقد قدّم لنا السيّد المسيح أربعة أنواع من التربة: الطريق، والأرض المحجرة، والأرض المملوءة أشواكًا، والأرض الجيّدة. حقًا إن الزارع واحد، والبذار واحدة، لكن الثمر أو عدمه يتوقّف على الأرض التي تستقبل البذار. وقد استغلّ البعض هذا المثل للمناداة بوجود طبائع مختلفة لا يمكن تغييرها، فالشرّير إنّما يصنع الشرّ بسبب طبيعته، والصالح بسبب صلاح طبيعته، وكأن الإنسان ملتزم بتصرّفات لا يمكنه إلا أن يفعلها، وكأنه لا يحمل حرّية إرادة. هذه البدعة تصدّى لها كثير من الآباء، لكنّني هنا أود تأكيد أن هذا المفهوم لا يمكن استنباطه من المثل، فلو أن الله يُعلّم هذا، فلماذا ضرب لنا المثل؟ إنه يقول: "من له أذنان للسمع فليسمع" [9]، وكأنه يأمرنا أن ننصت لكلماته فنطلب تغيير طبيعتنا إلى الأرض الجيّدة. (عن إمكانيّة التحوّل إلى تربة صالحة) اقلبوا التربة الصالحة بالمحراث، أزيلوا الحجارة من الحقل، انزعوا الأشواك عنها. احترزوا من أن تحتفظوا بذلك القلب القاسي الذي سرعان ما تعبر عنه كلمة الرب ويفقدها. احذروا من أن تكون لكم تربة خفيفة فلا تتمكن جذور المحبّة من التعمق فيها. احذروا من أن تختنق البذار الصالحة التي زُرعت فيكم خلال جهادي، وذلك بواسطة الشهوات واهتمامات هذا العالم. كونوا الأرض الجيّدة، وليأتِ الواحد بمائة والآخر بستين وآخر ثلاثين. القدّيس أغسطينوس أولاً: الطريق "وفيما هو يزرع، سقط بعض على الطريق، فجاءت الطيور وأكلته" [4]. هذا الطريق هو القلب المتعجرف الذي على مستوى مرتفع عن الأراضي الزراعيّة، إنه مطمع للطيور المرتفعة، أي لشيّاطين الكبرياء التي تعوق تلاقينا الحقيقي مع الله الكلمة! والطريق دائمًا مفتوح، ليس له سور يحفظه من المارة، كالإنسان صاحب الحواس المفتوحة لكل غريب، ليس من رقيب يحفظها! ما أحوج هذا الإنسان إلى الصراخ لله مع المرتّل، قائلاً: "ضع يا رب حافظًا لفمي وبابًا حصينًا لشفتيَّ"، فينعم بالروح القدس نفسه كسورٍ ناريٍ يحيط به، لا يقدر الشرّ أن يقترب إليه. يتحدّث القدّيس كيرلّس الكبير عن الطريق، قائلاً: [الطريق دائمًا صلب، تَطَأه أقدام كل العابرين على الدوام، لهذا لا تبذر فيه بذار. هكذا من كانت لهم الأفكار العنيفة وغير الخاضعة، لا تَدخل الكلمة الإلهيّة المقدّسة فيهم، ولا تسندهم، لكي يتمتّعوا بثمر الفضيلة المفرح. مثل هؤلاء يكونون كالطريق الذي تطأه الأرواح الدنسة ويدوسه الشيطان نفسه، فلا يأتون بثمرٍ مقدّسٍ بسبب قلوبهم المجدبة العقيمة.] ثانيًا: الأماكن المحجرة "وسقط آخر على الأماكن المحجرة، حيث لم تكن له تربة كثيرة. فنبت حالاً، إذ لم يكن له عمق أرض، ولكن لما أشرّقت الشمس اِحترق، وإذ لم يكن له أصل جف" [5-6]. هذه المنطقة الحجريّة المغطّاة بطبقة خفيفة من التربة إنّما تمثّل القلب المرائي الذي يخفي طبيعته الحجريّة وراء مظاهر برّاقة. فيتقبّل الكلمة سريعًا لتنبت ويفرح الكل به، لكن الرياء الخفي كفيل بقتل كل حيويّة فيه. إنه لا يحتمل إشراق الشمس فيحترق، لأن ليس فيه أصل فيجف. يودّ أن يبقى رياؤه مخفيًا، لكن الضيقة تفضحه وتكشف أعماقه، إذ يقول البابا كيرلّس الكبير: [يوجد آخرون يحملون الإيمان بغير اِكتراث في داخلهم، إنه مجرّد كلمات عندهم! تديُّنِهم بلا جذور، يدخلون الكنيسة فيبتهجون برؤيتهم أعدادًا كبيرة مجتمعة هناك وقد تهيّأوا للشركة في الأسرار المقدّسة، لكنهم لا يفعلون ذلك بهدف جاد وسموّ للإرادة. وعندما يخرجون من الكنائس فإنهم في الحال ينسون التعاليم المقدّسة. ثالثًا: الأرض المملوءة أشواكًا "وسقط آخر على الشوك، فطلع الشوك وخنقه" [7]. إنها تمثِّل النفس التي تخنقها أشواك اهتمامات العالم، فإنه لا يمكن للكلمة الإلهيّة أن تبقى عاملة في قلب متمسِّك باهتمامات العالم، أو ما دعاه السيّد: "همّ هذا العالم وغرور الغنى" [22]. ويلاحظ هنا أنه لم يقل "العالم والغنى" بل "همّ العالم وغرور الغنى" وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [ليتنا لا نلُم الأشياء في ذاتها، وإنما نلوم الذهن الفاسد، فإنه يمكنك أن تكون غنيًا، لكن بلا غرور الغنى، وأن تكون في العالم دون أن يخنقك باهتماماته.] يوضّح القدّيس إكليمنضس السكندري بأنه لا يجب أن نلوم المال، بل سوء استعماله، كذلك ليس فضل أن يكون الإنسان فقيرًا، ولكن الفضل أن نمارس مسكنة الروح، أي عدم التعلُّق بالأموال. يتحدّث الأب غريغوريوس (الكبير) عن غرور الغنى، قائلاً: [من يصدّقني إن فسَّرت الأشواك بأنها الغنى، خاصة وأن الأشواك تؤلمنا، بينما الغنى يبهجنا؟ ومع ذلك فهي أشواك تجرح النفس بوخزات الأفكار التي تثيرها فينا، وبتحريضنا على الخطيّة، إنها تلطِّخنا بفسادها كالدم الخارج من الجرح... الغنى يخدعنا إذ لا يمكن أن يبقى معنا إلى الأبد، ولا أن يُشبع احتياجات قلبنا. الغنى الحقيقي وحده هو ذاك الذي يجعلنا أغنياء في الفضائل، لهذا أيها الاخوة، إن أردتم أن تكونوا أغنياء أحبّوا الغنى الحقيقي، إن أردتم الكرامات العُليا اطلبوا ملكوت السماوات. إن كنتم تحبّون التمتّع بالمجد بدرجة عالية، فأسرعوا لكي تُحصى أسماؤكم بين طغمة الملائكة الممجّدة.] ويُعلّق القدّيس كيرلّس الكبير على الشوك بكونه هموم الحياة وغناها ولذّاتها، قائلاً: [يزرع الفادي البذور، فتصادف قلوبًا تظهر قويّة مثمرة، ولكن بعد قليل تخنقها متاعب الحياة وهمومها، فتجف البذور وتَبلى، أو كما يقول هوشع النبي: "إنهم يزرعون الريح ويحصدون الزوبعة، زرع ليس له غلة لا يصنع دقيقًا، وإن صنع فالغرباء تبتلعه" (هو 8: 7). لنكن زارعين ماهرين، فلا نزرع البذور إلا بعد تطهير الأرض من أشواكها، كل من رمى البذر على أرض تنبت شوكًا وحسكًا يتعرّض لخسارتين: البذر الذي يفنى، والتعب المضني. لنعلم أنه لا يمكن أن تزهر البذور الإلهيّة إلا إذ نزعْنا من عقولنا الهموم العالميّة وجردّْنا أنفسنا عن زهو الغنى الباطل، "لأننا لم ندخل العالم بشيء وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء" (1 تي 6: 7). لأنه ما الفائدة من اِمتلاكنا للأشياء الزائلة الفانية؟ ألم تلاحظ أن الشرور الفاسدة من نهم وطمع وشره وجشع وسكر وعبث ولهو وكبرياء تخنقنا، أو كما يقول رسول المخلّص: "كل ما في العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظّم المعيشة، ليس من الأب بل من العالم، والعالم يمضي وشهوته، وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد" (1 يو 2: 16).] رابعًا: الأرض الجيّدة "وسقط آخر على الأرض الجيّدة، فأعطى ثمرًا بعض مائة وآخر ستين وآخر ثلاثين. من له أذنان للسمع فليسمع" [8-9]. إنها الأرض المنخفضّة التي خضعت للحرث، فتعرَّضت تربتها خلال الحرث للشمس، وتنساب المياه إليها. هذه هي النفس المتواضعة التي تتقبّل التجارب كمحراث يقلب تربتها، فتتعرّض تربتها الداخليّة أي الإنسان الداخلي لإشراقات شمس البرّ نفسه أي المسيح، وتتقبّل إنسياب مياه الروح القدس عاملاً فيها. مثل هذه النفس تأتي بثمر مائة وستين وثلاثين. إنها أرض غنيّة ومثمرة تنتج مائة ضعف! صالحة ومثمرة هي النفوس التي تتقبّل الكلمة بعمق وتحتفظ بها، وتهتم بها. يُقال عن مثل هذه النفوس ما قاله الرب على فم أحد الأنبياء: "ويطوِّبكم كل الأمم لأنكم تكونون أرض مسرَّة، قال رب الجنود" (مل 3: 12). فإنه عندما تسقط الكلمة الإلهيّة على نفس طاهرة من الأمور المحزنة، تخرج جذورًا عميقة، وتأتي بسنابل حنطة تحمل ثمرًا متزايدًا. القدّيس كيرلّس الكبير الأرض الجيّدة هي هبة الله لنا بروحه القدّوس الذي يعطينا في المعموديّة الطبيعة الجديدة التي على صورة السيّد المسيح، القادرة أن تثبت في المسيح، وتأتي بثمر الروح المتكاثر. كنّا قبلاً بالخطيّة طريقًا صعبًا تدوسه الأقدام وتلتقط الطيور منه البذار. ومن أجلنا صار السيّد المسيح الطريق الذي لن يقدر عدوّ الخير أن يقترب منه، ولا تتجاسر الطيور أن تختطف منه شيئًا. إنه الطريق الآمن الذي لا يعرف القسوة أو العنف، إنّما هو طريق الحق الذي يدخل بنا إلى حضن الأب. أما كوننا أرضًا محجرة، فهذا ليس بالأمر الغريب فقد قبلت البشريّة آلهة من الحجارة عِوض الله الحيّ، وتعبّدت للأوثان زمانًا هذا مقداره، فجاء السيّد المسيح كحجر الزاوية الذي يربط البناء كله، ليس حجرًا جامدًا يقتل الزرع، إنّما حجر حيّ قادر أن يُقيم فينا فردوسًا سماويًا يفرح الآب! أمّا الأشواك والحسك الخانقة للنفس فقد حملها السيّد على رأسه، دافعًا ثمن خطايانا لنتبرّر أمام الآب، ونُوجد في عينيّه بلا لوم، ليس فينا شوك ولا حسك بل ثمر الروح المفرح! لنرفع قلوبنا بالشكر للذي نزع عنّا ما كان لنا بسبب عصياننا من طريق قاسي وأرض محجرة وأشواك وحسك، واهبًا إيّانا الطبيعة الجديدة الغنيّة فيه ليقيمنا فردوسًا سماويًا يأتي بثمار كثيرة

الدوافِع وَ العواطِف وَ الغرائِز فِى سِن الشَّباب

سنتكلّم اليوم فِى موضُوع بِنعمِة ربِنا أعتقِد إِنّه هام جِدّاً بِالنسبة لِمرحلِة سِنّكُمْ وَ هُوَ عَنْ الدوافِع وَ العواطِف وَ الغرائِز فِى سِن الشَّباب وَ سأقُول لكُمْ آية واحدة قالها سُليمان الحكيِم فِى سِفر الأمثال [ لاَ تفِضْ ينابِيعُك إِلَى الخارِجِ سواقِى مِياهٍ فِي الشَّوارِع 0 لِتكُنْ لك وحدك وَ ليس لأجانِب معك ] ( أم 5 : 16 – 17 ) ، ماذا يقصِد بِينابِيعك التَّى تكُون لك وحدك وَ ليس لأجانِب معك ؟ يقصِد غرائِزك وَ قوّتك وَ الدوافِع الداخِليَّة العمِيقة التَّى لديك ، هذِهِ هى ينابِيعك فَلاَ تجعلها سواقِى مِياه فِى الشوارِع سنتكلّم عَنْ ثلاث نِقاط بِنعمِة ربِنا :-

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل